SlideShare uma empresa Scribd logo
1 de 30
‫جابر‬ ‫جامعة‬
/ ‫الطالبة‬ ‫عمل‬‫المطيري‬ ‫نواف‬ ‫مها‬
/ ‫للمقرر‬‫األدبي‬ ‫النقد‬
/ ‫الدكتور‬‫السعيد‬ ‫الناصر‬ ‫عبد‬
: ‫مقدمة‬
‫الذكي‬ ‫الطاهر‬ ‫األمي‬ ‫النبي‬ ‫محمد‬ ‫سيدنا‬ ، ‫المرسلين‬ ‫شرف‬ِ‫أ‬ ‫على‬ ‫والسالم‬ ‫والصالة‬ ، ‫هللا‬ ‫بسم‬
، ‫بعد‬ ‫أما‬ ، ‫أجمعين‬ ‫وصحبه‬ ‫آله‬ ‫وعلى‬
‫المنهجي‬ ‫النقد‬
‫يعترف‬ ‫حيث‬ ، ‫حد‬ ‫على‬ ‫بغريب‬ ‫هذا‬ ‫ليس‬ ، ‫كبير‬ ‫ثقافي‬ ‫تراث‬ ‫وكذلك‬ ‫عظيمة‬ ‫حضارة‬ ‫أصحاب‬ ‫العرب‬
‫العربي‬ ‫الشعر‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ، ‫الجميع‬ ‫بذلك‬‫نزل‬ ‫الكريم‬ ‫القرآن‬ ‫نزل‬ ‫فعندما‬ ، ‫وصوره‬ ‫وأشكالة‬ ‫أنواعه‬ ‫المختلفة‬
‫هناك‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫الهائل‬ ‫الشعر‬ ‫من‬ ‫الزخم‬ ‫هذا‬ ‫ظل‬ ‫في‬ ‫الضروري‬ ‫من‬ ‫فكان‬ ، ‫العربية‬ ‫اللعة‬ ‫في‬ ‫العرب‬ ‫ليتحدى‬
‫األعمال‬ ‫على‬ ‫ليحكم‬ ‫العربي‬ ‫النقد‬ ‫ظهر‬ ‫هنا‬ ‫ومن‬ ، ‫نسبه‬ ‫أو‬ ‫قائله‬ ‫عن‬ ‫النظر‬ ‫بغض‬ ‫الشعر‬ ‫على‬ ‫للحكم‬ ‫معيار‬
‫األدبية‬‫لدراسة‬ ‫األدبي‬ ‫النقد‬ ‫بدأ‬ ، ‫أدبية‬ ‫فنية‬ ‫أسس‬ ‫على‬ ‫معتمدا‬ ، ‫الذاتية‬ ‫عن‬ ‫البعد‬ ‫كل‬ ‫بعيد‬ ‫موضوعي‬ ‫بشكل‬
‫مناقش‬ ‫في‬ ‫بدأ‬ ‫حيث‬ ‫األدبي‬ ‫النقد‬ ‫تطول‬ ‫وقد‬ ، ‫الجيد‬ ‫من‬ ‫الردئ‬ ‫ليميز‬ ‫األدبية‬ ‫األعمال‬‫ــــــ‬‫بع‬ ‫ة‬‫ــــ‬‫الظواهر‬ ‫ض‬
‫الشعري‬ ‫السرقات‬ ‫ظاهرة‬ ‫مثل‬ ‫العربي‬ ‫األدب‬ ‫على‬ ‫ظهرت‬ ‫قد‬ ‫والتي‬ ‫األدبية‬‫توجيه‬ ‫أو‬ ‫للتوبيخ‬ ‫ليس‬ ‫فالنقد‬ ، ‫ة‬
. ‫الشعر‬ ‫من‬ ‫الجيد‬ ‫لبيان‬ ‫أدبية‬ ‫أسس‬ ‫على‬ ‫قائم‬ ‫فن‬ ‫هو‬ ‫بل‬ ‫اللوم‬
‫الموضوع‬ ‫اختيار‬ ‫أسباب‬:
-‫مستوى‬ ‫على‬ ‫حتى‬ ‫بل‬ ‫الجماعات‬ ‫مستوى‬ ‫على‬ ‫أو‬ ‫األفراد‬ ‫مستوى‬ ‫على‬ ‫نراها‬ ‫التي‬ ‫األخطاء‬ ‫كثرة‬
‫الشعوب‬.
-‫الصحيح‬ ‫الفهم‬ ‫عدم‬‫للزالت‬ ‫وإظهار‬ ‫للعيوب‬ ‫تصيد‬ ‫النقد‬ ‫أن‬ ‫انتشر‬ ‫حيث‬ ‫النقد‬ ‫لمصطلح‬.
-‫األخطاء‬ ‫تصحيح‬ ‫يتم‬ ‫طريقه‬ ‫عن‬ ‫حيث‬ ‫النقد‬ ‫أهمية‬.
-‫حميدة‬ ‫آثار‬ ‫من‬ ‫عليه‬ ‫يترتب‬ ‫لما‬ ‫دوره‬ ‫وإحياء‬ ‫البناء‬ ‫النقد‬ ‫تفعيل‬.
-‫منهم‬ ‫الصالحين‬ ‫بين‬ ً‫ا‬‫وخصوص‬ ‫المجتمع‬ ‫أفراد‬ ‫بين‬ ‫البناء‬ ‫غير‬ ‫النقد‬ ‫انتشار‬.
-‫هذا‬ ‫خطورة‬ ‫بيان‬‫على‬ ‫النقد‬ ‫من‬ ‫النوع‬‫الدعوة‬.
-‫تقديم‬ ‫ومحاولة‬ ‫منه‬ ‫التحذير‬‫النقد‬ ‫من‬ ‫النوع‬ ‫لهذا‬ ‫العالج‬.
: ‫فصلين‬ ‫إلى‬ ‫البحث‬ ‫ينقسم‬
‫النقدية‬ ‫القضية‬ ‫نشأة‬ : ‫األول‬ ‫الفصل‬
‫النقاد‬ ‫وآراء‬ ‫النقدية‬ ‫الدراسة‬ : ‫الثاني‬ ‫الفصل‬
‫بالبحث‬ ‫تناوله‬ ‫تم‬ ‫لما‬ ‫إيجاز‬ ‫وتضم‬ : ‫الخاتمة‬
‫المراجع‬
‫األول‬ ‫الفصل‬:‫النقدية‬ ‫القضية‬ ‫نشأة‬
‫األدبي‬ ‫النقد‬‫وتفسير‬ ‫وتقييم‬ ‫ونقاش‬ ‫دراسة‬‫األدب‬.‫عل‬ ‫غالبا‬ ‫الحديث‬ ‫األدبي‬ ‫النقد‬ ‫يعتمد‬‫ــــــ‬‫ى‬
‫األدبية‬ ‫النظرية‬‫النق‬ ‫فإن‬ ‫بينهما‬ ‫العالقة‬ ‫ورغم‬ ،‫وأهدافه‬ ‫األدبي‬ ‫النقد‬ ‫لطرق‬ ‫الفلسفي‬ ‫النقاش‬ ‫وهي‬‫ــــ‬‫اد‬
‫األدبيين‬‫منظرين‬ ‫دوما‬ ‫ليسوا‬.
‫,للكش‬ ‫وفكره‬ ‫الناقد‬ ‫ذوق‬ ‫فيها‬ ‫يشترك‬ ‫منضبطة‬ ‫محاولة‬ ‫وهو‬ ،‫األدبية‬ ‫األعمال‬ ‫تفسير‬ ‫فن‬ ‫هو‬‫ـــ‬‫ف‬
‫األدب‬ ‫وجود‬ ‫ولوال‬ ،‫الظهور‬ ‫في‬ ‫للنقد‬ ‫سابق‬ ‫واألدب‬ .‫األدبية‬ ‫األعمال‬ ‫في‬ ‫القبح‬ ‫أو‬ ‫الجمال‬ ‫مواطن‬ ‫عن‬
‫درا‬ ‫من‬ ‫ومستنتجة‬ ‫مستقاة‬ ‫قواعده‬ ‫ألن‬ ‫أدبي‬ ‫نقد‬ ‫هناك‬ ‫كان‬ ‫لما‬‫ف‬ ‫ينظر‬ ‫الناقد‬ ‫,إن‬ ‫األدب‬ ‫سة‬‫ــــــــــــــ‬‫ي‬
‫فيه‬ ‫والقبح‬ ‫الجمال‬ ‫مواطن‬ ‫عن‬ ‫الكشف‬ ‫يأخذ‬ ‫ثم‬ ‫نثرية‬ ‫أو‬ ‫كانت‬ ‫شعرية‬ ‫بية‬ ‫األد‬ ‫النصوص‬‫ــــــ‬ً‫ال‬‫معل‬ ‫ا‬
‫النق‬ ‫إليه‬ ‫يطمح‬ ‫ما‬ ‫وأقصى‬ ‫صحيح‬ ‫يقوله‬ ‫ما‬ ‫بأن‬ ‫شعور‬ ‫نفوسنا‬ ‫في‬ ‫يثير‬ ‫أن‬ ً‫ال‬‫ومحاو‬ ‫مايقولة‬‫ــ‬،‫األدبي‬ ‫د‬
‫ل‬ ‫يقدم‬ ‫أن‬ ً‫ا‬‫أبد‬ ‫يستطيع‬ ‫لن‬ ‫ألنه‬ً‫ا‬‫يقين‬ ‫علميا‬ً‫ا‬‫برهان‬ ‫نا‬.‫خاطئ‬ ‫وآخر‬ ‫صائب‬ ‫أدبي‬ ‫نقد‬ ‫عندنا‬ ‫يوجد‬ ‫ال‬ ‫ولذا‬
‫مناه‬ ‫واختالف‬ ‫غيره‬ ‫من‬ ‫وتفسيره‬ ‫الفني‬ ‫العمل‬ ‫تأويل‬ ‫على‬ ‫قدرة‬ ‫أكثر‬ ‫أدبي‬ ‫نقد‬ ‫يوجد‬ ‫وإنما‬‫ـــــ‬‫النقد‬ ‫ج‬
‫ألن‬ ‫والفنون‬ ‫األدب‬ ‫على‬ ‫الحكم‬ ‫في‬ ‫األول‬ ‫المرجع‬ ‫هو‬ ‫النظر.والذوق‬ ‫وجهات‬ ‫في‬ ‫اختالف‬ ‫معناه‬‫ــــــ‬‫ه‬
‫ا‬ ‫أقرب‬‫لذ‬ ‫المصقول‬ ‫الذوق‬ ‫هو‬ ‫باالعتبار‬ ‫الجدير‬ ‫الذوق‬ ‫ولكن‬ ،‫طبيعتها‬ ‫إلى‬ ‫والمقاييس‬ ‫لموازين‬‫ـــ‬‫وق‬
‫ال‬ ‫باألدب‬ ‫،الخبير‬ ‫الصواب‬ ‫في‬ ‫يجافي‬ ‫قد‬ ‫الذي‬ ‫الخاص‬ ‫هواه‬ ‫جماح‬ ‫يكبح‬ ‫أن‬ ‫يستطيع‬ ‫الذي‬ ‫الناقد‬‫ــ‬‫ذي‬
‫والنفوذ‬ ‫أسرارهم‬ ‫فهم‬ ‫على‬ ‫القدرة‬ ‫ومنح‬ ‫األدباء‬ ‫أساليب‬ ‫ودرس‬ ‫فهمه‬ ‫في‬ ‫وتخصص‬ ،‫ومارسه‬ ‫راضه‬
‫دخائلهم‬ ‫إلى‬‫وإدراك‬‫األدبية‬ ‫تجاربه‬ ‫وكثرة‬ ‫المرهف‬ ‫وحسه‬ ‫العميق‬ ‫بفهمه‬ ،‫عواطفهم‬ ‫وسبر‬ ‫مشاعرهم‬
‫الناقد‬ ‫يتمتع‬ ‫أن‬ ‫البد‬ ‫لذلك‬‫منها‬ ‫صفات‬ ‫بعدة‬:‫والثقافة‬ ‫المعرفة‬ ‫من‬ ‫وافر‬ ‫قدر‬
‫الصائب‬ ‫الحكم‬ ‫اصدار‬ ‫على‬ ‫له‬ ‫معين‬ ‫خير‬ ‫يكون‬ ‫الذي‬ ‫الثاقب‬ ‫البصر‬
‫يكون‬ ‫أن‬ ‫،قبل‬ ‫وفن‬ ‫ذوق‬ ‫ونقده‬ ‫فاألدب‬‫ك‬ ‫وان‬ ‫وعلما‬ ‫معرفة‬‫ـــــ‬‫تعي‬ ‫المعرفة‬ ‫انت‬‫ــــ‬‫صاحب‬ ‫ن‬
‫الموهوب‬ ‫والطبع‬ ‫السليم‬ ‫والذوق‬ ‫المرهف‬ ‫الحس‬
‫العرب‬ ‫عند‬ ‫النقد‬
‫األول‬ ‫فترتين:الفترة‬ ‫إلى‬ ‫العرب‬ ‫عند‬ ‫األدبي‬ ‫النقد‬ ‫حركة‬ ‫نقسم‬ ‫أن‬ ‫نستطيع‬‫ــ‬‫العصر‬ ‫من‬ ‫وتمتد‬ ‫ى‬
‫الفترة‬ ،‫عشر‬ ‫التاسع‬ ‫القرن‬ ‫في‬ ‫النهضة‬ ‫عصر‬ ‫بداية‬ ‫إلى‬ ‫الجاهلى‬‫وه‬ ‫الثانية‬‫ــــــــ‬‫الحديث‬ ‫النقد‬ ‫فترة‬ ‫ي‬
‫وكان‬ ‫انتشر‬ ‫قد‬ ‫التدوين‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫اآلولى‬ ‫المرحلة‬ ‫ففي‬ ‫واضح‬ ‫سبب‬ ‫التقسيم‬ ‫ولهذا‬ ‫اليوم‬ ‫إلى‬ ‫يمتد‬ ‫والذي‬
‫من‬ ‫كثير‬ ‫تطوير‬ ‫في‬ ‫أسهم‬ ‫الذي‬ ‫التدوين‬ ‫عرف‬ ‫فقد‬ ‫الثانية‬ ‫المرحلة‬ ‫أما‬ ‫الشفوية‬ ‫الرواية‬ ‫على‬ ‫االعتماد‬
‫والفنون‬ ‫العلوم‬
‫األولى‬ ‫المرحلة‬‫:م‬‫العباسي‬ ‫العصر‬ ‫مطلع‬ ‫إلى‬ ‫الجاهلي‬ ‫العصر‬ ‫التدوين(من‬ ‫قبل‬ ‫ما‬ ‫رحلة‬)
‫العرب‬ ‫عند‬ ‫النقد‬ ‫نشأة‬:
‫؟‬ ً‫ا‬‫واصطالح‬ ‫لغة‬ ‫النقد‬ ‫عرف‬‫لغة‬:‫،أظهر‬ ‫الكالم‬ ‫ونقد‬ ‫رديئها‬ ‫من‬ ‫جيدها‬ ‫ليعرف‬ ‫ونظرها‬ ‫ميزها‬
‫يهدف‬ ‫أدبي‬ ‫فن‬ ‫هو‬ :ً‫ا‬‫اصطالح‬ () ‫والتجريح‬ ‫والثلم‬ ‫العيب‬ ‫وهو‬ ‫والمحاسن‬ ‫العيوب‬ ‫من‬ ‫به‬ ‫ما‬‫إل‬‫ـــــ‬‫ى‬
‫قيمته‬ ‫وبيان‬ ‫عليه‬ ‫الحكم‬ ‫ثم‬ ‫له‬ ‫المشابه‬ ‫بغيره‬ ‫وموازنته‬ ‫وتحليله‬ ‫وتفسير‬ ‫الفني‬ ‫أو‬ ‫األدبي‬ ‫األثر‬ ‫دراسة‬
‫ودرجته‬‫وسل‬ ‫علية‬ ‫هللا‬ ‫صلى‬ ‫الرسول‬ ‫وكان‬ ‫الجاهلي‬ ‫للنقد‬ ً‫ا‬‫امتداد‬ ‫إال‬ ‫العصر‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫النقد‬ ‫يكن‬ ‫لم‬‫ـــــ‬‫م‬
‫الشعر‬ ‫في‬ ‫برأيه‬ ‫يدلي‬: ‫اآلتي‬ ‫إلى‬ ‫التوصل‬ ‫ويمكن‬
-‫الطابع‬‫األخالق‬ ‫مكارم‬ ‫يتناول‬ ‫الذي‬ ‫الشعر‬ ‫ففضل‬ ‫أخالقية‬ ‫بصبغة‬ ‫النقد‬ ‫صبغ‬ ‫اإلسالمي‬...
-‫واآلراء‬ ‫األقوال‬ ‫وصرف‬ ‫األذواق‬ ‫في‬ ‫أثر‬ ‫وفصاحته‬‫بأعجازه‬ ‫القرآن‬
-‫لنقده‬ ‫المقاييس‬ ‫بعض‬ ‫وضع‬ ‫أنه‬.
: ‫األموي‬ ‫العصر‬ ‫في‬ ‫النقد‬ ‫حضائص‬-
-‫الشعر‬ ‫التذوق‬ ‫في‬ ‫والطبع‬ ‫السليقة‬ ‫على‬ ‫قائم‬ ‫ظل‬ ‫أنه‬.
-‫اآلخر‬ ‫على‬ ‫أحدهم‬ ‫وتفضيل‬ ‫الشعراء‬ ‫بين‬ ‫الموازنة‬ ‫هي‬ ‫تجري‬ ‫التي‬ ‫أداته‬ ‫أن‬.
-‫العلم‬ ‫روح‬ ‫عن‬ ً‫ا‬‫بعيد‬ ً‫ا‬‫فطري‬ ‫يزال‬ ‫ال‬ ‫االستحسان‬ ‫تعليل‬
-‫صياغته‬ ‫جمال‬ ‫وعرف‬ ‫الشعر‬ ‫في‬ ‫الجمال‬ ‫فهم‬ ‫أنه‬
-‫ع‬ ‫يصغون‬ ‫وبدؤوا‬ ‫بالغة‬ ‫اعتنوا‬ ‫الذين‬ ‫العلماء‬ ‫نقد‬ ‫وهو‬ ‫العراق‬ ‫في‬ ‫النقد‬ ‫من‬ ‫نوع‬ ‫ظهر‬ ‫أنه‬‫اللغة‬ ‫لوم‬
