1. وزارة التعليم العالي
وحدة إدارة مشروعات تطوير التعليم العالي
مشروع تنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس والقيادات
أخلقيات و آداب المهنة فى الجامعات
دليل المتدرب
مايو 4002
2. بسم ال الرحمن الرحيم
ل تحسبن العلم ينفع وحده
ما لم يتوج ربه بخلق
العلم إن لم تكتنفه شمائل
تعليه كان مطية الخفاق
2
3. إلى زملئي أعضاء هيئة التدريس
برنامج أخلقيات و آداب المهنة هو برنامج ذو طبيعة خاصة ، لنه ل يتعلق فقط بالجوانب
الفنية في عمل الستاذ الجامعي و إنما أيضاً بالساس الخلقي لهذا العمــل ، و هو ل يتناول العقل
فقط و إنما يتناول الضمير و الوجدان .
لذلك فان هذا البرنامــج يقوم على الصــدق و الشفافيــة ، و يتطلب الحوار مــع النفــس قبــل
الحوار مع الخرين ، و يتوقع اللتزام فى الفعال قبل القوال .
و ربمـا كان هذا هاماً للغايـة فـى تأكيـد أن أهـم خصـائص البرنامـج هـى تنميـة الحوار حول
قضايا حقيقية مستمدة من الحياة الجامعية ، و ليست مجرد قصص تخيلية أو إرهاصات نظرية .
و هذا الملف - بين يديك – هو مرجع تستطيع قراءته و حدك و تأمل أفكــــــاره و حواراته
و اســتخلص النتائج و الحكام بمفردك . إل أن المشاركــة فــى حلقــة تدريبيــة رســمية حول الملف
سـيكون أكثـر عائدً بالتأكيـد ، إن لم يكـن لشـئ فلتبادل الرأى مـع الخريـن و السـتماع إلى آراء ال
ا
خرين و التعرض لنتقادات الخرين ، و كل ذلك يثرى تجربة التعّم بل حدود .
ل
انتبــــه !!
ليــس هذا الملف قائمــة بالقواعــد الخـــــلقية الواجبــة أو قائمــــــة بالمســموحـــــــات و
المحظورات فى السلوك الجامعى . كما أنه ل يقصد مطلقاً تقييد حرية الفكر الكاديمى فى التقييم و
التوصل إلى الحكم الخلقى المناسب .
إنه
إطار مرجعي نستهدى به في مناقشة قضايانا الخلقية ، و في
التوصنل إلننننننننننى المبنننننننادئ و القواعند الواجبنة التباع ، كمنا أننه
أداة لتنمينة القدرة على إصندار الحكام الخلقينة فني مواجهنة مختلف
المواقف العملية بالجامعات .
3
5. لمن هذا البرنامج ؟
هذا البرنامج موجه إلى :
oجميع أعضاء هيئة التدريس من مدرس إلى أستاذ .
ل
oجميع القيادات الجامعية من بين أعضاء هيئة التدريس شام ً
رؤساء الجامعات و النواب و العمداء و الوكـــــلء و رؤساء
القسام و غيرهم من مديري المراكز و رؤساء الوحدات ..
الخ .
oجميع المدرسين المساعدين و المعيدين باعتبارهم يشكلون
القاعدة المغذية لهيئة التدريس ، و باعتبارهم يقومون ببعض
العمال الجامعية كتدريس التطبيقات أو علج المرضى ، أو
البحث العلمي أو المعامل أو غير ذلك من العمال الجامعية
التي نتوخى فيها أيضاً اللتزام بأخلق المهنة .
oو مع ذلك فسوف نستخدم لفظ الستاذ الجامعي للتعبير عن
هذه الفئات جميعً اختصاراً لللفاظ و المساحة ، ما لم تكن
ا
هناك حاجة للشارة إلى فئة محددة بالسم ، كأن نتحدث عن
الواجبات المهنية للعميد في رئاسة المتحانات .
تعــالوا
نتعرف مع ً على أهداف البرنامج و ما نتوقعه منه
ا
5
6. أهداف البرنامج و فائدته
يستهدف البرنامج :
•تنمية معارف و مهارات و اتجاهات الستاذ الجامعى بشأن أخلقيات و آداب المهنة ؛
•تنميــة القدرة على التقييــم الخلقــى للفعال و القوال و التصــرفات فــى إطار العمــل
الجامعى ؛
•اكسـاب المشاركيـن مهارات التعامـل الفعال مـع المواقـف الخلقيـة المح ّرة فـى العمـل
ي
الجامعى ؛ و
•التدريب على إعداد ميثاق أخلقى لمهنة أعضاء هيئة التدريس
و بعد النتهاء من البرنامج نتوقع أن يكون المشارك قادرً على :
ا
•تعريف أخلقيات و آداب المهنة و التمييز بين المداخل المختلفة للخلق .
•بيان مبررات اعداد مواثيق أخلقية فى الجامعة و تقييم الفائدة منها .
•فهم و القتناع بالمبادئ الخلقية الواجبة التباع فى العمل الجامعى .
•التقييم الخلقى للبدائل و القرارات و القوال .
•السعى لتطبيق المبادئ الخلقية فى سلوكه الجامعى و إلزام الخرين بذلك .
6
7. محتويات البرنامج
الوحدة الولى : مـــا المقصـــود بأخلقيات و آداب المهنـــة ؟ و مـــا أهميتهـــا فـــى
الجامعة ؟
1 – ما الخلق ؟
2 – الجامعة منظمة أخلقية .
3 – لماذا نهتم بالخلق فى الجامعة ؟
1/3 – المنافع المترتبة على اللتزام الخلقى فى العمال عمومً .
ا
2/3 – لماذا تزداد أهمية الخلق فى الجامعة ؟
4 – من أين نستمد المبادئ الخلقية ؟
الوحدة الثانية : ما الخطاء الشائعة بشأن أخلقيات المهنة ؟
1 – أخلقيات المهنة تعنى فقط اللتزام بالقوانين .
2 – أخلقيات العمل هى مسألة دينية ل شأن لنا بها .
3 – أخلقيات العمل مسألة تقررها الجامعة و ل يقررها الستاذ .
4 – أساتذة الجامعة على خلق ، و ل داعى للنشغال بأخلقيات المهنة .
5 – مناقشة الخلقيات مسألة فلسفية أو أكاديمية ، و ل علقة لها
بالممارسة العملية .
6 – مناقشة أخلقيات المهنة لن تغير سلوك الساتذة .
7 – المبادئ الخلقية ليس لها استثناءات .
8 – مطلوب التطبيق الحرفى للقواعد دون اللتفات الى حكمتها .
الوحدة الثالثة : ما المطلوب – أخلقي ً – من الستاذ الجامعى ؟
ا
1 – نطاق المسئولية الخلقية للستاذ .
2 – أخلقيات المهنة فى التدريس الجامعى .
3 – أخلقيات المهنة فى تقويم الطلب و تنظيم المتحانات .
7
8. 4 – أخلقيات المهنة فى البحث و التأليف و الشراف على الرسائل .
5 – أخلقيات المهنة فى قبول الهدايا و التبرعات .
6 – المسئولية الخلقية للستاذ عن النمو الخلقى لطلبه .
ملحق " كلم فى الخلق " مقال للدكتور صديق عفيفى نشر فى
الهرام بتاريخ 3002/11/6
7 – أخلقيات المهنة فى خدمة الجامعة و المجتمع .
*ملحق " كلم فى الخلق " مقال للدكتور صديق عفيفى نشر فى الهرام فى 3002/11/6
الوحدة الرابعة : المسئولية الخلقية للقيادات الجامعية
1 – تقديم .
2 – المسئوليات الخلقية لعميد الكلية ) كنموذج للقيادات ( .
1/2 – أسلوب القيادة .
2/2 – النضباط و اللتزام و احترام الوقت .
3/2 – العدل و النصاف .
4/2 – التنافس الشريف .
5/2 – تهيئة مناخ العمل فى فرق .
6/2 – الهداف الخلقية للنشطة الطلبية .
7/2 – العلقة مع أولياء المور .
8/2 – ضبط المتحانات و التقويم .
9/2 – خلق المناخ العلمى و النفسى الملئم .
01/2 – حماية النظام العام و الداب العامة .
11/2 – كفاءة استخدام الموارد المتاحة .
21/2 – سياسة الموارد البشرية .
31/2 – تنمية الصف الثانى .
41/2 – مكانة و كرامة و مهابة الستاذ الجامعى .
51/2 – خدمة المجتمع .
