SlideShare uma empresa Scribd logo
1 de 84
Baixar para ler offline
‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 66‬

                     ‫حركات التجيدييد و ميدارس اللصل ح ف العصر اليديث‬
‫النهضة الفكرية في العصر الحديث هي تيار عام عبر عن‬
   ‫يعع عع‬
‫آامال الامة وطموحها ل ن تستعيد وجودها الفكري والحضععاري‬
‫في ظلل اللسلم، بعد قرو ن امن والتدهور السيالس عي والفك عري‬
     ‫ع‬          ‫ع‬
                                                      ‫والحضاري،.‬
‫وتجل عت فعي حرك عات التجدي عد والبع عث اللس علامي العتي‬
    ‫ع‬         ‫ع‬        ‫ع‬       ‫ع‬           ‫ع‬        ‫ع ع‬
‫عر بقص عد‬
  ‫ع‬         ‫تظافرت فيها جهود المفكرين لللسلم في ه عذا العصع‬
                       ‫ع‬
‫تجديد اما اندرس امن امعالم الدين، وإعادة ترتيب العقل المسلم،‬
‫وتنظييم أولوياته في التعاامل امع التراث، واللس عتفادة امن عه ف عي‬
  ‫ع ع‬              ‫ع‬
‫بناء الحضارة وح عل امش عكلت العص عر، واللس عتجابة لمتطلب عات‬
    ‫ع‬                ‫ع‬        ‫ع‬            ‫ع‬      ‫ع‬
                                                           ‫الواقع .‬
‫وقد حصل ذلك بعد قرو ن امن الجمود الفك عري، والرك عود‬
    ‫ع‬              ‫ع‬
‫العلمي اقتصر فيها العلماء والمفك عرو ن عل عى اج عترار امالس عبق،‬
     ‫ع‬           ‫ع‬       ‫ع‬       ‫ع‬
‫تهذيبا وشرحا واختصعارا، وتعوقفت حركعة البعداع والنتعاج‬
   ‫ع‬            ‫ع‬       ‫ع‬            ‫ع‬       ‫ع‬
‫العلمي في الامة، إلى أ ن داه عم الغ عزو الص عليبي الح عديث بلد‬
            ‫ع‬            ‫ع‬       ‫ع‬     ‫ع‬
‫المسلمين، يحمل امعه أفكار المبشرين، وعلواما ونظريات حديثة‬
           ‫للمدنية الغربية تغير على الفكر والحضارة والتاريخ .‬
‫وقد جلبت هذه المدنية على العالم اللسلامي بخيلها ورجلها،‬
‫فأثارت فتنا، وبلبلت عقول، بما جلبته امن شرور، وعوائد لسيئة،‬
‫وأفكار بائدة بائسة، نبتت في غي عر امزارعن عا وامن عابت أفكارن عا،‬
  ‫ع‬             ‫ع‬        ‫ع‬         ‫ع‬
‫فأحوجت المسلمين إلى تحصين حمى الفكر اللسلامي امن عار‬
    ‫آثع‬
‫الفكر الوافد، وتجديد ولسعائل التعاامعل امعع العتراث، وتطعوير‬
      ‫ع‬            ‫ع‬       ‫ع ع‬           ‫ع‬
‫امناهج الفكعر والنظعر والعلعوم، لتعواكب امسعتجدات العصعر،‬
   ‫ع‬               ‫ع‬          ‫ع‬       ‫ع‬        ‫ع‬       ‫ع‬
‫عة‬‫عة والفكريع‬   ‫وترقى إلى امدارك التفاعل امع واقع الحياة العلميع‬
                                                ‫في العصر الحديث .‬
‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 76‬

‫ولئن تأثرت حرك عة الفك عر اللس علامي الح عديث بالص عدامة‬
     ‫ع‬          ‫ع‬          ‫ع‬     ‫ع‬      ‫ع‬
‫الحضارية الغربية، التي كعانت نخسعات نبهعت المسعلمين امعن‬
  ‫ع‬        ‫ع‬         ‫ع‬     ‫ع‬        ‫ع‬
‫غفلتهم، فإ ن نهضة اللس علم لعم تقعم فعي فعترة امعن الفعترات‬
      ‫ع‬      ‫ع‬       ‫ع ع ع‬        ‫ع‬    ‫ع‬
‫التاريخية نتيجة ردود الفعال ضد الهجمة الص عليبية عل عى بلد‬
        ‫ع‬        ‫ع‬
‫المسلمين، كما حاول المستشرقو ن ترلس عيخ ذلعك فعي عقعول‬
    ‫ع‬      ‫ع‬     ‫ع‬       ‫ع‬
                                                   ‫المسلمين .‬
‫وذلك لتكريس فكرة راجت في امطلع عصر النهضة أنه امععا‬
‫امن نهضة أو رقي نحو الفضائل والمعالي ف عي البلد اللس علامية‬
       ‫ع‬               ‫ع‬
‫إل كا ن لسببها الغرب بحضارته وعلم عه، ذل عك الم عارد الجب عار‬
   ‫ع‬         ‫ع‬         ‫ع‬   ‫ع‬
‫الذي ولع الناس به، وانبهروا بحضارته، وهللوا لنجازاته، حتى‬
‫صار البعض يسبح بحمده ويقدس له، ويلوذ ب عه، ويرتم عي ف عي‬
  ‫ع ع‬              ‫ع‬
               ‫أحضانه، كلما نزلت به نازلة، أو حلت به امعضلة.‬
                               ‫حاجتنا ال تيدييد الفكر اللسلمي‬
‫إ ن تجديد امآثر الامم وامفاخرها الحضارية والعلمية لسععبيل‬
‫نهضتها وبعث الحيوية وجودها، وتجدي عد ال عداماء ف عي ش عرايين‬
       ‫ع‬    ‫ع‬        ‫ع ع‬
‫حياتها، وهو في فكرنا وتراثنا اللسلامي أوكد وأهم، لما عانها‬
‫المسلمو ن في القرو ن المتأخرة امن بع عد ع عن امن عابع الجته عاد،‬
   ‫ع‬           ‫ع‬      ‫ع ع‬
‫ولسلوك لسبيل الرقي بهذه الامة امن آثار المحن والعثرات الععتي‬
‫نالت امن امكانها بين الامم، ونحن اليوم نعيش لزاما ن غير زاما ن‬
‫ألسلفنا، وحالنا كما ليخفى غاية في الضعف والنحلل، وقععد‬
‫انحطت كثيرا عما كانوا عليه، فأوتينا ام عن الض ععف والعج عز‬
  ‫ع‬           ‫ع‬        ‫ع‬
‫والهوا ن امقدار اما أوتي ألسلفنا امن القوة والجد والنش عاط، وإ ن‬
          ‫ع‬
‫عدد، فل‬  ‫عة والتجع‬ ‫امن طبيعة هذا الدين وفكره وحضارته المرونع‬
 ‫تحتمل والجمود والنوم على امآثر السالفين، كما قال الشاعر :‬
             ‫يغنيك محموده في النسـب‬            ‫كن ابن من شئت واكتسب أدبا‬
‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 86‬

         ‫ليس الفتى من يقول كان أبي‬              ‫إن الفـتى من يقول ها أنـا ذا‬
‫ولذلك ليستقيم أ ن يعيش الناس على التمج عد والمف عاخرة‬
       ‫ع‬        ‫ع‬
‫بمآثر اللسل،ف، امع هذه الحال امن التخلف عن بلوغ امداركهم،‬
‫عا‬‫والعجز عن امواجهة تحديات العصر فإنه بقدر عايكو ن وعينع‬
                 ‫امع‬
‫بمتطلبات عصرنا وأولويعات زاماننعا حاضعرا، بقعدر امعا يكعو ن‬
    ‫ع ع‬         ‫ع‬         ‫ع‬       ‫ع‬          ‫ع‬
‫انتفاعنا بمآثر ألسلفنا حاصل، وامن عزل ف عي امح عاله المطلوب عة‬
  ‫ع‬              ‫ع‬         ‫ع‬      ‫ع‬
‫النافعة في حل المشكلت الحضارية للامة، وإل ك عا ن التجدي عد‬
  ‫ع‬           ‫ع‬
‫عود‬ ‫عترار لجهع‬  ‫عآثر والجع‬     ‫عي بالمع‬ ‫عربا عن عدعاوى والتغنع‬
                                                     ‫امع الع‬  ‫ضع‬
                                     ‫المتقدامين بدو ن وعي ولوجهة .‬
‫ويتساءل كثير امن ال عتراثيين ه عل الفك عر اللس علامي فعل‬
           ‫ع‬          ‫ع‬        ‫ع‬             ‫ع‬
‫يحتاج الى تجديد ؟ أل يكفي أ ن نعود إلى قراءة أصول اللس علم‬
     ‫ع‬
‫وتراث السلف لحل امشكلت الام عة، دونم عا حاج عة ال عى تجدي عد‬
  ‫ع‬        ‫ع ع‬              ‫ع‬        ‫ع‬
‫عوع‬  ‫النظر في ثمراث ذلك التراث والفكر البشري، فيكو ن الرجع‬
                      ‫إلى الصول والمنابع هو التجديد الحقيقي ؟ .‬
‫وهي كلمة حق تنعزل في غير امنازلها، فإ ن امنابع المعرف عة‬
  ‫ع‬
‫اللسلامية الصافية، وامكاامن الرقي العلمي والفكري ف عي تراثن عا‬
 ‫ع‬         ‫ع‬
‫قد عراهعا ععبر عصعور التاريعخ اللسعلامي القعديم والحعديث‬
      ‫ع‬          ‫ع‬            ‫ع‬        ‫ع‬         ‫ع‬     ‫ع ع‬
‫اماحجبها عن الناظرين، وأضعف حض عورها ف عي امي عادين الفع عل‬
  ‫ع‬          ‫ع‬         ‫ع‬        ‫ع‬
‫الحضاري في حل امشكلت العصر، كما نبه إل عى ذل عك الام عام‬
   ‫ع‬        ‫ع‬        ‫ع‬
‫اللولسي رحمه ال حيث قال : » إ ن رياض هذه العصار عراهععا‬
‫إعصار، وحياض تيك الامصار اعتراها اعتصار، حتى صار العلم‬
‫عة‬‫بالعيوق، والعلماء أعز امن بيض النوق، والفضل امعلق بأجنحع‬
                  ‫:‬        ‫النسور، واميت حي الدب ليرجى له نشور‬
  ‫أنيـس ولم يسمر بمكة سامر» )1(.‬                 ‫كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا‬

                                                              ‫- روح المعاني للآلوسي : 1 / 3‬   ‫1‬
‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 96‬

‫وكا ن ذلك للسعباب ععدة ،أحعوجت النعاظرين إلعى بععث‬
 ‫ع‬     ‫ع‬         ‫ع‬         ‫ع‬     ‫ع‬       ‫ع‬
‫المعرفة اللسلامية امن جديد، وتخليتها امما شابها وعلق بها عبر‬
                              ‫العصور، وامن بين هذه اللسباب :‬
                          ‫1 - مناداة القالصري بإغلق باب الجتهاد‬
‫وقد حصل ذلك إثر اماتسرب ام عن ض ععف حض عاري للام عة،‬
   ‫ع‬          ‫ع‬          ‫ع‬      ‫ع‬
‫وشعور بالعجز والقصور عن بلوغ امدارك المتق عدامين، فس عارع‬
      ‫ع‬           ‫ع‬
‫بعض الورعين إل عى المن عادة بعإغلق بعاب الجته عاد امخافعة أ ن‬
       ‫ع‬        ‫ع‬           ‫ع‬         ‫ع‬    ‫ع‬    ‫ع‬
‫يتسوره امعن ليعس أهل لعه. فسعلموا بعذلك، ورضعوا بتقليعد‬
  ‫ع‬         ‫ع‬              ‫ع‬                      ‫ع‬    ‫ع‬
‫الماضين، ونااموا عن النظ عر والب عداع ، ول عم يب عق ام عن رلس عوم‬
    ‫ع‬      ‫ع ع‬         ‫ع‬          ‫ع‬       ‫ع‬
                      ‫الجتهاد إل نصرة امذاهب وآراء المتقدامين .‬
‫وظلت الحال على ذل عك إل عى حي عن عص عر النهض عة حي عث‬
   ‫ع‬     ‫ع‬          ‫ع‬        ‫ع‬      ‫ع‬     ‫ع‬
‫تجددت الدعوة إلى فتح باب الجتهاد امع جمال الدين القالسععمي،‬
‫والشيخ امحمد رشيد رض عا ، وجماع عة أنص عار الس عنة كالش عيخ‬
    ‫ع‬          ‫ع‬       ‫ع‬       ‫ع‬          ‫ع‬
‫امحمد حاامد الفقى، و أحمد شاكر، وقد غعر المسعلمين زامنعا‬
 ‫ع‬           ‫ع‬        ‫ع‬
‫ه عذا التس عليم بتقاص عر الهم عم فقع عدوا ع عن الب عداع الجته عاد‬
  ‫ع‬             ‫ع‬      ‫ع‬       ‫ع‬        ‫ع‬    ‫ع‬         ‫ع‬       ‫ع‬
                                                         ‫بقولهم :‬
          ‫فضل علم سوى تمسكه بالرثر.‬                ‫لم يدع من مضى للذين غبر‬

‫امما أغرى المفس عدين الطائش عين بإقص عاء الفك عر اللس علامي‬
     ‫ع‬       ‫ع‬       ‫ع‬         ‫ع‬          ‫ع‬
‫وتراثه عن اميدا ن التأثير الفكري والسيالسي والحضاري، وعزل‬
‫القرائح اللسلامية في الزهر وغيره امن المعاق عل العلمي عة ع عن‬
  ‫ع ع‬           ‫ع‬
‫التجديد وبذل الولسع في إيجاد الحل عول للمش عكلت الحض عارية‬
    ‫ع‬            ‫ع‬          ‫ع‬
                                        ‫في امطلع عصر النهضة.‬
‫وأامام تولي فقهاء الزهر ع عن امس عؤولية تجدي عد وتط عوير‬
    ‫ع‬       ‫ع‬             ‫ع‬      ‫ع‬
‫الفقه اللسلامي وإصل ح نظم التعليم بالزهر، انتهزهععا امحمععد‬
‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 07‬

‫علي باشا فرصة لدعاء تخلف الشريعة اللسلامية ع عن امواكب عة‬
 ‫ع‬          ‫ع‬
‫العصر الحديث، والقدرة على تسيير الحياة العاامة، فعم عل عل عى‬
  ‫ع‬     ‫ع‬
‫الستبدال »امجلة الحكام العدلية» التي كانت الدلستور اللسلامي‬
‫للدولة العثمانية على امذهب الحنفي عة بق عانو ن ن عابليو ن. وق عام‬
  ‫ع‬            ‫ع‬        ‫ع‬      ‫ع‬
‫غربا ن العلمانيين ينعق عو ن بم عا ليس عمعو ن ويزعم عو ن قص عور‬
    ‫ع‬       ‫ع‬                ‫ع‬      ‫ع‬     ‫ع‬
‫عادية، ودع عوا عى‬
  ‫ع إلع‬              ‫اللسلم في امجالت الحياة السيالسية والقتصع‬
‫ضرورة فصل الدين عن الدولة في هذه الشؤو ن، وقصر الععدين‬
                                      ‫على شعائر التعبد الشخصي .‬
                               ‫2 - جود التراثيين على القيديم :‬
‫فقد ابتل عي الفك عر اللس علامي بخل عق ام عن الجاام عدين امم عن‬
  ‫ع‬        ‫ع‬         ‫ع ع‬             ‫ع‬      ‫ع‬       ‫ع‬
‫يعيشو ن على تمجيد القديم ويتغنو ن بذلك بعيدا ع عن امقاص عد‬
  ‫ع‬        ‫ع‬
‫الامة وامتطلبات العصر، وذل عك لعج عز الق عوم ع عن اللس عتيعاب‬
      ‫ع‬        ‫ع‬     ‫ع‬      ‫ع‬        ‫ع‬
‫والبداع، وغالبا اماتجد امعرفة هذه الامعة امعن النعاس بعالثراث‬
       ‫ع‬      ‫ع‬     ‫ع ع‬
‫ضعيفة، وإنما تعيش على المد ح والتغن عى دو ن خ عبرة وامعرف عة‬
  ‫ع‬            ‫ع‬          ‫ع‬
‫بالعماق. فأكثر هؤلء كانوا امن أصحاب العمائم الذين شغلوا‬
‫عافي‬ ‫عن الصع‬ ‫الامة بقشور المتو ن والحواشي، وزهدوها في المعيع‬
‫امن فقه الكتاب والسنة، المبثوث في الامهات والصول ، فجمدوا‬
‫على شرو ح امختصر خليل وحدود اب عن عرف عة، وأام عاتوا بلغ عة‬
  ‫ع‬         ‫ع‬       ‫ع‬        ‫ع‬
                         ‫العرب بكتاب المقاصد للسعد التفتازاني.‬
‫وظل هؤلء المشايخ الجاامدو ن هم المتحكمو ن في المعاقععل‬
‫العلمية في البلد اللسلامية ، حيث كانوا واجهة العلم في الامة‬
‫في الزهر والقروييعن ، كمعا وصعف تلعك الحعال الحجعوي‬
                       ‫ع‬           ‫ع‬        ‫ع‬
‫الثعالبي حيث قال : »وليست الفت عوى بط عول الردا ن، وإرخ عاء‬
   ‫ع‬                   ‫ع‬       ‫ع‬
         ‫الذوائب كذنب التا ن والهذر باللسا ن إذا خل الميدا ن :‬
             ‫لقال الناس يالك من حمار‬               ‫فلو لبس الحمار رثوب خز‬
‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 17‬

‫فهذا الضرب الذين يستفتو ن بالشكل ل بالفضل، ويععأكلو ن‬
‫بالعمائم والكمام لبالعلوم والحكام، تضج الحق عوق ال عى ال ع‬
       ‫ع‬       ‫ع‬
                    ‫امنهم ضجيجا، وتعج الحكام امنهم عجيجا»)1( .‬
‫وبسبب ذلك وجد المغرضو ن والع عداء ثغ عرات امفتحوح عة‬
  ‫ع‬                ‫ع‬        ‫ع‬
‫عل عى اللس علم والفك عر اللس علامي لعزل عه ع عن امي عدا ن الفع عل‬
  ‫ع‬         ‫ع‬        ‫ع ع‬            ‫ع‬      ‫ع‬         ‫ع‬       ‫ع‬
‫والتأثير.وكانو اممن آثاروا حفيظعة دععاة التنعوير والحداثعة‬
  ‫ع‬              ‫ع‬        ‫ع‬   ‫ع‬
                ‫لمهاجمة الزهر كمحمد عبده وغيره حيث قال :‬
          ‫أم انتظمت عليـه المآتــم‬             ‫ولست أبالي أن يقال محمد أبل‬
          ‫أحاذر أن تقضي عليه العمائم‬              ‫ولكنــه ديـن أردت صلحـه‬
‫وظل هؤلء في امواقع التغني بالامج عاد، والقن عوع بالتقلي عد،‬
  ‫ع‬            ‫ع‬         ‫ع‬
‫والمفاخرة بالاموات دو ن بذل أي جهد يذكر في تق عديم ش عيء‬
   ‫ع‬        ‫ع‬
‫نافع للمسلمين في هذا العصر، وامن طالع كتب الفتاوى لعلماء‬
‫المالكية بالزهر اممن رضوا بالتقليد »كفت عح العل عي المال عك‬
    ‫ع‬        ‫ع‬      ‫ع‬
‫في الفتوى على امذهب امالك» للشيخ عليش رأى نفس عا ق عديما‬
      ‫ع ع‬
                        ‫بعيدا عما يمور في حياة المسلمين اليوم.‬
                          ‫3 - الغارة على الفكر اللصيل واللغة والدب‬
‫قاامت في امصر والشام حركة ردة ضد القديم الصيل عن‬
  ‫امع‬
‫الفكر والدب واللغة في امطلع عصر النهضة، كعانت امعن آثعار‬
   ‫ع‬     ‫ع‬       ‫ع‬
‫لسقوط الخلفة العثمانية ، وقصد الكم عاليين المتفرنجي عن ال عى‬
  ‫ع ع‬                    ‫ع‬
‫عم‬‫عل التعليع‬‫طمس امعالم اللسلم، وهدم امعاقله، بالدعوة الى فصع‬
‫الديني عن التعليم المدني، في الزهر بمصر وام عدارس التعلي عم‬
  ‫ع‬              ‫ع‬
        ‫الديني في تركيا، وإلزام الناس برلسوم حضارة الغرب .‬
‫عر" وتبع عه‬
  ‫ع‬          ‫وكانت تلك دعوة امشؤوامة دعا إليه عا "كروامع‬
                      ‫ع‬
‫خلق امن أذناب المستغربين كمص عطفى كمعال، وطعه حسعين،‬
     ‫ع‬     ‫ع‬       ‫ع‬          ‫ع‬
                                               ‫- الفكر الساامي في تاريخ الفقه اللسلامي: 2/‬   ‫1‬
‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 27‬