‫العربية‬.
‫الشعراء‬ ‫فحول‬ ‫طبقات‬:
‫طبقات‬ ‫أو‬ ‫مراتب‬ ‫في‬ ‫ويضعهم‬ ‫الشعراء‬ ‫تصنيف‬ ‫فيه‬ ‫حاول‬ ‫وقد‬ ‫سالم‬ ‫البن‬ ‫الشعراء‬ ‫فحول‬ ‫كتاب‬
‫والشعراء‬ ‫الشعر‬ ‫عن‬ ‫المختلفة‬ ‫الروايات‬ ‫جمع‬ ‫على‬ ‫قامت‬ ‫قبله‬ ‫أو‬ ‫عصره‬ ‫في‬ ‫ألفت‬ ‫التي‬ ‫الكتب‬ ‫جميع‬.
‫إلى‬ ‫يهدف‬ ‫وكان‬ً‫ا‬‫وفق‬ ‫الشعراء‬ ‫تقدير‬‫الشخصي‬ ‫ذوقه‬ ‫ومن‬ ‫بالشعر‬ ‫علمه‬ ‫من‬ ‫مستمدة‬ ‫معينة‬ ‫لمقاييس‬.
‫على‬ ‫قائما‬ ‫كان‬ ‫منهجه‬‫االنتح‬ ‫أن‬ ‫ذلك‬ ‫؛‬ ‫صاحبة‬ ‫إلى‬ ‫الشعر‬ ‫نسبة‬ ‫صحة‬ ‫من‬ ‫التحقق‬ ‫ضرورة‬‫ــــ‬‫ال‬
‫ل‬ ‫العربي‬ ‫الشعر‬ ‫في‬ ‫كثر‬ ‫قد‬ ‫كان‬: ‫سببين‬‫العص‬ ‫في‬ ‫بالفتوحات‬ ‫العرب‬ ‫انشغال‬‫ـــــ‬‫اإلسالم‬ ‫ر‬‫ــــــــــــــ‬‫ي‬
‫رواية‬ ‫عن‬ ‫وصرفهم‬. ‫الشعر‬‫وأمجاده‬ ‫وقائعها‬ ‫بذكر‬ ً‫ا‬‫مجد‬ ‫تحقق‬ ‫أن‬ ‫أرادت‬ ‫العشائر‬ ‫بعض‬ ‫وأن‬‫ــــــــ‬‫ا‬
‫لها‬ ‫ليس‬ ‫الشعر‬ ‫ونسب‬.
‫الجاهلي‬ ‫العصر‬ ‫في‬ ‫النقد‬
َ‫د‬‫يتع‬ ‫لم‬ ‫إذ‬ ‫بسيط‬ ‫نقد‬ ‫بأنه‬ ‫الجاهلي‬ ‫العصر‬ ‫في‬ ‫النقد‬ ‫على‬ ‫يطلق‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬(‫فهو‬ ،)‫االنطباعي‬ ‫النقد‬
‫المجتمع‬ ‫بمعايير‬ ‫واألخذ‬ ‫التفسير‬ ‫يتجاوز‬ ‫لم‬‫م‬ ‫وصلتنا‬ ‫التي‬ ‫النقود‬ ‫في‬ ‫يتجلى‬ ‫ما‬ ‫وهذا‬‫ــــــــ‬‫العصر‬ ‫ن‬
‫الناقد‬ ‫دفع‬ ‫ما‬ ‫وهذا‬ ‫الجاهلي‬(‫مندور‬ ‫محمد‬)‫النقد‬ ‫كتابه‬ ‫في‬ ‫المنهجي‬ ‫النقد‬ ‫دائرة‬ ‫عن‬ ‫يقصيه‬ ‫بأن‬
‫وقد‬ .‫العربي‬ ‫النقد‬ ‫لنشأة‬ ‫األولى‬ ‫اللبنة‬ ‫يمثل‬ ‫أنه‬ ‫وجدوا‬ ‫آخرين‬ ‫نقادا‬ ‫أن‬ ‫إال‬ ،‫العرب‬ ‫عند‬ ‫المنهجي‬
‫منها‬ ‫النقود‬ ‫من‬ ‫النوع‬ ‫هذا‬ ‫لنمو‬ ‫مناسبة‬ ‫بيئات‬ ‫جدت‬ ُ‫و‬‫عكاظ‬ ‫سوق‬‫و‬‫المجازحيث‬ ‫ذي‬‫الشعراء‬ ‫يجتمع‬
‫لينش‬‫ـــــــ‬‫تحاكم‬ ‫من‬ ‫وردت‬ ‫كما‬ ‫بينهم‬ ‫فيما‬ ‫ويتنافسوا‬ ‫أشعارهم‬ ‫دوا‬‫ثابت‬ ‫بن‬ ‫حسان‬‫و‬‫الخنساء‬‫عند‬
‫الذب‬ ‫النابغة‬‫ـ‬‫ياني‬‫به‬ ‫قام‬ ‫وما‬‫القيس‬ ‫أمرؤ‬‫و‬‫الفحل‬ ‫علقمة‬‫وإن‬ ‫الرواية‬ ‫وهذه‬ ،‫جندب‬ ‫أم‬ ‫عند‬ ‫احتكام‬ ‫من‬
‫ضع‬ ‫كانت‬‫ــ‬‫ويج‬ .‫إليها‬ ‫يستند‬ ‫التي‬ ‫األساسية‬ ‫والمرتكزات‬ ‫النقد‬ ‫طبيعة‬ ‫ن‬ّ‫ي‬‫تب‬ ‫فإنها‬ ‫يفة‬‫محمد‬ ‫الدكتور‬ ‫د‬
‫النق‬ ‫أن‬ ‫مندور‬‫ـــ‬‫مع‬ ‫الثاني‬ ‫القرن‬ ‫في‬ ‫بدأ‬ ‫العرب‬ ‫عند‬ ‫المنهجي‬ ‫د‬‫الجمحي‬ ‫سالم‬ ‫ابن‬‫طبقات‬ ‫كتابه‬ ‫في‬
‫فحول‬‫الشع‬‫ـــ‬‫راء‬.
‫اإلسالم‬ ‫صدر‬ ‫في‬ ‫النقد‬
‫في‬ ‫أما‬‫اإلسالم‬ ‫صدر‬‫انشغل‬ ‫إذ‬ ‫الشعرية‬ ‫النصوص‬ ‫لطبيعة‬ ‫وذلك‬ ‫أخرى‬ ‫وجهة‬ ‫النقد‬ ‫أخذ‬ ‫فقد‬
‫دعائم‬ ‫لبناء‬ ‫المصيرية‬ ‫بالحروب‬ ‫المسلمون‬‫اإلسالم‬‫من‬ ‫النهي‬ ‫في‬ ‫روايات‬ ‫وردت‬ ‫وقد‬‫الشعر‬‫ولكنها‬ ،
‫من‬ ‫النبي‬ ‫عن‬ ‫ورد‬ ‫وما‬ ‫تنسجم‬ ‫(ال‬ ‫المتخصصين‬ ‫بعض‬ ‫يرى‬ ‫كما‬ ‫لكونها‬ ‫فت‬ّ‫ع‬‫ض‬‫الدعاء‬‫للشع‬‫ــــ‬‫ر‬،)‫اء‬
‫نزول‬ ‫وبعد‬‫اآلية‬(‫م‬ ‫والبد‬ ‫للشعر‬ ‫اإلسالمي‬ ‫المفهوم‬ ‫حول‬ ‫جدل‬ ‫)نشأ‬ ‫الغاوون‬ ‫يتبعهم‬ ‫والشعراء‬‫ــــــــ‬‫ن‬
‫الشعر‬ ‫قيمة‬ ‫من‬ ‫الحط‬ ‫تعني‬ ‫ال‬ ‫الرسول‬ ‫عن‬ ‫الشعر‬ ‫نفت‬ ‫التي‬ ‫اآليات‬ ‫بين‬ ‫التمييز‬‫وتبقى‬‫الشعراء‬ ‫سورة‬
‫طبيع‬ ‫على‬ ‫اإلسالمي‬ ‫بمفهومه‬ ‫الشعر‬ ‫أثر‬ ‫وأن‬ ‫فالبد‬ ‫الشعر‬ ‫على‬ ‫قائم‬ ‫النقد‬ ‫ومادام‬ ،‫الجدل‬ ‫مدار‬ ‫هي‬‫ــ‬‫ة‬
‫قصيدة‬ ‫من‬ ‫ماورد‬ ‫مثال‬ ‫وخير‬ ‫التلقي‬ ‫على‬ ‫بظالله‬ ‫ألقى‬ ‫ما‬ ‫وهذا‬ ،‫النقد‬‫الحطيئة‬‫لـ‬ ‫وهجائه‬‫بن‬ ‫الزبرقان‬
‫بدرواحتكام‬‫للخليفة‬ ‫األخير‬(‫ال‬ ‫بن‬ ‫عمر‬‫خطاب‬)‫من‬ ‫فيها‬ ‫ما‬ ‫عن‬ ‫الطرف‬ ‫غض‬ ‫ومحاولته‬‫هجاء‬.
‫االموي‬ ‫العصر‬ ‫في‬ ‫النقد‬
‫منها‬ ‫كثيرة‬ ‫متغيرات‬ ‫العهد‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫اإلسالمية‬ ‫الدولة‬ ‫على‬ ‫جدت‬:-‫ق‬ ‫الدولة‬ ‫رقعة‬ ‫ان‬‫ــــ‬‫اتسعت‬ ‫د‬
‫مثل‬ ‫الحواضر‬ ‫وكثرت‬‫حضارية‬ ‫مراكز‬ ‫الحواضر‬ ‫هذه‬ ‫وأصبحت‬ ،‫والمدينة‬ ‫ومكة‬ ‫والبصرة‬ ‫دمشق‬
‫واآلمراء‬ ‫القادة‬ ‫قصور‬ ‫في‬ ‫األدباء،وتستقطبهم‬ ‫تجمع‬ ‫وثقافية‬‫الشع‬ ‫تذوقوا‬ ‫ممن‬ ‫والقادة‬‫ـــــــ‬‫واألدب‬ ‫ر‬
‫الثانية‬ ‫المرحلة‬ ‫عليهم‬ ‫وأغدقوا‬ ‫قصورهم‬ ‫في‬ ‫الشعراء‬ ‫فاستقبلوا‬‫العص‬ ‫(من‬ ‫التدوين‬ ‫مرحلة‬ :‫ـــــــــ‬‫ر‬
‫العباسي‬‫الت‬ ‫جمع‬ ‫في‬ ‫الجد‬ ‫عصر‬ ))‫((األموي‬ ‫السابق‬ ‫العصر‬ ‫كان‬ ‫الحديث)م‬ ‫العصر‬ ‫إلى‬‫ــــــــ‬‫راث‬
‫الكتب‬ ‫في‬ ‫وتدوينه‬ ‫التراث‬ ‫تسجيل‬ ‫عصر‬ ‫فهو‬ ‫عنه‬ ‫الحديث‬ ‫صدد‬ ‫في‬ ‫نحن‬ ‫الذي‬ ‫العصر‬ ‫أما‬ ‫العربي‬
‫والمؤلفات‬.
‫الع‬ ‫الثقافة‬ ‫امتزجت‬ ‫إذ‬ ‫الذهبي‬ ‫مجدها‬ ‫اإلسالمية‬ ‫العربية‬ ‫الحضارة‬ ‫بلغت‬ ‫العصر‬ ‫هذا‬ ‫وفي‬‫ربية‬
‫والف‬ ‫والهنود‬ ‫اليونان‬ ‫عند‬ ‫التفكير‬ ‫وأساليب‬ .‫العلم‬ ‫في‬ ‫عريقة‬ ‫أمم‬ ‫عن‬ ‫المنقولة‬ ‫األخرى‬ ‫بالثقافات‬‫ـ‬‫رس‬
‫البحث‬ ‫تعميق‬ ‫نحو‬ ‫وتوجيهها‬ ‫وإرهافها‬ ‫العرب‬ ‫ملكات‬ ‫صقل‬ ‫في‬ ‫أثر‬ ‫الثقافات‬ ‫لهذه‬ ‫وكان‬‫هذه‬ ‫وسرت‬
‫الن‬ ‫اتجاهات‬ ‫وتنوعت‬ ‫مباحثه‬ ‫وتشعبت‬ ‫النقد‬ ‫مجال‬ ‫فانفسح‬ ،‫ونقده‬ ‫األدب‬ ‫إلى‬ ‫الروح‬‫واتسع‬ ‫قاد‬‫ــــــ‬‫ت‬
‫األث‬ ‫بعض‬ ‫وترجمة‬ ‫المختلفة‬ ‫العلوم‬ ‫وتدوين‬ ‫الثقافة‬ ‫دائرة‬ ‫باتساع‬ ‫العلماء‬ ‫أوساط‬ ‫في‬ ‫النقد‬ ‫دائرة‬‫ــــــ‬‫ار‬
‫النقد‬ ‫أن‬ ‫القول‬ ‫ويمكن‬ ‫جهاته‬ ‫كل‬ ‫إلى‬ ‫ونفذ‬ ‫األدبي‬ ‫افن‬ ‫ألوان‬ ‫كل‬ ‫وشمل‬ ‫النقد‬ ‫مذاهب‬ ‫وتنوعت‬ ‫األجنبة‬
‫وأحكاما‬ ‫مقتضبة‬ ‫وعبارات‬ ‫خطرات‬ ‫يعد‬ ‫لم‬ ‫المرحلة‬ ‫هذه‬ ‫في‬‫جزئي‬ ‫لقضايا‬ ‫وتعرضا‬ ‫سطحية‬‫ــــــــ‬،‫ة‬
‫والتعلي‬ ‫بالتحليل‬ ‫يهتم‬ ‫وأصبح‬ ‫المؤلفات‬ ‫فيه‬ ‫دونت‬ ‫ومبادئه‬ ‫أصولة‬ ‫له‬ ‫منهجيا‬ ‫نقدا‬ ‫أصبح‬ ‫ولكنه‬‫ـــــــ‬‫ل‬
‫ذل‬ ‫رافق‬ ‫كما‬ ‫وتدوينها‬ ‫واإلسالمية‬ ‫العربية‬ ‫العلوم‬ ‫جمع‬ ‫شهد‬ ‫الهجري‬ ‫الثالث‬ ‫القرن‬ ‫أن‬ ‫والخالصة‬‫ـ‬‫ك‬
‫ا‬ ‫مشاركة‬ ‫وشهد‬ ‫وتدوينه‬ ‫النقد‬ ‫في‬ ‫التأليف‬‫بسب‬ ‫النقد‬ ‫في‬ ‫واالعروضيين‬ ‫واللغويين‬ ‫لنحاة‬‫ـــ‬‫كث‬ ‫ب‬‫ــــــ‬‫رة‬
‫المنهج‬ ‫النقد‬ ‫محلهه‬ ‫وحل‬ ‫القرن‬ ‫لهذا‬ ‫الذاتي‬ ‫النقد‬ ‫وتوارى‬ ‫فئة‬ ‫كل‬ ‫فيي‬ ‫والمتخصصيين‬ ‫العلماء‬‫ـــــ‬‫ي‬
‫هذه‬ ‫على‬ ‫بعده‬ ‫وما‬ ‫الهجري‬ ‫الرابع‬ ‫القرن‬ ‫في‬ ‫النقد‬ ‫سار‬ ‫وكذلك‬ ‫والثقافة‬ ‫المعرفة‬ ‫أبواب‬ ‫بسبب‬ ‫وذلك‬
‫في‬ ‫وضعت‬ ‫التي‬ ‫األصول‬‫شاعرا‬ ‫كان‬ ‫أن‬ ‫سواء‬ ‫أديب‬ ‫نتاج‬ ‫هو‬ ‫األدبي‬ ‫والعمل‬ ‫الهجري‬ ‫الثالث‬ ‫القرن‬
‫حولة‬ ‫بشيء‬ ‫وإحساسه‬ ‫األديب‬ ‫معاناة‬ ‫بعد‬ ‫إال‬ ‫يكون‬ ‫ال‬ ‫األدبي‬ ‫النتاج‬ ‫وهذا‬ ‫قاصا‬ ‫أم‬ ‫خطيبا‬ ‫أم‬ ‫كاتبا‬ ‫أم‬
‫وإيجابيا‬ ‫سلبا‬ ‫اتجاه‬ ‫موقفا‬ ‫ويتخذ‬ ‫به‬ ‫فيتأثر‬
‫االسلوب‬ ‫عناصر‬
‫االفكار‬‫عمل‬ ‫على‬ ‫للحكم‬ ‫نقدية‬ ‫مقاييس‬ ‫:وهي‬‫واألديب‬ ‫الكاتب‬
‫العاطفة‬‫يعرض‬ ‫ما‬ ‫تجاه‬ ‫الكاتب‬ ‫موقف‬ ‫يحدد‬ ‫عنصر‬ ‫وهي‬ ‫وروحه‬ ‫القول‬ ‫إلى‬ ‫المباشر‬ ‫الدافع‬ ‫:هي‬
‫الخيال‬‫القارئ‬ ‫نفس‬ ‫في‬ ‫وبعثها‬ ‫االديب‬ ‫ناحية‬ ‫من‬ ‫تصويرها‬ ‫ووسيلة‬ ‫العاطفة‬ ‫:لغة‬
‫االيقاع‬‫وعواطفها‬ ‫النفس‬ ‫النفعاالت‬ ‫الطبيعية‬ ‫:الصورة‬
‫اللغة‬‫الصور‬ ‫تنقله‬ ‫ما‬ ‫وبيان‬ ‫الفظية‬ ‫:الصورة‬‫ومشاعر‬ ‫حقائق‬ ‫من‬ ‫ة‬
‫والعمل‬‫األدبي‬‫اال‬ ‫يريد‬ ‫عما‬ ‫،للتعبير‬ ‫متكاملة‬ ‫وحدة‬ ‫في‬ ‫العناصر‬ ‫هذه‬ ‫صياغة‬ ‫هو‬‫يقوله‬ ‫أن‬ ‫ديب‬.
‫النقاد‬ ‫وآراء‬ ‫النقدية‬ ‫الدراسة‬ : ‫الثاني‬ ‫الفصل‬
‫النقد‬‫التعبير‬ ‫هو‬‫المكتوب‬‫يسمى‬ ‫متخصص‬ ‫من‬ ‫المنطوق‬ ‫أو‬‫ناقدا‬‫وإيجابيات‬ ‫سلبيات‬ ‫عن‬‫أفع‬‫ــ‬‫ال‬
