Mais conteúdo relacionado
1022
- 2. ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺍﻟﻭﺭﺩﺍﻨﻲ ﺍﻟﺴﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺩﻴﻘﺔ ﻟﻴﻼ ﹰ
- 3. ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ א א א . אא א )ﻋـﱪ ﺍﻻﻧﱰﻧـﺖ ﺃﻭ א אא ﻟﻠﻤﻜﺘﺒــﺎﺕ ﺍﻻﻟﻜﱰﻭﻧﻴــﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻗــﺮﺍﺹ ﺍﳌﺪﳎــﺔ ﺃﻭ ﺍﻯ א ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ ( א א . . א א
- 4. اﻟﻔﻬﺮس ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻷﻭل ١ – ﻭﻟﺩ ﻭﺒﻨﺕ ٢ – ﺍﻟﺼﺭﺨﺔ ٣ – ﻓﺎﻨﺘﺎﺯﻴﺎ ﺍﻟﺤﺠﺭﺓ ٤ – ﺘﺤﺭﻴﻙ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ ٥ – ﺒﺤﺭ ﺍﻟﺒﻘﺭ ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ١ – ﺍﻟﻤﻭﺍﺴﻡ ٢ – ﻴﻭﻡ ﻁﻭﻴل ٣ – ﺼﻭﺭﺓ ﻟﻠﺨﺭﻭﺝ ٤ – ﻤﺩﻓﺄﺓ ﺘﻌﻤل ﺒﺎﻟﻜﻴﺭﻭﺴﻴﻥ ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ١ – ﺍﻟﺴﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺩﻴﻘﺔ ﻟﻴﻼ ﹰ ٢ – ﺠﺴﻡ ﺒﺎﺭﺩ ﺼﻐﻴﺭ ٣ – ﺍﻷﺸﺠﺎﺭ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺤﺩﻴﻘﺔ
- 5. ﺇﻟﻰ ﻋﺎﺌﺸﺔ
- 6. ﺃﻨﺎ ﻻ ﺃﺅﻤﻥ ﺒﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﻜﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ. ﻟﻨﺴﻠﻡ ﺒﻬﺫﺍ ﻭﻟﻜﻨﻰ ﺃﺤﺏ ﻭﺭﻴﻘﺎﺕ ﺍﻷﺸﺠﺎﺭ ﺍﻟﻁﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﺩﻴﺎﺕ ﺤﻴﻥ ﺘﻁﻠﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺒﻴﻊ ﻭﺃﺤﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺃﺩﺭﻯ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻫل ﺘﺼﺩﻕ ﺫﻟﻙ ؟ ﺃﺤـﺏ ﺃﻴ ـﺎ ﺒﻌـﺽ ﺍﻟﺒﺸـﺭ ﻀ ﻭﺘﻬﺯﻨﻲ ﺍﻟﺤﻤﺎﺴﺔ ﻟﻌﻤل ﻤﻥ ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻟﺒﻁﻭﻟﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻨﻘﻁﻌﺕ ﻤـﻊ ﺫﻟﻙ ﻋﻥ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺒﻬﺎ ﻤﻨﺫ ﺯﻤﻥ ﻁﻭﻴل ، ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﻤﺎ ﺯﻟﺕ ﺃﻗﺩﺴﻬﺎ ﺒﺤﻜـﻡ ﻋﺎﺩﺓ ﻋﺯﻴﺯﺓ ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺴﻲ ﺃﺜﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ". ﺇﻴﻔﺎﻥ ﻜﺎﺭﺍﻤﺎﺯﻭﻑ ﻓﻲ ﺍﻷﺨﻭﺓ ﻜﺎﺭﺍﻤﺎﺯﻭﻑ
- 7. ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻷﻭل ﺒﺤﺭ ﺍﻟﺒﻘﺭ ١ – ﻭﻟﺩ ﻭﺒﻨﺕ. ٢ – ﺍﻟﺼﺭﺨﺔ. ٣ – ﻓﺎﻨﺘﺎﺯﻴﺎ ﺍﻟﺤﺠﺭﺓ. ٤ – ﺘﺤﺭﻴﻙ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ. ٥ – ﺒﺤﺭ ﺍﻟﺒﻘﺭ.
- 8. وﻟﺪ وﺑﻨﺖ ﻟﻤﺤﺘﻬﺎ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺁﺘﻴﺔ ﻤﻥ ﺒﻌﻴﺩ. ﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺴﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﻴﺩﺍﻥ ﻭﺃﻋـﺩ ﻭﺠﻬـﻪ ﻻﺒﺘﺴﺎﻤﺔ.. ﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﻗﺭﺭ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻁﺒﻴﻌ ﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺼﻰ ﺤﺩ. ﻴ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ﺃﺨﺫﺕ ﺘﺠﻭل ﺒﻌﻴﻨﻴﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺘﺘﻬﺎﺩﻯ ﺒﺒﻁﺀ ، ﺜﻡ ﺍﺴﺘﻘﺭﺕ ﺃﺨﻴ ﺍ ﺭ ، ﻭﺍﺒﺘﺴﻤﺕ ﺍﺒﺘﺴﺎﻤﺔ ﺒﺴﻴﻁﺔ. ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺭﺘﺩﻱ "ﺠﻴﺏ" ﻜﺤﻠﻴﺎ ﻏﺎﻤﻘﺎ ﻴﺼـل ﹰ ﹰ ﺒﺎﻟﻜﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺭﻜﺒﺘﻴﻬﺎ ، ﻭﻜﺎﻥ ﻤﺠﻌ ﺍ ﻓﻲ ﺃﻤﺎﻜﻥ ﻋﺩﻴﺩﺓ. ﺜﻡ ﻗﻤﻴ ﺎ ﺃﺒـﻴﺽ ﺼ ﺩ ﺭﺠﺎﻟﻴﺎ ، ﻭﻴﺩﺍﻫﺎ ﻤﻠﺘﻔﺘﺎﻥ ﺤﻭل ﺤﻘﻴﺒﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﻴﺔ ، ﺍﻟﻤﻠﺘﺼﻘﺔ ﺒﺼـﺩﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﺭﺘﺨﺎﺀ. ﺃﻋﻁﺘﻪ ﻴﺩﻫﺎ ﻭﺤﺎﻭل ﻫﻭ ﺃﻥ ﻴﺒﻘﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻴﺩﻩ. ﻗﺎﻟﺕ ﻟﻪ : ﺃﻨﻬﺎ ﻟـﻡ ﺘﺘـﺄﺨﺭ ﻭﺃﻨﻬﺎ ﻫﻜﺫﺍ ﺩﺍﺌ ﺎ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﻋﻴﺩﻫﺎ. ﻤ ﺴﺎﺭﺍ ﻜﺎﻥ ﻴﻔﻜﺭ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻘﻭﻟﻪ ﻟﻬﺎ. ﺜﻡ ﻗﺎل ﺇﻨﻪ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻴﻬﻤـﺎ ﺃﻥ ﻴﺠﻠﺴـﺎ ﻓـﻲ "ﻜﺎﺯﻴﻨﻭ" ، ﻗﺎﻟﺕ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﺨﺸﻰ ﺃﻥ ﻴﺭﺍﻫﻤﺎ ﺍﺤﺩ ، ﻭﺃﻨﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﻔﻌل ﺫﻟﻙ ﻤـﻥ ﻗﺒل. ﻜﺎﻥ ﻴﻌﻠﻡ ﺃﻨﻬﺎ ﻏﻴﺭ ﺼﺎﺩﻗﺔ. ﻻﺤﻅﺕ ﻫﻲ ﺃﻨﻪ ﻤﺭﺘﺒﻙ ﻭﻟﻡ ﺘﺸـﺄ ﺃﻥ ﺘﺘﻜﻠﻡ. ﺍﻜﺘﺸﻑ ﺃﻨﻬﺎ ﺴﻤﻴﻨﺔ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺸﻲﺀ، ﻭﺃﻨﻪ ﻨﺤﻴل ﻟﻠﻐﺎﻴﺔ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﺎ. ﻗﺎل ﻟﻬﺎ ﺇﻨﻪ ﺴﻌﻴﺩ ﺠ ﺍ ﺒﻠﻘﺎﺌﻬﻤﺎ. ﺃﺠﺎﺒﺘﻪ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﺘﺸﻌﺭ ﺒﺫﻟﻙ ﺃﻴ ـﺎ ، ﺜـﻡ ﻀ ﺩ ﻗﺎﻟﺕ ﺃﻨﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﺤﺏ ﻤﻥ ﻗﺒل ﻭﺃﻥ ﻭﺍﻟﺩﻫﺎ ﻴﺭﻓﺽ ﺘﻤﺎ ﺎ ﺃﻴﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬـﺎ. ﻤ ﻗﺎل ﺍﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺤﺏ ﺃﻴ ﺎ. ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻌﻠﻡ ﺍﻨﻪ ﺭﺒﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﻜﺎﺫ ﺎ. ﺒ ﻀ ﻗﺎل ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺃﻥ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺠﻤﻴﻠﺘﺎﻥ ﺒﺎﻟﻔﻌل ، ﻭﻜﺎﻥ ﻴﺤﺎﻭل ﺃﻥ ﻴﻁﻴل ﺍﻟﻨﻅـﺭ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻔﺎﺠﺌﻪ ﺩﺍﺌ ﺎ. ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺸـﻭﺍﺭﻉ ﻤﺯﺩﺤﻤـﺔ ﻭﻜـﺎﻥ ﻤ ﻭﺠﻬﻪ ﻤﻤﺘﻠ ًﺎ ﺒﺎﺒﺘﺴﺎﻤﺔ ﺒﺴﻴﻁﺔ. ﻜﺎﻨﺎ ﻴﻨﻔﺼﻼﻥ ﺃﺤﻴﺎ ﹰﺎ ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﺯﺤﺎﻡ. ﻨ ﺌ
- 9. ﺃﻤﺴﻙ ﺒﻴﺩﻫﺎ ، ﻭﻗﺭﺭ ﺃﻨﻪ – ﺒﻌﺩ ﻓﺘﺭﺓ – ﺴﻴﻘﻭل ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﻤﺴﻙ ﺤﻘﻴﺒﺘﻬـﺎ ﺒﻴﺩ ﻭﺍﺤﺩﺓ ، ﻭﻟﻡ ﻴﺤﺎﻭل ﺃﻥ ﻴﺘﻭﻗﻊ ﺇﺠﺎﺒﺘﻬﺎ ﺁﻨﺫﺍﻙ. ﺘﻜﻠﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ، ﻭﻗﺎﻟﺕ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﺅﻤﻥ ﺒﺎﻻﺨﺘﻼﻁ ﺒﺨﻼﻑ ﻭﺍﻟﺩﻫﺎ ﺭﻏـﻡ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﺤﺒﻪ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺃﻤﻬﺎ. ﻗﺎل ﻟﻬﺎ ﺇﻥ ﻭﺍﻟﺩﻩ ﻤﺘﻭﻑ ﻭﺍﻨﻪ ﻴﺤـﺏ ﺃﻤـﻪ. ٍ ﺃﺤﺱ ﺒﺒﻌﻀﻬﻡ ﻴﻨﻅﺭ ﺇﻟﻴﻪ ، ﻭﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﻴﺯﻋﺠﻪ. ﻭﺍﺒﺘﻌﺩﺍ ﻋﻥ ﺍﻟﺸـﻤﺱ ، ﻭﺒﺩﺃ ﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻴﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﺨﺭ. ﻭﺃﺨﺫﺕ ﻫﻲ ﺘﺠﻔﻑ ﺍﻟﻌـﺭﻕ ﺒﻤﻨـﺩﻴل ﺃﺒﻴﺽ ﺨﻔﻴﻑ ، ﻭﺘﺭﻓﻊ ﺸﻌﺭﻫﺎ ﻭﺘﺴﻭﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﺭﺍﺀ ﻓﻴﻤﺎ ﻜﺎﻨـﺕ ﻴـﺩﻫﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻤل ﺍﻟﺤﻘﻴﺒﺔ ، ﺘﺴﻘﻁ ﻗﻠﻴﻼ ﺇﻟﻰ ﺃﺴﻔل. ﹰ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﻲ ﻤﺘﺄﻜﺩﺓ ﺍﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺤﺒﻪ ﺒﻌﺩ ﻤﺩﺓ : ﺸـﺎﺏ ﻤﻨﺎﺴـﺏ ﻟﻠﻐﺎﻴﺔ ، ﺭﻏﻡ ﺍﻨﻪ ﻟﻴﺱ ﻤﺎ ﺘﺭﻴﺩﻩ ﺒﺎﻟﻀﺒﻁ. ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺘﺅﻤﻥ ﺃﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺤﺼل ﻋﻠﻰ ﻜل ﻤﺎ ﻴﺭﻴﺩ. ﺍﺴﺘﻌﺩﺕ ﺃﻥ ﺘﻁﻴل ﻤﻌـﻪ ﺍﻟﺤـﺩﻴﺙ ﻤﺘﻰ ﺒﺩﺃ ﻫﻭ. ﻭﺴﺘﻭﺍﻓﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻭﺭ ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻭ ﻁﻠﺏ ﻤﻨﻬﺎ – ﻤﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ – ﺃﻥ ﺘﺫﻫﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺎﺯﻴﻨﻭ. ﻓﻲ ﺠﻴﺒﻪ ﺴﻴﺠﺎﺭﺓ "ﻤﻔﺭﺩﺓ" ﻭﻜﺎﻥ ﺨﺠﻼ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﺨﺭﺠﻬﺎ. ﺴـﺄﻟﻬﺎ ﻋـﻥ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺫﺍﻜﺭﺓ ، ﻗﺎﻟﺕ ﺃﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﺫﺍﻜﺭ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺁﺨﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ. ﻗﺎل ﺍﻨـﻪ ﻴﻭﺩ ﺃﻥ ﻴﺤﻜﻲ ﻟﻬﺎ ﻋﻥ ﺃﺸﻴﺎﺀ ﺭﺩﻴﺌﺔ ﻟﻠﻐﺎﻴﺔ ﺘﺤﺩﺙ – ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻴﺨﺸـﻰ ﺃﻥ ﻴﺼﻴﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﻠل ، ﻷﻨﻪ ﻴﻌﺘﻘﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﻫﻜﺫﺍ. ﺘﻘﺩﻤﺘﻪ ﻭﺒﺩﺍ ﻨﺼﻑ ﻭﺠﻬﻬﺎ ﻤﻀﻴ ًﺎ ﻭﻫﻲ ﺘﻁﺭﻑ ﺒﻌﻴﻨﻴﻬﺎ ﻗﻠﻴﻼ ، ﺜﻡ ﺭﻓﻌﺕ ﺼﻭﺘﻬﺎ. ﻗﺎﻟﺕ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﹰ ﺌ ﺍﻗﺘﺤﻤﺕ ﻜل ﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ، ﻭﺃﻨﻬﺎ ﺘﻌﺭﻑ ﺃﺸﻴﺎﺀ ﻜﺜﻴﺭﺓ. ﻜﺎﻥ ﺼـﺩﻴﻘﻪ ﻗﺩ ﻗﺎل ﻟﻪ ﺍﻨﻪ ﻤﺘﻰ ﻭﻀﻊ ﻴﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﻜﺘﻔﻬﺎ ﻴﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﻨﺯﻟﻕ ﺇﻟﻰ ﺼﺩﺭﻫﺎ ، ﻭﺴﺘﺴﻌﺩ ﻫﻲ ﺒﺫﻟﻙ – ﻭﺃﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﺴﺘﻤﺎﻨﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺩﺀ. ﺃﺤـﺱ ﺒﺭﻏﺒـﺔ ﺸﺩﻴﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺠﺎﺭﺓ. ﻗﺎﻟﺕ ﺇﻥ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﻴﻔﻜﺭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﺼﻐﺭ ،
- 10. ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﻔﻌل ﺫﻟﻙ ﻗﻁ. ﻗﺎل ﺍﻨﻪ ﺴﻴﻜﻭﻥ ﺼﺎﺩ ﹰﺎ ﻟﻠﻐﺎﻴﺔ ﻤﻌﻬﺎ ، ﺃﻜﺩﺕ ﻟﻪ ﻗ ﺃﻨﻬﺎ ﺴﺘﺴﻌﺩ ﺒﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﻭﺍﻟﺩﻫﺎ ﻋﻭﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺩﻕ. ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻬﻭﺍﺀ ﺴـﺎﻜﻨﺎ ﻭﺍﻟﺸﻭﺍﺭﻉ ﻋﺎﺩﻴﺔ ﻟﻠﻐﺎﻴﺔ ، ﺃﺤﺱ ﺒﺎﻹﺭﻫﺎﻕ ، ﻭﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﻻﺤﻅ ﺃﻨﻬﺎ ﺘـﺘﻜﻠﻡ ﻋﻥ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺒﺼﻴﻐﺔ "ﺍﻟﻤﺫﻜﺭ" ﻭﺘﻁﺭﻑ ﺒﻌﻴﻨﻴﻬﺎ ﻗﻠﻴﻼ. ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺘﺄﻜﺩﺓ ﺍﻨـﻪ ﹰ ﺴﻴﺤﺩﺜﻬﺎ ﺤﺩﻴ ﹰﺎ "ﻋﺎﻁﻔ ﺎ" ﺒﻌﺩ ﻗﻠﻴل. ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﺓ ﺍﻟﻘﺎﺩﻤﺔ ﺴﺘﺭﺘﺩﻱ ﻤﻼﺒـﺱ ﻴ ﺜ ﻋﺎﺩﻴﺔ ﻭﻟﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻌﻬﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﺒﺔ ، ﻭﺒﺎﻟﻁﺒﻊ ﺴﻴﺴﻌﺩ ﻫﻭ ﺒﺫﻟﻙ. ﻗﺎل ﻟﻬـﺎ ﻭﻫﻭ ﻴﻀﺤﻙ : ﺃﻨﻬﺎ ﺴﻤﻴﻨﺔ ﻗﻠﻴﻼ ﻭﺍﻨﻪ ﻨﺤﻴل ، ﻀﺤﻜﺕ ﺃﻴ ﺎ ﺒﺼـﻭﺕ ﻀ ﹰ ﻋﺎل ، ﻭﻗﺭﺒﺕ ﺭﺃﺴﻬﺎ ﻤﻨﻪ ، ﻗﺎﻟﺕ ﺇﻨﻪ ﻻ ﻴﺄﻜل ﺃﺭ ﺍ. ﻭﻀﻊ ﻴﺩﻩ ﻋﻠـﻰ ﺯ ﻜﺘﻔﻬﺎ. ﺍﺭﺘﺠﻔﺕ ﺍﻟﺤﻘﻴﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺼﺩﺭﻫﺎ. ﻨﻅﺭ ﺤﻭﻟﻪ ﻭﻗﺎل ﺇﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﺎﺩﻤﺔ ﺴﻴﺤﺩﺜﻬﺎ ﻋﻥ ﺃﺸﻴﺎﺀ ﻜﺜﻴﺭﺓ. ﻗﺎﻟﺕ ﺇﻥ ﻜﻼ ﻤﻨﻬﻤﺎ ﺴﻴﻔﻬﻡ ﺍﻵﺨـﺭ ﺒﻼ ﺸﻙ. ﻨﻅﺭﺕ ﻓﻲ ﺴﺎﻋﺘﻬﺎ ﻭﻗﺎﻟﺕ ﺇﻨﻬﺎ ﺘﺄﺨﺭﺕ. ﺘﻠﻌﺜﻡ ﺜﻡ ﻗﺎل ﺃﺨﻴ ﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺭ ﻤﺭ ﺒﺴﺭﻋﺔ ﻭﺍﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺸﻌﺭ ﺒﺫﻟﻙ ، ﻗﺎﻟﺕ ﺇﻨﻬﺎ ﺘﺭﻏﺏ ﺃﻥ ﺘﻘﻀـﻰ ﻤﻌـﻪ ﻭﻗ ﹰﺎ ﺃﻁﻭل ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺘﺨﺸﻰ ﺃﻥ ﻴﺸﻙ ﻭﺍﻟﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﺭ. ﺘ ﺍﺘﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﻴﻌﺎﺩ ﻭﺃﺭﻜﺒﻬﺎ "ﺍﻷﺘﻭﺒﻴﺱ". ﻴﻨﺎﻴﺭ ٠٧٩١
- 11. اﻟﺼﺮﺧﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﺠﺎﻟﺴﺔ ﺍﻟﻘﺭﻓﺼﺎﺀ ﻭﻫﻲ ﺘﺴﻤﻊ ﺍﻟﺭﻴﺢ ﻭﺘﺤﺱ ﺒﺎﻟﺘﺭﺍﺏ. ﺼـﻌﺩﺕ ﺭﺍﺌﺤﺔ ﺍﻟﺸﺎﻱ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻔﻬﺎ ، ﻭﺘﺴﻠل ﺍﻟﻬﻭﺍﺀ ﺒﺎﺭ ﺍ ﻭﺨﻔﻴ ﹰﺎ ﺘﺤـﺕ ﺍﻟﺜـﻭﺏ ﻔ ﺩ ﺍﻟﻭﺍﺴﻊ. ﺯﻋﻘﺕ : "ﻴﺎ ﺒﻨﺕ.. ﺍﻟﺸﺎﻱ ﻏﻠﻲ". ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻜﺎﻨﺕ ﺠﺜﺘﻪ ﻋﺎﺭﻴﺔ ، ﻭﺍﻟﺒﻁﻥ ﻤﻨﺘﻔﺨﺔ ، ﻨﺘﻨـﺔ ، ﻤﺘﺄﻫﺒـﺔ ﻟﻼﻨﻔﺠﺎﺭ ، ﺤﻴﺙ ﺘﺨﺭﺝ ﺍﻷﺤﺸﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﻔﺤﻤﺔ ﺍﻟﻤﺘﺠﻤـﺩﺓ ﻓـﻲ ﺍﻟﺼـﻘﻴﻊ ﻭﺍﻟﺼﻬﺩ ، ﻭﺘﺤﺕ ﻜل ﻤﺎ ﺘﺴﺒﺒﻪ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ. ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺍﻷﺼﺎﺒﻊ ﻤﺤﻔﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻤﺎل ، ﺭﺍﺴﺨﺔ ، ﻭﺒﻁﻥ ﺍﻟﻴﺩ ﻤﺜﻨﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﺍﺨل. ﺘﻠﻭﺡ ﺍﻟﻁﻴـﻭﺭ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﺏ ﺍﻟﺤﺎﺩﺓ ، ﻭﺍﻟﻔﻡ ﺍﻟﻤﺴﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻔﺘﻭﺡ ، ﻭﺍﻷﺠﻨﺤﺔ ﺍﻟﻘﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺭﻋﺔ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﺭﻴﺢ ، ﻭﻫﻲ ﺘﺭﺴﻡ ﻗﻭ ﺎ ﻤﺒﺘﻭ ﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻀـﺎﺀ ﺍﻟﺨـﺎﻟﻲ ، ﺭ ﺴ ﺤﻴﺙ ﻴﻨﺘﻬﻰ ﻜل ﺸﻰﺀ ﻭﺘﺒﺩﻭ ﺍﻷﻟﻭﺍﻥ ﺜﺎﺒﺘﺔ ﻻ ﺘﺘﻐﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻁـﻼﻕ : ﺍﻷﺼﻔﺭ ﻭﺍﻷﺼﻔﺭ ﺍﻟﺩﺍﻜﻥ ﻭﺍﻷﺯﺭﻕ ﺍﻟﻔﺎﺘﺢ. ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻷﺴﻭﺩ ﻤﻨﺴﺩﻻ ﹰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﻤﻨﺒﺴﻁﺔ ، ﻭﺍﻟﺨﺩﺍﻥ ﻤﺸﺩﻭﺩﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﺴﻔل ، ﻭﺍﻟﻔﻡ ﻤﻁﺒ ﹰـﺎ ﻘ ﻭﻤﺸﺩﻭ ﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻠﻰ. ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺭﻗﺒﺔ : ﺠﺯﺕ ﺍﻟﻘﺼﺒﺔ ﺍﻟﻬﻭﺍﺌﻴﺔ ﺒﻴﺩ "ﻏﺸﻴﻤﺔ" ﺩ ﺘﺤﺴﺴﺕ ﻁﺭﻴﻘﻬﺎ ﺒﺴﺭﻋﺔ.. ﺃﺼﺒﺢ ﺍﻟﺭﺃﺱ ﻜﻠﻪ ﻤﻠﻘﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﺭﺍﺀ. ﺩﺨﻠﺕ ﺍﻟﺒﻨﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻀﻴﻕ ﺍﻟﻘﺼﻴﺭ ﻭﻫﻲ ﺘﻌـﺩﻭ. ﻜـﺎﻥ ﺸـﻌﺭﻫﺎ ﻤﻬﻭ ﹰﺎ ﻭﺍﻟﺜﻭﺏ ﻗﺩ ﺍﻨﺸﻕ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺼﺩﺭ. ﻟﻤﺕ ﺜﻭﺒﻬﺎ ﻭﺠﻠﺴﺕ ﺃﺴﻔل ﺍﻟﺠﺴﺩ ﺸ ﺍﻟﻀﺨﻡ ﻭﺍﻟﻭﺠﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻤﺎﻡ. ﺭﺍﺤﺕ ﺘﺼـﺏ ﺍﻟﺸـﺎﻱ ﻭﻫﻲ ﺘﺭﻗﺏ ﺍﻟﻔﻘﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﻔﺠﺭﺓ : ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ ﺘﻠﻭ ﺍﻷﺨﺭﻯ. ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺨـﺎﺭﺝ ﻴﺄﺘﻴﻬﻤﺎ ﺼﻭﺕ ﺍﻟﺭﻤﺎل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻀﺭﺏ ﺍﻟﺼﻔﻴﺢ ﻭﺘﺘﺴﻠل ﻤﻥ ﺃﺴﻔل.