‫ولسلامة امولسى، ولسعد زغلول، ال عذي ك عا ن رئي عس الحكوام عة ،‬
    ‫ع‬          ‫ع‬         ‫ع‬     ‫ع‬
                                  ‫وامصطفى فهي باشا، وغيرهم.‬
‫فقد قرر كروامر »أ ن اللسلم عدو للحضارة الروبية، وأ ن‬
‫المسلم غير المتخلق بأخلق الوربيين ليقوى على حكم امصر‬
‫في هذه اليام ، لذلك لسيكو ن المس عتقبل ال عوزاري للمص عريين‬
       ‫ع‬            ‫ع‬       ‫ع‬
                                 ‫المتربين تربية أوربية » )1(.‬
‫عد عاثرو ن‬
         ‫عره عن عاة الجديع يكع‬
                        ‫عين وغيع امع دعع‬    ‫عام عه حسع‬
                                                  ‫وقع طع‬
‫المحافظين بماعرفوا امن آداب الغرب وفنونه، ويسععخرو ن امععن‬
‫جهلهم بها، ويرامونهم بالجمود وعرقلة حركة التاريخ والفكر‬
‫المعاصر . في حين يراهم المحعافظو ن نسعخا اممسعوخة تنفعد‬
  ‫ع‬         ‫ع‬        ‫ع‬         ‫ع‬
‫خطة ألسيادها وهم بين خبيث امأجور، أوامغف عل يحك عي ام عايملى‬
       ‫ع ع‬         ‫ع‬
                                                          ‫عليه.‬
‫وإ ن كا ن امن نظرة إنصا،ف إلى ظاهرة ارتداد المسععتغربين،‬
‫وانبهارهم بعلو المدنية الغربية، فإنما يرجعع ذلعك إل عى » أ ن‬
          ‫ع‬    ‫ع‬     ‫ع‬
‫المغلوب امولع أبدا بالقتداء بالغالب في شععاره وزيعه ونحلتعه‬
  ‫ع‬         ‫ع‬         ‫ع‬
‫ولسائر أحواله وعوائده، والسبب في ذلك أ ن النفس أبدا تعتق عد‬
  ‫ع‬
‫الكمال في امن غلبها وانقادت إليه إاما لنظره بالكمال بم عا وف عر‬
  ‫ع‬       ‫ع‬
‫عندها امن تعظيمه أو لما تغالط به امن أ ن انقيادها ليعس لغلعب‬
   ‫ع‬
‫طبيعي إنما هو لكمال الغالب فإذا غ عالطت ب عذلك واتص عل له عا‬
 ‫ع‬       ‫ع‬         ‫ع‬        ‫ع‬
‫اعتقادا فانتحلت جميع امذاهب الغالب وتش عبهت ب عه .. ول عذلك‬
       ‫ع‬      ‫ع‬        ‫ع‬
‫ترى المغلوب يتشبه أبدا بالغالب في املبسه وامركبه ولسععلحه‬
              ‫في اتخاذها وأشكالها بل وفي لسائر أحواله »)2( .‬


                 ‫- 922/3 ‪ . ,Modern Egypt: Kromer‬نقلا عن الاتجاهات الوطنية : 272/2 .‬        ‫1‬

                                                       ‫- انظر مقدمة ابن خلدون : 741 .‬       ‫2‬
‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 37‬

‫واما تخلف المس علمو ن إل لنه عم فرط عوا ف عي لس عنن الرق عي‬
  ‫ع‬            ‫ع‬      ‫ع ع‬         ‫ع‬           ‫ع‬
‫والتقدم، وارتفع غيرهم بس عنن ل ع وق عوانين ف عي ه عذا الك عو ن‬
     ‫ع‬       ‫ع ع‬            ‫ع‬           ‫ع‬
‫لترحم أحدا، إ ن تمسك بها الكافر وصل، وإ ن أخذ بها المسععلم‬
‫وصل ،فتخل عف المس علمو ن ع عن رك عوب ص عهوة تل عك الس عنن‬
    ‫ع‬          ‫ع‬        ‫ع‬     ‫ع‬       ‫ع‬     ‫ع‬        ‫ع‬
‫واامتلك ناصية العلم بها كما كا ن ألسلفهم امن قبل، واشتغلوا‬
‫زامنا بأفكار وثقافات بالية امن علم الكلم والتص عو،ف والجم عود‬
    ‫ع‬               ‫ع‬
‫المذهبي، وتمسك بها الغربيو ن، فكا ن الفضل والسبق للمتقدم .‬
‫واما تفوق الحضارة المادية الغربية في هذا العصر، إل درلسا‬
‫ضربه ال لنا امثل وعبرة، لمن يعت عبر بس عنة الت عولي والعج عز‬
  ‫ع‬                ‫ع‬      ‫ع‬     ‫ع‬
‫والهوا ن المفضية إلى اللستبدال. فاليام والحض عارات دول بي عن‬
  ‫ع‬                  ‫ع‬
            ‫الناس، يتولها القوي حين يعجز عن قيادتها الضعيف .‬
‫وليس المراد هنعا أ ن يسعتبدل الع امؤامنعا بكعافر السعتبدال‬
        ‫ع‬         ‫ع ع‬                  ‫ع‬     ‫ع‬
‫عافرين‬   ‫اصطفاء، فذلك امحال لقوله تعالى :‪‬ولن يجعل ع للكع‬
                 ‫الع‬
‫على المؤامنين لسبيل ‪ ،(1) ‬ولكن المراد الستبدال الدور الحضاري‬
‫للامم بعلو أهل الباطعل، إاملء والسعتدراجا، حيعن يضععف أهعل‬
            ‫ع‬         ‫ع‬
‫الحق ويتولو ن عن امقام القيادة والريادة، كما ق عال تع عالى: ‪‬إ ن‬
          ‫ع‬         ‫ع‬
‫يمسسكم قر ح فقد امس القوم قر ح امثله، وتلك الي عام ن عداولها‬
         ‫ع ع‬
                                                  ‫بين الناس‪.(2) ‬‬
‫أاما الستبدال الصطفاء فل يكو ن إل للمؤامنين، كما في قوله‬
‫تعالى:‪‬ها أنتم هؤلء تدعو ن لتنفقوا في لسبيل الع، فمنكعم امعن‬
  ‫ع ع‬              ‫ع‬
‫يبخل، وامن يبخل فإنما يبخل ع عن نفس عه، وال ع الغن عي وأنت عم‬
  ‫ع‬          ‫ع‬              ‫ع‬       ‫ع‬
‫الفقراء، وإ ن تتولوا يستبدل قواما غيركم ثم ليك عو ن أامث عالكم‬
       ‫ع‬          ‫ع‬
                                                             ‫)3(.‬

                                                      ‫- سورة النساء : الآية‬                 ‫1‬
                                                  ‫- سورة آل عمران : الآية‬                   ‫2‬
                                                 ‫- سورة القتال : الآية 73 .‬                 ‫3‬
‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 47‬

‫فالتفوق العلمي والمدني للغرب اليوم شبيه عدرس عراب‬
      ‫الغع‬        ‫بع‬
‫يستفيد امنه بنو آدم في كل عصر، كما يقول اللستاذ المفكععر‬
‫امحمد ابريش : »إ ن الغرب في هذا الزاما ن ش عبيه بغ عراب بعث عه‬
  ‫ع‬          ‫ع‬        ‫ع‬
‫ال في هذا الزام عا ن، ليرين عا كي عف ن عواري لس عوءاتنا الفكري عة،‬
   ‫ع‬                ‫ع‬       ‫ع ع‬       ‫ع‬          ‫ع‬
                           ‫ونعالج جرا ح هزائمنا الحضارية» )1(.‬
‫ونحن لننسى أ ن الغرب كا ن لسببا فعي كعثير امم عا أص عاب‬
    ‫ع‬      ‫ع‬         ‫ع‬   ‫ع‬
‫عة‬‫الامة امن ويلت، بما كسبت أيدينا ، لما وجد فينا امن القابليع‬
‫عا عوله عالى:‬
      ‫تعع‬       ‫لذلك ، لكننا اليوم امع ذلك نتلوا بلسا ن حالنع قع‬
‫فبعث ال غرابا يبحث في الرض ليري عه كي عف ي عواري لس عوءة‬
     ‫ع‬          ‫ع ع‬        ‫ع‬
‫أخيه ، قال ياويلتى أعجزت أ ن أكو ن امثل هذا الغراب فععأواري‬
               ‫لسوءة أخي، فأصبح امن النادامين امن أجل ذلك‪. (2) ‬‬
                    ‫تيارات التجديد السلمي في العصر الحديث‬
‫تظاهرت كلمات الرالسخين امن العلماء والمفكرين اليوم‬
‫أ ن أحق امن يمثل حركة التجديد في الامة في العصر الح عديث‬
      ‫ع‬
‫تيار الص عحوة اللس علامية المعاص عرة، ال عتي ه عدى ال ع بس عببها‬
     ‫ع‬           ‫ع‬     ‫ع‬       ‫ع‬              ‫ع‬        ‫ع‬
‫الحيارى، وانتظم في لسلكها التائبو ن، وكانت خيرا وبركة على‬
‫هذه الامة، تحفظ فيها بقية الخير وتنميها، وتمد تيار اللسععلم‬
‫بالدعاة والعلماء المصلحين، الذين نشأوا وتربوا فعي امحاضعنها‬
    ‫ع‬        ‫ع‬
‫وظللها . وهي تمثل اليوم أامل هذه الامة في صعناعة امسعتقبل‬
      ‫ع‬        ‫ع‬
‫اللسلم، وجدار المناعة فيها، لئل تداس امكارم العدين، أويعداهم‬
      ‫ع‬        ‫ع‬
                                ‫الامة التحلل واللحاد والعلمانية.‬
‫وعلماؤها يقفو ن اليوم على ثغعر عظيعم امعن ثغعور الفكعر‬
  ‫ع‬        ‫ع‬     ‫ع ع‬          ‫ع‬
‫اللسلامي، ينف عو ن عن عه تحري عف الغ عالين وانتح عال المبطلي عن،‬
   ‫ع‬           ‫ع‬           ‫ع‬       ‫ع‬       ‫ع‬      ‫ع‬

  ‫1 -محاضرة توجيه النظر إلى تجارة الفكر، ألقاها بجامعة ابن‬
                     ‫طفيل، القنيطرة المغرب، عام 9141هـ 8991م .‬
                                          ‫2 - سورة المائدة :‬
‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 57‬

‫وتأويل الجاهلين، كما ورد في الحديث، إذ ليخلي ال ع عص عرا‬
   ‫ع‬
                                     ‫امن قائم له بالحجة في الرض .‬
‫وهي امع ذلك عمل بشري لتثبت له العصمة ، لهعا امحالسعن‬
  ‫ع‬          ‫ع‬
‫جمة لسارت امسير الشمس في الدنيا، ولها عثرات وآفات هي امن‬
‫طبيعة العمعال البشعرية، وباعتبارهعا عمل شععبيا عاامعا، فقعد‬
  ‫ع‬       ‫ع‬         ‫ع‬          ‫ع‬                ‫ع‬        ‫ع‬
‫عر،ف‬  ‫عاء التصع‬  ‫انتسب إليها أحيانا امن لم يكن أهل للنتساب، فألسع‬
‫امن حيث يظن الحسا ن، وعلق بتاريخها اما اضطرت إليه أحيانععا‬
‫امن امواقف تحت ض عغط الواق عع، أو بس عبب الس عتفزاز الخص عوم‬
    ‫ع‬               ‫ع‬       ‫ع‬           ‫ع‬         ‫ع‬
‫والعداء، كما أتيعت فعي أحيعا ن كعثيرة امعن جهعة الععااملين‬
        ‫ع‬      ‫ع‬      ‫ع‬        ‫ع‬       ‫ع‬     ‫ع ع‬
                                     ‫المنتسبين إليها والقائمين عليها.‬
‫وقد كتب كثير امن القواميين والح عداثيين والمستش عرقين‬
       ‫ع‬                   ‫ع‬
‫وخبراء المؤلسسات الامنية ع عن ه عذه الصعحوة، ف عي حي عن ن عام‬
   ‫ع ع‬           ‫ع‬       ‫ع‬        ‫ع ع‬
‫الجسم اللسلامي في التعبير عن نفسه، ونقد أخطائه وعععثراته،‬
                                                    ‫وتصحيح امساره .‬
‫فأكثر المؤلفات عن الحركة والصحوة اللسلامية ، اتجهت‬
‫عديث‬  ‫عرة، أو الحع‬   ‫نحو التأريخ لطوار النهضة اللسلامية المعاصع‬
‫عن هموامها وامشكلتها، والهتمام بعلج قضايا امعينة، وترش عيد‬
    ‫ع‬
                                                           ‫العمل فيها.‬
‫ولشك أ ن ذلك ام عن الهمي عة بمك عا ن ف عي ترش عيد العم عل‬
  ‫ع‬          ‫ع‬        ‫ع‬     ‫ع‬       ‫ع‬         ‫ع‬
‫اللسلامي ، لكن فقه قضايا المنهاج، ودرالسة آثار ه عذه الص عحوة‬
      ‫ع‬          ‫ع‬
‫في اميادين التجديد والفعل الحضاري اليوم أهم وأوك عد، لس عد‬
  ‫ع‬        ‫ع‬
‫الطريععق علععى العععابثين بتاريخهععا، والمتنكريععن لجهععود‬
‫أبنائهاوعلمائها، وامن أب عرز ام عدارس هعذه الص عحوة اللس علامية‬
        ‫ع‬           ‫ع‬        ‫ع‬         ‫ع‬     ‫ع‬
                                 ‫وحركات التجديد اللسلامي حديثا:‬
‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 67‬

                ‫1- المدرسة السلفية والشيخ محمدبن عبد الوهاب‬
                            ‫»ت 6021 هـ 2971م»‬
‫تمثل المدرلسعة السعلفية المعاصعرة تيعار البععث اللسعلامي‬
       ‫ع‬                     ‫ع‬
‫عرق‬  ‫عرت عي المشع‬
             ‫فع‬       ‫الحديث، إذ كانت أول حركة إصلحية ظهع‬
‫اللسلامي في القر ن الث عاني عش عر الهج عري، ويعت عبر امؤلسس عها‬
   ‫ع‬           ‫ع‬          ‫ع‬        ‫ع‬        ‫ع‬
‫الشيخ امحمد بن عبد الوهاب باعث النهضة اللس علامية الحديث عة،‬
   ‫ع‬              ‫ع‬
                    ‫وأول امجدد أحيا امعالم الدين في هذا العصر .‬
‫أصله امن بن عي تمي عم، ول عد ع عام 5111 هع ع 3071م ف عي‬
   ‫ع‬                            ‫ع ع‬         ‫ع‬     ‫ع‬
‫العينية بنجد، وطلب العلم صغيرا، فحفظ القرآ ن وأك عب عل عى‬
   ‫ع‬     ‫ع‬
‫كتب التفسير والحديث والعقائد، ورحل إل عى ام عدائن الحج عاز‬
   ‫ع‬             ‫ع ع‬
‫والشام، فأخذ عن علمائهعا، كعبعد الع بعن إبراهيعم آل لسعيف‬
                        ‫ع‬        ‫ع‬        ‫ع‬
‫عف‬  ‫عد اللطيع‬
            ‫عتاني، وعبع‬  ‫عيخ عي عدي الداغسع‬
                                     ‫عدي، والشع علع أفنع‬    ‫النجع‬
‫الحسائي. ولقي الشيخ امحمد حياة السندي المدني إامام السنة ،‬
                                          ‫فانتفع بدعوته وامنهجه .‬
‫ثم لزم أباه في الحريملء واشتغل عليه في عل عم التفس عير،‬
     ‫ع‬        ‫ع‬
‫وعكف على كتب شيخ اللسلم ابن تيمية وابعن قيعم الجوزيعة،‬
   ‫ع‬          ‫ع‬      ‫ع‬
‫فازداد بذلك علما وتمسكا بالسنة، وحمالسا لنصرة امنهج السلف‬
                                              ‫في الفكر والعقيدة .‬
‫ألف » كتاب التوحيد، وكشف الشبهات، المسائل الى خالف‬
‫فيها رلسول ال أهل الجاهلية ، الام عر ب عالمعرو،ف والنه عي ع عن‬
   ‫ع ع‬                    ‫ع ع‬
‫المنك عر، رلس عالة أ ن التقلي عد ج عائز لواج عب، أص عول اليم عا ن،‬
     ‫ع‬         ‫ع‬       ‫ع‬          ‫ع‬     ‫ع‬            ‫ع‬     ‫ع‬
                                              ‫ونصيحة المسلمين»‬
                                       ‫دعوته اللصلحية‬
‫شهد الشيخ امحمد بن عبد الوهاب خلل رحلته ام عا يج عري‬
    ‫ع‬      ‫ع‬
‫في بلد نجد واما حولها امن الخرافات والعق عائد الفالس عدة، ام عن‬
 ‫ع‬       ‫ع‬           ‫ع‬
‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 77‬

‫تعلق الناس برلسوم الشرك والتض عرع واللس عتغاثة بغي عر ال ع .‬
          ‫ع‬           ‫ع‬          ‫ع‬
‫كما شاهد فساد الحول السيالسية في جزيرة العرب، وانقساامها‬
‫إلى إامارات، بين بني خالد في الحساء، وآل امعمر ف عي العيين عة،‬
   ‫ع‬         ‫ع‬
‫والشرا،ف في الحجاز، وكانوا ف عي ح عروب دائم عة بينه عم ام عع‬
  ‫ع ع‬            ‫ع‬          ‫ع‬     ‫ع‬
‫عة‬‫عاعهم عنة القبائليع‬
                ‫لسع‬      ‫عم عا عزل ع، واتبع‬
                                ‫الع‬   ‫عم الحكع بمع أنع‬ ‫تعطيلهع‬
                                                    ‫والجاهلية.‬
‫فواز ن ذلك بمعبار السنن الواردة في فساد الزاما ن، كحديث‬
‫ثوبا ن عن النبي ﷺ قال : »..ول تقوم الساعة حتى تلحق قبائل‬
‫امن أامتي بالمشركين وحتى تعبد قبائل امن أامتي الوثا ن وإن عه‬
  ‫ع‬
‫لسيكو ن في أامتي كذابو ن ثلثو ن كلهم يزع عم أن عه ن عبي وأن عا‬
 ‫ع‬        ‫ع ع ع‬
‫عق‬ ‫خاتم النبيين ل نبي بعدي ول تزال طائفة امن أامتي على الحع‬
‫قال بن عيسى ظاهرين ل يضرهم امن خالفهم حتى عأتي عر‬
   ‫أامع‬     ‫يع‬
                                                       ‫ال»)1(‬
‫وحديث أبي هريرة عن النبي ﷺ قال »ل تقوم الساعة حتى‬
‫تأخذ أامتي بأخذ القرو ن قبلها شبرا بشبر وذراعا ب عذراع فقي عل‬
  ‫ع‬           ‫ع‬
‫يا رلسول ال كفارس والروم فق عال وام عن الن عاس إل أولئك»‬
                    ‫ع‬     ‫ع‬      ‫ع‬
‫)2 ( ، فأيقن غربعة اللسلم بين أهل زامانه، ورأى لسكوت ك عثير‬
     ‫ع‬
            ‫اممن انتسب إلى العلم عن تعلك المفالسد والمنكرات .‬
‫وعلى إثر ذلك بدأ دعوته بين قعوامه فعي الحعريملء ععام‬
   ‫ع‬           ‫ع‬       ‫ع‬      ‫ع‬
‫3411هع 0371م. بالدعوة إلى التوحيد ونبذ امعالم الشععرك،‬
‫ووقع بينه وبين الناس نزاع وجدال، وتبعه خلق امن أهل عده،‬
     ‫بلع‬
‫عرج عى‬
   ‫إلع‬     ‫عه فخع‬  ‫وقد هم بعض العبيد المفسدين في الرض بقتلع‬


                   ‫_ أخرجه أبو داود في السنن، الفتن 2524 وابن اماجة في السنن 2593‬           ‫1‬

                      ‫_ أخرجه البخاري ، باب لتتبعن لسنن امن قبلكم حديث رقم 8886 .‬           ‫2‬
‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 87‬

‫العيينة وأعجب أاميرها عثم عا ن ب عن حم عد ب عن امعم عر ب عدعوته‬
          ‫ع ع‬            ‫ع ع‬           ‫ع ع‬
                                                      ‫فناصره ثم خذله.‬
‫ثم قصد الدرعية، بنج عد ع عام 7511 هع ع ، ف عآواه أاميره عا‬
 ‫ع‬               ‫ع‬                        ‫ع ع‬
‫امحمد بن لسعود وأكرامه وآزره ، ث عم ابن عه عب عد العزي عز، ث عم‬
  ‫ع ع‬               ‫ع‬       ‫ع‬      ‫ع‬
‫لسعود بن عبد العزيز وقاتلوا امعه في حروبه ام عع امحم عد عل عي‬
  ‫ع‬        ‫ع‬         ‫ع‬
‫باشا، وابنه طولسو ن باشا، فملكو امكة والمدينة والحجاز وجانب عا‬
 ‫ع‬
‫امن اليمن والمزيرب بالشام .وتتلخص امعالم دعوة الشيخ فيمععا‬
                                                                  ‫يلي:‬
‫1. الدعوة إلى التوحي عد الص عافي ، للس عيما توحي عد اللوهي عة‬
  ‫ع‬            ‫ع‬             ‫ع‬            ‫ع‬    ‫ع‬
‫واللسماء والصفات الذي فرط فيه الناس، وانتحلعوا فيعه نحعل‬
  ‫ع‬        ‫ع‬      ‫ع‬
                                                       ‫امذاهب الضلل .‬
‫2. نبذ امعالم الشرك والخرافات وتحطي عم امظ عاهر العبودي عة‬
  ‫ع‬                ‫ع‬        ‫ع‬
‫لغير ال امن قبور وأضرحة ، ونصب وأوثا ن، اممعا يتمسعح بعه‬
  ‫ع ع‬             ‫ع‬
                                      ‫الناس ويرجو ن امنه النفع والضر.‬
‫3. الدعوة إلى اتب عاع امنه عج الس علف والتمس عك بالس عنن ف عي‬
   ‫ع‬       ‫ع‬           ‫ع‬              ‫ع‬      ‫ع‬     ‫ع‬
‫العقائد القوال والفعال، والوقعو،ف عنعد امعا جعاء بعه السعلف‬
     ‫ع‬       ‫ع ع ع ع‬                    ‫ع‬
‫والكف عما أامسكوا عنه ، ونبذ نحل الفللسفة والمتكلمين عتي‬
     ‫الع‬
                              ‫لم تزد العقل المسلم إل تقهقرا وخسارا.‬
‫4. تحرير العقل المسلم امن ربقة اللساطير والش ععوذة، وام عن‬
   ‫ع‬           ‫ع‬
‫خراف عات الرواف عض والص عوفية ودجله عم ف عي ش ععائر القب عور‬
     ‫ع‬           ‫ع‬       ‫ع ع‬                 ‫ع‬         ‫ع‬        ‫ع‬
                                         ‫والمشاهد، والشطح والدعاوى .‬
‫5. الدعوة إل عى تحكي عم الش عريعة اللس علامية ونب عذ القعوانين‬
         ‫ع‬     ‫ع‬              ‫ع‬            ‫ع‬    ‫ع‬        ‫ع‬
‫الرضية، التي أض علت العب عاد، وأع عادتهم إل عى الحتك عام بس عنن‬
    ‫ع‬        ‫ع‬            ‫ع‬          ‫ع‬       ‫ع‬      ‫ع‬
                                                            ‫الجاهلية .‬
‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 97‬