‫أو‬‫إبداعات‬‫يتخذها‬ ‫قرارات‬ ‫أو‬‫اإلنسان‬‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫أو‬‫البشر‬‫نظر‬ ‫وجهة‬ ‫من‬ ‫المجاالت‬ ‫مختلف‬ ‫في‬
‫مكامن‬ ‫يذكر‬ ‫كما‬ .‫الناقد‬‫القوة‬‫ف‬ ‫النقد‬ ‫يكون‬ ‫وقد‬ .‫الحلول‬ ‫أحيانا‬ ‫يقترح‬ ‫وقد‬ ،‫فيها‬ ‫الضعف‬ ‫ومكامن‬‫ــ‬‫ي‬
‫األخرى‬ ‫المجاالت‬ ‫مختلف‬ ‫وفي‬ ‫والمسرح‬ ،‫والسينما‬ ،‫والسياسة‬ ،‫األدب‬ ‫مجال‬.
‫في‬ ‫منشورا‬ ‫أو‬ ‫داخلية‬ ‫وثائق‬ ‫في‬ ‫مكتوبا‬ ‫النقد‬ ‫يكون‬ ‫قد‬‫الصحف‬‫خطب‬ ‫ضمن‬ ‫أو‬‫سياسية‬‫لقاءات‬ ‫أو‬
‫تلفزيونية‬‫وإذاع‬‫ية‬.
‫المعرف‬ ‫وشروط‬ ‫إمكانية‬ ‫في‬ ‫النظر‬ ‫هو‬ ‫مثال‬ ‫المعرفي‬ ‫فالنقد‬ ،‫التقييم‬ ،‫الشيء‬ ‫قيمة‬ ‫في‬ ‫النظر‬‫ـــــ‬‫ة‬
‫عامين‬ ‫نوعين‬ ‫إلى‬ ‫وينقسم‬ ،‫التمحيص‬ ‫قبل‬ ‫الرأي‬ ‫أو‬ ‫القول‬ ‫قبول‬ ‫عدم‬ ‫عموما‬ ‫وهو‬ ،‫وحدودها‬:‫نق‬‫ـــ‬‫د‬
‫خارجي‬،‫الرأي‬ ‫أصل‬ ‫في‬ ‫النظر‬ ‫وهو‬‫داخلي‬ ‫ونقد‬‫الترك‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫ذاته‬ ‫الرأي‬ ‫في‬ ‫النظر‬ ‫وهو‬‫ـــ‬‫يب‬
‫والمحتوى‬.
‫األدب‬ ‫في‬ ‫النقد‬
‫قال‬‫زيدان‬ ‫جورجي‬‫في‬ ‫النقد‬ ‫عن‬‫الهالل‬ ‫مجلة‬‫والنقص‬ ‫االستحسان‬ ‫جوانب‬ ‫إبراز‬ ‫يعني‬ ‫االنتقاد‬ ‫أن‬ ‫؛‬
‫كلمة‬ ‫وأن‬ ‫السواء‬ ‫على‬(‫(االنتق‬ ‫باب‬ ‫من‬ ‫ونريد‬ ‫وحدها‬ ‫العيوب‬ ‫إحصاء‬ ‫تعني‬ ‫ليست‬ )‫انتقاد‬‫ــــــــــــ‬‫اد‬
‫والتقريض‬)‫قبيح‬ ‫أو‬ ‫حسنا‬ ‫إن‬ ‫يسمعونه‬ ‫فيما‬ ‫رأيهم‬ ‫بإبداء‬ .‫الجانبين‬ ‫كال‬‫ــــــــ‬‫لذلك‬ ‫فدعوناه‬ ‫ا‬(‫ب‬‫ــــ‬‫اب‬
‫يترت‬ ‫بما‬ ‫لعلمنا‬ ‫إال‬ ‫فتحناه‬ ‫وما‬ ،‫المراد‬ ‫معنى‬ ‫من‬ ‫تقريبا‬ ‫واالنتقاد‬ ،)‫التقريض‬‫ـــــــ‬‫الفائدة‬ ‫من‬ ‫عليه‬ ‫ب‬
،‫يقوله‬ ‫أو‬ ‫يكتبه‬ ‫ما‬ ‫انتقاد‬ ‫أن‬ ‫وعلم‬ ‫نفسه‬ ‫في‬ ‫الضعف‬ ‫أعتقد‬ ‫من‬ ‫العاقل‬ ‫وأن‬ ‫اآلراء‬ ‫تناول‬ ‫من‬ ‫الحاصلة‬
‫ومستح‬ ‫بالمطالعة‬ ‫جديرا‬ ‫نراه‬ ‫ما‬ ‫إال‬ ‫ننتقد‬ ‫ال‬ ‫أننا‬ ‫إذ‬ ،‫قدره‬ ‫من‬ ‫يحط‬ ‫ال‬‫لالنتقاد‬ ‫قا‬.
‫الفن‬ ‫في‬ ‫النقد‬
‫الق‬ ‫خالل‬ ‫خاصة‬ ‫التشكيلية‬ ‫والفنون‬ ‫عامة‬ ‫الفن‬ ‫في‬ ‫النقدية‬ ‫التيارات‬ ‫تعددت‬ ‫كذلك‬‫ــــــ‬‫العشرين‬ ‫رن‬
‫سبيل‬ ‫على‬ ‫ونذكر‬ ‫والتأريخ‬ ‫والتنظير‬ ‫الفلسفة‬ ‫بين‬ ‫جمعت‬ ‫توجهات‬ ‫الفني‬ ‫النقد‬ ‫فشمل‬ ‫العربي‬ ‫بالعالم‬
‫قويعة‬ ‫(خليل‬ ‫النقاد‬ ‫بين‬ ‫من‬ ‫المثال‬-‫الرازق‬ ‫عبد‬‫عكاشة‬-‫الخميسي‬ ‫موسى‬-‫راشد‬ ‫أبو‬ ‫هللا‬ ‫عبد‬-
‫الزارعي‬ ‫محسن‬ ‫محمد‬.(
‫االنتقاد‬ ‫انواع‬‫ال‬ ‫نوعين‬ ‫االنتقاد‬ :‫االول‬ ‫نوع‬‫للشخ‬ ‫الشخص‬ ‫انتقاد‬ ‫وهو‬ ‫الكراهيه‬ ‫انتقاد‬ :‫ــــ‬‫حسب‬ ‫ص‬
‫الثاني‬ ‫النوع‬ ‫عمله‬ ‫حسب‬ ‫وليس‬ ‫ولشخصيتة‬ ‫له‬ ‫كراهيته‬:‫فيه‬ ‫ينتقد‬ ‫الذي‬ ‫وهو‬ ‫محله‬ ‫في‬ ‫صحيح‬ ‫انتقاد‬
‫الناس‬ ‫اكثر‬ ‫ان‬ ‫اتضح‬ ‫ولكن‬ ‫وشخصيته‬ ‫كراهيته‬ ‫حسب‬ ‫وليس‬ ‫عمله‬ ‫حسب‬ ‫االخر‬ ‫الشخص‬ ‫الشخص‬
‫لكراهيتها‬ ‫تنتقدك‬ ‫االول‬ ‫للنوع‬ ‫تميل‬‫االحيان‬ ‫اغلب‬ ‫في‬ ‫لك‬.<<‫عبدهللا‬ ‫محمد‬ ‫/إبراهيم‬ ‫الدكتور‬
‫ذمار‬ ‫/اليمن‬ ‫الصوفي‬
*‫النقد‬ ‫أهمية‬:
1-‫عن‬ ‫له‬ ‫ونهي‬ ‫بالمعروف‬ ‫له‬ ‫أمر‬ ‫أو‬ ‫له‬ ‫نصح‬ ‫هو‬ ‫للخطأ‬ ‫وتنبيهه‬،‫الخطأ‬ ‫طبيعته‬ ‫من‬‫اإلنسان‬ ‫إن‬
‫أهميتهما‬ ‫من‬ ‫أهميته‬ ‫فيأخذ‬ ،‫النقد‬ ‫هو‬ ‫وهذا‬ ،‫المنكر‬.
2-‫يتم‬ ‫البناء‬ ‫النقد‬ ‫طريق‬ ‫عن‬‫فالخطأ‬،‫األخطاء‬ ‫تراكم‬ ‫يعني‬ ‫النقد‬ ‫غياب‬ ‫إن‬ ‫حيث‬ ‫األخطاء‬ ‫تصحيح‬
‫حينئذ‬ ‫اإلصالح‬ ‫فيصعب‬ ‫تتراكم‬ ‫يجعلها‬ ‫ثالث‬ ‫مع‬ ‫خطأ‬ ‫مع‬ ‫وخطأ‬ ،‫يستمر‬ ‫يصحح‬ ‫ال‬ ‫الذي‬.
3-‫أما‬ ‫المسار‬ ‫تصحيح‬ ‫نقده‬ ‫على‬ ‫يترتب‬ ‫حيث‬ ،ً‫ا‬‫بناء‬ ‫نقده‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫بيئته‬ ‫في‬ً‫ا‬‫إيجابي‬ ‫اإلنسان‬ ‫يجعل‬
‫منه‬ ‫يستفاد‬ ‫ال‬ ‫سلبي‬ ‫فهو‬ ‫الساكت‬.
4-‫أمره‬ ‫أو‬ ‫رآه‬ ‫الذي‬ ‫المنكر‬ ‫بإنكار‬ ‫التبعة‬ ‫من‬ ‫ويخرج‬ ‫ذمته‬ ‫اإلنسان‬ ‫يبرئ‬ ‫البناء‬ ‫النقد‬ ‫طريق‬ ‫عن‬
‫برئت‬ ‫الخطأ‬ ‫وبين‬ ‫نقد‬ ‫فإذا‬ ،‫ألثم‬ ‫سكت‬ ‫لو‬ ‫هذا‬ ‫فمثل‬ ،‫ذلك‬ ‫ونحو‬ ‫فيه‬ ‫قصر‬ ‫أنه‬ ‫رأى‬ ،‫بالمعروف‬
‫وتسمو‬ ‫نفسه‬ ‫تزكو‬ ‫وبالتالي‬ ،‫ذمته‬
‫الناقد‬ ‫صفات‬:
1-ً‫ا‬‫تصور‬ ‫نقدها‬ ‫يراد‬ ‫التي‬ ‫القضية‬ ‫تصور‬‫تصوره‬ ‫عن‬ ‫فرع‬ ‫الشيء‬ ‫على‬ ‫الحكم‬ ‫ألن‬ ‫؛‬ً‫ا‬‫صحيح‬.
2-‫وغيرها‬ ‫الضوابط‬ ‫اآلداب‬ ‫األسلوب‬ ‫معرفة‬ ‫ينقد‬ ‫كيف‬ ‫يعرف‬ ‫أن‬ ‫بمعنى‬ :‫النقد‬ ‫طريقة‬ ‫معرفة‬.
3-‫وال‬ ‫ظن‬ ‫لسوء‬ ‫وال‬ ‫لحسد‬ ‫وال‬ ،‫لغيره‬ ‫وال‬ ‫لهوى‬ ‫ينقد‬ ‫لم‬ ،‫هلل‬ ‫خالصة‬ ‫نيته‬ ‫تكون‬ ‫بأن‬ :‫اإلخالص‬
‫وبذلك‬ ‫للمسلمين‬ً‫ا‬‫نصح‬ ‫نقده‬ ‫وإنما‬ ،‫دنيوي‬ ‫لغرض‬‫الصدر‬ ‫سليم‬ ‫يكون‬.
4-‫من‬ ‫أكبر‬ ‫ويعطيها‬ ‫ويضخمها‬ ‫األمور‬ ‫في‬ ‫ويبالغ‬ً‫ا‬‫عظيم‬ ً‫ال‬‫مي‬ ‫بالنقد‬ ‫يميل‬ ‫فال‬ :‫والعدل‬ ‫اإلنصاف‬
‫حجمها‬.
5-‫إذا‬ ‫المنكر‬ ‫إنكار‬ ‫من‬ ‫يعفيه‬ ‫هذا‬ ‫أن‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫يفهم‬ ‫وال‬ ،‫يفعل‬ ‫ماال‬ ‫يقول‬ ‫لئال‬ ‫ينتقده‬ ‫ما‬ ‫فيه‬ ‫يكون‬ ‫أال‬
‫كان‬ ‫إذا‬ ‫بالمعروف‬ ‫األمر‬ ‫من‬ ‫يعفيه‬ ‫أو‬ ،‫يفعله‬ ‫كان‬‫كنت‬ ‫ولو‬ ‫المنكر‬ ‫أنكر‬ ‫نقول‬ ‫نحن‬ ً‫ا‬‫أبد‬ ،‫يفعله‬ ‫ال‬
‫يأتمر‬ ‫من‬ ‫أول‬ ‫تكون‬ ‫أن‬ ‫ينبغي‬ ‫إنه‬ ‫نقول‬ ‫نفسه‬ ‫الوقت‬ ‫في‬ ‫لكن‬ ،‫تفعله‬ ‫لم‬ ‫ولو‬ ‫بالمعروف‬ ‫وأمر‬ ،‫تفعله‬
‫تنكره‬ ‫الذي‬ ‫المنكر‬ ‫عن‬ ‫ينتهي‬ ‫من‬ ‫وأول‬ ،‫به‬ ‫تأمر‬ ‫الذي‬ ‫بالمعروف‬.
6-‫فين‬ ً‫ال‬‫فع‬ ‫خطأ‬ ‫هو‬ ‫هل‬ ،‫ناحية‬ ‫من‬ ‫نقده‬ ‫يراد‬ ‫الذي‬ ‫الشيء‬ ‫من‬ ‫لتثبت‬‫ال‬ ‫أو‬ ‫قد‬
7-‫الناس‬ ‫عيوب‬ ‫عن‬ ‫عيبه‬ ‫شغله‬ ‫لمن‬ ‫فطوبى‬ ،ً‫ال‬‫أو‬ ‫نفسه‬ ‫عيوب‬ ‫إلى‬ ‫النظر‬.
8-‫والقسوة‬ ‫الغلظة‬ ‫عن‬ ‫يبعده‬ ‫وهذا‬ ،‫خطاء‬ ‫آدم‬ ‫ابن‬ ‫كل‬ ،‫ويخطئ‬ ‫إال‬ ‫أحد‬ ‫يوجد‬ ‫ال‬ ‫أنه‬ ‫ذهنه‬ ‫في‬ ‫يضع‬
‫النقد‬ ‫في‬.
9-ِ‫م‬ْ‫ؤ‬ُ‫م‬ْ‫ال‬ َّ‫ن‬َ‫ظ‬ ُ‫ه‬‫و‬ُ‫م‬ُ‫ت‬ْ‫ع‬ِ‫م‬َ‫س‬ ْ‫ذ‬ِ‫إ‬ َ‫ال‬ ْ‫و‬َ‫ل‬(( :‫تعالى‬ ‫قال‬ ‫كما‬ ‫المنقود‬ ‫مكان‬ ‫نفسه‬ ‫يضع‬ْ‫م‬ِ‫ه‬ِ‫س‬ُ‫ف‬‫ن‬َ‫أ‬ِ‫ب‬ ُ‫َات‬‫ن‬ِ‫م‬ْ‫ؤ‬ُ‫م‬ْ‫ال‬ َ‫و‬ َ‫ون‬ُ‫ن‬
ِ‫إ‬ ‫ا‬َ‫ذ‬َ‫ه‬ ‫وا‬ُ‫ال‬َ‫ق‬َ‫و‬ ‫ا‬ً‫ر‬ْ‫ي‬َ‫خ‬‫النو‬ ‫(سورة‬ ))ٌ‫ين‬ِ‫ب‬ُّ‫م‬ ٌ‫ك‬ْ‫ف‬)‫ر‬
‫حدث‬،‫بعضهم‬‫قال‬" :‫تحاكم‬‫الزبرقان‬‫بن‬‫بدر‬‫وعمرو‬‫بن‬‫األهتم‬‫وعبدة‬‫بن‬‫الطبيب‬
‫والمخبل‬‫السعدي‬‫إلى‬‫ربيعة‬‫بن‬‫حذار‬‫األسدي‬‫في‬،‫الشعر‬‫أيهم‬‫أشعر؟‬‫فقال‬‫للزبرقان‬:‫أما‬‫أنت‬
‫فشعرك‬‫كلحم‬‫اسخن‬‫ال‬‫هو‬‫انضج‬‫فأكل‬‫وال‬‫ترك‬‫نيئا‬‫فينتفع‬،‫به‬‫وأما‬‫أنت‬‫يا‬‫عمرو‬‫فإن‬‫شعرك‬
‫كبرود‬‫حبر‬‫يتألأل‬‫فيها‬،‫البصر‬‫فكلما‬‫أعيد‬‫فيها‬‫النظر‬‫نقص‬،‫البصر‬‫وأما‬‫أنت‬‫يا‬‫مخبل‬‫فإن‬‫شعرك‬
‫قصر‬‫عن‬‫شعرهم‬‫وارتفع‬‫عن‬‫شعر‬،‫غيرهم‬‫وأما‬‫أنت‬‫يا‬‫عبدة‬‫فإن‬‫شعرك‬‫كمزادة‬‫احكم‬‫خرزها‬
‫فليس‬‫تقطر‬‫وال‬‫تمطر‬. "
‫لعل‬‫هذا‬‫النموذج‬‫من‬‫أرقى‬‫األمثلة‬‫واشدها‬‫داللة‬‫على‬‫طبيعة‬‫النقد‬،‫األدبي‬‫قبل‬‫أن‬‫يصبح‬‫لهذا‬‫النقد‬
‫كيان‬،‫واضح‬‫فهو‬‫نموذج‬‫يجمع‬‫بين‬‫النظرة‬‫التركيبية‬‫والتعميم‬‫والتعبير‬‫عن‬‫االنطباع‬‫الكلي‬‫دون‬
‫لجوء‬،‫للتعليل‬‫وتصوير‬‫ما‬‫يجول‬‫في‬‫النفس‬‫بصورة‬‫اقرب‬‫إلى‬‫الشعر‬، ‫نفسه‬‫وذلك‬‫هو‬‫شأن‬‫أكثر‬
‫األحكام‬‫التي‬‫نجدها‬‫منذ‬‫الجاهلية‬‫حتى‬‫قبيل‬‫أواخر‬‫القرن‬‫الثاني‬‫الهجري؛‬‫وإذا‬‫كان‬‫هذا‬‫النموذج‬
‫من‬‫أرقاها‬‫فإن‬‫معظم‬‫النماذج‬‫الباقية‬‫إنما‬‫يتحدث‬‫عن‬‫شئون‬‫خارجة‬‫عن‬‫الشعر‬‫نفسه‬‫أو‬‫جزئية‬
،‫فيه‬‫شئون‬‫متصلة‬‫بالعرف‬‫أو‬‫بالمعارف‬‫التي‬‫يتضمنها‬‫الشعر‬‫أو‬‫بلفظة‬‫معجبة‬‫هنا‬‫ولفظة‬‫غير‬
‫معجبة‬‫هنالك‬‫أو‬‫ببيت‬‫محكم‬‫المعنى‬...‫والسبك‬‫الخ‬.
