مرتضى مطهري

1. ‫مدخل إلى العلوم السلمية )٣(‬
‫الفقه‬
‫الستاذ الشهيد مرتضى المطهري‬
‫ترجمة: حسن علي الهاشمي‬
‫مراجعة: السيد علي مطر‬
‫دار الولء‬
‫1‬

2. ‫تمهيد‬
‫ما هو المراد من العلوم السلمية؟‬
‫يجدر بنها فهي هذا الدرس أن نتحدّث قليل ً عهن كلمهة "العلوم السهلمية" وضهع لهها‬
‫تعريفا جليا؛ ليتضح مرادنا من العلوم السلمية، وماهية الكلّيات التي نحاول معرفتها‬
‫في هذه الدروس.‬
‫إنه العلوم السهلمية، التهي ههي موضوع بحثنها، يمكهن تعريفهها على أنحاء عدّة،‬
‫ّ‬
‫وتبعا لختلف التعاريف تختلف المواضيع:‬
‫١- العلوم التي تدور موضوعاتها أو مسائلها حول أُصول السلم وفروعه، أو التي‬
‫يمكن من خللها إثبات أُصول السلم وفروعه، وهي: القرآن والسنّة، من قبيل: علم‬
‫) (‬
‫القراءة، علم التفس هير، علم الحدي هث، علم الكلم النقلي 1 ، علم الفق هه، علم الخلق‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫) (‬
‫النقلي 2 .‬
‫٢- العلوم المذكورة آنفا، بالضافة إلى العلوم المُمهّدة لها، والعلوم المُمهّدة من‬
‫قبيهل: الدب العربهي، مهن الصهرف والنحهو واللغهة والمعانهي والبيان والبديهع وغيرهها،‬
‫ومهن قبيهل: الكلم العقلي، والخلق العقليهة، والحكمهة اللهيهة، والمنطهق، وأ ُهصول‬
‫الفقه، والرجال، والدراية.‬
‫٣- العلوم التهي تعدّ – بنحهو مهن النحاء – جزءا مهن الواجبات السهلمية، وههي‬
‫التهي يجهب على المسهلمين تحصهيلها، ولو على نحهو الواجهب الكفائي، والتهي يشملهها‬
‫الحديث النبويّ المعروف: "طلب العلم فريضة على كلّ مسلم".‬
‫إن العلوم التهي تعتهبر موضوعاتهها ومسهائلها مهن الصهول أو الفروع السهلمية أو‬
‫التهي يسهتند إليهها فهي إثبات تلك الصهول والفروع، مهن الواجهب تحصهيلها؛ لن ّه الحاطهة‬
‫بأُهصول الديهن السهلمي مهن الواجبات العينيهة على كلّ مسهلم، والحاطهة بفروعهها‬
‫واجهب كفائي، كمها تجهب دراسهة القرآن والسهنّة أيضا؛ إذ ل يتيسهر مهن دونهمها معرفهة‬
‫أُصول السلم وفروعه.‬
‫وهكذا تجب دراسة العلوم المُمهّدة لتحصيل هذه العلوم من باب )وجوب مقدمة‬
‫الواجهب(، أي: ينبغهي أن يكون هناك دائما أفراد ملمّون بهذه العلوم بالمقدار الكافهي‬
‫1 . سيتضح فيما بعد أن علم الكلم على قسمين: عقلي ونقلي، وسيتضح الفرق بينهما.‬
‫2 . الخلق أيضً على قسمين كعلم الكلم: عقلية ونقلية، وسنتحدث فيما بعد عن ذلك أيضً.‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫2‬

3. ‫على القل. بل ينبغهي أن يكون هناك دائما مَهنْ يساهم في تطوير العلوم السهاسية‬
‫والتمهيدية، ويعمل على إثرائها وتنميتها باستمرار.‬
‫وق هد س هعى العلماء المس هلمون طوال القرون الربع هة عش هر إلى توس هيع رقع هة‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫العلوم المذكورة، وقهد حققوا فهي هذا الصهدد نجاحات ملحوظهة، وسهتطّلعون تدريجيا‬
‫على نشوء هذه العلوم ونموّها وتحوّلها وتكاملها.‬
‫إنهّ العلوم التهي ههي باب الفريضهة والت هي يج هب على المسهلمين تحصهيلها غيهر‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫منحصهرة فهي العلوم المتقدمهة، فكهل علم توقفهت تلبيهة الحاجات الضروريهة للمجتمهع‬
‫السلمي على معرفته والتخصص والجتهاد فيه، وجب على المسلمين تحصيله من‬
‫باب المقدمة التهيؤيّة.‬
‫ولكي نوضح أن السلم دين جامع وشامل، وأنه لم يكتف بسلسلة من المواعظ‬
‫الخلقيهة والفرديهة فقهط، وأنهه ديهن يعمهل على صهيانة المجتمهع، نقول: إنه السهلم‬
‫ّ‬
‫عمهد إلى كلّ مها يحتاج إليهه المجتمهع فأوجبهه على الكفايهة، فإذا كان المجتمهع بحاجهة‬
‫إلى طههبيب على سههبيل المثال، يغدو الطبههّ واجبا كفائيا، أي: يجههب توفيههر الطباء‬
‫ه‬
‫بالمقدار الكافهي، وإذا لم يكهن هناك أطباء بالمقدار الكافهي وجهب على الجميهع أن‬
‫يُمهّدوا الرضيهة بغيهة توفيهر الطباء، ورفهع هذه الحاجهة، وبمها أن الطبه يتوقهف على‬
‫ّ‬
‫تحصهيل علوم الطهب يكون تحصهيلها حتما مهن الواجبات الكفائيهة، وهكذا المهر فهي‬
‫التعليم، والسياسة، والتجارة، وأنواع الفنون والصناعات الُخرى.‬
‫وفهي الموارد التهي يتوقهف فيهها حفهظ المجتمهع السهلمي وكيانهه على تحصهيل‬
‫العلوم والصناعات بأرفع مستوى ممكن يجب تحصيل تلك العلوم بذلك المقدار، ومن‬
‫هنها يعتهبر السهلم جميهع العلوم الضروريهة للمجتمهع السهلمي فريضهة، وعليهه سهوف‬
‫تشمهل العلوم السهلمية – بحسهب هذا التعريهف الثالث – الكثيهر مهن العلوم الطبيعيهة‬
‫والرياضية "التي يحتاج إليها المجتمع السلمي".‬
‫٤- العلوم التهي تكاملت فهي الحواضهر العلميهة السهلمية، أعمه مهن التهي تعد فهي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫نظهر السهلم واجبهة وضروريهة، وأعمه مهن التهي تعدّ فهي نظره محظورة إل ّ أنّهها على‬
‫ّ‬
‫كلّ حال شق ّت طريقها في المجتمع السلمي، من قبيل: علم التنجيم الحكامي "ل‬
‫علم التنجيههم الرياضههي"، فإننهها نعلم بإباحههة علم التنجيههم، كونههه جزءا مههن العلوم‬
‫3‬

4. ‫السهلمية المباحهة، فيمها إذا ارتبهط بالمعادلت الرياضيهة التهي تدرس أحوال الكون،‬
‫وتقوم ب ههبيان س ههلسلة م ههن التنبؤات القائم ههة على ال ُ ههسس الرياضي ههة كالخس ههوف‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫والكسهوف، وأمّها الخارج منهها عهن حدود المعادلت الرياضيهة – المتعلق بهبيان سهلسلة‬
‫مهن الروابهط الخفيّهة بيهن الحوادث السهماوية والوقائع الرضيهة، منتهيا إلى سهلسلة مهن‬
‫التكهنات بشأن الحوادث الرضية – فهو حرام في نظر السلم، ولكن برغم ذلك تجد‬
‫) (‬
‫كل هذين النوعين من علم التنجيم موجودا في مهد الثقافة والحضارة السلمية 1 .‬
‫وبعد أن عرضنا تعاريف مختلفة لكلمة "العلوم السلمية"، واتضح أن هذه الكلمة‬
‫تستعمل في الموارد المختلفة في معا نٍ متعددة، وأن بعض تلك المعاني أوسع من‬
‫بعهض أو أضيهق، نشيهر إلى أن المراد مهن العلوم السهلمية التهي نريهد أن نتحدث عنهها‬
‫بشكل كلي هو ما ذكرناه في التعريف الثالث، أي: العلوم التي يعدّها السلم – بنحو‬
‫م هن النحاء – فريض هة ذات تاري هخ عري هق ف هي الثقاف هة والحضارة الس هلمية، والت هي‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫تحظهى باحترام المسهلمين وتقديرههم بوصهفها أداة لرفهع حاجهة، أو وسهيلة إلى إنجاز‬
‫فريضة من الفرائض.‬
‫وفهي هذا الدرس ينبغهي للطلب العزاء أن يدركوا أن الثقافهة السهلمية تشكهل‬
‫ثقافهة خاصهة بيهن الثقافات العالميهة، ولهها روحهها الخاصهة بهها، وسهلسلة مهن المميزات‬
‫الخاصة، ومهن أجل معرفة ثقافهة من الثقافات، أنهها ذات أصهالة مسهتقلة، تتمتع بحياة‬
‫وروح خاصههة، أو أنههها مجرد تقليههد للثقافات الخرى – وربمهها كانههت مجرد اسههتمرار‬
‫للثقافات الس هابقة – ينبغ هي معرف هة بواع هث تلك الثقاف هة وهدفه ها وحركته ها وطريق هة‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫نموّها، وكذا سماتها البارزة وإخضاعها للفحص الدقيق، فإذا تمتعت ثقافة ما ببواعث‬
‫خاصهة وكان لهها هدفهها وحركتهها الخاصهة بهها، وكانهت طريقهة حركتهها مغايرة لطريقهة‬
‫حركهة سهائر الثقافات، وكان لهها سهماتها البارزة، عدّ ذلك دليل ً على أصهالة تلك الثقافهة‬
‫واستقللها.‬
‫وبديههي أن إثبات أصهالة ثقافهة وحضارة مها ل يعنهي بالضرورة أنهها لم تسهتفد مهن‬
‫الثقافات والحضارات الُخرى، لن هذا مسههتحيل؛ إذ مهها مههن ثقافههة فههي العالم إلّ‬
‫1 . للطلع على العلوم التي تكاملت أو دخلت في الثقافة السلمية يراجع كتاب: )كارنامه إسلم(، لمؤلفه الكتور: عبد الحسين ز ّين كوب.‬
‫ر‬
‫4‬