‫وقد عر،ف أتبعاع الشعيخ امحم عد بعن عبعد الوهعاب »بأهعل‬
 ‫ع‬        ‫ع‬      ‫ع‬     ‫ع ع‬         ‫ع‬      ‫ع‬
‫التوحيد» ، أو »إخعوا ن امعن أطعاع الع» ولسعماهم خصعوامهم‬
     ‫ع‬        ‫ع‬      ‫ع‬     ‫ع‬     ‫ع‬      ‫ع‬
‫عن.‬‫عز والروبييع‬
              ‫»الوهابيين» وشاعت هذه التسمية عند النجليع‬
                 ‫وجعلها بعضهم امذهبا جديدا في اللسلم )1(.‬
                             ‫آثار اليدعوة السلفية ف العصر اليديث‬
‫عة عي‬
  ‫كانت الدعوة السلفية للشيخ انطلقا للنهضة الحديثع فع‬
‫العالم اللسلامي، وتأثر بها رجال الصل ح علماء في آفاق العالم‬
‫اللسلامي امشرقا وامغربا، رغم اما بعذلته المخعابرات البرطانيعة‬
 ‫ع‬                 ‫ع‬        ‫ع‬
‫وعملؤها، ام عن العلم عانيين ودع عاة الحداث عة، وزعم عاء الط عرق‬
   ‫ع‬       ‫ع‬          ‫ع‬       ‫ع‬           ‫ع‬       ‫ع‬
‫الصوفية، ورؤوس المستشرقين امن جه عود ف عي تش عويه لس عمعة‬
    ‫ع‬       ‫ع‬       ‫ع‬   ‫ع‬
‫الشيخ واتهاامه بالعمالة، والتجني على الدين، فنشأت لهم دعوات‬
‫عراق‬‫عد والعع‬ ‫وحركات لسلفية في ربوع العالم اللسلامي في الهنع‬
                          ‫والشام وامصر والمغرب ، كا ن امنها .‬
                                  ‫حركة أهل اليديث بالنيد :‬
‫قادها العلامة صديق حسن خا ن القنوجي، إامام أهل الحديث‬
‫بها، وقد دافع عن امنهج السلف، وصنف كتبا كثيرة في امذهب‬
‫أهل الحديث في الفقعه والتفسعير، كمعا أقعام صعحوة علميعة‬
 ‫ع‬        ‫ع‬      ‫ع ع‬          ‫ع‬       ‫ع‬
                      ‫حديثية انتشر بها علم الحديث بالهند .‬
                             ‫اللولسي الكبير ف بغيداد 0721 هـ‬
‫أبو الثناء امحمود بن عبد الع اللولسعي، نسعبة إلعى آلعوس‬
    ‫ع‬    ‫ع‬      ‫ع‬       ‫ع‬
‫جزيرة ولسط نهر الفرات، أحد المج عددين، إام عام الس علفية ف عي‬
 ‫ع‬       ‫ع‬        ‫ع‬         ‫ع‬
‫العراق، وناصر السنة بها، ول عد ع عام 7121 هع ع 2081م ف عي‬
 ‫ع‬                             ‫ع ع‬
‫بغداد، كا ن امفسرا امحدثا أديبا، لسلفي العتقعاد، امجتهعدا تقلعد‬
 ‫ع‬      ‫ع‬           ‫ع‬

         ‫1 - وقد كتب عن حركته القس زويمر الأمريكي كتابه »‬
                                                   ‫‪. »Wahabis‬‬
   ‫‪The‬‬
‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 08‬

‫الفتاء ثم عزل عنه، وطا،ف في البلد. وله »رو ح المع عاني ف عي‬
  ‫ع‬      ‫ع‬
‫التفسير، نشوة الشعمول فعي السعفر إلعى إلسعلامبول، الجوبعة‬
 ‫ع‬                 ‫ع‬    ‫ع‬        ‫ع‬    ‫ع‬     ‫ع‬
‫العراقية على اللسئلة اليرانيعة، غعرائب الغعتراب» 1. وتعوفي‬
     ‫ع‬              ‫ع‬          ‫ع‬
                             ‫رحمه ال عام 0721 هع 4581م .‬
‫دعا إلى امنهج السلف، واهتم بكتب اب عن تيمي عة، وق عاامت ل عه‬
 ‫ع‬       ‫ع‬      ‫ع‬       ‫ع‬
     ‫حركة علمية صححت العقائد والمفاهيم بين أهل زامانه .‬
                          ‫جال اليدي القاسي بالشام 2331 هـ‬
‫جمال الدين بن امحمد لسعيد القالسمي، علام عة الش عام وإام عام‬
   ‫ع‬       ‫ع‬      ‫ع‬
‫السلفية بها عني بعلم الحديث والدب، وك عا ن لس علفي العتق عاد،‬
   ‫ع‬            ‫ع‬      ‫ع‬
‫دعا إلى الجتهاد، واتهم امن طر،ف الدولعة العثمانيعة بعالخروج‬
         ‫ع ع‬              ‫ع‬
‫عل عى الم عذهب الحنف عي، وتألس عيس ام عذهب خ عاامس ف عي الفق عه‬
  ‫ع‬       ‫ع‬        ‫ع‬        ‫ع‬      ‫ع‬       ‫ع‬          ‫ع‬      ‫ع‬
                          ‫اللسلامي يسمى»المذهب الجمالي» ) (.‬
                            ‫2‬

‫وقد صنف »امحالسن التأويل في التفسير، وقواعد التحديث‬
‫في فنو ن امصطلح الحديث، والصناعات الش عاامية، إرش عاد الخل عق‬
   ‫ع‬       ‫ع‬            ‫ع‬
‫إلى العمل بخبر البرق، إصل ح المسعاجد امعن البعدع والععوائد،‬
      ‫ع‬         ‫ع‬      ‫ع‬      ‫ع‬
                               ‫جواامع الداب في أخلق النجاب» .‬
                          ‫الشيخ نالصر اليدي اللبان ت 0241 هـ‬
‫الامام المحدث، إامام السلفية، وامحيي السنة في هذا العصر،‬
‫كرس حياته رحمه ال لخدامة كتب السنة. ول عد ف عي دامش عق،‬
  ‫ع‬       ‫ع ع‬
‫وأصله امن ألبانيا، هاجرت ألسرته امن ظلم الحاكم الشيوعي في‬
                                    ‫ألبانيا، والستقرت بسوريا .‬


     ‫1 - جلاء العينين في محاكمة الأحمدين لمحمود شكري‬
                      ‫الآلوسي : 72 ، الأعلام للزركلي : 671/7 .‬
      ‫2 - حلية البشر بتراجم القرن الثالث عشر :534/1 - 834 ،‬
                                      ‫الأعلام للزركلي : 531/2 .‬
‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 18‬

‫عاش رحم عه ال ع امتقلل ام عن ال عدنيا، طري عدا بي عن البل عدا ن‬
     ‫ع‬         ‫ع‬      ‫ع‬           ‫ع ع‬                  ‫ع‬
‫لمواقفه الفكرية والسيالسية، ثم الس عتقر ب عه المط عا،ف ب عالرد ن،‬
         ‫ع‬         ‫ع‬         ‫ع‬      ‫ع‬
‫وامكث دهرا طويل امن عمره بين رفو،ف خ عزائن المخطوط عات،‬
     ‫ع‬                     ‫ع‬
‫للسعيما المكتبعة الظاهريعة بدامشعق، يحقعق وينقعح امصعنفات‬
       ‫ع‬         ‫ع‬         ‫ع‬        ‫ع‬     ‫ع‬          ‫ع‬          ‫ع‬
‫الحديث، ولم يكن يضيع شيئا امعن أوقعاته، ويعأنف امعن زيعارة‬
    ‫ع‬        ‫ع‬        ‫ع‬        ‫ع‬      ‫ع‬
                                                           ‫البطالين.‬
‫وقد خرج أحاديث امؤلفات كثيرة، امنها »إرواء الغليل عي‬
   ‫فع‬
‫تخريج أحاديث امنعار السعبيل، ونخعل الصعحيح امعن الضععيف،‬
       ‫ع‬         ‫ع‬         ‫ع‬      ‫ع‬       ‫ع‬       ‫ع‬
‫ولسلس علة الح عاديث الص عحيحة، ولسلس علة الح عاديث الض ععيفة‬
       ‫ع‬             ‫ع‬         ‫ع‬           ‫ع‬          ‫ع‬      ‫ع‬
‫والموضوعة» وصنف تصانيف كتعب لهعا القبعول فعي الرض،‬
                                    ‫ع‬
    ‫وعاداه لجل ذلك أقوام لم يبلغوا لسعيه، ولم يدركوا شأوه.‬
‫وقد ناصر امنهج أهل الحديث في العقيدة والفقععه، وكععا ن‬
‫شديد التمسك بالدليل إذا الس عتبا ن ل عه، واط عرا ح آراء الرج عال،‬
    ‫ع‬                    ‫ع‬       ‫ع‬      ‫ع‬
‫ونسبه بعض ضعفاء الرأي إلى الكودنة والجم عود، وغفل عوا ع عن‬
  ‫ع‬       ‫ع‬            ‫ع‬
‫امنهجه في النظر والجتهاد، وأ ن له أ ن يختعار ويتفعرد لمكعانه‬
               ‫ع‬          ‫ع‬
‫امن العلم، ولم يزل رحمه ال يتخرج على يديه طلب العلم امن‬
     ‫آفاق الدنيا، ويستفيدو ن امنه، وقد نفع ال بعلمه أهل زاماننا.‬
‫فما امن أحد امن أبناء الصحوة اللسلامية اليوم إل ولللباني‬
‫عليه امنة، علم ذلك امن علمه، وجهله امن جهله، لما عدم عن‬
   ‫خع امع‬
‫كتب السنة التي صار أهل عصرنا عالة عليه فيها، ولما صععحح‬
‫امن عقائد الناس، وقوم اما شاع بينهم امن بدع وامح عدثات، ول عم‬
  ‫ع‬              ‫ع‬
            ‫يزل كذلك إلى أ ن لحق بربه، رحمة ال عليه تترى.‬
‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 28‬

                              ‫جاعة أنصار السنة النبوية بصر‬
‫وهي حركة لسلفية قادهعا علمعاء السعنة بمص عر، كالشعيخ‬
   ‫ع‬         ‫ع‬         ‫ع‬      ‫ع‬    ‫ع‬
‫امحمد حاامد الفقي، وعبد الرحمن الوكيل، والشيخ امحب الدين‬
‫الخطيب، والشيخ المحدث أحمد شاكر، وق عد ك عا ن له عم أث عر‬
  ‫ع‬     ‫ع‬      ‫ع‬     ‫ع‬
‫عظيم في نشعر السعنة وتحقيعق امصعنفاتها وطبعهعا، وألسسعوا‬
  ‫ع‬        ‫ع‬                ‫ع‬   ‫ع‬         ‫ع‬     ‫ع‬
‫امساجد الجمعية الشعرعية فعي ربعوع البلد المص عرية، فك عانت‬
    ‫ع‬        ‫ع‬                ‫ع‬    ‫ع‬     ‫ع‬
‫امجمعات علمية لتدريس القرآ ن والسعنة، ونشعر امنهعج السعلف‬
                  ‫ع‬         ‫ع‬
                                           ‫بين شباب الصحوة .‬
‫وامن بين علماء هذه الصحوة السلفية اليوم بمصر : الشععيخ‬
‫إلسماعيل المقدم الذي خسف بالعلمانيين امن دعاة السفور بكتابه‬
‫الرائع»عودة الحجاب» ، وشيخنا أبوإلسحاق الحويني حفظه ال‬
‫الذي يعد الرجل الثاني بعد الشيخ اللبعاني فعي علعم الحعديث،‬
      ‫ع‬     ‫ع‬      ‫ع‬      ‫ع‬
‫وقد املت امؤلفاته ودرولسه العلمية امصر والعالم اللسلامي، لم‬
‫آتاه ال امن علو همة وإخل ص في الطلب والدعوة، وطول نفس‬
‫في التصنيف والتحقي عق، وخل عق ج عم ف عي الخط عاب وامح عاورة‬
     ‫ع‬         ‫ع‬         ‫ع ع‬     ‫ع‬     ‫ع‬
                                                    ‫الخصوم .‬
                        ‫الشيخ تقي اليدي الليل بالغرب 5141هـ‬
‫هو تقي الدين امحم عد ب عن عب عد الق عادر الهلل عي الحس عيني‬
     ‫ع‬       ‫ع‬         ‫ع‬        ‫ع‬    ‫ع ع‬
‫السجلمالسي، أحعد علمعاء المغعرب العلم، وامؤلسعس الحركعة‬
  ‫ع‬           ‫ع‬                    ‫ع‬      ‫ع‬      ‫ع‬
‫السلفية ببلدنا، ولد عام 1131 هع ع بالريص عاني، وأص عله ام عن‬
   ‫ع‬    ‫ع‬           ‫ع‬
‫»الغرفة» قرية بسجلمالسة، طلب العلم صغيرا فحفظ القععرآ ن،‬
‫ثم رحل إلى الجزائر، وأخذ عن علماء عصره كابن حبيب العع‬
‫الشنقيطي، ثم دخل وجدة ونزل بالقرويين بف عاس، وبه عا لق عي‬
   ‫ع ع‬            ‫ع‬
‫شيخ اللسلم العربي العل عوي ولزام عه ام عدة، وك عا ن أول أام عره‬
    ‫ع‬          ‫ع‬       ‫ع ع‬             ‫ع‬
‫صوفيا امريدا للطريقة التيجانية امدة عشرين عااما، ثم امن العع‬
‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 38‬

‫عليه بمناظرة شيخ اللسلم العرب عي العل عوي، فوض عح ل عه نه عج‬
   ‫ع‬     ‫ع ع‬                ‫ع‬         ‫ع‬
‫السبيل، فصار تق عي ال عدين بع عدها ام عن أل عد خص عوم الص عوفية‬
       ‫ع‬        ‫ع‬         ‫ع‬     ‫ع‬       ‫ع‬         ‫ع ع‬
                                            ‫والمنكرين على أهل البدع .‬
‫ثم رحل إلى امصر عام 0431 هع ولقي الشيخ رشيد رضا،‬
‫ودخل الحجاز وحج ، وتاقت نفسه لدرالسة علم الحديث فرحععل‬
‫إلى الهند، ولقي بها أعلم الحديث والفكر واللغة والدب، فك عا ن‬
    ‫ع‬
‫يطلب الح عديث عل عى العلام عة المب عاركفوري، ص عاحب تحف عة‬
  ‫ع‬           ‫ع‬                   ‫ع‬       ‫ع‬          ‫ع‬       ‫ع‬
‫الحوذي، ويدرس اللغة والدب في لكنعؤ، وكعا ن امجيعدا للغعة‬
  ‫ع‬       ‫ع‬         ‫ع‬         ‫ع‬
                  ‫والشعر، امتقنا للفرنسية والنجليزية واللمانية.‬
‫ثم رحل إلى العراق ولق عي الع عالم الس علفي امحم عد الامي عن‬
   ‫ع‬        ‫ع‬             ‫ع‬         ‫ع‬      ‫ع‬
‫الشنقيطي، فالستفاد امنه وزوجه ابنته، ثم رحل إلى جنيف ولقي‬
‫الامير شكيب أرلسل ن، وتولسط له للت عدريس ف عي جاامع عة ب عو ن‬
     ‫ع ع‬            ‫ع‬           ‫ع‬
‫اللمانية والستكمال درالسته بها، وعمعل بالقسعم العربعي لذاععة‬
                       ‫ع‬
‫ألمانيا، فكا ن يلقي بها خطبا، كانت على المس عتعمرين خطوب عا،‬
  ‫ع‬                  ‫ع‬
‫عه، عال‬
    ‫بفضح فيها ويفضح الفرنسيين بالمغرب، فحكموا بنفيع ونع‬
‫الدكتوراه عام 1491 في الفلسفة، وعين ألستاذا بجاامعة بغداد.‬
‫ثم دخل تطوا ن بولساطة عبد الخالق الطريس، وبقي بها إلى‬
‫أ ن كاد له اللسبا ن ونزع عوا امن عه جعواز لسعفره، وعي عن ألس عتاذا‬
     ‫ع‬      ‫ع‬            ‫ع‬       ‫ع ع‬          ‫ع‬
‫بجاامعة امحمد الخاامس عام 9591م، ثم ألستاذا امعارا بالجاامعة‬
                                                    ‫اللسلامية بالمدينة .‬
‫ثم رجع إلى المغرب بحرا امتفجرا امن العلم وشهابا واريععا‬
‫امن الدين، وتفرغ للدعوة إلى ال، ولس عكن امكن عاس، ول عم ي عزل‬
     ‫ع ع‬           ‫ع‬          ‫ع‬
‫يلقي درولسه بمساجدها ويطعو،ف المعد ن والقعرى، حعتى ضعاق‬
   ‫ع‬       ‫ع‬         ‫ع‬          ‫ع‬         ‫ع‬
‫المبتدعة به ذرعا فسعوا لدى السلطات لتوقيف نش عاطه، فرح عل‬
  ‫ع‬            ‫ع‬
‫إلى البيضاء، وكا ن بيتعه امح عج العلم عاء وطلبعة العل عم، يلق عي‬
  ‫ع‬        ‫ع‬       ‫ع‬          ‫ع‬         ‫ع‬       ‫ع‬
‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 48‬

‫درولسه به. وكا ن رحمه ال على اما شهدنا امن عه عالم عا رباني عا،‬
  ‫ع‬        ‫ع‬       ‫ع‬
‫صلب الديانة، شديد الحر ص على السنة صداعا بالحق، ليخا،ف‬
‫في ال لوامة لئم، لطيف المعشر جوادا كريمعا، فقعد المغعرب‬
     ‫ع‬       ‫ع‬     ‫ع‬
‫بموته عام 5891م عالما امن بقية السلف، وأعلم السنة، رحمه‬
                                                           ‫ال .‬
                             ‫بعض ما شان اليدعوة السلفية اليديثة‬
‫لقد كانت الدعوة السلفية كما أحيا أصولها الشعيخ امحمعد‬
  ‫ع‬        ‫ع‬
‫عل ح‬  ‫بن عبد الوهاب دعوة إلسلامية أصيلة شااملة، جاامعة بين إصع‬
‫العقيدة والعبادة والسلوك، وإصل ح الوضاع السيالسية وال عدعوة‬
       ‫ع‬
‫إلى تحكيم الشريعة، لكنها تعرضت للتشويه امن طر،ف الخصوم‬
‫وأعداء اللسعلم امعن المستشعرقين والمسعتعمرين، كمعا شعا ن‬
   ‫ع ع‬                 ‫ع‬           ‫ع‬         ‫ع‬      ‫ع‬
‫عوا‬‫امسيرتها بعض الجهلة اممن انتسبوا إلى العلم عر،ف وتعلقع‬
               ‫بطع‬
                                 ‫بالسلفية في الزامنة المتأخرة .‬
‫وامنهم طوائف اللسن الجهال امن دعاة الفك عر الواح عد امم عن‬
  ‫ع‬      ‫ع‬         ‫ع‬
‫انتسبوا إلى الدعوة وظلموها، بالتط عاول ف عي أع عراض العلم عاء،‬
   ‫ع‬            ‫ع‬      ‫ع‬     ‫ع‬
‫بالسم الجر ح والتعديل، كمحمود حداد الذي تسافه على كبععار‬
‫علماء الملة كابن حجر وبدعه لن عه أش ععري، وأام عر تلامي عذه‬
    ‫ع‬       ‫ع‬            ‫ع‬    ‫ع‬
‫الرعاع بإحراق كتابه »فتح الباري» ، ففعل عوا، وه عذا الحقي عر‬
  ‫ع‬         ‫ع‬        ‫ع‬
                  ‫المغمور ليصلح أ ن يكو ن شسعا لنعل ابن حجر.‬
‫وترى خلقا امرضى بحمى الردود على الكابر يهععاجمو ن‬
‫علماء الامة بتأويلت تمحلوهعا، ويرامعونهم بالجهعل، ويعودو ن‬
       ‫ع‬                   ‫ع‬      ‫ع‬
‫البدء امن الصعفر، وليعرو ن التجديعد فعي شعيء إل فعي بععث‬
   ‫ع‬     ‫ع‬         ‫ع‬     ‫ع ع‬            ‫ع‬         ‫ع‬
‫الخصوامات التاريخية ، ولسل فصال النض عال، واامتش عاق الحس عام‬
   ‫ع‬        ‫ع‬            ‫ع‬
‫عا عل‬
   ‫لمحق المخالفين، أو إخراجهم امن دائرة الامة الى زوايع أهع‬
‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 58‬

