QNBFS Daily Technical Trader Qatar - September 07, 2023 التحليل الفني اليومي ...
على منظمة التجارة الدولية استغلال المستحدثات التكنولوجية لدعم النمو العالمي.
1. QNB Economics
economics@qnb.com.qa
26 يناير 2016
التعليق األسبوعي
على منظمة التجارة الدولية استغالل المستحدثات التكنولوجية لدعم النمو العالمي
ا
بإمكان اتفاقية التجارة التي تم التوصل إليها مؤخرً
في مؤتمر منظمة التجارة الدولية أن تدعم النمو
االقتصادي العالمي في المدى الطويل. إال أن
االتفاقية ال تغطي العديد من القضايا التي ظلت قيد
التفاوض منذ جولة الدوحة التي انعقدت في عام
2001. وكان حر ًّ بتوسعة نطاق االتفاقية
يا
الستيعاب هذه القضايا أن تضيف الكثير حيال تعزيز
النمو العالمي في المستقبل. وعلى وجه الخصوص،
كان من الممكن عمل المزيد نحو استغالل اآلثار
اإليجابية للمبتكرات الحديثة في مجال االتصاالت
لصالح التجارة الدولية.
بأوائل ديسمبر 2201، توصلت منظمة التجارة
الدولية، التي تضم 152 دولة في عضويتها، ألول
اتفاقية لها منذ تأسيس المنظمة في 5112. ويتعلق
أهم جانب من هذه االتفاقية التي عرفت باسم "حزمة
بالي"- على اسم الجزيرة اإلندونيسية التي عقدت
فيها هذه الصفقة- بتسهيل التجارة بين الدول.
وبموجب هذه االتفاقية، فإن الدول األعضاء ملزمة
قانوني ً بتبسيط إجراءات الجمارك، وهو األمر الذي
ا
يؤدي إلى خفض التكاليف ويزيد من سرعة وكفاءة
ا
عمليات التخليص الجمركي. وتشتمل الصفقة أيضً
على اتفاق على جملة من القضايا الشائكة، مثل
كيفية معالجة منظمة التجارة الدولية لبرامج األمن
الغذائي وتحسين طرق وصول االقتصاديات األقل
نموً ألسواق االقتصاديات المتقدمة.
ا
إن تحرير التجارة العالمية أمر حيوي للتطور
االقتصادي حيث يقود إلى زيادة تدفقات السلع
والخدمات ورؤوس األموال. وهذا يؤدي إلى الحد
من أوجه القصور واستغالل المزايا النسبية للدول،
ويرفع معدل النمو االقتصادي. وتق ّر منظمة
د
التعاون االقتصادي والتنمية أن تؤدي االتفاقية
األخيرة إلى خفض تكاليف التجارة بنسبة تصل إلى
%02-52%، وأن تضيف في النهاية مبلغ بحدود
000 مليار إلى 2 تريليون دوالر أمريكي إلى الناتج
المحلي اإلجمالي العالمي كل سنة. والبد لهذه
االتفاقية أن تزيد من معدالت التدفق التجاري،
وترفع تحصيل اإليرادات، وأن تخلق بيئات أكثر
استقرارً لمزاولة األعمال التجارية واجتذاب
ا
استثمارات أجنبية أكبر.
لكن "حزمة بالي" ال تكمل جولة الدوحة التي
انعقدت في عام 2001 إال بصورة جزئية حيث
استهدف مؤتمر الدوحة خفض الحواجز التجارية
وتنقيح التشريعات التي تحكم التجارة الدولية. وقد
تطرقت أجندة مؤتمر الدوحة للعديد من القضايا التي
شملت: اإلعانات الزراعية، االستثمارات عبر
الحدود، وديون االقتصاديات الناشئة، والتجارة في
الخدمات، وحقوق الملكية الفكرية، والتجارة في
منتجات تكنولوجيا المعلومات. وبإمكان االتفاق على
هذه القضايا وغيرها أن يضيف الكثير للنمو العالمي
في المستقبل.
إحصاءات تاريخية لنمو الناتج المحلي اإلجمالي
العالمي*
(النمو السنوي المر ّب**، %)
ك
الثورات الصناعية تقود إلى خفض كبير في
تكاليف التجارة
5
4
3
2
1
0
0001-1
0002 0091 0081 0071 0061 0051 0041 0031 0021 0011
1-
المصدر: االقتصاد العالمي وتحليالت مجموعة QNB
* نمو الناتج المحلي اإلجمالي للدول الغربية
** معدل النمو السنوي المركب لكل فترة 02 سنوات بعد عام 0122
كانت تدفقات التجارة العالمية هي الداعم الرئيسي
للنمو االقتصادي السريع خالل القرون األخيرة. وقد
بلغت نسبة النمو في الناتج المحلي اإلجمالي للعالم
1,0% من العام الميالدي األول إلى عام 0122م،
وفقً لمؤسسة االستشارات االقتصادية "وورلد
ا
إكونوميكس". وفي أواسط القرن التاسع عشر،
عملت المستحدثات التكنولوجية الجديدة في مجال
النقل (السفن البخارية، السكك الحديدية، القنوات)
ومجال االتصاالت (التلغراف) على تخفيض تكاليف
النقل بدرجة كبيرة وقادت بذلك إلى زيادة سريعة في
التجارة العالمية. ونتيجة لذلك، تنامي الناتج المحلي
2. QNB Economics
economics@qnb.com.qa
26 يناير 2016
اإلجمالي العالمي بمعدل سنوي مركب بلغ
3,2%منذ عام 0122. كما أدت مبتكرات
تكنولوجية أخرى إلى استمرار عملية االندماج
العالمي وتعاظم التجارة الدولية. وفي ثمانينيات
القرن العشرين، شكلت التجارة الدولية 12% فقط
من الناتج المحلي اإلجمالي للعالم، ولكن ارتفعت هذه
النسبة بين األعوام 0001 إلى 2201 إلى 02%
من الناتج المحلي اإلجمالي في المتوسط.
الفوائد التي تعود من تعاظم الحركة التجارية
واضحة للعيان. فقد كان وراء بروز الصين والهند
كقوتين اقتصاديتين عالميتين خالل العقود األخيرة
إلى حد كبير اندماجهما في االقتصاد العالمي من
خالل التجارة، وقد حققتا بذلك انتشال حوالي مليار
إنسان من شعبيهما من وهدة الفقر خالل الثالثين
سنة الماضية.
وعمومً، فمن الواضح أن اتفاقيات التجارة العالمية
ا
تنطوي على إمكانيات هائلة على تحفيز النمو
االقتصادي العالمي. وعالوة على ذلك، فإن
ا
المبتكرات الحديثة في ميدان االتصاالت تخلق فرصً
ضخمة للنمو في مجاالت التجارة غير السلعية، مثل
التجارة في الخدمات، ومنتجات تكنولوجيا
المعلومات، وحقوق الملكية الفكرية. كما أن
المستحدثات في ميدان االتصاالت تجعل من عمليات
تحويل الرساميل المالية حول العالم أكثر سهولة.
وحري بأن يكون لتخفيف القيود في هذا الخصوص
ّ
أن يؤدي إلى مزيد من تعزيز االندماج والتجارة
الدولية. ولالستغالل األمثل لإلمكانيات الهائلة التي
تتيحها المستحدثات التكنولوجية، ولمواكبة
التطورات في هذا الميدان، يتعين على منظمة
التجارة الدولية أن تعمل على تسريع الوتيرة التي
تعقد بها االتفاقيات لتصبح أكثر من مرة واحدة كل
22 سنة.