61/2 – إرساء المعايير .
71/2 – السياسات الخلقية .
/ 3002 ملحق – أسئلة ساذجة – مقال للدكتور صديق عفيفى نشر فى أخبار المة فى /
8
9. الوحدة الخامسة : إعداد و اصدار ميثاق أخلق و آداب المهنة فى العمل الجامعى
1 – الميثاق الخلقى – ماذا و لماذا ؟
1/1 – ضرورة الميثاق .
2/1- الخلق فى القانون الحالى للجامعات .
3/1 – ما الميثاق الخلقى ؟
4/1 - هل يرحب الساتذة بإصدار الميثاق ؟
2 – من يعد الميثاق و كيف ؟
1/2 – دور الدارة العليا بالجامعة .
2/2 – عملية العداد .
3/2 – تحذير .
3 – نماذج لمواثيق أخلقية جامعية و غير جامعية .
1/3 – ميثاق أخلقيات التدريس الجـــامعى فى جــــــامعة
Brandon
2/3 – ميثاق أخلقيات مهــــــنة التربية فى جــــــــــامعة
Montevallo
3/3 – ميثاق أخلق العمل الستشارى – من ورقة سابقة
للدكتور صديق عفيفى 4002-
4/3 – لئحة آداب المهنة الصادرة من النقابة العــــــــامة
لطباء مصر .
9
10. ما أساليب التدريب المستخدمة ؟
ذو طبيعة خاصة فإنه لن يعتمد على اعطاء معلومات بدرجة كبيرة ، لن هذا البرنامج
و انمـا يقوم على تنميـة فرص الحوار و النقاش الموضوعـى حول القضايـا الخلقيـة ، فالهدف ليـس أن
نحفـظ مجموعـة مـن القواعـد الخلقيـة و نرددهـا عنـد اللزوم ، و انمـا الهدف هـو تطويـر قناعـة حقيقيـة
لدى المشاركيـن بأهميـة اللتزام الخلقـى ، و تنميـة مهارة الحكـم الخلقـى لديهـم ، و تنميـة اسـتعدادهم
لللتزام الخلقى فى العمل .
و على ذلك فإن البرنامج يتبع الساليب التالية :
•المحاضرة فى نطاق محدود لتأصيل المفاهيم الساسية .
•الحوار و جلسات العصف الذهنى و تمثيل الدوار .
•حل التمارين و الحالت المستمدة من واقع الحياة الجامعية .
•اجراء البحث الفعلى لعداد ميثاق أخلقى .
01
11. الجدول الزمنى لجلسات التدريب
هناك مرونة كبيرة فى جدولة أعمال البرنامج على أن يتم اللتزام بالطار العام
للجلسات التدريبية كما يلى :
خصوصية الجامعة كمنظمة أخلقية . الجلسة الولى
تصحيح المفاهيم الخاطئة حول الخلق . الجلسة الثانية
أخلقيات التدريس الجامعى . الجلسة الثالثة
أخلقيات تقويم الطلب و المتحانات . الجلسة الرابعة
أخلقيات البحث و التأليف و الشراف على الرسائل . الجلسة الخامسة
أخلقيات قبول التبرعات و الهدايا . الجلسة السادسة
أخلقيات النشطة الطلبية . الجلسة السابعة
أخلقيات القيادات الجامعية . الجلسة الثامنة
إعداد الميثاق الخلقى للجامعة . الجلسة التاسعة
ختام و تقييم و توزيع الشهادات . الجلسة العاشرة
11
12. توزع هذه الجلسات على مدار يومين من التاسعة صباح ً و حتى الخامسة
ا
بعد الظهر ، و تتخللها استراحات شاي و غداء .
21
13. الوحـــدة الولــى
ما المقصود بأخلقيات و آداب المهنة ؟
و ما أهميتها في الجامعة ؟
بانتهاء هذه الوحدة تكون عزيزى المشارك :
•قد استطعت تعريف الخلق و التمييز بين مصادر المبادئ الخلقية ؛
•أدركت التصور المتقدم للجامعة كمنظمة أخلقية وظيفتها نشـــر الخــــلق
و اللتزام بالخلق ؛
•و تعرفت على السباب الخاصة التى تجعل الهتمام بالخلق بالجامعة
مسألة حتمية ؛
•و اكتسبت مهارة التعامل مع عدد من المعضلت الخلقية التى قد تصيب
الستاذ الجامعى بالحيرة و عدم القدرة على الختيار .
31
14. 1 – ما الخلق ؟
•في أبسط تعريف الخلق هي
أن تعرف ما هو التصرف الصحيح و ما هو التصرف الخطأ ثم أن تفعل ما هو صحيح
•و هذا تعريف بسيط و محدد وواضح .
•و لكن المسألة في واقع المر ليست بهذه البساطة و الوضوح . لماذا ؟
•لن التصرف الصحيح كثيراً ما تحيطه ظلل الغموض و الحيرة ، بل أن النسان
كثيراً ما يطلب منه الختيار بين بديلين يبدو أن كليهما صحيح ...
•و صحيح أن غالبية التصرفات الخاطئة تكون واضحة مثل السرقة أو الكذب أو
الغش ، و لكن الحياة في الواقع ليست كلها أبيض و أسود .
•إن السؤال الصعب ليس هو ما الذي يجب علينا أل نفعله ، و إنما السؤال الصعب حقيقة
هو : ما الذي يجب أن نفعله ؟
و دعونا نتحدث قلي ً عن المعضلت الخلقية ethical dilemmasالتي تواجهنا طول الوقت
ل
. لنأخذ بعض المثلة :
•من الواجب علينا أن ننشئ أفضل مدارس حكومية لولدنا ) و هذا يحتاج لتمويل ( و
من الواجب أيضاً أن نوقف الزيادة المستمرة في الضــرائب و الرسوم .
•الصحيح أن توفر الخدمات الجتماعية المجانية لكل الناس دون تفرقة بسبب النوع أو
اللون ، أو النشأة ، و من الصحيح أيضً أن تولى عناية خاصة لولئك الذين تتميز
ا
بيئتهم الجتماعية بدرجة عالية من الحرمان.
41
15. •الصحيح أن تكتم أسرار المريض الذي ائتمنك عليها ، و الصحيح أيضاً أن تتعاون مع
الشرطة بإعطاء معلومات تفيدهم ، مع أنه سبق لك اللتزام بسريتها .
و لنراجع بعض الحالت العملية من الواقع الجامعى الذى نعيشه بالفعل
حالة عملية ) 1 ( من مكتب العميد
دخل الدكتور صبحي الغنام مكتب العميد غاضباً . لماذا ؟ لن العميد منع توزيع مذكرة
التطبيقات المصاحبة لكتاب الدكتور صبحي الغنام و التى على الطلب استخدامها فى تنفيذ
تكليفاتهم و الجابة عليها و تسليمها للدكتور صبحى لتكون أساساً لحتساب درجة أعمال
السنة .
أل تحرصون على مصلحة الطلب ؟ أل يهمكم أن يكون هناك أساس موضوعى
لدرجات أعمال السنة ؟ ؟أل تقدرون قيمة الجهد الفكرى و حقوق الملكية الفكرية ؟ تلك بعض
التساؤلت الساخنة التى دارت فى ذهن الدكتور صبحى . و هو معه بعض الحق .
و لكن من جهة أخرى فإن العميد رأى فى الزام الطالب بشراء مذكرة التطبيقات
المصاحبة للكتاب إجباراً للطالب على شراء الكتاب ، مع أن الصل هو حماية حرية الطالب ،
و ل يجوز الزامه بشراء الكتاب ، بل إن الطالب يحق له تسليم تكليفات أعمال السنة على أى
ورق آخر .. و العميد معه بعض الحق .
ما الذى يجب أن نفعله الن ؟ إن الختيار هو بين تصرفين يبدو أن كليهما صحيح . ما
القواعد الخلقية الواجبة هنا ؟
حالة عملية ) 2 ( من مكتبة الكلية ) 6991 ,( R. Kidder
دق جرس التليفون فى المكتبة ، رفعت المينة السمـاعة و جاء صوت رجل يسأل عن
القوانين الخاصة بالغتصاب . سألت المينة عدة أسئلة لستيضاح الطلب ، ثم لعدم إشغال
الخط لفترة طويلة ) كسياسة للمكتبة ( أخبرته أنها سترد عليه تليفونيً بعد دقائق بعد أن تكون
ا
بحثت له عن طلبه ، و أخذت بالطبع تليفونه و اسمه ووضعت السماعة .