‫الضلل ويعرو ن ذلعك امعن أعلعى درجعات الجهعاد، وهعو فعل‬
        ‫ع‬          ‫ع‬         ‫ع‬      ‫ع‬     ‫ع‬     ‫ع‬      ‫ع‬
    ‫كذلك لكنه قتال امن غير امعركة، وخصام في غير اميدا ن.‬
‫فترى الواحد امن أحداث المنتسبين يرخ عي لحي عة ويقص عر‬
  ‫ع‬            ‫ع‬         ‫ع‬
‫قميصا، ثم يرى نفسه في امقام ابن امعين، يزندق فلنا ويفسععق‬
‫علنا لنه خالف فتوى بعض المشايخ الذين يراهم هو في امقام‬
‫امالك والشافعي، وينصب آراء امعينة في الفروع ، يقي عم عليه عا‬
 ‫ع‬         ‫ع‬
               ‫الولء والبراء، والدخول في السنة أو الخروج امنها .‬
‫وامعلوم أ ن السلفية كعانت امنهعج أهعل السعنة امعن السعلف‬
    ‫ع‬        ‫ع‬       ‫ع‬            ‫ع‬       ‫ع‬
‫الماضين، وامن اتبعهم بإحسا ن امعن الفقهعاء والمحعدثين، وهعي‬
  ‫ع‬              ‫ع‬          ‫ع‬       ‫ع‬
‫عم عرائر‬
       ‫بريئة امن هذا التطاول في أعراض العلماء، وتحميلهع جع‬
‫ذنوب وأخطاء امفتعلة لم يقترفوها، وإنما هي قائمة في نف عوس‬
      ‫ع‬
     ‫خلق يرو ن الحبة قبة، ويصنعو ن امن الخل،ف الفرعي أزامة .‬
‫تحرك »فتنتهم القطبي عة» دوالي عب الجه عل وبلدة الح عس،‬
    ‫ع‬                   ‫ع‬       ‫ع‬        ‫ع‬
‫والتطاول على الدراويش البرياء الذين لناص عر له عم إل ال ع.‬
 ‫ع‬            ‫ع‬        ‫ع‬
‫وتصب الزيت في كانو ن خمدت نيرانه لتوقدها امن جديد. عم‬
  ‫ثع‬
‫تراهم ليحركو ن لساكنا بإزاء العلمانيين الذين باضوا وفرخوا‬
‫عرار،‬ ‫في بلدانهم، والستولوا على الامد في امراكز عأثير والقع‬
                     ‫التع‬
                   ‫وامن ورائهم امن عملء اليهود الصهاينة وأامريكا .‬
               ‫2. المام البنا وحركة الوخوان السلمين »6091-9491م»‬
‫تعتبر حركة الخعوا ن المسعلمين ام عن الحرك عات العرائدة‬
       ‫ع‬    ‫ع‬           ‫ع‬      ‫ع‬         ‫ع‬
‫اليوم ف عي العم عل اللس علامي، نش عأت ع عام 8291م فعي امدين عة‬
  ‫ع‬       ‫ع‬               ‫ع‬   ‫ع‬         ‫ع‬       ‫ع‬       ‫ع‬
‫اللسماعيلية بمصر، ثم انتشرت فعي امختلعف المعد ن المص عرية،‬
     ‫ع‬         ‫ع‬      ‫ع‬       ‫ع‬
‫ولقي عت إقب عال امنقط عع النظي عر ف عي ص عفو،ف أبن عاء الم عدارس‬
       ‫ع‬     ‫ع‬         ‫ع‬    ‫ع ع‬           ‫ع‬        ‫ع‬      ‫ع‬
‫والجاامعات والمثقفين، كما دخلت إلى القرى بين أبناء الصعيد‬
                                                     ‫والفلحين.‬
‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 68‬

‫ويعد الشيخ حسن البنا رحمه ال امؤلسس هذه الحركة أحد‬
‫عد‬‫رواد الصحوة اللسلامية المعاصرة اليوم، وهو حسن عن أحمع‬
           ‫بع‬
‫بن عبد الرحم عن البن عا،ول عد بالمحمودي عة ع عام 6091م ق عرب‬
     ‫ع‬               ‫ع ع‬                ‫ع ع‬         ‫ع‬
‫اللسكندرية، امن أب عالم امشتغل بالحديث، وجده هو الامام عبد‬
‫الرحمن البنا الساعاتي صاحب »الفتح الرباني في ترتيب امسعند‬
   ‫ع‬
                                        ‫أحمد بن حنبل الشيباني»1.‬
‫وقد طلب العلم صغيرا فحفظ القرآ ن، ودرس في المدارس‬
‫العصرية، وتخ عرج ام عن دار العل عوم بالق عاهرة، فاش عتغل امعلم عا‬
 ‫ع‬           ‫ع‬            ‫ع‬       ‫ع‬         ‫ع‬       ‫ع‬
‫عة‬‫عماعيلية، عال عي أول عبابه عى الطريقع‬
               ‫إلع‬       ‫شع‬       ‫وامع فع‬             ‫عة اللسع‬‫بمدينع‬
‫الحصافية، ثم تركها لما أيقن بعدها ع عن امعي عن الس عنة . ث عم‬
  ‫ع‬       ‫ع‬        ‫ع‬        ‫ع‬
‫وألسس جماعة الخوا ن المسلمين عام 8291م في عهد الملععك‬
                                                              ‫فاروق.‬
‫وكا ن رحمه ال عالما ربانيا، ونادرة امن نوادر هذا العصععر‬
‫في الفكر وبعد النظر والحرك عة والتخطي عط والدارة . فك عا ن‬
   ‫ع‬                   ‫ع‬           ‫ع‬
‫صاحب نظر شاامل لمناحي الحياة اللسلامية، ورأي لسديد وفك عر‬
  ‫ع‬
‫ثاقب في ربط المنه عج بواق عع أوض عاع المس علمين جمع عه ف عي‬
  ‫ع ع‬                ‫ع‬          ‫ع‬     ‫ع‬       ‫ع‬
‫عاب عي‬
   ‫قواعده الذهبية في كتاب الصول العشرين، عو كتع فع‬
                  ‫وهع‬
‫المنهج، راعى فيه هديا قاصدا امنضبطا ب عالقرآ ن والس عنة ، ام عن‬
  ‫ع‬       ‫ع‬                ‫ع‬
                                                 ‫غير تسيب ولغلو.‬
‫كما كا ن رجل عالي الهمة، ليكل امن العمل والحركة، ول‬
‫يعول فعي عمعل علعى غيعره،حعتى إنعه كعا ن فعي دار الشعبا ن‬
    ‫ع‬           ‫ع‬      ‫ع‬      ‫ع‬   ‫ع‬      ‫ع‬     ‫ع‬     ‫ع‬      ‫ع‬
‫علها عي‬
   ‫المسلمين يسهر الليل يصفف الجرائد ويحزامها ليرلسع فع‬
                      ‫الصبا ح، فقيل في ذلك، فتمثل بقول المتنبي:‬
           ‫وداؤك في شرابك والطعام‬                 ‫يقول لي الطبيبب أكلت شيئا‬
       ‫. الموسوعة الحركية‬                     ‫1 - الأعلام للزركلي : 381/2 -‬
                                                          ‫لفتحي يكن : 95/1 .‬
                                        ‫481‬
‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 78‬

            ‫أضر بجسمي طول الجمام‬                    ‫ومـا في طبـه أني جـواد‬
‫وقد كانت حركة الخعوا ن المسعلمين رغعم امعا يمكعن أ ن‬
       ‫ع‬      ‫ع ع‬              ‫ع‬        ‫ع‬
‫يؤخذ عليها في امجال التصفية والتربية، امن أنج عح الحرك عات‬
    ‫ع‬             ‫ع‬
‫اللسلامية في نشر المد اللسلامي في العالم، وقد ألس عتفادت ام عن‬
  ‫ع‬           ‫ع‬
                  ‫امنهجها كل الحركات اللسلامية الناشئة اليوم .‬
‫وقد كانت لها آثار رائدة ف عي أح عداث جس عام، فق عد ق عاوم‬
     ‫ع ع‬            ‫ع‬        ‫ع‬       ‫ع‬
‫الخوا ن المسلمو ن اللستعمار النجليزي لمصر، وظل عوا ش عوكة‬
        ‫ع‬     ‫ع‬
‫عب عتي‬
    ‫في حلق الغرب، في إفشال كثير امن امخططات التغريع الع‬
‫كانت تفرض على امصر بين الفينعة والخعرى، وجاهعدوا فعي‬
  ‫ع‬       ‫ع‬            ‫ع‬         ‫ع‬
‫لسبيل ال، وقاتلوا في جبهات المسلمين امعع اليهعود، فعي حعرب‬
     ‫ع‬     ‫ع‬       ‫ع‬      ‫ع‬
        ‫القنال وفلسطين، وغيرها، ودفعوا الثمن غاليا لجل ذلك.‬
‫فاغتيل حسن البنا رحمة ال عليه عام 9491م، ام عن ط عر،ف‬
      ‫ع‬     ‫ع‬
‫امخابرات الملك فاروق، وصلى عليه والده امع أربع نسوة، وام عا‬
 ‫ع‬
‫امات حتى خلف وراءه امليين التباع الحااملين لعدعوة اللسعلم،‬
     ‫ع‬             ‫ع‬
‫واعتقل المجاهدو ن امن جبهات القتال، وتعرض علمعاء الخعوا ن‬
     ‫ع‬        ‫ع‬
‫وشباب الحركعة للمحعن والسعجو ن، والتععذيب أيعام حكوامعة‬
  ‫ع‬           ‫ع‬       ‫ع‬              ‫ع‬     ‫ع‬       ‫ع‬
‫عي‬ ‫النقراشي، وجمال عبد الناصر زعيم عواميين عرب، ودعع‬
                ‫العع‬        ‫القع‬
‫العداء لليهود، فقد قتل خيرة علم عاء الخ عوا ن امنه عم »الش عهيد‬
     ‫ع‬          ‫ع‬        ‫ع‬         ‫ع‬
‫فرغلي، وعبد القادرعودة، ولسيد قطب» رحمة ال عليهم جميعا،‬
‫وقد خرجت امدرلسة الخوا ن المسلمين امفكرين أعلامعا، كعانت‬
     ‫ع‬      ‫ع‬
‫لهم يد صالحة في تجديد الفكر اللسلامي المعاصر، وتريد فقه‬
                                       ‫الصحوة ، كا ن امن أبرزهم :‬
‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 88‬

                                    ‫لسييد قطب ومعال النهاج :‬
‫كا ن لسيد قطب رحمه ال ع ام عن أوائل العلم عاء والمفكري عن‬
  ‫ع‬              ‫ع‬              ‫ع‬
‫الذين تنبهوا إلى خطورة فقه المنهاج في العمل اللسلامي، ويعد‬
‫كتابه »امعالم في الطريق»فريدا في بابه، وفعردا فعي نصعابه،‬
     ‫ع‬       ‫ع‬     ‫ع‬
‫وقد الستفاد امنه القائمو ن على الحرك عات اللس علامية وك عانت‬
     ‫ع‬            ‫ع‬        ‫ع‬
‫فصوله هي الدروس الولى لك عثير ام عن الراش عدين ف عي العم عل‬
  ‫ع‬         ‫ع‬      ‫ع‬        ‫ع‬       ‫ع‬
                                                       ‫اللسلامي .‬
‫حتى لسماه بعض الخصوم »إنجيعل الحركعة اللسعلامية» .‬
 ‫1‬

‫عا ن عن‬
  ‫وامن روائع فصوله ، »لإله إل ال امنهج حياة » ، وكع امع‬
‫أروع كلامه الموجه للدعاة فيعه »أقيمعوا دولعة اللسعلم فعي‬
  ‫ع‬       ‫ع‬      ‫ع‬      ‫ع‬         ‫ع‬
                                   ‫نفولسكم تقم لكم في أرضكم ».‬
‫وقد كا ن لسيد قطب رحمه ال على علم وفقه كبير بمعالم‬
‫هذا الطريق ، وجمع إلى ذلك عمق التجربة في اميادين العمععل‬
‫اللسلامي ، وطول الدربة والممارلسة ، فكا ن يصدر فيم عا كت عب‬
   ‫ع‬       ‫ع‬
‫عن فقه عمل وتجربة وحركة ل عن امجرد فقه الوراق عذي‬
     ‫الع‬
‫امل به الصحفييو ن والمراقبو ن ام عن بعي عد لس عوق الغثائي عة ف عي‬
  ‫ع ع‬               ‫ع ع‬        ‫ع‬
‫الكتابة عن الحركات اللسلامية . ويلمس ذلك بقوة امن طالع‬
‫وقفاته القيمة في كتابه »في ظلل الق عرآ ن» ، وح عديثه ع عن‬
  ‫ع‬          ‫ع‬          ‫ع‬
‫العتصام بالسنة ، والعودة إلى تمثل امنهج أخلق الجيل الرباني‬
‫الفريد ، امن الصحابة والسلف الماضين ، الذين ش عيدوا ص عرو ح‬
       ‫ع‬       ‫ع‬
                                ‫الحضارة ، وبنوا امجتمع اللسلم .‬
‫ولشك أ ن السيد رحمه ال قد وقعت له لسقطات عثرات ،‬
         ‫وعع‬
‫عة‬‫كا ن امن أخطرها أثرا فيمن بعده »فكرة المجتمعات الجاهليع‬
‫1 - وقد قرأه جمال عبد الناصر وهو على متن الطائرة إلى روســيا ، فكــان ممــا قــال فيــه : »إن وراء‬
‫هذا الكتاب عمل انقلابي يدبره الإخوان المسلمون » ، لأنه فعلا يقلب أوضاع الفكــر الـتي عهـدها‬
                                      ‫الطغاة والمبطلون . وكان أن أعدم سيد رحمه ا بسبب ذلك .‬
‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 98‬

‫»، حيث وصف المجتمعات اللسلامية التي تقاعست عن امواجه عة‬
  ‫ع‬
‫الحكام ورضيت بحاكمي عة البش عر بأنه عا امجتمع عات جاهلي عة .‬
     ‫ع‬            ‫ع‬         ‫ع‬        ‫ع‬    ‫ع‬
‫فاتخذ غلة المكفرة امن جماعة التكفيعر والهجعرة كلم لسعيد‬
   ‫ع‬                ‫ع‬         ‫ع‬
‫عة‬‫عم جماعع‬    ‫قطب امتكأ لهم بسوء فهم، وكانوا قد امرقوا امن رحع‬
‫عجو ن،‬   ‫الخوا ن المسلمين تحت ضغط التعذيب والمحنة عي السع‬
                 ‫فع‬
‫وكفروا عوام المسلمين بدعوى الرضعا بحاكميعة الطعواغيت،‬
          ‫ع‬       ‫ع‬           ‫ع‬
‫والسكوت على كفر الحكعام. وخرجعوا إلعى السعتباحة دامعائهم‬
       ‫ع‬           ‫ع‬     ‫ع‬      ‫ع‬        ‫ع‬
                                                         ‫وأاموالهم .‬
‫وقد حاول قوم امن اللسن الجهال، وامتصيدي العثرات بس عوء‬
    ‫ع‬
‫النوايا إثارة الشعبهات حعول امنهعج السعيد رحمعه الع وفكعره‬
    ‫ع‬              ‫ع‬        ‫ع‬       ‫ع‬
‫وعقيدته ونسبوه إلى القول بوحدة الوجود ، امع أنه كا ن عد‬
  ‫أبعع‬
‫الناس عن امذاهب الصوفية كتابة ولسلوكا، وحملوا كلامه في‬
‫تفسير لسورة الخل ص اما ليحتمله، كل ذلك بالسم الدفاع عن‬
                                           ‫السنة والعقيدة السلفية .‬
‫امع أ ن كتابات لسيد قطب رحمه ال ع ش عاهدة بخل،ف ذل عك،‬
      ‫ع‬                  ‫ع‬
‫وهذا إامام السلفية في زاماننا اليوم الشيخ ناصر الدين اللبععاني‬
‫رحمه ال، وهو امن هو في صراامة المنه عج ف عي نق عد الرج عال،‬
     ‫ع‬         ‫ع‬       ‫ع ع‬
‫واممعن يعتعد بقعوله فعي هعذا الشعأ ن لكعونه امعن أهعل العلعم‬
                   ‫ع‬              ‫ع‬                    ‫ع‬       ‫ع‬
‫والنصا،ف، امع شدة تحريعه فعي دقعائق المنهعج، يشعهد بخل،ف‬
             ‫ع‬         ‫ع‬          ‫ع‬    ‫ع ع‬
                                                             ‫ذلك .‬
‫فقد رد اما دند ن حوله أص عحاب »فتن عة القط عبيين»، وبي عن‬
   ‫ع‬               ‫ع‬       ‫ع‬           ‫ع‬
‫لسلامة امنهج السيد رحمه ال عقيدة وفكرا وام عذهبا ، وبي عن أ ن‬
        ‫ع‬             ‫ع‬
‫عثراته امن قبيل زلت النظر في الفروع التي ليسلم امنها اامرؤ‬
‫، وقد تلها جهاد امحاء، وحب لمنهج السلف تجعل السيد رحمه‬
‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 09‬

‫ال في امنازل الدعاة المخلصين، وقال ع عن كت عابه امع عالم ف عي‬
 ‫ع‬      ‫ع‬        ‫ع‬     ‫ع‬
       ‫الطريق: » إنه كتاب توحيد كتب بألسلوب عصري» ‪.  ‬‬
            ‫1‬



                                ‫أحيد الراشيد وإحياء فقه اليدعوة‬
‫كا ن الشيخ أحمد الراشد أحد امفك عري الص عحوة اللس علامية‬
       ‫ع‬          ‫ع‬          ‫ع‬
‫المعاصرة، وتعتبر كتابعاته فعي لسلسعلة إحيعاء فقعه العدعوة:‬
        ‫ع ع‬         ‫ع‬        ‫ع‬      ‫ع‬      ‫ع‬
‫»المنطلق، والعوائق، والرق عائق، والمس عار، وص عناعة الحي عاة »‬
      ‫ع‬          ‫ع‬         ‫ع‬           ‫ع‬
‫امؤلف عات رائدة ف عي المنه عج، ع عالجت ك عثيرا ام عن المش عكلت‬
       ‫ع‬       ‫ع‬         ‫ع‬        ‫ع‬      ‫ع‬      ‫ع‬          ‫ع‬
‫والمعضلت في العمل اللسلامي، بألسلوب أدبعي امشعرق ، يجمعع‬
  ‫ع‬          ‫ع‬        ‫ع‬
‫بين التأصيل العلمي امن امنابع الفقه السلفي، والترشد الععدعوي‬
                       ‫الموزو ن بالتجارب المعاصرة، وفقه الواقع .‬
‫وتعتبر هذه المؤلفات الخمس امن روائع النتاج العلمي فععي‬
‫عا‬
 ‫عرة ، كمع‬  ‫فقه الدعوة في أدبيات الحركة اللسلامية المعاصع‬
‫أصدر رلسائل قيمة تحت عنعوا ن »رلسعائل العيعن» ، ينتظعر أ ن‬
      ‫ع‬           ‫ع‬          ‫ع‬         ‫ع‬
‫تبلغ امائة رلسالة ، أودعها امعع امفكري عن آخري عن امعن امدرلس عته‬
   ‫ع‬        ‫ع ع‬               ‫ع‬        ‫ع‬
‫روائع اما أب عدعه الفك عر ال عدعوي وعص عارة ام عا أثمرت عه ط عول‬
    ‫ع ع‬            ‫ع‬       ‫ع‬            ‫ع ع‬         ‫ع‬
‫التجربة والممارلسة في العمل اللسلامي لديه . وه عذه الرلس عائل‬
    ‫ع‬        ‫ع‬
‫كما قال عنها عيو ن امتدفقة بماء رقراق تروي ظمأ السائرين‬
                                           ‫، وتسقي حقول عطشى .‬
                              ‫الشيخ مميد الغزايل والنقيد الذات‬
‫وامن هؤلء الشيخ امحمد الغزال رحمه ال فقد كا ن له قدم‬
‫رالسخة في علج أامراض الحركة اللسلامية ، في تغيي عب لس عنن‬
  ‫ع‬     ‫ع‬
‫التغيير في الفاق والنفس ، وانحرا،ف الفهم والسلوك، والتدين‬
‫المعوج ، الناشئ عن ثقافة امغشوشة ، تلقاها المسلمو ن امن واقع‬

‫1- شريط » راي في سيد قطب» للألباني في حوار مع الشيخ‬
                                          ‫عدنان عرعور .‬
‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 19‬

‫الجه عل وانح عرا،ف الفه عم والس علوك ال عتي تعيش عه المجتمع عات‬
   ‫ع‬              ‫ع‬       ‫ع‬        ‫ع‬       ‫ع‬         ‫ع‬        ‫ع‬
                                                        ‫اللسلامية .‬
‫وقد عالج ذلك بحرارة الداعية الغيور على حرامات الععدين،‬
‫وامرارة الناظر المتألم امن واق عع الام عة، ف عي كتب عه » هم عوم‬
   ‫ع‬          ‫ع‬         ‫ع ع‬         ‫ع‬
‫داعية، وامشكلت في طريق الحياة اللس علامية، وخل عق المس علم ،‬
     ‫ع‬         ‫ع‬           ‫ع‬
              ‫وتراثنا الفكري في اميزا ن الشرع والعقل» وغيرها.‬
‫فكانت كلماته بلسعما أحيانعا للغعافلين النعائمين ، وأحيانعا‬
‫ترياقا لجهل الغالين المبطلين . لكن قد اشتدت ح عدته وغض عبه‬
   ‫ع‬            ‫ع‬
‫في امعواطن امعن تحريعف الغلة ، وأصعحاب التعدين المععوج ،‬
      ‫ع‬           ‫ع‬       ‫ع‬                ‫ع‬        ‫ع‬        ‫ع‬
‫والغلما ن الطائشين ذوي النظعر القاصعر والثقافعة المغشوشعة،‬
  ‫ع‬              ‫ع‬          ‫ع‬         ‫ع‬
‫حتى خرج عن حد العتدال العلمي ، ورام عى ف عي غي عر امرام عى،‬
   ‫ع‬        ‫ع‬        ‫ع ع‬
‫فأنكر صحة أحاديث هي في البخاري لكونها حسب رأيه امخالفة‬
‫للعقل واما يراه اامرؤ لسوي ، وتأول نصوصا عل عى غي عر الم عراد‬
    ‫ع‬      ‫ع‬        ‫ع‬
‫امنها . وتلك زلت امغمورة في بحر حسناته الفكري عة وجه عاده‬
    ‫ع‬        ‫ع‬
‫المحاء إ ن شاء ال، فقعد قعارع خصعوم اللسعلم دهعرا طعويل،‬
      ‫ع‬     ‫ع‬         ‫ع‬        ‫ع‬             ‫ع‬
‫عه‬‫ونازل القواميين والعلمانيين، ووقف على ثغر عظيم عي وجع‬
          ‫فع‬
                              ‫الظلم والطغيا ن، وال تعالى يساامحه .‬
                                  ‫ملحظات على حركة الوخوان‬
‫امما يلحظ على امنهج الخوا ن المسلمين أنهم ظلوا لفترات‬
‫طويلة نحوا امن لسعبعين لس عنة امسعالمين لنظمعة السعوء العتي‬
    ‫ع‬     ‫ع‬     ‫ع‬          ‫ع‬      ‫ع‬       ‫ع‬
‫عاعي‬  ‫تعاقبت على امصر، وانخدع كثير امن عادتهم عو ن الفع‬
              ‫بتلع‬   ‫قع‬
‫الرقطاء امن الزعماء السيالسيين بمص عر، وصعحيح أنهعم جنبعوا‬
  ‫ع‬        ‫ع‬       ‫ع‬    ‫ع‬
‫المجتمع ويلت المصادامات والحعروب الهليعة، لكعن بمعوازين‬
‫الرقام والحسابات السيالسية فإنهم قداموا تضحيات جليلة ، ول عم‬
  ‫ع‬
‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 29‬