5. ‫اسههتفادت مههن الثقافات والحضارات الُخرى، وإنمهها الكلم فههي كيفيههة السههتفادة‬
‫والنتفاع.‬
‫فأحههد أنواع النتفاع أن تقوم ثقافههة باسههتيراد ثقافههة أو حضارة أُخرى بل أدنههى‬
‫تصههرف فيههها، والنوع الخههر أن تقوم الثقافههة بعمليههة اسههتيعاب الثقافههة والحضارة‬
‫الُخرى، كمها تصهنع الخليّهة الحيّهة فهي اجتذاب المواد وهضمهها وتحويلهها إلى موجودات‬
‫وكائنات جديدة.‬
‫والثقافة السلمية من النوع الثاني، فقد نمت كالخلي ّة الحي ّة، إذ اجتذبت الثقافات‬
‫الُخرى مهن اليونانيهة والهنديهة واليرانيهة وغيرهها وحوّلتهها إلى كائن جديهد له سهماته‬
‫الخاصهة. وقهد اعترف الباحثون فهي تاريهخ الثقافهة والحضارة بأن الحضارة السهلمية‬
‫من أكبر الحضارات والثقافات البشرية.‬
‫أ ين تكون تك و ّ نت هذه الخلي ّة الحيو ية الثقاف ية، وعلى يد من؟ و من‬
‫أي نقطة بدأ تكاملها؟‬
‫إ نّ هذه الخلي ّة – كسائر الخليا التي تكون صغيرة وغير محسوسة في بدايتها –‬
‫ظهرت في المدينة المنوّرة على يد الرسول الكرم )صلّى ا عليه وآله وسلم(، فبدأ‬
‫النوع الوّل من العلوم السلمية أعماله..‬
‫) (‬
‫ولمزيد من الطلع ينبغي الرجوع إلى الكتب الخاصة 1 .‬
‫وينبغي التذكير بأن العلوم السلمية تنقسم إلى قسمين: العلوم العقلية، والعلوم‬
‫النقلية.‬
‫وسنبدأ بالفقه الذي يعدّ جزءا من العلوم العقلية.‬
‫1 . راجع: "كارنامه إسلم"، تأليف: الدكتور ز ّين كوب، و"تاريخ التمدن السلمي"، لمؤلفه: جرجي زيدان، ج ٣، و"خدمات متقابل إسلم‬
‫ر‬
‫وإيران"، بقلم المؤلف، القسم الثالث.‬
‫5‬

6. ‫الفقه‬
‫الدرس الول‬
‫علم الفقه‬
‫إنه علم الفقهه مهن أوسهع العلوم السهلمية، وأكثرهها تشعبا وأقدمهها تاريخا، فقهد‬
‫ّ‬
‫درّس على مدى جميع الزمنة وعلى صعيد واسع، وقد ظهر في السلم من الفقهاء‬
‫مها ل يحصهى كثرة، ويُعدّ بعضههم مهن عباقرة العالم، كمها أٌلّهفت كتهب كثيرة فهي الفقهه‬
‫يحظى بعضها بأهمية عالية، ويمكن للفقيه أن يبحث في الكثير من المسائل الشاملة‬
‫لجميع شؤون الحياة النسانية، فإ نّ جميع ما يبحث في العالم المعاصر تحت عنوان‬
‫الحقوق بأنواعههها المختلفههة مههن الحقوق السههاسية والمدنيههة والعائليههة والجزائيههة‬
‫والداريهة والسهياسية ومها إلى ذلك، تجده منتشرا فهي مختلف أبواب الفقهه وزيادة، إذ‬
‫هناك الكثير من المسائل ل تبحث ضمن الحقوق المعاصرة بينما يبحثها الفقيه على‬
‫نطاق واسع من قبيل العبادات.‬
‫وكما نعلم فقد تمّ تصنيف الفقه إلى فروع مختلفة وتقرر تدريسه في الجامعات.‬
‫كلمة الفقه في القرآن والحديث‬
‫اسهتعمل القرآن الكريهم والحاديهث الشريفهة كلمهة "الفقهه" و"التفقهه" فهي مواضهع‬
‫كثيرة، وقد اقترن معناها في جميع تلك المواضع بالتعمق والفهم الدقيق.‬
‫فقهد ورد فهي القرآن الكريهم ﴿فلول نفهر مهن كهل فرقهة منههم طائفهة ليتفقهوا فهي‬
‫) (‬
‫الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون﴾ 1 .‬
‫وفهي الحديهث عهن الرسهول )صهلّى ا عليهه وآله وسهلم(: "مهن حفهظ على أمتهي‬
‫) (‬
‫أربعين حديثا بعته ا فقيها عالما" 2 .‬
‫وليههههس لدينهههها علم كامههههل بشأن إطلق عنوان "الفقهاء" على علماء وفضلء‬
‫الصهحابة، إل ّ أنّه المتسهالم عليهه أنّهه أطلق على بعهض التابعيهن "أدركوا الصهحابة ولم‬
‫يدركوا النهبي )صهلّى ا عليهه وآله وسهلم(، فقهد أُطلق هذا المصهطلح على سهبعة مهن‬
‫التابعين عُرفوا به"الفقهاء السبعة". كما اشتهر عام ٤٩هه. وهو ا لعام الذي استشهد‬
‫فيه المام علي بن الحسين )عليه السلم(، وتوفي فيه سعيد بن المسيب وعروة بن‬
‫الزبيهر مهن الفقهاء السهبعة وسهعيد بهن جهبير، وجمهع آخهر مهن فقهاء المدينهة بهه"عام‬
‫1 . التوبة: ٢٢‬
‫2 .الخصال ص ١٤٥، ثواب العمال ص ٢٦١ باختلف يسير.‬
‫6‬

7. ‫الفقهاء"، ومنذ ذلك الحين وعلى مرّ العصور أخذت كلمة "الفقهاء" تطلق على علماء‬
‫السلم وعلى الخصوص العارفين بالحكام السلمية منهم.‬
‫كم ها اس هتعمل الئم هة الطهار )عليه هم الس هلم( هذه الكلم هة مرارا، وحثوا بع هض‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫أصهحابهم على التفقهه أو أطلقوا عليههم كلمهة الفقيهه، كمها عُرف البارزون مهن تلميهذ‬
‫الئمة )عليهم السلم( في تلك العصور به"فقهاء الشيعة".‬
‫كلمة الفقه في اصطلح العلماء‬
‫إنّه مصهطلح "الفقهه" فهي القرآن والسهنّة يعنهي الفههم العميهق والواسهع للعلوم‬
‫السلمية، ول يختص بعلم مخصوص منها، إل ّ أن ّه بالتدريج اختص في عرف العلماء‬
‫به"فقه الحكام".‬
‫إذ قسّم العلماء العلوم السلمية إلى ثلثة أقسام:‬
‫١- العلوم العتقاديهة التهي تهدف إلى المعرفهة واليمان والعتقاد، ممها يتعلق‬
‫بالقلب والتفكيههر، مههن قبيههل المسههائل المتعلقههة بالمبدأ والمعاد والنبوّة والوحههي‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫والملئكة والمامة.‬
‫٢- الخلق والمور التربويهة التهي تكون الغايهة منهها وصهول النسهان إلى الكمال‬
‫م هن ناحي هة الخص هال الروحي هة كالتقوى والعدالة والكرم والشجاع هة والص هبر والرض ها‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫والستقامة، وغيرها.‬
‫٣- الحكام والمسهائل العمليهة التهي يكون الهدف منهها توجيهه النسهان فهي أفعاله‬
‫الخارجية وما ينبغي أن تكون عليه، وبعبارة أخرى: "القوانين والمقررات الموضوعة".‬
‫فاستعمل فقهاء السلم كلمة الفقه في القسم الثالث من هذه القسام، وربما‬
‫عاد سهبب ذلك إلى أن اهتمام الناس منهذ صهدر السهلم انصهبّ على هذه المسهائل‬
‫العملية، ومن هنا اشتهر المختصون في هذا النوع من المسائل به"الفقهاء".‬
‫الحكم التكليفي والحكم الوضعي‬
‫يجدر بنا أن نذكر بعض المصطلحات الخاصة بالفقهاء.‬
‫منها: أنّ الفقهاء قد قسّموا الحكام الشرعية إلى قسمين:‬
‫الحكام التكليفية، والحكام الوضعية.‬
‫أمّهها الحكام التكليفيههة فهههي التههي تنقسههم إلى: الوجوب والحرمههة والسههتحباب‬
‫والكراههة والباحهة، وههي التهي تسهمى بالحكام التكليفيهة الخمسهة، ومهن وجههة نظهر‬
‫7‬