- 12. ﺘﻘﻭل ﺍﻟﺒﻨﺕ : "ﻴﺄﺘﻲ ﻭﻴﺄﺨﺫﻨﻲ. ﻭﺃﻜﻭﻥ ﻤﻌـﻪ ﻭﺤـﺩﻱ. ﺃﺭﻯ ﺍﻷﻟـﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤﺭ. ﺃﺨﻠﻊ ﻟﻪ ﻤﻼﺒﺴﻲ ﻭﻴﺭﺸﻨﻲ ﺒﺎﻟﻤﺎﺀ ﻭﺃﻨﺎ ﺃﺠﺭﻯ ﺃﻤﺎﻤﻪ ، ﻭﺃﺤﺱ ﺒﺎﻟﻤﻠﺢ ﻴﺒﻠل ﺸﻔﺘﻲ. ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺒﺎﺭ ﺍ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻤﺎ ﺃﻟﺒﺙ ﺃﻥ ﺃﺘﻌـﻭﺩ ﺩ ﻋﻠﻴﻪ. ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻜﺜﻴ ﺍ ، ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻜﺜﻴـﺭﻴﻥ : ﺭﺠـﺎل ﻭﻨﺴـﺎﺀ ﺭ ﻭﺃﻁﻔﺎل ﻭﺩﺨﺎﻥ ﻭﺃﺸﺠﺎﺭ. ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻷﻟﻭﺍﻥ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻭﻤﺨﺘﻠﻔﺔ. ﻭﻴﻜﻭﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﻁﺭ ﻴﻨﻘﺭ ﻋﻠﻰ ﺯﺠﺎﺝ ﻨﻅﻴﻑ ﺸﻔﺎﻑ ، ﻭﻴﺴﻘﻁ ﻋﻠـﻰ ﺒﻘـﻊ ﺍﻟﻤـﺎﺀ ، ﻭﻴﺤﺩﺙ ﺼﻭ ﹰﺎ. ﻭﺃﻜﻭﻥ ﻭﺤﺩﻱ ﻤﻌﻪ ﺩﺍﺌ ﺎ. ﻴﻘﻭل ﻟﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﺯل ﻫﻨـﺎﻙ ﻤ ﺘ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻷﺸﺠﺎﺭ ﻭﻫﻭ ﻴﺸﻴﺭ ﺒﺄﺼﺎﺒﻌﻪ.. ﺴﺄﻨﺠﺏ ﻟﻪ ﺃﻁﻔﺎﻻ ﻜﺜﻴﺭﻴﻥ. ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺱ : ﺃﻜـﻭﻥ ﺠﺎﻟﺴـﺔ ﺍﻟﻘﺭﻓﺼـﺎﺀ ﹰ ﻭﺃﻤﺸﻁ ﺸﻌﺭﻱ ﻭﻫﻭ ﺃﻤﺎﻤﻲ ﻴﻨﺘﻅﺭﻨﻲ ، ﻭﺍﻟﻤﺎﺀ ﻴﻨﺴﺎﺏ ﺒﻴﻥ ﺸـﻌﻴﺭﺍﺕ ﺼﺩﺭﻩ ﻭﺘﺤﺕ ﺇﺒﻁﻴﻪ ، ﻭﻴﻠﻤﻊ ﻓﻲ ﻭﺠﻬﻪ ﻨﺩﻴﺎ ، ﻭﻫﻭ ﻤﻀﻴﻕ ﻤـﺎ ﺒـﻴﻥ ﻋﻴﻨﻴﻪ : ﻴﻜﻠﻤﻨﻲ ﻭﻴﻀﺤﻙ ، ﻭﺃﻀﺤﻙ ﺃﻨﺎ ﺃﻴ ﺎ". ﻀ ﻜﺎﻥ ﻗﺭﻁﺎﺱ ﺍﻟﻀﻭﺀ ﻗﺩ ﺍﻨﺴل ﻤﻥ ﺍﻟﻜﻭﺓ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻘﻑ ، ﻀـﺎﻤﺎ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﻜﺎﺌﻨﺎﺕ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ، ﻭﻤﺭﺴﻼ ﻤﺭﺒﻌﻪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻘﺎﺒل. ﺘﺸـﺘﺩ ﺍﻟﺭﻴﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ، ﻭﻴﺸﺘﺩ ﺼﻭﺕ ﺍﻟﺭﻤﺎل ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﻀـﺭﺏ ﺍﻟﺼـﻔﻴﺢ ﻭﺘﺘﺴﻠل ﺇﻟﻰ ﺃﺴﻔل. ﺘﺭﺘﺸﻑ ﺍﻟﻌﺠﻭﺯ ، ﺒﺼﻭﺕ ﻤﺴﻤﻭﻉ ، ﻭﻫﻲ ﻤﺎ ﺘﺯﺍل ﻤﺸﺭﻋﺔ ﻭﺠﻬﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﺩﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻤﺎﻡ ، ﻭﻭﺍﻀﻌﺔ ﻴﺩﻫﺎ ﻋﻠـﻰ ﻓﺨـﺫﻫﺎ ، ﻭﺠﺴﺩﻫﺎ ﻤﺎﺌل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﻗﻠﻴﻼ ، ﻭﻗﺩ ﺘﻐﻁﻰ ﻨﺼﻑ ﻭﺠﻬﻬﺎ ﺍﻟﻤﻐﻀـﻥ ﹰ ﺘﺤﺕ ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻟﻤﻅﻠﻡ ، ﺇﺫ ﺘﻨﺤﺴﺭ ﺍﻟﺸﻤﺱ ، ﻭﻫﻲ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻗﻭﻴﺔ ﻭﻤﻠﺘﻬﺒﺔ ﻭﺘﺤﺘﻬﺎ ﺭﺍﻗﺩﺓ ﺠﺜﺘﻪ. ﺘﺘﺤﺴﺱ ﺍﻟﺒﻨﺕ ﻓﺨـﺫﻫﺎ ﻭﻫـﻲ "ﺘﻜـﺒﺵ" ﺍﻟﺭﻤﺎل ، ﻭﺘﺭﻓﻊ ﻴﺩﻫﺎ ﻟﺘﺘﺸﺭﺏ ﺍﻟﺤﺒﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ ﺜﻡ ﺘﺯﻴﻠﻬﺎ ﺒﺒﻁﺀ.
- 13. ﺘﺤﺴﺴﺕ ﺍﻟﻌﺠﻭﺯ "ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ" ﺒﻴﺩﻫﺎ ﺍﻟﻤﺭﺘﺠﻔﺔ ﻭﻭﻀﻌﺕ ﺍﻟﻜـﻭﺏ ، ﻭﻗـﺩ ﺘﺒﻘﻰ ﻤﻨﻪ ﺍﻟﻘﻠﻴل ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻉ ، ﺩﺍﻜﻨﺎ ﻭﻤﺎﺌﻼ ﻤﻊ ﺍﻟﻜﻭﺏ. ﻤﺩﺕ ﻴﺩﻫﺎ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﺒﻨﺕ ، ﺍﻟﺘﻲ ﺸﺩﺕ ﺠﺴﺩﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﺭﺍﺀ ، ﻭﻫﻲ ﺘﻨﻅﺭ ﺤﻭﻟﻬﺎ ، ﻓﻲ ﻜـل ﻤﻜﺎﻥ ، ﺒﺴﺭﻋﺔ. ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻌﺠﻭﺯ ﺘﺘﺤﺴﺱ ﺒﻴﺩﻫﺎ ﻤﺎ ﺘﺯﺍل ، ﺘﻘﻭل ﺒﺼﻭﺕ ﻗﻭﻯ ، ﻤﺘﻘﻁﻊ ﺍﻟﻨﺒﺭﺍﺕ ، ﻭﺩﻓﻌﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ : "ﻗﺭﺒﻲ.. ﺃﻴﻥ ﺃﻨﺕ ؟" ﺘﻠﻡ ﺍﻟﺒﻨﺕ ﺜﻭﺒﻬﺎ ﺤﻭل ﺼﺩﺭﻫﺎ ﻭﺘﻘﻭل ﻨﺎﻅﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺭ ﻤﻜﺎﻥ ، ﺒﺼﻭﺘﻬﺎ ﺍﻟﺭﻓﻴﻊ : "ﺃﺫﻫﺏ ﻷﻏﺴل ﺍﻷﻜﻭﺍﺏ ؟". ﺘﻀﻡ ﺍﻟﻌﺠﻭﺯ ﻗﺒﻀﺘﻬﺎ ﻭﺘﺼﻴﺢ ﺒﺼﻭﺕ ﺃﻋﻠﻰ ، ﺘﻐﺭﻕ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﺩﻤﻭﻉ ، ﻭﺘﺭﻓﻊ ﻴﺩﻫﺎ ﺒﺴﺭﻋﺔ ﻭﺘﺠﻔﻑ ﺒﻜﻡ ﺍﻟﺜﻭﺏ. ﺘﻤﺩ ﺍﻟﻌﺠـﻭﺯ ﻴـﺩﻫﺎ ﻭﻫـﻲ ﺘﻨﺘﻔﺽ ﺒﺼﻭﺕ ﻗﻭﻯ ، ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺍﺼﻁﺩﻤﺕ ﺒﺎﻟﻜﺘﻑ ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﺊ ﺍﻟﻌـﺎﺭﻱ... ﻭﺘﺠﻠﺱ ﺍﻟﺒﻨﺕ ﺒﺠﻭﺍﺭﻫﺎ ، ﻭﻗﺩ ﺴﻘﻁ ﺭﺃﺴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﺴﻔل ، ﻭﻫﻲ ﺘﻠﻡ ﺍﻟﺜﻭﺏ ﺤﻭل ﺼﺩﺭﻫﺎ ﺒﻴﺩ ، ﻭﺍﻷﺨﺭﻯ ﺘﺤﺕ ﺒﻁﻨﻬﺎ. ﺘﻘﻭل : "ﻟﻡ ﺃﻜﻥ ﻗﺩ ﻏﺴﻠﺕ ﺍﻟﺼﺤﻭﻥ". ﺘﺘﺤﺴﺱ ﺒﻴﺩ ﺘﻌﺭﻑ ﻁﺭﻴﻘﻬﺎ ﺠﻴ ﺍ ، ﻭﺘﻘﺒﺽ ﻋﻠﻰ ﻜﺘـﻑ ﺍﻟﺒﻨـﺕ ، ﺇﺫ ﺩ ﻴﻨﻔﺭﺝ ﺍﻟﺜﻭﺏ ، ﻭﻴﺴﻘﻁ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﻬﺩﻴﻥ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺩﻴﺭﻴﻥ. ﺘﺘﺤﺴـﺱ ﺒﻭﺠﻬﻬﺎ ﺍﻟﺸﻔﺘﻴﻥ ، ﻭﺘﻜﻭﻥ ﺭﺍﺌﺤﺔ ﺃﻨﻔﺎﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻨـﻑ ﺍﻟﺒﻨـﺕ ﻗـﺫﺭﺓ ، ﻭﺍﻟﺼﻭﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺨﺭﺝ ﻤﻥ ﻓﻤﻬﺎ ﻋﺎﻟﻴﺎ ﻭﻤﺯﻋﺠﺎ ، ﻭﻭﺍﻀﺤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺠﺭﺓ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ، ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺴﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﺼﻭﺕ ﺍﻟﺭﻤﺎل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻀﺭﺏ ﺍﻟﺼﻔﻴﺢ ﻭﺘﺘﺴﻠل ﻤﻥ ﺃﺴﻔل. ﻭﺘﻘﺒﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻬـﺩﻴﻥ ﺒﻴـﺩ ﻭﺒـﺎﻷﺨﺭﻯ ﺘﺘﺤﺴﺱ ، ﻤﺭﺘﺠﻔﺔ ﻭﺴﺭﻴﻌﺔ ، ﺘﺤﺕ ﺍﻟﺜﻭﺏ ، ﻓﻲ ﺃﻤﺎﻜﻥ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ. ﺘﺘﻤﻠﻤل
- 14. ﺍﻟﺒﻨﺕ ﻭﻫﻲ ﺘﺸﺩ ﺠﺴﺩﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﺭﺍﺀ ، ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺃﻥ ﺘﺭﻓﻊ ﺫﺭﺍﻋﻬﺎ ﻟﺘﺠﻔﻑ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ، ﺘﻌﺭﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﻟﻥ ﺘﺠﺩﻱ ﻓﺘﻌﻭﺩ ﻜﻤـﺎ ﻜﺎﻨـﺕ. ﺘﻬﻤـﺱ ﻭﺍﻟﺭﺍﺌﺤﺔ ﻓﻲ ﻓﻤﻬﺎ ، ﻭﺍﻟﺼﻭﺕ ﺍﻟﺨﺸﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩ ﻤﺎ ﺯﺍل ﻤﺩﻭﻴﺎ ﻓﻲ ﺭﺃﺴﻬﺎ : "ﻤﺘﻰ ﻨﺫﻫﺏ ﻜﻤﺎ ﻗﻠﺕ ؟". ﺘﻘﻭل ﺍﻟﻌﺠﻭﺯ ﻭﻗﺩ ﺭﻓﻌﺕ ﺭﺃﺴﻬﺎ ﻓﺠﺄﺓ ، ﻭﺍﻟﻴﺩ ﻗﺎﺒﻀـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻨﻬـﺩ ﺍﻟﻌﺎﺭﻱ ، ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻨﻜﻤﺵ ﺘﺤﺕ ﺍﻟﻀﻐﻁ ﺍﻟﻘﻭﻱ ، ﻭﺍﻟﺒﻨـﺕ ﺘﺠـﺯ ﻋﻠـﻰ ﺃﺴﻨﺎﻨﻬﺎ ﻭﺘﺩﻴﺭ ﻭﺠﻬﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ ، ﻭﺍﻟﻴﺩ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻗﺩ ﺍﺴﺘﻘﺭﺕ ﺘﺤﺕ ﺍﻟﺜﻭﺏ ، ﺃﺴﻔل ﺍﻟﺒﻁﻥ ، ﻭﻗﺩ ﺍﺴﺘﺩﺍﺭﺕ ﺒﺠﺴـﺩﻫﺎ ﺍﻟﻀـﺨﻡ ﻜﻠـﻪ ﻭﺃﻨﺯﻟﺕ ﺇﺤﺩﻯ ﺴﺎﻗﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﺴﻔل ، ﻭﺘﺼﻴﺢ ، ﻭﺍﻟﻭﺠﻪ ﻗﺭﻴﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺍﻵﺨﺭ ، ﻭﺍﻷﻨﻔﺎﻥ ﻭﻗﺩ ﻜﺎﺩﺍ ﺃﻥ ﻴﺘﻼﻤﺴﺎ : "ﺃﺠﺒﺕ ﻋﻠﻴﻙ ﺃﻟﻑ ﻤﺭﺓ... ﺍﺴﻜﺘﻲ". ﺘﺭﻓﻊ ﺍﻟﻴﺩ ﻤﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻬﺩ ، ﻭﺘﺴﻘﻁ ﺒﻘﺴﻭﺓ ﻭﻋﻨﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺩ. ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻭﺴﻊ ﺍﻟﺒﻨﺕ ﺃﻥ ﺘﺭﻓﻊ ﺫﺭﺍﻋﻬﺎ ﻭﺘﺠﻔﻑ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ، ﻭﻫﻲ ﺘﻨﻬﻨـﻪ ﺒﺼـﻭﺕ ﺨﺎﻓﺕ ﺠ ﺍ. ﺩ ﺃﻏﺴﻁﺱ ٠٧٩١
- 15. ﻓﺎﻧﺘﺎزﻳﺎ اﻟﺤﺠﺮة ﻋﻠﻰ ﺃﺼﺎﺒﻊ ﺍﻟﻘﺩﻤﻴﻥ – ﺍﻟﻠﺘﻴﻥ ﺘﻨﻭﺀﺍﻥ ﺒﺤﻤﻠﻬﻤـﺎ ﺍﻟﺜﻘﻴـل – ﻭﺍﻟﻜﻔـﻴﻥ ﺍﻟﻤﻀﻤﻭﺘﻴﻥ ﺍﻟﻤﺘﻜﻭﺭﺘﻴﻥ ، ﺒﺎﻟﻀﺒﻁ ﺃﺴﻔل ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺍﻟﻤﺸﺩﻭﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻨﺘﻅـﺭ ﺤﺘﻤﺎ ، ﻭﻗﺩ ﺃﺨﺫ ﺍﻟﻔﻜﺎﻥ ﻭﻀﻊ ﺍﻻﺴﺘﻌﺩﺍﺩ ، ﺃﺨﺫ ﻴﺘﺤﺭﻙ. ﺘﻤﺘﺩ ﺍﻟﻴﺩﺍﻥ – ﺒﺘﺭﻗﺏ ﻭﻨﻔﺎﺩ ﺼﺒﺭ ﻨﺤﻭ ﺃﻜﺭﺓ ﺍﻟﺒﺎﺏ ، ﻗﺒـل ﺃﻥ ﻴﻐﺸـﻰ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻓﺠﺄﺓ ﺍﻟﻀﻭﺀ ﺍﻟﻤﺭﺘﻌﺵ ﺍﻟﺴﺎﻗﻁ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻜﺭﺓ ﺍﻟﻨﺤﺎﺴﻴﺔ ، ﻭﻫـﻭ ﺇﺫ ﻴﺠﻔل ، ﺘﻤﺘﺩ ﻴﺩﺍﻩ ﺒﻌﻨﻑ ﻭﺍﺭﺘﻌﺎﺵ ، ﻭﺘﻘﺒﻀﺎﻥ ﺒﺎﺴﺘﻤﺎﺘﺔ ﻭﺭﻏﺒـﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻜﺭﺓ ، ﻭﻴﻤﻴل ﺒﺠﺫﻋﻪ ﻭﻴﺼﺒﺢ ﺼـﺩﺭﻩ ﻭﺠﺎﻨـﺏ ﻭﺠﻬـﻪ ﻟﺼﻕ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺘﻤﺎ ﺎ. ﻭﺘﻐﻴﺏ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺍﻟﻤﺜﺒﺘﺘﺎﻥ ﺍﻟﻤﺫﻋﻭﺭﺘﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴـﻘﻑ ﻤ ﺍﻟﺴﺎﻗﻁ ﻁﻼﺅﻩ ، ﺤﻴﺙ ﺘﻤﻭﺝ ﺍﻷﺸﻜﺎل ﺍﻟﻤﻨﺘﻔﻀﺔ ﺍﻟﻤﺴـﺘﻌﺩﺓ ﻟﻼﻨﻔـﻼﺕ ﺤﺘﻤﺎ ، ﻭﻫﻲ ﻤﺸﺭﻋﺔ ﺃﺠﺴﺎﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﺒﺔ ﺍﻻﻨﻘﻀﺎﺽ. ﻭﻴﺴﺘﺩﻴﺭ. ﻭﻴﻠﺼﻕ ﻭﺠﻬﻪ ﻜﻠﻪ ﺒﺎﻟﺒﺎﺏ ، ﻭﻴﻨﺒﺠﺱ ﺍﻷﻨﻑ ﺘﺤﺕ ﺍﻟﻌﻴﻨـﻴﻥ ﺍﻟﻠﺘﻴﻥ ﻤﺎ ﺘﻨﻔﻜﺎﻥ ﺘﻨﻘﺒﻀﺎﻥ. ﻭﺘﺩﻭﺭ ﺍﻟﺤﺠﺭﺓ ﻭﻴﻘـﻭل : ﺴـﺄﺫﻫﺏ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﺴﺭﻴﺭ ﻭﺃﻨﺘﻅﺭ ، ﻭﻟﻴﺤﺩﺙ ﻤﺎ ﻴﺤﺩﺙ". ﻟﻜﻥ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻭﺍﻟﺭﻫﺒﺔ ﻤﻥ ﺫﻟـﻙ ﺍﻟﺭﺍﺒﺽ ﺒﺎﻟﺨﺎﺭﺝ ﺘﻭﻗﻔﻪ. ﺘﻠﺘﻭﻱ ﺍﻷﻜﺭﺓ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﺼﺎﺒﻊ. ﻴﻨﻔـﺘﺢ ﺍﻟﺒـﺎﺏ ﻭﻴﺼﺭ ﺒﺼﻭﺕ ﻤﻜﺘﻭﻡ ﺯ.. ﻯ... ﻯ... ﺃ... ﺘﺒﺭﺯ ﺍﻟﻌﻴﻨﺎﻥ ﺜﻡ ﺍﻟﻭﺠـﻪ ، ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺤﺘﻰ ﺍﻟﻌﻨﻕ ﻭﻴﺎﻗﺔ ﺍﻟﺴﺘﺭﺓ ﺍﻟﻤﺒﻠﻠﺔ. ﻭﻴﻠﻤﺢ ﺍﻟﺩﻫﻠﻴﺯ ﺨﺎﻭﻴﺎ ﻭﺍﻟﺒﺴﺎﻁ ﺍﻟﺒﻨﻲ ﺍﻟﻐﺎﻤﻕ ﺍﻟﻘﺫﺭ ﻤﺠﻌﺩﺍ ، ﻭﻴﺴﺘﺠﻤﻊ ﻤﺎ ﺘﺒﻘﻰ ﻭﻴﺸـﺩ ﺍﻟﺠﺴـﺩ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ، ﻭﻴﺨﻁﻭ ﻤﺘﺤﻔ ﺍ ﺨﺎﺭﺝ ﻋﺭﻴﻨﻪ. ﻴﻨﺘﻅﺭ ﻤﺭﻫﻔﺎ ﺤﺎﺴﺔ ﺍﻟﺴـﻤﻊ ﺯ ﻭﺍﻟﺤﺎﺴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻀﺎﻓﻬﺎ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻓﻘﻁ.
