القديس خفي الظاهر (مذكرات قديس خائب) - كنان القرحالي
•
0 gostou•1,150 visualizações
القديس خفي الظاهر: هو ذلك القديس الذي طالما حيكت حوله الأساطير والمنشورات. قام بالمعجزات وشهد الفواجع. أيقظ النيام ونوّم الأحياء في المضاجع. المآسي جمعها، والأفراح طرحها، واللصوص ضربها، والعاهرات ضاجعها، والأزمان قسّمها. لم يبقَ له إلا أن يستشهد بما قالته الماوس الناطقة التي حصل عليها بمناسبة عيد ميلاده الألف والواحد والخمسين: “إنّ كل ما خفي من القديس قد ظهر”. تظنّه جالسا يشرب كاساً، فإذا هو يقامر بدماغه الذي نقله عبر مئات السنين من التعايش مع الطبيعة والبشر والحمير والبقر. من قميص إلى قميص ومن بنطال إلى بنطال.. هذا كله قد بدون أن يذكر التاريخ أنّ شعر القديس يوماً ما قد طال! بذات الوقت لم تأتِ على ذكره الكتب والأديان، ولم يسجل كغيره من الأبطال والرهبان، بل بقي أسطورة تتناقلها الألسن وتبكيها العيون
Recomendados
Mais conteúdo relacionado
Mais procurados
Mais procurados (18)
Semelhante a القديس خفي الظاهر (مذكرات قديس خائب) - كنان القرحالي
Semelhante a القديس خفي الظاهر (مذكرات قديس خائب) - كنان القرحالي (20)
Último
Último (10)
القديس خفي الظاهر (مذكرات قديس خائب) - كنان القرحالي
- 1. 1
- 2. القصص منشورة يف مدونة احلياة وشياطني أخرى ( كاس أبيض يف اليوم األسود) 2
- 3. إصبع زمني ج القديس خفي الظاهر من منزله، وأخذ يتمشى في الطبيعة، وخالل خر مسي ه اصطدم (وهو الذي ال يعرف االصطدام) بشيء ما في التربة! دقق ر ي. النظر، واذ به إصبع إلنسان حجر عاد عة إلى البيت، وأخذ يتذكر وهو في طريق العودة كيف أنه قد قر ذات أ بسر ة عن أن المنطقة تحوي كنوز أثرية عجيبة. مر وجد أن من واجبه إبالغ صديقه عالم اآلثار سينزر فابر األلماني المتزمت بالعمل، فاتصل معه، وقال وكأن فابر ليس له وقت اال للقديس: ولك كيفك يا خيي سنزر ابن فابر؟ وين مختفي جل؟ يار 3
- 4. قال العالم العصبي: خفي الغالي، أنا مشغول ولدي أبحاث أجريها عن أول ها من منطقتكم غير الكريمة عضمة بغل في التاريخ، وهي بال شك مصدر (يحتقر فابر البلدان النامية) بقا يا معلم خفي اذا ممكن جع تحكي معي بس تر خلص هالبحث المهم. سأل القديس: طيب ايمت بيخلص هالبحث يا معلم؟ قال فابر وهو يدقق في العضمة محا الً تقدير الوقت بشكل سليم: حوالي ثالث و سنوات! هز القديس أسه آسفاً: مش مشكلة يا معلم، خالص ح خبر موظفين اآلثار ر ر ي يلي شفته اليوم وهم سيقومون بالتنقيب عن هون عن أصبع االنسان الحجر ي بالتركس. ابن عمنا الحجر جن جنون األلماني عندما سمع طريقة التنقيب المتبعة في الدول النامية: ولك مو من طيبي بك ه رب الدول النامية ع رب سكانها الحثالة. ال تخلي حدا ر يقرب ع االصبع يا خفي جاييك أنا طيا ة! ر ظن القديس أن األمر كما هو معتاد محلياً، فأهم فيلسوف في البلد وعده بزيا ة ر بعد يومين وقد مضى على الوعد عامين ونيف، أما كبير حكماء البلد فقد حكى معه هاتف وأخب ه أنه قادم فور منذ أشهر طويلة وحتى اآلن لم يصل. ر اً 4
- 5. لذذذلك تحذذرك القذذديس إلذذى ب ذ اده وانتذ ع فروج ذاً ظهذذرت البركذذة عليذذه علذذى الفذذور ذز ر عندما لمسه القديس، نقعه في الخل، وتأمل في روحه المنقوعة اجياً أن تستقر ر في معدة ضيوفه بسالم. تحذذرك القذذديس متكاس ذالً، وجمذذع أع ذواد الحطذذب ثذذم أشذذعلها ببهجذذة عمذذت علذذى الفذذور ف ذذي المنطق ذذة، فض ذذحكت العصذذافير وابتس ذذمت الس ذذالحي ودق الص ذذيادون كاسذهم، العبذذت الهذر ة بعضذذها ببشاشذة، وتوقفذذت الكذالب عذذن النبذاح واسذذتقبلت ر و الغرباء بكل رحابذة صذدر، أمذا الضذفادع فعقذدت جلسذة حذب جماعيذة نذتا عنهذا فيما بعض عش ات الضفادع الصغي ة. ر ر وعندما رفع القديس بتؤدة لتر العرق لتباركه الطبيعة، كان السيد فابر قذد اسذتقل أول طذذاة ة، وهذذو مهتذذاج مذذن فك ذ ة تحطذذيم أهذذم أثذذر وهذذو يفكذذر فذذي كتذذب التذذاريخ ر ر واآلثار التي ستذكر اسمه بعد هذه الكشف العلمذي البذاهر، وصذل مطذار الدولذة الناميذذة فحذذط فيهذذا بقذذرف شذذديد وشذذعر بحكذذة علذذى الفذذور عنذذدما لفحتذذه الريذذاح المحملذذة بالغبذذار المتخلذذف، عذذاد إلذذى مذذدير المطذذار ورشذذاه برشذذوة ال بذذأس فيهذذا، ح األخير وجهز هيلوكوبتر إليصال العالم إلى حيث يسكن القديس الشهير. ففر فذذوجا القذذديس بقذذدوم العذذالم، لكنذذه اسذذتقبله بكذذل لهفذذة وحذر ة. وبعذذد الهذذاي صذذب ار كاسذذين عذذرق وبذذدأ بشذذوي الفذ ج الزمنذذي اآلنذذف ذكذ ه. انذ عا سذذينزر ابذذن عاةلذذة ر ذز ذرو فذذابر التذذي ال تعذذرف إال نكذذد الحيذذاة ومذذا يسذذمونه دقذذة عمذذل وضذذيق وقذذت. قذذال األلمذذاني: يذذا حبيذذب قلبذذي يذذا خفذذي أنذذا لذذم آت آلكذذل... يذذا عينذذي أنذذا جيذت ى ألر األثر الذي عثرت عليه. 5