8. ‫السلم ل توجد واقعة إل وفيها أحد هذه الحكام الخمسة، فما من شيء إل وهو:‬
‫إمها واجهب أي ل بهد مهن فعله مهن قبيهل "الصهلة والصهوم والجهاد" أو محرم كالكذب‬
‫والظلم وشرب الخمهر وأمثال ذلك، أو مسهتحب أي يحسهن فعله ول عقاب على تركهه‬
‫كالنوافههل اليوميههة، أو مكروه أي يحسههن تركههه ول عقاب على فعله، كالتكلم فههي‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫المسجد بغير العبادة، أو مباح وهو ما يتساوى فيه الفعل والترك كأغلب المور.‬
‫والحكام التكليفية بأجمعها من قبيل: المر أو النهي أو الترخيص.‬
‫وأمّ ها الحكام الوضعي هة فليس هت كذلك، م هن قبي هل الزوجي هة والملكي هة والشرطي هة‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫والسببية وما إلى ذلك.‬
‫التعبدي والتوصلي‬
‫وتنقسم الواجبات بتقسيم آخر إلى قسمين هما: التعبدي والتوصلي.‬
‫أمّها الواجهب التعبدي فههو الذي يشترط فيهه قصهد القربهة، أي الذي ل يكون صهحيحا‬
‫إل إذا جاء بههه النسههان بنيّههة التقرب إلى ا بل أن يكون الدافههع نحوه غرضا دنيويا‬
‫ماديا، وإل كان صحيحا من قبيل الصلة والصيام.‬
‫وأمّها الواجهب التوصهلي فههو الذي يسهقط بامتثاله كيهف اتفهق، وإن لم يُقصهد فيهه‬
‫التقرب إلى ا سبحانه، من قبيل إطاعة الوالدين، أو إنجاز العهود الجتماعية، كما لو‬
‫تعههد شخهص أن يقوم لشخهص بعمهل مقابهل أُجرة، فيجهب عليهه الوفاء بهه، وهكذا‬
‫المر بالنسبة إلى مطلق الوفاء بالوعود والعهود.‬
‫العيني والكفائي‬
‫وتنقسم الواجبات بتقسيم آخر إلى: العيني والكفائي.‬
‫أمّها الواجهب الكفائي فههو الذي يجهب على جميهع المسهلمين أل أنهه يسهقط بقيام‬
‫البع هض ب هه كبع هض المور الضروري هة للمجتم هع م هن قبي هل الط هب والتجني هد والقضاء‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫والفتاء والزراعهة والتجارة ومها إلى ذلك، ومهن قبيهل: تجهيهز الموات فههو واجهب على‬
‫جميع الناس ويسقط بقيام بعضهم به.‬
‫والواجهب العينهي وههو الواجهب على كهل مسهلم دون أن يرتبهط أداؤه بالخريهن‬
‫كالصلة والصوم...‬
‫التعييني والتخييري‬
‫وينقسم الواجب بتقسيم آخر إلى التعييني والتخييري.‬
‫8‬

9. ‫أمّها الواجهب التعيينهي فيعنهي لزوم امتثال عمهل معيهن مهن قبيهل: الصهلة اليوميهة‬
‫والصيام والحج والخمس والزكاة والمر بالمعروف والجهاد وغير ذلك.‬
‫وأم ّا الواجب التخييري فيعني أن ّ على المكلّف أن يختار واحدا من عدّة أمور، من‬
‫قبيهل بعهض الكفارات، كمها لو أفطهر شخهص فهي شههر رمضان عامدا، فيجهب عليهه أن‬
‫يعتق عبدا، أو يطعم ستين مسكينا، أو يصوم ستين يوما.‬
‫النفسي والغيري‬
‫وينقسم الواجب أيضا بتقسيم آخر إلى: النفسي والغيري.‬
‫أمّها الواجهب النفسهي فههو الذي أوجبهه الشارع لنفسهه وكان مطلوبا لذاتهه ل لواجهب‬
‫آخ هر، م هن قبي هل: إنقاذ الغري هق إل ّ أن المقدمات المبذولة ف هي عملي هة النقاذ كتوفي هر‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫النجادات والحبال فإنههها واجبههة بالوجوب الغيري، وهكذا بالنسههبة إلى أعمال الحههج،‬
‫فإنه ها واجب هة بالوجوب النفس هي، إل ّ أن مقدماته ها م هن توفي هر الجواز والحص هول على‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫التذكرة وسائر المقدمات الخرى واجبة بالوجوب الغيري، وهكذا بالنسبة إلى الصلة،‬
‫فإنهها واجبهة بالوجوب النفسهي، إل ّ أن الوضوء أو الغسهل فهي وقهت الصهلة لجلهها‬
‫واجب بالوجوب الغيري.‬
‫9‬

10. ‫الدرس الثاني‬
‫نبذة مختصرة عن الفقه والفقهاء ) ١ (‬
‫تقدّم فهي الدروس الماضيهة أنّه مهن مقدمات دراسهة أيّه علم مهن العلوم التعرف‬
‫على الشخصههيات البارزة وأصههحاب الكلمههة فههي ذلك العلم ممههن حظيههت آراؤهههم‬
‫وعقائدههم باهتمام الناس، وكذلك الكتهب والمؤلفات المهمهة التهي صهنفت فهي ذلك‬
‫العلم وعدّت من مصادره.‬
‫إن ّ ماضي علم الفقه – بوصفه علما مدونا في الكتب المتداولة حاليا – يعود إلى‬
‫ألف ومئة عام، أي منههذ أحههد عشههر قرنا، والمؤسههسات العلميههة تدرّس الفقههه دون‬
‫انقطاع، فقد خرّج الساتذة مجموعة من التلميذ خرّجوا بدورهم تلميذ آخرين أيضا،‬
‫وحتى يومنا هذا لم تنقطع عُرى هذه العلقة الوثيقة بين الطلب وأساتذتهم.‬
‫وطبعا فإنّهه ماضههي العلوم الخرى كالفلسههفة والمنطههق والرياضيات والكتههب‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫المدو ّنة في هذه العلوم أقدم من الكتب المدو ّنة في علم الفقه، إل ّ أن ّنا ل نجد في‬
‫أي واحد منها تلك الحياة المستمرة وغير المنقطعة بين الستاذ وتلميذه، وعلى فرض‬
‫وجودها فهي منحصرة بالعالم السلمي، فإنك ل تجد هذا الدوام الحيوي المتسلسل‬
‫والذي يمتدّ لكثر من ألف سنة إل ّ في العالم السلمي، وقد سبق أن ذكرنا استمرار‬
‫العرفان ودوامه أيضا.‬
‫ولحسهن الحهظ فقهد عنهي المسهلمون بتمديهد تسهلسل طبقات أرباب العلوم، فقهد‬
‫عنوا بالدرجة الولى بطبقات علماء الحديث، ومن ثم بطبقات العلوم الخرى، وهناك‬
‫كتههب كثيرة فههي هذا المجال، مههن قبيههل "طبقات الفقهاء" لبههي إسههحاق الشيرازي‬
‫و"طبقات الطباء" لبن أبي أُصيبعة، و"طبقات النحويين" لبي عبد الرحمن السلمي.‬
‫ولكن مع شديد السف فإن ّ الكتب المدو ّنة في طبقات الفقهاء كتبها أهل السنّة‬
‫حول فقهائههم فقهط، وليهس بأيدينها – على حدود علمهي – كتاب فهي طبقات فقهاء‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫الشيعهة، ممها يضطرنها – فهي معرفهة طبقات فقهاء الشيعهة – إلى الرجوع إلى كتهب‬
‫التراجم أو شيوخ الجازات المصنفة في طبقات رواة الحديث.‬
‫ونحههن ل نهدف هنهها إلى بيان فقهاء الشيعههة بالتفصههيل، وإنّههما نريههد أن نذكههر‬
‫الشخصيات الفقهية البارزة والمعروفة من الذين حظيت آراؤهم باهتمام الناس مع‬
‫ذكر كتبهم الفقهية وسنتعرف ضمنا على طبقات الفقهاء.‬
‫01‬

11. ‫فقهاء الشيعة‬
‫وسههنشرع بتاريههخ فقهاء الشيعههة ابتداءً مههن عصههر الغيبههة "٠٦٢-٠٢٣هههه." وذلك‬
‫لسببين:‬
‫الوّل: إنّه عصهر مها قبهل الغيبهة الصهغرى كان عصهر تواجهد الئمهة الطهار )عليههم‬
‫السهلم(، ففهي هذا العصهر وإن كان هناك بعهض الفقهاء – أو كمها يقتضيهه المعنهى‬
‫الصهحيح للكلمهة: بعهض المجتهديهن وأرباب الفتوى – الذيهن حثههم الئمهة على الفتاء،‬
‫إل ّ أنه وجود الئمهة )عليههم السهلم( تركههم فهي الظهل؛ لنّه مرجعيتههم كانهت معلقهة‬
‫ّ‬
‫على عدم الوصول إلى الئمة )عليهم السلم(، فقد كان الناس يسعون جهد إمكانهم‬
‫إلى أن يصهلوا إلى المصهدر الصهيل، كمها أنه أولئك الفقهاء أنفسههم على الرغهم مهن‬
‫ّ‬
‫بعههد المسههافات وسههائر المشاكههل الخرى، كانوا يسههعون مهها أمكنهههم إلى عرض‬
‫مشاكلهم على الئمة )عليهم السلم(.‬
‫الثانهي: يبدو أنّه فقهنها المدوّن ينتههي إلى عصهر الغيبهة الصهغرى فليهس لفقهاء‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫الشيعة تأليفٌ في الفقه قبل هذا العصر.‬
‫وعلى أيه حال ففهي عصهر الئمهة )عليههم السهلم( كان هناك الكثيهر مهن فقهاء‬
‫ّ‬
‫الشيعة الكبار والذين تتضح مكانتهم من خلل مقارنتهم بغيرهم ممن عاصرهم من‬
‫فقهاء سهائر المذاههب، وقهد خصهّص ابهن النديهم الفن ّه الخامهس مهن المقالة السهادسة‬
‫مهن كتابهه القيّهم "فهرسهت ابهن النديهم" – والمعروف على مسهتوى عالمهي – لههِ"فقهاء‬
‫الشيعة"، وذكر بعد كل واحد منهم عنوان كتابه في الحديث أو الفقه، وقد ذكر بشأن‬
‫الحسههين بههن سههعيد الهوازي وأخيههه: "أوسههع أهههل زمانهمهها علما بالفقههه والثار‬
‫والمناقب"، وبشأن علي بن إبراهيم القمي: "من العلماء الفقهاء"، وبشأن محمد بن‬
‫الحسهن بهن أحمهد بهن الوليهد القمهي: "وله مهن الكتهب كتاب الجامهع فهي الفقهه"، ولكهن‬
‫يظهر أن ّ كتبهم كانت مرت ّبة على أبواب، ويذكرون في كل باب الحاديث المتعلقة به،‬
‫فكانت تلك الكتب تحتوي على الحاديث وعلى آراء مؤلفيها.‬
‫قال المحقهق الحلّي فهي مقدمهة "المعتهبر": "لمها كان فقهاؤنها "رضوان ا عليههم"‬
‫من الكثرة إلى حدّ يتعسر ضبط عددهم ويتعذر حصر أقوالهم، لتساعها وانتشارها،‬
‫وكثرة م ها ص هنفوه... اجتزأت بإيراد كلم م هن اشته هر فضله، وعرف تقدم هه ف هي نق هل‬
‫ه‬ ‫ه ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه ه‬
‫11‬