- 16. ﻭﺘﺒﺭﻕ ﺍﻟﻌﻴﻨﺎﻥ ﻭﻴﺸﺘﻌل ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺍﻟﻤﺸﺩﻭﺩ ﺒﺎﻟﺭﺠﻔﺔ ﻭﺍﻟﺼﻔﺭﺓ ﻭﻴﺠﻔل ﻭﻴﺸﺩ ﺍﻟﺠﺴﺩ ﺒﺴﺭﻋﺔ ، ﻭﺘﻔﺎﺭﻕ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺍﻟﺩﻫﻠﻴﺯ ﻭﺍﻟﺒﺴﺎﻁ ﺍﻟﺒﻨﻰ ﺍﻟﻐـﺎﻤﻕ ﺍﻟﻘـﺫﺭ ﺍﻟﻤﺠﻌﺩ. ﻭﻴﺼﻔﻕ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺒﻌﻨﻑ ، ﻭﻴﺩﻓﻊ ﺠﺴﺩﻩ ﺒﻘـﻭﺓ ﻤﻠﺘﺼـﻘﺎ ﺒﺎﻟﺒـﺎﺏ ﻭﻏﺎﺭ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻭﻥ ﺍﻷﺼﻔﺭ ، ﻭﻴﺸﻡ ﺭﺍﺌﺤﺔ ﻁﻼﺀ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﺘﻨﺔ. ﻭﻴـﺩﺱ ﻗ ﻴﺩﻩ ﺍﻟﻴﺴﺭﻯ ﻓﻲ ﺠﻴﺒﻪ ﻗﺎﺒ ﺎ ﺒﺎﻟﻴﻤﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻜﺭﺓ ﺍﻟﻨﺤﺎﺴـﻴﺔ ﻟﻴﺨـﺭﺝ ﻀ ﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺡ، ﻭﻴﺩﻓﻌﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻘﺏ. ﻴﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺘﺎﺡ ﻤﺭﺓ.. ﻭﻤـﺭﺘﻴﻥ ، ﻴﺨﺭﺠـﻪ ﻟﻴﻀﻌﻪ ﺜﺎﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺠﻴﺒﻪ ، ﺇﺫ ﻴﺴﻘﻁ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻼﻁ ، ﻤﺤﺩ ﹰﺎ ﺼﻠﻴﻼ ﻤﻔﺯ ﺎ.. ﹰ ﻋ ﺜ )ﺫﻟﻙ ﺃﻨﻪ ﻤﺼﻨﻭﻉ ﺃﻴ ﺎ ﻜﺎﻷﻜﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ( ﻭﻴﻨﺤﻨﻲ ﺍﻟﺭﺠـل ﻋﻠـﻰ ﻀ ﺍﻟﺒﻼﻁ ، ﻭﻴﺭﻗﺏ ﺤﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﻕ ﺍﻟﺴﺎﻗﻁﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻬﻪ ﻭﻴﺸﺎﻫﺩﻫﺎ ﺘﺴـﻴﺢ ﺘﺩﺭﻴﺠ ﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻁﻊ ﺍﻟﺒﻼﻁ ﺍﻟﺤﻤﺭﺍﺀ ﺍﻟﻐﺎﻤﻘﺔ ﺒﻠـﻭﻥ ﺍﻟﺒﻨـﺩﻕ ﺍﻟﻤﻨﻁﻔـﺊ ﻴ ﺍﻟﻠﻤﻌﺎﻥ ، ﻭﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﺒﻠﻭﻥ ﺍﻟﺴﻘﻑ... ﻤﺎﻨ ﺎ ﻴـﺩﻩ ﻤـﺭﺓ ﺃﺨـﺭﻯ ﻤـﻥ ﻌ ﺍﻻﺭﺘﺠﺎﻑ ، ﻭﻗﺎﺒ ﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺡ – ﺇﺫ ﺘﺴﻘﻁ ﻋﻠﺒﺔ ﺍﻟﺴﺠﺎﺌﺭ ، ﻓﻴﻨﺤﻨﻲ ﻀ ﻤﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ، ﻭﺘﻁﻔﺭ ﻤﻥ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺩﻤﻭﻉ ﻗﻠﻴﻠﺔ ، ﻭﻴﻘﺘﺭﺏ ﻤـﻥ ﺍﻻﻨﻬﻴـﺎﺭ ﻟﻜﻨﻪ ﻴﺠﺯ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﻨﺎﻨﻪ ، ﻭﻴﺸﺩﺩ ﻗﺒﻀﺘﻪ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻜﺭﺓ ﺍﻟﻨﺤﺎﺴـﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺼﺒﺤﺕ – ﻟﻔﺭﻁ ﺸﺩﺓ ﺍﻟﻘﺒﻀﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻤﺎ ﺘﻨﻔﻙ ﺘﺴﺢ ﻋﺭ ﹰﺎ ﻭﺒﻐـﺯﺍﺭﺓ ﻗ – ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﻁ.. ﻴﺴﻘﻁ ﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺡ ﻤﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ، ﻭﺘﺴـﻴل ﺍﻟﺩﻤﻭﻉ – ﻤﺨﺘﻠﻁﺔ ﺒﺤﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﻕ – ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﻨﻰ ﺘﺘﺴﺎﻗﻁ ﻫﻲ ﺍﻷﺨﺭﻯ. ﻭﻴﺯﻴﺩ ﺍﻨﺤﻨﺎﺅﻩ ﻭﻴﺤﺱ ﺒﺂﻻﻡ ﻓﻲ ﻅﻬﺭﻩ.. ﺘﻠﺘﻘﻲ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻠﺤﻅـﺔ ﺒﺎﻟﺫﺍﺕ ، ﺒﺎﻟﻌﻴﻨﻴﻥ ﺍﻟﺨﻀﺭﺍﻭﻴﻥ ﺍﻟﺭﺍﻗﺩﺘﻴﻥ ، ﻭﻴﺜﺒﺕ ﻭﺠﻬﻪ ﺒﺎﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﻋﻨﺩ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻨﻘﻁﺔ ﺍﻟﺼﻔﺭﺍﺀ ، ﺒل ﻭﺍﻟﺸﺩﻴﺩ ﺍﻟﺼﻔﺭﺓ – ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﻤﻰ ﻋﺎﺩﺓ ﺒﺈﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﻴﻥ، ﻭﺇﺫ ﺘﺭﻯ ﺍﻟﻘﻁﺔ ﺫﻟﻙ ﺘﺘﺤﺭﻙ ﻤﻥ ﻤﻜﻤﻨﻬﺎ ﻤﺘﻤﻁﻴﺔ ، ﻓﺎﺭﺩﺓ ﺠﺴﺩﻫﺎ ﺍﻷﺒﻴﺽ ﺍﻟﻤﺒﺭﻗﺵ ﺒﺒﻘﻊ ﺴﻭﺩﺍﺀ ﻏﻴﺭ ﻤﺤﺩﺩﺓ ﺍﻟﺸـﻜل ، ﻭﻓـﻲ ﻤﻨـﺎﻁﻕ
- 17. ﻤﺘﻔﺭﻗﺔ ﻤﻥ ﺠﺴﺩﻫﺎ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ ، ﻭﺘﻠﻤﻊ ﺒﺸﺩﺓ ﺍﻟﺒﻘﻌﺔ ﺍﻟﺴـﻭﺩﺍﺀ ﺍﻟﻤﺤﻔـﻭﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻘﺔ ﺒﺎﻟﺠﺒﻬﺔ ، ﻓﻭﻕ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻥ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ، ﻭﻴﺠﻤﺩ ﻤﺸﻠﻭﻻ ﺒﺎﻟﺭﻋﺏ ﻭﺘﻨﻔﻠﺕ ﹰ ﻗﺒﻀﺘﻪ ﺍﻟﻤﺸﺩﻭﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻜﺭﺓ ﺍﻟﻨﺤﺎﺴﻴﺔ، ﻭﻴﻨﻬﺎﺭ ﺘﻤﺎ ﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻼﻁ )ﺫﻱ ﻤ ﺍﻟﻠﻭﻥ ﺍﻷﺤﻤﺭ ﺍﻟﻐﺎﻤﻕ ﺒﻠﻭﻥ ﺍﻟﺒﻨﺩﻕ ﺍﻟﻤﻨﻁﻔﺊ ﺍﻟﻠﻤﻌﺎﻥ ، ﻭﺍﻷﺒﻴﺽ ﺒﻠـﻭﻥ ﺍﻟﺴﻘﻑ( ﻤﺤﺩﺜﺎ ﻟﺤﻅﺘﺌﺫ ﺼﻭﺘﺎ ﻤﻜﺘﻭﻤﺎ ﻴﺴﺘﻤﺭ ﺠﺯ ﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ، ﺁﻨـﺫﺍﻙ ﺀ ﻴﻬﻤﺩ ﺘﻤﺎ ﺎ.. ﺘﺘﺤﺭﻙ ﺍﻟﻘﻁﺔ ﻭﺘﺴﺘﺩﻴﺭ.. ﻴﺘﻼﺸـﻰ ﻫـﻭ ﻓـﻲ ﺍﻟﻌﻴﻨـﻴﻥ ﻤ ﺍﻟﺨﻀﺭﺍﻭﻴﻥ ﺍﻟﻤﺼﻭﺒﺘﻴﻥ ﻨﺤﻭﻩ.. ﺘﻨﻬﺽ ﺍﻟﻘﻁﺔ ﻭﺘﻠﻑ ﺤـﻭل ﺍﻟﻔـﺭﺍﺵ ﻭﺘﺭﻗﺩ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺍﺌﺩ ﺍﻟﺴﺠﺎﺩﺓ ، ﻤﺎﺩﺓ ﻗﺩﻤﻴﻬﺎ ﺍﻷﻤﺎﻤﻴﺘﻴﻥ ﺃﻤﺎﻤﻬـﺎ ، ﺘـﺩﻭﺭ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺠﺭﺓ ﻭﺘﺴﺘﻘﺭﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻌﻴﻥ ﻤﻥ ﻗﺒل ﻟﻬﺎ. ﻭﻴﺼﺩﺭ ﺍﻟﺭﺍﺒﺽ ﺒﺎﻟﺨﺎﺭﺝ ﺃﺼﻭﺍ ﹰﺎ ﻏﺎﻤﻀﺔ ، ﻓﻬﻭ ﺘﺎﺭﺓ ﻴﺭﻓﻊ ﺼـﻭﺘﻪ ﺘ ﺍﻟﺭﻓﻴﻊ ﺍﻟﻠﺯﺝ ﺒﺎﻟﻐﻨﺎﺀ ، ﻭﺘﺎﺭﺓ ﻴﻘﻠﺩ ﺃﺼﻭﺍﺕ ﺍﻟﺒﻭﻡ ﻭﺍﻟﻐﺭﺒﺎﻥ ﻭﺍﻟﻜﺭﻭﺍﻥ – )ﺤﻴﺙ ﻴﺼﻴﺢ ﺒﻌﺩ ﺇﻁﻼﻗﻪ ﺼﻭﺕ ﺍﻟﻜﺭﻭﺍﻥ : ﺴﺒﺢ ﷲ ﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴـﻤﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ(... ﻭﻗﺩ ﻴﻘﻠﺩ ﺼﻭﺕ ﻁﻔل ﻴﺒﻜﻲ، ﺒل ﺇﻨﻪ ﻗﺩ ﻴﻘﻠﺩ – ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﺫل ﺍﻟﻤﺨﺘﻔﻲ ﺍﻟﺭﺍﺒﺽ ﺒﺎﻟﺨﺎﺭﺝ ، ﻭﺍﻟﻤﺘﺄﻫﺏ ، ﺤﻴﻥ ﺘﺤﻴﻥ ﻟﺤﻅﺘﻪ ، ﻤﺴﺘﻔﻴ ﺍ ﺩ ﻤﻥ ﺍﻨﻬﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺠﻭﻥ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﺤﺠﺭﺓ )ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻟﻡ ﻴﻘﺒﺽ ﺒﻌﺩ ﻋﻠﻰ ﻤﻔﺘﺎﺤﻪ ﺃﻭ ﻋﻠﺒﺔ ﺴﺠﺎﺌﺭﻩ – ﻭﻫﻭ ﻴﻭﺩ ﺍﻟﺘـﺩﺨﻴﻥ ﻨﺎﻓـﺩ ﺍﻟﺼـﺒﺭ ، ﻷﻥ ﺍﻟﺒﺸـﺭ ﺍﻟﻤﺩﺨﻨﻴﻥ ، ﻓﻲ ﻟﺤﻅﺎﺕ ﻤﻌﻴﻨﺔ ، ﻴﺤﺘﺎﺠﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺩﺨﻴﻥ ﺒﺸـﻜل ﻤﻠـﺢ ﻭﺤﺎﺩ ـ ﻭﻤﺤﺎﻭﻻ ﺍﻟﻬﺭﻭﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻴﻨـﻴﻥ ﺍﻟﺨﻀـﺭﺍﻭﻴﻥ ﺍﻟﻤﺼـﻭﺒﺘﻴﻥ ﻨﺤﻭﻩ ( ﺃﻗﻭل ﺍﻨﻪ – ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﺫل ﺍﻟﺭﺍﺒﺽ ﺒﺎﻟﺨﺎﺭﺝ ، ﻗﺩ ﻴﻘﻠﺩ ﺼﻭﺕ ﺃﻨﺜﻰ ﻓﻲ ﻟﺤﻅﺔ ﺍﻟﺘﻭﻫﺞ ، ﻭﻫﻲ ﺘﻐﻨﺞ ﻭﺘﺘﺄﻭﻩ ، ﺒﺫﻟﻙ ﺍﻟﺼﻭﺕ ﺍﻟﻤﺜﻴـﺭ ﻟﻜـل ﺍﻟﺭﺠﺎل ، ﺤﺘﻰ ﺃﻭﻟﺌﻙ ﺍﻟﻤﻨﺘﻅﺭﻴﻥ ﺤﺘﻔﻬﻡ ﺩﺍﺨل ﺤﺠﺭﺍﺘﻬﻡ.