- 6. حك القديس أسه، وقال: أيوا قصدك األثذر الذذي تعثذرت بذه؟ تكذرم عينذك يعنذي ر بتفضل نشوفه باألول قبل ما نعمل سك ة؟ ر جذذف العذذالم مذذن العصذذبية، وقذذال: دخيذذل ربذذك يذذا قذذديس، جذذاك تسذ ع بذذدي ذر بتر ر اسمي يدخل التاريخ اليوم قبل بك ا! ر استس ذذلم الق ذذديس ج ذذاء الع ذذالم المعت ذذوه، فخ ذ ج بس ذ عة ولحق ذذه الع ذذالم الطم ذ ح، ذو ذر ذر لر ي، وعنذدما وصذل لذم يجذد اإلصذبع النذاتا عذن وتوجها إلى مكان اإلنسان الحجر سذذطا األرض. أخذذذ يبحذذث لكنذذه لذذم يجذذد شذذيةاً. نظذذر إلذذى العذذالم، وقذذال: واهلل يذذا عمي فابر يبدو أن ذةباً قد أكله! عذذدل العذذالم مذذن وضذذعية نظارتذذه، وبذذدأ العذذرق ينهمذذر مذذن جبهتذذه نظ ذر ل عذذب اً لر ا الناتا عن الفك ة، ولم يستطع التكلم بحرف بسبب صدمته عبه. ور ر وضذع القذذديس يذذده علذذى ذقنذذه سذذاهماً ومتذذأمالً فذذي مكذذان االصذذبع الزةذذل، واقتذ ح ذر ا فكذ ذ ة أخ ذ ى ق ذذد تقل ذذل م ذذن ع ذذب ص ذذديقه: لي ذذك ي ذذا ص ذذديقي ممك ذذن كتي ذذر يك ذذون ر ر ذر االصبع قد تحلل بفعل الزمن الذي استغرقته حضرتك حتى وصلت إلى هنا. صذ ل العذذالم كذذالمجنون: ش ذذوووو؟ جبتنذذي مذذن آخذذر ال ذذدنيا لتقذذول لذذي هذذالحكي ذر الفاضي يلي ما الو طعمة! انتقلت العصبية إلى القديس، فقال مستاء: تعا ضربني كفين.. ال عذن جذد تعذا، ً جينذذا لنشذذويلك فذ ج الذذه طعمذذة وقلذذت بذذدك تاكذذل هذوا وتشذذوف اصذذبع انسذذان مذذا ذرو قبذذل التذذاريخ، يعنذذي شذذو الذذي عالقذذة اذا صذذارت ظذذروف طارةذذة و اح هاالصذذبع؟ ر 6
- 7. يا أخي انكذش هذاألرض وشذوف شذوب يطلذع معذك، واذا بقذا بتحكينذي بهالنفسذية الحامضة ح اتصل بداة ة اآلثار هون وخريها! ر ر ازداد عب العالم من هذا الكالم، فاعتذر لكن من دون اخفاء عاجذه: اله اله انز ر يذذا خفذذي، خلينذذا أصذذحاب يذذا جذذل، قذذدر إنذذي جيذذت بأس ذ ع مذذا يمكذذن ومذذا لقيذذت ر ر هاالصبع، طيذب أنذت قذديس ويذا لطيذف اقت ح حذل لهذالموقف، أحسذن مذا شذكك ذر بالقديسين وامكانياتهم عومة، بعرف أنو عنذدكم صذبايا حلذوات وذكيذات هذون المز خلينا نستعين بشي وحدة منهن. ي أشعل القديس سيكا ة، وقد استل موبايله. اتصل بعاه ة قريبة، وقال لها: جهز ر ر ع يحتاج إلى تشغيل ال اس! ر األركيلة يا صديقتي عنا موضو ضذذحكت العذذاه ة، وهذذي تقبذذل قداسذذة صذذوت القذذديس: بذذأمرك يذذا قذذديس، بذذس أي ر اس منهم؟ ر ابتسم القديس ببشاشة إلذى سذينزر ابذن فذابر، وقذال لهذا سذاخر: اس عذالم آثذار، اً ر حض ذ ي حالذ ذذك ح يستكش ذذفك اليذ ذذوم بش ذذكل دقيذ ذذق ومنهجذ ذذي! األل مذ ذذن المانيذ ذذا ر ذر وبتعرفي أصول الشغل هونيك. قالت: أووف يا خفي، ناقصنا نحنا حتى جايبلنا واحد الماني؟ رد القديس، وهو ال يكف عن االبتسام لفابر: فيزون الشرق ل الغرب، مذا عذم دو يصدق الخلفية الحضارية يلي عنا! 7
- 8. استنكرت كبرياء االلماني، فقالت: خالص يذا خفذي، عنذدي.. عنذدي.. ح خليذه ر يبوس االصبع الشرقي الصغير. صذذاح القذذديس صذذيحة فذ ح، ونقذذل الخبذذر البذذن فذذابر بسذذعادة ال توصذذف: ولذذك ذر االصبع عندا، االصبع عندا. ارتب ذذك س ذذينزر ووقع ذذت نظارت ذذه عل ذذى األرض أثن ذذاء ركض ذذه م ذذع الق ذذديس باتج ذذاه منزلها حيث يقبع االصبع الزمني هناك. *** 8
- 9. السلطان والعاهرة يقوووال ديقووويي ووو ديظووو: " ا جووو:يده اكوووي ووو: " ديشعاب ا. *** أ اد السذذلطان السذذفر إلذذى تايلنذذد بالبذذاخ ة لقضذذاء إجذذا ة، ولكنذذه فض ذل البقذذاء فذذي ز ر ر مملكتذذه وسذذط ذهذذول ولذذي العهذذد الذذذي فكذذر بذذالقفز علذذى العذذرش كمذذا يقفذذز علذذى مؤخ ة خصيانه. ر قال ألبوه ممتعضاً: يا والدي السلطان العظيم.. أال تستحق أن ترتاح من أعبذاء الحكم والمسؤولية، وتقضي بضعة أيام على ظهر عاه ة.. أقصد باخ ة. ر ر نظذذر السذذلطان بشذذغف إلذذى ابنذذه، وقذذال: يذذا ابنذذي الحبيذذب أي واهلل أحذذب قضذاء بعذذض الوقذت فذذي أرض بعيذدة، ولكننذذي أفضذل القضذذاء علذى النذذاس بذذدالً من إضاعة وقتي الثمين في بلد غريب. أغمض ولي العهذد عينيذه إغماضذة لذؤم وهذي عذادة متوارثذة عنذد الملذوك وأوليذاء القفز. 9
