Anúncio
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
Anúncio
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
Anúncio
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
Anúncio
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
Anúncio
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
Anúncio
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
Anúncio
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
Anúncio
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
Anúncio
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
Anúncio
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
Próximos SlideShares
البيان في أن سورة النورين ليست من و لا مثل سور القرآنالبيان في أن سورة النورين ليست من و لا مثل سور القرآن
Carregando em ... 3
1 de 109
Anúncio

Mais conteúdo relacionado

Apresentações para você(20)

Similar a نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم(20)

Anúncio

Mais de ربيع أحمد(20)

Anúncio

نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم

  1. ‫نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران‬ ‫الكريم‬ ‫د. ربيع أحمد‬ ‫بسم ا الرحمن الرحيم‬ ‫الحمد لله وحده و الصلة و السلم على من ل نبي بعـده ، وعلى‬ ‫آله وصحبه ، أما بعد :‬ ‫1‬
  2. ‫فمن دأب أعداء السلم إلقاء الشبهات الواهية إلى المسلمين الفينة‬ ‫بعد الفينة للتشكيك في السلم عن طريق قلب الحقائق و المجادلة‬ ‫بالباطل و نشر الكاذيب و الخرافات و تدعيم الكاذيب و الخرافات‬ ‫بالدلة الواهية حتى تصير حقائق مسلمة عند ذوي العقول الضعيفة‬ ‫الجاهلة إذ ل يهدأ بال ، و دين ا في ازدياد .‬ ‫قال ا - سبحانه و تعالى - : ﴿ وا ُيجدالِدل اَّللِذين داَكداَفروا لِبدابْلداَبداطل لِلا ُيبْدحضاوا لِبه ابْلحق ﴾ ) سورة الكهف من‬ ‫لِ لِ لِ ا ُ لِ داَ َّ‬ ‫داَ ا ُ‬ ‫داَ داَ ا ُ‬ ‫الية 65 ( أي أ َ ن ا ل ذي ن ك ف روا ي جا د لو ن با ل با ط ل، أ َ ي :ي خا ص مو ن ال ر س لَ‬ ‫ّ ُ‬ ‫ْ ُ َ ِ ُ َ‬ ‫ُ َ ُِ َ ِ َْ ِ ِ‬ ‫ّ ّ ِ َ َ َ ُ‬ ‫با ل با ط ل، ك ق و ل ه م في ال ر سو ل سا ح ر، شا عِ ر، كا ه ن، و ك قَ و لِ ه م في‬ ‫ٌ َ ِ ٌ َ َ ْ ِ ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ ُ ِ :َ ِ ٌ‬ ‫ِ َْ ِ ِ َ َ ِْ ِ ْ ِ‬ ‫ْ َ ِ‬ ‫ا ل ق رآ ن : أ َ سا طي ر ا ل َو لي ن، س ح ر، ش ع ر، ك ها ن ة، و ك سُ ؤا ل ه م ع ن أ َ ص حا ب‬ ‫ِ ْ ٌ ِ َ َ ٌ َ َ َ ِ ِ ْ َ ْ‬ ‫ِ ْ ٌ‬ ‫َ ِ ُ ْ ِّ َ‬ ‫ْ ُ ْ ِ‬ ‫ّ‬ ‫ا ل ك ه ف، و ذي ا ل ق ر ن ي ن، و س ؤا ل ه م ع ن ال رو ح ع نا دا و ت ع ن تا، ل ي ب ط لوا ا ل حَ ق‬ ‫ْ‬ ‫ّ ِ َِ ً ََ ًَّ ُِْ ُِ‬ ‫ْ َ َْْ ِ َ ُ َ ِ ِ ْ َ ِ‬ ‫ْ َ ْ ِ َ ِ‬ ‫ب ج دا ل ه م و خ صا م ه م با ل با ط ل1.‬ ‫ِ ِ َ ِ ِ ْ َ ِ َ ِ ِ ْ ِ َْ ِ ِ‬ ‫والحق واضح ولكن الذين كفروا يجادلون بالباطل ليغلبوا به الحق‬ ‫ويبطلوه2.‬ ‫و فعل أعداء السلم إن دل فإنما يدل على سفاهة عقولهم و قصور‬ ‫ثقافتهم و شدة حقدهم على السلم .‬ ‫و رغم سخافة شبهاتهم وشدة بطلنها بما يغني عن إبطالها إل أن‬ ‫بعض الناس عندما تلقى إليه إحدى هذه الشبه يدخل في قلبه الريبة‬ ‫والشك ، ولو سأل أهل العلم لجابوه بما يشفي صدره ويروي ظمائه إذ‬ ‫ل يوجد شبهة يرددها أعداء السلم إل و في السلم ما يسحقها و‬ ‫يستأصل شأفتها ، و كتب أهل العلم مليئة بالردود على كل شبهة كبيرة‬ ‫كانت أو صغيرة .‬ ‫1‬ ‫2‬ ‫ أضواء البيان للشنقيطي 603/3‬‫ في ظلل القرآن لسيد قطب 6722/4‬‫2‬
  3. ‫و مما أثاره أعداء السلم من شبه الزعم بأن القرآن غير متواتر ، و أن‬ ‫حفظة القرآن في العهد النبوي كانوا قليلين و أكثر حفظة القرآن قد‬ ‫ماتوا قبل جمع القرآن وتدوينه و أن وسائل و أدوات حفظ القرآن قبل‬ ‫جمعه كانت بدائية و غير مأمونة ل تكاد تحفظ شيئا فضاع من القرآن‬ ‫الكثير ، وهناك الكثير من الروايات على حد زعمهم تؤكد على ضياع‬ ‫سور و آيات من القرآن إلى غير ذلك من الشبه التي مفادها الطعن في‬ ‫تواتر القرآن و صحة نقله .‬ ‫و في هذه السطور محاولة عرض شبههم الباطلة و بيان عورها و‬ ‫فسادها فاللهم ارزقني التوفيق و السداد .‬ ‫فهرس المحتويات‬ ‫الرد على زعمهم أن طريقة إثبات المسلمين لعدم تحريف القرآن ل‬ ‫يمكن أن تكون من عند القرآن نفسه‬ ‫3‬
  4. ‫الرد على شبهة أن أدوات حفظ القرآن قبل جمعه كانت بدائية و غير‬ ‫مأمونة ل تكاد تحفظ شيئا فضاع من القرآن الكثير‬ ‫الرد على سؤال المغرضين كيف يكون قرآن المسلمين متواترا ،و هناك‬ ‫آيات من القرآن لم يعرفها سوى صحابي واحد ؟‬ ‫الر على شبهة أن الصحابة كانوا يضعون اليات حسب رغبتهم ، و أن‬ ‫آخر سورة براءة لم يحفظها غير واحد من الصحابة‬ ‫الرد على سؤالهم كيف يكون القرآن قد وصل إلى المسلمين كامل و قد‬ ‫مات الكثير من حفظة القرآن ؟‬ ‫الرد على سؤالهم : لماذا ترك نبي السلم المة السلمية بل مصحف‬ ‫مجموع و ل كتاب يحوي القرآن كامل ل مبعثرا ؟‬ ‫الرد على سؤالهم : كيف يجمع القرآن ثلث مرات ؟‬ ‫الرد على شبهة عدم كتابة القرآن في العهد النبوي‬ ‫الرد على تشكيكهم في تواتر القرآن بدعوى أن حفظة القرآن من‬ ‫الصحابة كانوا قليلين‬ ‫الرد على استفسارهم كيف جمع القرآن عدد كثير من الصحابة و‬ ‫المعروف بجمع القرآن منهم عدد قليل ؟‬ ‫هل قول زيد : لو ك لفونى نقل جبل من الجبال ما كان بأثقل عل ى م ما‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫كان أمرونى به من جمع القرآن يفيد عدم كتابة القرآن في العهد‬ ‫النبوي أو أن زيدا لم يكن من حفظة القرآن ؟ .‬ ‫الرد على فهم سقيم لقول أبي بكر لعمر وزيد : اقعدا على باب المسجد‬ ‫فمن جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب ا فاكتباه‬ ‫الرد على سؤالهم : ك ي ف و ق ع ت ال ث ق ة ب أ ص حا بِ ال ر قا ع و ص دو ر ال ر جا ل أل‬ ‫ّ َ ِ َ ُ ُ ِ ّ َ ِ‬ ‫َْ َ َ َ َ ِ ّ َ ُ َِ ْ َ‬ ‫يحتمل كذب أحدهم ؟‬ ‫الرد على زعمهم أن آية الرجم سقطت من المصحف العثماني‬ ‫الرد على زعمهم أن آية : ل و أ َ ن ل ب ن آ د م م ث ل وا د ما ل سقطت من‬ ‫َ ْ ّ ِ ْ ِ َ َ ِْ َ َ ٍ َ ً‬ ‫المصحف العثماني‬ ‫الرد على زعمهم أن آية : ) ب ل غوا ق و م نا فَ ق د لَ قي نا ( سقطت‬ ‫َ ْ ِ َ‬ ‫َ ْ ََ‬ ‫َّ ُ‬ ‫من المصحف العثماني‬ ‫الرد على سؤالهم : كيف يكون جمع القرآن عن إجماع من الصحابة و قد‬ ‫اعترض ابن مسعود عليه ؟ و كيف يكون القرآن متواترا عن الصحابة و‬ ‫قد اعترض ابن مسعود على المصحف العثماني ؟‬ ‫4‬
  5. ‫الرد على سؤالهم كيف تقولون أن القرآن متواتر عن الصحابة رغم أن‬ ‫ابن مسعود أنكر المعوذتين و لم يكتبهما في مصحفه ؟‬ ‫الرد على زعمهم بنقص سورتي الحفد و الخلع من المصحف العثماني‬ ‫الرد على سؤالهم كيف تقولون أن القرآن متواتر عن الصحابة رغم أن‬ ‫مصاحف بعض الصحابة تخالف المصحف العثماني ؟‬ ‫الرد على سؤالهم كيف تقولون بتواتر القرآن رغم أن أسانيد قراءات‬ ‫القرآن تنتهى عند القراء العشر ؟‬ ‫الرد على زعمهم أن آية : ﴿ وما خ ل ق ال ذ ك ر وا ل ُنثى ﴾ زيد فيها ﴿و ما‬ ‫ّ َ َ َ ْ ْ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ‬ ‫خلق ﴾‬ ‫الرد على زعمهم أن قوله تعالى : ﴿ حا ف ظوا ع لى ال ص ل وا تِ وال ص ل ةِ‬ ‫ّ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ ِ ُ‬ ‫ا ل و س طى ﴾ نقص منه و صلة العصر‬ ‫ْ ُ ْ َ‬ ‫الرد على زعمهم بحذف آية " خمس رضعات يحرمن " من القرآن‬ ‫الرد على زعمهم أن تعدد القراءات يدل على اضطراب النص القرآني‬ ‫وتحريفه ، وسببه عدم تنقيط المصحف العثماني‬ ‫الرد على زعمهم أن قوله تعالى : ﴿ ت ب ت ي دا أ َ بي ل ه ب و ت ب ﴾ نقص منه‬ ‫َ َ ٍ ََ ّ‬ ‫َّ ْ َ َ ِ‬ ‫قد‬ ‫الرد على زعمهم أن طريقة إثبات المسلمين لعدم تحريف القرآن ل‬ ‫يمكن أن تكون من عند القرآن نفسه‬ ‫5‬
  6. ‫يزعم أحد المغرضين أن طريقة إثبات المسلمين لعدم تحريف القرآن‬ ‫الكريم ل يمكن أن تكون من عند القرآن نفسه و علل ذلك بأن‬ ‫الستدلل بالقرآن نفسه يؤدي إلى الدور و هو باطل و أخذ يشرح و‬ ‫يقول فإذا افترضنا وقوع زيادة في القرآن جاز أن يكون قوله تعالى :‬ ‫﴿ إ ِ نا ن ح ن ن ز ل نا ال ذّ ك ر و إ ِ نا ل ه ل حا ف ظو ن ﴾ ) الحجر الية 9 ( من جملة‬ ‫ْ َ َ ّ َ ُ َ َ ِ ُ َ‬ ‫ّ َ ْ ُ َ َّْ‬ ‫النصوص المضافة إلى القرآن، و من هنا قال : هذا أمر واضح تدخل‬ ‫فيه كل النصوص القرآنية التي تفيد حفظ القرآن من التبديل .‬ ‫ّ ْ َ َ ّ َ ُ‬ ‫و قد غفل هذا الكافر أن الذي قال ﴿ إ ِ نا ن ح ن ن ز لْ نا ال ذ ك ر و إ ِ نا ل ه‬ ‫ّ َ ْ ُ َ ّ َ‬ ‫ل حا ف ظو ن ﴾ هو الذي قال : ﴿ أ َ ف ل َ ي ت دَ ب رو ن ا لْ ق رآ ن و ل و كا ن م ن عن دِ غَ ي رِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ َ ََ ْ َ َ ِ ْ ِ‬ ‫َ ََ ّ ُ َ‬ ‫َ َ ِ ُ َ‬ ‫ال ل ه ل و ج دو ا في ه ا خ ت لفا ك ثيرا ﴾ ) سورة النساء الية 28 ( أي أفل‬ ‫َِ‬ ‫ّ ِ َ َ َ ُ ْ ِ ِ ِْ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫يتفكرون في معاني القرآن فيعلمون أنه من عند ا تعالى؟ لنه ﴿ وَ ل و‬ ‫كا ن م ن ع ن د غ ي ر ال ل ه ل و ج دوا في ه ا خ تلفا كَ ثيرا ﴾ أي تناقضا كثيرا، ويقال:‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِْ‬ ‫َ ِ ْ ِْ ِ َْ ِ ّ ِ َ َ َ ُ‬ ‫أباطيل وكذبا كثيرا ؛ لن الختلف في قول الناس، وقول ا تعالى ل‬ ‫اختلف فيه3 .‬ ‫و لن القرآن ل تناقض فيه و ل يعارض بعضه بعضا فهو من عند ا و‬ ‫ليس من كلم بشر ، ولو اعتراه الزيادة أو التبديل لجاز أن يعارض بعضه‬ ‫بعضا ، ولوجد في القرآن ما يخالف أسلوبه البديع و نظمه الفريد ؛ لن‬ ‫كلم ا ل يشبه كلم البشر و لم يحدث أن وجد في القرآن ما يخالف نظمه‬ ‫الفريد و أسلوبه البديع و ألفاظه الفصيحة و لو حدث لنقل إلينا لتوافر‬ ‫الدواعي على نقله .‬ ‫و ما يتوهم منه الختلف والتعارض في القرآن فهو في ذهن القارئ ، و‬ ‫عند الرد لهل العلم يتضح عدم وجود التعارض ، وقد أجاب السادة‬ ‫3‬ ‫ بحر العلوم للسمرقندي 123/1‬‫6‬