‫تزل حركتهم دائما تخرج امن امحنة حتى ت عدخل ف عي أخ عرى،‬
   ‫ع‬     ‫ع‬      ‫ع‬
                        ‫وحلمهم فاق امداه ، كما قال الشاعر:‬
          ‫لكن أوقاتي إلى الحلم أقرب‬                 ‫وللحلم أوقات وللجهل مثلها‬
‫واممعا يلحعظ علعى امنهعج بعضعهم فعي التنظيروالتنزيعل‬
  ‫ع‬                     ‫ع‬       ‫ع‬      ‫ع‬        ‫ع‬         ‫ع‬    ‫ع‬
‫المبالغة في التسعاامح والتسعاهل امعع المخعالفين فعي الصعول‬
     ‫ع‬         ‫ع‬        ‫ع‬         ‫ع‬      ‫ع‬              ‫ع‬
‫،كمبتدعة الصوفية ، وغيرهم اممن تس عتروا باللس علم ولبس عوا‬
   ‫ع‬            ‫ع‬            ‫ع‬
‫امسو ح الدعوة لنشر ضللهم بين العوام. كما يظهر امن اموقفه‬
‫ام عن التعاام عل ام عع الطريق عة الختمي عة، والطريق عة الحمدي عة،‬
   ‫ع‬              ‫ع‬             ‫ع‬         ‫ع‬             ‫ع ع‬      ‫ع‬
‫وامشاركتهم في الموالسم والموالد التي كانوا ينظمونها، وعدم‬
     ‫النكار عليهم، وقد نحا الهضيبي رحمه ال امنحاه في ذلك .‬
‫وذلك بغرض تأليف القلوب ، وهو نفس التج عاه والمنح عى‬
  ‫ع‬              ‫ع‬
‫الذي لسارت عليه اليوم كثير امن الحركات اللسلامية التي عم‬
  ‫لع‬
‫تجرؤ على إعل ن امفاصلتها لهل البدع والبراءة امنهم ، بهععد،ف‬
‫جمع الشمل ، وك عأ ن ش عمل الام عة لس عيلتئم ب عدخول المتردي عة‬
  ‫ع‬                  ‫ع‬         ‫ع ع‬            ‫ع‬       ‫ع‬
‫والنطيحة واماشاكل ذلك امن غثائية الفرق في صف المواجهة،‬
‫وال تعالى يقول : ‪‬ل عو خرج عوا فيك عم ام عا زادوك عم إل خب عال‬
   ‫ع‬            ‫ع‬         ‫ع ع‬          ‫ع‬          ‫ع‬
       ‫ولوضعوا خللكم يبغونكم الفتنة وفيكم لسما عو ن لهم ‪. ‬‬
         ‫1‬

‫وقد لسارت على ذلك بعض الحركات اللسلامية عن عدنا ف عي‬
  ‫ع‬        ‫ع‬
‫المغرب بعإزا الموقعف امعن الطعرق الصعوفية ، نظعرا لطغيعا ن‬
   ‫ع‬           ‫ع‬           ‫ع‬         ‫ع‬      ‫ع‬       ‫ع‬        ‫ع‬
‫اامتدادها ب عالمغرب، ولنه عا إرث ق عديم يص ععب التخل عص امن عه،‬
   ‫ع‬         ‫ع‬          ‫ع‬          ‫ع‬        ‫ع‬               ‫ع‬
‫وقديما قيل : » المشرق أرض العلماء ، والمغرب أرض الولياء‬
                    ‫» ، ولست أدري كيف تكو ن الولية بغير علم .‬
‫كما لسارت في نفس النهج الحركة اللسلامية في السعودا ن‬
       ‫ع‬
‫بدخولها في أحل،ف امع فرق الضلل امن الصوفية وغيرهم امن‬
                                                         ‫- سورة التوبة : الآية‬              ‫1‬
‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 39‬

‫عة‬‫عتمرت عي امغازلع‬
             ‫فع‬     ‫عات ، والسع‬‫عام الجبهع‬‫عواء علىنظع‬  ‫عل الهع‬
                                                            ‫أهع‬
‫المبطلين ، وعدم التعرض لباطلهم بشيء ، بدعوى الحر ص على‬
‫عدة‬‫عل أ ن وحع‬  ‫وحدة الصف ، وامواجهة العداء الخارجيين.والصع‬
‫عدي ،‬ ‫المواجهة والمصير لينبغي أ ن تنسينا صلبة الموقف العقع‬
‫فلئن تجوزن عا فيم عا يفرض عه الواق عع ام عن التح عالف الجه عادي‬
    ‫ع‬           ‫ع‬     ‫ع ع‬           ‫ع‬       ‫ع‬      ‫ع‬
‫والسيالسي امع المنحرفين ، فل يجوز أ ن نتساهل في بيا ن الحق،‬
‫وكشعف زيعف امناهعج المخعالفين حعتى يتعبين لهعم الرشعد،‬
  ‫ع‬        ‫ع‬      ‫ع‬     ‫ع‬         ‫ع‬       ‫ع‬        ‫ع‬     ‫ع‬
                                    ‫ويرجعوا إلى جادة الصواب .‬
                 ‫مالك بن نبي والفقه السنني 5091- 3791م‬
‫يعد امالك بن نبي امن امشاهير المؤلفين فعي فكعر النهضعة‬
 ‫ع‬          ‫ع‬      ‫ع‬
‫وامن علية المفكرين الذين تنعاولوا جعوانب امعن الترشعيد فعي‬
 ‫ع‬       ‫ع‬         ‫ع‬        ‫ع‬        ‫ع‬
‫امجال الفقه السنني في التغيير، واما يحكمه امن لسلوك أخلقععي‬
‫واجتم عاعي ل عدى المس علمين، وفق عه الت عدين، لم عا يع عاني امن عه‬
 ‫ع‬         ‫ع ع‬            ‫ع‬     ‫ع‬            ‫ع‬       ‫ع‬      ‫ع‬
                 ‫المسلمو ن امن جهل وفشل ذريع في هذا الميدا ن .‬
‫وقد صنف ف عي ه عذا الش عأ ن كت عاب »الظ عاهرة القرآني عة«‬
    ‫ع‬               ‫ع‬         ‫ع‬        ‫ع‬       ‫ع ع‬
‫و»شروط النهضة« الذي تناول فيه امفهوم القابلية لللسعتعمار‬
       ‫ع‬
‫و » وجهة العالم اللسلامي «، ثم »امشكلة الفك عار فعي الععالم‬
    ‫ع‬      ‫ع ع‬
‫عذكرات عاهد‬
     ‫شع‬           ‫عوا ن »امع‬‫عب عذكراته، بعنع‬
                                           ‫علامي«. وكتع امع‬   ‫اللسع‬
‫عم‬
 ‫القر ن« . وكا ن له فيها رؤى لسديدة في تشخيص أدواء الجسع‬
                                           ‫اللسلامي، ولسبل علجها .‬
‫وهذا امن أهم الجوانب التي ج عدد فيه عا امفك عروا الحرك عة‬
 ‫ع‬              ‫ع‬       ‫ع‬       ‫ع‬
‫اللسلامية اليوم امجال ظل امغمورا ف عي الفك عر اللس علامي، ول عم‬
 ‫ع‬           ‫ع‬        ‫ع‬       ‫ع‬
‫يعر،ف بعد ابن تيمية والذهبي وابن القيم وابن خلدو ن امن عني‬
                                         ‫به أوحام طائر فكره عليه .‬
‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 49‬

‫وقد كا ن لكتاباتهم في ذلك أثر ب عالغ ف عي ترش عيد العق عل‬
 ‫ع‬        ‫ع‬       ‫ع‬     ‫ع‬
‫عروط‬  ‫عاري، وشع‬‫المسلم في امجال التفكير العلمي، والبناء الحضع‬
‫اللستخل،ف في الرض ، امما غير ألساليب العم عل والدارة داخ عل‬
 ‫ع‬               ‫ع‬
‫كثير امن فصائل الحركة اللسلامية، في العالم اللسلامي وبلد‬
                                               ‫الغرب خاصة .‬

                                          ‫***‬
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2
Tajdid alfikr2

Mais conteúdo relacionado

Mais procurados

النورسي ..مربيا
النورسي ..مربياالنورسي ..مربيا
النورسي ..مربيا
Hamid Benkhibech
 
الوحدة الثالثة
الوحدة الثالثةالوحدة الثالثة
الوحدة الثالثة
Saif Eddin
 

Mais procurados (6)

النورسي ..مربيا
النورسي ..مربياالنورسي ..مربيا
النورسي ..مربيا
 
أثر التفكير في البناء الثقافي- www.newt3ch.net
أثر التفكير في البناء الثقافي- www.newt3ch.netأثر التفكير في البناء الثقافي- www.newt3ch.net
أثر التفكير في البناء الثقافي- www.newt3ch.net
 
Raw ;كتاب
Raw ;كتاب Raw ;كتاب
Raw ;كتاب
 
أهل الدين و أتباع التدين
أهل الدين و أتباع التدينأهل الدين و أتباع التدين
أهل الدين و أتباع التدين
 
الوحدة الثالثة
الوحدة الثالثةالوحدة الثالثة
الوحدة الثالثة
 
-بكر أبوبكر في ندوة أريحا 2014 وعاء الوسطية والتيارات الماضوية
  -بكر أبوبكر في ندوة أريحا  2014 وعاء الوسطية والتيارات الماضوية   -بكر أبوبكر في ندوة أريحا  2014 وعاء الوسطية والتيارات الماضوية
-بكر أبوبكر في ندوة أريحا 2014 وعاء الوسطية والتيارات الماضوية
 

Semelhante a Tajdid alfikr2

دور مناهج العلوم الإسلامية في مواجهة تحديات الحضارة الإسلامية
دور مناهج العلوم الإسلامية في مواجهة تحديات الحضارة الإسلاميةدور مناهج العلوم الإسلامية في مواجهة تحديات الحضارة الإسلامية
دور مناهج العلوم الإسلامية في مواجهة تحديات الحضارة الإسلامية
KEITA Djakaridja
 
بحث خالد الحسن قدري أبوبكر حائط الكوادر 2014
بحث خالد الحسن قدري أبوبكر حائط الكوادر 2014بحث خالد الحسن قدري أبوبكر حائط الكوادر 2014
بحث خالد الحسن قدري أبوبكر حائط الكوادر 2014
Baker AbuBaker
 
الفكر الإسلامي الحديث والمعاصر
الفكر الإسلامي الحديث والمعاصرالفكر الإسلامي الحديث والمعاصر
الفكر الإسلامي الحديث والمعاصر
Mohammad Kettani
 

Semelhante a Tajdid alfikr2 (20)

Ershad17
Ershad17Ershad17
Ershad17
 
التاريخ للصف الرابع الادبي
التاريخ للصف الرابع الادبيالتاريخ للصف الرابع الادبي
التاريخ للصف الرابع الادبي
 
Ershad(17)
Ershad(17)Ershad(17)
Ershad(17)
 
مدخل إلى المنطق
مدخل إلى المنطقمدخل إلى المنطق
مدخل إلى المنطق
 
دور مناهج العلوم الإسلامية في مواجهة تحديات الحضارة الإسلامية
دور مناهج العلوم الإسلامية في مواجهة تحديات الحضارة الإسلاميةدور مناهج العلوم الإسلامية في مواجهة تحديات الحضارة الإسلامية
دور مناهج العلوم الإسلامية في مواجهة تحديات الحضارة الإسلامية
 
بحث خالد الحسن قدري أبوبكر حائط الكوادر 2014
بحث خالد الحسن قدري أبوبكر حائط الكوادر 2014بحث خالد الحسن قدري أبوبكر حائط الكوادر 2014
بحث خالد الحسن قدري أبوبكر حائط الكوادر 2014
 
الفكر الإسلامي الحديث والمعاصر
الفكر الإسلامي الحديث والمعاصرالفكر الإسلامي الحديث والمعاصر
الفكر الإسلامي الحديث والمعاصر
 
10
1010
10
 
أثر التفكير في البناء الثقافي
أثر التفكير في البناء الثقافيأثر التفكير في البناء الثقافي
أثر التفكير في البناء الثقافي
 
مفهوم الدولة المدنية Benamor.begacem
مفهوم الدولة المدنية Benamor.begacemمفهوم الدولة المدنية Benamor.begacem
مفهوم الدولة المدنية Benamor.begacem
 
التفكير التكفيري
التفكير التكفيريالتفكير التكفيري
التفكير التكفيري
 
المذاهب الأدبية في أوروبا
المذاهب الأدبية في أوروباالمذاهب الأدبية في أوروبا
المذاهب الأدبية في أوروبا
 
خالد الحسن1-2017-فتح-ملف-حركي-نعبر-الجسر
خالد الحسن1-2017-فتح-ملف-حركي-نعبر-الجسرخالد الحسن1-2017-فتح-ملف-حركي-نعبر-الجسر
خالد الحسن1-2017-فتح-ملف-حركي-نعبر-الجسر
 
الشاه ولي الله الدهلوي.docx
الشاه ولي الله الدهلوي.docxالشاه ولي الله الدهلوي.docx
الشاه ولي الله الدهلوي.docx
 
ابن باز
ابن بازابن باز
ابن باز
 
مدخل إلى علم أصول الفقه
 مدخل إلى علم أصول الفقه مدخل إلى علم أصول الفقه
مدخل إلى علم أصول الفقه
 
مدخل إلى علم الفقه
مدخل إلى علم الفقهمدخل إلى علم الفقه
مدخل إلى علم الفقه
 
Benamor.belgacemنحو الدولة المدنية
 Benamor.belgacemنحو الدولة المدنية Benamor.belgacemنحو الدولة المدنية
Benamor.belgacemنحو الدولة المدنية
 
التراث السياسي و الاجتماعي لدارالعلوم في "دئوبند" و النهضة الدئوبندية في شبه...
التراث السياسي و الاجتماعي لدارالعلوم  في "دئوبند" و النهضة الدئوبندية في شبه...التراث السياسي و الاجتماعي لدارالعلوم  في "دئوبند" و النهضة الدئوبندية في شبه...
التراث السياسي و الاجتماعي لدارالعلوم في "دئوبند" و النهضة الدئوبندية في شبه...
 
مدخل إلى الفلسفة
مدخل إلى الفلسفةمدخل إلى الفلسفة
مدخل إلى الفلسفة
 

Mais de ousalabrahim

وضعية+الح..
وضعية+الح..وضعية+الح..
وضعية+الح..
ousalabrahim
 
Université ibn tofai1
Université ibn tofai1Université ibn tofai1
Université ibn tofai1
ousalabrahim
 
Université ibn tofail
Université ibn tofailUniversité ibn tofail
Université ibn tofail
ousalabrahim
 
لائــــــ..
لائــــــ..لائــــــ..
لائــــــ..
ousalabrahim
 
لائــــــ..
لائــــــ..لائــــــ..
لائــــــ..
ousalabrahim
 
لله ثم للتـــــــــــــــاريخ
لله ثم للتـــــــــــــــاريخلله ثم للتـــــــــــــــاريخ
لله ثم للتـــــــــــــــاريخ
ousalabrahim
 
متن+ابن+ر..
متن+ابن+ر..متن+ابن+ر..
متن+ابن+ر..
ousalabrahim
 

Mais de ousalabrahim (11)

Coursinfo s4
Coursinfo s4Coursinfo s4
Coursinfo s4
 
وضعية+الح..
وضعية+الح..وضعية+الح..
وضعية+الح..
 
Université ibn tofai1
Université ibn tofai1Université ibn tofai1
Université ibn tofai1
 
Université ibn tofail
Université ibn tofailUniversité ibn tofail
Université ibn tofail
 
Hotmail
HotmailHotmail
Hotmail
 
لائــــــ..
لائــــــ..لائــــــ..
لائــــــ..
 
لائــــــ..
لائــــــ..لائــــــ..
لائــــــ..
 
العرض
العرضالعرض
العرض
 
العرض
العرضالعرض
العرض
 
لله ثم للتـــــــــــــــاريخ
لله ثم للتـــــــــــــــاريخلله ثم للتـــــــــــــــاريخ
لله ثم للتـــــــــــــــاريخ
 
متن+ابن+ر..
متن+ابن+ر..متن+ابن+ر..
متن+ابن+ر..
 