- 10. ابتسم السلطان اضياً مطمةناً، وهو ي ى كيذف يحكذم مذن فذوق عرشذه، ويقذر مذا ذر ر يريد ويلغي بعد دقيقة إن شاء، وأحب أن يعيذد تجربذة هذذا األمذر المسذلي، فذأمر بإق ار منع قطع شو ع المملكة منعاً باتاً حتى إشذعار آخذر حرصذاً علذى سذالمة ار ر المذ ذواطن، ولتخف ذذيض حذ ذوادث الس ذذير وبالت ذذالي رف ذذع مع ذذدل عم ذذر المذ ذواطن ف ذذي المملكة. حالما انتهى السلطان من توقيذع مرسذومه الملكذي، جذاءه وبس عة غيذر اعتياديذة ذر رةيس ديوانه، وقال: سيدي السلطان المعظم يريد رةذيس أمذن سذلطانيتك التقذاءك فور! اً انذ عا الس ذلطان وخذذاف فذذي صذذميمه، لكنذذه تصذذنع عذذدم االكت ذ اث وأمذذر بذذدخول ر ذز جذذل. دخذذل رةذذيس أمذذن السذذلطان بسذ عة الهث ذاً، وقذذال: سذذيدي السذذلطان...ثم ذر الر توقف ليتنفس.. وقف السلطان مسذتنفر ووقذف معذه مذا تبقذى مذن شذع ه، وقيذل أن عذدداً ال ر اً يسذذتهان بذذه مذذن الشذذعر قذذد تسذذاقط، وقذذال ببحذذة غيذذر معروفذذة عنذذه: شذذو فيذذه يذذا حيوان الباندا؟ قال الرجل بيأس شديد: لقد هربت عاهرتك المفضلة من البلد! ضرب السلطان على أسه عذب، وقذال: هربذت؟ مخذزن أسذ ار المملكذة هذرب! ر ر بر أس ذ ع ي ذذا كل ذذب وأعل ذذن حال ذذة التأه ذذب القص ذذوى حت ذذى اس ذذتعادة آخ ذذر إص ذذبع م ذذن ذر المخزن الهارب. 11
- 11. ص ذذاح ج ذذل بانض ذذباطية عرف ذذت عن ذذه: حاض ذذر جالل ذذة الس ذذلطان، ث ذذم رك ذذض الر مهر الً.. و التفت السلطان إلى زبانيته، وقال: أ أيتكم وشاهدتم وخبرتم بنفسكم مدى حكمتي ر وسذذعة علمذذي؟ لقذذد منعذذت م ذؤام ة كانذذت سذذتحيق الذذبالد رمذذاداً برمذذاد، أ الً منعذذت و ر قطعت عليهم قطع الشو ع وثانياً استعادة مخزن أس ار المملكة. ر ار نظذر حولذه ثذذم نظذر نظذ ة حذادة نحذذو وزيذر إعالمذذه وصذاح غاضذذباً: كذأن أذنيذذك ر الطويلتذذان ال تسذذمع وعينيذذك الجذذاحظتين ال تذ ى، ولذذك ويذذن الصذذحافة يذذا بغذذل؟ ذر جيبهذذا بسذ عة لذذتعلن للمذذب حكمتذذي بتأجيذذل ق ذ ار سذ ي إلذذى تايلنذذد بذ غم مذذن ذالر ر ذفر ذر أهمية الزيا ة اقتصادياً وسياسياً! ر أغمض ابنه عينيه إغماضه اللؤم المتوارثة، وقال في نفسه: يبدو أن ليالي أبذي الحم اء هناك تدر دخالً قومياً عليهم. ر جلبوا صحفي مساقاً كأنه مجرم، فقال الصحفي خاةفاً وساقيه ال تحمالنه بشذكل جيد: ماذا أسألك يا أعظم سلطان؟ رد السلطان: اسألني سؤال يدل جوابي له على سعة معرفة! سأل الصحفي: ما هو جنس شعبك؟ ضذذحك السذذلطان مذذن أعمذذاق قلبذذه، وقذذال: التذذافهون! إنهذذم مذذا يزلذذون يمارسذذون ا الجنس التقليدي! 11
- 12. ثذذم صذذمت ث ذواني، وفكذذر بجوابذذه وقذذال مخاطب ذاً نفسذذه: واهلل ج ذواب ذكذذي محنذذك، عمى ما أذكاني يا اهلل. ثم أخذ يقهقذه ألنذه أعجذب بجوابذه أيمذا إعجذاب، فاضذطر جميذع مذن فذي القاعذة القهقة وبعضهم بالغ حتى أسعف إلى المشفى، ويقال أنه كذان فذي القاعذة ثالثذة أجانب طلبوا جنسية المملكة فور إلمتاع هذا السلطان ع. البار اً *** 21
- 13. العقل ال ينحني ميشوويل يم موواه يه وي موواال مووع و مو جيدي ديعقل، ا ل م: اضع جويع مع وو" مو:ا دتب جو: مه ديكقيق . *** قام القديس خفي الظاهر من نومه في 1580 وقام باتصذ ذ ذذال مذ ذ ذذن جوالذ ذ ذذه إلذ ذ ذذى مطلذ ذ ذذع القذ ذ ذذرن الواحذ ذ ذذد والعشذ ذرين. عن ذذدما س ذذمع األنب ذذاء الذ ذواردة م ذذن هن ذذاك ضحك ضحكة مجلجلة استيقظ على ها صديقه الذي قدم لزيا ة القذديس لكنذه ر أثر لذذم يحذذظ بجلسذذة معذذه علذذى الذ غم مذذن مضذذي عذذدة أيذذام لوجذذوده فذذي نفذذس غرفذذة ذر القديس. كان القديس قد استقبله على الباب ثم خلد إلى النوم! قال ميشيل دي مونتيني: يا سيدي منيا كتير أنذك قذد اسذتيقظت. بشذرفي فكذرت أنك رحت بغيبوبة ال تنتهي. 31
- 14. فذ ذتا الق ذذديس الناف ذذذة ث ذذم س ذ ع بإغالقه ذذا ألن ذذه ف ذذوجا بالض ذذوء، والتف ذذت إل ذذى ذار ميشيل وقال: ميشو الحبيب، الشعوب ال تستيقظ بهذه السهولة، ومتل ما شذايف عندما يطل الشعب ب أسه من النافذة فإن شيةاً ما سيصيبه! ر ابتسم ميشيل وقال: وأنت ماذا أصابك؟ قال القديس: لقد توسع بؤبؤا عيني! إنذه ضذوء لعذين تحبذه الشذعوب لكنهذا تعذاني ما تعانيه في ثناياه. هز أسه ميشيل موافقاً وقال: واهلل يا خفي أنت محق في هذذا. ثذم انتقذل ميشذيل ر ع الذي جاء من أجله: جةت إليك من يومين الستدين مبلغ صغير. للموضو ع االستدانة ألنذه هذو نفسذه ال يملذك قذرش ع خفي بالتحرك، هارباً من موضو سار واحد، فقال: ع سي ة المص ي ذكرتنذي أدخذل إلذى تواليذت الشذعوب! تعذرف الذي ذار ر زمان نايم وكلو احتشد في المثانة، وكما تتجمذع األسذماك عنذد مصذب المجذرور تنحشر األفكار عند أعتاب المثانة. حذذاول ميشذذيل االعت ذ اض علذذى تهذذرب القذذديس، لكنذذه قذذال مستسذذلماً لقذذد ه: علذذى ر ر األقل يا عز ي خفي الدخول إليها ال يحتاج إلى رشوة. يز اعت ذذرض الق ذذديس، وق ذذد نس ذذي أعتذذذاب المثان ذذة: لم ذذاذا أس ذذميتها رش ذذوة؟ إذا كذذذان ي الصرف الجيبي. اإلنسان يقدم فساده بملء إ ادته فتذهب في مجار ر 41
