1. ‫..مربيا‬ ‫النورسي‬
‫خيبش‬ ‫بن‬ ‫حميد‬
‫رؤية‬ ‫وفق‬ ‫الكريم‬ ‫القرآن‬ ‫لتقديم‬ ‫بذله‬ ‫الذي‬ ‫الفذ‬ ‫المجهود‬ ‫في‬ ‫النورسي‬ ‫الزمان‬ ‫بديع‬ ‫ريادة‬ ‫تكمن‬ ‫ل‬
‫في‬ ‫إيمانه‬ ‫صلبة‬ ‫من‬ ‫أيضا‬ ‫تفردها‬ ‫تنهل‬ ‫بل‬ , ‫فحسب‬ ‫الحديثة‬ ‫العلمية‬ ‫النهضة‬ ‫مع‬ ‫منسجمة‬ ‫عصرية‬
‫تثبيتها‬ ‫على‬ ‫أتاتورك‬ ‫علمانيو‬ ‫حرص‬ ‫التي‬ ‫النفسية‬ ‫الهزيمة‬ ‫أشكال‬ ‫لكل‬ ‫.التصدي‬
, ‫السلمي‬ ‫العالم‬ ‫و‬ ‫تركيا‬ ‫بها‬ ‫تمر‬ ‫التي‬ ‫التاريخية‬ ‫للحظة‬ ‫جيدا‬ ‫قارئا‬ ‫ال‬ ‫رحمه‬ ‫النورسي‬ ‫المام‬ ‫كان‬
‫تمت‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫بالسلم‬ ‫للاطاحة‬ ‫مدمرة‬ ‫صليبية‬ ‫روح‬ ‫وفق‬ ‫تنسج‬ُ‫ن‬ ‫التي‬ ‫المؤامرة‬ ‫خيوط‬ ‫له‬ ‫تبينت‬ ‫إذ‬
‫بملحم‬ ‫المولعين‬ ‫الثوريين‬ ‫سبيل‬ ‫ينهج‬ ‫لم‬ ‫لكنه‬ . ‫السلمية‬ ‫للوحدة‬ ‫كرمز‬ ‫العثمانية‬ ‫بالخلفة‬ ‫الاطاحة‬
‫احترام‬ ‫على‬ ‫قائم‬ ‫حضاري‬ ‫لتبادل‬ ‫ثم‬ ‫ومن‬ , ‫معرفي‬ ‫لحوار‬ ‫التأسيس‬ ‫إلى‬ ‫دعا‬ ‫بل‬ , ‫الدم‬ ‫و‬ ‫البارود‬
‫حتى‬ ‫الحديثة‬ ‫العلوم‬ ‫تحصيل‬ ‫على‬ ‫الدين‬ ‫علماء‬ ‫يحث‬ ‫المثال‬ ‫سبيل‬ ‫على‬ ‫فنجده‬ . ‫الخصوصية‬ ‫و‬ ‫الهوية‬
‫عصره‬ ‫مقتضيات‬ ‫مع‬ ‫السلمي‬ ‫المعرفي‬ ‫و‬ ‫الدعوي‬ ‫الخطاب‬ ‫ينسجم‬‫الدنيوية‬ ‫سعادتنا‬ ‫إن‬ "
‫و‬ , ‫العلماء‬ ‫سيكون‬ ‫العلوم‬ ‫لتلك‬ ‫السنة‬ ‫غير‬ ‫الروافد‬ ‫أحد‬ ‫وأن‬ , ‫لحاضرة‬ ‫الحديثة‬ ‫بالعلوم‬ ‫ستحصل‬
‫عملية‬ ‫فتكون‬ ‫الحديثة‬ ‫بالعلوم‬ ‫الدين‬ ‫علماء‬ ‫يأنس‬ ‫كي‬ , ‫الدينية‬ ‫المدارس‬ ‫حتما‬ ‫سيكون‬ ‫الخر‬ ‫المنبع‬
‫الخروية‬ ‫و‬ ‫الدنيوية‬ ‫السعادتين‬ ‫بكسب‬ ‫عنه‬ ‫المعبر‬ ‫الحضاري‬ ‫البعث‬ ‫أساس‬ ‫التعلم‬")1 )
.