Tajdid alfikr2

  • 1. ‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 66‬ ‫حركات التجيدييد و ميدارس اللصل ح ف العصر اليديث‬ ‫النهضة الفكرية في العصر الحديث هي تيار عام عبر عن‬ ‫يعع عع‬ ‫آامال الامة وطموحها ل ن تستعيد وجودها الفكري والحضععاري‬ ‫في ظلل اللسلم، بعد قرو ن امن والتدهور السيالس عي والفك عري‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫والحضاري،.‬ ‫وتجل عت فعي حرك عات التجدي عد والبع عث اللس علامي العتي‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫عر بقص عد‬ ‫ع‬ ‫تظافرت فيها جهود المفكرين لللسلم في ه عذا العصع‬ ‫ع‬ ‫تجديد اما اندرس امن امعالم الدين، وإعادة ترتيب العقل المسلم،‬ ‫وتنظييم أولوياته في التعاامل امع التراث، واللس عتفادة امن عه ف عي‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫بناء الحضارة وح عل امش عكلت العص عر، واللس عتجابة لمتطلب عات‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫الواقع .‬ ‫وقد حصل ذلك بعد قرو ن امن الجمود الفك عري، والرك عود‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫العلمي اقتصر فيها العلماء والمفك عرو ن عل عى اج عترار امالس عبق،‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫تهذيبا وشرحا واختصعارا، وتعوقفت حركعة البعداع والنتعاج‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫العلمي في الامة، إلى أ ن داه عم الغ عزو الص عليبي الح عديث بلد‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫المسلمين، يحمل امعه أفكار المبشرين، وعلواما ونظريات حديثة‬ ‫للمدنية الغربية تغير على الفكر والحضارة والتاريخ .‬ ‫وقد جلبت هذه المدنية على العالم اللسلامي بخيلها ورجلها،‬ ‫فأثارت فتنا، وبلبلت عقول، بما جلبته امن شرور، وعوائد لسيئة،‬ ‫وأفكار بائدة بائسة، نبتت في غي عر امزارعن عا وامن عابت أفكارن عا،‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫فأحوجت المسلمين إلى تحصين حمى الفكر اللسلامي امن عار‬ ‫آثع‬ ‫الفكر الوافد، وتجديد ولسعائل التعاامعل امعع العتراث، وتطعوير‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫امناهج الفكعر والنظعر والعلعوم، لتعواكب امسعتجدات العصعر،‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫عة‬‫عة والفكريع‬ ‫وترقى إلى امدارك التفاعل امع واقع الحياة العلميع‬ ‫في العصر الحديث .‬
  • 2. ‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 76‬ ‫ولئن تأثرت حرك عة الفك عر اللس علامي الح عديث بالص عدامة‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫الحضارية الغربية، التي كعانت نخسعات نبهعت المسعلمين امعن‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫غفلتهم، فإ ن نهضة اللس علم لعم تقعم فعي فعترة امعن الفعترات‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع ع ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫التاريخية نتيجة ردود الفعال ضد الهجمة الص عليبية عل عى بلد‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫المسلمين، كما حاول المستشرقو ن ترلس عيخ ذلعك فعي عقعول‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫المسلمين .‬ ‫وذلك لتكريس فكرة راجت في امطلع عصر النهضة أنه امععا‬ ‫امن نهضة أو رقي نحو الفضائل والمعالي ف عي البلد اللس علامية‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫إل كا ن لسببها الغرب بحضارته وعلم عه، ذل عك الم عارد الجب عار‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫الذي ولع الناس به، وانبهروا بحضارته، وهللوا لنجازاته، حتى‬ ‫صار البعض يسبح بحمده ويقدس له، ويلوذ ب عه، ويرتم عي ف عي‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫أحضانه، كلما نزلت به نازلة، أو حلت به امعضلة.‬ ‫حاجتنا ال تيدييد الفكر اللسلمي‬ ‫إ ن تجديد امآثر الامم وامفاخرها الحضارية والعلمية لسععبيل‬ ‫نهضتها وبعث الحيوية وجودها، وتجدي عد ال عداماء ف عي ش عرايين‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫حياتها، وهو في فكرنا وتراثنا اللسلامي أوكد وأهم، لما عانها‬ ‫المسلمو ن في القرو ن المتأخرة امن بع عد ع عن امن عابع الجته عاد،‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫ولسلوك لسبيل الرقي بهذه الامة امن آثار المحن والعثرات الععتي‬ ‫نالت امن امكانها بين الامم، ونحن اليوم نعيش لزاما ن غير زاما ن‬ ‫ألسلفنا، وحالنا كما ليخفى غاية في الضعف والنحلل، وقععد‬ ‫انحطت كثيرا عما كانوا عليه، فأوتينا ام عن الض ععف والعج عز‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫والهوا ن امقدار اما أوتي ألسلفنا امن القوة والجد والنش عاط، وإ ن‬ ‫ع‬ ‫عدد، فل‬ ‫عة والتجع‬ ‫امن طبيعة هذا الدين وفكره وحضارته المرونع‬ ‫تحتمل والجمود والنوم على امآثر السالفين، كما قال الشاعر :‬ ‫يغنيك محموده في النسـب‬ ‫كن ابن من شئت واكتسب أدبا‬
  • 3. ‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 86‬ ‫ليس الفتى من يقول كان أبي‬ ‫إن الفـتى من يقول ها أنـا ذا‬ ‫ولذلك ليستقيم أ ن يعيش الناس على التمج عد والمف عاخرة‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫بمآثر اللسل،ف، امع هذه الحال امن التخلف عن بلوغ امداركهم،‬ ‫عا‬‫والعجز عن امواجهة تحديات العصر فإنه بقدر عايكو ن وعينع‬ ‫امع‬ ‫بمتطلبات عصرنا وأولويعات زاماننعا حاضعرا، بقعدر امعا يكعو ن‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫انتفاعنا بمآثر ألسلفنا حاصل، وامن عزل ف عي امح عاله المطلوب عة‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫النافعة في حل المشكلت الحضارية للامة، وإل ك عا ن التجدي عد‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫عود‬ ‫عترار لجهع‬ ‫عآثر والجع‬ ‫عي بالمع‬ ‫عربا عن عدعاوى والتغنع‬ ‫امع الع‬ ‫ضع‬ ‫المتقدامين بدو ن وعي ولوجهة .‬ ‫ويتساءل كثير امن ال عتراثيين ه عل الفك عر اللس علامي فعل‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫يحتاج الى تجديد ؟ أل يكفي أ ن نعود إلى قراءة أصول اللس علم‬ ‫ع‬ ‫وتراث السلف لحل امشكلت الام عة، دونم عا حاج عة ال عى تجدي عد‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫عوع‬ ‫النظر في ثمراث ذلك التراث والفكر البشري، فيكو ن الرجع‬ ‫إلى الصول والمنابع هو التجديد الحقيقي ؟ .‬ ‫وهي كلمة حق تنعزل في غير امنازلها، فإ ن امنابع المعرف عة‬ ‫ع‬ ‫اللسلامية الصافية، وامكاامن الرقي العلمي والفكري ف عي تراثن عا‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫قد عراهعا ععبر عصعور التاريعخ اللسعلامي القعديم والحعديث‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫اماحجبها عن الناظرين، وأضعف حض عورها ف عي امي عادين الفع عل‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫الحضاري في حل امشكلت العصر، كما نبه إل عى ذل عك الام عام‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫اللولسي رحمه ال حيث قال : » إ ن رياض هذه العصار عراهععا‬ ‫إعصار، وحياض تيك الامصار اعتراها اعتصار، حتى صار العلم‬ ‫عة‬‫بالعيوق، والعلماء أعز امن بيض النوق، والفضل امعلق بأجنحع‬ ‫:‬ ‫النسور، واميت حي الدب ليرجى له نشور‬ ‫أنيـس ولم يسمر بمكة سامر» )1(.‬ ‫كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا‬ ‫- روح المعاني للآلوسي : 1 / 3‬ ‫1‬
  • 4. ‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 96‬ ‫وكا ن ذلك للسعباب ععدة ،أحعوجت النعاظرين إلعى بععث‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫المعرفة اللسلامية امن جديد، وتخليتها امما شابها وعلق بها عبر‬ ‫العصور، وامن بين هذه اللسباب :‬ ‫1 - مناداة القالصري بإغلق باب الجتهاد‬ ‫وقد حصل ذلك إثر اماتسرب ام عن ض ععف حض عاري للام عة،‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫وشعور بالعجز والقصور عن بلوغ امدارك المتق عدامين، فس عارع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫بعض الورعين إل عى المن عادة بعإغلق بعاب الجته عاد امخافعة أ ن‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫يتسوره امعن ليعس أهل لعه. فسعلموا بعذلك، ورضعوا بتقليعد‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫الماضين، ونااموا عن النظ عر والب عداع ، ول عم يب عق ام عن رلس عوم‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫الجتهاد إل نصرة امذاهب وآراء المتقدامين .‬ ‫وظلت الحال على ذل عك إل عى حي عن عص عر النهض عة حي عث‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫تجددت الدعوة إلى فتح باب الجتهاد امع جمال الدين القالسععمي،‬ ‫والشيخ امحمد رشيد رض عا ، وجماع عة أنص عار الس عنة كالش عيخ‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫امحمد حاامد الفقى، و أحمد شاكر، وقد غعر المسعلمين زامنعا‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ه عذا التس عليم بتقاص عر الهم عم فقع عدوا ع عن الب عداع الجته عاد‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫بقولهم :‬ ‫فضل علم سوى تمسكه بالرثر.‬ ‫لم يدع من مضى للذين غبر‬ ‫امما أغرى المفس عدين الطائش عين بإقص عاء الفك عر اللس علامي‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫وتراثه عن اميدا ن التأثير الفكري والسيالسي والحضاري، وعزل‬ ‫القرائح اللسلامية في الزهر وغيره امن المعاق عل العلمي عة ع عن‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫التجديد وبذل الولسع في إيجاد الحل عول للمش عكلت الحض عارية‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫في امطلع عصر النهضة.‬ ‫وأامام تولي فقهاء الزهر ع عن امس عؤولية تجدي عد وتط عوير‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫الفقه اللسلامي وإصل ح نظم التعليم بالزهر، انتهزهععا امحمععد‬
  • 5. ‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 07‬ ‫علي باشا فرصة لدعاء تخلف الشريعة اللسلامية ع عن امواكب عة‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫العصر الحديث، والقدرة على تسيير الحياة العاامة، فعم عل عل عى‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫الستبدال »امجلة الحكام العدلية» التي كانت الدلستور اللسلامي‬ ‫للدولة العثمانية على امذهب الحنفي عة بق عانو ن ن عابليو ن. وق عام‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫غربا ن العلمانيين ينعق عو ن بم عا ليس عمعو ن ويزعم عو ن قص عور‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫عادية، ودع عوا عى‬ ‫ع إلع‬ ‫اللسلم في امجالت الحياة السيالسية والقتصع‬ ‫ضرورة فصل الدين عن الدولة في هذه الشؤو ن، وقصر الععدين‬ ‫على شعائر التعبد الشخصي .‬ ‫2 - جود التراثيين على القيديم :‬ ‫فقد ابتل عي الفك عر اللس علامي بخل عق ام عن الجاام عدين امم عن‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫يعيشو ن على تمجيد القديم ويتغنو ن بذلك بعيدا ع عن امقاص عد‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫الامة وامتطلبات العصر، وذل عك لعج عز الق عوم ع عن اللس عتيعاب‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫والبداع، وغالبا اماتجد امعرفة هذه الامعة امعن النعاس بعالثراث‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫ضعيفة، وإنما تعيش على المد ح والتغن عى دو ن خ عبرة وامعرف عة‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫بالعماق. فأكثر هؤلء كانوا امن أصحاب العمائم الذين شغلوا‬ ‫عافي‬ ‫عن الصع‬ ‫الامة بقشور المتو ن والحواشي، وزهدوها في المعيع‬ ‫امن فقه الكتاب والسنة، المبثوث في الامهات والصول ، فجمدوا‬ ‫على شرو ح امختصر خليل وحدود اب عن عرف عة، وأام عاتوا بلغ عة‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫العرب بكتاب المقاصد للسعد التفتازاني.‬ ‫وظل هؤلء المشايخ الجاامدو ن هم المتحكمو ن في المعاقععل‬ ‫العلمية في البلد اللسلامية ، حيث كانوا واجهة العلم في الامة‬ ‫في الزهر والقروييعن ، كمعا وصعف تلعك الحعال الحجعوي‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫الثعالبي حيث قال : »وليست الفت عوى بط عول الردا ن، وإرخ عاء‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫الذوائب كذنب التا ن والهذر باللسا ن إذا خل الميدا ن :‬ ‫لقال الناس يالك من حمار‬ ‫فلو لبس الحمار رثوب خز‬
  • 6. ‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 17‬ ‫فهذا الضرب الذين يستفتو ن بالشكل ل بالفضل، ويععأكلو ن‬ ‫بالعمائم والكمام لبالعلوم والحكام، تضج الحق عوق ال عى ال ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫امنهم ضجيجا، وتعج الحكام امنهم عجيجا»)1( .‬ ‫وبسبب ذلك وجد المغرضو ن والع عداء ثغ عرات امفتحوح عة‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫عل عى اللس علم والفك عر اللس علامي لعزل عه ع عن امي عدا ن الفع عل‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫والتأثير.وكانو اممن آثاروا حفيظعة دععاة التنعوير والحداثعة‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫لمهاجمة الزهر كمحمد عبده وغيره حيث قال :‬ ‫أم انتظمت عليـه المآتــم‬ ‫ولست أبالي أن يقال محمد أبل‬ ‫أحاذر أن تقضي عليه العمائم‬ ‫ولكنــه ديـن أردت صلحـه‬ ‫وظل هؤلء في امواقع التغني بالامج عاد، والقن عوع بالتقلي عد،‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫والمفاخرة بالاموات دو ن بذل أي جهد يذكر في تق عديم ش عيء‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫نافع للمسلمين في هذا العصر، وامن طالع كتب الفتاوى لعلماء‬ ‫المالكية بالزهر اممن رضوا بالتقليد »كفت عح العل عي المال عك‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫في الفتوى على امذهب امالك» للشيخ عليش رأى نفس عا ق عديما‬ ‫ع ع‬ ‫بعيدا عما يمور في حياة المسلمين اليوم.‬ ‫3 - الغارة على الفكر اللصيل واللغة والدب‬ ‫قاامت في امصر والشام حركة ردة ضد القديم الصيل عن‬ ‫امع‬ ‫الفكر والدب واللغة في امطلع عصر النهضة، كعانت امعن آثعار‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫لسقوط الخلفة العثمانية ، وقصد الكم عاليين المتفرنجي عن ال عى‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫عم‬‫عل التعليع‬‫طمس امعالم اللسلم، وهدم امعاقله، بالدعوة الى فصع‬ ‫الديني عن التعليم المدني، في الزهر بمصر وام عدارس التعلي عم‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫الديني في تركيا، وإلزام الناس برلسوم حضارة الغرب .‬ ‫عر" وتبع عه‬ ‫ع‬ ‫وكانت تلك دعوة امشؤوامة دعا إليه عا "كروامع‬ ‫ع‬ ‫خلق امن أذناب المستغربين كمص عطفى كمعال، وطعه حسعين،‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫- الفكر الساامي في تاريخ الفقه اللسلامي: 2/‬ ‫1‬
  • 7. ‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 27‬ ‫ولسلامة امولسى، ولسعد زغلول، ال عذي ك عا ن رئي عس الحكوام عة ،‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫وامصطفى فهي باشا، وغيرهم.‬ ‫فقد قرر كروامر »أ ن اللسلم عدو للحضارة الروبية، وأ ن‬ ‫المسلم غير المتخلق بأخلق الوربيين ليقوى على حكم امصر‬ ‫في هذه اليام ، لذلك لسيكو ن المس عتقبل ال عوزاري للمص عريين‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫المتربين تربية أوربية » )1(.‬ ‫عد عاثرو ن‬ ‫عره عن عاة الجديع يكع‬ ‫عين وغيع امع دعع‬ ‫عام عه حسع‬ ‫وقع طع‬ ‫المحافظين بماعرفوا امن آداب الغرب وفنونه، ويسععخرو ن امععن‬ ‫جهلهم بها، ويرامونهم بالجمود وعرقلة حركة التاريخ والفكر‬ ‫المعاصر . في حين يراهم المحعافظو ن نسعخا اممسعوخة تنفعد‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫خطة ألسيادها وهم بين خبيث امأجور، أوامغف عل يحك عي ام عايملى‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫عليه.‬ ‫وإ ن كا ن امن نظرة إنصا،ف إلى ظاهرة ارتداد المسععتغربين،‬ ‫وانبهارهم بعلو المدنية الغربية، فإنما يرجعع ذلعك إل عى » أ ن‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫المغلوب امولع أبدا بالقتداء بالغالب في شععاره وزيعه ونحلتعه‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ولسائر أحواله وعوائده، والسبب في ذلك أ ن النفس أبدا تعتق عد‬ ‫ع‬ ‫الكمال في امن غلبها وانقادت إليه إاما لنظره بالكمال بم عا وف عر‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫عندها امن تعظيمه أو لما تغالط به امن أ ن انقيادها ليعس لغلعب‬ ‫ع‬ ‫طبيعي إنما هو لكمال الغالب فإذا غ عالطت ب عذلك واتص عل له عا‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫اعتقادا فانتحلت جميع امذاهب الغالب وتش عبهت ب عه .. ول عذلك‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ترى المغلوب يتشبه أبدا بالغالب في املبسه وامركبه ولسععلحه‬ ‫في اتخاذها وأشكالها بل وفي لسائر أحواله »)2( .‬ ‫- 922/3 ‪ . ,Modern Egypt: Kromer‬نقلا عن الاتجاهات الوطنية : 272/2 .‬ ‫1‬ ‫- انظر مقدمة ابن خلدون : 741 .‬ ‫2‬
  • 8. ‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 37‬ ‫واما تخلف المس علمو ن إل لنه عم فرط عوا ف عي لس عنن الرق عي‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫والتقدم، وارتفع غيرهم بس عنن ل ع وق عوانين ف عي ه عذا الك عو ن‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫لترحم أحدا، إ ن تمسك بها الكافر وصل، وإ ن أخذ بها المسععلم‬ ‫وصل ،فتخل عف المس علمو ن ع عن رك عوب ص عهوة تل عك الس عنن‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫واامتلك ناصية العلم بها كما كا ن ألسلفهم امن قبل، واشتغلوا‬ ‫زامنا بأفكار وثقافات بالية امن علم الكلم والتص عو،ف والجم عود‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫المذهبي، وتمسك بها الغربيو ن، فكا ن الفضل والسبق للمتقدم .‬ ‫واما تفوق الحضارة المادية الغربية في هذا العصر، إل درلسا‬ ‫ضربه ال لنا امثل وعبرة، لمن يعت عبر بس عنة الت عولي والعج عز‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫والهوا ن المفضية إلى اللستبدال. فاليام والحض عارات دول بي عن‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫الناس، يتولها القوي حين يعجز عن قيادتها الضعيف .‬ ‫وليس المراد هنعا أ ن يسعتبدل الع امؤامنعا بكعافر السعتبدال‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫عافرين‬ ‫اصطفاء، فذلك امحال لقوله تعالى :‪‬ولن يجعل ع للكع‬ ‫الع‬ ‫على المؤامنين لسبيل ‪ ،(1) ‬ولكن المراد الستبدال الدور الحضاري‬ ‫للامم بعلو أهل الباطعل، إاملء والسعتدراجا، حيعن يضععف أهعل‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫الحق ويتولو ن عن امقام القيادة والريادة، كما ق عال تع عالى: ‪‬إ ن‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫يمسسكم قر ح فقد امس القوم قر ح امثله، وتلك الي عام ن عداولها‬ ‫ع ع‬ ‫بين الناس‪.(2) ‬‬ ‫أاما الستبدال الصطفاء فل يكو ن إل للمؤامنين، كما في قوله‬ ‫تعالى:‪‬ها أنتم هؤلء تدعو ن لتنفقوا في لسبيل الع، فمنكعم امعن‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫يبخل، وامن يبخل فإنما يبخل ع عن نفس عه، وال ع الغن عي وأنت عم‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫الفقراء، وإ ن تتولوا يستبدل قواما غيركم ثم ليك عو ن أامث عالكم‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫)3(.‬ ‫- سورة النساء : الآية‬ ‫1‬ ‫- سورة آل عمران : الآية‬ ‫2‬ ‫- سورة القتال : الآية 73 .‬ ‫3‬
  • 9. ‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 47‬ ‫فالتفوق العلمي والمدني للغرب اليوم شبيه عدرس عراب‬ ‫الغع‬ ‫بع‬ ‫يستفيد امنه بنو آدم في كل عصر، كما يقول اللستاذ المفكععر‬ ‫امحمد ابريش : »إ ن الغرب في هذا الزاما ن ش عبيه بغ عراب بعث عه‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ال في هذا الزام عا ن، ليرين عا كي عف ن عواري لس عوءاتنا الفكري عة،‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ونعالج جرا ح هزائمنا الحضارية» )1(.‬ ‫ونحن لننسى أ ن الغرب كا ن لسببا فعي كعثير امم عا أص عاب‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫عة‬‫الامة امن ويلت، بما كسبت أيدينا ، لما وجد فينا امن القابليع‬ ‫عا عوله عالى:‬ ‫تعع‬ ‫لذلك ، لكننا اليوم امع ذلك نتلوا بلسا ن حالنع قع‬ ‫فبعث ال غرابا يبحث في الرض ليري عه كي عف ي عواري لس عوءة‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫أخيه ، قال ياويلتى أعجزت أ ن أكو ن امثل هذا الغراب فععأواري‬ ‫لسوءة أخي، فأصبح امن النادامين امن أجل ذلك‪. (2) ‬‬ ‫تيارات التجديد السلمي في العصر الحديث‬ ‫تظاهرت كلمات الرالسخين امن العلماء والمفكرين اليوم‬ ‫أ ن أحق امن يمثل حركة التجديد في الامة في العصر الح عديث‬ ‫ع‬ ‫تيار الص عحوة اللس علامية المعاص عرة، ال عتي ه عدى ال ع بس عببها‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫الحيارى، وانتظم في لسلكها التائبو ن، وكانت خيرا وبركة على‬ ‫هذه الامة، تحفظ فيها بقية الخير وتنميها، وتمد تيار اللسععلم‬ ‫بالدعاة والعلماء المصلحين، الذين نشأوا وتربوا فعي امحاضعنها‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫وظللها . وهي تمثل اليوم أامل هذه الامة في صعناعة امسعتقبل‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫اللسلم، وجدار المناعة فيها، لئل تداس امكارم العدين، أويعداهم‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫الامة التحلل واللحاد والعلمانية.‬ ‫وعلماؤها يقفو ن اليوم على ثغعر عظيعم امعن ثغعور الفكعر‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫اللسلامي، ينف عو ن عن عه تحري عف الغ عالين وانتح عال المبطلي عن،‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫1 -محاضرة توجيه النظر إلى تجارة الفكر، ألقاها بجامعة ابن‬ ‫طفيل، القنيطرة المغرب، عام 9141هـ 8991م .‬ ‫2 - سورة المائدة :‬