- 18. ﻭﻫﻭ ، ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺭﺍﺒﺽ ﺒﺎﻟﺨﺎﺭﺝ ، ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﺩﺙ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﺼﻭﺍﺕ ﺍﻟﻐﺎﻤﻀﺔ ، ﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﺠﺎﻟ ﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻫﻠﻴﺯ ، ﺃﻭ ﻨﺎﻅ ﺍ ﺒﻌﻴﻨﻲ ﺍﻟﺼﻘﺭ ﺍﻟﻤﻨﻔﻠﺘﺘﻴﻥ ﻓﺠﺄﺓ ﺭ ﺴ ، ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺜﺏ ﺍﻟﺨﻔﺎﺵ ﻭﻴﻠﺘﺼﻕ ﺒﻌﻨﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻨﻕ. ﻭﻻ ﻴﺘﺭﻜﻬﺎ ﺇﻻ ﺒﺎﻟﻁﺒل ﺍﻟﺒﻠﺩﻱ. ﻭﻻ ﻴﺨﺭﺝ ﺍﻟﻨﺫل ﻗﻁ – ﺍﻟﺨﻔﺎﺵ – ﻤﻥ ﺠﺤﺭﻩ ﺍﻟﺴـﺤﻴﻕ ﻗﺒـل ﺍﻟﻠﻴل، ﺃﻭ ﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻭﺍﻗ ﹰﺎ ، ﻤﺘﺄﻫ ﺎ ﺃﻤﺎﻡ ﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﺠﺭﺓ ، ﻤﻨﺘﻅ ﺍ ﺍﻟﻠﺤﻅـﺔ ﺭ ﺒ ﻔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻟﺫﻟﻙ ﺍﻟﺭﺠل ﺍﻟﻤﺴﺠﻭﻥ ، ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺃﺨﺫ ﺍﻵﻥ ﻴﺒﻜﻲ ﺒﺩﻤﻭﻉ ﻏﺯﻴﺭﺓ ﻭﺒﺼﻭﺕ ﻤﻜﺘﻭﻡ ، ﻤﻐﺘﺎ ﹰﺎ ، ﺃﻭ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺃﺩﻕ ، ﻜﺎﻅ ﺎ ﻏﻴﻅﻪ ، ﻭﻤﻭﺯ ﺎ ﻋ ﻤ ﻅ – ﺤﺎﺴﺔ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﺍﻟﺒﺼﺭ – ﻓﻘﻁ. ﺤﻴﺙ ﺍﺨﺘﻔﺕ ﺍﻟﺤﺎﺴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺴﺔ ﺍﻵﻥ ، ﻤﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﻁﺔ ، ﻭﺍﻟﺭﺍﺒﺽ ﺒﺎﻟﺨﺎﺭﺝ ، ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺼﺩﺭ – ﺫﻟـﻙ ﺍﻟﻨـﺫل – ﺃﺼﻭﺍﺘﻪ ﺍﻟﻐﺎﻤﻀﺔ ﺘﻠﻙ. ﻭﻴﻤﺩ ﺍﻟﺭﺠل ﻴﺩﻩ ﺍﻟﻤﺭﺘﻌﺸﺔ ﻨﺤﻭ ﻋﻠﺒﺔ ﺍﻟﺴﺠﺎﺌﺭ. ﻭﻴﻘﺒﺽ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﺒﻴـﺩﻩ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﺯﺍل ﻤﺒﻠﻠﺔ ﺒﺎﻟﻌﺭﻕ. ﻭﻴﺸﻌل ﺴﻴﺠﺎﺭﺓ ﻤﺎﺩﺍ ﺴﺎﻗﻴﻪ ﻭﻨﺎﻅ ﺍ ﺭ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﺸﺭﻓﺔ – ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻸﺴﻑ ﻨﺴﻲ ﺃﻥ ﻴﻐﻠﻘﻬﺎ ، ﺇﺫ ﺇﻥ ﻏﺭﻴﻤـﻪ – ﺫﻟـﻙ ﺍﻟﻨﺫل – ﻻ ﻴﺭﻋﻲ ﺸﺭ ﹰﺎ ﺃﻭ ﺃﺨﻼ ﹰﺎ ﺃﻭ ﻨﺯﺍﻫﺔ ﺃﻭ ﺇﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﺘﺎﻟﻪ. ﻭﻫﻭ ﻗ ﻓ – ﺇﺫ ﻴﻨﻅﺭ ، ﻋﺒﺭ ﺍﻟﺸﺭﻓﺔ ، ﻴﺭﻯ ﺍﻟﻌﺭﺍﺀ ﻴﻤﺘﺩ ﻤﻭﺤﺸـﺎ ﺃﻤﺎﻤـﻪ، ﻓـﻲ ﺍﻟﻤﺩﻯ ﺘﺒﺩﻭ ﺃﻋﺭﺍﻑ ﺍﻟﺠﻴﺎﺩ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺸﺭﻋﺔ ﻓﻲ ﻓﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﺯل ، ﺘﻬﺘـﺯ ﻤﺅﺨﺭﺍﺘﻬﺎ ﺍﻟﺼﻠﺒﺔ ﺍﻟﻌﺭﻴﻀﺔ ﻓﻲ ﻋﻨﻑ، ﺘﺼﻬل ﻭﺘﻬﺘﺯ ﻭﻴﻠﺘﺼﻕ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺒﺒﻌﺽ، ﻭﺘﻜﻭﻥ ﺃﺸﺠﺎﺭ ﺍﻟﻨﺨﻴل ﻭﺍﻟﺠﻤﻴﺯ ﻭﺍﻟﻠﺒﺦ ﻤﺘﻜﺎﺜﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻨﺒﻴﻥ ، ﺇﺫ ﻴﻁل ﺍﻟﻤﻨﺯل ﺍﻷﺼﻔﺭ ﻤﻥ ﺒﻴﻨﻬﺎ. ﻭﺘﺒﺩﻭ ﺍﻟﻤﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﻭﺍﺴﻌﺔ ﺍﻟﻤﻭﺤﺸﺔ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻋﺒﻭﺭﻫﺎ ، ﻭﻴﺤﺘﻤل ﻫﻭ ﺍﻟﺒﺭﺩ ، ﻭﻫﻭ ﻴﺭﻯ ﻋﻨﻕ ﺃﻤـﻪ ﺍﻷﺒـﻴﺽ ﺍﻟﻁﻭﻴل ﻴﻬﺘﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻓﺔ ، ﻭﺘﻠﻭﺡ ﻫﻲ ﻟﻪ ﺒﻴﺩﻫﺎ ، ﻭﻴﻌﺘﻘﺩ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﺒﻜـﻲ ، ﻭﻴﺸﻌﺭ ﺒﺄﺠﺴﺎﺩ ﺍﻟﻔﺌﺭﺍﻥ ﺍﻟﺭﺨﻭﺓ ﺍﻟﺴﺎﺨﻨﺔ ﺘﺨﺘـﺭﻕ ﻤﻼﺒﺴـﻪ ، ﻭﺘﻜـﻭﻥ
- 19. ﺃﺭﺠل ﺍﻟﻔﺌﺭﺍﻥ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ ﺍﻟﻨﺎﻋﻤﺔ ﻤﺎ ﺘﺯﺍل ﺘﺎﺭﻜﺔ ﺁﺜﺎﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻬـﻪ. ﻨﺎﺩﻯ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻤﻤﻜ ﹰﺎ – ﻟﻪ – ﺃﻥ ﻴﺴﻤﻊ ﺼﻭﺘﻬﺎ.. ﺒﺩﺕ ﻭﻜﺄﻨﻬـﺎ ﻨ ﺴﺘﺴﻘﻁ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺭﻓﺔ ، ﻟﻤﺢ ﺍﻻﺭﺘﻔﺎﻉ ﺍﻟﺸﺎﻫﻕ ﻭﺃﻁﻠﻕ ﺴـﺎﻗﻴﻪ – ﻓﺠـﺄﺓ ﻭﺒﻘﻭﺓ – ﺘﺠﺎﻫﻬﺎ.. ﻜﺎﻥ ﻟﻭﻥ ﺍﻟﺠﻴﺎﺩ ﺍﻷﺒﻴﺽ ﺍﻟﻤﺭﺘﻌﺵ ، ﻭﺍﻟﻠﻴل ﻭﺍﻟﻌﻨﻕ ﺍﻷﺒﻴﺽ ﻴﺸﺩﻩ ﺒﻌﻨﻑ. ﺃﻤﺎ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﺫل ﺍﻟﺭﺍﺒﺽ ﺒﺎﻟﺨﺎﺭﺝ ، ﻓﻘﺩ ﺍﻨﻘﻁﻊ ﻋﻥ ﺇﺼﺩﺍﺭ ﺍﻷﺼـﻭﺍﺕ ﺍﻟﻐﺎﻤﻀﺔ ، ﻭﺃﺨﺫ ﻴﻌﺩ ﺃﺴﻠﺤﺘﻪ ﻟﻠﻤﻌﺭﻜﺔ، ﻭﻻ ﺘﻬﻡ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻷﺴﻠﺤﺔ ﻫﻨـﺎ ، ﺫﻟﻙ ﻷﻨﻬﺎ – ﻋﻠﻰ ﺇﻁﻼﻗﻬﺎ ، ﺤﺘﻰ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺤﺼل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﺫل ، ﺒﻌﺩ – ﺘﺅﺩﻱ ﻜﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺇﺯﻫﺎﻕ ﺭﻭﺡ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﺴﺠﻭﻥ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﺤﺠﺭﺓ، ﻟﻜـﻥ – ﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺃﻨﻬﺎ ﺘﺘﻜﻭﻥ ﻤﻥ : ﺯﺠﺎﺠﺔ ﻤﺎﺀ ﻨﺎﺭ ﻤﺘﻭﺴﻁﺔ ﺍﻟﺴﻌﺔ ﻭﺍﻟﺤﺠﻡ. ﺴﻴﻔﻴﻥ )ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﺍﻟﺨﻔﻴﻑ ، ﻭﺍﻵﺨﺭ ﻻ ﻴﻌـﺭﻑ ﻤﺼﺩﺭﻩ ، ﻟﻜﻨﻪ ﻤﻁﻌﻡ ﺒﺎﻟﺼﺩﻑ ﻭﺍﻟﺫﻫﺏ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﺭ ﻭﺍﻷﺤﺠﺎﺭ ﺍﻟﻜﺭﻴﻤﺔ(. ﺨﻨﺠﺭ ﻤﺴﺩﺱ ﺴﺭﻴﻊ ﺍﻟﻁﻠﻘﺎﺕ ﻗﻨﺎﺒل )ﺫﺍﺕ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﻜﺜﻴﺭﺓ: ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻴل ﻟﻠﺩﻤﻭﻉ. ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﻜﻥ ﺒﻤﺠـﺭﺩ ﺇﻟﻘﺎﺌﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﻤﻜﺎﻥ – ﺃﻥ ﻴﻔﺠﺭﻩ ﻭﻴﺤﻴﻠﻪ ﺭﻤﺎ ﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻭﺭ. ﻭﺃﻨـﻭﺍﻉ ﺩ ﺃﺨﺭﻯ ﻜﺜﻴﺭﺓ(. ﻟﻜﻥ ، ﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﺫل ﺍﻟﺭﺍﺒﺽ ﺒﺎﻟﺨﺎﺭﺝ ، ﻤﻌﻪ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﺴﻠﺤﺔ ﻜﻠﻬـﺎ ، ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﻴﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﺩﻭﻨﻤﺎ ﺩﺍﻉ ﻟﻼﻨﺘﻅﺎﺭ ؟ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﺫل – ﺍﻟـﺫﻱ ﻻ ﻴﺨﺭﺝ ﻤﻥ ﻤﻜﻤﻨﻪ )ﻜﺎﻟﺨﻔﺎﺵ( ﻗﺒل ﺍﻟﻠﻴل – ﻴﺭﻴﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺩﺀ ﺃﻥ ﻴﺤﻁـﻡ ﻋﻘل ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺭﺠل ﺍﻟﻤﺴﺠﻭﻥ ، ﻭﺃﻥ ﻴﺭﺍﻩ ﻤﻨﺘﻔ ﺎ ﺃﻤﺎﻤﻪ ، ﺭﺍﻜ ﺎ ﻭﻤﻘـﺒﻼ ﹰ ﻌ ﻀ
- 20. ﻗﺩﻤﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﺫل. ﺜﻡ ﻴﺤﻠﻭ ﻟﻪ – ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﺫل – ﺃﻥ ﻴﺭﻗﺏ ﻭﺠﻬﻪ ﻟﺤﻅﺘﺌـﺫ ، ﻭﺃﻥ ﻴﺒﺼﻕ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻪ ﺍﻟﺭﺠل ﺍﻟﻤﺴﺠﻭﻥ ﻭﻴﺠﺭﺩﻩ ﻤﻥ ﻤﻼﺒﺴﻪ ﻭﻴﺄﻤﺭﻩ ﺒﺘﻠﻙ ﺍﻟﻔﻌﻠﺔ ﺍﻟﺨﺒﻴﺜﺔ. ﻟﻜﻥ ﺍﻟﺭﺠل ﺍﻟﻤﺴﺠﻭﻥ ﺍﻵﻥ ﻗﺩ ﺃﻁﻔﺄ ﺴﻴﺠﺎﺭﺘﻪ ، ﻭﻤﺩ ﻴﺩﻩ ﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﻔﺘـﺎﺡ ﻭﻗﺒﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻭﺭ ﻭﻭﻀﻌﻪ ﻓﻲ ﺠﻴﺒﻪ. ﻗﺎﻡ ﻓﺎﺭﺩﺍ ﺠﺴـﺩﻩ. ﻭﺃﺨـﺫ ﻴﺠﻔﻑ ﺍﻟﻌﺭﻕ ﺒﻜﻡ ﻗﻤﻴﺼﻪ، ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺼﺒﺢ ﺍﻵﻥ ﻤﺒﻠﻼ ﺘﻤﺎ ﺎ. ﻭﻗﻑ ﻭﺴـﻁ ﻤ ﺍﻟﺤﺠﺭﺓ ﻭﻫﻭ ﻴﺤﺱ ﺃﻨﻔﺎﺱ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺭﺍﺒﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ، ﻭﻴﺸﺎﻫﺩ ﺃﻤﺎﻤـﻪ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻘﻁﺔ ﺍﻟﺭﺍﺒﻀﺔ ﻓﻲ ﻤﻜﻤﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﺤﺭﻙ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ – ﻤﻥ ﺫﻟـﻙ ﺍﻟﻤﻜـﺎﻥ ﺍﻟﻤﻌﻴﻥ ﻟﻬﺎ – ﻗﻁ – ﻗﺎل : ﻟﻥ ﺃﺩﻋﻪ ﻴﻘﺘﻠﻨﻲ. ﻴﻤﻜﻨﻨﻲ – ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺃﺭﻯ "ﻤﺎﺭﻯ" ﻟﻤـﺩﺓ ﺨﻤـﺱ ﺩﻗﺎﺌﻕ ﻓﻘﻁ )ﺤﻴﺙ ﻴﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﻘﻭل ﻟﻬﺎ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺠﺭﺅ ﻋﻠـﻰ ﻗﻭﻟـﻪ ﺍﻟﺒﺘـﺔ ﻷﺴﺒﺎﺏ ﻋﺩﺓ. ﻭﻴﻤﻜﻨﻪ ﺃﻴ ﺎ ﺃﻥ ﻴﺘﻠﻤﺱ ﺠﺴﺩﻫﺎ ، ﺒـل ﻭﺭﺒﻤـﺎ ﻴﻘﺒﻠﻬـﺎ ﻀ ﺃﻴ ﺎ( ﺃﻥ ﺃﺸﺘﺒﻙ ﻤﻌﻪ. ﻭﻟﻥ ﺃﺩﻋﻪ ﻴﻘﺘﻠﻨﻲ ﻗﻁ. ﻭﺤﺘـﻰ ﻟـﻭ ﻟـﻡ ﺃﺭﻫـﺎ ﻀ )ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﺴﺄﻜﻭﻥ ﺤﺯﻴ ﹰﺎ ﺤﺯ ﹰﺎ ﻗﺎﺘﻼ ﻭﻻ ﺸﻙ( ﻓﻼﺒﺩ ﺃﻥ ﺃﺸﺘﺒﻙ ﻤﻌﻪ، ﻓﺈﻤﺎ ﹰ ﻨ ﻨ ﺃﻥ ﻴﻘﺘﻠﻨﻲ ﺃﻭ ﺃﻗﺘﻠﻪ. ﺃﺨﺫ ﺍﻟﺭﺠل ﻴﻠﻬﺙ ، ﻭﻫﻭ ﻻ ﻴﺯﺍل ﻭﺍﻗﻔﺎ ﻭﺴﻁ ﺍﻟﺤﺠﺭﺓ ، ﻤﺘﻀﺎﻴﻘﺎ ﻤـﻥ ﺍﻟﻌﺭﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻔﺭﺯﻩ ﺠﻠﺩﻩ ﺒﻼ ﺍﻨﻘﻁﺎﻉ – ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺭﺍﺌﺤﺘﻪ ﺃﻴ ﺎ ﻻ ﻀ ﺘﻁﺎﻕ. ﻗﺎل : ﺃﻨﺎ ﻻ ﺃﻋﺭﻑ ﺨﻁﻁﻪ )ﻴﻘﺼﺩ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﺫل ﺍﻟﺭﺍﺒﺽ ﺒﺎﻟﺨـﺎﺭﺝ( ﻭﻻ ﺃﻋﺭﻑ ﺃﺴﻠﺤﺘﻪ ، ﻭﻻﺒﺩ ﺃﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻟﻌﺠﻭﺯ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﺨﺠل ﻤﻥ ﺴﻨﻬﺎ )ﻴﻘﺼﺩ ﺼﺎﺤﺒﺔ ﺍﻟﻔﻨﺩﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﻜﻥ ﻓﻴﻪ( ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﻴﺩﻨﻲ... ﻻﺒـﺩ ﺃﻨﻬـﺎ ﺴﺎﻋﺩﺘﻪ ،ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺩﺍﻋﺭﺓ، ﻭﻻﺒﺩ ﺃﻨﻬﺎ ﻓﺘﺤﺕ ﻟﻪ ﺍﻟﺒﺎﺏ ، ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻭﺍﻓﻕ ﻫﻭ –
- 21. ﻨﻜﺎﻴﺔ ﻓﻲ – ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺘﺭﻴﺩﻩ ﻫﻲ. ﻭﺴﺘﺴﺎﻋﺩﻩ ﻫﻲ ﺒﻼ ﺸﻙ، ﻓﻼﺒﺩ ﺃﻴ ـﺎ ﻀ ﺃﻨﻬﺎ – ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺩﺍﻋﺭﺓ – ﺃﻋﻁﺘﻪ ﻜل ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺭﻓﻬﺎ ﻋﻨﻲ. ﻓﻬـﻭ ﻻﺒﺩ ﻴﻌﺭﻑ ﺍﻵﻥ ﻜل ﺸﻲﺀ ، ﻜل ﺸﻲﺀ ﻋﻨﻲ. ﻻ ﺸﻙ ﺃﻴ ﺎ ﺃﻨـﻪ ﻜـﺎﻥ ﻀ ﻴﺭﺍﻗﺒﻨﻲ ﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻤﻨﺫ ﻓﺘﺭﺓ ﻁﻭﻴﻠﺔ ، ﺸﻌﺭﺕ ﺃﻨﺎ ﺒﺫﻟﻙ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻡ ﺁﺨﺫ ﺍﻷﻤﺭ ﻤﺄﺨﺫ ﺍﻟﺠﺩ. ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﻓﻠﻥ ﺘﻜﺘﺸﻑ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺇﻻ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺘﻔﻭﺡ ﺭﺍﺌﺤﺔ ﻋﻔﻥ ﺠﺜﺘﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﺤـﺩ ، ﻋﻨـﺩ ﺤـﺩﻭﺜﻬﺎ ، ﺃﻥ ﻴﺤﺎﻭل ﺇﺨﻔﺎﺀﻫﺎ. ﺍﻨﺩﻓﻊ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﻤﻜﺘﺏ ﻭﺃﺨﺭﺝ ﺍﻟﻤﻁﻭﺍﺓ ﻭﺃﻤﺴـﻜﻬﺎ ﺒﻴـﺩﻩ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ ، ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺭﺠل ﻴﻠﻬﺙ ﻭﺍﻟﻤﻁﻭﺍﺓ ﺘﻬﺘﺯ ﻓﻲ ﻴﺩﻩ. ﻭﻜﺎﻥ ﻤﺎ ﻴﻀـﺎﻴﻘﻪ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻠﺤﻅﺔ ﺍﻨﻪ ﻻ ﻴﻌﺭﻑ ﻜﻴﻑ ﻴﺴﺘﻌﻤل ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻁﻭﺍﺓ ﺍﻟﻼﻤﻌﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻨﺼل ﺍﻟﻤﺭﻫﻑ ﺍﻟﺤﺎﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺨﺎﻓﻪ ﻫﻭ، ﻭﻟﻜﻥ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﻠﺘﻘﻲ ﺒﻪ – ﺴﻭﻑ ﻴﻜﺘﺸﻑ ﻤﻥ ﺘﻠﻘﺎﺀ ﻨﻔﺴﻪ – ﻜﻤﺎ ﻴﺤﺩﺙ ﻋﻨﺩ ﻁـﺭﻭﺀ ﺍﻟﻤﺠﻬـﻭل ﺍﻟـﺫﻱ ﻴﺼﻁﺩﻡ ﺒﻘﺎﻨﻭﻨﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ، ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻟﻘﺎﺴﻲ ، ﻭﻋﻰ ﺍﻵﺩﻤﻲ – ﻤﺎ ﻴﺠﺏ ﻋﻤﻠﻪ ﻟﺤﻅﺔ ﺍﻟﺘﺄﻫﺏ ﻟﻼﻨﻘﻀﺎﺽ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﺫل ﺍﻟﺭﺍﺒﺽ ﺃﻤﺎﻡ ﺒﺎﺏ ﺤﺠﺭﺘﻪ – ﺭﺒﻤﺎ ، ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺴﺘﺄﺠﺭﻫﺎ ﻭﻟﻡ ﻴﺘﻭﺍﻥ ﻗﻁ ﻋـﻥ ﺩﻓـﻊ ﺇﻴﺠﺎﺭﻫﺎ، ﻭﻜﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻴ ﺎ ، ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺭﺠل ﺍﻟﻤﺴﺠﻭﻥ ﺃﻥ ﻴـﺩﺒﺭ ﻟﻨﻔﺴـﻪ ﻀ ﺨﻁﻁﺎ ﻤﺎ ، ﺇﺫ ﺇﻨﻪ ﻻﺒﺩ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﻠﺘﻘﻲ ﺒﻐﺭﻴﻤﻪ – ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﺫل – ﺃﻥ ﻴﻌﺭﻑ ﻤﺎ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻌﻠﻪ. ﺤﺎﻭل ﺍﻻﻗﺘﺭﺍﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﻔـﺭﺍﺵ ﻟـﻴﺠﻠﺱ. ﻓـﻭﺠﺊ ﺒﺎﻟﻌﻴﻨﻴﻥ ﺍﻟﺨﻀﺭﺍﻭﻴﻥ ﻤﺴﻠﻁﺘﻴﻥ ﻋﻠﻴﻪ – ﻭﻜﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﺤﻅﺘﺌﺫ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﺭﻴﺢ ﺤﺘﻰ ﻴﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﻔﻜﺭ ﺒﺸﻜل ﺃﻓﻀل – ﻭﺤﺎﻭل ﺍﻻﻗﺘﺭﺍﺏ ﻤـﺭﺓ ﺜﺎﻨﻴـﺔ.. ﺭﻓﻌﺕ ﺍﻟﻘﻁﺔ ﺭﺃﺴﻬﺎ.. ﺃﺠﻔل ﻭﺘﺭﺍﺠﻊ )ﻭﻜﺎﻥ ﻻ ﻴﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﻔﻜـﺭ ﻓـﻲ ﺍﻟﺠﻠﻭﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺤﺘﻰ ﻻ ﻴﻔﺎﺠﺌﻪ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﺫل ﻭﻴﻤﻜﻨﻪ – ﻋﻨﺩﺌﺫ – ﺃﻥ ﻴﻨﺘﻘﻡ ﻤﻨﻪ ﺩﻭﻥ ﺤﺘﻰ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻋﻥ ﻨﻔﺴﻪ(.
