فن التدبر في القرآن الكريم

wayislam

Introducing Islam religion Definition Islam religion Definition of the Messenger of Allah Peace be upon him the site is translated into eleven languages for everything related to the Prophet of mercy, may Allah bless him and grant him peace, where he finds a researcher everything related to the Holy Prophet of subjects read audio and video for his speeches for Chinese language : http://rasoulallah.net/index.php/zh/home/ for English language : http://rasoulallah.net/index.php/en/home/ Definition Islam http://www.alresalah.net/index.jsp

فن التدبر في القرآن الكريم
في التدبر في القرآن الكريم ٥ 
بسم الله الرحمن الرحيم 
مقدمة 
الْحم  د للَّه الَّذي أَنزلَ علَى عبده الْكتاب ولَم يجعلْ لَه  
. عوجا 
تبارك الَّذي ن  زلَ الُْفرقَانَ علَى عبده لي ُ كونَ للْعالَمين  
والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن ، نذيرا 
اهتدى ديه. 
أما بعد: 
يا أيها الإنسان: 
يا أَيها النا  س قَد جاءَ ُ كم برهانٌ  : اسمع نداء رب الناس للناس 
.[ النساء: ١٧٤ ] من رب ُ كم وأَنزلْنا إِلَي ُ كم نورا مبِينا 
يا أَيها النا  س قَد جاءَت ُ كم موعظَةٌ من رب ُ كم وشفَاءٌ لما في  
.[ يونس: ٥٧ ] ال  ص  دورِ و  هدى ورحمةٌ للْ  مؤمنِين 
ُقلْ يا أَيها النا  س قَد جاءَ ُ ك  م الْح  ق من رب ُ كم فَمنِ اهتدى  
. فَإِنما يهتدي لنفْسِه ومن ضلَّ فَإِنما يضلُّ علَيها 
في هذه الآيات الثلاث فقط تجئ هذه الأوصاف العظام بأنه: 
هو البرهان، هو النور، هو الموعظة ، هو الشفاء ، هو الهدى ، هو 
الرحمة ، هو الحق.
٦ في التدبر في القرآن الكريم 
فأين قلوب المؤمنين والمؤمنات عن كتاب رم؟ 
لذا فهذه رسالة (فن التدبر) وهي الرسالة الأولى ضمن مشروع 
(تقريب فهم القرآن) كتبتها لعموم المسلمين، لكل قارئ للقرآن 
يلتمس منه الحياة والهداية، والعلم والنور، والانشراح والسعادة، 
والمفاز في الدنيا والآخرة، وهي تمثل (المستوى الأول) لمن أراد أن 
يكون من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، وقد توخي  ت 
فيها الوضوح ما استطعت إلى ذلك سبيلا. 
فأسأل الله أن يتقبلها بقبول حسنٍ ، وأن يجعلها ذخراً أفرح ا 
حين ألقاه. 
عصام بن صالح العويد 
owaid2@gmail.com : بريد إلكتروني 
إلى جوال (sms) وللتواصل أرسل 
. (٠٥٠٥٤٧٣٥٢٢-٠٥٥٧٤٠٥٧٤٢)
في التدبر في القرآن الكريم ٧ 
تمهيد 
تأملت في أحوال أمة القرآن ، فوجدت أم في موقفهم من 
كتاب الله على أقسام ثلاثة: 
 أ- قسم أعرض عن كتاب الله: وهؤلاء خصماء رسول الله 
وقَالَ ال  ر  سو ُ ل يا ر  ب إِنَّ قَومي اتخ ُ ذوا هذَا الُْقرآَنَ  ، يوم القيامة 
الفرقان: ٣٠ ] ، وليس الحديث معهم في هذه الرسالة. ] مه  جورا 
ب-قسم يتلو كتاب الله تعالى؛ لكنه لم يستشعر عظمته، ولم 
يدرك حقيقته، ولم يقف على سلطانه ، ولم يدر أين إعجازه، ومن 
أجله كانت هذه الرسالة. 
ت-قسم يراجع كتب التفسير، وله همة في فهم كتاب الله، 
لكنه يشعر بأنه ما زال بعيداً عن التدبر الحق لهذا الكتاب العظيم، 
وهذا كتبت له رسالة (المراحل الثمان لطالب فهم القرآن). 
وقد كنت وأنا ُأقل  ب الفكر في هذا الأمر، أعجب – كما 
عجب أسلافنا – من مقولٍ بليغ لعربي جاهلي صنديد عنيد وهو 
يصف القرآن ايد ، يقول: (والله! لقد سمعت من محمد آنفا كلاماً 
ما هو من كلام الإنس ، ولا من كلام الجن، وإن له لحلاوة ، وإن 
عليه لطلاوة ، وإن أعلاه لمثمر ، وإن أسفله لمغدق ، وإنه يعلو ولا 
يعلى عليه). 
فلما قرأت قول بليغ أعجمي! فرنسي!! فيلسوف!!!ملحد!!!! 
وهو (جوزيف آرنست رنان) زال – والله – عجبي منهم، وبقي
٨ في التدبر في القرآن الكريم 
عجبي منا ، واسمع لما يقول: (تضم مكتبتي آلاف الكتب السياسية 
والاجتماعية والأدبية وغيرها، والتي لم أقرأها أكثر من مرة واحدة، 
وما أكثر الكتب التي للزينة فقط، ولكن هناك كتاب واحد تؤنسني 
قراءته دائما هو كتاب المسلمين القرآن، فكلما أحسست بالإجهاد 
وأردت أن تنفتح لي أبواب المعاني والكمالات ، طالعت القرآن 
حيث أنني لا أحس بالتعب أو الملل بمطالعته بكثرة ، لو أراد أحد 
أن يعتقد بكتاب نزل من السماء فإن ذلك الكتاب هو القرآن لا 
غير ، إذ أن الكتب الأخرى ليست لها خصائص القرآن). 
أليست هي بنفسها مقولة الوليد بن المغيرة؟ 
فما الذي جعل (الوليد، وجوزيف)! يتفقان على أن القرآن 
(يعلو ولا يعلى عليه)؟ 
وإِنه في ُأم الْكتابِ لَدينا لَعلي  : إنه قول الله جل جلاله 
. [ الزخرف: ٤٣ ]  حكيم 
وما أجمل قول الشاطبي – رحمه الله – واصفا كتاب الله تعالى 
في ألفيته المشهورة: 
وإن كتـــاب الله أوثـــق شـــافع 
وأغــنى غَنــاء واهبــاً متفضــلا 
وخــير جلــيس لا يمــل حديثــه 
وتــرداده يــزداد فيــه تجمــ لا 
وحيــث الفــتى يرتــاع في ظلماتــه 
مــن القــبر يلقــاه ســنا متــهلِّلا
في التدبر في القرآن الكريم ٩ 
*أخرج ابن أبي شيبة والبيهقي في شعب الإيمان، قال ابن 
مسعود: من أراد العلم فليثور القرآن ، فإن فيه علم الأولين 
والآخرين. 
قال شمر: (تثوير القرآن): قراءته، ومفاتشة العلماء به ، في 
تفسيره ومعانيه. 
*والعجب أننا نؤمن جميعاً بأن هذا القرآن هو النور... هو 
الروح ...هو الهدى ...هو الشفاء ... هو الفرقان ... جمع أنواع 
السلطان كلها. 
ثم بعد هذا كرر النظر، وأرجِع البصر في حال أمة القرآن مع 
القرآن. 
فماذا عساك أن ترى؟ 
الأمر لا يحتاج إلى كثير بيان. 
وهذه نصوص أسئلة تتابعت، أذكرها كما هي ، يقول 
أصحاا: 
١- أنا أقرأ القرآن وأقرأ في كتب التفسير ولا أدرك هذا المعنى 
العظيم الذي تتحدثون عنه في آيات القرآن. 
٢- عندي يقين تام بأن القرآن معجز لكن لا أدري أين هذا 
الإعجاز؟ 
٣- لا أجد لذة عند قراءة القرآن. 
٤- هل يمكن أن يحكمنا القرآن في كل قضايانا حتى الاجتماعية
١٠ في التدبر في القرآن الكريم 
والاقتصادية والأمنية والسياسية والإعلامية وغير ذلك؟ 
٥- أخت داعية تسأل تقول: ندعو الناس إلى الأنفع لهم ، أو 
إلى ما يرغبون فيه؟ هل نعلم الناس الإيمان أو العاطفة؟ 
٦- أخرى تقول: أليست دراستنا لعلم التوحيد أو الفقه أو 
الحديث هي المقصودة بتدبر القرآن؟ 
٧- الأمة اختلفت في فهم القرآن كثيراً أما تخشى علينا من 
هذا؟ 
٨- لماذا القرآن؟ مشكلات الأمة أهم... السياسة أهم ... الفقه 
أهم ... الدعوة أهم ... الجهاد أهم ... الاقتصاد أهم. 
*والجواب عن هذه كلها هو جواب واحد: 
وهو عدم الفهم الحق لهذا القرآن المنزل من لدن حكيم عليم 
.[ النمل: ٦ ]  وإِنك لَتلَقَّى الُْقرآَنَ من لَ  دنْ حكيمٍ عليمٍ  
فلابد من هذا الفهم – بقدر طاقتك -، وإلا والرحمن الذي 
أنزل القرآن لن تبلغ مرادك في الصلاح والإصلاح في الدنيا ، ولا في 
الرفعة والدرجات في الآخرة. 
وأدلة ذلك مبسوطة ، ستأتي فيما نستقبل – بإذن الله – ولكن 
أنبه هنا أن الفهم الحق الذي لابد منه نوعان: 
١- فهم ذهني معرفي.. 
٢- فهم قلبي إيماني..
في التدبر في القرآن الكريم ١١ 
والفهم الثاني هو الغاية ، والأول إنما هو وسيلة. 
قال الحسن البصري – رحمه الله – العلم علمان: 
١- علم في القلب: فذاك العلم النافع. 
٢- وعلم على اللسان : فتلك حجة الله على خلقه 
فتنبه إلى ذلك – يا أخا القرآن – فإنه سور ما بين الفريقين. 
فإن قلت : فكيف تحقيق ذلك؟ 
: فالجواب: باتباع منهج الذين قال فيهم الله 
مح  مد ر  سو ُ ل اللَّه والَّذين معه أَش  داءُ علَى الْ ُ كفَّارِ  رحماءُ  
بين  هم ترا  هم  ركَّعا  س  جدا يبتغونَ فَضلًا من اللَّه ورِضوانا سيما  هم 
.[ الفتح: ٢٩ ]  في  و  جوههِم من أَثَرِ ال  س  جود 
كما في الصحيحين عن عمران بن حصين قال  وقال فيهم 
خير أمتي قرني ، ثم الذين يلوم ، ثم الذين » :  رسول الله 
.« يلوم 
فلا محيد ولا مناص من اتباع منهجهم في تعلمنا وتعليمنا 
للقرآن. 
فإن قلت: وهل خالفناهم في طريق تعلمنا أو تعليمنا القرآن؟ 
فأقول: نعم – غفر الله لي ولك – قد فعلنا شيئًا من ذلك. 
فقد كان السف – رحمهم الله – من عظيم فقهم يتعلمون 
الإيمان قبل أن يتعلموا القرآن ، يتعلمون صغار العلم قبل كباره،
١٢ في التدبر في القرآن الكريم 
يمتثلون قبل أن يستكثروا. 
فإن سألت: وكيف نسلك طريقهم؟ 
فالجواب- يا أخا القرآن – إنما رقمت هذه المراحل من أجل 
بيان ذلك ، فخذها ، لك ُ غنمها ، وعلى كاتبها ُ غرمها ، ولا حول 
لي ولا قوة إلا بالله. 
وقد قسمتها إلى ثلاث مستويات: 
*المستوى الأول: فن التدبر. 
*المستوى الثاني: رسالة (أصول في التفسير) للعلامة ابن عثيمين 
رحمه الله. 
*المستوى الثالث: (المراحل الثمان لطالب فهم القرآن). 
ومراحل المستوى الأول على النحو التالي: 
*المرحلة الأولى: لابد من اليقين التام أنك مع القرآن حي 
وبدونه ميت ، مبصر وبدونه أعمى، مهتد وبدونه ضال. 
*المرحلة الثانية: الأصل في خطاب القرآن أنه موجه إلى 
القلب. 
*المرحلة الثالثة: كيف نقرأ القرآن؟ 
*المرحلة الرابعة: بأي القرآن نبدأ؟ 
*المرحلة الخامسة: كيف نستفيد من كتب التفسير؟ 
إِياك  : وهذا أوان الشروع في المقصود ، مستعينا بمن أنزل 
. نعب  د وإِياك نستع  ين
في التدبر في القرآن الكريم ١٣ 
فن التدبر 
وهذا الفن يمكن اكتسابه من مراحل خمسة: 
*المرحلة الأولى: لابد من اليقين التام أنك مع القرآن حي 
وبدونه ميت ، مبصر وبدونه أعمى ، مهتد وبدونه ضال. 
كل قارئ للقرآن العظيم لابد له من هذا اليقين قبل قراءة آياته 
وسوره ، ولذا يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الكتب المنزلة – 
فَإِما يأْتين ُ كم مني  هدى فَمنِ اتبع  هداي فَلَا يضلُّ  :- سورة طه 
ولَا يشقَى * ومن أَعرض عن ذكْرِي فَإِنَّ لَه معيشةً ضنكًا 
.[١٢٤ - طه: ١٢٣ ]  ونح  ش  ره يوم الْقيامة أَعمى 
وأعظم الذكر هو هذا الكتاب الخاتم. 
وكَذَلك أَوحينا إِلَيك  ، فالقرآن هو الروح وبدونه أنت ميت 
.[ الشورى: ٥٢ ]   روحا من أَمرِنا 
يا أَيها النا  س قَد  ، والقرآن هو النور وبدونه أنت أعمى 
[ النساء: ١٧٤ ]  جاءَ ُ كم برهانٌ من رب ُ كم وأَنزلْنا إِلَي ُ كم نورا مبِينا 
أَفَمن يعلَ  م أَنما ُأنزِلَ إِلَيك من ربك الْح  ق كَمن  هو أَعمى  ، 
.[ الرعد: ١٩ ]  إِنما يتذَكَّ  ر ُأوُلو الْأَلْبابِ 
ُقلْ يا أَيها النا  س قَد  ، والقرآن هو الهدى وبدونه أنت ضال 
جاءَ ُ ك  م الْح  ق من رب ُ كم فَمنِ اهتدى فَإِنما يهتدي لنفْسِه ومن 
يونس: ١٠٨ ] ، والحق هنا هو القرآن ]  ضلَّ فَإِنما يضلُّ علَيها 
كما قاله ابن جرير وغيره ، وكل ما عداه من الحق المبين للناس فإنه
١٤ في التدبر في القرآن الكريم 
تابع له. 
*ولذا كان وصف القرآن للمعرضين عنه في غاية الشدة من 
التنقُّص والذم، وخذ مثلا واحدا على ذلك. 
فَما لَ  هم عنِ التذْكرة معرِضين *  : يقول الله سبحانه وتعالى 
.[٥١- المدثر: ٤٩ ]  كَأَن  هم  ح  مر مستنفرةٌ * فَ  رت من قَسورة 
المعرضين  فهل تأملت – يا قارئ القرآن – بم وصف الله 
عن القرآن؟ 
أرجو أن تأذن لي لأقرب لك الأمر قليلاً ، فأقول: 
(ا ُ لح  مر) جمع حمار، وهو معروف. 
(مستنفرة) هي الشديدة النفار ، وهي الهاربة ذعرا وخوفاً. 
(القسورة) هو الأسد أو الرامي ونحوهما. 
والمعنى : إن المعرض عن القرآن كأنه – عند ربه الذي خلقه – 
حمار ، وليس هذا وفقط ، بل هو حمار هائج خائف مذعور. 
وص  ف – والله – مخزٍ ، أجارني الله وإياك من ذلك. 
*ولعلك تتأمل هذه الأوصاف التي وصف ا سبحانه وتعالى 
هذا الكلام الصادر منه جلَّ وعلا، فقد وصف الله جل جلاله كتابه 
بأنه: 
 والَّذي أَوحينا إِلَيك من الْكتابِ  هو الْح  ق  : ١- هو الحق 
.[ [فاطر: ٣١
في التدبر في القرآن الكريم ١٥ 
ولَقَد جِئْنا  هم بِكتابٍ فَ  صلْناه علَى علْمٍ  هدى  : ٢- الهدى 
.[ الأعراف: ٥٢ ]  ورحمةً 
ولَن ترضى عنك الْي  هو  د ولَا النصارى حتى تتبِع  : ٣- العلم 
ملَّت  هم ُقلْ إِنَّ  هدى اللَّه  هو الْ  هدى ولَئنِ اتبعت أَهواءَ  هم بعد 
 الَّذي جاءَك من الْعلْمِ ما لَك من اللَّه من ول  ي ولَا نصيرٍ 
.[ [البقرة: ١٢٠ 
 يا أَيها النا  س قَد جاءَ ُ كم برهانٌ من رب ُ كم  : ٤- البرهان 
.[ [النساء: ١٧٤ 
وأَنزلْنا إِلَيك الْكتاب بِالْح  ق مص  دقًا لما بين  : ٥- المهيمن 
.[ المائدة: ٤٨ ]  يديه من الْكتابِ ومهيمنا علَيه 
 كتاب أَنزلْناه إِلَيك مبارك لي  دب  روا آَياته  : ٦- البركة 
.[ [ص: ٢٩ 
 يا أَيها النا  س قَد جاءَت ُ كم موعظَةٌ من رب ُ كم : ٧- الموعظة 
.[ [يونس: ٥٧ 
ونن  ز ُ ل من الُْقرآَن ما  هو شفَاءٌ ورحمةٌ  : ٨- الشفاء 
.[ الإسراء: ٨٢ ]  للْ  مؤمنِين 
.[ المدثر: ٤٩ ]  فَما لَ  هم عنِ التذْكرة معرِضين  : ٩- التذكرة 
يا أَيها النا  س قَد جاءَ ُ كم برهانٌ من رب ُ كم  : ١٠ -النور 
.[ النساء: ١٧٤ ]  وأَنزلْنا إِلَي ُ كم نورا مبِينا 
و ن زلْنا علَيك الْكتاب تبيانا ل ُ كلِّ شيءٍ و  هدى  : ١١ -الرحمة
١٦ في التدبر في القرآن الكريم 
.[ النحل: ٨٩ ]  ورحمةً 
والَّذي جاءَ بِال  صدقِ وص  دق بِه ُأولَئك  ه  م : ١٢ -الصدق 
.[ الزمر: ٣٣ ]  الْ  متُقونَ 
والَّذي أَوحينا إِلَيك من الْكتابِ  هو الْح  ق  : ١٣ -المصدق 
.[ فاطر: ٣١ ]  مص  دقًا لما بين يديه 
 وإِنه في ُأم الْكتابِ لَدينا لَعلي حكيم  : ١٤ -العلي 
[ [الزخرف: ٤ 
.[ الواقعة: ٧٧ ]  إِنه لَُقرآَنٌ كَرِيم  : ١٥ -الكريم 
.[ فصلت: ٤١ ]  وإِنه لَكتاب عزِيز  : ١٦ -العزيز 
.[ البروج: ٢١ ]  بلْ  هو ُقرآَنٌ مجِيد  : ١٧ -ايد 
تبارك الَّذي ن  زلَ الُْفرقَانَ علَى عبده لي ُ كونَ  : ١٨ -الفرقان 
.[ الفرقان: ١ ]  للْعالَمين نذيرا 
هذَا بصائ  ر للناسِ و  هدى ورحمةٌ لقَومٍ  : ١٩ -فيه بصائر 
.[ الجاثية: ٢٠ ]  يوقنونَ 
 وإِنه في ُأم الْكتابِ لَدينا لَعلي حكيم  : ٢٠ -وأنه محكم 
.[ [الزخرف: ٤ 
كتاب ُف  صلَت آَياته ُقرآَنا عربِيا لقَومٍ  : ٢١ -وأنه مفصل 
.[ فصلت: ٣ ]  يعلَ  مونَ 
ُقلْ ُأوحي إِلَ  ي أَنه استمع نفَر من الْجِ  ن  : ٢٢ -وأنه عجب
في التدبر في القرآن الكريم ١٧ 
.[ الجن: ١ ]  فَقَاُلوا إِنا سمعنا ُقرآَنا عجبا 
 إِنَّ في هذَا لَبلَاغًا لقَومٍ عابِدين  : ٢٣ -وأنه بلاغ 
.[ [الأنبياء: ١٠٦ 
بشيرا ونذيرا فَأَعرض أَكْثَ  ر  هم فَ  هم لَا : ٢٤ -وأنه بشير ونذير 
.[ فصلت: ٤ ]  يسمعونَ 
هذَا بيانٌ للناسِ و  هدى وموعظَةٌ  : ٢٥ -وأنه بيان وتبيان 
و ن زلْنا علَيك الْكتاب تبيانا ل ُ كلِّ  ،[ آل عمران: ١٣٨ ]  للْ  متقين 
.[ النحل: ٨٩ ]  شيءٍ 
أما تكفي هذه الأوصاف لندرك ما الذي نجنيه على أنفسنا 
بابتعادنا عن القرآن. 
***
١٨ في التدبر في القرآن الكريم 
*المرحلة الثانية: الأصل في خطاب القرآن أنه موجه إلى 
القلب. 
القلب أمره جلل، وهو سر من أسرار الله في الأرض ، كما قال 
القائل: 
للقلــب ســر لــيس يعــرف قــدره 
إلا الـــذي آتـــاه للإنســـان 
ولذا في هذه الشريعة الخاتم جاء التعظيم لشأن هذه الجارحة 
كثيراً، ولو لم يأت إلا ما ثبت في الصحيحين من حديث النعمان 
ألا وإن في الجسد مضغة إذا » : قال  بن بشير أن رسول الله 
صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا 
لكان هذا كافياً. « وهي القلب 
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (فالمقصود تقوى القلوب لله، 
وهو عبادا له وحده دون ما سواه بغاية العبودية له ، والعبودية 
فيها غاية المحبة ، وغاية الذل والإخلاص، وهذه ملة إبراهيم الخليل، 
وهذا كله مما يبين أن عبادة القلوب هي الأصل ، كما قال النبي 
.( الحديث ( ١ «... إن في الجسد مضغة » : 