  • 10. ‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 57‬ ‫وتأويل الجاهلين، كما ورد في الحديث، إذ ليخلي ال ع عص عرا‬ ‫ع‬ ‫امن قائم له بالحجة في الرض .‬ ‫وهي امع ذلك عمل بشري لتثبت له العصمة ، لهعا امحالسعن‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫جمة لسارت امسير الشمس في الدنيا، ولها عثرات وآفات هي امن‬ ‫طبيعة العمعال البشعرية، وباعتبارهعا عمل شععبيا عاامعا، فقعد‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫عر،ف‬ ‫عاء التصع‬ ‫انتسب إليها أحيانا امن لم يكن أهل للنتساب، فألسع‬ ‫امن حيث يظن الحسا ن، وعلق بتاريخها اما اضطرت إليه أحيانععا‬ ‫امن امواقف تحت ض عغط الواق عع، أو بس عبب الس عتفزاز الخص عوم‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫والعداء، كما أتيعت فعي أحيعا ن كعثيرة امعن جهعة الععااملين‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫المنتسبين إليها والقائمين عليها.‬ ‫وقد كتب كثير امن القواميين والح عداثيين والمستش عرقين‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫وخبراء المؤلسسات الامنية ع عن ه عذه الصعحوة، ف عي حي عن ن عام‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫الجسم اللسلامي في التعبير عن نفسه، ونقد أخطائه وعععثراته،‬ ‫وتصحيح امساره .‬ ‫فأكثر المؤلفات عن الحركة والصحوة اللسلامية ، اتجهت‬ ‫عديث‬ ‫عرة، أو الحع‬ ‫نحو التأريخ لطوار النهضة اللسلامية المعاصع‬ ‫عن هموامها وامشكلتها، والهتمام بعلج قضايا امعينة، وترش عيد‬ ‫ع‬ ‫العمل فيها.‬ ‫ولشك أ ن ذلك ام عن الهمي عة بمك عا ن ف عي ترش عيد العم عل‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫اللسلامي ، لكن فقه قضايا المنهاج، ودرالسة آثار ه عذه الص عحوة‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫في اميادين التجديد والفعل الحضاري اليوم أهم وأوك عد، لس عد‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫الطريععق علععى العععابثين بتاريخهععا، والمتنكريععن لجهععود‬ ‫أبنائهاوعلمائها، وامن أب عرز ام عدارس هعذه الص عحوة اللس علامية‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫وحركات التجديد اللسلامي حديثا:‬
  • 11. ‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 67‬ ‫1- المدرسة السلفية والشيخ محمدبن عبد الوهاب‬ ‫»ت 6021 هـ 2971م»‬ ‫تمثل المدرلسعة السعلفية المعاصعرة تيعار البععث اللسعلامي‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫عرق‬ ‫عرت عي المشع‬ ‫فع‬ ‫الحديث، إذ كانت أول حركة إصلحية ظهع‬ ‫اللسلامي في القر ن الث عاني عش عر الهج عري، ويعت عبر امؤلسس عها‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫الشيخ امحمد بن عبد الوهاب باعث النهضة اللس علامية الحديث عة،‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫وأول امجدد أحيا امعالم الدين في هذا العصر .‬ ‫أصله امن بن عي تمي عم، ول عد ع عام 5111 هع ع 3071م ف عي‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫العينية بنجد، وطلب العلم صغيرا، فحفظ القرآ ن وأك عب عل عى‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫كتب التفسير والحديث والعقائد، ورحل إل عى ام عدائن الحج عاز‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫والشام، فأخذ عن علمائهعا، كعبعد الع بعن إبراهيعم آل لسعيف‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫عف‬ ‫عد اللطيع‬ ‫عتاني، وعبع‬ ‫عيخ عي عدي الداغسع‬ ‫عدي، والشع علع أفنع‬ ‫النجع‬ ‫الحسائي. ولقي الشيخ امحمد حياة السندي المدني إامام السنة ،‬ ‫فانتفع بدعوته وامنهجه .‬ ‫ثم لزم أباه في الحريملء واشتغل عليه في عل عم التفس عير،‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫وعكف على كتب شيخ اللسلم ابن تيمية وابعن قيعم الجوزيعة،‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫فازداد بذلك علما وتمسكا بالسنة، وحمالسا لنصرة امنهج السلف‬ ‫في الفكر والعقيدة .‬ ‫ألف » كتاب التوحيد، وكشف الشبهات، المسائل الى خالف‬ ‫فيها رلسول ال أهل الجاهلية ، الام عر ب عالمعرو،ف والنه عي ع عن‬ ‫ع ع‬ ‫ع ع‬ ‫المنك عر، رلس عالة أ ن التقلي عد ج عائز لواج عب، أص عول اليم عا ن،‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ونصيحة المسلمين»‬ ‫دعوته اللصلحية‬ ‫شهد الشيخ امحمد بن عبد الوهاب خلل رحلته ام عا يج عري‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫في بلد نجد واما حولها امن الخرافات والعق عائد الفالس عدة، ام عن‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬
  • 12. ‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 77‬ ‫تعلق الناس برلسوم الشرك والتض عرع واللس عتغاثة بغي عر ال ع .‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫كما شاهد فساد الحول السيالسية في جزيرة العرب، وانقساامها‬ ‫إلى إامارات، بين بني خالد في الحساء، وآل امعمر ف عي العيين عة،‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫والشرا،ف في الحجاز، وكانوا ف عي ح عروب دائم عة بينه عم ام عع‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫عة‬‫عاعهم عنة القبائليع‬ ‫لسع‬ ‫عم عا عزل ع، واتبع‬ ‫الع‬ ‫عم الحكع بمع أنع‬ ‫تعطيلهع‬ ‫والجاهلية.‬ ‫فواز ن ذلك بمعبار السنن الواردة في فساد الزاما ن، كحديث‬ ‫ثوبا ن عن النبي ﷺ قال : »..ول تقوم الساعة حتى تلحق قبائل‬ ‫امن أامتي بالمشركين وحتى تعبد قبائل امن أامتي الوثا ن وإن عه‬ ‫ع‬ ‫لسيكو ن في أامتي كذابو ن ثلثو ن كلهم يزع عم أن عه ن عبي وأن عا‬ ‫ع‬ ‫ع ع ع‬ ‫عق‬ ‫خاتم النبيين ل نبي بعدي ول تزال طائفة امن أامتي على الحع‬ ‫قال بن عيسى ظاهرين ل يضرهم امن خالفهم حتى عأتي عر‬ ‫أامع‬ ‫يع‬ ‫ال»)1(‬ ‫وحديث أبي هريرة عن النبي ﷺ قال »ل تقوم الساعة حتى‬ ‫تأخذ أامتي بأخذ القرو ن قبلها شبرا بشبر وذراعا ب عذراع فقي عل‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫يا رلسول ال كفارس والروم فق عال وام عن الن عاس إل أولئك»‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫)2 ( ، فأيقن غربعة اللسلم بين أهل زامانه، ورأى لسكوت ك عثير‬ ‫ع‬ ‫اممن انتسب إلى العلم عن تعلك المفالسد والمنكرات .‬ ‫وعلى إثر ذلك بدأ دعوته بين قعوامه فعي الحعريملء ععام‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫3411هع 0371م. بالدعوة إلى التوحيد ونبذ امعالم الشععرك،‬ ‫ووقع بينه وبين الناس نزاع وجدال، وتبعه خلق امن أهل عده،‬ ‫بلع‬ ‫عرج عى‬ ‫إلع‬ ‫عه فخع‬ ‫وقد هم بعض العبيد المفسدين في الرض بقتلع‬ ‫_ أخرجه أبو داود في السنن، الفتن 2524 وابن اماجة في السنن 2593‬ ‫1‬ ‫_ أخرجه البخاري ، باب لتتبعن لسنن امن قبلكم حديث رقم 8886 .‬ ‫2‬
  • 13. ‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 87‬ ‫العيينة وأعجب أاميرها عثم عا ن ب عن حم عد ب عن امعم عر ب عدعوته‬ ‫ع ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع ع‬ ‫فناصره ثم خذله.‬ ‫ثم قصد الدرعية، بنج عد ع عام 7511 هع ع ، ف عآواه أاميره عا‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫امحمد بن لسعود وأكرامه وآزره ، ث عم ابن عه عب عد العزي عز، ث عم‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫لسعود بن عبد العزيز وقاتلوا امعه في حروبه ام عع امحم عد عل عي‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫باشا، وابنه طولسو ن باشا، فملكو امكة والمدينة والحجاز وجانب عا‬ ‫ع‬ ‫امن اليمن والمزيرب بالشام .وتتلخص امعالم دعوة الشيخ فيمععا‬ ‫يلي:‬ ‫1. الدعوة إلى التوحي عد الص عافي ، للس عيما توحي عد اللوهي عة‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫واللسماء والصفات الذي فرط فيه الناس، وانتحلعوا فيعه نحعل‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫امذاهب الضلل .‬ ‫2. نبذ امعالم الشرك والخرافات وتحطي عم امظ عاهر العبودي عة‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫لغير ال امن قبور وأضرحة ، ونصب وأوثا ن، اممعا يتمسعح بعه‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫الناس ويرجو ن امنه النفع والضر.‬ ‫3. الدعوة إلى اتب عاع امنه عج الس علف والتمس عك بالس عنن ف عي‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫العقائد القوال والفعال، والوقعو،ف عنعد امعا جعاء بعه السعلف‬ ‫ع‬ ‫ع ع ع ع‬ ‫ع‬ ‫والكف عما أامسكوا عنه ، ونبذ نحل الفللسفة والمتكلمين عتي‬ ‫الع‬ ‫لم تزد العقل المسلم إل تقهقرا وخسارا.‬ ‫4. تحرير العقل المسلم امن ربقة اللساطير والش ععوذة، وام عن‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫خراف عات الرواف عض والص عوفية ودجله عم ف عي ش ععائر القب عور‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫والمشاهد، والشطح والدعاوى .‬ ‫5. الدعوة إل عى تحكي عم الش عريعة اللس علامية ونب عذ القعوانين‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫الرضية، التي أض علت العب عاد، وأع عادتهم إل عى الحتك عام بس عنن‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫الجاهلية .‬
  • 14. ‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 97‬ ‫وقد عر،ف أتبعاع الشعيخ امحم عد بعن عبعد الوهعاب »بأهعل‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫التوحيد» ، أو »إخعوا ن امعن أطعاع الع» ولسعماهم خصعوامهم‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫عن.‬‫عز والروبييع‬ ‫»الوهابيين» وشاعت هذه التسمية عند النجليع‬ ‫وجعلها بعضهم امذهبا جديدا في اللسلم )1(.‬ ‫آثار اليدعوة السلفية ف العصر اليديث‬ ‫عة عي‬ ‫كانت الدعوة السلفية للشيخ انطلقا للنهضة الحديثع فع‬ ‫العالم اللسلامي، وتأثر بها رجال الصل ح علماء في آفاق العالم‬ ‫اللسلامي امشرقا وامغربا، رغم اما بعذلته المخعابرات البرطانيعة‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫وعملؤها، ام عن العلم عانيين ودع عاة الحداث عة، وزعم عاء الط عرق‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫الصوفية، ورؤوس المستشرقين امن جه عود ف عي تش عويه لس عمعة‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫الشيخ واتهاامه بالعمالة، والتجني على الدين، فنشأت لهم دعوات‬ ‫عراق‬‫عد والعع‬ ‫وحركات لسلفية في ربوع العالم اللسلامي في الهنع‬ ‫والشام وامصر والمغرب ، كا ن امنها .‬ ‫حركة أهل اليديث بالنيد :‬ ‫قادها العلامة صديق حسن خا ن القنوجي، إامام أهل الحديث‬ ‫بها، وقد دافع عن امنهج السلف، وصنف كتبا كثيرة في امذهب‬ ‫أهل الحديث في الفقعه والتفسعير، كمعا أقعام صعحوة علميعة‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫حديثية انتشر بها علم الحديث بالهند .‬ ‫اللولسي الكبير ف بغيداد 0721 هـ‬ ‫أبو الثناء امحمود بن عبد الع اللولسعي، نسعبة إلعى آلعوس‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫جزيرة ولسط نهر الفرات، أحد المج عددين، إام عام الس علفية ف عي‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫العراق، وناصر السنة بها، ول عد ع عام 7121 هع ع 2081م ف عي‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫بغداد، كا ن امفسرا امحدثا أديبا، لسلفي العتقعاد، امجتهعدا تقلعد‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫1 - وقد كتب عن حركته القس زويمر الأمريكي كتابه »‬ ‫‪. »Wahabis‬‬ ‫‪The‬‬
  • 15. ‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 08‬ ‫الفتاء ثم عزل عنه، وطا،ف في البلد. وله »رو ح المع عاني ف عي‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫التفسير، نشوة الشعمول فعي السعفر إلعى إلسعلامبول، الجوبعة‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫العراقية على اللسئلة اليرانيعة، غعرائب الغعتراب» 1. وتعوفي‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫رحمه ال عام 0721 هع 4581م .‬ ‫دعا إلى امنهج السلف، واهتم بكتب اب عن تيمي عة، وق عاامت ل عه‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫حركة علمية صححت العقائد والمفاهيم بين أهل زامانه .‬ ‫جال اليدي القاسي بالشام 2331 هـ‬ ‫جمال الدين بن امحمد لسعيد القالسمي، علام عة الش عام وإام عام‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫السلفية بها عني بعلم الحديث والدب، وك عا ن لس علفي العتق عاد،‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫دعا إلى الجتهاد، واتهم امن طر،ف الدولعة العثمانيعة بعالخروج‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫عل عى الم عذهب الحنف عي، وتألس عيس ام عذهب خ عاامس ف عي الفق عه‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫اللسلامي يسمى»المذهب الجمالي» ) (.‬ ‫2‬ ‫وقد صنف »امحالسن التأويل في التفسير، وقواعد التحديث‬ ‫في فنو ن امصطلح الحديث، والصناعات الش عاامية، إرش عاد الخل عق‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫إلى العمل بخبر البرق، إصل ح المسعاجد امعن البعدع والععوائد،‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫جواامع الداب في أخلق النجاب» .‬ ‫الشيخ نالصر اليدي اللبان ت 0241 هـ‬ ‫الامام المحدث، إامام السلفية، وامحيي السنة في هذا العصر،‬ ‫كرس حياته رحمه ال لخدامة كتب السنة. ول عد ف عي دامش عق،‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫وأصله امن ألبانيا، هاجرت ألسرته امن ظلم الحاكم الشيوعي في‬ ‫ألبانيا، والستقرت بسوريا .‬ ‫1 - جلاء العينين في محاكمة الأحمدين لمحمود شكري‬ ‫الآلوسي : 72 ، الأعلام للزركلي : 671/7 .‬ ‫2 - حلية البشر بتراجم القرن الثالث عشر :534/1 - 834 ،‬ ‫الأعلام للزركلي : 531/2 .‬
  • 16. ‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 18‬ ‫عاش رحم عه ال ع امتقلل ام عن ال عدنيا، طري عدا بي عن البل عدا ن‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫لمواقفه الفكرية والسيالسية، ثم الس عتقر ب عه المط عا،ف ب عالرد ن،‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫وامكث دهرا طويل امن عمره بين رفو،ف خ عزائن المخطوط عات،‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫للسعيما المكتبعة الظاهريعة بدامشعق، يحقعق وينقعح امصعنفات‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫الحديث، ولم يكن يضيع شيئا امعن أوقعاته، ويعأنف امعن زيعارة‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫البطالين.‬ ‫وقد خرج أحاديث امؤلفات كثيرة، امنها »إرواء الغليل عي‬ ‫فع‬ ‫تخريج أحاديث امنعار السعبيل، ونخعل الصعحيح امعن الضععيف،‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ولسلس علة الح عاديث الص عحيحة، ولسلس علة الح عاديث الض ععيفة‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫والموضوعة» وصنف تصانيف كتعب لهعا القبعول فعي الرض،‬ ‫ع‬ ‫وعاداه لجل ذلك أقوام لم يبلغوا لسعيه، ولم يدركوا شأوه.‬ ‫وقد ناصر امنهج أهل الحديث في العقيدة والفقععه، وكععا ن‬ ‫شديد التمسك بالدليل إذا الس عتبا ن ل عه، واط عرا ح آراء الرج عال،‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ونسبه بعض ضعفاء الرأي إلى الكودنة والجم عود، وغفل عوا ع عن‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫امنهجه في النظر والجتهاد، وأ ن له أ ن يختعار ويتفعرد لمكعانه‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫امن العلم، ولم يزل رحمه ال يتخرج على يديه طلب العلم امن‬ ‫آفاق الدنيا، ويستفيدو ن امنه، وقد نفع ال بعلمه أهل زاماننا.‬ ‫فما امن أحد امن أبناء الصحوة اللسلامية اليوم إل ولللباني‬ ‫عليه امنة، علم ذلك امن علمه، وجهله امن جهله، لما عدم عن‬ ‫خع امع‬ ‫كتب السنة التي صار أهل عصرنا عالة عليه فيها، ولما صععحح‬ ‫امن عقائد الناس، وقوم اما شاع بينهم امن بدع وامح عدثات، ول عم‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫يزل كذلك إلى أ ن لحق بربه، رحمة ال عليه تترى.‬
  • 17. ‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 28‬ ‫جاعة أنصار السنة النبوية بصر‬ ‫وهي حركة لسلفية قادهعا علمعاء السعنة بمص عر، كالشعيخ‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫امحمد حاامد الفقي، وعبد الرحمن الوكيل، والشيخ امحب الدين‬ ‫الخطيب، والشيخ المحدث أحمد شاكر، وق عد ك عا ن له عم أث عر‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫عظيم في نشعر السعنة وتحقيعق امصعنفاتها وطبعهعا، وألسسعوا‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫امساجد الجمعية الشعرعية فعي ربعوع البلد المص عرية، فك عانت‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫امجمعات علمية لتدريس القرآ ن والسعنة، ونشعر امنهعج السعلف‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫بين شباب الصحوة .‬ ‫وامن بين علماء هذه الصحوة السلفية اليوم بمصر : الشععيخ‬ ‫إلسماعيل المقدم الذي خسف بالعلمانيين امن دعاة السفور بكتابه‬ ‫الرائع»عودة الحجاب» ، وشيخنا أبوإلسحاق الحويني حفظه ال‬ ‫الذي يعد الرجل الثاني بعد الشيخ اللبعاني فعي علعم الحعديث،‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫وقد املت امؤلفاته ودرولسه العلمية امصر والعالم اللسلامي، لم‬ ‫آتاه ال امن علو همة وإخل ص في الطلب والدعوة، وطول نفس‬ ‫في التصنيف والتحقي عق، وخل عق ج عم ف عي الخط عاب وامح عاورة‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫الخصوم .‬ ‫الشيخ تقي اليدي الليل بالغرب 5141هـ‬ ‫هو تقي الدين امحم عد ب عن عب عد الق عادر الهلل عي الحس عيني‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫السجلمالسي، أحعد علمعاء المغعرب العلم، وامؤلسعس الحركعة‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫السلفية ببلدنا، ولد عام 1131 هع ع بالريص عاني، وأص عله ام عن‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫»الغرفة» قرية بسجلمالسة، طلب العلم صغيرا فحفظ القععرآ ن،‬ ‫ثم رحل إلى الجزائر، وأخذ عن علماء عصره كابن حبيب العع‬ ‫الشنقيطي، ثم دخل وجدة ونزل بالقرويين بف عاس، وبه عا لق عي‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫شيخ اللسلم العربي العل عوي ولزام عه ام عدة، وك عا ن أول أام عره‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫صوفيا امريدا للطريقة التيجانية امدة عشرين عااما، ثم امن العع‬
  • 18. ‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 38‬ ‫عليه بمناظرة شيخ اللسلم العرب عي العل عوي، فوض عح ل عه نه عج‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫السبيل، فصار تق عي ال عدين بع عدها ام عن أل عد خص عوم الص عوفية‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫والمنكرين على أهل البدع .‬ ‫ثم رحل إلى امصر عام 0431 هع ولقي الشيخ رشيد رضا،‬ ‫ودخل الحجاز وحج ، وتاقت نفسه لدرالسة علم الحديث فرحععل‬ ‫إلى الهند، ولقي بها أعلم الحديث والفكر واللغة والدب، فك عا ن‬ ‫ع‬ ‫يطلب الح عديث عل عى العلام عة المب عاركفوري، ص عاحب تحف عة‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫الحوذي، ويدرس اللغة والدب في لكنعؤ، وكعا ن امجيعدا للغعة‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫والشعر، امتقنا للفرنسية والنجليزية واللمانية.‬ ‫ثم رحل إلى العراق ولق عي الع عالم الس علفي امحم عد الامي عن‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫الشنقيطي، فالستفاد امنه وزوجه ابنته، ثم رحل إلى جنيف ولقي‬ ‫الامير شكيب أرلسل ن، وتولسط له للت عدريس ف عي جاامع عة ب عو ن‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫اللمانية والستكمال درالسته بها، وعمعل بالقسعم العربعي لذاععة‬ ‫ع‬ ‫ألمانيا، فكا ن يلقي بها خطبا، كانت على المس عتعمرين خطوب عا،‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫عه، عال‬ ‫بفضح فيها ويفضح الفرنسيين بالمغرب، فحكموا بنفيع ونع‬ ‫الدكتوراه عام 1491 في الفلسفة، وعين ألستاذا بجاامعة بغداد.‬ ‫ثم دخل تطوا ن بولساطة عبد الخالق الطريس، وبقي بها إلى‬ ‫أ ن كاد له اللسبا ن ونزع عوا امن عه جعواز لسعفره، وعي عن ألس عتاذا‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫بجاامعة امحمد الخاامس عام 9591م، ثم ألستاذا امعارا بالجاامعة‬ ‫اللسلامية بالمدينة .‬ ‫ثم رجع إلى المغرب بحرا امتفجرا امن العلم وشهابا واريععا‬ ‫امن الدين، وتفرغ للدعوة إلى ال، ولس عكن امكن عاس، ول عم ي عزل‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫يلقي درولسه بمساجدها ويطعو،ف المعد ن والقعرى، حعتى ضعاق‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫المبتدعة به ذرعا فسعوا لدى السلطات لتوقيف نش عاطه، فرح عل‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫إلى البيضاء، وكا ن بيتعه امح عج العلم عاء وطلبعة العل عم، يلق عي‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬
  • 19. ‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 48‬ ‫درولسه به. وكا ن رحمه ال على اما شهدنا امن عه عالم عا رباني عا،‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫صلب الديانة، شديد الحر ص على السنة صداعا بالحق، ليخا،ف‬ ‫في ال لوامة لئم، لطيف المعشر جوادا كريمعا، فقعد المغعرب‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫بموته عام 5891م عالما امن بقية السلف، وأعلم السنة، رحمه‬ ‫ال .‬ ‫بعض ما شان اليدعوة السلفية اليديثة‬ ‫لقد كانت الدعوة السلفية كما أحيا أصولها الشعيخ امحمعد‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫عل ح‬ ‫بن عبد الوهاب دعوة إلسلامية أصيلة شااملة، جاامعة بين إصع‬ ‫العقيدة والعبادة والسلوك، وإصل ح الوضاع السيالسية وال عدعوة‬ ‫ع‬ ‫إلى تحكيم الشريعة، لكنها تعرضت للتشويه امن طر،ف الخصوم‬ ‫وأعداء اللسعلم امعن المستشعرقين والمسعتعمرين، كمعا شعا ن‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫عوا‬‫امسيرتها بعض الجهلة اممن انتسبوا إلى العلم عر،ف وتعلقع‬ ‫بطع‬ ‫بالسلفية في الزامنة المتأخرة .‬ ‫وامنهم طوائف اللسن الجهال امن دعاة الفك عر الواح عد امم عن‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫انتسبوا إلى الدعوة وظلموها، بالتط عاول ف عي أع عراض العلم عاء،‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫بالسم الجر ح والتعديل، كمحمود حداد الذي تسافه على كبععار‬ ‫علماء الملة كابن حجر وبدعه لن عه أش ععري، وأام عر تلامي عذه‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫الرعاع بإحراق كتابه »فتح الباري» ، ففعل عوا، وه عذا الحقي عر‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫المغمور ليصلح أ ن يكو ن شسعا لنعل ابن حجر.‬ ‫وترى خلقا امرضى بحمى الردود على الكابر يهععاجمو ن‬ ‫علماء الامة بتأويلت تمحلوهعا، ويرامعونهم بالجهعل، ويعودو ن‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫البدء امن الصعفر، وليعرو ن التجديعد فعي شعيء إل فعي بععث‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫الخصوامات التاريخية ، ولسل فصال النض عال، واامتش عاق الحس عام‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫عا عل‬ ‫لمحق المخالفين، أو إخراجهم امن دائرة الامة الى زوايع أهع‬