و ما أن همت بالنهوض لتبحث عن المراجع المطلوبة حتى نهض رجل كان جالساً على
مقربة منها و من التليفــون و أبرز لها تحقيق الشخصية لعلمها أنه ضابط مباحث جنائية ، و
طلب منها اسم الرجل الذي اتصل بها و تليفونه . السبب : أن المحادثة التى سمعها غصبً عنه
ا
51
16. جعلته يشك فى أن الرجل الذى اتصل بها له علقة بجريمة الغتصاب و القتل التى وقعت
أمس في منطقة مجاورة .
ماذا يجب على المينة أن تفعل ؟ فمن جهة هى تسكن فى نفس المنطقة التى وقعت فيها
الجريمة و تشعر بضرورة فرض النظام و القانون و الضرب بيد من حديد على
المجـــــرمين ، و هى كسيدة خصيصاً قلقة من حقيقة أن هناك مجرماً طليقً يبحث عن ضحية
ا
جديدة ، و هى كمواطنة تشعر بواجب نحو مساعدة السلطات للقبض على المجرمين . و هى ل
تتصور كم سيؤنبها ضميرها إذا لم تخبر الشرطى بما طلب ثم وقعت جريمة اغتصاب جديدة
غدً .
ا
هذا من جهة ، و لكن المينة تشعر أيضاً بأن واجبها كأمينة مكتبة و التزاماً بآداب و
أخلقيات المهنة أن تحـــــــافظ
على سرية من يتصلون بالمكتبة طالبين الخدمة . و هى تشعر بأن حـرية و أمان
الحصول على معلومات بشفافية كاملة هو أحد أهم دعائم الديمقراطية ، بل إنه لو بدأنا فى
تصنيف الناس الذين يطلبون المعلومات حسب أسئلتهم ثم نتعقبهم و نحــــــقق معهم فإن دولة
الرهاب البوليسى تكون قد حّت . إن حق كل انسان فى خصوصية أسئلته و بحثه عن
ل
ا
المعلومات جزء ل يتجزأ من حقوق النسان ، هكذا شعرت أمينة المكــــــــتبة ، و عمومً
ربما كان هذا الشخص مجرد طالب يكتب بحثاً عن أركان جريمة الغتصاب .
إن الختيار الذى تواجهه أمينة هو اختيـــار بين تصــرف صــحيح و تصرف صحيح .
فمن الواجب أن ندعم جهود الشرطة و المجتمع فى البحث عن المجرمين و عقابهم ، و من
الواجب فى نفس الوقت أن نحترم خصوصية و سرية اتصالت طالبى الخدمة من المكتبة ،
كما تقضى بذلك أخلقيات و آداب المهنة .
لماذا كان الختيار صعباً ؟ لن أخلقيات المهنة واضحة تماماً فى ذهن أمينة المكتبة .
و لول ذلك لتعاونت على الفور مع الشرطــــى و أعطته السم و التليفون لعله يستطيع القبض
على المجرم الذى ر ّع المنطقة ليلة أمس .. و مع ذلك لو كانت المينة ملتزمة حرفياً و
و
بيروقراطياً بقواعد ميثاق أخلق المهنة لما فكرت مطلقً فى أن هناك مشكلة و التزمت بقواعد
ا
السرية و رفضت أى تعاون مع الشرطى ، بل و ربما عاتبته لنه تن ّت بغير حق على
ص
مكالمة ل تخصه .
- و ما زال الختيار صعبً.
ا
61
17. حالة عملية ) 3 ( من كنترول الفرقة الرابعة
انتهى الدكتور على السويفى و فريقه من مراجعة كراسات الجابة لجميع المواد ، و
تم رصد الدرجـات فــــى الكشـــــوف ، و حسبت المعدلت و التقديرات . و طبقت
) بالرصاص ( قواعد الرأفة المعتادة كل عام . و أصبحت النتيجة جاهزة للعرض على لجنة
الممتحنين لتخاذ ما تراه مناسباً سواء بتطبيق نفس قواعد الرأفة المعتادة أم غيرها .
اتصل الدكتور أحمد حسن بالكنترول و استطاع أن يعرف نتيجة ابنه أخته هند ، و
ق ّر أنه لو كانت الدرجات المسموح بها كرأفة هى 5 درجات بد ً من 3 درجات لنجحت هند
ل د
و حصلت على البكالوريوس . اقترح د/ أحمد على الدكتور السويفى أن يعرض على لجنة
الممتحنين رفع درجات الرأفة الى 5 درجــات و يطبق هذا على كل الطـلب و تتحسن
النتيجة بوجه عام و هذا لصالح الكلية خاصة أن كلية التجارة فى طنطا سخية فى درجاتها و
النتيجة أن خريجيها يكسبون كل مسابقات التوظف أو البعثات .
رأى الدكتور السويفى أن القتراح قد تكون له وجاهته ، و لكن ترد عليه عدة
ملحظات : أو ً ما كان يجب أن تتسرب النتيجة إلى الدكتور أحمد قبل اجتماع لجنة
ل
الممتحنين و ثانياً أن القتراح دافعه هو مصلحة هند و ليس مصلحة الكلية و ثالثاً أن
قرارات لجنة الممتحنين يجب أن تعرض و تتخذ و تنفذ دون معرفة أسماء الطلب ، و رابعاً
أنه لو أخذ بهذا القتراح لكان هناك اخلل بمبدأ تكافؤ الفرص .
احتار العميد فى التصرف عندما عرض عليه المر ، خاصة أنه صديق حميم
للدكتور السويفى و يحترم نزاهته ، و فى نفس الوقت ل يشكك أحد فى نزاهة الدكتور أحمد
حسن و فى أنه يتوخى المصلحة العامة ، و أصبح الخيار ، هل نعرض المر على لجنة
الممتحنين أم ل ؟ و هل إذا عرض تقال كل المعلومات أمام الجتماع أم ل ؟ و هل اذا اتخذ
قرار فى أى اتجاه نكون قد طبقنا الخلق ؟ ما رايك أنت ؟
•و المثلة الخرى كثيرة على المعضلت الخلقية التى تواجه المرء
بصفة يومية عندما تكون التصرفات المتعارضة كلها منبثقة من قيم
أصيلة و هامة مستقرة فى ضمائرنا و تتنافس على توجيه سلوكنا .
71
18. 4- معضلت شائعة
و أهم المعضلت الشائعة :
•الصراع بين الصدق
و الولء .
•الصراع بين
مصلحة الفرد و
مصلحة المجموع .
•الصراع بين
مقتضيات الجل
القصير و مقتضيات
الجل الطويل .
•الصراع بين العدل
و الرحمة .
و إن الستاذ الجامعى إذ يواجه بمثل هذه المعضلت يتوقع منه الناس جميعاً أن يكون
تصرفه هو النموذج و لذا يجب أن نتدارس بشئ من التفصيل الوضع الخاص للجامعة و للستاذ
الجامعى فى قضية أخلق المهنة .
2 – الجامعة منظمة اخلقية
1/2 – اللتزام الخلقى حتمى
لما كانت الجامعة معنية أساساً ببناء البشر و تحسين ظروف النسان ، فانها تكون منظمة
أخلقية بالضرورة ، لنها تعنى بالبناء العلمى و الخـــــــلقى للطالب ، و عليها بالتالى أن تحرص
على تنمية بيئة أخلقية فى التنظيم و إل عجزت عن النهوض برسالتها ، فل انفصال بين تحقيق
رسالة الجامعة و بين التزامها بالخلق، و ل يتصور منطقياً الزعم بأن الجامعة نجحت فى
تخـــــريج الكـــــوادر و اجراء البحوث فى حين أن سلوكياتها و سلوكيات أعضائها غير متمشية
مع الخلق .
2/2 – ما مواصفات البيئة الخلقية فى الجامعة ؟
•أول المواصفات هى الوعى الخلقى
81
19. فأساتذة الجامعة ) و جميع العاملين ( يجب أن يدركوا تماماً المترتبات الخلقية لسياساتهم و
أفعالهم و لسياسات و أفعال الجامعة أيضً . يجب أن ندرك الثر الخلقى لسياسة الجامعة بشأن
ا
عدالة المتحانات ، أو لسياسة تعيين المعيدين . فلو حدث مثلً أن صاحب حق فى التعيين لم يعين
تكون هناك آثار اخلقية كبيرة تتجاوز حالة المعيد الذى لم يعين ، و تمتد إلى كل المعيدين و كل
العاملين بل و كل الطلب ، و ربما إلى المجتمع الواسع خارج الجامعة .
و لو حدث أن درجات المتحان الشفوى لم تكن موضوعية فإن الثر الخلقى يتجاوز حدود
الطالب المستفيد أو المتضرر إلى نطاق أوسع بكثير و يشمل الثقة و المصداقية و الحساس بالعدل
و الحترام ، الخ . المهم أن نعى أن سياســــاتنا و تصرفاتنا لها آثار أخلقية واسعة ، و أن هذه
الثار تتجاوز الحالة التى نتعامل معها ، و الوقت الذى نتعامل فيه .
•و ثانى المواصفات تحمل الساتذة لمسئولياتهم الخلقية
و المقصود هنا أل نكتفى بتحقيق الوعى الخلقى ، و انما أن ننتقل إلى اللتزام الخلقى
ليس فقط على مستوى الستاذ الفرد و انما على مستوى المجموع فيتقبل الستاذ و يتحمل المسئولية
بشأن أخلقياته هو كفرد و بشأن أخلقيات الجامعة ككل .
هاتان هما أهم دعامتان فى البيئة الخلقية للجامعة :
اللتزام الخلقى الوعى الخلقى
و
٣/٢ – و ما تعريف الخلق الجامعية ؟
أخلقيات الستاذ الجامعى هى مجموعة من معايير السلوك الرسمية و غير الرسمية التى
يستخدمها الستاذ و العاملون كمرجع يرشد سلوكهم أثناء أداء وظائفهم .
٣ – لماذا نهتم بالخلق فى الجامعة ؟
ا
١/٣ – المنافع المترتبة على اللتزام الخلقى فى العمال عموم ً
91
20. يقولون " إنك إذا وظفت شخص ً لديك فقد وظفت أخلقه معه " هذه قاعدة سلوكية عامة ،
ا
فل يتصور منطقياً أن ينفصل الشخص عن خلقه عندما يطلب منه التصرف الحر ، و قد نلتزم
بالقواعد و اللوائح و لكن هذا اللتزام يتأثر بعمــــــــــق و صلبة القتناع بالساس الخلقى لهذه
القواعد و اللوائح . هذا من جهة ، و من جهة أخرى فإن هناك عشرات المواقف التى يطلب فيها
التصرف دون أن يكون هناك حكم واضح فى القواعد و اللوائح . من هنا كان اللتزام الخلقى
ضرورياً ، و لذلك منافع عديدة .
١/١/٣ – الهتمام بالخلق يسهم فى تحسين المجتمع ككل ، فتتراجع الممارسات الظالمة ،
و تتوافر الفرص المتكافئة للناس ، و تنفذ العمال بواسطة العلى كفاءة ، و تستخدم الموارد
المحدودة فيما هو أكـــثر نفعـــــــــً ، و يقطع الطريق على الطفيليين و المتر ّحين تدريجياً ،
ب ا
و يتسع بالتدريج أيضـاً ، أمام المجتهدين . كل هذا و غيره يتحقق إذا التزم الجميع بالخلق .
٢/١/٣ – اللتزام بأخلقيات العمل يسهم فى شيوع الرضا الجتماعى بين غالبية الناس
كنتيجة لعدالة التعامل و المعاملت و العقود و اسناد العمال و توزيع الثروة و ربط الدخول
بالمجهود ، ... الخ
٣/١/٣ – أخلقيات العمل تدعم البيئة المواتية لروح الفريق و زيادة النتاجية ، و هو ما
يعود بالنفع على الفرد و على المنظمة و على المجتمع .
٤/١/٣ – ادارة أخلقيات العمل بكفاءة تشعر العاملين و الساتذة بالثقة بالنفس ، و الثقة
فى العمل و بأنهم يقفون على أرض صلبة و نــزيهة و شريفة ، و كل هذا يقلل القلق و التوتر
و الضغوط و يحقق المزيد من الستقرار و الراحة النفسية .
٥/١/٣– إن اللتزام الخلقى فى المنظمة يؤمنها ضد المخاطر بدرجة كبيرة ، حيث يكون
هناك التزام بالشرعية ، و ابتعاد عن المخالفات ، أو الجرائم ، و التمسك بالقانون ، فالقانون
من قبل و من بعد ليس إل قيمة أخلقية.
٦/١/٣ – اللتزام بأخلقيات العمل يدعم عددً من البرامج الخرى الهامة مثل برامج التنمية
ا
البشرية ، و برامج الجودة الشاملة ، و برامج التخطيط الستراتيجي ، و كل هذا يصب فى
اتجاه دعم المنظمة و تنميتهــــــــا و نجاحها .
٧/١/٣ – إن اللتزام بمواثيق أخلقية صارمة يدفع المتعاملين إلى اللجوء فى تعاملتهم إلى
الجهات الملتزمة أخلقي ً ، و بالتالى تنجح الممارسة الجيدة أو الصحيحة فى طرد الممارسة
ا
السيئة من ساحة العمال .
02
21. ٨/١/٣ – إن وجود ميثاق أخلقى تلتزم به المهنة أو المنظمة يكون بمثابة دليل أو مرجع
يسترشد به الجميع ليس فقط فى تصرفاتهم ، و انما أيضاً عندما تثور الخلفات أو يثور
الجدل حول ما هو السلوك الواجب التباع .
٢/٣ – لماذا تزداد أهمية الخلق فى الجامعة ؟
يوضح ما سبق عرضه أعله المنافع العامة التى تترتب على اللتزام الخلقى فى العمال
و فى المهن عموماً ، و ينطبق ذلك على الجامعة و على الستاذ الجامعى بطبيعة الحال .
على أننا نود إضافة عدد من الخصوصيات التى تجعل اللتزام الخلقى أكثر أهمية فى
مهنة الستاذ الجامعى بالمقارنة بغيره .
١/٢/٣ – الخصوصية الولى : الستاذ الجامعى قدوة لطلبه
و يعنى ذلك أن سلوك الستاذ سيكون النموذج الذى يقيس الطلب سلوكهم عليه ، و بالتالى
يتحمل الستاذ مسئولية اضافية فى المجتمع فى مسألة اللتزام الخلقى . فالمحاسب أو
المهندس أو العامل يتصرف كما يراه مناسباً و ل يترك سلوكه أثراً كبيرً على الخرين ، و
ا
لكن الستاذ حينما يتصرف سينظر الطلب إليه على أن هذا هو التصرف المناسب ) و
تسرى نفس الملحوظة على الستاذ فى التعليم قبل الجامعى و لعلها هناك تكون أكثر حدة ( .
٢/٢/٣ – الخصوصية الثانية : الستاذ الجامعى مسئول عن النمو الخلقى لطلبه
إن الستاذ مسئول عن تعّم الطلب و نموهم الخلقى ، و يخلق ذلك أمام الستاذ معضلتان
ل
عليه مواجهتهما بفاعلية :
احترام احترام
منطق استقلل
الطالب و الطالب
Rationality Autonomy
12
22. و هذه المور غاية فى الهمية ، حيث من المفترض اجتماعياً أن تنمية قدرة الطالب على
التفكير المستقل و قدرته على التفكير المنطقى هى الهدف السمى للتعليم ، بل قد أزعم أن هذه
التنمية هى السبب الساسى لتبرير أن يكون التعليم إجبارياً .
فى نفس الوقت ل يمكن اهمال أن التفكير المنطقى الرشيد و الستقلل فى تكوين الرأى و
الموقف هما من أسس الخلق فى مضمونها النهائى ، بمعنى أنه فى نهاية المطاف سنجد أن رشادة
التفكير و استقلل الرأى هما أهم ما يميز النسان عن غيره من المخلوقات .
و لهمية هذه النقطة ، سأستطرد قلي ً .
ل
قد يتساءل المرء بينه و بين نفسه ، و هو سؤال فى محله تمامً ، لماذا ل يجوز لنا بنى
ا
البشر أن نقتل انساناً بينما نسمح لنفسنا بأن نقتل فأراً أو دجاجة ؟ لماذا يعتبر العمل الول من
الممنوعات بينما العمل الثاني من المسموحات ؟ و لعل أقوى و أخلص الجابات و أكثرها إقناعً هو
ا
أننا نتميز برشد السلوك و نختار سلوكنا بناءً على السباب ، و نختار قيمنا و نلتزم بها و نقوم أنفسنا
بنا ً على مدى اللتزام بهذه القيم ، و تلك هي المور التي تجعلنا مختلفين في هذه الدنيا . إن وجودنا
ء
هام جداً ليس لن النسان فريد ، و إنما لن النسان مخلوق رشيد السلوك و قادر على الختيار
أى مستقل الختيار . لقد استطردت في هذه النقطة لوضح أهمية خاصية الستقلل و أهمية
خاصية السلوك الرشيد لتبرير وجود النسان ذاته .
•لنأخذ الستقلل أو ً
ل
كـــــــــل طـــالب مـن حقـه أن يكون رأيـه بنفسـه و أن يختار قيمـه و معـــــتقداته ، و السـتاذ
مطالب بأن يحترم هذا الختيار . كيــف يتأتــى هذا ، بينمــا الســتاذ مطالب بأن يغيّر طريقــة تفكيــر
الطالب و أن يحثــه على التحول إلى فهــم أفضــل للمــــــــــــور و ممارســة أكثــر اســتنارة . بعبارة
أخرى :
كيـف يكون السـتاذ مطالباً باحترام اسـتقلل الطالب كإنسـان ، و فـي نفـس الوقـت يكون
مطالباً بتغيير الطالب ؟
تلك واحدة من أهم المعضلت الخلقية التي تواجه الستاذ .
•و لنأخذ الرشد ثاني ً
ا
الستاذ الجامعي مطالب بأن يحترم التفكير الرشيد و أسلوب التسبيب الخاص بالطالب ، بل
و أن يعّم الطالب كيف يفكر بأسلوب منطقي . و بالتالي فالستاذ مطالب بأن يخضع أطروحاته
ل
لتقييم الطالب و حكمه .. أي أن الستاذ عليه أل يلقن النتائج للطلب و إنما أن يعّمهم طرق
ل
22
23. الوصول إليها .. ل يعلمهم المهارات ، و إنما طرق تنمية المهارات .. ل يعّمهم التجاهات و الراء
ل
، و إنما طرق التفكير المؤدية إلى تكوين التجاهات و الراء .
و هذه هي المعضلة الثانية أمام الستاذ !
سوف يقول البعض أن الطلب غير ناضجين بالدرجة الكافية لممارسة التفكير المنطقي ، و
لكن العلم و التجربة كلهما اثبتا خطأ هذا الفتراض في كثير من الحيان ، إن لم يكن في كل
الوقات .
و خلصة القول أن الستاذ الجامعي – خلفاً لغيره من أصحاب المهن أمامه معضلتان
أخلقيتان غاية في الصعوبة كنتيجة لكونه مسئولً عن النمو الخلقي للطلب . هاتان المعضلتان هما
:
كيـف نلتزم باحترام اسـتقلل تفكيـر الطالب و رأيـه ، و فـي نفـس الوقـت نعمـل على
تغييره ؟
كيـف ألتزم بتعليـم الطالب منهجيـة التفكيـر المنطقـي ، و فـي نفـس الوقـت أطلب منـه
التسليم بوجهة نظري ؟
تمرين ) ١ (
ما هي الطرق أو المداخل المتاحة أمام الستاذ لحل كل من هاتين المعضلتين ؟
3/2/3 – الخصوصية الثالثة : عملؤنا صغار
تمثل هذه الخصوصية صعوبة حقيقية في عمل الستاذ الجامعي ، بل قد يثار الجدل
بالفعل حول من هم عملؤك كأستاذ : هل هو الطالب فقط ، أم السرة أم الجهات التي
سيعمل فيها بعد التخرج ، أم المجتمع الواسع الذي سيستقبل هذا الخريج ؟ أم من بالتحديد ؟
من الذي يقرر مستقبل الطالب حقيقة ؟ و من له الحق الطبيعي في ذلك ؟ و ل
يخفى علينا احتمالت و مدى التعارض في الرؤى بين مختلف الطراف ، و بالتالي
التعارض في توقعات الطراف المختلفة منك كأستاذ فيما تفعله مع الطالب .
32
24. و سوف أعترف فوراً بجواز وجود تضارب في الرؤى بين الطراف المختلفة
صاحبة المصلحة في المهن الخرى ) كالطب أو الهندسة أو المحاسبة ( ، و لكن المسألة
في التربية أكثر صعوبة لن الختلف ل يكون فقط حول تحديد مصلحة الطالب ، و إنما
أيضاً حول من له الحق في تحديد هذه المصلحة .
من هنا كان المصدر الثالث لخصوصية عمل الستاذ الجامعي في تعامله مع
القضية الخلقية .
4/2/3 – الخصوصية الرابعة : الجامعة منظمة أخلقية
و كما قلت سلفً فإن الجامعة تتميز بأن وظيفتها نشر الخلق الحميدة و رسالتها
ا
البناء الخلقي للشباب ؛ على القل هذا جزء من رسالتها . و بالتالي فإن تعاملنا مع أخلقيات
المهنة يكتسب أولً مذاقاً خاصاً و ثاني ً أهمية مضاعفة .
ا
42
25. 4 – من أين نستمد المبادئ الخلقية ؟
تستمد المعايير الخلقية من مصدرين رئيسيين :
1/4 – المصدر الول
القيم النسانية الساسية المنبثقة من الديانات السماوية :
" إنما بعثت لتمم مكارم الخلق "
و من أمثلة هذه القيم المانة و الصدق و عدم إيذاء الغير .
2/4 – المصدر الثاني
الثقافة السائدة في المجتمع و ما يفعله الخرون . فما يشاهده الستاذ فى سلوكيات الخرين
لبد سيترك أثرً عليه أحياناً ، بل إن تصرف رئيس الجامعة مث ً يمكن أن يصبح معياراً نقيس عليه
ل ا
للختيار بين تصرفين مطـــروحين للمناقشـــــــة و السلوك .
تمرين ) ٢ (
هل من المفيد أن نفرغ كل المعايير الخلقية الرشادية في وثيقة يصدر بها قرار
يكون مرشدً لسلوكيات الستاذ ؟ لماذا نعم ؟ و لماذا ل ؟
ا
52
26. الوحــدة الثــانية
ما الخطاء الشائعة بشأن أخلقيات المهنة ؟
بانتهاء هذه الوحدة تكون عزيزي المشارك
•قد تعرفت على الخطاء الشائعة بشأن أخلقيات مهنة الستاذ الجامعي
و الجامعة ؛
•قادراً على التمييز بين الخطأ و الصواب في هذه المقولت الشائعة
استناداً إلى منطقك الشخصي و إلى المنطق العام للتفكير ، و بما
يساعدك على توجيه سلوكك فيما بعد .
62
27. سـبق القول إن معرفـة مـا هـو خطـأ و المطلوب تجنبـه أسـهل فـي الغالب مـن معرفـة مـا هـو
صـحيح و المطلوب تنفيذه ، و أن هذا هـو الذي يجعـل أخلقيات المهنـة أحياناً تعنـى بالنواهـي أكثـر
ممـا تعنـى بالوامـر . و على نفـس النسـق نجـد أن البدء بتعداد الخطاء الشائعـة فـي شأن أخلقيات
المهنة أيسر و أسرع في التناول كتمهيد قبل تناول ما يجب التمسك به .
نعطـى فيمـا يلي أهـم الخطاء الشائعـة فيمـا يخـص أخلقيات المهنـة عمــــــومً ، و أخلقيات
ا
العمل الجامعي خصوصاً .
1 – أخلقيات المهنة تعنى فقط اللتزام بالقوانين و القواعد القانونية الحاكمة للعمل .
و يترتــب على مثــل هذا العتقاد أن ننظــر إلى الخلق على أنهــا تطــبيق لقواعــد قانونيــة
محددة ، و يصبح قانون الجامعات مثلً هو المرجع فيما يخص الحكم الخلقي بالعمل الجامعي .
و هذا الطرح غير كا ٍ بالتأكيد لعدة أسباب :
ف
1/1 – فالقانون عادة مـا يتضمـن قواعـد عامـة بدرجـة كـبيرة و ل تتطرق إلى تفاصـيل
المواقف العديدة التي يحتاج فيها الستاذ إلى مرجعية أخلقية .
2/1-إذا كانـت القواعـد الخلقيـة حيـن تسـتقر تماماً تجـد طريقهـا إلى النصـوص القانونيـة ،
فالواقع يقول إن كثيراً جدً من القواعد و المبادئ الخلقية لم يتم استقرارها تماماً و بالتالي ل ينص
ا
عليها فى القوانين .
3/1 – أن النصـوص القانونيـة ذاتهـا قـد تحتاج إلى التفسـير ، و قـد يختلف المفسـرون فـي
تفسـيراتهم ، بـل و قـد ل ترجـع اختلفاتهـم أحياناً إلى أسـانيد موضوعيـة أو حجـج منطقيـة . و ل غنـى
بالتالي عن الحكم الخلقي للشخص صاحب التصرف .