ورحم الله ابن القيم إذ يقول في نونيته: 
قطــع المســافة بــالقلوب إليــه( ٢) لا 
بالســير فــوق مقاعــد الركبــان 
.( ١) مجموع الفتاوى (ج ١٧ /ص ٤٨٥ ) 
٢) أي: إلى الله. )
في التدبر في القرآن الكريم ١٩ 
وما أشبع كلمات أحمد بن خضرويه حين قال: القلوب أوعية 
فإذا امتلأت من الحق، أظهرت زيادة أنوارها على الجوارح ، وإذا 
امتلأت من الباطل، أظهرت زيادة ظلمتها على الجوارح. 
وقد وصفت قراءة الفضيل بن عياض – رحمه الله – فقيل: 
كانت قراءته للقرآن قراءة حزينة شهية بطيئة مترسلة ، كأنه يخاطب 
إنساناً. 
*ومما يبين أن القلب هو المخاطب بدءا بالقران؛ أمور منها: 
أ- أن القرآن نزل أولا على القلب: 
وإِنه لَتنزِي ُ ل ر  ب الْعالَمين * نزلَ بِه ال  رو  ح  : يقول الله تعالى 
 الْأَم  ين * علَى قَلْبِك لت ُ كونَ من الْ  منذرِين * بِلسان عربِ  ي مبِينٍ 
.[١٩٥- [الشعراء: ١٩٣ 
ولم يقل: على سمعك أو بصرك أو ذهنك ، علَى قَلبِك  : فقال 
وهذا ظاهر الدلالة. ،  علَى قَلبِك  ونحو ذلك ، بل 
ُقلْ من كَانَ ع  د  وا لجِبرِيلَ فَإِنه ن  زلَه علَى  : ويقول تعالى 
.[ البقرة: ٩٧ ]  قَلْبِك 
فأول جارحة تخاطب ذا القرآن هي القلب، فإن أنصت 
القلب ؛ أنصتت تبعاً له بقية الجوارح ، وإن أعرض كانت كالرعية 
بلا راعي. 
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في التحفة العراقية بعد كلام له 
طويل عن أحوال القلب قال : (وهذا الذي ذكرنا مما يبين أن أصل
٢٠ في التدبر في القرآن الكريم 
الدين في الحقيقة هو الأمور الباطنة من العلوم والأعمال ، وأن 
.( الأعمال الظاهرة لا تنفع بدوا)( ١ 
لتلقي القرآن قبل نزوله عليه ، فعن  ولذا هيئ قلب النبي 
أتاه جبريل – عليه السلام –  أن رسول الله » : أنس بن مالك 
وهو يلعب مع الغلمان ، فأخذه فصرعه ، فشق عن قلبه ، 
هذا حظ » : فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة، فقال 
رواه مسلم وللبخاري نحوه. « « الشيطان منك 
وقد وصف الصحابة حال قلوم أول سماعهم للقرآن ، ففي 
الصحيحين عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه، قال: سمعت النبي 
أَم  خلُقوا من  : يقرأ في المغرب بالطور ، فلما بلغ هذه الآية  
غَيرِ شيءٍ أَم  ه  م الْخالُقونَ * أَم خلَُقوا ال  سماوات والْأَرض بل لَا 
 يوقنونَ * أَم عند  هم خزائ  ن ربك أَم  ه  م الْ  مسيط  رونَ 
٣٧ ]، كاد قلبي أن يطير. - [الطور: ٣٥ 
*وجاء عن السلف مثل ذلك في أول سماعٍ بالقلب للقرآن: 
*فعن يونس البلخي قال: كان إبراهيم بن أدهم من الأشراف، 
وكان أبوه كثير المال والخدم والمراكب والجنائب والبزاة، فبينا 
إبراهيم في الصيد على فرسه يركضه إذا هو بصوت من فوقه: (يا 
أَفَحسِبتم أَنما خلَقْنا ُ كم عبثًا وأَن ُ كم إِلَينا  !؟ إبراهيم ما هذا العبث 
المؤمنون: ١١٥ ] ، اتق الله، عليك بالزاد ليوم ]  لَا ترجعونَ 
.( ١) (ج ١/ص ٤٢ )
في التدبر في القرآن الكريم ٢١ 
.( الفاقة)... فنزل عن دابته وأخذ في عمل الآخرة ( ١ 
*وقال الفضل بن موسى: كان الفضيل بن عياض شاطرا يقطع 
الطريق، وكان سبب توبته أنه عشق جارية ، فبينا هو يرتقي 
أَلَم يأْن للَّذين آَمنوا أَنْ تخشع  : الجدران إليها سمع رجلا يتلو 
الحديد: ١٦ ] فقال: يا رب ]  ُقُلوب  هم لذكْرِ اللَّه وما نزلَ من الْح  ق 
قد آن، فرجع ، فآواه الليل إلى خربة ، فإذا فيها رفقة، فقال 
بعضهم: نرتحل: وقال قوم: حتى نصبح فإن فضيلاً على الطريق 
.( يقطع علينا، فتاب الفضيل وأمنهم ، وجاور بالحرم حتى مات ( ٢ 
*** 
ب-كثرة تكرار لفظ القلب في القرآن، بل أسند إليه في الآيات 
ما لم يسند إلى غيره من الجوارح. 
لفظ (القلب، والفؤاد ، والصدر) في القرآن تكرر كثيرا ، 
وأسند إليه في تلك الآيات ما لم يسند إلى غيره من الجوارح ، وقد 
وقفت –ولم أستقص- على أربعين وصفا أسنده القرآن إلى القلب، 
وهي أوصاف جليلة الأثر جداً ، أسوقها من أجل أمر واحد فقط، 
وهو أن الوقوف عليها مجتمعة يوقظ الفؤاد لهذا الأمر الجلل ، أما 
الإحاطة بعلم هذه الأوصاف ودلالاا، فهو في فيما نستقبل إن شاء 
١) القصة مشهورة وهي في مسند إبراهيم بن أدهم (ج ١/ص ٨)، وسير أعلام النبلاء ) 
(ج ٧/ص ٣٨٨ ) وغيرهما. 
.( ٢) القصة مشهورة، وهي ذا السياق في تاريخ الإسلام (ج ١٢ /ص ٣٣٤ )
٢٢ في التدبر في القرآن الكريم 
الله ، وأذكر معها شاهدا واحداً من القرآن ، فمن هذا الأوصاف: 
ذَلك ومن يعظِّم شعائر اللَّه فَإِنها من  : ١- وصف التقوى 
.[ الحج: ٣٢ ]  تقْوى الُْقُلوبِ 
أَلَم يأْن للَّذين آَمنوا أَنْ تخشع ُقُلوب  هم لذكْرِ  : ٢- الخشوع 
.[ الحديد: ١٦ ]  اللَّه 
ومن يؤمن بِاللَّه يهد قَلْبه واللَّه بِ ُ كلِّ شيءٍ  : ٣- الهداية 
.[ التغابن: ١٦ ]  عليم 
وجعلْنا في ُقُلوبِ الَّذين اتبعوه رأْفَةً  : ٤- الرأفة والرحمة 
.[ الحديد: ٢٧ ]  ورحمةً ورهبانِيةً 
وأَلَّف بين ُقُلوبِهِم لَو أَنفَقْت ما في الْأَرضِ جميعا  : ٥- الألفة 
.[ الأنفال: ٦٣ ]  ما أَلَّفْت بين ُقُلوبِهِم 
أَفَمن شرح اللَّه صدره للْإِسلَامِ فَ  هو علَى نورٍ  : ٦- الانشراح 
.[ الزمر: ٢٢ ]  من ربه 
.[ الشعراء: ٨٩ ]  إِلَّا من أَتى اللَّه بِقَلْبٍ سليمٍ  : ٧- السلامة 
 من خشي ال  رحمن بِالْغيبِ وجاءَ بِقَلْبٍ منِيبٍ  : ٨- الإنابة 
.[ [ق: ٣٣ 
 ُأولَئك الَّذين لَم يرِد اللَّه أَنْ يطَ  هر ُقُلوب  هم : ٩- الطهارة 
.[ [المائدة: ٤١ 
 وليربِطَ علَى ُقُلوبِ ُ كم ويثَبت بِه الْأَقْدام : ١٠ -الربط 
.[ [الأنفال: ١١
في التدبر في القرآن الكريم ٢٣ 
أَفَلَم يسِ  يروا في الْأَرضِ فَت ُ كونَ لَ  هم ُقُلوب  : ١١ -العقل 
.[ الحج: ٤٦ ]  يعقُلونَ بِها 
الَّذين آَمنوا وتطْمئ  ن ُقُلوب  هم بِذكْرِ اللَّه أَلَا  : ١٢ -الاطمئنان 
.[ الرعد: ٢٨ ]  بِذكْرِ اللَّه تطْمئ  ن الُْقُلو  ب 
وليعلَم الَّذين ُأوتوا الْعلْم أَنه الْح  ق من ربك  : ١٣ -الإخبات 
.[ الحج: ٥٤ ] فَيؤمنوا بِه فَتخبِت لَه ُقُلوب  هم 
ولَك  ن اللَّه حبب إِلَي ُ ك  م الْإِيمانَ وزينه في  : ١٤ -تزين الإيمان 
.[ الحجرات: ٧ ]  ُقُلوبِ ُ كم 
هو الَّذي أَنزلَ ال  سكينةَ في ُقُلوبِ   : ١٥ -إنزال السكينة 
.[ الفتح: ٤ ]  الْ  مؤمنِين ليزدا  دوا إِيمانا مع إِيمانِهِم 
ولَكن يؤاخ ُ ذ ُ كم بِما كَسبت ُقُلوب ُ كم واللَّه  : ١٦ -الكسب 
.[ البقرة: ٢٢٥ ]  غَُفور حليم 
 كَلَّا بلْ رانَ علَى ُقُلوبِهِم ما كَانوا يكْسِبونَ  : ١٧ -الران 
.[ [المطففين: ١٤ 
 ولَا تطع من أَغْفَلْنا قَلْبه عن ذكْرِنا  : ١٨ -الغفلة 
.[ [الكهف: ٢٨ 
 في ُقُلوبِهِم مرض فَزاد  ه  م اللَّه مرضا  : ١٩ -المرض 
.[ [البقرة: ١٠ 
ختم اللَّه علَى ُقُلوبِهِم وعلَى سمعهِم وعلَى  : ٢٠ -الختم 
.[ البقرة: ٧ ]  أَبصارِهم غشاوةٌ
٢٤ في التدبر في القرآن الكريم 
آل ]  سنلْقي في ُقُلوبِ الَّذين كَفَ  روا ال رعب  : ٢١ -الرعب 
.[ عمران: ١٥١ 
آل ]  ربنا لَا تزِغْ ُقُلوبنا بعد إِذْ هديتنا  : ٢٢ - الزيغ 
.[ عمران: ٨ 
فَإِنها لَا تعمى الْأَبصا  ر ولَكن تعمى الُْقُلو  ب  : ٢٣ -العمى 
.[ الحج: ٤٦ ]  الَّتي في ال  ص  دورِ 
ونقَلِّ  ب أَفْئد ت هم وأَبصار  هم كَما لَم يؤمنوا بِه  : ٢٤ -التقلب 
.[ الأنعام: ١١٠ ]  أَ  ولَ م  رة 
وإِذَا ُ ذكر اللَّه وحده اشمأَزت ُقُلو  ب الَّذين  : ٢٥ -الاشمئزاز 
.[ الزمر: ٤٥ ]  لَا يؤمنونَ بِالْآَخرة 
 أَفَلَا يتدب  رونَ الُْقرآَنَ أَم علَى ُقُلوبٍ أَقْفَاُلها  : ٢٦ -القفل 
.[ [محمد: ٢٤ 
 ولَ  ما يد  خلِ الْإِيما ُ ن في ُقُلوبِ ُ كم  : ٢٧ -ضعف الإيمان 
.[ [الحجرات: ١٤ 
الَّذين يجادُلونَ في آَيات اللَّه بِغيرِ  سلْطَان  : ٢٨ -الطبع 
أَتا  هم كَبر مقْتا عند اللَّه وعند الَّذين آَمنوا كَذَلك يطْب  ع اللَّه علَى 
.[ غافر: ٣٥ ]  ُ كلِّ قَلْبِ متكَبرٍ جبارٍ 
إِنما الْ  مؤمنونَ الَّذين إِذَا ُ ذكر اللَّه وجِلَت  : ٢٩ -الوجل 
[ الأنفال: ٢ ]  ُقُلوب  هم 
إِنما يستأْذنك الَّذين لَا يؤمنونَ بِاللَّه والْيومِ  : ٣٠ -الريب
في التدبر في القرآن الكريم ٢٥ 
.[ التوبة: ٤٥ ]  الْآَخرِ وارتابت ُقُلوب  هم فَ  هم في ريبِهِم يتر  د  دونَ 
ولَكن قَست ُقُلوب  هم وزين لَ  ه  م ال  شيطَا ُ ن ما  : ٣١ -القسوة 
.[ الأنعام: ٤٣ ]  كَانوا يعمُلونَ 
ويذْهب غَيظَ ُقُلوبِهِم ويتو  ب اللَّه علَى من  : ٣٢ -الغيظ 
.[ التوبة: ١٥ ]  يشاءُ 
لَاهيةً ُقُلوب  هم وأَس  روا النجوى الَّذين ظَلَ  موا هلْ  : ٣٣ -اللهو 
.[ الأنبياء: ٣ ]  هذَا إِلَّا بشر مثُْل ُ كم 
النحل: ]  ولَكن من شرح بِالْ ُ كفْرِ صدرا  : ٣٤ -الكفر 
.[١٠٦ 
فَأَعقَب  هم نِفَاقًا في ُقُلوبِهِم إِلَى يومِ يلْقَونه بِما : ٣٥ -النفاق 
.[ التوبة: ٧٧ ]  أَخلَُفوا اللَّه ما وع  دوه وبِما كَانوا يكْذبونَ 
ونزعنا ما في  ص  دورِهم من غلٍّ إِخوانا علَى  : ٣٦ -الغل 
.[ الحجر: ٤٧ ]   س  ررٍ متقَابِلين 
 إِنْ في  ص  دورِهم إِلَّا كبر ما  هم بِبالغيه  : ٣٧ -الكبر 
.[ [غافر: ٥٦ 
 الَّذي يوسوِ  س في  ص  دورِ الناسِ  : ٣٨ -الوسوسة 
.[ [الناس: ٥ 
آل ]  ليجعلَ اللَّه ذَلك حسرةً في ُقُلوبِهِم : ٣٩ -الحسرة 
.[ عمران: ١٥٦ 
ولَقَد ذَرأْنا لجهنم كَثيرا من الْجِ  ن والْإِنسِ  : ٤٠ -عدم الفقه
٢٦ في التدبر في القرآن الكريم 
لَ  هم ُقُلوب لَا يفْقَ  هونَ بِها ولَ  هم أَعين لَا يبص  رونَ بِها ولَ  هم آَذَانٌ 
.[ الأعراف: ١٧٩ ]  لَا يسمعونَ بِها 
يا أخا القرآن: هذه أربعون وصفاً ، أربعة منها تكفي لمن كان 
له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد فكرر النظر فيها – ثانية وثالثة ، 
وتفكر في هذا الارتباط الوثيق والميثاق الغليظ بين القرآن والقلب ، 
ثم تأمل في أثر ذلك على قلبك. 
*** 
ج-أن أعظم أثر للقرآن إنما هو في القلب: فأعظم ما يحدثه 
الإقبال على القرآن هو حياة القلب وصلاحه، وأعظم داء يصاب به 
المعرض عن القرآن هو موت القلب وقسوته، ولذا قصرت الذكرى 
على من كان له قلب أو اجتهد في إحضار قلبه مع القرآن كما قال 
إِنَّ في ذَلك لَذكْرى لمن كَانَ لَه قَلْب أَو أَلْقَى ال  سمع  : تعالى 
.[ ق: ٣٧ ]  و  هو شهِيد 
وقد نبه سبحانه وتعالى على عظم أثر الإعراض عن القرآن، 
أَفَلَا يتدب  رونَ  : وأن ذلك يحرم القلب من أنوار الوحي فقال تعالى 
.[ محمد: ٢٤ ]  الُْقرآَنَ أَم علَى ُقُلوبٍ أَقْفَاُلها 
ُقلْ آَمنوا بِه  : وقال الإمام عبد الأعلى التميمي في قوله تعالى 
أَو لَا تؤمنوا إِنَّ الَّذين ُأوتوا الْعلْم من قَبله إِذَا يتلَى علَيهِم يخ  رونَ 
الإسراء: ١٠٧ ] قال : إن من أوتي من العلم ما لا ]  للْأَذْقَان  س  جدا 
يبكيه لخليق أن قد أوتي من العلم ما لا ينفعه ؛ لأن الله نعت أهل
في التدبر في القرآن الكريم ٢٧ 
. يخ  رونَ للْأَذْقَان  س  جدا  : العلم فقال 
وعن ابن مسعود قال: إن هذه القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن 
ولا تشغلوها بغيره. 
واشتهر عن السلف قولهم : إنما العلم الخشية. 
بلْ  هو آَيات بينات في  ص  دورِ  : وقال الحسن في قوله تعالى 
 الَّذين ُأوتوا الْعلْم وما يجح  د بِآَياتنا إِلَّا الظَّال  مونَ 
في  ، هو القرآن  بلْ  هو آَيات بينات  : [العنكبوت: ٤٩ ]، قال 
يعني: المؤمنين.   ص  دورِ الَّذين ُأوتوا الْعلْم 
قال ابن كثر: لأنه محفوظ في الصدور ميسر على الألسنة 
.( مهيمن على القلوب معجز لفظا ومعنى ( ١ 
وفي مرسل الحسن رضي الله عنه قال: العلم علمان: 
١- علم في القلب: فذاك العلم النافع. 
٢- وعلم على اللسان: فتلك حجة الله على خلقه. 
فليس العلم ولا الإيمان –عندهم- بكثرة القراءة ، بل بخشوع 
القلب وخشيته. 
:  وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله 
وأشار إلى صدره ثلاثة مرات. ، « التقوى ههنا » 
*والنصوص في الباب كثيرة ، لكني أذكر بعض البيان العملي 
.( ١) تفسير (ج ٣/ص ٤١٨ )
٢٨ في التدبر في القرآن الكريم 
:  ثم بعض أتباعه  للرسول 
 رأيت رسول الله » : ففي السنن عن عبد الله بن الشخير قال 
صححه ،« يصلي بنا وفي صدره أزيز كأزيز المرجل ( ١) من البكاء 
ابن خزيمة وابن حبان والحاكم ، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح: 
إسناده قوي. 
وثبت عند أحمد والنسائي والحاكم وصححاه وقال البوصيري: 
هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، وصححه ابن القيم من حديث أبي 
إِنْ  : قام بآية يرددها حتى الصباح، وهي قوله  أنه  ذر 
 تعذِّب  هم فَإِن  هم عبا  دك وإِنْ تغفر لَ  هم فَإِنك أَنت الْعزِي  ز الْحكي  م 
.[ [المائدة: ١١٨ 
أَنْ أَفي  ضوا علَينا من  : وفي الدر المنثور عند تفسير قوله تعالى 
شرب ماء باردا  الأعراف: ٥٠ ]، أن عبد الله بن عمر ]  الْماءِ 
فبكى فاشتد بكاؤه فقيل له : ما يبكيك؟ قال : ذكرت آية في 
سبأ: ٥٤ ] ، فعرفت ]  وحيلَ بين  هم وبين ما يشت  هونَ  كتاب الله 
أَنْ   أن أهل النار لا يشتهون إلا الماء البارد، وقد قال الله 
.(٢) أَفي  ضوا علَينا من الْماءِ أَو م  ما رزقَ ُ ك  م اللَّه 
وفي صفة الصفوة: عن سعد بن زنبور قال : كنا على باب 
الفضيل بن عياض فاستأذنا عليه فلم يؤذن لنا ، فقيل لنا: إنه لا 
يخرج إليكم أو يسمع القرآن ، قال: وكان معنا رجل مؤذن – 
١) وهو صوت القدر عند غلياا. ) 
.( ٢) الدر المنثور (ج ٣/ص ٤٦٩ )
في التدبر في القرآن الكريم ٢٩ 
ورفع ا صوته،  أَلْها ُ ك  م التكَاُث  ر  وكان صيتاً – فقلنا له: اقرأ 
فأشرف علينا الفضيل، وقد بكي حتى بل لحيته بالدموع، وأنشأ 
يقول: 
بلغـــ  ت الثمـــانين أو جِزتهـــا 
فمـــاذا أؤمـــل أو أنتظـــر 
أتــى لي ثمــانون مــن مولــدي 
وبعــد الثمــانين مــا ينتظــر 
علـــتني الســـنون فـــأبلينني 
..................................... 
قال: ثم خنقته العبرة وكان معنا على بن خشرم فأتمه لنا فقال: 
علـــتني الســـنون فـــأبلينني 
( فرقت عظـامي وكَـلَّ البصـر ( ١ 
*** 
د- المقصود الأعظم من القرآن هو تدبر القلب له . 
قال الإمام السيوطي في الإتقان: وتسن القراءة بالتدبر والفهم 
فهو المقصود الأعظم، والمطلوب الأهم وبه تنشرح الصدور وتستنير 
القلوب. 
وقد أبان الله سبحانه وتعالى عن الحكمة من تنزيل هذا الكتاب 
.( ١) (ج ٢/ص ٢٣٩ )
٣٠ في التدبر في القرآن الكريم 
كتاب أَنزلْناه إِلَيك مبارك لي  دب  روا آَياته وليتذَكَّر ُأوُلو  : فقال 
هي لام العلة ، فهو لن يكون  لي  دب  روا  واللام في قوله ، الْأَلْبابِ 
مباركاً مباركة تامة إلا بالتدبر. 
 أَفَلَا يتدب  رونَ الُْقرآَنَ أَم علَى ُقُلوبٍ أَقْفَاُلها  : وقال تعالى 
[محمد: ٢٤ ] ، فإما التدبر أو الأقفال – وليس قفلا واحداً – على 
القلب: 
همــا طريقــان مــا للمــرء غيرهمــا 
فانظر لنفسـك مـاذا أنـت تختـار 
من قرأ بعض الآيات ولم يتفكر بقلبه.  *ولذا ذم النبي 
فثبت عند ابن حبان في صحيحه وغيره عن عائشة رضي الله 
ويل » ؛ لقد أنزلت علي الليلة آية :  عنها قالت : قال رسول الله 
إِنَّ في خلْقِ ال  سماوات والْأَرضِ  ،« لمن قراها ولم يتفكر فيها 
الآيات من آخر ، واختلَاف اللَّيلِ والنهارِ لَآَيات لُأولي الْأَلْبابِ 
سورة آل عمران. 
ولعلنا لا نحصي كم سمعنا وقرأنا هذه الآيات ، لكن لو تأملنا 
لتغير الحال ، والله « ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها » : مليا قوله 
المستعان. 
ابن مسعود  وهذا ريحانة القراء من أصحاب رسول الله 
يقول عن القرآن : قفوا عند عجائبه ، وحركوا به القلوب ، ولا 
يكون هم أحدكم آخر السورة. 
وأختم بمحكم من القول للإمام محمد بن الحسين الآجري يقول
في التدبر في القرآن الكريم ٣١ 