- 22. ﻭﻴﺴﻤﻊ ﺼﻭﺕ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﺫل ﻤﻨﺒﻌ ﹰﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ.. ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﺫل ﻴﻀﺤﻙ ﺜ ﺍﻵﻥ، ﻭﻜﺄﻨﻪ – ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺴﺘﺤﻴل – ﻴﻌﻠﻡ ﺒﺎﻟﻀـﺒﻁ ﻤـﺎ ﻴﺤـﺩﺙ ﻟﻠﺭﺠـل ﺍﻟﻤﺴﺠﻭﻥ. ﺤﻤل ﺍﻟﺭﺠل ﺍﻟﻤﺴﺠﻭﻥ ﻓﻲ ﺤﺠﺭﺘﻪ – ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺃﻏﻠﻕ ﺒﺎﺏ ﺍﻟﺸﺭﻓﺔ – ﻭﻜﺎﻥ ﻴﻠﻬﺙ ﺍﻵﻥ ﻭﻴﺭﺘﺠﻑ ، ﻭﻴﺒﺫل ﺠﻬ ﺍ ﻓﻭﻕ ﻁﺎﻗﺘـﻪ ﺒﺎﻟﻔﻌـل – ﺩ ﻤﻜﺘﺒﻪ ﻭﺃﻟﺼﻘﻪ ﺒﺎﻟﺒﺎﺏ – ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺤﺩﺙ ﻋﻨﺩﺌﺫ ﺼـﻭ ﹰﺎ ﻤﻜﺘﻭ ـﺎ ﺤـﺎ ﺍ ، ﺩ ﻤ ﺘ ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺭﻓﻊ ﺍﻟﺭﺠل ﺍﻟﻤﺴﺠﻭﻥ ﺭﺃﺴﻪ ، ﻴﺼـﻁﺩﻡ ﺒﺤﺎﻓـﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘـﺏ ، ﻭﻴﺤﺱ ﺒﺎﻟﺼﺩﺍﻉ ﻫﺎﺌﻼ ﻭﻤﻘﻴﺘﺎ ﻭﻴﺄﺨﺫ ﺍﻟﺩﻡ ﻴﺴـﻴل ﺒـﺒﻁﺀ ، ﻭﺍﻟﺭﺠـل ﺍﻟﻤﺴﺠﻭﻥ ﻴﺘﺭﻨﺢ ، ﺜﻡ ﻴﺘﻤﺎﺴﻙ ﺒﺼﻌﻭﺒﺔ ﻭﻴﺭﻓﻊ ﺭﺃﺴﻪ ، ﻭﻻﺒﺩ ﻟـﻪ ﺍﻵﻥ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﺭﺒﻁ ﺭﺃﺴﻪ ، ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻭﺭ ، ﻭﻫﻭ ﻴﺒﻜﻲ ﻭﻴﺤـﺒﺱ ﺼﺭﺨﺘﻪ ، ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻻ ﺸﻙ ﺴﻴﺴﻤﻌﻬﺎ ﻏﺭﻴﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻭﺭ ﻭﻫﻭ ﻴﺘﺤﺩﺙ ﻤﻊ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺩﺍﻋﺭﺓ ﺍﻟﻌﺠﻭﺯ. ﻴﻬﺎﺠﻤﻪ ﺍﻟﺼﺩﺍﻉ ﺍﻵﻥ ﺒﺸﻜل ﺃﻜﺜـﺭ ﺤـﺩﺓ ، ﻭﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻻﺤﺘﻤﺎل ﻓﻴﺘﺄﻭﻩ ﺒﺼﻭﺕ ﺨﺎﻓﺕ ﺠ ﺍ. ﻭﻴﺠـﻭل ﺒﻌﻴﻨﻴـﻪ ﻓـﻰ ﺩ ﺍﻟﺤﺠﺭﺓ ﻭﻴﺼﻁﺩﻡ ﺒﺎﻟﻌﻴﻨﻴﻥ ﺍﻟﺨﻀﺭﺍﻭﻴﻥ ﻭﻴﺘﺭﻨﺢ ﻭﻴﺴﻤﻊ ﺼﻭﺕ ﻏﺭﻴﻤﻪ – ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﺫل – ﻴﻘﻠﺩ ﺍﻵﻥ ﺼﻭﺕ ﺍﻷﻨﺜﻰ... ﻴﺨﺭﺝ ﺍﻟﺭﺠـل ﺍﻟﻤﺴـﺠﻭﻥ ﻤﻁﻭﺍﺘﻪ ﻭﻴﻤﺴﻜﻬﺎ ﺒﻘﺒﻀﺘﻪ ﺍﻟﻤﺭﺘﻌﺸﺔ ﺒﻌﻨﻑ ، ﻭﻴﻀﻐﻁ ﺒﺈﺒﻬﺎﻤـﻪ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺯﺭ ، ﻓﻴﻨﻔﻠﺕ ﺍﻟﻨﺼل ﺍﻟﻼﻤﻊ ، ﻭﻴﻘﻑ ﺍﻟﺭﺠل ﺍﻟﻤﺴﺠﻭﻥ ﻭﺴﻁ ﺍﻟﺤﺠﺭﺓ ﻤﻨﺘﻅ ﺍ ﻏﺭﻴﻤﻪ ﻭﻤﻌﻁ ﺎ ﻅﻬﺭﻩ ﻟﻠﻘﻁﺔ. ﻴ ﺭ ﻴﻭﻨﻴﻭ ١٧٩١
- 23. ﺗﺤﺮﻳﻚ اﻷﻋﻀﺎء اﻟﺼﻐﻴﺮة ﺍﻨﻔﻠﺘﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻀﻴﻕ – ﻭﺘﺄﺭﺠﺢ ﺠﺴﺩﻫﺎ ﺜﻡ ﺍﻫﺘﺯ – ﻭﻫﻲ ﺘﺘﺨﻁـﻰ ﻤﻨﺩﻓﻌﺔ ﺒﺭﻗﺒﺘﻬﺎ ﻭﺼﺩﺭﻫﺎ ، ﻭﺒﺩﺍ ﺸﺒﺤﻬﺎ ﻴﺘﻀﺢ ﻭﻫﻲ ﺘﺘﻘﺩﻡ.. ﺍﻨﺼـﻔﻕ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺼﻔﻴﺢ ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ : ﻤﻜﺘﻭ ﺎ ﻭﻫﻭ ﻴﺩﻕ ﺩﻗﺔ ﻭﺍﺤـﺩﺓ ﻤﻤﺘـﺩﺓ ، ﺜـﻡ ﻤ ﻴﺼﻤﺕ ﺘﻤﺎ ﺎ. ﻤ ﻜﺎﻥ ﻫﻭ ﻴﺼﺭﺥ ﺒﺼﻭﺕ ﻋﺎل ، ﻭﻜﺎﻥ ﻤﺴﺘﻠﻘ ﺎ ﻭﺤﺩﻩ ﺒﺠﻭﺍﺭ ﺍﻟﺠـﺩﺍﺭ. ﻴ ﻜﺎﻥ ﻴﺤﺭﻙ ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ ﻭﻗﺩﻤﻴﻪ ، ﺜﻡ ﻴﺘﻠﻭﻯ ﺒﺠﺴﺩﻩ ﻭﻴﻬﺯ ﺭﻗﺒﺘﻪ ﺍﻟﺒﻴﻀـﺎﺀ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ ﻭﻗﺩ ﺴﻘﻁ ﺍﻟﻀﻭﺀ ﺍﻟﻤﺭﺘﻌﺵ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺼـﻐﻴﺭ ﺍﻟﻤﻌﻠـﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﺒل. ﺃﺤﺱ ﺒﻬﺎ ﻭﺤﺎﻭل ﺃﻥ ﻴﺭﺘﻔﻊ. ﻭﺒﺠﻭﺍﺭﻩ ﺭﻜﻌﺕ ﻫﻲ ﻭﻤﺎﻟﺕ ﻋﻠﻴﻪ. ﺍﻟﺘﻘﺕ ﻋﻴﻨﺎﻫﻤﺎ ﺜﻡ ﺒﺩﺃ ﻓﻲ ﺍﻟﺼـﺭﺍﺥ ﺒﺼﻭﺕ ﺃﻋﻠﻰ ﻭﺍﻨﺤﻨﺕ ﻋﻠﻴﻪ ، ﺩﺍﻓﻌﺔ ﺭﺃﺴﻬﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻫﻲ ﺘﺤﺱ ﺒﺄﺼـﺎﺒﻊ ﻗﺩﻤﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺘﻴﻥ ﻤﻐﺭﻭﺴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻤﺎل ﺍﻟﻤﺴﻨﻭﻨﺔ ، ﺜﻡ ﺒﺩﺍ ﺸﻌﺭﻫﺎ ﺍﻷﺴﻭﺩ ﻤﺭﺘﻌ ﹰﺎ ﺘﺤﺕ ﺍﻟﻀﻭﺀ ﺍﻟﻤﻨﺒﻌﺙ ﺍﻟﻤﻜﺘﻭﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻁ ﻤﻥ ﺃﻋﻠﻰ ﺒﺯﺍﻭﻴﺔ ﻗﺎﺌﻤﺔ. ﺸ ﻜﺎﻥ ﺸﻌﺭﻫﺎ ﻴﻨﺴﺩل ﺤﻭل ﻭﺠﻬﻬﺎ ﺜﻡ ﻴﺴﻘﻁ ﺒﻴﻥ ﻨﻬﺩﻴﻬﺎ ، ﻭﻫـﻲ ﺘﻤﻴـل ﺃﻜﺜﺭ ، ﻭﺘﺘﺼﺎﻋﺩ ﺍﻟﺭﺍﺌﺤﺔ ﺍﻟﺤﺭﻴﻔﺔ ﺍﻟﻘﻭﻴﺔ ﻟﻠﻌﺭﻕ ﻭﺍﻟﺒـﻭل ﻭﺍﻟﺘـﺭﺍﺏ. ﻫﻤﺴﺕ ﻟﻪ ﻭﺃﺨﺫﺕ ﺘﻀﺤﻙ ﻭﺘﻤﺩ ﻴﺩﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻓﻤﻪ ﺍﻟﻤﺘﻘﻠﺹ ﻭﻫﻭ ﻴﺭﻗﺒﻬـﺎ ﻭﻴﺤﺭﻙ ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ.. ﺭﻓﻌﺘﻪ ﺒﺒﻁﺀ، ﺜﻡ ﺃﺭﺍﺤﺕ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻭﻤﺩﺕ ﺴﺎﻗﻴﻬﺎ ﺇﻟـﻰ ﺍﻷﻤﺎﻡ. ﻭﻀﻌﺘﻪ ﺒﻴﻥ ﻓﺨﺫﻴﻬﺎ ﻭﺘﺤﺴﺴﺕ ﺒﻁﻨﻪ ﺜﻡ ﺨﻠﻌﺕ ﺍﻟﺴﺭﻭﺍل ﻭﻫـﻲ ﺘﻨﺎﺩﻴﻪ ﻭﺘﻀﺤﻙ ﻭﺘﺸﻤﻪ ﺒﺄﻨﻔﻬﺎ ﺍﻟﻤﺭﺘﻌﺵ. ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻀﻭﺀ ﻴﺘﺨﻁﺎﻫﺎ ﻭﻴﺴﻘﻁ ﻋﻠﻰ ﺠﺴﺩﻩ ﺍﻷﺒﻴﺽ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ ﺍﻟﻤﻤـﺩﺩ ، ﻭﻫﻭ ﻴﺘﺤﺭﻙ ﻭﻴﺭﻓﻊ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺍﻟﻠﺘﻴﻥ ﺃﺨﺫﺘﺎ ﻓﻲ ﺍﻟـﺩﻭﺭﺍﻥ ﺇﻟـﻰ ﺃﻋﻠـﻰ..
- 24. ﺘﺤﺴﺴﺘﻪ ﺒﻴﺩﻴﻬﺎ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺘﻴﻥ ﺍﻟﺠﺎﻓﺘﻴﻥ ، ﻭﺃﺨﺫﺕ ﺘﻨﻘل ﺃﺼـﺎﺒﻌﻬﺎ ﺤﻴـﺙ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﺩﺍﻓﺊ ﺒﻴﻥ ﻓﺨﺫﻴﻪ ﺍﻟﺩﺍﻓﺌﺘﻴﻥ ﻭﺃﻋﻀﺎﺌﻪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ ، ﻭﻫﻭ ﻴﻬﺯ ﺠﺴﺩﻩ ، ﻭﻴﺩﻓﻊ ﺭﺃﺴﻪ ﺒﻘﻭﺓ ﺇﻟﻴﻬﺎ. ﻀﺤﻜﺕ ﻫﻲ ﻭﺃﺨﺫﺕ ﺘﻜﻠﻤﻪ : "ﺴﺘﻜﺒﺭ ﻭﺘﻠﻭﺤﻙ ﺍﻟﺸﻤﺵ. ﻭﻴﻜﻭﻥ ﻟﻙ ﺸﺎﺭﺏ ﻭﺫﻗﻥ ﺨﺸـﻨﺔ : ﻫﻴـﻪ : ﺍﺠﺫﺒﻨﻲ ﻭﺭﺍﺀﻙ ﻓﻨﺠﺭﻱ.. ﻫﻜﺫﺍ.. ﻴﺩﻙ ﺘﺤﺕ ﺭﺃﺴﻲ ﻭﻴـﺩﻙ ﺍﻷﺨـﺭﻯ ﺘﻌﺎﻨﻘﻨﻲ... ﻴﻤﻀﻰ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﻭﺘﻅﻬﺭ ﺍﻟﺯﻫـﻭﺭ ﻓـﻲ ﺍﻷﺭﺽ ، ﻭﺘﺤﻠـﻕ ﺍﻟﻴﻤﺎﻤﺎﺕ ﺍﻟﺒﻌﻴﺩﺓ ﻋﺎﺌﺩﺓ ، ﻭﺃﻨﺕ ﺍﻟﻌﺭﻴﺽ ﺍﻟﻜﺘﻔﻴﻥ ﺍﻟﻁﺎﻟﻊ ﻜﺄﻋﻤﺩﺓ ﺍﻟﺩﺨﺎﻥ ﺘﺨﺭﺝ ﻤﻥ ﻏﺒﺸﺔ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ : ﻭﻋﻴﻨﺎﻙ ﻜﺎﻟﺤﻤﺎﻡ ﻋﻠـﻰ ﻤﺠـﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻴـﺎﻩ ﻤﻐﺴﻭﻟﺘﺎﻥ. ﻭﺃﺩﻓﻌﻙ ﺃﻨﺎ ، ﻭﺃﻋﺩﻭ ﻤﻌﻙ ﻭﺃﻨﺕ ﻤﻤﺴﻙ ﺒﻴﺩﻱ ﻓـﻲ ﻜﻔـﻙ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﻨﺠﺩﻩ ﻫﻨﺎﻙ. ﻭﺃﺭﺵ ﻋﻠﻴﻙ ﺍﻟﻤـﺎﺀ ، ﻭﻨﻨـﺩﻓﻊ ﺴﻭ ﺎ... ﻫﻜﺫﺍ... ﻫﻴﻪ... ﻭﺃﻨﻅﻑ ﻟﻙ ﺠﺴﺩﻙ.. ﻫل ﺴﻴﻜﻭﻥ ﻓﻴﻪ ﺸﻌﺭ ؟ ﻴ ﻋﻨﺩ ﺼﺩﺭﻙ ؟... ﻭﻫﻨﺎ ؟... ﻭﻫﻨﺎ... ﻭﻫﻨﺎ... ﻫﻴﻪ.. ﻭﺃﺭﺍﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺱ ﻁﺎﻟ ﺎ ﻜﺭﻴﺎﺡ ﺍﻟﺠﻨﻭﺏ ، ﺴﺎﻗﺎﻙ ﻋﻤﻭﺩﺍ ﺭﺨﺎﻡ ﻤﺅﺴﺴﺘﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋـﺩﺘﻴﻥ ﻌ ﻤﻥ ﺇﺒﺭﻴﺯ ، ﻨﺎﻅ ﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻌﻴﺩ ﺤﻴﺙ ﺍﻷﺸﺠﺎﺭ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ ﺍﻟﻜﺜﻴﻔﺔ". ﺭ ﺃﺩﺨﻠﺕ ﺴﺎﻗﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺭﻭﺍل ﺍﻷﺒﻴﺽ ﺍﻟﻨﻅﻴﻑ ، ﺜﻡ ﺭﻓﻌﺘﻪ ﺤﺘﻰ ﺒﻁﻨـﻪ. ﺃﺩﺍﺭﺘﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻤﺎﻟﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻫﻲ ﺘﺒﺘﺴﻡ ﻭﺘﻨﻅﺭ ﺇﻟـﻰ ﻭﺠﻬـﻪ ﺍﻷﺒـﻴﺽ ﺍﻟﻤﺴﺘﺩﻴﺭ ، ﻭﻗﺩ ﺃﺨﺫ ﻴﺤﺭﻙ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺍﻟﺼـﻐﻴﺭﺘﻴﻥ ﺍﻟﻤـﻭﺍﺠﻬﺘﻴﻥ ﻟﻀـﻭﺀ ﺍﻟﻤﺼﺒﺎﺡ. ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ : ﺃﺨﺫﺕ ﺍﻟﺭﻴﺎﺡ ﺘﺸﺘﺩ ﺭﻭﻴ ﺍ ﻭﺘﻀﺭﺏ ﺍﻟﺠﺩﺭﺍﻥ ﺍﻷﺭﺒﻌـﺔ ، ﺩ ﺜﻡ ﺘﻨﻔﺫ ﻤﻥ ﺍﻟﺜﻘﻭﺏ ﻭﺍﻟﻔﺘﺤﺎﺕ.. ﺍﺭﺘﻌﺵ ﺍﻟﻤﺼﺒﺎﺡ ﻭﺃﺨﺫ ﻴﻬـﺯ ﺍﻟﻅـﻼل ﻭﻴﺩﻭﺭ ﺒﻬﺎ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﺠﺩﺭﺍﻥ ﺍﻷﺭﺒﻌﺔ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﺴﻘﻑ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺭﺍﺌﺤﺔ ﻋﺭﻗﻪ ﻭﺒﻭﻟﻪ ﺘﻨﺘﺸﺭ ﻭﺘﺒﺩﺃ ﻓﻲ ﺍﻟﺫﻭﺒﺎﻥ ﺘﺩﺭﻴﺠ ﺎ. ﻴ
- 25. ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻭﻟﺩ ﻨﻬﺩﻴﻬﺎ ﻤﺎﺌﻠﻴﻥ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻤﺨﺘﻔﻴﻴﻥ ﺘﺤﺕ ﻅل ﻭﺠﻬﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤـﻭﻁ ﺒﺎﻟﺸﻌﺭ ﺍﻷﺴﻭﺩ ﺍﻟﻤﻨﺴﺩل ، ﻭﺭﻓﻊ ﻴﺩﻩ ﻭﺩﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﺼـﺩﺭﻫﺎ. ﻀـﺤﻜﺕ ﻭﺭﻓﻌﺘﻪ. ﺠﻠﺴﺕ ﺍﻟﻘﺭﻓﺼﺎﺀ ﻭﻭﻀﻌﺘﻪ ﺒﻴﻥ ﻓﺨﺫﻴﻬﺎ ﺜﺎﻨﻴﺔ ﺜﻡ ﺃﻨﻬﺎ ﺃﺨﺭﺠﺕ ﺜﺩﻴﻬﺎ ﻭﺃﻤﺴﻜﺕ ﺒﺭﺃﺴﻪ. ﺃﺩﺨل ﺍﻟﻭﻟﺩ ﻓﻲ ﻓﻤﻪ ﺍﻟﺤﻠﻤـﺔ ﺍﻟﺒﻨﻴـﺔ ﺍﻟﺩﺍﻜﻨـﺔ ﺍﻟﻤﺤﺘﺭﻗﺔ ، ﻭﺃﻤﺴﻙ ﺍﻟﻨﻬﺩ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ ﺒﻜﻠﺘﺎ ﻴﺩﻴﻪ ، ﻭﻗﺒﺽ ﻋﻠﻴـﻪ ، ﻭﻫـﻭ ﻴﺨﻤﺵ ﺒﺄﻅﺎﻓﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺤﻡ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﻭﻴﻤﺘﺹ. ﺃﺤﺴﺕ ﺒﺎﻟﺒﺭﺩ ﻭﺍﻷﻟﻡ ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻀﻤﺘﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺘﺭﻗﺏ ﺍﻟﻅﻼل ﺍﻟﻤﺘﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﺩﺍﺌﺭﺓ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ – ﺇﺫﺍ ﻻ ﺘﺜﺒﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻁﻼﻕ ، ﻭﺘﺤﺱ ﺒﺎﻟﺒﺎﺏ ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ ﻴﻬﺘﺯ ﺒﺼﻭﺕ ﺨﻔﻴﺽ. ﺘﺸﻤﻤﺕ ﺍﻟﺤﺠﺭﺓ ﻭﻫﻲ ﺘﻤﺭ ﺒﻴﺩﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺠﺴـﺩﻩ ﻭﺸﻌﺭﻩ ، ﺜﻡ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﻤﺩ ﻭﺠﻬﻬﺎ ﻭﺘﺴﺘﻨﺩ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻪ ، ﻭﺘﺤﺱ ﺒﺎﻹﺭﻫـﺎﻕ ﻭﺃﻋﻀﺎﺌﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﺤﻠﻠﺔ. ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻭﻟﺩ ﻴﺩﻩ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ ﻭﻤﻀﻰ ﻴﻤﺘﺹ ﺒﻨﻬﻡ ﺸﺩﻴﺩ ، ﻭﻀﻐﻁ ﺒﻴﺩﻩ ﺍﻟﻴﺴﺭﻯ ﻋﻠﻰ ﻨﻬﺩﻫﺎ ﺍﻷﻴﻤﻥ ﻭﺭﺍﺡ ﻴﺤﺭﻙ ﺃﺼﺎﺒﻌﻪ. ﺁﻨﺫﺍﻙ – ﺭﻏﺒﺕ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺘﻀﻤﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺘﻨـﺎﻡ ﻨﻭﻤـﺎ ﻋﻤﻴﻘـﺎ ﺤﺘـﻰ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ : ﺭﺃﺴﻪ ﻓﻲ ﺼﺩﺭﻫﺎ ﻭﺠﺴﺩﻩ ﻴﻤﺘﺩ ﻤﻠﺘﺼ ﹰﺎ ﺒﻬﺎ ﺤﺘـﻰ ﺍﻟـﺒﻁﻥ ﻘ ﻭﻫﻲ ﺘﻠﻑ ﺫﺭﺍﻋﻴﻬﺎ ﺤﻭل ﺠﺴﺩﻩ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ. ﻭﺭﻓﻌﺕ ﺭﺃﺴﻬﺎ ﺇﻟﻴﻪ ، ﻟﻜﻨـﻪ ﻜﺎﻥ ﻤﺎ ﻴﻨﻔﻙ ﻗﺎﺒ ﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻬﺩ ﻭﻤﺤﺭ ﹰﺎ ﺃﺼﺎﺒﻌﻪ ﻭﻫﻭ ﻴﻤﺘﺹ. ﻜ ﻀ ﻤﺎﺭﺱ ٢٧٩١