‫ولكن‬‫النقد‬‫في‬‫حقيقته‬‫تعبير‬‫عن‬‫موقف‬‫كلي‬‫متكامل‬‫في‬‫النظرة‬‫إلى‬‫الفن‬‫عامة‬‫أو‬‫إلى‬‫الشعر‬
‫خاصة‬‫يبدأ‬،‫بالتذوق‬‫أي‬‫القدرة‬‫على‬،‫التمييز‬‫ويعبر‬‫منها‬‫إلى‬‫التفسير‬‫والتعليل‬‫والتحليل‬‫والتقييم‬-
‫خطوات‬‫ال‬‫تغني‬‫إحداهما‬‫عن‬،‫األخرى‬‫وهي‬‫متدرجة‬‫على‬‫هذا‬‫النسق؛‬‫كي‬‫يتخذ‬‫الموقف‬‫نهجا‬
،‫واضحا‬‫مؤصال‬‫على‬‫قواعد‬-‫جزئية‬‫أو‬‫عامة‬-‫مؤيدا‬‫بقوة‬‫الملكة‬‫بعد‬‫قوة‬‫التمييز؛‬‫ومثل‬‫هذا‬
‫المنهج‬‫ال‬‫يمكن‬‫أن‬‫يتحقق‬‫حين‬‫يكون‬‫أكثر‬‫تراث‬‫األمة‬،‫شفويا‬‫إذ‬‫االتجاه‬‫الشفوي‬‫ال‬‫يمكن‬‫من‬
‫الفحص‬،‫والتأمل‬‫وإن‬‫سمح‬‫بقسط‬‫من‬‫التذوق‬،‫والتأثر‬‫ولهذا‬‫تأخر‬‫النقد‬‫المنظم‬‫حتى‬‫تأثلت‬‫قواعد‬
‫التأليف‬‫الذي‬‫يهيئ‬‫المجال‬‫للفحص‬‫والتقليب‬‫والنظر‬.
‫لقد‬‫ظل‬‫النقد‬‫العربي‬‫حتى‬‫نهاية‬‫القرن‬‫الثاني‬‫الهجري‬‫نقدا‬‫فطريا‬‫أساسه‬‫الذوق‬‫واالنفعال‬‫باألثر‬
،‫األدبي‬‫يكتفي‬‫بالبحث‬‫في‬‫الجزئيات‬‫فكان‬‫البيت‬‫الشعري‬‫أو‬‫اللفظة‬‫المفردة‬‫مدار‬‫نقد‬‫علماء‬‫القرن‬
‫الثاني‬‫الهجري‬.‫وجمع‬‫ذلك‬‫الجهد‬‫النقدي‬‫بين‬‫النحو‬‫والتذوق‬‫البالغي‬‫الذي‬‫اقترن‬‫بالنظر‬‫في‬
‫النص‬،‫القرآني‬‫وما‬‫يحتاج‬‫إليه‬‫ذلك‬‫من‬‫شواهد‬‫من‬‫كالم‬‫العرب‬‫وأشعارهم‬.‫إلى‬‫جانب‬‫ذلك‬‫فإن‬
‫النقد‬‫ظل‬‫عمال‬‫هامشيا‬‫عند‬‫أولئك‬‫النقاد‬‫وأكثرهم‬‫من‬‫علماء‬‫اللغة‬‫الذين‬‫انشغلوا‬‫برواية‬‫الشعر‬
‫وتنقيته‬‫من‬،‫المنحول‬‫وشروح‬‫غريبه‬.‫وقد‬‫وصفهم‬‫الجاحظ‬‫بقوله‬( :‫طلبت‬‫علم‬‫الشعر‬‫عند‬
‫األصمعي‬‫فوجدته‬‫ال‬‫يعرف‬‫إال‬‫غريبه‬‫فرجعت‬‫إلى‬‫األخفش‬‫فألفيته‬‫ال‬‫يتقن‬‫إال‬،‫إعرابه‬‫فعطفت‬
‫على‬‫أبي‬‫عبيدة‬‫فرأيته‬‫ال‬‫ينقد‬‫إال‬‫ما‬‫يتصل‬‫باألخبار‬‫وتعلق‬‫باألنساب‬‫واأليام‬).
‫لقد‬‫كان‬‫من‬‫نتائج‬‫رواية‬‫الشعر‬‫وتدوينه‬‫أن‬‫توفرت‬‫مادة‬‫شعرية‬،‫كبيرة‬‫لكنها‬‫لم‬‫تكن‬‫كما‬‫يرى‬
‫أولئك‬‫النقاد‬‫على‬‫نسق‬،‫واحد‬‫األمر‬‫الذي‬‫جعل‬‫أبا‬‫عمرو‬‫بن‬‫العالء‬‫يقول‬:(‫لقد‬‫كثر‬‫هذا‬
‫المحدث‬[‫أي‬‫شعر‬‫اإلسالميين‬]‫حتى‬‫هممت‬‫أن‬‫آمر‬‫فتياننا‬‫بروايته‬.))‫فالقول‬‫بوجود‬‫شعر‬‫محدث‬
‫يقتضي‬‫بداهة‬‫وجود‬‫شعر‬،‫قديم‬‫وهذا‬‫يعني‬‫أن‬‫نقاد‬‫الشعر‬‫منذ‬‫القرن‬‫الثاني‬‫بدأوا‬‫يميزون‬‫بين‬‫شعر‬
، ‫وشعر‬‫وعرف‬‫معجم‬‫النقد‬‫العربي‬‫مصطلحات‬‫؛‬ ‫جديدة‬‫كالقديم‬‫واإلسالمي‬‫والمحدث‬‫والمولد‬
‫والطبقة‬‫والمصنوع‬‫والمطبوع‬‫وغيرها‬.
‫إن‬‫ما‬‫يميز‬‫النقد‬‫في‬‫القرن‬،‫الثالث‬‫السيما‬‫نقد‬‫أصحاب‬‫طبقات‬،‫الشعراء‬‫أنه‬‫ظل‬‫بعيدا‬‫عن‬
‫التأثيرات‬‫الفلسفية‬‫والفكرية‬‫إذ‬‫كان‬‫هؤالء‬‫أصحاب‬‫ثقافة‬‫عربية‬،‫خالصة‬‫وكانوا‬‫خصوما‬‫لدعاة‬
‫الفلسفة‬، ‫والمنطق‬‫وهو‬‫ما‬‫ميزهم‬‫عن‬‫نقاد‬‫القرن‬‫الرابع‬‫حيث‬‫أصبح‬‫أثر‬‫الفلسفة‬‫والمنطق‬‫واضحا‬
‫في‬‫مؤلفات‬‫نقاد‬‫هذا‬،‫القرن‬‫فكان‬‫ذلك‬‫سببا‬‫إلى‬‫االتجاه‬‫بالنقد‬‫إلى‬‫البحث‬‫عن‬‫العلل‬‫ووسائل‬‫القياس‬
‫بعد‬‫أن‬‫كان‬‫قبل‬‫ذلك‬‫يقوم‬‫على‬‫الفطرة‬‫العربية‬‫وقد‬ ، ‫الخالصة‬‫أدى‬‫ذلك‬‫إلى‬‫أن‬‫يتحول‬‫نقد‬‫الشعر‬
‫وعلم‬‫الشعر‬‫إلى‬‫علم‬‫معياري‬‫يقوم‬‫على‬‫المقاييس‬،‫العقلية‬‫تجلى‬‫ذلك‬‫بصورة‬‫واضحة‬‫في‬‫كتابي‬
‫قدامة‬(‫نقد‬‫الشعر‬)‫وابن‬‫طباطبا‬(‫عيار‬‫الشعر‬).
‫وقد‬‫حاول‬‫نقاد‬‫القرن‬‫الثاني‬‫تذليل‬‫صعوبات‬‫النقد‬‫والبحث‬‫عن‬‫أسس‬‫نقدية‬‫تتصف‬،‫بالموضوعية‬
‫والشمولية‬.‫غير‬‫أن‬‫طبيعة‬‫التكوين‬‫المعرفي‬‫لهؤالء‬‫النقاد‬‫من‬،‫ناحية‬‫وطبيعة‬‫المرحلة‬‫التاريخية‬
‫من‬‫ناحية‬‫أخرى‬‫لم‬‫تسمح‬‫بالنظر‬‫إلى‬‫الشعر‬‫بوصفه‬‫إبداعا‬‫يصعب‬‫وضعه‬‫في‬‫قوالب‬،‫ثابتة‬
‫وإخضاعه‬‫لمقاييس‬‫نقدية‬‫واحدة‬.‫لذا‬‫كان‬‫اللغويون‬‫يقيسون‬‫الشعر‬‫على‬‫وفق‬‫معاييرهم‬‫اللغوية‬
‫المستمدة‬‫من‬‫لغة‬،‫البادية‬‫والنظر‬‫إلى‬‫اللغة‬‫بوصفها‬‫عنصرا‬‫قارا‬‫ال‬‫يتفاعل‬‫مع‬‫الزمان‬‫والمكان‬.
‫وقد‬‫بحث‬‫أولئك‬‫النقاد‬‫عن‬‫الشعر‬‫الذي‬‫لم‬‫تشبه‬‫شائبة‬‫العجمة‬، ‫التحضر‬ ‫أو‬‫فكان‬‫الشعر‬‫الجاهلي‬
‫النموذج‬ ‫هو‬‫الذي‬‫قاسوا‬‫عليه‬‫كل‬‫إبداع‬، ‫الحق‬‫وأصبحت‬‫المفاضلة‬‫بين‬‫الشعراء‬‫بين‬‫اإلسالميين‬
‫وبين‬‫نظرائهم‬‫من‬‫الجاهليين‬.‫وقد‬‫رأينا‬‫أن‬‫النقاد‬‫والشعراء‬‫والمتلقين‬‫من‬‫غير‬‫هاتين‬‫الفئتين‬‫ظلوا‬
‫يقابلون‬‫بين‬‫الشعر‬‫القديم‬‫وشعر‬‫اإلسالميين‬‫ثم‬،‫المحدثين‬‫فكان‬‫الجاهليون‬‫أرفع‬‫شأنا‬‫من‬
،‫اإلسالميين‬‫وهؤالء‬‫مقدمون‬‫على‬‫من‬‫جاء‬‫بعدهم‬.‫وكان‬‫الشعر‬‫القديم‬‫مثاال‬‫لالحتذاء‬،‫والمعارضة‬
‫فتن‬‫به‬‫الشاعر‬‫قبل‬‫الناقد‬.
‫لقد‬‫كان‬‫النقاد‬‫في‬‫القرن‬‫الثاني‬‫يوازنون‬‫بين‬‫الشعراء‬‫بغية‬‫الوقوف‬‫على‬‫مالمح‬‫جودة‬‫شعر‬‫كل‬
،‫منهم‬‫وبيان‬‫المتقدم‬‫منهم‬‫على‬‫غيره‬.‫لكن‬‫ذلك‬‫لم‬‫يكن‬‫ممكنا‬‫الختالف‬‫األذواق‬‫واختالف‬‫المعايير‬
‫النقدية‬.‫إن‬‫عدم‬‫اتفاق‬‫نقاد‬‫القرن‬‫الثاني‬‫على‬‫أشعر‬‫الثالثة‬‫األمويين‬‫يرجع‬‫إلى‬‫أن‬‫المقاييس‬‫النقدية‬
‫لم‬‫تسمح‬‫برؤية‬‫اختالفهم‬‫نظرا‬‫للتقارب‬‫الشديد‬‫بين‬‫هؤالء‬‫فقد‬ ، ‫الشعراء‬‫طرقوا‬‫موضوعات‬
،‫متقاربة‬‫واتبعوا‬‫رسوما‬‫فنية‬،‫متشابهة‬‫فأصبح‬‫التفاضل‬‫بينهم‬‫عسيرا‬‫ألنهم‬‫في‬‫منزلة‬‫واحدة‬.
‫من‬‫هنا‬‫كان‬‫للنقد‬‫في‬‫القرن‬‫الثالث‬‫أن‬‫يتجه‬‫إلى‬‫تأسيس‬‫منهج‬‫نقدي‬‫يسمح‬‫بجمع‬،‫المتفرق‬‫ليشكل‬
‫أصوال‬‫عامة‬‫لنقد‬‫الشعر‬.‫فكان‬‫مفهوم‬‫الطبقة‬‫قاعدة‬‫نقدية‬‫تسمح‬‫برؤية‬‫اإلبداع‬‫الشعري‬‫بوصفه‬
‫جنسا‬،‫واحدا‬‫لكنه‬‫متنوع‬‫بفعل‬‫اختالف‬‫األفراد‬‫والزمان‬‫والثقافات‬.
‫إن‬‫أصحاب‬‫طبقات‬‫الشعراء‬‫يتقاربون‬‫إلى‬‫حد‬‫ما‬‫في‬‫توجهاتهم‬، ‫النقدية‬‫فقد‬‫تبين‬‫لنا‬‫أن‬‫عنصري‬
‫الزمان‬‫والثقافة‬‫المشتركة‬‫كانا‬‫من‬‫أهم‬‫العوامل‬‫التي‬‫أثرت‬‫في‬‫تكوين‬‫مواقفهم‬، ‫النقدية‬‫لقد‬‫كان‬
‫األصمعي‬‫وابن‬‫سالم‬‫ممن‬‫عاشوا‬‫بين‬‫القرنيين‬‫الثاني‬‫والثالث‬.‫وكان‬‫ابن‬‫قتيبة‬‫وابن‬‫المعتز‬
‫متعاصرين‬.‫وربما‬‫كان‬‫القرشي‬‫قريبا‬‫إليهما‬.‫وبجانب‬‫هذا‬‫التقارب‬‫في‬‫الزمان‬‫نجد‬‫خيطا‬‫ثقافيا‬
‫رفيعا‬‫يربط‬‫بين‬‫النقاد‬‫األربعة‬‫األوائل‬.‫وربما‬‫يصح‬‫القول‬‫إن‬‫التلمذة‬‫هي‬‫الخيط‬‫الذي‬‫جمع‬‫بينهم‬.
‫إن‬‫تلك‬‫المؤثرات‬‫المشتركة‬‫قد‬‫أفرزت‬‫رؤية‬‫نقدية‬‫متقاربة‬ ‫تبدو‬‫في‬‫بعض‬،‫جوانبها‬‫غير‬‫أن‬‫علينا‬
‫أال‬‫نغفل‬‫أثر‬‫عامل‬‫الزمان‬‫بما‬‫فيه‬‫من‬‫معارف‬،‫وأحداث‬‫وأثر‬‫ذلك‬‫في‬‫تفكير‬‫الناس‬‫وأذواقهم‬.
‫ولهذا‬‫وجد‬‫النقاد‬‫أنه‬‫لم‬‫يعد‬‫ممكنا‬‫االكتفاء‬‫بتقديم‬‫أمدح‬‫بيت‬‫أهجى‬‫بيت‬‫وأغزل‬‫بيت‬‫والنظر‬‫إلى‬
‫أن‬‫الشاعر‬‫الفالني‬‫أشعر‬‫في‬‫كذا‬،‫وكذا‬‫فتلك‬‫األحكام‬‫التأثرية‬‫التي‬‫ال‬‫تصدر‬‫عن‬‫الروية‬‫لم‬‫تعد‬
،‫مقبولة‬‫وكان‬‫على‬‫النقد‬‫أن‬‫يبحث‬‫عن‬‫تعليل‬‫لتلك‬،‫األحكام‬‫في‬‫ضوء‬‫مقارنة‬‫واسعة‬‫ال‬‫تقف‬‫عند‬
‫حدود‬‫البيت‬،‫الواحد‬‫وإنما‬‫تستقصي‬‫المتشابه‬،‫منه‬‫وتعرض‬‫لما‬‫دونه‬ ‫هو‬‫وكانت‬‫عملية‬‫تدوين‬
‫الشعر‬‫القديم‬‫وشعر‬، ‫اإلسالميين‬‫وظهور‬‫الشعر‬‫المحدث‬‫عوامل‬‫عمقت‬‫الرؤية‬‫النقدية‬‫إلى‬‫أن‬
‫الشعر‬‫لم‬‫يعد‬‫ذا‬‫سمات‬‫فنية‬،‫واحدة‬‫بل‬‫صار‬‫متعدد‬، ‫السمات‬‫يمكن‬‫رؤيتها‬‫من‬‫خالل‬‫تتبع‬‫الشعر‬
‫في‬‫العصور‬‫المتتابعة‬‫أوال‬‫وفي‬‫داخل‬‫كل‬‫عصر‬.
‫لذا‬‫كانت‬‫الفحولة‬‫عند‬‫األصمعي‬‫وابن‬‫سالم‬، ‫والقرشي‬‫ثم‬‫الطبع‬‫والصنعة‬‫كما‬‫استقرت‬‫عند‬‫ابن‬
‫قتيبة‬‫وابن‬‫المعتز‬‫مفاهيم‬‫نقدية‬‫ترتكز‬‫على‬‫فهم‬‫حركة‬‫الشعر‬‫في‬‫حركتها‬، ‫الدائمة‬‫وتحتفظ‬
‫بعناصر‬‫جمالية‬، ‫عامة‬‫لكنها‬‫أيضا‬‫تنظر‬‫إلى‬‫ما‬‫يتولد‬‫من‬‫عناصر‬‫جديدة‬‫جمالية‬‫كشفت‬‫عن‬‫أن‬
‫اإلبداع‬‫الشعري‬‫ليس‬، ‫واحدا‬‫فهناك‬‫فحول‬‫وغير‬‫فحول‬.‫وتتعدد‬‫طبقات‬‫الفحول‬‫صعودا‬،‫وهبوطا‬
‫وهناك‬‫الشعراء‬‫المجيدون‬‫والشعراء‬، ‫المطبوعون‬‫وهناك‬‫القدماء‬، ‫والمحدثون‬‫وأصحاب‬‫مذهب‬