تمرين ) ٣ (
مـا العمال التـي تزري الشرف و تسـئ إلى كرامـة المهنـة ؟ الجابـة مطلوبـة لنطبـق
المادة ٠١١ من قانون تنظيم الجامعات .
2 – أخلقيات العمل مسألة دينية و ل شأن لنا بها لنها تخص علقة العبد بربه .
و يترتــب علي ذلك ضياع أو غموض كثيــر مــن القواعــد فــى زحام المجادلت الدينيــة ، و
ربمــا اختلف الديان ، بــل و قــد ينزلق المســئول إلى أن يترك المخالفيــن ليحاســبهم الخالق ، أو
لتؤلمهم ضمائرهم .
72
28. و الحقيقـة أننـا فـى أخلقيات المهنـة نتعامـل مـع قضيـة إداريـة و ليســــت دينيـة ، و مـا نحـن
معنيون به ليس تغيير المعتقدات و القيم و انما ادارتها و فض النزاع فيما بينها . و لو كان الحتكام
لحكـم الديـن م ّسـرا و قاطعاً فـى تـبيان السـلوك الواجـب فـى كـل الحالت ، مـا اختلف الناس حول هـل
ي
يحق للمحجبة أو المنقبة أن تدخل الجامعة أم ل ، و لما اختلفوا حول وجوب وقف المحاضرة لداء
الصلة فى التو و اللحظة إذا أذن لصلة الظهر مثلً .
3 – أخلقيات العمل مسألة تقررها الجامعة و ل يقررها الستاذ
و يتصـور هذا الطرح أن الجامعـة سـتضع قوائم تفصـيلية بمـا يجـب و مـا ل يجـب فـى كـل
صغيرة و كبيرة بحيـث ل تترك مسـاحة لتقديـر السـتاذ و حكمه الخلقـى. وواقع المر أن الجامعة
تضـع سـياسات و قواعـد عامـة و ربمـا اجراءات تنفيذيـة أحياناً ، و لكـن يبقـى السـتاذ الجامعـى هـو
صــاحب الحكــم الخلقــى الذى يســأل عنــه فــى تطــبيق تلك الســياسات و القواعــد و فــى تنفيــذ تلك
الجراءات ، بل إن التطبيق أو التنفيذ الخاطئ قد يفرغ القاعدة من مضمونها و حكمتها ، و يحولها
إلى إجراء شكلى بل غاية و بل نتيجة .
خذ مث ً ضبط جلسة المتحان
ل
القاعدة الخلقيـة التـي وضعتهـا الجامعـة هـي إدارة جلسـة المتحان بمـا يجعـل مـن الصـعب
على الطالب الغــش ، مــع ضبــط مــن يغــش أو يشرع فــي الغــش و إخراجــه مــن الجلســة لتخاذ
الجراءات .
و لكـن التنفيـذ المنوط بالسـتاذ الجامعـي يترك مسـاحة واسـعة جدً للتقديـر و الحكـم الخلقـي
ا
المتوقع من الستاذ . من ذلك مثلً :
•تحديـد المسـافة بيـن الطالب و زميله و إمكانيـة نقله مـن مقعـد
إلى آخر .
•السماح أو عدم السماح بتبادل الدوات بين الطلب .
•السماح أو عدم السماح بالنظر إلى إجابات الخرين من بعد .
•السماح أو عدم السماح بالكلم ؟أول مرة .
•التصرف حال وجود برشامة تحت مقعد طالب .
• الجابـة أو عدم الجابـة على اسـتفسارات الطالب بشأن أسـئلة
المتحان .
•هـل نعمّم أو ل نعمّم الجابـة على اسـتفسارات طالب واحـد /
على كل الحاضرين فى جلسة المتحان ؟
82
29. •هـل نعتـبر أى كتابـة على ورقـة السـئلة قرينـة على الغـش أم
ل؟
•و إذا اعتبرت قرينة هل نتعامل مع الطالب على أنه غشاش ؟
أم ل؟
•و عشرات التساؤلت الخرى التى ل تخفى علينا جميعاً .
و مــا قصــدت توضيحــه هــو أن القواعــد التــى تضعهــا الجامعــة مهمــا كانــت تفصــيلية و
محددة ، فإنهـا سـتترك مسـاحة واسـعة للتقديـر و الحكـم الخلقـى الفردى للسـتاذ ، و بالتالى يجـب أن
نهتم كل الهتمام بأخلقيات الستاذ الجامعى ، و كيف نحقق تنميتها .
4 – الجامعة بخير و الساتذة على خلق ، و ل داعى للنشغال بأخلقيات المهنة .
يرد على ذلك بما يلى :
1/4 – ليـس كـل السـاتذة بالتأكيـد ملئكـة ، و الوقوع فـى الخطـأ وارد سـواء بسـبب نقـص
الخـبرة أو بسـبب سـوء القصـد ، فإذا تعّق المـر بنقـص الخـبرة وجـب أن نعّم الناس ، و إذا تعّق
ل ل ـ ـ ـ ـ ل ـ ـ ـ ـ
بسوء القصد وجب أن نحاسبهم .
2/4 – كثيـر من المواقـف التـى تواجـه السـتاذ تتضمـن بدائل حقيقيـة متقاربـة يمكـن تبريرهـا
جميعاً ، و يحتاج الستاذ إلى مرشد أو مرجع أخلقى يساعده فى الختيار .
3/4 – كثير من المواقف تتضمن الصراع بين رؤى متعارضة و ربما مصالح متعارضة ،
و ل نستطيع أن نترك حل المر لخلق الستاذ دون وجود قواعد ترشد السلوك .
4/4 – اكثـر البدائل المطروحـة فـى أى موقـف تتضمـن مضاعفات أو نتائج هامـة بالنسـبة
للطراف المختلفة ، و ليس من العدل أن يترك عبء المسئولية عن ذلك للستاذ وحده .
5 – مناقشة أخلقيات العمل مسألة فلسفية أو أكاديمية ، و ل علقة لها بالممارسة العملية .
هذا غير صحيح بالمرة . فصحيح أن الفلسفة و الكاديميون قد بذلوا جهداً كبيراً فى دراسة
مسـألة الخلق مـن مختلف جوانبهـا ، و لكـن ذلك ل ينفـى مطلقً أن الموضوع له بعـد عملى تماماً ،
ا
لنـه ل يمكـن ممارسـة عمـل السـتاذ دون السـتناد الى معاييـر خلقيـة . بـل الكثـر مـن ذلك ان كـل مـا
يفعله الستاذ و يقوله له دللة خلقية ، سواء شاء ذلك أم لم يشأ .
ل
مث ً
•لو ارتدى ملبـــــس متحررة أو •لو دخن السيجارة أو لم يدخن .
محافظة .
•لو سمح بالمناقشة أو لم يسمح . •لو احترم مواعيـد المحاضرة أو
لم يحترمها .
•لو ح ّر درسه أو لم يح ّر.
ض ض •لو نفذ وعوده أو لم ينفذ .
92
30. •لو سـمح بالعتراض على رأيـه
أو لم يسمح .
كل هذه السلوكيات تتضمن دللت خلقية بالنسبة للطالب وولى المــــر و المجتمع ، و علينا بالتالي
مراعاة مــا نراه ملئمــا فــي ســلوكياتنا كأســاتذة مــن حيــث الرســالة الخلقيــة التــي تتضمنهــا تلك
السلوكيات .
6 – التدريب فى أخلقيات المهنة لن يغير سلوك الساتذة
و هذه أخطـر مقولة يمكـن أن تدمّر الجامعـة . و كأن الخلق تأتـى صـدفــــــة أو تولد فجأة
أو هي نتاج لضربات عشوائية ل رابط بينها .
و قديمـا قال أرسـطو انـك قـد ل تفعـل مـا يجـب عليـك عمله ، رغـم انـك تعرفـه تماماً . و هذا
صحيح بالتأكيد و لكن السؤال هل النسان قــــــــــــابل للتعّم ؟ أم ل ؟ و الجابة باليجاب قطعاً . و
ل
اذا كان قابلً للتعّم فهل التعلم ينصرف إلى المعلومات فقط ، أم يمكن أن يمتد إلى تغيير السلوك ؟ و
ل
الجابة طبعاً أن التعلم بالتعريف هو التغيير فى السلوك الناتج عن اكتساب الخبرة . إذن يمكن تغيير
السلوك بوسائل متعددة .