- 26. ﺑﺤﺮ اﻟﺒﻘﺮ ﻭﻤﺎ ﺇﻥ ﺘﺨﻁﻭ ﺨﻁﻭﺘﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻤﺎﻡ ، ﺤﺘﻰ ﺘﻠﺤﻅ ﺒﻁﺭﻑ ﻋﻴﻨﻙ ﺍﻟﻴﺴﺭﻯ ، ﺒﺸﻜل ﺴﺭﻴﻊ ﻭﺘﻠﻘﺎﺌﻲ... ﻭﻴﻘﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻤﺎ ﻴﺤﺩﺙ – ﺃﻨﻙ ﻟﻥ ﺘﺴـﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﺘﺘﺎﺒﻊ ﻁﺭﻴﻘﻙ.. ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﺴﺘﺠﺩ ﺃﻨﻙ ﻤﺠﺒﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻟﺘﻔﺎﺕ ، ﺜﻡ ﺍﻨﻙ ﻻ ﺘﻤﻠﻙ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺘﺴﺘﺩﻴﺭ ﺘﻤﺎﻤﺎ ، ﻤﻌﻁﻴﺎ ﻋﻴﻨﻴﻙ ﻭﺠﺴﺩﻙ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﺴـﺎﺭ. ﻓـﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺘﻙ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ، ﻭﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻗﺩ ﺘﻤﻜﻨﺕ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺘﺸﻤل ﺫﻟﻙ ﻜﻠـﻪ ﺒﻨﻅﺭﺓ ﻭﺍﺤﺩﺓ ، ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺘﻔﺤﺼﺔ ﺇﻟﻰ ﺤـﺩ ﺒﻌﻴـﺩ – ﺴـﺘﺭﺍﻫﻤﺎ : ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺘﻠﺘﻔﺕ ﺒﺭﻗﺒﺘﻬﺎ ، ﻭﻫﻲ ﺘﻌﻁﻴﻙ ﺠﺎﻨﺏ ﻭﺠﻬﻬﺎ. ﺭﺒﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﻓـﻲ ﻭﺴﻌﻙ ﺃﻥ ﺘﺤﺱ ﺒﺸﺒﺢ ﺍﺒﺘﺴﺎﻤﺔ ﺨﻔﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﻠﺘﻴﻥ ﻟﻥ ﺘﺘﻤﻜﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻁﻼﻕ ﻤﻥ ﺍﻜﺘﺸﺎﻑ ﻟﻭﻨﻬﻤﺎ، ﺇﻥ ﺠﺴﺩﻫﺎ ﺍﻟﻤﻤﺸﻭﻕ ﺍﻟﻤﻨﺘﺼـﺏ ﻭﺴـﻁ ﺍﻟﻠﻭﻥ ﺍﻟﺭﻤﺎﺩﻱ ﺍﻟﺨﻔﻴﻑ ، ﺴﺘﺤﺱ ﺒﺼﻌﻭﺩﻩ ﺍﻷﻨﺜﻭﻱ ﺍﻟﻨﺎﻋﻡ ﻭﻗﺩ ﺍﻟﺘﺼﻕ ﺒﻪ ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﺍﻷﺴﻭﺩ ﺍﻟﻤﺒﺘل ، ﺜﻡ ﺍﻨﻙ ﺘﺭﻯ ﺍﻟﺜـﺩﻱ ﺍﻟﻤﺴـﺘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻨـﺎﻋﻡ ﻜﺎﻟﺘﻔﺎﺤﺔ ، ﺍﻟﻨﺎﻓﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻤﺎﻡ ﻜﺎﻟﺤﻤﺎﻡ ﺍﻟﻔﺯﻉ ، ﻭﻗﺩ ﺒﺭﺯﺕ ﺍﻟﺤﻠﻤﺔ ﺒـﻴﻥ ﺨﻴﻭﻁ ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺸﺩﻭﺩ ﺍﻟﻤﺒﺘل ، ﺃﻨﻬﺎ ﺘﺭﺘﺩﻱ ﻁﺭﺤﺔ ﺴﻭﺩﺍﺀ ﻭﻗﺩ ﺘﺭﻜﺕ ﺍﻟﺒﻼﺹ ﺒﻠﻭﻥ ﺍﻟﺭﻤل ، ﻤﺎﺌﻼ ﻗﻠﻴﻼ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ. ﹰ ﹰ ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ : ﻓﺈﻨﻬﺎ ﻤﻨﺤﻨﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻤﺎﻡ ﻭﻫﻲ ﺘﻤﻸ ﺍﻟﺒﻼﺹ، ﻭﻟﻥ ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ، ﻤﻬﻤﺎ ﺤﺎﻭﻟﺕ ﺇﻁﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﻅﺭ ، ﺃﻥ ﺘﻜﺘﺸﻑ ﺃﻴﻥ ﺫﻫﺒﺕ ﻁﺭﺤﺘﻬﺎ ، ﻷﻨـﻙ ﺴﺘﺭﻯ ﺍﻟﺭﺃﺱ ﻭﻫﻲ ﺘﻠﺘﻔﺕ ﺘﺠﺎﻫﻙ ، ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺘﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺘﻤﻴﻴﺯ ﺍﻟﻭﺠﻪ – ﺴﺘﺭﻯ ﺍﻻﻨﺤﻨﺎﺀﺓ ﻭﻫﻲ ﺘﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﻴﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﺘﺩﻓﻕ ﺍﻟﻌﻅﻴﻤـﻴﻥ ﺤ ﹰـﺎ ، ﻘ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻋﻥ ﻨﻬﺩﻴﻬﺎ ، ﺍﻟﻠﺫﻴﻥ ﻟﻥ ﻴﻜﻭﻨﺎ ﺴﺎﻗﻁﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻤﺎﻡ ، ﺇﻨﻬﻤﺎ ﻴﻘﻔﺎﻥ ﻜﺄﻨﻤﺎ ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﺠﺴﺩ ﻤﻨﻔﺼﻠﺔ ﺘﻤﺎ ﺎ ﻋﻥ ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻨﻬﺩﻴﻥ، ﻭﺍﻟﻐﺭﻴﺏ ﻓـﻲ ﻤ
- 27. ﺍﻷﻤﺭ ﺤ ﹰﺎ – ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺫﻟﻙ ﺼﺤﻴ ﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻙ – ﺃﻨﻙ ﺴـﺘﺤﺱ ﺤ ﻘ ﺒﺎﻻﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﺒﻴﻥ ﺒﻴﻥ ﻟﻭﻥ ﻭﺤﺠﻡ ﺍﻟﺒﻼﺼﻴﻥ. ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺇﺫﻥ ، ﺴﺘﺭﻯ ﺴﻴﻘﺎﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﺒﺭﻭﻨﺯﻴﺔ ، ﻭﻗﺩ ﺍﺭﺘﻔﻊ ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺒﺎﻥ ﺍﻷﺴﻭﺩﺍﻥ ﺤﺘﻰ ﺍﻟﺭﻜﺒﺘﻴﻥ ، ﺴﺘﺭﺍﻫﺎ – ﺍﻟﺴﻴﻘﺎﻥ – ﻭﻫﻲ ﺘﻐﻴﺏ ﻗﻠﻴﻼ ﻓـﻲ ﹰ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻷﺴﻤﺭ. ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺇﺫﻥ ﻟﻥ ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﺘﻜﺘﺸﻑ ﻭﺠﻬﻬﺎ ، ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻥ ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﺘﻜ ﻥ ﺃﻱ ﺘﺼﻭﺭ ﻋﻨﻬﺎ. ﻭ ﻭﺴﺘﺭﻯ ﺍﻟﻠﻭﻥ ﺍﻟﺭﻤﺎﺩﻱ ﺍﻟﺨﻔﻴﻑ ﻴﻐﻠﺏ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻜﻠﻪ. ﻭﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻙ ﺃﻋﻁﺎﻨﻲ ﺇﺤﺴﺎﺱ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﻤﺒﻜﺭ ، ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻥ ﺃﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﺍﺠﺯﻡ ﺒﻤﺎ ﺴﻭﻑ ﺘﺸﻌﺭ ﺒﻪ ﺃﻨﺕ. ﺜﻡ ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﻟﻥ ﻴﺒﺩﻭ ﺒﻌﻴ ﺍ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻙ ، ﺒل ﺃﻨﻨـﻲ ﺩ ﺘﺼﻭﺭﺕ ﺃﻨﻨﻲ ﻟﻭ ﻤﺩﺩﺕ ﻴﺩﻱ ، ﻓﺴﻭﻑ ﺃﻗﺒﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻬﺩ ﻭﺃﻟﻤـﻪ ﻓـﻲ ﻜﻔﻲ : ﺃﺴﺘﺸﻌﺭ ﺍﻟﺒﻠل ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺤﻨﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻤﺎﻡ ﺘﺭﺍﻨﺎ ، ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺃﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﻜﺘﺸﻑ ﻭﺠﻬﻬﺎ. ﻭﺘﻨﺘﻘل ﺒﻌﻴﻨﻴﻙ ﺒﺸﻜل ﺭﺒﻤﺎ ﺃﺘﻭﻤﺎﺘﻴﻜﻲ ، ﻨﺤﻭ ﺍﻟﻴﻤﻴﻥ ، ﻷﻨﻪ ﻗﺭﻴﺏ ﺠـﺩ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ. ﺴﺘﺭﻯ ﺍﻷﺭﻨﺏ ﺍﻟﺒﺭﻱ ﺍﻷﺒـﻴﺽ ﺍﻟﻜﺒﻴـﺭ ، ﻭﺴـﻁ ﺍﻟﺤﺸـﺎﺌﺵ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ ﺍﻟﻼﻤﻌﺔ ﺍﻻﺨﻀﺭﺍﺭ ، ﻭﺍﻟﺤﺼﻰ ﺍﻷﺼﻔﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﻴﺠﺒﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻴﺘﻪ ، ﻷﻨﻙ ﺴﺘﺤﺩﻕ ﻁﻭﻴﻼ. ﺍﻨﻪ ﻴﻤﺩ ﺠﺴﺩﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻤﻴﻥ – ﺍﻷﺭﻨـﺏ – ﹰ ﻭﻫﻭ ﻴﺸﺏ ﻋﻠﻰ ﻗﺩﻤﻴﻪ ﺍﻷﻤﺎﻤﻴﺘﻴﻥ ، ﺇﺫ ﻴﺒﺩﻭ ﻜﺄﻨﻤﺎ ﺴﻴﻨﻔﻠﺕ ﺒﺄﻗﺼﻰ ﻤـﺎ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ، ﺘﺎﺭﻜﺎ ﻓﺭﻭﺘﻪ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﺍﻟﺸﺩﻴﺩﺓ ﺍﻟﻨﻌﻭﻤﺔ ﻟﻠﺭﻴﺢ ، ﺍﻟﺘﻲ ﻻﺒﺩ ﻭﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺸﺩﻴﺩﺓ ﺍﻟﺒﺭﻭﺩﺓ ﺤ ﹰﺎ. ﺇﻨﻪ ﻴﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻤﺎﻡ ﺇﺫﻥ ، ﺒﺎﻨﺤﺭﺍﻑ ﺒﺴـﻴﻁ ﻘ ﺤﻭﺍﻟﻲ ﺨﻤﺱ ﻭﺃﺭﺒﻌﻴﻥ ﺩﺭﺠﺔ. ﻟﻜﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﻴﻔﺎﺠﺌﻙ ﺒﺎﻟﻔﻌل – ﻭﺍﻟﻐﺭﻴﺏ ﺍﻨﻙ ﺴﺘﻜﺸﻔﻪ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻷﺭﻨﺏ ﺍﻟﺒﺭﻱ ﺍﻷﺒﻴﺽ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﻗﺩ ﺍﺴﺘﻐﺭﻗﻙ ﺘﻤﺎ ﺎ – ﺴﻴﻔﺎﺠﺌﻙ ﺇﺫﻥ : ﺍﻟﻔﺌﺭﺍﻥ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ ﺍﻟﺭﻤﺎﺩﻴﺔ ، ﻭﻗـﺩ ﻭﻀـﺤﺕ ﻤ
- 28. ﺫﻴﻭﻟﻬﺎ ﺍﻟﻁﻭﻴﻠﺔ ﻁﻭﻻ ﻤﻔﺭ ﹰﺎ ، ﻭﻀﺤﺕ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺭﻏﻡ ﻟـﻭﻥ ﺍﻟﺤﺸـﺎﺌﺵ ﹰ ﻁ ﺍﻷﺨﻀﺭ ﺍﻟﻼﻤﻊ. ﺇﻨﻙ ﺴﻭﻑ ﺘﺭﻯ ﺍﻟﻔﺌﺭﺍﻥ – ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻟﻥ ﺘﻠﺤﻅ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻁﻼﻕ ﺃﻨﻙ ﺴﻭﻑ ﺘﺭﻯ ﺍﻟﻔﺌﺭﺍﻥ ﻭﻗﺩ ﺍﻨﻜﻤﺸﺕ ﻋﻠـﻰ ﻨﻔﺴـﻬﺎ ﻭﺒـﺩﺕ ﺸﺩﻴﺩﺓ ﺍﻟﻀﺂﻟﺔ – ﺭﻏﻡ ﺫﻴﻭﻟﻬﺎ ﺍﻟﺭﻤﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﻭﺍﻀﺤﺔ ﻭﻫـﻲ ﺘﻨﻅـﺭ ﻨﺤـﻭ ﺍﻷﺭﻨﺏ ﺍﻟﺒﺭﻱ ﺍﻷﺒﻴﺽ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ. ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺴﻴﻜﻭﻥ ﻋﻠﻴﻙ ، ﻟﺘﺴﺘﻜﻤل ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺒﺭﻤﺘﻬﺎ ، ﺃﻥ ﺘﻨﻅـﺭ ﻨﺤـﻭ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ. ﻭﺃﻨﺎ ﺸﺨﺼ ﺎ ﺃﻓﻀل ﺃﻥ ﺘﺨﻁﻭ ﺨﻁﻭﺍﺕ ﺇﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﺠﺎﻨﺒﻴﺔ ﻗﻠﻴﻠـﺔ ﻴ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ، ﺴﻴﻜﻭﻥ ﺫﻟﻙ ﺃﻓﻀل ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻭ ﺠﺭﺒﺘﻪ ، ﺭﻏﻡ ﺃﻨﻨﻲ ﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﻗﺩ ﻻ ﻴﻨﻁﺒﻕ ﻋﻠﻰ ﺁﺨﺭﻴﻥ ﻏﻴﺭﻱ ، ﻟﻜﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﺩﺙ ﺤﻘﺎ ﺃﻨﻙ ﺘﺭﻯ ﺍﻟﻭﻀﻊ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺘﺼﻭﺭﻩ ، ﻫﻭ ﺒﺎﻟﻔﻌل ﺍﻟﻭﻀﻊ ﺍﻷﻨﺴﺏ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﻘﻕ ﺃﻗﻭﻯ ﻋﻼﻗﺔ ﺒﻴﻨﻙ ﻭﺒﻴﻥ ﻤﺎ ﺘﺸﺎﻫﺩﻩ. ﺴﻴﺭﻭﻋﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ : ﺇﺫﺍ ﺤﺩﺙ ﻭﻋﺩﺕ ﺒﻨﻅﺭﻙ ﺒﺸﻜل ﻋﻔـﻭﻱ ﻨﺤـﻭ ﺍﻟﻴﻤﻴﻥ ، ﺍﻨﻙ ﻟﻡ ﺘﻠﺤﻅ ﺍﻟﺒﻴﻭﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ، ﻏﻴﺭ ﻤﺤﺩﺩﺓ ﺍﻟﺸـﻜل ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺒﺩﻭ ﺒﻌﻴﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺼﻰ ﺤﺩ ، ﺠﻨﻭﺏ ﺍﻷﺭﻨﺏ ﺍﻟﺒﺭﻱ ﺍﻷﺒـﻴﺽ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ. ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﺴﻴﺨﺘﻔﻲ ﺘﻤﺎ ﺎ ﺒﻌـﺩ ﺇﺤﺴـﺎﺱ ﺍﻟﻭﻫﻠـﺔ ﺍﻷﻭﻟـﻰ ﻤ ﻭﺍﻟﺤﻴﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻘﺒﻪ. ﻭﺃﻨﺕ ﺘﻌﻭﺩ ﻤﺭﺓ ﺜﺎﻨﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﺴﻴﺩﻫﺸﻙ ، ﺤﻘﻴﻘﺔ ، ﺃﻨﻙ ﺴﺘﻀـﻁﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻭﻗﻑ ﻤﺭﺓ ﺜﺎﻨﻴﺔ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺭﺃﺘﻴﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺘﻴﻥ ، ﻭﺴﻭﻑ ﺘﻁﻴل ﺍﻟﻨﻅـﺭ ﺇﻟﻰ ﻨﻬﺩﻴﻬﻤﺎ ، ﻭﺴﻭﻑ ﺘﺘﺭﻙ ﻨﻔﺴﻙ ﺘﺴﺘﺸﻌﺭ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭﺍﻟﺒﻠل ﻭﺍﻟﺒـﺭﻭﺩﺓ ﺍﻟﺨﻔﻴﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻬﻙ ﺍﻟﻌﺎﺭﻱ. ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ، ﻻﺒﺩ ﻭﺃﻥ ﺘﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ. ﺴﺘﺭﺍﻫﻤﺎ : ﺍﻟﻭﻟﺩ ﻭﺍﻟﺒﻨﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﻴﻥ ﻭﻫﻤﺎ ﻴﺨﻁﻭﺍﻥ. ﻓـﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ ، ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺘﺩﻱ ﻓﺴﺘﺎﻨﺎ ﺃﺤﻤﺭ ﻗﺎﺘﻤﺎ ﻭﻗﺩ ﺤﻤﻠﺕ
- 29. ﺒﻴﺩﻫﺎ ﺍﻟﻴﺴﺭﻯ ﺤﻘﻴﺒﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﻴﺔ. ﺍﻨﻙ ﻟﻥ ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﺘﺭﻯ ﻭﺠﻬﻴﻬﻤﺎ ، ﺴﻴﻀﺎﻋﻑ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻭﻴﻌﻀﺩﻩ : ﺇﺤﺴﺎﺴﻙ ﺒﺒﻌﺩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺒﻴﻨﻙ ﻭﺒﻴﻨﻬﻤـﺎ. ﺇﻨﻨﻲ ﺸﺨﺼﻴﺎ ﺨﻴل ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻬﻤﺎ ﻴﻤﻀﻴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻤﺎﻡ ﻭﺃﻥ ﻅﻬﺭﻴﻬﻤﺎ ﻫﻤـﺎ ﺍﻟﻠﺫﺍﻥ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺘﻲ... ﺃﻜﺎﺩ ﺃﺠﺯﻡ ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﻟﻴﺱ ﺍﻹﺤﺴﺎﺱ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌـﻲ، ﻭﺍﻨﻙ ﺭﺒﻤﺎ ﻗﺩ ﺘﺭﻯ ﺍﻟﻌﻜﺱ. ﻭﺭﺒﻤـﺎ ﻻ ﺘﺼـﺩﻗﻨﻲ ﺇﺫﺍ ﻗﻠـﺕ ﻟـﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺜﺒﺕ ﻤﺎ ﺃﺭﺍﻩ ، ﺘﻜﺎﺩ ﺘﺘﺴﺎﻭﻯ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺜﺒـﺕ ﺍﻹﺤﺴﺎﺱ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺽ. ﻭﻟﻘﺩ ﻋﻀﺩ ﻤﻥ ﺇﺤﺴﺎﺴﻰ ﺫﻟﻙ ، ﺍﻟﺸـﺠﺭﺓ ﺍﻟﺘـﻲ ﺴﺘﺭﺍﻫﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺒﺩﻭ ﺃﻤﺎﻤﻬﺎ ، ﻭﻤﻥ ﻭﺠﻬﺔ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﻀﺔ ﺨﻠﻔﻬﻤـﺎ. ﺇﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﺠﺭﺓ ﻟﻴﺴﺕ ﻤﻤﺎ ﺘﻌﻭﺩﺕ ﻋﻴﻨﺎﻙ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ. ﺴﺎﻜﻨﺔ ﺘﻤﺎﻤﺎ ، ﻭﺠﺫﻋﻬﺎ ﻴﺒﺩﻭ ﺒﺸﻜل ﻤﻬﻭﻡ ﻭﺴﻁ ﺍﻟﻠﻭﻥ ﺍﻟﺒﻨﻲ ﺍﻟﻐـﺎﻤﻕ. ﻟﻜـﻥ ﻓﺭﻭﻋﻬﺎ ﺍﻟﺨﻀﺭﺍﺀ ، ﻓﺎﺘﺤﺔ ، ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺕ ﻤﻤﻴﺯﺓ – ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻔﺭﻭﻉ ـ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻁﻼﻕ ، ﻤﺠﺭﺩ ﻟﻭﻥ ﺃﺨﻀﺭ ﺸﺩﻴﺩ ﺍﻟﺜﻘل ، ﻴﺴﺘﻤﺭ ﻟﻭﻗﺕ ﻁﻭﻴـل ﺇﺤﺴﺎﺴﻙ ﺒﻭﺠﻭﺩﻩ، ﻋﻨﺩﺌﺫ – ﺭﺒﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﻁﺒﻴﻌ ﺎ – ﺍﻨﻙ ﺴـﺘﺭﻯ ﺸـﻴﺌﺎ ﻴ ﻜﺎﻟﺜﻤﺎﺭ ﻟﻭﻨﻪ ﺍﺤﻤﺭ ﻭﻤﺘﺄﻟﻕ ، ﻤﻌﻠﻕ ﻓﻲ ﺃﻤﺎﻜﻥ ﻤﺒﺘﻌﺩﺓ ﻋﻥ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺼﻁﻠﺤﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺘﺴﻤﻴﺘﻬﺎ ﺒﺎﻟﻔﺭﻭﻉ ، ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺃﻨﻨﻲ ﻻ ﺃﺭﻯ ﺃﻨﻬـﺎ ﺸﺠﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻁﻼﻕ. ﺍﻨﻬﻤﺎ ﻴﺨﻁﻭﺍﻥ ـ ﻫﻜﺫﺍ ﺃﺭﻯ ﺃﻨﺎ – ﺍﻟﻭﻟﺩ ﻭﺍﻟﺒﻨﺕ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﺸﺠﺭﺓ ، ﻭﻗﺩ ﻗﺒﺽ ﺍﻟﻭﻟﺩ ﻋﻠﻰ ﻜﻑ ﺍﻟﺒﻨﺕ ، ﻭﺃﻤﺴﻙ ﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ ﺒﺤﻘﻴﺒﺔ ﺍﻟﻁﺎﺌﺭﺓ ﻭﺴﻁ ﺍﻟﺭﻴﺎﺡ ،ﺍﻟﺘﻰ ﺒﻭﺴﻌﻙ ﺃﻥ ﺘﺘﺼﻭﺭ ﻤﺩﻯ ﻋﻨﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻭﻗـﺕ ، ﻭﻓﻲ ﻤﻜﺎﻥ ﻜﻬﺫﺍ ، ﻭﺒﻭﺠﻪ ﻋﺎﻡ ﻓﻲ ﻤﺜل ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﻜﻠﻬﺎ. ﻭﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺘﺸﻤل ﺫﻟﻙ ﻜﻠﻪ ﺒﻨﻅﺭﻙ ، ﺴﺘﺭﺘﻔﻊ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻠﻰ ، ﻓﻭﻕ ﺍﻟﻤـﺭﺃﺘﻴﻥ ﺍﻟﻤﺒﺘﻠﺘﻴﻥ. ﺍﻨﻙ ﺴﻭﻑ ﺘﺭﻯ ﻁﻴﻭ ﺍ ﺴﻭﺩﺍﺀ : ﺭﺒﻤﺎ ﺃﻨﻬﺎ ﺨﻔﺎﻓﻴﺵ. ﻴﺒـﺩﻭ ﺭ