‫الصنعة‬‫وأصحاب‬‫البديع‬.
.
: ‫المنثور‬ ‫الكالم‬ ‫و‬ ‫المنظوم‬ ‫الكالم‬ ‫معنى‬
‫وم‬ُ‫ظ‬ْ‫ن‬َ‫م‬:‫ب‬َّ‫ت‬َ‫ر‬ُ‫م‬،‫وم‬ُ‫م‬ْ‫ض‬َ‫م‬ُ‫ه‬ُ‫ض‬ْ‫ع‬َ‫ب‬‫ى‬َ‫ل‬ِ‫إ‬، ٍ‫ض‬ْ‫ع‬َ‫ب‬‫وم‬ُ‫ظ‬ْ‫ن‬َ‫م‬ْ‫ال‬:‫ر‬ْ‫ع‬ِ‫ش‬،‫كالم‬‫موزون‬‫ى‬ًّ‫ف‬‫ق‬ُ‫م‬،‫خالف‬
‫المنثور‬.
‫ور‬ُ‫ث‬ْ‫ن‬َ‫م‬:‫ق‬ ِ‫ر‬َ‫ف‬َ‫ت‬ُ‫م‬،‫ت‬ِ‫ت‬َ‫ش‬َ‫ت‬ُ‫م‬‫ب‬َ‫ه‬‫ذ‬‫هباء‬‫ا‬‫منثور‬:‫انتهى‬‫إلى‬‫ال‬‫م‬َ‫ال‬َ‫ك‬ ، ‫شيء‬‫ور‬ُ‫ث‬ْ‫ن‬َ‫م‬:ُ‫م‬َ‫ال‬َ‫ك‬‫ال‬ُ‫وب‬ُ‫ت‬ْ‫ك‬َ‫م‬ْ‫ال‬
‫را‬ْ‫َث‬‫ن‬ُ‫س‬ْ‫ك‬َ‫ع‬ِ‫وم‬ُ‫ظ‬ْ‫ن‬َ‫م‬ْ‫ال‬.
‫مما‬‫جاء‬‫في‬‫كتاب‬‫سر‬‫الفصاحة‬‫البن‬‫سنان‬‫الخفاجي‬‫في‬‫التمييز‬‫بين‬‫الكالم‬‫المنظوم‬‫والمنثور‬:
‫ما‬‫يقال‬‫في‬‫تفضيل‬‫أحدهما‬‫على‬: ‫اآلخر‬
‫حد‬‫الشعر‬:‫هو‬‫كالم‬‫موزون‬‫مقفى‬‫يدل‬‫على‬، ‫معنى‬‫وقلنا‬:‫كالم‬‫ليدل‬‫على‬، ‫جنسه‬‫وقلنا‬:
‫موزون‬‫لنفرق‬‫بينه‬‫وبين‬‫الكالم‬‫المنثور‬‫الذي‬‫ليس‬‫بموزون‬‫وقلنا‬ ،:‫مقفى‬‫لنفرق‬‫بينه‬‫وبين‬
‫المؤلف‬‫الموزون‬‫الذي‬‫ال‬‫قوافي‬، ‫له‬‫وقلنا‬:‫يدل‬‫على‬‫معنى‬‫لنحترز‬‫من‬‫المؤلف‬‫بالقوافي‬
‫الموزون‬‫الذي‬‫ال‬‫يدل‬‫على‬‫معنى‬.
‫وسمى‬‫شعرا‬‫من‬‫قولهم‬‫شعرت‬‫بمعنى‬‫فطنت‬‫والشعر‬‫الفطنة‬‫كأن‬‫الشاعر‬‫عندهم‬‫قد‬‫فطن‬‫لتأليف‬
،‫الكالم‬‫وإذا‬‫كان‬‫هذا‬‫مفهوما‬‫ما‬‫فأقل‬‫ما‬‫يقع‬‫عليه‬‫اسم‬‫الشعر‬‫بيتان‬‫ألن‬‫التقفية‬‫ال‬‫تمكن‬‫في‬‫أقل‬
،‫منهما‬‫وال‬‫تصح‬‫في‬‫البيت‬‫الواحد‬‫ألنها‬‫مأخوذة‬‫من‬‫قفوت‬‫الشيء‬‫إذا‬،‫تلوته‬‫وقد‬‫ذهب‬
‫العروضيون‬‫إلى‬‫أن‬‫أقل‬‫ما‬‫يطلق‬‫عليه‬‫اسم‬‫الشعر‬‫ثالث‬‫أبيات‬‫وليس‬‫األمر‬‫على‬‫ما‬‫ذهبوا‬‫إليه‬‫ألن‬
‫الحد‬‫الصحيح‬‫قد‬‫ذكرناه‬‫وهو‬‫يدل‬‫على‬‫أن‬‫البيتين‬،‫شعر‬‫فأما‬‫اعتالل‬‫بعضهم‬‫بأن‬‫البيتين‬‫قد‬‫يتفقان‬
‫في‬‫كالم‬‫ال‬‫يقصده‬‫قائل‬‫الشعر‬‫وال‬‫يتفق‬‫ثالثة‬‫أبيات‬‫فيما‬‫ال‬‫يقصد‬‫مؤلفه‬‫الشعر‬‫فاعتالل‬،‫فاسد‬
‫ألنه‬‫إن‬‫كان‬‫يريد‬‫بالبيتين‬‫مثل‬‫قول‬‫امرئ‬‫القيس‬:
‫قفا‬‫نبك‬‫من‬‫ذكرى‬‫حبيب‬‫ومنزل‬‫بسقط‬‫اللوى‬‫بين‬‫الدخول‬‫فحومل‬
‫فتوضح‬‫فالمقراة‬‫لم‬‫يعف‬‫رسمها‬‫لما‬‫نسجتها‬‫من‬‫جنوب‬‫وشــــمأل‬
‫فذلك‬‫ال‬‫يتفق‬‫إال‬‫في‬‫كالم‬‫يقصد‬‫به‬،‫الشعر‬‫وإن‬‫كان‬‫يريد‬‫بالبيتين‬‫مثل‬‫ما‬‫استشهد‬‫به‬‫من‬‫قول‬
‫العامة‬:‫(زمارة‬‫مليحة‬‫بقطعة‬)‫صحيحة‬‫فقد‬‫يتفق‬‫من‬‫هذا‬‫الجنس‬‫ثالثة‬‫أبيات‬‫في‬‫كالم‬‫ال‬‫يقصد‬‫به‬
،‫الشعر‬‫فالذي‬‫ذكره‬‫دعوى‬‫ال‬‫دليل‬‫عليها‬.‫وإذا‬‫كان‬‫هذا‬‫بينا‬‫فالفرق‬‫بين‬‫الشعر‬‫والنثر‬‫بالوزن‬‫على‬
‫كل‬،‫حال‬‫بالتقفية‬ ‫و‬‫إن‬‫لم‬‫يكن‬‫المنثور‬‫مسجوعا‬‫على‬‫طريق‬‫القوافي‬،‫الشعرية‬‫والوزن‬‫هو‬‫التأليف‬
‫الذي‬‫يشهد‬‫الذوق‬‫بصحته‬‫أو‬، ‫العروض‬‫أما‬‫الذوق‬‫فألمر‬‫يرجع‬‫إلى‬‫الحس‬‫وأما‬‫العروض‬‫فألنه‬
‫قد‬‫حصر‬‫فيه‬‫جميع‬‫ما‬‫عملت‬‫العرب‬‫عليه‬‫من‬‫األوزان‬‫فمتى‬‫عمل‬‫شاعر‬‫شيئا‬‫ال‬‫يشهد‬‫بصحته‬
‫الذوق‬‫وكانت‬‫العرب‬‫قد‬‫عملت‬‫مثله‬‫جاز‬‫له‬‫ذلك‬‫كما‬‫ساغ‬‫له‬‫أن‬‫يتكلم‬، ‫بلغتهم‬‫فأما‬‫إذا‬‫خرج‬‫عن‬
‫الحسن‬‫وأوزان‬‫العرب‬‫فليس‬‫بصحيح‬‫وال‬‫جائز‬‫ألنه‬‫ال‬‫يرجع‬‫إلى‬‫أمر‬‫يسوغه‬‫والذوق‬‫مقدم‬‫على‬
‫العروض‬‫فكل‬‫ما‬‫صح‬‫فيه‬‫لم‬‫يلتفت‬‫إلى‬‫العروض‬‫في‬،‫جوازه‬‫ولكن‬‫قد‬‫يفسد‬‫فيه‬‫بعض‬‫ما‬‫يصح‬
‫بالعروض‬‫على‬‫المعنى‬‫الذي‬‫ذكرناه‬‫كالزحافات‬‫المروية‬‫في‬‫أشعار‬‫العرب‬‫المذكورة‬‫في‬‫كتب‬
،‫العروض‬‫وهو‬‫األصل‬‫الذي‬‫عملت‬‫العرب‬‫األول‬، ‫عليه‬‫وإنما‬‫العروض‬‫استقراء‬‫لألوزان‬‫حدث‬
‫بعد‬‫ذلك‬‫بزمان‬‫طويل‬.
‫وأما‬‫التفضيل‬‫بين‬‫النظم‬‫والنثر‬‫فالذي‬‫يصلح‬‫أن‬‫يقوله‬‫من‬‫يفضل‬‫النظم‬‫أن‬‫الوزن‬‫يحسن‬،‫الشعر‬
‫ويحصل‬‫للكالم‬‫به‬‫من‬‫الرونق‬‫ما‬‫ال‬‫يكون‬‫للكالم‬،‫المنثور‬‫ويحدث‬‫عليه‬‫من‬‫الطرب‬‫في‬‫إمكان‬
‫التلحين‬‫والغناء‬‫به‬‫ما‬‫ال‬‫يكون‬‫للكالم‬،‫المنثور‬‫ولهذه‬‫العلة‬‫ساغ‬‫حفظه‬‫أكثر‬‫من‬‫حفظ‬‫المنثور‬‫حتى‬
‫لو‬‫اعتبرت‬‫أكثر‬‫الناس‬‫لم‬‫تجد‬‫فيهم‬‫من‬‫يحفظ‬‫فصال‬‫من‬‫رسالة‬‫غير‬‫القليل‬‫وال‬‫يجد‬‫فيهم‬‫من‬‫ال‬
‫يحفظ‬‫البيت‬‫أو‬‫القطعة‬‫إال‬،‫اليسير‬‫ولوال‬‫ما‬‫انفرد‬‫به‬‫من‬‫الوزن‬‫الذي‬‫تميل‬‫إليه‬‫النفوس‬‫بالطبع‬‫لم‬
‫يكن‬‫لذلك‬‫وجه‬‫وال‬‫سبب‬.
‫ونقول‬‫إن‬‫الشعر‬‫يدخل‬‫في‬‫جميع‬‫األغراض‬‫كالنسيب‬‫والمديح‬‫والذم‬‫والوصف‬،‫والعتب‬‫والنثر‬‫ال‬
‫يدخل‬‫في‬‫جميع‬‫ذلك‬‫فإن‬‫التشبيب‬‫ال‬‫يحسن‬‫في‬‫غير‬‫الشعر‬‫وكذلك‬‫غيره‬‫من‬،‫األغراض‬‫وما‬‫صلح‬
‫لجميع‬‫ضروب‬‫الكالم‬‫وصنوفه‬‫أفضل‬‫مما‬‫اقتصر‬‫على‬‫بعضه‬.
‫وأما‬‫الذي‬‫نقوله‬‫من‬‫تفضيل‬‫النثر‬‫على‬‫النظم‬:‫فهو‬‫أن‬‫النثر‬‫يعلم‬‫فيه‬‫أمور‬‫ال‬‫تعلم‬‫في‬‫النظم‬
‫كالمعرفة‬،‫بالمخاطبات‬‫وبينة‬‫الكتب‬‫والعهود‬،‫والتقليدات‬‫وأمور‬‫تقع‬‫بين‬‫الرؤساء‬‫والملوك‬‫يعرف‬
‫بها‬‫الكاتب‬‫أمورهم‬‫ويطلع‬‫على‬‫خفي‬،‫أسرارهم‬‫وأن‬‫الحاجة‬‫إلى‬‫صناعة‬‫الكتابة‬‫ماسة‬‫واالنتفاع‬
‫بها‬‫في‬‫األغراض‬‫ظاهر‬.‫والشعر‬‫فضل‬‫يستغنى‬‫عنه‬‫وال‬‫تقود‬‫ضرورة‬‫إليه‬‫وأن‬‫منزلة‬‫الشاعر‬‫إذا‬
‫زادت‬‫وتسامت‬‫لم‬‫ينل‬‫بها‬‫قدرا‬‫عاليا‬‫وال‬‫ذكرا‬‫جميال‬‫والكاتب‬‫ينال‬‫بالكتابة‬‫الوزارة‬‫فما‬‫دونها‬‫من‬
‫رتب‬،‫الرياسة‬‫وصناعة‬‫تبلغ‬‫بها‬‫إلى‬‫الدرجة‬‫الرفيعة‬‫أشرف‬‫من‬‫صناعة‬‫ال‬‫توصل‬‫صاحبها‬‫إلى‬
،‫ذلك‬‫وأن‬‫أكثر‬‫النظم‬‫إذا‬‫كشف‬‫وجد‬‫ال‬‫يعبر‬‫عن‬‫جد‬‫وال‬‫يترجم‬‫عن‬،‫حق‬‫وإنما‬‫الحذق‬‫فيه‬‫اإلفراط‬
‫في‬‫الكذب‬‫والغلو‬‫في‬،‫المبالغة‬‫وأكثر‬‫النثر‬‫شرح‬‫أمور‬‫متيقنة‬‫وأحوال‬،‫مشاهدة‬‫وكثر‬‫فيه‬‫الجد‬
‫والتحقيق‬‫أفضل‬‫مما‬‫كثر‬‫فيه‬‫المحال‬‫والتقريب‬‫وقد‬‫يتسع‬‫الكالم‬‫فيما‬‫ال‬‫يخرج‬‫عن‬‫هذا‬‫الفن‬.
‫القديم‬ ‫العربي‬ ‫النقدي‬ ‫التراث‬ ‫في‬ ‫الشعر‬ ‫عمود‬ ‫قضية‬
‫في‬‫اللغة‬:‫العمود‬:‫عمود‬‫البيت‬‫وهو‬‫الخشبة‬‫القائمة‬‫في‬‫وسط‬،‫الخباء‬‫والجمع‬‫أعمدة‬،‫وعمد‬
‫وعمود‬‫األمر‬:‫وامه‬ِ‫ق‬‫الذي‬‫ال‬‫يستقيم‬‫إال‬،‫به‬‫والعميد‬:‫السيد‬‫المعتمد‬‫عليه‬‫في‬‫األمور‬‫أو‬‫المعمود‬
‫إليه‬.
‫وفي‬‫االصطالح‬:‫هو‬‫طريقة‬‫العرب‬‫في‬‫نظم‬‫الشعر‬‫ال‬‫ما‬‫أحدثه‬‫المولدون‬،‫والمتأخرون‬‫أو‬‫هي‬
‫القواعد‬‫الكالسيكية‬‫للشعر‬‫العربي‬‫التي‬‫يجب‬‫على‬‫الشاعر‬‫أن‬‫يأخذ‬،‫بها‬‫فيحكم‬‫له‬‫أو‬‫عليه‬
‫بمقتضاها‬.
‫ف‬َّ‫عر‬ُ‫ي‬‫و‬‫كذلك‬‫بأنه‬:‫هو‬‫مجموعة‬‫الخصائص‬‫الفنية‬‫المتوفرة‬‫في‬‫قصائد‬‫فحول‬،‫الشعراء‬‫والتي‬
‫ينبغي‬‫أن‬‫تتوفر‬‫في‬‫الشعر‬‫ليكون‬‫ا‬‫جيد‬.
‫ف‬َّ‫عر‬ُ‫ي‬‫و‬‫بأنه‬:‫التقاليد‬‫الشعرية‬‫المتوارثة‬‫أو‬‫السنن‬‫المتبعة‬‫عند‬‫شعراء‬،‫العربية‬‫فمن‬‫سار‬‫على‬
‫هذه‬،‫السنن‬‫وراعى‬‫تلك‬،‫التقاليد‬‫قيل‬‫عنه‬:‫ه‬‫إن‬‫التزم‬‫عمود‬،‫الشعر‬‫واتبع‬‫طريقة‬،‫العرب‬‫ومن‬‫حاد‬
‫عن‬‫تلك‬،‫التقاليد‬‫وعدل‬‫عن‬‫تلك‬‫السنن‬‫قيل‬‫عنه‬:‫ه‬‫إن‬‫قد‬‫خرج‬‫على‬‫عمود‬،‫الشعر‬‫وخالف‬‫طريقة‬
‫العرب‬.
‫يالحظ‬‫في‬‫المعنى‬‫عجمي‬ُ‫م‬‫ال‬‫أنه‬‫لم‬‫ذكر‬ُ‫ي‬‫ارتباط‬‫كلمة‬‫العمود‬‫بالشعر‬‫كما‬‫هو‬‫األمر‬‫في‬‫المعنى‬
،‫االصطالحي‬‫إال‬‫أن‬‫هذا‬‫ال‬‫ينفي‬‫أن‬‫يكون‬‫المعنى‬‫االصطالحي‬‫مستوحى‬‫من‬‫المعنى‬،‫اللغوي‬
‫فكما‬‫أن‬‫خشبة‬‫بيت‬‫عر‬َ‫ش‬‫ال‬‫هي‬‫األساس‬‫الذي‬‫يقوم‬‫عليه‬‫ذلك‬،‫البيت‬‫فإن‬‫أصول‬‫الشعر‬‫العربي‬
‫وعناصره‬‫التي‬‫شير‬ُ‫ي‬‫إليها‬‫المعنى‬‫االصطالحي‬ُّ‫د‬‫ع‬ُ‫ت‬‫ا‬‫أيض‬‫بمثابة‬‫الدعامة‬‫والركيزة‬‫األساسية‬‫التي‬
‫ال‬‫يقوم‬‫نظم‬‫الشعر‬‫الجيد‬‫الصحيح‬‫إال‬‫عليها‬.
‫نشأة‬‫مصطلح‬‫عمود‬‫الشعر‬‫عند‬: ‫اآلمدي‬
‫عند‬‫تتبع‬‫هذا‬‫المصطلح‬،‫ا‬‫تاريخي‬‫فإنني‬‫ال‬ُّ‫د‬‫أج‬‫من‬‫النقاد‬‫قبل‬‫اآلمدي‬‫من‬‫تحدث‬‫عن‬‫عمود‬
‫الشعر‬‫بهذا‬، ‫اللفظ‬‫وإنما‬‫نحن‬‫نواجه‬‫هذا‬‫المصطلح‬‫عنده‬‫ألول‬، ‫مرة‬‫لذا‬‫فإنه‬‫نسب‬ُ‫ي‬‫له‬‫فضل‬
‫اإلسهام‬‫في‬‫تأسيس‬‫هذا‬‫المصطلح‬،‫وتأصيله‬‫ولكن‬‫من‬‫أين‬‫استمد‬‫اآلمدي‬‫هذا‬‫المصطلح‬‫؟‬‫وكيف‬
‫استطاع‬‫أن‬‫يقع‬‫عليه‬‫؟‬
‫ال‬‫يمكن‬‫القطع‬‫برأي‬‫محدد‬‫في‬‫مصدر‬‫هذا‬‫المصطلح‬‫عن‬،‫اآلمدي‬‫وإنما‬‫نحن‬‫نفترض‬‫ا‬‫افتراض‬
‫أن‬‫يكون‬‫اآلمدي‬‫استفاد‬‫في‬‫وضعه‬‫من‬‫بعض‬‫المصطلحات‬‫التي‬‫ترد‬‫ا‬‫كثير‬‫في‬‫كتب‬‫النقد‬‫القديمة‬
‫مثل‬:‫مذهب‬،‫الشعر‬‫وطريقة‬،‫الشعر‬‫ومذاهب‬،‫العرب‬‫ومسالك‬،‫األوائل‬‫وما‬‫شاكل‬‫ذلك‬‫من‬
‫العبارات‬‫التي‬‫تقترب‬‫من‬‫معنى‬‫عمود‬‫الشعر‬.
‫أو‬‫لعله‬‫استفاد‬‫من‬‫مصطلح‬(‫عمود‬‫الخطابة‬)‫الذي‬‫ورد‬‫عند‬‫الجاحظ‬‫في‬‫كتابه‬‫البيان‬،‫والتبيين‬
‫فقد‬‫جاء‬‫فيه‬" :‫أخبرني‬‫محمد‬‫بن‬‫عباد‬‫بن‬‫كاسب‬...‫قال‬‫سمعت‬‫أبا‬‫داود‬‫بن‬‫جرير‬‫يقول‬" :
‫رأس‬‫الخطابة‬،‫الطبع‬‫وعمودها‬،‫الدربة‬‫وجناحاها‬‫رواية‬،‫الكالم‬‫وحليها‬‫األعراب‬".
‫أو‬‫لعله‬‫استفاد‬‫من‬‫بعض‬‫عبارات‬‫أخرى‬‫للجاحظ‬‫في‬‫قوله‬" :‫وكل‬‫شيء‬‫للعرب‬‫فإنما‬‫هو‬
‫بديهة‬‫وارتجال‬‫وكأنه‬،‫إلهام‬‫وليس‬‫هناك‬‫معاناة‬‫وال‬‫مكابدة‬...‫وإنما‬‫هو‬‫أن‬‫يصرف‬‫وهمه‬‫إلى‬
‫الكالم‬‫وإلى‬‫رجز‬‫يوم‬،‫الخصام‬...‫فما‬‫هو‬‫إال‬‫أن‬‫يصرف‬‫وهمه‬‫إلى‬‫جملة‬،‫المذهب‬‫وإلى‬‫العمود‬
‫الذي‬‫إليه‬،‫يقصد‬‫فتأتيه‬‫المعاني‬‫إرساال‬."
‫كما‬‫أن‬‫ربط‬‫اآلمدي‬‫بين‬‫الجانب‬‫الشكلي‬‫ألبيات‬‫القصيدة‬‫العربية‬‫وبيت‬،‫الشعر‬‫مسكن‬‫العرب‬
‫ا‬‫قديم‬‫قد‬‫يكون‬‫ا؛‬‫وارد‬‫ألن‬‫الشعراء‬‫أحبوا‬‫أن‬‫يجعلوا‬‫األقاويل‬‫مرتبة‬‫ترتيب‬‫أحويتهم‬‫وبيوتهم‬‫في‬
،‫البصر‬‫فقصدوا‬‫أن‬‫يحاكوا‬‫بيوت‬‫الشعر‬‫التي‬‫كانت‬،‫مساكنهم‬‫ولما‬‫قصدوا‬‫أن‬‫يجعلوا‬‫هيئات‬
‫ترتيب‬‫األقاويل‬‫الشعرية‬‫ونظام‬‫أوزانهم‬‫بمنزلة‬‫وضع‬‫البيوت‬‫وترتيبها‬‫فتأملوا‬‫البيوت‬‫فوجدوا‬‫لها‬
‫ا‬‫كور‬‫أي‬‫جوانب‬‫ا‬‫وأركان‬‫ا‬‫وأقطار‬‫أي‬‫نواحي‬‫وأعمدة‬‫ا‬‫وأسباب‬،‫ا‬‫وأوتاد‬‫وجعلوا‬‫الوضع‬‫الذي‬‫بنى‬ُ‫ي‬
‫عليه‬‫منتهى‬‫شطر‬،‫البيت‬‫وينقسم‬‫البيت‬‫عنده‬‫نصفين‬‫بمنزلة‬‫عمود‬‫البيت‬‫الموضوع‬‫وسطه‬.
‫اآلمدي‬ ‫و‬‫لم‬‫يحدد‬‫مفهوم‬‫عمود‬‫الشعر‬‫وعناصره‬‫بالشكل‬،‫الدقيق‬‫وإنما‬‫هو‬‫شيء‬‫سنحاول‬‫أن‬
‫نستنبطه‬‫من‬‫ثنايا‬‫كالمه‬‫على‬‫كل‬‫من‬‫مذهبي‬‫أبي‬‫تمام‬،‫والبحتري‬‫وعن‬‫تصوره‬‫الخاص‬‫لطريقة‬
‫الشعر‬‫عند‬‫العرب‬.
‫وقد‬‫ح‬‫صر‬‫اآلمدي‬‫بلفظ‬‫عمود‬‫الشعر‬‫أكثر‬‫من‬‫مرة‬ِ‫ه‬‫بوصف‬‫ا‬‫شيئ‬‫ا‬‫معروف‬‫ومتداوال‬‫بين‬،‫الناس‬
‫ثم‬‫نص‬‫صراحة‬‫على‬‫أن‬‫البحتري‬‫قد‬‫التزم‬‫هذا‬‫العمود‬‫ولم‬‫يخرج‬،‫عليه‬‫فقال‬" :‫أن‬‫البحتري‬‫كان‬
‫أعرابي‬‫الشعر‬،‫مطبوع‬‫وعلى‬‫مذهب‬،‫األوائل‬‫وما‬‫فارق‬‫عمود‬‫الشعر‬‫المعروف‬".
‫وفي‬‫حين‬‫يرى‬‫اآلمدي‬‫أن‬‫أبا‬‫تمام‬‫خرج‬،‫عليه‬‫ولم‬‫يقم‬‫به‬‫كما‬‫قال‬،‫البحتري‬‫حين‬‫قال‬‫على‬
‫لسان‬‫البحتري‬‫الذي‬‫ئل‬ُ‫س‬‫عن‬ِ‫ه‬‫نفس‬‫وعن‬‫أبي‬‫تمام‬‫فأجاب‬" :‫كان‬‫أغوص‬‫على‬‫المعاني‬،‫مني‬‫وأنا‬
‫أقوم‬‫بعمود‬‫الشعر‬‫منه‬"،‫ومن‬‫الواضح‬‫أن‬‫اآلمدي‬‫قد‬‫نسب‬‫هذا‬‫المصطلح‬‫إلى‬‫البحتري‬‫في‬ِ‫ه‬‫قول‬
‫السابق‬‫حين‬‫ئل‬ُ‫س‬‫عن‬‫نفسه‬‫وعن‬‫أبي‬،‫تمام‬‫فكان‬‫جوابه‬‫بأنه‬‫أقوم‬‫بعمود‬‫الشعر‬،‫منه‬‫وفي‬‫رأيي‬‫أنه‬
‫لو‬‫ثبت‬‫أن‬‫البحتري‬‫قد‬‫قال‬‫ذلك‬‫ا‬‫حق‬‫لكان‬‫هو‬‫أقدم‬‫من‬‫استعمل‬‫هذا‬‫المصطلح‬‫في‬‫حدود‬‫ما‬‫وصل‬
،‫إلينا‬‫ولكننا‬‫ال‬‫نجد‬‫هذا‬‫الخبر‬‫إال‬‫في‬‫كتاب‬،‫الموازنة‬‫مما‬‫يجعلنا‬‫نعتقد‬‫ا‬‫تمام‬‫أن‬‫اآلمدي‬‫يسوق‬
‫معاني‬‫البحتري‬‫بألفاظه‬‫ومصطلحاته‬‫الخاصة‬‫وهذا‬ ،‫يؤكد‬‫بأن‬‫المصطلح‬‫قد‬‫جاء‬‫من‬‫اآلمدي‬
‫خدمة‬،‫للبحتري‬‫أي‬‫تأييد‬‫اآلمدي‬‫لشعر‬‫البحتري؛‬‫ألنه‬‫أتهم‬‫أبا‬‫تمام‬‫بالخروج‬،‫عليه‬‫بيد‬‫أن‬
‫المرزوقي‬‫والجرجاني‬‫كما‬‫سنرى‬‫ا‬‫الحق‬‫تحدثا‬‫عن‬‫عمود‬‫الشعر‬‫ولكن‬‫لم‬‫يتهما‬‫أبا‬‫تمام‬‫بذلك‬.
‫ويرد‬‫مصطلح‬(‫عمود‬‫الشعر‬)‫في‬‫موضع‬‫آخر‬‫من‬‫كتاب‬‫الموازنة‬‫على‬‫لسان‬‫البحتري‬‫يقول‬" :
‫وحصل‬‫للبحتري‬‫أنه‬‫ما‬‫فارق‬‫عمود‬‫الشعر‬‫وطريقته‬،‫المعروفة‬‫مع‬‫ما‬‫نجده‬‫ا‬‫كثير‬‫في‬‫شعره‬‫من‬
‫االستعارة‬‫والتجنيس‬‫والمطابقة‬".
‫يدل‬‫النص‬‫السابق‬‫على‬‫قبول‬‫اآلمدي‬‫للصنعة‬‫في‬‫عمود‬،‫الشعر‬‫إذ‬‫لم‬‫تخرج‬‫إلى‬‫حيز‬‫اإلفراط‬
،‫والمبالغة‬‫وما‬‫نجده‬‫في‬‫طريقة‬‫البحتري‬‫التي‬‫هي‬(‫عمود‬‫الشعر‬)،‫إنها‬‫لم‬‫تكن‬‫خالية‬‫من‬‫الصنعة‬
‫باعتراف‬‫اآلمدي‬، ‫نفسه‬‫ويقول‬‫اآلمدي‬‫في‬‫شأن‬‫ذلك‬" :‫وليس‬‫الشعر‬‫عند‬‫أهل‬‫العلم‬‫به‬‫إال‬‫حسن‬
،‫التأتي‬‫وقرب‬،‫المأخذ‬‫واختيار‬،‫الكالم‬‫ووضع‬‫األلفاظ‬‫في‬،‫موضعها‬‫وأن‬‫يورد‬‫المعاني‬‫باللفظ‬
‫المعتاد‬‫فيه‬‫المستعمل‬‫في‬،‫مثله‬‫وأن‬‫تكون‬‫االستعارات‬‫والتمثيالت‬‫الئقة‬‫بما‬‫استعيرت‬‫له‬‫وغير‬
‫منافرة‬،‫لمعناه‬‫فإن‬‫الكالم‬‫ال‬‫يكتسي‬‫البهاء‬‫والرونق‬‫إال‬‫إذا‬‫كان‬‫بهذا‬،‫الوصف‬‫وتلط‬‫طريقة‬
‫البحتري‬".
‫فطريقة‬‫البحتري‬‫هذه‬‫ـ‬‫كما‬‫يتحدث‬‫عنها‬‫اآلمدي‬‫ـ‬‫لم‬ِ‫ف‬‫تن‬‫أن‬‫يكون‬‫فيها‬،‫صنعة‬‫كما‬‫أن‬
‫البحتري‬‫كان‬‫يأخذ‬‫من‬‫فنون‬‫البديع‬،‫وأشكاله‬‫حتى‬‫كاد‬‫بعض‬‫النقاد‬‫أن‬‫يلحقه‬‫بأبي‬‫تمام‬‫في‬،‫ذلك‬
‫ويجعلهما‬‫طبقة‬،‫واحدة‬‫كما‬‫فعل‬‫ابن‬‫رشيق‬‫القيرواني‬‫حينما‬‫قال‬" :‫وليس‬‫يتجه‬‫البتة‬‫أن‬‫يتأتى‬‫من‬
‫الشاعر‬‫قصيدة‬‫كلها‬‫أو‬‫أكثرها‬‫متصنع‬‫من‬‫غير‬‫قصد‬‫كالذي‬‫يأتي‬‫من‬‫أشعار‬‫حبيب‬‫والبحتري‬
،‫وغيرهما‬‫فقد‬‫كانا‬‫يطلبان‬،‫الصنعة‬‫ويولعان‬‫بها‬".
‫إذن‬‫يمكن‬‫القول‬‫بأن‬‫عمود‬‫الشعر‬‫عند‬‫اآلمدي‬‫ال‬‫يتجافى‬‫مع‬،‫الصنعة‬‫ما‬‫دامت‬‫في‬ٍ‫د‬‫حدو‬
،‫مقبولة‬‫ال‬‫تبلغ‬‫اإلفراط‬،‫الزائد‬‫وال‬‫تصل‬‫إلى‬‫التكلف‬،‫المذموم‬‫والشاعر‬‫الذي‬‫يحسن‬‫تناولها‬‫بهذه‬
‫الصورة‬‫شاعر‬،‫مطبوع‬‫على‬‫مذهب‬،‫العرب‬‫ولم‬‫يفارق‬‫عمود‬‫الشعر‬‫العربي‬.
ُّ‫د‬‫ونو‬‫أن‬‫شير‬ُ‫ن‬‫إلى‬‫أن‬‫مصطلح‬(‫عمود‬‫الشعر‬)‫الذي‬‫ورد‬‫في‬‫كتاب‬‫الموازنة‬، ‫لآلمدي‬‫وذكره‬
‫ثالثة‬‫مرات‬،‫ا‬‫تصريح‬‫كان‬‫بمعنى‬‫وام‬ِ‫ق‬‫الشعر‬‫ومالكه‬‫الذي‬‫ال‬‫ينهض‬‫إال‬‫به‬‫حتى‬‫قال‬ُ‫ي‬‫عنه‬‫أنه‬
،‫شعر‬ُ‫ع‬‫والمرج‬‫في‬‫ذلك‬‫أشعار‬‫العرب‬‫القدماء‬‫في‬‫معانيها‬‫وصياغتها‬‫وصورها‬،‫ونخلص‬‫مما‬
‫سبق‬‫بأن‬‫اآلمدي‬‫هو‬‫أول‬‫من‬‫حام‬‫حول‬‫ما‬‫أسماه‬(‫عمود‬‫الشعر‬)‫وحدده‬‫بالصفات‬‫السلبية‬‫وأورد‬
‫ما‬‫تورط‬‫فيه‬‫أبو‬‫تمام‬‫من‬،‫تعقيد‬‫وألفاظ‬،‫مستكرهة‬‫وكالم‬،‫وحشي‬‫وإبعاد‬‫في‬،‫االستعارة‬‫واستكراه‬
‫في‬،‫المعاني‬‫مما‬‫لو‬‫عكسنا‬‫تلك‬‫الصفات‬‫ألصبحت‬‫صفات‬‫البحتري‬‫في‬ِ‫ه‬‫شعر‬‫وليس‬ ،‫من‬‫شك‬‫في‬
‫أن‬‫اآلمدي‬‫كان‬‫ؤثر‬ُ‫ي‬‫طريقة‬،‫البحتري‬‫ومن‬‫أجل‬‫ذلك‬‫جعلها‬(‫عمود‬‫الشعر‬)‫ونسبها‬‫إلى‬،‫األوائل‬
‫ح‬‫وصـر‬‫لنا‬‫بأنه‬‫من‬‫هذا‬‫الفريق‬‫يقول‬" :‫والمطبوعون‬‫وأهل‬‫البالغة‬‫ال‬‫يكون‬‫الفضل‬‫عندهم‬‫من‬
‫جهة‬‫استقصاء‬‫المعاني‬‫واإلغراق‬‫في‬،‫الوصف‬‫وإنما‬‫يكون‬‫الفضل‬‫عندهم‬‫في‬‫اإللمام‬‫بالمعاني‬
‫وأخذ‬‫العفو‬‫منها‬‫كما‬‫كانت‬‫األوائل‬،‫تفعل‬‫مع‬‫جودة‬‫السبك‬‫وقرب‬،‫المأتى‬‫والقول‬‫في‬‫هذا‬،‫قولهم‬
‫وإليه‬‫أذهب‬. "
‫القاضي‬ ‫تصور‬‫الجرجاني‬‫لمصطلح‬‫عمود‬‫الشعر‬:
‫قد‬‫قرأ‬‫القاضي‬‫الجرجاني‬‫ما‬‫كتبه‬‫اآلمدي‬‫عن‬‫عمود‬،‫الشعر‬‫فحاول‬‫أن‬‫يستفيد‬‫من‬، ‫مصطلحه‬
‫وأراد‬‫أن‬‫يطور‬‫على‬‫ما‬‫جاء‬‫به‬‫اآلمدي‬‫من‬‫خصائص‬‫في‬‫مصطلح‬‫عمود‬،‫الشعر‬‫إال‬‫أن‬‫هذه‬
‫الخصائص‬‫كانت‬‫أكثر‬‫ا‬‫توافر‬‫في‬‫عمود‬‫الشعر‬‫على‬‫النحو‬‫الذي‬‫تصوره‬،‫اآلمدي‬‫وأشد‬‫ا‬‫وضوح‬
‫منها‬‫في‬‫عمود‬‫الشعر‬‫على‬‫النحو‬‫الذي‬‫تصوره‬‫الجرجاني‬‫في‬، ‫الوساطة‬‫فالجرجاني‬‫في‬‫كتابه‬
‫الوساطة‬‫قد‬‫رض‬َّ‫ع‬‫ت‬‫فيه‬‫لبعض‬‫خصائص‬‫الشعر‬،‫العربي‬‫ولكثير‬‫من‬‫األحكام‬،‫النقدية‬‫ومن‬‫ذلك‬
‫إشارته‬‫إلى‬(‫عمود‬‫الشعر‬‫ونظام‬‫القريض‬)‫في‬‫قوله‬" :‫ولم‬‫تكن‬‫تعبأ‬‫بالتجنيس‬،‫والمطابقة‬‫وال‬
‫تحفل‬‫باإلبداع‬‫واالستعارة‬‫إذ‬‫حصل‬‫لها‬‫عمود‬‫الشعر‬‫ونظام‬‫القريض‬"‫إال‬ ،‫أن‬‫هذا‬‫التعبير‬
(‫عمود‬‫الشعر‬)‫لم‬‫يذكره‬‫الجرجاني‬‫في‬‫رأيي‬‫كمصطلح‬‫له‬‫حدوده‬‫الجامعة‬،‫المانعة‬‫بل‬‫ذكره‬‫في‬
‫معرض‬‫كالمه‬‫على‬‫المرتكزات‬‫األساسية‬‫للمفاضلة‬‫بين‬‫الشعراء‬.
‫ويقول‬‫الجرجاني‬‫بناء‬‫على‬‫ذلك‬" :‫وكانت‬‫العرب‬‫إنما‬‫تفاضل‬‫بين‬‫الشعراء‬‫في‬‫الجودة‬،‫والحسن‬
‫بشرف‬‫المعنى‬،‫وصحته‬‫وجزالة‬‫اللفظ‬،‫واستقامته‬ُ‫م‬‫وتسل‬‫بق‬‫الس‬‫فيه‬‫لمن‬‫وصف‬،‫فأصاب‬‫ه‬‫وشب‬
،‫فقارب‬‫ه‬َ‫د‬‫ب‬ َ‫و‬،‫فأغزر‬‫ولمن‬‫كثرت‬ُ‫ر‬‫سوائ‬‫أمثاله‬‫وشوارد‬ِ‫ه‬‫أبيات‬"،‫فمن‬‫هنا‬‫فكانت‬‫معظم‬‫العناصر‬
‫التي‬‫تحدث‬‫عنها‬‫الجرجاني‬‫على‬‫أنها‬‫مقياس‬‫المفاضلة‬‫والسبق‬‫بين‬،‫الشعراء‬‫وكذلك‬‫على‬‫أنها‬
‫معيار‬‫الشعر‬،‫الجيد‬‫وهذه‬‫تكاد‬‫تكون‬‫عناصر‬‫عامة‬‫تتوافر‬‫في‬‫الشعر‬‫القديم‬‫مثلما‬‫تتوافر‬‫في‬‫الشعر‬
‫الحديث‬‫كذلك‬‫فمثال‬ ،‫ذكر‬‫الجرجاني‬‫صحة‬،‫المعاني‬‫وإصابة‬،‫الوصف‬‫واستقامة‬،‫اللفظ‬‫والغزارة‬
‫في‬،‫البديهة‬‫وكثرة‬‫األمثال‬‫السائرة‬‫واألبيات‬،‫الشاردة‬‫فهي‬‫ليست‬‫خصائص‬‫للشعر‬‫القديم‬،‫فقط‬‫وال‬
‫هي‬‫مقصورة‬،‫عليه‬‫وإن‬‫منها‬‫ما‬‫يعد‬‫أصال‬‫من‬‫أصول‬‫الشعر‬‫الذي‬‫ال‬‫يستغني‬،‫عنه‬‫وال‬‫يقوم‬‫إال‬
‫به‬‫في‬‫أي‬‫عصر‬‫كان‬.
‫ويمكن‬‫القول‬‫بأن‬‫الجرجاني‬‫لم‬‫يتحدث‬‫عن‬‫عمود‬‫الشعر‬‫ا‬‫حديث‬‫ا‬‫واضح‬،‫ا‬‫محدد‬‫وإنما‬‫أشار‬‫إليه‬
‫إشارة‬‫عابرة‬،‫سريعة‬‫فحدد‬‫للشعر‬‫ستة‬‫عناصر‬‫يتعلق‬‫بعضها‬‫باللفظ‬‫الذي‬‫ينبغي‬‫أن‬‫تتوافر‬‫فيه‬
‫الجزالة‬،‫واالستقامة‬‫ويتعلق‬‫بعضها‬‫بالمعنى‬‫الذي‬‫يشترط‬‫فيه‬‫الشرف‬،‫والصحة‬‫ويستحسن‬‫منه‬‫ما‬
‫كان‬‫سهال‬‫ا‬‫مفهوم‬‫يسير‬‫أمثاال‬‫على‬،‫األلسن‬‫ا‬‫وأبيات‬‫شاردة‬‫يتناقلها‬‫الناس‬‫ويحفظونها‬‫ا‬‫حكم‬
،‫وشواهد‬‫ويتعلق‬‫بعضها‬،‫بالخيال‬‫ويؤثر‬‫عمود‬‫الشعر‬‫عند‬‫الجرجاني‬‫ما‬‫كان‬‫ا‬‫مطبوع‬،‫سهال‬
‫قريب‬،‫المتناول‬‫صيب‬ُ‫ي‬،‫الوصف‬‫ويقصد‬‫الغرض‬‫من‬‫سبيل‬‫صحيح‬.
‫فنالحظ‬‫مما‬‫سبق‬‫بأن‬‫الجرجاني‬‫قد‬‫تحدث‬‫عن‬‫عناصر‬‫أو‬‫خصائص‬‫عمود‬‫الشعر‬ٍ‫ل‬‫بشك‬‫عام‬
‫فلم‬‫يحصرها‬‫في‬‫الشعر‬‫الجاهلي‬‫كما‬‫فعل‬،‫اآلمدي‬‫وإنما‬‫هو‬‫يحدثنا‬‫عن‬‫عمود‬‫الشعر‬‫الذي‬‫يعني‬
‫مجموعة‬‫عناصر‬‫الشعر‬‫ومقوماته‬‫األساسية‬‫التي‬‫ال‬‫يقوم‬‫إال‬‫بها‬‫في‬‫الشعر‬‫القديم‬‫والشعر‬‫الحديث‬
‫فالجرجاني‬ ،‫من‬‫خالل‬‫حديثه‬‫عن‬‫عمود‬‫الشعر‬‫فهو‬‫يكشف‬‫لنا‬‫عن‬‫إدراكه‬‫بأن‬‫اآلمدي‬‫قبله‬‫أفاض‬
‫في‬،‫القضية‬‫وهو‬‫يدرك‬‫المآخذ‬‫التي‬‫يمكن‬‫أن‬‫تؤخذ‬‫على‬‫تناوله‬،‫لها‬‫ولهذا‬‫جاءت‬‫معالجة‬
‫الجرجاني‬‫لعمود‬‫الشعر‬‫مجسدة‬‫لميزة‬‫بارزة‬‫هي‬‫إطالق‬‫القضية‬‫من‬‫عقال‬‫أبي‬‫تمام‬‫والبحتري‬
‫خاصة‬‫إلى‬‫أفق‬‫أعم‬،‫وأرحب‬‫وإطار‬‫يصلح‬‫تطبيقه‬‫على‬‫كل‬‫شاعر‬‫وكل‬‫شعر‬.
‫وأشرنا‬‫ا‬‫سابق‬‫عن‬‫أهم‬‫العناصر‬‫التي‬‫ذكرها‬،‫الجرجاني‬‫وكان‬‫قد‬‫أشار‬‫إليها‬‫اآلمدي‬‫ولكن‬ٍ‫ت‬‫بعبارا‬
ٍ‫ت‬‫واصطالحا‬،‫مختلفة‬‫أما‬‫العنصرين‬‫اآلخرين‬‫وهما‬:‫الغزارة‬‫على‬،‫البديهة‬‫وكثرة‬‫األبيات‬‫السائرة‬
‫واألمثال‬،‫الشاردة‬‫فهذان‬‫العنصران‬‫يستند‬‫الجرجاني‬‫فيهما‬‫إلى‬‫الذوق‬،‫العام‬‫ويفتح‬‫بها‬‫الباب‬‫بقوة‬
‫لكثير‬‫من‬‫نماذج‬‫الشعر‬‫الحديث‬ِ‫ه‬‫وشعرائ‬.
‫ولعل‬‫أن‬‫أهم‬‫الحظة‬ُ‫م‬‫ذكر‬ُ‫ت‬‫للجرجاني‬‫في‬‫هذا‬‫الصدد‬‫عمده‬‫إلى‬‫تجنب‬‫تحديد‬‫المقصود‬‫بهذه‬
‫المصطلحات‬‫وذلك‬‫ا‬‫حرص‬‫منه‬‫على‬‫تأكيد‬‫مرونتها‬‫وإضفاء‬‫طابع‬‫تعميمي‬‫عليها؛‬‫ليجعلها‬‫أداة‬
‫صالحة‬‫للتقويم‬‫المتشرب‬‫لطبيعة‬‫الذوق‬‫الخاص‬‫بالناقد‬.
‫شرح‬‫عناصر‬‫المرزوقي‬‫ومناقشته‬‫لها‬:
‫عناصر‬‫عمود‬‫الشعر‬‫كما‬‫استقرت‬‫عند‬،‫المرزوقي‬‫صدرت‬‫عن‬‫طريقة‬‫العرب‬‫في‬‫قول‬
‫الشعر‬‫وكشفت‬،‫عنها‬‫ذلك‬‫أن‬‫المنهج‬‫النقدي‬‫عند‬‫المرزوقي‬‫حاول‬‫أن‬‫يتبين‬‫العناصر‬،‫الناضجة‬
‫التي‬‫ينبغي‬‫اإلبقاء‬،‫عليها‬‫للحفاظ‬‫على‬‫الشعرية‬، ‫العربية‬‫وكما‬‫ذكرنا‬‫ا‬‫آنف‬‫قد‬‫نص‬‫المرزوقي‬
‫على‬‫عمود‬‫الشعر‬ِ‫ه‬‫بقول‬:‫أن‬‫العرب‬‫في‬‫قولهم‬‫الشعر‬‫إنما‬"‫كانوا‬‫يحاولون‬‫شرف‬‫المعنى‬
،‫وصحته‬‫وجزالة‬‫اللفظ‬،‫واستقامته‬‫واإلصابة‬‫في‬،‫الوصف‬‫ومن‬‫اجتماع‬‫هذه‬‫األسباب‬‫الثالثة‬
‫كثرت‬‫سوائر‬،‫األمثال‬‫وشوارد‬،‫األبيات‬‫والمقاربة‬‫في‬،‫التشبيه‬‫والتحام‬‫أجزاء‬‫النظم‬‫والتئامها‬
‫على‬‫تخير‬‫من‬‫لذيذ‬،‫الوزن‬‫ومناسبة‬‫المستعار‬‫منه‬‫والمستعار‬،‫له‬‫ومشاكله‬‫اللفظ‬،‫للمعنى‬‫وشده‬
‫اقتضائهما‬‫للقافية‬‫حتى‬‫ال‬‫منافرة‬،‫بينهما‬‫فهذه‬‫سبعة‬‫أبواب‬‫هي‬‫عمود‬،‫الشعر‬‫ولكل‬‫باب‬‫منها‬
‫معيار‬"
.
‫وسوف‬‫ندرس‬‫كل‬‫عنصر‬‫على‬‫حدة‬‫وهي‬‫كالتالي‬:
(1)‫ـ‬‫شرف‬‫المعنى‬‫وصحته‬:
‫من‬‫الواضح‬‫أن‬‫هذا‬‫العنصر‬‫يشترط‬‫أن‬‫تتوافر‬‫في‬‫المعنى‬‫صفتان‬‫اثنتان‬:‫الشرف‬،‫والصحة‬
‫أما‬‫الشرف‬‫فقد‬‫يتبادر‬‫إلى‬‫ذهن‬‫السامع‬‫ألول‬‫وهلة‬‫بأنه‬‫يرتبط‬‫بالمعنى‬‫األخالقي‬‫أي‬‫أن‬‫يكون‬
، ‫شريف‬‫ولكن‬‫هذا‬‫المعنى‬‫غير‬‫مقصود‬‫وإنما‬‫المقصود‬‫هو‬‫أن‬‫يكون‬‫من‬‫أحاسن‬‫المعاني‬‫المستفادة‬
‫من‬‫الكالم‬‫بأن‬‫يتلقى‬‫فهم‬‫السامع‬‫ا‬‫مستغني‬‫به‬‫باستفادة‬‫الغرض‬‫الذي‬‫فاد‬ُ‫ي‬،‫به‬‫ومن‬‫أكثر‬‫أسباب‬
‫شرف‬‫المعنى‬‫أن‬‫يكون‬‫ا‬‫مبتكر‬‫غير‬،‫مسبوق‬‫ثم‬‫أن‬‫يكون‬‫بعضه‬‫ا‬‫مبتكر‬‫وبعضه‬،‫ا‬‫مسبوق‬‫وبمقدار‬
‫زيادة‬‫االبتكار‬‫فيه‬‫على‬‫المسبوقية‬‫يدنو‬،‫الشرف‬‫وشروط‬‫المعاني‬‫تختلف‬‫باختالف‬‫محالها‬‫من‬
‫أغراض‬،‫الكالم‬‫من‬‫إثارة‬‫حماس‬‫أو‬‫استعطاف‬‫أو‬‫غزل‬‫أو‬‫نحو‬‫ذلك‬‫إذن‬ ،‫فشرف‬،‫المعنى‬‫أي‬
‫سمو‬‫المعنى‬‫في‬‫مناسبته‬‫لمقتضى‬،‫الحال‬‫ذلك‬‫السمو‬‫الذي‬،‫يرتضيه‬‫العقل‬،‫السليم‬‫والفهم‬،‫النافذ‬
‫وكذلك‬‫عرض‬‫المعنى‬‫في‬‫صورة‬‫زاهية‬‫مشرقة‬‫تشعر‬،‫بصحته‬‫والصواب‬‫في‬‫المعنى‬‫أداؤه‬
‫للغرض‬‫الذي‬‫يعالجه‬‫بأمانه‬، ‫ووضوح‬‫ونحن‬‫نوافق‬‫ذلك‬‫المعنى‬‫لذلك‬،‫العنصر‬‫والذي‬‫يؤيد‬‫وجهة‬
‫نظرنا‬‫في‬‫ذلك‬‫قول‬‫بشر‬‫بن‬‫معتمر‬‫في‬‫صحيفته‬‫المعروفة‬‫فقد‬‫تحدث‬‫عن‬‫المعنى‬‫الشريف‬‫فيقول‬:
"‫والمعنى‬‫ليس‬‫يشرف‬‫بأن‬‫يكون‬‫من‬‫معاني‬‫الخاصة‬‫وكذلك‬‫ليس‬‫يتضع‬‫بأن‬‫يكون‬‫من‬‫معاني‬
،‫العامة‬‫وإنما‬‫مدار‬‫الشرف‬‫مع‬،‫الصواب‬‫وإحراز‬‫المنفعة‬‫مع‬‫موافقة‬،‫الحال‬‫ومع‬‫ما‬‫يجب‬‫لكل‬
‫مقام‬‫من‬‫المقال‬. "
‫فنخلص‬‫من‬‫النص‬‫السابق‬‫الذكر‬‫بأن‬‫مدار‬‫الشرف‬‫في‬‫المعنى‬‫ثالثة‬‫أشياء‬‫وهي‬:،‫الصواب‬
‫وإحراز‬،‫المنفعة‬‫وموافقة‬‫الحال‬‫وما‬‫يجب‬‫لكل‬‫مقام‬‫من‬،‫المقال‬‫أما‬‫الصواب‬‫فذكرناه‬،‫ا‬‫سابق‬‫وأما‬
‫إحراز‬‫المنفعة‬‫أي‬‫أن‬‫يكون‬‫المعنى‬‫الذي‬‫يقوله‬‫الشاعر‬‫له‬‫فائدة‬،‫تذكر‬‫وأما‬‫األخير‬‫فتتحقق‬‫موافقة‬
‫المعنى‬‫للحال‬‫بوضع‬‫المعاني‬‫في‬‫موضعها‬،‫المالئم‬‫وإحاللها‬‫في‬‫المكان‬‫المخصص‬،‫لها‬‫بحيث‬
‫تكون‬‫هذه‬‫المعاني‬‫موافقة‬‫للمقام‬‫الذي‬‫قال‬ُ‫ت‬‫فيه‬.
‫ونريد‬‫أن‬‫نضرب‬‫مثاال‬‫على‬،‫ذلك‬‫ونذكر‬‫تعليق‬‫الجرجاني‬‫عليه‬‫وهذا‬‫التعليق‬‫يدلنا‬‫على‬‫أن‬
‫الجرجاني‬‫ذهب‬‫إلى‬‫ذلك‬‫في‬‫معنى‬،‫الشرف‬‫يقول‬‫امرؤ‬‫القيس‬:
ُ‫وأركب‬‫في‬ِ‫الروع‬‫خيفانة‬‫كسى‬‫وجهها‬‫عر‬َ‫ش‬‫منتشر‬
‫إذ‬‫يرى‬‫الجرجاني‬‫في‬‫هذا‬‫الوصف‬‫أنه‬‫ا‬‫وصف‬‫لفرس‬‫ليس‬‫بالكريم‬‫وال‬‫باألصيل؛‬‫ألن‬‫شعر‬
‫الناصية‬‫إذا‬‫غطى‬‫وجه‬‫الفرس‬،‫لم‬‫يكن‬‫أصيال‬.
‫أما‬‫قول‬‫المتنبي‬:
بحث النقد الادبي
بحث النقد الادبي
بحث النقد الادبي
بحث النقد الادبي
بحث النقد الادبي
بحث النقد الادبي
بحث النقد الادبي
بحث النقد الادبي
بحث النقد الادبي
بحث النقد الادبي
بحث النقد الادبي

Mais conteúdo relacionado

Mais procurados

الكتابة الإبداعية
الكتابة الإبداعيةالكتابة الإبداعية
الكتابة الإبداعية
ifobar
 
الأنماط السلوكية - جهاد العدم
الأنماط السلوكية  - جهاد العدمالأنماط السلوكية  - جهاد العدم
الأنماط السلوكية - جهاد العدم
shnak1
 
مفهوم التفكير وانواعهه
مفهوم التفكير وانواعههمفهوم التفكير وانواعهه
مفهوم التفكير وانواعهه
Mohammad Alkafoury
 
دورة القائد النموذجي م.خالد عثمان
دورة القائد النموذجي م.خالد عثماندورة القائد النموذجي م.خالد عثمان
دورة القائد النموذجي م.خالد عثمان
sadek younis
 
فن التعامل مع الناس والتأثير فيهم
فن التعامل مع الناس والتأثير فيهمفن التعامل مع الناس والتأثير فيهم
فن التعامل مع الناس والتأثير فيهم
algomiah4
 
حقيبة إعداد الحقائب التدريبية
حقيبة إعداد الحقائب التدريبية حقيبة إعداد الحقائب التدريبية
حقيبة إعداد الحقائب التدريبية
رؤية للتدريب والتطوير
 

Mais procurados (20)

استثمار المواهب
استثمار المواهباستثمار المواهب
استثمار المواهب
 
تمكين الإبداع والإبتكار في المكتبات العامة والمدرسية: التفكير خارج الصندوق
تمكين الإبداع والإبتكار في المكتبات العامة والمدرسية: التفكير خارج الصندوقتمكين الإبداع والإبتكار في المكتبات العامة والمدرسية: التفكير خارج الصندوق
تمكين الإبداع والإبتكار في المكتبات العامة والمدرسية: التفكير خارج الصندوق
 
القيادة
القيادةالقيادة
القيادة
 
الكتابة الإبداعية
الكتابة الإبداعيةالكتابة الإبداعية
الكتابة الإبداعية
 
الأنماط السلوكية - جهاد العدم
الأنماط السلوكية  - جهاد العدمالأنماط السلوكية  - جهاد العدم
الأنماط السلوكية - جهاد العدم
 
مفهوم التفكير وانواعهه
مفهوم التفكير وانواعههمفهوم التفكير وانواعهه
مفهوم التفكير وانواعهه
 
مهارات التميز القيادي
مهارات التميز القياديمهارات التميز القيادي
مهارات التميز القيادي
 
الحق في الصحة
الحق في الصحةالحق في الصحة
الحق في الصحة
 
طرق وأساليب تدريس القران الكريم
طرق وأساليب تدريس القران الكريم طرق وأساليب تدريس القران الكريم
طرق وأساليب تدريس القران الكريم
 
اساليب التدريب
اساليب التدريباساليب التدريب
اساليب التدريب
 
Anmat alsha5siia
Anmat alsha5siiaAnmat alsha5siia
Anmat alsha5siia
 
الأساليب التدريبية - خطوات صناعة المدرب
الأساليب التدريبية - خطوات صناعة المدربالأساليب التدريبية - خطوات صناعة المدرب
الأساليب التدريبية - خطوات صناعة المدرب
 
دورة تدريب المدربين
دورة تدريب المدربيندورة تدريب المدربين
دورة تدريب المدربين
 
كتابة خطة تطوير الشخصية
كتابة خطة تطوير الشخصيةكتابة خطة تطوير الشخصية
كتابة خطة تطوير الشخصية
 
دورة القائد النموذجي م.خالد عثمان
دورة القائد النموذجي م.خالد عثماندورة القائد النموذجي م.خالد عثمان
دورة القائد النموذجي م.خالد عثمان
 
كيف تقرأ كتابا
كيف تقرأ كتاباكيف تقرأ كتابا
كيف تقرأ كتابا
 
فن التعامل مع الناس والتأثير فيهم
فن التعامل مع الناس والتأثير فيهمفن التعامل مع الناس والتأثير فيهم
فن التعامل مع الناس والتأثير فيهم
 
حقيبة إعداد الحقائب التدريبية
حقيبة إعداد الحقائب التدريبية حقيبة إعداد الحقائب التدريبية
حقيبة إعداد الحقائب التدريبية
 
أنماط القيادة
أنماط القيادةأنماط القيادة
أنماط القيادة
 
استراتيجيات فن الاقناع لأي مُخَاطَب
استراتيجيات فن الاقناع لأي مُخَاطَباستراتيجيات فن الاقناع لأي مُخَاطَب
استراتيجيات فن الاقناع لأي مُخَاطَب
 

Destaque

byMosaadRamadn-دكتوره /سهير حواس القاهرة الخديوية رصد و توثيق عمارة و عمران ...
byMosaadRamadn-دكتوره /سهير حواس القاهرة الخديوية  رصد و توثيق عمارة و عمران ...byMosaadRamadn-دكتوره /سهير حواس القاهرة الخديوية  رصد و توثيق عمارة و عمران ...
byMosaadRamadn-دكتوره /سهير حواس القاهرة الخديوية رصد و توثيق عمارة و عمران ...
MosaadRamadan AbdAlhk
 
شعر الحماسة في القرنين الثّالث والرّابع
شعر الحماسة في القرنين الثّالث والرّابعشعر الحماسة في القرنين الثّالث والرّابع
شعر الحماسة في القرنين الثّالث والرّابع
mouradghezal
 
البنيوية جان بياجيه
البنيوية جان بياجيهالبنيوية جان بياجيه
البنيوية جان بياجيه
Bachirov Thecollecter
 
Architectural Design - Concept Generation - التصميم المعماري - انشاء الفكرة
Architectural Design - Concept Generation - التصميم المعماري - انشاء الفكرةArchitectural Design - Concept Generation - التصميم المعماري - انشاء الفكرة
Architectural Design - Concept Generation - التصميم المعماري - انشاء الفكرة
Galala University
 
تحليل النص
تحليل النص تحليل النص
تحليل النص
Ali Bexawi
 
Advanced architecture theory and criticism lecture 01
Advanced architecture theory and criticism lecture 01Advanced architecture theory and criticism lecture 01
Advanced architecture theory and criticism lecture 01
Khaled Ali
 

Destaque (19)

البحث لعلم البيان و البديع
البحث لعلم البيان و البديعالبحث لعلم البيان و البديع
البحث لعلم البيان و البديع
 
byMosaadRamadn-دكتوره /سهير حواس القاهرة الخديوية رصد و توثيق عمارة و عمران ...
byMosaadRamadn-دكتوره /سهير حواس القاهرة الخديوية  رصد و توثيق عمارة و عمران ...byMosaadRamadn-دكتوره /سهير حواس القاهرة الخديوية  رصد و توثيق عمارة و عمران ...
byMosaadRamadn-دكتوره /سهير حواس القاهرة الخديوية رصد و توثيق عمارة و عمران ...
 
شعر الحماسة في القرنين الثّالث والرّابع
شعر الحماسة في القرنين الثّالث والرّابعشعر الحماسة في القرنين الثّالث والرّابع
شعر الحماسة في القرنين الثّالث والرّابع
 
البنيوية جان بياجيه
البنيوية جان بياجيهالبنيوية جان بياجيه
البنيوية جان بياجيه
 
Pierre eric sutter
Pierre eric  sutterPierre eric  sutter
Pierre eric sutter
 
Ferdinand
FerdinandFerdinand
Ferdinand
 
08 01-02-مجلة فصول - مجلة النقد الأدبي - الأعداد benamor.belgacem
08 01-02-مجلة فصول - مجلة النقد الأدبي - الأعداد benamor.belgacem08 01-02-مجلة فصول - مجلة النقد الأدبي - الأعداد benamor.belgacem
08 01-02-مجلة فصول - مجلة النقد الأدبي - الأعداد benamor.belgacem
 
Architectural Design - Concept Generation - التصميم المعماري - انشاء الفكرة
Architectural Design - Concept Generation - التصميم المعماري - انشاء الفكرةArchitectural Design - Concept Generation - التصميم المعماري - انشاء الفكرة
Architectural Design - Concept Generation - التصميم المعماري - انشاء الفكرة
 
تحليل النص
تحليل النص تحليل النص
تحليل النص
 
المناهج مقدمة
المناهج  مقدمةالمناهج  مقدمة
المناهج مقدمة
 
دور شبكات التواصل الاجتماعي في تنمية مشاركة الشباب الفلسطيني في القضايا الاجت...
دور شبكات التواصل الاجتماعي في تنمية مشاركة الشباب الفلسطيني في القضايا الاجت...دور شبكات التواصل الاجتماعي في تنمية مشاركة الشباب الفلسطيني في القضايا الاجت...
دور شبكات التواصل الاجتماعي في تنمية مشاركة الشباب الفلسطيني في القضايا الاجت...
 
Introduction to Architectural Design - مقدمة فى التصميم المعمارى
Introduction to Architectural Design - مقدمة فى التصميم المعمارىIntroduction to Architectural Design - مقدمة فى التصميم المعمارى
Introduction to Architectural Design - مقدمة فى التصميم المعمارى
 
Advanced architecture theory and criticism lecture 03
Advanced architecture theory and criticism lecture 03Advanced architecture theory and criticism lecture 03
Advanced architecture theory and criticism lecture 03
 
Advanced architecture theory and criticism lecture 01
Advanced architecture theory and criticism lecture 01Advanced architecture theory and criticism lecture 01
Advanced architecture theory and criticism lecture 01
 
Advanced architecture theory and criticism lecture 02
Advanced architecture theory and criticism lecture 02Advanced architecture theory and criticism lecture 02
Advanced architecture theory and criticism lecture 02
 
Advanced architecture theory and criticism lecture 05
Advanced architecture theory and criticism lecture 05Advanced architecture theory and criticism lecture 05
Advanced architecture theory and criticism lecture 05
 
اتجاهات التصميم المعماري (المجتمع ) 3
اتجاهات التصميم المعماري (المجتمع ) 3 اتجاهات التصميم المعماري (المجتمع ) 3
اتجاهات التصميم المعماري (المجتمع ) 3
 
اتجاهات التصميم المعماري (الفكر) 1
 اتجاهات التصميم المعماري (الفكر) 1  اتجاهات التصميم المعماري (الفكر) 1
اتجاهات التصميم المعماري (الفكر) 1
 
الكوتشنج الوظيفي مؤتمر الموارد البشرية الخليجي- أحمد مجدي
الكوتشنج الوظيفي مؤتمر الموارد البشرية الخليجي- أحمد مجدي الكوتشنج الوظيفي مؤتمر الموارد البشرية الخليجي- أحمد مجدي
الكوتشنج الوظيفي مؤتمر الموارد البشرية الخليجي- أحمد مجدي
 

Semelhante a بحث النقد الادبي

النبذات بدء بالنقد
النبذات  بدء بالنقدالنبذات  بدء بالنقد
النبذات بدء بالنقد
hakim abd
 

Semelhante a بحث النقد الادبي (20)

الادب والنصوص للصف الثالث متوسط
الادب والنصوص للصف الثالث متوسطالادب والنصوص للصف الثالث متوسط
الادب والنصوص للصف الثالث متوسط
 
الادب والنصوص للصف الرابع الادبي
الادب والنصوص للصف الرابع الادبيالادب والنصوص للصف الرابع الادبي
الادب والنصوص للصف الرابع الادبي
 
نـقد
نـقدنـقد
نـقد
 
5008924.ppt
5008924.ppt5008924.ppt
5008924.ppt
 
أنواع الحياة والاغراض الشعرية في العصر الجاهلي
أنواع الحياة والاغراض الشعرية في العصر الجاهليأنواع الحياة والاغراض الشعرية في العصر الجاهلي
أنواع الحياة والاغراض الشعرية في العصر الجاهلي
 
الادب و النصوص للصف الرابع العلمي
الادب و النصوص للصف الرابع العلميالادب و النصوص للصف الرابع العلمي
الادب و النصوص للصف الرابع العلمي
 
الادب و النصوص للصف الخامس الادبي
الادب و النصوص للصف الخامس الادبيالادب و النصوص للصف الخامس الادبي
الادب و النصوص للصف الخامس الادبي
 
النبذات بدء بالنقد
النبذات  بدء بالنقدالنبذات  بدء بالنقد
النبذات بدء بالنقد
 
منهجية تحليل خطا ب إحياء النموذج
منهجية تحليل خطا ب إحياء النموذجمنهجية تحليل خطا ب إحياء النموذج
منهجية تحليل خطا ب إحياء النموذج
 
8. المدرسة الكلاسيكية
8. المدرسة الكلاسيكية8. المدرسة الكلاسيكية
8. المدرسة الكلاسيكية
 
السرد التعبيري ج1.pdf
السرد التعبيري ج1.pdfالسرد التعبيري ج1.pdf
السرد التعبيري ج1.pdf
 
Adab 2016 أدب المرحلة الثانية للصف الثالث الثانوية هدية
  Adab  2016 أدب المرحلة الثانية للصف الثالث الثانوية هدية   Adab  2016 أدب المرحلة الثانية للصف الثالث الثانوية هدية
Adab 2016 أدب المرحلة الثانية للصف الثالث الثانوية هدية
 
د. محمد عباسة-نشأة الشعر الديني عند العرب وأثره في الآداب الأوروبية.pdf
د. محمد عباسة-نشأة الشعر الديني عند العرب وأثره في الآداب الأوروبية.pdfد. محمد عباسة-نشأة الشعر الديني عند العرب وأثره في الآداب الأوروبية.pdf
د. محمد عباسة-نشأة الشعر الديني عند العرب وأثره في الآداب الأوروبية.pdf
 
كريم عبد الله و السرد التعبيري.pdf
كريم عبد الله و السرد التعبيري.pdfكريم عبد الله و السرد التعبيري.pdf
كريم عبد الله و السرد التعبيري.pdf
 
الأستاذ عصام سعيد - أثر التراث العربي الإسلامي على التراث العالمي
الأستاذ عصام سعيد - أثر التراث العربي الإسلامي على التراث العالميالأستاذ عصام سعيد - أثر التراث العربي الإسلامي على التراث العالمي
الأستاذ عصام سعيد - أثر التراث العربي الإسلامي على التراث العالمي
 
أمل التميمي @ملخص محاضرات مقرر الأدب السعودي
أمل التميمي @ملخص محاضرات مقرر الأدب السعوديأمل التميمي @ملخص محاضرات مقرر الأدب السعودي
أمل التميمي @ملخص محاضرات مقرر الأدب السعودي
 
BBQ 3302
BBQ 3302BBQ 3302
BBQ 3302
 
adab مطوية أدب 2016 كاملا
 adab مطوية أدب 2016 كاملا adab مطوية أدب 2016 كاملا
adab مطوية أدب 2016 كاملا
 
د. محمد عباسة-المدرسة العربية في الأدب المقارن.pdf
د. محمد عباسة-المدرسة العربية في الأدب المقارن.pdfد. محمد عباسة-المدرسة العربية في الأدب المقارن.pdf
د. محمد عباسة-المدرسة العربية في الأدب المقارن.pdf
 
باولو كويلو و البعد الجمالي العربي في إبداعه الأدبي
باولو كويلو و البعد الجمالي العربي في إبداعه الأدبيباولو كويلو و البعد الجمالي العربي في إبداعه الأدبي
باولو كويلو و البعد الجمالي العربي في إبداعه الأدبي
 

Último

الاستعداد للامتحانات.pptx عرض حولك كيفية
الاستعداد للامتحانات.pptx عرض حولك كيفيةالاستعداد للامتحانات.pptx عرض حولك كيفية
الاستعداد للامتحانات.pptx عرض حولك كيفية
NawalDahmani
 

Último (10)

الصف الثاني الاعدادي - العلوم -الموجات.pdf
الصف الثاني الاعدادي - العلوم -الموجات.pdfالصف الثاني الاعدادي - العلوم -الموجات.pdf
الصف الثاني الاعدادي - العلوم -الموجات.pdf
 
واستعمال الموارد الرقمية في التعليم .ppt
واستعمال الموارد الرقمية في التعليم .pptواستعمال الموارد الرقمية في التعليم .ppt
واستعمال الموارد الرقمية في التعليم .ppt
 
الأركان التربوية بأقسام التعليم الأولي و الابتدائي.ppt
الأركان التربوية بأقسام التعليم الأولي و الابتدائي.pptالأركان التربوية بأقسام التعليم الأولي و الابتدائي.ppt
الأركان التربوية بأقسام التعليم الأولي و الابتدائي.ppt
 
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر من ( 15 ) طريقا عن...
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر من ( 15 ) طريقا عن...الكامل في أسانيد وتصحيح حديث الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر من ( 15 ) طريقا عن...
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر من ( 15 ) طريقا عن...
 
الكامل في اتفاق الصحابة والأئمة علي وجوب الحجاب والجلباب علي المرأة واستحباب ...
الكامل في اتفاق الصحابة والأئمة علي وجوب الحجاب والجلباب علي المرأة واستحباب ...الكامل في اتفاق الصحابة والأئمة علي وجوب الحجاب والجلباب علي المرأة واستحباب ...
الكامل في اتفاق الصحابة والأئمة علي وجوب الحجاب والجلباب علي المرأة واستحباب ...
 
IntegratedMulti TrophicAquaculture Systems Aquaculture experts Forum.pdf
IntegratedMulti TrophicAquaculture Systems Aquaculture experts Forum.pdfIntegratedMulti TrophicAquaculture Systems Aquaculture experts Forum.pdf
IntegratedMulti TrophicAquaculture Systems Aquaculture experts Forum.pdf
 
64617773-قلق-الامتحان.ppt قلق الامتحاااااان
64617773-قلق-الامتحان.ppt قلق الامتحاااااان64617773-قلق-الامتحان.ppt قلق الامتحاااااان
64617773-قلق-الامتحان.ppt قلق الامتحاااااان
 
تێکچوونا خەموکییا مەزن ژخەموکی چیە و خەموکی چەوا پەیدا دبیت ، چارەسەریا خەموک...
تێکچوونا خەموکییا مەزن ژخەموکی چیە و خەموکی چەوا پەیدا دبیت ، چارەسەریا خەموک...تێکچوونا خەموکییا مەزن ژخەموکی چیە و خەموکی چەوا پەیدا دبیت ، چارەسەریا خەموک...
تێکچوونا خەموکییا مەزن ژخەموکی چیە و خەموکی چەوا پەیدا دبیت ، چارەسەریا خەموک...
 
الشوق إلى حجّ بيت الله الحرام (فضائل الحج)
الشوق إلى حجّ بيت الله الحرام (فضائل الحج)الشوق إلى حجّ بيت الله الحرام (فضائل الحج)
الشوق إلى حجّ بيت الله الحرام (فضائل الحج)
 
الاستعداد للامتحانات.pptx عرض حولك كيفية
الاستعداد للامتحانات.pptx عرض حولك كيفيةالاستعداد للامتحانات.pptx عرض حولك كيفية
الاستعداد للامتحانات.pptx عرض حولك كيفية
 

بحث النقد الادبي