بحث تخرج - الأكاديمية العربية الدولية منصة أعد

1. ‫االنساني‬‫التطور‬‫ملراحل‬‫املشترك‬‫املنظور‬
‫عند‬
‫وفيكو‬‫ن‬‫خلدو‬‫إبن‬‫من‬‫كل‬
‫نة‬‫ر‬‫مقا‬ ‫اسة‬‫ر‬‫د‬
‫جة‬‫ر‬‫د‬‫لنيل‬ ‫الدولية‬‫العربية‬‫األكاديمية‬ ‫في‬ ‫الفلسفة‬‫قسم‬ ‫الى‬‫مقدم‬ ‫بحث‬
‫املاجستير‬
‫الطالب‬‫حيدر‬ ‫فاضل‬ :‫الطالب‬
‫شحيتلي‬ ‫عبده‬ :‫الدكتور‬‫بإشراف‬
2021
‫م‬

2. [2]
‫ـة‬‫ـ‬‫ـ‬‫ـ‬‫ـ‬‫م‬‫ـد‬‫ـ‬‫ـ‬‫ق‬‫ـ‬‫ـ‬‫ـ‬‫ـ‬‫ـ‬‫ـ‬‫ـ‬‫م‬
‫ديدن‬‫كان‬‫العصور‬‫مدى‬‫على‬‫يكتنفه‬‫الذي‬‫الغموض‬‫ومعرفة‬‫ي‬‫البشر‬‫يخ‬‫ر‬‫التا‬‫أغوار‬‫سبر‬‫إن‬
‫معرفية‬‫مناهج‬‫ووضع‬‫الزمان‬‫حوادث‬‫طالسم‬‫فك‬‫حاولوا‬،‫القدم‬‫منذ‬‫الفالسفة‬‫من‬‫العديد‬
‫وتأو‬ ‫االنساني‬ ‫يخ‬‫ر‬‫للتا‬ ‫شمولي‬ ‫فهم‬ ‫تأصيل‬ ‫ثم‬ ‫ومن‬ ،‫يخية‬‫ر‬‫التا‬ ‫والوقائع‬‫الظواهر‬ ‫اسة‬‫ر‬‫لد‬
‫يله‬
‫يخ‬‫ر‬‫التا‬ ‫فالسفة‬ ‫اليه‬ ‫اضطلع‬ ‫ما‬ ‫وهذا‬ ،‫يخ‬‫ر‬‫للتا‬ ‫الرئيس‬ ‫املحرك‬ ‫عن‬ ‫للكشف‬ ‫عقالنيا‬
‫والتفسير‬ ‫ن‬‫خلدو‬ ‫بإبن‬ ‫ا‬‫ر‬‫ومرو‬ ‫الالهوتي‬ ‫بتفسيره‬ ‫أوغسطين‬ ‫سانت‬ ‫من‬ ‫بدءا‬ ،‫تحديدا‬
‫الذي‬ ‫هيغل‬ ‫الى‬ ‫نصل‬ ‫حتى‬ ‫العقالني‬ ‫بتأويلهما‬‫ومونتيسكو‬‫فيكو‬ ‫باتيستا‬ ‫ثم‬ ‫ومن‬ ‫العمراني‬
‫وبعده‬‫يخ‬‫ر‬‫بالتا‬‫العقل‬‫أدمج‬
‫وتوينبي‬‫شبنغلر‬‫امثال‬‫من‬‫وغيرهم‬،‫املادي‬‫وتفسيره‬‫ماركس‬‫ل‬‫كار‬
‫االمثل‬ ‫الفهم‬ ‫إليجاد‬ ‫سعيا‬ ‫الفلسفي‬ ‫منظوره‬ ‫منهم‬ ‫كل‬ ‫وضع‬ ‫حيث‬ ،‫ن‬‫وهنتغتو‬ ‫وفوكوياما‬
.‫يخ‬‫ر‬‫التا‬ ‫لحوادث‬
‫فكرية‬ ‫بة‬‫ر‬‫مقا‬ ‫عن‬ ‫بحث‬ ‫كتابة‬ ‫يمكن‬ ‫إنه‬ ‫ن‬َ‫تبي‬ ‫املجال‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫املتعددة‬ ‫القراءات‬ ‫خالل‬ ‫ومن‬
‫عام‬ ‫(املتوفى‬‫ن‬‫خلدو‬ ‫إبن‬ ‫عبدالرحمن‬ ‫العربي‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫بين‬ ‫فلسفية‬
1406
‫جيام‬ ‫وااليطالي‬ )‫م‬
‫عام‬ ‫فيكو(املتوفى‬ ‫باتيستا‬
1744
‫ثم‬ ‫ومن‬ ‫النشأة‬ ‫وظروف‬ ‫واملكان‬ ‫الزمان‬ ‫ق‬‫فار‬ ‫غم‬‫ر‬ ،)‫م‬
‫ا‬‫االختالفات‬‫بالطبع‬
‫لتطور‬‫تفسيرهما‬‫في‬‫أتحدت‬‫ؤيتهما‬‫ر‬‫و‬‫تشابكت‬‫هما‬‫ر‬‫أفكا‬‫ان‬‫اال‬،‫ملنهجية‬
‫بعمر‬‫االمم‬‫حياة‬‫مراحل‬‫شبه‬‫ن‬‫خلدو‬‫فإبن‬،‫ات‬‫ر‬‫للحضا‬‫ي‬‫ر‬‫الدو‬‫والتعاقب‬‫االنساني‬‫يخ‬‫ر‬‫التا‬
‫بالغلبة‬ ‫الظفر‬ ‫فترة‬ ‫هي‬ ‫عنده‬ ‫والنمو‬ ‫النشأة‬ ‫فمرحلة‬ ،‫أجيال‬ ‫بثالثة‬ ‫وحدده‬ ‫االنسان‬
‫الثاني‬ ‫واملرحلة‬ ،‫السلطة‬ ‫الى‬ ‫ل‬‫والوصو‬
،‫بالحكم‬ ‫االنفراد‬ ‫أي‬ ‫والنضج‬ ‫الشباب‬ ‫مرحلة‬ ‫هي‬ ‫ة‬
‫منطق‬ ‫ونفس‬ .‫ي‬ ‫والتالش‬ ‫االضمحالل‬ ‫أي‬ ‫والهرم‬ ‫الشيخوخة‬ ‫مرحلة‬ ‫فهي‬ ‫االخيرة‬ ‫املرحلة‬ ‫أما‬
‫في‬‫تسير‬ ‫فهي‬ ،‫الغربي‬ ‫مفهومه‬ ‫خالل‬ ‫من‬‫فيكو‬ ‫به‬ ‫أخذ‬ ‫ي‬‫ر‬‫الدو‬ ‫والتعاقب‬ ‫ية‬‫ر‬‫الحضا‬ ‫ة‬‫ر‬‫الدو‬
‫ح‬ ‫اآللهة‬‫بعصر‬ ‫تبدأ‬ ،‫احل‬‫ر‬‫م‬‫أو‬ ‫عصور‬ ‫ثالثة‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫تعاقب‬
‫للحكومات‬ ‫الخضوع‬ ‫يث‬

3. [3]
‫عصر‬ ‫ا‬‫ر‬‫وأخي‬ ‫اطية‬‫ر‬‫ستق‬‫ر‬‫اال‬ ‫والحكومات‬ ‫األبطال‬‫عصر‬ ‫ثم‬ ‫ومن‬ ‫الثيروقراطية‬ ‫أو‬ ‫اإللهية‬
.‫اطية‬‫ر‬‫الديمق‬ ‫الحكومات‬‫البشرأي‬
‫الشعوب‬‫وتطور‬‫يخ‬‫ر‬‫التا‬‫صيرورة‬‫ل‬‫حو‬‫اليها‬‫توصال‬‫التي‬‫الدالالت‬‫إن‬‫في‬‫البحث‬‫أهمية‬‫ويكمن‬
‫ترص‬‫لكي‬ ‫وتتبعه‬‫اليه‬‫االلتفات‬ ‫من‬‫البد‬‫أمر‬‫واالمم‬
‫من‬‫ومكانها‬‫مانها‬‫ز‬‫املعاصرة‬‫املجتمعات‬‫د‬
‫أن‬ ‫عليها‬ ‫يتحتم‬ ‫إذ‬ ،‫إطالقا‬ ‫الهين‬‫باالمر‬ ‫ليس‬‫وهو‬ ،‫ذلك‬ ‫أمكنها‬ ‫ما‬ ‫يخية‬‫ر‬‫التا‬ ‫ة‬‫ر‬‫الدو‬ ‫احل‬‫ر‬‫م‬
‫لفرضيات‬ ‫الرئيسية‬ ‫املعالم‬ ‫فيها‬ ‫تضيع‬ ‫تكاد‬ ‫التي‬ ‫الكثيرة‬ ‫التفاصيل‬ ‫ثنايا‬ ‫من‬ ‫تستخلصه‬
.‫الفالسفة‬
‫الفلسفي‬‫املنظور‬ ‫معرفة‬‫هو‬ ‫البحث‬ ‫هذا‬‫في‬ ‫ي‬ ‫وغرض‬
‫وباتيستا‬ ‫ن‬‫خلدو‬ ‫إبن‬ ‫من‬‫لكل‬ ‫املشترك‬
‫خالل‬ ‫من‬ ‫ات‬‫ر‬‫للحضا‬ ‫ي‬‫ر‬‫الدو‬ ‫والتعاقب‬ ‫االنساني‬ ‫يخ‬‫ر‬‫التا‬ ‫تطور‬ ‫بمراحل‬ ‫يتعلق‬ ‫فيما‬‫فيكو‬
‫استها‬‫ر‬‫ود‬‫البحث‬‫ملوضوع‬‫االساسية‬‫العناصر‬‫تفكيك‬‫على‬‫يعتمد‬‫الذي‬‫التحليلي‬‫املنهج‬‫تتبع‬
‫أسس‬ ‫الى‬ ‫ل‬‫الوصو‬ ‫تم‬ ‫وكيف‬ ‫االستنتاجات‬ ‫إستنباط‬ ‫ثم‬ ‫ومن‬ ‫متعمق‬ ‫بإسلوب‬
‫الدالالت‬
‫إلستنتاج‬ ‫بينهما‬ ‫فكرية‬ ‫نة‬‫ر‬‫مقا‬ ‫إجراء‬ ‫ثم‬ ‫ومن‬ ،‫االنساني‬ ‫املجتمع‬ ‫طبيعة‬ ‫وفهم‬ ‫يخية‬‫ر‬‫التا‬
‫ل‬‫االو‬ ‫يتعلق‬ ‫ئيسية‬‫ر‬ ‫ر‬‫محاو‬ ‫ثالثة‬ ‫استعراض‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫وذلك‬ ،‫واالختالف‬ ‫التالقي‬ ‫أوجه‬
‫بمنهجهما‬ ‫والثاني‬ ،‫عصريهما‬ ‫في‬ ‫السائد‬ ‫الثقافي‬ ‫واملناخ‬ ‫عليهما‬ ‫أثرت‬ ‫التي‬ ‫البيئية‬ ‫بالظروف‬
‫املع‬
،‫املستقبل‬ ‫توقع‬ ‫ثم‬ ‫ومن‬ ‫يخية‬‫ر‬‫التا‬ ‫الدالالت‬ ‫إستنباط‬ ‫الى‬ ‫أدى‬ ‫الذي‬ ‫رفي‬
.‫ي‬‫البشر‬ ‫اث‬‫ر‬‫للت‬ ‫وفهمهما‬‫اإلنساني‬ ‫املجتمع‬ ‫لطبيعة‬ ‫رؤيتهما‬ ‫في‬ ‫واملحوراالخيريتعلق‬
‫وبالتالي‬ ‫والفكرة‬ ‫باملوضوع‬ ‫العالقة‬ ‫ذات‬ ‫العربية‬ ‫اجع‬‫ر‬‫امل‬ ‫قلة‬ ‫في‬ ‫البحث‬ ‫صعوبة‬ ‫وتكمن‬
‫االمث‬ ‫الرأي‬ ‫الى‬ ‫ل‬‫الوصو‬ ‫ن‬‫دو‬ ‫الحؤول‬
‫يمكنني‬ ‫بما‬ ‫قمت‬ ‫إنني‬ ‫وعزائي‬ ،‫القضية‬ ‫معالجة‬ ‫في‬ ‫ل‬
‫غرض‬ ‫الى‬ ‫ل‬‫للوصو‬ ‫والقراءات‬ ‫واملراجع‬ ‫املصادر‬ ‫تسعفني‬ ‫وبما‬ ‫واستخالصه‬ ‫استنتاجه‬
.‫واملختصين‬ ‫املهتمين‬ ‫قبل‬ ‫من‬ ‫اسة‬‫ر‬‫والد‬ ‫البحث‬ ‫من‬ ‫املزيد‬ ‫الى‬‫يدعو‬ ‫ما‬ ‫وهذا‬ ،‫البحث‬
‫ال‬ ‫املتعددة‬ ‫االشكاليات‬‫أفسر‬ ‫أن‬ ‫اجع‬‫ر‬‫م‬ ‫من‬ ‫تسعفني‬ ‫بما‬ ‫أقوم‬ ‫وسوف‬
‫عند‬ ‫نفسها‬ ‫تطرح‬ ‫تي‬
‫الجانب‬ ‫تدفق‬ ‫على‬‫تأثير‬ ‫من‬ ‫املجتمع‬ ‫وطبيعة‬ ‫النشأة‬ ‫لظروف‬ ‫كيف‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫البحث‬ ‫كتابة‬

4. [4]
‫التي‬ ‫الكتب‬ ‫من‬ ‫للعديد‬ ‫تأليفهما‬ ‫ثم‬ ‫ومن‬ ‫كليهما‬ ‫عند‬ ‫والنبوغ‬ ‫العبقرية‬‫وتفجر‬ ‫االبداعي‬
‫االحكام‬‫إستنباط‬‫استطاعا‬‫كيف‬‫ايضا‬‫و‬.‫وغيرها‬‫ات‬‫ر‬‫الحضا‬‫ومفهوم‬‫يخ‬‫ر‬‫التا‬‫تطور‬‫عالجت‬
‫ر‬‫التا‬
‫نهج‬ ‫تتبع‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫اال‬ ‫ن‬‫يكو‬ ‫ال‬ ‫وذلك‬ ،‫واملستقبل‬‫الحاضر‬ ‫وتوقع‬ ‫ي‬ ‫املاض‬ ‫لفهم‬ ‫يخية‬
‫بموضوعية‬‫اءهما‬‫ر‬‫آ‬‫سرد‬‫من‬‫تمكنا‬‫ثاقبة‬‫ونظرات‬‫مميزة‬‫مواصفات‬‫من‬‫يمتلكانه‬‫بما‬‫معرفي‬
،‫العقيمة‬ ‫باالعتقادات‬ ‫الديني‬ ‫وخاصة‬ ‫السائد‬ ‫الثقافي‬ ‫املناخ‬ ‫تأثر‬ ‫من‬ ‫بالرغم‬ ‫وحكمة‬
‫واستسالمه‬ ‫الحكام‬ ‫واستبداد‬
‫ملاهية‬ ‫إشكالية‬ ‫هناك‬ ‫كانت‬ ‫أيضا‬‫و‬ .‫الدين‬ ‫جال‬‫ر‬ ‫لغطرسة‬ ‫م‬
‫يخية‬‫ر‬‫التا‬ ‫االحداث‬ ‫سرد‬ ‫وبالشك‬ ‫ا‬‫ز‬‫تجاو‬ ‫حيث‬ ،‫االنساني‬ ‫املجتمع‬ ‫لطبيعة‬ ‫منهما‬ ‫كل‬ ‫نظرة‬
‫أهلتهما‬‫كثيرة‬‫ف‬‫ر‬‫ومعا‬‫عقلية‬‫ات‬‫ر‬‫قد‬‫من‬‫يملكانه‬‫بما‬‫ومعالجتها‬‫ببعض‬‫بطها‬‫ر‬‫حاوال‬‫بل‬‫فقط‬
‫التطو‬ ‫جعلت‬ ‫التي‬ ‫يخية‬‫ر‬‫التا‬ ‫الحتمية‬‫إقرار‬ ‫الى‬
‫وخصائص‬ ‫ثابتة‬ ‫لقوانين‬ ‫يخضع‬ ‫ي‬‫البشر‬ ‫ر‬
.‫مشتركة‬ ‫عامة‬
‫البيئية‬ ‫الظروف‬ ‫في‬ ‫ل‬‫األو‬ ‫يتعلق‬ :‫ئيسية‬‫ر‬ ‫ل‬‫فصو‬ ‫ثالثة‬ ‫الى‬ ‫البحث‬ ‫تقسيم‬ ‫تأيت‬‫ر‬‫ا‬ ‫فقد‬ ‫ولذا‬
‫إكتساب‬‫و‬ ‫والعبقرية‬ ‫اإلبداع‬ ‫إنبالج‬ ‫أدى‬ ‫الذي‬ ‫عصريهما‬ ‫في‬ ‫السائد‬ ‫الثقافي‬ ‫واملناخ‬ ‫املؤثرة‬
‫واحد‬‫كل‬‫نشأ‬‫حيث‬،‫املجتمع‬‫اقع‬‫و‬‫لفهم‬‫الخبرات‬
‫فقد‬،‫اآلخر‬‫بيئة‬‫عن‬‫مغايرة‬‫بيئة‬‫في‬‫منهما‬
‫في‬ ‫ه‬‫ر‬‫دها‬‫ز‬‫إ‬ ‫بعد‬ ‫العربي‬ ‫املغرب‬ ‫بالد‬ ‫في‬ ‫اإلسالمية‬ ‫ة‬‫ر‬‫الحضا‬ ‫تراجع‬‫عصر‬ ‫في‬ ‫ن‬‫خلدو‬ ‫إبن‬ ‫عاش‬
‫"كتاب‬ ‫كتابه‬ ‫مقدمة‬ ‫ثمرتها‬ ‫كانت‬ ‫التي‬ ‫ه‬‫ر‬‫أفكا‬‫و‬ ‫كتاباته‬ ‫على‬‫أثر‬ ‫مما‬ ،‫األولى‬ ‫اإلسالمية‬ ‫الفترة‬
‫باإل‬ ‫املعرفة‬ ‫ميادين‬ ‫جميع‬ ‫فيه‬ ‫ل‬‫تناو‬ ‫الذي‬ "‫العبر‬
‫وأسباب‬ ‫والشعوب‬ ‫األمم‬ ‫تطور‬ ‫الى‬ ‫ضافة‬
‫الجانب‬ ‫الى‬ ‫انتقلنا‬ ‫إذا‬ ‫وكذلك‬ .‫العصبية‬ ‫أساس‬ ‫على‬ ‫ذلك‬ ‫في‬ ‫معتمدا‬ ‫ها‬‫ر‬‫وانهيا‬ ‫نشوءها‬
‫في‬ ‫ولد‬ ‫الذي‬ ‫فيكو‬ ‫باتيستا‬ ‫جيام‬ ‫إن‬ ‫نجد‬ ،‫املتوسط‬ ‫األبيض‬‫البحر‬ ‫حوض‬ ‫من‬ ‫الشمالي‬
‫م‬‫إنبثق‬‫ي‬‫حيو‬‫مجتمع‬‫مع‬‫تعامل‬‫فلقد‬،‫تماما‬‫مغايرة‬‫بيئة‬‫في‬‫نشأ‬‫قد‬‫إيطاليا‬
‫النهضة‬‫حركة‬‫ن‬
‫أحداث‬‫الى‬‫الرجوع‬‫بعد‬‫ومشتركاتها‬‫املجتمعات‬‫طبيعة‬‫فهم‬‫ل‬‫وحاو‬‫معها‬‫فتجاوب‬،‫اإليطالية‬
‫هذا‬ ‫في‬ ‫الكتب‬ ‫من‬ ‫العديد‬ ‫ألف‬ ‫فقد‬ ،‫الحديثة‬ ‫الى‬ ‫القديمة‬ ‫املجتمعات‬ ‫من‬ ‫بدءأ‬ ‫يخ‬‫ر‬‫التا‬
‫صيرورة‬ ‫ل‬‫حو‬ ‫ه‬‫ر‬‫أفكا‬ ‫فيه‬ ‫أجمل‬ ‫الذي‬ "‫جديد‬ ‫علم‬ ‫"مبادئ‬ ‫بكتابه‬ ‫أختتمه‬ ‫أن‬ ‫الى‬ ‫املجال‬
‫ي‬‫ر‬‫التا‬
.‫الشعوب‬ ‫وتطور‬ ‫خ‬

5. [5]
‫يخية‬‫ر‬‫التا‬‫الدالالت‬‫إستنباط‬‫في‬‫كليهما‬‫عند‬‫املتبع‬‫املعرفي‬‫املنهج‬‫فيناقش‬‫الثاني‬‫الفصل‬‫أما‬
‫ان‬‫ز‬‫يمتا‬ ‫كانا‬ ‫أنهما‬ ‫شك‬ ‫أدنى‬ ‫فبال‬ ،‫املستقبل‬ ‫وتوقع‬‫الحاضر‬‫وتفسير‬ ‫ي‬ ‫املاض‬ ‫لفهم‬ ‫وذلك‬
‫فضهم‬‫ر‬‫و‬‫الزمان‬‫لحوادث‬‫اقعية‬‫الو‬‫نظرتهما‬‫حيث‬‫من‬‫ي‬ ‫والتقص‬‫البحث‬‫في‬‫خاصة‬‫بطريقة‬
‫ا‬
‫اخذ‬‫فقد‬‫أيضا‬‫و‬،‫االحداث‬‫تفسير‬‫الى‬‫النظر‬‫في‬‫العقالنية‬‫مع‬‫تتنافى‬‫والتي‬‫يخية‬‫ر‬‫التا‬‫للحتمية‬
‫على‬ ‫أساسها‬ ‫في‬ ‫وإعتمدا‬ ‫الذاتية‬ ‫والتجربة‬ ‫املالحظة‬ ‫الى‬ ‫االحكام‬ ‫إستخالص‬ ‫في‬ ‫منهما‬ ‫كل‬
‫الذاتية‬‫ل‬‫امليو‬‫من‬‫والتجرد‬‫املوضوعية‬‫وكذا‬،‫السليم‬‫الحكم‬‫تكفل‬‫التي‬‫البصيرة‬‫أو‬‫الحدس‬
‫ي‬ ‫فهما‬
‫وإجالل‬‫فخر‬ ‫ن‬‫دو‬ ‫ومن‬ ‫ات‬‫ر‬‫االنكسا‬ ‫على‬ ‫وألم‬‫تحسر‬ ‫ن‬‫دو‬ ‫من‬ ‫هي‬ ‫كما‬ ‫االحداث‬ ‫وردان‬
‫االصطدام‬ ‫تجنب‬ ‫ومحاولتهما‬ ‫يخ‬‫ر‬‫للتا‬ ‫الديني‬‫التفسير‬ ‫من‬ ‫موقفهما‬ ‫وأخيرا‬ ،‫البطوالت‬ ‫على‬
‫حسب‬ ‫املسألة‬ ‫مع‬ ‫منهما‬ ‫كل‬ ‫تعاطى‬ ‫حيث‬ ،‫العقيدة‬ ‫أمور‬ ‫في‬ ‫الكنيسة‬ ‫جال‬‫ر‬‫و‬ ‫الفقهاء‬ ‫مع‬
‫الفكر‬‫واملناخ‬ ‫املتاحة‬ ‫الظروف‬
.‫السائد‬ ‫ي‬
‫ي‬‫البشر‬ ‫التراث‬ ‫وفهم‬ ‫اإلنساني‬ ‫املجتمع‬ ‫لطبيعة‬ ‫رؤيتهما‬ ‫في‬ ‫فيبحث‬ ‫الثالث‬ ‫الفصل‬ ‫أما‬
،‫الناتجة‬ ‫التطورات‬ ‫وفهم‬ ‫املجتمعات‬ ‫لحركة‬ ‫الثاقبة‬ ‫ونظرتهما‬ ‫ثقافتهما‬ ‫عمق‬ ‫الى‬ ‫إستنادا‬
‫على‬ ‫الشائكة‬ ‫قضاياها‬ ‫معالجة‬ ‫الى‬ ‫تهدف‬ ‫كانت‬ ‫املجتمعات‬ ‫الى‬ ‫يخية‬‫ر‬‫التا‬ ‫نظرتهما‬ ‫فإن‬ ‫لذا‬
‫امل‬ ‫ضوء‬
‫وديوان‬‫العبر‬ ‫"كتاب‬ ‫كتابه‬ ‫مقدمة‬ ‫في‬ ‫ن‬‫خلدو‬ ‫إبن‬ ‫سطرها‬ ‫التي‬ ‫االجتماعية‬ ‫ف‬‫ر‬‫عا‬
."‫جديد‬‫علم‬ ‫"مبادئ‬‫كتابه‬ ‫في‬‫فيكو‬ ‫وكذلك‬ "‫والخبر‬ ‫املبتدأ‬
‫ونظهر‬ ‫نة‬‫ر‬‫باملقا‬ ‫املتعلقة‬ ‫املحورية‬ ‫الفكرة‬ ‫عندها‬ ‫لنلخص‬ ‫البحث‬ ‫خاتمة‬ ‫الى‬ ‫نصل‬ ‫وبعدها‬
‫مج‬ ‫في‬ ‫تأثيرهما‬‫وعمق‬ ‫والفكرية‬ ‫العلمية‬ ‫إسهاماتهما‬‫مدى‬
.‫يخ‬‫ر‬‫التا‬ ‫فلسفة‬ ‫ال‬
‫من‬ ‫بشيئ‬ ‫املوضوع‬ ‫هذا‬ ‫تناولت‬ ‫التي‬ ‫العربية‬ ‫االبحاث‬ ‫بعض‬ ‫هناك‬ ‫فإن‬‫بالذكر‬ ‫وجديرا‬
‫محسن‬ ‫للمؤلف‬ "‫وفيكو‬ ‫ن‬‫خلدو‬ ‫إبن‬ ‫عند‬ ‫ي‬‫ر‬‫الدو‬ ‫التعاقب‬ ‫نظرية‬ " ‫بحث‬ ‫مثل‬ ‫التفصيل‬
‫منهجية‬ ‫نة‬‫ر‬‫مقا‬،‫وفيكو‬‫ن‬‫خلدو‬‫إبن‬"‫سعيدوني‬‫ناصر‬‫الدكتور‬‫بحث‬‫وكذلك‬،‫حسين‬‫محمد‬
"‫فكرية‬ ‫بة‬‫ر‬‫ومقا‬
)‫الفيلوجية‬ ‫(اللقاءات‬ ‫االملانية‬ ‫املجلة‬ ‫في‬ ‫منشور‬ ‫بحث‬ ‫هناك‬ ‫إيضا‬‫و‬ ،
. "‫قرون‬ ‫ثالثة‬ ‫ق‬‫بفار‬‫فيكو‬ ‫باتيستا‬ ‫وجيام‬ ‫ن‬‫خلدو‬ ‫"إبن‬ ‫بعنوان‬ ‫العربية‬ ‫الى‬ ‫مترجم‬

6. [6]
‫ل‬‫األو‬‫الفصل‬
‫السائد‬‫الثقافي‬‫واملناخ‬‫املؤثرة‬‫البيئية‬‫الظروف‬
‫االفراد‬ ‫على‬‫وكبير‬ ‫ز‬‫بار‬‫تأثير‬ ‫الثقافي‬ ‫املجتمع‬ ‫اقع‬‫ولو‬ ‫النشأة‬ ‫لظروف‬ ‫أن‬ ‫فيه‬ ‫الشك‬ ‫مما‬ ‫إن‬
‫إنعكاسها‬‫وبالتالي‬،‫املعرفة‬‫مجاالت‬‫وإستلهام‬‫العلوم‬‫نوعية‬‫إكتساب‬‫أبرزها‬‫عدة‬‫نواحي‬‫من‬
‫كل‬‫يتأثرا‬‫أن‬‫الطبيعي‬‫فمن‬‫لذا‬،‫عام‬‫بشكل‬‫الحياتية‬‫واإلسهامات‬‫والتصرفات‬‫السلوك‬‫على‬
‫خ‬ ‫إبن‬ ‫من‬
،‫املعرفي‬ ‫إبداعهما‬‫و‬ ‫شخصيتهما‬ ‫صقل‬ ‫الى‬ ‫أدتت‬ ‫التي‬ ‫الظروف‬ ‫بهذه‬‫وفيكو‬ ‫ن‬‫لدو‬
.‫البيئتين‬ ‫إختالف‬ ‫غم‬‫ر‬
(‫ن‬‫خلدو‬ ‫إبن‬ ‫فعبدالرحمن‬
1332
–
1406
‫طباعها‬ ‫أكتسب‬‫و‬ ‫تونس‬ ‫في‬ ‫ونشأ‬ ‫ولد‬ )‫م‬
‫والدينية‬ ‫اللغوية‬ ‫للعلوم‬ ‫متعلما‬ ‫عمره‬ ‫من‬ ‫األولى‬ ‫سنة‬ ‫العشرين‬ ‫ى‬ ‫قض‬ "،‫الحضرية‬
‫والرياض‬‫والطبيعية‬‫والفلسفية‬
‫في‬‫اء‬‫ر‬‫األم‬‫لدى‬‫موظفا‬‫عمره‬‫من‬‫وعشرين‬‫خمسا‬‫ى‬ ‫وقض‬،‫ية‬
‫ثم‬ ،‫السياسية‬ ‫اإلضطرابات‬ ‫من‬‫الكثير‬ ‫املرحلة‬ ‫هذه‬ ‫وعرفت‬ ،‫أفريقيا‬ ‫وشمال‬ ‫األندلس‬
‫املنية‬ ‫افته‬‫و‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ، ‫قاضيا‬ ‫ثم‬ ‫معلما‬ ‫بها‬ ‫ليشتغل‬‫مصر‬ ‫الى‬ ‫السياسة‬ ‫إعتزاله‬ ‫بعد‬ ‫أنتقل‬
" ‫فيها‬ ‫ودفن‬ ‫هناك‬
(
1
)
.
‫بترا‬ ‫ن‬‫خلدو‬ ‫إبن‬‫زعصر‬ّ‫تمي‬ ‫لقد‬
‫فترات‬ ‫بعد‬ ‫واألندلس‬ ‫املغرب‬ ‫بالد‬ ‫في‬ ‫اإلسالمية‬ ‫ة‬‫ر‬‫الحضا‬ ‫جع‬
‫في‬ ‫االموية‬ ‫والدولة‬ ‫سة‬‫ر‬‫واالدا‬ ‫االغالبة‬ ‫وكذلك‬ ‫والعباسيين‬ ‫االمويين‬ ‫حكم‬ ‫إبان‬‫دهار‬‫ز‬‫اال‬
،‫دويالت‬ ‫ثالث‬ ‫الى‬ ‫املنطقة‬ ‫تلك‬ ‫أنقسمت‬‫و‬ ‫املوحدين‬ ‫دولة‬ ‫ت‬‫ر‬‫أنها‬ ‫الفترة‬ ‫هذه‬ ‫وفي‬ ،‫االندلس‬
‫وعاص‬ ‫حفص‬ ‫بني‬ ‫دولة‬ ‫إفريقية‬ ‫تسمى‬ ‫االولى‬
‫في‬ ‫عبدالواد‬ ‫بني‬ ‫دولة‬ ‫والثانية‬ ،‫تونس‬ ‫متها‬
‫وعاصمتها‬ ‫ى‬ ‫االقص‬ ‫املغرب‬ ‫في‬ ‫مرين‬ ‫بني‬ ‫دولة‬ ‫والثالثة‬ ،‫تلمسان‬ ‫وعاصمتها‬ ‫االوسط‬ ‫املغرب‬
‫بعض‬ ‫يد‬ ‫على‬ ‫صغيرة‬ ‫ات‬‫ر‬‫إما‬ ‫قامت‬ ‫بل‬ ‫الثالث‬ ‫الدويالت‬ ‫تلك‬ ‫االمرعند‬‫يقتصر‬ ‫ولم‬ .‫فاس‬
‫ا‬‫هذا‬‫وسط‬‫املنطقة‬‫هذه‬‫تلتهب‬‫ان‬‫الطبيعي‬‫من‬‫كان‬‫ولذا‬،‫الخوارج‬
‫ثورات‬‫الى‬‫وتؤدي‬‫ق‬‫لتمز‬
‫بذخ‬ ‫في‬ ‫ن‬‫يعيشو‬ ‫ل‬‫الدو‬ ‫أصحاب‬ ‫كان‬ ‫الصخب‬ ‫هذا‬ ‫"ووسط‬ .‫دائمة‬ ‫سياسية‬ ‫إنقالبات‬‫و‬
‫حياته‬ ‫معظم‬ "‫ن‬‫خلدو‬ ‫"إبن‬ ‫عاش‬ ‫فقد‬ ،‫واملفكرين‬ ‫االدباء‬‫كبار‬ ‫جمع‬ ‫دائما‬ ‫ن‬‫ويحاولو‬ ‫شديد‬
‫حتى‬‫ركابه‬‫في‬‫يسير‬‫ى‬‫االقو‬‫مع‬‫دائما‬‫هو‬،‫آخر‬‫سلطان‬‫صحبة‬‫في‬‫وغدا‬،‫بآخر‬‫أو‬‫بأمير‬‫ملتصقا‬
‫إذ‬
‫صديق‬ ‫على‬ ‫االنقالب‬ ‫هذا‬ ‫كلفه‬ ‫ا‬
("
2
)
‫مثل‬ ‫"ففي‬ ،‫ذلك‬ ‫في‬‫العذر‬ ‫بعض‬ ‫له‬ ‫نلتمس‬ ‫ولعلنا‬ ،
‫هي‬ ‫االسم‬ ‫هذا‬ ‫تستحق‬ ‫التي‬ ‫الوحيدة‬ ‫الخيانة‬ ‫ن‬‫تكو‬ ‫حينذاك‬ ‫االسالمية‬ ‫الدولة‬ ‫ظروف‬

7. [7]
‫الدولة‬ ‫داخل‬ ‫الشديد‬ ‫للتفتت‬ ‫نظرا‬ ‫موجودا‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫بالوطن‬ ‫الشعور‬ ‫ألن‬ ‫الدينية‬ ‫الخيانة‬
‫وكان‬،‫املغرب‬‫في‬‫االسالمية‬
"‫الديني‬‫الشعور‬‫هو‬‫وقتذاك‬‫املقدس‬‫الوحيد‬‫الشعور‬
(
3
)
‫ولكنه‬،
،‫آلخر‬ ‫مكان‬ ‫من‬ ‫تحاله‬‫ر‬‫وإ‬ ‫مرات‬ ‫عدة‬ ‫سجنه‬ ‫الى‬ ‫أدت‬ ‫التي‬ ‫الوشايات‬ ‫من‬ ‫يسلم‬ ‫لم‬ ‫ذلك‬ ‫غم‬‫ر‬
‫املنية‬ ‫افته‬‫و‬ ‫حتى‬‫والقضاء‬ ‫يس‬‫ر‬‫التد‬ ‫وامتهان‬‫مصر‬ ‫الى‬ ‫الهجرة‬ ‫الى‬‫االمر‬ ‫نهاية‬ ‫في‬ ‫أضطره‬ ‫مما‬
‫املضطربة‬ ‫املغربية‬ ‫بيئته‬ ‫عن‬ ‫بعيدا‬ ‫هناك‬
‫نظرياته‬ ‫أبرزت‬‫و‬ ‫العلمية‬ ‫قريحته‬ ‫أفاحت‬ ‫التي‬
‫العبر‬ ‫"كتاب‬ ‫كتابه‬ ‫مقدمة‬ ‫ثمرتها‬ ‫كانت‬ ‫والتي‬ ‫السوسيلوجية‬
‫أيام‬ ‫في‬‫والخبر‬ ‫املبتدأ‬ ‫وديوان‬
‫األكبر‬ ‫السلطان‬ ‫ي‬‫ذو‬ ‫من‬ ‫عاصرهم‬ ‫ومن‬ ،‫والبربر‬ ‫والعجم‬ ‫العرب‬
‫جميع‬ ‫فيه‬ ‫ل‬‫تناو‬ ‫الذي‬ ،"
‫وأسباب‬ ‫والشعوب‬ ‫األمم‬ ‫تطور‬ ‫الى‬ ‫باإلضافة‬ ‫املعرفة‬ ‫ميادين‬
‫في‬ ‫معتمدا‬ ‫ها‬‫ر‬‫وانهيا‬ ‫نشوءها‬
"‫ي‬‫البشر‬ ‫ان‬‫ر‬‫"العم‬ ‫علم‬‫هو‬ ‫جديدا‬ ‫علما‬ ‫ل‬‫تناو‬ ‫إذن‬ ‫فاملقدمة‬ ،‫العصبية‬ ‫أساس‬ ‫على‬ ‫ذلك‬
‫ن‬‫خلدو‬ ‫إبن‬‫شعر‬ ‫"لقد‬ ،‫االجتماع‬ ‫وعلم‬ ‫يخ‬‫ر‬‫التا‬ ‫وفلسفة‬ ‫السياسة‬ ‫علم‬ ‫من‬ ‫مزيج‬‫هو‬ ‫الذي‬
‫ل‬‫سرد‬‫مجرد‬‫حينئذ‬‫يخ‬‫ر‬‫التا‬‫كان‬‫إذ‬،‫عصره‬‫في‬‫موجودا‬‫كان‬‫كما‬‫يخ‬‫ر‬‫التا‬‫علم‬‫في‬‫بنقص‬
‫ألحداث‬
‫إذا‬‫حتى‬‫يخ‬‫ر‬‫التا‬‫قوانين‬‫إسم‬‫اليوم‬‫عليه‬‫نطلق‬‫ما‬‫الى‬‫يرتفع‬‫أن‬‫هو‬‫اد‬‫ر‬‫فأ‬،‫يخ‬‫ر‬‫والتوا‬‫واألسماء‬
‫ثم‬ ،‫واألخطاء‬ ‫افات‬‫والخر‬ ‫الخزعبالت‬ ‫من‬ ‫خاليا‬ ‫يخا‬‫ر‬‫تا‬ ‫يكتب‬ ‫أن‬ ‫استطاع‬ ‫اليها‬ ‫توصل‬ ‫ما‬
"‫يخ‬‫ر‬‫التا‬‫سير‬ ‫تأويل‬ ‫في‬ ‫نظرية‬‫أو‬ ‫يخ‬‫ر‬‫للتا‬ ‫تصورا‬‫أو‬ ‫يخ‬‫ر‬‫للتا‬ ‫مفهوما‬ ‫لنا‬ ‫قدم‬
(
4
)
.
‫اال‬ ‫أما‬
(‫فيكو‬ ‫باتيستا‬ ‫جيام‬ ‫يطالي‬
1668
-
1744
‫الفلسفة‬ ‫س‬‫ر‬‫ود‬ ‫نابولي‬ ‫في‬ ‫ولد‬ ‫فقد‬ )‫م‬
‫وأشتغل‬ ،‫يخ‬‫ر‬‫والتا‬ ‫والسياسة‬ ‫باألدب‬ ‫واهتم‬ ‫والفيلولوجيا‬ ‫امليثولوجيا‬ ‫في‬ ‫وبحث‬ ‫ن‬‫والقانو‬
‫وواظب‬ ‫نابولي‬ ‫حاكم‬ ‫البوربوني‬ ‫ل‬‫شار‬ ‫للملك‬ ‫مؤرخا‬ ‫وعين‬ ‫نابولي‬ ‫بجامعة‬ ‫للبالغة‬ ‫أستاذا‬
‫وفاته‬ ‫حتى‬ ‫والتأليف‬ ‫البحث‬ ‫على‬
‫بية‬‫ر‬‫االو‬ ‫النهضة‬ ‫لتباشير‬ ‫معاصرة‬ ‫حياته‬ ‫فترة‬ ‫وكانت‬ .
‫الكنيسة‬ ‫سلطان‬ ‫من‬ ‫يجي‬‫ر‬‫التد‬ ‫والتحرر‬ ‫واملعرفي‬ ‫العلمي‬ ‫التطور‬ ‫في‬ ‫تمثلت‬ ‫التي‬ ‫الحديثة‬
‫الجو‬‫هذا‬‫وفي‬.‫الوسطى‬‫القرون‬‫من‬‫أتت‬‫التي‬‫السكوالئية‬‫الفلسفة‬‫ن‬‫أتو‬‫ومن‬‫الدين‬‫جال‬‫ر‬‫و‬
‫تبلورت‬ ‫الجديدة‬ ‫الفلسفية‬ ‫والروح‬ ‫املنتعش‬ ‫الثقافي‬
‫فألف‬ ،‫االنساني‬ ‫يخ‬‫ر‬‫للتا‬ ‫رؤيته‬ ‫لديه‬
‫ن‬‫والقانو‬ ‫والسياسة‬ ‫الحكم‬ ‫وطبيعة‬ ‫يخ‬‫ر‬‫التا‬ ‫تطور‬ ‫عن‬ ‫تحدثت‬ ‫التي‬ ‫الكتب‬ ‫من‬ ‫العديد‬
"‫األمم‬ ‫بين‬ ‫املشتركة‬ ‫الطبيعة‬ ‫في‬ ‫جديد‬ ‫علم‬ ‫مبادئ‬ " ‫كتابه‬‫هو‬ ‫مؤلفاته‬ ‫أهم‬ ‫ولعل‬ ،‫العاملي‬
‫كل‬ ‫يتخلص‬ ‫لم‬ ‫أنه‬ ‫من‬ ‫الرغم‬ ‫"وعلى‬ ،‫وفاته‬ ‫سنة‬ ‫الى‬ ‫تهذيبه‬ ‫على‬ ‫عمل‬ ‫الذي‬
‫البعد‬ ‫من‬ ‫ية‬
‫يخية‬‫ر‬‫التا‬‫الوقائع‬‫معالجة‬‫لبداية‬‫منهجا‬‫وضع‬‫أنه‬‫إال‬،‫يخية‬‫ر‬‫التا‬‫الوقائع‬‫اسة‬‫ر‬‫د‬‫في‬‫الالهوتي‬

8. [8]
‫املقدسة‬ ‫النصوص‬ ‫تحويه‬ ‫الذي‬ ‫يخ‬‫ر‬‫بالتا‬ ‫اإلكتفاء‬ ‫من‬ ‫بدال‬ ،‫محضة‬ ‫عقلية‬ ‫اوية‬‫ز‬ ‫من‬
"‫وشروحها‬
(
5
)
.
‫فبال‬
‫ر‬
‫من‬ ‫غم‬
‫اختالف‬
،‫وفيكو‬ ‫ن‬‫خلدو‬ ‫إبن‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫عاشاها‬ ‫التي‬ ‫البيئتين‬ ‫لكلتا‬ ‫الثقافي‬ ‫املناخ‬
‫إنهما‬‫إال‬
‫اشتركا‬
‫وكتاباتهما‬‫اءهما‬‫ر‬‫آل‬‫آنذاك‬‫املجتمع‬‫تجاهل‬‫بسبب‬‫النفسية‬‫معانتهما‬‫مدى‬‫في‬
‫عند‬‫إال‬ ‫الزمن‬ ‫من‬ ‫لحين‬‫وتأثير‬ ‫صدى‬ ‫من‬ ‫ه‬‫ر‬‫أفكا‬‫و‬ ‫ن‬‫خلدو‬ ‫إبن‬ ‫لكتب‬ ‫تكن‬ ‫لم‬ ‫لذا‬ ،‫مة‬ّ‫القي‬
‫واملؤر‬ ‫العلماء‬ ‫من‬ ‫القليل‬
‫العسقالني‬‫حجر‬ ‫إبن‬ ‫مثل‬ ‫املعرفي‬ ‫ثه‬‫ر‬‫إ‬ ‫على‬ ‫حافظوا‬ ‫الذين‬ ‫خين‬
‫مثل‬‫عشر‬ ‫السابع‬ ‫ن‬‫القر‬ ‫من‬ ‫ل‬‫األو‬ ‫النصف‬ ‫في‬ ‫العثمانية‬ ‫الدولة‬ ‫مؤرخي‬ ‫وبعض‬ ‫ي‬‫واملقريز‬
،‫كتاباتهم‬‫في‬‫اليه‬‫الرجوع‬‫آثروا‬‫الذين‬‫وغيرهم‬‫ي‬ ‫الشركس‬‫اده‬‫ز‬‫ي‬‫وبير‬‫بك‬‫وطبعي‬‫خليفة‬‫حاجي‬
‫لم‬ ‫ن‬‫خلدو‬ ‫إبن‬ ‫مؤلفات‬ ‫إن‬ ‫ل‬‫بالقو‬‫فجدير‬ ‫لذا‬
‫بعض‬ ‫يد‬ ‫على‬ ‫إال‬ ‫والعناية‬‫بالتقدير‬ ‫تحظ‬
.‫والعشرين‬‫عشر‬ ‫التاسع‬ ‫القرنين‬ ‫في‬ ‫الغربيين‬ ‫واملفكرين‬ ‫املستشرقين‬ ‫كتابات‬
‫من‬‫إال‬ ،‫الدهر‬ ‫من‬ ‫حينا‬ ‫اءه‬‫ر‬‫وآ‬ ‫ه‬‫ر‬‫ألفكا‬ ‫املجتمع‬ ‫تجاهل‬ ‫فقد‬ ،‫فيكو‬ ‫عاشها‬ ‫نفسها‬ ‫واألوضاع‬
‫أمث‬ ‫من‬ ‫مماته‬ ‫بعد‬ ‫ي‬‫الفكر‬ ‫بإنتاجه‬ ‫أهتموا‬ ‫الذين‬ ‫بيين‬‫ر‬‫االو‬ ‫املفكرين‬ ‫بعض‬
‫الذي‬‫فولتير‬ ‫ال‬
‫إنحطاط‬ ‫بخصوص‬ ‫ه‬‫ر‬‫أفكا‬ ‫أيد‬ ‫الذي‬‫مونتيسكو‬ ‫وكذلك‬ ،‫التطور‬ ‫ملراحل‬ ‫رؤيته‬ ‫في‬ ‫به‬‫تاثر‬
‫حين‬ ‫الفكرية‬ ‫الساحة‬ ‫على‬ ‫نفسه‬ ‫فرض‬ ‫حتى‬‫عشر‬ ‫التاسع‬ ‫ن‬‫القر‬ ‫ينته‬ ‫ولم‬ ،‫الرومان‬ ‫دولة‬
‫بعض‬ ‫وكذلك‬ ،‫يخ‬‫ر‬‫للتا‬ ‫أبا‬ ‫وأعتبره‬ ‫العلمية‬ ‫قيمته‬ ‫الى‬ ‫ميشلي‬ ‫ل‬‫جو‬ ‫ي‬ ‫الفرنس‬ ‫املؤرخ‬ ‫تنبه‬
‫م‬ ‫املفكرين‬
‫من‬ ‫الحديث‬‫العصر‬ ‫ي‬‫مفكر‬ ‫الى‬ ‫نصل‬ ‫أن‬ ‫الى‬ ‫وغيرهم‬ ‫وكوتيليه‬‫هردر‬ ‫أمثال‬ ‫ن‬
.‫االهتمام‬ ‫من‬‫الكثير‬ ‫أولوه‬ ‫الذين‬ ‫وتوينبي‬ ‫ن‬‫تو‬‫ر‬‫سا‬ ‫أمثال‬
‫إبن‬ ‫من‬ ‫كال‬ ‫مؤلفات‬ ‫في‬ ‫السائد‬ ‫الثقافي‬ ‫واملناخ‬ ‫البيئة‬ ‫الظروف‬ ‫هذه‬‫تاثير‬ ‫نالحظ‬ ‫فإننا‬ ‫لذا‬
‫هربا‬‫مصر‬ ‫الى‬‫هاجر‬ ‫ن‬‫خلدو‬ ‫فإبن‬ ،‫جدا‬ ‫ا‬‫ز‬‫بار‬‫وفيكو‬ ‫ن‬‫خلدو‬
‫دة‬‫ر‬‫الطا‬ ‫املغربية‬ ‫بيئته‬ ‫من‬
‫والعقل‬ ‫غائبا‬ ‫النقد‬ ‫جعل‬ ‫للعصبية‬ ‫الخاضع‬ ‫واملجتمع‬ ‫بالغلبة‬ ‫املستبدة‬ ‫الدولة‬ ‫"فنظام‬
‫والتشبث‬ ‫التراث‬‫وإجترار‬ ‫ن‬‫املتو‬ ‫وحفظ‬ ‫ل‬‫األصو‬ ‫جمع‬ ‫في‬ ‫تنحصر‬ ‫تكاد‬ ‫والثقافة‬ ‫مشلوال‬
‫مسايرة‬ ‫فعليهم‬ ،‫حمتهم‬‫ر‬ ‫وتحت‬ ‫الحكام‬ ‫خدمة‬ ‫في‬ ‫أصبحوا‬ ‫فالعلماء‬ ،‫ي‬ ‫املاض‬ ‫بتقاليد‬
"‫والعقاب‬ ‫للمهانة‬ ‫التعرض‬‫أو‬‫الديار‬ ‫من‬ ‫الهجرة‬ ‫أو‬ ‫األوضاع‬
(
6
)
‫ن‬‫خلدو‬ ‫إبن‬‫عاصر‬ ‫وقد‬ ،
‫ن‬‫خلدو‬‫إبن‬‫جعل‬‫ما‬‫وهذا‬،‫البدوية‬‫العشائر‬‫وسيطرة‬‫قوة‬‫أمام‬‫الحكام‬‫سلطة‬‫ضعف‬‫مرحلة‬
‫يخصص‬‫فهو‬‫ولذا‬،‫ي‬ ‫والسياس‬‫االجتماعي‬ ‫للنظام‬‫الرئيس‬‫املحرك‬"‫"العصبية‬ ‫عامل‬‫في‬‫ى‬‫ير‬

9. [9]
‫الرائعة‬ ‫مقدمته‬ ‫من‬‫فصوال‬
‫هي‬ ‫العصبية‬ ‫اليها‬ ‫ي‬‫تجر‬ ‫التي‬ ‫الغاية‬ ‫بأن‬ ‫ويؤكد‬ ،‫عنه‬ ‫للحديث‬
،‫امللك‬‫للقبائل‬‫حصل‬‫غايتها‬‫الى‬‫بلغت‬‫إذا‬‫وإنها‬،‫العصبية‬‫غاية‬‫هو‬‫امللك‬‫إن‬‫ظهر‬‫فقد‬"‫امللك‬
‫بلوغ‬‫عن‬‫عاقها‬‫وإن‬،‫لذلك‬‫ن‬‫املقار‬‫الوقت‬‫يسعه‬‫ما‬‫حسب‬‫على‬،‫باملظاهرة‬‫أو‬‫باالستبداد‬‫إما‬
‫وقفت‬ ،‫نبينه‬ ‫كما‬ ،‫عوائق‬ ‫الغاية‬
"‫أمره‬ ‫هللا‬ ‫ي‬ ‫يقض‬ ‫أن‬ ‫الى‬ ‫مكانها‬ ‫في‬
(
7
)
‫إن‬ ‫ى‬‫ير‬‫فهو‬ ‫وكذلك‬ ،
‫الرئاسة‬‫من‬‫فالبد‬،‫قدمناه‬‫كما‬،‫بالعصبية‬‫ن‬‫يكو‬‫إنما‬‫"والغلب‬،‫بالغلب‬‫إال‬‫ن‬‫تكو‬‫ال‬‫الرئاسة‬
‫إذا‬ ‫منهم‬ ‫عصبية‬ ‫كل‬ ‫ألن‬ ،‫واحدة‬ ‫واحدة‬ ‫لعصبياتهم‬ ‫غالبة‬ ‫عصبية‬ ‫من‬ ‫ن‬‫تكو‬ ‫أن‬ ‫القوم‬ ‫على‬
‫باإلذ‬ ‫أقروا‬ ‫لهم‬ ‫الرئيس‬ ‫عصبية‬ ‫بغلبة‬ ‫أحست‬
"‫واإلتباع‬ ‫عان‬
(
8
)
.
‫فهو‬ ،‫فيكو‬ ‫باتيستا‬ ‫مؤلفات‬ ‫على‬ ‫ا‬‫ز‬‫بار‬ ‫الثقافي‬ ‫واملناخ‬‫البيئية‬ ‫الظروف‬‫تأثير‬ ‫ى‬‫نر‬ ‫املقابل‬‫وفي‬
‫اإليطالي‬‫املجتمع‬‫في‬‫فيكو‬‫"نشأ‬ ‫فقد‬،‫ن‬‫والقانو‬‫للفلسفة‬‫استه‬‫ر‬‫بد‬‫كالسيكية‬‫ثقافة‬‫أكتسب‬
‫املذ‬ ‫صباه‬ ‫في‬ ‫س‬‫ر‬‫فد‬ ،‫عديدة‬ ‫ثقافية‬ ‫ات‬‫ر‬‫تيا‬ ‫ملتقى‬ ‫نابولي‬ ‫فيه‬ ‫كانت‬ ‫من‬‫ز‬ ‫في‬
‫ي‬‫الذر‬ ‫هب‬
‫حياته‬ ‫بداية‬ ‫في‬ ‫كبيرا‬ ‫تأثرا‬‫وتأثر‬ ،‫له‬ ‫مركزا‬ ‫الحين‬ ‫ذلك‬ ‫في‬ ‫نابولي‬ ‫كانت‬ ‫الذي‬ ،‫واإلبيقوري‬
"‫ولوكريتوس‬‫أبيقور‬‫و‬‫ديمقريطس‬‫عند‬‫القديمة‬‫ية‬‫ر‬‫الذ‬‫بالفلسفة‬
(
9
)
‫للكالسيكيين‬‫قرأ‬‫وقد‬،
‫الفلسفة‬‫سيادة‬‫عصر‬‫هو‬‫عصره‬‫أن‬‫الى‬‫باإلضافة‬‫هذا‬،‫وتاسيتوس‬‫سطو‬‫ر‬‫وأ‬‫ن‬‫أفالطو‬‫أمثال‬
‫العق‬
‫ولكن‬ ،‫فيكو‬ ‫مولد‬ ‫قبل‬ ‫اآلسبانية‬ ‫التفتيش‬ ‫محاكم‬ ‫أنعزلت‬ ‫"وقد‬ ،‫وهوبز‬ ‫ت‬‫ر‬‫لديكا‬ ‫لية‬
‫هذه‬ ‫تلبث‬ ‫لم‬ ‫ثم‬ ،‫مماته‬ ‫بعد‬ ‫وحتى‬ ‫حياته‬ ‫طوال‬ ‫أستمرت‬ ‫الكاثوليكية‬‫أو‬ ‫البابوية‬ ‫املحاكم‬
"‫التفتيش‬ ‫محاكم‬ ‫تتبعه‬‫الذي‬ ‫االسلوب‬ ‫نفس‬ ‫الى‬ ‫لجأت‬ ‫أن‬ ‫االسقفية‬ ‫املحاكم‬
(
10
)
.
‫إخ‬ ‫الى‬‫فيكو‬ ‫دعى‬ ‫ما‬ ‫هذا‬ ‫ولعل‬
‫عليه‬ ‫يغلب‬ ‫ألسلوب‬ ‫وإستخدامه‬ ‫اءه‬‫ر‬‫وآ‬ ‫ه‬‫ر‬‫أفكا‬ ‫بعض‬ ‫فاء‬
‫بتهمة‬ ‫املحاكم‬ ‫هذه‬ ‫الى‬ ‫يجرون‬ ‫املقربين‬ ‫أصدقاءه‬ ‫بعض‬ ‫اى‬‫ر‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ،‫والتمويه‬ ‫الغموض‬
.‫الزندقة‬
،‫عصره‬ ‫في‬ ‫السائدة‬ "‫تية‬‫ر‬‫"الديكا‬ ‫الجديدة‬ ‫بالفلسفة‬‫فيكو‬‫تأثر‬ ‫مدى‬ ‫أحد‬ ‫على‬ ‫يخفى‬ ‫وال‬
‫إنه‬‫إال‬‫لها‬‫الشديد‬‫إنتقاده‬‫من‬‫الرغم‬‫"وعلى‬
‫التي‬‫السن‬‫وهي‬،‫بعين‬‫ر‬‫اال‬‫سن‬‫حتى‬‫تيا‬‫ر‬‫ديكا‬‫ظل‬
"‫االصلي‬ ‫مبدأه‬ ‫وظهور‬ ‫بوضوح‬ ‫ه‬‫ر‬‫أفكا‬ ‫تبلور‬ ‫بداية‬ ‫تسجل‬
(
11
)
‫في‬ ‫أنطلق‬ ‫أن‬‫إال‬ ‫لبث‬ ‫ما‬ ‫ثم‬ ،
‫كتاب‬ ‫لذلك‬ ‫أفرد‬‫و‬ ،‫ضها‬‫ر‬‫تعا‬ ‫جديدة‬ ‫نظرية‬ ‫قدم‬ ‫حيث‬ ،‫تية‬‫ر‬‫الديكا‬ ‫املعرفة‬ ‫لنظرية‬ ‫نقده‬
، ‫االنسانية‬ ‫اسات‬‫ر‬‫للد‬ ‫ت‬‫ر‬‫ديكا‬ ‫اء‬‫ر‬‫د‬‫ز‬‫ا‬ ‫كذلك‬ ‫فيها‬ ‫وفند‬ ،"‫القديمة‬ ‫االيطالية‬ ‫"الحكمة‬
‫يستند‬ ‫الذي‬ "‫"الكوجيتو‬ ‫وهي‬ ‫ت‬‫ر‬‫ديكا‬ ‫اليها‬ ‫أستند‬ ‫التي‬ ‫الثالث‬ ‫االسس‬ ‫أيضا‬ ‫وهاجم‬
‫الى‬

10. [10]
‫أولية‬ ‫معرفة‬ ‫وجود‬ ‫الى‬ ‫تستند‬ ‫التي‬ ‫هللا‬ ‫وجود‬ ‫أدلة‬ ‫أيضا‬‫و‬ ،‫لليقين‬ ‫ل‬‫أو‬ ‫كمبدأ‬ ‫الذاتي‬ ‫الوعي‬
‫فيكو‬ ‫تعامل‬ ‫"لقد‬ .‫والبداهة‬ ‫للوضوح‬‫كمعيار‬ ‫ي‬ ‫الرياض‬‫املعيار‬ ‫في‬ ‫إشكاله‬ ‫باالضافة‬،‫سابقة‬
،‫الحديثة‬ ‫الدولة‬ ‫أنظمة‬ ‫وكرسته‬ ،‫اإليطالية‬ ‫النهضة‬ ‫حركة‬ ‫أوجدته‬ ‫ي‬‫حيو‬ ‫مجتمع‬ ‫مع‬
‫الحرك‬ ‫ودعمته‬
‫اصوله‬ ‫فهم‬ ‫ل‬‫وحاو‬ ‫وسطه‬ ‫مع‬ ‫فتجاوب‬ ‫واالقتصادية‬ ‫االجتماعية‬ ‫ية‬
‫تفسيرا‬‫ليجد‬،‫األمم‬‫بين‬‫املشتركة‬‫الطبيعة‬‫عن‬‫يبحث‬‫يخ‬‫ر‬‫التا‬‫أحداث‬‫الى‬‫فرجع‬،‫ومنطلقاته‬
"‫عصره‬ ‫اقع‬‫و‬ ‫وليحلل‬ ‫يخ‬‫ر‬‫التا‬ ‫في‬ ‫ي‬‫البشر‬ ‫النشاط‬ ‫لتوجهات‬
(
12
)
.
‫الثاني‬ ‫الفصل‬

11. [11]
‫في‬ ‫املشترك‬‫املعرفي‬‫املنهج‬
‫يخية‬‫ر‬‫التا‬‫الدالالت‬‫إستنباط‬
‫إن‬‫الى‬‫يتضح‬،‫وفيكو‬‫ن‬‫خلدو‬‫إبن‬‫من‬‫كل‬‫أفكار‬‫و‬‫اء‬‫ر‬‫آل‬‫الدقيقة‬‫واملالحظة‬‫املتأنية‬‫القراءة‬‫إن‬
‫مع‬ ‫تعاملهما‬ ‫طريقة‬ ‫في‬ ‫متماثلة‬ ‫فكرية‬ ‫ومواصفات‬ ‫مشتركة‬ ‫منهجية‬ ‫خصوصية‬ ‫هناك‬
‫الحقائ‬ ‫إستنباط‬ ‫في‬ ‫إبداعهما‬‫و‬ ‫تميزهما‬ ‫الى‬ ‫أدت‬ ‫التي‬ ‫وتلك‬ ،‫يخية‬‫ر‬‫التا‬ ‫املعرفة‬
‫بة‬َ‫املغي‬ ‫ق‬
:‫املواصفات‬ ‫هذه‬ ‫ومن‬ ،‫ن‬‫والباحثو‬ ‫ن‬‫املؤرخو‬ ‫يكتشفها‬‫لم‬ ‫والتي‬
1
-
:‫األحداث‬ ‫طبيعة‬ ‫فهم‬ ‫في‬ ‫العقل‬ ‫تحكيم‬
‫ان‬‫ر‬‫العم‬ ‫بشروط‬ ‫بطها‬‫ر‬‫و‬ ،‫تدهورها‬ ‫وعوامل‬ ‫االمم‬ ‫حال‬ ‫الى‬ ‫اقعية‬‫بو‬ ‫ن‬‫خلدو‬ ‫إبن‬ ‫نظر‬
‫بين‬‫ز‬ّ‫التمي‬ ‫على‬ ‫ا‬‫ر‬‫قاد‬ ‫ن‬‫يكو‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ ‫عنده‬ ‫فاملؤرخ‬ ،‫البشرية‬ ‫والطبيعة‬
‫يخية‬‫ر‬‫التا‬ ‫ايات‬‫الرو‬
‫وتمحيصها‬‫فيها‬‫النظر‬‫وبحسن‬‫العقل‬‫بتحكيم‬‫وذلك‬،‫مرفوض‬‫هو‬‫وما‬‫منها‬‫ل‬‫معقو‬‫هو‬‫فيما‬
‫طويلة‬ ‫اسة‬‫ر‬‫د‬ ‫كونته‬ ‫فقد‬ ،‫دقيقة‬ ‫بعناية‬ ‫أعماله‬ ‫كل‬ ‫يحيط‬ ‫كان‬ " ‫فإنه‬ ‫لذا‬ ،‫دالالتها‬ ‫وتلمس‬
‫باإلضطرابات‬ ‫مستمرة‬ ‫وخبرة‬ ،‫عهده‬ ‫الى‬ ‫العرب‬ ‫عرفها‬ ‫التي‬ ‫العلوم‬ ‫لجميع‬ ‫اسخة‬‫ر‬
‫السياسي‬
‫املزعزع‬ ‫مركزه‬ ‫وأضطره‬ ،‫ي‬‫الهجر‬ ‫الثامن‬ ‫ن‬‫القر‬ ‫في‬ ‫االسالمي‬ ‫يخ‬‫ر‬‫التا‬ ‫كل‬ ‫هي‬ ‫التي‬ ‫ة‬
‫مادة‬‫ي‬ ‫ش‬‫كل‬‫في‬‫ى‬‫ير‬‫أن‬‫الى‬‫مضطرا‬‫كان‬‫لذلك‬،‫يقال‬‫ملا‬‫الوزن‬‫كثير‬‫الحذر‬‫جم‬‫ن‬‫يكو‬‫أن‬‫دائما‬
"‫لالختبار‬ ‫وموضعا‬ ‫للتأمل‬
(
13
)
‫أكد‬ ،‫يخ‬‫ر‬‫التا‬ ‫فن‬ ‫عن‬ "‫"املقدمة‬ ‫بداية‬ ‫في‬ ‫كتب‬ ‫فعندما‬ ‫ولذا‬ .
‫الفن‬ ‫هذا‬ ‫بأن‬
‫يقضيان‬ ‫وتثبت‬‫نظر‬ ‫وحسن‬ ،‫متنوعة‬ ‫ف‬‫ر‬‫ومعا‬ ،‫متعددة‬ ‫مآخذ‬ ‫الى‬ ‫"محتاج‬
"‫واملغالط‬ ‫املزالت‬ ‫عن‬ ‫به‬ ‫وينكبان‬ ،‫الحق‬ ‫الى‬ ‫بصاحبهما‬
(
14
)
‫كبار‬ ‫ن‬‫خلدو‬ ‫إبن‬ ‫أنتقد‬ ‫وقد‬
‫جعلهم‬ ‫مما‬ ‫تمحيصها‬ ‫ن‬‫دو‬ ‫يخية‬‫ر‬‫التا‬ ‫اآلحداث‬ ‫بعرض‬ ‫أكتفوا‬ ‫الذين‬ ‫املسلمين‬ ‫املؤرخين‬
،‫والخزعبالت‬ ‫افات‬‫للخر‬ ‫االحداث‬ ‫هذه‬ ‫ن‬‫يخضعو‬
‫ل‬‫فحو‬ ‫وإن‬ " ‫مقدمته‬ ‫في‬‫يشير‬ ‫ذلك‬ ‫والى‬
‫الدفاتر‬ ‫صفحات‬ ‫في‬ ‫وسطروها‬ ،‫وجمعوها‬ ‫األيام‬‫أخبار‬ ‫أستوعبوا‬ ‫قد‬ ‫االسالم‬ ‫في‬ ‫املؤرخين‬
‫من‬ ‫خرف‬‫ز‬‫و‬ ،‫أبتدعوها‬‫و‬ ‫فيها‬ ‫وهموا‬ ‫الباطل‬ ‫من‬ ‫بدسائس‬ ‫ن‬‫املتطفلو‬ ‫وخلطها‬ ،‫وأودعوها‬
‫بعد‬ ‫ممن‬‫الكثير‬‫اآلثار‬ ‫تلك‬ ‫أقتفى‬‫و‬ ،‫ووضعوها‬ ‫لفقوها‬ ‫فة‬َ‫املضع‬ ‫ايات‬‫الرو‬
،‫أتبعوها‬‫و‬ ‫هم‬
‫فضوا‬‫ر‬‫وال‬ ،‫يراعوها‬ ‫ولم‬ ‫واالحوال‬ ‫الوقائع‬ ‫أسباب‬ ‫يالحظوا‬ ‫ولم‬ ،‫سمعوها‬ ‫كما‬ ‫الينا‬ ‫وأدوها‬
"‫دفعوها‬‫وال‬ ‫االحاديث‬ ‫ترهات‬
(
15
)
.
‫عليه‬ ‫فرض‬ ‫وقد‬ ،‫يخية‬‫ر‬‫التا‬ ‫لالحداث‬ ‫الثاقبة‬ ‫نظرته‬ ‫في‬ ‫ن‬‫خلدو‬ ‫إبن‬ ‫ك‬‫ر‬‫شا‬ ‫فقد‬‫فيكو‬ ‫أما‬
‫ر‬‫إ‬ ‫مرتبط‬ ‫إجتماعي‬ ‫ككائن‬ ‫الفرد‬ ‫الى‬ ‫النظر‬ ‫العلمي‬ ‫مجاله‬
‫وصاغ‬ ،‫بالجماعة‬ ‫وثيق‬ ‫تباط‬

12. [12]
‫تحجب‬ ‫التي‬ ‫تلك‬ ‫وهي‬ ،‫باألوهام‬ ‫وسماها‬ ‫ن‬‫املؤرخو‬ ‫فيها‬ ‫يقع‬ ‫التي‬ ‫االفتراضات‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬
‫في‬ ‫حصرها‬ ‫مماثلة‬ ‫ألوهام‬ ‫عرضة‬ ‫املؤرخين‬ ‫إن‬‫"فأعتبر‬ ،‫لألحداث‬ ‫املوضوعية‬ ‫الرؤية‬ ‫عنهم‬
‫أو‬ ‫األوهام‬ ‫وهذه‬ ،‫ي‬‫البشر‬ ‫يخ‬‫ر‬‫التا‬ ‫مبادئ‬ ‫عن‬ ‫القديمة‬ ‫اء‬‫ر‬‫اآل‬ ‫فيها‬ ‫أنتقد‬‫و‬ ‫بعة‬‫ر‬‫أ‬
‫األخطاء‬
"‫ن‬‫والباحثو‬ ‫العلماء‬ ‫فيها‬ ‫وقع‬ ‫كما‬ ‫بالكامل‬ ‫أمم‬ ‫فيها‬ ‫وقعت‬
(
16
)
‫هذه‬ ‫على‬‫فيكو‬ ‫أطلق‬ ‫وقد‬ .
‫فيكو‬‫عند‬‫"املؤرخ‬‫فإن‬‫لذا‬.‫ي‬‫البشر‬‫العقل‬‫بخصائص‬‫تتعلق‬‫كلها‬ "‫"مسلمات‬‫إسم‬‫األوهام‬
‫وأن‬ ‫اإلنسان‬ ‫أفعال‬ ‫يستوعب‬ ‫أن‬ ،‫لالشياء‬ ‫اقعيه‬‫الو‬ ‫وبنظرته‬ ‫إنسانيته‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫له‬ ‫يمكن‬
‫و‬ ‫يفهمها‬
‫على‬ ‫والبعيدة‬ ‫املجهولة‬ ‫األمور‬ ‫على‬ ‫يحكم‬ ‫ي‬‫البشر‬ ‫العقل‬ ‫مادام‬ ‫معها‬ ‫يتآلف‬ ‫أن‬
"‫منه‬ ‫القريبة‬‫أو‬ ‫له‬ ‫املألوفة‬ ‫االمور‬ ‫اساس‬
(
17
)
.
2
–
: ‫امليدانية‬‫واملعاينة‬ ‫املالحظة‬ ‫دقة‬
،‫الذاتية‬ ‫وخبرته‬ ‫امليدانية‬ ‫تجربته‬ ‫على‬ ‫إعتمادا‬ ‫البشر‬ ‫بطبائع‬ ‫إهتماما‬ ‫ن‬‫خلدو‬ ‫إبن‬ ‫أولى‬
‫جعلته‬ ‫اللتان‬
‫حدسه‬ ‫على‬ ‫إعتمادا‬ ،‫عنها‬ ‫االحكام‬ ‫وإصدار‬ ‫الطبائع‬ ‫هذه‬ ‫فهم‬ ‫اعلى‬‫ر‬‫قاد‬
،‫املجتمعات‬ ‫سلوك‬ ‫تحكم‬ ‫التي‬ ‫والنظريات‬ ‫الدالالت‬ ‫إستنباط‬ ‫في‬ ‫ساعدته‬ ‫اللتان‬ ‫وبصيرته‬
‫االحداث‬ ‫وتبرير‬ ‫تفسيرها‬ ‫في‬ ‫الذكية‬ ‫مالحظته‬ ‫الى‬ ‫بل‬ ‫األشياء‬ ‫ظاهر‬ ‫على‬ ‫يعتمد‬ ‫لم‬ ‫فهو‬
‫فن‬ ‫أن‬ ‫ى‬‫ير‬ ‫جعله‬ ‫ما‬ ‫وهذا‬ ،‫بها‬ ‫املتعلقة‬
،‫واألغفال‬ ‫السوقة‬ ‫معرفته‬ ‫الى‬ ‫"تسمو‬ ‫يخ‬‫ر‬‫التا‬
"‫ال‬ّ‫والجه‬‫العلماء‬‫فهمه‬‫في‬‫ى‬‫وتتساو‬،‫واألقيال‬‫امللوك‬‫فيه‬‫وتتنافس‬
(
18
)
‫لتجربته‬‫كانت‬‫وقد‬.
‫في‬‫األثر‬ ‫أبلغ‬ ‫واالندلس‬ ‫املغرب‬ ‫بالد‬ ‫في‬ ‫كان‬ ‫عندما‬ ‫االحداث‬ ‫مع‬‫املباشر‬ ‫وإحتكاكه‬ ‫امليدانية‬
‫"فال‬،‫البشرية‬‫الطبائع‬‫عن‬‫الكشف‬‫على‬‫ته‬‫ر‬‫مقد‬
‫على‬‫ن‬‫خلدو‬‫إبن‬‫عند‬‫القائم‬‫ي‬‫البشر‬‫عمران‬
"‫العصر‬ ‫لروح‬ ‫ومالحظته‬ ‫لتجربته‬ ‫مستقى‬ ‫البداوة‬ ‫أسبقية‬
(
19
)
‫يفرد‬ ‫إنه‬ ‫نالحظ‬ ‫فإننا‬ ‫لذا‬ ،
،‫واالمصار‬ ‫العمران‬ ‫أصل‬ ‫هي‬ ‫البادية‬ ‫بأن‬‫ويؤكد‬ ‫االسبقية‬ ‫هذه‬ ‫عن‬ ‫مقدمته‬‫في‬‫عدة‬‫فصوال‬
‫يعانو‬‫ما‬‫"لكثرة‬،‫الحضر‬‫أهل‬‫من‬‫الخير‬‫الى‬‫أقرب‬‫هم‬‫سكناها‬‫وإن‬
‫ن‬‫فنو‬‫من‬)‫الحضر‬‫نه(أهل‬
‫أنفسهم‬ ‫تلونت‬ ‫قد‬ ‫منها‬ ‫شهواتهم‬ ‫على‬ ‫والعكوف‬ ‫الدنيا‬ ‫على‬ ‫واالقبال‬ ‫الترف‬ ‫وعوائد‬ ‫املالذ‬
‫لهم‬ ‫حصل‬ ‫ما‬‫بقدر‬ ‫ومسالكه‬‫الخير‬ ‫ق‬‫طر‬ ‫عليهم‬ ‫وبعدت‬ ،‫والشر‬ ‫الخلق‬ ‫مذمومات‬ ‫من‬‫بكثير‬
‫ذلك‬ ‫من‬
(
20
)
"‫الحضر‬ ‫أهل‬ ‫من‬ ‫الشجاعة‬ ‫الى‬ ‫أقرب‬ ‫البادية‬ ‫أهل‬ ‫بأن‬‫يقر‬ ‫فإنه‬ ‫وكذلك‬ ،
‫وا‬
‫في‬ ‫أنغمسوا‬‫و‬ ،‫والدعة‬ ‫الراحة‬ ‫مهاد‬ ‫على‬ ‫جنوبهم‬ ‫ألقوا‬‫الحضر‬ ‫أهل‬ ‫أن‬ ‫ذلك‬ ‫في‬ ‫لسبب‬
‫الذي‬ ‫والحاكم‬ ‫واليهم‬ ‫الى‬ ‫أنفسهم‬‫و‬ ‫أموالهم‬ ‫عن‬ ‫املدافعة‬ ‫في‬ ‫أمرهم‬ ‫ووكلوا‬ ،‫والترف‬ ‫النعيم‬

13. [13]
‫وتوحشهم‬‫املجتمع‬‫عن‬‫لتفردهم‬‫البادية‬‫وأهل‬......‫حراستهم‬‫تولت‬‫التي‬‫والحامية‬‫يسوسهم‬
‫ع‬‫وبعدهم‬‫الضواحي‬‫في‬
‫في‬‫جانب‬‫كل‬‫عن‬‫ن‬‫ويتلفتو‬،‫السالح‬ ‫ن‬‫يحملو‬‫دائما‬‫فهم‬...‫الحامية‬‫ن‬
‫أو‬ ‫داع‬ ‫دعاهم‬ ‫متى‬ ‫اليها‬ ‫ن‬‫يرجعو‬ ‫سجية‬ ‫والشجاعة‬ ‫خلقا‬ ‫البأس‬ ‫لهم‬‫صار‬ ‫قد‬....‫ق‬‫الطر‬
"‫صارخ‬ ‫أستفزهم‬
(
21
)
.
‫امليدانية‬ ‫املعاينة‬ ‫من‬ ‫يخ‬‫ر‬‫التا‬ ‫أحكام‬ ‫يستخلص‬ ‫فهو‬ ،‫فيكو‬ ‫عند‬ ‫نراه‬ ‫نفسه‬ ‫والتوجه‬
‫يخ‬‫ر‬‫التا‬ ‫أن‬ ‫ى‬‫وير‬ ،‫واملالحظة‬
‫والتعامل‬ ‫اكه‬‫ر‬‫إد‬ ‫نستطيع‬ ‫فإننا‬ ‫وبالتالي‬ ،‫االنسان‬ ‫صنع‬ ‫من‬
،‫ي‬ ‫الحس‬ ‫ي‬‫والتحر‬‫لإلختبار‬ ‫وسابقة‬ ‫أولية‬ ‫معرفة‬ ‫هناك‬ ‫إن‬ " ‫ك‬‫ر‬‫يستد‬ ‫كان‬ ‫فإنه‬ ‫ولذا‬ ،‫معه‬
‫األسماء‬ ‫الى‬ ‫الكالسيكية‬‫االساطير‬ ‫برد‬ ‫الرمزية‬‫تفسير‬ ‫في‬ ‫املالحظة‬ ‫على‬ ‫االعتماد‬ ‫تتطلب‬
‫هومير‬ ‫ملحمة‬ ‫تشكل‬ ‫كيفية‬ ‫تعرفنا‬ ‫التي‬ ‫البعيدة‬
‫التي‬ ،‫عشر‬ ‫اإلثنى‬ ‫االلواح‬ ‫ن‬‫وقانو‬ ‫وس‬
"‫متالحقة‬ ‫عصور‬ ‫في‬ ‫جال‬‫ر‬‫و‬ ‫جماعات‬ ‫قصص‬‫من‬ ‫فشيئا‬ ‫شيئا‬ ‫تشكلت‬
(
22
)
.
3
-
:‫االجتماعية‬‫الظواهر‬ ‫تعليل‬ ‫في‬ ‫األسباب‬ ‫عن‬ ‫البحث‬
‫تحكم‬‫التي‬‫القوانين‬‫الى‬‫يوصل‬‫الذي‬‫السبيل‬‫هو‬‫اإلسباب‬‫على‬‫التعرف‬‫إن‬‫ن‬‫خلدو‬‫إبن‬‫أيقن‬
‫الظواهر‬
،‫مقبولة‬ ‫منطقية‬ ‫أمورا‬ ‫ل‬‫الدو‬‫وأطوار‬ ‫يخية‬‫ر‬‫التا‬ ‫ة‬‫ر‬‫الدو‬ ‫في‬ ‫ى‬‫ير‬‫"فهو‬ ،‫االجتماعية‬
"‫شعب‬‫كل‬‫الى‬‫بالنسبة‬‫تتكرر‬‫األدوار‬‫جعلت‬،‫مطلقة‬‫وأسباب‬‫علل‬‫الى‬‫تستند‬‫ألنها‬
(
23
)
‫ولهذ‬،
‫العلل‬ ‫لتفسير‬ ‫بعض‬ ‫فيما‬ ‫بطها‬‫ر‬‫و‬ ‫أيضا‬ ‫والالحقة‬ ‫السابقة‬ ‫باالحداث‬ ‫ن‬‫خلدو‬ ‫إبن‬ ‫إهتم‬
‫أيناه‬‫ر‬ ‫ولهذ‬ ،‫واألسباب‬
،‫نسقا‬ ‫ها‬‫ر‬‫أخبا‬ ‫نسقوا‬ ‫لدولة‬ ‫تعرضوا‬ ‫"إن‬ ‫ألنهم‬ ‫املؤرخين‬ ‫ينتقد‬
‫فع‬‫ر‬ ‫الذي‬ ‫السبب‬ ‫يذكرون‬ ‫وال‬ ،‫لبدايتها‬ ‫ن‬‫يتعرضو‬ ‫وال‬ ‫صدقا‬‫أو‬ ‫وهما‬ ‫نقله‬ ‫على‬ ‫حافظين‬
"‫غايتها‬ ‫عند‬ ‫الوقوف‬ ‫علة‬‫وال‬ ‫آياتها‬ ‫من‬‫وأظهر‬ ‫ايتها‬‫ر‬
(
24
)
.
‫الظو‬ ‫تفهم‬ ‫في‬ ‫باألسباب‬‫اآلخر‬‫هو‬ ‫أخذ‬ ‫الذي‬‫فيكو‬ ‫عند‬ ‫نجده‬ ‫نفسه‬ ‫والتوجه‬
‫الطبيعية‬‫اهر‬
‫اإللهية‬ ‫العناية‬ ‫نظرية‬ ‫على‬ ‫يعتمد‬ ‫الذي‬ ‫ي‬ ‫الكنس‬‫بالفكر‬ ‫يأخذ‬ ‫لم‬‫فهو‬ ،‫يخ‬‫ر‬‫التا‬ ‫تطور‬ ‫وفي‬
،‫الغيبيات‬ ‫أو‬ ‫امليتافيزيقا‬ ‫عن‬ ‫بعيدا‬ ‫االجتماعية‬ ‫العملية‬ ‫في‬ ‫العلية‬ ‫"بنظرية‬ ‫أخذ‬ ‫ولكنه‬
‫ف‬ ‫إن‬ ‫ى‬‫تر‬ ‫التي‬‫هوبز‬ ‫وتوماس‬ ‫جاليلي‬‫وجاليليو‬‫برونو‬‫جيوردانو‬ ‫نظرية‬ ‫مع‬ ‫ذلك‬ ‫في‬‫متفاعال‬
‫ي‬
"‫بنفسه‬ ‫أنتجه‬ ‫ما‬‫يعرف‬ ‫أن‬ ‫االنسان‬ ‫إمكان‬
(
25
)
.
4
–
:‫يخ‬‫ر‬‫التا‬‫مواجهة‬ ‫في‬ ‫الدين‬‫من‬ ‫املوقف‬

14. [14]
،‫ي‬‫البشر‬ ‫يخ‬‫ر‬‫للتا‬ ‫الديني‬ ‫املفهوم‬ ‫مسألة‬ ‫في‬ ‫الفقهاء‬ ‫مع‬ ‫االصطدام‬ ‫تجنب‬ ‫ن‬‫خلدو‬ ‫إبن‬ ‫ل‬‫حاو‬
‫االحداث‬ ‫وأن‬ ،‫الشرعي‬ ‫والفقه‬ ‫الفكرالديني‬ ‫مع‬ ‫يتماهى‬ ‫العامة‬ ‫عند‬ ‫يخ‬‫ر‬‫التا‬ ‫أن‬‫إعتبار‬ ‫على‬
‫تخضع‬
‫التوجه‬ ‫مع‬ ‫ينسجم‬‫ال‬‫تفسير‬ ‫ألي‬ ‫إخضاعها‬ ‫تجنب‬ ‫يجب‬ ‫مما‬ ‫اإللهية‬ ‫العناية‬ ‫ملسألة‬
‫"فإبن‬ .‫عصره‬ ‫في‬ ‫السائد‬ ‫الثقافي‬ ‫باملناخ‬ ‫متأثرا‬ ‫املسألة‬ ‫هذه‬ ‫مع‬ ‫تعاطى‬ ‫فقد‬ ‫لذا‬ ،‫الديني‬
‫أكتفى‬،‫الفقهاء‬‫مع‬‫املأساوية‬‫الخطيب‬‫إبن‬‫ونهاية‬‫القاسية‬‫شد‬‫ر‬‫إبن‬‫بتجربة‬‫ف‬‫ر‬‫العا‬‫ن‬‫خلدو‬
‫الع‬ ‫مالحظاته‬ ‫بتسجيل‬
‫ذلك‬ ‫في‬ ‫متأثرا‬ ‫وكان‬ ،"‫"العبر‬ ‫كتابه‬ ‫في‬ ‫تطبيقها‬ ‫محاولة‬ ‫ن‬‫دو‬ ‫من‬ ‫امة‬
"‫للتقاليد‬ ‫والخاضع‬ ‫بالتصوف‬ ‫ق‬‫املستغر‬ ‫الثقافي‬ ‫املناخ‬
(
26
)
‫ن‬‫خلدو‬ ‫إبن‬ ‫تقلد‬ ‫إن‬ ‫كما‬ .
‫من‬‫تعتبر‬ ‫والتي‬ ‫املسائل‬ ‫هذه‬ ‫مثل‬ ‫في‬ ‫الخوض‬ ‫يتجنب‬ ‫جعله‬‫مصر‬ ‫في‬ ‫املالكية‬ ‫ي‬ ‫قاض‬ ‫منصب‬
‫يحا‬ ‫وكان‬ ،‫والعامة‬ ‫الفقهاء‬ ‫لدى‬ ‫املسلمات‬
‫مع‬ ‫ض‬‫ر‬‫تتعا‬‫ال‬ ‫التي‬ ‫التفسيرات‬ ‫إيجاد‬ ‫فقط‬ ‫ل‬‫و‬
‫واألحاديث‬ ‫القرأنية‬ ‫اآليات‬ ‫من‬‫الكثير‬ ‫بإيراد‬ ‫عنه‬ ‫الشبهات‬ ‫إبعاد‬ ‫وكذلك‬ ‫السائد‬ ‫املفهوم‬
‫أن‬ ‫ل‬‫يحاو‬ ‫كان‬ ‫فإنه‬ ‫ولذا‬ .‫ذلك‬ ‫شابه‬ ‫وما‬ "‫أعلم‬ ‫"وهللا‬ ‫بكلمة‬ ‫اته‬‫ر‬‫عبا‬ ‫ينهي‬ ‫وكان‬ ،‫النبوية‬
‫التا‬ ‫الى‬ ‫نظرته‬ ‫في‬ ‫اإليمان‬ ‫وبين‬ ‫العقالنية‬ ‫بين‬ ‫ن‬‫يواز‬
‫والتفكير‬‫للتدبر‬ ‫مجال‬ ‫أعتبره‬ ‫الذي‬ ،‫يخ‬‫ر‬
‫اء‬‫ر‬‫صح‬ ‫في‬ ‫إسرائيل‬ ‫بني‬ ‫تيه‬ ‫لقصة‬ ‫تعرض‬ ‫عندما‬ ‫فهو‬ ،‫الغائبة‬ ‫الحقيقة‬ ‫الى‬ ‫ل‬‫والوصو‬
‫الذي‬ ‫الجيل‬ ‫أن‬ ‫الى‬ " ‫ذهب‬ ‫حيث‬ ، ‫ايه‬‫ر‬ ‫سياق‬ ‫مع‬ ‫لتتسق‬ ‫علميا‬ ‫تفسيرا‬ ‫عليها‬ ‫أضفى‬ ‫سيناء‬
،‫مصر‬ ‫مدن‬ ‫في‬ ‫والترف‬ ‫الدعة‬ ‫حياة‬ ‫أعتاد‬ ‫قد‬ ‫إسرائيل‬ ‫بني‬ ‫من‬ ‫ى‬ ‫موس‬ ‫مع‬ ‫كان‬
‫خضع‬ ‫كما‬
‫جيل‬‫ونشأة‬‫الجيل‬‫هذا‬‫لفناء‬‫مة‬‫ز‬‫الال‬‫املدة‬‫هي‬‫سنة‬‫ن‬‫بعو‬‫ر‬‫ا‬‫ومدته‬،‫ن‬‫فرعو‬‫من‬‫والقهر‬‫للذل‬
‫التي‬ ‫العصبية‬ ‫فيهم‬ ‫ى‬‫فتقو‬ ‫والخشونة‬ ‫الشظف‬ ‫حياة‬ ‫إال‬ ‫يعرف‬ ‫ال‬ ‫سيناء‬‫قفار‬ ‫في‬ ‫جديد‬
"‫والتغلب‬ ‫املطالبة‬ ‫من‬ ‫تمكنهم‬
(
27
)
.
‫د‬ ‫خارج‬ ‫املقدس‬ ‫يخ‬‫ر‬‫التا‬ ‫بأن‬ ‫فأكد‬ ،‫فيكو‬‫سار‬ ‫نفسه‬ ‫النمط‬ ‫وعلى‬
‫والتحليل‬ ‫املالحظة‬ ‫ائرة‬
‫بشكل‬‫ه‬‫ر‬‫أفكا‬ ‫صاغ‬ ‫فقد‬ ‫ي‬‫البشر‬ ‫يخ‬‫ر‬‫بالتا‬ ‫يتعلق‬ ‫فيما‬ ‫أما‬ ،‫اإللهية‬ ‫العناية‬‫إطار‬ ‫في‬ ‫يقع‬ ‫أنه‬‫و‬
‫ال‬‫القدر‬ ‫أن‬‫وأعتبر‬ ،‫امليتافيزيقية‬ ‫املسائل‬ ‫طرح‬ ‫أيضا‬ ‫وتجنب‬،‫الكنيسة‬ ‫جال‬‫ر‬ ‫نقمة‬‫يثير‬ ‫ال‬
‫ا‬ ‫نفهم‬ ‫أن‬ ‫لنا‬ ‫يمكن‬‫"ال‬ ‫ل‬‫يقو‬ ‫هذا‬ ‫وفي‬ ،‫ي‬‫دينيو‬ ‫يخ‬‫ر‬‫تا‬ ‫ألنه‬ ‫فيه‬ ‫يتدخل‬
‫ليست‬ ‫ألنها‬ ‫لطبيعة‬
‫يمكن‬ ‫السبب‬ ‫ولهذا‬ ،‫نحن‬ ‫خلقنا‬ ‫من‬ ‫ألننه‬ ‫معرفته‬ ‫فبإمكاننا‬ ‫يخ‬‫ر‬‫التا‬ ‫أما‬ ،‫صنعنا‬ ‫من‬
"‫البشرية‬ ‫روحنا‬ ‫تغيرات‬ ‫في‬ ‫مبادئه‬ ‫إستكشاف‬
(
28
)
.

15. [15]
،‫املجتمع‬ ‫حياة‬ ‫في‬ ‫مرموقة‬ ‫مكانة‬ ‫للدين‬‫وفيكو‬ ‫ن‬‫خلدو‬ ‫إبن‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫أعطى‬ ‫فقد‬ ‫عام‬ ‫وبشكل‬
‫لتماسك‬ ‫ي‬‫ضرور‬ ‫عامل‬ ‫بأنه‬ ‫أكدا‬‫و‬
‫وأمان‬ ‫البشر‬ ‫توحش‬ ‫من‬ ‫ويحد‬ ‫األفراد‬ ‫وتعاضد‬
‫على‬‫قوة‬‫أصلها‬‫في‬‫الدولة‬‫تزيد‬‫الدينية‬‫الدعوة‬‫أن‬‫في‬"‫أكد‬‫ن‬‫خلدو‬‫إبن‬‫فإن‬‫ولهذا‬،‫للشعوب‬
"‫عددها‬ ‫من‬ ‫لها‬ ‫كانت‬ ‫التي‬ ‫العصبية‬ ‫قوة‬
(
29
)
‫على‬ ‫العصبية‬‫تأثير‬ ‫يغلب‬ ‫الدين‬ ‫فإن‬ ‫ولذا‬ ،
‫على‬ ‫يعمل‬ ‫بل‬ ،‫النزاع‬ ‫أسباب‬ ‫كل‬ ‫على‬ ‫ي‬ ‫ويقض‬ ‫الناس‬
‫أخوة‬ ‫ويجعلهم‬ ‫بينهم‬ ‫فيما‬ ‫التقريب‬
‫ذلك‬ ‫"ومرد‬ ‫األديان‬ ‫بفضل‬ ‫أعترف‬ ‫الذي‬‫فيكو‬ ‫وكذلك‬ .‫العصبيات‬ ‫تنوعت‬ ‫مهما‬ ‫متحابين‬
‫جعله‬ ‫الذي‬ ‫الديني‬ ‫للشأن‬ ‫وإجالله‬ ‫الكنيسة‬ ‫بمؤسسة‬ ‫تباطه‬‫ر‬‫وإ‬ ‫العميقة‬ ‫املسيحية‬ ‫ثقافته‬
‫اإلت‬ ‫الى‬ ‫الشعوب‬ ‫دفع‬ ‫على‬ ‫على‬ ‫ة‬‫ر‬‫القد‬ ‫أوتيت‬ ‫التي‬ ‫هي‬ ‫وحدها‬ ‫األديان‬ ‫بأن‬‫يقر‬
‫بأعمال‬ ‫يان‬
" ‫بالفضائل‬‫تتصف‬
(
30
)

16. [16]
‫الثالث‬ ‫الفصل‬
‫ي‬‫البشر‬‫التراث‬‫وفهم‬‫االنساني‬‫املجتمع‬‫لطبيعة‬ ‫رؤيتهما‬
‫مالحظات‬ ‫وبعد‬ ،‫الزمن‬ ‫عبرعصور‬ ‫البشرية‬ ‫املجتمعات‬ ‫لطبيعة‬ ‫مستفيضة‬ ‫قراءات‬ ‫بعد‬
‫وتطور‬‫نشأة‬‫على‬ ‫أثرت‬ ‫والتي‬ ‫يخية‬‫ر‬‫التا‬ ‫األحداث‬ ‫عن‬ ‫الناتجة‬ ‫للتطورات‬ ‫دقيقة‬
‫وإضمحالل‬
‫لها‬ ‫وأن‬ ‫متعددة‬ ‫بمراحل‬‫تمر‬ ‫ات‬‫ر‬‫الحضا‬ ‫ان‬ ‫الى‬‫وفيكو‬ ‫ن‬‫خلدو‬ ‫إبن‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫خلص‬ ،‫الشعوب‬
‫أجيال‬‫أو‬‫أطوار‬ ‫عن‬ ‫ة‬‫ر‬‫عبا‬ ‫يخية‬‫ر‬‫التا‬ ‫ة‬‫ر‬‫الدو‬ ‫هذه‬ ‫وان‬ ،‫الحية‬ ‫املخلوقات‬ ‫كما‬ ‫محددة‬‫أعمار‬
‫نظرتهما‬ ‫في‬‫وفيكو‬ ‫ن‬‫خلدو‬ ‫إبن‬ ‫كان‬ ‫"لقد‬ .‫ى‬‫أخر‬ ‫عند‬ ‫وتنتهي‬ ‫معينة‬ ‫نقطة‬ ‫من‬ ‫تبدأ‬ ‫متتالية‬
‫يخية‬‫ر‬‫التا‬
،‫الحياة‬ ‫ة‬‫ر‬‫بدو‬ ‫بطه‬‫ر‬‫و‬ ‫ي‬ ‫املاض‬‫أسر‬ ‫من‬ ‫يخ‬‫ر‬‫التا‬ ‫إخراج‬ ‫الى‬ ‫يهدفان‬ ،‫املجتمع‬ ‫الى‬
‫مقدمة‬ ‫ل‬‫فصو‬ ‫عناوين‬ ‫ولعل‬ ،‫العقلية‬ ‫ات‬‫ر‬‫والقد‬ ‫االجتماعية‬ ‫ف‬‫ر‬‫املعا‬ ‫ضوء‬ ‫على‬ ‫ومعالجته‬
‫دليل‬‫خير‬ ،‫لفيكو‬ "‫جديد‬ ‫علم‬ ‫"مبادئ‬ ‫كتاب‬ ‫اقسام‬‫و‬ ‫ي‬‫البشر‬ ‫العمران‬ ‫ل‬‫حو‬ ‫ن‬‫خلدو‬ ‫إبن‬
‫نظر‬ ‫في‬ ‫التوجه‬ ‫وهذا‬ ‫الفهم‬ ‫هذا‬ ‫على‬
‫لحركة‬ ‫وفهمهما‬ ‫ي‬‫البشر‬ ‫املجتمع‬ ‫لطبيعة‬ ‫كليهما‬ ‫ة‬
"‫يخ‬‫ر‬‫التا‬
(
31
)
‫وتعاقب‬ ‫يخية‬‫ر‬‫التا‬ ‫ة‬‫ر‬‫الدو‬ ‫لطبيعة‬ ‫الفلسفي‬ ‫املنظور‬ ‫تماثل‬ ‫من‬ ‫الرغم‬ ‫وعلى‬ .
‫لألحداث‬ ‫وفهمه‬ ‫بطريقته‬‫يتميز‬ ‫منهما‬ ‫واحد‬ ‫كل‬ ‫إن‬ ‫إال‬ ،‫وفيكو‬ ‫ن‬‫خلدو‬ ‫إبن‬ ‫لدى‬ ‫االجيال‬
‫الدولة‬ ‫"إن‬ ‫بقوله‬ ‫ذلك‬ ‫عن‬ ‫عبر‬ ‫ن‬‫خلدو‬ ‫فإبن‬ ،‫والتطورات‬
‫كما‬ ‫طبيعية‬ ‫أعمار‬ ‫لها‬
"‫أجيال‬ ‫ثالثة‬‫الغالب‬‫في‬‫يعدو‬‫ال‬ ‫عمرها‬ ‫وإن‬...‫لألشخاص‬
(
32
)
.
‫املدافع‬‫وغلب‬‫الظفر‬‫فترة‬ ‫واعتبرها‬‫والتأسيس‬‫النشأة‬‫مرحلة‬‫هي‬‫األولى‬‫الخلدونية‬‫فاملرحلة‬
‫املجد‬‫إكتساب‬‫في‬‫قومه‬‫أسوة‬‫الطور‬‫هذا‬‫في‬‫الدولة‬‫صاحب‬‫ن‬‫"فيكو‬،‫الحكم‬‫على‬‫واالستيالء‬
‫املال‬ ‫وجباية‬
‫ى‬ ‫مقتض‬‫هو‬ ‫ذلك‬ ‫الن‬ ،‫يء‬ ‫بش‬ ‫دونهم‬ ‫ينفرد‬‫ال‬ ،‫والحماية‬ ‫الحوزة‬ ‫عن‬ ‫واملدافعة‬
"‫بحالها‬ ‫بعد‬ ‫ل‬‫تز‬ ‫لم‬ ‫وهي‬ ،‫الغلب‬ ‫بها‬ ‫وقع‬ ‫التي‬ ‫العصبية‬
(
33
)
‫ل‬‫األو‬ ‫الجيل‬ ‫خاصية‬ ‫وتلك‬ ،
،‫العيش‬ ‫شظف‬ ‫من‬ ‫وتوحشها‬ ‫وخشونتها‬ ‫البداوة‬ ‫خلق‬ ‫على‬ ‫يزالوا‬ ‫"لم‬ ‫هم‬ ‫الذين‬ ‫املؤسس‬
‫ا‬ ‫في‬ ‫واالشتراك‬ ،‫واالفتراس‬ ،‫والبسالة‬
،‫فيهم‬ ‫محفوظة‬ ‫العصبية‬ ‫سورة‬ ‫بذلك‬ ‫تزال‬‫فال‬ .‫ملجد‬
"‫ن‬‫مغلوبو‬ ‫لهم‬ ‫والناس‬ ،‫مرهوب‬ ‫وجانبهم‬ ،‫مرهف‬ ‫فحدهم‬
(
34
)
‫تتغلب‬ ‫املرحلة‬ ‫هذه‬ ‫وفي‬ .

17. [17]
‫وكذلك‬‫واملعنوية‬‫املادية‬‫ات‬‫ر‬‫باملقد‬‫الجميع‬‫مشاركة‬‫وفيها‬،‫الفردية‬‫على‬‫الجماعية‬‫العصبية‬
.‫صنعوه‬ ‫الذي‬ ‫واملجد‬ ‫بالحكم‬
‫هي‬‫الثانية‬‫واملرحلة‬
‫والرفه‬‫بامللك‬‫حالهم‬‫ل‬‫"تحو‬،‫بالحكم‬‫واإلنفراد‬‫والنضج‬‫الشباب‬‫مرحلة‬
‫الى‬ ‫املجد‬ ‫في‬ ‫اك‬‫ر‬‫االشت‬ ‫ومن‬ ،‫والخصب‬ ‫الترف‬ ‫الى‬ ‫الشظف‬ ‫ومن‬ ،‫ة‬‫ر‬‫الحضا‬ ‫الى‬ ‫البداوة‬ ‫من‬
"‫به‬‫الواحد‬‫اد‬‫ر‬‫االنف‬
(
35
)
‫همه‬‫جل‬‫ن‬‫ويكو‬،‫والدعة‬‫الراحة‬‫الى‬‫املرحلة‬‫هذه‬‫في‬‫الحاكم‬‫ويخلد‬،
‫وكب‬‫قومه‬‫أفراد‬‫على‬‫اإلستبداد‬
،‫عليه‬‫اإلستيالء‬‫أو‬‫بالحكم‬‫املشاركة‬‫محاولة‬‫عن‬‫جماحهم‬‫ح‬
‫الدولة‬‫صاحب‬‫ن‬‫"ويكو‬،‫عصبته‬‫أهل‬‫على‬‫عونا‬‫ليكونوا‬‫واملوالي‬‫باملرتزقة‬‫باإلستعانة‬‫وذلك‬
‫لجدع‬ ‫ذلك‬ ‫من‬‫واإلستكثار‬ ‫والصنائع‬ ‫املوالي‬ ‫إتخاذ‬‫و‬ ‫الرجال‬ ‫بإصطناع‬ ‫معنيا‬ ‫الطور‬ ‫هذا‬ ‫في‬
‫في‬ ‫له‬ ‫املقاسمين‬ ،‫وعشيره‬ ‫عصبيته‬ ‫أهل‬ ‫أنوف‬
"‫سهمه‬ ‫بمثل‬ ‫امللك‬ ‫في‬ ‫بين‬‫ر‬‫الضا‬ ،‫نسبه‬
(
36
)
.
‫الترف‬ ‫غاية‬ ‫الناس‬ ‫يبلغ‬ ‫حيث‬ ،‫واإلضمحالل‬ ‫الهرم‬ ‫مرحلة‬ ‫هي‬ ‫الثالثة‬ ‫الخلدونية‬ ‫واملرحلة‬
‫والخشونة‬ ‫البداوة‬ ‫عهد‬ ‫ن‬‫وينسو‬ ‫واملساملة‬ ‫والخنوع‬ ‫الشهوات‬ ‫في‬ ‫واالنغماس‬ ‫والتبذير‬
‫متلفا‬ ‫الطور‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫الدولة‬ ‫صاحب‬ ‫ن‬‫"ويكو‬ ‫العصبية‬ ‫ابط‬‫ر‬ ‫ن‬‫ويفقدو‬
‫في‬ ‫أولوه‬ ‫جمع‬ ‫ملا‬
‫سلفه‬ ‫كان‬ ‫ملا‬ ‫مخربا‬ ‫ن‬‫فيكو‬...‫مجالسها‬ ‫وفي‬ ‫بطانتها‬ ‫على‬ ‫والكرم‬ ‫واملالذ‬ ‫الشهوات‬ ‫سبيل‬
‫ويستولي‬،‫الهرم‬‫طبيعة‬‫الدولة‬‫في‬‫تحصل‬‫الطور‬‫هذا‬‫وفي‬.‫ن‬‫يبنو‬‫كانوا‬‫ملا‬‫وهادما‬،‫ن‬‫يؤسسو‬
"‫تنقرض‬ ‫أن‬ ‫الى‬ ‫برء‬ ‫معه‬ ‫لها‬ ‫ن‬‫يكو‬‫وال‬ ‫منه‬ ‫تخلص‬ ‫تكاد‬‫ال‬ ‫الذي‬ ‫املزمن‬ ‫املرض‬ ‫عليها‬
(
37
)
.
‫العصبية‬ ‫عامل‬ ‫الى‬ ‫إستناده‬‫هو‬ ‫يخية‬‫ر‬‫التا‬ ‫ة‬‫ر‬‫الدو‬ ‫ملراحل‬ ‫الخلدوني‬‫التفسير‬‫يميز‬ ‫ما‬ ‫أهم‬ ‫إن‬
‫األمم‬ ‫وإضمحالل‬ ‫نشوء‬ ‫محور‬ ‫فهي‬ ،‫والجماعة‬ ‫الفرد‬ ‫أخالق‬ ‫في‬ ‫ومتحكم‬ ‫ئيس‬‫ر‬ ‫كدافع‬
‫منها‬ ‫كل‬ ‫تناقض‬ ‫مراحل‬ ‫بثالث‬‫تمر‬ ‫ألنها‬ ‫ديالكتيكية‬ ‫حركة‬ ‫"وهي‬ ،‫يخ‬‫ر‬‫للتا‬ ‫ي‬ ‫ئيس‬‫ر‬ ‫ومحرك‬
‫مرحلة‬ ‫ففي‬ .‫ى‬‫األخر‬
‫مركزية‬ ‫سلطة‬ ‫كل‬ ‫وترفض‬ ،‫املساواة‬ ‫على‬ ‫العصبية‬ ‫تعيش‬ ‫البداوة‬
‫محاولة‬ ‫نتيجة‬ ‫العصبية‬ ‫تضعف‬ ‫اإلمبراطورية‬ ‫ن‬‫و‬
ّ
‫تك‬ ‫بعد‬ ‫الثانية‬ ‫املرحلة‬ ‫وفي‬ .‫منظمة‬
‫قد‬ ‫ن‬‫تكو‬ ‫العصبية‬ ‫فإن‬ ‫الثالثة‬ ‫املرحلة‬ ‫في‬ ‫أما‬ .‫منها‬ ‫خوفا‬ ‫شأنها‬ ‫من‬ ‫التقليل‬ ‫السلطان‬
‫ا‬ ‫الحاكمة‬ ‫اطية‬‫ر‬‫ستق‬‫ر‬‫اإل‬ ‫تلجأ‬ ‫ولذا‬ ‫تماما‬ ‫إختفت‬
‫ات‬‫ز‬‫إمتيا‬ ‫عن‬ ‫للدفاع‬ ،‫األجنبية‬ ‫ى‬‫القو‬ ‫لى‬

18. [18]
‫إذ‬ ‫والعصبية‬ ،‫هدمها‬ ‫الى‬ ‫يؤدي‬ ‫إذن‬ ‫العصبية‬ ‫الى‬ ‫فالتطور‬ ،‫ي‬‫الحضار‬ ‫عمرانها‬ ‫فاهية‬‫ر‬‫و‬
"‫ا‬‫ر‬‫قب‬ ‫لنفسها‬‫تحفر‬‫أكتافها‬ ‫على‬ ‫الدولة‬ ‫ترفع‬
(
38
)
.
‫مما‬ ‫ولكن‬ ،‫يخية‬‫ر‬‫التا‬ ‫ة‬‫ر‬‫بالدو‬ ‫املتعلقة‬ ‫الخلدونية‬ ‫النظرية‬ ‫نقد‬ ‫مجال‬ ‫في‬ ‫ليس‬ ‫هنا‬ ‫ولعلنا‬
‫ك‬ ‫عليها‬ ‫يؤخذ‬
‫ليس‬ ‫إنه‬ ‫املؤرخين‬ ‫من‬ ‫العديد‬ ‫أكد‬ ‫حيث‬ ،‫األمم‬ ‫وفناء‬ ‫بزوال‬ ‫حتميتها‬ ‫نظرية‬
‫بعين‬ ‫أخذنا‬ ‫إذا‬ ‫هذا‬ ،‫والفناء‬ ‫السقوط‬ ‫في‬ ‫يخية‬‫ر‬‫التا‬ ‫للحتمية‬ ‫إخضاعها‬ ‫ي‬‫الضرور‬ ‫من‬
‫جيل‬ ‫كل‬ ‫سنوات‬ ‫حدد‬ ‫وقد‬ ،‫أجيال‬ ‫ثالثة‬‫هو‬ ‫الدولة‬‫عمر‬ ‫إن‬ ‫إفترض‬ ‫ن‬‫خلدو‬ ‫إبن‬ ‫إن‬‫اإلعتبار‬
‫م‬‫لديه‬‫الدولة‬‫عمر‬‫أي‬،‫عاما‬‫بعين‬‫ر‬‫بأ‬
‫هذه‬‫نظريته‬‫طرح‬‫ن‬‫خلدو‬‫إبن‬‫ولعل‬،‫سنة‬‫وعشرين‬‫ائة‬
‫في‬ ‫واألندلس‬ ‫أفريقيا‬ ‫شمال‬ ‫في‬ ‫الدويالت‬ ‫من‬ ‫العديد‬ ‫قيام‬ ‫وكذلك‬ ‫وفناء‬ ‫زوال‬ ‫أى‬‫ر‬ ‫أن‬ ‫بعد‬
‫تطبيقها‬‫وتنحصر‬ ‫اإلسالمي‬ ‫العربي‬ ‫الجغرافي‬ ‫املجال‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫نظريته‬ ‫ى‬ ‫تتماش‬ ‫حيث‬ ،‫عصره‬
‫هذه‬‫إعتبار‬ ‫البعض‬ ‫دفع‬ ‫مما‬ ‫وهذا‬ ،‫العربية‬ ‫املجتمعات‬ ‫على‬
.‫التعميم‬ ‫تقبل‬‫ال‬ ‫النظرية‬
‫حيث‬،‫وبي‬‫ر‬‫األو‬‫بمفهومه‬‫ولكن‬،‫فيكو‬‫باتيستا‬‫جيام‬‫به‬‫أخذ‬‫ي‬‫ر‬‫الدو‬‫التعاقب‬‫فكرة‬‫وبنفس‬
‫تطور‬ ‫يحكم‬ ‫ن‬‫قانو‬ ‫الى‬ ،‫والغربية‬ ‫منها‬ ‫الشرقية‬ ،‫القديمة‬ ‫ات‬‫ر‬‫للحضا‬ ‫استه‬‫ر‬‫د‬ ‫بعد‬ ‫أنتهى‬
‫ب‬‫تمر‬ ‫مغلقة‬‫غير‬ ‫حلزونية‬ ‫حلقة‬ ‫شكل‬ ‫تأخذ‬ ‫يخية‬‫ر‬‫تا‬ ‫ة‬‫ر‬‫دو‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫والشعوب‬ ‫األمم‬
‫كل‬ ‫ها‬
،‫االديان‬‫الى‬‫الهمجية‬‫من‬‫وترتقي‬‫تتقدم‬‫تطورها‬‫في‬‫فاألمم‬"،‫مراحل‬‫ثالثة‬‫من‬‫ن‬‫وتتكو‬ ،‫أمة‬
‫في‬ ‫اإلنساني‬ ‫التعامل‬ ‫مرحلة‬ ‫الى‬ ‫تصل‬ ‫حتى‬ ،‫والحكومات‬ ‫للقوانين‬ ‫الخضوع‬ ‫الى‬ ‫تنتقل‬ ‫ثم‬
‫ثم‬ ‫وتطورها‬ ‫نشأتها‬ ‫في‬ ‫األبدي‬ ‫املثالي‬ ‫يخ‬‫ر‬‫التا‬‫عبر‬‫تمر‬ ‫الشعوب‬ ‫وكل‬ ،‫منظمة‬ ‫إجتماعية‬ ‫حياة‬
‫تده‬
"‫وسقوطها‬ ‫ورها‬
(
39
)
.
‫وفيها‬ ،‫اآللهة‬‫بعصر‬‫العصر‬ ‫هذا‬ ‫سمي‬ ‫وقد‬ ،‫األلوهية‬ ‫املرحلة‬‫فيكو‬ ‫سماها‬ ‫األولى‬ ‫فاملرحلة‬
‫ويحكم‬ ،‫لإلله‬ ‫ملكا‬ ‫العالم‬ ‫مافي‬ ‫كل‬ ‫وإن‬ ،‫الحياة‬ ‫مجريات‬ ‫كل‬ ‫على‬ ‫الالهوتي‬‫الفكر‬‫يسيطر‬
‫عن‬‫يتلقونها‬‫الهية‬‫قوانين‬‫ى‬ ‫"بمقتض‬ )‫ثيوقراطي‬‫ي(حكم‬ ‫السياس‬‫النظام‬‫الدين‬‫جال‬‫ر‬
‫طريق‬
‫وساد‬،‫الفكر‬‫على‬‫واالساطير‬‫افة‬‫الخر‬‫سيطرت‬‫اإللهي‬‫العصر‬‫هذا‬‫وفي‬،‫والتكهنات‬‫النبؤات‬
"‫املخيلة‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ‫لآللهة‬ ‫لتصوره‬ ‫لإلنسان‬ ‫ل‬‫األو‬ ‫الدافع‬ ‫كان‬ ‫الذي‬ ‫الخوف‬
(
40
)
.

19. [19]
‫فيها‬‫يظهر‬ " ‫حيث‬ ،‫األبطال‬‫بعصر‬ ‫عصرهم‬ ‫سمي‬ ‫وقد‬ ،‫البطولة‬ ‫مرحلة‬ ‫هي‬ ‫الثانية‬ ‫واملرحلة‬
‫من‬‫ن‬‫يجمعو‬‫أبطال‬
‫أدوار‬‫ن‬‫يؤدو‬،‫اآللهة‬‫بانصاف‬‫يصفونهم‬‫الناس‬‫يجعل‬‫مما‬‫العظام‬‫ق‬‫الخوار‬
‫غم‬‫ر‬ ‫شوكتهم‬ ‫وتقوية‬ ‫الدولة‬ ‫بناء‬ ‫في‬ ‫ن‬‫ويسهمو‬ ،‫والغزوات‬ ‫الحروب‬ ‫في‬ ‫خاصة‬ ‫كبيرة‬ ‫بطولية‬
"‫بالحكم‬ ‫إستبدادهم‬
(
41
)
‫سادة‬ ‫هم‬‫ر‬‫بإعتبا‬ ‫ستقراطي‬‫ر‬‫األ‬ ‫الى‬ ‫أقرب‬ ‫فيه‬ ‫الحكم‬ ‫نوع‬ ‫كان‬ ‫وقد‬ ،
‫أبطال‬‫و‬‫إقطاعيين‬
‫هذا‬‫في‬‫البشرية‬‫"خطت‬‫وقد‬‫وتأليه‬‫تقديس‬‫نظرة‬‫اليهم‬‫ينظر‬‫وكان‬،‫بين‬‫ر‬‫محا‬
‫من‬‫لغيره‬‫اإلنسان‬‫إستعباد‬‫الى‬‫اآللهة‬‫إستعباد‬‫من‬‫فتحررت‬،‫األمام‬‫الى‬‫خطوة‬‫البطولي‬‫العصر‬
"‫جنسه‬ ‫بني‬
(
42
)
.
‫ق‬‫الحقو‬ ‫في‬ ‫املساواة‬ ‫البشر"فنجد‬‫بعصر‬ ‫عصرهم‬ ‫سمي‬ ‫الذي‬ ،‫البشرية‬ ‫املرحلة‬ ‫تأتي‬ ‫وأخيرا‬
‫القان‬ ‫أمام‬
‫حكومات‬ ‫ظل‬ ‫في‬ ‫املشروعة‬ ‫الطبيعية‬ ‫حقوقه‬ ‫على‬ ‫إنسان‬ ‫كل‬ ‫ل‬‫وحصو‬ ‫ن‬‫و‬
‫بتحقيق‬ ‫وأعترفت‬،‫العامة‬ ‫والطبقة‬ ‫النبالء‬‫طبقة‬ ‫بين‬‫املساواة‬ ‫حققت‬ ‫شعبية‬ ‫اطية‬‫ر‬‫ديموق‬
"‫بالحكم‬‫املشاركة‬ ‫األخيرة‬ ‫الطبقة‬ ‫هذه‬
(
43
)
.
‫تسقط‬ ‫أن‬ ‫تلبث‬ ‫ما‬ ‫ثم‬ ،‫الثالث‬ ‫احل‬‫ر‬‫امل‬ ‫بهذه‬‫تمر‬ ‫واألمم‬ ‫الشعوب‬ ‫كل‬ ‫إن‬‫فيكو‬ ‫أكد‬ ‫وقد‬
‫في‬
‫في‬ ‫املجتمع‬ ‫أفراد‬ ‫يتطرف‬ ‫الديموقراطية‬ ‫تسود‬ ‫ملا‬ ‫األخيرة‬ ‫املرحلة‬ ‫"ففي‬ ،‫والتوحش‬ ‫البربرية‬
‫أفراد‬ ‫بين‬ ‫الداخلي‬ ‫اإلجنماعي‬ ‫الصراع‬ ‫أشكال‬ ‫فتزداد‬ ،‫ذلك‬ ‫في‬ ‫ن‬‫ويغالو‬ ‫بحقوقهم‬ ‫املطالبة‬
‫االفراد‬ ‫ويتحلل‬ ،‫ن‬‫والقانو‬ ‫املواطنة‬‫أواصر‬ ‫وتتفكك‬ ‫االجتماعية‬ ‫ابط‬‫الرو‬ ‫فتنهدم‬ ،‫املجتمع‬
‫بعض‬ ‫من‬
،‫األمة‬ ‫في‬ ‫اإلنحالل‬ ‫فيسود‬ ،‫املجتمع‬ ‫أفراد‬ ‫بين‬ ‫عليها‬ ‫ف‬‫ر‬‫املتعا‬ ‫والقيم‬ ‫العادات‬
"‫ى‬‫أخر‬ ‫مرة‬ ‫ته‬‫ر‬‫دو‬ ‫يخ‬‫ر‬‫التا‬ ‫ويعيد‬ ‫الدولة‬‫تنهار‬ ‫ومعها‬ ‫املجتمع‬ ‫في‬ ‫البربرية‬ ‫وتسود‬
(
44
)
.
‫كتابه‬‫في‬‫ل‬‫الفصو‬‫من‬‫العديد‬‫له‬‫أفرد‬‫الذي‬،‫فيكو‬‫لدى‬‫األمم‬‫تطور‬‫ن‬‫قانو‬‫هو‬‫ر‬‫بإختصا‬‫ذلك‬
)‫الجديد‬‫العلم‬ ‫(مبادئ‬
‫منها‬ ‫وأستخلص‬ ‫السابقة‬ ‫ات‬‫ر‬‫الحضا‬ ‫يخ‬‫ر‬‫تا‬ ‫س‬‫ر‬‫د‬ ‫فقد‬ ،‫أيه‬‫ر‬ ‫لتأكيد‬
‫بالتدليل‬‫فيكو‬ ‫قام‬ ‫"ولقد‬ ،‫ية‬‫ر‬‫الحضا‬‫والظواهر‬ ‫للعصور‬ ‫الثالثي‬ ‫التصنيف‬ ‫ل‬‫حو‬ ‫فكرته‬
‫من‬ ‫يتبعها‬ ‫وما‬ ‫تسودها‬ ‫التي‬ ‫الثالث‬ ‫والطبائع‬ ‫الشعوب‬ ‫بحياة‬ ‫يتعلق‬ ‫ما‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫صدقه‬ ‫على‬
‫ثالثة‬‫تالحظ‬‫العادات‬‫هذه‬‫وبفضل‬،‫ثالث‬‫عادات‬
‫لألمم‬‫الطبيعي‬‫ن‬‫القانو‬‫من‬‫مختلفة‬‫أنواع‬
‫من‬ ‫يقابلها‬ ‫وما‬ ‫الثالث‬ ‫الحكومات‬ ‫فكانت‬ ،‫املدنية‬ ‫املراحل‬ ‫تنظيم‬ ‫من‬ ‫ن‬‫القانو‬ ‫هذا‬ ‫يتبع‬ ‫وما‬

20. [20]
‫التشريع‬ ‫من‬ ‫أنواع‬ ‫ثالثة‬ ‫هناك‬ ‫كانت‬ ‫كما‬ ،‫الرموز‬ ‫من‬ ‫أنواع‬ ‫ثالثة‬ ‫وتشكلت‬ ،‫ثالث‬ ‫لغات‬
"‫واالحكام‬ ‫والعقل‬ ‫والسلطة‬
(
45
)
.
‫ل‬‫فيكو‬ ‫ن‬‫قانو‬ ‫على‬ ‫يؤخذ‬ ‫ومما‬
‫إعتمادا‬ ‫الروماني‬‫ن‬‫القانو‬ ‫على‬ ‫"اعتمد‬ ‫إنه‬ ‫في‬ ‫األجيال‬‫تعاقب‬
‫اإلستشهاد‬ ‫في‬ ‫شديدة‬ ‫مبالغة‬‫فيكو‬ ‫بالغ‬ ‫ولقد‬...‫اثة‬‫والور‬ ‫امللكية‬ ‫نظام‬ ‫في‬ ‫خاصة‬ ...‫كبيرا‬
‫اية‬‫ر‬‫د‬‫على‬‫الباحث‬‫يكن‬‫مالم‬‫ه‬‫ر‬‫أفكا‬‫متابعة‬‫معه‬‫يستحيل‬‫الذي‬‫الحد‬‫الى‬‫الروماني‬‫ن‬‫بالقانو‬
‫واف‬ ‫وإملام‬ ‫الروماني‬ ‫يخ‬‫ر‬‫بالتا‬ ‫كاملة‬
‫يستطيع‬ ‫ال‬ ‫األسباب‬ ‫ولهذه‬...‫أيضا‬ ‫الروماني‬ ‫ن‬‫بالقانو‬
‫من‬ ‫يستخلصه‬ ‫أن‬ ‫عليه‬ ‫يتحتم‬ ‫إذ‬ ،‫األمم‬ ‫تطور‬ ‫ن‬‫قانو‬ ‫على‬ ‫بسهولة‬ ‫يده‬ ‫يضع‬ ‫ان‬ ‫الباحث‬
"‫يخ‬‫ر‬‫التا‬‫في‬‫فيكو‬‫لفلسفة‬ ‫الرئيسية‬ ‫املعالم‬ ‫فيها‬‫تضيع‬ ‫تكاد‬ ‫التي‬ ‫الكثيرة‬ ‫التفاصيل‬ ‫ثنايا‬
(
46
)
.
‫والشع‬‫األمم‬‫تطور‬‫فكرة‬‫إن‬‫بالذكر‬‫الجدير‬‫ومن‬
‫باإلضافة‬‫القدماء‬‫ن‬‫املصريو‬‫بها‬‫قال‬‫قد‬‫وب‬
‫كانت‬ ‫إنها‬‫إال‬ ،‫يبوس‬‫ز‬‫أو‬ ‫وكذلك‬ ‫الصقلي‬ ‫ر‬‫وديودو‬ ‫ن‬‫أفالطو‬ ‫مثل‬ ‫اليونان‬ ‫ي‬‫مفكر‬ ‫بعض‬ ‫الى‬
‫لتطور‬ ‫متكاملة‬ ‫نظريات‬ ‫إلى‬‫وفيكو‬ ‫ن‬‫خلدو‬ ‫إبن‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫لها‬ّ‫حو‬ ‫ومالحظات‬ ‫عامة‬‫أفكار‬ ‫مجرد‬
.‫العصور‬‫عبر‬ ‫اإلنساني‬ ‫يخ‬‫ر‬‫التا‬
‫ن‬‫خلدو‬ ‫إبن‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫اء‬‫ر‬‫آ‬ ‫سرد‬ ‫وبعد‬
‫أن‬ ‫نالحظ‬ ،‫يخ‬‫ر‬‫للتا‬ ‫ي‬‫ر‬‫الدو‬ ‫بالتعاقب‬ ‫يتعلق‬ ‫فيما‬‫وفيكو‬
‫اد‬‫ر‬‫األف‬ ‫أفعال‬‫مظاهر‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫اإلنسانية‬ ‫الطبيعة‬ ‫الى‬ ‫الثالث‬ ‫املراحل‬ ‫تطور‬ ‫جعا‬‫ر‬‫أ‬ ‫كالهما‬
‫تشبيهما‬ ‫عند‬ ‫وخاصة‬ ،‫اإلنساني‬ ‫السلوك‬ ‫عن‬ ‫الناتجة‬ ‫االجتماعية‬ ‫الظواهر‬ ‫ومالحظة‬
‫وال‬ ‫من‬ ‫اإلنسان‬‫عمر‬ ‫بفترات‬ ‫يخية‬‫ر‬‫التا‬ ‫ة‬‫ر‬‫الدو‬ ‫احل‬‫ر‬‫مل‬
‫يخ‬‫ر‬‫التا‬ ‫وقوع‬ ‫أي‬ ،‫وكهولة‬ ‫وشباب‬ ‫دة‬
‫مما‬ ،‫اإلضمحالل‬ ‫ولحظة‬ ‫األوج‬ ‫لحظة‬ ‫وبين‬ ،‫افوله‬ ‫ونقطة‬ ‫ي‬‫الحضار‬ ‫امليالد‬ ‫نقطة‬ ‫بين‬
،‫فيكو‬ ‫مثل‬ ‫مثله‬، ‫ن‬‫خلدو‬ ‫"فإبن‬ ،‫متعاقبة‬ ‫فترات‬ ‫سلسلة‬ ‫عن‬ ‫ة‬‫ر‬‫عبا‬ ‫األمم‬ ‫يخ‬‫ر‬‫تا‬ ‫يجعل‬
‫ال‬‫األحداث‬‫ا‬‫ز‬‫متجاو‬‫يخ‬‫ر‬‫التا‬‫ب‬‫ر‬‫تجا‬‫من‬‫الدولة‬‫أطوار‬‫عبر‬‫التطور‬‫أحكام‬‫استخلص‬
‫الى‬‫فردية‬
‫البشرية‬‫الجماعات‬‫ب‬‫ر‬‫تجا‬‫على‬‫ن‬‫خلدو‬‫كإبن‬‫إستنتاجه‬‫بنى‬‫فيكو‬‫أن‬‫كما‬،‫العامة‬‫املعطيات‬
‫قوة‬ ‫من‬ ‫حياته‬ ‫في‬ ‫الفرد‬ ‫يعرفه‬ ‫ملا‬ ‫العام‬ ‫تطورها‬ ‫في‬ ‫تخضع‬ ‫التي‬ ‫السياسية‬ ‫واملؤسسات‬
"‫إنحالل‬‫و‬ ‫وضعف‬
(
46
)
.

21. [21]
،‫ي‬‫ر‬‫الدو‬‫للتعاقب‬‫مفهومهما‬‫في‬‫فيكو‬‫عن‬‫ن‬‫خلدو‬‫إبن‬‫فيه‬‫يختلف‬‫ما‬‫أما‬
‫ل‬‫األو‬‫إن‬‫في‬‫فيتمثل‬
‫إحياؤها‬‫يمكن‬‫ال‬‫فالدولة‬،‫باملوت‬‫وتنتهي‬‫بالوالدة‬‫تبدا‬‫التي‬‫املغلقة‬‫يخية‬‫ر‬‫التا‬‫ة‬‫ر‬‫"بالدو‬‫أخذ‬
‫تسمح‬ ‫ولم‬ ‫ل‬‫الدو‬ ‫تعاقب‬ ‫فرضت‬ ‫البشرية‬ ‫والطبيعة‬ ‫العمران‬ ‫شروط‬ ‫ألن‬ ‫إنقراضها‬ ‫بعد‬
‫خالل‬ ‫من‬ ‫تجربتها‬ ‫تعيد‬ ‫إنما‬‫و‬ ‫نفسها‬ ‫تجدد‬ ‫ال‬ ‫فالدولة‬ ‫وبالتالي‬... ‫تجددها‬ ‫بإمكان‬
‫دولة‬
‫ظهور‬ ‫وإلى‬ ‫ها‬‫ر‬‫إنهيا‬ ‫الى‬ ‫البشرية‬ ‫للجماعة‬ ‫املتجددة‬ ‫الطاقة‬ ‫إستنفاد‬ ‫أدى‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ،‫ى‬‫أخر‬
‫نفس‬ ‫تعرف‬ ‫وأن‬ ،‫دولة‬ ‫تأسيس‬ ‫الى‬ )‫(العصبية‬ ‫الذاتية‬ ‫طاقتها‬ ‫أهلتها‬ ‫ى‬‫أخر‬ ‫بشرية‬ ‫جماعة‬
‫سبقتها‬ ‫التي‬ ‫الدولة‬‫مصير‬
("
47
.)
،‫املتجددة‬ ‫املفتوحة‬ ‫يخية‬‫ر‬‫التا‬ ‫ة‬‫ر‬‫بالدو‬ ‫أخذ‬‫فيكو‬ ‫إن‬ ‫حين‬ ‫في‬
‫وأعتبره‬
‫تأتي‬ ‫إنما‬‫و‬ ‫تنقطع‬ ‫ال‬ ‫ألنها‬ ،‫األفراد‬ ‫حياة‬ ‫مراحل‬ ‫الى‬ ‫منها‬ ‫الطبيعة‬ ‫بزمن‬ ‫أشبه‬ " ‫ا‬
‫هذا‬ ‫أن‬ ‫على‬... ‫السابقة‬ ‫الفترات‬ ‫خصائص‬ ‫نفس‬ ‫لها‬ ،‫ى‬ ‫مض‬ ‫ملا‬ ‫مخالفة‬ ‫جديدة‬ ‫بصورة‬
‫شكل‬ ‫في‬ ‫لولبية‬ ‫حركة‬ ‫في‬ ‫العصور‬ ‫فتتعاقب‬ ‫نفسها‬ ‫ل‬‫حو‬ ‫ر‬‫تدو‬ ‫عجلة‬ ‫شكل‬ ‫يأخذ‬ ‫التطور‬
‫ع‬ ‫فيها‬ ‫يعقب‬ ‫فقد‬...‫لي‬‫ز‬‫تنا‬‫أو‬ ‫تصاعدي‬
‫البشر‬‫عصر‬ ‫بعد‬ ‫يأتي‬ ‫وقد‬ ،‫البشر‬‫عصر‬ ‫اآللهة‬‫صر‬
‫قمته‬‫الى‬‫يصعد‬،‫الجبل‬‫ل‬‫حو‬‫ر‬‫يدو‬‫الذي‬‫بالنمل‬‫أشبه‬‫فيها‬‫فاألفراد‬،‫األبطال‬‫أو‬‫اآللهة‬‫عصر‬
‫تطور‬ ‫في‬ ‫تتعاقب‬ ‫الزمن‬ ‫حركة‬ ‫جعلت‬ ‫الطبيعة‬ ‫قوانين‬ ‫دامت‬ ‫ما‬ ،‫أسفله‬ ‫الى‬ ‫يهبط‬ ‫ووقد‬
"‫الرجعة‬‫أو‬ ‫العودة‬ ‫ن‬‫بقانو‬ ‫محكومة‬ ‫ألنها‬ ،‫وتقهقر‬
(
48
)
.

22. [22]
‫ال‬
‫ـ‬
‫خ‬
‫ـ‬‫ـ‬‫ـ‬
‫ـ‬‫ـ‬‫ـ‬‫ـ‬‫ـ‬‫ـ‬‫ـ‬‫ـ‬‫ـ‬
‫ات‬
‫ـ‬
‫م‬
‫ـ‬‫ـ‬‫ـ‬‫ـ‬‫ـ‬‫ـ‬‫ـ‬‫ـ‬‫ـ‬
‫ة‬
‫فلسفة‬ ‫مجال‬‫في‬ ‫والفكرية‬ ‫العلمية‬‫وفيكو‬ ‫ن‬‫خلدو‬ ‫إبن‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫إسهامات‬ ‫إن‬ ‫ل‬‫القو‬ ‫وخالصة‬
‫ي‬‫ر‬‫الدو‬ ‫التعاقب‬ ‫نظرية‬ ‫في‬ ‫املميزة‬ ‫اءهما‬‫ر‬‫وآ‬ ‫يخية‬‫ر‬‫التا‬ ‫وبصمتهما‬ ،‫للعيان‬ ‫واضحة‬ ‫يخ‬‫ر‬‫التا‬
‫ق‬‫فار‬‫من‬‫وبالرغم‬،‫ومعتبرة‬‫مؤثرة‬‫الت‬‫ز‬‫ال‬‫ي‬‫الحضار‬‫والتطور‬
‫النشأة‬‫وظروف‬‫واملكان‬‫الزمان‬
‫تشابكت‬‫االنساني‬‫يخ‬‫ر‬‫التا‬‫لتطور‬‫وتفسيرهما‬‫رؤيتهما‬‫ان‬‫اال‬،‫املنهجية‬‫املعرفية‬‫واالختالفات‬
‫ة‬
َ
‫فذ‬ ‫وعبقرية‬ ‫علمية‬ ‫ونباغة‬ ‫إبداعية‬ ‫فكرية‬ ‫ملكات‬ ‫من‬ ‫لديهم‬ ‫بما‬ ‫وأستطاعا‬ ،‫أتحدت‬‫و‬
‫املستق‬ ‫اف‬‫ر‬‫وإستش‬‫الحاضر‬ ‫وتوقع‬ ‫ي‬ ‫املاض‬ ‫لفهم‬ ‫يخية‬‫ر‬‫التا‬ ‫االحكام‬ ‫إستنباط‬
‫وأهلتهما‬ ،‫بل‬
‫ثابتة‬ ‫لقوانين‬ ‫يخضع‬ ‫ي‬‫البشر‬ ‫التطور‬ ‫جعلت‬ ‫يخية‬‫ر‬‫التا‬ ‫للصيرورة‬ ‫متكاملة‬ ‫نظرية‬ ‫لوضع‬
.‫مشتركة‬ ‫عامة‬ ‫وخصائص‬
‫املجتمع‬ ‫تجاهل‬ ‫بسبب‬ ‫النفسية‬ ‫معاناتهما‬ ‫في‬ ‫إشتركا‬ ‫فلقد‬ ،‫البحث‬ ‫ثنايا‬ ‫في‬ ‫أشرنا‬ ‫وكما‬
‫ا‬‫من‬‫لحين‬‫وتأثير‬‫صدى‬‫لها‬‫تكن‬‫فلم‬،‫مة‬ّ‫القي‬‫وكتاباتهما‬‫اءهما‬‫ر‬‫آل‬‫آنذاك‬
‫القليل‬‫عند‬‫إال‬‫لزمن‬
‫ن‬‫القر‬ ‫ينته‬ ‫فلم‬ .‫الثقافي‬ ‫ومكنونهم‬ ‫املعرفي‬ ‫ثهم‬‫ر‬‫إ‬ ‫على‬ ‫حافظوا‬ ‫الذين‬ ‫واملؤرخين‬ ‫العلماء‬ ‫من‬
‫والباحثين‬ ‫املفكرين‬ ‫كتابات‬ ‫بفضل‬‫الفكرية‬ ‫الساحة‬ ‫على‬ ‫نفسيهما‬ ‫فرضا‬ ‫حتى‬‫عشر‬ ‫التاسع‬
.‫والتقدير‬ ‫اإلهتمام‬ ‫من‬‫الكثير‬ ‫اءهما‬‫ر‬‫آ‬ ‫أولوا‬ ‫الذين‬
‫علما‬ ‫ن‬‫خلدو‬ ‫إبن‬ ‫ل‬‫تناو‬ ‫وقد‬
‫علم‬ ‫من‬ ‫مزيج‬‫هو‬ ‫الذي‬ "‫ي‬‫البشر‬ ‫"العمران‬ ‫علم‬‫هو‬ ‫جديدا‬
‫بناءا‬ ‫يخ‬‫ر‬‫التا‬‫سير‬ ‫تأويل‬ ‫في‬ ‫تصورا‬ ‫لنا‬ ‫قدم‬ ‫حيث‬ ،‫االجتماع‬ ‫وعلم‬ ‫يخ‬‫ر‬‫التا‬ ‫وفلسفة‬ ‫السياسة‬
‫وكذلك‬ ‫الذاتية‬ ‫والتجربة‬ ‫املالحظة‬ ‫على‬ ‫وإعتمادا‬ ‫الزمان‬ ‫لحوادث‬ ‫اقعية‬‫الو‬ ‫نظرته‬ ‫على‬
.‫الذاتية‬ ‫ل‬‫امليو‬ ‫من‬ ‫والتجرد‬ ‫املوضوعية‬ ‫ي‬‫تحر‬
‫و‬
‫ملعالجة‬ ‫منهجا‬ ‫ووضع‬ ‫اإلنساني‬ ‫يخ‬‫ر‬‫للتا‬ ‫رؤيته‬ ‫لنا‬ ‫قدم‬ ‫حيث‬‫فيكو‬‫سار‬ ‫املنهاج‬ ‫نفس‬ ‫على‬
‫علم‬ ‫"مبادئ‬ ‫كتابه‬‫وهو‬ ‫مؤلفاته‬ ‫أهم‬ ‫لنا‬ ‫فقدم‬ ،‫محضة‬ ‫عقلية‬ ‫اوية‬‫ز‬ ‫من‬ ‫يخية‬‫ر‬‫التا‬ ‫الوقائع‬
‫لنا‬‫وقدم‬،‫ممكنة‬‫يخية‬‫ر‬‫التا‬‫املعرفة‬‫وأن‬‫يخ‬‫ر‬‫التا‬‫صانع‬‫هو‬‫اإلنسان‬‫إن‬‫فيه‬‫أكد‬‫الذي‬"‫جديد‬