  7. ‫العلماء عن كل ما يتوهم منه التعارض في نصوص القرآن ، و لم يتركوا‬ ‫شاردة و ل واردة .‬ ‫و الذي قال ﴿ إ ِ نا ن ح ن ن ز ل نا ال ذ ك ر و إ ِ نا ل ه لَ حا ف ظو ن ﴾ هو الذي قال :‬ ‫ّ ْ َ َ ّ َ ُ َ ِ ُ َ‬ ‫ّ َ ْ ُ َ َّْ‬ ‫ُ ِ‬ ‫﴿ أ م ي قو لو ن ا ف ت را ه ق ل ف أ تو ا ب سو ر ة م ث ل ه وا د عو ا م ن ا س ت ط ع تم من دو ن‬ ‫ّ‬ ‫َْ َ ُْ‬ ‫ْ َ ُ ُ َ َْ َ ُ ُ ْ َُْ ْ ِ ُ َ ٍ ِّْ ِ َ ْ ُ ْ َ ِ‬ ‫ال ل ه إن كن ت م صا د قي ن ﴾ ) سورة يونس الية 83 ( فكلم ا ل يشبه كلم‬ ‫ُ ُ ْ َ ِ ِ َ‬ ‫ّ ِ ِ‬ ‫المخلوقين و ل يمكن لبشر أن يأتي بكلم مشابه لكلم ا ، والقول بجواز‬ ‫الزيادة علي القرآن أو تبديله تستدعي أن يكون باستطاعة البشر التيان‬ ‫بكلم يماثل القرآن ، وهذا لم يحدث قط و لو حدث لنقل إلينا لتوافر‬ ‫الدواعي على نقله .‬ ‫و العلم بتفصيل القرآن و أبعاضه في صحة نقله كالعلم بجملته وجرى‬ ‫ذلك مجرى ما علم ضرورة من الكتب المصنفة ككتاب سيبويه والمزني‬ ‫فإن أهل العناية بهذا الشأن يعلمون من تفصيلها ما يعلمونه من‬ ‫جملتها حتى لو أن مدخل أدخل في كتاب سيبويه بابا من النحو ليس من‬ ‫الكتاب لع رف و م يز، و ع لم أ نه م ل ح ق وليس من أصل الكتاب وكذا القول‬ ‫ّ ُْ َ ٌ‬ ‫ُِ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ ِ‬ ‫في كتاب المزني ومعلوم أن العناية بنقل القرآن وضبطه أصدق من‬ ‫العناية بضبط كتاب سيبويه ودواوين الشعراء4.‬ ‫و العلم بصحة نقل القرآن كالعلم بالبلدان والحوادث الكبار والوقائع‬ ‫العظام، والكتب المشهورة، وأشعار العرب المسطورة، فإن الغاية‬ ‫اشتدت والدواعي توفرت على نقله وحراسته ... وعلماء المسلمين قد‬ ‫بلغوا في حفظه وحمايته الغاية حتى عرفوا كل شيء اختلف فيه من‬ ‫إعرابه وقراءته وحروفه وآياته فكيف يجوز أن يكون مغيرا أو منقوصا‬ ‫مع العناية الصادقة والضبط الشديد ؟!! 5.‬ ‫ولم ينقل المسلمون القرآن لنا وحده كي يمكن فرض تطرق التحريف‬ ‫إليه ، بل نقل تفسير آياته ، ومعاني كلماته ، وأسباب نزوله ، وإعراب‬ ‫4‬ ‫5‬ ‫ تفسير اللوسي 52/1‬‫ تفسير اللوسي 52/1‬‫7‬
  8. ‫كلماته ، وشرح أحكامه ، و كل من هذا شأنه ل يمكن تغييره ول إسقاط‬ ‫شيء منه .‬ ‫و لم ينقل القرآن بالكتابة فقط كي يمكن فرض تطرق التحريف إليه ،‬ ‫بل نقل القرآن بالحفظ في الصدور آلف عن آلف و أيضا بالحفظ في‬ ‫السطور و الذي يجتمع فيه الحفظ في الصدور و السطور معا ل يمكن‬ ‫تغييره ول إسقاط شيء منه .‬ ‫الرد على شبهة أن أدوات حفظ القرآن قبل جمعه كانت بدائية و غير‬ ‫مأمونة ل تكاد تحفظ شيئا فضاع من القرآن الكثير‬ ‫يقول المغرضون : إن أدوات حفظ القرآن قبل جمعه مثل الحجارة و‬ ‫سعف النخل و العظام أدوات بدائية و غير مأمونة ل تصلح للكتابة عليها‬ ‫و ل تكاد تحفظ شيئا فضاع من القرآن الكثير ، وهذا الكلم يدل على‬ ‫جهلهم الفادح بعلوم القرآن ، و أن القرآن يؤخذ بالسماع و التلقي ل‬ ‫الكتابة و المعول عليه في نقل القرآن التلقي والسماع ل الكتابة .‬ ‫و من يريد حفظ القرآن ل يحفظه من المصحف دون سماعه القراءة‬ ‫الصحيحة من حافظ متقن سمع القراءة من حافظ متقن آخر و هكذا‬ ‫فل يؤخذ القرآن من مصحفي .‬ ‫أضف إلى ذلك أن الحجارة و سعف النخل و العظام التي كتب عليها‬ ‫بعض آيات القرآن لم تكن بحيث يمكن أن يتخيل أولئك الطاعنون أو‬ ‫يخيلوا إلى الناس أنها ل تصلح للكتابة عليها بل كانت العرب لبداوتها‬ ‫ولبعدها عن وسائل الحضارة والعمران تصطفي من أنواع الحجارة‬ ‫8‬
  9. ‫الموفورة عندها نوعا رقيقا يكون كالصحيفة يصلح للكتابة وللبقاء أشبه‬ ‫بما نراه اليوم من الكتابة الجميلة المنقوشة على صفحات مصنوعة مما‬ ‫نسميه الجبس .‬ ‫وكذلك سعف النخل يكشطون الخوص عنه ويكتبون في الجزء العريض‬ ‫منه بعد أن يصقلوه ويهذبوه فيكون أشبه بالصحيفة. وقل مثل هذا في‬ ‫العظام بدليل أن الروايات الواردة في ذلك نصت على نوع خاص منه‬ ‫وهو عظام الكتاف وذلك لنها عريضة رقيقة ومصقولة صالحة للكتابة‬ ‫عليها بسهولة 6.‬ ‫و القول بأن ما كان مكتوبا من القرآن على العظام ونحوها كان غير‬ ‫منظم ول مضبوط ينقضه أن ترتيب آيات القرآن كان توقيفيا ، و أن‬ ‫الرسول - صلى ا عليه وسلم - كان يرشد كتاب الوحي أن يضعوا آية‬ ‫كذا في مكان كذا من سورة كذا .‬ ‫و كان يقرئها أصحابه كذلك ويحفظها الجميع و يكتبها من ساء منهم‬ ‫لنفسه على هذا النحو حتى صار ترتيب القرآن وضبط آياته معروفا‬ ‫مستفيضا بين الصحابة حفظا و كتابة .‬ ‫ووجدوا ما كتب عند الرسول من القرآن مرتب اليات كذلك في كل‬ ‫رقعة أو عظمة و إن كانت العظام والرقاع منتشرة و كثيرة مبعثرة .‬ ‫7‬ ‫و استنتاجهم من هذا كون القرآن الحالي ل يحتوي جميع اليات التي‬ ‫نطق بها محمد استنتاج معكوس وفهم منكوس ؛ لن كتابة القرآن‬ ‫6‬ ‫7‬ ‫ مناهل العرفان ص 1/ 782‬‫ مناهل العرفان ص 1/ 372‬‫9‬
  10. ‫وحفظه في آن واحد في صدور آلف مؤلفة من الخلق أدعى إلى بقاء‬ ‫ذلك القرآن وأدل على أنه لم تفلت منه كلمة ول حرف. كيف وأحد‬ ‫المرين من الكتابة والحفظ كاف في هذه الثقة فما بالك إذا كان‬ ‫القرآن كله مكتوبا بخطوط أشخاص كثيرين ومحفوظا في صدور‬ ‫جماعات كثيرين8.‬ ‫أي لم ينقل القرآن بالكتابة فقط كي يمكن فرض تطرق التحريف إليه ،‬ ‫بل نقل القرآن بالحفظ في الصدور آلف عن آلف و أيضا بالحفظ في‬ ‫السطور ، و الذي يجتمع فيه الحفظ في الصدور و السطور معا ل يمكن‬ ‫تغييره ول إسقاط شيء منه .‬ ‫و لو أن العتماد في حفظ القرآن على الخذ من الصحف أو من قطع‬ ‫الحجارة أو العظام لجاز هذا الفرض ، و ليس المر كذلك ، فالمعول‬ ‫عليه في القرآن هو التلقي عن النبي - صلى ا عليه وسلم - ، أو عمن‬ ‫سمع منه، والحفظ في الصدور، وأما الكتابة فإنما كانت لتأكيد المحفوظ‬ ‫في الصدور و الوقوف على مرسوم الخط الذي هو توقيفي، ول شك أن‬ ‫الشيء إذا توارد عليه المران الحفظ و الكتابة يكون هذا أدعى إلى‬ ‫اليقين ، والوثوق به ، والطمئنان إليه، وما دام أن المعول عليه في‬ ‫القرآن الحفظ، فاحتمال ضياع بعض المكتوب فيه ل يضيرنا في شيء ،‬ ‫وإن كان هذا الحتمال بعيدا ج دا ؛ إذ كانوا يحافظون على المكتوب‬ ‫ّ‬ ‫غاية الحفظ9 .‬ ‫الرد على سؤال المغرضين كيف يكون قرآن المسلمين متواترا ،و هناك‬ ‫آيات من القرآن لم يعرفها سوى صحابي واحد ؟‬ ‫8 - مناهل العرفان ص 782‬ ‫9 - المدخل لدراسة القرآن الكريم لمحمد أبي شهبة ص 392‬ ‫01‬
  11. ‫بتتبع بعض كتابات أهل الكفر و اللحاد وجدنا الكثير منهم يطعن في‬ ‫تواتر القرآن و يستدل على هذا الفك بأن هناك آية من كتاب ا لم‬ ‫يعرفها سوى صحابي واحد إذ قد اكتفى زيد بن ثابت برجل واحد في‬ ‫نقل بعض اليات ، و من ثم اعتمد زيد في جمع القرآن على بعض‬ ‫الروايات الحادية .‬ ‫و يسأل أحدهم : كيف يكون القرآن متوات را كله مع ما يروى من وجود‬ ‫ً‬ ‫بعض اليات عند الواحد من الصحابة ؟‬ ‫و هذا نتيجة فهمهم المغلوط لقول زيد بن ثابت - رضي ا عنه - : "‬ ‫ف ق د ت آ ي ة م ن ا ل َح زا ب حي ن ن س خ نا ا ل م ص ح ف ، ق د ك ن ت أ َ سْ م ع ر سو ل ال لّ هِ -‬ ‫َ ُ َ ُ َ‬ ‫َ ْ ُْ ُ‬ ‫َ َ ْ ُ َ ً ِ ْ ْ ْ َ ِ ِ َ َ َ َْ ْ ُ ْ َ َ‬ ‫ص لى ال ل ه ع ل ي ه و س ل م - ي ق ر أ ُ ب ها ، فا ل ت م س نا ها ف و جَ د نا ها م ع خ ز ي م ة ب نِ‬ ‫َ َْ َ َْ َ َ َ َْ َ َ َ ُ َْ َ َ ْ‬ ‫ّ ُ ََْ ِ َ َّ َ َ ْ َ ِ َ‬ ‫َّ‬ ‫ثا ب ت ا ل َن صا ر ي : ﴿ م ن ا ل م ؤ م ني ن ر جا ل ص د قوا ما عا ه دوا ال ل ه ع ل ي ه ﴾‬ ‫ّ َ ََْ ِ‬ ‫َ َ َ ُ‬ ‫ِ ْ ْ ُ ْ ِِ َ ِ َ ٌ َ َ ُ‬ ‫َ ِ ٍ ْ ْ َ ِ ّ‬ ‫) سورة الحزاب من الية 32 (ف أ ل ح ق نا ها في سو ر ت ها في ال م ص ح فِ "01 .‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫ُ َِ َ ِ‬ ‫ََْ َ َْ َ ِ‬ ‫و قول زيد بن ثابت - رضي ا عنه – أيضا : "ف ت ت ب ع ت ال قُ رآ ن أ َ ج م ع ه م ن‬ ‫ْ َ ْ َ ُ ُ ِ َ‬ ‫َََّ ْ ُ‬ ‫ال ع س ب وال ل خا ف، و ص دو ر ال ر جا ل، ح تى و ج د تُ آ خ ر سو ر ة ال ت و ب ة م عَ أ َ بي‬ ‫ِ‬ ‫ِ َ ُ َ ِ ّ َْ ِ َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ُ ُ ِ َ ّ َ ِ َ ُ ُ ِ ّ َ ِ َّ‬ ‫َ ْ َ َ ُ ْ َ ُ ٌ ِ ْ‬ ‫خ ز ي م ة ا ل َن صا ر ي ل م أ َ ج د ها م ع أ َ ح د غ ي ر ه ، ﴿ لَ ق د جا ء ك م ر سو ل م ن‬ ‫ْ َ ِ ّ َ ْ ِ ْ َ َ َ َ ٍ َْ ِ ِ‬ ‫ُ َْ َ َ‬ ‫َ ِ َ ِ‬ ‫أ َ ن ف س ك م ع زي ز ع ل ي ه ما ع ن ت م ﴾ ) سورة التوبة الية 821 حَ تى خا ت م ة‬ ‫( ّ‬ ‫ْ ُ ِ ُ ْ َ ِ ٌ ََْ ِ َ َِّ ْ‬ ‫11‬ ‫ب را ء ة ... "‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫و يقول أحد المغرضين هداه ا للسلم : )) يتبين من خلل هذا‬ ‫الحديث أن زيد بن ثابث اعتمد بخصوص اليتين الخيرتين من سورة‬ ‫التوبة على مصدر واحد فقط ؛ لن ل أحد غير أبي خزيمة كان على دراية‬ ‫بهما ولو لم يكن المر كذلك لفقدتا من القرآن .‬ ‫01‬ ‫11‬ ‫ رواه البخاري في صحيحه 381/6 حديث رقم 7894‬‫ رواه البخاري في صحيحه 381/6 حديث رقم 6894‬‫11‬