- 30. ﺠﺴﺩﻫﺎ ﺍﻟﻤﻔﺭﻭﺩ ﺸﺩﻴﺩ ﺍﻟﻨﻌﻭﻤﺔ ، ﻭﻫﻲ ﺘﻤﺭﻕ ﻭﺴـﻁ ﺴـﺤﺏ ﺒﻴﻀـﺎﺀ ﻨﺎﺼﻌﺔ ، ﻭﺴﻭﻑ ﺘﺭﻯ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﻨﻅﺭ ﺇﻟﻴﻙ ﺭﻏﻡ ﺒﻌـﺩ ﺍﻟﻤﺴـﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠـﻭ ﺍﻟﺸﺎﻫﻕ ، ﻭﺴﻴﻜﻭﻥ ﺒﻭﺴﻌﻙ ﺃﻥ ﺘﺭﻯ ﻋﻴﻭﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺼﻭﺒﺔ ﻨﺤـﻭﻙ. ﻭﻟﻘـﺩ ﻭﺍﺠﻬﺘﻙ ﺍﻵﻥ ﺤﻴﺭﺓ ﺸﺩﻴﺩﺓ ، ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺩ ﻴﺅﺩﻱ ﺒﻙ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨـﻭﻥ ﺤ ﹰﺎ : ﺍﻨﻙ ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻟﻥ ﺘﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺯﻡ ﺒﺎﺴﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﻴﻭﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻘ ﺘﻨﻅﺭ ﺘﺠﺎﻫﻙ ، ﺫﻟﻙ ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺼﻁﻠﺢ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﺃﻥ ﻴﺴـﻤﻭﻫﺎ ﺒﻪ. ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﻟﻥ ﻴﺴﺘﻤﺭ. ﻤﺎ ﺴﻭﻑ ﺘﺭﺍﻩ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﻜﻠﻪ ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﻟﻴﺱ ﺼﺤﻴ ﺎ – ﻷﻥ ﻤﺎ ﺴﻭﻑ ﺃﻗﻭﻟﻪ ﻟﻙ ، ﺴﺘﺴﺘﺨﺩﻡ ﺤﻭﺍﺴﻙ ﺒﻜﺎﻤﻠﻬﺎ ، ﺩﻭﻥ ﺤ ﺇﺭﺍﺩﺘﻙ ، ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﻜﻪ ، ﻭﺼﻨﻊ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺸﺩﻴﺩﺓ ﺍﻟﺨﺼﻭﺼﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺘﻨﺸﺄ ﺒﻴﻨﻜﻤﺎ ، ﻓﺠﺄﺓ : ﺴﻴﺭﺘﻔﻊ ﺫﻟﻙ ﻜﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻠﻰ ﺒﺒﻁﺀ ﻭﻫﻭ ﻴﻭﺸـﻙ ﻋﻠـﻰ ﺍﻻﺨﺘﻔﺎﺀ ، ﻟﻜﻥ ﻤﺎ ﺴﻭﻑ ﻴﻔﺠﺅﻙ ﻤﺭﺓ ﺜﺎﻨﻴﺔ ﺍﻨﻪ ﺴﻭﻑ ﻴﻬﺒﻁ ﺒﻌﻨﻑ ﺇﻟﻰ ﺃﺴﻔل ، ﻭﺘﻬﻴﺊ ﺃﺫﻨﻴﻙ ﺘﻤﺎﻤﺎ ﻟﺼﻭﺕ ﺍﻻﻨﻔﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﺩﻭﻱ ﺍﻟـﺫﻱ ﺴﻴﻀـﻊ ﺍﻟﺨﻁﻭﻁ ﻟﻤﻼﻤﺢ ﺃﺨﺭﻯ. ﻜل ﺫﻟﻙ ﺴﻴﺤﺩﺙ ﻭﺃﻨﺕ ﺘﺴﺘﺩﻴﺭ ﻤﻌﻁ ﺎ ﻅﻬﺭﻙ ﻴ ، ﺤﻴﺙ ﻟﻡ ﻴﻌﺩ ﺒﺈﺭﺍﺩﺘﻙ ﺃﻥ ﺘﺴﺘﺩﻴﺭ ﻤﺭﺓ ﺜﺎﻨﻴﺔ ، ﺒﻴﻨﻤـﺎ ﺘﻜـﻭﻥ ﺃﺫﻨـﺎﻙ ﻤﺴﺘﻌﺩﺓ ﺘﻤﺎ ﺎ ﻟﺘﻠﻘﻲ ﺍﻟﺩﻭﻱ ﺍﻟﻌﻨﻴﻑ. ﻤ ﻓﺒﺭﺍﻴﺭ ٣٧٩١
- 31. ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻴﻭﻡ ﻁﻭﻴل ١ – ﺍﻟﻤﻭﺍﺴﻡ. ٢ – ﻴﻭﻡ ﻁﻭﻴل. ٣ – ﺼﻭﺭﺓ ﻟﻠﺨﺭﻭﺝ. ٤ – ﻤﺩﻓﺄﺓ ﺘﻌﻤل ﺒﺎﻟﻜﻴﺭﻭﺴﻴﻥ.
- 32. اﻟﻤﻮاﺳﻢ "ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻓﺘﺢ ﻤﻥ ﺠﺩﻴﺩ ﻤﻭﻁﻨﻲ ﺍﻟﺠﻤﻴل ﻭﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻟـﻡ ﺃﻋﺩ ﺃﺭﺍﻫﺎ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﻁﻔﻭﻟﺔ ، ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺃﺫﻭﺩ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻨﺸﻴﺩﻱ" ﺴﺎﻥ ﺠﻭﻥ ﺒﻴﺭﺱ اﻟﺴﻴﺪة: ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﺩ ﻴﺭﺍﻨﻲ ، ﻋﺒﺭ ﺤﺎﺠﺯ ﺸﻔﺎﻑ ﻜﻠﻭﺡ ﻤﻥ ﺯﺠﺎﺝ. ﻴﺭﺍﻨﻲ ﻜﺎﻤﻠـﺔ ﺃﻤﺎﻤﻪ ، ﺩﺍﺨل ﺍﻟﺠﺩﺭﺍﻥ ﺍﻷﺭﺒﻌﺔ ﺍﻟﺨﺸﺒﻴﺔ ، ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻠﻭﻥ ﺍﻟﺭﻤﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﺘﺭﺏ ، ﻭﺍﻗﻔﺔ ﻭﺴﻁ ﺍﻟﺩﻭﺍﺌﺭ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ ﺍﻟﻤﻨﺴﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺜﻘـﻭﺏ ، ﺤﻴـﺙ ﺘﻜـﻭﻥ ﺍﻟﺸﻤﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ. ﻭﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻫﺩ ﺃﻗﻑ ﻭﺃﻨﻅﺭ ﺇﻟﻴﻪ ، ﻭﺃﺭﻯ ﺍﻟﻌﻤﻭﺩﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻁﻴﻠﻴﻥ ، ﻤﻠﺘﺤﻤﻴﻥ ﺒﺎﻟﺤﺠﺭ ﺍﻟﻀـﺨﻡ ﺍﻟﻤﺭﺒـﻊ ، ﻭﺍﻟﺭﺍﻗـﺩ ﻋﻠـﻰ ﺍﻷﺭﺽ. ﻭﺭﺃﻴﺕ ﺸﻌﺭ "ﻤﻨﻰ" ﻴﺘﻁﺎﻴﺭ ، ﻤﻌﻘﻭﺼﺎ ﺨﻠﻑ ﺍﻟﺸﺭﻴﻁ ﺍﻷﺤﻤﺭ ﻭﻤﺘـﺩﻟﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﺫﻴل ﺍﻟﺤﺼﺎﻥ، ﻭﻓﻭﻗﻨﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻀﺒﺎﺏ ﺍﻟﺨﻔﻴﻑ ﺍﻟﺒـﺎﺭﺩ ﻴﻠـﻑ ﺍﻟﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﻌﺎﺭﻴﺔ ﻭ"ﺍﻟﻁﺭﺡ" ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﺀ ﺍﻟﻤﺘﻁﺎﻴﺭﺓ ، ﻭﺠﻌﻠﺕ ﺍﻨﻅـﺭ ﺇﻟـﻰ ﻭﺠﻬﻬﺎ ﺍﻷﺤﻤﺭ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ : ﻜﻡ ﻫﻲ ﺠﻤﻴﻠﺔ ، ﻭﻜﻡ ﺘﺸﺒﻬﻪ. ﻟﻡ ﺘﻨﻡ ﻁـﻭﺍل ﺍﻟﻠﻴل ﻫﻲ ﻭﺃﺨﻭﻫﺎ. ﻜﺎﻨﺎ ﻴﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻔﺎﺘﺤﺔ ﻤﻌﻲ ، ﻭﻜﻨﺕ ﺃﺒﻜﻲ ﻭﻫﻤﺎ ﻴﺒﻜﻴﺎﻥ ﺃﻴﻀﺎ ، ﻭﻴﺤﺎﻭﻻﻥ ﻤﻨﻌﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ. ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺭﺍﺏ ﻴﺘﻁﺎﻴﺭ ﻭﻤﺼﻁﻔﻰ ﻴﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺤﺫﺍﺌﻪ ﻭﺃﻨـﺎ ﺍﺴـﺘﻨﺩ ﻋﻠﻴـﻪ. ﻴﺴﺄﻟﻨﻲ : "ﻓﺎﻀل ﻜﺘﻴﺭ ﻴﺎ ﻤﺎﻤﺎ ؟". ﺍﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﻭﺠﻬﻪ ﻭﺃﻟﻤـﺢ ﺍﻟﺯﻏـﺏ ﺍﻷﺼﻔﺭ ﺍﻟﺩﻗﻴﻕ ﻓﻭﻕ ﺸﻔﺘﻴﻪ ، ﻭﺃﺭﻯ ﺃﻨﻔﻪ ﺍﻷﺤﻤﺭ ، ﻭﻫﻭ ﻴﺭﻓﻊ ﺭﺃﺴﻪ ،
- 33. ﻓﺎﺘﺤﺎ ﻓﻤﻪ ﻟﻴﺘﺼﺎﻋﺩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭ : ﺩﻓﻌﺎﺕ ﻗﺼﻴﺭﺓ ﻤﺘﻼﺤﻘﺔ ﺇﺫ ﻴﻐﻤﺽ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻟﺘﻨﺤﺩﺭ ﺍﻟﻘﻁﺭﺍﺕ ﺍﻟﺸﻔﺎﻓﺔ ، ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻫﺩﺍﺏ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺠﺎﻨﺒﻲ ﺍﻟﻭﺠﻪ ، ﻭﻫﻭ ﻴﺩﻴﺭ ﺭﺃﺴﻪ ﺒﻌﻴ ﺍ ﻋﻨﻲ. ﻴﻜﺒﺭ ﻭﻴﺼﺒﺢ ﺭﺠﻼ : ﻗﻭ ﺎ ﻜﺄﺒﻴﻪ ، ﻁﻭﻴﻼ ﻴ ﺩ ﻭﻤﻬﻴ ﺎ. ﻜﺎﻥ ﻴﻬﺘﺯ ﻤﻌﻲ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻤﺘﺭﺏ ﻜﺜﻴﺭ ﺍﻟﺤﻔﺭ. ﻴﺼـﻁﺩﻡ ﺒ ﺒﻬﻡ ﻭﻴﺴﺘﺩﻴﺭ ، ﻤﻁﻭﺤﺎ ﺒﺎﻟﺤﻘﻴﺒﺔ ﻓﻲ ﻴﺩﻩ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ. ﻭﻜﺎﻨﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻨﺒﻴﻥ : ﺍﻟﺸﺤﺎﺫﻭﻥ ﺍﻟﻌﺭﺍﺓ ، ﺠﺎﻟﺴﻴﻥ ﻓﻭﻕ ﻭﺘﺤﺕ ﺍﻷﺤﺠﺎﺭ ﺍﻟﺼﻔﺭﺍﺀ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ، ﺒﻤﻼﺒﺴﻬﻡ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﺀ ، ﻭﻭﺠﻭﻫﻬﻡ ﺍﻟﻤﻐﻁﺎﺓ. ﻤﻤﺩﺩﻴﻥ ﺒﻌـﺭﻯ ﺍﻷﻋﻀـﺎﺀ ﺍﻟﻤﺒﺘﻭﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﺴﻠﺨﺔ : ﺭﺠﺎل ﻭﻨﺴﺎﺀ ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻨﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻨﺤﻨﻴﻴﻥ ، ﻤـﻊ ﺍﻟﺼﻌﻭﺩ ﻭﺍﻟﻬﺒﻭﻁ ﻭﺍﻻﻟﺘﻔﺎﻑ ، ﻭﺃﻨﺎ ﺍﺴﺘﻨﺩ ﻋﻠﻰ ﻤﺼﻁﻔﻰ ، ﻭﺃﻟﻤﺢ "ﻤﻨﻰ" ﺘﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺎﻨﺒﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻭﺍﻟﻲ. ﻭﺒﻌﻴ ﺍ – ﻴﺒﺩﻭ ﺍﻟﻜﻭﺒﺭﻱ ﺸﺩﻴﺩ ﺍﻻﺘﺴﺎﻉ ، ﺤﻴﺙ ﻴﺨﺘﻔﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺍﺨل ﺩ ، ﻭﺘﺨﺘﻔﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﺭﻋﺔ ، ﻭﻫﻲ ﺘﺴﺤﺏ ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ ﺍﻟﺘﺭﺍﺏ ﺍﻟﺭﻤﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﺘﻤﺎﺴﻙ، ﻭﺃﻨﺎ ﺃﺭﻯ ﺒﺎﺌﻌﻲ ﺍﻟﺒﺭﺘﻘﺎل ﻭﺍﻟﺒﻠﺢ ﺍﻷﺒﺭﻴﻤﻲ ، ﻓـﻭﻕ ﺍﻟﺭﺒـﻭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ، ﻭﻫﻡ ﻴﻠﻭﺤﻭﻥ ﺒﺄﻴﺩﻴﻬﻡ ﺍﻟﻀـﺎﺭﺒﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟﻀـﺒﺎﺏ. ﻭﺒﺎﺌﻌـﺎﺕ ﺍﻟﺨﻭﺹ ﻓﻲ ﺍﻻﻨﺤﻨﺎﺀﺓ ﺍﻟﻘﺭﻴﺒﺔ ، ﺒﻤﻼﺒﺴﻬﻥ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﺀ ﻭﺃﻓﻭﺍﻫﻬﻥ ﺍﻟﻤﻔﺘﻭﺤﺔ ﺍﻟﻭﺍﺴﻌﺔ ، ﺤﻴﺙ ﻴﺨﺭﺝ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭ ﻭﻴﺘﺼﺎﻋﺩ ﻋﻤﻭﺩﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻠﻰ ﻭﻴﺨﺘﻔـﻲ. ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﻤﻬﺘﺯﺓ ﺘﺒﺩﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻌﻴـﺩ ، ﻭﺃﺼـﻭﺍﺕ ﺁﻻﺕ ﺍﻟﺘﻨﺒﻴـﻪ ﻭﺍﻟﺘﺭﺍﺏ. ﺇﻨﻬﻡ ﻴﺭﺘﺩﻭﻥ ﺍﻟﺴﻭﺍﺩ ﻭﻴﺫﻫﺒﻭﻥ ﻜﻠﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﺩ ﻟﻴﺭﻭﻨـﺎ ﻋﺒـﺭ ﺤﺎﺠﺯ ﺸﻔﺎﻑ ﻜﻠﻭﺡ ﻤﻥ ﺯﺠﺎﺝ، ﻴﺫﻫﺒﻭﻥ ﻜﻠﻬـﻡ ﻟـﻸﺯﻭﺍﺝ ﻭﺍﻷﻤﻬـﺎﺕ ﻭﺍﻷﺨﻭﺍﺕ. ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺃﺼل ﺴﺄﺴﻠﻡ ﻋﻠﻴﻬﻡ ، ﻭﺃﺴﻤﻌﻬﻡ ﻴﺴﺄﻟﻭﻨﻨﻲ. ﻴﻘﺒﻠـﻭﻥ ﻤﺼـﻁﻔﻰ ﻭﻤﻨﻰ ﻭﻴﻘﻭﻟﻭﻥ ﺃﻨﻬﻤﺎ ﻴﺸﺒﻬﺎﻥ ﺍﻟﻤﺭﺤﻭﻡ. ﺴﻴﻔﺴﺤﻥ ﻟـﻲ ﻤﻜﺎﻨـﺎ ﺒﻴـﻨﻬﻥ
- 34. ﻭﻴﻨﻅﺭﻥ ﺇﻟﻰ ﻤﻼﺒﺴﻲ. ﻭﺃﺠﻠﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺼﻴﺭﺓ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻫﺩ ﻭﺃﻓﻜﺭ ﻓﻴﻪ. )ﺸﺩﻨﻲ "ﻓﻜﺭﻱ" ﺇﻟﻴﻪ ﺒﻘﻭﺓ. ﻜﺎﻥ ﻴﻠﺘﺼﻕ ﺒﻲ ﻭﻴﻤﺴﻜﻨﻲ ﻤﻥ ﺘﺤﺕ ﺇﺒﻁـﻲ ﻭﺃﻜﻭﻥ ﺃﻨﺎ ﻭﺍﻗﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻭﻫﺔ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﺘﺭﺒﺔ ، ﻭﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻭﺴـﻌﻲ ﺃﻥ ﺃﺭﻯ ﻨﻬﺎﻴﺘﻬﺎ ﺤﻴﺙ ﻴﺭﻗﺩ ﻫﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻅﻼﻡ ﻭﺍﻟﺒﺭﺩ ﻭﺍﻟﺘﺭﺍﺏ، ﻭﺃﺸﻡ ﺍﻟﺭﺍﺌﺤﺔ ﺍﻟﺨﻔﻴﻔﺔ ، ﺤﻴﺙ ﺍﻨﻔﺠﺭﺕ ﺍﻟﺒﻁﻭﻥ ﻭﺨﺭﺠﺕ ﺍﻷﺤﺸﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﺘﻔﺨﺔ ﺍﻟﺠﺎﻤـﺩﺓ ﻟﻴﻠﺘﻬﻤﻬﺎ ﺍﻟﺩﻭﺩ. ﻭﺘﻜﻭﻥ ﺠﺜﺙ ﺍﻷﻁﻔﺎل ﻋﺎﺭﻴﺔ ﻭﻤﺘﺭﺍﺼﺔ ، ﻭﻗﺩ ﺍﻨﻔﻠﺘـﺕ ﺍﻷﻜﻔﺎﻥ ﺍﻟﻤﻬﺘﺭﺌﺔ ، ﻭﺍﻨﺯﻟﻘﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺭﺍﺏ ﺍﻟﺭﻁﺏ ، ﺘﺎﺭﻜﺔ ﺍﻟﻠﺤﻡ ﻋﺎﺭﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻜﺘﻭﻡ ، ﻭﻤﻠﺘﺼﻘﺔ ﺒﺎﻟﺘﺭﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﻋﻡ ، ﻭﺍﻟﻌﻴـﻭﻥ ﻤﻐﻠﻘـﺔ ، ﻭﺍﻟﻭﺠﻪ ﻤﺸﺩﻭﺩ : ﺇﺫ ﺘﺭﻜﺽ ﺍﻟﺩﻴﺩﺍﻥ ﻭﺘﻘﻀﻡ ﻭﺘﻤﻀﻎ ﻭﺘﺒﺘﻠـﻊ.. ﻟﻜـﻥ ﺍﻟﺭﻭﺡ ﺘﻜﻭﻥ ﻗﺩ ﺼﻌﺩﺕ ، ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻴﻨﺯل ﺍﻟﻤﻼﻜﺎﻥ ﻭﻴﺤﺎﺴﺒﺎﻨﻪ : ﻤـﻼﻙ ﺍﻟﻴﻤﻴﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻜﺘﺏ ﺍﻟﺨﻴﺭ ، ﻭﻤﻼﻙ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻜﺘﺏ ﺍﻟﺸـﺭ. ﻭﻜﻨـﺕ ﺃﺼﺭﺥ ﻭﺃﻤﺩ ﺫﺭﺍﻋﻲ ﻟﻸﻤﺎﻡ ، ﻭﻴﻐﻴﻡ ﺍﻟﺤﺎﺠﺯ ﺍﻟﺨﺸﺒﻲ ﺍﻟﻤﺘﺂﻜـل ﺃﻤـﺎﻡ ﻋﻴﻨﻲ. ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺒﺈﻤﻜﺎﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﺭﻯ ﺩﻭﺍﺌﺭ ﺍﻟﺸﻤﺱ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ ﺍﻟﻨﺎﻓـﺫﺓ ﻤـﻥ ﺍﻟﺜﻘﻭﺏ. ﻭﺃﺤﺱ ﺒﺎﻟﺩﻭﺍﺭ ، ﻭﻫﻭ ﺭﺍﻗﺩ ﺃﺴﻔل ﺃﻗﺩﺍﻤﻨﺎ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ، ﻭﻓﻜـﺭﻱ ﻭﺭﺍﺌﻰ ﻴﺸﺩﻨﻲ ﻭﻴﻠﺘﺼﻕ ﻭﺃﻨﺎ ﺃﺼﺭﺥ. ﻭﺍﻟﺭﺠﻼﻥ ﻴﺨﺭﺠﺎﻥ ﺒﺭﺃﺴﻴﻬﻤﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻔﺭﺓ ، ﻭﻫﻤﺎ ﻴﺒﺭﺯﺍﻥ ﺘﺩﺭﻴ ﻴﺎ ﻭﻴﻨﻅﺭﺍﻥ ﺇﻟﻰ. ﺃﺭﻯ ﺍﻟﻅـﻼل ﻁﻭﻴﻠـﺔ ﺠ ﻭﻤﻤﺘﺩﺓ ، ﻭﻅﻠﻲ ﻭﻅـل ﻓﻜـﺭﻱ ﻤﻠﺘﺼـﻘﻴﻥ ، ﻭﻻ ﻴﺒـﺩﻭ ﺇﻻ ﺭﺃﺴـﺎﻨﺎ ﺍﻟﻤﻬﺘﺯﺍﻥ. ﺃﺭﺘﺠﻑ ﻭﺃﻨﺎ ﺃﻋﻠﻡ ﺃﻨﻨﺎ ﺴﻨﻌﻭﺩ ﻭﺤﺩﻨﺎ : ﺃﻨﺎ ﻭﻤﺼﻁﻔﻰ ﻭﻤﻨﻰ. ﻭﻴﻬﺏ ﺍﻟﻬﻭﺍﺀ ﻗﻭﻴﺎ ﻟﻴﺭﻓﻊ ﺜﻭﺒﻲ ﻋﺎﻟﻴﺎ ، ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻻ ﺃﺴﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﺨﻠﺹ ﻴﺩﻱ ﻤﻥ ﻓﻜﺭﻱ ، ﻭﺃﺭﺍﻫﻥ ﻭﻫﻥ ﻴﻤﺴﻜﻥ ﺃﺜﻭﺍﺒﻬﻥ ﻭﻴﻨﺤﻨﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻤﺎﻡ ﻗﻠـﻴﻼ. ﹰ ﻭﺘﺴﺘﻁﻴل ﺍﻟﻅﻼل... (.