‫التغيير‬ ‫منطلقات‬ ‫في‬ ‫النظر‬ ‫إعادة‬ ‫من‬ ‫الحضاري‬ ‫البعث‬ ‫هذا‬ ‫يقتضيه‬ ‫ما‬ ‫النورسي‬ ‫بال‬ ‫عن‬ ‫يغب‬ ‫ولم‬
‫عناية‬ ‫التربية‬ ‫يولي‬ ‫نجده‬ ‫لذا‬ . ‫العالمي‬ ‫التطور‬ ‫في‬ ‫فاعل‬ ‫ليصبح‬ ‫المسلم‬ ‫المجتمع‬ ‫يؤهل‬ ‫الذي‬ ‫بالشكل‬
‫العلمانية‬ ‫اطوفان‬ ‫من‬ ‫اليمان‬ ‫وإنقاذ‬ , ‫البشري‬ ‫الوجدان‬ ‫صياغة‬ ‫لعادة‬ ‫السليم‬ ‫المدخل‬ ‫باعتبارها‬ ‫بالغة‬
‫اللحاد‬ ‫و‬ ‫الزندقة‬ ‫و‬ .
‫؟‬ ‫للنورسي‬ ‫التربوي‬ ‫المنهج‬ ‫سمات‬ ‫أبرز‬ ‫إذن‬ ‫هي‬ ‫فما‬
‫بالذان‬ ‫بدءا‬ ‫تركيا‬ ‫في‬ ‫السلمية‬ ‫الحياة‬ ‫مظاهر‬ ‫كل‬ ‫ضد‬ ‫أتاتورك‬ ‫قادها‬ ‫التي‬ ‫الشعواء‬ ‫الحملة‬ ‫إن‬
‫لهذا‬ ‫المماثلة‬ ‫الستجابة‬ ‫بأن‬ ‫أكيدة‬ ‫قناعة‬ ‫النورسي‬ ‫لدى‬ ‫رسخت‬ ‫الدينية‬ ‫التربية‬ ‫حظر‬ ‫إلى‬ ‫ووصول‬
‫أمام‬ ‫الطريق‬ ‫يقطع‬ ‫بما‬ ‫الحاصل‬ ‫التربوي‬ ‫الفراغ‬ ‫وملء‬ , ‫اليمانية‬ ‫الفعالية‬ ‫تجديد‬ ‫في‬ ‫تكمن‬ ‫التحدي‬
‫السلمي‬ ‫بالعالم‬ ‫الرتباط‬ ‫وفك‬ ‫التغريب‬ ‫نزعات‬ .
‫بالهوية‬ ‫تمسكه‬ ‫يضمن‬ ‫بما‬ ‫ووجدانه‬ ‫بفكره‬ ‫السمو‬ ‫و‬ , ‫الفرد‬ ‫لتربية‬ ‫ملحوظا‬ ‫اهتماما‬ ‫النورسي‬ ‫وجه‬
‫لعل‬ ‫المناهض‬ ‫الجتماعي‬ ‫و‬ ‫الفكري‬ ‫الحراك‬ ‫في‬ ‫واندماجه‬ , ‫السلمية‬‫لذا‬ . ‫الخارج‬ ‫و‬ ‫الداخل‬ ‫مانيي‬
‫قدوة‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ , ‫الحديثة‬ ‫و‬ ‫الشرعية‬ ‫بالعلوم‬ ‫الواسع‬ ‫اللمام‬ ‫إلى‬ ‫إضافة‬ , ‫عليه‬ ‫يتوجب‬ ‫المربي‬ ‫فإن‬
‫عليه‬ ‫يتوجب‬ ‫كما‬ , ‫لطلبه‬ ‫الذكاء‬ ‫مستوى‬ ‫تقارب‬ ‫و‬ ‫الفطري‬ ‫الستعداد‬ ‫يراعي‬ ‫وأن‬ , ‫متحركة‬ ‫حسنة‬
" ‫الشريعة‬ ‫بميزان‬ ‫توجيهاته‬ ‫يزن‬ ‫أن‬‫من‬ ‫يتمكنوا‬ ‫كي‬ ‫محققين‬ ‫يكونوا‬ ‫أن‬ ‫المرشدين‬ ‫و‬ ‫الوعاظ‬ ‫على‬
‫يكونوا‬ ‫أن‬ ‫و‬ , ‫الشريعة‬ ‫توازن‬ ‫يفسدوا‬ ‫ل‬ ‫كي‬ ‫مدققين‬ ‫حكماء‬ ‫أيضا‬ ‫يكونوا‬ ‫وأن‬ , ‫القناع‬ ‫و‬ ‫البثبات‬
‫الشريعة‬ ‫بميزان‬ ‫المور‬ ‫يزنوا‬ ‫أن‬ ‫وعليهم‬ , ‫العصر‬ ‫حاجات‬ ‫كلمهم‬ ‫يوافق‬ ‫كي‬ ‫مقنعين‬ ‫بلغاء‬")2 )
‫أن‬ ‫و‬ . ‫اليمان‬ ‫و‬ ‫العلم‬ ‫تلزم‬ ‫على‬ ‫حرصه‬ ‫هي‬ , ‫النورسي‬ ‫منهج‬ ‫بها‬ ‫ت ص‬ُ‫ن‬‫اخ‬ ‫التي‬ ‫الثانية‬ ‫السمة‬ ‫و‬
‫الطلب‬ ‫يكون‬ ‫بحيث‬ ‫الحديثة‬ ‫و‬ ‫الشرعية‬ ‫العلوم‬ ‫بين‬ ‫واع‬ ‫اندماج‬ ‫حصيلة‬ ‫التربوية‬ ‫العملية‬ ‫تكون‬
‫استطاع‬ ‫بذلك‬ ‫و‬ . ‫قيمه‬ ‫و‬ ‫الخر‬ ‫هوية‬ ‫في‬ ‫الذوبان‬ ‫و‬ ‫الفكرية‬ ‫التبعية‬ ‫فخ‬ ‫في‬ ‫الوقوع‬ ‫من‬ ‫بمنأى‬
! ‫الكفار‬ ‫علوم‬ ‫أنها‬ ‫بدعوى‬ ‫الحديثة‬ ‫العلوم‬ ‫تدريس‬ ‫بها‬ ‫قوبل‬ ‫التي‬ ‫الرفض‬ ‫حالة‬ ‫يتجاوز‬ ‫أن‬ ‫النورسي‬
‫جديدة‬ ‫ومعرفية‬ ‫علمية‬ ‫قراءة‬ ‫إلى‬ ‫الحاجة‬ ‫يثبت‬ُ‫ن‬ ‫ما‬ ‫الشواهد‬ ‫و‬ ‫الدلة‬ ‫من‬ ‫الشهيرة‬ ‫رسائله‬ ‫في‬ ‫وحشد‬
‫المكرور‬ ‫الحفظ‬ ‫حبيسة‬ ‫ظلت‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫جديدة‬ ‫آفاق‬ ‫لرتياد‬ ‫النسانية‬ ‫الفاعلية‬ ‫توجه‬ , ‫الكريم‬ ‫للقرآن‬
‫الجتماعي‬ ‫الحراك‬ ‫عن‬ ‫معزل‬ ‫في‬ ‫وهوامشها‬ ‫شروحها‬ ‫و‬ ‫للمتون‬ .