12. ‫الخبار وصهحة الختيار، وجودة العتبار، واقتصهرت مهن كتهب هؤلء الفاضهل على مها‬
‫بان فيه اجتهادهم وعرف به اهتمامهم وعليه اعتمادهم، فممن اخترت نقله: الحسن‬
‫بن محبوب، ومحمد بن أبي نصر البزنطي، والحسين بن سعيد "الهوازي"، ويونس‬
‫بهن عب هد الرحمهن، ومهن المتأخري هن: أبهو جعفهر محم هد بهن بابوي هه القم هي "الشيهخ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫الصهدوق"، وأبهو علي بهن الجنيهد "السهكافي"، والحسهن بهن أبهي عقيهل العمانهي،‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫والمفيهد محمهد بهن محمهد بهن النعمان، و"السهيد المرتضهى" علم الهدى، والشيهخ أبهو‬
‫جعفهر محمهد بهن الحسهن الطوسهي"رضهي ا عنهه"..." فهبرغم أن المحقهق اعتهبر‬
‫المجموعهة الولى مهن أههل النظهر والجتهاد إل ّ أنهه ل يذكرههم بوصهفهم مهن أصهحاب‬
‫الفتوى، لن كتبهم وإن كانت خلصة لجتهاداتهم ما هي إل ّ كتب حديث ونقل ل كتب‬
‫فتوى، والن سنبدأ بحثنا بالمفتين الوائل من الذين عاشوا في الغيبة الصغرى:‬
‫١- علي بهن بابويهه القمهي " ٩٢٣ههه."، المدفون فهي مدينهة "قهم" وابنهه محمهد بهن‬
‫علي بهن بابويهه المعروف بهه"الشيهخ الصهدوق"، المدفون بالقرب مهن مدينهة "الريهّ"،‬
‫فالبن محدّث والب فقيه وصاحب فتوى، وهما المعروفان به"الصدوقين".‬
‫٢- ومهن جملة الفقهاء المعروفيهن فهي تلك الفترة مهن عصهر الغيبهة والمعاصهر‬
‫لعلي بههن بابويههه القمههي، بههل المتقدم عليههه قليل ً: "العياشههي الس همرقندي" صههاحب‬
‫ه‬
‫التفسهير المعروف، وقهد كان رجل ً موسهوعيا فهبرغم اشتهاره فهي التفسهير،عدّ فهي‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫زمرة الفقهاء أيضا، وله كتهب كثيرة فهي مختلف العلوم ومهن بينهها الفقهه، وقال ابهن‬
‫النديهم فهي الفهرسهت: "وكتبهه ذائعهة الصهيت فهي خراسهان"، إل أنّهنا لم نعثهر على آرائه‬
‫في الفقه فربما ضاعت كتبه الفقهية.‬
‫لقد كان العياشي سنيا في بداية أمره ثم تشيع، وقد ورث من والده تركة كبيرة‬
‫أنفقها في جمع الكتب ونسخها وعلى التعليم والتعلم.‬
‫وقهد عدّ بعضههم جعفهر بهن قولويهه – أسهتاذ الشيهخ المفيهد فهي الفقهه – معاصهرا‬
‫لعلي بن بابويه، فاعتبره من فقهاء الغيبة الصغرى وقال: إنّ تلميذ لسعد بن عبد ا‬
‫) (‬
‫الشعري المعروف 1 .‬
‫1 . الكنى واللقاب‬
‫21‬

13. ‫ولكن مع اللتفات إلى أنه أستاذ الشيخ المفيد وأنه توفي سنة ٧٦٣هه. او ٨٦٣هه.،‬
‫ل يمكهن عدّه معاصهرا لعلي بهن بابويهه ومهن علماء الغيبهة الصهغرى، فالذي ههو مهن‬
‫علماء الغيبة الصغرى: أبوه محمد بن قولويه.‬
‫٣- ابن أبي عقيل العماني، قيل: أنه يماني، وإ ن عمان من سواحل بحر اليمن،‬
‫ّ‬
‫وتاريخ وفاته مجهول، وقد عاش في بداية الغيبة الكبرى.‬
‫ذكهر بحهر العلوم: أنهه أسهتاذ جعفهر بهن قولويهه، وأن جعفرا أسهتاذ الشيهخ المفيهد،‬
‫وهذا القول أقرب إلى التحقيهق مهن القول المتقدم الذي ذههب إلى كون جعفهر بهن‬
‫قولويه معاصرا لعلي بن بابويه.‬
‫أن آراء ابن أبي عقيل من أكثر الراء تداول ً في الفقه، وهو من أكثر الشخصيات‬
‫التي تكررت أسماؤها في الفقه.‬
‫٤- ابن الجنيد السكافي أستاذ الشيخ المفيد، وقيل: إنه توفي سنة ١٨٣هه. وقيل:‬
‫إنّ عدد مؤلفاته يبلغ خمسين مؤلفا.‬
‫يعرّف الفقهاء ابن الجنيد وابن أبي عقيل المتقدم ذكره به"القديمين".‬
‫٥- محمهد بهن محمهد بهن النعمان المعروف بهه"الشيهخ المفيهد" وههو متكلم وفقيهه،‬
‫وقهد مدحهه ابهن النديهم فهي الفهن الثانهي مهن المقالة الخامسهة مهن "الفهرسهت" الذي‬
‫يبحهث فيهه بشأن متكلمهي الشيعهة واصهفا إياه بهه"ابهن المعلم"، ولد الشيهخ المفيهد سهنة‬
‫٦٣٣هه. وكانت وفاته سنة ٣١٤هه.، وعنوان كتابه المعروف في الفقه "المقنعة" وهو‬
‫مطبوع، لقد كان الشيخ المفيد من الوجوه الساطعة في سماء التشيع، فقد ذكر أبو‬
‫يعلى الجعفري صههر المفيهد: "كان المفيهد ينام قليل ً مهن الليهل ويقضهي أكثره بالصهلة‬
‫أو القراءة أو التدريس أو تلوة القرآن الكريم"، وكان الشيخ المفيد تلميذا لتلميذ ابن‬
‫أبي عقيل.‬
‫٦- السيد المرتضى المعروف به"علم الهدى"، ولد سنة ٥٥٣هه.، وكانت وفاته سنة‬
‫٦٣٤هه.، وقد اعتبره العل ّمة الحلّي معلم الشيعة المامية، وقد كان رجل ً موسوعيا إذ‬
‫كان أديبا ومتكلما وفقيها، وقد اهتم الفقهاء بآرائه الفقهية كثيرا.‬
‫أمّهأ كتبهه الفقهيهة المعروفهة، فمنهها: "النتصهار" و"جُهمل العلم والعمهل"، وقهد درس‬
‫هو وأخوه "الشريف الرضي" جامع نهج البلغة لدى الشيخ المفيد المتقدم ذكره.‬
‫31‬

14. ‫الدرس الثالث‬
‫نبذة تاريخية عن الفقه والفقهاء ) ٢ (‬
‫٧- الشيهخ أبهو جعفهر الطوسهي المعروف بهه"شيهخ الطائفهة"، وههو مهن النجوم‬
‫السههاطعة فههي سههماء السههلم، له مؤلفات كثيرة فههي الفقههه والصههول، والحديههث‬
‫والتفسهير والكلم والرجال، ولد فهي خراسهان سهنة ٥٨٣ ههه.، وهاجهر إلى بغداد إبّان‬
‫كانهت حاضرة كهبيرة للعلوم والثقافات السهلمية، وكان عمره آنذاك ٣٢ سهنة، ومكهث‬
‫في العراق بقية عمره، وقد انتقلت إليه الزعامة الشيعية العلمية والفقهية بعد وفاة‬
‫أستاذه السيد المرتضى.‬
‫كما أنه درس عند الشيخ المفيد خمس سنوات، واستفاد سنوات طويلة من حلقة‬
‫السيد المرتضى الذي كان من أبرز تلميذ المفيد، وكانت وفاة أستاذه السيد المرتضى‬
‫سنة ٦٣٤هه.، وتوفي هو بعده بأربعة وعشرين عاما.‬
‫كمها مكهث فهي بغداد اثنهي عشهر عاما بعهد وفاة السهيد المرتضهى حتهى وقعهت‬
‫مجموعهة مهن الفتهن تعرض فيهها بيتهه ومكتبتهه إلى النههب، فاضطهر إلى الهجرة إلى‬
‫النجهف الشرف حيهث أسهس الحوزة العلميهة، وتوفهي هناك سهنة ٠٦٤ههه.، وله قهبر‬
‫مشهود في النجف الشرف.‬
‫وللشيخ الطوسي كتاب في الفقه اسمه "النهاية"، كان يدرسه الطلب قديما، وله‬
‫كتاب آخهر اسهمه "المبسهوط" أدخهل الفقهه فهي مرحلة جديدة، وقهد عدّ فهي زمانهه مهن‬
‫أوسهع الكتهب الشيعيهة فهي الفقهه وله كتاب "الخلف" الذي ضمّهنه آراء فقهاء أههل‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫السههنة والشيعههة، وله كتههب فقهيههة أخرى أيضا، وكان القدماء إذا مهها أطلقوا كلمههة‬
‫"الشيهخ" فهي الفقهه انصهرفت إليهه، وإذا أطلقوا كلمهة "الشيخان" انصهرفت إليهه مهع‬
‫المفيد.‬
‫والشيهخ الطوسهي مهن الشخصهيات المعدودة التهي تذكهر فهي الفقهه، وقهد كان آل‬
‫الطوس هي – لبضع هة أجيال – م هن العلماء والفقهاء، فق هد كان نجله الشي هخ أب هو علي‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫الملقههب بههه"المفيههد الثانههي" فقيها جليههل القدر، وله – بناءً على مهها فههي مسههتدرك‬
‫) (‬
‫الوسائل 1 – كتاب اسمه "المالي" وهو شرح لكتاب "النهاية" لوالده.‬
‫1 . ج ٣، ص ٨٩٣.‬
‫41‬

15. ‫وطبقا لمها ههو منقول فهي كتاب "لؤلؤة البحريهن" فقهد كان للشيهخ الطوسهي بنات‬
‫فقيهات وفاضلت أيضا كمها أن للشيهخ أبهي علي ولد اسهمه الشيهخ محمهد وكنيتهه أبهو‬
‫الحسهن وقهد انتقلت إليهه المرجعيهة وزعامهة الحوزة العلميهة بعهد وفاة والده أبهي علي‬
‫وبناءً على مهها ينقله ابههن العماد الحنبلي فههي كتاب "شذرات الذهههب فههي أخبار مههن‬
‫) (‬
‫ذههب" 1 ؛ كان يقصهده طلب العلوم الدينيهة مهن الشيعهة مهن كهل حدب وصهوب، وقهد‬
‫كان رجل ً زاهدا تقيا عالما، ويقول العماد الطهبري: لو جازت الصهلة على غيهر النهبياء‬
‫) (‬
‫لصليت على هذا الرجل، وقد كانت وفاته سنة ٠٤٥هه. 2 .‬
‫٨- القاضهي عبهد العزيهز الحلبهي المعروف بهه"ابهن البراج"، تلميهذ السهيد المرتضهى‬
‫والشيهخ الطوسهي، وقهد أوفده الشيهخ الطوسهي إلى موطنهه فهي بلد الشام، اسهتلم‬
‫منصب القضاء في طرابلس مدة عشرين سنة وكانت وفاته سنة ١٨٤هه.، وأكثر كتبه‬
‫اشتهارا "المهذب" و"الجواهر".‬
‫٩- الشيهخ أبهو صهلح الحلبهي، وههو مهن الشام أيضا درس عنهد السهيد المرتضهى‬
‫والشيهخ الطوسهي، وقهد عمهر مئة وفهي "ريحانهة الدب": إنهه درس عنهد سهل ّر بهن عبهد‬
‫العزيز الذي سيأتي ذكره وإذا صحّ ذلك يكون أبو الصلح قد درس عند ثلث طبقات!‬
‫وكتابه الفقهي المعروف هو "الكافي"، وكانت وفاته سنة ٧٤٤هه.، وعليه يكون أكبر‬
‫من أُستاذيه سنا وقد عدّه الشهيد الثاني خليفة المرتضى في البلد الحلبية".‬
‫٠١- حمزة بن عبد العزيز المعروف به"سل ّر الديلمي"، ووفاته مرددة بين عامي‬
‫٨٤٤-٣٦٤ههه، وكانهت دراسهته عنهد الشيهخ المفيهد والسهيد المرتضهى، وههو إيرانهي مولود‬
‫في "خسروشاه" من تبريز، واسم كتابه الفقهي المعروف "المراسم"، إنّ سل ّرا وإن‬
‫كان مههن طبقههة الشيههخ الطوسههي وليههس تلميذا له إل ّ أن المحقههق الحلّي عدّه فههي‬
‫مقدمة "المعتبر" هو وابن البراج أبا الصلح الحلبي من "أتباع الثلثة"، ويبدو أنه أراد‬
‫أنّه هؤلء الثلثهة كانوا أتباعا لثلثهة آخريهن ههم: "الشيهخ المفيهد والسهيد المرتضهى‬
‫والشيخ الطوسي".‬
‫1 . ج ٣، ص ٦٢١-٧٢١.‬
‫2 . نقلت مسا يتعلق بالشيسخ أبسي الحسسين نجسل الشيسخ أبسي علي مسن فقرات نقلهسا صسديقي الجليسل والعالم المحترم الشيسخ نصسر ال الشبسستري‬
‫التبريزي من مقدمة العلمة السيد محمد صادق آل بحر العلوم على رجال الشيخ الطوسي.‬
‫51‬

16. ‫١١- السهيد أبهو المكارم ابهن زهرة "ت: ٥٨٥ههه" مهن أهالي حلب، يروي الحديهث‬
‫بواسهطة واحدة عهن أبهي علي نجهل شيهخ الطائفهة، ويعهد تلميذا للشيهخ الطوسهي فهي‬
‫الفقههه بعدّة وسههائط، وعنوان كتابههه الفقهههي المعروف "الغنيههة" وإذا أُطلقههت كلمههة‬
‫"الحلبيان" فهي مصهطلح الفقهاء أريهد بهها أبهو الصهلح الحلبهي وابهن زهرة الحلبهي، وإذا‬
‫أُطلقت كلمة "الحلبيون" أُريد بها المتقدمان مع ابن البراج؛ لنه حلبي أيضا وبناءً على‬
‫) (‬
‫مها فهي المسهتدرك 1 ضمهن ترجمهة الشيهخ الطوسهي، فإن ابهن زهرة قهد درس كتاب‬
‫"النهاية" للشيخ الطوسي على يد أبي الحسن ابن الحسين المعروف به"ابن الحاجب‬
‫الحلبهي" الذي درس هذا الكتاب عنهد أبهي عبهد ا الزينوبادي فهي النجهف، كمها درسهه‬
‫هذا الخي هر عن هد الشي هخ الطوس هي، وعلي هه يكون اب هن زهرة تلميذا للشي هخ الطوسهي‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫بأربعة وسائط.‬
‫٢١- ابهن حمزة الطوسهي المعروف بهه"عماد الديهن الطوسهي" وههو مهن طبقهة‬
‫تلميهذ الشيهخ الطوسهي، وقهد عدّه بعهض مهن طبقهة تلميهذ تلميهذ الطوسهي، بهل أخّره‬
‫بعهض إلى أكثهر مهن ذلك، وهذا يحتاج إلى تحقيهق أكثهر، ول نعرف سهنة وفاتهه بدقهة،‬
‫وربمهها كانههت فههي حوالي النصههف الثانههي مههن القرن السههادس، وهههو مههن أهالي‬
‫خاراسان، وكتابه الفقهي المعروف "الوسيلة".‬
‫٣١- ابهن إدريهس الحلّي، مهن فحول علماء الشيعهة، وههو عربهي إل أن الشيهخ‬
‫الطوسي كان جده لمه "طبعا بواسطة"، وقد عرف بحرية الرأي، وألغى صولة جده‬
‫الشيهخ الطوسهي وكان ينتقهد العلماء انتقادات لذعهة ربمها بلغهت حدّ السهاءة، وكانهت‬
‫وفاته سنة ٨٩٥هه، عن عمر يناهز الخامسة والخمسين، واسم كتابه الفقهي النفيس‬
‫المعروف "السرائر"، وقيل: إن ّ ابن إدريس درس عند السيد أبي المكارم ابن زهرة‬
‫ولكهن الذي يظههر مهن تعابيهر ابهن إدريهس فهي كتاب الوديعهة مهن "السهرائر" أنهه كان‬
‫معاصرا له فقط، وأنه التقى به وتبادل الرسائل في بعض المسائل الفقهية.‬
‫٤١- الشيهخ أبهو القاسهم جعفهر بهن الحسهن بهن يحيهى بهن سهعيد الحلّي المعروف‬
‫به"المحقق" وله كتب فقهية كثيرة، منها: "الشرائع والمعارج والمعتبر والمختصر النافع‬
‫1 . ج ٣، ص ٦٠٥.‬
‫61‬

17. ‫وغيرها"، وكان المحقق الحلّ تلميذا بواسطة واحدة لبن زهرة وابن إدريس الحلّي‬
‫المتقدم ذكرهما.‬
‫وفي "الكنى واللقاب"، ورد في ذيل ترجمة "ابن نما": "و َصَف المحق قُ الكركي‬
‫المحققه الحلّي قائل ً: إنّه أعلم أسهاتذة المحقهق الحلّي فهي فقهه أههل البيهت )عليههم‬
‫َ‬
‫السلم( محمد بن نما وأجل أساتذته ابن إدريس الحلّي".‬
‫ويبدو أن ّ مراد المحقق الكركي هو أن ّ ابن إدريس من أجلّ أساتذة "ابن نما" إذ‬
‫توفي ابن إديس سنة ٨٩٥هه، بينما توفي المحقق سنة ٦٧٦هه، فل يمكن أن يكون‬
‫المحقق قد أدرك ابن إدريس.‬
‫وفهي "ريحانهة الدب": "كان المحقهق الحلّي تلميذا لِجَدّه وأبيهه والسهيد فخار بهن‬
‫معهد الموسهوي وابهن زهرة"، وههو اشتباه أيضا، لنّه المحقهق لم يدرك ابهن زهرة‬
‫ه‬
‫المتوفى سنة ٥٨٥هه، بينما توفي المحقق سنة ٥٧٦هه، فل يمكن أن يكون المحقق‬
‫قد أدرك ابن إدريس.‬
‫وقد كان المحقق أستاذ العل ّمة الحلّي على ما سيأتي، كما إن ّهم ل يقدّمون على‬
‫المحقق الحلّي أحدا فهي الفقهه، وكلمها أُطلقهت كلمهة "المحقهق" في مصطلح الفقهاء‬
‫انصهرفت إلى هذا العالم الجليهل، وقهد التقهى بهه الفيلسهوف والعالم الرياضهي الكهبير‬
‫الخواجة نصير الدين الطوسي في الحلّة وحضر حلقته الفقهية، وتعدّ كتب "المحقق"‬
‫وعلى الخصهوص "الشرائع" مهن المناههج الدراسهية التهي تداولهها الطلب حتهى يومنها‬
‫هذا وقد كتب الكثير من الفقهاء شروحا وحواشي عليها.‬
‫٥١- الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر الحلّي المعروف به"العل ّمة الحلّي"،‬
‫وههو مهن أعاجيهب الزمان، ألّف كتبا فهي الفقهه والصهول والكلم والمنطهق والفلسهفة‬
‫والرجال وغيرهههها، وقهههد تمّههه إحصهههاء حوالي مئة كتاب مهههن مؤلفاتهههه المطبوعهههة‬
‫والمخطوطهة يكفهي بعضهها مهن قبيهل: "تذكرة الفقهاء" وحده أن يكون شاهدا على‬
‫نبوغه وعبقريته، وللعلمة كتب كثيرة في الفقه قام الفقهاء بشرحها وكتابة الحواشي‬
‫عليهها أيضا، أمّها كتبهه الفقهيهة المعروفهة فههي: الرشاد وتبصهرة المتعلميهن والقواعهد‬
‫والتحرير وتذكرة الفقهاء ومختلف الشيعة والمنتهى.‬
‫71‬

18. ‫وقهد درس العل ّهمة عنهد الكثيهر مهن السهاتذة، فدرس الفقهه عنهد خاله المحقهق‬
‫الحلّي، والمنطق والفلسفة عند الخواجة نصير الدين الطوسي، كما درس فقه السنة‬
‫عند علماء أهل السنة، وكانت ولدته سنة ٨٤٦ هه، ووفاته سنة ٦٢٧ هه.‬
‫٦١- فخهر المحققيهن نجهل العل ّهمة الحلّي، ولد سهنة ٢٨٦ ههه، وتمنهى فهي نهايهة‬
‫"القواعد" أن يقوم ولده بتكميل ما لم يتمه، ولفخر المحققين كتاب عنوانه: "إيضاح‬
‫الفوائد فههي شرح مشكلت القواعههد"، وقههد اهتههم الفقهاء فههي كتبهههم بآراء فخههر‬
‫المحققين في كتاب "اليضاح".‬
‫٧١- محمد بن مكي المعروف به"الشهيد الوّل"، من أهالي جبل عامل، وهي في‬
‫جنوب لبنان تُعدّ مهن أقدم الحواضهر الشيعيهة، كمها ههي كذلك حاليا، وههو مهن أعاظهم‬
‫فقهاء الشيعهة، وقهد درس عنهد فخهر المحققيهن، وههو فهي مسهتوى المحقهق العل مة،‬
‫ّه‬
‫ولد س هنة ٤٣٧ هه ه، واس هتشهد س هنة ٩٨٧ هه ه، بفتوى م هن فقي هه مالك هي وتأيي هد فقي هه‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫شافعي، وقد درس عند تلمذة العل ّمة الحلّي ومن بينهم فخر المحققين، "واللمعة"‬
‫) (‬
‫من كتبه المعروفة في الفقه كتبه في مدّة قصيرة وهو في سجنه الذي قتل فيه 1 ،‬
‫والعجيهب أنه هذا الكتاب القيّهم شرحهه بعهد مضهي قرنيهن فقيهه عظيهم لقهى نفهس‬
‫ّ‬
‫المص هير الذي لقاه الشهي هد الوّل، فق هد اس هتشهد وعرف به ه"الشهي هد الثان هي" وعرف‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫شرحهه بهه"شرح اللمعهة" وقهد عدّ – ول يزال – منهجا يدرسهه الطلب، أمّها كتهب الشهيهد‬
‫الوّل الخرى فه هي: الدروس والذكرى والبيان واللفي هة والقواع هد وجمي هع كتب هه م هن‬
‫ه ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫نفائس المؤلفات الفقهية، وقد شرحها الفقهاء وكتبوا الحواشي عليها أيضا.‬
‫فق هد تحولت كت هب هذه الشخص هيات الثلث المتقدم ذكره ها – أي المحق هق الحلّي‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫والعل ّهمة الحلّي والشهيهد الول الذيهن عاشوا فهي القرنيهن السهابع والثامهن للهجرة –‬
‫إلى نصوص فقهية عند فقهاء الشيعة فكتبوا عليها الشروح والحواشي، ول نرى مثل‬
‫هذا الهتمام بشأن كت هب غيرههم، س هوى م ها حص هل ف هي القرن الخيهر بالنسهبة إلى‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫كتابين للشيخ مرتضى النصاري الذي مضى على وفاته حوالي مئة وثلثة عشر عاما.‬
‫كانهت أسهرة الشهيهد الول معروفهة بالعلم والفضهل والفقهه، وقهد احتفظهت بهذا‬
‫الشرف لجيال متواليهة فكان للشهيهد الول ثلثهة أبناء كلههم مهن العلماء الفقهاء كمها‬
‫1 . قيل إّه كتبه إلى المير علي بن المؤيد أمير حركة "السربداران" في خراسان.‬
‫ن‬
‫81‬

19. ‫كانهت زوجتهه "أم علي" وبنتهه "أم الحسهن" فقيهتيهن أيضا، وكان الشهيهد يُرجهع النسهاء‬
‫فهي بعهض الحكام الفقهي هة إليهم ها، وجاء ف هي كتاب "ريحان هة الدب": "لقّ هب بعهض‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫العاظم فاطمة بنت الشهيد به"شيخة الشيعة" و"ستّ المشايخ" ولفظ "ست" مخفف‬
‫من سيدة، فيكون المعنى: "سيدة المشايخ".‬
‫٨١- الفاضهل المقداد مهن أهالي سهيور مهن قرى الحلة، وههو مهن أبرز تلمذة‬
‫الشهيهد الول، وكتابهه الفقههي المطبوع والمتداول "كنهز العرفان"، وههو مشتمهل على‬
‫آيات الحكام التي ي ُستنبط منها الحكام الشرعية، واستدل عليها استدلل ً فقهيا، وقد‬
‫صهنّفت كتهب كثيرة فهي آيات الحكام عنهد الفريقيهن مهن الشيعهة والسهنة، إل ّ أن "كنهز‬
‫ُ‬
‫العرفان" من أحسنها، وقد كانت وفاة الفاضل المقداد سنة ٦٢٨ هه، وعليه يكون من‬
‫علماء القرن التاسع للهجرة.‬
‫٩١- جمال السهالكين أبهو العباس أحمهد بهن فههد الحلّي السهدي، ولد فهي سهنة‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫٧٥٧ههه، وتوفهي سهنة ٧٤٨ههه، وههو فهي طبقهة تلمذة الشهيهد الوّل وفخهر المحققيهن،‬
‫وكان مشايخ هه ف هي الحدي هث: الفاض هل المتقدم ذكره، والشي هخ علي الخازن الفقي هه،‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه ه‬
‫) (‬
‫والشيخ بهاء الدين علي بن عبد الكريم 1 .‬
‫ويبدو أنه هؤلء ههم أسهاتذته فهي الفقهه أيضا، ولبهن فههد مؤلفات فقهيهة معتهبرة‬
‫ّ‬
‫مههن قبيههل: "المهذّب البارع" وهههو شرح "المختصههر النافههع" للمحقههق الحلّي، وشرح‬
‫"الرشاد" للعل ّمة بعنوان "المقتصر" وشرح ألفية الشهيد الوّل، وقد اشتهر ابن فهد‬
‫بالخلق والسلوك وله كتاب مشهور في هذا المجال هو "عدة الداعي".‬
‫٠٢- الشيههههخ علي بههههن هلل الجزائري، وقههههد كان زاهدا تقيّا، جامعا للمعقول‬
‫والمنقول، وكان أسهتاذه فهي الروايهة ابهن فههد الحلّي، ول يبعهد أن يكون أسهتاذه فهي‬
‫الفقهه أيضا، وقيهل: إنّهه كان شيهخ السهلم وزعيهم الشيعهة فهي زمانهه، وكان المحقهق‬
‫الكركي تلميذه، وقد مدحه بوصفه فقهيا وشيخا للسلم، كما درس ابن أبي جمهور‬
‫الحسائي الفقيه عنده أيضا.‬
‫1 . الكنى واللقاب.‬
‫91‬

20. ‫الدرس الرابع‬
‫نبذة تاريخية عن الفقه والفقهاء ) ٣ (‬
‫١٢- الشيهخ علي بهن عبهد العالي، المعروف بهه"المحقهق الكركهي" أو "المحقهق‬
‫الثانهي" مهن فقهاء جبهل عامهل، وههو مهن كبار فقهاء الشيعهة، أتمّه دراسهته فهي الشام‬
‫والعراق، دخل إيران "على عهد الشاه طهماسب الول" وشغل منصب شيخ السلم‬
‫لول مرة فههي إيران، وقههد انتقههل هذا المنصههب بعههد ذلك إلى تلميذه الشيههخ علي‬
‫المنشار والد الشيههخ البهائي، ومنههها انتقههل إلى الشيههخ البهائي، وقههد كتههب له الشاه‬
‫طهماسب عهدا معروفا خوّله فيه كامل الحرية وجعله صاحب الكلمة النهائية والبديل‬
‫عنهه، وكتابهه المعروف الذي يتردد ذكره فهي الفقهه كثيرا ههو: "جامهع المقاصهد"، وههو‬
‫شرح "القواعهد" للعل ّهمة الحلّي، كمها أنهه شرح وكتهب حاشيهة على "المختصهر النافهع"‬
‫و"الشرائع" للمحقق، وبعض كتب العلمة الشهيد الول.‬
‫أدّى مجيهء المحقهق الثانهي إلى إيران وإقامهة الحوزة فهي قزويهن ومهن ثمه فهي‬
‫ّ‬
‫أصهفهان، وتخريهج الطلب المتقدميهن فهي الفقهه إلى انتعاش إيران بوصهفها حاضرة‬
‫للفقه الشيعي للمرة الولى بعد عهد الصدوقين.‬
‫كانت وفاة المحقق الكركي بين سنوات ٩٣٩ و ١٤٩ هه، وكانت دراسته لدى علي‬
‫بهن هلل الجزائري، الذي درس عنهد ابهن فههد الحلّي، الذي درس عنهد تلمذة الشهيهد‬
‫الول، مثل الفاضل المقداد، وعليه يكون تلميذا للشهيد الول بواسطتين، كما أن نجل‬
‫المحقق الكركي واسمه الشيخ عبد العالي بن عل يبن عبد العالي من فقهاء الشيعة‬
‫أيضا، وقد شرح الكركي كتاب "الرشاد" للعلمة، و"اللفية" للشهيد الول.‬
‫٢٢- الشيهخ زيهن الديهن المعروف بهه"الشهيهد الثانهي" مهن "جبهل عامهل" وههو مهن‬
‫أعاظههم فقهاء الشيعههة، وهههو رجههل موسههوعي ذو معرفههة بمختلف العلوم، ونجله‬
‫صاحب "المعالم" من مشاهير علماء الشيعة، وجدّه السادس اسمه صالح درس عند‬
‫العل ّهمة الحلّي ويبدو أنهه كان مهن أهالي طوس، فقهد كان يوقّهع أحيانا بهه"الطوسهي‬
‫الشامهي"، وُلد فهي سهنة ١١٩ ههه، واسهتشهد فهي سهنة ٦٦٩ههه، وقهد سهافر إلى بلدان‬
‫كثيرة فجاب مصهر ودمشهق والحجاز وبيهت المقدس والعراق واسهطنبول، ودرس عنهد‬
‫الكثير من الساتذة فقد أحصوا عدد أساتذته فبلغوا اثني عشر من أهل السنة فقط،‬
‫وحاز مهن كهل علم على شيهء فقهد كان مضافا إلى الفقهه والصهول عالما بالفلسهفة‬
‫02‬

21. ‫والعرفان والطهب والفلك أيضا، وكان زاهدا تقيا، وذكهر تلميذه فهي ترجمتهه: أنهه كان‬
‫يحمهل الخطهب ليل ً لكسهب الرزق لسهرته وفهي الصهباح يباشهر التدريهس، وقهد درّس‬
‫برههة مهن الزمهن على المذاههب الخمسهة: "الجعفري والحنفهي والشافعهي والحنبلي‬
‫والمالكههي"، وله مؤلفات كثيرة أشهرههها فههي الفقههه "شرح اللمعههة" للشهيههد الول،‬
‫و"مسالك الفهام في شرح شرائع السلم" للمحقق الحلّي، وقد درس عند المحقق‬
‫الكركي "قبل مجيء الخير إلى إيران، ولم يأتِ الشهيد الثاني إلى إيران".‬
‫أحمهد بهن محمهد الردبيلي، المعروف بهه"المقدس الردبيلي" مثال الزههد والتقوى‬
‫وههو فهي الوقهت نفسهه مهن فقهاء الشيعهة ومحققيههم، وقهد أقام فهي النجهف وعاصهر‬
‫الدولة الصهوفية، قيهل: إن الشاه عباس ألحه عليهه أن يجيهء إلى أصهفهان فلم يقبهل،‬
‫ّ‬
‫وكان الشاه عباس شديهد التوق إلى أن يراجعهه المقدس الرديبلي حتهى حصهل ذلك،‬
‫إذ اتفق ذات يوم أن هرب شخص من إيران إلى النجف بسبب خطيئة ارتكبها، فطلب‬
‫مهن المقدس الردبيلي أن يشفهع له عنهد الشاه عباس، فكتهب المقدس رسهالة إلى‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫الشاه عباس بهذا المضمون: "أل فليعلمهن عباس بأنهي الدولة الموشكهة على الزوال‬
‫أن هذا الرجههل إن كان ظالما فههي بدايههة أمره فقههد أصههبح مظلوما، فلو عفوت عههن‬
‫خطيئتهه "ربمها" عفها ا سهبحانه عهن "جزء" مهن خطيئاتهك، عبهد ملك الوليهة أحمهد‬
‫الردبيلي".‬
‫فكتهب الشاه عباس فهي الجواب: "كلّي فخهر بأن أُجيهب إلى كهل مها طلبتموه منهي،‬
‫) (‬
‫وأرجو أن ل تحرموني من دعائكم لي بالخير والسداد، كلب ساحة علي، عباس" 1 .‬
‫أدّى امتناع المقدس الردبيلي عهن المجيهء إلى إيران إلى انتعاش حوزة النجهف‬
‫بوصفها حاضرة أخرى في قبال أصفهان، كما أدى امتناع الشهيد الثاني ونجله الشيخ‬
‫حسهن صهاحب "المعالم" وابهن بنتهه السهيد محمهد صهاحب "المدارك" عهن الهجرة مهن‬
‫جبهل عامهل إلى إيران إلى اسهتمرار حوزة الشام وجبهل عامهل، ولجهل الحيلولة دون‬
‫الوقوع فهي محذور البقاء فهي غيران فقهد آثهر صهاحب "المعالم" وصهاحب "المدارك"‬
‫عدم زيارة المام الرضا )عليه السلم( برغم الشوق الذي كان يلحّ عليهما في زيارته.‬
‫1 . إن هذه القصة وإن كانت منقولة عن المصادر الموثوقة ولكن يمكن الخدشة فيها باللتفات إلى سنة وفاة المحقق الردبيلي، وتربع الشاه‬
‫على العرش، فل بد من التحقيق فيها.‬
‫12‬

22. ‫ول علم لي حاليا بمهههن درّس المقدس الردبيلي الفق ههه أو أي ههن درس ههه، والذي‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫نعرفه: أنه درس الفقه عند تلمذة الشهيد الثاني، كما أن نجل الشهيد الثاني صاحب‬
‫"المعالم" وابن بنته صاحب "المدارك" قد درسا عنده في النجف، وقد ورد في كتاب‬
‫حياة جلل الدي هن الدوان هي: "إن المل أحم هد الردبيلي، ومولن ها عب هد ا الشوشتري،‬
‫ه ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ومولنها عبهد ا اليزدي، والخواجهة أفضهل الديهن تركهه، والميرزا فخهر الديهن الهماكهي،‬
‫والشاه أبها محمهد الشيرازي، ومولنها الميرزا جان، وميهر فتهح الشيرازي، قهد درسهوا‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫بأجمعهههم عنههد الخواجههة الديههن محمود الذي درس عنههد المحقههق جلل الديههن‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫) (‬
‫الدوائي" 1 .‬
‫ويبدو أن المقدس الردبيلي قهههد درس المعقول عنهههد الخواجهههة جمال الديهههن‬
‫محمود، دون المنقول.‬
‫وكانت وفاة المقدس الردبيلي في النجف سنة ٣٩٩هه، ونذكر من كتبه المعروفة‬
‫ف هي الفق هه "شرح الرشاد" و"آيات الحكام"، وق هد أولى الفقهاء أهمي هة ك هبيرة لرائه‬
‫ه ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫الدقيقة.‬
‫٤٢- الشيخ بهاء الدين محمد العاملي، المعروف به"الشيخ البهائي" وهو من "جبل‬
‫عامهل" أيضا، جاء فهي صهغره إلى إيران برفقهة والده الشيهخ حسهين بهن عبهد الصهمد‬
‫الذي درس عند الشهيد الثاني، وقد سافر الشيخ البهائي إلى كثير من البلدان ودرس‬
‫الكثيهر مهن المعلوم المختلفهة عنهد الكثيهر مهن السهاتذة فسهاعده ذكاؤه وعبقريتهه على‬
‫أن يكون رجل ً موس ههوعيا وأن يص ههنف ف ههي مختلف العلوم. فقهههد كان أدبيا وشاعرا‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫وفيلسهوفا ورياضيا ومهندسها وفقهيا ومفسهرا، كمها كان لديهه شيهء مهن علم الطهب،‬
‫وهو أول شخص ألّف كتابا يحتوي على دورة كاملة في أحكام الفقه غير الستدللي‬
‫"رسالة عملية" باللغة الفارسية هو المعروف به"الجامع العباسي".‬
‫لم يكهن الشيهخ البهائي متخصهصا فهي الفقهه، ولذا لم يُهصنَف فهي عداد الفقهاء‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫المتقدمين، إل ّ أنه درّس الكثير من التلمذة مثل المل صدر المتألهين الشيرازي، والمل‬
‫محمههد تقههي المجلسههي الول والد المجلسههي الثانههي صههاحب كتاب "بحار النوار"،‬
‫والمحقهق السهبزواري، والفاضهل الجواد صهاحب "آيات الحكام"، وقهد سهبق أن أشرنها‬
‫1 . حياة جلل الدين الدواني، بقلم الفاضل المحترم السيد علي الدواني.‬
‫22‬

23. ‫إلى أن منصهب "شيهخ السهلم" فهي إيران قهد انتقهل مهن المحقهق الكركهي إلى الشيهخ‬
‫علي المنشار والد زوجهة الشيهخ البهائي، ومنهه إلى الشيهخ البهائي كمها كانهت زوجهة‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫الشيخ البهائي سيدة فاضلة وفقيهة، ولد الشيخ البهائي عام ٣٥٩هه، وكانت وفاته عام‬
‫٠٣٠١ أو ١٣٠١ ههه، وكان الشيهخ البهائي رحّالة، فقهد سهافر إلى مصهر والشام والحجاز‬
‫والعراق وفلسطين وآذربايجان وهرات.‬
‫٥٢- المل محمهد باقهر السهبزواري، المعروف بهه"المحقهق السهبزواري"، مهن أهالي‬
‫سههبزوار، درس فههي مدارس أصههفهان الفقهيههة والفلسههفية فصههار جامعا للعقول‬
‫والمنقول، يتكرر اسههمه فههي الكتههب الفقهيههة كثيرا، ومههن كتبههه الفقهيههة المعروفههة:‬
‫"الذخيرة" و"الكفاية"، كما كتب حاشية على كتاب "اللهيات" من "الشفاء" لبي علي‬
‫بن سينا، توفي عام ٠٩٠١هه، وقد درس عند الشيخ البهائي والمجلسي الول.‬
‫٦٢- السهيد حسهين الخوانسهاري المعروف بهه: "المحقهق الخوانسهاري" درس فهي‬
‫مدارس أصفهان أيضا، فكان جامعا للمعقول والمنقول، وقد تزوج من أخت المحقق‬
‫الس ههبزواري، وكتاب ههه المعروف ف ههي الفق ههه "مشارق الشموس" وه ههو شرح لكتاب‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫٨٩٠١هه ه، وكان‬
‫ه‬ ‫"الدروس" للشهي هد الول، وق هد توف هي المحق هق الخوانس هاري عام‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫معاصهرا للمحقهق السهبزواري والمل محسهن الفيهض الكاشانهي والمل محمهد باقهر‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫المجلسي، والخيران من كبار المحدّثين.‬
‫٧٢- جمال المحققيهن المعروف بهه"السهيد جمال الخوانسهاري" نجهل السهيد حسهين‬
‫الخوانساري المذكور آنفا، وكان كأبيه جامعا للمعقول والمنقول، وله حاشية معروفة‬
‫على "شرح اللمعة" وحاشية مختصرة على "طبيعيات الشفاء" لبن سينا" وقد طبعت‬
‫فهي طهران مهع الطبعهة الحجريهة لحاشيهة "الشفاء"، وقهد كان السهيد جمال الديهن‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫أستاذا للسيد مهدي بحر العلوم بواسطتين؛ لنه أستاذ السيد إبراهيم القزويني أستاذ‬
‫نجله السيد حسن القزويني أحد أساتذة العلوم.‬
‫٨٢- الشيهخ بهاء الديهن الصهفهاني المعروف بهه"الفاضهل الهندي"، وكان جامعا‬
‫للمعقول والمنقول أيضا، شرح قواعهد العل ّهمة فهي كتابهه الموسهوم بهه"كشهف اللثام"‬
‫ومنهه اشتههر بهه"كاشهف اللثام"، وقهد اهتهم الفقهاء بآرائه كثيرا، وقهد توفهي الفاضهل‬
‫الهندي عام ٧٣١١هه، في خضم فتنة الفغان.‬
‫32‬

24. ‫٩٢- محمد باقر بن محمد الكمل البهبهاني، المعروف به"الوحيد البهبهاني"، درس‬
‫عنهد السهيد صهدر الديهن الرضوي القمهي شارح "الوافيهة" وتلميهذ السهيد جمال الديهن‬
‫الخوانساري المذكور آنفا.‬
‫عاش الوحيد البهباني في الفترة التالية للعصر الصفوي، فقد زالت مركزية حوزة‬
‫أصهفهان بزوال الدولة الصهفوية حيهث هاجهر بعهض العلماء والفقهاء – ومهن بينههم‬
‫السهيد صهدر الديهن الرضوي القمهي أسهتاذ الوحيهد البهبهانهي – إلى العتبات المقدسهة‬
‫بسبب فتنة الفغان.‬
‫أقام الوحيههد البهبهانههي فههي كربلء وجعلههها مركزا للحوزة، فدرّس الكثيههر مههن‬
‫التلمذة المتدقمنهي، مثهل: السهيد مهدي بحهر العلوم، والشيهخ جعفهر كاشهف الغطاء،‬
‫والميرزا أبههو القاسههم القمههي صههاحب كتاب "القوانيههن"، والحاج مل مهدي النراقههي،‬
‫والسيد علي صاحب "الرياض" والميرزا الشهيد مشهدي، والسيد جواد صاحب "مفتاح‬
‫الكرامة"، والسيد محسن العرجي.‬
‫ومضافا إلى ذلك فقهد بذل الوحيهد البهبهانهي جهودا كهبيرة فهي الدفاع عهن حياض‬
‫الجتهاد مقابهل الخبارييهن الذيهن نشطوا آنذاك بقوة، ممها أدى إلى اندحار الخبارييهن‬
‫على يده، وأدى إلى اشتهاره وتسميته به"أستاذ الكل".‬
‫وقد بلغ به التقوى حدّ الكمال، وكان تلميذه يُكنّون له احتراما عميقا.‬
‫كما أن الوحيد يمتّ بصلة القرابة إلى المجلس الول، فهو من أحفاده عن طريق‬
‫البنات "بعدة وسائط طبعا"، فإن جدة الوحيد البهبهاني واسمها "آمنة بيكم" هي بنت‬
‫المجلسهي الول وزوجهة المل صهالح المازندرانهي، وكانهت فاضلة وفقيههة وبرغهم أن‬
‫زوجههها كان عالما فاضل ً إل أنههها كانههت تسههاعده أحيانا فههي حلّ بعههض المعضلت‬
‫العلمية.‬
‫٠٣- السهيد مهدي بحهر العلوم، تلميهذ الوحيهد البهبهانهي المفضهل، وكان فقيها كهبيرا،‬
‫وله منظومهة فقهيهة معروفهة، وقهد اهتهم الفقهاء بآرائه، وحاز احترام الشيعهة بسهبب‬
‫درجاته الروحية والمعنوية، حتى عُدّ تاليا للمعصوم، إذ نُقلت عنه الكثير من الكرامات،‬
‫فكان كاشف الغطاء – التي ذكره – يمسح تراب نعله بحنك عمامته، ولد بحر العلوم‬
‫في عام ٤٥١١هه، أو ٥٥١١هه، وكانت وفاته في عام ٢١٢١هه.‬
‫42‬

25. ‫١٣- الشيهخ جعفهر كاشهف الغطاء، تلميهذ الوحيهد البهبهانهي، وتلميهذ السهيد بحهر‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫العلوم، وههو عربهي وفقيهه حاذق وماههر، وكتابهه الفقههي المعروف "كشهف الغطاء"،‬
‫عاش فهي النجهف ودرّس الكثيهر مهن الطلب، نذكهر مهن تلميذه السهيد جواد صهاحب‬
‫"مفتاح الكرامة"، والشيخ محمد حسين صاحب "جواهر الكلم" وله أربعة أبناء كلهم‬
‫مهن الفقهاء، وقهد عاصهر فتهح علي شاه وأثنهى عليهه فهي مقدمهة "كشهف الغطاء"،‬
‫وكانهت وفاتهه فهي عام ٨٢٢١ههه. ولكاشهف الغطاء آراء فقهيهة دقيقهة وعميقهة، ول‬
‫يذكره الفقهاء إل ّ بالتعظيم والتبجيل.‬
‫52‬

26. ‫الدرس الخامس‬
‫نبذة تاريخية عن الفقه والفقهاء ) ٤ (‬
‫٢٣- الشيهخ محمهد حسهين، صهاحب كتاب "جواههر الكلم"، وههو: شرح لكتاب‬
‫"شرائع السهلم" للمحقهق الحلّي، ويمكهن عدّه دائرة معارف فهي فقهه الشيعهة؛ إذ‬
‫ليهس هناك مهن الفقهاء مهن يرى مسهتغنيا عنهه، وقهد طُهبع طباعهة حجريهة مرارا عدة‬
‫ويجري حاليا طبعه طباعة حديثة بالقطع الوزيري في حوالي خمسين مجلدا، يحتوي‬
‫الواحهد منهها على أربعمائة صهفحة، فيكون مجموع صهفحات الكتاب حوالي عشريهن‬
‫ألف صهفحة، ويعدّ كتاب "الجواههر" مهن أعظهم الكتهب الفقهيهة لدى المسهلمين، ومهن‬
‫خلل اللتفات إلى أن كهل سهطر مهن هذا الكتاب يحتوي مطلبا علميا يسهتغرق فهمهه‬
‫مدّة طويلة، يمكهن تصهور عظهم الجههد المبذول فهي تأليهف هذا الكتاب الذي يحتوي‬
‫على هذا الك هم الهائل م هن الص هفحات، فق هد أمض هى مؤلف هه ثلثي هن س هنة كاملة ف هي‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫تصنيفه، فما هذا الكتاب إل شاهد على عبقرية المؤلف وصبره وتفانيه في عمله.‬
‫وقهد درس صهاحب الجواههر على يهد كاشهف الغطاء، وكان السهيد جواد العاملي‬
‫صهاحب "مفتاح الكرامهة" تلميذا لتلميذه، وقهد أقام حوزة كهبيرة فهي النجهف، تخرّج منهها‬
‫الكثيهر مهن التلمذة وصهاحب مفتاح الكرامهة عربهي، وقهد نال المرجعيهة العامهة فهي‬
‫زمانه، وكانت وفاته سنة ٦٦٢١هه، في بداية تربع "ناصر الدين شاه" على العرش في‬
‫إيران.‬
‫٣٣- الشيهخ مرتضهى النصهاري يعود نسهبه إلى جابر بهن عبهد ا النصهاري، أحهد‬
‫أصحاب رسول ا )صلّى ا عليه وآله وسلم( الكبار، ولد في مدينة دزفول، ودرس‬
‫عند والده حتى بلغ العشرين من عمره، توجه بعدها مع أبيه إلى العتبات المقدسة،‬
‫وحينما رأى العلماء آثار النبوغ والذكاء بادية عليه، طلبوا من أبيه أن يبقيه، فمكث في‬
‫العراق أربهع سهنوات درس فيهها على يهد كبار السهاتذة، عاد بعدهها إلى وطنهه بفعهل‬
‫سهلسلة مهن الحوادث المريرة، ليعود أدراجهه إلى العراق مهن جديهد ويدرس فيهه مدة‬
‫سنتين، ثم عاد إلى غيران مقررا أن يستفيد من علمائها، فتوجه إلى مشهد المقدسة،‬
‫ولمها بلغ مدينهة كاشان التقهى الحاج مل أحمد النراقهي صهاحب كتابهي "مستند الشيعهة"‬
‫و"جامع السعادات"، وهو نجل الحاج مل مهدي النراقي، ث مّ أكمل مسيرته إلى مشهد‬
‫وأقام فيها خمسة أشهر كما سافر النصاري إلى أصفهان وبروجرد، وكان الهدف من‬
‫62‬