بعـض هذه الوسـائل يتضمـن التحفيـز اليجابـي و بعضـه يتضمـن التحفيـز السـلبي . و بعـض
هذه الوسائل يكون بالتعريف و القناع ، و بعضه يكون بالمجادلــــــــــــة و الحوار .
المهـم أن هناك طريقً يمكـن أن نسـلكه لكـى نحدث التأثيـر المطلوب فـي سـلوك السـتاذ ، و ل
ا
مجال للدعاء بأن التدريبات و الحوارات ستكون عديمة الفائدة فى تغيير سلوك الستاذ .
أود إضافــة إلى مــا ســبق أن أذكــر الجميــع بأن النســان مخلوق قادر على التعّم ، و أن
ل
وسيلتنا الرئيسية فى ذلك هى التعليم و التدريب .
7 – المبادئ الخلقية ليس لها استثناءات .
مـن المؤكـد أن هناك مبادئ رئيسـية ل اسـتثناء لهـا مثـل وجوب المتناع عـن تعذيـب الطلب
لمجرد السـتمتاع بمنظرهـم و هـم يتألمون . مثـل هذه المبادئ ل اسـتثناء عليهـا . و لكـن هناك مبادئ
أقل مستوى يجوز الستثناء من تطبيقها إذا تعارضت مع مبادئ أعلى منها مستوى و أكثر أهمية .
و الستثناء في هذه الحالة ل يعنى أن المبدأ الذي استثنينا حالة من تطبيقه هو مبدأ خاطئ . فقط أنه
تعارض مع مبدأ أعلى مستوى و أجدر بالتطبيق .
8 – المطلوب هو التطبيق الحرفي للقواعد دون اللتفات إلى حكمتها
03
31. هذه آفـة بعـض السـاتذة حيـن يظـن أن مسـئوليته تنحصـر فـي التطـبيق الحرفـي للقاعدة ، و
بالتالي يكون قد أوفى بمسئوليته الخلقية . بل إن بعض الناس يلتزم بالحد الدنى للقواعد و يعتبر
ذلك هو سقف مسئوليته الخلقية .
مثـل هذا السـلوك خطـأ بالتأكيـد ، و هذا مـا دعانـي فـي موضـع سـابق إلى أن أحذر مـن اعتبار
الخلق مسـألة قواعـد و نصـوص قانونيـة فقـط ، فهـي أوسـع مـن ذلك بالتأكيـد . كمـا سـبق أن حذرت
مـن اعتبار المسـألة قواعـد تضعهـا الجامعـة دون مسـئولية على الفرد طالمـا طبقهـا ، حيـث أكدت أن
السلوك الخلقي قرار فردى يسأل عنه الستاذ .
و نصيحتي ... تجنب هذه الخطاء جميعا و تصدى إذا
استطعت لتصحيحها إن قابلتها في طريقك
الوحــــدة الثالثــــة
ما المطلوب – أخلقيا – من الستاذ الجامعي ؟
بانتهاء هذه الوحدة تكون عزيزي المشارك قد
•تعرفـــت على مســـئولياتك الخلقيـــة فـــي أداء واجبات التدريـــس وتقويـــم الطلب
والمتحانات ؛
•تعرفت على مسئولياتك الخلقية في إجراء البحوث العلمية والتأليف العلمي؛
•اكتسبت مهارة الشراف على الرسائل العلمية بمنطق أخلقي ؛
•ناقشت وكونت حكمك الخلقي في مسائل قبول الهدايا والتبرعات ؛
•اكتسبت مهارة توظيف النشطة الطلبية لخدمة أهداف النمو الخلقي السليم للطلب ؛ و
•تعرفت على واجباتك الخلقية فى خدمة الجامعة و المجتمع .
13
32. ١- نطاق المسئولية الخلقية للستاذ
أوضحت سلفً أن كل ما يفعله النسان يتضمن رسالة خلقية ، سواء كان ذلك بقصد أو بدون
ا
قصد ، والستاذ الجامعي )والستاذ في المدرسة أيضً( في موقع خاص للغاية بالنسبة لطلبه
ا
وبالنسبة للمجتمع ، حيث يتوقع منه أن يعاون في التنشئة الخلقية السليمة للطلب ، إضافة إلى أن
يتحلي هو نفسه بالخلق القويم في سلوكه ليس فقط لن هذا واجبه ، وإنما أيضاً لنه النموذج الذي
يؤثر في سلوك المحيطين به .
مسئولية الستاذ في الخلق تقع إذن في بعدين :
البعد الول
واجبه في أن يكون ملتزماً في سلوكه بالمعايير الخلقية الرسمية وغير الرسمية المنبثقة
من الديان والثقافة السائدة والمجتمع .
البعد الثاني
ا
واجبه في أن يسهم بجدية في تربية طلبه وتهيئة الظروف لنموهم المعرفي والخلقي نموً
صحيحاً .
وغني عن البيان أن سلوك الستاذ ينعكس علي البعدين في نفس الوقت ، فكل ما يفعله
الستاذ هو التزام خلقي وهو نموذج يسهم في التكوين الخلقي لطلبه .
٢- أخلقيات المهنة في التدريس
1/2- المسئوليات الساسية
يجب أن يلتزم الستاذ الجامعي في القيام بمهام التدريس بما يلي :
•التأكد من إتقان المادة التي يناط به تدريسها أو يؤهل نفسه فيها قبل أن يقبل تدريسها .
•التحضير الجيد لمادته مع الحاطة الوافية بمستجداتها ومستحدثاتها ليكون متمكناً من
المادة بالقدر الذي يؤهله لتدريسها على أفضل وجه .
•اللتزام بمعايير الجودة الرسمية أو غير الرسمية في تحديد المستوى العلمي للمادة التي
يقوم بتدريسها ، فل تكون أعلى مما هو مطلوب فتخلق صعوبات غير مبررة ، أو
23
33. تكون أسهل مما هو مطلوب فتؤثر سلبياً على عملية التعّم اللحقة ، وعلى مستوى
ل
الخريج ، وعلى مستوى أداء المهن في المجتمع في نهاية المر .
•اللتزام بخلق الفرص لن يحقق طلبه أعلى مستوى من النجاز تسمح به قدراتهم .
•أن يعلن لطلبه إطار المقرر وأهدافه ومحتوياته وأساليب تقييمه ومراجعه وارتباطه
ببرنامج الدراسة ككل ، ويقبل مناقشة الطلب في كل هذا .
•أن يلتزم باستخدام وقت التدريس استخداماً جيداً وبما يحقق مصلحة الطلب والجامعة
والمجتمع .
•أن ينمي في الطالب قدرات التفكير المنطقي ، ويتقبل توصله الى نتائج مستقلة بناء
على هذا التفكير .
•أن يحترم قدرة الطالب على التفكير ، وان يشجعه على التفكير المستقل ، ويحترم رأيه
المبني على أسانيد محددة .
•أن يسمح بالمناقشة والعتراض وفق أصول الحوار البناء وتبعً لداب الحديث
ا
المتعارف عليها ، وبما يهيئ فرصاً أفضل للتعّم .
ل
•أن يتقن مهارة التدريس ، وأن يستخدم الطرق والوسائل التي تساعده في إتقان
التدريس وجعله مشوقاً وممتعاً ومفيدً في نفس الوقت .
ا
•أن يؤدي عمله في المحاضرة أو المعمل أو المرسم ، الخ بأمانة و إخلص ، حريصاً
على النمو المعرفي والخلقي لطلبه ومعاونيه .
•أن يتابع أداء طلبه إلى أقصى مدى ممكن ، وان يتيح نتائج المتابعة لطلبه ولذوي
الشأن للتصرف بناء عليها .
•أن يكون نموذجً للقيم الديموقراطية في حرية الفكر وحرية الرأي وحرية التعبير
ا
والمساواة ، وان يسعى لتنمية هذه القيم في طلبه .
•أن يوجه طلبه التوجيه السليم بشأن مصادر المعرفة وأوعية المعلومات ومراجع
الدراسة .
•أن يراعى كلما كان ذلك ممكناً نقل عبء متزايد من مسئولية التعّم الى الطالب من
ل
خلل اتباع أساليب التدريس المناسبة .
•أن يمتنع عن إعطاء الدروس الخصوصية تحت أي مسمى بأجر أو بدون اجر.