  12. ‫فمن المستبعد إذن أن يكون كثير من الحفاظ قد علموا جميع القرآن‬ ‫إلى آخر حرف منه ؛ لنه كان متناثرا لدرجة أن بعض المقاطع لم يكن‬ ‫يعرفها إل القليل من الصحابة و في الحالة التي نحن بصددها كان هناك‬ ‫شاهد واحد عليها فقط - أبي خزيمة النصاري- (( .‬ ‫ُ‬ ‫و ما فهموه من هذين الحديث خلف الفهم الصحيح فالحديث الول يدل‬ ‫أن زيد بن ثابت - رضي ا عنه - كان يعرف هذه الية قبل هذه الحادثة ،‬ ‫بدليل قوله : )ف ق د ت آ ي ة م ن ا ل َح زا ب حي ن ن س خ نا ا ل م ص ح فَ ( إذ كيف‬ ‫َ َ ْ ُ َ ً ِ ْ ْ ْ َ ِ ِ َ َ َ َْ ْ ُ ْ َ‬ ‫يفتقد شيئا ل يعرفه أصل ؟!! ولو لم يعرفها لم يدر هل فقد شيئا أم ل ،‬ ‫وقوله : )ق دْ ك ن ت أ َ س م ع ر سو ل ال ل ه ص لى ال ل ه ع ل ي ه و سَ ل م - ي ق ر أ ُ ب ها (‬ ‫ّ ُ ََْ ِ َ ّ َ َ ْ َ ِ َ‬ ‫َ ُْ ُ ْ َ ُ َ ُ َ ّ ِ -َّ‬ ‫يدل على حفظه لها أضف إلى ذلك أن زيدا نفسه كان م من جمع القرآن‬ ‫ّ‬ ‫حفظا على عهد رسول ا - صلى ا عليه وسلم - ، و جمعه طائفة كانوا‬ ‫أحياء يومئذ21 .‬ ‫ولما وجد زيد هذه الية عند خزيمة اكتفى بشهادة مكتوب خزيمة مع‬ ‫شهادة محفوظه هو و من كان معه من الرهط القرشيين، وما اعترض‬ ‫أحد من الصحابة على ذلك ف الصحابة الذين في زمن الجمع أقروا ما‬ ‫جمع ؛ فدل ذلك على موافقة هذه الية محفوظهم و مكتوبهم .‬ ‫و قول زيد بن ثابت - رضي ا عنه – في الحديث الثاني : ) فتتبعت‬ ‫القرآن أجمعه من الرقاع و الكتاف و العسب و صدور الرجال ( يفيد أن‬ ‫طريقة الجمع تعتمد على أمرين :‬ ‫1 - ما كان محفوظا في صدور الصحابة - رضوان ا عليهم - .‬ ‫2 - ما كان مكتوبا بين يدي رسول ا - ص لى ا عليه وس لم -31.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫21 - المقدمات الساسية في علوم القرآن للجديع ص 79‬ ‫31 - المنار في علوم القرآن للدكتور محمد علي الحسن ص 851‬ ‫21‬
  13. ‫و قول زيد بن ثابت - رضي ا عنه - : ) فتتبعت القرآن أجمعه من‬ ‫الرقاع و الكتاف و العسب و صدور الرجال ( يفيد أن القرآن قد كتب‬ ‫في عهد النبي - ص لى ا عليه و س لم - .‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫و هذا الحديث يدل على دقة زيد بن ثابت - رضي ا عنه – إذ يدل أ ن‬ ‫زيدا لم يعتمد على الحفظ وحده ، بدليل أنه لم يجد آخر براءة إ ل مع‬ ‫ّ‬ ‫أبي خزيمة ، أي : كتابة ؛ لنه يحفظها ، و كثير من الصحابة يحفظونها41.‬ ‫أضف إلى ذلك أن عدم الوجدان ليس نفيا للوجود ،و عدم العلم‬ ‫بالشيء ل يكون علما بعدمه ول يكون دليل على نفي وجوده فقد‬ ‫يكون هناك من معه هذين اليتين و لم يطلع على ذلك زيد فالصحابة‬ ‫كانوا متفرقين في المصار ، والمعول عليه في القرآن حفظه في‬ ‫الصدر ل كتابته .‬ ‫و قال الزرقاني رحمه ا - : » و انتهج زيد في القرآن طريقة‬ ‫دقيقة محكمة وضعها له أبو بكر و عمر فيها ضمان لحياطة كتاب ا بما‬ ‫يليق به من تثبت بالغ و حذر دقيق وتحريات شاملة فلم يكتف بما حفظ‬ ‫في قلبه ول بما كتب بيده ول بما سمع بأذنه .‬ ‫بل جعل يتتبع ويستقصي آخذا على نفسه أن يعتمد في جمعه على‬ ‫مصدرين اثنين : أحدهما ما كتب بين يدي رسول ا - صلى ا عليه‬ ‫وسلم - .‬ ‫41‬ ‫ موسوعة علوم القرآن لعبد القادر محمد منصور ص 301‬‫31‬
  14. ‫و الثاني : ما كان محفوظا في صدور الرجال . و بلغ من مبالغته في‬ ‫الحيطة و الحذر أنه لم يقبل شيئا من المكتوب حتى يشهد شاهدان عدلن‬ ‫أنه كتب بين يدي رسول ا - صلى ا عليه وسلم - .‬ ‫يدل على ذلك ما أخرجه ابن أبي داود من طريق يحيى بن عبد الرحمن‬ ‫بن حاطب قال: قدم عمر فقال : من كان تلقى من رسول ا - صلى ا‬ ‫عليه وسلم - شيئا من القرآن فليأت به وكانوا يكتبون ذلك في الصحف‬ ‫واللواح والعسب وكان ل يقبل من أحد شيئا حتى يشهد شاهدان .‬ ‫و يدل عليه ما أخرجه أبو داود أيضا ولكن من طريق هشام بن عروة‬ ‫عن أبيه أن أبا بكر قال لعمر و لزيد : اقعدا على باب المسجد فمن‬ ‫جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب ا فاكتباه ا. هـ و هو حديث‬ ‫رجاله ثقات وإن كان منقطعا قال ابن حجر : المراد بالشاهدين :‬ ‫الحفظ و الكتابة .‬ ‫و قال السخاوي في جمال القراء ما يفيد أن المراد بهما رجلن عدلن‬ ‫إذ يقول ما نصه : المراد أنهما يشهدان على أن ذلك المكتوب كتب بين‬ ‫يدي رسول ا - صلى ا عليه وسلم - .‬ ‫و لم يعتمد زيد على الحفظ وحده ، و لذلك قال في الحديث الذي رواه‬ ‫البخاري سابقا إنه لم يجد آخر سورة براءة إل مع أبي خزيمة أي لم‬ ‫يجدها مكتوبة إل مع أبي خزيمة النصاري مع أن زيدا كان يحفظها و‬ ‫كان كثيرا من الصحابة يحفظونها .‬ ‫41‬
  15. ‫و لكنه أراد أن يجمع بين الحفظ و الكتابة زيادة في التوثق ومبالغة‬ ‫في الحتياط . و على هذا الدستور الرشيد تم جمع القرآن بإشراف أبي‬ ‫بكر وعمر وأكابر الصحابة وإجماع المة عليه دون نكير . و كان ذلك‬ ‫منقبة خالدة ل يزال التاريخ يذكرها بالجميل لبي بكر في الشراف و‬ ‫لعمر في القتراح و لزيد في التنفيذ و للصحابة في المعاونة و القرار‬ ‫« 51.‬ ‫ُ ُ ِ‬ ‫و قول زيد - رضي ا عنه - : )ف ت ت ب ع ت ال قُ رآ ن أ َ ج م ع ه م ن ال ع س ب‬ ‫ْ َ ْ َ ُ ُ ِ َ‬ ‫َََّ ْ ُ‬ ‫وال ل خا ف، و ص دو ر ال ر جا ل، ح تى و ج د ت آ خ ر سو ر ة ال ت و ب ة م ع أ َ بي خُ زَ ي م ة‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ َ ْ ُ ِ َ ُ َ ِ ّ َْ ِ َ َ ِ‬ ‫َ ّ َ ِ َ ُ ُ ِ ّ َ ِ َّ‬ ‫ا ل َن صا ر ي ل م أ َ ج د ها م ع أ َ ح دٍ غ ي ر ه ( يدل على أن المقصود بقوله " ل مْ‬ ‫َ‬ ‫َْ ِ ِ‬ ‫ْ َ ِ ّ َ ْ ِ ْ َ َ َ َ‬ ‫أ َ ج د ها م ع أ َ ح دٍ غ ي ر ه " أي لم أجدها مكتوبة ، و لو أرد الحفظ لقال : لم‬ ‫َْ ِ ِ‬ ‫ِ ْ َ َ َ َ‬ ‫َ ْ ِ ْ َ َ َ‬ ‫أجد أحد يحفظ آخر سورة التوبة إل أبو خزيمة ، و ليس : ل م أ َ ج د ها م ع‬ ‫أ َ ح د غ ي ر ه ، والحفظ في الصدر و ليس مع النسان ، و ليس في قول‬ ‫َ ٍ َْ ِ ِ‬ ‫زيد أن أبا خزيمة هو الوحيد الذي يحفظ آخر سورة التوبة لكن معه آخر‬ ‫سورة التوبة فقد كان زيد من حفظة القرآن .‬ ‫و هناك الكثير من الصحابة قد حفظوا القرآن غير زيد كأبي بن كعب ، و‬ ‫عبد ا بن مسعود ، و عبد ا بن عمر، و معاذ بن جبل ، و الدلئل على‬ ‫ذلك كثيرة .‬ ‫قال الشيخ محمد رشيد رضا - رحمه ا - : » و ح سْ ب ك د لي ل ع لى ه ذا أ َ ن ه‬ ‫َ َ ّ ُ‬ ‫َ َ ُ َ َِ ً ََ‬ ‫قا ل : إ ِ ن ه م كا نوا ي س م عو ن ر سو ل ا ص لى ال ل ه ع ل ي ه و س ل م - ي ق ر ؤُ ها،‬ ‫ّ ُ ََْ ِ َ َّ َ َ ْ َ َ‬ ‫ِ -َّ‬ ‫َ ْ َ ُ َ َ ُ َ‬ ‫ّ ُ ْ َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ف ه و ص ري ح في أ َ ن ا ل ب ح ث كا ن ع م ن ك ت ب ها فَ ق ط «61 .‬ ‫َ ْ‬ ‫ّ َْ ْ َ َ َ َ ّ ْ َََ َ‬ ‫َ ُ َ َ ِ ٌ ِ‬ ‫51 - مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني 352/1‬ ‫61‬ ‫- تفسير المنار 67/11‬ ‫51‬
  16. ‫َ ُ َ ً‬ ‫قال ابن حجر - رحمه ا - : » قوله : ) لم أجدها مع أحد غيره ( أي : م كْ تو ب ة‬ ‫َِ َ ِ َ َ َْ َ ُ ِ ْ َ ِ‬ ‫ل ما ت ق د مَ م ن أ َ ن ه كا ن ل ي ك ت في با ل ح ف ظ دو ن ا لْ ك تا ب ة و ل ي ل ز م م ن ع دَ م‬ ‫ِ ْ ِ ْ ِ ُ َ‬ ‫ِ ْ ّ ُ َ َ َ َ َْ ِ‬ ‫ِ َ َ َ ّ‬ ‫و ج دا ن ه إ ِ يا ها حي ن ئ ذ أ َ ن ل ت كو ن ت وا ت ر ت ع ن دَ م ن ل م ي ت ل ق ها م ن ال ن ب ي -‬ ‫ِ ْ َ ِ ِ ّ َ ِ َِ ٍ ْ َ َ ُ َ َ َ َ َ ْ ِْ َ ْ َ ْ َََ ّ َ ِ َ ِّ ّ‬ ‫ص لى ال ل ه ع ل ي ه و س ل م -و إ ِ ن ما كا ن ز ي دٌ ي ط ل ب ال ت ث ب ت ع م ن ت ل قا ها ب غَ ي ر‬ ‫ّ ُ ََْ ِ َ َّ َ َ ّ َ َ َ َْ َ ُْ ُ َّّ َ َ ّ ْ ََ ّ َ ِ ْ ِ‬ ‫َّ‬ ‫وا س ط ة و ل ع ل ه م ل ما و ج د ها ز ي دٌ ع ن د أ َ بي خُ ز ي م ة ت ذ ك رو ها ك ما ت ذ ك ر ها ز ي دٌ‬ ‫َْ َ َ َ َ ّ ُ َ َ َ َ َ ّ َ َ َْ‬ ‫ِْ َ ِ‬ ‫َ ِ َ ٍ ََ َّ ُ ْ َ ّ َ َ َ َ َْ‬ ‫.‬ ‫و فا ئ د ة ال ت ت ب ع ا ل م بال غة في الستظهار و ا ل وُ قوف ع ن د ما ك ت ب ب ي ن ي د يِ‬ ‫ِْ َ َ ُِ َ َْ َ َ َ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫َ َ ِ َ ُ َّّ ِ ْ َُ َ ِ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ال ن ب ي ص لى ال ل ه ع ل ي ه و س ل م -قا ل ا ل خ طا ب ي ه ذا م ما ي خ فى م عْ نا ه‬ ‫ّ ُ ََْ ِ َ َّ َ َ َ ْ َ ّ ِ ّ َ َ ِ ّ َ ْ َ‬ ‫ِّ ّ -َّ‬ ‫و يو ه م أ َ ن ه كا ن ي ك ت في في إ ِ ث با ت ا ل ي ة ب خ ب ر ال ش خ ص ا لْ وا ح د وَ ل ي س كَ ذَ لِ كَ‬ ‫َ ِ ِ َْ َ‬ ‫ّ ْ ِ‬ ‫َْ ِ ْ َ ِ ِ ََ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َُ ِ ُ ّ ُ َ َ َ َْ ِ‬ ‫ف ق د ا ج ت م ع في ه ذِ ه ا ل ي ة ز ي د ب ن ثا ب ت و أ َ بو خُ ز ي مة وعمر وحكى بن‬ ‫َ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫َ ِ ْ َ ِ َْ ُ ْ ُ َ ِ ٍ َ ُ‬ ‫َ َ ِ َْ َ َ ِ‬ ‫ُ َْ َ َ َ ْ َ َ َ ُ َْ ُ ْ ُ َ ِ ٍ‬ ‫ال تي ن ع ن ال دا و د ي قا ل ل م ي ت ف ر د ب ها أ َ بو خ ز ي م ة ب ل شا ر ك ه ز ي د ب ن ثا ب ت‬ ‫ّ ُ ِ ّ َ َ َ ْ ََ َ ّ ْ ِ َ ُ‬ ‫ّ ِ َ ِ‬ ‫«71.‬ ‫و قال أبو شهبة - رحمه ا - : » العتماد في جمع القرآن كان على‬ ‫الحفظ والكتابة ، وكان غرضهم من ذلك زيادة التوثق والطمئنان ، وأن‬ ‫ما كتبوه إنما هو من عين ما كتب بين يدي رسول ا - صلى ا عليه‬ ‫وسلم - فقول زيد : لم أجدهما ، أي لم أجدهما مكتوبتين و هذا ل‬ ‫ينافي أنهما كانتا محفوظتين عند جمع يثبت بهم التواتر ، و التواتر إنما‬ ‫هو في الحفظ ل في الكتابة ، يدل على ذلك قول زيد في الرواية‬ ‫الثانية : " ففقدت آية من الحزاب كنت أسمع رسول ا يقرأ بها " ،‬ ‫فهو إذا كان حافظا لها ومتيقنا لقرآنيتها ، و كذلك من كانوا معه كانوا‬ ‫يحفظونها و لكن كان يبحث عن أصلها المكتوب .‬ ‫فإن قيل إن اتجه هذا الجواب ، واستقام في الرواية الولى ، فكيف‬ ‫يتجه في الرواية الثانية؛ فقد كانت آية الحزاب مكتوبة في الصحف التي‬ ‫كتبت في عهد الصديق قلت : لعلها انمحت وتطاير مدادها فلم يبق ما‬ ‫71‬ ‫ فتح الباري لبن حجر 51/9‬‫61‬