فيه : والقليل من الدرس للقرآن مع الفكر فيه وتدبره أحب إليَّ من 
كثير من القرآن بغير تدبر ولا تفكر فيه ، فظاهر القرآن يدل على 
ذلك ،والسنة ، وأقوال أئمة المسلمين. 
ولذا في مثل هذه المواطن استوقف النفس وحاسبها، وانظر 
في حال السلف مع القرآن ، ثم في حالها هي مع القرآن ، قس هذا 
إلى ذاك ، وقارن بين الحالين ، ثم اختر لنفسك ، وفقك الله لصلاح 
قلبك. 
فيا أخا القرآن: إذا أردت أن تفتح صفحات هذا القرآن ايد 
؛ فقبل هذا تفقد قلبك هل فتحت صفحاته هو أيضاً؟ أم على 
قلوب أقفالها؟ 
وفقك الله لهداه. 
***
٣٢ في التدبر في القرآن الكريم 
*المرحلة الثالثة: كيف نقرأ القرآن؟ 
من عظيم شأن القرآن عند الذي تكلم به سبحانه ، أن كيفية 
القراءة لم تترك لنا ، بل جاء القرآن بالكيفية التي تكون عليها 
قراءته، ومن ذلك: 
وُقرآَنا فَرقْناه لتقْرأَه علَى الناسِ علَى مكْث  : *قوله تعالى 
الإسراء: ١٠٦ ] وهو أمر بالمكث وترك العجلة عند ]  و ن زلْناه تنزِيلًا 
القراءة ، فعن مجاهد بن جبر – رحمه الله – سئل عن رجلين أحدهما 
قرأ البقرة وآل عمران والآخر قرأ البقرة، وقيامهما واحد، 
وركوعهما وسجودهما واحد ، وجلوسهما واحد ، أيهما أفضل؟ 
وُقرآَنا فَرقْناه  : قال: الذي قرأ البقرة وحدها أفضل، ثم قرأ 
. لتقْرأَه علَى الناسِ علَى مكْث 
فهلا استوقفت قلوبنا أمثال هذه الفتاوى من هؤلاء ، الأئمة ، 
وأيقظتها من غفلتها؟ 
المزمل: ٤]، قال ابن ] ورتلِ الُْقرآَنَ ترتيلًا  : *وقال تعالى 
عباس: يقرأ آيتين ثلاثة ثم يقطع، لا يهذرِم. 
وقال مجاهد: ترسل فيه ترسلاً. 
هذا الأمر:  *وقد امتثل النبي 
أنه سئل عن قراءة رسول  ففي صحيح البخاري عن أنس 
يمد « بسم الله الرحمن الرحيم » فقال: كانت مدا، ثم قرأ ؟ الله 
الله، ويمد الرحمن ، ويمد الرحيم.
في التدبر في القرآن الكريم ٣٣ 
وروى أبو داود والترمذي وغيرهما عن أم سلمة أا نعتت 
بأا : قراءة مفسرة حرفًا حرفًا ( ١). قال الترمذي:  قراءة النبي 
حسن صحيح غريب. 
كانت المد.  وقال قتادة: بلغنا أن عامة قراءة النبي 
*ومن الأدلة على كيفية القراءة قوله تعالى في سورة القيامة: 
ُث  م إِنَّ علَينا  : إلى قوله تعالى ، لَا تح  رك بِه لسانك لتعجلَ بِه  
.[١٩ - القيامة: ١٦ ] بيانه 
هذه الآيات سبب نزولها معروف، لكنها جاءت في سياق 
الكلام عن القيامة ، فالسياق في يوم القيامة وأهواله وحال الإنسان 
فيه ، واللحاق في العاجلة والآخرة والموت والبعث ، فلأي شيء 
جاءت هذه الآيات الأربع في هذا السياق؟ 
إنه النهي عن العجلة في القراءة وتحرك اللسان ا سريعاً، 
خصوصاً في مثل هذه الآيات العظيمات عن مقدمات القيامة 
وأهوالها. 
*وأما الآثار عن السلف: 
ففي الصحيحين عن ابن مسعود: أن رجلا قال له : إني أقرأ 
المفصل في ركعة واحدة ، فقال: ه  ذا كَهذِّ الشعرِ ، إن قوما 
فلا يثبت بل هو مرسل ، كما أشار إلى « كان يقطع قراءته آية آية » : ١) وأما لفظ ) 
ذلك الترمذي وغيره ، والفرق بينهما ظاهر من جهة المعنى ، وهذا اللفظ هو 
عمدة من استحب الوقوف على رؤوس الآي في كل حال دون مراعاة المعنى، 
وهو قول مرجوح.
٣٤ في التدبر في القرآن الكريم 
يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، ولكن إذا وقع في القلب فَرسخ 
فيه نفع. 
فكان يقوم  وقال ابن أبي مليكة: سافرت مع ابن عباس 
نصف الليل فيقرأ القرآن حرفا حرفا ثم يبكي حتى تسمع له نشيجا. 
وقال إسحاق بن إبراهيم الطبري: ما رأيت أحدا أخوف على 
نفسه ولا أرجى للناس من الفضيل، كانت قراءته حزينة شهية بطيئة 
مترسلة، كأنه يخاطب إنساناً. 
فيا أخا القرآن: ينبغي أن تكون كيفية قراءتنا لهذا القرآن 
العظيم حزينة شهية بطيئة مترسلة ، وفقك الله لهداه. 
***
في التدبر في القرآن الكريم ٣٥ 
*المرحلة الرابعة: بأي القرآن نبدأ؟ 
هذه مسألة جليلة كبيرة القدر جداً، قد خفي على كثير من 
 أهل القرآن وجه الصواب فيها ، فوقعوا في خلاف منهج النبي 
. ومنهج أصحابه 
في تعليم أصحابه القرآن هو تعليم الإيمان أولا  ومنهج النبي 
قبل تعليم الأحكام ، وهي داخلة ضمن القاعدة المشهورة عن 
السلف في التعليم (العلم الرباني: هو الذي يربي الناس بصغار العلم 
قبل كباره) ، وقد جاء في تعليم الإيمان قبل الأحكام آثار مشهورة: 
ونحن فتيان  قال: كنا مع النبي  *فعن جندب بن عبد الله 
حزاورة ، فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن ، ثم تعلمنا القرآن 
.( فازددنا به إيمانا ( ١ 
قال : تعلمنا الإيمان ثم تعلمنا  *وعن عبد الله بن عمر 
القرآن فازددنا إيمانا ، وأنتم تتعلمون القرآن ثم تتعلمون الإيمان. 
قال: لقد عشنا برهة من دهرنا وإن أحدنا يؤتى  *وعنه 
فنتعلم حلالها  الإيمان قبل القرآن ، وتنزل السورة على محمد 
وحرامها، وآمرها وزاجرها، وما ينبغي أن يقف عنده منها، كما 
تعلمون أنتم اليوم القرآن ، ثم لقد رأيت اليوم رجالاً يؤتى أحدهم 
القرآن قبل الإيمان ، فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما آمره 
١) أخرجه ابن ماجه وغيره ، قال في مصباح الزجاجة (ج ١/ص ١٢ ): هذا إسناد ) 
صحيح رجاله ثقات.
٣٦ في التدبر في القرآن الكريم 
.( ولا زاجره ، ولا ما ينبغي أن يقف عنده منه ( ١ 
قال: إنا كنا صدور هذه الأمة وكان الرجل  *وفي لفظ عنه 
وصالحيهم ما يقيم إلا سورة من  من خيار أصحاب رسول الله 
القرآن أو شبه ذلك ، وكان القرآن ثقيلا عليهم ، ورزقوا علما به 
وعملاً، وإن آخر هذه الأمة يخف عليهم القرآن حتى يقرأه الصبي 
.( والعجمي لا يعلمون منه شيئاً ( ٢ 
*وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله 
إن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال، ثم نزل القرآن » :  
متفق عليه]. ] « فعلموا من القرآن وعلموا من السنة 
قال ابن تيمية: والأمانة هي الإيمان، أنزلها في أصل قلوب 
.( الرجال ( ٣ 
*ويقرر هذا شيخ الإسلام ابن تيمية في كلام ماتعٍ له في بيان 
حقائق الدين، ويستشهد لذلك بآيات من كتاب الله، منها: 
أَفَمن كَانَ علَى بينة من ربه ويتُلوه شاهد  : ١- قوله تعالى 
هود: ١٧ ]، فالبينة من الله هي الإيمان، والذي يتلوه هو ]  منه 
١) البيهقي (ج ٣/ص ١٢٠ ). أخرجه الحاكم وصححه على شرط الشيخين، ورواه ) 
الطبراني في الأوسط وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (ج ٧/ص ١٦٥ ) : ورجاله 
رجال الصحيح. 
٢) ذكره شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى (ج ٥/ص ٣٣٢ )، وفي بيان تلبيس الجهمية ) 
.( (ج ٢/ص ٤٠٣ 
.( ٣) مجموع الفتاوى (ج ١٢ /ص ٢٤٩ )
في التدبر في القرآن الكريم ٣٧ 
شاهد القرآن. 
نور علَى نورٍ يهدي اللَّه لنورِه  : ٢- وقوله تعالى: في آية النور 
النور: ٣٥ ]، النور الأول هو نور الإيمان والذي يأتي ] من يشاءُ 
بعده هو نور القرآن. 
أَفَمن كَانَ علَى بينة  : فتبين أن قوله » : - يقول -رحمه الله 
، ويتُلوه شاهد منه  ، هود: ١٧ ] ، يعني: هدى الإيمان ]  من ربه 
أي: من الله يعني القرآن ، شاهد من الله يوافق الإيمان ويتبعه ، 
لأن الإيمان هو المقصود؛ لأنه إنما يراد بإنزال ؛ ويتُلوه  : وقال 
القرآن الإيمان وزيادته. 
قال: ولهذا كان الإيمان بدون قراءة القرآن ينفع صاحبه ويدخل 
به الجنة ، والقرآن بلا إيمان لا ينفع في الآخرة بل صاحبه منافق، 
مثل » : أنه قال  كما في الصحيحين عن أبي موسى عن النبي 
المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة طعمها طيب وريحها 
طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة طعمها 
.( الحديث ( ١ «.. طيب ولا ريح لها 
 نور علَى نورٍ  : وقال بعضهم في قوله » : وقال - رحمه الله 
ولَكن جعلْناه نورا  : قال: نور القرآن على نور الإيمان ، كما قال 
الشورى: ٥٢ ]، وقال السدي في ]  نهدي بِه من نشاءُ من عبادنا 
نور القرآن ونور الإيمان حين اجتمعا ، :  نور علَى نورٍ  : قوله 
.( ١) مجموع الفتاوى (ج ١٥ /ص ٧١ )
٣٨ في التدبر في القرآن الكريم 
.(١) « فلا يكون واحد منهما إلا بصاحبه 
خيركم من تعلم القرآن » : ولهذا دخل في معنى قوله » : وقال 
تعليم حروفه ومعانيه جميعا ، بل تعلم معانيه هو المقصود « وعلمه 
الأول ، بتعليم حروفه وذلك هو الذي يزيد الإيمان ، كما قال 
تعلمنا الإيمان ، ثم » : جندب بن عبد الله وعبد الله بن عمر وغيرهما 
تعلمنا القرآن ، فازددنا إيمانا ، وإنكم تتعلمون القرآن ، ثم تتعلمون 
.(٢)« الإيمان 
فإن سألت: ما الإيمان الذي نتعلمه أولا قبل الأحكام؟ 
لأصحابه ، وهو أوائل  فالجواب : هو أوائل ما علمه النبي 
ما نزل من القرآن. 
فالإيمان الذي تكرر ذكره والتأكيد عليه في ابتداء دعوة 
هو ثلاثة أقسام:  المصطفى 
.« ربوبية، وألوهية ، وأسماء وصفات » الأول: الإيمان بالله 
. الثاني: الإيمان برسوله 
الثالث: الإيمان بالبعث لليوم الآخر. 
فإن قيل: وكيف نتعلم هذا الإيمان؟ 
قيل: من طريقين: 
١) نفسه . ) 
.( ٢) الفتاوى الكبرى (ج ١/ص ٣٨١ )
في التدبر في القرآن الكريم ٣٩ 
*الأول: بالتفكر في آيات الله المرئية ، وهذا له محل آخر غير 
هذه الرسالة. 
*الثاني: بالتفكر في أوائل ما نزل من الآيات المتلوة ، التي 
. غرست الإيمان كالجبال في قلوب أصحاب رسول الله 
في قوله تعالى  في أول ما نزل على نبيه  وقد جمعهما الله 
اقْرأْ بِاسمِ ربك الَّذي خلَق * خلَق الْإِنسانَ من علَقٍ * اقْرأْ  : 
٤]، فجمع له بين - العلق: ١ ]  وربك الْأَكْرم * الَّذي علَّم بِالْقَلَمِ 
القراءة باسم الله، وبين التذكير بنعم الرب على عباده. 
فإن قلت: قد قرأنا أوائل ما نزل بل وحفظناه ، ولم نر أثر ذلك 
في إيماننا. 
. فالجواب- يا أخا القرآن - : أننا لم نأخذ القرآن كما أخذوه 
فإن سألت : عن أخذهم للقرآن؟ 
فأقول: اعلم- وفقك الله لهداه – أن القرآن تنزيل رب العالمين، 
إِنا  : ص: ٦٧ ] ، وثقيل ]  ُقلْ  هو نبأٌ عظيم  وهو كتاب عظيم 
.[ المزمل: ٥ ]  سنلْقي علَيك قَولًا ثَقيلًا 
ولَو أَنَّ ُقرآَنا  سيرت  بل بلغ الغاية في الإعجاز وشدة التأثير 
أي لكان هذا ، بِه الْجِبا ُ ل أَو ُقطِّعت بِه الْأَر  ض أَو ُ كلِّم بِه الْموتى 
القرآن، قاله قتادة والفراء وابن قتيبة وابن عطية وابن كثير والسعدي 
.( وغيرهم ( ١ 
١) ينظر: زاد المسير (ج ٤/ص ٣٣٠ )، المحرر الوجيز (ج ٣/ص ٣١٣ )، تفسير ابن كثير ) 
(ج ٢/ص ٥١٦ )، تفسير السعدي (ج ١/ص ٤١٨ )وغيرها.
٤٠ في التدبر في القرآن الكريم 
وقد أدرك سلفنا الصالح هذه المسألة ، فهذا مالك يسأل عن 
مسألة فقال: لا أدري ، فقيل له : إا مسألة خفيفة سهلة ، 
فغضب، وقال : ليس في العلم شيء خفيف، ألم تسمع قوله جل 
. إِنا سنلْقي علَيك قَولًا ثَقيلًا  : ثناؤه 
ولذا كانوا يأمرون بأن يؤخذ القرآن كما نزل متدرجا ، 
ويحذرون من ضده أشد التحذير ، لأمور منها: 
١- لأن ذلك لا يستطاع أبدا لعظم القرآن وثقله كما سبق. 
وقَالَ الَّذين كَفَ  روا  ، ٢- ولأن أخذه كما نزل يثبت الفؤاد 
لَولَا ن  زلَ علَيه الُْقرآَ ُ ن  جملَةً واحدةً كَذَلك لنثَبت بِه ُفؤادك 
.[ الفرقان: ٣٢ ]  ورتلْناه ترتيلًا 
٣- ولأن أخذه متدرجا يوطن النفس على قبول ما يأتي بعد 
الآيات الأول من الشرائع والحلال والحرام، كما أخرج البخاري في 
إنما نزل » : صحيحه عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت 
أول ما نزل سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب 
لا تشربوا » الناس للإسلام نزل الحلال والحرام ، ولو نزل أول شيء 
لا » : لقالوا: لا ندع شرب الخمر ، ولو نزل أول شيء « الخمر 
 وال  ساعُة أَدهى وأَم  ر  لقالوا : لا ندع الزنا ، وإنه أنزلت « تزنوا 
وإني جارية ألعب، وما  [القمر: ٤٦ ] ، بمكة على رسول الله 
.« نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده 
وهذا الوصف منها رضي الله عنها لبيان أثر المنهج الذي تنزل 
به القرآن من أعظم ما يكون خطرا على من خالفه ولم يلتفت إليه
في التدبر في القرآن الكريم ٤١ 
ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر » : ، فإن قولها رضي الله عنها 
 بيان لحال صحابة رسول الله «... لقالوا: لا ندع شرب الخمر 
والمأمور  مع ي الله ورسوله ، فالآمر هو الله والمبلغ رسول الله 
ثم بعد هذا – لو أن منهج التدرج في ،  أصحاب رسول الله 
لا ندع شرب الخمر ، لا ندع » تنزل القرآن خولف – يكون الرد 
« الزنا 
لا » : فما بالك بجواب غيرهم من بقية الأمة حين يقال لهم أولاً 
الجواب نراه عيانا ؛« تشربوا الخمر ، لا تزنوا ، لا تفعلوا كذا وكذا 
ولا شك أن ،  بيانا في موقف الأمة من أوامر را وأوامر رسولها 
هذا ليس هو السبب الأوحد ، لكنه سبب رئيس لابد من التفطن 
له. 
فإن قال قائل: فما المنهج الذي تعلم وعلَّم أصحاب رسول الله 
عليه القرآن؟  
فالجواب: هو البدء بالمفصل أولاً. 
وهو الذي ذكرته عائشة رضي الله عنها في الحديث السابق 
إنما نزل أول ما نزل سورة من المفصل فيها ذكر » : حين قالت 
.« الجنة والنار 
بلِ ال  ساعُة موع  د  هم وال  ساعُة  وحين قالت : وإنه أنزلت 
وإني جارية  القمر: ٤٦ ] ، بمكة على رسول الله ]  أَدهى وأَم  ر 
ألعب ، وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده. 
ففي مصنف عبد الرزاق: أن :  وهذا هو منهج الصحابة
٤٢ في التدبر في القرآن الكريم 
عمر كان لا يأمر بنيه بتعليم القرآن ، ويقول : إن كان أحد منكم 
.( متعلما فليتعلم من المفصل فإنه أيسر( ١ 
وفي صحيح البخاري (باب تعليم الصبيان القرآن) : عن سعيد 
ابن جبير قال: إن الذي تدعونه المفصل هو المحكم ، قال : وقال ابن 
، عباس رضي الله عنهما: جمعت المحكم في عهد رسول الله 
فقلت له : وما المحكم ؟ قال : المفصل. 
وأنا ابن عشر  وقال رضي الله عنهما: توفي رسول الله 
.( سنين، وقد قرأت المحكم ( ٢ 
 فابن عباس رضي الله عنهما حين بدأ في زمن رسول الله 
بدأ بالمفصل (المحكم). 
فالبدء بالمفصل له ميزات عدة منها ما يلي: 
١- أنه هو الذي يغرس الإيمان في القلب كأمثال الجبال. 
وهذا هو الذي أشارت إليه عائشة رضي الله عنها في الحديث 
لقد نزل أول ما نزل سورة من المفصل فيها » : السابق حين قالت 
ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس للإسلام نزل الحلال 
.« والحرام 
فسور المفصل هي التي تجعل القلب يثوب ويطمئن بالإيمان، فإذا 
جاء الحلال والحرام بعد ذلك كان السمع والطاعة لرب العالمين 
.( ١) (ج ٣/ص ٣٨١ ) 
.( ٢) (ج ٤/ص ١٩٢٢ )
في التدبر في القرآن الكريم ٤٣ 
وبين أيدينا شاهد حي لا يغيب وهم صحابة  ولرسوله الأمين 
من السابقين الأولين حين زكت نفوسهم هذه  رسول الله 
الآيات العظيمة من هذا الكتاب العظيم، حتى أصبح الإيمان في 
قلوم كالجبال الرواسي. 
وتأمل معي هذه السور التي هي من أوائل ما نزل من القرآن 
باتفاق أهل التفسير، تأملها سورة سورةً ولا تعجل – شرح الله 
صدرك بكتابه. 
. اقْرأْ بِاسمِ ربك الَّذي خلَق  ١- سورة 
. ن والْقَلَمِ وما يس ُ ط  رونَ  ٢- سورة 
. يا أَيها الْ  م  زم ُ ل  ٣- سورة 
. يا أَيها الْ  م  دثِّ  ر  ٤- سورة 
. وال  ضحى  ٥- سورة 
. تبت يدا أَبِي لَهبٍ و ت ب  ٦- سورة 
. إِذَا ال  شم  س ُ ك  ورت  ٧- سورة 
. سبحِ اسم ربك الْأَعلَى  ٨- سورة 
. واللَّيلِ إِذَا يغشى  ٩- سورة 
. والْعاديات ضبحا  ١٠ -سورة 
. أَلْها ُ ك  م التكَاُث  ر  ١١ -سورة 
. أَرأَيت الَّذي يكَذِّ  ب بِال  دينِ  ١٢ -سورة
٤٤ في التدبر في القرآن الكريم 
. الْقَارِعُة  ١٣ -سورة 
. والنجمِ إِذَا هوى  ١٤ -سورة 
وغيرها...  لَا ُأقْسِ  م بِيومِ الْقيامة  ١٥ -سورة 
فتأمل ما الذي تغرسه هذه السور في القلب لو قرأناها 
وفهمناها كما يريده الله منا؟ 
الأمر عظيم جليل، فتدبر فيما نزلت، وفقك الله لهداه. 
*ومما ينبغي التنبيه عليه في مثل هذا الموطن أن حزب المفصل 
من كتاب الله جاء لتقرير ثلاث حقائق: 
١- توحيد الله في ربوبيته وألوهيته. 
٢- إثبات البعث والدار الآخرة. 
٣- الأمر بمكارم الأخلاق. 
وبيان هذا وذكر أدلته من الكتاب والسنة ثم من كلام أهل 
العلم ليس هذا محله، وإنما أردت الإشارة إليه، لعل قارئ المفصل 
يفيد منه في حين تدبره لهذا الحزب من القرآن. 
١- أنه أيسر في الفهم؛ لأنه محكم ليس فيه متشابه إلا ما ندر. 
وقد سبق قول عمر: إن كان أحد منكم متعلما فليتعلم من 
المفصل فإنه أيسر. 
فقيل ، وقوله ابن عباس: جمعت المحكم في عهد رسول الله 
له: وما المحكم ؟ قال: المفصل. فهو محكم ظاهر، بخلاف غيره من
في التدبر في القرآن الكريم ٤٥ 
القرآن ففيه متشابه. 
وأخرج الدارمي وغيره عن ابن مسعود قال: إن لكل شيء 
سناما، وإن سنام القرآن سورة البقرة، وإن لكل شيء لباباً، وإن 
لباب القرآن المفصل. 
أفيبتغى الوصول للسنام قبل اللباب الميسر؟! 
***
٤٦ في التدبر في القرآن الكريم 
*المرحلة الخامسة: كيف نستفيد من كتب التفسير؟ 
كتب التفسير المناسبة لهذا المستوى كثيرة، منها: 
١- (المصباح المنير) في ذيب تفسير ابن كثير للمباركفوري. 
٢- (تيسير الكريم الرحمن) في تفسير كلام المنان للعلامة 
السعدي. 
٣- (زبدة التفسير من تفسير فتح القدير) لـ د. محمد بن 
سليمان الأشقر. 
٤- (التفسير الوجيز) لـ د. وهبة الزحيلي، ومعه أسباب 
النزول، وقواعد الترتيل. 
٥- (أيسر التفاسير) لأبي بكر الجزائري. 
*والذي أراه لعموم المسلمين أن يجمعوا بين كتابين هما: 
*(المصباح المنير): وهو تفسير مختصر يعتني بالآثار ويرتبها، وهو 
يفيد في بيان معنى الكلمة عند السلف رضوان الله عليهم أجمعين. 
فإن كان المصباح المنير فيه  ع  سر، فزبدة التفسير للأشقر فيه نفع 
كبير. 
*(تيسير الكريم الرحمن للعلامة السعدي)؛ لأنه يعتني بالمعاني 
العامة، وبمسائل الإيمان والتربية ونحو ذلك، ويصرح بالعقيدة 
الصحيحة، وينبه على مخالفة المخالفين لها، وغير ذلك مما يحتاجه 
عموم المسلمين.
في التدبر في القرآن الكريم ٤٧ 
فيقرأ أولاً في (المصباح) أو (زبدة التفسير) فيأخذ معاني 
الكلمات، ثم في تفسير السعدي فيأخذ المعاني العامة. 
فإن شق على أحد أن يجمع بين كتابين فعليه بكتاب (أيسر 
التفاسير) فإنه جمع بين بيان اللفظ والمعنى، وإن كان دون ما تقدم 
في التحرير لكنه مفيد، وقد نفع الله به في مشارق الأرض ومغارا. 
***
٤٨ في التدبر في القرآن الكريم 
خاتمة 
تتعلق بالعناية بتدوين أخبار وقصص الأئمة سلفا وخلفا مع 
القرآن، ثم الاستشهاد ا في محلها من التفسير [وهذا مع عظيم 
فائدته إلا أنه من ملح التفسير لا من متينه]. 
أختم هذه المراحل بلطيفة مؤثرة في المتلقي اعتنى ا أهل 
التفسير بالمأثور، وهي ذكر ما يحضرهم من أخبار وقصص العلماء 
والصالحين سلفا وخلفا المتعلقة بالآية المفسرة في محلها من التفسير، 
لا على سبيل الاستقصاء وإنما متى خال له أن في ذلك فائدة، إما في 
إحقاق حق أو ردع مبطل، وإما تأثرا وخشية أو إنابة وتوبة أو 
تزكية وتربية أو تفقها واستنباطا ونحو ذلك كثير، ثم يذكرها مع 
الآية التي وردت القصة فيها. 
وهذا النوع من البيان العملي له أثره البالغ في زيادة الإيمان، 
وفي التهذيب والتربية، وفي الجدال والإقناع ونحو ذلك، لذا أذكر 
بعضا مما وقفت في هذا المعنى: 
*** 
١- البقرة: 
قال: تعلم  *أخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمر 
البقرة في اثنتي عشرة سنة فلما ختمها نحر جزورا. وذكر  عمر 
مكث على سورة البقرة  مالك في الموطأ أنه بلغه أن ابن عمر
في التدبر في القرآن الكريم ٤٩ 
ثماني سنين يتعلمها. 
*وعن مجاهد؛ أنه سئل عن رجلين قرأ أحدهما البقرة وآل 
عمران والآخر البقرة وحدها وزمنهما وركوعهما وسجودهما 
وجلوسهما واحد سواء. 
فقال: الذي قرأ البقرة وحدها أفضل. (هذا في بيان فضل التدبر 
على الإكثار من القراءة). 
*** 
٢- سورة النساء: 
*ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية عن عمر بن عبد العزيز في قوله 
فَلَا تقْع  دوا مع  هم حتى ي  خو  ضوا في حديث غَيرِه إِن ُ كم  : تعالى 
.[ النساء: ١٤٠ ]  إِذًا مثُْل  هم 
قال شيخ الإسلام: ورفع إلى عمر بن عبد العزيز قوم يشربون 
الخمر وكان فيهم جليس لهم صائم فقال: ابدءوا به في الجلد ألم 
.(١) فَلَا تقْع  دوا مع  هم  : تسمع الله يقول 
*** 
-سورة الأعراف: 
أَنْ أَفي  ضوا  : *ذكر السيوطي في الدر المنثور عند قوله تعالى 
. ١) مجموع الفتاوى ج ١٥ /ص ٣١٥ )
٥٠ في التدبر في القرآن الكريم 
الأعراف: ٥٠ ]. قال عقيل بن شهر الرياحي: ]  علَينا من الْماءِ 
شرب عبد الله بن عمر ماء باردا فبكى فاشتد بكاؤه فقيل له: ما 
وحيلَ بين  هم وبين ما  يبكيك ؟ قال: ذكرت آية في كتاب الله 
سبأ: ٥٤ ]، فعرفت أن أهل النار لا يشتهون إلا الماء ]  يشت  هونَ 
أَنْ أَفي  ضوا علَينا من الْماءِ أَو م  ما  : البارد وقد قال الله 
.(١) رزقَ ُ ك  م اللَّه 
وُلوطًا إِذْ قَالَ  *ما ذكره ابن كثير في تفسيره عند قوله تعالى 
 لقَومه أَتأْتونَ الْفَاحشةَ ما سبقَ ُ كم بِها من أَحد من الْعالَمين 
.[ [الأعراف: ٨٠ 
قال ابن كثير: قال الوليد بن عبد الملك الخليفة الأموي باني 
قص علينا خبر قوم لوط ما ظننت أن  جامع دمشق: لولا أن الله 
.( ذكرا يعلو ذكرا ( ٢ 
*** 
٤- سورة يوسف: 
 وتولَّى عن  هم وقَالَ يا أَسفَى علَى يو  سف  : *في قوله تعالى 
.[ [يوسف: ٨٤ 
عن سعيد بن جبير قال: لقد أعطيت هذه الأمة عند المصيبة 
الَّذين إِذَا  : ش ي ء لم ت ع ط ه ا لأ ن بي ا ء م ن ق بل هم – يعني قوله تعالى 
. ١) الدر المنثور ج ٣/ص ٤٦٩ ) 
. ٢) تفسير ابن كثير ج ٢/ص ٢٣١ )
في التدبر في القرآن الكريم ٥١ 
-[ بالبقرة: ١٥٦ ]  أَصابت  هم مصيبةٌ قَاُلوا إِنا للَّه وإِنا إِلَيه راجِعونَ 
يا أَسفَى علَى  : قال: ولو أعطيها الأنبياء لأعطيها يعقوب إذ يقول 
. يو  سف 
*ومن جميل ما يذكر؛ أن الشيخ محمد رشيد رضا قد توفي عن 
ر  ب قَد آَتيتنِي من  تفسيره أواخر سورة يوسف لقوله تعالى 
الْ  ملْك وعلَّمتنِي من تأْوِيلِ الْأَحاديث فَاطر ال  سماوات والْأَرضِ 
 أَنت وليي في ال  دنيا والْآَخرة توفَّنِي مسلما وأَلْحقْنِي بِال  صالحين 
.[ [يوسف: ١٠١ 
٥- سورة النحل: 
إِنَّ اللَّه يأْم  ر  : *ما ذكره البغوي في تفسيره عند قوله تعالى 
بِالْعدلِ والْإِحسان وإِيتاءِ ذي الُْقربى وينهى عنِ الْفَحشاءِ والْ  منكَرِ 
.[ النحل: ٩٠ ]  والْبغيِ يع ُ ظ ُ كم لَعلَّ ُ كم تذَكَّ  رونَ 
قرأ على الوليد بن  قال البغوي: وعن عكرمة: أن النبي 
الآية، فقال له: يا ابن  إِنَّ اللَّه يأْم  ر بِالْعدلِ  : المغيرة قول الله 
أخي أعد، فعاد عليه، فقال: إن له والله لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، 
.( وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وما هو بقول البشر( ١ 
*** 
٦- سورة المؤمنون: 
* ع ن ي و ن س ا لب ل خ ي قا ل : كان إبراهيم بن أدهم من الأشراف، 
. ١) البغوي ج ٣/ص ٨٢ )
٥٢ في التدبر في القرآن الكريم 
وكان أبوه كثير المال والخدم والمراكب، فبينا إبراهيم في الصيد على 
فرسه يركضه إذا هو بصوت من فوقه يا إبراهيم ما هذا العبث 
المؤمنون: ]  أَفَحسِبتم أَنما خلَقْنا ُ كم عبثًا وأَن ُ كم إِلَينا لَا ترجعونَ  
١١٥ ]، اتق الله، عليك بالزاد ليوم الفاقة، فنزل عن دابته وأخذ في 
.( عمل الآخرة( ١ 
١٦٤ ) وغيره عن الحسن البصري / *في الطبقات لابن سعد ( ٧ 
قال: إن الحجاج من عذاب الله، فلا تدفعوا عذاب الله بسيوفكم، 
ولَقَد  : ولكن عليكم بالاستكانة والتضرع، فإنه تعالى يقول 
 أَخذْنا  هم بِالْعذَابِ فَما استكَانوا لربهِم وما يتض  ر  عونَ 
.[ [المؤمنون: ٧٦ 
*** 
٧- سورة العنكبوت: 
*قال ميمون بن مهران: ما أتى قوم في ناديهم المنكر إلا حق 
أَئن ُ كم لَتأْتونَ ال  رجالَ  : هلاكهم ( ٢) يشير إلى قوله سبحانه وتعالى 
إلى قوله تعالى - : - وتقْطَعونَ ال  سبِيلَ وتأْتونَ في نادي ُ ك  م الْ  منكَر 
إِنا منزُِلونَ علَى أَهلِ هذه الْقَرية رِجزا من ال  سماءِ بِما كَانوا  
٣٤ ]، مع الحديث المتفق على صحته - العنكبوت: ٢٩ ]  يفْ  سُقونَ 
١) القصة في مسند إبراهيم بن أدهم ج ١/ص ١٨ ، وسير أعلام النبلاء ج ٧/ص ٣٨٨ ) 
وغيرهما. 
. ٢) البداية والنهاية ج ٩/ص ٣١٨ )
في التدبر في القرآن الكريم ٥٣ 
.« كل أمتي معافى إلا ااهرين » 
*** 
٨- سورة يس: 
في البداية والنهاية لابن كثير: أن ميمون بن مهران قرأ قوله 
يس: ٥٩ ]، فبكى طويلا ]  وامتا  زوا الْيوم أَيها الْ  مجرِمونَ  تعالى 
ثم قال: ما سمع الخلائق بنعت قط أشد منه. 
٩- سورة الزمر: 
لَ  هم من فَوقهِم ُ ظلَلٌ من  : *كان الضحاك إذا تلا قوله تعالى 
النارِ ومن تحتهِم ُ ظلَلٌ ذَلك يخ  و  ف اللَّه بِه عباده يا عباد 
الزمر: ١٦ ]، ورددها إلى السحر. ]  فَاتُقون 
*** 
١٠ -سورة الجاثية: 
*أخرج ابن المبارك وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن أبي 
الضحى قال: قرأ تميم الداري رضي الله عنه سورة الجاثية فلما أتى 
أَم حسِب الَّذين اجتر  حوا ال  سيئَات أَنْ نجعلَ  هم  على هذا 
كَالَّذين آَمنوا وعمُلوا ال  صالحات سواءً محيا  هم وممات  هم ساءَ ما 
الجاثية: ٢١ ]، فلم يزل يكررها ويبكي حتى أصبح وهو ]  يح ُ ك  مونَ 
.( عند المقام ( ١ 
. ١) ج ١٣ /ص ٣٥٧ )
٥٤ في التدبر في القرآن الكريم 
١١ -سورة الطور: 
إِنَّ عذَاب ربك  : *ذكر ابن كثير في تفسيره عند قوله تعالى 
خرج يعس المدينة ذات ليلة فمر  الطور: ٧]: أن عمر ]  لَواقع 
بدار رجل من المسلمين فوافقه قائما يصلي فوقف يستمع قراءته 
إِنَّ عذَاب ربك لَواقع * ما لَه من  حتى بلغ  والطُّورِ  فقرأ 
٨] قال: قسم ورب الكعبة حق. فنزل عن - الطور: ١ ]  دافعٍ 
حماره واستند إلى حائط فمكث مليا ثم رجع إلى منزله فمكث 
شهرا يعوده الناس لا يدرون ما مرضه رضي الله عنه. 
إِنَّ عذَاب ربك لَواقع * ما لَه  قرأ  *وعن الحسن أن عمر 
.( فربا لها ربوة عيد منها عشرين يوما ( ١  من دافعٍ 
*وعن عبادة بن حمزة قال دخلت على أسماء رضي الله عنها 
[ الطور: ٢٧ ]  فَم  ن اللَّه علَينا ووقَانا عذَاب ال  س  مومِ  وهي تقرأ 
فوقفت عندها فجعلت تعيدها وتدعو فطال علي ذلك، فذهبت إلى 
السوق فقضيت حاجتي ثم رجعت وهي تعيدها. 
*وفي تاريخ بغداد: قال زائدة: صليت مع أبي حنيفة في 
مسجده عشاء الآخرة وخرج الناس ولم يعلم أني في المسجد وأردت 
أن أسأله عن مسألة من حيث لا يراني أحد قال فقام فقرأ وقد افتتح 
فَم  ن اللَّه علَينا ووقَانا عذَاب  الصلاة حتى بلغ إلى هذه الآية 
الطور: ٢٧ ]، فأقمت في المسجد أنتظر فراغه فلم يزل ]  ال  س  مومِ 
. ١) ج ٤/ص ٢٤١ )
في التدبر في القرآن الكريم ٥٥ 
.( يرددها حتى أذن المؤذن لصلاة الفجر ( ١ 
يقرأ  *وفي الصحيحين عن جبير بن مطعم قال: سمعت النبي 
أَم  خلُقوا من غَيرِ شيءٍ أَم  في المغرب بالطور فلما بلغ هذه الآية 
 ه  م الْخالُقونَ * أَم خلَُقوا ال  سماوات والْأَرض بل لَا يوقنونَ * أَم 
كاد قلبي أن يطير. ، عند  هم خزائ  ن ربك أَم  ه  م الْ  مسيط  رونَ 
*** 
١٢ -سورة القمر: 
بلِ  *قال القاسم بن معين: قام أبو حنيفة ليلة ذه الآية 
القمر: ٤٦ ] يرددها ]  ال  ساعُة موع  د  هم وال  ساعُة أَدهى وأَم  ر 
.( ويبكي ويتضرع ( ٢ 
*ومما ذكره ابن كثير عن وفاة شيخ الإسلام ابن تيمية قال: 
وأخبر الحاضرين أخوه زين الدين عبد الرحمن أنه قرأ هو والشيخ 
منذ دخل القلعة ثمانين ختمة، وشرعا في الحادية والثمانين فانتهينا 
إِنَّ الْ  متقين في  : فيها إلى آخر اقتربت الساعة عند قوله تعالى 
- القمر: ٥٤ ]  جنات ونهرٍ * في مقْعد صدقٍ عند مليك مقْتدرٍ 
.[٥٥ 
. ١) ج ١٣ /ص ٣٥٧ ) 
. (٢)
٥٦ في التدبر في القرآن الكريم 
١٣ -سورة الحديد: 
*قال الفضل بن موسى: كان الفضيل بن عياض شاطراً يقطع 
الطريق، وكان سبب توبته أنه عشق جارية فبينا هو يرتقي الجدران 
أَلَم يأْن للَّذين آَمنوا أَنْ تخشع ُقُلوب  هم  إليها سمع رجلا يتلو 
الحديد: ١٦ ]، فقال: يا رب قد ]  لذكْرِ اللَّه وما نزلَ من الْح  ق 
آن، فرجع، فآواه الليل إلى خربة، فإذا فيها رفقة فقال بعضهم: 
نرتحل، وقال قوم: لا، حتى نصبح فإن فضيلاً على الطريق يقطع 
.( علينا، فتاب الفضيل وأمنهم، وجاور الحرم حتى مات( ١ 
*** 
١٤ -سورة المزمل: 
*سئل مالك عن مسألة فقال: لا أدري، فقيل له: إا مسألة 
خفيفة سهلة، فغضب وقال: ليس في العلم شيء خفيف، ألم تسمع 
. إِنا سنلْقي علَيك قَولًا ثَقيلًا  : قوله الله 
*** 
١٥ -سورة الزلزلة: 
إِذَا  زلْزِلَت  *قال محمد بن كعب الإمام الرباني: لأن أقرأ 
أرددهما وأتفكر أحب إليَّ من أن ، الْقَارِعُة  و ، الْأَر  ض زِلْزالَها 
. ١) القصة مشهورة، وهي ذا السياق في تاريخ الإسلام ج ١٢ /ص ٣٣٤ )
في التدبر في القرآن الكريم ٥٧ 
أهذ القرآن. 
وأبو بكر الصديق  إِذَا  زلْزِلَت الْأَر  ض زِلْزالَها  *وحين نزلت 
قاعد، فبكى حين أنزلت فقيل له ما يبكيك يا أبا بكر؟ قال: يبكيني 
.( هذه السورة ( ١ 
*وعن إبراهيم التيمي قال: أدركت سبعين من أصحاب ابن 
إِذَا  زلْزِلَت  : مسعود أصغرهم الحارث بن سويد فسمعته يقرأ 
 ومن يعملْ مثْقَالَ ذَرة ش  را يره  حتى بلغ إلى  الْأَر  ض زِلْزالَها 
قال: إن هذا إحصاء شديد. 
*وقال يزيد بن الكميت: قرأ بنا علي بن الحسين المؤذن في 
وأبو حنيفة خلفه فلما قضي الصلاة  إِذَا  زلْزِلَت  عشاء الآخرة 
وخرج الناس نظرت إلى أبي حنيفة وهو جالس يفكر ويتنفس، 
فقلت: أقوم لا يشتغل قلبه بي، فجئت وقد طلع الفجر وهو قائم قد 
أخذ بلحية نفسه وهو يقول: يا من يجزئ بمثقال ذرة خير خيرا، ويا 
من يجزئ بمثقال ذرة شر شرا، أجر النعمان عبدك من النار وما 
يقرب منها من السوء وأدخله في سعة رحمتك. 
قال: فأذنت فإذا القنديل يزهر وهو قائم، فلما دخلت، قال: 
تريد أن تأخذ القنديل، قلت: قد أذنت لصلاة الغداة، قال: اكتم 
.( علي ما رأيت ( ٢ 
. ١) تفسير الطبري ج ٣٠ /ص ٢٧٠ ) 
. ٢) ج ١٣ /ص ٣٥٧ )
٥٨ في التدبر في القرآن الكريم 
١٦ -سورة التكاثر: 
*قال رجل لابن المبارك: قرأت البارحة القرآن في ركعة، فقال: 
إلى  أَلْها ُ ك  م التكَاُث  ر  لكني أعرف رجلا لم يزل البارحة يقرأ 
.( الصبح ما قدر أن يجاوزها، يعني نفسه ( ١ 
. ١) تاريخ مدينة دمشق: ج ٣٢ /ص ٤٣٥ )
في التدبر في القرآن الكريم ٥٩ 
ختاماً: 
أسأل الله جل جلاله أن يرزقنا جميعا الفقه في دينه، وأن يعلمنا 
تأويل كتابه. 
اللهم إنا نسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته 
في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب 
عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبونا ونور صدورنا وجلاء 
أحزاننا وذهاب همومنا. 
اللهم اجعل لنا من كتابك العظيم في قلوبنا نورا وفي أسماعنا 
نورا وفي أبصارنا نورا وفي ألسنتنا نورا واجعل لنا منه نورا يا نور 
السموات والأرض.. 
اللهم علمنا منه ما جهلنا وذكرنا منه ما نسينا وارزقنا تلاوته 
آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا. 
هذا ما تيسرت كتابته على عجالة من الأمر( ١)، فأسأل الله 
العفو الغفور أن يتقبلها بقبول حسن، وأن يجعلها ذخرا أفرح ا 
حين ألقاه، وذا تنتهي رسالة (فن التدبر)، وصلى الله وسلم على 
نبينا محمد وعلى آله وصحبه وزوجاته، وعلى التابعين، ومن اقتفى 
أثرهم إلى يوم الدين. 
*** 
١) تمت بحمد الله في ليلة الثلاثاء الثامن عشر من شهر رجب المحرم لعام ألف ) 
وأربعمائة وستة وعشرين للهجرة.

Recomendados

تدبر القران por
تدبر القران تدبر القران
تدبر القران Fouzia Sahlaoui
1.6K visualizações29 slides
دراسة المخارج والصفات جمال القرش por
دراسة المخارج والصفات جمال القرشدراسة المخارج والصفات جمال القرش
دراسة المخارج والصفات جمال القرشسمير بسيوني
12.4K visualizações284 slides
فضائل القران الكريم por
فضائل القران الكريمفضائل القران الكريم
فضائل القران الكريمNoor Al Islam
3.9K visualizações20 slides
كيفية حفظ وتثبيت القرآن por
كيفية حفظ وتثبيت القرآنكيفية حفظ وتثبيت القرآن
كيفية حفظ وتثبيت القرآنغايتي الجنة
6.7K visualizações16 slides
Rasmli tajvid por
Rasmli tajvidRasmli tajvid
Rasmli tajvidmuslima014
34K visualizações117 slides
أسئلة العقيدة الطحاوية مع الأجابات por
أسئلة العقيدة الطحاوية مع الأجاباتأسئلة العقيدة الطحاوية مع الأجابات
أسئلة العقيدة الطحاوية مع الأجاباتalakeeda
12.7K visualizações45 slides

Mais conteúdo relacionado

Mais procurados

تأملات في تحريرات القراءات por
تأملات في تحريرات القراءاتتأملات في تحريرات القراءات
تأملات في تحريرات القراءاتسمير بسيوني
7.8K visualizações33 slides
تدبر القرآن الكريم por
تدبر القرآن الكريم  تدبر القرآن الكريم
تدبر القرآن الكريم Ammar Alruz
1.4K visualizações33 slides
KUNCI-KUNCI TADABBUR AL-QUR'AN por
KUNCI-KUNCI TADABBUR AL-QUR'ANKUNCI-KUNCI TADABBUR AL-QUR'AN
KUNCI-KUNCI TADABBUR AL-QUR'ANHakimuddin Salim
955 visualizações25 slides
كتاب إعلام القارئ والسماع بتحريرات الإمام نافع por
كتاب إعلام القارئ والسماع بتحريرات الإمام نافع كتاب إعلام القارئ والسماع بتحريرات الإمام نافع
كتاب إعلام القارئ والسماع بتحريرات الإمام نافع سمير بسيوني
675 visualizações52 slides
10 advices of luqman to his son por
10 advices of luqman to his son10 advices of luqman to his son
10 advices of luqman to his sonMohammad Yunus, MD, FACP
5.3K visualizações42 slides
دورة مهارات في تثبيت حفظ القرآن الكريم por
دورة  مهارات في تثبيت حفظ القرآن الكريمدورة  مهارات في تثبيت حفظ القرآن الكريم
دورة مهارات في تثبيت حفظ القرآن الكريمnooralbarq
31.1K visualizações25 slides

Mais procurados(20)

تأملات في تحريرات القراءات por سمير بسيوني
تأملات في تحريرات القراءاتتأملات في تحريرات القراءات
تأملات في تحريرات القراءات
سمير بسيوني7.8K visualizações
تدبر القرآن الكريم por Ammar Alruz
تدبر القرآن الكريم  تدبر القرآن الكريم
تدبر القرآن الكريم
Ammar Alruz1.4K visualizações
KUNCI-KUNCI TADABBUR AL-QUR'AN por Hakimuddin Salim
KUNCI-KUNCI TADABBUR AL-QUR'ANKUNCI-KUNCI TADABBUR AL-QUR'AN
KUNCI-KUNCI TADABBUR AL-QUR'AN
Hakimuddin Salim955 visualizações
كتاب إعلام القارئ والسماع بتحريرات الإمام نافع por سمير بسيوني
كتاب إعلام القارئ والسماع بتحريرات الإمام نافع كتاب إعلام القارئ والسماع بتحريرات الإمام نافع
كتاب إعلام القارئ والسماع بتحريرات الإمام نافع
سمير بسيوني675 visualizações
دورة مهارات في تثبيت حفظ القرآن الكريم por nooralbarq
دورة  مهارات في تثبيت حفظ القرآن الكريمدورة  مهارات في تثبيت حفظ القرآن الكريم
دورة مهارات في تثبيت حفظ القرآن الكريم
nooralbarq31.1K visualizações
تفسير السور القصيرة من سورة العاديات إلى الناس por Amel Hope
تفسير السور القصيرة من سورة العاديات إلى الناستفسير السور القصيرة من سورة العاديات إلى الناس
تفسير السور القصيرة من سورة العاديات إلى الناس
Amel Hope15.5K visualizações
Major sins por Shariful Islam
Major sinsMajor sins
Major sins
Shariful Islam6.1K visualizações
برنامج تثبيت القران كالجبال2 por سئمت عيش النفاق
برنامج تثبيت القران كالجبال2برنامج تثبيت القران كالجبال2
برنامج تثبيت القران كالجبال2
سئمت عيش النفاق13.8K visualizações
الاحاديث الصحيحة فى فضائل سور من القران por F El Mohdar
الاحاديث الصحيحة فى فضائل سور من القرانالاحاديث الصحيحة فى فضائل سور من القران
الاحاديث الصحيحة فى فضائل سور من القران
F El Mohdar 25.5K visualizações
مخارج وصفات por Safa Alyousif
مخارج وصفاتمخارج وصفات
مخارج وصفات
Safa Alyousif6K visualizações
خطاطات التوحيد por أبو وردة
خطاطات التوحيدخطاطات التوحيد
خطاطات التوحيد
أبو وردة4.9K visualizações
سلسلة فضائل القرآن الكريم por Islam Publishing
سلسلة فضائل القرآن الكريمسلسلة فضائل القرآن الكريم
سلسلة فضائل القرآن الكريم
Islam Publishing1.4K visualizações
Kisah Nabi Luth 'Alaihissalam.pdf por ssuser0b7776
Kisah Nabi Luth 'Alaihissalam.pdfKisah Nabi Luth 'Alaihissalam.pdf
Kisah Nabi Luth 'Alaihissalam.pdf
ssuser0b777662 visualizações
الجامع في تحريرات قراءة نافع من طريق الشاطبية por أحمد محمود
الجامع في تحريرات قراءة نافع من طريق الشاطبيةالجامع في تحريرات قراءة نافع من طريق الشاطبية
الجامع في تحريرات قراءة نافع من طريق الشاطبية
أحمد محمود3K visualizações
Copy of الجنة ونعيمها por Taha Rabea
Copy of الجنة ونعيمهاCopy of الجنة ونعيمها
Copy of الجنة ونعيمها
Taha Rabea2K visualizações
2.9 2 tahqiqu ma'nasy syahadatain por Isalzone Faisal
2.9 2 tahqiqu ma'nasy syahadatain2.9 2 tahqiqu ma'nasy syahadatain
2.9 2 tahqiqu ma'nasy syahadatain
Isalzone Faisal1.6K visualizações
Materi Kajian Umum - Mengapa Beriman kepada Al Quran por Erwin Wahyu
Materi Kajian Umum - Mengapa Beriman kepada Al QuranMateri Kajian Umum - Mengapa Beriman kepada Al Quran
Materi Kajian Umum - Mengapa Beriman kepada Al Quran
Erwin Wahyu1.4K visualizações
الروض الماتع في شرح أصول ورش عن نافع por سمير بسيوني
الروض الماتع في شرح أصول ورش عن نافع الروض الماتع في شرح أصول ورش عن نافع
الروض الماتع في شرح أصول ورش عن نافع
سمير بسيوني17.1K visualizações
رحــلــــــــة الـــخـلــــــــود por غايتي الجنة
رحــلــــــــة الـــخـلــــــــودرحــلــــــــة الـــخـلــــــــود
رحــلــــــــة الـــخـلــــــــود
غايتي الجنة4.9K visualizações

Similar a فن التدبر في القرآن الكريم

مفهوم المخالفة - Mafhumul Mukholafah por
مفهوم المخالفة - Mafhumul Mukholafahمفهوم المخالفة - Mafhumul Mukholafah
مفهوم المخالفة - Mafhumul MukholafahIndra Lupiana
488 visualizações50 slides
BERINTERAKSI DENGAN AL-QURAN.pptx por
BERINTERAKSI DENGAN AL-QURAN.pptxBERINTERAKSI DENGAN AL-QURAN.pptx
BERINTERAKSI DENGAN AL-QURAN.pptxAulaSyahid1
5 visualizações12 slides
Mesbah por
MesbahMesbah
MesbahBrahim Ousalah
815 visualizações44 slides
نوايا تلاوة القرآن por
نوايا تلاوة القرآننوايا تلاوة القرآن
نوايا تلاوة القرآنغايتي الجنة
1.9K visualizações33 slides
نوايا تلاوة القرآن por
نوايا تلاوة القرآننوايا تلاوة القرآن
نوايا تلاوة القرآنF El Mohdar
2.5K visualizações33 slides
في رحاب القران por
في رحاب القرانفي رحاب القران
في رحاب القرانtajweed12
2.5K visualizações89 slides

Similar a فن التدبر في القرآن الكريم(20)

مفهوم المخالفة - Mafhumul Mukholafah por Indra Lupiana
مفهوم المخالفة - Mafhumul Mukholafahمفهوم المخالفة - Mafhumul Mukholafah
مفهوم المخالفة - Mafhumul Mukholafah
Indra Lupiana488 visualizações
BERINTERAKSI DENGAN AL-QURAN.pptx por AulaSyahid1
BERINTERAKSI DENGAN AL-QURAN.pptxBERINTERAKSI DENGAN AL-QURAN.pptx
BERINTERAKSI DENGAN AL-QURAN.pptx
AulaSyahid15 visualizações
Mesbah por Brahim Ousalah
MesbahMesbah
Mesbah
Brahim Ousalah815 visualizações
نوايا تلاوة القرآن por غايتي الجنة
نوايا تلاوة القرآننوايا تلاوة القرآن
نوايا تلاوة القرآن
غايتي الجنة1.9K visualizações
نوايا تلاوة القرآن por F El Mohdar
نوايا تلاوة القرآننوايا تلاوة القرآن
نوايا تلاوة القرآن
F El Mohdar 2.5K visualizações
في رحاب القران por tajweed12
في رحاب القرانفي رحاب القران
في رحاب القران
tajweed122.5K visualizações
Tafsir Munir Jilid 01 (Syech Imam Nawawi Albantani )Banten por omwito
Tafsir Munir  Jilid 01 (Syech Imam Nawawi Albantani  )BantenTafsir Munir  Jilid 01 (Syech Imam Nawawi Albantani  )Banten
Tafsir Munir Jilid 01 (Syech Imam Nawawi Albantani )Banten
omwito4.7K visualizações
كيف حالك مع القرآن الكريم ؟ por Islamic Invitation
كيف حالك مع القرآن الكريم ؟كيف حالك مع القرآن الكريم ؟
كيف حالك مع القرآن الكريم ؟
Islamic Invitation713 visualizações
المفيد في علم التجويد por سمير بسيوني
المفيد في علم التجويدالمفيد في علم التجويد
المفيد في علم التجويد
سمير بسيوني16.3K visualizações
ثمانية متون في العقيدة والتوحيد por Abdel-Rahman Al-Khattab
ثمانية متون في العقيدة والتوحيدثمانية متون في العقيدة والتوحيد
ثمانية متون في العقيدة والتوحيد
Abdel-Rahman Al-Khattab3.4K visualizações
منازل السائرين (أسرار فاتحة الكتاب) 1 / الشيخ د محمد بن علي الشنقيطي por Al_abeya
منازل السائرين (أسرار فاتحة الكتاب) 1 / الشيخ د محمد بن علي الشنقيطيمنازل السائرين (أسرار فاتحة الكتاب) 1 / الشيخ د محمد بن علي الشنقيطي
منازل السائرين (أسرار فاتحة الكتاب) 1 / الشيخ د محمد بن علي الشنقيطي
Al_abeya12.9K visualizações
Student seminar-الأعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية por Dr Ghaiath Hussein
Student seminar-الأعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبويةStudent seminar-الأعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية
Student seminar-الأعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية
Dr Ghaiath Hussein304 visualizações
تفسير الايه 30 من سورة الاعراف por Najla Ismail
تفسير  الايه 30 من سورة الاعراف تفسير  الايه 30 من سورة الاعراف
تفسير الايه 30 من سورة الاعراف
Najla Ismail1.5K visualizações
الوجيز في تجويد الكتاب العزيز por سمير بسيوني
الوجيز في تجويد الكتاب العزيزالوجيز في تجويد الكتاب العزيز
الوجيز في تجويد الكتاب العزيز
سمير بسيوني1K visualizações
كتاب رقم ( 140 ) من سلسلة الكامل por AhmedNaser92
كتاب رقم ( 140 ) من سلسلة الكاملكتاب رقم ( 140 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 140 ) من سلسلة الكامل
AhmedNaser922 visualizações

Mais de wayislam

السيرة النبوية 2 ابن هشام por
السيرة النبوية 2   ابن هشام  السيرة النبوية 2   ابن هشام
السيرة النبوية 2 ابن هشام wayislam
317 visualizações766 slides
كتاب صحيح السيرة النبوية بقلم الشيخ الألباني por
كتاب صحيح السيرة النبوية بقلم الشيخ الألبانيكتاب صحيح السيرة النبوية بقلم الشيخ الألباني
كتاب صحيح السيرة النبوية بقلم الشيخ الألبانيwayislam
628 visualizações121 slides
التجويد por
التجويدالتجويد
التجويدwayislam
4.9K visualizações22 slides
الملخص المفيد في علم التجويد por
الملخص المفيد في علم التجويدالملخص المفيد في علم التجويد
الملخص المفيد في علم التجويدwayislam
15.1K visualizações192 slides
1 التجويد por
1 التجويد1 التجويد
1 التجويدwayislam
508 visualizações51 slides
التجويد المبسط للمبتدئين por
التجويد المبسط للمبتدئينالتجويد المبسط للمبتدئين
التجويد المبسط للمبتدئينwayislam
1.1K visualizações92 slides

Mais de wayislam(20)

السيرة النبوية 2 ابن هشام por wayislam
السيرة النبوية 2   ابن هشام  السيرة النبوية 2   ابن هشام
السيرة النبوية 2 ابن هشام
wayislam317 visualizações
كتاب صحيح السيرة النبوية بقلم الشيخ الألباني por wayislam
كتاب صحيح السيرة النبوية بقلم الشيخ الألبانيكتاب صحيح السيرة النبوية بقلم الشيخ الألباني
كتاب صحيح السيرة النبوية بقلم الشيخ الألباني
wayislam628 visualizações
التجويد por wayislam
التجويدالتجويد
التجويد
wayislam4.9K visualizações
الملخص المفيد في علم التجويد por wayislam
الملخص المفيد في علم التجويدالملخص المفيد في علم التجويد
الملخص المفيد في علم التجويد
wayislam15.1K visualizações
1 التجويد por wayislam
1 التجويد1 التجويد
1 التجويد
wayislam508 visualizações
التجويد المبسط للمبتدئين por wayislam
التجويد المبسط للمبتدئينالتجويد المبسط للمبتدئين
التجويد المبسط للمبتدئين
wayislam1.1K visualizações
السلسبيل الشافي ورسالة قصر المنفصل لحفص por wayislam
السلسبيل الشافي ورسالة قصر المنفصل لحفصالسلسبيل الشافي ورسالة قصر المنفصل لحفص
السلسبيل الشافي ورسالة قصر المنفصل لحفص
wayislam884 visualizações
نزول القرآن على سبعة أحرف por wayislam
نزول القرآن على سبعة أحرفنزول القرآن على سبعة أحرف
نزول القرآن على سبعة أحرف
wayislam2.7K visualizações
السلسبيل الشافي ورسالة قصر المنفصل لحفص por wayislam
السلسبيل الشافي ورسالة قصر المنفصل لحفصالسلسبيل الشافي ورسالة قصر المنفصل لحفص
السلسبيل الشافي ورسالة قصر المنفصل لحفص
wayislam347 visualizações
تقريب الشاطبية por wayislam
تقريب الشاطبيةتقريب الشاطبية
تقريب الشاطبية
wayislam239 visualizações
تقريب النشر في القراءات العشر por wayislam
تقريب النشر في القراءات العشرتقريب النشر في القراءات العشر
تقريب النشر في القراءات العشر
wayislam1.7K visualizações
الواضح في أحكام التجويد por wayislam
الواضح في أحكام التجويدالواضح في أحكام التجويد
الواضح في أحكام التجويد
wayislam5.4K visualizações
المفيد في التجويد por wayislam
المفيد في التجويدالمفيد في التجويد
المفيد في التجويد
wayislam623 visualizações
032 المنظومة السخاوية por wayislam
032 المنظومة السخاوية032 المنظومة السخاوية
032 المنظومة السخاوية
wayislam192 visualizações
المنظومة الخاقانية por wayislam
المنظومة الخاقانيةالمنظومة الخاقانية
المنظومة الخاقانية
wayislam431 visualizações
هدي المجيد في شرح قصيدتي الخاقاني والسخاوي por wayislam
هدي المجيد في شرح قصيدتي الخاقاني والسخاويهدي المجيد في شرح قصيدتي الخاقاني والسخاوي
هدي المجيد في شرح قصيدتي الخاقاني والسخاوي
wayislam272 visualizações
الفرائد المرتبة على الفوائد المهذبة por wayislam
الفرائد المرتبة على الفوائد المهذبةالفرائد المرتبة على الفوائد المهذبة
الفرائد المرتبة على الفوائد المهذبة
wayislam588 visualizações
القول المألوف في صفات الحروف por wayislam
القول المألوف في صفات الحروفالقول المألوف في صفات الحروف
القول المألوف في صفات الحروف
wayislam291 visualizações
البرهان في تجويد القرآن por wayislam
البرهان في تجويد القرآنالبرهان في تجويد القرآن
البرهان في تجويد القرآن
wayislam217 visualizações
033 بهجة اللحاظ بما لحفص من روضة الحفاظ por wayislam
033 بهجة اللحاظ بما لحفص من روضة الحفاظ033 بهجة اللحاظ بما لحفص من روضة الحفاظ
033 بهجة اللحاظ بما لحفص من روضة الحفاظ
wayislam540 visualizações

Último

kamel alqeraat 3.pdf por
kamel alqeraat 3.pdfkamel alqeraat 3.pdf
kamel alqeraat 3.pdfسمير بسيوني
7 visualizações572 slides
kamel alqeraat 1.pdf por
kamel alqeraat 1.pdfkamel alqeraat 1.pdf
kamel alqeraat 1.pdfسمير بسيوني
23 visualizações536 slides
إحتفالية اليوم العالمي للجودة - جامعة صبراتة 2023 por
إحتفالية اليوم العالمي للجودة - جامعة صبراتة 2023إحتفالية اليوم العالمي للجودة - جامعة صبراتة 2023
إحتفالية اليوم العالمي للجودة - جامعة صبراتة 2023abdullazezlibya
12 visualizações23 slides
kamel alqeraat 6.pdf por
kamel alqeraat 6.pdfkamel alqeraat 6.pdf
kamel alqeraat 6.pdfسمير بسيوني
7 visualizações422 slides
kamel alqeraat 4.pdf por
kamel alqeraat 4.pdfkamel alqeraat 4.pdf
kamel alqeraat 4.pdfسمير بسيوني
10 visualizações577 slides
‎⁨جودة الحياة⁩.pdf por
‎⁨جودة الحياة⁩.pdf‎⁨جودة الحياة⁩.pdf
‎⁨جودة الحياة⁩.pdfnoofaljohani3
17 visualizações9 slides

Último(14)

إحتفالية اليوم العالمي للجودة - جامعة صبراتة 2023 por abdullazezlibya
إحتفالية اليوم العالمي للجودة - جامعة صبراتة 2023إحتفالية اليوم العالمي للجودة - جامعة صبراتة 2023
إحتفالية اليوم العالمي للجودة - جامعة صبراتة 2023
abdullazezlibya12 visualizações
‎⁨جودة الحياة⁩.pdf por noofaljohani3
‎⁨جودة الحياة⁩.pdf‎⁨جودة الحياة⁩.pdf
‎⁨جودة الحياة⁩.pdf
noofaljohani317 visualizações
حرف الطاء الدرس الأول.pptx por majood127
حرف الطاء الدرس الأول.pptxحرف الطاء الدرس الأول.pptx
حرف الطاء الدرس الأول.pptx
majood1278 visualizações
جودة الحياة por rawanal7arbi202
جودة الحياةجودة الحياة
جودة الحياة
rawanal7arbi2026 visualizações
التعلم المصغر por ssuser155b37
التعلم المصغر التعلم المصغر
التعلم المصغر
ssuser155b3759 visualizações
لماذا اصبح تعليم الأطفال البرمجة ضرورى ؟.pdf por elmadrasah
لماذا اصبح تعليم الأطفال البرمجة ضرورى ؟.pdfلماذا اصبح تعليم الأطفال البرمجة ضرورى ؟.pdf
لماذا اصبح تعليم الأطفال البرمجة ضرورى ؟.pdf
elmadrasah19 visualizações
Presentation.pptx por ykv2nv8bnt
Presentation.pptxPresentation.pptx
Presentation.pptx
ykv2nv8bnt34 visualizações

فن التدبر في القرآن الكريم

  • 2. في التدبر في القرآن الكريم ٥ بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة الْحم  د للَّه الَّذي أَنزلَ علَى عبده الْكتاب ولَم يجعلْ لَه  . عوجا تبارك الَّذي ن  زلَ الُْفرقَانَ علَى عبده لي ُ كونَ للْعالَمين  والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن ، نذيرا اهتدى ديه. أما بعد: يا أيها الإنسان: يا أَيها النا  س قَد جاءَ ُ كم برهانٌ  : اسمع نداء رب الناس للناس .[ النساء: ١٧٤ ] من رب ُ كم وأَنزلْنا إِلَي ُ كم نورا مبِينا يا أَيها النا  س قَد جاءَت ُ كم موعظَةٌ من رب ُ كم وشفَاءٌ لما في  .[ يونس: ٥٧ ] ال  ص  دورِ و  هدى ورحمةٌ للْ  مؤمنِين ُقلْ يا أَيها النا  س قَد جاءَ ُ ك  م الْح  ق من رب ُ كم فَمنِ اهتدى  . فَإِنما يهتدي لنفْسِه ومن ضلَّ فَإِنما يضلُّ علَيها في هذه الآيات الثلاث فقط تجئ هذه الأوصاف العظام بأنه: هو البرهان، هو النور، هو الموعظة ، هو الشفاء ، هو الهدى ، هو الرحمة ، هو الحق.
  • 3. ٦ في التدبر في القرآن الكريم فأين قلوب المؤمنين والمؤمنات عن كتاب رم؟ لذا فهذه رسالة (فن التدبر) وهي الرسالة الأولى ضمن مشروع (تقريب فهم القرآن) كتبتها لعموم المسلمين، لكل قارئ للقرآن يلتمس منه الحياة والهداية، والعلم والنور، والانشراح والسعادة، والمفاز في الدنيا والآخرة، وهي تمثل (المستوى الأول) لمن أراد أن يكون من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، وقد توخي  ت فيها الوضوح ما استطعت إلى ذلك سبيلا. فأسأل الله أن يتقبلها بقبول حسنٍ ، وأن يجعلها ذخراً أفرح ا حين ألقاه. عصام بن صالح العويد owaid2@gmail.com : بريد إلكتروني إلى جوال (sms) وللتواصل أرسل . (٠٥٠٥٤٧٣٥٢٢-٠٥٥٧٤٠٥٧٤٢)
  • 4. في التدبر في القرآن الكريم ٧ تمهيد تأملت في أحوال أمة القرآن ، فوجدت أم في موقفهم من كتاب الله على أقسام ثلاثة:  أ- قسم أعرض عن كتاب الله: وهؤلاء خصماء رسول الله وقَالَ ال  ر  سو ُ ل يا ر  ب إِنَّ قَومي اتخ ُ ذوا هذَا الُْقرآَنَ  ، يوم القيامة الفرقان: ٣٠ ] ، وليس الحديث معهم في هذه الرسالة. ] مه  جورا ب-قسم يتلو كتاب الله تعالى؛ لكنه لم يستشعر عظمته، ولم يدرك حقيقته، ولم يقف على سلطانه ، ولم يدر أين إعجازه، ومن أجله كانت هذه الرسالة. ت-قسم يراجع كتب التفسير، وله همة في فهم كتاب الله، لكنه يشعر بأنه ما زال بعيداً عن التدبر الحق لهذا الكتاب العظيم، وهذا كتبت له رسالة (المراحل الثمان لطالب فهم القرآن). وقد كنت وأنا ُأقل  ب الفكر في هذا الأمر، أعجب – كما عجب أسلافنا – من مقولٍ بليغ لعربي جاهلي صنديد عنيد وهو يصف القرآن ايد ، يقول: (والله! لقد سمعت من محمد آنفا كلاماً ما هو من كلام الإنس ، ولا من كلام الجن، وإن له لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإن أعلاه لمثمر ، وإن أسفله لمغدق ، وإنه يعلو ولا يعلى عليه). فلما قرأت قول بليغ أعجمي! فرنسي!! فيلسوف!!!ملحد!!!! وهو (جوزيف آرنست رنان) زال – والله – عجبي منهم، وبقي
  • 5. ٨ في التدبر في القرآن الكريم عجبي منا ، واسمع لما يقول: (تضم مكتبتي آلاف الكتب السياسية والاجتماعية والأدبية وغيرها، والتي لم أقرأها أكثر من مرة واحدة، وما أكثر الكتب التي للزينة فقط، ولكن هناك كتاب واحد تؤنسني قراءته دائما هو كتاب المسلمين القرآن، فكلما أحسست بالإجهاد وأردت أن تنفتح لي أبواب المعاني والكمالات ، طالعت القرآن حيث أنني لا أحس بالتعب أو الملل بمطالعته بكثرة ، لو أراد أحد أن يعتقد بكتاب نزل من السماء فإن ذلك الكتاب هو القرآن لا غير ، إذ أن الكتب الأخرى ليست لها خصائص القرآن). أليست هي بنفسها مقولة الوليد بن المغيرة؟ فما الذي جعل (الوليد، وجوزيف)! يتفقان على أن القرآن (يعلو ولا يعلى عليه)؟ وإِنه في ُأم الْكتابِ لَدينا لَعلي  : إنه قول الله جل جلاله . [ الزخرف: ٤٣ ]  حكيم وما أجمل قول الشاطبي – رحمه الله – واصفا كتاب الله تعالى في ألفيته المشهورة: وإن كتـــاب الله أوثـــق شـــافع وأغــنى غَنــاء واهبــاً متفضــلا وخــير جلــيس لا يمــل حديثــه وتــرداده يــزداد فيــه تجمــ لا وحيــث الفــتى يرتــاع في ظلماتــه مــن القــبر يلقــاه ســنا متــهلِّلا
  • 6. في التدبر في القرآن الكريم ٩ *أخرج ابن أبي شيبة والبيهقي في شعب الإيمان، قال ابن مسعود: من أراد العلم فليثور القرآن ، فإن فيه علم الأولين والآخرين. قال شمر: (تثوير القرآن): قراءته، ومفاتشة العلماء به ، في تفسيره ومعانيه. *والعجب أننا نؤمن جميعاً بأن هذا القرآن هو النور... هو الروح ...هو الهدى ...هو الشفاء ... هو الفرقان ... جمع أنواع السلطان كلها. ثم بعد هذا كرر النظر، وأرجِع البصر في حال أمة القرآن مع القرآن. فماذا عساك أن ترى؟ الأمر لا يحتاج إلى كثير بيان. وهذه نصوص أسئلة تتابعت، أذكرها كما هي ، يقول أصحاا: ١- أنا أقرأ القرآن وأقرأ في كتب التفسير ولا أدرك هذا المعنى العظيم الذي تتحدثون عنه في آيات القرآن. ٢- عندي يقين تام بأن القرآن معجز لكن لا أدري أين هذا الإعجاز؟ ٣- لا أجد لذة عند قراءة القرآن. ٤- هل يمكن أن يحكمنا القرآن في كل قضايانا حتى الاجتماعية
  • 7. ١٠ في التدبر في القرآن الكريم والاقتصادية والأمنية والسياسية والإعلامية وغير ذلك؟ ٥- أخت داعية تسأل تقول: ندعو الناس إلى الأنفع لهم ، أو إلى ما يرغبون فيه؟ هل نعلم الناس الإيمان أو العاطفة؟ ٦- أخرى تقول: أليست دراستنا لعلم التوحيد أو الفقه أو الحديث هي المقصودة بتدبر القرآن؟ ٧- الأمة اختلفت في فهم القرآن كثيراً أما تخشى علينا من هذا؟ ٨- لماذا القرآن؟ مشكلات الأمة أهم... السياسة أهم ... الفقه أهم ... الدعوة أهم ... الجهاد أهم ... الاقتصاد أهم. *والجواب عن هذه كلها هو جواب واحد: وهو عدم الفهم الحق لهذا القرآن المنزل من لدن حكيم عليم .[ النمل: ٦ ]  وإِنك لَتلَقَّى الُْقرآَنَ من لَ  دنْ حكيمٍ عليمٍ  فلابد من هذا الفهم – بقدر طاقتك -، وإلا والرحمن الذي أنزل القرآن لن تبلغ مرادك في الصلاح والإصلاح في الدنيا ، ولا في الرفعة والدرجات في الآخرة. وأدلة ذلك مبسوطة ، ستأتي فيما نستقبل – بإذن الله – ولكن أنبه هنا أن الفهم الحق الذي لابد منه نوعان: ١- فهم ذهني معرفي.. ٢- فهم قلبي إيماني..
  • 8. في التدبر في القرآن الكريم ١١ والفهم الثاني هو الغاية ، والأول إنما هو وسيلة. قال الحسن البصري – رحمه الله – العلم علمان: ١- علم في القلب: فذاك العلم النافع. ٢- وعلم على اللسان : فتلك حجة الله على خلقه فتنبه إلى ذلك – يا أخا القرآن – فإنه سور ما بين الفريقين. فإن قلت : فكيف تحقيق ذلك؟ : فالجواب: باتباع منهج الذين قال فيهم الله مح  مد ر  سو ُ ل اللَّه والَّذين معه أَش  داءُ علَى الْ ُ كفَّارِ  رحماءُ  بين  هم ترا  هم  ركَّعا  س  جدا يبتغونَ فَضلًا من اللَّه ورِضوانا سيما  هم .[ الفتح: ٢٩ ]  في  و  جوههِم من أَثَرِ ال  س  جود كما في الصحيحين عن عمران بن حصين قال  وقال فيهم خير أمتي قرني ، ثم الذين يلوم ، ثم الذين » :  رسول الله .« يلوم فلا محيد ولا مناص من اتباع منهجهم في تعلمنا وتعليمنا للقرآن. فإن قلت: وهل خالفناهم في طريق تعلمنا أو تعليمنا القرآن؟ فأقول: نعم – غفر الله لي ولك – قد فعلنا شيئًا من ذلك. فقد كان السف – رحمهم الله – من عظيم فقهم يتعلمون الإيمان قبل أن يتعلموا القرآن ، يتعلمون صغار العلم قبل كباره،
  • 9. ١٢ في التدبر في القرآن الكريم يمتثلون قبل أن يستكثروا. فإن سألت: وكيف نسلك طريقهم؟ فالجواب- يا أخا القرآن – إنما رقمت هذه المراحل من أجل بيان ذلك ، فخذها ، لك ُ غنمها ، وعلى كاتبها ُ غرمها ، ولا حول لي ولا قوة إلا بالله. وقد قسمتها إلى ثلاث مستويات: *المستوى الأول: فن التدبر. *المستوى الثاني: رسالة (أصول في التفسير) للعلامة ابن عثيمين رحمه الله. *المستوى الثالث: (المراحل الثمان لطالب فهم القرآن). ومراحل المستوى الأول على النحو التالي: *المرحلة الأولى: لابد من اليقين التام أنك مع القرآن حي وبدونه ميت ، مبصر وبدونه أعمى، مهتد وبدونه ضال. *المرحلة الثانية: الأصل في خطاب القرآن أنه موجه إلى القلب. *المرحلة الثالثة: كيف نقرأ القرآن؟ *المرحلة الرابعة: بأي القرآن نبدأ؟ *المرحلة الخامسة: كيف نستفيد من كتب التفسير؟ إِياك  : وهذا أوان الشروع في المقصود ، مستعينا بمن أنزل . نعب  د وإِياك نستع  ين
  • 10. في التدبر في القرآن الكريم ١٣ فن التدبر وهذا الفن يمكن اكتسابه من مراحل خمسة: *المرحلة الأولى: لابد من اليقين التام أنك مع القرآن حي وبدونه ميت ، مبصر وبدونه أعمى ، مهتد وبدونه ضال. كل قارئ للقرآن العظيم لابد له من هذا اليقين قبل قراءة آياته وسوره ، ولذا يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الكتب المنزلة – فَإِما يأْتين ُ كم مني  هدى فَمنِ اتبع  هداي فَلَا يضلُّ  :- سورة طه ولَا يشقَى * ومن أَعرض عن ذكْرِي فَإِنَّ لَه معيشةً ضنكًا .[١٢٤ - طه: ١٢٣ ]  ونح  ش  ره يوم الْقيامة أَعمى وأعظم الذكر هو هذا الكتاب الخاتم. وكَذَلك أَوحينا إِلَيك  ، فالقرآن هو الروح وبدونه أنت ميت .[ الشورى: ٥٢ ]   روحا من أَمرِنا يا أَيها النا  س قَد  ، والقرآن هو النور وبدونه أنت أعمى [ النساء: ١٧٤ ]  جاءَ ُ كم برهانٌ من رب ُ كم وأَنزلْنا إِلَي ُ كم نورا مبِينا أَفَمن يعلَ  م أَنما ُأنزِلَ إِلَيك من ربك الْح  ق كَمن  هو أَعمى  ، .[ الرعد: ١٩ ]  إِنما يتذَكَّ  ر ُأوُلو الْأَلْبابِ ُقلْ يا أَيها النا  س قَد  ، والقرآن هو الهدى وبدونه أنت ضال جاءَ ُ ك  م الْح  ق من رب ُ كم فَمنِ اهتدى فَإِنما يهتدي لنفْسِه ومن يونس: ١٠٨ ] ، والحق هنا هو القرآن ]  ضلَّ فَإِنما يضلُّ علَيها كما قاله ابن جرير وغيره ، وكل ما عداه من الحق المبين للناس فإنه
  • 11. ١٤ في التدبر في القرآن الكريم تابع له. *ولذا كان وصف القرآن للمعرضين عنه في غاية الشدة من التنقُّص والذم، وخذ مثلا واحدا على ذلك. فَما لَ  هم عنِ التذْكرة معرِضين *  : يقول الله سبحانه وتعالى .[٥١- المدثر: ٤٩ ]  كَأَن  هم  ح  مر مستنفرةٌ * فَ  رت من قَسورة المعرضين  فهل تأملت – يا قارئ القرآن – بم وصف الله عن القرآن؟ أرجو أن تأذن لي لأقرب لك الأمر قليلاً ، فأقول: (ا ُ لح  مر) جمع حمار، وهو معروف. (مستنفرة) هي الشديدة النفار ، وهي الهاربة ذعرا وخوفاً. (القسورة) هو الأسد أو الرامي ونحوهما. والمعنى : إن المعرض عن القرآن كأنه – عند ربه الذي خلقه – حمار ، وليس هذا وفقط ، بل هو حمار هائج خائف مذعور. وص  ف – والله – مخزٍ ، أجارني الله وإياك من ذلك. *ولعلك تتأمل هذه الأوصاف التي وصف ا سبحانه وتعالى هذا الكلام الصادر منه جلَّ وعلا، فقد وصف الله جل جلاله كتابه بأنه:  والَّذي أَوحينا إِلَيك من الْكتابِ  هو الْح  ق  : ١- هو الحق .[ [فاطر: ٣١
  • 12. في التدبر في القرآن الكريم ١٥ ولَقَد جِئْنا  هم بِكتابٍ فَ  صلْناه علَى علْمٍ  هدى  : ٢- الهدى .[ الأعراف: ٥٢ ]  ورحمةً ولَن ترضى عنك الْي  هو  د ولَا النصارى حتى تتبِع  : ٣- العلم ملَّت  هم ُقلْ إِنَّ  هدى اللَّه  هو الْ  هدى ولَئنِ اتبعت أَهواءَ  هم بعد  الَّذي جاءَك من الْعلْمِ ما لَك من اللَّه من ول  ي ولَا نصيرٍ .[ [البقرة: ١٢٠  يا أَيها النا  س قَد جاءَ ُ كم برهانٌ من رب ُ كم  : ٤- البرهان .[ [النساء: ١٧٤ وأَنزلْنا إِلَيك الْكتاب بِالْح  ق مص  دقًا لما بين  : ٥- المهيمن .[ المائدة: ٤٨ ]  يديه من الْكتابِ ومهيمنا علَيه  كتاب أَنزلْناه إِلَيك مبارك لي  دب  روا آَياته  : ٦- البركة .[ [ص: ٢٩  يا أَيها النا  س قَد جاءَت ُ كم موعظَةٌ من رب ُ كم : ٧- الموعظة .[ [يونس: ٥٧ ونن  ز ُ ل من الُْقرآَن ما  هو شفَاءٌ ورحمةٌ  : ٨- الشفاء .[ الإسراء: ٨٢ ]  للْ  مؤمنِين .[ المدثر: ٤٩ ]  فَما لَ  هم عنِ التذْكرة معرِضين  : ٩- التذكرة يا أَيها النا  س قَد جاءَ ُ كم برهانٌ من رب ُ كم  : ١٠ -النور .[ النساء: ١٧٤ ]  وأَنزلْنا إِلَي ُ كم نورا مبِينا و ن زلْنا علَيك الْكتاب تبيانا ل ُ كلِّ شيءٍ و  هدى  : ١١ -الرحمة
  • 13. ١٦ في التدبر في القرآن الكريم .[ النحل: ٨٩ ]  ورحمةً والَّذي جاءَ بِال  صدقِ وص  دق بِه ُأولَئك  ه  م : ١٢ -الصدق .[ الزمر: ٣٣ ]  الْ  متُقونَ والَّذي أَوحينا إِلَيك من الْكتابِ  هو الْح  ق  : ١٣ -المصدق .[ فاطر: ٣١ ]  مص  دقًا لما بين يديه  وإِنه في ُأم الْكتابِ لَدينا لَعلي حكيم  : ١٤ -العلي [ [الزخرف: ٤ .[ الواقعة: ٧٧ ]  إِنه لَُقرآَنٌ كَرِيم  : ١٥ -الكريم .[ فصلت: ٤١ ]  وإِنه لَكتاب عزِيز  : ١٦ -العزيز .[ البروج: ٢١ ]  بلْ  هو ُقرآَنٌ مجِيد  : ١٧ -ايد تبارك الَّذي ن  زلَ الُْفرقَانَ علَى عبده لي ُ كونَ  : ١٨ -الفرقان .[ الفرقان: ١ ]  للْعالَمين نذيرا هذَا بصائ  ر للناسِ و  هدى ورحمةٌ لقَومٍ  : ١٩ -فيه بصائر .[ الجاثية: ٢٠ ]  يوقنونَ  وإِنه في ُأم الْكتابِ لَدينا لَعلي حكيم  : ٢٠ -وأنه محكم .[ [الزخرف: ٤ كتاب ُف  صلَت آَياته ُقرآَنا عربِيا لقَومٍ  : ٢١ -وأنه مفصل .[ فصلت: ٣ ]  يعلَ  مونَ ُقلْ ُأوحي إِلَ  ي أَنه استمع نفَر من الْجِ  ن  : ٢٢ -وأنه عجب
  • 14. في التدبر في القرآن الكريم ١٧ .[ الجن: ١ ]  فَقَاُلوا إِنا سمعنا ُقرآَنا عجبا  إِنَّ في هذَا لَبلَاغًا لقَومٍ عابِدين  : ٢٣ -وأنه بلاغ .[ [الأنبياء: ١٠٦ بشيرا ونذيرا فَأَعرض أَكْثَ  ر  هم فَ  هم لَا : ٢٤ -وأنه بشير ونذير .[ فصلت: ٤ ]  يسمعونَ هذَا بيانٌ للناسِ و  هدى وموعظَةٌ  : ٢٥ -وأنه بيان وتبيان و ن زلْنا علَيك الْكتاب تبيانا ل ُ كلِّ  ،[ آل عمران: ١٣٨ ]  للْ  متقين .[ النحل: ٨٩ ]  شيءٍ أما تكفي هذه الأوصاف لندرك ما الذي نجنيه على أنفسنا بابتعادنا عن القرآن. ***
  • 15. ١٨ في التدبر في القرآن الكريم *المرحلة الثانية: الأصل في خطاب القرآن أنه موجه إلى القلب. القلب أمره جلل، وهو سر من أسرار الله في الأرض ، كما قال القائل: للقلــب ســر لــيس يعــرف قــدره إلا الـــذي آتـــاه للإنســـان ولذا في هذه الشريعة الخاتم جاء التعظيم لشأن هذه الجارحة كثيراً، ولو لم يأت إلا ما ثبت في الصحيحين من حديث النعمان ألا وإن في الجسد مضغة إذا » : قال  بن بشير أن رسول الله صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا لكان هذا كافياً. « وهي القلب يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (فالمقصود تقوى القلوب لله، وهو عبادا له وحده دون ما سواه بغاية العبودية له ، والعبودية فيها غاية المحبة ، وغاية الذل والإخلاص، وهذه ملة إبراهيم الخليل، وهذا كله مما يبين أن عبادة القلوب هي الأصل ، كما قال النبي .( الحديث ( ١ «... إن في الجسد مضغة » : ورحم الله ابن القيم إذ يقول في نونيته: قطــع المســافة بــالقلوب إليــه( ٢) لا بالســير فــوق مقاعــد الركبــان .( ١) مجموع الفتاوى (ج ١٧ /ص ٤٨٥ ) ٢) أي: إلى الله. )
  • 16. في التدبر في القرآن الكريم ١٩ وما أشبع كلمات أحمد بن خضرويه حين قال: القلوب أوعية فإذا امتلأت من الحق، أظهرت زيادة أنوارها على الجوارح ، وإذا امتلأت من الباطل، أظهرت زيادة ظلمتها على الجوارح. وقد وصفت قراءة الفضيل بن عياض – رحمه الله – فقيل: كانت قراءته للقرآن قراءة حزينة شهية بطيئة مترسلة ، كأنه يخاطب إنساناً. *ومما يبين أن القلب هو المخاطب بدءا بالقران؛ أمور منها: أ- أن القرآن نزل أولا على القلب: وإِنه لَتنزِي ُ ل ر  ب الْعالَمين * نزلَ بِه ال  رو  ح  : يقول الله تعالى  الْأَم  ين * علَى قَلْبِك لت ُ كونَ من الْ  منذرِين * بِلسان عربِ  ي مبِينٍ .[١٩٥- [الشعراء: ١٩٣ ولم يقل: على سمعك أو بصرك أو ذهنك ، علَى قَلبِك  : فقال وهذا ظاهر الدلالة. ،  علَى قَلبِك  ونحو ذلك ، بل ُقلْ من كَانَ ع  د  وا لجِبرِيلَ فَإِنه ن  زلَه علَى  : ويقول تعالى .[ البقرة: ٩٧ ]  قَلْبِك فأول جارحة تخاطب ذا القرآن هي القلب، فإن أنصت القلب ؛ أنصتت تبعاً له بقية الجوارح ، وإن أعرض كانت كالرعية بلا راعي. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في التحفة العراقية بعد كلام له طويل عن أحوال القلب قال : (وهذا الذي ذكرنا مما يبين أن أصل