- 15. قذذال ميشذذيل: هذذذا ريذذك. وبمذذا أنذذك بذذدأت بذذالكالم بذذاآل اء وهذذو مذذا ال أحبذذه فلذذيكن ر أ بعلمك أن االناس تعذبهم آ اؤهم عن األشياء ال األشياء ذاتها". ر فكذذر خفذذي وقذذال: أي ذوا.. أي ذوا.. لقذذد تكلمذذت لتذذوك عذذن تنذذاقض قذذابع فذذي دواخلنذذا. يخيذذل لذذي أننذذا بعذذد كذذل فسذذادنا نريذذد إصذذالح ضذذماةرنا برشذذوتها فمذذن الناس من يرشيها بالعودة الى اهلل والذبعض ي ى إصذالحا ال بذت فيذه مذن خذالل ذر االحتكام إلى األع اف واألخالق الساةدة والتي يخيل له أن لها قدسية. ر وببساطة أكمل ميشيل دي مونتيني: وبذذلك عزي ي خفذي فإنذك وبعذد عذدة قذرون ذز سذذتجد أن "ق ذوانين الضذذمير ال تنبعذذث مذذن اهلل بذذل مذذن العذذادة. ومذذا الضذذمير إال القلق الذي نحسه حين ننتهك عرف قبيلتنا". توسعت عينا القديس إعجاباً بفكر صديقه الذي تطور منذ آخذر مذ ة قابلذه فيهذا، ر مع أنهما لم يتحدثا في آخر لقاء بسبب غفوة قصي ة للقديس. قفز القذديس عليذه ر وعانقذه ولكنذه عذاد وارتذد عنذه قذاةالً: مهمذا بلغذت صذداقتنا فذإن عالقاتذك بذذالبالط تمنعنذذي مذذن الثقذذة بأقوالذذك فأنذذت تذذتكلم كذذالم ناصذذع لكنذذه ملطذذخ بازدواجيذذة غيذذر ل بذمبيد الحقوق. مقبولة لي، وما أعجبه هو كيفية قولك الحق في جو مبخو وهنذا انفجذذر ميشذيل دي مذذونتيني ضذاحكاً، وانتقلذذت الضذحكة إلذذى القذديس بشذذكل عب! مر 51
- 16. اسذذتيقظت المدينذذة علذذى ضذذحكة قدسذذية مذذن القذذديس العظذذيم خفذذي الظ ذذاهر. و وضع كفه على فم ميشيل وسط ذهول الفيلسوف. قذذال القذذديس بصذذوت سذذمعه المذذوتى الذذذين رحل ذوا بذذدون أن يحظ ذوا بفرصذذة قذذول الحذذق فذذي حيذذاتهم: أنذذت يذذا صذذديقي الفذذاني سذذتقول هذذذه الكلمذذات، وأهنةذذك أننذذي كحي بعد قرون وأنت كميت بعد قرون سذأكون سذعيداً بمعرفذة أن هنذاك ميتذاً قذد قذذال جملذذة محقذذة، وتلفذذظ القذذديس بالكلمذذات التاليذذة التذذي التقطهذذا مذذن تفكي ذر دي مونتيني: "إني أقول الحذق، ال كمذا أشذتهي، بذل علذى قذدر مذا أجذرؤ". ثذم تالشذى القذديس مبهذر عينذي ميشذيل دي مذونتيني الذذي ص ل متذأث ا: خفذي أيذن تذذهب والذى أيذذة ر ذر اً عوالم؟ مهالً... قولي الحق بطريقتي غم عالقاتي تأتي من كون أن ا ق و يو ر يش ل ييهكه أا يذل، أم: " ج :م وهع ا. ُ ُ *** 61
- 17. املواطنة ال تنجب مواطنا بالضرورة! يقول القديس خفي الظاهر ساخر: اً ِ ادأل ت عط دهمي ه: تجهه: و ج يدع ديع:ي دي :يث ي ك :ظ ديعظي و ى هقو: ديدوه ك ديج يدعا. *** شذذاهد القذذديس خفذذي الظذذاهر منذذال فذذي أحذذد األيذذام الربيعيذذة. كانذذت تحمذذل طفذالً صذذغير أشذذقر أو أحمذذر. لذذم يعذذرف لونذذه بالضذذبط ألن أشذذعة الشذذمس وهذذي اً اً اً تذذنعكس علذذى صذذفحة البحذذر منعتذذه مذذن التمييذذز، ولكذذن مذذا ميذ ه بحدسذذه الذذوطني ز هذذو أن الطفذذل لذذيس مواطنذاً، فقذذال معاتب ذاً منذذال: يذذا صذذديقتي الغاليذذة منذذال أنذذت 71
- 18. مواطنذذة لكذذن هذذذا المخلذذوق غيذذر مذواطن لذذذلك أطلذذب منذذك تفسذذير منطقيذاً وحيذذداً اً لما يحدث معك! صعقت منال ألنه عرف اسذمها ألنذه عذرف أن الولذد لذيس مذواطن، فقالذت و مندهشة: هل تعرفني من قبل؟ وكيف عرفت أن ابني ليس مواطن؟ قذذال القذذديس بتواضذذع: ال أعرفذذك ولكذذن حدسذذي ال يخيذذب، وأنذذا بص ذ احة مكلذذف ر ج المواطنين من هنا روحياً. بضبط دخول وخرو قالذذت منذذال: آسذذفة ابنذذي لذذيس م ذواطن لكننذذي مواطنذذة أال يكفذذي ذلذذك لعبذذور آمذذن البني؟ ج خفي دفتر مالحظاته ثم سأل: ما هي جنسية األب؟ أخر قالت منال: األب أوك اني! ر حذك خفذي رسذه وقذال: أنذا وعلذى حذد علمذي المتواضذع أن شذباننا المذواطنين هذم أ من يتزوجون أوك انيات وليس العكس. ر قالت منال: وأين المشكلة إذا تزوجت صبية مواطنة من أوك اني؟ ر صمت خفي لثواني ثم قال: المشكلة أن الشبان المواطنين ينجبذون مذواطنين أمذا صبياتنا المواطنات ال ينجبن مواطنين! قالت منال بحدة: هذا ظلم وتفاهة ال مبرر لها، ثم ل الولذد باكيذاً فذي موافقذة صر لكالم أمه. 81
- 19. أنصذذت القذذديس بتهيذذب لبكذذاء الطفذذل، ثذذم درس موجذذات الصذذوت وطابقهذذا م ذذع ع ذذوي مذ ذواطن رض ذذيع عل ذذى الجان ذذب اآلخ ذذر م ذذن الك ذذورنيش البح ذ ي ف ذذدون ذر مالحظاته العلمية، وقال: مع ذذك ح ذذق.. ه ذذذا الطف ذذل لدي ذذه موج ذذات ص ذذوتية مطابق ذذة للمواص ذذفات المحلي ذذة. اسذذمعي يذذا منذذال.. الزم تعلميذذه شذذرب المتذذة فذذور اسذذتطاعته ذلذذك، وعنذذد بلوغذذه ج المشذوي يجب أن يتناول كمية محددة أص ال وبالمعايير الوطنية من لحم الفرو و مذذع عذذرق بلذذدي لضذذخ الوطنيذذة فذذي عروقذذه، وأحذذذرك مذذن عذذدم إطعامذذه فالفذذل ومسبحة فهاتين المادتين ضروريتين لفهم القضايا الوطنية الملحة. اسذذتمعت منذذال بعنايذذة إلذذى وصذذفة القذذديس، وحفظته ذا فذذي قلبهذذا ثذذم طلبذذت مذذن الق ذذديس اعادته ذذا لتس ذذجيلها عل ذذى الموباي ذذل، وذل ذذك لتنش ذذةة ابنه ذذا عل ذذى المس ذذتوى المطلذذوب، ولكنهذذا قالذذت بحذذزن: هذذذه النصذذاةا "اكي و بحتذذة، كيذذف أمذذنا ابنذذي جنسيتي فعلياً؟ نظر القديس حوله بحذر ثم همس: أعرف جل يعمل في مجال تزوير جذوا ات ز ر السفر! قدحت عينا األم الشابة بالغضذب، وقالذت بعصذبية: هذل تقصذد أن ابنذي مذواطن مزور؟ نفى القديس بشدة قاةالً: ال ..ال .. هو ليس مواطن مزور روحيذاً، توقذف قلذيالً ثم أكمل: ولكنه كذلك جسدياً وورقياً حالياً. 91
- 20. سرقة أحالم قديس أيقظت عاه ة الزمن القديس خفي الظاهر الذي قرر اللجوء إلى الذدعا ة السذرية ر ر لتحسذذين دخلذذه، فوقذذع ضذذحية إحذذدى العذذامالت بهذذا. نظذذر إليهذذا بصذذعوبة نتيجذذة جمالها وسألها: ماذا تريدين؟ أنت ال توقظيني في هذه األزمان إال لتخبرينذي أن نظاماً جديداً قد سقط. قالت السيدة: ال يا حبيبي خفذي إنمذا أيقظتذك ألقذول لذك أن اللصذوص قذد سذرقوا حقيبتك التي طالما حكيت لي عنها! 12
- 21. أ اح القذديس األغطيذة بهلذع وركذض إلذى حيذث تذرك الحقيبذة وجذن جنونذه عنذذدما ز تحقذذق مذذن األمذذر. قذذال باكيذاً: أريذذت يذذا صذذديقتي أن الشذذعب ال يفهذذم إال بذذالقمع أ األمني المكثف! ألول م ة شاهدت عاه ة الزمن ع القديس على هذا النحو، دمو ر ر و ولذذم تعذذرف بمذذاذا تواسذذيه وان كذذان صذذحيحاً االستفسذذار عذذن محتذذوى الحقيبذذة فذذي هذه اللحظات الصاعقة. لذذبس ثيابذذه وقبلهذذا بتعاسذذة واضذذحة، وأ اد الخذ ج إال أن عزمذذه قذذد خانذذه، ذرو ر فجلذذس علذذى الفذ اش، ووضذذع يذذده علذذى فخذذذها وقذذال: اآلن عرفذذت لمذذاذا تحذذارب ر الدول الدعا ة والمخدارت؟ ر "أية دول؟". سألت السيدة باستغ اب، ثم أكملت: ال أحد يحاربنا يا خفي! ر قذذال القذذديس موضذذحاً: اي واهلل صذذحيا كالمذذك، فالذذدول الناميذذة لذذيس لذذديها وق ذذت له ذذذه اإلش ذذكاالت التافه ذذة، ال تض ذذع إمكانياته ذذا ف ذذي م ذذؤخ ات وحب ذذوب ي ذذا ر و صديقتي! هناك داةماً قضايا مصيرية أهم. سألت: إذا عن أي دول تتكلم؟ أجاب وهذو يحذك رسذه: أنذا متأكذد مذن أن هنذاك مذن يحذارب الذدعا ة والمخذد ات ر ر أ في العالم! لذذم يعجبهذذا الج ذواب المتهذذرب، لكنهذذا وللحصذذول علذذى معلومذذات القذذديس القيمذذة، هذذا، وفذذور مالمسذذته لهذذا قالذذت: ممكذذن أعطتذذه الك ذريم المرطذذب للجلذذد ليذذدهن ظهر 12
- 22. أنهذذم يحاربوهذذا كمذذا تقذذول، لكذذن لذذيس هنذذا، وكمذذا تذ ى يذذا سذذعادة القذذديس خفذذي، ذر الدعا ة منتش ة بشكل صحي هنا، وبأشكال ال تعد ولكنها تحصى. ر ر ي وقد أقنعه كالمها أيما اقنذاع، خاصذةً أن جلذدها قال وهو يالمس جلدها الطر الحر ي المثير كاف إلقناع كومة أمم: هنا؟ ولك مين هالمجنون يلي ح يكافا ر ير هالجلد المالةكي الناعم؟ حبيبتي إنهم يكذافحون البطالذة، وكذل مذا يمذس الشذعور القومي! رفعذذت رسذذها إلذذى السذذقف، وهذذي تسذذتجيب لمالمسذذاته المقدسذذة. نظذذرت بطذذرف أ عينيها إليه قاةلةً: شو هادا الشعور القومي يا خفي؟ فك ذذر الق ذذديس، وق ذذال س ذذاهماً مح ذذا الً أن يعط ذذي الش ذذعور الق ذذومي حق ذذه: الش ذذعور و القومي هو شذعور يجذب أن يبقذى عاليذاً، لذذلك تحذرص منظومذات الذدول الناميذة األمنية على إبقاةه عالياً، واال فإنه لن يبقى كذلك! ضحكت بدلع وقالت: وكيف تشعر اآلن قداستك؟ أجاب وهو ينزل يديه -المتحركة على جسمها- نحو مناطق ساخنة من العذالم: أفضل بكثير.. أحسذ ذت بأن ذذه الوق ذذت المناسذذذب للكش ذذف ع ذذن حقيق ذذة طالم ذذا أقلقذذذت لياليه ذذا الحمذذ اء، فسذذألت بذذذكاء اسذذتد اجي عذذرف عذذن نسذذاء المهنذذة: مذذاذا كانذذت تل ذذك ر ر الحقيبة تحوي حتى انفجرت مشاعرك عندما فقدتها؟ 22
- 23. قال وقد عاد إليه األسى والغم: لقد كانت تحذوي قطعذة مذن أول ش"شوال أحببتذه ... آه كذذم حشذذرت نفسذذي تحتذذه فذذي عذذز المخ ذاوف والتغيي ذ ات الكبي ذ ة والثذذو ات ر ر ر والحروب! لقد سرقه الجبناء.. فعلوها ودمروا حياة قديس مسالم ال يؤذي نملة! أدارت نفسذذها باتجاهذذه وعاتبتذذه: ه ذذذا سذذبب م ذذا فعل ذذه الجبنذذاء ال ذذذين ت ذذتكلم عذذنهم، وسذذيفعله غيذ هم بذذك. يجذذدر بذذك أن تكذذون مؤذيذاً فذذي كثيذذر مذذن األحيذذان! ذر و يادي أكي يع"ال دي ع:مل مع امم:ي ا و *** 32 ذ ديكي:ة.
- 24. هروب إىل أعماق السراب يقول القديس خفي الظاهر: ا ه:ك دي ي" مع ديق ص دي ي:يي ، مع أهه: كي ا وع ي: م"" ا ""ا دد دد هذه القصة خيالية ي هه: حدثت في فرنسا، وبالتحديد في مرسيليا عام 1580 *** 42
- 25. قرر القديس خفي الظاهر، والذي كذان يذدعى دوفذان فذي تلذك الفتذ ة، أخذذ ر موقف واضا ضد الزنبقة السوداء1 التي كتبها اسكندر ديماس فيمذا بعذد، ولكنذه خذذاف مذذن بطذذش أعداةذذه وخاصذذة محكمذذة التفتذذيش البابويذذة التذذي كانذذت تحكذذم بالتالشي على كل يمس القداسة بشكل عام. بناء على نصيحة صديقته "آن" فقذد عذاد عذن ريذه، وقذرر كمذا عادتذه فذي أ همذ ذذا متذ ذذنفس فت ذ ذ ات األزمذ ذذات الحساسذ ذذة اللجذ ذذوء إلذ ذذى الفلسذ ذذفة والجذ ذذنس باعتبار ر للمذذؤمنين فذذي ذلذذك الذذزمن، فجلذذس فذذي ف ذ اش آن متذذأمال مذذا سترسذذله الطبيعذذة، ر وبالفعل وعلى الفور هبط من المكتبة كتاب من فت ة بداية عصر العقل لصديقه ر ميشذيل دي مذونتيني، فأخذذذ يقذر وسذذط محذا الت "آن" اثارتذه جسذذدياً، لكنذه رفذذض و أ قذذاةالً: انظذ ي داخذذل نفسذذك يذذا آن... أنذذت تحلمذذين بأنذذك اآلن آن وبذذأنني دوفذذان ذر إال األمذذر يتعلذذق بمذذدى نظذذرك داخذذل نفسذذك، فعنذذد التعمذذق بمذذا داخلذذك سذذتجدين أنذذك لسذذت آن كمذذا أن الملذذك لذذيس ملذذك وخدمذذه ليس ذوا خدمذذه، وكمذذا أننذذي لسذذت بدوفان حتى! ض ذذحكت آن، وشذ ذربت ع ذذدة مذ ذ ات خ ذذالل ض ذذحكها ال ذذذي اس ذذتمر ط ذذويال ر بسبب هات الفلسفية، وقالت: من نحن ومن ه الء إذا هذات لنشذوف يذا معلذم ؤ التر دوفان؟ 1 الزنبقة السوداء: رمز إلى القوة والسلطة ويقصد بها السلطة الملكية آنذاك. 52
- 26. أى الق ذذديس "آن" م ذذن خل ذذف الكت ذذاب ب ذذدون أن يزيح ذذه، وأج ذذاب به ذذدوء: مج ذذرد ر س اب. ر ابتسذ ذ ذذمت الناعمذ ذ ذذة آن ابتسذ ذ ذذامة خبيثذ ذ ذذة، وردت عنهذ ذ ذذا الغطذ ذ ذذاء الحريذ ذ ذ ي ذر المغش ذذوش كاش ذذفة ع ذذن نه ذذدين م ذذن عجاة ذذب الطبيع ذذة، وعن ذذدما ش ذذاهدت عي ذذون القذ ذذديس الفلسذ ذذفية تذ ذذدو ان فذ ذذي مقلتيذ ذذه بشذ ذذكل مغزلذ ذذي قالذ ذذت: واآلن أخبرنذ ذذي يذ ذذا ر فيلسوف التخت هل هذين مجرد س اب؟ ر قذذال القذذديس مقتبسذاً مذذن الكتذذاب بذذدون أن يصذذل إلذذى الصذذفحة التذذي تحذذوي ذلذذك الكذذالم مذذا يلذذي: ال يجذذب عليذذك يذذا حبيبتذذي أن تثقذذي بالعقذذل لهذذذه جذذة الدر ز نظر و:يغ"يز ة م"شي أم مع ديعقل! ا ي كيف يحيا الحيوان بالغري ة حيذاةً ناجحذةً أحياناً على نحو أحكم من اإلنسان! هناك فرق بين بشر وبشذر أكثذر بكثيذر مذن الفذرق بذين البشذر والحيذوان، ولذذيس اإلنسذان مركذز للحيذاة كمذا أن األرض ليسذذت اً مركذ ذز للك ذذون. ل ذذذلك أعي ذذدي غطاة ذذك الحري ذ ي المص ذ ع م ذذن ألي ذذاف مخلوط ذذة ذنو ذر اً ومغشوش ذذة بإتق ذذان واحتذ ذ اف ف ذذي ورش ذذة كوزي ذذت! فأن ذذا اس ذذتطيع رؤي ذذة م ذذا جعل ذذك ر تتذذوهمين أنذذه ذو أهميذذة مذذن دون أن تكشذذفيه، وكمذذا أن لذذديك هذذذه النهذذود ال اةعذذة ر لديك ما لن تستطيعي إخفاءه من العيوب! غضبت آن كثير النتقاد القديس. قفذزت مذن الفذ اش، وقالذت باسذته اء: اي ز ر ا شذذو هذذادا ولذذو؟ واهلل كذذأني نايمذذة مذذع مكتبذذة. بص ذ احة، مشذذكلتك يذذا دوفذذان أنذذك ر تظن نفسك ريشيلو أحياناً! فتتكلم كملك. 62
- 27. نظذذر إليهذذا مذذن فرشذذه الفقيذذر، ثذذم قذذام وقذذال: ولكننذذي ملذذك! لمذذاذا عليذذك أن ا تركعي للملك؟ فقط ألنه ملك؟ أال تعرفي ماذا يقول ريتشارد الثذاني فذي مس حية ذر شكسبير؟ قالت آن وهي تسحب الغطاء الحر ي لتغطي جسمها بذه إذ أن الفلسذفة أطفذأت ير غبتها: شوب يقول هادا التاني؟ ر ردد القديس الكلمات التالية بطريقة تهيأ آلن أن من يقف أمامها مجرد س اب: ر ديم ك يك جأهه م ك ا ى ذد ديهكا دي يدع يعيش ايك جمطاة ديم اك، اي ع ل ديه :و:ا دي د دل مع كايه ذ يه: أدهك ا طي" و ديهاد ألهه: اييية ديهاد يذيب ديماا ج"ي: اأجه ه ويكي ه: - اد أم : - "م:يد و "م:ي ومع ذد ديذم يش ه دي :ج 72
- 28. ا ا ى أهه ت مك:ي م يق ي" مع ك مه ا" ج:ب ديماا؟ د ب ى ديقال أع ديه: :" و ل دأل"ض يك ماع أي: :ع مايي ... وم: ديكي:ة؟ ي:ل ي " ى، د م دب ي "ب"ق :ذج:، " و"ك دئ ، دك " ز و:يكي:ة يد ، ى أكمع دي "اض ك ، اك ى دألك ذد ه: ييما غي" أك وبعذ ذذد أن انته ذذى م ذذن تردي ذذد ه ذذذه الكلمذذذات اقتذذذرب منهذذذا وأمسذ ذذك ي ذذدها، وبجذذذرد مالمسذذته لهذذا اسذذتطاع بقداسذذته جعلهذذا كتلذذة غبذذة ملتهبذذة، أعادهذذا إلذذى الف ذ اش ر ر ح.. أنذت ستمضذين الليلذة ملتصذقة بذي. هذذا لذيس قاةالً: أنا ى المستقبل بوضو أر حلم ال خيال إنه مجرد س اب من الواقع. ر و *** 82
- 29. فجوة سوداء يف روح بيضاء االسلطان في خطبة متلفزة على الراديو: تسببت بالقضاء على الكثيرين لكن ما زال هناك الكثيرون أيضاً، وكل من يقول سوى ذلك فله ذلك! ويجرب لشوف..ا القصة التالية من مذك ات القديس خفي الظاهر خالل االحتالل العثماني ر *** 92
- 30. علذذذى خي ذذولهم وه ذذو عل ذذى قدميذ ذذه، الحذذذق جذذذال السذ ذذلطان ذوو الش ذ ذوارب ر الملتفة والبنادق المش عة القديس خفي الظذاهر، والذذي لذم تشذفع لذه قداسذته هذذه َر الم ذ ة، وبذ غم مذذن تعرضذذه خذذالل عصذذور للقمذذع وحجبذذه خذذالل عصذذور أخذ ى ذر ر ذالر واقصاةه فت ات ومحاربة أيه فت ات ى، فإنه لم يتعرض لمثل هذا اإلحسذاس ر ر أخر ر كانت هناك بداية شيء ما في األفق لعله عصر جديد غير محدد اللون، ولكذن لذيس هذذا مذا سذما لذه عقلذه بذالتفكير بذه خذالل لحظذات المطذاردة المأسذاوية فقذذد إصابته رصاصذتان واحذدة فذي عقلذه، واألخ ى فذي طيفذه المغناطيسذي أدت إلذى ذر انقطاع التيار الذهني والقدسي عنه. ش ذذاهد أثن ذذاء هرب ذذه أن ذذاس يركض ذذون أيض ذذا لك ذذنهم يص ذ خون ويهتف ذذون للس ذذلطان ذر وآخ ذرين يركضذذون ولكذذن بشذذكل م ذو ي للشذذاقول، وحذذدها رصاصذذة أفقيذذة شذذقت از كتف ذذه األيس ذذر. ض ذذحك القذ ذذديس وه ذذو يق ذذع علذ ذذى األرض لتعل ذذوه خي ذذول شذ ذوارب سلطانية بصقت عليه، وقال أحدهم بلغة شتم: حيوان أخرق. توسعت عينا القديس بينما دهسه الخيل بشدة وقد نبت للخيل هو اآلخر شوارب كبيذ ذ ة، أم ذذا أح ذذد ال اكض ذذين اآلخذ ذرين فق ذذد هت ذذف للس ذذلطان حت ذذى اختف ذذى ص ذذوته ر ر وتالش ذذى ف ذذي الفض ذذاء المح ذذيط، فن ذذزل ج ذذل م ذذن ج ذذال الص ذذوت وانت ذ ع حنجذ ذ ة ر ذز ر ر القذذديس وأهذذداها للمبحذ ح بكذذل سذذعادة، وبينمذذا كذذان القذذديس يتهيذذأ لمغذذاد ة عقليذذة ر ذو للمأساة التي هرب أجيال وأجيال عصذور وعصذور دهذور ودهذور ليالقيهذا أدرك باكي ذاً أنذذه يقبذذع اآلن تحذذت جذذل خيذذل وحنجرتذذه خيطهذذا أطبذذاء بذذال حمذذة علذذى ر أر رقبة رجل فاني آخر من رجال السلطنة. وفذي لحظذات الرصذاص تلذك أى يمامذة غبيذة تصذدر صذوتها المعهذود فالتهمهذا ر الخيل بسعادة، وربت الرجل ذو الشوارب على أس الخيل بحب وتساما ذكذرت ر 13
- 31. الق ذذديس باإلنس ذذانية، وجعل ذذت ح الق ذذديس تغ ذذادر مثواه ذذا األرض ذذي إل ذذى أع ذذالي رو السماء ة بفلتر السلطان الروحي الذي حجب عدة أفكار أخي ة قبذل أن يتغيذر ر مار لذذون الجسذذد الذذذي احتذذوى فك ذر مشذذعاً سذذبب سذذرطان فكذ ي للعديذذد مذذن جذذال الر ذر اً والنساء الذين حاربوا أنفسهم وحاربوا القدر بمحاولتهم التفكير. استقرت ح القديس المعذبة في علبة قابلذة لغغذالق، وعلذى الفذور قذام مخلذوق رو سذماوي بوضذذع إشذذا ة معينذة عليهذذا عالمذذة علذى أنهذذا ليسذذت روحذاً عاديذةً، حيذذث ر أن قدسذذية هذذذه الذ ح تفذذرض علذذى الحذذرس السذذماوي إرسذذالها إلذذى مقب ذ ة نفايذذات ر ذرو مشعة أرضية بالضرو ة. ر *** 13
- 32. ملس هموم املواطن! ي"دا ة ايم ج:" ديما"ي دي"ممي و ت ك ل مع ديقيي ات ج:يمده" ديضائ ! ما ديمادطعا و دي ة دي " دي ك:و مجقا ديك"ب، ام: ب يه ج ك دي ة ت مع ب"يب " رمى باةع الصحف الصحيفة من الشباك، فهبطت على أس القديس خفي ر ع بملء كوب قهوة بطريقة الظاهر هبوطاً ميموناً، فاستيقظ بسعادة جمة وسار خاصة بالقديسين بدون أن يتحرك من سري ه. لم يقر العنوان الرةيسي الذي أ ر كتب بخط عريض وبحجم يتجاوز أسه مادياً (إذ أن ال شيء يساويه معنوياً). ر أحس القديس بارتعاشة بهجة عندما قر أول ثالثة كلمات في أول سطر، والتي أ تلخص الجريدة بشكل عام “مالمسة هموم المواطن”. أحس بال احة فأخير ر اً سيجد المواطن من يالمس همومه وكم عانى المواطنون من عدم وجود هذه الخدمة سابقاً، وخاصة في الليالي الظلماء التي يفتقد فيها البدر. ارتدى ثيابه ونزل إلى معبده الذي ورثه عن أبوه، وقام بتطوي ه عبر فتا ر دكان في ال اوية الشرقية الغربية منه. دخل إلى المطبخ مصطحباً الجريدة. ز قص الكلمات الثالثة ثم غالها مع حشاةش محلية “بابونا ومليسة” الحظ ج بخار على شكل إصبع، فوضع نظارته وكتب على مفكرته الصغي ة: ر خرو “األصبع سيقوم بالمالمسة”، وعند جة حر ة معينة أضاف كلمات من مقال ار در 23
- 33. آخر يتحدث عن االهتمام بالمواطن، فتصاعدت أبخ ة ملونة بلون قوس ح، قز ر وعندما تذوق القديس المشروب أحس بإحساس غريب لم يستطع تقدي ه كونه ر قديس ال يكترث باألحاسيس الدنيوية الدنيةة. ع نحوه وانخفضت العجوز دخل عدة زوار منهم سيدة عجوز، اتجهوا بخشو لتقبل قدمه المشعة، فمنعها بشدة بسبب طبقة الهموم المحيطة به قاةالً لها: "لست أنت معنية بمالمسة همومي في أي ء منها! هناك جهات مختصة جز بهذا األمر.. اجلسوا هنا أحباةي وسآتي بعد ثواني". عاد حامالً صينية عليها كؤوس من مشروب طيف الهموم، وعندما شربه المواطنون ال اةرون نظروا إليه بدهشة ثم تمعن كل واحد منهم بنفسه، ولم ز تستطع العجوز المقاومة فقالت: يا اهلل شو هادا؟ ولك إنني أشعر بالحب! معقولة؟ هجم عليه مواطن اةر ليقبله تحت تأثير المشروب، فقال القديس مبتعداً عنه: ز قبلها هي يا أخي بالمواطنة.. اهلل وكيلك هي بحاجة هذه المحبة المتبلةة في عينيك! *** 33
- 34. سكاكني احلوار وو د مو : و ديمشها" اه شيا جكضووا" دي :م و ف ي قوويي مأيه دأل ي" وع أيوه وو دشوع:ل شومع جويت موع يعوع " ديع مو ، ا طجيوق ووذد دألمو" ديج ي ما ج و ديظوو: " مووع دي ي موواال ووى ديكو"ب وو موا"ي:، وقوو:ل ديقويي ديشمع ، ييك ي: اه هع"ال ه"اق مع :ي :م ! ديغو:ي ، أشوعل ي و جويك ديو: جو 43 شووع ه يهو:
- 35. تم استدعاء القديس خفي الظاهر قديس المواطنة إلذى جلسذة للحذوار، دخذل إلذى القاعذذة وبمجذذرد نظذ ة واحذذدة إلذذى عيذذون المشذذاركين وكيذذف أنهذذم تكتلذوا كذالً علذذى ر حذذدا. المؤيذذدون جلس ذوا علذذى جهذذة والمعارضذذون علذذى جهذذة، ولذذم تكذذن الطاول ذة مستدي ة بذل شذبه متذو ي وفذي وسذطها وضذع علذم س ي كذان كذل دقيقتذين يقذوم ذور از ر أحدهم بتبديل ألوانه. عنذذدما بذذدأ الحذوار أخذذذ الذذدم يتصذذاعد، وبذذدا أن وجذذوه الحضذذور أصذذبحت حمذ اء ر فهذذذا المؤيذذد قفذذز ليخنذذق أحذذد المعارضذذين معنويذذاً بينمذذا أمس ذذك مع ذذارض بقلمذذه بعصبية اةدة كأنه يريد أن يعصر المؤيدين جميعاً. ز ب ذذدأت ك ذذل جه ذذة م ذذن جهته ذذا متجاهل ذذة أن هن ذذاك ف ذذي الحي ذذاة جه ذذات أخ ذ ى ت ذذود ذر الحيذذاة، ولذذم يتقذذاطع الطرفذذان فذذي أي فكذ ة ولذذو كانذذت علذذى نذ ع العصذذير. حيذذث ذو ر أ اد المؤيذدون عصذذير مذذن صذذنع أحذذد معامذذل المؤيذذدين بينمذذا أصذذر المعارضذذون ر على عصير تعود ملكية معمله إلى أحد أف اد المعارضذة. أمذا الذدخان فقذد اتفذق ر الطذذرفين أنذذه قانونيذاً ممنذ ع فذذي الجلسذذات العامذذة، ولكذذنهم جميعذذا باسذذتثناء سذذيدة ذو جوا بواكيهم وصاروا يدخنون بينما هي لجأت إلى صب كذأس ويسذكي قالذت أخر أنه سينسيها الدماء التي سالت. وقبذذل نهايذذة جلسذذة الح ذوار الحذذظ المجتمعذذون أن القذذديس خفذذي الظذذاهر قذذديس المواطنذذة يجلذذس منفذذرداً وهذذو يشذذرب كذذاس نبيذذذ وطنذذي، وهذذو يركذذز بشذذكل كبيذذر علذذى لونذذه عبذذر تعريضذذه للضذذوء. وعنذذدما سذذأله المجتمعذذون عذذن ريذذه بالوضذذع. أ قال: بدكم من األخير؟ قالوا: نعم يا سعادة القديس. 53
- 36. فقال: هالنبيد ممتاز يا شباب! وفي االست احة هاجم الطرفان كل شذيء حتذى أنفسذهم، وأعطذوا تصذريحات ليذوم ر التص ذريحات، ولذذم يتبذذق ف ذذي ذواكذذر األجهذذ ة المحمولذذة ف ذذي الحيذذاة واآلخذذ ة أي ذذة ر ز َ مساحة تتسع لجملة ولو صغي ة، وعندها فقط عادوا إلى الجلسة. ر عنذذد بدايذذة الجلسذذة الثانيذذة، دخذذل المجتمعذذون المت ذوترون إلذذى القاعذذة وقذذد طلب ذوا طاول ذذة أخ ذ ى، فجل ذذس الق ذذديس ب ذذين الط ذذاولتين وق ذذد جل ذذب مع ذذه أركيل ذذة وك ذذاس، ذر فصذذاح المؤديذذون والمعارضذذون بغضذذب شذذديد: الصذذمت خيانذذة عليذذك أن تحذذدد موقفك! نظر القديس إلى الطرفين، وقال: عفواً معكم حق يجب أن أتخذ موقف. ولكن هل بدأ الحوار في هذه الجلسة؟ قالوا: طبعا لقد بدأ! فقال: ليه ما خبرتوني طيب؟ قالوا: ليه ما واضا أن الجلسة بدت؟ أجاب القديس: ال ليس واضحاً، وين السكاكين؟ قالوا مستغربين: أية سكاكين؟ شغل االركيلة وسحب عدة سحبات وسط تلهف الطرفين لسماع ما سيقوله، وعندما قفز أحدهم متشنجاً، قال: سكاكين الحوار يا أصدقاةي، أين هي؟ *** 63