‫كل‬ ‫نبذ‬ ‫و‬ , ‫الداخلية‬ ‫الجبهة‬ ‫توحيد‬ ‫على‬ ‫الشديد‬ ‫حرصه‬ ‫في‬ ‫فتتمثل‬ ‫النورسي‬ ‫لمنهج‬ ‫الثالثة‬ ‫السمة‬ ‫أما‬
‫التي‬ ‫الشاذة‬ ‫و‬ ‫المنحرفة‬ ‫الفكار‬ ‫لستنبات‬ ‫مناسبا‬ ‫مناخا‬ ‫تهييء‬ُ‫ن‬ ‫التي‬ ‫المقيتة‬ ‫العصبية‬ ‫و‬ ‫العنف‬ ‫أشكال‬

2. " ‫الخارجي‬ ‫التستعباد‬ ‫من‬ ‫التحرر‬ ‫و‬ ‫النهوض‬ ‫مسار‬ ‫تعيق‬‫عناصر‬ ‫بين‬ ‫التنافر‬ ‫و‬ ‫التباغض‬ ‫إن‬
‫ما‬ ‫أحوج‬ ‫العناصر‬ ‫تلك‬ ‫أن‬ ‫إذ‬ , ‫جسيم‬ ‫خطب‬ ‫و‬ ‫عظيم‬ ‫هل ك‬ ‫القومي‬ ‫الفكر‬ ‫من‬ ‫بسبب‬ ‫قبائله‬ ‫و‬ ‫اللسل م‬
, ‫بهم‬ ‫نزل‬ ‫الذي‬ ‫الفقر‬ ‫لشدة‬ ‫و‬ ‫إجحاف‬ ‫و‬ ‫ظلم‬ ‫من‬ ‫عليهم‬ ‫وقع‬ ‫ما‬ ‫لكثرة‬ , ‫لبعض‬ ‫بعضهم‬ ‫يكون‬
‫بعضهم‬ ‫نظرهؤل ء‬ ‫فإن‬ ‫لذا‬ , ‫لسحقا‬ ‫يسحقهم‬ ‫ذلك‬ ‫كل‬ . ‫عليهم‬ ( ‫اللستعمار‬ ) ‫الجانب‬ ‫ولسيطرة‬
‫بلسع‬ ‫يهتم‬ ‫من‬ ‫بجنون‬ ‫يكون‬ ‫ما‬ ‫أشبه‬ ‫جنون‬ ‫إنه‬ ‫بل‬ , ‫توصف‬ ‫ل‬ ‫كبرى‬ ‫مصيبة‬ ‫العدا ء‬ ‫نظرة‬ ‫لبعض‬
‫حوله‬ ‫تحو م‬ ‫التي‬ ‫الماردة‬ ‫بالثعابين‬ ‫يعبأ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫البعوض‬")3 )
.
‫القبول‬ ‫و‬ ‫الرفق‬ ‫على‬ ‫أتباعه‬ ‫وحث‬ , ‫المجتمع‬ ‫في‬ ‫الهاديء‬ ‫التغلغل‬ ‫وتسائل‬ ‫بإبداع‬ ‫النورتسي‬ ‫انشغل‬
‫ل‬ ‫بالمبادرة‬ ‫يؤمن‬ ‫جديد‬ ‫جيل‬ ‫لنشاء‬ ‫محاضن‬ "‫النورية‬ ‫"المدارس‬ ‫فكانت‬ . ‫المخالف‬ ‫للرأي‬ ‫اليجابي‬
‫قرآنية‬ ‫حضارية‬ ‫ميلد‬ ‫بشرى‬ ‫للعالم‬ ‫ويحمل‬ , ‫بالذيلية‬ .
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
(1) : ‫إلستانبول‬ . ‫لسوزلر‬ ‫النشر‬ ‫دار‬ . ‫الصالحي‬ ‫قالسم‬ ‫إحسان‬ ‫ترجمة‬ . ‫ذاتية‬ ‫لسيرة‬ : ‫النورلسي‬ ‫الزمان‬ ‫بديع‬1995‫ص‬ .498
(2) : ‫ص‬ . ‫دمشق‬ . ‫العلم‬ ‫دار‬ . ‫النورلسي‬ ‫عند‬ ‫التغيير‬ ‫و‬ ‫الصل ح‬ ‫منهج‬ : ‫طنطاوي‬ ‫ال‬ ‫عبد‬63
(3) : ‫ص‬ . ‫إلستانبول‬ . ‫للنشر‬ ‫لسوزلر‬ ‫دار‬ . ‫الصالحي‬ ‫قالسم‬ ‫إحسان‬ ‫ترجمة‬ . ‫المكتوبات‬ : ‫النورلسي‬ ‫لسعيد‬ ‫الزمان‬ ‫بديع‬415