  17. ‫يدل عليها أو لعل الرضة أكلت موضعها من الصحيفة فاضطر أن يبحث‬ ‫عن أصلها المكتوب فوجده مع خزيمة بن ثابت النصاري ، على أن‬ ‫المعول عليه في القرآن التواتر الحفظي ل الكتابي «81.‬ ‫و على فرض أن زيدا قد أثبت هذه اليات منفردا ، لم يكن ذلك قادحا‬ ‫في تواتر القرآن ؛ لن التعويل في توثيق القرآن إنما هو على الرواية ،‬ ‫والتلقي طبقة عن طبقة إلى رسول ا - ص لى ا عليه وس لم - مع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تحقيق للتواتر في الرواية دون الكتابة ، بل لو لم يكتب أصل ما قدح‬ ‫في تواتره ، حيث نقل سماعا و مشافهة على سبيل التواتر في كل‬ ‫طبقة من طبقات رواته91 .‬ ‫أي تواتر القرآن لم يجئ بسبب كتابته ، و إنما جاء بسبب حفظ وتلقي‬ ‫الجمع الكثير له ، بعضهم من بعض ، تحيل العادة تواطؤهم على الكذب‬ ‫، عن مثلهم في جميع العصار إلى يومنا هذا ، حتى وصل إلينا القرآن‬ ‫غضا طريا كما أنزل ، ل تبديل فيه ول تغيير ، و ل تزييد ول نقص02.‬ ‫و رد الشيخ أبو شهبة على من يفهم أن تواتر القرآن جاء من كتابته قائل‬ ‫: » إن تواتر القرآن جاء من كونه كان - ول يزال - يحفظه اللوف ال م ؤ ل فَ ةِ‬ ‫ُ َّ‬ ‫من المسلمين في كل عصر ولم يزل ينقله اللوف عن اللوف حتى وصل‬ ‫إلينا متوات را، ل تزيد فيه ول نقص، ول تغيير ول تبديل، ولو أن ال م ع وّ ل‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ً‬ ‫ع ل ي ه في التواتر التدوين والكتابة لتواترت آلف الكتب التي دونت في‬ ‫ََْ ِ‬ ‫القديم والحديث في أنواع العلوم والمعارف مع أن أي كتاب منها لم‬ ‫يحظ بالتواتر بمعناه العلمي الصحيح .‬ ‫81 - المدخل لدراسة القرآن الكريم لمحمد أبي شهبة ص 682‬ ‫91 - المنار في علوم القرآن للدكتور محمد علي الحسن ص 951‬ ‫02 - كتابة الحديث في عهد النبي صلى ا عليه وسلم بين النهي والذن ص 66‬ ‫71‬
  18. ‫إن ال م ع و ل ع ل ي ه في التواتر الخذ والتلقي شفا ها عن جمع كثير يستحيل‬ ‫ً‬ ‫ُ َ ّ َ ََْ ِ‬ ‫تواطأهم على الكذب وهؤلء عن جمع كثير غيرهم و هكذا حتى نصل‬ ‫ُّ َ َّ ْ‬ ‫إلى المصدر الصلي الذي نقل عنه الكتاب ، و لو فرضنا أن ال س ن ة دُ و ن ت‬ ‫في عهد ال ن ب ي ومن جاء بعده من الصحابة من غير أن يحفظها بلفظها‬ ‫ِّ ّ‬ ‫هذا الجمع الكثير عن مثله لما ثبت لها التواتر ، و هذا من البدهيات التي‬ ‫نربأ بطالب مبتدئ أن يجهلها «12.‬ ‫الرد على شبهة أن الصحابة كانوا يضعون اليات حسب رغبتهم ، و أن‬ ‫آخر سورة براءة لم يحفظها غير واحد من الصحابة‬ ‫استدل بعض المغرضين بأحاديث ضعيفة فهم منها أن الصحابة كانوا‬ ‫يضعون اليات حسب رغبتهم ، و أن آخر سورة براءة لم يحفظها غير‬ ‫واحد من الصحابة ، و استدلوا بما رواه ابن أبي داود عن يحيي بن عبد‬ ‫الرحمن بن حاطب و منها : فجاء خزيمة بن ثابت فقال : إني رأيتكم‬ ‫تركتم آيتين فلم تكتبوهما ، قالوا : وما هما ؟ قال : تلقيا من رسول ا‬ ‫ صلى ا عليه وسلم - : لقد جاءكم رسول من أنفسكم ، إلى آخر‬‫السورة ، فقال عثمان : و أنا أشهد ، فكيف ترى أن نجعلهما ؟ قال :‬ ‫اختم بهما آخر ما نزل من القرآن .‬ ‫و الرواية بتمامها عن ع مر بن م ح م د ب ن ط ل ح ة ال ل ي ثي عن محمد بن‬ ‫ُ َ ّ ِ ْ ِ َْ َ َ ِّْ‬ ‫ُ َ ْ‬ ‫عمرو بن علقمة عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال : أراد عمر بن‬ ‫الخطاب أن يجمع القرآن ، فقام في الناس فقال : من كان تلقى من‬ ‫رسول ا - صلى ا عليه وسلم - شيئا من القرآن فليأتنا ؛ فكانوا كتبوا‬ ‫ذلك في الصحف و اللواح و العسب ، و كان ل يقبل من أح د شي ءً‬ ‫ٍ‬ ‫حتى يشهد عليه شاهدان ، فقتل عمر قبل أن يجمع ذلك إليه . فقام‬ ‫عثمان بن عفان فقال : من كان عنده شي ء من كتاب ا فليأتنا به ،‬ ‫ٌ‬ ‫وكان ل يقبل من ذلك شيئا حتى يشهد عليه شاهدان ؛ قال : فجاء‬ ‫12‬ ‫ دفاع عن ال س نة ورد شبه ال م س ت ش ر قي ن والكتاب المعاصرين ص 522- 622‬‫ُ َْ ْ ِ ِ َ‬ ‫ُّ‬ ‫81‬
  19. ‫خزيمة بن ثابت فقال: إني قد رأيتكم قد تركتم آيتين من كتاب ا لم‬ ‫تكتبوها ؛ فقالوا : وما هما ، قال : تلقيت من رسول ا - صلى ا‬ ‫عليه وسلم - : ﴿ لقد جاءكم رسو ل من أنفسكم عزي ز عليه ما عنتم‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫حري ص عليكم بالمؤمنين رؤو ف رحي م ﴾ ، - إلى آخر السورة - , فقال‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫عثمان : و أنا أشهد أنهما من عند ا، فأين ترى أن نجعلها، فقال: اختم‬ ‫بهما آخر ما نزل من القرآن؛ فختمت بهما براءة .‬ ‫و الحديث في سنده عمر بن طلحة بن علقمة بن وقاص الليثي قال أبو‬ ‫زرعة ليس بالقوي22 ، و قال الذهبي فيه جهالة32 ، و عليه فالرواية فيها‬ ‫ضعف .‬ ‫و راوي الحديث يحيى بن عبد الرحمن ،و المعروف في كتب الرجال و‬ ‫التاريخ أن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة ولد في خلفة‬ ‫عثمان بن عفان – رضي ا عنه – 42 فكيف يحدث عن عمر بن الخطاب‬ ‫و هو لم يدركه ؟!! فالحديث فيه انقطاع في السند و المحدثون‬ ‫يطلقون على كل انقطاع في السند إرسال ، والمرسل من أنواع الضعيف‬ ‫فل يحتج به .‬ ‫و على التسليم بصحة الرواية فهي تدل على أن الصحابة كانوا ل يخشون‬ ‫في ا لومة لئم ، و أن الصحابة ل يقرون خطاءا و ل نقصا في القرآن‬ ‫الذي كتبه زيد بن ثابت و أن عمل زيد بن ثابت ليس عمل فرديا ، بل كان‬ ‫عم ل جماع يا من صحابة النبي - صلى ا عليه وسلم - ؛ ذلك أ ن زي دا أعلن‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫بين الناس ما يريد ؛ ليأتيه كل من عنده من القرآن ما هو مكتوب بما‬ ‫عنده ، و ذهب الصحابة إليه وذهب إليهم .‬ ‫22 - الضعفاء لبي زرعة 028/3‬ ‫32 - المغني في الضعفاء للذهبي 964/2‬ ‫42 - تاريخ دمشق لبن عساكر 903/46 ،الجرح و التعديل لبن أبي حاتم 661/9 ،مشاهير علماء المصار‬ ‫931/1 ، تاريخ السلم للذهبي 671/3‬ ‫91‬
  20. ‫و عندما وجد أحد الصحابة بعض اليات لم تكتب لم يسكت بل أنكر‬ ‫ووضعت اليات في موضعها في المصحف و العتراض كان على عدم‬ ‫كتابتها ل على عدم حفظهم لها في الصدور .‬ ‫و في الرواية شهد عثمان - ضي ا عنه - مع خزيمة بن ثابت ، و قد‬ ‫يحفظ النسان شيئا و عندما يكتبه ل يكتبه كامل و عندما يذكره أحد‬ ‫يتذكر و هذا ما حدث .‬ ‫و قول عثمان – رضي ا عنه – : " فأين ترى أن نجعلها ؟ ، فقال : اختم‬ ‫الرؤية هنا‬ ‫"‬ ‫بهما آخر ما نزل من القرآن ؛ فختمت بهما براءة‬ ‫رؤية علمية أي أين مكان اليتين حسب علمك ؟ ، و في الحديث : »من‬ ‫َ‬ ‫رأ ى منكم منك را فليغ ي ره بي ده ، فإن لم يستطع فبلسا نه ، فإن لم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ ْ‬ ‫ً‬ ‫َ ٰ‬ ‫62‬ ‫52‬ ‫يستطع فبقلبه، و ذلك أضعف اليمان « رأي أي علم .‬ ‫ٰ‬ ‫و لم يرتب الصحابة آيات القرآن حسب أهوائهم ورأيهم بل رتبوا اليات‬ ‫كما سمعوها من النبي - صلى ا عليه وسلم - .‬ ‫و عن ابن الزبير - رضي ا عنه - قال : قلت لعثمان : ﴿ وا ل ذي ن ي تَ و ف و نَ‬ ‫َ ّ ِ َ ُ َ ّ ْ‬ ‫م ن ك م و ي ذ رو ن أ َ زواجا ﴾ ، وقد نسختها الية الخرى فلم تكتبها، أو‬ ‫ِْ ُ ْ ََ َ ُ َ ْ‬ ‫72‬ ‫تدعها؟! قال: يا ابن أخي ل أغير شيئا من مكانه . وفي رد عثمان -‬ ‫رضي ا عنه - دليل على أن ترتيب اليات كان توقيفيا ل اجتهاديا .‬ ‫52‬ ‫- رواه مسلم في صحيحه حديث رقم 94‬ ‫62 - تحفة الحوذي 6/ 393‬ ‫72 - رواه البخاري في صحيحه 4/ 6461 حديث رقم 6524‬ ‫02‬
  21. ‫َ ً ِ ْ ْ ْ َ ِ ِ َ‬ ‫و قال زيد بن ثابت - رضي ا عنه - : "ف قَ د تُ آ ي ة م ن ا ل َح زا ب حي ن‬ ‫َ ْ‬ ‫ن س خ نا ا لْ م ص ح ف ، ق د ك ن ت أ َ س م ع ر سو ل ال ل ه ص لى ال ل ه ع ل ي ه و س ل مَ - ي ق ر أ ُ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ّ ُ ََْ ِ َ َّ‬ ‫َ ْ ُْ ُ ْ َ ُ َ ُ َ ّ ِ -َّ‬ ‫ُ ْ َ َ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ب ها ، فا ل ت م س نا ها ف و ج دْ نا ها م ع خ ز ي م ة ب ن ثا ب ت ا ل َن صا ر ي : ﴿ م ن‬ ‫َ َْ َ َْ َ َ َ َ َ َ َ َ ُ َْ َ َ ْ ِ َ ِ ٍ ْ ْ َ ِ ّ‬ ‫ِ َ‬ ‫ا ل م ؤ م ني ن ر جا ل ص د قوا ما عا ه دوا ال ل ه ع ل ي ه ﴾ ) سورة الحزاب من الية‬ ‫ّ َ ََْ ِ‬ ‫َ َ َ ُ‬ ‫ْ ُ ْ ِِ َ ِ َ ٌ َ َ ُ‬ ‫82‬ ‫32 (ف أ ل حَ ق نا ها في سو ر ت ها في ال م ص ح ف " فهم ل يلحقون اليات حسب‬ ‫ُ ْ َ ِ‬ ‫ُ َِ َ ِ‬ ‫ََْ َْ َ ِ‬ ‫رغبتهم بل يضعونها في مكانها في المصحف .‬ ‫و ترتيب آيات القرآن ترتيب توقيفي ل مجال للجتهاد فيه بإجماع‬ ‫العلماء قال المام أبو جعفر بن الزبير : » ترتيب اليات في سورها‬ ‫وقع بتوقيف - صلى ا عليه وسلم - وأمره من غير خلف في هذا بين‬ ‫المسلمين، وإنما اختلف في ترتيب السور على ما هي عليه «92 .‬ ‫و قال السيوطي : - رحمه ا - : » ا لِ ج ما ع وال ن صو ص ا ل م ت را د ف ة عَ لى‬ ‫ُ ْ َُ َ ِ َ ُ َ‬ ‫ْ ْ َ ُ َ ّ ُ‬ ‫أ َ ن ت ر تي ب ا ل يا ت توقيفي ل شبهة في ذلك وأما ا لِ ج ما ع ف ن ق ل ه غ ي ر وا ح دٍ‬ ‫ْ ْ َ ُ ََ ََ ُ َْ ُ َ ِ‬ ‫ّ َ ِْ َ ْ َ ِ‬ ‫م ن ه م ال ز ر ك ش ي في ا ل ب ر ها ن ، و أ َ بو ج ع ف رِ ب ن ال ز ب ي ر في م نا س با ت ه «03 .‬ ‫َُ ََ ِ ِ‬ ‫َّْ ِ ِ‬ ‫َ ْ َ ْ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُْ ْ َ ِ‬ ‫ّ ْ َ ِ ّ ِ‬ ‫ِْ ُ ُ‬ ‫و ما كا ن ال ص حا ب ة – رضي ا عنهم - ل ي ر ت بوا ت ر تي با سَ م عوا ال ن ب يّ ص لى‬ ‫َّ‬‫ِّ‬ ‫ِ ُ‬ ‫َ ِْ ً‬ ‫ُِ َُّ‬ ‫ّ َ َ ُ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫ال ل ه ع ل ي ه و س ل م - ي ق ر أ ُ ع لى خ ل ف ه لشدة تحريهم لهدي النبي ص لى ال ل هُ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬‫ِ َ ِ ِ‬ ‫ّ ُ ََْ ِ َ َّ َ َ ْ َ ََ‬ ‫ع ل ي ه و س ل م – و هل يعقل أن من تردد في جمع القرآن في مصحف واحد‬ ‫ََْ ِ َ َّ َ‬ ‫؛ لن النبي ص لى ال ل ه ع ل ي ه و س ل م – لم يفعل ذلك في حياته يمكن أن‬ ‫ّ ُ ََْ ِ َ َّ َ‬ ‫َّ‬‫يرتب آيات القرآن برأيه ؟!!‬ ‫و ع ن ع ب ي د ب ن ال س با ق، أ َ ن ز ي د ب ن ثا ب ت - ر ض ي ال ل ه ع ن ه - ، قا ل : »‬ ‫َ َ‬ ‫َ ِ َ ّ ُ َْ ُ‬ ‫ّ َْ َ ْ َ َ ِ ٍ‬ ‫ّّ ِ‬ ‫َ ْ َُْ ِ ْ ِ‬ ‫أ َ ر س ل إ ِ ل يّ أ َ بو ب ك ر م ق ت ل أ َ ه ل ال ي ما م ة ، ف إِ ذا ع م ر ب ن ال خ طا ب ع ن د هُ « ،‬ ‫َ ّ ِ ِْ َ‬ ‫َ َ ُ َ ُ ْ ُ‬ ‫ُ َ ْ ٍ َ َْ َ ْ ِ َ َ َ ِ‬ ‫ْ َ َ َ‬ ‫قا ل أ َ بو ب ك ر -ر ض ي ال ل ه ع ن ه - : إ ِ ن ع م ر أ َ تا ني ف قا ل : إ ِ ن ال قَ ت ل ق د ا سْ ت ح رّ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ َ ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ّ ُ َ َ َ ِ‬ ‫َ َ ُ َ ْ ٍ َ ِ َ ّ ُ َْ ُ‬ ‫82 - رواه البخاري في صحيحه 381/6 حديث رقم 7894‬ ‫92 - البرهان في تناسب سور القرآن لبي جعفر بن الزبير ص 281‬ ‫03 - التقان في علوم القرآن للسيوطي 112/1‬ ‫12‬
  22. ‫ْ ُ ِ ُ ّ ِ‬ ‫ي و م ال ي ما م ة ب ق را ء ال ق رآ ن، و إ ِ ني أ َ خ شى أ َ ن ي سْ ت ح ر ال قَ ت ل بال ق را ء‬ ‫ْ َ َ ِ ّ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ ْ ِ َ ّ‬ ‫َ ْ َ َ َ َ ِ ِ ُ ّ ِ‬ ‫با ل م وا ط ن، ف ي ذ ه ب ك ثي ر م ن ال ق رآ ن، و إ ِ ني أ َ رى أ َ ن ت أ م ر ب ج م ع ال ق رآ ن،‬ ‫ُ ْ ِ‬ ‫ْ َْ ُ َ ِ َ ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ ِ َ ّ‬ ‫ِ ْ َ َ ِ ِ ََ ْ َ َ َِ ٌ ِ َ‬ ‫ق ل ت ل ع مَ ر: » ي ف ت ف ع ل ش ي ئا ل م ي ف ع ل ه ر سو ل ال ل ه ص لى ا ع ل ي ه و س لّ م‬ ‫ُ ََْ ِ َ َ َ‬ ‫ُْ ُ ِ ُ َ كْ َ َ ْ َ ُ ًَْ َ ْ َ ْ َْ ُ َ ُ ُ ّ ِ -َّ‬ ‫َ‬ ‫ ؟« .‬‫قا ل ع م ر ه ذا وال ل ه خ ي ر، ف ل م ي ز ل ع م ر ي را ج ع ني ح تى شَ ر ح ال ل ه ص د ري‬ ‫َ َ ّ ُ َ ْ ِ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ ُ َ ُ : َ َ َ ّ ِ َ ْ ٌ »َ َ ْ َ َ ْ ُ َ ُ ُ َ ِ ُ ِ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ َْ ٌ َ َ ُ َ ٍ ّ َ َ ُ ٌ‬ ‫ل ذ ل ك، و ر أ َ ي ت في ذ ل ك ا ل ذي ر أى ع م ر« ، قا ل ز ي د :قا ل أ َ بو ب كْ ر : إ ِ ن ك ر ج ل‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫َِ َ ّ ِ‬ ‫ِ َِ َ َ َ ْ ُ ِ‬ ‫ُ ََْ ِ‬ ‫شا ب عا قِ ل ل َ ن ت ه م ك، و ق دْ ك ن ت ت ك ت ب ال و ح ي ل ر سو ل ال ل ه ص لى ا ع ل ي ه‬ ‫َ ْ َ ِ َ ُ ِ ّ ِ -َّ‬ ‫َّ ِ ُ َ َ َ ُْ َ َ ُْ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ ّ َ‬ ‫َ ْ َ ََ ٍ ِ َ‬ ‫و س ل م - ، ف ت ت ب ع ال ق رآ ن فا ج م ع ه ، »ف وال ل ه لَ و ك ل فو ني ن ق ل ج ب ل م ن‬ ‫َ َ ّ ِ ْ َّ ُ ِ‬ ‫ُ ْ َ َ ْ َ ْ ُ‬ ‫َََّ ِ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫ال ج با ل ما كا ن أ َ ث ق ل ع ل ي م ما أ َ م ر ني ب ه م ن ج م ع ال قُ رآ ن« ، ق ل ت: » ك ي ف‬ ‫َْ َ‬ ‫ُْ ُ‬ ‫ْ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ْ َ ْ ِ‬ ‫َ َِ‬ ‫َِ ِ َ َ َ ْ َ َ ََ ّ ِ ّ‬ ‫ت ف ع لو ن ش ي ئا ل م ي ف ع ل ه ر سو ل ال ل ه ص لى ا ع ل ي ه و س ل م - ؟ «.‬ ‫ُ ََْ ِ َ َّ َ‬ ‫َ ْ َُ َ ًَْ َ ْ َ ْ َْ ُ َ ُ ُ ّ ِ -َّ‬ ‫قا ل ه وَ وال ل ه خ ي ر، "ف ل م ي ز ل أ َ بو ب ك ر ي را ج ع ني حَ تى شَ ر ح ال ل ه ص د ري‬ ‫َ َ ّ ُ َ ْ ِ‬ ‫ّ‬ ‫ََ ْ َ َ ْ ُ َ ْ ٍ ُ َ ِ ُِ‬ ‫َ َ :ُ َ ّ ِ َْ ٌ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫ل ل ذي ش رَ ح ل ه ص دْ ر أ َ بي ب ك ر و ع م ر ر ض ي ال ل ه ع ن ه ما، ف ت ت ب ع ت ال ق رآ ن‬ ‫َََّ ْ ُ‬ ‫َ ْ ٍ َ ُ َ َ َ ِ َ ّ ُ َْ ُ َ‬ ‫َ َ َ ُ َ َ ِ‬ ‫ِّ ِ‬ ‫ِ َ ُ َ ِ‬ ‫أ َ ج م ع ه م ن ال ع س ب وال ل خا ف، و ص دو ر ال ر جا ل، حَ تى و جَ د تُ آ خ ر سو ر ة‬ ‫َ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ّ َ ِ‬ ‫ُ ُ ِ َ ّ َ ِ َ ُ ُ ِ‬ ‫ْ َ ُ ُ ِ َ‬ ‫ال ت و ب ة م ع أ َ بي خ ز ي م ة ا ل َن صا ر ي ل م أ َ ج د ها م ع أ َ ح د غ ي ر ه ، ﴿ ل ق د جا ء ك مْ‬ ‫َ َ ْ َ َ ُ‬ ‫ْ َ ِ ّ َ ْ ِ ْ َ َ َ َ ٍ َْ ِ ِ‬ ‫ُ َْ َ َ‬ ‫ّ َْ ِ َ َ ِ‬ ‫َ ِ َ ِ َ َ َ َ َ َ َ ِ‬ ‫ر سو ل م ن أ َ ن ف س ك م ع زي ز ع ل ي ه ما ع ن ت م ﴾ حَ تى خا ت م ة ب را ء ة، ف كا ن ت‬ ‫ّ‬ ‫َ ُ ٌ ِ ْ ْ ُ ِ ُ ْ َ ِ ٌ ََْ ِ َ َِّ ْ‬ ‫ال ص ح ف ع ن دَ أ َ بي ب ك ر ح تى ت و فا ه ال ل ه، ث م ع ن د ع م ر ح يا ت ه، ثُ م ع ن د ح ف صَ ةَ‬ ‫ّ ِْ َ َ ْ‬ ‫َ َ ّ ُ ّ ُ ُ ّ ِْ َ ُ َ َ ََ َ ُ‬ ‫َ ْ ٍ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ّ ُ ُ ِْ‬ ‫13‬ ‫ب ن ت ع م رَ -ر ض ي ال ل ه ع ن ه - "‬ ‫َ ِ َ ّ ُ َْ ُ‬ ‫ِْ ِ ُ َ‬ ‫ُ َ ّ ْ ُ َ َ َ َ ْ ُ َ ّ ِ ْ ِ‬ ‫و استدل بعض المغرضين بما رواه م ح م دُ ب ن سَ ل م ة، ع ن م ح م د ب ن‬ ‫إ ِ س حا ق، ع ن ي ح يى ب ن ع با د، ع ن أ َ بي ه ع با د ب ن ع ب د ا ب ن ال ز ب ي ر، قا لَ :‬ ‫َّْ ِ َ‬ ‫ِ ْ ِ‬ ‫ْ ِ َّ ٍ َ ْ ِ ِ َّ ِ ْ ِ َْ ِ‬ ‫ْ َ َ َ ْ َ َْ‬ ‫َ ْ َ َ ُ ْ‬ ‫أ َ تى ا ل حا ر ث ب ن خ ز م ة ب ها ت ي ن ا ل ي ت ي ن م ن آ خ ر ب را ء ة : ﴿ لَ ق د جا ء ك م‬ ‫ْ َ ِ ُ ْ ُ َ َ َ َ ِ َ َْ ِ ْ ََْ ِ ِ ْ ِ ِ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ر سو ل م ن أ َ ن ف س ك م ﴾ إ ِ لى ع م ر ب ن ا ل خ طا ب ، ف قا ل :م ن م عَ ك ع لى هَ ذا‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ ْ َ َ ََ‬ ‫ُ َ َ ْ ِ ْ َ ّ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ٌ ِ ْ ْ ُ ِ ُ ْ‬ ‫؟ قا ل ل أ َ د ري ، "و ا إل أ َ ني أ َ ش ه د ل س م ع ت ها م ن ر سو ل ا ص لى اُ‬ ‫ِ -َّ‬ ‫ْ َ ُ َ َ ِ ُْ َ ِ ْ َ ُ ِ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ :َ ْ ِ‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫ع ل ي ه و س ل م - ، و و ع ي ت ها، و ح ف ظ ت ها " ، ف قا ل ع م ر : "و أ َ نا أ َ شْ ه د ل س م ع ت ها م نْ‬ ‫َ ُ َ َ ِ ُْ َ ِ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ ُ َ ُ‬ ‫َ َ ِ ُْ َ‬ ‫َ َ َُْ َ‬ ‫ََْ ِ َ َّ َ‬ ‫13‬ ‫ رواه البخاري في صحيحه 381/6 حديث رقم 6894‬‫22‬
  23. ‫ر سو ل اِ ص لى ا ع ل ي ه و س ل م - " ، ث م قا ل : لَ و كا ن ت ثل ثَ آ يا ت ل ج ع ل ت ها‬ ‫َ ٍ َ َ َُْ َ‬ ‫ْ َ َ ْ َ‬ ‫ُ ّ َ َ‬ ‫ُ ََْ ِ َ َّ َ‬ ‫َّ‬‫َ ُ ِ‬ ‫سو ر ة ع لى ح د ة، فا ن ظ روا سو ر ة م ن ال ق رآ ن، ف ض عو ها في ها "ف و ض ع ت ها‬ ‫َ َ َ ُْ َ‬ ‫ُ ْ ِ َ َ ُ َ ِ َ‬ ‫ُ َ ً ِ َ‬ ‫ِ َ ٍ َ ْ ُ ُ‬ ‫ُ َ ً ََ‬ ‫في آ خ ر ب را ء ة 23.‬ ‫ِ ِ َ َ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫و الحديث ر وا ه أ َ ح م د في مسنده قال الهيثمي : »و في ه ا ب ن إ ِ س حا ق و ه وَ‬ ‫َ ِ ِ ْ ُ ْ َ َ َ ُ‬ ‫َ َ ُ ْ َ ُ‬ ‫م د ل س، و ب ق ي ة ر جا ل ه ث قا ت « 33.‬ ‫ُ َّ ٌ ََ ِّ ُ ِ َ ِ ِ ِ َ ٌ‬ ‫و قال شعيب الرنؤوط : » إسناده ضعيف لتدليس محمد بن إسحاق،‬ ‫ولنقطاعه، قال الشيخ أحمد شاكر: عباد بن عبد ا بن الزبير ثقة،‬ ‫ولكنه لم يدرك قصة جمع القرآن بل ما أظنه أدرك الحار ثَ بن خزمة،‬ ‫ولئن أدركه لما كان ذلك مصححا للحديث، إذ لم ي ر وه عنه، بل أرسل‬ ‫َ ْ ِ‬ ‫القص ة إرسا ل ً «43 .‬ ‫َ‬ ‫و رغم ضعف الحديث سندا فهو أيضا منكر متنا قال الشيخ أحمد شاكر :‬ ‫» وأما حديث عباد بن عبد ا بن الزبير الذي هنا ، فانه حديث منكر شاذ‬ ‫، مخالف للمتواتر المعلوم من الدين بالضرورة أن القرآن بلغه رسول‬ ‫ا لمته سورا معروفة مفصلة ، يفصل بين كل سورتين منها بالبسملة‬ ‫إل في " براءة" ليس لعمر ول لغيره أن يرتب فيه شيئا، ول أن يضع آية‬ ‫مكان آية، ول أن يجمع آيات وحدها فيجعلها سورة.‬ ‫ومعاذ ا أن يجول شيء من هذا في خاطر عمر، ثم من هذا الذي‬ ‫يقول في هذه الرواية هنا: " فوضعتها في آخر براءة" وفي رواية ابن‬ ‫أبي داود: " فألحقتها في آخر براءة" ؟ أهو الحارث بن خزمة؟ ل، فإنه لم‬ ‫يكن ممن عهد إليه بجمع القرآن في المصحف، أهو عمر؟ ل، فالسياق‬ ‫23‬ ‫33‬ ‫43‬ ‫ مسند أحمد 042/3 حديث رقم 5171 و المصاحف لبن أبي داود ص 111‬‫ مجمع الزوائد للهيثمي 53/7‬‫ تعليق الشيخ شعيب في حاشية المسند 042/3‬‫32‬
  24. ‫ينفيه، لن هذه الرواية تزعم أنه أمر بوضعها في براءة، فهو غير الذي‬ ‫نفذ المر، أم هو الراوي عباد بن عبد ا بن الزبير؟ ل، إنه متأخر جدا‬ ‫عن أن يدرك ذلك.‬ ‫حتى لقد قال العجلي: " وأما روايته عن عمر بن الخطاب فمرسلة بل‬ ‫تردد". وأما ن ص تفسير ابن كثير في هذه الكلمة" فوضعوها في آخر‬ ‫ُ‬ ‫براءة" فإنه غير صحيح، ومخالف لنص المسند الذي يروي عنه، ولعلها‬ ‫تحريف أو تغيير من أحد الناسخين، فهذا الحديث ضعيف السناد منكر‬ ‫المتن، وهو أحد الحاديث التي يلعب بها المستشرقون وعبيدهم عندنا،‬ ‫يزعمون أنها تطعن في ثبوت القرآن، ويفترون على أصحاب رسول ا‬ ‫ما يفترون «53 .‬ ‫َ ٍ‬ ‫قال ابن حجر – رحمه ا - : » و أ َ ما ق و ل ع م ر ل و كا ن ت ث ل ثُ آ يا ت‬ ‫َ ّ َ ْ ُ ُ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َ‬ ‫ف ظا ه ر ه أ َ ن ه م كا نوا ي ؤ ل فو ن آ يا ت ال س و ر با ج ت ها د ه م و سا ئ ر ا ل َخ با رِ ت دُ ل‬ ‫َ ّ‬ ‫ّ َ ِ ِ ِْ َ ِ ِ ْ َ َ ِ ُ ْ َْ‬ ‫ُ َّ ُ َ َ ِ‬ ‫َ َ ِ ُ ُ ّ ُ ْ َ ُ‬ ‫ع لى أ َ ن ه م ل م ي ف ع لوا ش ي ئا م ن ذ ل ك إ ِ ل ب ت و قي ف «63 .‬ ‫ًَْ ِ ْ َِ َ ّ َِ ْ ِ ٍ‬ ‫ّ ُ ْ َ ْ َ ْ َُ‬ ‫ََ‬ ‫قال اللوسي – رحمه ا - : » أما ترتيب الي فكونه توقيفيا مما ل‬ ‫شبهة فيه حتى نقل جمع منهم الزركشي وأبو جعفر الجماع عليه من‬ ‫غير خلف بين المسلمين و النصوص متضافرة على ذلك .‬ ‫وما يدل بظاهره من الثار على أنه اجتهادي معارض ساقط عن درجة‬ ‫العتبار كالخبر الذي أخرجه ابن أبي داود بسنده عن عبد ا بن الزبير‬ ‫عن أبيه قال : أتى الحارث بن خزيمة بهاتين اليتين من آخر سورة براءة‬ ‫فقال : أشهد أني سمعتهما من رسول ا - صلى ا تعالى عليه وسلم -‬ ‫ووعيتهما فقال عمرو أنا أشهد لقد سمعتهما ثم قال لو كانت ثلث آيات‬ ‫53 - تعليق الشيخ شعيب في حاشية المسند 142/3‬ ‫63 - فتح الباري لبن حجر 51/9‬ ‫42‬
  25. ‫لجعلتها سورة على حدة فانظروا آخر سورة من القرآن فألحقوهما في‬ ‫آخرها- فإنه معارض بما ل يحصى مما يدل على خلفه «73 .‬ ‫و بعض المغرضين استنتج من هذا الحديث الضعيف أن القرآن الكريم‬ ‫لم يكن كله مكتوبا على زمن الرسول ص لى ا ع ل ي ه و س ل م - ،‬ ‫ُ ََْ ِ َ َّ َ‬ ‫َّ‬‫والحديث رغم ضعفه فل يصلح للحتجاج إل أنه أيضا ليس فيه ما يفيد أن‬ ‫ُ ََ ِ‬ ‫القرآن الكريم لم يكن كله مكتوبا على زمن الرسول ص لى ا ع ل يْ ه‬ ‫َّ‬‫و س ل م - بل يفيد أن القرآن كان مكتوبا مفرقا فآخر سورة التوبة لم‬ ‫َ َّ َ‬ ‫توجد مكتوبة إل عند هذا الصحابي و شهد صحابي آخر أنها مما كتبت‬ ‫بين يدى رسول ا ص لى ا ع ل ي ه و س ل م - فكتبت في المصحف .‬ ‫ُ ََْ ِ َ َّ َ‬ ‫َّ‬‫و على التسليم الجدلي أن القرآن الكريم لم يكن كله مكتوبا على زمن‬ ‫الرسول ص لى ا ع ل ي ه و س ل م - ل يكون ذلك قادحا في نقل القرآن ؛‬ ‫ُ ََْ ِ َ َّ َ‬ ‫َّ‬‫لن التعويل في نقل القرآن و توثيقه إنما هو على الرواية و السماع‬ ‫والتلقي طبقة عن طبقة إلى رسول ا - ص لى ا عليه وس لم - .‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫قال ابن الجزري – رحمه ا - : » إ ِ ن ا ل ع ت ما د في ن ق ل ا ل ق رآ ن ع لى‬ ‫َ ْ ِ ْ ُ ْ ِ ََ‬ ‫ّ ِ ِْ َ َ ِ‬ ‫ح ف ظ ا ل قُ لو ب وال ص دو ر ل ع لى ح ف ظ ا ل م صا حِ ف وا لْ ك ت ب، و ه ذ ه أ َ ش ر فُ‬ ‫ِ َ ُُ ِ َ َ ِ ِ ْ َ‬ ‫ِ ْ ِ ْ َ َ‬ ‫ّ ُ ِ َ ََ‬ ‫ِ ْ ِ ْ ُ ِ َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫خ صي ص ة م ن ال ل ه ت عا لى ل ه ذِ ه ا ل ُم ة، ف في ا لْ ح دي ث ال ص حي ح ا ل ذي ر وا ه‬ ‫ّ ِ ِ ّ ِ‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫ِ َ ِ ْ ّ ِ َ ِ‬ ‫َ ِ َ ٍ ِ َ ّ ِ َ َ َ‬ ‫م س ل م أ َ ن ال ن ب ي ص لى ال ل ه ع ل ي ه و س ل م -قا ل : إ ِ ن ر بي قا ل لي :ق م في‬ ‫ُ ْ ِ‬ ‫َ َ ِ‬ ‫ّ َّ‬ ‫ّ ُ ََْ ِ َ َّ َ َ َ‬ ‫ُ ِْ ٌ ّ ِّ ّ -َّ‬ ‫ق ر ي ش ف أ ن ذِ ر ه م ف ق ل ت ل ه :ر ب إ ِ ذا ي ث ل غوا ر أ سي ح تى ي د عو ه خ ب ز ة، ف قا ل:‬ ‫َ َ ُ ُ ُْ َ ً َ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َْ ِ‬ ‫ُ َْ ٍ ََْ ْ ُ ْ َ ُْ ُ َ ُ َ ّ ً ََْ ُ‬ ‫م ب ت لي ك و م ب ت لي ب ك و م ن ز ل ع ل ي ك ك تا با ل ي غ سِ ل ه ا ل ما ء، ت قْ ر ؤ ه نا ئ ما‬ ‫ِ َ َ ُْ ِ ٌ ََْ َ َِ ً َ َ ْ ُ ُ ْ َ ُ َ َ ُ ُ َ ِ ً‬ ‫َُِْ َ َ َُِْ‬ ‫و ي ق ظا ن، فا ب ع ث ج ن دا أ َ ب ع ث م ث ل ه م، و قا ت ل ب م ن أ َ طا ع ك م ن ع صا ك،‬ ‫ََ ْ َ َ َ ْ َ ْ ُْ ً ْ َ ْ َِْ ُ ْ َ َ ِ ْ ِ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ َ‬ ‫و أ َ ن ف ق ي ن ف ق ع ل ي ك.‬ ‫َ ْ ِ ْ ُْ َ ْ ََْ َ‬ ‫73‬ ‫ روح المعاني لللوسي 72/1‬‫52‬
  26. ‫ف أ خ ب ر ت عا لى أ َ ن ا ل ق رآ ن ل ي ح تا ج في ح ف ظ ه إ ِ لى ص حي فَ ة ت غ س ل با ل ما ء،‬ ‫َ ِ ٍ ُ ْ َ ُ ِ ْ َ ِ‬ ‫ِ ْ ِ ِ َ‬ ‫ّ ْ ُ ْ َ َ َ َْ ُ ِ‬ ‫ََ َْ َ َ َ َ‬ ‫ب ل ي ق ر ءو ه في ك ل حا ل ك ما جا ء في ص ف ة أ ُ م ت ه : " أ َ نا جي ل ه م في ص دو ر هِ مْ‬ ‫ُ ُ ِ‬ ‫َ ِ ُ ُ ْ ِ‬ ‫ِ َ ِ ِّ ِ‬ ‫ُ ّ َ ٍ َ َ َ َ ِ‬ ‫َ ْ َ ْ َ ُ ُ ِ‬ ‫" ، و ذ ل ك ب خ ل ف أ َ ه ل ا ل ك تا ب ا ل ذي ن ل ي ح ف ظو ن ه ل في ا لْ ك ت ب و ل ي ق ر ءو ن ه‬ ‫ُُ ِ َ َ َ ْ َ ُ َ ُ‬ ‫َ َِ َ ِ ِ َ ِ ْ ِ ْ َِ ِ ّ ِ َ َ َ ْ َ ُ َ ُ َ ِ‬ ‫ك ل ه إ ِ ل ن ظ را ل ع ن ظ ه ر ق ل ب «83 .‬ ‫ُّ ُ ّ َ َ ً َ َ ْ َ ْ ِ َْ ٍ‬ ‫الرد على سؤالهم كيف يكون القرآن قد وصل إلى المسلمين كامل و قد‬ ‫مات الكثير من حفظة القرآن ؟‬ ‫يردد بعض المغرضين هداهم ا للسلم أن الكثير من حفظة القرآن‬ ‫قد مات فمن المستحيل أن يكون القرآن الحالي حاويا لجميع ما أنزل و‬ ‫قد قال ع مر بن الخطاب – رضي ا عنه - لبي بكر – رضي ا عنه -:‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ َ َْ ِ ّ‬ ‫إ ِ ن ال ق ت لَ ق دْ ا س ت ح ر ي و م ال ي ما م ة ب ق را ء ال ق رآ ن، و إ ِ ني أ َ خ شى أ َ ن ي س ت ح ر‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ ْ ِ َ ّ‬ ‫َْ َ ّ َ ْ َ َ َ َ ِ ِ ُ ّ ِ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ّ‬ ‫ْ َْ ُ َ‬ ‫ال ق ت ل بال ق را ء با ل م وا ط ن، ف ي ذْ ه ب ك ثي ر م ن ال قُ رآ ن، و إ ِ ني أ َ رى أ َ ن ت أ م ر‬ ‫َ‬ ‫ْ ِ َ ّ‬ ‫َْ ُ ِ ُ ّ ِ ِ ْ َ َ ِ ِ ََ َ َ َِ ٌ ِ َ‬ ‫ب ج م ع ال ق رآ ن .‬ ‫ُ ْ ِ‬ ‫ِ َ ْ ِ‬ ‫و عن الحسن البصري أن عمر بن الخطاب – رضي ا عنه - سأل عن آية‬ ‫من كتاب ا فقيل : كانت مع فلن، قتل يوم اليمامة, فقال: إنا لله, فأمر‬ ‫بالقرآن فجمع, فكان أول من جمعه في المصحف .‬ ‫ََ ََ ّ ُ َ َ ْ ِ َ ُ ْ ٌ َِ ٌ َ ُِ َ َُ َ ُ ُ‬ ‫و ع ن ا ب نِ ش ها ب قا ل : » ب ل غ نا أ َ ن ه كا ن أ ُ ن ز ل ق رآ ن ك ثي ر، ف ق ت ل ع ل ما ؤ ه‬ ‫ِ َ ٍ َ َ‬ ‫َ ِ ْ‬ ‫ي و م ا ل ي ما م ة، ا ل ذي ن كا نوا ق دْ و ع و ه ف ل م ي ع ل م ب ع د ه م و لَ م ي كْ ت ب، ف ل ما‬ ‫َ َ َ ْ ُ ََ ْ ُ َْ ْ َ ْ َ ُ ْ َ ْ ُ َ ْ ََ ّ‬ ‫َ ْ َ َْ َ َ ِ ّ ِ َ َ ُ‬ ‫َ َ َ ُ َ ْ ٍ َ ُ َ ُ َ ُْ َ ُ ْ ُ ْ َ ََ ْ ُ َ ْ َ َ َ ٍ َ ْ َ ُ ْ َ َِ َ‬ ‫ج م ع أ َ بو ب ك ر و ع م ر و ع ث ما ن ا ل ق رآ ن و ل م يو ج د م ع أ َ ح د ب ع د ه م، و ذ ل ك‬ ‫في ما ب ل غ نا، ح م ل ه م ع لى أ َ ن ي ت ب عوا ا ل ق رآ ن ف ج م عو ه في ال صّ ح ف في‬ ‫ُ ِ ِ‬ ‫ْ ُ ْ َ َ َ َ ُ ُ ِ‬ ‫ْ َِّ ُ‬ ‫َ ََ ُ ْ ََ‬ ‫ِ َ ََ ََ‬ ‫خ ل ف ة أ َ بي ب ك ر خ ش ي ة أ َ ن ي ق ت ل ر جا ل م ن ا لْ م س ل مي ن في ا لْ م وا ط ن م عَ هُ مْ‬ ‫َ َ ِ ِ َ‬ ‫ُ ِْ ِ َ ِ‬ ‫َ ْ ٍ َ َْ َ ْ ُ َْ َ ِ َ ٌ ِ َ‬ ‫ِ َ َ ِ ِ‬ ‫ِ َ َ َ ُ ْ ِ َ ْ ُ ْ ِ َ َ ُ َ ُ ِْ َ َ ٍ‬ ‫ك ثي ر م ن ا ل ق رآ ن، ف ي ذ ه بوا ب ما م ع ه م م ن ا ل ق رآ ن، و ل يو ج د ع ن د أ َ ح د‬ ‫َِ ٌ ِ َ ْ ُ ْ ِ ََ ْ َُ‬ ‫ب ع د ه م، ف و ف ق ال ل ه ع ث ما ن ف ن س خ ت ل ك ال ص ح ف في ا لْ م صا ح ف، ف ب عَ ث ب ها‬ ‫َ ِ َ‬ ‫َ َ ِ ِ ََ‬ ‫ّ ُ َ ِ‬ ‫َ ْ َ ُ ْ َ َ ّ َ ّ ُ ُْ َ َ ََ َ َ ِْ َ‬ ‫83‬ ‫ النشر في القراءات العشر لبن الجزري ص 6‬‫62‬
  27. ‫إ ِ لى ا ل َم صا ر، و ب ث ها في ا ل م س ل مي ن « 93 ، و استدل المغرضين بهذا الحديث‬ ‫ْ ُ ِْ ِ َ‬ ‫ْ ْ َ ِ ََّ َ ِ‬ ‫َ‬ ‫على أنه كان عند الق راء ا لذين قتلوا في حرب ال ر دة قرآن لم يكن عند‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫غيرهم، ولم يعلمه أحد بعدهم، فهذا يعني ذهاب جزء من القرآن .‬ ‫وقال سفيان الثوري : » وبلغنا أن ناسا من أصحاب النبي - صلى ا‬ ‫عليه و سلم - كانوا يقرؤون القرآن أصيبوا يوم مسيلمة فذهبت حروف‬ ‫04‬ ‫من القرآن « .‬ ‫و استدلوا بما أخرجه أ َ بو عبيد وا بن الضريس وا بن ا ل َن با ري في‬ ‫ِ‬ ‫ْ َْ ِ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ا ل م صا حف عن ا بن عمر قا ل : ل ي قو لن أحد كم قد أخذت ا ل ق رآن كله ما‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫»َ َ ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ ِ‬ ‫يدريه ما كله قد ذهب م ن ه ق رآن كثير و َ ل كن ليقل : قد أخذت ما ظهر م نْ ه‬ ‫ِ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ِ‬ ‫ِْ ُ ُ ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫« قالوا و هذا يثبت أن القرآن الحالي ل يتضمن جميع ما كان مسطورا‬ ‫في اللوح المحفوظ .‬ ‫ْ ٌ َ ْ‬ ‫و استدلوا بما ر واه أ َ بو ن ع ي م ا ل ف ض ل ب ن د كَ ي ن قا ل ح د ث نا سَ ي ف ع ن‬ ‫ُ ُ َْ ٍ ْ َ ْ ُ ْ ُ ُ ْ ٍ َ َ َ ََّ‬ ‫َ َ‬ ‫م جا ه د قا ل : »كا ن ت ا ل َح زا ب م ث ل سو ر ة ا ل ب قَ ر ة أ َ و أ َ ط و ل وَ ل ق د ذ هَ ب ي وْ مَ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ ِ ْ ْ َ ُ ِْ َ ُ َ ِ َْ َ ِ ْ ْ َ َ َ َ ْ َ‬ ‫ُ َ ِ ٍ َ َ‬ ‫14‬ ‫م س ي ل م ة ق رآ ن ك ثي ر و ل م ي ذ ه ب م ن ه ح ل ل و ل ح را م « .‬ ‫ُ َِْ َ َ ُ ْ ٌ َِ ٌ ََ ْ َ ْ َ ْ ِْ ُ َ َ ٌ َ َ َ َ ٌ‬ ‫ومن هنا استنتجوا أن كثيرا من آيات القرآن لم يكن لها قيد سوى تحفظ‬ ‫الصحابة وكان بعضهم قد قتلوا في المغازي والحروب وذهب معهم ما‬ ‫كانوا يحفظونه من قبل أن يوعز أبو بكر إلى زيد بن ثابت بجمعه فلذلك‬ ‫لم يستطع زيد أن يجمع سوى ما كان يتحفظه الحياء .‬ ‫93‬ ‫04‬ ‫14‬ ‫ المصاحف لبن أبي داود ص 99‬‫ رواه عبد الرزاق في مصنفه 923/7 ، و الدر المنثور للسيوطي 885/6‬‫ التمهيد لما في الموطأ من المعاني و السانيد 572/4‬‫72‬
  28. ‫َْ َ َ ْ َْ َ ّ َ ْ َ َ َ َ ِ ِ ُ ّ ِ‬ ‫أما قول عمر – رضي ا عنه - : إ ِ ن ال ق ت ل ق د ا س ت ح ر ي و م ال ي ما م ة ب ق را ء‬ ‫ّ‬ ‫َ ْ َ َ َِ ٌ‬ ‫ال ق رآ ن، و إ ِ ني أ َ خ شى أ َ ن ي س ت ح ر ال ق ت ل بال ق را ء با لْ م وا ط ن، فَ ي ذ ه ب ك ثي ر‬ ‫َْ ُ ِ ُ ّ ِ ِ َ َ ِ ِ‬ ‫ْ َ َْ ِ ّ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ ْ ِ َ ّ‬ ‫ِ ّ‬ ‫م ن ال ق رآ ن فالحديث يدل على وجود عدد كثير من القراء الحياء ؛ ل َن‬ ‫ُ ْ ِ‬ ‫ِ َ‬ ‫ا ل خ ش ي ة إ ِ ن ما ت كو ن م ما ل م يو ج د م ن ا ل م كا ر ه ، و لو كان عدد القراء‬ ‫ْ َ َْ َ ّ َ َ ُ ُ ِ ّ َ ْ ُ َ ْ ِ َ ْ َ َ ِ ِ‬ ‫الحياء قليل لقال : أ َ خ شى أ َ ن ي س ت ح ر ال ق ت لُ بال ق را ء في معركة أخرى أو‬ ‫َْ ِ ُ ّ ِ‬ ‫ْ َ َْ ِ ّ‬ ‫ْ َ‬ ‫موطن آخر ، وليس أ َ خ شى أ َ ن ي س ت ح ر ال ق ت ل بال ق را ء بالمواطن .‬ ‫َْ ُ ِ ُ ّ ِ‬ ‫ْ َ َْ ِ ّ‬ ‫ْ َ‬ ‫و قال الزرقاني رحمه ا - : » نفس ما كان يتحفظه الشهداء من‬ ‫القراء كان يتحفظه كثير غيرهم أيضا من الحياء الذين لم يستشهدوا‬ ‫ولم يموتوا بدليل قول عمر : و أخشى أن يموت القراء من سائر‬ ‫المواطن و معنى هذا أن القراء لم يموتوا كلهم . إنما المسألة مسألة‬ ‫خشية وخوف . و معلوم أن أبا بكر كان من الحفاظ وكذلك عمر وعثمان‬ ‫وعلي وزيد بن ثابت وغيرهم وهؤلء عاشوا حتى جمع القرآن في‬ ‫الصحف وعاش منهم من عاش حتى نسخ في المصاحف وحينئذ فكتابة‬ ‫زيد ما كتبه هي كتابة لكل القرآن لم تفلت منه كلمة ول حرف « 24.‬ ‫أما أثر الحسن أن عمر بن الخطاب سأل عن آية من كتاب ا، فقيل:‬ ‫كانت مع فلن فقتل يوم اليمامة، فقال: إنا لله، فأمر بالقرآن فجمع،‬ ‫فكان أول من جمعه في المصحف فهذا منقطع ؛ فإن الحسن لم يدرك‬ ‫عمر34 فالرواية ضعيفة من جهة الرواية و السند و عليه فل يصلح‬ ‫الستدلل بها و ل يلزمنا ما زعموا.‬ ‫أما من جهة المتن فقد قال محمد الكردي – رحمه ا - : » ) و يحتار‬ ‫بعضهم ( في فهم هذه الرواية كيف أن الية التي سأل عنها عمر ل‬ ‫توجد إل مع فلن الذي قتل يوم اليمامة فنقول أن منطوق الرواية ل يدل‬ ‫على حصر الية عند فلن فهناك غيره ممن يحفظها أيضا فعمر لما سمع‬ ‫24 - مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني 272/1‬ ‫34‬ ‫- فضائل القرآن لبن كثير ص 95‬ ‫82‬
  29. ‫بقتل فلن يوم اليمامة خاف من قتل حفاظ كلم ا تعالى أن يضيع‬ ‫القرآن فراجع أبا بكر في ذلك حتى جمعه في الصحف «44.‬ ‫َ ُ َ ْ ً ََ ُ‬ ‫و قال ابن حجر – رحمه ا - : »و وقع ع ند بن أ َ بي دا و د أ َ ي ضا ب يا ن‬ ‫ِ‬ ‫ِْ‬ ‫َ َ‬ ‫ال س ب ب في إ ِ شا ر ة ع م ر ب ن ا ل خ طا ب ب ذ ل ك ف أ خ ر ج م ن ط ري ق ا ل حَ س نِ أ َ نّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ِ ُ َ َ ْ ِ ْ َ ّ ِ ِ َِ َ ََ ْ َ َ ِ ْ َ ِ ِ ْ‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫ُ َ َ ََ َ َ ْ َ ٍ ِ ْ َِ ِ ّ ِ َ ِ َ َ َ ْ َ َ ُ َ ٍ َ ُِ َ َ ْ َ َْ َ َ ِ‬ ‫ع م ر س أ ل ع ن آ ي ة م ن ك تا ب ال ل ه ف قي ل كا ن ت م ع ف ل ن ف ق ت ل ي و م ا ل ي ما م ة‬ ‫ف قا ل إ ِ نا ل ل ه و أ َ م ر ب ج م ع ا ل ق رآ ن ف كا ن أ َ و ل م ن جَ م ع ه في ا لْ م ص ح ف ،‬ ‫ُ ْ َ ِ‬ ‫َ َ ُ ِ‬ ‫َ َ َ ّ ِّ ِ َ َ َ ِ َ ْ ِ ْ ُ ْ َ َ َ َ ّ َ َ ْ‬ ‫و ه ذا م ن قَ ط ع ف إ ن كا ن - الثر - م ح فو ظا ح م ل ع لى أ َ ن ا لْ م را د ب ق و ل ه‬ ‫ُ َ َ ِ َ ِْ ِ‬ ‫ّ‬ ‫َ ْ ُ ً ُ ِ َ ََ‬ ‫َ َ َ ُْ ِ ٌ َِ ْ َ َ‬ ‫ف كا ن أ َ و ل م ن ج م ع ه أ َ ي أ َ شا ر ب ج م ع ه في خِ ل ف ة أ َ بي ب ك ر ف ن س ب ا ل جَ م عَ‬ ‫َ ْ ٍ ََ َ َ ْ ْ‬ ‫َ َ ِ ِ‬ ‫َ َ َ ّ ُ َ ْ َ َ َ ُ ْ َ َ ِ َ ْ ِ ِ ِ‬ ‫إ ِ ل ي ه ل ذ ل ك «54 .‬ ‫َْ ِ ِ َِ َ‬ ‫أما رواية الزهري عن قتل حفظة للقرآن في موقعة اليمامة فهذا من‬ ‫بلغات الزهري ،و ال زهر ي لم يشهد زمان اليمامة ، بل لم يكن ولد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يومئذ ، فحرب المرت دين كانت سنة )21( للهجرة ، وال زهر ي ولد سنة )‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫05( أو بعدها، فبينه وبين الحدث نحو أربعين عاما أو أكثر، ولم يذكر‬ ‫هذا الخبر عن أحد64 .‬ ‫و قال احمد بن سنان – رحمه ا - : » كان يحيى بن سعيد ل يرى‬ ‫إرسال الزهري وقتادة شيئا, ويقول : هو بمنزلة الريح , ويقول :‬ ‫هؤلء قوم حفاظ كانوا إذا سمعوا الشيء علقوه «74 .‬ ‫وقول الزهري بلغنا كقولهم يقال و يحكى و يذكر و جاء عنه كذا و‬ ‫يروى و روى عنه كذا و هذه كلها صيغة تمريض للسند ، وفي السند‬ ‫44 - تاريخ القرآن الكريم لمحمد الكردي الخطاط ص 52 - 62‬ ‫54 - فتح الباري لبن حجر 9/ 51‬ ‫64 - المقدمات الساسية في علوم القرآن لعبد ا الجديع ص 961‬ ‫74 - تهذيب التهذيب لبن حجر 893/9‬ ‫92‬
  30. ‫انقطاع ، و ل نعرف درجة الساقط من السند و عليه فالرواية ضعيفة‬ ‫سندا فل يلزمنا ما زعموا .‬ ‫و على التسليم الجدلي بصحة الخبر فيمكن حمله على ما نسخ تلوته و‬ ‫ما لم يتواتر ، والقرآن الذي بين أيدينا هو المنقول بالتواتر وهناك‬ ‫آيات نسخت تلوتها و لم ينسخ حكمها و عن عمر - رضي ا عنه - أنه‬ ‫قال : » كان فيما أنزل آية الرجم فقرأناها ووعيناها وعقلناها. ورجم‬ ‫رسول ا ، و رجمنا بعده . . . «84.‬ ‫و قال اللوسي – رحمه ا - : » أجمعوا على عدم وقوع النقص فيما‬ ‫تواتر قرآنا كما هو موجود بين الدفتين اليوم، نعم أسقط زمن الصديق‬ ‫ما لم يتواتر وما نسخت تلوته وكان يقرأه من لم يبلغه النسخ وما لم‬ ‫يكن في العرضة الخيرة ولم يأل جهدا رضي ا تعالى عنه في‬ ‫تحقيق ذلك إل أنه لم ينتشر نوره في الفاق إل زمن ذي النورين فلهذا‬ ‫نسب إليه كما روي عن حميدة بنت يونس أن في مصحف عائشة رضي‬ ‫ا عنها إ ِ ن ال ل ه و مل ئ ك ت ه ي ص لو ن ع لى ال ن ب يّ يا أ َ ي ها ا لّ ذي ن آ م نوا ص لوا‬ ‫َّ‬ ‫ِ َ َُ‬ ‫ّ َ‬ ‫ِّ‬ ‫ّ ّ َ َ َ ِ ََ ُ ُ َّ َ ََ‬ ‫ع ل ي ه و س ل موا ت س ليما - وعلى الذين يصلون الصفوف الول- وأن ذلك‬ ‫َ ِْ‬ ‫ََْ ِ َ َّ ُ‬ ‫قبل أن يغير عثمان المصاحف «94 .‬ ‫َ ْ ٍ َ َْ َ ْ‬ ‫و قول الزهري : )ف ج م عو ه في ال ص ح ف في خِ ل ف ة أ َ بي ب ك ر خ ش ي ة أ َ ن‬ ‫َ َ ِ ِ‬ ‫ّ ُ ِ ِ‬ ‫َ َ َ ُ ُ ِ‬ ‫ي ق ت ل ر جا ل م ن ا ل م س ل مي ن في ا ل م وا ط ن م عَ ه م ك ثي ر م ن ا لْ ق رآ ن، ف ي ذ ه بوا‬ ‫ُ ْ ِ ََ ْ َُ‬ ‫ْ َ َ ِ ِ َ ُ ْ َِ ٌ ِ َ‬ ‫ُ َْ َ ِ َ ٌ ِ َ ْ ُ ِْ ِ َ ِ‬ ‫ب ما م ع ه م م ن ا ل ق رآ ن ( دليل على عدم حدوث قتل لكل حملة القرآن و‬ ‫ِ َ َ َ ُ ْ ِ َ ْ ُ ْ ِ‬ ‫أن قراء كثيرين ما زاولوا موجودين ؛ ل َن ا لْ خ ش ي ة إ ِ ن ما ت كو ن م ما ل م‬ ‫َ َْ َ ّ َ َ ُ ُ ِ ّ َ ْ‬ ‫ِ ّ‬ ‫يو ج د م نَ ا ل م كا ر ه ف خ ش ي ة أ َ ن ي ق ت ل ر جا ل م ن ا ل م سْ ل مي ن في ا ل م وا طِ ن‬ ‫ِ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ َْ َ ْ ُ َْ َ ِ َ ٌ ِ َ ْ ُ ِ ِ َ ِ‬ ‫ْ َ َ ِ ِ‬ ‫ُ َ ْ ِ‬ ‫م ع ه م ك ثي ر م ن ا ل ق رآ ن أي لم يقتل هؤلء الرجال بعد .‬ ‫َ َ ُ ْ َِ ٌ ِ َ ْ ُ ْ ِ‬ ‫84‬ ‫94‬ ‫ رواه البخاري في صحيحه رقم ) 2446 ( و رواه مسلم في صحيحه رقم ) 1961 ( .‬‫ روح المعاني لللوسي 62/1‬‫03‬
  31. ‫و أكثر ال صحابة ا لذين أمر ال نب ي - صلى ا عليه وسلم - بأخذ القرآن‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عنهم أو عرفوا بحفظه في عهده، كأب ي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد‬ ‫ّ‬ ‫بن ثابت وعبد ا بن مسعود وأبي ال درداء و عبد ا بن عمرو بن‬ ‫ّ‬ ‫العاص؛ كانوا أحياء عند الجمع ال ول للقرآن، بل أكثرهم بقي إلى‬ ‫ّ‬ ‫زمان الجمع ال ثاني في عهد عثمان .‬ ‫ّ‬ ‫فقد كان جميع القرآن عند هؤلء، فلم يكن لمقتل من قتل في حرب‬ ‫ال ر دة من أثر على شيء من القرآن05.‬ ‫ّ ّ‬ ‫و هل نص الثر أن كل حفظة القرآن الكريم كانوا في يوم اليمامة و‬ ‫أن كل حفظة القرآن ماتوا في يوم اليمامة أو مات الكثير منهم ؟!!‬ ‫وهل نص الثر أل يوجد حفظة للقرآن الكريم في باقي المواطن و‬ ‫المصار ؟!‬ ‫أما أثر سفيان الثوري فهو يقول بلغنا و هذا كقولهم يقال و يحكى و‬ ‫يذكر و جاء عنه كذا و يروى و روى عنه كذا و هذه كلها صيغة تمريض و‬ ‫تضعيف للسند ، والثوري لم يشهد زمان اليمامة, بل لم يكن ولد يومئذ,‬ ‫فحرب المرتدين كانت سنة 21 ه , و الثوري ولد سنة 59 هـ ، ففي السند‬ ‫انقطاع ، و ل نعرف درجة الساقط من السند و عليه فالرواية ضعيفة‬ ‫سندا فل يلزمنا ما زعموا .‬ ‫َ ُ ِ َ ِ َ ْ ُ ْ ِ َ ْ َ‬ ‫أما أثر ابن عمر فقد ذكره أبو عبيدة في با بُ ما ر ف ع م ن ا ل ق رآ ن ب ع د‬ ‫َ‬ ‫ن زو ل ه و ل م ي ث ب ت في ا ل م صا ح ف ص 023 ، و ذكره السيوطي في معترك‬ ‫ْ َ َ ِ ِ‬ ‫ُ ُ ِ ِ ََ ْ َُْ ُ ِ‬ ‫05‬ ‫ المقدمات الساسية في علوم القرآن لعبد ا الجديع ص 171‬‫13‬
  32. ‫القران في إعجاز القرآن فيما نسخ تلوته دون حكمه ثم قال ، وقد‬ ‫أورد بعضهم فيه سؤا ل ً ، و هو : ما الحكمة في رفع التلوة مع بقاء‬ ‫الحكم، وه ل ّ أبقيت التلوة ليجتمع العمل بحكمها و ثواب تلوتها ؟ .‬ ‫وأجاب صاحب الفنون بأن ذلك ليظهر به مقدار طاعة هذه المة في‬ ‫المسارعة إلى بذل النفوس بطريق الظن من غير استفصال لطلب‬ ‫طريق مقطوع به، فيسرعون بأيسر شيء، كما سارع الخليل إلى ذبح‬ ‫ولده بمنام، والنائم أدنى طريق الوحيوأمثلة هذا الضرب كثيرة ، قال أبو‬ ‫عبيد : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن أيوب ، عن نافع، عن ابن عمر‬ ‫، قال ل يقو ل ن أحدكم قد أخذت القرآن كله و ما يدريه ما كله ، قد‬ ‫َ ّ‬ ‫:‬ ‫ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل قد أخذت منه ما ظهر 15 .‬ ‫ومن هنا يحمل أثر ابن عمر على ما نسخت تلوته فقد أسقط زمن أبو‬ ‫بكر – رضي ا عنه - ما لم يتواتر وما نسخت تلوته ، وكان يقرؤه من‬ ‫لم يبلغه النسخ .‬ ‫أما أثر مجاهد فمجاهد لم يشهد زمان اليمامة, بل لم يكن ولد يومئذ,‬ ‫فحرب المرتدين كانت سنة 21 ه, ومجاهد ولد سنة 12 هـ ، ففي السند‬ ‫انقطاع ، و ل نعرف درجة الساقط من السند و عليه فالرواية ضعيفة‬ ‫سندا فل يلزمنا ما زعموا .‬ ‫و على التسليم الجدلي بصحة الخبر فيمكن حمله على ما نسخ تلوته .‬ ‫و في ال رواية ال صحيحة لجمع القرآن على عهد أبي بكر أ نه أمر زيد بن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ثابت بذلك، وجرى بينهما مراجعات ح تى اقتنع زيد، فلو كان شيء من‬ ‫ّ‬ ‫15 - معترك القران في إعجاز القرآن للسيوطي 59/1‬ ‫23‬
  33. ‫القرآن ذهب حقيقة، لكان ذكر ذلك أقوى في ح جة أبي بكر لقناع زيد،‬ ‫ّ‬ ‫وإ نما دفع أبا بكر لذلك الخوف على مستقبل القرآن من عوارض ال زمن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كما يستفاد بوضوح من ال رواية25 .‬ ‫ّ‬ ‫أضف إلى ذلك أن أكثر ال صحابة ا لذين أمر ال نب ي - صلى ا عليه وسلم -‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بأخذ القرآن عنهم أو عرفوا بحفظه في عهده، كأب ي بن كعب ومعاذ بن‬ ‫ّ‬ ‫جبل وزيد بن ثابت وعبد ا بن مسعود وأبي ال درداء وعبد ا بن عمرو‬ ‫ّ‬ ‫بن العاص ؛ كانوا أحياء عند الجمع ال ول للقرآن ، بل أكثرهم بقي إلى‬ ‫ّ‬ ‫زمان الجمع ال ثاني في عهد عثمان .‬ ‫ّ‬ ‫فقد كان جميع القرآن عند هؤلء، فلم يكن لمقتل من قتل في حرب‬ ‫ال ر دة من أثر على شيء من القرآن35.‬ ‫ّ ّ‬ ‫و يمكن أن نقول إن كان لهذه ال رواية أصل، فيكون القرآن ا لذي لم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يعلم ولم يكتب هو م ما نسخت تلوته ، فإ ن بعض ال صحابة بقي يحفظ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال شيء من المنسوخ ح تى بعد جمع القرآن ، م ما يد ل على إمكان حمل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بعض من قتل في حرب ال ر دة لشيء من ذلك ، ولذلك نقول : كان‬ ‫ّ ّ‬ ‫مستند الجمع المكتوب ا لذي خ لفه رسول ا - صلى ا عليه وسلم - ،‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مع ضدا بحفظ من شهد العرضة الخيرة زيد بن ثابت ، وإقرار عا مة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال صحابة عليه45.‬ ‫ّ‬ ‫و ل شك أن القرآن الكريم قد توافر له من دواعي الحفظ ما لم يتيسر‬ ‫لكتاب غيره قط ،و العلم بتفصيل القرآن و أبعاضه في صحة نقله‬ ‫كالعلم بجملته وجرى ذلك مجرى ما علم ضرورة من الكتب المصنفة‬ ‫25‬ ‫35‬ ‫45‬ ‫ المقدمات الساسية في علوم القرآن لعبد ا الجديع ص 171‬‫ المقدمات الساسية في علوم القرآن لعبد ا الجديع ص 171‬‫ المقدمات الساسية في علوم القرآن لعبد ا الجديع ص 271‬‫33‬
  34. ‫ككتاب سيبويه والمزني فإن أهل العناية بهذا الشأن يعلمون من‬ ‫تفصيلها ما يعلمونه من جملتها حتى لو أن مدخل أدخل في كتاب‬ ‫سيبويه بابا من النحو ليس من الكتاب لع رف و م يز، و ع لم أ نه م ل حَ ق‬ ‫ٌ‬ ‫ّ ُْ‬ ‫ُِ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ ِ‬ ‫وليس من أصل الكتاب وكذا القول في كتاب المزني ومعلوم أن العناية‬ ‫بنقل القرآن وضبطه أصدق من العناية بضبط كتاب سيبويه ودواوين‬ ‫الشعراء55.‬ ‫و العلم بصحة نقل القرآن كالعلم بالبلدان والحوادث الكبار والوقائع‬ ‫العظام، والكتب المشهورة، وأشعار العرب المسطورة، فإن الغاية‬ ‫اشتدت والدواعي توفرت على نقله وحراسته ... وعلماء المسلمين قد‬ ‫بلغوا في حفظه وحمايته الغاية حتى عرفوا كل شيء اختلف فيه من‬ ‫إعرابه وقراءته وحروفه وآياته فكيف يجوز أن يكون مغيرا أو منقوصا‬ ‫مع العناية الصادقة والضبط الشديد ؟!! 65.‬ ‫و لله در المام الباقلني حيث قال : » ويستحيل أن يكونوا – أي‬ ‫الصحابة - إ نما تركوا إثبات ما سقط عليهم من القرآن لج لِ هلك من‬ ‫ّ‬ ‫كان يحف ظ تلك السو ر واليات، التي ترك القو م إثباتها إ ما بالقتل أو‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫الموت لمرين:‬ ‫أحدهما: أنه كان ل بد في وضع العادة ومست قرها من أن يتحدث‬ ‫َ‬ ‫الباقون من ال مة بأ نه قد ذهب قرآن كثير وسور وآيات من سو ر بقيت‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫منتثر ة بذهاب حفاظها، لنه ل ب دّ أن يكون عل م ذلك مشهورا مستقرا‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫عندنا في ال مة.‬ ‫ّ‬ ‫وإن كانوا ل يحفظون ذهاب الذاهب على ترتيبه ونظامه وتع ينه كما‬ ‫ّ‬ ‫يعل م أه ل بل د وإقليم من أقاليم المسلمين وقري ة من قراهم اليوم أ نّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫من حفظ من الكهف إلى الناس فإ نه لم يحفظ جميع القرآن، وأن من‬ ‫ّ‬ ‫55‬ ‫65‬ ‫ تفسير اللوسي 52/1‬‫ تفسير اللوسي 52/1‬‫43‬
  35. ‫حفظ عشرين آي ة من سورة البقرة فلم يحفظ سائرها، وإن ما لم‬ ‫ً‬ ‫يح ف ظه زيد من السور هي السورة التي تس مى كذا وسور ة كذا، وإن لم‬ ‫َ‬ ‫ُ ّ‬ ‫َ ْ‬ ‫يحفظوا هم أيضا ذلك الق دْ ر .‬ ‫َ‬ ‫ل ن القرآن كان أشهر عندهم وأظهر من أن يخفى أم ره ؛ لنهم كانوا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ي ت لقون ذلك من رسول ا- ص لى ا عليه - ، سو ر ه مرتبة منظومة على‬ ‫ُ ُ ُ‬ ‫ّ‬ ‫َََ‬ ‫سبيل ما يتلقنه النا س اليوم ، وكان من ل يحفظ السورة منه يعل م أن‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫في القرآن سور ة تدعى بكذا وإن كان ل يحفظها، هذه هي العاد ة في‬ ‫ُ‬ ‫ً ُ‬ ‫علم الناس بالقرآن ومعرفتهم بجملته حفاظا كانوا له أو غير حفاظ.‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وإذا كان ذلك كذلك وجب أنه لو سقط من القرآن سو ر وآيا ت لهلك من‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫كان يحف ظ ذلك أن يع لم الباقو ن من الم ة أ نه قد ذ ه ب كثي ر من القرآن،‬ ‫ٌ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ِ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫وأن يتحدثوا بينهم حديثا ل يمك ن معه الجه ل بما ضاع من القرآن لذهاب‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ح ف ظته .‬ ‫َ َ َ‬ ‫ولو كان منهم قو ل في ذلك و ت ح د ث به لوجب أن ينقل ذلك عنهم، ويتسع‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ ّ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ذك ره فيهم، وفي علمنا بأ ن ذلك لم يكن: دلي ل على بطلن هذه الدعوى‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫.‬ ‫ُ‬ ‫والوجه الخر : أنه ل يجوز في مسق ر العادة أن يتف ق القت ل والمو ت‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫والهل ك بأي وج ه كان بجميع من كان يحف ظ الذاهب من القرآن وبقا ءُ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫الحافظين لغيره، كما أنه ل يجوز أن ي تفق هلك جميع من يحف ظ سور ةَ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الكهف وبقا ء جميع من يحف ظ مري م و ع ط ب كل حاف ظ لشعر جري ر وبقاء‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫كل حافظ لشعر الفرزدق، وهل ك جميع المرجئة وبقا ء سائر المعتزلة .‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫53‬
  36. ‫و ع ط ب جميع من يحف ظ مسائل وبقا ء جميع الح فا ظ للوصايا، ك ل هذا‬ ‫ّ‬ ‫ّ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫باط ل ممتن ع في مستقر العادة، وذلك ل يجوز فيها هل ك جميع من حفظ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫شيئا من كتاب ا، وبقا ء الحافظين لغيره منهم.‬ ‫ُ‬ ‫وإذا كان ذلك كذلك ثبت أ نه ل يجوز سقو ط شي ء من القرآن بهذا الضرب‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫من الضياع وهل ك الحفاظ له دون الحافظين لغيره، فإذا كان كذلك ثبت‬ ‫ُ‬ ‫بهذه الجملة أنه ل يجوز ضيا ع شي ء من كتاب ا تعالى وذهابه على‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫المة بوج ه من الوجوه التي عددناها ووصفناها، ول فرق بين أن يقول‬ ‫ٍ‬ ‫القائل إ ن الذاهب على المة سو ر من القرآن أو سورة منه طويل ة أو‬ ‫ٌ‬ ‫ُ ٌ‬ ‫ّ‬ ‫قصيرة أو آيات أو آي ة من سورة لجل أ ن جميع القرآن كان ظاهرا‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫مستفيضا عندهم على‬ ‫عصر الرسول وحين أدائه إليهم و تبليغ ه لهم « 75.‬ ‫ِ‬ ‫الرد على سؤالهم : لماذا ترك نبي السلم المة السلمية بل مصحف‬ ‫مجموع و ل كتاب يحوي القرآن كامل ل مبعثرا ؟‬ ‫يتساءل كثير من المغرضين عن السر في عدم أمر النبي - صلى ا عليه‬ ‫وسلم - الصحابة بجمع القرآن في مصحف واحد و ما المانع من جمع‬ ‫القرآن في مصحف واحد في عهد النبي - صلى ا عليه وسلم - ؟‬ ‫75‬ ‫ النتصار للقرآن للباقلني 821/1‬‫63‬
Anúncio