  • 20. ‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 58‬ ‫الضلل ويعرو ن ذلعك امعن أعلعى درجعات الجهعاد، وهعو فعل‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫كذلك لكنه قتال امن غير امعركة، وخصام في غير اميدا ن.‬ ‫فترى الواحد امن أحداث المنتسبين يرخ عي لحي عة ويقص عر‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫قميصا، ثم يرى نفسه في امقام ابن امعين، يزندق فلنا ويفسععق‬ ‫علنا لنه خالف فتوى بعض المشايخ الذين يراهم هو في امقام‬ ‫امالك والشافعي، وينصب آراء امعينة في الفروع ، يقي عم عليه عا‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫الولء والبراء، والدخول في السنة أو الخروج امنها .‬ ‫وامعلوم أ ن السلفية كعانت امنهعج أهعل السعنة امعن السعلف‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫الماضين، وامن اتبعهم بإحسا ن امعن الفقهعاء والمحعدثين، وهعي‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫عم عرائر‬ ‫بريئة امن هذا التطاول في أعراض العلماء، وتحميلهع جع‬ ‫ذنوب وأخطاء امفتعلة لم يقترفوها، وإنما هي قائمة في نف عوس‬ ‫ع‬ ‫خلق يرو ن الحبة قبة، ويصنعو ن امن الخل،ف الفرعي أزامة .‬ ‫تحرك »فتنتهم القطبي عة» دوالي عب الجه عل وبلدة الح عس،‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫والتطاول على الدراويش البرياء الذين لناص عر له عم إل ال ع.‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫وتصب الزيت في كانو ن خمدت نيرانه لتوقدها امن جديد. عم‬ ‫ثع‬ ‫تراهم ليحركو ن لساكنا بإزاء العلمانيين الذين باضوا وفرخوا‬ ‫عرار،‬ ‫في بلدانهم، والستولوا على الامد في امراكز عأثير والقع‬ ‫التع‬ ‫وامن ورائهم امن عملء اليهود الصهاينة وأامريكا .‬ ‫2. المام البنا وحركة الوخوان السلمين »6091-9491م»‬ ‫تعتبر حركة الخعوا ن المسعلمين ام عن الحرك عات العرائدة‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫اليوم ف عي العم عل اللس علامي، نش عأت ع عام 8291م فعي امدين عة‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫اللسماعيلية بمصر، ثم انتشرت فعي امختلعف المعد ن المص عرية،‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ولقي عت إقب عال امنقط عع النظي عر ف عي ص عفو،ف أبن عاء الم عدارس‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫والجاامعات والمثقفين، كما دخلت إلى القرى بين أبناء الصعيد‬ ‫والفلحين.‬
  • 21. ‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 68‬ ‫ويعد الشيخ حسن البنا رحمه ال امؤلسس هذه الحركة أحد‬ ‫عد‬‫رواد الصحوة اللسلامية المعاصرة اليوم، وهو حسن عن أحمع‬ ‫بع‬ ‫بن عبد الرحم عن البن عا،ول عد بالمحمودي عة ع عام 6091م ق عرب‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫اللسكندرية، امن أب عالم امشتغل بالحديث، وجده هو الامام عبد‬ ‫الرحمن البنا الساعاتي صاحب »الفتح الرباني في ترتيب امسعند‬ ‫ع‬ ‫أحمد بن حنبل الشيباني»1.‬ ‫وقد طلب العلم صغيرا فحفظ القرآ ن، ودرس في المدارس‬ ‫العصرية، وتخ عرج ام عن دار العل عوم بالق عاهرة، فاش عتغل امعلم عا‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫عة‬‫عماعيلية، عال عي أول عبابه عى الطريقع‬ ‫إلع‬ ‫شع‬ ‫وامع فع‬ ‫عة اللسع‬‫بمدينع‬ ‫الحصافية، ثم تركها لما أيقن بعدها ع عن امعي عن الس عنة . ث عم‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫وألسس جماعة الخوا ن المسلمين عام 8291م في عهد الملععك‬ ‫فاروق.‬ ‫وكا ن رحمه ال عالما ربانيا، ونادرة امن نوادر هذا العصععر‬ ‫في الفكر وبعد النظر والحرك عة والتخطي عط والدارة . فك عا ن‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫صاحب نظر شاامل لمناحي الحياة اللسلامية، ورأي لسديد وفك عر‬ ‫ع‬ ‫ثاقب في ربط المنه عج بواق عع أوض عاع المس علمين جمع عه ف عي‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫عاب عي‬ ‫قواعده الذهبية في كتاب الصول العشرين، عو كتع فع‬ ‫وهع‬ ‫المنهج، راعى فيه هديا قاصدا امنضبطا ب عالقرآ ن والس عنة ، ام عن‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫غير تسيب ولغلو.‬ ‫كما كا ن رجل عالي الهمة، ليكل امن العمل والحركة، ول‬ ‫يعول فعي عمعل علعى غيعره،حعتى إنعه كعا ن فعي دار الشعبا ن‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫علها عي‬ ‫المسلمين يسهر الليل يصفف الجرائد ويحزامها ليرلسع فع‬ ‫الصبا ح، فقيل في ذلك، فتمثل بقول المتنبي:‬ ‫وداؤك في شرابك والطعام‬ ‫يقول لي الطبيبب أكلت شيئا‬ ‫. الموسوعة الحركية‬ ‫1 - الأعلام للزركلي : 381/2 -‬ ‫لفتحي يكن : 95/1 .‬ ‫481‬
  • 22. ‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 78‬ ‫أضر بجسمي طول الجمام‬ ‫ومـا في طبـه أني جـواد‬ ‫وقد كانت حركة الخعوا ن المسعلمين رغعم امعا يمكعن أ ن‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫يؤخذ عليها في امجال التصفية والتربية، امن أنج عح الحرك عات‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫اللسلامية في نشر المد اللسلامي في العالم، وقد ألس عتفادت ام عن‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫امنهجها كل الحركات اللسلامية الناشئة اليوم .‬ ‫وقد كانت لها آثار رائدة ف عي أح عداث جس عام، فق عد ق عاوم‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫الخوا ن المسلمو ن اللستعمار النجليزي لمصر، وظل عوا ش عوكة‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫عب عتي‬ ‫في حلق الغرب، في إفشال كثير امن امخططات التغريع الع‬ ‫كانت تفرض على امصر بين الفينعة والخعرى، وجاهعدوا فعي‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫لسبيل ال، وقاتلوا في جبهات المسلمين امعع اليهعود، فعي حعرب‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫القنال وفلسطين، وغيرها، ودفعوا الثمن غاليا لجل ذلك.‬ ‫فاغتيل حسن البنا رحمة ال عليه عام 9491م، ام عن ط عر،ف‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫امخابرات الملك فاروق، وصلى عليه والده امع أربع نسوة، وام عا‬ ‫ع‬ ‫امات حتى خلف وراءه امليين التباع الحااملين لعدعوة اللسعلم،‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫واعتقل المجاهدو ن امن جبهات القتال، وتعرض علمعاء الخعوا ن‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫وشباب الحركعة للمحعن والسعجو ن، والتععذيب أيعام حكوامعة‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫عي‬ ‫النقراشي، وجمال عبد الناصر زعيم عواميين عرب، ودعع‬ ‫العع‬ ‫القع‬ ‫العداء لليهود، فقد قتل خيرة علم عاء الخ عوا ن امنه عم »الش عهيد‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫فرغلي، وعبد القادرعودة، ولسيد قطب» رحمة ال عليهم جميعا،‬ ‫وقد خرجت امدرلسة الخوا ن المسلمين امفكرين أعلامعا، كعانت‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫لهم يد صالحة في تجديد الفكر اللسلامي المعاصر، وتريد فقه‬ ‫الصحوة ، كا ن امن أبرزهم :‬
  • 23. ‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 88‬ ‫لسييد قطب ومعال النهاج :‬ ‫كا ن لسيد قطب رحمه ال ع ام عن أوائل العلم عاء والمفكري عن‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫الذين تنبهوا إلى خطورة فقه المنهاج في العمل اللسلامي، ويعد‬ ‫كتابه »امعالم في الطريق»فريدا في بابه، وفعردا فعي نصعابه،‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫وقد الستفاد امنه القائمو ن على الحرك عات اللس علامية وك عانت‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫فصوله هي الدروس الولى لك عثير ام عن الراش عدين ف عي العم عل‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫اللسلامي .‬ ‫حتى لسماه بعض الخصوم »إنجيعل الحركعة اللسعلامية» .‬ ‫1‬ ‫عا ن عن‬ ‫وامن روائع فصوله ، »لإله إل ال امنهج حياة » ، وكع امع‬ ‫أروع كلامه الموجه للدعاة فيعه »أقيمعوا دولعة اللسعلم فعي‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫نفولسكم تقم لكم في أرضكم ».‬ ‫وقد كا ن لسيد قطب رحمه ال على علم وفقه كبير بمعالم‬ ‫هذا الطريق ، وجمع إلى ذلك عمق التجربة في اميادين العمععل‬ ‫اللسلامي ، وطول الدربة والممارلسة ، فكا ن يصدر فيم عا كت عب‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫عن فقه عمل وتجربة وحركة ل عن امجرد فقه الوراق عذي‬ ‫الع‬ ‫امل به الصحفييو ن والمراقبو ن ام عن بعي عد لس عوق الغثائي عة ف عي‬ ‫ع ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫الكتابة عن الحركات اللسلامية . ويلمس ذلك بقوة امن طالع‬ ‫وقفاته القيمة في كتابه »في ظلل الق عرآ ن» ، وح عديثه ع عن‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫العتصام بالسنة ، والعودة إلى تمثل امنهج أخلق الجيل الرباني‬ ‫الفريد ، امن الصحابة والسلف الماضين ، الذين ش عيدوا ص عرو ح‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫الحضارة ، وبنوا امجتمع اللسلم .‬ ‫ولشك أ ن السيد رحمه ال قد وقعت له لسقطات عثرات ،‬ ‫وعع‬ ‫عة‬‫كا ن امن أخطرها أثرا فيمن بعده »فكرة المجتمعات الجاهليع‬ ‫1 - وقد قرأه جمال عبد الناصر وهو على متن الطائرة إلى روســيا ، فكــان ممــا قــال فيــه : »إن وراء‬ ‫هذا الكتاب عمل انقلابي يدبره الإخوان المسلمون » ، لأنه فعلا يقلب أوضاع الفكــر الـتي عهـدها‬ ‫الطغاة والمبطلون . وكان أن أعدم سيد رحمه ا بسبب ذلك .‬
  • 24. ‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 98‬ ‫»، حيث وصف المجتمعات اللسلامية التي تقاعست عن امواجه عة‬ ‫ع‬ ‫الحكام ورضيت بحاكمي عة البش عر بأنه عا امجتمع عات جاهلي عة .‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫فاتخذ غلة المكفرة امن جماعة التكفيعر والهجعرة كلم لسعيد‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫عة‬‫عم جماعع‬ ‫قطب امتكأ لهم بسوء فهم، وكانوا قد امرقوا امن رحع‬ ‫عجو ن،‬ ‫الخوا ن المسلمين تحت ضغط التعذيب والمحنة عي السع‬ ‫فع‬ ‫وكفروا عوام المسلمين بدعوى الرضعا بحاكميعة الطعواغيت،‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫والسكوت على كفر الحكعام. وخرجعوا إلعى السعتباحة دامعائهم‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫وأاموالهم .‬ ‫وقد حاول قوم امن اللسن الجهال، وامتصيدي العثرات بس عوء‬ ‫ع‬ ‫النوايا إثارة الشعبهات حعول امنهعج السعيد رحمعه الع وفكعره‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫وعقيدته ونسبوه إلى القول بوحدة الوجود ، امع أنه كا ن عد‬ ‫أبعع‬ ‫الناس عن امذاهب الصوفية كتابة ولسلوكا، وحملوا كلامه في‬ ‫تفسير لسورة الخل ص اما ليحتمله، كل ذلك بالسم الدفاع عن‬ ‫السنة والعقيدة السلفية .‬ ‫امع أ ن كتابات لسيد قطب رحمه ال ع ش عاهدة بخل،ف ذل عك،‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫وهذا إامام السلفية في زاماننا اليوم الشيخ ناصر الدين اللبععاني‬ ‫رحمه ال، وهو امن هو في صراامة المنه عج ف عي نق عد الرج عال،‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫واممعن يعتعد بقعوله فعي هعذا الشعأ ن لكعونه امعن أهعل العلعم‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫والنصا،ف، امع شدة تحريعه فعي دقعائق المنهعج، يشعهد بخل،ف‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫ذلك .‬ ‫فقد رد اما دند ن حوله أص عحاب »فتن عة القط عبيين»، وبي عن‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫لسلامة امنهج السيد رحمه ال عقيدة وفكرا وام عذهبا ، وبي عن أ ن‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫عثراته امن قبيل زلت النظر في الفروع التي ليسلم امنها اامرؤ‬ ‫، وقد تلها جهاد امحاء، وحب لمنهج السلف تجعل السيد رحمه‬
  • 25. ‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 09‬ ‫ال في امنازل الدعاة المخلصين، وقال ع عن كت عابه امع عالم ف عي‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫الطريق: » إنه كتاب توحيد كتب بألسلوب عصري» ‪.  ‬‬ ‫1‬ ‫أحيد الراشيد وإحياء فقه اليدعوة‬ ‫كا ن الشيخ أحمد الراشد أحد امفك عري الص عحوة اللس علامية‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫المعاصرة، وتعتبر كتابعاته فعي لسلسعلة إحيعاء فقعه العدعوة:‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫»المنطلق، والعوائق، والرق عائق، والمس عار، وص عناعة الحي عاة »‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫امؤلف عات رائدة ف عي المنه عج، ع عالجت ك عثيرا ام عن المش عكلت‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫والمعضلت في العمل اللسلامي، بألسلوب أدبعي امشعرق ، يجمعع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫بين التأصيل العلمي امن امنابع الفقه السلفي، والترشد الععدعوي‬ ‫الموزو ن بالتجارب المعاصرة، وفقه الواقع .‬ ‫وتعتبر هذه المؤلفات الخمس امن روائع النتاج العلمي فععي‬ ‫عا‬ ‫عرة ، كمع‬ ‫فقه الدعوة في أدبيات الحركة اللسلامية المعاصع‬ ‫أصدر رلسائل قيمة تحت عنعوا ن »رلسعائل العيعن» ، ينتظعر أ ن‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫تبلغ امائة رلسالة ، أودعها امعع امفكري عن آخري عن امعن امدرلس عته‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫روائع اما أب عدعه الفك عر ال عدعوي وعص عارة ام عا أثمرت عه ط عول‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫التجربة والممارلسة في العمل اللسلامي لديه . وه عذه الرلس عائل‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫كما قال عنها عيو ن امتدفقة بماء رقراق تروي ظمأ السائرين‬ ‫، وتسقي حقول عطشى .‬ ‫الشيخ مميد الغزايل والنقيد الذات‬ ‫وامن هؤلء الشيخ امحمد الغزال رحمه ال فقد كا ن له قدم‬ ‫رالسخة في علج أامراض الحركة اللسلامية ، في تغيي عب لس عنن‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫التغيير في الفاق والنفس ، وانحرا،ف الفهم والسلوك، والتدين‬ ‫المعوج ، الناشئ عن ثقافة امغشوشة ، تلقاها المسلمو ن امن واقع‬ ‫1- شريط » راي في سيد قطب» للألباني في حوار مع الشيخ‬ ‫عدنان عرعور .‬
  • 26. ‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 19‬ ‫الجه عل وانح عرا،ف الفه عم والس علوك ال عتي تعيش عه المجتمع عات‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫اللسلامية .‬ ‫وقد عالج ذلك بحرارة الداعية الغيور على حرامات الععدين،‬ ‫وامرارة الناظر المتألم امن واق عع الام عة، ف عي كتب عه » هم عوم‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫داعية، وامشكلت في طريق الحياة اللس علامية، وخل عق المس علم ،‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫وتراثنا الفكري في اميزا ن الشرع والعقل» وغيرها.‬ ‫فكانت كلماته بلسعما أحيانعا للغعافلين النعائمين ، وأحيانعا‬ ‫ترياقا لجهل الغالين المبطلين . لكن قد اشتدت ح عدته وغض عبه‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫في امعواطن امعن تحريعف الغلة ، وأصعحاب التعدين المععوج ،‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫والغلما ن الطائشين ذوي النظعر القاصعر والثقافعة المغشوشعة،‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫حتى خرج عن حد العتدال العلمي ، ورام عى ف عي غي عر امرام عى،‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫فأنكر صحة أحاديث هي في البخاري لكونها حسب رأيه امخالفة‬ ‫للعقل واما يراه اامرؤ لسوي ، وتأول نصوصا عل عى غي عر الم عراد‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫امنها . وتلك زلت امغمورة في بحر حسناته الفكري عة وجه عاده‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫المحاء إ ن شاء ال، فقعد قعارع خصعوم اللسعلم دهعرا طعويل،‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫عه‬‫ونازل القواميين والعلمانيين، ووقف على ثغر عظيم عي وجع‬ ‫فع‬ ‫الظلم والطغيا ن، وال تعالى يساامحه .‬ ‫ملحظات على حركة الوخوان‬ ‫امما يلحظ على امنهج الخوا ن المسلمين أنهم ظلوا لفترات‬ ‫طويلة نحوا امن لسعبعين لس عنة امسعالمين لنظمعة السعوء العتي‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫عاعي‬ ‫تعاقبت على امصر، وانخدع كثير امن عادتهم عو ن الفع‬ ‫بتلع‬ ‫قع‬ ‫الرقطاء امن الزعماء السيالسيين بمص عر، وصعحيح أنهعم جنبعوا‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫المجتمع ويلت المصادامات والحعروب الهليعة، لكعن بمعوازين‬ ‫الرقام والحسابات السيالسية فإنهم قداموا تضحيات جليلة ، ول عم‬ ‫ع‬
  • 27. ‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 29‬ ‫تزل حركتهم دائما تخرج امن امحنة حتى ت عدخل ف عي أخ عرى،‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫وحلمهم فاق امداه ، كما قال الشاعر:‬ ‫لكن أوقاتي إلى الحلم أقرب‬ ‫وللحلم أوقات وللجهل مثلها‬ ‫واممعا يلحعظ علعى امنهعج بعضعهم فعي التنظيروالتنزيعل‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫المبالغة في التسعاامح والتسعاهل امعع المخعالفين فعي الصعول‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫،كمبتدعة الصوفية ، وغيرهم اممن تس عتروا باللس علم ولبس عوا‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫امسو ح الدعوة لنشر ضللهم بين العوام. كما يظهر امن اموقفه‬ ‫ام عن التعاام عل ام عع الطريق عة الختمي عة، والطريق عة الحمدي عة،‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫وامشاركتهم في الموالسم والموالد التي كانوا ينظمونها، وعدم‬ ‫النكار عليهم، وقد نحا الهضيبي رحمه ال امنحاه في ذلك .‬ ‫وذلك بغرض تأليف القلوب ، وهو نفس التج عاه والمنح عى‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫الذي لسارت عليه اليوم كثير امن الحركات اللسلامية التي عم‬ ‫لع‬ ‫تجرؤ على إعل ن امفاصلتها لهل البدع والبراءة امنهم ، بهععد،ف‬ ‫جمع الشمل ، وك عأ ن ش عمل الام عة لس عيلتئم ب عدخول المتردي عة‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫والنطيحة واماشاكل ذلك امن غثائية الفرق في صف المواجهة،‬ ‫وال تعالى يقول : ‪‬ل عو خرج عوا فيك عم ام عا زادوك عم إل خب عال‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ولوضعوا خللكم يبغونكم الفتنة وفيكم لسما عو ن لهم ‪. ‬‬ ‫1‬ ‫وقد لسارت على ذلك بعض الحركات اللسلامية عن عدنا ف عي‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫المغرب بعإزا الموقعف امعن الطعرق الصعوفية ، نظعرا لطغيعا ن‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫اامتدادها ب عالمغرب، ولنه عا إرث ق عديم يص ععب التخل عص امن عه،‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫وقديما قيل : » المشرق أرض العلماء ، والمغرب أرض الولياء‬ ‫» ، ولست أدري كيف تكو ن الولية بغير علم .‬ ‫كما لسارت في نفس النهج الحركة اللسلامية في السعودا ن‬ ‫ع‬ ‫بدخولها في أحل،ف امع فرق الضلل امن الصوفية وغيرهم امن‬ ‫- سورة التوبة : الآية‬ ‫1‬
  • 28. ‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 39‬ ‫عة‬‫عتمرت عي امغازلع‬ ‫فع‬ ‫عات ، والسع‬‫عام الجبهع‬‫عواء علىنظع‬ ‫عل الهع‬ ‫أهع‬ ‫المبطلين ، وعدم التعرض لباطلهم بشيء ، بدعوى الحر ص على‬ ‫عدة‬‫عل أ ن وحع‬ ‫وحدة الصف ، وامواجهة العداء الخارجيين.والصع‬ ‫عدي ،‬ ‫المواجهة والمصير لينبغي أ ن تنسينا صلبة الموقف العقع‬ ‫فلئن تجوزن عا فيم عا يفرض عه الواق عع ام عن التح عالف الجه عادي‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫والسيالسي امع المنحرفين ، فل يجوز أ ن نتساهل في بيا ن الحق،‬ ‫وكشعف زيعف امناهعج المخعالفين حعتى يتعبين لهعم الرشعد،‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ويرجعوا إلى جادة الصواب .‬ ‫مالك بن نبي والفقه السنني 5091- 3791م‬ ‫يعد امالك بن نبي امن امشاهير المؤلفين فعي فكعر النهضعة‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫وامن علية المفكرين الذين تنعاولوا جعوانب امعن الترشعيد فعي‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫امجال الفقه السنني في التغيير، واما يحكمه امن لسلوك أخلقععي‬ ‫واجتم عاعي ل عدى المس علمين، وفق عه الت عدين، لم عا يع عاني امن عه‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫المسلمو ن امن جهل وفشل ذريع في هذا الميدا ن .‬ ‫وقد صنف ف عي ه عذا الش عأ ن كت عاب »الظ عاهرة القرآني عة«‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫و»شروط النهضة« الذي تناول فيه امفهوم القابلية لللسعتعمار‬ ‫ع‬ ‫و » وجهة العالم اللسلامي «، ثم »امشكلة الفك عار فعي الععالم‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫عذكرات عاهد‬ ‫شع‬ ‫عوا ن »امع‬‫عب عذكراته، بعنع‬ ‫علامي«. وكتع امع‬ ‫اللسع‬ ‫عم‬ ‫القر ن« . وكا ن له فيها رؤى لسديدة في تشخيص أدواء الجسع‬ ‫اللسلامي، ولسبل علجها .‬ ‫وهذا امن أهم الجوانب التي ج عدد فيه عا امفك عروا الحرك عة‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫اللسلامية اليوم امجال ظل امغمورا ف عي الفك عر اللس علامي، ول عم‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫يعر،ف بعد ابن تيمية والذهبي وابن القيم وابن خلدو ن امن عني‬ ‫به أوحام طائر فكره عليه .‬
  • 29. ‫تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ 49‬ ‫وقد كا ن لكتاباتهم في ذلك أثر ب عالغ ف عي ترش عيد العق عل‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫عروط‬ ‫عاري، وشع‬‫المسلم في امجال التفكير العلمي، والبناء الحضع‬ ‫اللستخل،ف في الرض ، امما غير ألساليب العم عل والدارة داخ عل‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫كثير امن فصائل الحركة اللسلامية، في العالم اللسلامي وبلد‬ ‫الغرب خاصة .‬ ‫***‬