2/2- صعوبات ومواقف عملية
•قد يقتضي توزيع الدروس في القسم أن يسند إليك تدريس مادة خارج التخصص الدقيق
، أو مادة ل تتقنها تماماً ، والنصيحة هنا أن نسعى بكل قوة الى رفع مستوى التأهيل
33
34. فيها ، وقد يكون من المناسب في البداية الستعانة في تدريسها بمؤلف منشور دون
النشغال بالتأليف الذي ل نضمن مستواه ، وليس عيبً أن نستشير الزملء الخرين
ا
الكثر خبرة في شأن كيفية تدريس المادة ومحتواها ، الخ .
•قد تكتشف بعد فترة قصيرة من بدء تدريس المقرر ضعف التفاعل والتجاوب بينك
وبين الطلب . إن مسئوليتك الخلقية والمهنية توجب عليك وقفة مع النفس ، وقد
نك ّل هذه الوقفة بأخرى مع الطلب أنفسهم لستجلء ما يفسر عدم تجاوبهم وعدم
م
تفاعلهم . وأغلب الظن أن المكاشفة الصادقة والمحترمة مع الطلب ستفتح لك الطريق
لحل المشكلة .
•قد تواجه في بعض الحيان فصلً أو مجموعة من الطلب مشاغبة وتصعب السيطرة
عليهم في المحاضرة . والمسئولية الخلقية هنا توجب عليك مواجهة الموقف وعدم
الهروب منه . فبعض الساتذة يفضل العقاب الجماعي فيترك المحاضرة ويعاقب
الجميع ، أو يهدد بسلح المتحان الصعب ، أو الرسوب للجميع أو ما شابه ذلك .
والرأي أن هذا السلوك غير مقبول مهنيً وغير مقبول أخلقياً .
ا
حالة عملية )٤( – ماذا يفعل العميد ؟
تتمتع الدكتورة فريدة بدماثة الخلق وسعة العلم المستمد من دراسة جادة في
جامعتي القاهرة ومانشستر حتى حصلت على الدكتوراه في العلوم الحصائية . وهي تقوم
بتدريس مادة الحصاء لطلب الفرقة الثالثة بكلية التجارة وعددهم يزيد على اللف طالب .
فوجئ العميد بأن أمين اتحاد الطلب ومعه مجموعة من زملئه يلجأون إليه طلباً
للمساعدة . لماذا ؟ لن الدكتورة فريدة غضبت من شوشرة أو شغب بعض الطلب فألغت
المحاضرة ، وأعلنت أنها لن تدخل لهم ثانية حتى نهاية السنة ، وتو ّدتهم بأن المتحان
ع
سيأتي في المقرر بالكامل .
أوضح أمين التحاد أن هذه ليست المرة الولي التي تلغي فيها الدكتورة
المحاضرة لنفس السبب ، ولكن هذه المرة قالت أنها لن تدخل ثانية .. ما ذنبنا نحن ؟ صرخ
زملء أمين التحاد ، ودار حديث طويل عن من المسئول عن النضباط ؟ الستاذ ؟ أم
الطلب ؟ وما هو العقاب الفردي والجماعي ؟ وهل يجوز معاقبة الجميع بخطأ فردي ؟ وهل
هذا عدل ؟! وهل هذا احترام للطالب الملتزم أم عقاب له ؟ ... وكلم .. وكلم .
الدكتورة فريدة أصرت على موقفها لن " الطلب دول مش متربيين " وهى عالمة
تدرس لطالبي علم ، وليست " أراجوز يجذب انتباه المشاغبين " .
43
35. وحار العميد أين تكمن المشكلة الحقيقة ؟ وكيف يواجهها ؟هل يجبر الدكتورة على استئناف
التدريس أم يسند المادة لستاذ آخر ؟
53
36. •هل يجوز – أخلقياً – إجبار الدكتورة على التدريس ؟ وهل ستعطى علماً حقيقيا في
هذه الحالة ؟
•هل إدارة الفصل بنجاح أحد الشروط الخلقية لكفاءة الستاذ ؟
•هل يجوز أن يسمح لطلب التحاد بالتدخل في هذا الموضوع ؟
•هل الحرس الجامعي يمكن أن يساعد ؟
•هل نستقطب بعض الطلب للبلغ عن أسماء زملئهم المشاغبين ؟
والمطلوب
كينف يتصنرف العميند ؟ منع بيان موقنف منن أخلقيات المهننة المنبررة للتصنرف
المقترح .
حالة عملية )٥( – الستاذ غلطان
أنت تشرح موضوعً معيناً وتوضح للطلب السلوب الصحيح لتناول هذا الموضوع .
ا
فوجئت بأن أحد الطلب يعترض لن الستاذ الفلني تعرض لهذا الموضوع وقال طريقة
ثانية خالص هي كذا وكذا . أنت في قرارة نفسك متأكد أن الستاذ الفلني مخطئ تماماً في
كلمة وتحس أن مسئوليتك الخلقية : أو ً توجب تعليم طلبك ما هو صحيح وتعريفهم بما
ل
هو خطأ وثانياً توجب عليك أيضاً عدم التعريض بزملئك الخرين . ماذا تفعل عمومً في هذا
ا
الموقف ؟ ثم ماذا تفعل إذا كنت تعلم مقدماً أن الستاذ الفلني مكابر ول يعترف بخطئه ؟
•لســباب خارجــة عــن إرادتــك وإرادة الكليــة تعطلت الدراســة أكثــر مــن وقــت الفصــل
الدراسي ، وتجد صعوبة في تغطية المنهج بكفاءة . ماذا تفعل ؟ هناك بدائل متعددة من
بينها : اخذ حصص إضافية ، اختصار المنهج ، نقل جزء من المنهج الى الفصل التالي
بالتعاون وبموافقــة القســم العلمــي ، تأخيــر موعــد المتحان ، الغاء امتحان منتصــف
الفصـل الدراسـي توفيراً للوقـت ، عمـل المادة " غيـر مكتمـل " لكـل الطلب ، تجاهـل
المشكلة تماماً . ماذ تفعل أنت ؟
63
37. •أسـند اليـك تدريـس مادة معينـة تتضمـن قياسـات دقيقـة على اجهزة غيـر متاحـة بالكليـة
الخاصة المنتدب للتدريس فيها. ماذا تفعل ؟ وهل يختلف المر إذا حدث نفس الموقف
في الكلية الحكومية ؟
•لحظت أن احدى الطالبات تبدي اعجاباً بأسلوبك ، ثم تتطور الى اعجاب بشخصيتك ،
ثم تتطور الى افتنان بطريقة إلقائك للمحاضرة . ماذا تفعل ؟
•انـت معيـد مسـئول عـن تدريـس تطـبيقات الرياضـة مـع السـتاذ المحاضـر ، وأعطاك
السـتاذ تعليمات خاصـة مفادهـا إلجاء الطلب لتعاطـي الدروس الخصـوصية . وأنـت ل
تؤمن بالدروس الخصوصية ، لجأت للعميد فأخبرك أن " الجامعة زي الجيش " بمعني
أن طاعة رؤسائك أمر واجب . ماذا تفعل؟
•مـا أعطيناه أعله هـو أمثلة قليلة مـن عشرات وربمـا مئات المواقـف العمليـة التـي تقابلنـا
أثناء التدريـس ، وكلهـا تتضمـن أبعاداً أخلقيـة ، وأي تصـرف سـيكون له أثـر أخلقـي
ومجتمعي في نفس الوقت .
والمطلوب أن يعي الستاذ مسئوليتة الخلقية ويتصرف بناء على قبولة تحمل تلك المسئولية ..
٣- أخلقيات المهنة
في تقييم الطلب وتنظيم المتحانات
١/٣- المسئوليات الساسية
يجب أن يلتزم الستاذ الجامعي بعدد من المسئوليات والسلوكيات الساسية :
•التقييم المستمر أو الدوري للطلب مع إفادتهم بنتائج التقييم للستفاده منها في تصحيح
المسار أو تدعيمه حسب الحالة .
•إخطار ولي المر بنتائج التقييم في الحالت التي تستوجب ذلك ، مثل ) وضع الطالب
على قائمة النذار ( أو ) إعطاء الطالب فرصة أخيرة من الخارج ( أو غير ذلك من
الحالت حسب السياسة المتبعة في المؤسسة التعليمية .
•توخي العدل والجودة في تصميم المتحان ليكون متمشياً مع ما يتم تدريسه وما يتم
تحصيله ، وقادراً على فرز مستويات الطلب حسب تفوقهم .
•توخي الدقة والعدل والتزام النظام والنضباط في جلسات المتحان .
•منع الغش منعاً باتاً ومعاقبة الغش والشروع فيه .
73