- 35. ﻭﻤﺭﺭﻨﺎ ﻤﻥ ﺘﺤﺕ ﺍﻟﻜﻭﺒﺭﻱ ﻭﺃﺤﺴﺴﺕ ﺒﺎﻟﻅﻼﻡ ﻭﺍﻟﺘﺭﺍﺏ ﺍﻟﻤﺘﻁﺎﻴﺭ ﺍﻟﻨﺎﻋﻡ ﻴﺼﻁﺩﻡ ﺒﻭﺠﻬﻲ. ﻭﺃﺨﺫﺕ ﺃﺸﺩ ﻋﻠﻰ ﻴﺩ "ﻤﻨﻰ" ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ ﺍﻟﺩﺍﻓﺌﺔ، ﻭﻜـﺎﻥ ﻴﻤﻜﻨﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﻤﻴﺯ ﺍﻟﻬﻤﺱ ﺒﺠﺎﻨﺒﻲ ﻭﻭﺭﺍﺌﻲ ، ﻭﺃﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﻟﻤﺢ ﺍﻟﻘﻁﺭﺍﺕ ﺍﻟﻼﻤﻌﺔ ﺍﻟﻤﻨﺴﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺠﻭﻩ. ﻗﺎﻟﺕ : "ﺃﻨﺎ ﺘﻌﺒﺕ ﻴﺎ ﻤﺎﻤﺎ". ﺒﺼﻭﺘﻬﺎ ﺍﻟﺭﻓﻴﻊ ﻭﻫﻲ ﺘﻠﺘﺼﻕ ﺒﻲ ، ﻭﺍﻷﺠﺴﺎﺩ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﺀ ﺘﻤﺭﻕ ﺒﺠﻭﺍﺭﻨﺎ. ﻭﺃﻨﺕ ﺤﻴﻥ ﺘﻨﻅﺭ ، ﻓﺈﻨﻪ ﻻ ﻴﻤﻜﻨﻙ ﺃﻥ ﺘﻤﻴﺯ ﺴﻭﻯ ﺍﻷﺠﺴـﺎﺩ ﺍﻟﺴـﻭﺩﺍﺀ ﺍﻟﻤﻠﺘﺼﻘﺔ ﺍﻟﻤﺘﺭﺍﺼﺔ : ﺭﺠﺎل ﻭﻨﺴﺎﺀ ﻭﺃﻁﻔﺎل ﻏﺎﺭﻗﻭﻥ ﻜﻠﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻠـﻭﻥ ﺍﻷﺴﻭﺩ ﻭﺍﻟﻤﻼﺒﺱ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﺀ. ﻭﺍﻟﺘﺭﺍﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﻤﻜﻨﻙ ﺃﻥ ﺘﺭﺍﻩ. ﻭﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﺘﺸﻤﻪ ﻭﺘﻌﺭﻓﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻭﺭ. ﻭﺘﺭﺍﻫﻡ ﻤﺴﺭﻋﻴﻥ ﻤﻥ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﺴـﻴﺎﺭﺍﺕ ، ﻭﻤﺼﻁﺩﻤﻴﻥ ﺒﺒﻌﻀﻬﻡ ، ﻭﺃﻨﺕ ﺘﺴﻤﻊ ﺁﻻﺕ ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ، ﻭﺘـﺭﻯ ﺍﻟﺤﻘﺎﺌـﺏ ﺍﻟﻘﻤﺎﺸﻴﺔ ﺘﺘﺄﺭﺠﺢ ﺒﻴﻥ ﺃﻴﺩﻴﻬﻡ. ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺒﻭﺴﻌﻙ ﻋﻨﺩﺌﺫ ﺃﻥ ﺘﺭﻯ ﺍﻟﺘـﺭﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﻋﻡ ﻴﻤﻸ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ. ﻭﺃﻋﻠﻰ : ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﺘﺴﻤﻊ ﺍﻟﻘﻀـﺒﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﻜﺴـﺭﺓ ﺘﺤﺕ ﺍﻟﻌﺠﻼﺕ ﺍﻟﻘﻭﻴﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺩﻴﺔ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ. ﻗﺎل ﻤﺼﻁﻔﻰ : "ﺃﺤﻁ ﺍﻟﺨﻭﺹ ﻜﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺘﺭﺒﺔ ﺒﺎﺒﺎ ﻴﺎ ﻤﺎﻤﺎ ؟". ﻜﺎﻨﺕ ﻗﻁﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺭﻕ ﺍﻟﺩﻗﻴﻘﺔ ﺘﻠﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺠﺒﻬﺘﻪ ﻭﺃﻨﻔﻪ ، ﻭﻜـﺎﻥ ﻴﻤﻴـل ﺒﺠﺫﻋﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﺒﺔ ﺘﻜﺎﺩ ﺘﻼﻤﺱ ﺍﻷﺭﺽ. ﻭﻜﺎﻥ ﻴﺘﺨـﺒﻁ ﻓـﻲ ﺍﻟﺤﻔﺭ ﻭﻴﺤﺎﻭل ﺃﻥ ﻴﺒﺩﻭ ﻤﺘﻤﺎﺴ ﹰﺎ ﺃﻤﺎﻤﻲ. ﻀﻤﻤﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻭﻗﻠﺕ : ﻜ "ﺍﺘﻨﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺘﺭﺒﺔ ﺒﺎﺒﺎ ﻭﺍﻟﺘﺎﻟﺘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺭﺒﺔ ﺍﻟﺘﺎﻨﻴﺔ ﻫﺎ ﺘﻌﺭﻑ ﺘﻔﻜﻬـﻡ ﻴـﺎ ﺤﺒﻴﺒﻲ ؟". ﻜﺎﻥ ﻨﺎﺌ ﺎ ﻁﻭﺍل ﺍﻟﻠﻴل ﺒﺠﻭﺍﺭﻱ ، ﻴﺴﺄﻟﻨﻲ ﻋﻥ ﺃﺒﻴﻪ ﻭﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﷲ ﻭﻋﻤﺘﻪ. ﻤ ﻭﻜﻨﺕ ﺃﺤﻜﻰ ﻟﻪ ﻋﻨﻲ ﻭﺃﻨﺎ ﺼﻐﻴﺭﺓ ﻭﻋﻥ ﺃﺒﻴﻪ ، ﻭﻜﺎﻥ ﻫﻭ ﻴﻀﻊ ﻴﺩﻴـﻪ
- 36. ﺤﻭﻟﻲ ﻭﻴﻘﻭل ﻟﻲ ﺃﻻ ﺃﺒﻜﻲ. ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﺃﺩﺨل – ﻓﺈﻨﻨﻲ ﺃﺘﺠﻪ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﻴﻤـﻴﻥ ﻭﺃﻗﺭﺃ ﺍﻟﻔﺎﺘﺤﺔ ﻭﻫﻤﺎ ﻴﻘﻔﺎﻥ ﺒﺠﻭﺍﺭﻱ. ﻭﻴﻔﻙ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺍﻟﺨﻭﺹ ﻭﺃﺸـﻌﺭ ﺒﻌﻴﻭﻨﻬﻥ ﻭﺭﺍﺌﻲ ﻭﻫﻥ ﺠﺎﻟﺴﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺼﻴﺭﺓ. ﺜـﻡ ﺃﻋﺒـﺭ ﺍﻟﺤـﺎﺠﺯ ﺍﻟﺨﺸﺒﻲ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﻘﺒﺭ ﺍﻵﺨﺭ ، ﻭﺃﺭﻯ ﺍﻟﺭﺠﺎل ﺠﺎﻟﺴﻴﻥ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﻋـﺩ ، ﻭﺃﺴﻠﻡ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻭﻴﻜﻠﻤﻭﻨﻨﻲ ﻭﻴﺠﻠﺴﻭﻥ ﻤﻨﻰ ﻭﻤﺼﻁﻔﻰ ﺒﺠﻭﺍﺭﻫﻡ. ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻨﻰ ﺘﺴﺭﻉ ﺨﻁﻭﺍﺘﻬﺎ ﺒﺠﻭﺍﺭﻱ ، ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻴﺩﻫﺎ ﺍﻟﻴﺴﺭﻯ ﺍﻟﻤﻤﺴـﻜﺔ ﺒﺎﻟﺨﻭﺹ ﺘﻬﺘﺯ ﻭﻫﻲ ﺘﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﻴﺩﻫﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻠﻁﺨﺕ ﺒـﺎﻟﻁﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤـﺎﺀ، ﻭﻤﺩﺕ ﺭﺃﺴﻬﺎ ﻭﺍﻟﻐﻀﺏ ﻴﻤﻸ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴل ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ ، ﻭﺜﻭﺒﻬﺎ ﺍﻟﻘﺼﻴﺭ ﺍﻟﻤﺘﺭﺏ ﻴﺘﻁﺎﻴﺭ ﺒﺨﻔﺔ. ﻗﺎﻟﺕ : "ﻻ.. ﺃﻨﺎ ﺍﻟﻠﻲ ﻫﺎﺤﻁ ﺍﻟﺨﻭﺹ ﻴﺎ ﻤﺎﻤﺎ.. ﺃﻨﺎ ﺍﻟﻠﻲ ﺸﺎﻴﻼﻩ". ﻭﻤﺩﺕ ﻴﺩﻫﺎ ﻟﺘﺭﻓﻊ ﺸﻌﺭﻫﺎ ﻋﻥ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺘﺸﺩ ﻭﺠﻬﻬﺎ ﻭﺘﻘﺒﺽ ﻋﻠـﻰ ﺸﻔﺘﻴﻬﺎ ﺒﻘﻭﺓ. ﺘﻠﻭﺙ ﻭﺠﻬﻬﺎ ﺒﺎﻟﻁﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﻀﺤﻙ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻭﻫﻭ ﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻟﻴﻐﻴﻅﻬﺎ. ﻤﻠﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﻤﺴﻜﺕ ﺫﺭﺍﻋﻪ ، ﻟﻜﻨﻪ ﺴﻜﺕ ﻓﺠـﺄﺓ ﻭﻨﻅـﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻤﺎﻡ. ﻭﺃﺨﺭﺠﺕ ﺍﻟﻤﻨﺩﻴل ﻭﻤﺴﺤﺕ ﻭﺠﻪ ﻤﻨﻰ. ﻗﻠﺕ ﺃﻥ ﻤﺼـﻁﻔﻰ ﺴﻴﻀﻊ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺭ ﺃﺒﻴﻪ ﻭﺴﺘﻀﻊ ﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺒﺭ ﺍﻵﺨﺭ ﻭﻨﻅـﺭﺕ ﺇﻟـﻰ "ﻤﻨﻰ" ﻭﻭﻀﻌﺕ ﻴﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻬﺎ. ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻤﻨﺤﺩﺭ – ﺍﻨﺤﺭﻓﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻤﻴﻥ ، ﻭﺒﺩﺕ ﺍﻟﺸﺠﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻁﻭﺤﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟﺴﻔﺢ ، ﻏﺎﺌﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﺒﺎﺏ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ. ﻭﻜﺎﻥ ﺒﻭﺴﻌﻲ ﺃﻥ ﺃﻤﻴـﺯ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﺼﻔﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺘﻁﺎﻴﺭﺓ ، ﻭﺍﻟﻁﻴﻭﺭ ﺍﻟﺴـﻭﺩﺍﺀ ، ﻏﻴـﺭ ﻤﻤﻴـﺯﺓ ﺍﻟﺸـﻜل ، ﻭﺍﻟﺭﺍﻗﺩﺓ ﺃﻋﻠﻰ ﺸﺠﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﺨل ، ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﺩ ﺍﻷﺨﻀﺭ ﺍﻟﻤﺎﺌل ﺍﻟﻤﺘﻬﺩل. ﻭﺃﺨﺫﺕ ﺃﺴﻤﻊ ﺩﻗﺎﺕ ﺤﺫﺍﺌﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﻁﻊ ﺍﻷﺴﻔﻠﺕ ﺍﻟﺼـﻐﻴﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﺭﺍﺼـﺔ ﻭﺍﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺠﻭﺍﺕ ﺍﻟﺭﻓﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺓ ﺍﻟﻭﺍﻀﺤﺔ ، ﻭﺃﻨﺎ ﺃﺤﺱ ﺒﺎﻟﺩﻭﺍﺭ ،
- 37. ﻤﺘﻁﻭﺤﺔ ﻻ ﺃﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﺜﺒﺕ ﻗﺩﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ. ﻜﺎﻨﺕ ﻫﻨﺎ : ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺠﺎﻨﺒﻴﻥ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟﻭﺍﺴﻊ ، ﻤﻘﺎﺒﺭ ﻤﻨﺘﺼﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﺀ. ﺃﻤﺎ ﺍﻵﻥ ، ﻓﻘﺩ ﺘﻨﺎﺜﺭﺕ ﺍﻷﺤﺠﺎﺭ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ﺍﻟﺼﻔﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﺩﻴﻕ ﻭﻭﺍﺒـﻭﺭ ﺍﻟـﺯﻟﻁ ﻭﺍﻟﺒﺭﺍﻤﻴل ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﺀ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺜﺭﺓ.. ﺸﺩ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﻴﺩﻱ ﻭﻫﻭ ﻴﺼﺭﺥ : "ﻋﺭﺒﻴﺔ ﻋﻡ ﻓﻜﺭﻱ ﺃﻫﻴﻪ ﻴﺎ ﻤﺎﻤﺎ". ﻭﻨﻅﺭﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺨﻠﻔﺕ ﺍﻟﺘﺭﺍﺏ ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ ، ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻡ ﺃﺴﺘﻁﻊ ﺃﻥ ﺃﺭﻯ ﺴﻭﻯ ﻅﻬﺭ ﺍﺒﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻑ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻯ – ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻤﻭﻜﺏ ﺍﻟﻁﻭﻴـل ﺍﻷﺴـﻭﺩ ﺍﻟﻤﺘﻬـﺎﺩﻱ ﺍﻟﺒﻁـﻲﺀ ، ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﺼﺭ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻁﻭﺍﺭﻴﻥ ، ﺤﻴﺙ ﺘﺫﻭﺏ ﻓﻲ ﺃﺫﻨﻲ ﺍﻟﺼﺭﺨﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﻜـﺎﺀ ﻭﺍﻟﻬﻤﺴﺎﺕ ، ﺇﺫ ﻴﺭﻓﻊ ﺍﻟﻨﺴﻭﺓ – ﺃﺫﺭﻋﻬﻥ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﻭﻴﻬﺯﺯﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠـﻭﻥ ﺍﻷﺒﻴﺽ ﺍﻟﺨﻔﻴﻑ ، ﻭﻴﺩﻴﺭﻭﻥ – ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ : ﺭﺠـﺎﻻ ﻭﻨﺴـﺎﺀ ﻭﺃﻁﻔـﺎﻻﻥ ﺭﺅﻭﺴﻬﻡ ﻭﻴﻨﻅﺭﻭﻥ ﺤﻴﺙ ﺘﺘﺼﺎﻋﺩ ﺍﻷﺼﻭﺍﺕ ﻓﺠـﺄﺓ ، ﻭﺘﻨﺘﺸـﺭ ﺒـﻴﻥ ﺍﻟﻘﻁﺭﺍﺕ ﺍﻟﺩﻗﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﺩﺃﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺫﻭﺒﺎﻥ – ﻜﻨﺕ ﺃﺭﻯ ﺍﻟﺸﻭﺍﻫﺩ ﺍﻟﺤﺠﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﻔﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺘﻬﺩﻤﺔ ، ﻤﺘﻨﺎﺜﺭﺓ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﻤﻨﺤـﺩﺭ ﻭﻓـﻲ ﺍﻟـﺘﻼل ﺍﻟﻭﺍﺴـﻌﺔ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁﺔ. ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻨﺒﻴﻥ : ﺍﻟﻌﻤﻭﺩﺍﻥ ﺍﻟﻁـﻭﻴﻼﻥ ﻗﻠـﻴﻼ ، ﻭﺃﻋﻼﻫﻤـﺎ ﹰ ﺍﻻﺴﺘﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺴﻤﻴﻜﺔ ، ﺜﻡ ﻴﻨﺯﻟﻘﺎﻥ ﺒﺎﺴﺘﺩﺍﺭﺓ ﺃﻗل ﺴﻤﻜﺎ ، ﺤﻴﺙ ﻴﺒﺩﻭ ﺍﻟﻨﻘﺵ ﺍﻟﻤﻜﺘﻭﺏ ﺒﺨﻁ ﺠﻤﻴل : ﺍﻻﺴﻡ ، ﻭﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻭﻓﺎﺓ ﺜﻡ ﺍﻵﻴـﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴـﺔ ، ﻭﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻴﺜﺒﺕ ﺍﻟﻤﺭﺒﻊ ﺍﻟﺤﺠﺭﻱ ﺍﻷﺼﻔﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺭﺍﺏ. ﺍﻟﻭﻟﺩ: ﺼﺩﻕ ﻭﻋﺩﻩ ﻨﺼﺭ ﻋﺒﺩﻩ ﻭﻫﺯﻡ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﻭﺤﺩﻩ