SlideShare uma empresa Scribd logo
1 de 109
‫نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران‬
‫الكريم‬
‫د. ربيع أحمد‬

‫بسم ا الرحمن الرحيم‬
‫الحمد لله وحده و الصلة و السلم على من ل نبي بعـده ، وعلى‬
‫آله وصحبه ، أما بعد :‬

‫1‬
‫فمن دأب أعداء السلم إلقاء الشبهات الواهية إلى المسلمين الفينة‬
‫بعد الفينة للتشكيك في السلم عن طريق قلب الحقائق و المجادلة‬
‫بالباطل و نشر الكاذيب و الخرافات و تدعيم الكاذيب و الخرافات‬
‫بالدلة الواهية حتى تصير حقائق مسلمة عند ذوي العقول الضعيفة‬
‫الجاهلة إذ ل يهدأ بال ، و دين ا في ازدياد .‬

‫قال ا - سبحانه و تعالى - : ﴿ وا ُيجدالِدل اَّللِذين داَكداَفروا لِبدابْلداَبداطل لِلا ُيبْدحضاوا لِبه ابْلحق ﴾ ) سورة الكهف من‬
‫لِ لِ لِ ا ُ لِ داَ َّ‬
‫داَ ا ُ‬
‫داَ داَ ا ُ‬
‫الية 65 ( أي أ َ ن ا ل ذي ن ك ف روا ي جا د لو ن با ل با ط ل، أ َ ي :ي خا ص مو ن ال ر س لَ‬
‫ّ ُ‬
‫ْ ُ َ ِ ُ َ‬
‫ُ َ ُِ َ ِ َْ ِ ِ‬
‫ّ ّ ِ َ َ َ ُ‬
‫با ل با ط ل، ك ق و ل ه م في ال ر سو ل سا ح ر، شا عِ ر، كا ه ن، و ك قَ و لِ ه م في‬
‫ٌ َ ِ ٌ َ َ ْ ِ ْ ِ‬
‫َ‬
‫ّ ُ ِ :َ ِ ٌ‬
‫ِ َْ ِ ِ َ َ ِْ ِ ْ ِ‬
‫ْ َ ِ‬
‫ا ل ق رآ ن : أ َ سا طي ر ا ل َو لي ن، س ح ر، ش ع ر، ك ها ن ة، و ك سُ ؤا ل ه م ع ن أ َ ص حا ب‬
‫ِ ْ ٌ ِ َ َ ٌ َ َ َ ِ ِ ْ َ ْ‬
‫ِ ْ ٌ‬
‫َ ِ ُ ْ ِّ َ‬
‫ْ ُ ْ ِ‬
‫ّ‬
‫ا ل ك ه ف، و ذي ا ل ق ر ن ي ن، و س ؤا ل ه م ع ن ال رو ح ع نا دا و ت ع ن تا، ل ي ب ط لوا ا ل حَ ق‬
‫ْ‬
‫ّ ِ َِ ً ََ ًَّ ُِْ ُِ‬
‫ْ َ َْْ ِ َ ُ َ ِ ِ ْ َ ِ‬
‫ْ َ ْ ِ َ ِ‬
‫ب ج دا ل ه م و خ صا م ه م با ل با ط ل1.‬
‫ِ ِ َ ِ ِ ْ َ ِ َ ِ ِ ْ ِ َْ ِ ِ‬
‫والحق واضح ولكن الذين كفروا يجادلون بالباطل ليغلبوا به الحق‬
‫ويبطلوه2.‬
‫و فعل أعداء السلم إن دل فإنما يدل على سفاهة عقولهم و قصور‬
‫ثقافتهم و شدة حقدهم على السلم .‬
‫و رغم سخافة شبهاتهم وشدة بطلنها بما يغني عن إبطالها إل أن‬
‫بعض الناس عندما تلقى إليه إحدى هذه الشبه يدخل في قلبه الريبة‬
‫والشك ، ولو سأل أهل العلم لجابوه بما يشفي صدره ويروي ظمائه إذ‬
‫ل يوجد شبهة يرددها أعداء السلم إل و في السلم ما يسحقها و‬
‫يستأصل شأفتها ، و كتب أهل العلم مليئة بالردود على كل شبهة كبيرة‬
‫كانت أو صغيرة .‬
‫1‬
‫2‬

‫ أضواء البيان للشنقيطي 603/3‬‫ في ظلل القرآن لسيد قطب 6722/4‬‫2‬
‫و مما أثاره أعداء السلم من شبه الزعم بأن القرآن غير متواتر ، و أن‬
‫حفظة القرآن في العهد النبوي كانوا قليلين و أكثر حفظة القرآن قد‬
‫ماتوا قبل جمع القرآن وتدوينه و أن وسائل و أدوات حفظ القرآن قبل‬
‫جمعه كانت بدائية و غير مأمونة ل تكاد تحفظ شيئا فضاع من القرآن‬
‫الكثير ، وهناك الكثير من الروايات على حد زعمهم تؤكد على ضياع‬
‫سور و آيات من القرآن إلى غير ذلك من الشبه التي مفادها الطعن في‬
‫تواتر القرآن و صحة نقله .‬
‫و في هذه السطور محاولة عرض شبههم الباطلة و بيان عورها و‬
‫فسادها فاللهم ارزقني التوفيق و السداد .‬

‫فهرس المحتويات‬

‫الرد على زعمهم أن طريقة إثبات المسلمين لعدم تحريف القرآن ل‬
‫يمكن أن تكون من عند القرآن نفسه‬

‫3‬
‫الرد على شبهة أن أدوات حفظ القرآن قبل جمعه كانت بدائية و غير‬
‫مأمونة ل تكاد تحفظ شيئا فضاع من القرآن الكثير‬
‫الرد على سؤال المغرضين كيف يكون قرآن المسلمين متواترا ،و هناك‬
‫آيات من القرآن لم يعرفها سوى صحابي واحد ؟‬
‫الر على شبهة أن الصحابة كانوا يضعون اليات حسب رغبتهم ، و أن‬
‫آخر سورة براءة لم يحفظها غير واحد من الصحابة‬
‫الرد على سؤالهم كيف يكون القرآن قد وصل إلى المسلمين كامل و قد‬
‫مات الكثير من حفظة القرآن ؟‬
‫الرد على سؤالهم : لماذا ترك نبي السلم المة السلمية بل مصحف‬
‫مجموع و ل كتاب يحوي القرآن كامل ل مبعثرا ؟‬
‫الرد على سؤالهم : كيف يجمع القرآن ثلث مرات ؟‬
‫الرد على شبهة عدم كتابة القرآن في العهد النبوي‬
‫الرد على تشكيكهم في تواتر القرآن بدعوى أن حفظة القرآن من‬
‫الصحابة كانوا قليلين‬
‫الرد على استفسارهم كيف جمع القرآن عدد كثير من الصحابة و‬
‫المعروف بجمع القرآن منهم عدد قليل ؟‬
‫هل قول زيد : لو ك لفونى نقل جبل من الجبال ما كان بأثقل عل ى م ما‬
‫ّ ّ‬
‫ّ‬
‫كان أمرونى به من جمع القرآن يفيد عدم كتابة القرآن في العهد‬
‫النبوي أو أن زيدا لم يكن من حفظة القرآن ؟ .‬
‫الرد على فهم سقيم لقول أبي بكر لعمر وزيد : اقعدا على باب المسجد‬
‫فمن جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب ا فاكتباه‬
‫الرد على سؤالهم : ك ي ف و ق ع ت ال ث ق ة ب أ ص حا بِ ال ر قا ع و ص دو ر ال ر جا ل أل‬
‫ّ َ ِ َ ُ ُ ِ ّ َ ِ‬
‫َْ َ َ َ َ ِ ّ َ ُ َِ ْ َ‬
‫يحتمل كذب أحدهم ؟‬
‫الرد على زعمهم أن آية الرجم سقطت من المصحف العثماني‬
‫الرد على زعمهم أن آية : ل و أ َ ن ل ب ن آ د م م ث ل وا د ما ل سقطت من‬
‫َ ْ ّ ِ ْ ِ َ َ ِْ َ َ ٍ َ ً‬
‫المصحف العثماني‬
‫الرد على زعمهم أن آية : ) ب ل غوا ق و م نا فَ ق د لَ قي نا ( سقطت‬
‫َ ْ ِ َ‬
‫َ ْ ََ‬
‫َّ ُ‬
‫من المصحف العثماني‬
‫الرد على سؤالهم : كيف يكون جمع القرآن عن إجماع من الصحابة و قد‬
‫اعترض ابن مسعود عليه ؟ و كيف يكون القرآن متواترا عن الصحابة و‬
‫قد اعترض ابن مسعود على المصحف العثماني ؟‬
‫4‬
‫الرد على سؤالهم كيف تقولون أن القرآن متواتر عن الصحابة رغم أن‬
‫ابن مسعود أنكر المعوذتين و لم يكتبهما في مصحفه ؟‬
‫الرد على زعمهم بنقص سورتي الحفد و الخلع من المصحف العثماني‬
‫الرد على سؤالهم كيف تقولون أن القرآن متواتر عن الصحابة رغم أن‬
‫مصاحف بعض الصحابة تخالف المصحف العثماني ؟‬
‫الرد على سؤالهم كيف تقولون بتواتر القرآن رغم أن أسانيد قراءات‬
‫القرآن تنتهى عند القراء العشر ؟‬
‫الرد على زعمهم أن آية : ﴿ وما خ ل ق ال ذ ك ر وا ل ُنثى ﴾ زيد فيها ﴿و ما‬
‫ّ َ َ َ ْ ْ‬
‫ََ َ‬
‫َ‬
‫خلق ﴾‬
‫الرد على زعمهم أن قوله تعالى : ﴿ حا ف ظوا ع لى ال ص ل وا تِ وال ص ل ةِ‬
‫ّ َ‬
‫َ‬
‫َّ َ‬
‫ََ‬
‫َ ِ ُ‬
‫ا ل و س طى ﴾ نقص منه و صلة العصر‬
‫ْ ُ ْ َ‬
‫الرد على زعمهم بحذف آية " خمس رضعات يحرمن " من القرآن‬
‫الرد على زعمهم أن تعدد القراءات يدل على اضطراب النص القرآني‬
‫وتحريفه ، وسببه عدم تنقيط المصحف العثماني‬
‫الرد على زعمهم أن قوله تعالى : ﴿ ت ب ت ي دا أ َ بي ل ه ب و ت ب ﴾ نقص منه‬
‫َ َ ٍ ََ ّ‬
‫َّ ْ َ َ ِ‬
‫قد‬

‫الرد على زعمهم أن طريقة إثبات المسلمين لعدم تحريف القرآن ل‬
‫يمكن أن تكون من عند القرآن نفسه‬

‫5‬
‫يزعم أحد المغرضين أن طريقة إثبات المسلمين لعدم تحريف القرآن‬
‫الكريم ل يمكن أن تكون من عند القرآن نفسه و علل ذلك بأن‬
‫الستدلل بالقرآن نفسه يؤدي إلى الدور و هو باطل و أخذ يشرح و‬
‫يقول فإذا افترضنا وقوع زيادة في القرآن جاز أن يكون قوله تعالى :‬
‫﴿ إ ِ نا ن ح ن ن ز ل نا ال ذّ ك ر و إ ِ نا ل ه ل حا ف ظو ن ﴾ ) الحجر الية 9 ( من جملة‬
‫ْ َ َ ّ َ ُ َ َ ِ ُ َ‬
‫ّ َ ْ ُ َ َّْ‬
‫النصوص المضافة إلى القرآن، و من هنا قال : هذا أمر واضح تدخل‬
‫فيه كل النصوص القرآنية التي تفيد حفظ القرآن من التبديل .‬

‫ّ ْ َ َ ّ َ ُ‬
‫و قد غفل هذا الكافر أن الذي قال ﴿ إ ِ نا ن ح ن ن ز لْ نا ال ذ ك ر و إ ِ نا ل ه‬
‫ّ َ ْ ُ َ ّ َ‬
‫ل حا ف ظو ن ﴾ هو الذي قال : ﴿ أ َ ف ل َ ي ت دَ ب رو ن ا لْ ق رآ ن و ل و كا ن م ن عن دِ غَ ي رِ‬
‫ْ‬
‫ُ ْ َ ََ ْ َ َ ِ ْ ِ‬
‫َ ََ ّ ُ َ‬
‫َ َ ِ ُ َ‬
‫ال ل ه ل و ج دو ا في ه ا خ ت لفا ك ثيرا ﴾ ) سورة النساء الية 28 ( أي أفل‬
‫َِ‬
‫ّ ِ َ َ َ ُ ْ ِ ِ ِْ َ‬
‫َ ْ‬
‫يتفكرون في معاني القرآن فيعلمون أنه من عند ا تعالى؟ لنه ﴿ وَ ل و‬
‫كا ن م ن ع ن د غ ي ر ال ل ه ل و ج دوا في ه ا خ تلفا كَ ثيرا ﴾ أي تناقضا كثيرا، ويقال:‬
‫ِ‬
‫ِ ِ ِْ‬
‫َ ِ ْ ِْ ِ َْ ِ ّ ِ َ َ َ ُ‬
‫أباطيل وكذبا كثيرا ؛ لن الختلف في قول الناس، وقول ا تعالى ل‬
‫اختلف فيه3 .‬
‫و لن القرآن ل تناقض فيه و ل يعارض بعضه بعضا فهو من عند ا و‬
‫ليس من كلم بشر ، ولو اعتراه الزيادة أو التبديل لجاز أن يعارض بعضه‬
‫بعضا ، ولوجد في القرآن ما يخالف أسلوبه البديع و نظمه الفريد ؛ لن‬
‫كلم ا ل يشبه كلم البشر و لم يحدث أن وجد في القرآن ما يخالف نظمه‬
‫الفريد و أسلوبه البديع و ألفاظه الفصيحة و لو حدث لنقل إلينا لتوافر‬
‫الدواعي على نقله .‬
‫و ما يتوهم منه الختلف والتعارض في القرآن فهو في ذهن القارئ ، و‬
‫عند الرد لهل العلم يتضح عدم وجود التعارض ، وقد أجاب السادة‬

‫3‬

‫ بحر العلوم للسمرقندي 123/1‬‫6‬
‫العلماء عن كل ما يتوهم منه التعارض في نصوص القرآن ، و لم يتركوا‬
‫شاردة و ل واردة .‬
‫و الذي قال ﴿ إ ِ نا ن ح ن ن ز ل نا ال ذ ك ر و إ ِ نا ل ه لَ حا ف ظو ن ﴾ هو الذي قال :‬
‫ّ ْ َ َ ّ َ ُ َ ِ ُ َ‬
‫ّ َ ْ ُ َ َّْ‬

‫ُ ِ‬
‫﴿ أ م ي قو لو ن ا ف ت را ه ق ل ف أ تو ا ب سو ر ة م ث ل ه وا د عو ا م ن ا س ت ط ع تم من دو ن‬
‫ّ‬
‫َْ َ ُْ‬
‫ْ َ ُ ُ َ َْ َ ُ ُ ْ َُْ ْ ِ ُ َ ٍ ِّْ ِ َ ْ ُ ْ َ ِ‬
‫ال ل ه إن كن ت م صا د قي ن ﴾ ) سورة يونس الية 83 ( فكلم ا ل يشبه كلم‬
‫ُ ُ ْ َ ِ ِ َ‬
‫ّ ِ ِ‬
‫المخلوقين و ل يمكن لبشر أن يأتي بكلم مشابه لكلم ا ، والقول بجواز‬
‫الزيادة علي القرآن أو تبديله تستدعي أن يكون باستطاعة البشر التيان‬

‫بكلم يماثل القرآن ، وهذا لم يحدث قط و لو حدث لنقل إلينا لتوافر‬
‫الدواعي على نقله .‬

‫و العلم بتفصيل القرآن و أبعاضه في صحة نقله كالعلم بجملته وجرى‬
‫ذلك مجرى ما علم ضرورة من الكتب المصنفة ككتاب سيبويه والمزني‬
‫فإن أهل العناية بهذا الشأن يعلمون من تفصيلها ما يعلمونه من‬
‫جملتها حتى لو أن مدخل أدخل في كتاب سيبويه بابا من النحو ليس من‬
‫الكتاب لع رف و م يز، و ع لم أ نه م ل ح ق وليس من أصل الكتاب وكذا القول‬
‫ّ ُْ َ ٌ‬
‫ُِ‬
‫ُّ‬
‫ُ ِ‬
‫في كتاب المزني ومعلوم أن العناية بنقل القرآن وضبطه أصدق من‬
‫العناية بضبط كتاب سيبويه ودواوين الشعراء4.‬
‫و العلم بصحة نقل القرآن كالعلم بالبلدان والحوادث الكبار والوقائع‬
‫العظام، والكتب المشهورة، وأشعار العرب المسطورة، فإن الغاية‬
‫اشتدت والدواعي توفرت على نقله وحراسته ... وعلماء المسلمين قد‬
‫بلغوا في حفظه وحمايته الغاية حتى عرفوا كل شيء اختلف فيه من‬
‫إعرابه وقراءته وحروفه وآياته فكيف يجوز أن يكون مغيرا أو منقوصا‬
‫مع العناية الصادقة والضبط الشديد ؟!! 5.‬
‫ولم ينقل المسلمون القرآن لنا وحده كي يمكن فرض تطرق التحريف‬
‫إليه ، بل نقل تفسير آياته ، ومعاني كلماته ، وأسباب نزوله ، وإعراب‬
‫4‬
‫5‬

‫ تفسير اللوسي 52/1‬‫ تفسير اللوسي 52/1‬‫7‬
‫كلماته ، وشرح أحكامه ، و كل من هذا شأنه ل يمكن تغييره ول إسقاط‬
‫شيء منه .‬
‫و لم ينقل القرآن بالكتابة فقط كي يمكن فرض تطرق التحريف إليه ،‬
‫بل نقل القرآن بالحفظ في الصدور آلف عن آلف و أيضا بالحفظ في‬
‫السطور و الذي يجتمع فيه الحفظ في الصدور و السطور معا ل يمكن‬
‫تغييره ول إسقاط شيء منه .‬

‫الرد على شبهة أن أدوات حفظ القرآن قبل جمعه كانت بدائية و غير‬
‫مأمونة ل تكاد تحفظ شيئا فضاع من القرآن الكثير‬
‫يقول المغرضون : إن أدوات حفظ القرآن قبل جمعه مثل الحجارة و‬
‫سعف النخل و العظام أدوات بدائية و غير مأمونة ل تصلح للكتابة عليها‬
‫و ل تكاد تحفظ شيئا فضاع من القرآن الكثير ، وهذا الكلم يدل على‬
‫جهلهم الفادح بعلوم القرآن ، و أن القرآن يؤخذ بالسماع و التلقي ل‬
‫الكتابة و المعول عليه في نقل القرآن التلقي والسماع ل الكتابة .‬
‫و من يريد حفظ القرآن ل يحفظه من المصحف دون سماعه القراءة‬
‫الصحيحة من حافظ متقن سمع القراءة من حافظ متقن آخر و هكذا‬
‫فل يؤخذ القرآن من مصحفي .‬
‫أضف إلى ذلك أن الحجارة و سعف النخل و العظام التي كتب عليها‬
‫بعض آيات القرآن لم تكن بحيث يمكن أن يتخيل أولئك الطاعنون أو‬
‫يخيلوا إلى الناس أنها ل تصلح للكتابة عليها بل كانت العرب لبداوتها‬
‫ولبعدها عن وسائل الحضارة والعمران تصطفي من أنواع الحجارة‬
‫8‬
‫الموفورة عندها نوعا رقيقا يكون كالصحيفة يصلح للكتابة وللبقاء أشبه‬
‫بما نراه اليوم من الكتابة الجميلة المنقوشة على صفحات مصنوعة مما‬
‫نسميه الجبس .‬
‫وكذلك سعف النخل يكشطون الخوص عنه ويكتبون في الجزء العريض‬
‫منه بعد أن يصقلوه ويهذبوه فيكون أشبه بالصحيفة. وقل مثل هذا في‬
‫العظام بدليل أن الروايات الواردة في ذلك نصت على نوع خاص منه‬
‫وهو عظام الكتاف وذلك لنها عريضة رقيقة ومصقولة صالحة للكتابة‬
‫عليها بسهولة 6.‬
‫و القول بأن ما كان مكتوبا من القرآن على العظام ونحوها كان غير‬
‫منظم ول مضبوط ينقضه أن ترتيب آيات القرآن كان توقيفيا ، و أن‬
‫الرسول - صلى ا عليه وسلم - كان يرشد كتاب الوحي أن يضعوا آية‬
‫كذا في مكان كذا من سورة كذا .‬
‫و كان يقرئها أصحابه كذلك ويحفظها الجميع و يكتبها من ساء منهم‬
‫لنفسه على هذا النحو حتى صار ترتيب القرآن وضبط آياته معروفا‬
‫مستفيضا بين الصحابة حفظا و كتابة .‬
‫ووجدوا ما كتب عند الرسول من القرآن مرتب اليات كذلك في كل‬
‫رقعة أو عظمة و إن كانت العظام والرقاع منتشرة و كثيرة مبعثرة .‬
‫7‬

‫و استنتاجهم من هذا كون القرآن الحالي ل يحتوي جميع اليات التي‬
‫نطق بها محمد استنتاج معكوس وفهم منكوس ؛ لن كتابة القرآن‬
‫6‬
‫7‬

‫ مناهل العرفان ص 1/ 782‬‫ مناهل العرفان ص 1/ 372‬‫9‬
‫وحفظه في آن واحد في صدور آلف مؤلفة من الخلق أدعى إلى بقاء‬
‫ذلك القرآن وأدل على أنه لم تفلت منه كلمة ول حرف. كيف وأحد‬
‫المرين من الكتابة والحفظ كاف في هذه الثقة فما بالك إذا كان‬
‫القرآن كله مكتوبا بخطوط أشخاص كثيرين ومحفوظا في صدور‬
‫جماعات كثيرين8.‬
‫أي لم ينقل القرآن بالكتابة فقط كي يمكن فرض تطرق التحريف إليه ،‬
‫بل نقل القرآن بالحفظ في الصدور آلف عن آلف و أيضا بالحفظ في‬
‫السطور ، و الذي يجتمع فيه الحفظ في الصدور و السطور معا ل يمكن‬
‫تغييره ول إسقاط شيء منه .‬
‫و لو أن العتماد في حفظ القرآن على الخذ من الصحف أو من قطع‬
‫الحجارة أو العظام لجاز هذا الفرض ، و ليس المر كذلك ، فالمعول‬
‫عليه في القرآن هو التلقي عن النبي - صلى ا عليه وسلم - ، أو عمن‬
‫سمع منه، والحفظ في الصدور، وأما الكتابة فإنما كانت لتأكيد المحفوظ‬
‫في الصدور و الوقوف على مرسوم الخط الذي هو توقيفي، ول شك أن‬
‫الشيء إذا توارد عليه المران الحفظ و الكتابة يكون هذا أدعى إلى‬
‫اليقين ، والوثوق به ، والطمئنان إليه، وما دام أن المعول عليه في‬
‫القرآن الحفظ، فاحتمال ضياع بعض المكتوب فيه ل يضيرنا في شيء ،‬
‫وإن كان هذا الحتمال بعيدا ج دا ؛ إذ كانوا يحافظون على المكتوب‬
‫ّ‬
‫غاية الحفظ9 .‬

‫الرد على سؤال المغرضين كيف يكون قرآن المسلمين متواترا ،و هناك‬
‫آيات من القرآن لم يعرفها سوى صحابي واحد ؟‬
‫8 - مناهل العرفان ص 782‬
‫9 - المدخل لدراسة القرآن الكريم لمحمد أبي شهبة ص 392‬
‫01‬
‫بتتبع بعض كتابات أهل الكفر و اللحاد وجدنا الكثير منهم يطعن في‬
‫تواتر القرآن و يستدل على هذا الفك بأن هناك آية من كتاب ا لم‬
‫يعرفها سوى صحابي واحد إذ قد اكتفى زيد بن ثابت برجل واحد في‬
‫نقل بعض اليات ، و من ثم اعتمد زيد في جمع القرآن على بعض‬
‫الروايات الحادية .‬
‫و يسأل أحدهم : كيف يكون القرآن متوات را كله مع ما يروى من وجود‬
‫ً‬
‫بعض اليات عند الواحد من الصحابة ؟‬
‫و هذا نتيجة فهمهم المغلوط لقول زيد بن ثابت - رضي ا عنه - : "‬
‫ف ق د ت آ ي ة م ن ا ل َح زا ب حي ن ن س خ نا ا ل م ص ح ف ، ق د ك ن ت أ َ سْ م ع ر سو ل ال لّ هِ -‬
‫َ ُ َ ُ َ‬
‫َ ْ ُْ ُ‬
‫َ َ ْ ُ َ ً ِ ْ ْ ْ َ ِ ِ َ َ َ َْ ْ ُ ْ َ َ‬
‫ص لى ال ل ه ع ل ي ه و س ل م - ي ق ر أ ُ ب ها ، فا ل ت م س نا ها ف و جَ د نا ها م ع خ ز ي م ة ب نِ‬
‫َ َْ َ َْ َ َ َ َْ َ َ َ ُ َْ َ َ ْ‬
‫ّ ُ ََْ ِ َ َّ َ َ ْ َ ِ َ‬
‫َّ‬
‫ثا ب ت ا ل َن صا ر ي : ﴿ م ن ا ل م ؤ م ني ن ر جا ل ص د قوا ما عا ه دوا ال ل ه ع ل ي ه ﴾‬
‫ّ َ ََْ ِ‬
‫َ َ َ ُ‬
‫ِ ْ ْ ُ ْ ِِ َ ِ َ ٌ َ َ ُ‬
‫َ ِ ٍ ْ ْ َ ِ ّ‬
‫) سورة الحزاب من الية 32 (ف أ ل ح ق نا ها في سو ر ت ها في ال م ص ح فِ "01 .‬
‫ُ ْ َ‬
‫ُ َِ َ ِ‬
‫ََْ َ َْ َ ِ‬
‫و قول زيد بن ثابت - رضي ا عنه – أيضا : "ف ت ت ب ع ت ال قُ رآ ن أ َ ج م ع ه م ن‬
‫ْ َ ْ َ ُ ُ ِ َ‬
‫َََّ ْ ُ‬
‫ال ع س ب وال ل خا ف، و ص دو ر ال ر جا ل، ح تى و ج د تُ آ خ ر سو ر ة ال ت و ب ة م عَ أ َ بي‬
‫ِ‬
‫ِ َ ُ َ ِ ّ َْ ِ َ‬
‫َ َ ْ‬
‫ُ ُ ِ َ ّ َ ِ َ ُ ُ ِ ّ َ ِ َّ‬
‫َ ْ َ َ ُ ْ َ ُ ٌ ِ ْ‬
‫خ ز ي م ة ا ل َن صا ر ي ل م أ َ ج د ها م ع أ َ ح د غ ي ر ه ، ﴿ لَ ق د جا ء ك م ر سو ل م ن‬
‫ْ َ ِ ّ َ ْ ِ ْ َ َ َ َ ٍ َْ ِ ِ‬
‫ُ َْ َ َ‬
‫َ ِ َ ِ‬
‫أ َ ن ف س ك م ع زي ز ع ل ي ه ما ع ن ت م ﴾ ) سورة التوبة الية 821 حَ تى خا ت م ة‬
‫( ّ‬
‫ْ ُ ِ ُ ْ َ ِ ٌ ََْ ِ َ َِّ ْ‬
‫11‬
‫ب را ء ة ... "‬
‫َ َ َ َ‬
‫و يقول أحد المغرضين هداه ا للسلم : )) يتبين من خلل هذا‬
‫الحديث أن زيد بن ثابث اعتمد بخصوص اليتين الخيرتين من سورة‬
‫التوبة على مصدر واحد فقط ؛ لن ل أحد غير أبي خزيمة كان على دراية‬
‫بهما ولو لم يكن المر كذلك لفقدتا من القرآن .‬
‫01‬
‫11‬

‫ رواه البخاري في صحيحه 381/6 حديث رقم 7894‬‫ رواه البخاري في صحيحه 381/6 حديث رقم 6894‬‫11‬
‫فمن المستبعد إذن أن يكون كثير من الحفاظ قد علموا جميع القرآن‬
‫إلى آخر حرف منه ؛ لنه كان متناثرا لدرجة أن بعض المقاطع لم يكن‬
‫يعرفها إل القليل من الصحابة و في الحالة التي نحن بصددها كان هناك‬
‫شاهد واحد عليها فقط - أبي خزيمة النصاري- (( .‬
‫ُ‬

‫و ما فهموه من هذين الحديث خلف الفهم الصحيح فالحديث الول يدل‬
‫أن زيد بن ثابت - رضي ا عنه - كان يعرف هذه الية قبل هذه الحادثة ،‬
‫بدليل قوله : )ف ق د ت آ ي ة م ن ا ل َح زا ب حي ن ن س خ نا ا ل م ص ح فَ ( إذ كيف‬
‫َ َ ْ ُ َ ً ِ ْ ْ ْ َ ِ ِ َ َ َ َْ ْ ُ ْ َ‬
‫يفتقد شيئا ل يعرفه أصل ؟!! ولو لم يعرفها لم يدر هل فقد شيئا أم ل ،‬
‫وقوله : )ق دْ ك ن ت أ َ س م ع ر سو ل ال ل ه ص لى ال ل ه ع ل ي ه و سَ ل م - ي ق ر أ ُ ب ها (‬
‫ّ ُ ََْ ِ َ ّ َ َ ْ َ ِ َ‬
‫َ ُْ ُ ْ َ ُ َ ُ َ ّ ِ -َّ‬
‫يدل على حفظه لها أضف إلى ذلك أن زيدا نفسه كان م من جمع القرآن‬
‫ّ‬
‫حفظا على عهد رسول ا - صلى ا عليه وسلم - ، و جمعه طائفة كانوا‬
‫أحياء يومئذ21 .‬
‫ولما وجد زيد هذه الية عند خزيمة اكتفى بشهادة مكتوب خزيمة مع‬
‫شهادة محفوظه هو و من كان معه من الرهط القرشيين، وما اعترض‬
‫أحد من الصحابة على ذلك ف الصحابة الذين في زمن الجمع أقروا ما‬
‫جمع ؛ فدل ذلك على موافقة هذه الية محفوظهم و مكتوبهم .‬
‫و قول زيد بن ثابت - رضي ا عنه – في الحديث الثاني : ) فتتبعت‬
‫القرآن أجمعه من الرقاع و الكتاف و العسب و صدور الرجال ( يفيد أن‬
‫طريقة الجمع تعتمد على أمرين :‬
‫1 - ما كان محفوظا في صدور الصحابة - رضوان ا عليهم - .‬
‫2 - ما كان مكتوبا بين يدي رسول ا - ص لى ا عليه وس لم -31.‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫21 - المقدمات الساسية في علوم القرآن للجديع ص 79‬
‫31 - المنار في علوم القرآن للدكتور محمد علي الحسن ص 851‬
‫21‬
‫و قول زيد بن ثابت - رضي ا عنه - : ) فتتبعت القرآن أجمعه من‬
‫الرقاع و الكتاف و العسب و صدور الرجال ( يفيد أن القرآن قد كتب‬
‫في عهد النبي - ص لى ا عليه و س لم - .‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫و هذا الحديث يدل على دقة زيد بن ثابت - رضي ا عنه – إذ يدل أ ن‬
‫زيدا لم يعتمد على الحفظ وحده ، بدليل أنه لم يجد آخر براءة إ ل مع‬
‫ّ‬
‫أبي خزيمة ، أي : كتابة ؛ لنه يحفظها ، و كثير من الصحابة يحفظونها41.‬
‫أضف إلى ذلك أن عدم الوجدان ليس نفيا للوجود ،و عدم العلم‬
‫بالشيء ل يكون علما بعدمه ول يكون دليل على نفي وجوده فقد‬
‫يكون هناك من معه هذين اليتين و لم يطلع على ذلك زيد فالصحابة‬
‫كانوا متفرقين في المصار ، والمعول عليه في القرآن حفظه في‬
‫الصدر ل كتابته .‬
‫و قال الزرقاني رحمه ا - : » و انتهج زيد في القرآن طريقة‬
‫دقيقة محكمة وضعها له أبو بكر و عمر فيها ضمان لحياطة كتاب ا بما‬
‫يليق به من تثبت بالغ و حذر دقيق وتحريات شاملة فلم يكتف بما حفظ‬
‫في قلبه ول بما كتب بيده ول بما سمع بأذنه .‬
‫بل جعل يتتبع ويستقصي آخذا على نفسه أن يعتمد في جمعه على‬
‫مصدرين اثنين : أحدهما ما كتب بين يدي رسول ا - صلى ا عليه‬
‫وسلم - .‬
‫41‬

‫ موسوعة علوم القرآن لعبد القادر محمد منصور ص 301‬‫31‬
‫و الثاني : ما كان محفوظا في صدور الرجال . و بلغ من مبالغته في‬
‫الحيطة و الحذر أنه لم يقبل شيئا من المكتوب حتى يشهد شاهدان عدلن‬
‫أنه كتب بين يدي رسول ا - صلى ا عليه وسلم - .‬
‫يدل على ذلك ما أخرجه ابن أبي داود من طريق يحيى بن عبد الرحمن‬
‫بن حاطب قال: قدم عمر فقال : من كان تلقى من رسول ا - صلى ا‬
‫عليه وسلم - شيئا من القرآن فليأت به وكانوا يكتبون ذلك في الصحف‬
‫واللواح والعسب وكان ل يقبل من أحد شيئا حتى يشهد شاهدان .‬
‫و يدل عليه ما أخرجه أبو داود أيضا ولكن من طريق هشام بن عروة‬
‫عن أبيه أن أبا بكر قال لعمر و لزيد : اقعدا على باب المسجد فمن‬
‫جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب ا فاكتباه ا. هـ و هو حديث‬
‫رجاله ثقات وإن كان منقطعا قال ابن حجر : المراد بالشاهدين :‬
‫الحفظ و الكتابة .‬
‫و قال السخاوي في جمال القراء ما يفيد أن المراد بهما رجلن عدلن‬
‫إذ يقول ما نصه : المراد أنهما يشهدان على أن ذلك المكتوب كتب بين‬
‫يدي رسول ا - صلى ا عليه وسلم - .‬
‫و لم يعتمد زيد على الحفظ وحده ، و لذلك قال في الحديث الذي رواه‬
‫البخاري سابقا إنه لم يجد آخر سورة براءة إل مع أبي خزيمة أي لم‬
‫يجدها مكتوبة إل مع أبي خزيمة النصاري مع أن زيدا كان يحفظها و‬
‫كان كثيرا من الصحابة يحفظونها .‬

‫41‬
‫و لكنه أراد أن يجمع بين الحفظ و الكتابة زيادة في التوثق ومبالغة‬
‫في الحتياط . و على هذا الدستور الرشيد تم جمع القرآن بإشراف أبي‬
‫بكر وعمر وأكابر الصحابة وإجماع المة عليه دون نكير . و كان ذلك‬
‫منقبة خالدة ل يزال التاريخ يذكرها بالجميل لبي بكر في الشراف و‬
‫لعمر في القتراح و لزيد في التنفيذ و للصحابة في المعاونة و القرار‬
‫« 51.‬
‫ُ ُ ِ‬
‫و قول زيد - رضي ا عنه - : )ف ت ت ب ع ت ال قُ رآ ن أ َ ج م ع ه م ن ال ع س ب‬
‫ْ َ ْ َ ُ ُ ِ َ‬
‫َََّ ْ ُ‬
‫وال ل خا ف، و ص دو ر ال ر جا ل، ح تى و ج د ت آ خ ر سو ر ة ال ت و ب ة م ع أ َ بي خُ زَ ي م ة‬
‫ْ َ َ‬
‫َ َ ْ ُ ِ َ ُ َ ِ ّ َْ ِ َ َ ِ‬
‫َ ّ َ ِ َ ُ ُ ِ ّ َ ِ َّ‬
‫ا ل َن صا ر ي ل م أ َ ج د ها م ع أ َ ح دٍ غ ي ر ه ( يدل على أن المقصود بقوله " ل مْ‬
‫َ‬
‫َْ ِ ِ‬
‫ْ َ ِ ّ َ ْ ِ ْ َ َ َ َ‬
‫أ َ ج د ها م ع أ َ ح دٍ غ ي ر ه " أي لم أجدها مكتوبة ، و لو أرد الحفظ لقال : لم‬
‫َْ ِ ِ‬
‫ِ ْ َ َ َ َ‬
‫َ ْ ِ ْ َ َ َ‬
‫أجد أحد يحفظ آخر سورة التوبة إل أبو خزيمة ، و ليس : ل م أ َ ج د ها م ع‬
‫أ َ ح د غ ي ر ه ، والحفظ في الصدر و ليس مع النسان ، و ليس في قول‬
‫َ ٍ َْ ِ ِ‬
‫زيد أن أبا خزيمة هو الوحيد الذي يحفظ آخر سورة التوبة لكن معه آخر‬
‫سورة التوبة فقد كان زيد من حفظة القرآن .‬
‫و هناك الكثير من الصحابة قد حفظوا القرآن غير زيد كأبي بن كعب ، و‬
‫عبد ا بن مسعود ، و عبد ا بن عمر، و معاذ بن جبل ، و الدلئل على‬
‫ذلك كثيرة .‬
‫قال الشيخ محمد رشيد رضا - رحمه ا - : » و ح سْ ب ك د لي ل ع لى ه ذا أ َ ن ه‬
‫َ َ ّ ُ‬
‫َ َ ُ َ َِ ً ََ‬
‫قا ل : إ ِ ن ه م كا نوا ي س م عو ن ر سو ل ا ص لى ال ل ه ع ل ي ه و س ل م - ي ق ر ؤُ ها،‬
‫ّ ُ ََْ ِ َ َّ َ َ ْ َ َ‬
‫ِ -َّ‬
‫َ ْ َ ُ َ َ ُ َ‬
‫ّ ُ ْ َ ُ‬
‫َ َ‬
‫ف ه و ص ري ح في أ َ ن ا ل ب ح ث كا ن ع م ن ك ت ب ها فَ ق ط «61 .‬
‫َ ْ‬
‫ّ َْ ْ َ َ َ َ ّ ْ َََ َ‬
‫َ ُ َ َ ِ ٌ ِ‬

‫51 - مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني 352/1‬
‫61‬

‫- تفسير المنار 67/11‬

‫51‬
‫َ ُ َ ً‬
‫قال ابن حجر - رحمه ا - : » قوله : ) لم أجدها مع أحد غيره ( أي : م كْ تو ب ة‬
‫َِ َ ِ َ َ َْ َ ُ ِ ْ َ ِ‬
‫ل ما ت ق د مَ م ن أ َ ن ه كا ن ل ي ك ت في با ل ح ف ظ دو ن ا لْ ك تا ب ة و ل ي ل ز م م ن ع دَ م‬
‫ِ ْ ِ ْ ِ ُ َ‬
‫ِ ْ ّ ُ َ َ َ َ َْ ِ‬
‫ِ َ َ َ ّ‬
‫و ج دا ن ه إ ِ يا ها حي ن ئ ذ أ َ ن ل ت كو ن ت وا ت ر ت ع ن دَ م ن ل م ي ت ل ق ها م ن ال ن ب ي -‬
‫ِ ْ َ ِ ِ ّ َ ِ َِ ٍ ْ َ َ ُ َ َ َ َ َ ْ ِْ َ ْ َ ْ َََ ّ َ ِ َ ِّ ّ‬
‫ص لى ال ل ه ع ل ي ه و س ل م -و إ ِ ن ما كا ن ز ي دٌ ي ط ل ب ال ت ث ب ت ع م ن ت ل قا ها ب غَ ي ر‬
‫ّ ُ ََْ ِ َ َّ َ َ ّ َ َ َ َْ َ ُْ ُ َّّ َ َ ّ ْ ََ ّ َ ِ ْ ِ‬
‫َّ‬
‫وا س ط ة و ل ع ل ه م ل ما و ج د ها ز ي دٌ ع ن د أ َ بي خُ ز ي م ة ت ذ ك رو ها ك ما ت ذ ك ر ها ز ي دٌ‬
‫َْ َ َ َ َ ّ ُ َ َ َ َ َ ّ َ َ َْ‬
‫ِْ َ ِ‬
‫َ ِ َ ٍ ََ َّ ُ ْ َ ّ َ َ َ َ َْ‬
‫.‬
‫و فا ئ د ة ال ت ت ب ع ا ل م بال غة في الستظهار و ا ل وُ قوف ع ن د ما ك ت ب ب ي ن ي د يِ‬
‫ِْ َ َ ُِ َ َْ َ َ َ‬
‫َ ْ ُ‬
‫َ َ ِ َ ُ َّّ ِ ْ َُ َ ِ‬
‫َ َ ُ‬
‫ال ن ب ي ص لى ال ل ه ع ل ي ه و س ل م -قا ل ا ل خ طا ب ي ه ذا م ما ي خ فى م عْ نا ه‬
‫ّ ُ ََْ ِ َ َّ َ َ َ ْ َ ّ ِ ّ َ َ ِ ّ َ ْ َ‬
‫ِّ ّ -َّ‬
‫و يو ه م أ َ ن ه كا ن ي ك ت في في إ ِ ث با ت ا ل ي ة ب خ ب ر ال ش خ ص ا لْ وا ح د وَ ل ي س كَ ذَ لِ كَ‬
‫َ ِ ِ َْ َ‬
‫ّ ْ ِ‬
‫َْ ِ ْ َ ِ ِ ََ ِ‬
‫ِ‬
‫َُ ِ ُ ّ ُ َ َ َ َْ ِ‬
‫ف ق د ا ج ت م ع في ه ذِ ه ا ل ي ة ز ي د ب ن ثا ب ت و أ َ بو خُ ز ي مة وعمر وحكى بن‬
‫َ‬
‫َْ َ َ‬
‫َ ِ ْ َ ِ َْ ُ ْ ُ َ ِ ٍ َ ُ‬
‫َ َ ِ َْ َ َ ِ‬
‫ُ َْ َ َ َ ْ َ َ َ ُ َْ ُ ْ ُ َ ِ ٍ‬
‫ال تي ن ع ن ال دا و د ي قا ل ل م ي ت ف ر د ب ها أ َ بو خ ز ي م ة ب ل شا ر ك ه ز ي د ب ن ثا ب ت‬
‫ّ ُ ِ ّ َ َ َ ْ ََ َ ّ ْ ِ َ ُ‬
‫ّ ِ َ ِ‬
‫«71.‬
‫و قال أبو شهبة - رحمه ا - : » العتماد في جمع القرآن كان على‬
‫الحفظ والكتابة ، وكان غرضهم من ذلك زيادة التوثق والطمئنان ، وأن‬
‫ما كتبوه إنما هو من عين ما كتب بين يدي رسول ا - صلى ا عليه‬
‫وسلم - فقول زيد : لم أجدهما ، أي لم أجدهما مكتوبتين و هذا ل‬
‫ينافي أنهما كانتا محفوظتين عند جمع يثبت بهم التواتر ، و التواتر إنما‬
‫هو في الحفظ ل في الكتابة ، يدل على ذلك قول زيد في الرواية‬
‫الثانية : " ففقدت آية من الحزاب كنت أسمع رسول ا يقرأ بها " ،‬
‫فهو إذا كان حافظا لها ومتيقنا لقرآنيتها ، و كذلك من كانوا معه كانوا‬
‫يحفظونها و لكن كان يبحث عن أصلها المكتوب .‬
‫فإن قيل إن اتجه هذا الجواب ، واستقام في الرواية الولى ، فكيف‬
‫يتجه في الرواية الثانية؛ فقد كانت آية الحزاب مكتوبة في الصحف التي‬
‫كتبت في عهد الصديق قلت : لعلها انمحت وتطاير مدادها فلم يبق ما‬
‫71‬

‫ فتح الباري لبن حجر 51/9‬‫61‬
‫يدل عليها أو لعل الرضة أكلت موضعها من الصحيفة فاضطر أن يبحث‬
‫عن أصلها المكتوب فوجده مع خزيمة بن ثابت النصاري ، على أن‬
‫المعول عليه في القرآن التواتر الحفظي ل الكتابي «81.‬
‫و على فرض أن زيدا قد أثبت هذه اليات منفردا ، لم يكن ذلك قادحا‬
‫في تواتر القرآن ؛ لن التعويل في توثيق القرآن إنما هو على الرواية ،‬
‫والتلقي طبقة عن طبقة إلى رسول ا - ص لى ا عليه وس لم - مع‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫تحقيق للتواتر في الرواية دون الكتابة ، بل لو لم يكتب أصل ما قدح‬
‫في تواتره ، حيث نقل سماعا و مشافهة على سبيل التواتر في كل‬
‫طبقة من طبقات رواته91 .‬
‫أي تواتر القرآن لم يجئ بسبب كتابته ، و إنما جاء بسبب حفظ وتلقي‬
‫الجمع الكثير له ، بعضهم من بعض ، تحيل العادة تواطؤهم على الكذب‬
‫، عن مثلهم في جميع العصار إلى يومنا هذا ، حتى وصل إلينا القرآن‬
‫غضا طريا كما أنزل ، ل تبديل فيه ول تغيير ، و ل تزييد ول نقص02.‬
‫و رد الشيخ أبو شهبة على من يفهم أن تواتر القرآن جاء من كتابته قائل‬
‫: » إن تواتر القرآن جاء من كونه كان - ول يزال - يحفظه اللوف ال م ؤ ل فَ ةِ‬
‫ُ َّ‬
‫من المسلمين في كل عصر ولم يزل ينقله اللوف عن اللوف حتى وصل‬
‫إلينا متوات را، ل تزيد فيه ول نقص، ول تغيير ول تبديل، ولو أن ال م ع وّ ل‬
‫ُ َ َ‬
‫ً‬
‫ع ل ي ه في التواتر التدوين والكتابة لتواترت آلف الكتب التي دونت في‬
‫ََْ ِ‬
‫القديم والحديث في أنواع العلوم والمعارف مع أن أي كتاب منها لم‬
‫يحظ بالتواتر بمعناه العلمي الصحيح .‬

‫81 - المدخل لدراسة القرآن الكريم لمحمد أبي شهبة ص 682‬
‫91 - المنار في علوم القرآن للدكتور محمد علي الحسن ص 951‬
‫02 - كتابة الحديث في عهد النبي صلى ا عليه وسلم بين النهي والذن ص 66‬
‫71‬
‫إن ال م ع و ل ع ل ي ه في التواتر الخذ والتلقي شفا ها عن جمع كثير يستحيل‬
‫ً‬
‫ُ َ ّ َ ََْ ِ‬
‫تواطأهم على الكذب وهؤلء عن جمع كثير غيرهم و هكذا حتى نصل‬
‫ُّ َ َّ ْ‬
‫إلى المصدر الصلي الذي نقل عنه الكتاب ، و لو فرضنا أن ال س ن ة دُ و ن ت‬
‫في عهد ال ن ب ي ومن جاء بعده من الصحابة من غير أن يحفظها بلفظها‬
‫ِّ ّ‬
‫هذا الجمع الكثير عن مثله لما ثبت لها التواتر ، و هذا من البدهيات التي‬
‫نربأ بطالب مبتدئ أن يجهلها «12.‬
‫الرد على شبهة أن الصحابة كانوا يضعون اليات حسب رغبتهم ، و أن‬
‫آخر سورة براءة لم يحفظها غير واحد من الصحابة‬
‫استدل بعض المغرضين بأحاديث ضعيفة فهم منها أن الصحابة كانوا‬
‫يضعون اليات حسب رغبتهم ، و أن آخر سورة براءة لم يحفظها غير‬
‫واحد من الصحابة ، و استدلوا بما رواه ابن أبي داود عن يحيي بن عبد‬
‫الرحمن بن حاطب و منها : فجاء خزيمة بن ثابت فقال : إني رأيتكم‬
‫تركتم آيتين فلم تكتبوهما ، قالوا : وما هما ؟ قال : تلقيا من رسول ا‬
‫ صلى ا عليه وسلم - : لقد جاءكم رسول من أنفسكم ، إلى آخر‬‫السورة ، فقال عثمان : و أنا أشهد ، فكيف ترى أن نجعلهما ؟ قال :‬
‫اختم بهما آخر ما نزل من القرآن .‬
‫و الرواية بتمامها عن ع مر بن م ح م د ب ن ط ل ح ة ال ل ي ثي عن محمد بن‬
‫ُ َ ّ ِ ْ ِ َْ َ َ ِّْ‬
‫ُ َ ْ‬
‫عمرو بن علقمة عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال : أراد عمر بن‬
‫الخطاب أن يجمع القرآن ، فقام في الناس فقال : من كان تلقى من‬
‫رسول ا - صلى ا عليه وسلم - شيئا من القرآن فليأتنا ؛ فكانوا كتبوا‬
‫ذلك في الصحف و اللواح و العسب ، و كان ل يقبل من أح د شي ءً‬
‫ٍ‬
‫حتى يشهد عليه شاهدان ، فقتل عمر قبل أن يجمع ذلك إليه . فقام‬
‫عثمان بن عفان فقال : من كان عنده شي ء من كتاب ا فليأتنا به ،‬
‫ٌ‬
‫وكان ل يقبل من ذلك شيئا حتى يشهد عليه شاهدان ؛ قال : فجاء‬
‫12‬

‫ دفاع عن ال س نة ورد شبه ال م س ت ش ر قي ن والكتاب المعاصرين ص 522- 622‬‫ُ َْ ْ ِ ِ َ‬
‫ُّ‬
‫81‬
‫خزيمة بن ثابت فقال: إني قد رأيتكم قد تركتم آيتين من كتاب ا لم‬
‫تكتبوها ؛ فقالوا : وما هما ، قال : تلقيت من رسول ا - صلى ا‬
‫عليه وسلم - : ﴿ لقد جاءكم رسو ل من أنفسكم عزي ز عليه ما عنتم‬
‫ٌ‬
‫ٌ‬
‫حري ص عليكم بالمؤمنين رؤو ف رحي م ﴾ ، - إلى آخر السورة - , فقال‬
‫ٌ‬
‫ٌ‬
‫ٌ‬
‫عثمان : و أنا أشهد أنهما من عند ا، فأين ترى أن نجعلها، فقال: اختم‬
‫بهما آخر ما نزل من القرآن؛ فختمت بهما براءة .‬
‫و الحديث في سنده عمر بن طلحة بن علقمة بن وقاص الليثي قال أبو‬
‫زرعة ليس بالقوي22 ، و قال الذهبي فيه جهالة32 ، و عليه فالرواية فيها‬
‫ضعف .‬
‫و راوي الحديث يحيى بن عبد الرحمن ،و المعروف في كتب الرجال و‬
‫التاريخ أن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة ولد في خلفة‬
‫عثمان بن عفان – رضي ا عنه – 42 فكيف يحدث عن عمر بن الخطاب‬
‫و هو لم يدركه ؟!! فالحديث فيه انقطاع في السند و المحدثون‬
‫يطلقون على كل انقطاع في السند إرسال ، والمرسل من أنواع الضعيف‬
‫فل يحتج به .‬
‫و على التسليم بصحة الرواية فهي تدل على أن الصحابة كانوا ل يخشون‬
‫في ا لومة لئم ، و أن الصحابة ل يقرون خطاءا و ل نقصا في القرآن‬
‫الذي كتبه زيد بن ثابت و أن عمل زيد بن ثابت ليس عمل فرديا ، بل كان‬
‫عم ل جماع يا من صحابة النبي - صلى ا عليه وسلم - ؛ ذلك أ ن زي دا أعلن‬
‫ً‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ً‬
‫بين الناس ما يريد ؛ ليأتيه كل من عنده من القرآن ما هو مكتوب بما‬
‫عنده ، و ذهب الصحابة إليه وذهب إليهم .‬
‫22 - الضعفاء لبي زرعة 028/3‬
‫32 - المغني في الضعفاء للذهبي 964/2‬
‫42 - تاريخ دمشق لبن عساكر 903/46 ،الجرح و التعديل لبن أبي حاتم 661/9 ،مشاهير علماء المصار‬
‫931/1 ، تاريخ السلم للذهبي 671/3‬
‫91‬
‫و عندما وجد أحد الصحابة بعض اليات لم تكتب لم يسكت بل أنكر‬
‫ووضعت اليات في موضعها في المصحف و العتراض كان على عدم‬
‫كتابتها ل على عدم حفظهم لها في الصدور .‬
‫و في الرواية شهد عثمان - ضي ا عنه - مع خزيمة بن ثابت ، و قد‬
‫يحفظ النسان شيئا و عندما يكتبه ل يكتبه كامل و عندما يذكره أحد‬
‫يتذكر و هذا ما حدث .‬
‫و قول عثمان – رضي ا عنه – : " فأين ترى أن نجعلها ؟ ، فقال : اختم‬
‫الرؤية هنا‬
‫"‬
‫بهما آخر ما نزل من القرآن ؛ فختمت بهما براءة‬
‫رؤية علمية أي أين مكان اليتين حسب علمك ؟ ، و في الحديث : »من‬
‫َ‬
‫رأ ى منكم منك را فليغ ي ره بي ده ، فإن لم يستطع فبلسا نه ، فإن لم‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ّ ْ‬
‫ً‬
‫َ ٰ‬
‫62‬
‫52‬
‫يستطع فبقلبه، و ذلك أضعف اليمان « رأي أي علم .‬
‫ٰ‬
‫و لم يرتب الصحابة آيات القرآن حسب أهوائهم ورأيهم بل رتبوا اليات‬
‫كما سمعوها من النبي - صلى ا عليه وسلم - .‬
‫و عن ابن الزبير - رضي ا عنه - قال : قلت لعثمان : ﴿ وا ل ذي ن ي تَ و ف و نَ‬
‫َ ّ ِ َ ُ َ ّ ْ‬
‫م ن ك م و ي ذ رو ن أ َ زواجا ﴾ ، وقد نسختها الية الخرى فلم تكتبها، أو‬
‫ِْ ُ ْ ََ َ ُ َ ْ‬
‫72‬
‫تدعها؟! قال: يا ابن أخي ل أغير شيئا من مكانه . وفي رد عثمان -‬
‫رضي ا عنه - دليل على أن ترتيب اليات كان توقيفيا ل اجتهاديا .‬

‫52‬

‫- رواه مسلم في صحيحه حديث رقم 94‬

‫62 - تحفة الحوذي 6/ 393‬
‫72 - رواه البخاري في صحيحه 4/ 6461 حديث رقم 6524‬
‫02‬
‫َ ً ِ ْ ْ ْ َ ِ ِ َ‬
‫و قال زيد بن ثابت - رضي ا عنه - : "ف قَ د تُ آ ي ة م ن ا ل َح زا ب حي ن‬
‫َ ْ‬
‫ن س خ نا ا لْ م ص ح ف ، ق د ك ن ت أ َ س م ع ر سو ل ال ل ه ص لى ال ل ه ع ل ي ه و س ل مَ - ي ق ر أ ُ‬
‫َ ْ َ‬
‫ّ ُ ََْ ِ َ َّ‬
‫َ ْ ُْ ُ ْ َ ُ َ ُ َ ّ ِ -َّ‬
‫ُ ْ َ َ‬
‫َ َ َْ‬
‫ِ ْ‬
‫ب ها ، فا ل ت م س نا ها ف و ج دْ نا ها م ع خ ز ي م ة ب ن ثا ب ت ا ل َن صا ر ي : ﴿ م ن‬
‫َ َْ َ َْ َ َ َ َ َ َ َ َ ُ َْ َ َ ْ ِ َ ِ ٍ ْ ْ َ ِ ّ‬
‫ِ َ‬
‫ا ل م ؤ م ني ن ر جا ل ص د قوا ما عا ه دوا ال ل ه ع ل ي ه ﴾ ) سورة الحزاب من الية‬
‫ّ َ ََْ ِ‬
‫َ َ َ ُ‬
‫ْ ُ ْ ِِ َ ِ َ ٌ َ َ ُ‬
‫82‬
‫32 (ف أ ل حَ ق نا ها في سو ر ت ها في ال م ص ح ف " فهم ل يلحقون اليات حسب‬
‫ُ ْ َ ِ‬
‫ُ َِ َ ِ‬
‫ََْ َْ َ ِ‬
‫رغبتهم بل يضعونها في مكانها في المصحف .‬
‫و ترتيب آيات القرآن ترتيب توقيفي ل مجال للجتهاد فيه بإجماع‬
‫العلماء قال المام أبو جعفر بن الزبير : » ترتيب اليات في سورها‬
‫وقع بتوقيف - صلى ا عليه وسلم - وأمره من غير خلف في هذا بين‬
‫المسلمين، وإنما اختلف في ترتيب السور على ما هي عليه «92 .‬
‫و قال السيوطي : - رحمه ا - : » ا لِ ج ما ع وال ن صو ص ا ل م ت را د ف ة عَ لى‬
‫ُ ْ َُ َ ِ َ ُ َ‬
‫ْ ْ َ ُ َ ّ ُ‬
‫أ َ ن ت ر تي ب ا ل يا ت توقيفي ل شبهة في ذلك وأما ا لِ ج ما ع ف ن ق ل ه غ ي ر وا ح دٍ‬
‫ْ ْ َ ُ ََ ََ ُ َْ ُ َ ِ‬
‫ّ َ ِْ َ ْ َ ِ‬
‫م ن ه م ال ز ر ك ش ي في ا ل ب ر ها ن ، و أ َ بو ج ع ف رِ ب ن ال ز ب ي ر في م نا س با ت ه «03 .‬
‫َُ ََ ِ ِ‬
‫َّْ ِ ِ‬
‫َ ْ َ ْ ُ‬
‫َ ُ‬
‫ُْ ْ َ ِ‬
‫ّ ْ َ ِ ّ ِ‬
‫ِْ ُ ُ‬
‫و ما كا ن ال ص حا ب ة – رضي ا عنهم - ل ي ر ت بوا ت ر تي با سَ م عوا ال ن ب يّ ص لى‬
‫َّ‬‫ِّ‬
‫ِ ُ‬
‫َ ِْ ً‬
‫ُِ َُّ‬
‫ّ َ َ ُ‬
‫َ َ َ َ‬
‫ال ل ه ع ل ي ه و س ل م - ي ق ر أ ُ ع لى خ ل ف ه لشدة تحريهم لهدي النبي ص لى ال ل هُ‬
‫ّ‬
‫َّ‬‫ِ َ ِ ِ‬
‫ّ ُ ََْ ِ َ َّ َ َ ْ َ ََ‬
‫ع ل ي ه و س ل م – و هل يعقل أن من تردد في جمع القرآن في مصحف واحد‬
‫ََْ ِ َ َّ َ‬
‫؛ لن النبي ص لى ال ل ه ع ل ي ه و س ل م – لم يفعل ذلك في حياته يمكن أن‬
‫ّ ُ ََْ ِ َ َّ َ‬
‫َّ‬‫يرتب آيات القرآن برأيه ؟!!‬
‫و ع ن ع ب ي د ب ن ال س با ق، أ َ ن ز ي د ب ن ثا ب ت - ر ض ي ال ل ه ع ن ه - ، قا ل : »‬
‫َ َ‬
‫َ ِ َ ّ ُ َْ ُ‬
‫ّ َْ َ ْ َ َ ِ ٍ‬
‫ّّ ِ‬
‫َ ْ َُْ ِ ْ ِ‬
‫أ َ ر س ل إ ِ ل يّ أ َ بو ب ك ر م ق ت ل أ َ ه ل ال ي ما م ة ، ف إِ ذا ع م ر ب ن ال خ طا ب ع ن د هُ « ،‬
‫َ ّ ِ ِْ َ‬
‫َ َ ُ َ ُ ْ ُ‬
‫ُ َ ْ ٍ َ َْ َ ْ ِ َ َ َ ِ‬
‫ْ َ َ َ‬
‫قا ل أ َ بو ب ك ر -ر ض ي ال ل ه ع ن ه - : إ ِ ن ع م ر أ َ تا ني ف قا ل : إ ِ ن ال قَ ت ل ق د ا سْ ت ح رّ‬
‫َ َ‬
‫ْ َ َ ْ‬
‫ّ‬
‫َ َ َ‬
‫ّ ُ َ َ َ ِ‬
‫َ َ ُ َ ْ ٍ َ ِ َ ّ ُ َْ ُ‬
‫82 - رواه البخاري في صحيحه 381/6 حديث رقم 7894‬
‫92 - البرهان في تناسب سور القرآن لبي جعفر بن الزبير ص 281‬
‫03 - التقان في علوم القرآن للسيوطي 112/1‬
‫12‬
‫ْ ُ ِ ُ ّ ِ‬
‫ي و م ال ي ما م ة ب ق را ء ال ق رآ ن، و إ ِ ني أ َ خ شى أ َ ن ي سْ ت ح ر ال قَ ت ل بال ق را ء‬
‫ْ َ َ ِ ّ‬
‫ْ َ‬
‫ُ ْ ِ َ ّ‬
‫َ ْ َ َ َ َ ِ ِ ُ ّ ِ‬
‫با ل م وا ط ن، ف ي ذ ه ب ك ثي ر م ن ال ق رآ ن، و إ ِ ني أ َ رى أ َ ن ت أ م ر ب ج م ع ال ق رآ ن،‬
‫ُ ْ ِ‬
‫ْ َْ ُ َ ِ َ ْ ِ‬
‫َ‬
‫ُ ْ ِ َ ّ‬
‫ِ ْ َ َ ِ ِ ََ ْ َ َ َِ ٌ ِ َ‬
‫ق ل ت ل ع مَ ر: » ي ف ت ف ع ل ش ي ئا ل م ي ف ع ل ه ر سو ل ال ل ه ص لى ا ع ل ي ه و س لّ م‬
‫ُ ََْ ِ َ َ َ‬
‫ُْ ُ ِ ُ َ كْ َ َ ْ َ ُ ًَْ َ ْ َ ْ َْ ُ َ ُ ُ ّ ِ -َّ‬
‫َ‬
‫ ؟« .‬‫قا ل ع م ر ه ذا وال ل ه خ ي ر، ف ل م ي ز ل ع م ر ي را ج ع ني ح تى شَ ر ح ال ل ه ص د ري‬
‫َ َ ّ ُ َ ْ ِ‬
‫َّ‬
‫َ َ ُ َ ُ : َ َ َ ّ ِ َ ْ ٌ »َ َ ْ َ َ ْ ُ َ ُ ُ َ ِ ُ ِ‬
‫ََ‬
‫َ َ َْ ٌ َ َ ُ َ ٍ ّ َ َ ُ ٌ‬
‫ل ذ ل ك، و ر أ َ ي ت في ذ ل ك ا ل ذي ر أى ع م ر« ، قا ل ز ي د :قا ل أ َ بو ب كْ ر : إ ِ ن ك ر ج ل‬
‫ُ َ ُ‬
‫َِ َ ّ ِ‬
‫ِ َِ َ َ َ ْ ُ ِ‬
‫ُ ََْ ِ‬
‫شا ب عا قِ ل ل َ ن ت ه م ك، و ق دْ ك ن ت ت ك ت ب ال و ح ي ل ر سو ل ال ل ه ص لى ا ع ل ي ه‬
‫َ ْ َ ِ َ ُ ِ ّ ِ -َّ‬
‫َّ ِ ُ َ َ َ ُْ َ َ ُْ ُ‬
‫ٌ‬
‫َ ّ َ‬
‫َ ْ َ ََ ٍ ِ َ‬
‫و س ل م - ، ف ت ت ب ع ال ق رآ ن فا ج م ع ه ، »ف وال ل ه لَ و ك ل فو ني ن ق ل ج ب ل م ن‬
‫َ َ ّ ِ ْ َّ ُ ِ‬
‫ُ ْ َ َ ْ َ ْ ُ‬
‫َََّ ِ‬
‫َ َّ َ‬
‫ال ج با ل ما كا ن أ َ ث ق ل ع ل ي م ما أ َ م ر ني ب ه م ن ج م ع ال قُ رآ ن« ، ق ل ت: » ك ي ف‬
‫َْ َ‬
‫ُْ ُ‬
‫ْ ِ‬
‫ِ ِ ِ ْ َ ْ ِ‬
‫َ َِ‬
‫َِ ِ َ َ َ ْ َ َ ََ ّ ِ ّ‬
‫ت ف ع لو ن ش ي ئا ل م ي ف ع ل ه ر سو ل ال ل ه ص لى ا ع ل ي ه و س ل م - ؟ «.‬
‫ُ ََْ ِ َ َّ َ‬
‫َ ْ َُ َ ًَْ َ ْ َ ْ َْ ُ َ ُ ُ ّ ِ -َّ‬
‫قا ل ه وَ وال ل ه خ ي ر، "ف ل م ي ز ل أ َ بو ب ك ر ي را ج ع ني حَ تى شَ ر ح ال ل ه ص د ري‬
‫َ َ ّ ُ َ ْ ِ‬
‫ّ‬
‫ََ ْ َ َ ْ ُ َ ْ ٍ ُ َ ِ ُِ‬
‫َ َ :ُ َ ّ ِ َْ ٌ‬
‫ُ ْ َ‬
‫ل ل ذي ش رَ ح ل ه ص دْ ر أ َ بي ب ك ر و ع م ر ر ض ي ال ل ه ع ن ه ما، ف ت ت ب ع ت ال ق رآ ن‬
‫َََّ ْ ُ‬
‫َ ْ ٍ َ ُ َ َ َ ِ َ ّ ُ َْ ُ َ‬
‫َ َ َ ُ َ َ ِ‬
‫ِّ ِ‬
‫ِ َ ُ َ ِ‬
‫أ َ ج م ع ه م ن ال ع س ب وال ل خا ف، و ص دو ر ال ر جا ل، حَ تى و جَ د تُ آ خ ر سو ر ة‬
‫َ ْ‬
‫ّ‬
‫ّ َ ِ‬
‫ُ ُ ِ َ ّ َ ِ َ ُ ُ ِ‬
‫ْ َ ُ ُ ِ َ‬
‫ال ت و ب ة م ع أ َ بي خ ز ي م ة ا ل َن صا ر ي ل م أ َ ج د ها م ع أ َ ح د غ ي ر ه ، ﴿ ل ق د جا ء ك مْ‬
‫َ َ ْ َ َ ُ‬
‫ْ َ ِ ّ َ ْ ِ ْ َ َ َ َ ٍ َْ ِ ِ‬
‫ُ َْ َ َ‬
‫ّ َْ ِ َ َ ِ‬
‫َ ِ َ ِ َ َ َ َ َ َ َ ِ‬
‫ر سو ل م ن أ َ ن ف س ك م ع زي ز ع ل ي ه ما ع ن ت م ﴾ حَ تى خا ت م ة ب را ء ة، ف كا ن ت‬
‫ّ‬
‫َ ُ ٌ ِ ْ ْ ُ ِ ُ ْ َ ِ ٌ ََْ ِ َ َِّ ْ‬
‫ال ص ح ف ع ن دَ أ َ بي ب ك ر ح تى ت و فا ه ال ل ه، ث م ع ن د ع م ر ح يا ت ه، ثُ م ع ن د ح ف صَ ةَ‬
‫ّ ِْ َ َ ْ‬
‫َ َ ّ ُ ّ ُ ُ ّ ِْ َ ُ َ َ ََ َ ُ‬
‫َ ْ ٍ َّ‬
‫ِ‬
‫ّ ُ ُ ِْ‬
‫13‬
‫ب ن ت ع م رَ -ر ض ي ال ل ه ع ن ه - "‬
‫َ ِ َ ّ ُ َْ ُ‬
‫ِْ ِ ُ َ‬

‫ُ َ ّ ْ ُ َ َ َ َ ْ ُ َ ّ ِ ْ ِ‬
‫و استدل بعض المغرضين بما رواه م ح م دُ ب ن سَ ل م ة، ع ن م ح م د ب ن‬
‫إ ِ س حا ق، ع ن ي ح يى ب ن ع با د، ع ن أ َ بي ه ع با د ب ن ع ب د ا ب ن ال ز ب ي ر، قا لَ :‬
‫َّْ ِ َ‬
‫ِ ْ ِ‬
‫ْ ِ َّ ٍ َ ْ ِ ِ َّ ِ ْ ِ َْ ِ‬
‫ْ َ َ َ ْ َ َْ‬
‫َ ْ َ َ ُ ْ‬
‫أ َ تى ا ل حا ر ث ب ن خ ز م ة ب ها ت ي ن ا ل ي ت ي ن م ن آ خ ر ب را ء ة : ﴿ لَ ق د جا ء ك م‬
‫ْ َ ِ ُ ْ ُ َ َ َ َ ِ َ َْ ِ ْ ََْ ِ ِ ْ ِ ِ َ َ َ َ‬
‫َ‬
‫ر سو ل م ن أ َ ن ف س ك م ﴾ إ ِ لى ع م ر ب ن ا ل خ طا ب ، ف قا ل :م ن م عَ ك ع لى هَ ذا‬
‫َ‬
‫َ َ َ َ ْ َ َ ََ‬
‫ُ َ َ ْ ِ ْ َ ّ ِ‬
‫َ‬
‫َ ُ ٌ ِ ْ ْ ُ ِ ُ ْ‬
‫؟ قا ل ل أ َ د ري ، "و ا إل أ َ ني أ َ ش ه د ل س م ع ت ها م ن ر سو ل ا ص لى اُ‬
‫ِ -َّ‬
‫ْ َ ُ َ َ ِ ُْ َ ِ ْ َ ُ ِ‬
‫ّ‬
‫َ َ :َ ْ ِ‬
‫َ ِ ِ‬
‫ع ل ي ه و س ل م - ، و و ع ي ت ها، و ح ف ظ ت ها " ، ف قا ل ع م ر : "و أ َ نا أ َ شْ ه د ل س م ع ت ها م نْ‬
‫َ ُ َ َ ِ ُْ َ ِ‬
‫َ َ‬
‫َ َ َ ُ َ ُ‬
‫َ َ ِ ُْ َ‬
‫َ َ َُْ َ‬
‫ََْ ِ َ َّ َ‬
‫13‬

‫ رواه البخاري في صحيحه 381/6 حديث رقم 6894‬‫22‬
‫ر سو ل اِ ص لى ا ع ل ي ه و س ل م - " ، ث م قا ل : لَ و كا ن ت ثل ثَ آ يا ت ل ج ع ل ت ها‬
‫َ ٍ َ َ َُْ َ‬
‫ْ َ َ ْ َ‬
‫ُ ّ َ َ‬
‫ُ ََْ ِ َ َّ َ‬
‫َّ‬‫َ ُ ِ‬
‫سو ر ة ع لى ح د ة، فا ن ظ روا سو ر ة م ن ال ق رآ ن، ف ض عو ها في ها "ف و ض ع ت ها‬
‫َ َ َ ُْ َ‬
‫ُ ْ ِ َ َ ُ َ ِ َ‬
‫ُ َ ً ِ َ‬
‫ِ َ ٍ َ ْ ُ ُ‬
‫ُ َ ً ََ‬
‫في آ خ ر ب را ء ة 23.‬
‫ِ ِ َ َ َ َ‬
‫ِ‬

‫و الحديث ر وا ه أ َ ح م د في مسنده قال الهيثمي : »و في ه ا ب ن إ ِ س حا ق و ه وَ‬
‫َ ِ ِ ْ ُ ْ َ َ َ ُ‬
‫َ َ ُ ْ َ ُ‬
‫م د ل س، و ب ق ي ة ر جا ل ه ث قا ت « 33.‬
‫ُ َّ ٌ ََ ِّ ُ ِ َ ِ ِ ِ َ ٌ‬
‫و قال شعيب الرنؤوط : » إسناده ضعيف لتدليس محمد بن إسحاق،‬
‫ولنقطاعه، قال الشيخ أحمد شاكر: عباد بن عبد ا بن الزبير ثقة،‬
‫ولكنه لم يدرك قصة جمع القرآن بل ما أظنه أدرك الحار ثَ بن خزمة،‬
‫ولئن أدركه لما كان ذلك مصححا للحديث، إذ لم ي ر وه عنه، بل أرسل‬
‫َ ْ ِ‬
‫القص ة إرسا ل ً «43 .‬
‫َ‬
‫و رغم ضعف الحديث سندا فهو أيضا منكر متنا قال الشيخ أحمد شاكر :‬
‫» وأما حديث عباد بن عبد ا بن الزبير الذي هنا ، فانه حديث منكر شاذ‬
‫، مخالف للمتواتر المعلوم من الدين بالضرورة أن القرآن بلغه رسول‬
‫ا لمته سورا معروفة مفصلة ، يفصل بين كل سورتين منها بالبسملة‬
‫إل في " براءة" ليس لعمر ول لغيره أن يرتب فيه شيئا، ول أن يضع آية‬
‫مكان آية، ول أن يجمع آيات وحدها فيجعلها سورة.‬
‫ومعاذ ا أن يجول شيء من هذا في خاطر عمر، ثم من هذا الذي‬
‫يقول في هذه الرواية هنا: " فوضعتها في آخر براءة" وفي رواية ابن‬
‫أبي داود: " فألحقتها في آخر براءة" ؟ أهو الحارث بن خزمة؟ ل، فإنه لم‬
‫يكن ممن عهد إليه بجمع القرآن في المصحف، أهو عمر؟ ل، فالسياق‬
‫23‬
‫33‬
‫43‬

‫ مسند أحمد 042/3 حديث رقم 5171 و المصاحف لبن أبي داود ص 111‬‫ مجمع الزوائد للهيثمي 53/7‬‫ تعليق الشيخ شعيب في حاشية المسند 042/3‬‫32‬
‫ينفيه، لن هذه الرواية تزعم أنه أمر بوضعها في براءة، فهو غير الذي‬
‫نفذ المر، أم هو الراوي عباد بن عبد ا بن الزبير؟ ل، إنه متأخر جدا‬
‫عن أن يدرك ذلك.‬
‫حتى لقد قال العجلي: " وأما روايته عن عمر بن الخطاب فمرسلة بل‬
‫تردد". وأما ن ص تفسير ابن كثير في هذه الكلمة" فوضعوها في آخر‬
‫ُ‬
‫براءة" فإنه غير صحيح، ومخالف لنص المسند الذي يروي عنه، ولعلها‬
‫تحريف أو تغيير من أحد الناسخين، فهذا الحديث ضعيف السناد منكر‬
‫المتن، وهو أحد الحاديث التي يلعب بها المستشرقون وعبيدهم عندنا،‬
‫يزعمون أنها تطعن في ثبوت القرآن، ويفترون على أصحاب رسول ا‬
‫ما يفترون «53 .‬
‫َ ٍ‬
‫قال ابن حجر – رحمه ا - : » و أ َ ما ق و ل ع م ر ل و كا ن ت ث ل ثُ آ يا ت‬
‫َ ّ َ ْ ُ ُ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َ‬
‫ف ظا ه ر ه أ َ ن ه م كا نوا ي ؤ ل فو ن آ يا ت ال س و ر با ج ت ها د ه م و سا ئ ر ا ل َخ با رِ ت دُ ل‬
‫َ ّ‬
‫ّ َ ِ ِ ِْ َ ِ ِ ْ َ َ ِ ُ ْ َْ‬
‫ُ َّ ُ َ َ ِ‬
‫َ َ ِ ُ ُ ّ ُ ْ َ ُ‬
‫ع لى أ َ ن ه م ل م ي ف ع لوا ش ي ئا م ن ذ ل ك إ ِ ل ب ت و قي ف «63 .‬
‫ًَْ ِ ْ َِ َ ّ َِ ْ ِ ٍ‬
‫ّ ُ ْ َ ْ َ ْ َُ‬
‫ََ‬
‫قال اللوسي – رحمه ا - : » أما ترتيب الي فكونه توقيفيا مما ل‬
‫شبهة فيه حتى نقل جمع منهم الزركشي وأبو جعفر الجماع عليه من‬
‫غير خلف بين المسلمين و النصوص متضافرة على ذلك .‬
‫وما يدل بظاهره من الثار على أنه اجتهادي معارض ساقط عن درجة‬
‫العتبار كالخبر الذي أخرجه ابن أبي داود بسنده عن عبد ا بن الزبير‬
‫عن أبيه قال : أتى الحارث بن خزيمة بهاتين اليتين من آخر سورة براءة‬
‫فقال : أشهد أني سمعتهما من رسول ا - صلى ا تعالى عليه وسلم -‬
‫ووعيتهما فقال عمرو أنا أشهد لقد سمعتهما ثم قال لو كانت ثلث آيات‬
‫53 - تعليق الشيخ شعيب في حاشية المسند 142/3‬
‫63 - فتح الباري لبن حجر 51/9‬
‫42‬
‫لجعلتها سورة على حدة فانظروا آخر سورة من القرآن فألحقوهما في‬
‫آخرها- فإنه معارض بما ل يحصى مما يدل على خلفه «73 .‬
‫و بعض المغرضين استنتج من هذا الحديث الضعيف أن القرآن الكريم‬
‫لم يكن كله مكتوبا على زمن الرسول ص لى ا ع ل ي ه و س ل م - ،‬
‫ُ ََْ ِ َ َّ َ‬
‫َّ‬‫والحديث رغم ضعفه فل يصلح للحتجاج إل أنه أيضا ليس فيه ما يفيد أن‬
‫ُ ََ ِ‬
‫القرآن الكريم لم يكن كله مكتوبا على زمن الرسول ص لى ا ع ل يْ ه‬
‫َّ‬‫و س ل م - بل يفيد أن القرآن كان مكتوبا مفرقا فآخر سورة التوبة لم‬
‫َ َّ َ‬
‫توجد مكتوبة إل عند هذا الصحابي و شهد صحابي آخر أنها مما كتبت‬
‫بين يدى رسول ا ص لى ا ع ل ي ه و س ل م - فكتبت في المصحف .‬
‫ُ ََْ ِ َ َّ َ‬
‫َّ‬‫و على التسليم الجدلي أن القرآن الكريم لم يكن كله مكتوبا على زمن‬
‫الرسول ص لى ا ع ل ي ه و س ل م - ل يكون ذلك قادحا في نقل القرآن ؛‬
‫ُ ََْ ِ َ َّ َ‬
‫َّ‬‫لن التعويل في نقل القرآن و توثيقه إنما هو على الرواية و السماع‬
‫والتلقي طبقة عن طبقة إلى رسول ا - ص لى ا عليه وس لم - .‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫قال ابن الجزري – رحمه ا - : » إ ِ ن ا ل ع ت ما د في ن ق ل ا ل ق رآ ن ع لى‬
‫َ ْ ِ ْ ُ ْ ِ ََ‬
‫ّ ِ ِْ َ َ ِ‬
‫ح ف ظ ا ل قُ لو ب وال ص دو ر ل ع لى ح ف ظ ا ل م صا حِ ف وا لْ ك ت ب، و ه ذ ه أ َ ش ر فُ‬
‫ِ َ ُُ ِ َ َ ِ ِ ْ َ‬
‫ِ ْ ِ ْ َ َ‬
‫ّ ُ ِ َ ََ‬
‫ِ ْ ِ ْ ُ ِ َ‬
‫َ َ ُ‬
‫خ صي ص ة م ن ال ل ه ت عا لى ل ه ذِ ه ا ل ُم ة، ف في ا لْ ح دي ث ال ص حي ح ا ل ذي ر وا ه‬
‫ّ ِ ِ ّ ِ‬
‫َ ِ ِ‬
‫ِ َ ِ ْ ّ ِ َ ِ‬
‫َ ِ َ ٍ ِ َ ّ ِ َ َ َ‬
‫م س ل م أ َ ن ال ن ب ي ص لى ال ل ه ع ل ي ه و س ل م -قا ل : إ ِ ن ر بي قا ل لي :ق م في‬
‫ُ ْ ِ‬
‫َ َ ِ‬
‫ّ َّ‬
‫ّ ُ ََْ ِ َ َّ َ َ َ‬
‫ُ ِْ ٌ ّ ِّ ّ -َّ‬
‫ق ر ي ش ف أ ن ذِ ر ه م ف ق ل ت ل ه :ر ب إ ِ ذا ي ث ل غوا ر أ سي ح تى ي د عو ه خ ب ز ة، ف قا ل:‬
‫َ َ ُ ُ ُْ َ ً َ َ َ‬
‫َّ‬
‫َْ ِ‬
‫ُ َْ ٍ ََْ ْ ُ ْ َ ُْ ُ َ ُ َ ّ ً ََْ ُ‬
‫م ب ت لي ك و م ب ت لي ب ك و م ن ز ل ع ل ي ك ك تا با ل ي غ سِ ل ه ا ل ما ء، ت قْ ر ؤ ه نا ئ ما‬
‫ِ َ َ ُْ ِ ٌ ََْ َ َِ ً َ َ ْ ُ ُ ْ َ ُ َ َ ُ ُ َ ِ ً‬
‫َُِْ َ َ َُِْ‬
‫و ي ق ظا ن، فا ب ع ث ج ن دا أ َ ب ع ث م ث ل ه م، و قا ت ل ب م ن أ َ طا ع ك م ن ع صا ك،‬
‫ََ ْ َ َ َ ْ َ ْ ُْ ً ْ َ ْ َِْ ُ ْ َ َ ِ ْ ِ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ َ‬
‫و أ َ ن ف ق ي ن ف ق ع ل ي ك.‬
‫َ ْ ِ ْ ُْ َ ْ ََْ َ‬

‫73‬

‫ روح المعاني لللوسي 72/1‬‫52‬
‫ف أ خ ب ر ت عا لى أ َ ن ا ل ق رآ ن ل ي ح تا ج في ح ف ظ ه إ ِ لى ص حي فَ ة ت غ س ل با ل ما ء،‬
‫َ ِ ٍ ُ ْ َ ُ ِ ْ َ ِ‬
‫ِ ْ ِ ِ َ‬
‫ّ ْ ُ ْ َ َ َ َْ ُ ِ‬
‫ََ َْ َ َ َ َ‬
‫ب ل ي ق ر ءو ه في ك ل حا ل ك ما جا ء في ص ف ة أ ُ م ت ه : " أ َ نا جي ل ه م في ص دو ر هِ مْ‬
‫ُ ُ ِ‬
‫َ ِ ُ ُ ْ ِ‬
‫ِ َ ِ ِّ ِ‬
‫ُ ّ َ ٍ َ َ َ َ ِ‬
‫َ ْ َ ْ َ ُ ُ ِ‬
‫" ، و ذ ل ك ب خ ل ف أ َ ه ل ا ل ك تا ب ا ل ذي ن ل ي ح ف ظو ن ه ل في ا لْ ك ت ب و ل ي ق ر ءو ن ه‬
‫ُُ ِ َ َ َ ْ َ ُ َ ُ‬
‫َ َِ َ ِ ِ َ ِ ْ ِ ْ َِ ِ ّ ِ َ َ َ ْ َ ُ َ ُ َ ِ‬
‫ك ل ه إ ِ ل ن ظ را ل ع ن ظ ه ر ق ل ب «83 .‬
‫ُّ ُ ّ َ َ ً َ َ ْ َ ْ ِ َْ ٍ‬
‫الرد على سؤالهم كيف يكون القرآن قد وصل إلى المسلمين كامل و قد‬
‫مات الكثير من حفظة القرآن ؟‬
‫يردد بعض المغرضين هداهم ا للسلم أن الكثير من حفظة القرآن‬
‫قد مات فمن المستحيل أن يكون القرآن الحالي حاويا لجميع ما أنزل و‬
‫قد قال ع مر بن الخطاب – رضي ا عنه - لبي بكر – رضي ا عنه -:‬
‫ُ َ‬
‫ْ َ َْ ِ ّ‬
‫إ ِ ن ال ق ت لَ ق دْ ا س ت ح ر ي و م ال ي ما م ة ب ق را ء ال ق رآ ن، و إ ِ ني أ َ خ شى أ َ ن ي س ت ح ر‬
‫ْ َ‬
‫ُ ْ ِ َ ّ‬
‫َْ َ ّ َ ْ َ َ َ َ ِ ِ ُ ّ ِ‬
‫َ‬
‫َْ‬
‫ّ‬
‫ْ َْ ُ َ‬
‫ال ق ت ل بال ق را ء با ل م وا ط ن، ف ي ذْ ه ب ك ثي ر م ن ال قُ رآ ن، و إ ِ ني أ َ رى أ َ ن ت أ م ر‬
‫َ‬
‫ْ ِ َ ّ‬
‫َْ ُ ِ ُ ّ ِ ِ ْ َ َ ِ ِ ََ َ َ َِ ٌ ِ َ‬
‫ب ج م ع ال ق رآ ن .‬
‫ُ ْ ِ‬
‫ِ َ ْ ِ‬
‫و عن الحسن البصري أن عمر بن الخطاب – رضي ا عنه - سأل عن آية‬
‫من كتاب ا فقيل : كانت مع فلن، قتل يوم اليمامة, فقال: إنا لله, فأمر‬
‫بالقرآن فجمع, فكان أول من جمعه في المصحف .‬
‫ََ ََ ّ ُ َ َ ْ ِ َ ُ ْ ٌ َِ ٌ َ ُِ َ َُ َ ُ ُ‬
‫و ع ن ا ب نِ ش ها ب قا ل : » ب ل غ نا أ َ ن ه كا ن أ ُ ن ز ل ق رآ ن ك ثي ر، ف ق ت ل ع ل ما ؤ ه‬
‫ِ َ ٍ َ َ‬
‫َ ِ ْ‬
‫ي و م ا ل ي ما م ة، ا ل ذي ن كا نوا ق دْ و ع و ه ف ل م ي ع ل م ب ع د ه م و لَ م ي كْ ت ب، ف ل ما‬
‫َ َ َ ْ ُ ََ ْ ُ َْ ْ َ ْ َ ُ ْ َ ْ ُ َ ْ ََ ّ‬
‫َ ْ َ َْ َ َ ِ ّ ِ َ َ ُ‬
‫َ َ َ ُ َ ْ ٍ َ ُ َ ُ َ ُْ َ ُ ْ ُ ْ َ ََ ْ ُ َ ْ َ َ َ ٍ َ ْ َ ُ ْ َ َِ َ‬
‫ج م ع أ َ بو ب ك ر و ع م ر و ع ث ما ن ا ل ق رآ ن و ل م يو ج د م ع أ َ ح د ب ع د ه م، و ذ ل ك‬
‫في ما ب ل غ نا، ح م ل ه م ع لى أ َ ن ي ت ب عوا ا ل ق رآ ن ف ج م عو ه في ال صّ ح ف في‬
‫ُ ِ ِ‬
‫ْ ُ ْ َ َ َ َ ُ ُ ِ‬
‫ْ َِّ ُ‬
‫َ ََ ُ ْ ََ‬
‫ِ َ ََ ََ‬
‫خ ل ف ة أ َ بي ب ك ر خ ش ي ة أ َ ن ي ق ت ل ر جا ل م ن ا لْ م س ل مي ن في ا لْ م وا ط ن م عَ هُ مْ‬
‫َ َ ِ ِ َ‬
‫ُ ِْ ِ َ ِ‬
‫َ ْ ٍ َ َْ َ ْ ُ َْ َ ِ َ ٌ ِ َ‬
‫ِ َ َ ِ ِ‬
‫ِ َ َ َ ُ ْ ِ َ ْ ُ ْ ِ َ َ ُ َ ُ ِْ َ َ ٍ‬
‫ك ثي ر م ن ا ل ق رآ ن، ف ي ذ ه بوا ب ما م ع ه م م ن ا ل ق رآ ن، و ل يو ج د ع ن د أ َ ح د‬
‫َِ ٌ ِ َ ْ ُ ْ ِ ََ ْ َُ‬
‫ب ع د ه م، ف و ف ق ال ل ه ع ث ما ن ف ن س خ ت ل ك ال ص ح ف في ا لْ م صا ح ف، ف ب عَ ث ب ها‬
‫َ ِ َ‬
‫َ َ ِ ِ ََ‬
‫ّ ُ َ ِ‬
‫َ ْ َ ُ ْ َ َ ّ َ ّ ُ ُْ َ َ ََ َ َ ِْ َ‬
‫83‬

‫ النشر في القراءات العشر لبن الجزري ص 6‬‫62‬
‫إ ِ لى ا ل َم صا ر، و ب ث ها في ا ل م س ل مي ن « 93 ، و استدل المغرضين بهذا الحديث‬
‫ْ ُ ِْ ِ َ‬
‫ْ ْ َ ِ ََّ َ ِ‬
‫َ‬
‫على أنه كان عند الق راء ا لذين قتلوا في حرب ال ر دة قرآن لم يكن عند‬
‫ّ ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫غيرهم، ولم يعلمه أحد بعدهم، فهذا يعني ذهاب جزء من القرآن .‬
‫وقال سفيان الثوري : » وبلغنا أن ناسا من أصحاب النبي - صلى ا‬
‫عليه و سلم - كانوا يقرؤون القرآن أصيبوا يوم مسيلمة فذهبت حروف‬
‫04‬
‫من القرآن « .‬
‫و استدلوا بما أخرجه أ َ بو عبيد وا بن الضريس وا بن ا ل َن با ري في‬
‫ِ‬
‫ْ َْ ِ‬
‫َ ْ‬
‫َ ْ‬
‫ُ‬
‫ا ل م صا حف عن ا بن عمر قا ل : ل ي قو لن أحد كم قد أخذت ا ل ق رآن كله ما‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ ُ ْ‬
‫ُ‬
‫»َ َ ُ َ‬
‫َ َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ َ َ ِ‬
‫يدريه ما كله قد ذهب م ن ه ق رآن كثير و َ ل كن ليقل : قد أخذت ما ظهر م نْ ه‬
‫ِ ُ‬
‫َ‬
‫َ ِ‬
‫ِْ ُ ُ ْ‬
‫َ ُ‬
‫« قالوا و هذا يثبت أن القرآن الحالي ل يتضمن جميع ما كان مسطورا‬
‫في اللوح المحفوظ .‬
‫ْ ٌ َ ْ‬
‫و استدلوا بما ر واه أ َ بو ن ع ي م ا ل ف ض ل ب ن د كَ ي ن قا ل ح د ث نا سَ ي ف ع ن‬
‫ُ ُ َْ ٍ ْ َ ْ ُ ْ ُ ُ ْ ٍ َ َ َ ََّ‬
‫َ َ‬
‫م جا ه د قا ل : »كا ن ت ا ل َح زا ب م ث ل سو ر ة ا ل ب قَ ر ة أ َ و أ َ ط و ل وَ ل ق د ذ هَ ب ي وْ مَ‬
‫َ َ‬
‫َ َ ِ ْ ْ َ ُ ِْ َ ُ َ ِ َْ َ ِ ْ ْ َ َ َ َ ْ َ‬
‫ُ َ ِ ٍ َ َ‬
‫14‬
‫م س ي ل م ة ق رآ ن ك ثي ر و ل م ي ذ ه ب م ن ه ح ل ل و ل ح را م « .‬
‫ُ َِْ َ َ ُ ْ ٌ َِ ٌ ََ ْ َ ْ َ ْ ِْ ُ َ َ ٌ َ َ َ َ ٌ‬
‫ومن هنا استنتجوا أن كثيرا من آيات القرآن لم يكن لها قيد سوى تحفظ‬
‫الصحابة وكان بعضهم قد قتلوا في المغازي والحروب وذهب معهم ما‬
‫كانوا يحفظونه من قبل أن يوعز أبو بكر إلى زيد بن ثابت بجمعه فلذلك‬
‫لم يستطع زيد أن يجمع سوى ما كان يتحفظه الحياء .‬

‫93‬
‫04‬
‫14‬

‫ المصاحف لبن أبي داود ص 99‬‫ رواه عبد الرزاق في مصنفه 923/7 ، و الدر المنثور للسيوطي 885/6‬‫ التمهيد لما في الموطأ من المعاني و السانيد 572/4‬‫72‬
‫َْ َ َ ْ َْ َ ّ َ ْ َ َ َ َ ِ ِ ُ ّ ِ‬
‫أما قول عمر – رضي ا عنه - : إ ِ ن ال ق ت ل ق د ا س ت ح ر ي و م ال ي ما م ة ب ق را ء‬
‫ّ‬
‫َ ْ َ َ َِ ٌ‬
‫ال ق رآ ن، و إ ِ ني أ َ خ شى أ َ ن ي س ت ح ر ال ق ت ل بال ق را ء با لْ م وا ط ن، فَ ي ذ ه ب ك ثي ر‬
‫َْ ُ ِ ُ ّ ِ ِ َ َ ِ ِ‬
‫ْ َ َْ ِ ّ‬
‫ْ َ‬
‫ُ ْ ِ َ ّ‬
‫ِ ّ‬
‫م ن ال ق رآ ن فالحديث يدل على وجود عدد كثير من القراء الحياء ؛ ل َن‬
‫ُ ْ ِ‬
‫ِ َ‬
‫ا ل خ ش ي ة إ ِ ن ما ت كو ن م ما ل م يو ج د م ن ا ل م كا ر ه ، و لو كان عدد القراء‬
‫ْ َ َْ َ ّ َ َ ُ ُ ِ ّ َ ْ ُ َ ْ ِ َ ْ َ َ ِ ِ‬
‫الحياء قليل لقال : أ َ خ شى أ َ ن ي س ت ح ر ال ق ت لُ بال ق را ء في معركة أخرى أو‬
‫َْ ِ ُ ّ ِ‬
‫ْ َ َْ ِ ّ‬
‫ْ َ‬
‫موطن آخر ، وليس أ َ خ شى أ َ ن ي س ت ح ر ال ق ت ل بال ق را ء بالمواطن .‬
‫َْ ُ ِ ُ ّ ِ‬
‫ْ َ َْ ِ ّ‬
‫ْ َ‬
‫و قال الزرقاني رحمه ا - : » نفس ما كان يتحفظه الشهداء من‬
‫القراء كان يتحفظه كثير غيرهم أيضا من الحياء الذين لم يستشهدوا‬
‫ولم يموتوا بدليل قول عمر : و أخشى أن يموت القراء من سائر‬
‫المواطن و معنى هذا أن القراء لم يموتوا كلهم . إنما المسألة مسألة‬
‫خشية وخوف . و معلوم أن أبا بكر كان من الحفاظ وكذلك عمر وعثمان‬
‫وعلي وزيد بن ثابت وغيرهم وهؤلء عاشوا حتى جمع القرآن في‬
‫الصحف وعاش منهم من عاش حتى نسخ في المصاحف وحينئذ فكتابة‬
‫زيد ما كتبه هي كتابة لكل القرآن لم تفلت منه كلمة ول حرف « 24.‬
‫أما أثر الحسن أن عمر بن الخطاب سأل عن آية من كتاب ا، فقيل:‬
‫كانت مع فلن فقتل يوم اليمامة، فقال: إنا لله، فأمر بالقرآن فجمع،‬
‫فكان أول من جمعه في المصحف فهذا منقطع ؛ فإن الحسن لم يدرك‬
‫عمر34 فالرواية ضعيفة من جهة الرواية و السند و عليه فل يصلح‬
‫الستدلل بها و ل يلزمنا ما زعموا.‬
‫أما من جهة المتن فقد قال محمد الكردي – رحمه ا - : » ) و يحتار‬
‫بعضهم ( في فهم هذه الرواية كيف أن الية التي سأل عنها عمر ل‬
‫توجد إل مع فلن الذي قتل يوم اليمامة فنقول أن منطوق الرواية ل يدل‬
‫على حصر الية عند فلن فهناك غيره ممن يحفظها أيضا فعمر لما سمع‬
‫24 - مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني 272/1‬
‫34‬

‫- فضائل القرآن لبن كثير ص 95‬

‫82‬
‫بقتل فلن يوم اليمامة خاف من قتل حفاظ كلم ا تعالى أن يضيع‬
‫القرآن فراجع أبا بكر في ذلك حتى جمعه في الصحف «44.‬
‫َ ُ َ ْ ً ََ ُ‬
‫و قال ابن حجر – رحمه ا - : »و وقع ع ند بن أ َ بي دا و د أ َ ي ضا ب يا ن‬
‫ِ‬
‫ِْ‬
‫َ َ‬
‫ال س ب ب في إ ِ شا ر ة ع م ر ب ن ا ل خ طا ب ب ذ ل ك ف أ خ ر ج م ن ط ري ق ا ل حَ س نِ أ َ نّ‬
‫َ‬
‫َ َ ِ ُ َ َ ْ ِ ْ َ ّ ِ ِ َِ َ ََ ْ َ َ ِ ْ َ ِ ِ ْ‬
‫َّ ِ ِ‬
‫ُ َ َ ََ َ َ ْ َ ٍ ِ ْ َِ ِ ّ ِ َ ِ َ َ َ ْ َ َ ُ َ ٍ َ ُِ َ َ ْ َ َْ َ َ ِ‬
‫ع م ر س أ ل ع ن آ ي ة م ن ك تا ب ال ل ه ف قي ل كا ن ت م ع ف ل ن ف ق ت ل ي و م ا ل ي ما م ة‬
‫ف قا ل إ ِ نا ل ل ه و أ َ م ر ب ج م ع ا ل ق رآ ن ف كا ن أ َ و ل م ن جَ م ع ه في ا لْ م ص ح ف ،‬
‫ُ ْ َ ِ‬
‫َ َ ُ ِ‬
‫َ َ َ ّ ِّ ِ َ َ َ ِ َ ْ ِ ْ ُ ْ َ َ َ َ ّ َ َ ْ‬
‫و ه ذا م ن قَ ط ع ف إ ن كا ن - الثر - م ح فو ظا ح م ل ع لى أ َ ن ا لْ م را د ب ق و ل ه‬
‫ُ َ َ ِ َ ِْ ِ‬
‫ّ‬
‫َ ْ ُ ً ُ ِ َ ََ‬
‫َ َ َ ُْ ِ ٌ َِ ْ َ َ‬
‫ف كا ن أ َ و ل م ن ج م ع ه أ َ ي أ َ شا ر ب ج م ع ه في خِ ل ف ة أ َ بي ب ك ر ف ن س ب ا ل جَ م عَ‬
‫َ ْ ٍ ََ َ َ ْ ْ‬
‫َ َ ِ ِ‬
‫َ َ َ ّ ُ َ ْ َ َ َ ُ ْ َ َ ِ َ ْ ِ ِ ِ‬
‫إ ِ ل ي ه ل ذ ل ك «54 .‬
‫َْ ِ ِ َِ َ‬
‫أما رواية الزهري عن قتل حفظة للقرآن في موقعة اليمامة فهذا من‬
‫بلغات الزهري ،و ال زهر ي لم يشهد زمان اليمامة ، بل لم يكن ولد‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫يومئذ ، فحرب المرت دين كانت سنة )21( للهجرة ، وال زهر ي ولد سنة )‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫05( أو بعدها، فبينه وبين الحدث نحو أربعين عاما أو أكثر، ولم يذكر‬
‫هذا الخبر عن أحد64 .‬
‫و قال احمد بن سنان – رحمه ا - : » كان يحيى بن سعيد ل يرى‬
‫إرسال الزهري وقتادة شيئا, ويقول : هو بمنزلة الريح , ويقول :‬
‫هؤلء قوم حفاظ كانوا إذا سمعوا الشيء علقوه «74 .‬
‫وقول الزهري بلغنا كقولهم يقال و يحكى و يذكر و جاء عنه كذا و‬
‫يروى و روى عنه كذا و هذه كلها صيغة تمريض للسند ، وفي السند‬
‫44 - تاريخ القرآن الكريم لمحمد الكردي الخطاط ص 52 - 62‬
‫54 - فتح الباري لبن حجر 9/ 51‬
‫64 - المقدمات الساسية في علوم القرآن لعبد ا الجديع ص 961‬
‫74 - تهذيب التهذيب لبن حجر 893/9‬
‫92‬
‫انقطاع ، و ل نعرف درجة الساقط من السند و عليه فالرواية ضعيفة‬
‫سندا فل يلزمنا ما زعموا .‬

‫و على التسليم الجدلي بصحة الخبر فيمكن حمله على ما نسخ تلوته و‬
‫ما لم يتواتر ، والقرآن الذي بين أيدينا هو المنقول بالتواتر وهناك‬
‫آيات نسخت تلوتها و لم ينسخ حكمها و عن عمر - رضي ا عنه - أنه‬
‫قال : » كان فيما أنزل آية الرجم فقرأناها ووعيناها وعقلناها. ورجم‬
‫رسول ا ، و رجمنا بعده . . . «84.‬
‫و قال اللوسي – رحمه ا - : » أجمعوا على عدم وقوع النقص فيما‬
‫تواتر قرآنا كما هو موجود بين الدفتين اليوم، نعم أسقط زمن الصديق‬
‫ما لم يتواتر وما نسخت تلوته وكان يقرأه من لم يبلغه النسخ وما لم‬
‫يكن في العرضة الخيرة ولم يأل جهدا رضي ا تعالى عنه في‬
‫تحقيق ذلك إل أنه لم ينتشر نوره في الفاق إل زمن ذي النورين فلهذا‬
‫نسب إليه كما روي عن حميدة بنت يونس أن في مصحف عائشة رضي‬
‫ا عنها إ ِ ن ال ل ه و مل ئ ك ت ه ي ص لو ن ع لى ال ن ب يّ يا أ َ ي ها ا لّ ذي ن آ م نوا ص لوا‬
‫َّ‬
‫ِ َ َُ‬
‫ّ َ‬
‫ِّ‬
‫ّ ّ َ َ َ ِ ََ ُ ُ َّ َ ََ‬
‫ع ل ي ه و س ل موا ت س ليما - وعلى الذين يصلون الصفوف الول- وأن ذلك‬
‫َ ِْ‬
‫ََْ ِ َ َّ ُ‬
‫قبل أن يغير عثمان المصاحف «94 .‬
‫َ ْ ٍ َ َْ َ ْ‬
‫و قول الزهري : )ف ج م عو ه في ال ص ح ف في خِ ل ف ة أ َ بي ب ك ر خ ش ي ة أ َ ن‬
‫َ َ ِ ِ‬
‫ّ ُ ِ ِ‬
‫َ َ َ ُ ُ ِ‬
‫ي ق ت ل ر جا ل م ن ا ل م س ل مي ن في ا ل م وا ط ن م عَ ه م ك ثي ر م ن ا لْ ق رآ ن، ف ي ذ ه بوا‬
‫ُ ْ ِ ََ ْ َُ‬
‫ْ َ َ ِ ِ َ ُ ْ َِ ٌ ِ َ‬
‫ُ َْ َ ِ َ ٌ ِ َ ْ ُ ِْ ِ َ ِ‬
‫ب ما م ع ه م م ن ا ل ق رآ ن ( دليل على عدم حدوث قتل لكل حملة القرآن و‬
‫ِ َ َ َ ُ ْ ِ َ ْ ُ ْ ِ‬
‫أن قراء كثيرين ما زاولوا موجودين ؛ ل َن ا لْ خ ش ي ة إ ِ ن ما ت كو ن م ما ل م‬
‫َ َْ َ ّ َ َ ُ ُ ِ ّ َ ْ‬
‫ِ ّ‬
‫يو ج د م نَ ا ل م كا ر ه ف خ ش ي ة أ َ ن ي ق ت ل ر جا ل م ن ا ل م سْ ل مي ن في ا ل م وا طِ ن‬
‫ِ‬
‫ْ َ َ‬
‫َ َْ َ ْ ُ َْ َ ِ َ ٌ ِ َ ْ ُ ِ ِ َ ِ‬
‫ْ َ َ ِ ِ‬
‫ُ َ ْ ِ‬
‫م ع ه م ك ثي ر م ن ا ل ق رآ ن أي لم يقتل هؤلء الرجال بعد .‬
‫َ َ ُ ْ َِ ٌ ِ َ ْ ُ ْ ِ‬
‫84‬
‫94‬

‫ رواه البخاري في صحيحه رقم ) 2446 ( و رواه مسلم في صحيحه رقم ) 1961 ( .‬‫ روح المعاني لللوسي 62/1‬‫03‬
‫و أكثر ال صحابة ا لذين أمر ال نب ي - صلى ا عليه وسلم - بأخذ القرآن‬
‫ّ ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫عنهم أو عرفوا بحفظه في عهده، كأب ي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد‬
‫ّ‬
‫بن ثابت وعبد ا بن مسعود وأبي ال درداء و عبد ا بن عمرو بن‬
‫ّ‬
‫العاص؛ كانوا أحياء عند الجمع ال ول للقرآن، بل أكثرهم بقي إلى‬
‫ّ‬
‫زمان الجمع ال ثاني في عهد عثمان .‬
‫ّ‬
‫فقد كان جميع القرآن عند هؤلء، فلم يكن لمقتل من قتل في حرب‬
‫ال ر دة من أثر على شيء من القرآن05.‬
‫ّ ّ‬
‫و هل نص الثر أن كل حفظة القرآن الكريم كانوا في يوم اليمامة و‬
‫أن كل حفظة القرآن ماتوا في يوم اليمامة أو مات الكثير منهم ؟!!‬
‫وهل نص الثر أل يوجد حفظة للقرآن الكريم في باقي المواطن و‬
‫المصار ؟!‬
‫أما أثر سفيان الثوري فهو يقول بلغنا و هذا كقولهم يقال و يحكى و‬
‫يذكر و جاء عنه كذا و يروى و روى عنه كذا و هذه كلها صيغة تمريض و‬
‫تضعيف للسند ، والثوري لم يشهد زمان اليمامة, بل لم يكن ولد يومئذ,‬
‫فحرب المرتدين كانت سنة 21 ه , و الثوري ولد سنة 59 هـ ، ففي السند‬
‫انقطاع ، و ل نعرف درجة الساقط من السند و عليه فالرواية ضعيفة‬
‫سندا فل يلزمنا ما زعموا .‬
‫َ ُ ِ َ ِ َ ْ ُ ْ ِ َ ْ َ‬
‫أما أثر ابن عمر فقد ذكره أبو عبيدة في با بُ ما ر ف ع م ن ا ل ق رآ ن ب ع د‬
‫َ‬
‫ن زو ل ه و ل م ي ث ب ت في ا ل م صا ح ف ص 023 ، و ذكره السيوطي في معترك‬
‫ْ َ َ ِ ِ‬
‫ُ ُ ِ ِ ََ ْ َُْ ُ ِ‬
‫05‬

‫ المقدمات الساسية في علوم القرآن لعبد ا الجديع ص 171‬‫13‬
‫القران في إعجاز القرآن فيما نسخ تلوته دون حكمه ثم قال ، وقد‬
‫أورد بعضهم فيه سؤا ل ً ، و هو : ما الحكمة في رفع التلوة مع بقاء‬
‫الحكم، وه ل ّ أبقيت التلوة ليجتمع العمل بحكمها و ثواب تلوتها ؟ .‬
‫وأجاب صاحب الفنون بأن ذلك ليظهر به مقدار طاعة هذه المة في‬
‫المسارعة إلى بذل النفوس بطريق الظن من غير استفصال لطلب‬
‫طريق مقطوع به، فيسرعون بأيسر شيء، كما سارع الخليل إلى ذبح‬
‫ولده بمنام، والنائم أدنى طريق الوحيوأمثلة هذا الضرب كثيرة ، قال أبو‬
‫عبيد : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن أيوب ، عن نافع، عن ابن عمر‬
‫، قال ل يقو ل ن أحدكم قد أخذت القرآن كله و ما يدريه ما كله ، قد‬
‫َ ّ‬
‫:‬
‫ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل قد أخذت منه ما ظهر 15 .‬
‫ومن هنا يحمل أثر ابن عمر على ما نسخت تلوته فقد أسقط زمن أبو‬
‫بكر – رضي ا عنه - ما لم يتواتر وما نسخت تلوته ، وكان يقرؤه من‬
‫لم يبلغه النسخ .‬
‫أما أثر مجاهد فمجاهد لم يشهد زمان اليمامة, بل لم يكن ولد يومئذ,‬
‫فحرب المرتدين كانت سنة 21 ه, ومجاهد ولد سنة 12 هـ ، ففي السند‬
‫انقطاع ، و ل نعرف درجة الساقط من السند و عليه فالرواية ضعيفة‬
‫سندا فل يلزمنا ما زعموا .‬
‫و على التسليم الجدلي بصحة الخبر فيمكن حمله على ما نسخ تلوته .‬
‫و في ال رواية ال صحيحة لجمع القرآن على عهد أبي بكر أ نه أمر زيد بن‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ثابت بذلك، وجرى بينهما مراجعات ح تى اقتنع زيد، فلو كان شيء من‬
‫ّ‬
‫15 - معترك القران في إعجاز القرآن للسيوطي 59/1‬

‫23‬
‫القرآن ذهب حقيقة، لكان ذكر ذلك أقوى في ح جة أبي بكر لقناع زيد،‬
‫ّ‬
‫وإ نما دفع أبا بكر لذلك الخوف على مستقبل القرآن من عوارض ال زمن‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫كما يستفاد بوضوح من ال رواية25 .‬
‫ّ‬
‫أضف إلى ذلك أن أكثر ال صحابة ا لذين أمر ال نب ي - صلى ا عليه وسلم -‬
‫ّ ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫بأخذ القرآن عنهم أو عرفوا بحفظه في عهده، كأب ي بن كعب ومعاذ بن‬
‫ّ‬
‫جبل وزيد بن ثابت وعبد ا بن مسعود وأبي ال درداء وعبد ا بن عمرو‬
‫ّ‬
‫بن العاص ؛ كانوا أحياء عند الجمع ال ول للقرآن ، بل أكثرهم بقي إلى‬
‫ّ‬
‫زمان الجمع ال ثاني في عهد عثمان .‬
‫ّ‬
‫فقد كان جميع القرآن عند هؤلء، فلم يكن لمقتل من قتل في حرب‬
‫ال ر دة من أثر على شيء من القرآن35.‬
‫ّ ّ‬
‫و يمكن أن نقول إن كان لهذه ال رواية أصل، فيكون القرآن ا لذي لم‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫يعلم ولم يكتب هو م ما نسخت تلوته ، فإ ن بعض ال صحابة بقي يحفظ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ال شيء من المنسوخ ح تى بعد جمع القرآن ، م ما يد ل على إمكان حمل‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫بعض من قتل في حرب ال ر دة لشيء من ذلك ، ولذلك نقول : كان‬
‫ّ ّ‬
‫مستند الجمع المكتوب ا لذي خ لفه رسول ا - صلى ا عليه وسلم - ،‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫مع ضدا بحفظ من شهد العرضة الخيرة زيد بن ثابت ، وإقرار عا مة‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ال صحابة عليه45.‬
‫ّ‬

‫و ل شك أن القرآن الكريم قد توافر له من دواعي الحفظ ما لم يتيسر‬
‫لكتاب غيره قط ،و العلم بتفصيل القرآن و أبعاضه في صحة نقله‬
‫كالعلم بجملته وجرى ذلك مجرى ما علم ضرورة من الكتب المصنفة‬
‫25‬
‫35‬
‫45‬

‫ المقدمات الساسية في علوم القرآن لعبد ا الجديع ص 171‬‫ المقدمات الساسية في علوم القرآن لعبد ا الجديع ص 171‬‫ المقدمات الساسية في علوم القرآن لعبد ا الجديع ص 271‬‫33‬
‫ككتاب سيبويه والمزني فإن أهل العناية بهذا الشأن يعلمون من‬
‫تفصيلها ما يعلمونه من جملتها حتى لو أن مدخل أدخل في كتاب‬
‫سيبويه بابا من النحو ليس من الكتاب لع رف و م يز، و ع لم أ نه م ل حَ ق‬
‫ٌ‬
‫ّ ُْ‬
‫ُِ‬
‫ُّ‬
‫ُ ِ‬
‫وليس من أصل الكتاب وكذا القول في كتاب المزني ومعلوم أن العناية‬
‫بنقل القرآن وضبطه أصدق من العناية بضبط كتاب سيبويه ودواوين‬
‫الشعراء55.‬
‫و العلم بصحة نقل القرآن كالعلم بالبلدان والحوادث الكبار والوقائع‬
‫العظام، والكتب المشهورة، وأشعار العرب المسطورة، فإن الغاية‬
‫اشتدت والدواعي توفرت على نقله وحراسته ... وعلماء المسلمين قد‬
‫بلغوا في حفظه وحمايته الغاية حتى عرفوا كل شيء اختلف فيه من‬
‫إعرابه وقراءته وحروفه وآياته فكيف يجوز أن يكون مغيرا أو منقوصا‬
‫مع العناية الصادقة والضبط الشديد ؟!! 65.‬
‫و لله در المام الباقلني حيث قال : » ويستحيل أن يكونوا – أي‬
‫الصحابة - إ نما تركوا إثبات ما سقط عليهم من القرآن لج لِ هلك من‬
‫ّ‬
‫كان يحف ظ تلك السو ر واليات، التي ترك القو م إثباتها إ ما بالقتل أو‬
‫ّ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫الموت لمرين:‬
‫أحدهما: أنه كان ل بد في وضع العادة ومست قرها من أن يتحدث‬
‫َ‬
‫الباقون من ال مة بأ نه قد ذهب قرآن كثير وسور وآيات من سو ر بقيت‬
‫ٍ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫منتثر ة بذهاب حفاظها، لنه ل ب دّ أن يكون عل م ذلك مشهورا مستقرا‬
‫ُ‬
‫ً‬
‫عندنا في ال مة.‬
‫ّ‬
‫وإن كانوا ل يحفظون ذهاب الذاهب على ترتيبه ونظامه وتع ينه كما‬
‫ّ‬
‫يعل م أه ل بل د وإقليم من أقاليم المسلمين وقري ة من قراهم اليوم أ نّ‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫من حفظ من الكهف إلى الناس فإ نه لم يحفظ جميع القرآن، وأن من‬
‫ّ‬
‫55‬
‫65‬

‫ تفسير اللوسي 52/1‬‫ تفسير اللوسي 52/1‬‫43‬
‫حفظ عشرين آي ة من سورة البقرة فلم يحفظ سائرها، وإن ما لم‬
‫ً‬
‫يح ف ظه زيد من السور هي السورة التي تس مى كذا وسور ة كذا، وإن لم‬
‫َ‬
‫ُ ّ‬
‫َ ْ‬
‫يحفظوا هم أيضا ذلك الق دْ ر .‬
‫َ‬
‫ل ن القرآن كان أشهر عندهم وأظهر من أن يخفى أم ره ؛ لنهم كانوا‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ّ‬
‫ي ت لقون ذلك من رسول ا- ص لى ا عليه - ، سو ر ه مرتبة منظومة على‬
‫ُ ُ ُ‬
‫ّ‬
‫َََ‬
‫سبيل ما يتلقنه النا س اليوم ، وكان من ل يحفظ السورة منه يعل م أن‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫في القرآن سور ة تدعى بكذا وإن كان ل يحفظها، هذه هي العاد ة في‬
‫ُ‬
‫ً ُ‬
‫علم الناس بالقرآن ومعرفتهم بجملته حفاظا كانوا له أو غير حفاظ.‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫وإذا كان ذلك كذلك وجب أنه لو سقط من القرآن سو ر وآيا ت لهلك من‬
‫ٌ‬
‫ٌ‬
‫كان يحف ظ ذلك أن يع لم الباقو ن من الم ة أ نه قد ذ ه ب كثي ر من القرآن،‬
‫ٌ‬
‫َ َ َ‬
‫ِ ّ‬
‫َ‬
‫َ َ‬
‫ُ‬
‫وأن يتحدثوا بينهم حديثا ل يمك ن معه الجه ل بما ضاع من القرآن لذهاب‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ح ف ظته .‬
‫َ َ َ‬
‫ولو كان منهم قو ل في ذلك و ت ح د ث به لوجب أن ينقل ذلك عنهم، ويتسع‬
‫ُ‬
‫ُ ُ ّ َ‬
‫ٌ‬
‫ذك ره فيهم، وفي علمنا بأ ن ذلك لم يكن: دلي ل على بطلن هذه الدعوى‬
‫ٌ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫.‬
‫ُ‬
‫والوجه الخر : أنه ل يجوز في مسق ر العادة أن يتف ق القت ل والمو ت‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫والهل ك بأي وج ه كان بجميع من كان يحف ظ الذاهب من القرآن وبقا ءُ‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫ُ‬
‫الحافظين لغيره، كما أنه ل يجوز أن ي تفق هلك جميع من يحف ظ سور ةَ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫الكهف وبقا ء جميع من يحف ظ مري م و ع ط ب كل حاف ظ لشعر جري ر وبقاء‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫َ َ ُ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫كل حافظ لشعر الفرزدق، وهل ك جميع المرجئة وبقا ء سائر المعتزلة .‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫53‬
‫و ع ط ب جميع من يحف ظ مسائل وبقا ء جميع الح فا ظ للوصايا، ك ل هذا‬
‫ّ‬
‫ّ ِ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ َ ُ‬
‫باط ل ممتن ع في مستقر العادة، وذلك ل يجوز فيها هل ك جميع من حفظ‬
‫ُ‬
‫ٌ‬
‫ٌ‬
‫شيئا من كتاب ا، وبقا ء الحافظين لغيره منهم.‬
‫ُ‬
‫وإذا كان ذلك كذلك ثبت أ نه ل يجوز سقو ط شي ء من القرآن بهذا الضرب‬
‫ٍ‬
‫ُ‬
‫ّ‬
‫من الضياع وهل ك الحفاظ له دون الحافظين لغيره، فإذا كان كذلك ثبت‬
‫ُ‬
‫بهذه الجملة أنه ل يجوز ضيا ع شي ء من كتاب ا تعالى وذهابه على‬
‫ٍ‬
‫ُ‬
‫المة بوج ه من الوجوه التي عددناها ووصفناها، ول فرق بين أن يقول‬
‫ٍ‬
‫القائل إ ن الذاهب على المة سو ر من القرآن أو سورة منه طويل ة أو‬
‫ٌ‬
‫ُ ٌ‬
‫ّ‬
‫قصيرة أو آيات أو آي ة من سورة لجل أ ن جميع القرآن كان ظاهرا‬
‫ّ‬
‫ٌ‬
‫مستفيضا عندهم على‬
‫عصر الرسول وحين أدائه إليهم و تبليغ ه لهم « 75.‬
‫ِ‬

‫الرد على سؤالهم : لماذا ترك نبي السلم المة السلمية بل مصحف‬
‫مجموع و ل كتاب يحوي القرآن كامل ل مبعثرا ؟‬
‫يتساءل كثير من المغرضين عن السر في عدم أمر النبي - صلى ا عليه‬
‫وسلم - الصحابة بجمع القرآن في مصحف واحد و ما المانع من جمع‬
‫القرآن في مصحف واحد في عهد النبي - صلى ا عليه وسلم - ؟‬
‫75‬

‫ النتصار للقرآن للباقلني 821/1‬‫63‬
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم

Mais conteúdo relacionado

Mais procurados

Madina book 2 english key
Madina book 2 english keyMadina book 2 english key
Madina book 2 english key
Mansour1
 
Madina book 1 arabic solutions
Madina book 1 arabic solutionsMadina book 1 arabic solutions
Madina book 1 arabic solutions
Mansour1
 
Madina book 3 arabic solutions
Madina book 3 arabic solutionsMadina book 3 arabic solutions
Madina book 3 arabic solutions
Mansour1
 

Mais procurados (20)

Bolalar uchun tajvid
Bolalar uchun tajvid Bolalar uchun tajvid
Bolalar uchun tajvid
 
Murshid ul Qaari (مرشد القاري )
Murshid ul Qaari (مرشد القاري )Murshid ul Qaari (مرشد القاري )
Murshid ul Qaari (مرشد القاري )
 
Madinah Arabic Reader Book2
 Madinah Arabic Reader Book2 Madinah Arabic Reader Book2
Madinah Arabic Reader Book2
 
Arabic verbs
Arabic verbsArabic verbs
Arabic verbs
 
Basic arabic grammar
Basic arabic grammarBasic arabic grammar
Basic arabic grammar
 
Madina book 2 english key
Madina book 2 english keyMadina book 2 english key
Madina book 2 english key
 
Word and Sentence (Modern Standard Arabic)
Word and Sentence (Modern Standard Arabic)Word and Sentence (Modern Standard Arabic)
Word and Sentence (Modern Standard Arabic)
 
3 nominal-sentence
3 nominal-sentence3 nominal-sentence
3 nominal-sentence
 
Arabic Nouns
Arabic NounsArabic Nouns
Arabic Nouns
 
Subject pronouns in Arabic
Subject pronouns in ArabicSubject pronouns in Arabic
Subject pronouns in Arabic
 
Tajweed
TajweedTajweed
Tajweed
 
Madina book 1 arabic solutions
Madina book 1 arabic solutionsMadina book 1 arabic solutions
Madina book 1 arabic solutions
 
Madina book 3 arabic solutions
Madina book 3 arabic solutionsMadina book 3 arabic solutions
Madina book 3 arabic solutions
 
Arabic 1: basics on nouns
Arabic 1: basics on nouns Arabic 1: basics on nouns
Arabic 1: basics on nouns
 
Rasmli tajvid
Rasmli tajvidRasmli tajvid
Rasmli tajvid
 
Quran Tajweed Course for Kids & Elders
Quran Tajweed Course for Kids & EldersQuran Tajweed Course for Kids & Elders
Quran Tajweed Course for Kids & Elders
 
Madina book 2 notes
Madina book 2 notesMadina book 2 notes
Madina book 2 notes
 
Nun qoidalari
Nun qoidalariNun qoidalari
Nun qoidalari
 
Madinah Arabic Reader Book 3
Madinah Arabic Reader Book 3Madinah Arabic Reader Book 3
Madinah Arabic Reader Book 3
 
Tajweed quran arb_eng_uthmani_audio
Tajweed quran arb_eng_uthmani_audioTajweed quran arb_eng_uthmani_audio
Tajweed quran arb_eng_uthmani_audio
 

Semelhante a نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم

تدبر الجنان في معرفة اعجاز القرآن الكريم
تدبر الجنان في معرفة اعجاز القرآن الكريمتدبر الجنان في معرفة اعجاز القرآن الكريم
تدبر الجنان في معرفة اعجاز القرآن الكريم
khayr_albarya
 
المفيد في علم التجويد
المفيد في علم التجويدالمفيد في علم التجويد
المفيد في علم التجويد
سمير بسيوني
 

Semelhante a نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم (20)

البيان في أن سورة النورين ليست من و لا مثل سور القرآن
البيان في أن سورة النورين ليست من و لا مثل سور القرآنالبيان في أن سورة النورين ليست من و لا مثل سور القرآن
البيان في أن سورة النورين ليست من و لا مثل سور القرآن
 
كتاب رقم ( 225 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 225 ) من سلسلة الكاملكتاب رقم ( 225 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 225 ) من سلسلة الكامل
 
الكامل في تواتر حديث أُمِرت أن أقانل الناس حتي يقولوا لا إله إلا الله من ( 35...
الكامل في تواتر حديث أُمِرت أن أقانل الناس حتي يقولوا لا إله إلا الله من ( 35...الكامل في تواتر حديث أُمِرت أن أقانل الناس حتي يقولوا لا إله إلا الله من ( 35...
الكامل في تواتر حديث أُمِرت أن أقانل الناس حتي يقولوا لا إله إلا الله من ( 35...
 
الكامل في أحاديث لا يمس المصحف إلا متوضئ ولا يقرأ الجُنُب شيئا من القرآن وبيا...
الكامل في أحاديث لا يمس المصحف إلا متوضئ ولا يقرأ الجُنُب شيئا من القرآن وبيا...الكامل في أحاديث لا يمس المصحف إلا متوضئ ولا يقرأ الجُنُب شيئا من القرآن وبيا...
الكامل في أحاديث لا يمس المصحف إلا متوضئ ولا يقرأ الجُنُب شيئا من القرآن وبيا...
 
كتاب رقم ( 345 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 345 ) من سلسلة الكاملكتاب رقم ( 345 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 345 ) من سلسلة الكامل
 
كيف يجب علينا أن نفسر القران
كيف يجب علينا أن نفسر القرانكيف يجب علينا أن نفسر القران
كيف يجب علينا أن نفسر القران
 
كتاب رقم ( 263 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 263 ) من سلسلة الكاملكتاب رقم ( 263 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 263 ) من سلسلة الكامل
 
الكامل في أحاديث أوتيت القرآن ومثله معه ومن أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فق...
الكامل في أحاديث أوتيت القرآن ومثله معه ومن أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فق...الكامل في أحاديث أوتيت القرآن ومثله معه ومن أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فق...
الكامل في أحاديث أوتيت القرآن ومثله معه ومن أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فق...
 
كتاب رقم ( 179 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 179 ) من سلسلة الكاملكتاب رقم ( 179 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 179 ) من سلسلة الكامل
 
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث اعرضوا حديثي علي القرآن من ( 9 ) تسعة طرق عن الن...
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث اعرضوا حديثي علي القرآن من ( 9 ) تسعة طرق عن الن...الكامل في أسانيد وتصحيح حديث اعرضوا حديثي علي القرآن من ( 9 ) تسعة طرق عن الن...
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث اعرضوا حديثي علي القرآن من ( 9 ) تسعة طرق عن الن...
 
.kompre.doc
.kompre.doc.kompre.doc
.kompre.doc
 
كتاب رقم ( 294 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 294 ) من سلسلة الكاملكتاب رقم ( 294 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 294 ) من سلسلة الكامل
 
الكامل في اتفاق الصحابة والأئمة علي وجوب إقامة العقوبات والتعزير علي المجاهري...
الكامل في اتفاق الصحابة والأئمة علي وجوب إقامة العقوبات والتعزير علي المجاهري...الكامل في اتفاق الصحابة والأئمة علي وجوب إقامة العقوبات والتعزير علي المجاهري...
الكامل في اتفاق الصحابة والأئمة علي وجوب إقامة العقوبات والتعزير علي المجاهري...
 
القران المعجز
القران المعجزالقران المعجز
القران المعجز
 
تدبر الجنان في معرفة اعجاز القرآن الكريم
تدبر الجنان في معرفة اعجاز القرآن الكريمتدبر الجنان في معرفة اعجاز القرآن الكريم
تدبر الجنان في معرفة اعجاز القرآن الكريم
 
المفيد في علم التجويد
المفيد في علم التجويدالمفيد في علم التجويد
المفيد في علم التجويد
 
كتاب رقم ( 219 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 219 ) من سلسلة الكاملكتاب رقم ( 219 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 219 ) من سلسلة الكامل
 
الكامل في أحاديث الكذب وما ورد فيه من نهي وذم ولعن ووعيد مع بيان أن الكذب هو ...
الكامل في أحاديث الكذب وما ورد فيه من نهي وذم ولعن ووعيد مع بيان أن الكذب هو ...الكامل في أحاديث الكذب وما ورد فيه من نهي وذم ولعن ووعيد مع بيان أن الكذب هو ...
الكامل في أحاديث الكذب وما ورد فيه من نهي وذم ولعن ووعيد مع بيان أن الكذب هو ...
 
Pengantar Studi Al Quran dan Hadits 1.docx
Pengantar Studi Al Quran dan Hadits 1.docxPengantar Studi Al Quran dan Hadits 1.docx
Pengantar Studi Al Quran dan Hadits 1.docx
 
الكامل في تفاصيل حديث النبي في رجم ماعز لو سترته كان خيرا لك وبيان أن ذلك كان...
الكامل في تفاصيل حديث النبي في رجم ماعز لو سترته كان خيرا لك وبيان أن ذلك كان...الكامل في تفاصيل حديث النبي في رجم ماعز لو سترته كان خيرا لك وبيان أن ذلك كان...
الكامل في تفاصيل حديث النبي في رجم ماعز لو سترته كان خيرا لك وبيان أن ذلك كان...
 

Mais de ربيع أحمد

بيان أن ليلة القدر لا تأتي في الليالي الشفع من العشر الأواخر
بيان أن ليلة القدر لا تأتي في الليالي الشفع من العشر الأواخربيان أن ليلة القدر لا تأتي في الليالي الشفع من العشر الأواخر
بيان أن ليلة القدر لا تأتي في الليالي الشفع من العشر الأواخر
ربيع أحمد
 

Mais de ربيع أحمد (20)

إبطال الاستدلال بحديث في مسجد الخيف قبر سبعين نبيا على جواز الصلاة في المساجد...
إبطال الاستدلال بحديث في مسجد الخيف قبر سبعين نبيا على جواز الصلاة في المساجد...إبطال الاستدلال بحديث في مسجد الخيف قبر سبعين نبيا على جواز الصلاة في المساجد...
إبطال الاستدلال بحديث في مسجد الخيف قبر سبعين نبيا على جواز الصلاة في المساجد...
 
مغالطات أكذوبة أن ميكانيكا الكم تلغي السببية
مغالطات أكذوبة أن ميكانيكا الكم تلغي السببيةمغالطات أكذوبة أن ميكانيكا الكم تلغي السببية
مغالطات أكذوبة أن ميكانيكا الكم تلغي السببية
 
الإجابة على سؤال ملحد هل الخالق خاضع للزمن؟
الإجابة على سؤال ملحد  هل الخالق خاضع للزمن؟الإجابة على سؤال ملحد  هل الخالق خاضع للزمن؟
الإجابة على سؤال ملحد هل الخالق خاضع للزمن؟
 
فوائد عقدية و سلوكية من آية الكرسي
فوائد عقدية و سلوكية من آية الكرسيفوائد عقدية و سلوكية من آية الكرسي
فوائد عقدية و سلوكية من آية الكرسي
 
مغالطات أكذوبة أن الكون نشأ من لا شيء دون الحاجة لخالق
مغالطات أكذوبة أن الكون نشأ من لا شيء دون الحاجة لخالقمغالطات أكذوبة أن الكون نشأ من لا شيء دون الحاجة لخالق
مغالطات أكذوبة أن الكون نشأ من لا شيء دون الحاجة لخالق
 
سفسطة الملاحدة حول مقولة البعرة تدل على البعير
سفسطة الملاحدة حول مقولة  البعرة تدل على البعيرسفسطة الملاحدة حول مقولة  البعرة تدل على البعير
سفسطة الملاحدة حول مقولة البعرة تدل على البعير
 
فساد أكذوبة الملاحدة أن وجود الله مجرد فرضية كفرضية وجود الوحش الاسباجيتي
فساد أكذوبة الملاحدة أن وجود الله مجرد فرضية كفرضية وجود الوحش الاسباجيتيفساد أكذوبة الملاحدة أن وجود الله مجرد فرضية كفرضية وجود الوحش الاسباجيتي
فساد أكذوبة الملاحدة أن وجود الله مجرد فرضية كفرضية وجود الوحش الاسباجيتي
 
نعم ستعذب في الآخرة يا ملحد إن لم تتب!
نعم ستعذب في الآخرة يا ملحد إن لم تتب!نعم ستعذب في الآخرة يا ملحد إن لم تتب!
نعم ستعذب في الآخرة يا ملحد إن لم تتب!
 
الملحد وتشنيعه على حد السرقة
الملحد وتشنيعه على حد السرقةالملحد وتشنيعه على حد السرقة
الملحد وتشنيعه على حد السرقة
 
بيان أن ليلة القدر لا تأتي في الليالي الشفع من العشر الأواخر
بيان أن ليلة القدر لا تأتي في الليالي الشفع من العشر الأواخربيان أن ليلة القدر لا تأتي في الليالي الشفع من العشر الأواخر
بيان أن ليلة القدر لا تأتي في الليالي الشفع من العشر الأواخر
 
الملحد ودعواه أن الإسلام يبيح الكذب
الملحد ودعواه أن الإسلام يبيح الكذبالملحد ودعواه أن الإسلام يبيح الكذب
الملحد ودعواه أن الإسلام يبيح الكذب
 
الملحد ودعواه أن الإسلام يبيح النفاق في سبيل الحفاظ على الحياة
الملحد ودعواه أن الإسلام يبيح النفاق في سبيل الحفاظ على الحياةالملحد ودعواه أن الإسلام يبيح النفاق في سبيل الحفاظ على الحياة
الملحد ودعواه أن الإسلام يبيح النفاق في سبيل الحفاظ على الحياة
 
الملحد واستدلاله الخاطئ بالصدفة
الملحد واستدلاله الخاطئ بالصدفة الملحد واستدلاله الخاطئ بالصدفة
الملحد واستدلاله الخاطئ بالصدفة
 
الملحد وزعمه الجائر أن الخالق لا يستحق العبادة تعالى الله عما يقول الظالمون
الملحد وزعمه الجائر أن الخالق لا يستحق العبادة تعالى الله عما يقول الظالمونالملحد وزعمه الجائر أن الخالق لا يستحق العبادة تعالى الله عما يقول الظالمون
الملحد وزعمه الجائر أن الخالق لا يستحق العبادة تعالى الله عما يقول الظالمون
 
الملحد و تشكيكه في مصدرية الدين للأخلاق
الملحد و تشكيكه في مصدرية الدين للأخلاقالملحد و تشكيكه في مصدرية الدين للأخلاق
الملحد و تشكيكه في مصدرية الدين للأخلاق
 
الملحد ودعواه نسبية الأخلاق
الملحد ودعواه نسبية الأخلاقالملحد ودعواه نسبية الأخلاق
الملحد ودعواه نسبية الأخلاق
 
الملحد ودعواه أن الأخلاق مصدرها الطبيعة
الملحد ودعواه أن الأخلاق مصدرها الطبيعةالملحد ودعواه أن الأخلاق مصدرها الطبيعة
الملحد ودعواه أن الأخلاق مصدرها الطبيعة
 
الملحد وسؤاله الخاطئ من خلق الله
الملحد وسؤاله الخاطئ من خلق اللهالملحد وسؤاله الخاطئ من خلق الله
الملحد وسؤاله الخاطئ من خلق الله
 
الملحد ووهم أزلية المادة
الملحد ووهم أزلية المادةالملحد ووهم أزلية المادة
الملحد ووهم أزلية المادة
 
الملحد و خطأ حصر الأدلة العلمية في الأدلة التجريبية
الملحد و خطأ حصر الأدلة العلمية في الأدلة التجريبيةالملحد و خطأ حصر الأدلة العلمية في الأدلة التجريبية
الملحد و خطأ حصر الأدلة العلمية في الأدلة التجريبية
 

Último

امتحانات النحو وإجاباتها.pdfrrrrrrrrrrrrrr
امتحانات النحو وإجاباتها.pdfrrrrrrrrrrrrrrامتحانات النحو وإجاباتها.pdfrrrrrrrrrrrrrr
امتحانات النحو وإجاباتها.pdfrrrrrrrrrrrrrr
mhosn627
 

Último (20)

شكل الحرف وطريقة الرسم DOC-20240322-WA0012..pdf
شكل الحرف وطريقة الرسم DOC-20240322-WA0012..pdfشكل الحرف وطريقة الرسم DOC-20240322-WA0012..pdf
شكل الحرف وطريقة الرسم DOC-20240322-WA0012..pdf
 
عرض تقديمي النقائض في العصر الأموي إعداد سلوي أحمد
عرض تقديمي النقائض في العصر الأموي إعداد سلوي أحمدعرض تقديمي النقائض في العصر الأموي إعداد سلوي أحمد
عرض تقديمي النقائض في العصر الأموي إعداد سلوي أحمد
 
REKOD TRANSIT BAHASA ARAB SK Tahun 3.pptx
REKOD TRANSIT BAHASA ARAB SK Tahun 3.pptxREKOD TRANSIT BAHASA ARAB SK Tahun 3.pptx
REKOD TRANSIT BAHASA ARAB SK Tahun 3.pptx
 
محمد احمد سيد احمد محمد سباق عمر يوسف عبدالكريم
محمد احمد سيد احمد محمد سباق عمر يوسف عبدالكريممحمد احمد سيد احمد محمد سباق عمر يوسف عبدالكريم
محمد احمد سيد احمد محمد سباق عمر يوسف عبدالكريم
 
عرض تقديمي لعملية الجمع للاطفال ورياض الاطفال
عرض تقديمي لعملية الجمع للاطفال ورياض الاطفالعرض تقديمي لعملية الجمع للاطفال ورياض الاطفال
عرض تقديمي لعملية الجمع للاطفال ورياض الاطفال
 
by modar saleh في التصوير التلفزيوني أحجام اللقطات .ppt
by modar saleh في التصوير التلفزيوني أحجام اللقطات .pptby modar saleh في التصوير التلفزيوني أحجام اللقطات .ppt
by modar saleh في التصوير التلفزيوني أحجام اللقطات .ppt
 
أدب درس النقائض إعداد سلوي أحمد بديرأحمد
أدب درس النقائض إعداد سلوي أحمد بديرأحمدأدب درس النقائض إعداد سلوي أحمد بديرأحمد
أدب درس النقائض إعداد سلوي أحمد بديرأحمد
 
امتحانات النحو وإجاباتها.pdfrrrrrrrrrrrrrr
امتحانات النحو وإجاباتها.pdfrrrrrrrrrrrrrrامتحانات النحو وإجاباتها.pdfrrrrrrrrrrrrrr
امتحانات النحو وإجاباتها.pdfrrrrrrrrrrrrrr
 
"الدعامة الأساسية التي يقوم عليها التقويم الذاتي
"الدعامة الأساسية التي يقوم عليها التقويم الذاتي"الدعامة الأساسية التي يقوم عليها التقويم الذاتي
"الدعامة الأساسية التي يقوم عليها التقويم الذاتي
 
.العروض التقديمية والرسومات التعليمية bdf
.العروض التقديمية والرسومات التعليمية bdf.العروض التقديمية والرسومات التعليمية bdf
.العروض التقديمية والرسومات التعليمية bdf
 
اهمية ملحمة جلجامش تاريخيا وفكريا وأدبيا
اهمية ملحمة جلجامش تاريخيا وفكريا وأدبيااهمية ملحمة جلجامش تاريخيا وفكريا وأدبيا
اهمية ملحمة جلجامش تاريخيا وفكريا وأدبيا
 
درس المنادي للصف الاول الثانوي اعداد إسراء محمد
درس المنادي للصف الاول الثانوي اعداد إسراء محمددرس المنادي للصف الاول الثانوي اعداد إسراء محمد
درس المنادي للصف الاول الثانوي اعداد إسراء محمد
 
دور مجتمعات التعلم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf
دور مجتمعات التعلم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdfدور مجتمعات التعلم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf
دور مجتمعات التعلم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf
 
أسامه رجب علي أحمد (عرض تقديمي عن الجمل التي لها محل من الاعراب والتي ليس لها...
أسامه رجب علي أحمد (عرض تقديمي عن الجمل التي لها محل من الاعراب والتي ليس لها...أسامه رجب علي أحمد (عرض تقديمي عن الجمل التي لها محل من الاعراب والتي ليس لها...
أسامه رجب علي أحمد (عرض تقديمي عن الجمل التي لها محل من الاعراب والتي ليس لها...
 
1 علم الخلية الم.pdf............................................................
1 علم الخلية الم.pdf............................................................1 علم الخلية الم.pdf............................................................
1 علم الخلية الم.pdf............................................................
 
.. مهارات ادارة الوقت و مهارات تنظيم الوقت.ppt
.. مهارات ادارة الوقت و مهارات تنظيم الوقت.ppt.. مهارات ادارة الوقت و مهارات تنظيم الوقت.ppt
.. مهارات ادارة الوقت و مهارات تنظيم الوقت.ppt
 
من قصص القرآن الكريم تحكي عن قصة سيدنا يونس عليه السلام وماذا فعل مع قومه بدو...
من قصص القرآن الكريم تحكي عن قصة سيدنا يونس عليه السلام وماذا فعل مع قومه بدو...من قصص القرآن الكريم تحكي عن قصة سيدنا يونس عليه السلام وماذا فعل مع قومه بدو...
من قصص القرآن الكريم تحكي عن قصة سيدنا يونس عليه السلام وماذا فعل مع قومه بدو...
 
عرض تقديمي دور مجتمعات التعليم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf
عرض تقديمي دور مجتمعات التعليم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdfعرض تقديمي دور مجتمعات التعليم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf
عرض تقديمي دور مجتمعات التعليم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf
 
الصف الثاني الاعدادي - العلوم -الموجات.pdf
الصف الثاني الاعدادي - العلوم -الموجات.pdfالصف الثاني الاعدادي - العلوم -الموجات.pdf
الصف الثاني الاعدادي - العلوم -الموجات.pdf
 
السرقات الشعرية إعداد غادة محمد عبد الراضي
السرقات الشعرية إعداد غادة محمد عبد الراضيالسرقات الشعرية إعداد غادة محمد عبد الراضي
السرقات الشعرية إعداد غادة محمد عبد الراضي
 

نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم

  • 1. ‫نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران‬ ‫الكريم‬ ‫د. ربيع أحمد‬ ‫بسم ا الرحمن الرحيم‬ ‫الحمد لله وحده و الصلة و السلم على من ل نبي بعـده ، وعلى‬ ‫آله وصحبه ، أما بعد :‬ ‫1‬
  • 2. ‫فمن دأب أعداء السلم إلقاء الشبهات الواهية إلى المسلمين الفينة‬ ‫بعد الفينة للتشكيك في السلم عن طريق قلب الحقائق و المجادلة‬ ‫بالباطل و نشر الكاذيب و الخرافات و تدعيم الكاذيب و الخرافات‬ ‫بالدلة الواهية حتى تصير حقائق مسلمة عند ذوي العقول الضعيفة‬ ‫الجاهلة إذ ل يهدأ بال ، و دين ا في ازدياد .‬ ‫قال ا - سبحانه و تعالى - : ﴿ وا ُيجدالِدل اَّللِذين داَكداَفروا لِبدابْلداَبداطل لِلا ُيبْدحضاوا لِبه ابْلحق ﴾ ) سورة الكهف من‬ ‫لِ لِ لِ ا ُ لِ داَ َّ‬ ‫داَ ا ُ‬ ‫داَ داَ ا ُ‬ ‫الية 65 ( أي أ َ ن ا ل ذي ن ك ف روا ي جا د لو ن با ل با ط ل، أ َ ي :ي خا ص مو ن ال ر س لَ‬ ‫ّ ُ‬ ‫ْ ُ َ ِ ُ َ‬ ‫ُ َ ُِ َ ِ َْ ِ ِ‬ ‫ّ ّ ِ َ َ َ ُ‬ ‫با ل با ط ل، ك ق و ل ه م في ال ر سو ل سا ح ر، شا عِ ر، كا ه ن، و ك قَ و لِ ه م في‬ ‫ٌ َ ِ ٌ َ َ ْ ِ ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ ُ ِ :َ ِ ٌ‬ ‫ِ َْ ِ ِ َ َ ِْ ِ ْ ِ‬ ‫ْ َ ِ‬ ‫ا ل ق رآ ن : أ َ سا طي ر ا ل َو لي ن، س ح ر، ش ع ر، ك ها ن ة، و ك سُ ؤا ل ه م ع ن أ َ ص حا ب‬ ‫ِ ْ ٌ ِ َ َ ٌ َ َ َ ِ ِ ْ َ ْ‬ ‫ِ ْ ٌ‬ ‫َ ِ ُ ْ ِّ َ‬ ‫ْ ُ ْ ِ‬ ‫ّ‬ ‫ا ل ك ه ف، و ذي ا ل ق ر ن ي ن، و س ؤا ل ه م ع ن ال رو ح ع نا دا و ت ع ن تا، ل ي ب ط لوا ا ل حَ ق‬ ‫ْ‬ ‫ّ ِ َِ ً ََ ًَّ ُِْ ُِ‬ ‫ْ َ َْْ ِ َ ُ َ ِ ِ ْ َ ِ‬ ‫ْ َ ْ ِ َ ِ‬ ‫ب ج دا ل ه م و خ صا م ه م با ل با ط ل1.‬ ‫ِ ِ َ ِ ِ ْ َ ِ َ ِ ِ ْ ِ َْ ِ ِ‬ ‫والحق واضح ولكن الذين كفروا يجادلون بالباطل ليغلبوا به الحق‬ ‫ويبطلوه2.‬ ‫و فعل أعداء السلم إن دل فإنما يدل على سفاهة عقولهم و قصور‬ ‫ثقافتهم و شدة حقدهم على السلم .‬ ‫و رغم سخافة شبهاتهم وشدة بطلنها بما يغني عن إبطالها إل أن‬ ‫بعض الناس عندما تلقى إليه إحدى هذه الشبه يدخل في قلبه الريبة‬ ‫والشك ، ولو سأل أهل العلم لجابوه بما يشفي صدره ويروي ظمائه إذ‬ ‫ل يوجد شبهة يرددها أعداء السلم إل و في السلم ما يسحقها و‬ ‫يستأصل شأفتها ، و كتب أهل العلم مليئة بالردود على كل شبهة كبيرة‬ ‫كانت أو صغيرة .‬ ‫1‬ ‫2‬ ‫ أضواء البيان للشنقيطي 603/3‬‫ في ظلل القرآن لسيد قطب 6722/4‬‫2‬
  • 3. ‫و مما أثاره أعداء السلم من شبه الزعم بأن القرآن غير متواتر ، و أن‬ ‫حفظة القرآن في العهد النبوي كانوا قليلين و أكثر حفظة القرآن قد‬ ‫ماتوا قبل جمع القرآن وتدوينه و أن وسائل و أدوات حفظ القرآن قبل‬ ‫جمعه كانت بدائية و غير مأمونة ل تكاد تحفظ شيئا فضاع من القرآن‬ ‫الكثير ، وهناك الكثير من الروايات على حد زعمهم تؤكد على ضياع‬ ‫سور و آيات من القرآن إلى غير ذلك من الشبه التي مفادها الطعن في‬ ‫تواتر القرآن و صحة نقله .‬ ‫و في هذه السطور محاولة عرض شبههم الباطلة و بيان عورها و‬ ‫فسادها فاللهم ارزقني التوفيق و السداد .‬ ‫فهرس المحتويات‬ ‫الرد على زعمهم أن طريقة إثبات المسلمين لعدم تحريف القرآن ل‬ ‫يمكن أن تكون من عند القرآن نفسه‬ ‫3‬
  • 4. ‫الرد على شبهة أن أدوات حفظ القرآن قبل جمعه كانت بدائية و غير‬ ‫مأمونة ل تكاد تحفظ شيئا فضاع من القرآن الكثير‬ ‫الرد على سؤال المغرضين كيف يكون قرآن المسلمين متواترا ،و هناك‬ ‫آيات من القرآن لم يعرفها سوى صحابي واحد ؟‬ ‫الر على شبهة أن الصحابة كانوا يضعون اليات حسب رغبتهم ، و أن‬ ‫آخر سورة براءة لم يحفظها غير واحد من الصحابة‬ ‫الرد على سؤالهم كيف يكون القرآن قد وصل إلى المسلمين كامل و قد‬ ‫مات الكثير من حفظة القرآن ؟‬ ‫الرد على سؤالهم : لماذا ترك نبي السلم المة السلمية بل مصحف‬ ‫مجموع و ل كتاب يحوي القرآن كامل ل مبعثرا ؟‬ ‫الرد على سؤالهم : كيف يجمع القرآن ثلث مرات ؟‬ ‫الرد على شبهة عدم كتابة القرآن في العهد النبوي‬ ‫الرد على تشكيكهم في تواتر القرآن بدعوى أن حفظة القرآن من‬ ‫الصحابة كانوا قليلين‬ ‫الرد على استفسارهم كيف جمع القرآن عدد كثير من الصحابة و‬ ‫المعروف بجمع القرآن منهم عدد قليل ؟‬ ‫هل قول زيد : لو ك لفونى نقل جبل من الجبال ما كان بأثقل عل ى م ما‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫كان أمرونى به من جمع القرآن يفيد عدم كتابة القرآن في العهد‬ ‫النبوي أو أن زيدا لم يكن من حفظة القرآن ؟ .‬ ‫الرد على فهم سقيم لقول أبي بكر لعمر وزيد : اقعدا على باب المسجد‬ ‫فمن جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب ا فاكتباه‬ ‫الرد على سؤالهم : ك ي ف و ق ع ت ال ث ق ة ب أ ص حا بِ ال ر قا ع و ص دو ر ال ر جا ل أل‬ ‫ّ َ ِ َ ُ ُ ِ ّ َ ِ‬ ‫َْ َ َ َ َ ِ ّ َ ُ َِ ْ َ‬ ‫يحتمل كذب أحدهم ؟‬ ‫الرد على زعمهم أن آية الرجم سقطت من المصحف العثماني‬ ‫الرد على زعمهم أن آية : ل و أ َ ن ل ب ن آ د م م ث ل وا د ما ل سقطت من‬ ‫َ ْ ّ ِ ْ ِ َ َ ِْ َ َ ٍ َ ً‬ ‫المصحف العثماني‬ ‫الرد على زعمهم أن آية : ) ب ل غوا ق و م نا فَ ق د لَ قي نا ( سقطت‬ ‫َ ْ ِ َ‬ ‫َ ْ ََ‬ ‫َّ ُ‬ ‫من المصحف العثماني‬ ‫الرد على سؤالهم : كيف يكون جمع القرآن عن إجماع من الصحابة و قد‬ ‫اعترض ابن مسعود عليه ؟ و كيف يكون القرآن متواترا عن الصحابة و‬ ‫قد اعترض ابن مسعود على المصحف العثماني ؟‬ ‫4‬
  • 5. ‫الرد على سؤالهم كيف تقولون أن القرآن متواتر عن الصحابة رغم أن‬ ‫ابن مسعود أنكر المعوذتين و لم يكتبهما في مصحفه ؟‬ ‫الرد على زعمهم بنقص سورتي الحفد و الخلع من المصحف العثماني‬ ‫الرد على سؤالهم كيف تقولون أن القرآن متواتر عن الصحابة رغم أن‬ ‫مصاحف بعض الصحابة تخالف المصحف العثماني ؟‬ ‫الرد على سؤالهم كيف تقولون بتواتر القرآن رغم أن أسانيد قراءات‬ ‫القرآن تنتهى عند القراء العشر ؟‬ ‫الرد على زعمهم أن آية : ﴿ وما خ ل ق ال ذ ك ر وا ل ُنثى ﴾ زيد فيها ﴿و ما‬ ‫ّ َ َ َ ْ ْ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ‬ ‫خلق ﴾‬ ‫الرد على زعمهم أن قوله تعالى : ﴿ حا ف ظوا ع لى ال ص ل وا تِ وال ص ل ةِ‬ ‫ّ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ ِ ُ‬ ‫ا ل و س طى ﴾ نقص منه و صلة العصر‬ ‫ْ ُ ْ َ‬ ‫الرد على زعمهم بحذف آية " خمس رضعات يحرمن " من القرآن‬ ‫الرد على زعمهم أن تعدد القراءات يدل على اضطراب النص القرآني‬ ‫وتحريفه ، وسببه عدم تنقيط المصحف العثماني‬ ‫الرد على زعمهم أن قوله تعالى : ﴿ ت ب ت ي دا أ َ بي ل ه ب و ت ب ﴾ نقص منه‬ ‫َ َ ٍ ََ ّ‬ ‫َّ ْ َ َ ِ‬ ‫قد‬ ‫الرد على زعمهم أن طريقة إثبات المسلمين لعدم تحريف القرآن ل‬ ‫يمكن أن تكون من عند القرآن نفسه‬ ‫5‬
  • 6. ‫يزعم أحد المغرضين أن طريقة إثبات المسلمين لعدم تحريف القرآن‬ ‫الكريم ل يمكن أن تكون من عند القرآن نفسه و علل ذلك بأن‬ ‫الستدلل بالقرآن نفسه يؤدي إلى الدور و هو باطل و أخذ يشرح و‬ ‫يقول فإذا افترضنا وقوع زيادة في القرآن جاز أن يكون قوله تعالى :‬ ‫﴿ إ ِ نا ن ح ن ن ز ل نا ال ذّ ك ر و إ ِ نا ل ه ل حا ف ظو ن ﴾ ) الحجر الية 9 ( من جملة‬ ‫ْ َ َ ّ َ ُ َ َ ِ ُ َ‬ ‫ّ َ ْ ُ َ َّْ‬ ‫النصوص المضافة إلى القرآن، و من هنا قال : هذا أمر واضح تدخل‬ ‫فيه كل النصوص القرآنية التي تفيد حفظ القرآن من التبديل .‬ ‫ّ ْ َ َ ّ َ ُ‬ ‫و قد غفل هذا الكافر أن الذي قال ﴿ إ ِ نا ن ح ن ن ز لْ نا ال ذ ك ر و إ ِ نا ل ه‬ ‫ّ َ ْ ُ َ ّ َ‬ ‫ل حا ف ظو ن ﴾ هو الذي قال : ﴿ أ َ ف ل َ ي ت دَ ب رو ن ا لْ ق رآ ن و ل و كا ن م ن عن دِ غَ ي رِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ َ ََ ْ َ َ ِ ْ ِ‬ ‫َ ََ ّ ُ َ‬ ‫َ َ ِ ُ َ‬ ‫ال ل ه ل و ج دو ا في ه ا خ ت لفا ك ثيرا ﴾ ) سورة النساء الية 28 ( أي أفل‬ ‫َِ‬ ‫ّ ِ َ َ َ ُ ْ ِ ِ ِْ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫يتفكرون في معاني القرآن فيعلمون أنه من عند ا تعالى؟ لنه ﴿ وَ ل و‬ ‫كا ن م ن ع ن د غ ي ر ال ل ه ل و ج دوا في ه ا خ تلفا كَ ثيرا ﴾ أي تناقضا كثيرا، ويقال:‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِْ‬ ‫َ ِ ْ ِْ ِ َْ ِ ّ ِ َ َ َ ُ‬ ‫أباطيل وكذبا كثيرا ؛ لن الختلف في قول الناس، وقول ا تعالى ل‬ ‫اختلف فيه3 .‬ ‫و لن القرآن ل تناقض فيه و ل يعارض بعضه بعضا فهو من عند ا و‬ ‫ليس من كلم بشر ، ولو اعتراه الزيادة أو التبديل لجاز أن يعارض بعضه‬ ‫بعضا ، ولوجد في القرآن ما يخالف أسلوبه البديع و نظمه الفريد ؛ لن‬ ‫كلم ا ل يشبه كلم البشر و لم يحدث أن وجد في القرآن ما يخالف نظمه‬ ‫الفريد و أسلوبه البديع و ألفاظه الفصيحة و لو حدث لنقل إلينا لتوافر‬ ‫الدواعي على نقله .‬ ‫و ما يتوهم منه الختلف والتعارض في القرآن فهو في ذهن القارئ ، و‬ ‫عند الرد لهل العلم يتضح عدم وجود التعارض ، وقد أجاب السادة‬ ‫3‬ ‫ بحر العلوم للسمرقندي 123/1‬‫6‬
  • 7. ‫العلماء عن كل ما يتوهم منه التعارض في نصوص القرآن ، و لم يتركوا‬ ‫شاردة و ل واردة .‬ ‫و الذي قال ﴿ إ ِ نا ن ح ن ن ز ل نا ال ذ ك ر و إ ِ نا ل ه لَ حا ف ظو ن ﴾ هو الذي قال :‬ ‫ّ ْ َ َ ّ َ ُ َ ِ ُ َ‬ ‫ّ َ ْ ُ َ َّْ‬ ‫ُ ِ‬ ‫﴿ أ م ي قو لو ن ا ف ت را ه ق ل ف أ تو ا ب سو ر ة م ث ل ه وا د عو ا م ن ا س ت ط ع تم من دو ن‬ ‫ّ‬ ‫َْ َ ُْ‬ ‫ْ َ ُ ُ َ َْ َ ُ ُ ْ َُْ ْ ِ ُ َ ٍ ِّْ ِ َ ْ ُ ْ َ ِ‬ ‫ال ل ه إن كن ت م صا د قي ن ﴾ ) سورة يونس الية 83 ( فكلم ا ل يشبه كلم‬ ‫ُ ُ ْ َ ِ ِ َ‬ ‫ّ ِ ِ‬ ‫المخلوقين و ل يمكن لبشر أن يأتي بكلم مشابه لكلم ا ، والقول بجواز‬ ‫الزيادة علي القرآن أو تبديله تستدعي أن يكون باستطاعة البشر التيان‬ ‫بكلم يماثل القرآن ، وهذا لم يحدث قط و لو حدث لنقل إلينا لتوافر‬ ‫الدواعي على نقله .‬ ‫و العلم بتفصيل القرآن و أبعاضه في صحة نقله كالعلم بجملته وجرى‬ ‫ذلك مجرى ما علم ضرورة من الكتب المصنفة ككتاب سيبويه والمزني‬ ‫فإن أهل العناية بهذا الشأن يعلمون من تفصيلها ما يعلمونه من‬ ‫جملتها حتى لو أن مدخل أدخل في كتاب سيبويه بابا من النحو ليس من‬ ‫الكتاب لع رف و م يز، و ع لم أ نه م ل ح ق وليس من أصل الكتاب وكذا القول‬ ‫ّ ُْ َ ٌ‬ ‫ُِ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ ِ‬ ‫في كتاب المزني ومعلوم أن العناية بنقل القرآن وضبطه أصدق من‬ ‫العناية بضبط كتاب سيبويه ودواوين الشعراء4.‬ ‫و العلم بصحة نقل القرآن كالعلم بالبلدان والحوادث الكبار والوقائع‬ ‫العظام، والكتب المشهورة، وأشعار العرب المسطورة، فإن الغاية‬ ‫اشتدت والدواعي توفرت على نقله وحراسته ... وعلماء المسلمين قد‬ ‫بلغوا في حفظه وحمايته الغاية حتى عرفوا كل شيء اختلف فيه من‬ ‫إعرابه وقراءته وحروفه وآياته فكيف يجوز أن يكون مغيرا أو منقوصا‬ ‫مع العناية الصادقة والضبط الشديد ؟!! 5.‬ ‫ولم ينقل المسلمون القرآن لنا وحده كي يمكن فرض تطرق التحريف‬ ‫إليه ، بل نقل تفسير آياته ، ومعاني كلماته ، وأسباب نزوله ، وإعراب‬ ‫4‬ ‫5‬ ‫ تفسير اللوسي 52/1‬‫ تفسير اللوسي 52/1‬‫7‬
  • 8. ‫كلماته ، وشرح أحكامه ، و كل من هذا شأنه ل يمكن تغييره ول إسقاط‬ ‫شيء منه .‬ ‫و لم ينقل القرآن بالكتابة فقط كي يمكن فرض تطرق التحريف إليه ،‬ ‫بل نقل القرآن بالحفظ في الصدور آلف عن آلف و أيضا بالحفظ في‬ ‫السطور و الذي يجتمع فيه الحفظ في الصدور و السطور معا ل يمكن‬ ‫تغييره ول إسقاط شيء منه .‬ ‫الرد على شبهة أن أدوات حفظ القرآن قبل جمعه كانت بدائية و غير‬ ‫مأمونة ل تكاد تحفظ شيئا فضاع من القرآن الكثير‬ ‫يقول المغرضون : إن أدوات حفظ القرآن قبل جمعه مثل الحجارة و‬ ‫سعف النخل و العظام أدوات بدائية و غير مأمونة ل تصلح للكتابة عليها‬ ‫و ل تكاد تحفظ شيئا فضاع من القرآن الكثير ، وهذا الكلم يدل على‬ ‫جهلهم الفادح بعلوم القرآن ، و أن القرآن يؤخذ بالسماع و التلقي ل‬ ‫الكتابة و المعول عليه في نقل القرآن التلقي والسماع ل الكتابة .‬ ‫و من يريد حفظ القرآن ل يحفظه من المصحف دون سماعه القراءة‬ ‫الصحيحة من حافظ متقن سمع القراءة من حافظ متقن آخر و هكذا‬ ‫فل يؤخذ القرآن من مصحفي .‬ ‫أضف إلى ذلك أن الحجارة و سعف النخل و العظام التي كتب عليها‬ ‫بعض آيات القرآن لم تكن بحيث يمكن أن يتخيل أولئك الطاعنون أو‬ ‫يخيلوا إلى الناس أنها ل تصلح للكتابة عليها بل كانت العرب لبداوتها‬ ‫ولبعدها عن وسائل الحضارة والعمران تصطفي من أنواع الحجارة‬ ‫8‬
  • 9. ‫الموفورة عندها نوعا رقيقا يكون كالصحيفة يصلح للكتابة وللبقاء أشبه‬ ‫بما نراه اليوم من الكتابة الجميلة المنقوشة على صفحات مصنوعة مما‬ ‫نسميه الجبس .‬ ‫وكذلك سعف النخل يكشطون الخوص عنه ويكتبون في الجزء العريض‬ ‫منه بعد أن يصقلوه ويهذبوه فيكون أشبه بالصحيفة. وقل مثل هذا في‬ ‫العظام بدليل أن الروايات الواردة في ذلك نصت على نوع خاص منه‬ ‫وهو عظام الكتاف وذلك لنها عريضة رقيقة ومصقولة صالحة للكتابة‬ ‫عليها بسهولة 6.‬ ‫و القول بأن ما كان مكتوبا من القرآن على العظام ونحوها كان غير‬ ‫منظم ول مضبوط ينقضه أن ترتيب آيات القرآن كان توقيفيا ، و أن‬ ‫الرسول - صلى ا عليه وسلم - كان يرشد كتاب الوحي أن يضعوا آية‬ ‫كذا في مكان كذا من سورة كذا .‬ ‫و كان يقرئها أصحابه كذلك ويحفظها الجميع و يكتبها من ساء منهم‬ ‫لنفسه على هذا النحو حتى صار ترتيب القرآن وضبط آياته معروفا‬ ‫مستفيضا بين الصحابة حفظا و كتابة .‬ ‫ووجدوا ما كتب عند الرسول من القرآن مرتب اليات كذلك في كل‬ ‫رقعة أو عظمة و إن كانت العظام والرقاع منتشرة و كثيرة مبعثرة .‬ ‫7‬ ‫و استنتاجهم من هذا كون القرآن الحالي ل يحتوي جميع اليات التي‬ ‫نطق بها محمد استنتاج معكوس وفهم منكوس ؛ لن كتابة القرآن‬ ‫6‬ ‫7‬ ‫ مناهل العرفان ص 1/ 782‬‫ مناهل العرفان ص 1/ 372‬‫9‬
  • 10. ‫وحفظه في آن واحد في صدور آلف مؤلفة من الخلق أدعى إلى بقاء‬ ‫ذلك القرآن وأدل على أنه لم تفلت منه كلمة ول حرف. كيف وأحد‬ ‫المرين من الكتابة والحفظ كاف في هذه الثقة فما بالك إذا كان‬ ‫القرآن كله مكتوبا بخطوط أشخاص كثيرين ومحفوظا في صدور‬ ‫جماعات كثيرين8.‬ ‫أي لم ينقل القرآن بالكتابة فقط كي يمكن فرض تطرق التحريف إليه ،‬ ‫بل نقل القرآن بالحفظ في الصدور آلف عن آلف و أيضا بالحفظ في‬ ‫السطور ، و الذي يجتمع فيه الحفظ في الصدور و السطور معا ل يمكن‬ ‫تغييره ول إسقاط شيء منه .‬ ‫و لو أن العتماد في حفظ القرآن على الخذ من الصحف أو من قطع‬ ‫الحجارة أو العظام لجاز هذا الفرض ، و ليس المر كذلك ، فالمعول‬ ‫عليه في القرآن هو التلقي عن النبي - صلى ا عليه وسلم - ، أو عمن‬ ‫سمع منه، والحفظ في الصدور، وأما الكتابة فإنما كانت لتأكيد المحفوظ‬ ‫في الصدور و الوقوف على مرسوم الخط الذي هو توقيفي، ول شك أن‬ ‫الشيء إذا توارد عليه المران الحفظ و الكتابة يكون هذا أدعى إلى‬ ‫اليقين ، والوثوق به ، والطمئنان إليه، وما دام أن المعول عليه في‬ ‫القرآن الحفظ، فاحتمال ضياع بعض المكتوب فيه ل يضيرنا في شيء ،‬ ‫وإن كان هذا الحتمال بعيدا ج دا ؛ إذ كانوا يحافظون على المكتوب‬ ‫ّ‬ ‫غاية الحفظ9 .‬ ‫الرد على سؤال المغرضين كيف يكون قرآن المسلمين متواترا ،و هناك‬ ‫آيات من القرآن لم يعرفها سوى صحابي واحد ؟‬ ‫8 - مناهل العرفان ص 782‬ ‫9 - المدخل لدراسة القرآن الكريم لمحمد أبي شهبة ص 392‬ ‫01‬
  • 11. ‫بتتبع بعض كتابات أهل الكفر و اللحاد وجدنا الكثير منهم يطعن في‬ ‫تواتر القرآن و يستدل على هذا الفك بأن هناك آية من كتاب ا لم‬ ‫يعرفها سوى صحابي واحد إذ قد اكتفى زيد بن ثابت برجل واحد في‬ ‫نقل بعض اليات ، و من ثم اعتمد زيد في جمع القرآن على بعض‬ ‫الروايات الحادية .‬ ‫و يسأل أحدهم : كيف يكون القرآن متوات را كله مع ما يروى من وجود‬ ‫ً‬ ‫بعض اليات عند الواحد من الصحابة ؟‬ ‫و هذا نتيجة فهمهم المغلوط لقول زيد بن ثابت - رضي ا عنه - : "‬ ‫ف ق د ت آ ي ة م ن ا ل َح زا ب حي ن ن س خ نا ا ل م ص ح ف ، ق د ك ن ت أ َ سْ م ع ر سو ل ال لّ هِ -‬ ‫َ ُ َ ُ َ‬ ‫َ ْ ُْ ُ‬ ‫َ َ ْ ُ َ ً ِ ْ ْ ْ َ ِ ِ َ َ َ َْ ْ ُ ْ َ َ‬ ‫ص لى ال ل ه ع ل ي ه و س ل م - ي ق ر أ ُ ب ها ، فا ل ت م س نا ها ف و جَ د نا ها م ع خ ز ي م ة ب نِ‬ ‫َ َْ َ َْ َ َ َ َْ َ َ َ ُ َْ َ َ ْ‬ ‫ّ ُ ََْ ِ َ َّ َ َ ْ َ ِ َ‬ ‫َّ‬ ‫ثا ب ت ا ل َن صا ر ي : ﴿ م ن ا ل م ؤ م ني ن ر جا ل ص د قوا ما عا ه دوا ال ل ه ع ل ي ه ﴾‬ ‫ّ َ ََْ ِ‬ ‫َ َ َ ُ‬ ‫ِ ْ ْ ُ ْ ِِ َ ِ َ ٌ َ َ ُ‬ ‫َ ِ ٍ ْ ْ َ ِ ّ‬ ‫) سورة الحزاب من الية 32 (ف أ ل ح ق نا ها في سو ر ت ها في ال م ص ح فِ "01 .‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫ُ َِ َ ِ‬ ‫ََْ َ َْ َ ِ‬ ‫و قول زيد بن ثابت - رضي ا عنه – أيضا : "ف ت ت ب ع ت ال قُ رآ ن أ َ ج م ع ه م ن‬ ‫ْ َ ْ َ ُ ُ ِ َ‬ ‫َََّ ْ ُ‬ ‫ال ع س ب وال ل خا ف، و ص دو ر ال ر جا ل، ح تى و ج د تُ آ خ ر سو ر ة ال ت و ب ة م عَ أ َ بي‬ ‫ِ‬ ‫ِ َ ُ َ ِ ّ َْ ِ َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ُ ُ ِ َ ّ َ ِ َ ُ ُ ِ ّ َ ِ َّ‬ ‫َ ْ َ َ ُ ْ َ ُ ٌ ِ ْ‬ ‫خ ز ي م ة ا ل َن صا ر ي ل م أ َ ج د ها م ع أ َ ح د غ ي ر ه ، ﴿ لَ ق د جا ء ك م ر سو ل م ن‬ ‫ْ َ ِ ّ َ ْ ِ ْ َ َ َ َ ٍ َْ ِ ِ‬ ‫ُ َْ َ َ‬ ‫َ ِ َ ِ‬ ‫أ َ ن ف س ك م ع زي ز ع ل ي ه ما ع ن ت م ﴾ ) سورة التوبة الية 821 حَ تى خا ت م ة‬ ‫( ّ‬ ‫ْ ُ ِ ُ ْ َ ِ ٌ ََْ ِ َ َِّ ْ‬ ‫11‬ ‫ب را ء ة ... "‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫و يقول أحد المغرضين هداه ا للسلم : )) يتبين من خلل هذا‬ ‫الحديث أن زيد بن ثابث اعتمد بخصوص اليتين الخيرتين من سورة‬ ‫التوبة على مصدر واحد فقط ؛ لن ل أحد غير أبي خزيمة كان على دراية‬ ‫بهما ولو لم يكن المر كذلك لفقدتا من القرآن .‬ ‫01‬ ‫11‬ ‫ رواه البخاري في صحيحه 381/6 حديث رقم 7894‬‫ رواه البخاري في صحيحه 381/6 حديث رقم 6894‬‫11‬
  • 12. ‫فمن المستبعد إذن أن يكون كثير من الحفاظ قد علموا جميع القرآن‬ ‫إلى آخر حرف منه ؛ لنه كان متناثرا لدرجة أن بعض المقاطع لم يكن‬ ‫يعرفها إل القليل من الصحابة و في الحالة التي نحن بصددها كان هناك‬ ‫شاهد واحد عليها فقط - أبي خزيمة النصاري- (( .‬ ‫ُ‬ ‫و ما فهموه من هذين الحديث خلف الفهم الصحيح فالحديث الول يدل‬ ‫أن زيد بن ثابت - رضي ا عنه - كان يعرف هذه الية قبل هذه الحادثة ،‬ ‫بدليل قوله : )ف ق د ت آ ي ة م ن ا ل َح زا ب حي ن ن س خ نا ا ل م ص ح فَ ( إذ كيف‬ ‫َ َ ْ ُ َ ً ِ ْ ْ ْ َ ِ ِ َ َ َ َْ ْ ُ ْ َ‬ ‫يفتقد شيئا ل يعرفه أصل ؟!! ولو لم يعرفها لم يدر هل فقد شيئا أم ل ،‬ ‫وقوله : )ق دْ ك ن ت أ َ س م ع ر سو ل ال ل ه ص لى ال ل ه ع ل ي ه و سَ ل م - ي ق ر أ ُ ب ها (‬ ‫ّ ُ ََْ ِ َ ّ َ َ ْ َ ِ َ‬ ‫َ ُْ ُ ْ َ ُ َ ُ َ ّ ِ -َّ‬ ‫يدل على حفظه لها أضف إلى ذلك أن زيدا نفسه كان م من جمع القرآن‬ ‫ّ‬ ‫حفظا على عهد رسول ا - صلى ا عليه وسلم - ، و جمعه طائفة كانوا‬ ‫أحياء يومئذ21 .‬ ‫ولما وجد زيد هذه الية عند خزيمة اكتفى بشهادة مكتوب خزيمة مع‬ ‫شهادة محفوظه هو و من كان معه من الرهط القرشيين، وما اعترض‬ ‫أحد من الصحابة على ذلك ف الصحابة الذين في زمن الجمع أقروا ما‬ ‫جمع ؛ فدل ذلك على موافقة هذه الية محفوظهم و مكتوبهم .‬ ‫و قول زيد بن ثابت - رضي ا عنه – في الحديث الثاني : ) فتتبعت‬ ‫القرآن أجمعه من الرقاع و الكتاف و العسب و صدور الرجال ( يفيد أن‬ ‫طريقة الجمع تعتمد على أمرين :‬ ‫1 - ما كان محفوظا في صدور الصحابة - رضوان ا عليهم - .‬ ‫2 - ما كان مكتوبا بين يدي رسول ا - ص لى ا عليه وس لم -31.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫21 - المقدمات الساسية في علوم القرآن للجديع ص 79‬ ‫31 - المنار في علوم القرآن للدكتور محمد علي الحسن ص 851‬ ‫21‬
  • 13. ‫و قول زيد بن ثابت - رضي ا عنه - : ) فتتبعت القرآن أجمعه من‬ ‫الرقاع و الكتاف و العسب و صدور الرجال ( يفيد أن القرآن قد كتب‬ ‫في عهد النبي - ص لى ا عليه و س لم - .‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫و هذا الحديث يدل على دقة زيد بن ثابت - رضي ا عنه – إذ يدل أ ن‬ ‫زيدا لم يعتمد على الحفظ وحده ، بدليل أنه لم يجد آخر براءة إ ل مع‬ ‫ّ‬ ‫أبي خزيمة ، أي : كتابة ؛ لنه يحفظها ، و كثير من الصحابة يحفظونها41.‬ ‫أضف إلى ذلك أن عدم الوجدان ليس نفيا للوجود ،و عدم العلم‬ ‫بالشيء ل يكون علما بعدمه ول يكون دليل على نفي وجوده فقد‬ ‫يكون هناك من معه هذين اليتين و لم يطلع على ذلك زيد فالصحابة‬ ‫كانوا متفرقين في المصار ، والمعول عليه في القرآن حفظه في‬ ‫الصدر ل كتابته .‬ ‫و قال الزرقاني رحمه ا - : » و انتهج زيد في القرآن طريقة‬ ‫دقيقة محكمة وضعها له أبو بكر و عمر فيها ضمان لحياطة كتاب ا بما‬ ‫يليق به من تثبت بالغ و حذر دقيق وتحريات شاملة فلم يكتف بما حفظ‬ ‫في قلبه ول بما كتب بيده ول بما سمع بأذنه .‬ ‫بل جعل يتتبع ويستقصي آخذا على نفسه أن يعتمد في جمعه على‬ ‫مصدرين اثنين : أحدهما ما كتب بين يدي رسول ا - صلى ا عليه‬ ‫وسلم - .‬ ‫41‬ ‫ موسوعة علوم القرآن لعبد القادر محمد منصور ص 301‬‫31‬
  • 14. ‫و الثاني : ما كان محفوظا في صدور الرجال . و بلغ من مبالغته في‬ ‫الحيطة و الحذر أنه لم يقبل شيئا من المكتوب حتى يشهد شاهدان عدلن‬ ‫أنه كتب بين يدي رسول ا - صلى ا عليه وسلم - .‬ ‫يدل على ذلك ما أخرجه ابن أبي داود من طريق يحيى بن عبد الرحمن‬ ‫بن حاطب قال: قدم عمر فقال : من كان تلقى من رسول ا - صلى ا‬ ‫عليه وسلم - شيئا من القرآن فليأت به وكانوا يكتبون ذلك في الصحف‬ ‫واللواح والعسب وكان ل يقبل من أحد شيئا حتى يشهد شاهدان .‬ ‫و يدل عليه ما أخرجه أبو داود أيضا ولكن من طريق هشام بن عروة‬ ‫عن أبيه أن أبا بكر قال لعمر و لزيد : اقعدا على باب المسجد فمن‬ ‫جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب ا فاكتباه ا. هـ و هو حديث‬ ‫رجاله ثقات وإن كان منقطعا قال ابن حجر : المراد بالشاهدين :‬ ‫الحفظ و الكتابة .‬ ‫و قال السخاوي في جمال القراء ما يفيد أن المراد بهما رجلن عدلن‬ ‫إذ يقول ما نصه : المراد أنهما يشهدان على أن ذلك المكتوب كتب بين‬ ‫يدي رسول ا - صلى ا عليه وسلم - .‬ ‫و لم يعتمد زيد على الحفظ وحده ، و لذلك قال في الحديث الذي رواه‬ ‫البخاري سابقا إنه لم يجد آخر سورة براءة إل مع أبي خزيمة أي لم‬ ‫يجدها مكتوبة إل مع أبي خزيمة النصاري مع أن زيدا كان يحفظها و‬ ‫كان كثيرا من الصحابة يحفظونها .‬ ‫41‬
  • 15. ‫و لكنه أراد أن يجمع بين الحفظ و الكتابة زيادة في التوثق ومبالغة‬ ‫في الحتياط . و على هذا الدستور الرشيد تم جمع القرآن بإشراف أبي‬ ‫بكر وعمر وأكابر الصحابة وإجماع المة عليه دون نكير . و كان ذلك‬ ‫منقبة خالدة ل يزال التاريخ يذكرها بالجميل لبي بكر في الشراف و‬ ‫لعمر في القتراح و لزيد في التنفيذ و للصحابة في المعاونة و القرار‬ ‫« 51.‬ ‫ُ ُ ِ‬ ‫و قول زيد - رضي ا عنه - : )ف ت ت ب ع ت ال قُ رآ ن أ َ ج م ع ه م ن ال ع س ب‬ ‫ْ َ ْ َ ُ ُ ِ َ‬ ‫َََّ ْ ُ‬ ‫وال ل خا ف، و ص دو ر ال ر جا ل، ح تى و ج د ت آ خ ر سو ر ة ال ت و ب ة م ع أ َ بي خُ زَ ي م ة‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ َ ْ ُ ِ َ ُ َ ِ ّ َْ ِ َ َ ِ‬ ‫َ ّ َ ِ َ ُ ُ ِ ّ َ ِ َّ‬ ‫ا ل َن صا ر ي ل م أ َ ج د ها م ع أ َ ح دٍ غ ي ر ه ( يدل على أن المقصود بقوله " ل مْ‬ ‫َ‬ ‫َْ ِ ِ‬ ‫ْ َ ِ ّ َ ْ ِ ْ َ َ َ َ‬ ‫أ َ ج د ها م ع أ َ ح دٍ غ ي ر ه " أي لم أجدها مكتوبة ، و لو أرد الحفظ لقال : لم‬ ‫َْ ِ ِ‬ ‫ِ ْ َ َ َ َ‬ ‫َ ْ ِ ْ َ َ َ‬ ‫أجد أحد يحفظ آخر سورة التوبة إل أبو خزيمة ، و ليس : ل م أ َ ج د ها م ع‬ ‫أ َ ح د غ ي ر ه ، والحفظ في الصدر و ليس مع النسان ، و ليس في قول‬ ‫َ ٍ َْ ِ ِ‬ ‫زيد أن أبا خزيمة هو الوحيد الذي يحفظ آخر سورة التوبة لكن معه آخر‬ ‫سورة التوبة فقد كان زيد من حفظة القرآن .‬ ‫و هناك الكثير من الصحابة قد حفظوا القرآن غير زيد كأبي بن كعب ، و‬ ‫عبد ا بن مسعود ، و عبد ا بن عمر، و معاذ بن جبل ، و الدلئل على‬ ‫ذلك كثيرة .‬ ‫قال الشيخ محمد رشيد رضا - رحمه ا - : » و ح سْ ب ك د لي ل ع لى ه ذا أ َ ن ه‬ ‫َ َ ّ ُ‬ ‫َ َ ُ َ َِ ً ََ‬ ‫قا ل : إ ِ ن ه م كا نوا ي س م عو ن ر سو ل ا ص لى ال ل ه ع ل ي ه و س ل م - ي ق ر ؤُ ها،‬ ‫ّ ُ ََْ ِ َ َّ َ َ ْ َ َ‬ ‫ِ -َّ‬ ‫َ ْ َ ُ َ َ ُ َ‬ ‫ّ ُ ْ َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ف ه و ص ري ح في أ َ ن ا ل ب ح ث كا ن ع م ن ك ت ب ها فَ ق ط «61 .‬ ‫َ ْ‬ ‫ّ َْ ْ َ َ َ َ ّ ْ َََ َ‬ ‫َ ُ َ َ ِ ٌ ِ‬ ‫51 - مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني 352/1‬ ‫61‬ ‫- تفسير المنار 67/11‬ ‫51‬
  • 16. ‫َ ُ َ ً‬ ‫قال ابن حجر - رحمه ا - : » قوله : ) لم أجدها مع أحد غيره ( أي : م كْ تو ب ة‬ ‫َِ َ ِ َ َ َْ َ ُ ِ ْ َ ِ‬ ‫ل ما ت ق د مَ م ن أ َ ن ه كا ن ل ي ك ت في با ل ح ف ظ دو ن ا لْ ك تا ب ة و ل ي ل ز م م ن ع دَ م‬ ‫ِ ْ ِ ْ ِ ُ َ‬ ‫ِ ْ ّ ُ َ َ َ َ َْ ِ‬ ‫ِ َ َ َ ّ‬ ‫و ج دا ن ه إ ِ يا ها حي ن ئ ذ أ َ ن ل ت كو ن ت وا ت ر ت ع ن دَ م ن ل م ي ت ل ق ها م ن ال ن ب ي -‬ ‫ِ ْ َ ِ ِ ّ َ ِ َِ ٍ ْ َ َ ُ َ َ َ َ َ ْ ِْ َ ْ َ ْ َََ ّ َ ِ َ ِّ ّ‬ ‫ص لى ال ل ه ع ل ي ه و س ل م -و إ ِ ن ما كا ن ز ي دٌ ي ط ل ب ال ت ث ب ت ع م ن ت ل قا ها ب غَ ي ر‬ ‫ّ ُ ََْ ِ َ َّ َ َ ّ َ َ َ َْ َ ُْ ُ َّّ َ َ ّ ْ ََ ّ َ ِ ْ ِ‬ ‫َّ‬ ‫وا س ط ة و ل ع ل ه م ل ما و ج د ها ز ي دٌ ع ن د أ َ بي خُ ز ي م ة ت ذ ك رو ها ك ما ت ذ ك ر ها ز ي دٌ‬ ‫َْ َ َ َ َ ّ ُ َ َ َ َ َ ّ َ َ َْ‬ ‫ِْ َ ِ‬ ‫َ ِ َ ٍ ََ َّ ُ ْ َ ّ َ َ َ َ َْ‬ ‫.‬ ‫و فا ئ د ة ال ت ت ب ع ا ل م بال غة في الستظهار و ا ل وُ قوف ع ن د ما ك ت ب ب ي ن ي د يِ‬ ‫ِْ َ َ ُِ َ َْ َ َ َ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫َ َ ِ َ ُ َّّ ِ ْ َُ َ ِ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ال ن ب ي ص لى ال ل ه ع ل ي ه و س ل م -قا ل ا ل خ طا ب ي ه ذا م ما ي خ فى م عْ نا ه‬ ‫ّ ُ ََْ ِ َ َّ َ َ َ ْ َ ّ ِ ّ َ َ ِ ّ َ ْ َ‬ ‫ِّ ّ -َّ‬ ‫و يو ه م أ َ ن ه كا ن ي ك ت في في إ ِ ث با ت ا ل ي ة ب خ ب ر ال ش خ ص ا لْ وا ح د وَ ل ي س كَ ذَ لِ كَ‬ ‫َ ِ ِ َْ َ‬ ‫ّ ْ ِ‬ ‫َْ ِ ْ َ ِ ِ ََ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َُ ِ ُ ّ ُ َ َ َ َْ ِ‬ ‫ف ق د ا ج ت م ع في ه ذِ ه ا ل ي ة ز ي د ب ن ثا ب ت و أ َ بو خُ ز ي مة وعمر وحكى بن‬ ‫َ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫َ ِ ْ َ ِ َْ ُ ْ ُ َ ِ ٍ َ ُ‬ ‫َ َ ِ َْ َ َ ِ‬ ‫ُ َْ َ َ َ ْ َ َ َ ُ َْ ُ ْ ُ َ ِ ٍ‬ ‫ال تي ن ع ن ال دا و د ي قا ل ل م ي ت ف ر د ب ها أ َ بو خ ز ي م ة ب ل شا ر ك ه ز ي د ب ن ثا ب ت‬ ‫ّ ُ ِ ّ َ َ َ ْ ََ َ ّ ْ ِ َ ُ‬ ‫ّ ِ َ ِ‬ ‫«71.‬ ‫و قال أبو شهبة - رحمه ا - : » العتماد في جمع القرآن كان على‬ ‫الحفظ والكتابة ، وكان غرضهم من ذلك زيادة التوثق والطمئنان ، وأن‬ ‫ما كتبوه إنما هو من عين ما كتب بين يدي رسول ا - صلى ا عليه‬ ‫وسلم - فقول زيد : لم أجدهما ، أي لم أجدهما مكتوبتين و هذا ل‬ ‫ينافي أنهما كانتا محفوظتين عند جمع يثبت بهم التواتر ، و التواتر إنما‬ ‫هو في الحفظ ل في الكتابة ، يدل على ذلك قول زيد في الرواية‬ ‫الثانية : " ففقدت آية من الحزاب كنت أسمع رسول ا يقرأ بها " ،‬ ‫فهو إذا كان حافظا لها ومتيقنا لقرآنيتها ، و كذلك من كانوا معه كانوا‬ ‫يحفظونها و لكن كان يبحث عن أصلها المكتوب .‬ ‫فإن قيل إن اتجه هذا الجواب ، واستقام في الرواية الولى ، فكيف‬ ‫يتجه في الرواية الثانية؛ فقد كانت آية الحزاب مكتوبة في الصحف التي‬ ‫كتبت في عهد الصديق قلت : لعلها انمحت وتطاير مدادها فلم يبق ما‬ ‫71‬ ‫ فتح الباري لبن حجر 51/9‬‫61‬
  • 17. ‫يدل عليها أو لعل الرضة أكلت موضعها من الصحيفة فاضطر أن يبحث‬ ‫عن أصلها المكتوب فوجده مع خزيمة بن ثابت النصاري ، على أن‬ ‫المعول عليه في القرآن التواتر الحفظي ل الكتابي «81.‬ ‫و على فرض أن زيدا قد أثبت هذه اليات منفردا ، لم يكن ذلك قادحا‬ ‫في تواتر القرآن ؛ لن التعويل في توثيق القرآن إنما هو على الرواية ،‬ ‫والتلقي طبقة عن طبقة إلى رسول ا - ص لى ا عليه وس لم - مع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تحقيق للتواتر في الرواية دون الكتابة ، بل لو لم يكتب أصل ما قدح‬ ‫في تواتره ، حيث نقل سماعا و مشافهة على سبيل التواتر في كل‬ ‫طبقة من طبقات رواته91 .‬ ‫أي تواتر القرآن لم يجئ بسبب كتابته ، و إنما جاء بسبب حفظ وتلقي‬ ‫الجمع الكثير له ، بعضهم من بعض ، تحيل العادة تواطؤهم على الكذب‬ ‫، عن مثلهم في جميع العصار إلى يومنا هذا ، حتى وصل إلينا القرآن‬ ‫غضا طريا كما أنزل ، ل تبديل فيه ول تغيير ، و ل تزييد ول نقص02.‬ ‫و رد الشيخ أبو شهبة على من يفهم أن تواتر القرآن جاء من كتابته قائل‬ ‫: » إن تواتر القرآن جاء من كونه كان - ول يزال - يحفظه اللوف ال م ؤ ل فَ ةِ‬ ‫ُ َّ‬ ‫من المسلمين في كل عصر ولم يزل ينقله اللوف عن اللوف حتى وصل‬ ‫إلينا متوات را، ل تزيد فيه ول نقص، ول تغيير ول تبديل، ولو أن ال م ع وّ ل‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ً‬ ‫ع ل ي ه في التواتر التدوين والكتابة لتواترت آلف الكتب التي دونت في‬ ‫ََْ ِ‬ ‫القديم والحديث في أنواع العلوم والمعارف مع أن أي كتاب منها لم‬ ‫يحظ بالتواتر بمعناه العلمي الصحيح .‬ ‫81 - المدخل لدراسة القرآن الكريم لمحمد أبي شهبة ص 682‬ ‫91 - المنار في علوم القرآن للدكتور محمد علي الحسن ص 951‬ ‫02 - كتابة الحديث في عهد النبي صلى ا عليه وسلم بين النهي والذن ص 66‬ ‫71‬
  • 18. ‫إن ال م ع و ل ع ل ي ه في التواتر الخذ والتلقي شفا ها عن جمع كثير يستحيل‬ ‫ً‬ ‫ُ َ ّ َ ََْ ِ‬ ‫تواطأهم على الكذب وهؤلء عن جمع كثير غيرهم و هكذا حتى نصل‬ ‫ُّ َ َّ ْ‬ ‫إلى المصدر الصلي الذي نقل عنه الكتاب ، و لو فرضنا أن ال س ن ة دُ و ن ت‬ ‫في عهد ال ن ب ي ومن جاء بعده من الصحابة من غير أن يحفظها بلفظها‬ ‫ِّ ّ‬ ‫هذا الجمع الكثير عن مثله لما ثبت لها التواتر ، و هذا من البدهيات التي‬ ‫نربأ بطالب مبتدئ أن يجهلها «12.‬ ‫الرد على شبهة أن الصحابة كانوا يضعون اليات حسب رغبتهم ، و أن‬ ‫آخر سورة براءة لم يحفظها غير واحد من الصحابة‬ ‫استدل بعض المغرضين بأحاديث ضعيفة فهم منها أن الصحابة كانوا‬ ‫يضعون اليات حسب رغبتهم ، و أن آخر سورة براءة لم يحفظها غير‬ ‫واحد من الصحابة ، و استدلوا بما رواه ابن أبي داود عن يحيي بن عبد‬ ‫الرحمن بن حاطب و منها : فجاء خزيمة بن ثابت فقال : إني رأيتكم‬ ‫تركتم آيتين فلم تكتبوهما ، قالوا : وما هما ؟ قال : تلقيا من رسول ا‬ ‫ صلى ا عليه وسلم - : لقد جاءكم رسول من أنفسكم ، إلى آخر‬‫السورة ، فقال عثمان : و أنا أشهد ، فكيف ترى أن نجعلهما ؟ قال :‬ ‫اختم بهما آخر ما نزل من القرآن .‬ ‫و الرواية بتمامها عن ع مر بن م ح م د ب ن ط ل ح ة ال ل ي ثي عن محمد بن‬ ‫ُ َ ّ ِ ْ ِ َْ َ َ ِّْ‬ ‫ُ َ ْ‬ ‫عمرو بن علقمة عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال : أراد عمر بن‬ ‫الخطاب أن يجمع القرآن ، فقام في الناس فقال : من كان تلقى من‬ ‫رسول ا - صلى ا عليه وسلم - شيئا من القرآن فليأتنا ؛ فكانوا كتبوا‬ ‫ذلك في الصحف و اللواح و العسب ، و كان ل يقبل من أح د شي ءً‬ ‫ٍ‬ ‫حتى يشهد عليه شاهدان ، فقتل عمر قبل أن يجمع ذلك إليه . فقام‬ ‫عثمان بن عفان فقال : من كان عنده شي ء من كتاب ا فليأتنا به ،‬ ‫ٌ‬ ‫وكان ل يقبل من ذلك شيئا حتى يشهد عليه شاهدان ؛ قال : فجاء‬ ‫12‬ ‫ دفاع عن ال س نة ورد شبه ال م س ت ش ر قي ن والكتاب المعاصرين ص 522- 622‬‫ُ َْ ْ ِ ِ َ‬ ‫ُّ‬ ‫81‬
  • 19. ‫خزيمة بن ثابت فقال: إني قد رأيتكم قد تركتم آيتين من كتاب ا لم‬ ‫تكتبوها ؛ فقالوا : وما هما ، قال : تلقيت من رسول ا - صلى ا‬ ‫عليه وسلم - : ﴿ لقد جاءكم رسو ل من أنفسكم عزي ز عليه ما عنتم‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫حري ص عليكم بالمؤمنين رؤو ف رحي م ﴾ ، - إلى آخر السورة - , فقال‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫عثمان : و أنا أشهد أنهما من عند ا، فأين ترى أن نجعلها، فقال: اختم‬ ‫بهما آخر ما نزل من القرآن؛ فختمت بهما براءة .‬ ‫و الحديث في سنده عمر بن طلحة بن علقمة بن وقاص الليثي قال أبو‬ ‫زرعة ليس بالقوي22 ، و قال الذهبي فيه جهالة32 ، و عليه فالرواية فيها‬ ‫ضعف .‬ ‫و راوي الحديث يحيى بن عبد الرحمن ،و المعروف في كتب الرجال و‬ ‫التاريخ أن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة ولد في خلفة‬ ‫عثمان بن عفان – رضي ا عنه – 42 فكيف يحدث عن عمر بن الخطاب‬ ‫و هو لم يدركه ؟!! فالحديث فيه انقطاع في السند و المحدثون‬ ‫يطلقون على كل انقطاع في السند إرسال ، والمرسل من أنواع الضعيف‬ ‫فل يحتج به .‬ ‫و على التسليم بصحة الرواية فهي تدل على أن الصحابة كانوا ل يخشون‬ ‫في ا لومة لئم ، و أن الصحابة ل يقرون خطاءا و ل نقصا في القرآن‬ ‫الذي كتبه زيد بن ثابت و أن عمل زيد بن ثابت ليس عمل فرديا ، بل كان‬ ‫عم ل جماع يا من صحابة النبي - صلى ا عليه وسلم - ؛ ذلك أ ن زي دا أعلن‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫بين الناس ما يريد ؛ ليأتيه كل من عنده من القرآن ما هو مكتوب بما‬ ‫عنده ، و ذهب الصحابة إليه وذهب إليهم .‬ ‫22 - الضعفاء لبي زرعة 028/3‬ ‫32 - المغني في الضعفاء للذهبي 964/2‬ ‫42 - تاريخ دمشق لبن عساكر 903/46 ،الجرح و التعديل لبن أبي حاتم 661/9 ،مشاهير علماء المصار‬ ‫931/1 ، تاريخ السلم للذهبي 671/3‬ ‫91‬
  • 20. ‫و عندما وجد أحد الصحابة بعض اليات لم تكتب لم يسكت بل أنكر‬ ‫ووضعت اليات في موضعها في المصحف و العتراض كان على عدم‬ ‫كتابتها ل على عدم حفظهم لها في الصدور .‬ ‫و في الرواية شهد عثمان - ضي ا عنه - مع خزيمة بن ثابت ، و قد‬ ‫يحفظ النسان شيئا و عندما يكتبه ل يكتبه كامل و عندما يذكره أحد‬ ‫يتذكر و هذا ما حدث .‬ ‫و قول عثمان – رضي ا عنه – : " فأين ترى أن نجعلها ؟ ، فقال : اختم‬ ‫الرؤية هنا‬ ‫"‬ ‫بهما آخر ما نزل من القرآن ؛ فختمت بهما براءة‬ ‫رؤية علمية أي أين مكان اليتين حسب علمك ؟ ، و في الحديث : »من‬ ‫َ‬ ‫رأ ى منكم منك را فليغ ي ره بي ده ، فإن لم يستطع فبلسا نه ، فإن لم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ ْ‬ ‫ً‬ ‫َ ٰ‬ ‫62‬ ‫52‬ ‫يستطع فبقلبه، و ذلك أضعف اليمان « رأي أي علم .‬ ‫ٰ‬ ‫و لم يرتب الصحابة آيات القرآن حسب أهوائهم ورأيهم بل رتبوا اليات‬ ‫كما سمعوها من النبي - صلى ا عليه وسلم - .‬ ‫و عن ابن الزبير - رضي ا عنه - قال : قلت لعثمان : ﴿ وا ل ذي ن ي تَ و ف و نَ‬ ‫َ ّ ِ َ ُ َ ّ ْ‬ ‫م ن ك م و ي ذ رو ن أ َ زواجا ﴾ ، وقد نسختها الية الخرى فلم تكتبها، أو‬ ‫ِْ ُ ْ ََ َ ُ َ ْ‬ ‫72‬ ‫تدعها؟! قال: يا ابن أخي ل أغير شيئا من مكانه . وفي رد عثمان -‬ ‫رضي ا عنه - دليل على أن ترتيب اليات كان توقيفيا ل اجتهاديا .‬ ‫52‬ ‫- رواه مسلم في صحيحه حديث رقم 94‬ ‫62 - تحفة الحوذي 6/ 393‬ ‫72 - رواه البخاري في صحيحه 4/ 6461 حديث رقم 6524‬ ‫02‬
  • 21. ‫َ ً ِ ْ ْ ْ َ ِ ِ َ‬ ‫و قال زيد بن ثابت - رضي ا عنه - : "ف قَ د تُ آ ي ة م ن ا ل َح زا ب حي ن‬ ‫َ ْ‬ ‫ن س خ نا ا لْ م ص ح ف ، ق د ك ن ت أ َ س م ع ر سو ل ال ل ه ص لى ال ل ه ع ل ي ه و س ل مَ - ي ق ر أ ُ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ّ ُ ََْ ِ َ َّ‬ ‫َ ْ ُْ ُ ْ َ ُ َ ُ َ ّ ِ -َّ‬ ‫ُ ْ َ َ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ب ها ، فا ل ت م س نا ها ف و ج دْ نا ها م ع خ ز ي م ة ب ن ثا ب ت ا ل َن صا ر ي : ﴿ م ن‬ ‫َ َْ َ َْ َ َ َ َ َ َ َ َ ُ َْ َ َ ْ ِ َ ِ ٍ ْ ْ َ ِ ّ‬ ‫ِ َ‬ ‫ا ل م ؤ م ني ن ر جا ل ص د قوا ما عا ه دوا ال ل ه ع ل ي ه ﴾ ) سورة الحزاب من الية‬ ‫ّ َ ََْ ِ‬ ‫َ َ َ ُ‬ ‫ْ ُ ْ ِِ َ ِ َ ٌ َ َ ُ‬ ‫82‬ ‫32 (ف أ ل حَ ق نا ها في سو ر ت ها في ال م ص ح ف " فهم ل يلحقون اليات حسب‬ ‫ُ ْ َ ِ‬ ‫ُ َِ َ ِ‬ ‫ََْ َْ َ ِ‬ ‫رغبتهم بل يضعونها في مكانها في المصحف .‬ ‫و ترتيب آيات القرآن ترتيب توقيفي ل مجال للجتهاد فيه بإجماع‬ ‫العلماء قال المام أبو جعفر بن الزبير : » ترتيب اليات في سورها‬ ‫وقع بتوقيف - صلى ا عليه وسلم - وأمره من غير خلف في هذا بين‬ ‫المسلمين، وإنما اختلف في ترتيب السور على ما هي عليه «92 .‬ ‫و قال السيوطي : - رحمه ا - : » ا لِ ج ما ع وال ن صو ص ا ل م ت را د ف ة عَ لى‬ ‫ُ ْ َُ َ ِ َ ُ َ‬ ‫ْ ْ َ ُ َ ّ ُ‬ ‫أ َ ن ت ر تي ب ا ل يا ت توقيفي ل شبهة في ذلك وأما ا لِ ج ما ع ف ن ق ل ه غ ي ر وا ح دٍ‬ ‫ْ ْ َ ُ ََ ََ ُ َْ ُ َ ِ‬ ‫ّ َ ِْ َ ْ َ ِ‬ ‫م ن ه م ال ز ر ك ش ي في ا ل ب ر ها ن ، و أ َ بو ج ع ف رِ ب ن ال ز ب ي ر في م نا س با ت ه «03 .‬ ‫َُ ََ ِ ِ‬ ‫َّْ ِ ِ‬ ‫َ ْ َ ْ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُْ ْ َ ِ‬ ‫ّ ْ َ ِ ّ ِ‬ ‫ِْ ُ ُ‬ ‫و ما كا ن ال ص حا ب ة – رضي ا عنهم - ل ي ر ت بوا ت ر تي با سَ م عوا ال ن ب يّ ص لى‬ ‫َّ‬‫ِّ‬ ‫ِ ُ‬ ‫َ ِْ ً‬ ‫ُِ َُّ‬ ‫ّ َ َ ُ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫ال ل ه ع ل ي ه و س ل م - ي ق ر أ ُ ع لى خ ل ف ه لشدة تحريهم لهدي النبي ص لى ال ل هُ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬‫ِ َ ِ ِ‬ ‫ّ ُ ََْ ِ َ َّ َ َ ْ َ ََ‬ ‫ع ل ي ه و س ل م – و هل يعقل أن من تردد في جمع القرآن في مصحف واحد‬ ‫ََْ ِ َ َّ َ‬ ‫؛ لن النبي ص لى ال ل ه ع ل ي ه و س ل م – لم يفعل ذلك في حياته يمكن أن‬ ‫ّ ُ ََْ ِ َ َّ َ‬ ‫َّ‬‫يرتب آيات القرآن برأيه ؟!!‬ ‫و ع ن ع ب ي د ب ن ال س با ق، أ َ ن ز ي د ب ن ثا ب ت - ر ض ي ال ل ه ع ن ه - ، قا ل : »‬ ‫َ َ‬ ‫َ ِ َ ّ ُ َْ ُ‬ ‫ّ َْ َ ْ َ َ ِ ٍ‬ ‫ّّ ِ‬ ‫َ ْ َُْ ِ ْ ِ‬ ‫أ َ ر س ل إ ِ ل يّ أ َ بو ب ك ر م ق ت ل أ َ ه ل ال ي ما م ة ، ف إِ ذا ع م ر ب ن ال خ طا ب ع ن د هُ « ،‬ ‫َ ّ ِ ِْ َ‬ ‫َ َ ُ َ ُ ْ ُ‬ ‫ُ َ ْ ٍ َ َْ َ ْ ِ َ َ َ ِ‬ ‫ْ َ َ َ‬ ‫قا ل أ َ بو ب ك ر -ر ض ي ال ل ه ع ن ه - : إ ِ ن ع م ر أ َ تا ني ف قا ل : إ ِ ن ال قَ ت ل ق د ا سْ ت ح رّ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ َ ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ّ ُ َ َ َ ِ‬ ‫َ َ ُ َ ْ ٍ َ ِ َ ّ ُ َْ ُ‬ ‫82 - رواه البخاري في صحيحه 381/6 حديث رقم 7894‬ ‫92 - البرهان في تناسب سور القرآن لبي جعفر بن الزبير ص 281‬ ‫03 - التقان في علوم القرآن للسيوطي 112/1‬ ‫12‬
  • 22. ‫ْ ُ ِ ُ ّ ِ‬ ‫ي و م ال ي ما م ة ب ق را ء ال ق رآ ن، و إ ِ ني أ َ خ شى أ َ ن ي سْ ت ح ر ال قَ ت ل بال ق را ء‬ ‫ْ َ َ ِ ّ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ ْ ِ َ ّ‬ ‫َ ْ َ َ َ َ ِ ِ ُ ّ ِ‬ ‫با ل م وا ط ن، ف ي ذ ه ب ك ثي ر م ن ال ق رآ ن، و إ ِ ني أ َ رى أ َ ن ت أ م ر ب ج م ع ال ق رآ ن،‬ ‫ُ ْ ِ‬ ‫ْ َْ ُ َ ِ َ ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ ِ َ ّ‬ ‫ِ ْ َ َ ِ ِ ََ ْ َ َ َِ ٌ ِ َ‬ ‫ق ل ت ل ع مَ ر: » ي ف ت ف ع ل ش ي ئا ل م ي ف ع ل ه ر سو ل ال ل ه ص لى ا ع ل ي ه و س لّ م‬ ‫ُ ََْ ِ َ َ َ‬ ‫ُْ ُ ِ ُ َ كْ َ َ ْ َ ُ ًَْ َ ْ َ ْ َْ ُ َ ُ ُ ّ ِ -َّ‬ ‫َ‬ ‫ ؟« .‬‫قا ل ع م ر ه ذا وال ل ه خ ي ر، ف ل م ي ز ل ع م ر ي را ج ع ني ح تى شَ ر ح ال ل ه ص د ري‬ ‫َ َ ّ ُ َ ْ ِ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ ُ َ ُ : َ َ َ ّ ِ َ ْ ٌ »َ َ ْ َ َ ْ ُ َ ُ ُ َ ِ ُ ِ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ َْ ٌ َ َ ُ َ ٍ ّ َ َ ُ ٌ‬ ‫ل ذ ل ك، و ر أ َ ي ت في ذ ل ك ا ل ذي ر أى ع م ر« ، قا ل ز ي د :قا ل أ َ بو ب كْ ر : إ ِ ن ك ر ج ل‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫َِ َ ّ ِ‬ ‫ِ َِ َ َ َ ْ ُ ِ‬ ‫ُ ََْ ِ‬ ‫شا ب عا قِ ل ل َ ن ت ه م ك، و ق دْ ك ن ت ت ك ت ب ال و ح ي ل ر سو ل ال ل ه ص لى ا ع ل ي ه‬ ‫َ ْ َ ِ َ ُ ِ ّ ِ -َّ‬ ‫َّ ِ ُ َ َ َ ُْ َ َ ُْ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ ّ َ‬ ‫َ ْ َ ََ ٍ ِ َ‬ ‫و س ل م - ، ف ت ت ب ع ال ق رآ ن فا ج م ع ه ، »ف وال ل ه لَ و ك ل فو ني ن ق ل ج ب ل م ن‬ ‫َ َ ّ ِ ْ َّ ُ ِ‬ ‫ُ ْ َ َ ْ َ ْ ُ‬ ‫َََّ ِ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫ال ج با ل ما كا ن أ َ ث ق ل ع ل ي م ما أ َ م ر ني ب ه م ن ج م ع ال قُ رآ ن« ، ق ل ت: » ك ي ف‬ ‫َْ َ‬ ‫ُْ ُ‬ ‫ْ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ْ َ ْ ِ‬ ‫َ َِ‬ ‫َِ ِ َ َ َ ْ َ َ ََ ّ ِ ّ‬ ‫ت ف ع لو ن ش ي ئا ل م ي ف ع ل ه ر سو ل ال ل ه ص لى ا ع ل ي ه و س ل م - ؟ «.‬ ‫ُ ََْ ِ َ َّ َ‬ ‫َ ْ َُ َ ًَْ َ ْ َ ْ َْ ُ َ ُ ُ ّ ِ -َّ‬ ‫قا ل ه وَ وال ل ه خ ي ر، "ف ل م ي ز ل أ َ بو ب ك ر ي را ج ع ني حَ تى شَ ر ح ال ل ه ص د ري‬ ‫َ َ ّ ُ َ ْ ِ‬ ‫ّ‬ ‫ََ ْ َ َ ْ ُ َ ْ ٍ ُ َ ِ ُِ‬ ‫َ َ :ُ َ ّ ِ َْ ٌ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫ل ل ذي ش رَ ح ل ه ص دْ ر أ َ بي ب ك ر و ع م ر ر ض ي ال ل ه ع ن ه ما، ف ت ت ب ع ت ال ق رآ ن‬ ‫َََّ ْ ُ‬ ‫َ ْ ٍ َ ُ َ َ َ ِ َ ّ ُ َْ ُ َ‬ ‫َ َ َ ُ َ َ ِ‬ ‫ِّ ِ‬ ‫ِ َ ُ َ ِ‬ ‫أ َ ج م ع ه م ن ال ع س ب وال ل خا ف، و ص دو ر ال ر جا ل، حَ تى و جَ د تُ آ خ ر سو ر ة‬ ‫َ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ّ َ ِ‬ ‫ُ ُ ِ َ ّ َ ِ َ ُ ُ ِ‬ ‫ْ َ ُ ُ ِ َ‬ ‫ال ت و ب ة م ع أ َ بي خ ز ي م ة ا ل َن صا ر ي ل م أ َ ج د ها م ع أ َ ح د غ ي ر ه ، ﴿ ل ق د جا ء ك مْ‬ ‫َ َ ْ َ َ ُ‬ ‫ْ َ ِ ّ َ ْ ِ ْ َ َ َ َ ٍ َْ ِ ِ‬ ‫ُ َْ َ َ‬ ‫ّ َْ ِ َ َ ِ‬ ‫َ ِ َ ِ َ َ َ َ َ َ َ ِ‬ ‫ر سو ل م ن أ َ ن ف س ك م ع زي ز ع ل ي ه ما ع ن ت م ﴾ حَ تى خا ت م ة ب را ء ة، ف كا ن ت‬ ‫ّ‬ ‫َ ُ ٌ ِ ْ ْ ُ ِ ُ ْ َ ِ ٌ ََْ ِ َ َِّ ْ‬ ‫ال ص ح ف ع ن دَ أ َ بي ب ك ر ح تى ت و فا ه ال ل ه، ث م ع ن د ع م ر ح يا ت ه، ثُ م ع ن د ح ف صَ ةَ‬ ‫ّ ِْ َ َ ْ‬ ‫َ َ ّ ُ ّ ُ ُ ّ ِْ َ ُ َ َ ََ َ ُ‬ ‫َ ْ ٍ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ّ ُ ُ ِْ‬ ‫13‬ ‫ب ن ت ع م رَ -ر ض ي ال ل ه ع ن ه - "‬ ‫َ ِ َ ّ ُ َْ ُ‬ ‫ِْ ِ ُ َ‬ ‫ُ َ ّ ْ ُ َ َ َ َ ْ ُ َ ّ ِ ْ ِ‬ ‫و استدل بعض المغرضين بما رواه م ح م دُ ب ن سَ ل م ة، ع ن م ح م د ب ن‬ ‫إ ِ س حا ق، ع ن ي ح يى ب ن ع با د، ع ن أ َ بي ه ع با د ب ن ع ب د ا ب ن ال ز ب ي ر، قا لَ :‬ ‫َّْ ِ َ‬ ‫ِ ْ ِ‬ ‫ْ ِ َّ ٍ َ ْ ِ ِ َّ ِ ْ ِ َْ ِ‬ ‫ْ َ َ َ ْ َ َْ‬ ‫َ ْ َ َ ُ ْ‬ ‫أ َ تى ا ل حا ر ث ب ن خ ز م ة ب ها ت ي ن ا ل ي ت ي ن م ن آ خ ر ب را ء ة : ﴿ لَ ق د جا ء ك م‬ ‫ْ َ ِ ُ ْ ُ َ َ َ َ ِ َ َْ ِ ْ ََْ ِ ِ ْ ِ ِ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ر سو ل م ن أ َ ن ف س ك م ﴾ إ ِ لى ع م ر ب ن ا ل خ طا ب ، ف قا ل :م ن م عَ ك ع لى هَ ذا‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ ْ َ َ ََ‬ ‫ُ َ َ ْ ِ ْ َ ّ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ٌ ِ ْ ْ ُ ِ ُ ْ‬ ‫؟ قا ل ل أ َ د ري ، "و ا إل أ َ ني أ َ ش ه د ل س م ع ت ها م ن ر سو ل ا ص لى اُ‬ ‫ِ -َّ‬ ‫ْ َ ُ َ َ ِ ُْ َ ِ ْ َ ُ ِ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ :َ ْ ِ‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫ع ل ي ه و س ل م - ، و و ع ي ت ها، و ح ف ظ ت ها " ، ف قا ل ع م ر : "و أ َ نا أ َ شْ ه د ل س م ع ت ها م نْ‬ ‫َ ُ َ َ ِ ُْ َ ِ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ ُ َ ُ‬ ‫َ َ ِ ُْ َ‬ ‫َ َ َُْ َ‬ ‫ََْ ِ َ َّ َ‬ ‫13‬ ‫ رواه البخاري في صحيحه 381/6 حديث رقم 6894‬‫22‬
  • 23. ‫ر سو ل اِ ص لى ا ع ل ي ه و س ل م - " ، ث م قا ل : لَ و كا ن ت ثل ثَ آ يا ت ل ج ع ل ت ها‬ ‫َ ٍ َ َ َُْ َ‬ ‫ْ َ َ ْ َ‬ ‫ُ ّ َ َ‬ ‫ُ ََْ ِ َ َّ َ‬ ‫َّ‬‫َ ُ ِ‬ ‫سو ر ة ع لى ح د ة، فا ن ظ روا سو ر ة م ن ال ق رآ ن، ف ض عو ها في ها "ف و ض ع ت ها‬ ‫َ َ َ ُْ َ‬ ‫ُ ْ ِ َ َ ُ َ ِ َ‬ ‫ُ َ ً ِ َ‬ ‫ِ َ ٍ َ ْ ُ ُ‬ ‫ُ َ ً ََ‬ ‫في آ خ ر ب را ء ة 23.‬ ‫ِ ِ َ َ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫و الحديث ر وا ه أ َ ح م د في مسنده قال الهيثمي : »و في ه ا ب ن إ ِ س حا ق و ه وَ‬ ‫َ ِ ِ ْ ُ ْ َ َ َ ُ‬ ‫َ َ ُ ْ َ ُ‬ ‫م د ل س، و ب ق ي ة ر جا ل ه ث قا ت « 33.‬ ‫ُ َّ ٌ ََ ِّ ُ ِ َ ِ ِ ِ َ ٌ‬ ‫و قال شعيب الرنؤوط : » إسناده ضعيف لتدليس محمد بن إسحاق،‬ ‫ولنقطاعه، قال الشيخ أحمد شاكر: عباد بن عبد ا بن الزبير ثقة،‬ ‫ولكنه لم يدرك قصة جمع القرآن بل ما أظنه أدرك الحار ثَ بن خزمة،‬ ‫ولئن أدركه لما كان ذلك مصححا للحديث، إذ لم ي ر وه عنه، بل أرسل‬ ‫َ ْ ِ‬ ‫القص ة إرسا ل ً «43 .‬ ‫َ‬ ‫و رغم ضعف الحديث سندا فهو أيضا منكر متنا قال الشيخ أحمد شاكر :‬ ‫» وأما حديث عباد بن عبد ا بن الزبير الذي هنا ، فانه حديث منكر شاذ‬ ‫، مخالف للمتواتر المعلوم من الدين بالضرورة أن القرآن بلغه رسول‬ ‫ا لمته سورا معروفة مفصلة ، يفصل بين كل سورتين منها بالبسملة‬ ‫إل في " براءة" ليس لعمر ول لغيره أن يرتب فيه شيئا، ول أن يضع آية‬ ‫مكان آية، ول أن يجمع آيات وحدها فيجعلها سورة.‬ ‫ومعاذ ا أن يجول شيء من هذا في خاطر عمر، ثم من هذا الذي‬ ‫يقول في هذه الرواية هنا: " فوضعتها في آخر براءة" وفي رواية ابن‬ ‫أبي داود: " فألحقتها في آخر براءة" ؟ أهو الحارث بن خزمة؟ ل، فإنه لم‬ ‫يكن ممن عهد إليه بجمع القرآن في المصحف، أهو عمر؟ ل، فالسياق‬ ‫23‬ ‫33‬ ‫43‬ ‫ مسند أحمد 042/3 حديث رقم 5171 و المصاحف لبن أبي داود ص 111‬‫ مجمع الزوائد للهيثمي 53/7‬‫ تعليق الشيخ شعيب في حاشية المسند 042/3‬‫32‬
  • 24. ‫ينفيه، لن هذه الرواية تزعم أنه أمر بوضعها في براءة، فهو غير الذي‬ ‫نفذ المر، أم هو الراوي عباد بن عبد ا بن الزبير؟ ل، إنه متأخر جدا‬ ‫عن أن يدرك ذلك.‬ ‫حتى لقد قال العجلي: " وأما روايته عن عمر بن الخطاب فمرسلة بل‬ ‫تردد". وأما ن ص تفسير ابن كثير في هذه الكلمة" فوضعوها في آخر‬ ‫ُ‬ ‫براءة" فإنه غير صحيح، ومخالف لنص المسند الذي يروي عنه، ولعلها‬ ‫تحريف أو تغيير من أحد الناسخين، فهذا الحديث ضعيف السناد منكر‬ ‫المتن، وهو أحد الحاديث التي يلعب بها المستشرقون وعبيدهم عندنا،‬ ‫يزعمون أنها تطعن في ثبوت القرآن، ويفترون على أصحاب رسول ا‬ ‫ما يفترون «53 .‬ ‫َ ٍ‬ ‫قال ابن حجر – رحمه ا - : » و أ َ ما ق و ل ع م ر ل و كا ن ت ث ل ثُ آ يا ت‬ ‫َ ّ َ ْ ُ ُ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َ‬ ‫ف ظا ه ر ه أ َ ن ه م كا نوا ي ؤ ل فو ن آ يا ت ال س و ر با ج ت ها د ه م و سا ئ ر ا ل َخ با رِ ت دُ ل‬ ‫َ ّ‬ ‫ّ َ ِ ِ ِْ َ ِ ِ ْ َ َ ِ ُ ْ َْ‬ ‫ُ َّ ُ َ َ ِ‬ ‫َ َ ِ ُ ُ ّ ُ ْ َ ُ‬ ‫ع لى أ َ ن ه م ل م ي ف ع لوا ش ي ئا م ن ذ ل ك إ ِ ل ب ت و قي ف «63 .‬ ‫ًَْ ِ ْ َِ َ ّ َِ ْ ِ ٍ‬ ‫ّ ُ ْ َ ْ َ ْ َُ‬ ‫ََ‬ ‫قال اللوسي – رحمه ا - : » أما ترتيب الي فكونه توقيفيا مما ل‬ ‫شبهة فيه حتى نقل جمع منهم الزركشي وأبو جعفر الجماع عليه من‬ ‫غير خلف بين المسلمين و النصوص متضافرة على ذلك .‬ ‫وما يدل بظاهره من الثار على أنه اجتهادي معارض ساقط عن درجة‬ ‫العتبار كالخبر الذي أخرجه ابن أبي داود بسنده عن عبد ا بن الزبير‬ ‫عن أبيه قال : أتى الحارث بن خزيمة بهاتين اليتين من آخر سورة براءة‬ ‫فقال : أشهد أني سمعتهما من رسول ا - صلى ا تعالى عليه وسلم -‬ ‫ووعيتهما فقال عمرو أنا أشهد لقد سمعتهما ثم قال لو كانت ثلث آيات‬ ‫53 - تعليق الشيخ شعيب في حاشية المسند 142/3‬ ‫63 - فتح الباري لبن حجر 51/9‬ ‫42‬
  • 25. ‫لجعلتها سورة على حدة فانظروا آخر سورة من القرآن فألحقوهما في‬ ‫آخرها- فإنه معارض بما ل يحصى مما يدل على خلفه «73 .‬ ‫و بعض المغرضين استنتج من هذا الحديث الضعيف أن القرآن الكريم‬ ‫لم يكن كله مكتوبا على زمن الرسول ص لى ا ع ل ي ه و س ل م - ،‬ ‫ُ ََْ ِ َ َّ َ‬ ‫َّ‬‫والحديث رغم ضعفه فل يصلح للحتجاج إل أنه أيضا ليس فيه ما يفيد أن‬ ‫ُ ََ ِ‬ ‫القرآن الكريم لم يكن كله مكتوبا على زمن الرسول ص لى ا ع ل يْ ه‬ ‫َّ‬‫و س ل م - بل يفيد أن القرآن كان مكتوبا مفرقا فآخر سورة التوبة لم‬ ‫َ َّ َ‬ ‫توجد مكتوبة إل عند هذا الصحابي و شهد صحابي آخر أنها مما كتبت‬ ‫بين يدى رسول ا ص لى ا ع ل ي ه و س ل م - فكتبت في المصحف .‬ ‫ُ ََْ ِ َ َّ َ‬ ‫َّ‬‫و على التسليم الجدلي أن القرآن الكريم لم يكن كله مكتوبا على زمن‬ ‫الرسول ص لى ا ع ل ي ه و س ل م - ل يكون ذلك قادحا في نقل القرآن ؛‬ ‫ُ ََْ ِ َ َّ َ‬ ‫َّ‬‫لن التعويل في نقل القرآن و توثيقه إنما هو على الرواية و السماع‬ ‫والتلقي طبقة عن طبقة إلى رسول ا - ص لى ا عليه وس لم - .‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫قال ابن الجزري – رحمه ا - : » إ ِ ن ا ل ع ت ما د في ن ق ل ا ل ق رآ ن ع لى‬ ‫َ ْ ِ ْ ُ ْ ِ ََ‬ ‫ّ ِ ِْ َ َ ِ‬ ‫ح ف ظ ا ل قُ لو ب وال ص دو ر ل ع لى ح ف ظ ا ل م صا حِ ف وا لْ ك ت ب، و ه ذ ه أ َ ش ر فُ‬ ‫ِ َ ُُ ِ َ َ ِ ِ ْ َ‬ ‫ِ ْ ِ ْ َ َ‬ ‫ّ ُ ِ َ ََ‬ ‫ِ ْ ِ ْ ُ ِ َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫خ صي ص ة م ن ال ل ه ت عا لى ل ه ذِ ه ا ل ُم ة، ف في ا لْ ح دي ث ال ص حي ح ا ل ذي ر وا ه‬ ‫ّ ِ ِ ّ ِ‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫ِ َ ِ ْ ّ ِ َ ِ‬ ‫َ ِ َ ٍ ِ َ ّ ِ َ َ َ‬ ‫م س ل م أ َ ن ال ن ب ي ص لى ال ل ه ع ل ي ه و س ل م -قا ل : إ ِ ن ر بي قا ل لي :ق م في‬ ‫ُ ْ ِ‬ ‫َ َ ِ‬ ‫ّ َّ‬ ‫ّ ُ ََْ ِ َ َّ َ َ َ‬ ‫ُ ِْ ٌ ّ ِّ ّ -َّ‬ ‫ق ر ي ش ف أ ن ذِ ر ه م ف ق ل ت ل ه :ر ب إ ِ ذا ي ث ل غوا ر أ سي ح تى ي د عو ه خ ب ز ة، ف قا ل:‬ ‫َ َ ُ ُ ُْ َ ً َ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َْ ِ‬ ‫ُ َْ ٍ ََْ ْ ُ ْ َ ُْ ُ َ ُ َ ّ ً ََْ ُ‬ ‫م ب ت لي ك و م ب ت لي ب ك و م ن ز ل ع ل ي ك ك تا با ل ي غ سِ ل ه ا ل ما ء، ت قْ ر ؤ ه نا ئ ما‬ ‫ِ َ َ ُْ ِ ٌ ََْ َ َِ ً َ َ ْ ُ ُ ْ َ ُ َ َ ُ ُ َ ِ ً‬ ‫َُِْ َ َ َُِْ‬ ‫و ي ق ظا ن، فا ب ع ث ج ن دا أ َ ب ع ث م ث ل ه م، و قا ت ل ب م ن أ َ طا ع ك م ن ع صا ك،‬ ‫ََ ْ َ َ َ ْ َ ْ ُْ ً ْ َ ْ َِْ ُ ْ َ َ ِ ْ ِ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ َ‬ ‫و أ َ ن ف ق ي ن ف ق ع ل ي ك.‬ ‫َ ْ ِ ْ ُْ َ ْ ََْ َ‬ ‫73‬ ‫ روح المعاني لللوسي 72/1‬‫52‬
  • 26. ‫ف أ خ ب ر ت عا لى أ َ ن ا ل ق رآ ن ل ي ح تا ج في ح ف ظ ه إ ِ لى ص حي فَ ة ت غ س ل با ل ما ء،‬ ‫َ ِ ٍ ُ ْ َ ُ ِ ْ َ ِ‬ ‫ِ ْ ِ ِ َ‬ ‫ّ ْ ُ ْ َ َ َ َْ ُ ِ‬ ‫ََ َْ َ َ َ َ‬ ‫ب ل ي ق ر ءو ه في ك ل حا ل ك ما جا ء في ص ف ة أ ُ م ت ه : " أ َ نا جي ل ه م في ص دو ر هِ مْ‬ ‫ُ ُ ِ‬ ‫َ ِ ُ ُ ْ ِ‬ ‫ِ َ ِ ِّ ِ‬ ‫ُ ّ َ ٍ َ َ َ َ ِ‬ ‫َ ْ َ ْ َ ُ ُ ِ‬ ‫" ، و ذ ل ك ب خ ل ف أ َ ه ل ا ل ك تا ب ا ل ذي ن ل ي ح ف ظو ن ه ل في ا لْ ك ت ب و ل ي ق ر ءو ن ه‬ ‫ُُ ِ َ َ َ ْ َ ُ َ ُ‬ ‫َ َِ َ ِ ِ َ ِ ْ ِ ْ َِ ِ ّ ِ َ َ َ ْ َ ُ َ ُ َ ِ‬ ‫ك ل ه إ ِ ل ن ظ را ل ع ن ظ ه ر ق ل ب «83 .‬ ‫ُّ ُ ّ َ َ ً َ َ ْ َ ْ ِ َْ ٍ‬ ‫الرد على سؤالهم كيف يكون القرآن قد وصل إلى المسلمين كامل و قد‬ ‫مات الكثير من حفظة القرآن ؟‬ ‫يردد بعض المغرضين هداهم ا للسلم أن الكثير من حفظة القرآن‬ ‫قد مات فمن المستحيل أن يكون القرآن الحالي حاويا لجميع ما أنزل و‬ ‫قد قال ع مر بن الخطاب – رضي ا عنه - لبي بكر – رضي ا عنه -:‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ َ َْ ِ ّ‬ ‫إ ِ ن ال ق ت لَ ق دْ ا س ت ح ر ي و م ال ي ما م ة ب ق را ء ال ق رآ ن، و إ ِ ني أ َ خ شى أ َ ن ي س ت ح ر‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ ْ ِ َ ّ‬ ‫َْ َ ّ َ ْ َ َ َ َ ِ ِ ُ ّ ِ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ّ‬ ‫ْ َْ ُ َ‬ ‫ال ق ت ل بال ق را ء با ل م وا ط ن، ف ي ذْ ه ب ك ثي ر م ن ال قُ رآ ن، و إ ِ ني أ َ رى أ َ ن ت أ م ر‬ ‫َ‬ ‫ْ ِ َ ّ‬ ‫َْ ُ ِ ُ ّ ِ ِ ْ َ َ ِ ِ ََ َ َ َِ ٌ ِ َ‬ ‫ب ج م ع ال ق رآ ن .‬ ‫ُ ْ ِ‬ ‫ِ َ ْ ِ‬ ‫و عن الحسن البصري أن عمر بن الخطاب – رضي ا عنه - سأل عن آية‬ ‫من كتاب ا فقيل : كانت مع فلن، قتل يوم اليمامة, فقال: إنا لله, فأمر‬ ‫بالقرآن فجمع, فكان أول من جمعه في المصحف .‬ ‫ََ ََ ّ ُ َ َ ْ ِ َ ُ ْ ٌ َِ ٌ َ ُِ َ َُ َ ُ ُ‬ ‫و ع ن ا ب نِ ش ها ب قا ل : » ب ل غ نا أ َ ن ه كا ن أ ُ ن ز ل ق رآ ن ك ثي ر، ف ق ت ل ع ل ما ؤ ه‬ ‫ِ َ ٍ َ َ‬ ‫َ ِ ْ‬ ‫ي و م ا ل ي ما م ة، ا ل ذي ن كا نوا ق دْ و ع و ه ف ل م ي ع ل م ب ع د ه م و لَ م ي كْ ت ب، ف ل ما‬ ‫َ َ َ ْ ُ ََ ْ ُ َْ ْ َ ْ َ ُ ْ َ ْ ُ َ ْ ََ ّ‬ ‫َ ْ َ َْ َ َ ِ ّ ِ َ َ ُ‬ ‫َ َ َ ُ َ ْ ٍ َ ُ َ ُ َ ُْ َ ُ ْ ُ ْ َ ََ ْ ُ َ ْ َ َ َ ٍ َ ْ َ ُ ْ َ َِ َ‬ ‫ج م ع أ َ بو ب ك ر و ع م ر و ع ث ما ن ا ل ق رآ ن و ل م يو ج د م ع أ َ ح د ب ع د ه م، و ذ ل ك‬ ‫في ما ب ل غ نا، ح م ل ه م ع لى أ َ ن ي ت ب عوا ا ل ق رآ ن ف ج م عو ه في ال صّ ح ف في‬ ‫ُ ِ ِ‬ ‫ْ ُ ْ َ َ َ َ ُ ُ ِ‬ ‫ْ َِّ ُ‬ ‫َ ََ ُ ْ ََ‬ ‫ِ َ ََ ََ‬ ‫خ ل ف ة أ َ بي ب ك ر خ ش ي ة أ َ ن ي ق ت ل ر جا ل م ن ا لْ م س ل مي ن في ا لْ م وا ط ن م عَ هُ مْ‬ ‫َ َ ِ ِ َ‬ ‫ُ ِْ ِ َ ِ‬ ‫َ ْ ٍ َ َْ َ ْ ُ َْ َ ِ َ ٌ ِ َ‬ ‫ِ َ َ ِ ِ‬ ‫ِ َ َ َ ُ ْ ِ َ ْ ُ ْ ِ َ َ ُ َ ُ ِْ َ َ ٍ‬ ‫ك ثي ر م ن ا ل ق رآ ن، ف ي ذ ه بوا ب ما م ع ه م م ن ا ل ق رآ ن، و ل يو ج د ع ن د أ َ ح د‬ ‫َِ ٌ ِ َ ْ ُ ْ ِ ََ ْ َُ‬ ‫ب ع د ه م، ف و ف ق ال ل ه ع ث ما ن ف ن س خ ت ل ك ال ص ح ف في ا لْ م صا ح ف، ف ب عَ ث ب ها‬ ‫َ ِ َ‬ ‫َ َ ِ ِ ََ‬ ‫ّ ُ َ ِ‬ ‫َ ْ َ ُ ْ َ َ ّ َ ّ ُ ُْ َ َ ََ َ َ ِْ َ‬ ‫83‬ ‫ النشر في القراءات العشر لبن الجزري ص 6‬‫62‬
  • 27. ‫إ ِ لى ا ل َم صا ر، و ب ث ها في ا ل م س ل مي ن « 93 ، و استدل المغرضين بهذا الحديث‬ ‫ْ ُ ِْ ِ َ‬ ‫ْ ْ َ ِ ََّ َ ِ‬ ‫َ‬ ‫على أنه كان عند الق راء ا لذين قتلوا في حرب ال ر دة قرآن لم يكن عند‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫غيرهم، ولم يعلمه أحد بعدهم، فهذا يعني ذهاب جزء من القرآن .‬ ‫وقال سفيان الثوري : » وبلغنا أن ناسا من أصحاب النبي - صلى ا‬ ‫عليه و سلم - كانوا يقرؤون القرآن أصيبوا يوم مسيلمة فذهبت حروف‬ ‫04‬ ‫من القرآن « .‬ ‫و استدلوا بما أخرجه أ َ بو عبيد وا بن الضريس وا بن ا ل َن با ري في‬ ‫ِ‬ ‫ْ َْ ِ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ا ل م صا حف عن ا بن عمر قا ل : ل ي قو لن أحد كم قد أخذت ا ل ق رآن كله ما‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫»َ َ ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ ِ‬ ‫يدريه ما كله قد ذهب م ن ه ق رآن كثير و َ ل كن ليقل : قد أخذت ما ظهر م نْ ه‬ ‫ِ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ِ‬ ‫ِْ ُ ُ ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫« قالوا و هذا يثبت أن القرآن الحالي ل يتضمن جميع ما كان مسطورا‬ ‫في اللوح المحفوظ .‬ ‫ْ ٌ َ ْ‬ ‫و استدلوا بما ر واه أ َ بو ن ع ي م ا ل ف ض ل ب ن د كَ ي ن قا ل ح د ث نا سَ ي ف ع ن‬ ‫ُ ُ َْ ٍ ْ َ ْ ُ ْ ُ ُ ْ ٍ َ َ َ ََّ‬ ‫َ َ‬ ‫م جا ه د قا ل : »كا ن ت ا ل َح زا ب م ث ل سو ر ة ا ل ب قَ ر ة أ َ و أ َ ط و ل وَ ل ق د ذ هَ ب ي وْ مَ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ ِ ْ ْ َ ُ ِْ َ ُ َ ِ َْ َ ِ ْ ْ َ َ َ َ ْ َ‬ ‫ُ َ ِ ٍ َ َ‬ ‫14‬ ‫م س ي ل م ة ق رآ ن ك ثي ر و ل م ي ذ ه ب م ن ه ح ل ل و ل ح را م « .‬ ‫ُ َِْ َ َ ُ ْ ٌ َِ ٌ ََ ْ َ ْ َ ْ ِْ ُ َ َ ٌ َ َ َ َ ٌ‬ ‫ومن هنا استنتجوا أن كثيرا من آيات القرآن لم يكن لها قيد سوى تحفظ‬ ‫الصحابة وكان بعضهم قد قتلوا في المغازي والحروب وذهب معهم ما‬ ‫كانوا يحفظونه من قبل أن يوعز أبو بكر إلى زيد بن ثابت بجمعه فلذلك‬ ‫لم يستطع زيد أن يجمع سوى ما كان يتحفظه الحياء .‬ ‫93‬ ‫04‬ ‫14‬ ‫ المصاحف لبن أبي داود ص 99‬‫ رواه عبد الرزاق في مصنفه 923/7 ، و الدر المنثور للسيوطي 885/6‬‫ التمهيد لما في الموطأ من المعاني و السانيد 572/4‬‫72‬
  • 28. ‫َْ َ َ ْ َْ َ ّ َ ْ َ َ َ َ ِ ِ ُ ّ ِ‬ ‫أما قول عمر – رضي ا عنه - : إ ِ ن ال ق ت ل ق د ا س ت ح ر ي و م ال ي ما م ة ب ق را ء‬ ‫ّ‬ ‫َ ْ َ َ َِ ٌ‬ ‫ال ق رآ ن، و إ ِ ني أ َ خ شى أ َ ن ي س ت ح ر ال ق ت ل بال ق را ء با لْ م وا ط ن، فَ ي ذ ه ب ك ثي ر‬ ‫َْ ُ ِ ُ ّ ِ ِ َ َ ِ ِ‬ ‫ْ َ َْ ِ ّ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ ْ ِ َ ّ‬ ‫ِ ّ‬ ‫م ن ال ق رآ ن فالحديث يدل على وجود عدد كثير من القراء الحياء ؛ ل َن‬ ‫ُ ْ ِ‬ ‫ِ َ‬ ‫ا ل خ ش ي ة إ ِ ن ما ت كو ن م ما ل م يو ج د م ن ا ل م كا ر ه ، و لو كان عدد القراء‬ ‫ْ َ َْ َ ّ َ َ ُ ُ ِ ّ َ ْ ُ َ ْ ِ َ ْ َ َ ِ ِ‬ ‫الحياء قليل لقال : أ َ خ شى أ َ ن ي س ت ح ر ال ق ت لُ بال ق را ء في معركة أخرى أو‬ ‫َْ ِ ُ ّ ِ‬ ‫ْ َ َْ ِ ّ‬ ‫ْ َ‬ ‫موطن آخر ، وليس أ َ خ شى أ َ ن ي س ت ح ر ال ق ت ل بال ق را ء بالمواطن .‬ ‫َْ ُ ِ ُ ّ ِ‬ ‫ْ َ َْ ِ ّ‬ ‫ْ َ‬ ‫و قال الزرقاني رحمه ا - : » نفس ما كان يتحفظه الشهداء من‬ ‫القراء كان يتحفظه كثير غيرهم أيضا من الحياء الذين لم يستشهدوا‬ ‫ولم يموتوا بدليل قول عمر : و أخشى أن يموت القراء من سائر‬ ‫المواطن و معنى هذا أن القراء لم يموتوا كلهم . إنما المسألة مسألة‬ ‫خشية وخوف . و معلوم أن أبا بكر كان من الحفاظ وكذلك عمر وعثمان‬ ‫وعلي وزيد بن ثابت وغيرهم وهؤلء عاشوا حتى جمع القرآن في‬ ‫الصحف وعاش منهم من عاش حتى نسخ في المصاحف وحينئذ فكتابة‬ ‫زيد ما كتبه هي كتابة لكل القرآن لم تفلت منه كلمة ول حرف « 24.‬ ‫أما أثر الحسن أن عمر بن الخطاب سأل عن آية من كتاب ا، فقيل:‬ ‫كانت مع فلن فقتل يوم اليمامة، فقال: إنا لله، فأمر بالقرآن فجمع،‬ ‫فكان أول من جمعه في المصحف فهذا منقطع ؛ فإن الحسن لم يدرك‬ ‫عمر34 فالرواية ضعيفة من جهة الرواية و السند و عليه فل يصلح‬ ‫الستدلل بها و ل يلزمنا ما زعموا.‬ ‫أما من جهة المتن فقد قال محمد الكردي – رحمه ا - : » ) و يحتار‬ ‫بعضهم ( في فهم هذه الرواية كيف أن الية التي سأل عنها عمر ل‬ ‫توجد إل مع فلن الذي قتل يوم اليمامة فنقول أن منطوق الرواية ل يدل‬ ‫على حصر الية عند فلن فهناك غيره ممن يحفظها أيضا فعمر لما سمع‬ ‫24 - مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني 272/1‬ ‫34‬ ‫- فضائل القرآن لبن كثير ص 95‬ ‫82‬
  • 29. ‫بقتل فلن يوم اليمامة خاف من قتل حفاظ كلم ا تعالى أن يضيع‬ ‫القرآن فراجع أبا بكر في ذلك حتى جمعه في الصحف «44.‬ ‫َ ُ َ ْ ً ََ ُ‬ ‫و قال ابن حجر – رحمه ا - : »و وقع ع ند بن أ َ بي دا و د أ َ ي ضا ب يا ن‬ ‫ِ‬ ‫ِْ‬ ‫َ َ‬ ‫ال س ب ب في إ ِ شا ر ة ع م ر ب ن ا ل خ طا ب ب ذ ل ك ف أ خ ر ج م ن ط ري ق ا ل حَ س نِ أ َ نّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ِ ُ َ َ ْ ِ ْ َ ّ ِ ِ َِ َ ََ ْ َ َ ِ ْ َ ِ ِ ْ‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫ُ َ َ ََ َ َ ْ َ ٍ ِ ْ َِ ِ ّ ِ َ ِ َ َ َ ْ َ َ ُ َ ٍ َ ُِ َ َ ْ َ َْ َ َ ِ‬ ‫ع م ر س أ ل ع ن آ ي ة م ن ك تا ب ال ل ه ف قي ل كا ن ت م ع ف ل ن ف ق ت ل ي و م ا ل ي ما م ة‬ ‫ف قا ل إ ِ نا ل ل ه و أ َ م ر ب ج م ع ا ل ق رآ ن ف كا ن أ َ و ل م ن جَ م ع ه في ا لْ م ص ح ف ،‬ ‫ُ ْ َ ِ‬ ‫َ َ ُ ِ‬ ‫َ َ َ ّ ِّ ِ َ َ َ ِ َ ْ ِ ْ ُ ْ َ َ َ َ ّ َ َ ْ‬ ‫و ه ذا م ن قَ ط ع ف إ ن كا ن - الثر - م ح فو ظا ح م ل ع لى أ َ ن ا لْ م را د ب ق و ل ه‬ ‫ُ َ َ ِ َ ِْ ِ‬ ‫ّ‬ ‫َ ْ ُ ً ُ ِ َ ََ‬ ‫َ َ َ ُْ ِ ٌ َِ ْ َ َ‬ ‫ف كا ن أ َ و ل م ن ج م ع ه أ َ ي أ َ شا ر ب ج م ع ه في خِ ل ف ة أ َ بي ب ك ر ف ن س ب ا ل جَ م عَ‬ ‫َ ْ ٍ ََ َ َ ْ ْ‬ ‫َ َ ِ ِ‬ ‫َ َ َ ّ ُ َ ْ َ َ َ ُ ْ َ َ ِ َ ْ ِ ِ ِ‬ ‫إ ِ ل ي ه ل ذ ل ك «54 .‬ ‫َْ ِ ِ َِ َ‬ ‫أما رواية الزهري عن قتل حفظة للقرآن في موقعة اليمامة فهذا من‬ ‫بلغات الزهري ،و ال زهر ي لم يشهد زمان اليمامة ، بل لم يكن ولد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يومئذ ، فحرب المرت دين كانت سنة )21( للهجرة ، وال زهر ي ولد سنة )‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫05( أو بعدها، فبينه وبين الحدث نحو أربعين عاما أو أكثر، ولم يذكر‬ ‫هذا الخبر عن أحد64 .‬ ‫و قال احمد بن سنان – رحمه ا - : » كان يحيى بن سعيد ل يرى‬ ‫إرسال الزهري وقتادة شيئا, ويقول : هو بمنزلة الريح , ويقول :‬ ‫هؤلء قوم حفاظ كانوا إذا سمعوا الشيء علقوه «74 .‬ ‫وقول الزهري بلغنا كقولهم يقال و يحكى و يذكر و جاء عنه كذا و‬ ‫يروى و روى عنه كذا و هذه كلها صيغة تمريض للسند ، وفي السند‬ ‫44 - تاريخ القرآن الكريم لمحمد الكردي الخطاط ص 52 - 62‬ ‫54 - فتح الباري لبن حجر 9/ 51‬ ‫64 - المقدمات الساسية في علوم القرآن لعبد ا الجديع ص 961‬ ‫74 - تهذيب التهذيب لبن حجر 893/9‬ ‫92‬
  • 30. ‫انقطاع ، و ل نعرف درجة الساقط من السند و عليه فالرواية ضعيفة‬ ‫سندا فل يلزمنا ما زعموا .‬ ‫و على التسليم الجدلي بصحة الخبر فيمكن حمله على ما نسخ تلوته و‬ ‫ما لم يتواتر ، والقرآن الذي بين أيدينا هو المنقول بالتواتر وهناك‬ ‫آيات نسخت تلوتها و لم ينسخ حكمها و عن عمر - رضي ا عنه - أنه‬ ‫قال : » كان فيما أنزل آية الرجم فقرأناها ووعيناها وعقلناها. ورجم‬ ‫رسول ا ، و رجمنا بعده . . . «84.‬ ‫و قال اللوسي – رحمه ا - : » أجمعوا على عدم وقوع النقص فيما‬ ‫تواتر قرآنا كما هو موجود بين الدفتين اليوم، نعم أسقط زمن الصديق‬ ‫ما لم يتواتر وما نسخت تلوته وكان يقرأه من لم يبلغه النسخ وما لم‬ ‫يكن في العرضة الخيرة ولم يأل جهدا رضي ا تعالى عنه في‬ ‫تحقيق ذلك إل أنه لم ينتشر نوره في الفاق إل زمن ذي النورين فلهذا‬ ‫نسب إليه كما روي عن حميدة بنت يونس أن في مصحف عائشة رضي‬ ‫ا عنها إ ِ ن ال ل ه و مل ئ ك ت ه ي ص لو ن ع لى ال ن ب يّ يا أ َ ي ها ا لّ ذي ن آ م نوا ص لوا‬ ‫َّ‬ ‫ِ َ َُ‬ ‫ّ َ‬ ‫ِّ‬ ‫ّ ّ َ َ َ ِ ََ ُ ُ َّ َ ََ‬ ‫ع ل ي ه و س ل موا ت س ليما - وعلى الذين يصلون الصفوف الول- وأن ذلك‬ ‫َ ِْ‬ ‫ََْ ِ َ َّ ُ‬ ‫قبل أن يغير عثمان المصاحف «94 .‬ ‫َ ْ ٍ َ َْ َ ْ‬ ‫و قول الزهري : )ف ج م عو ه في ال ص ح ف في خِ ل ف ة أ َ بي ب ك ر خ ش ي ة أ َ ن‬ ‫َ َ ِ ِ‬ ‫ّ ُ ِ ِ‬ ‫َ َ َ ُ ُ ِ‬ ‫ي ق ت ل ر جا ل م ن ا ل م س ل مي ن في ا ل م وا ط ن م عَ ه م ك ثي ر م ن ا لْ ق رآ ن، ف ي ذ ه بوا‬ ‫ُ ْ ِ ََ ْ َُ‬ ‫ْ َ َ ِ ِ َ ُ ْ َِ ٌ ِ َ‬ ‫ُ َْ َ ِ َ ٌ ِ َ ْ ُ ِْ ِ َ ِ‬ ‫ب ما م ع ه م م ن ا ل ق رآ ن ( دليل على عدم حدوث قتل لكل حملة القرآن و‬ ‫ِ َ َ َ ُ ْ ِ َ ْ ُ ْ ِ‬ ‫أن قراء كثيرين ما زاولوا موجودين ؛ ل َن ا لْ خ ش ي ة إ ِ ن ما ت كو ن م ما ل م‬ ‫َ َْ َ ّ َ َ ُ ُ ِ ّ َ ْ‬ ‫ِ ّ‬ ‫يو ج د م نَ ا ل م كا ر ه ف خ ش ي ة أ َ ن ي ق ت ل ر جا ل م ن ا ل م سْ ل مي ن في ا ل م وا طِ ن‬ ‫ِ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ َْ َ ْ ُ َْ َ ِ َ ٌ ِ َ ْ ُ ِ ِ َ ِ‬ ‫ْ َ َ ِ ِ‬ ‫ُ َ ْ ِ‬ ‫م ع ه م ك ثي ر م ن ا ل ق رآ ن أي لم يقتل هؤلء الرجال بعد .‬ ‫َ َ ُ ْ َِ ٌ ِ َ ْ ُ ْ ِ‬ ‫84‬ ‫94‬ ‫ رواه البخاري في صحيحه رقم ) 2446 ( و رواه مسلم في صحيحه رقم ) 1961 ( .‬‫ روح المعاني لللوسي 62/1‬‫03‬
  • 31. ‫و أكثر ال صحابة ا لذين أمر ال نب ي - صلى ا عليه وسلم - بأخذ القرآن‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عنهم أو عرفوا بحفظه في عهده، كأب ي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد‬ ‫ّ‬ ‫بن ثابت وعبد ا بن مسعود وأبي ال درداء و عبد ا بن عمرو بن‬ ‫ّ‬ ‫العاص؛ كانوا أحياء عند الجمع ال ول للقرآن، بل أكثرهم بقي إلى‬ ‫ّ‬ ‫زمان الجمع ال ثاني في عهد عثمان .‬ ‫ّ‬ ‫فقد كان جميع القرآن عند هؤلء، فلم يكن لمقتل من قتل في حرب‬ ‫ال ر دة من أثر على شيء من القرآن05.‬ ‫ّ ّ‬ ‫و هل نص الثر أن كل حفظة القرآن الكريم كانوا في يوم اليمامة و‬ ‫أن كل حفظة القرآن ماتوا في يوم اليمامة أو مات الكثير منهم ؟!!‬ ‫وهل نص الثر أل يوجد حفظة للقرآن الكريم في باقي المواطن و‬ ‫المصار ؟!‬ ‫أما أثر سفيان الثوري فهو يقول بلغنا و هذا كقولهم يقال و يحكى و‬ ‫يذكر و جاء عنه كذا و يروى و روى عنه كذا و هذه كلها صيغة تمريض و‬ ‫تضعيف للسند ، والثوري لم يشهد زمان اليمامة, بل لم يكن ولد يومئذ,‬ ‫فحرب المرتدين كانت سنة 21 ه , و الثوري ولد سنة 59 هـ ، ففي السند‬ ‫انقطاع ، و ل نعرف درجة الساقط من السند و عليه فالرواية ضعيفة‬ ‫سندا فل يلزمنا ما زعموا .‬ ‫َ ُ ِ َ ِ َ ْ ُ ْ ِ َ ْ َ‬ ‫أما أثر ابن عمر فقد ذكره أبو عبيدة في با بُ ما ر ف ع م ن ا ل ق رآ ن ب ع د‬ ‫َ‬ ‫ن زو ل ه و ل م ي ث ب ت في ا ل م صا ح ف ص 023 ، و ذكره السيوطي في معترك‬ ‫ْ َ َ ِ ِ‬ ‫ُ ُ ِ ِ ََ ْ َُْ ُ ِ‬ ‫05‬ ‫ المقدمات الساسية في علوم القرآن لعبد ا الجديع ص 171‬‫13‬
  • 32. ‫القران في إعجاز القرآن فيما نسخ تلوته دون حكمه ثم قال ، وقد‬ ‫أورد بعضهم فيه سؤا ل ً ، و هو : ما الحكمة في رفع التلوة مع بقاء‬ ‫الحكم، وه ل ّ أبقيت التلوة ليجتمع العمل بحكمها و ثواب تلوتها ؟ .‬ ‫وأجاب صاحب الفنون بأن ذلك ليظهر به مقدار طاعة هذه المة في‬ ‫المسارعة إلى بذل النفوس بطريق الظن من غير استفصال لطلب‬ ‫طريق مقطوع به، فيسرعون بأيسر شيء، كما سارع الخليل إلى ذبح‬ ‫ولده بمنام، والنائم أدنى طريق الوحيوأمثلة هذا الضرب كثيرة ، قال أبو‬ ‫عبيد : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن أيوب ، عن نافع، عن ابن عمر‬ ‫، قال ل يقو ل ن أحدكم قد أخذت القرآن كله و ما يدريه ما كله ، قد‬ ‫َ ّ‬ ‫:‬ ‫ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل قد أخذت منه ما ظهر 15 .‬ ‫ومن هنا يحمل أثر ابن عمر على ما نسخت تلوته فقد أسقط زمن أبو‬ ‫بكر – رضي ا عنه - ما لم يتواتر وما نسخت تلوته ، وكان يقرؤه من‬ ‫لم يبلغه النسخ .‬ ‫أما أثر مجاهد فمجاهد لم يشهد زمان اليمامة, بل لم يكن ولد يومئذ,‬ ‫فحرب المرتدين كانت سنة 21 ه, ومجاهد ولد سنة 12 هـ ، ففي السند‬ ‫انقطاع ، و ل نعرف درجة الساقط من السند و عليه فالرواية ضعيفة‬ ‫سندا فل يلزمنا ما زعموا .‬ ‫و على التسليم الجدلي بصحة الخبر فيمكن حمله على ما نسخ تلوته .‬ ‫و في ال رواية ال صحيحة لجمع القرآن على عهد أبي بكر أ نه أمر زيد بن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ثابت بذلك، وجرى بينهما مراجعات ح تى اقتنع زيد، فلو كان شيء من‬ ‫ّ‬ ‫15 - معترك القران في إعجاز القرآن للسيوطي 59/1‬ ‫23‬
  • 33. ‫القرآن ذهب حقيقة، لكان ذكر ذلك أقوى في ح جة أبي بكر لقناع زيد،‬ ‫ّ‬ ‫وإ نما دفع أبا بكر لذلك الخوف على مستقبل القرآن من عوارض ال زمن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كما يستفاد بوضوح من ال رواية25 .‬ ‫ّ‬ ‫أضف إلى ذلك أن أكثر ال صحابة ا لذين أمر ال نب ي - صلى ا عليه وسلم -‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بأخذ القرآن عنهم أو عرفوا بحفظه في عهده، كأب ي بن كعب ومعاذ بن‬ ‫ّ‬ ‫جبل وزيد بن ثابت وعبد ا بن مسعود وأبي ال درداء وعبد ا بن عمرو‬ ‫ّ‬ ‫بن العاص ؛ كانوا أحياء عند الجمع ال ول للقرآن ، بل أكثرهم بقي إلى‬ ‫ّ‬ ‫زمان الجمع ال ثاني في عهد عثمان .‬ ‫ّ‬ ‫فقد كان جميع القرآن عند هؤلء، فلم يكن لمقتل من قتل في حرب‬ ‫ال ر دة من أثر على شيء من القرآن35.‬ ‫ّ ّ‬ ‫و يمكن أن نقول إن كان لهذه ال رواية أصل، فيكون القرآن ا لذي لم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يعلم ولم يكتب هو م ما نسخت تلوته ، فإ ن بعض ال صحابة بقي يحفظ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال شيء من المنسوخ ح تى بعد جمع القرآن ، م ما يد ل على إمكان حمل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بعض من قتل في حرب ال ر دة لشيء من ذلك ، ولذلك نقول : كان‬ ‫ّ ّ‬ ‫مستند الجمع المكتوب ا لذي خ لفه رسول ا - صلى ا عليه وسلم - ،‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مع ضدا بحفظ من شهد العرضة الخيرة زيد بن ثابت ، وإقرار عا مة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال صحابة عليه45.‬ ‫ّ‬ ‫و ل شك أن القرآن الكريم قد توافر له من دواعي الحفظ ما لم يتيسر‬ ‫لكتاب غيره قط ،و العلم بتفصيل القرآن و أبعاضه في صحة نقله‬ ‫كالعلم بجملته وجرى ذلك مجرى ما علم ضرورة من الكتب المصنفة‬ ‫25‬ ‫35‬ ‫45‬ ‫ المقدمات الساسية في علوم القرآن لعبد ا الجديع ص 171‬‫ المقدمات الساسية في علوم القرآن لعبد ا الجديع ص 171‬‫ المقدمات الساسية في علوم القرآن لعبد ا الجديع ص 271‬‫33‬
  • 34. ‫ككتاب سيبويه والمزني فإن أهل العناية بهذا الشأن يعلمون من‬ ‫تفصيلها ما يعلمونه من جملتها حتى لو أن مدخل أدخل في كتاب‬ ‫سيبويه بابا من النحو ليس من الكتاب لع رف و م يز، و ع لم أ نه م ل حَ ق‬ ‫ٌ‬ ‫ّ ُْ‬ ‫ُِ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ ِ‬ ‫وليس من أصل الكتاب وكذا القول في كتاب المزني ومعلوم أن العناية‬ ‫بنقل القرآن وضبطه أصدق من العناية بضبط كتاب سيبويه ودواوين‬ ‫الشعراء55.‬ ‫و العلم بصحة نقل القرآن كالعلم بالبلدان والحوادث الكبار والوقائع‬ ‫العظام، والكتب المشهورة، وأشعار العرب المسطورة، فإن الغاية‬ ‫اشتدت والدواعي توفرت على نقله وحراسته ... وعلماء المسلمين قد‬ ‫بلغوا في حفظه وحمايته الغاية حتى عرفوا كل شيء اختلف فيه من‬ ‫إعرابه وقراءته وحروفه وآياته فكيف يجوز أن يكون مغيرا أو منقوصا‬ ‫مع العناية الصادقة والضبط الشديد ؟!! 65.‬ ‫و لله در المام الباقلني حيث قال : » ويستحيل أن يكونوا – أي‬ ‫الصحابة - إ نما تركوا إثبات ما سقط عليهم من القرآن لج لِ هلك من‬ ‫ّ‬ ‫كان يحف ظ تلك السو ر واليات، التي ترك القو م إثباتها إ ما بالقتل أو‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫الموت لمرين:‬ ‫أحدهما: أنه كان ل بد في وضع العادة ومست قرها من أن يتحدث‬ ‫َ‬ ‫الباقون من ال مة بأ نه قد ذهب قرآن كثير وسور وآيات من سو ر بقيت‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫منتثر ة بذهاب حفاظها، لنه ل ب دّ أن يكون عل م ذلك مشهورا مستقرا‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫عندنا في ال مة.‬ ‫ّ‬ ‫وإن كانوا ل يحفظون ذهاب الذاهب على ترتيبه ونظامه وتع ينه كما‬ ‫ّ‬ ‫يعل م أه ل بل د وإقليم من أقاليم المسلمين وقري ة من قراهم اليوم أ نّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫من حفظ من الكهف إلى الناس فإ نه لم يحفظ جميع القرآن، وأن من‬ ‫ّ‬ ‫55‬ ‫65‬ ‫ تفسير اللوسي 52/1‬‫ تفسير اللوسي 52/1‬‫43‬
  • 35. ‫حفظ عشرين آي ة من سورة البقرة فلم يحفظ سائرها، وإن ما لم‬ ‫ً‬ ‫يح ف ظه زيد من السور هي السورة التي تس مى كذا وسور ة كذا، وإن لم‬ ‫َ‬ ‫ُ ّ‬ ‫َ ْ‬ ‫يحفظوا هم أيضا ذلك الق دْ ر .‬ ‫َ‬ ‫ل ن القرآن كان أشهر عندهم وأظهر من أن يخفى أم ره ؛ لنهم كانوا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ي ت لقون ذلك من رسول ا- ص لى ا عليه - ، سو ر ه مرتبة منظومة على‬ ‫ُ ُ ُ‬ ‫ّ‬ ‫َََ‬ ‫سبيل ما يتلقنه النا س اليوم ، وكان من ل يحفظ السورة منه يعل م أن‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫في القرآن سور ة تدعى بكذا وإن كان ل يحفظها، هذه هي العاد ة في‬ ‫ُ‬ ‫ً ُ‬ ‫علم الناس بالقرآن ومعرفتهم بجملته حفاظا كانوا له أو غير حفاظ.‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وإذا كان ذلك كذلك وجب أنه لو سقط من القرآن سو ر وآيا ت لهلك من‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫كان يحف ظ ذلك أن يع لم الباقو ن من الم ة أ نه قد ذ ه ب كثي ر من القرآن،‬ ‫ٌ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ِ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫وأن يتحدثوا بينهم حديثا ل يمك ن معه الجه ل بما ضاع من القرآن لذهاب‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ح ف ظته .‬ ‫َ َ َ‬ ‫ولو كان منهم قو ل في ذلك و ت ح د ث به لوجب أن ينقل ذلك عنهم، ويتسع‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ ّ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ذك ره فيهم، وفي علمنا بأ ن ذلك لم يكن: دلي ل على بطلن هذه الدعوى‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫.‬ ‫ُ‬ ‫والوجه الخر : أنه ل يجوز في مسق ر العادة أن يتف ق القت ل والمو ت‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫والهل ك بأي وج ه كان بجميع من كان يحف ظ الذاهب من القرآن وبقا ءُ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫الحافظين لغيره، كما أنه ل يجوز أن ي تفق هلك جميع من يحف ظ سور ةَ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الكهف وبقا ء جميع من يحف ظ مري م و ع ط ب كل حاف ظ لشعر جري ر وبقاء‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫كل حافظ لشعر الفرزدق، وهل ك جميع المرجئة وبقا ء سائر المعتزلة .‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫53‬
  • 36. ‫و ع ط ب جميع من يحف ظ مسائل وبقا ء جميع الح فا ظ للوصايا، ك ل هذا‬ ‫ّ‬ ‫ّ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫باط ل ممتن ع في مستقر العادة، وذلك ل يجوز فيها هل ك جميع من حفظ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫شيئا من كتاب ا، وبقا ء الحافظين لغيره منهم.‬ ‫ُ‬ ‫وإذا كان ذلك كذلك ثبت أ نه ل يجوز سقو ط شي ء من القرآن بهذا الضرب‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫من الضياع وهل ك الحفاظ له دون الحافظين لغيره، فإذا كان كذلك ثبت‬ ‫ُ‬ ‫بهذه الجملة أنه ل يجوز ضيا ع شي ء من كتاب ا تعالى وذهابه على‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫المة بوج ه من الوجوه التي عددناها ووصفناها، ول فرق بين أن يقول‬ ‫ٍ‬ ‫القائل إ ن الذاهب على المة سو ر من القرآن أو سورة منه طويل ة أو‬ ‫ٌ‬ ‫ُ ٌ‬ ‫ّ‬ ‫قصيرة أو آيات أو آي ة من سورة لجل أ ن جميع القرآن كان ظاهرا‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫مستفيضا عندهم على‬ ‫عصر الرسول وحين أدائه إليهم و تبليغ ه لهم « 75.‬ ‫ِ‬ ‫الرد على سؤالهم : لماذا ترك نبي السلم المة السلمية بل مصحف‬ ‫مجموع و ل كتاب يحوي القرآن كامل ل مبعثرا ؟‬ ‫يتساءل كثير من المغرضين عن السر في عدم أمر النبي - صلى ا عليه‬ ‫وسلم - الصحابة بجمع القرآن في مصحف واحد و ما المانع من جمع‬ ‫القرآن في مصحف واحد في عهد النبي - صلى ا عليه وسلم - ؟‬ ‫75‬ ‫ النتصار للقرآن للباقلني 821/1‬‫63‬