  • 17. ٢٠ في التدبر في القرآن الكريم الدين في الحقيقة هو الأمور الباطنة من العلوم والأعمال ، وأن .( الأعمال الظاهرة لا تنفع بدوا)( ١ لتلقي القرآن قبل نزوله عليه ، فعن  ولذا هيئ قلب النبي أتاه جبريل – عليه السلام –  أن رسول الله » : أنس بن مالك وهو يلعب مع الغلمان ، فأخذه فصرعه ، فشق عن قلبه ، هذا حظ » : فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة، فقال رواه مسلم وللبخاري نحوه. « « الشيطان منك وقد وصف الصحابة حال قلوم أول سماعهم للقرآن ، ففي الصحيحين عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه، قال: سمعت النبي أَم  خلُقوا من  : يقرأ في المغرب بالطور ، فلما بلغ هذه الآية  غَيرِ شيءٍ أَم  ه  م الْخالُقونَ * أَم خلَُقوا ال  سماوات والْأَرض بل لَا  يوقنونَ * أَم عند  هم خزائ  ن ربك أَم  ه  م الْ  مسيط  رونَ ٣٧ ]، كاد قلبي أن يطير. - [الطور: ٣٥ *وجاء عن السلف مثل ذلك في أول سماعٍ بالقلب للقرآن: *فعن يونس البلخي قال: كان إبراهيم بن أدهم من الأشراف، وكان أبوه كثير المال والخدم والمراكب والجنائب والبزاة، فبينا إبراهيم في الصيد على فرسه يركضه إذا هو بصوت من فوقه: (يا أَفَحسِبتم أَنما خلَقْنا ُ كم عبثًا وأَن ُ كم إِلَينا  !؟ إبراهيم ما هذا العبث المؤمنون: ١١٥ ] ، اتق الله، عليك بالزاد ليوم ]  لَا ترجعونَ .( ١) (ج ١/ص ٤٢ )
  • 18. في التدبر في القرآن الكريم ٢١ .( الفاقة)... فنزل عن دابته وأخذ في عمل الآخرة ( ١ *وقال الفضل بن موسى: كان الفضيل بن عياض شاطرا يقطع الطريق، وكان سبب توبته أنه عشق جارية ، فبينا هو يرتقي أَلَم يأْن للَّذين آَمنوا أَنْ تخشع  : الجدران إليها سمع رجلا يتلو الحديد: ١٦ ] فقال: يا رب ]  ُقُلوب  هم لذكْرِ اللَّه وما نزلَ من الْح  ق قد آن، فرجع ، فآواه الليل إلى خربة ، فإذا فيها رفقة، فقال بعضهم: نرتحل: وقال قوم: حتى نصبح فإن فضيلاً على الطريق .( يقطع علينا، فتاب الفضيل وأمنهم ، وجاور بالحرم حتى مات ( ٢ *** ب-كثرة تكرار لفظ القلب في القرآن، بل أسند إليه في الآيات ما لم يسند إلى غيره من الجوارح. لفظ (القلب، والفؤاد ، والصدر) في القرآن تكرر كثيرا ، وأسند إليه في تلك الآيات ما لم يسند إلى غيره من الجوارح ، وقد وقفت –ولم أستقص- على أربعين وصفا أسنده القرآن إلى القلب، وهي أوصاف جليلة الأثر جداً ، أسوقها من أجل أمر واحد فقط، وهو أن الوقوف عليها مجتمعة يوقظ الفؤاد لهذا الأمر الجلل ، أما الإحاطة بعلم هذه الأوصاف ودلالاا، فهو في فيما نستقبل إن شاء ١) القصة مشهورة وهي في مسند إبراهيم بن أدهم (ج ١/ص ٨)، وسير أعلام النبلاء ) (ج ٧/ص ٣٨٨ ) وغيرهما. .( ٢) القصة مشهورة، وهي ذا السياق في تاريخ الإسلام (ج ١٢ /ص ٣٣٤ )
  • 19. ٢٢ في التدبر في القرآن الكريم الله ، وأذكر معها شاهدا واحداً من القرآن ، فمن هذا الأوصاف: ذَلك ومن يعظِّم شعائر اللَّه فَإِنها من  : ١- وصف التقوى .[ الحج: ٣٢ ]  تقْوى الُْقُلوبِ أَلَم يأْن للَّذين آَمنوا أَنْ تخشع ُقُلوب  هم لذكْرِ  : ٢- الخشوع .[ الحديد: ١٦ ]  اللَّه ومن يؤمن بِاللَّه يهد قَلْبه واللَّه بِ ُ كلِّ شيءٍ  : ٣- الهداية .[ التغابن: ١٦ ]  عليم وجعلْنا في ُقُلوبِ الَّذين اتبعوه رأْفَةً  : ٤- الرأفة والرحمة .[ الحديد: ٢٧ ]  ورحمةً ورهبانِيةً وأَلَّف بين ُقُلوبِهِم لَو أَنفَقْت ما في الْأَرضِ جميعا  : ٥- الألفة .[ الأنفال: ٦٣ ]  ما أَلَّفْت بين ُقُلوبِهِم أَفَمن شرح اللَّه صدره للْإِسلَامِ فَ  هو علَى نورٍ  : ٦- الانشراح .[ الزمر: ٢٢ ]  من ربه .[ الشعراء: ٨٩ ]  إِلَّا من أَتى اللَّه بِقَلْبٍ سليمٍ  : ٧- السلامة  من خشي ال  رحمن بِالْغيبِ وجاءَ بِقَلْبٍ منِيبٍ  : ٨- الإنابة .[ [ق: ٣٣  ُأولَئك الَّذين لَم يرِد اللَّه أَنْ يطَ  هر ُقُلوب  هم : ٩- الطهارة .[ [المائدة: ٤١  وليربِطَ علَى ُقُلوبِ ُ كم ويثَبت بِه الْأَقْدام : ١٠ -الربط .[ [الأنفال: ١١
  • 20. في التدبر في القرآن الكريم ٢٣ أَفَلَم يسِ  يروا في الْأَرضِ فَت ُ كونَ لَ  هم ُقُلوب  : ١١ -العقل .[ الحج: ٤٦ ]  يعقُلونَ بِها الَّذين آَمنوا وتطْمئ  ن ُقُلوب  هم بِذكْرِ اللَّه أَلَا  : ١٢ -الاطمئنان .[ الرعد: ٢٨ ]  بِذكْرِ اللَّه تطْمئ  ن الُْقُلو  ب وليعلَم الَّذين ُأوتوا الْعلْم أَنه الْح  ق من ربك  : ١٣ -الإخبات .[ الحج: ٥٤ ] فَيؤمنوا بِه فَتخبِت لَه ُقُلوب  هم ولَك  ن اللَّه حبب إِلَي ُ ك  م الْإِيمانَ وزينه في  : ١٤ -تزين الإيمان .[ الحجرات: ٧ ]  ُقُلوبِ ُ كم هو الَّذي أَنزلَ ال  سكينةَ في ُقُلوبِ   : ١٥ -إنزال السكينة .[ الفتح: ٤ ]  الْ  مؤمنِين ليزدا  دوا إِيمانا مع إِيمانِهِم ولَكن يؤاخ ُ ذ ُ كم بِما كَسبت ُقُلوب ُ كم واللَّه  : ١٦ -الكسب .[ البقرة: ٢٢٥ ]  غَُفور حليم  كَلَّا بلْ رانَ علَى ُقُلوبِهِم ما كَانوا يكْسِبونَ  : ١٧ -الران .[ [المطففين: ١٤  ولَا تطع من أَغْفَلْنا قَلْبه عن ذكْرِنا  : ١٨ -الغفلة .[ [الكهف: ٢٨  في ُقُلوبِهِم مرض فَزاد  ه  م اللَّه مرضا  : ١٩ -المرض .[ [البقرة: ١٠ ختم اللَّه علَى ُقُلوبِهِم وعلَى سمعهِم وعلَى  : ٢٠ -الختم .[ البقرة: ٧ ]  أَبصارِهم غشاوةٌ
  • 21. ٢٤ في التدبر في القرآن الكريم آل ]  سنلْقي في ُقُلوبِ الَّذين كَفَ  روا ال رعب  : ٢١ -الرعب .[ عمران: ١٥١ آل ]  ربنا لَا تزِغْ ُقُلوبنا بعد إِذْ هديتنا  : ٢٢ - الزيغ .[ عمران: ٨ فَإِنها لَا تعمى الْأَبصا  ر ولَكن تعمى الُْقُلو  ب  : ٢٣ -العمى .[ الحج: ٤٦ ]  الَّتي في ال  ص  دورِ ونقَلِّ  ب أَفْئد ت هم وأَبصار  هم كَما لَم يؤمنوا بِه  : ٢٤ -التقلب .[ الأنعام: ١١٠ ]  أَ  ولَ م  رة وإِذَا ُ ذكر اللَّه وحده اشمأَزت ُقُلو  ب الَّذين  : ٢٥ -الاشمئزاز .[ الزمر: ٤٥ ]  لَا يؤمنونَ بِالْآَخرة  أَفَلَا يتدب  رونَ الُْقرآَنَ أَم علَى ُقُلوبٍ أَقْفَاُلها  : ٢٦ -القفل .[ [محمد: ٢٤  ولَ  ما يد  خلِ الْإِيما ُ ن في ُقُلوبِ ُ كم  : ٢٧ -ضعف الإيمان .[ [الحجرات: ١٤ الَّذين يجادُلونَ في آَيات اللَّه بِغيرِ  سلْطَان  : ٢٨ -الطبع أَتا  هم كَبر مقْتا عند اللَّه وعند الَّذين آَمنوا كَذَلك يطْب  ع اللَّه علَى .[ غافر: ٣٥ ]  ُ كلِّ قَلْبِ متكَبرٍ جبارٍ إِنما الْ  مؤمنونَ الَّذين إِذَا ُ ذكر اللَّه وجِلَت  : ٢٩ -الوجل [ الأنفال: ٢ ]  ُقُلوب  هم إِنما يستأْذنك الَّذين لَا يؤمنونَ بِاللَّه والْيومِ  : ٣٠ -الريب
  • 22. في التدبر في القرآن الكريم ٢٥ .[ التوبة: ٤٥ ]  الْآَخرِ وارتابت ُقُلوب  هم فَ  هم في ريبِهِم يتر  د  دونَ ولَكن قَست ُقُلوب  هم وزين لَ  ه  م ال  شيطَا ُ ن ما  : ٣١ -القسوة .[ الأنعام: ٤٣ ]  كَانوا يعمُلونَ ويذْهب غَيظَ ُقُلوبِهِم ويتو  ب اللَّه علَى من  : ٣٢ -الغيظ .[ التوبة: ١٥ ]  يشاءُ لَاهيةً ُقُلوب  هم وأَس  روا النجوى الَّذين ظَلَ  موا هلْ  : ٣٣ -اللهو .[ الأنبياء: ٣ ]  هذَا إِلَّا بشر مثُْل ُ كم النحل: ]  ولَكن من شرح بِالْ ُ كفْرِ صدرا  : ٣٤ -الكفر .[١٠٦ فَأَعقَب  هم نِفَاقًا في ُقُلوبِهِم إِلَى يومِ يلْقَونه بِما : ٣٥ -النفاق .[ التوبة: ٧٧ ]  أَخلَُفوا اللَّه ما وع  دوه وبِما كَانوا يكْذبونَ ونزعنا ما في  ص  دورِهم من غلٍّ إِخوانا علَى  : ٣٦ -الغل .[ الحجر: ٤٧ ]   س  ررٍ متقَابِلين  إِنْ في  ص  دورِهم إِلَّا كبر ما  هم بِبالغيه  : ٣٧ -الكبر .[ [غافر: ٥٦  الَّذي يوسوِ  س في  ص  دورِ الناسِ  : ٣٨ -الوسوسة .[ [الناس: ٥ آل ]  ليجعلَ اللَّه ذَلك حسرةً في ُقُلوبِهِم : ٣٩ -الحسرة .[ عمران: ١٥٦ ولَقَد ذَرأْنا لجهنم كَثيرا من الْجِ  ن والْإِنسِ  : ٤٠ -عدم الفقه
  • 23. ٢٦ في التدبر في القرآن الكريم لَ  هم ُقُلوب لَا يفْقَ  هونَ بِها ولَ  هم أَعين لَا يبص  رونَ بِها ولَ  هم آَذَانٌ .[ الأعراف: ١٧٩ ]  لَا يسمعونَ بِها يا أخا القرآن: هذه أربعون وصفاً ، أربعة منها تكفي لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد فكرر النظر فيها – ثانية وثالثة ، وتفكر في هذا الارتباط الوثيق والميثاق الغليظ بين القرآن والقلب ، ثم تأمل في أثر ذلك على قلبك. *** ج-أن أعظم أثر للقرآن إنما هو في القلب: فأعظم ما يحدثه الإقبال على القرآن هو حياة القلب وصلاحه، وأعظم داء يصاب به المعرض عن القرآن هو موت القلب وقسوته، ولذا قصرت الذكرى على من كان له قلب أو اجتهد في إحضار قلبه مع القرآن كما قال إِنَّ في ذَلك لَذكْرى لمن كَانَ لَه قَلْب أَو أَلْقَى ال  سمع  : تعالى .[ ق: ٣٧ ]  و  هو شهِيد وقد نبه سبحانه وتعالى على عظم أثر الإعراض عن القرآن، أَفَلَا يتدب  رونَ  : وأن ذلك يحرم القلب من أنوار الوحي فقال تعالى .[ محمد: ٢٤ ]  الُْقرآَنَ أَم علَى ُقُلوبٍ أَقْفَاُلها ُقلْ آَمنوا بِه  : وقال الإمام عبد الأعلى التميمي في قوله تعالى أَو لَا تؤمنوا إِنَّ الَّذين ُأوتوا الْعلْم من قَبله إِذَا يتلَى علَيهِم يخ  رونَ الإسراء: ١٠٧ ] قال : إن من أوتي من العلم ما لا ]  للْأَذْقَان  س  جدا يبكيه لخليق أن قد أوتي من العلم ما لا ينفعه ؛ لأن الله نعت أهل
  • 24. في التدبر في القرآن الكريم ٢٧ . يخ  رونَ للْأَذْقَان  س  جدا  : العلم فقال وعن ابن مسعود قال: إن هذه القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن ولا تشغلوها بغيره. واشتهر عن السلف قولهم : إنما العلم الخشية. بلْ  هو آَيات بينات في  ص  دورِ  : وقال الحسن في قوله تعالى  الَّذين ُأوتوا الْعلْم وما يجح  د بِآَياتنا إِلَّا الظَّال  مونَ في  ، هو القرآن  بلْ  هو آَيات بينات  : [العنكبوت: ٤٩ ]، قال يعني: المؤمنين.   ص  دورِ الَّذين ُأوتوا الْعلْم قال ابن كثر: لأنه محفوظ في الصدور ميسر على الألسنة .( مهيمن على القلوب معجز لفظا ومعنى ( ١ وفي مرسل الحسن رضي الله عنه قال: العلم علمان: ١- علم في القلب: فذاك العلم النافع. ٢- وعلم على اللسان: فتلك حجة الله على خلقه. فليس العلم ولا الإيمان –عندهم- بكثرة القراءة ، بل بخشوع القلب وخشيته. :  وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله وأشار إلى صدره ثلاثة مرات. ، « التقوى ههنا » *والنصوص في الباب كثيرة ، لكني أذكر بعض البيان العملي .( ١) تفسير (ج ٣/ص ٤١٨ )
  • 25. ٢٨ في التدبر في القرآن الكريم :  ثم بعض أتباعه  للرسول  رأيت رسول الله » : ففي السنن عن عبد الله بن الشخير قال صححه ،« يصلي بنا وفي صدره أزيز كأزيز المرجل ( ١) من البكاء ابن خزيمة وابن حبان والحاكم ، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح: إسناده قوي. وثبت عند أحمد والنسائي والحاكم وصححاه وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، وصححه ابن القيم من حديث أبي إِنْ  : قام بآية يرددها حتى الصباح، وهي قوله  أنه  ذر  تعذِّب  هم فَإِن  هم عبا  دك وإِنْ تغفر لَ  هم فَإِنك أَنت الْعزِي  ز الْحكي  م .[ [المائدة: ١١٨ أَنْ أَفي  ضوا علَينا من  : وفي الدر المنثور عند تفسير قوله تعالى شرب ماء باردا  الأعراف: ٥٠ ]، أن عبد الله بن عمر ]  الْماءِ فبكى فاشتد بكاؤه فقيل له : ما يبكيك؟ قال : ذكرت آية في سبأ: ٥٤ ] ، فعرفت ]  وحيلَ بين  هم وبين ما يشت  هونَ  كتاب الله أَنْ   أن أهل النار لا يشتهون إلا الماء البارد، وقد قال الله .(٢) أَفي  ضوا علَينا من الْماءِ أَو م  ما رزقَ ُ ك  م اللَّه وفي صفة الصفوة: عن سعد بن زنبور قال : كنا على باب الفضيل بن عياض فاستأذنا عليه فلم يؤذن لنا ، فقيل لنا: إنه لا يخرج إليكم أو يسمع القرآن ، قال: وكان معنا رجل مؤذن – ١) وهو صوت القدر عند غلياا. ) .( ٢) الدر المنثور (ج ٣/ص ٤٦٩ )
  • 26. في التدبر في القرآن الكريم ٢٩ ورفع ا صوته،  أَلْها ُ ك  م التكَاُث  ر  وكان صيتاً – فقلنا له: اقرأ فأشرف علينا الفضيل، وقد بكي حتى بل لحيته بالدموع، وأنشأ يقول: بلغـــ  ت الثمـــانين أو جِزتهـــا فمـــاذا أؤمـــل أو أنتظـــر أتــى لي ثمــانون مــن مولــدي وبعــد الثمــانين مــا ينتظــر علـــتني الســـنون فـــأبلينني ..................................... قال: ثم خنقته العبرة وكان معنا على بن خشرم فأتمه لنا فقال: علـــتني الســـنون فـــأبلينني ( فرقت عظـامي وكَـلَّ البصـر ( ١ *** د- المقصود الأعظم من القرآن هو تدبر القلب له . قال الإمام السيوطي في الإتقان: وتسن القراءة بالتدبر والفهم فهو المقصود الأعظم، والمطلوب الأهم وبه تنشرح الصدور وتستنير القلوب. وقد أبان الله سبحانه وتعالى عن الحكمة من تنزيل هذا الكتاب .( ١) (ج ٢/ص ٢٣٩ )
  • 27. ٣٠ في التدبر في القرآن الكريم كتاب أَنزلْناه إِلَيك مبارك لي  دب  روا آَياته وليتذَكَّر ُأوُلو  : فقال هي لام العلة ، فهو لن يكون  لي  دب  روا  واللام في قوله ، الْأَلْبابِ مباركاً مباركة تامة إلا بالتدبر.  أَفَلَا يتدب  رونَ الُْقرآَنَ أَم علَى ُقُلوبٍ أَقْفَاُلها  : وقال تعالى [محمد: ٢٤ ] ، فإما التدبر أو الأقفال – وليس قفلا واحداً – على القلب: همــا طريقــان مــا للمــرء غيرهمــا فانظر لنفسـك مـاذا أنـت تختـار من قرأ بعض الآيات ولم يتفكر بقلبه.  *ولذا ذم النبي فثبت عند ابن حبان في صحيحه وغيره عن عائشة رضي الله ويل » ؛ لقد أنزلت علي الليلة آية :  عنها قالت : قال رسول الله إِنَّ في خلْقِ ال  سماوات والْأَرضِ  ،« لمن قراها ولم يتفكر فيها الآيات من آخر ، واختلَاف اللَّيلِ والنهارِ لَآَيات لُأولي الْأَلْبابِ سورة آل عمران. ولعلنا لا نحصي كم سمعنا وقرأنا هذه الآيات ، لكن لو تأملنا لتغير الحال ، والله « ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها » : مليا قوله المستعان. ابن مسعود  وهذا ريحانة القراء من أصحاب رسول الله يقول عن القرآن : قفوا عند عجائبه ، وحركوا به القلوب ، ولا يكون هم أحدكم آخر السورة. وأختم بمحكم من القول للإمام محمد بن الحسين الآجري يقول
  • 28. في التدبر في القرآن الكريم ٣١ فيه : والقليل من الدرس للقرآن مع الفكر فيه وتدبره أحب إليَّ من كثير من القرآن بغير تدبر ولا تفكر فيه ، فظاهر القرآن يدل على ذلك ،والسنة ، وأقوال أئمة المسلمين. ولذا في مثل هذه المواطن استوقف النفس وحاسبها، وانظر في حال السلف مع القرآن ، ثم في حالها هي مع القرآن ، قس هذا إلى ذاك ، وقارن بين الحالين ، ثم اختر لنفسك ، وفقك الله لصلاح قلبك. فيا أخا القرآن: إذا أردت أن تفتح صفحات هذا القرآن ايد ؛ فقبل هذا تفقد قلبك هل فتحت صفحاته هو أيضاً؟ أم على قلوب أقفالها؟ وفقك الله لهداه. ***
  • 29. ٣٢ في التدبر في القرآن الكريم *المرحلة الثالثة: كيف نقرأ القرآن؟ من عظيم شأن القرآن عند الذي تكلم به سبحانه ، أن كيفية القراءة لم تترك لنا ، بل جاء القرآن بالكيفية التي تكون عليها قراءته، ومن ذلك: وُقرآَنا فَرقْناه لتقْرأَه علَى الناسِ علَى مكْث  : *قوله تعالى الإسراء: ١٠٦ ] وهو أمر بالمكث وترك العجلة عند ]  و ن زلْناه تنزِيلًا القراءة ، فعن مجاهد بن جبر – رحمه الله – سئل عن رجلين أحدهما قرأ البقرة وآل عمران والآخر قرأ البقرة، وقيامهما واحد، وركوعهما وسجودهما واحد ، وجلوسهما واحد ، أيهما أفضل؟ وُقرآَنا فَرقْناه  : قال: الذي قرأ البقرة وحدها أفضل، ثم قرأ . لتقْرأَه علَى الناسِ علَى مكْث فهلا استوقفت قلوبنا أمثال هذه الفتاوى من هؤلاء ، الأئمة ، وأيقظتها من غفلتها؟ المزمل: ٤]، قال ابن ] ورتلِ الُْقرآَنَ ترتيلًا  : *وقال تعالى عباس: يقرأ آيتين ثلاثة ثم يقطع، لا يهذرِم. وقال مجاهد: ترسل فيه ترسلاً. هذا الأمر:  *وقد امتثل النبي أنه سئل عن قراءة رسول  ففي صحيح البخاري عن أنس يمد « بسم الله الرحمن الرحيم » فقال: كانت مدا، ثم قرأ ؟ الله الله، ويمد الرحمن ، ويمد الرحيم.
  • 30. في التدبر في القرآن الكريم ٣٣ وروى أبو داود والترمذي وغيرهما عن أم سلمة أا نعتت بأا : قراءة مفسرة حرفًا حرفًا ( ١). قال الترمذي:  قراءة النبي حسن صحيح غريب. كانت المد.  وقال قتادة: بلغنا أن عامة قراءة النبي *ومن الأدلة على كيفية القراءة قوله تعالى في سورة القيامة: ُث  م إِنَّ علَينا  : إلى قوله تعالى ، لَا تح  رك بِه لسانك لتعجلَ بِه  .[١٩ - القيامة: ١٦ ] بيانه هذه الآيات سبب نزولها معروف، لكنها جاءت في سياق الكلام عن القيامة ، فالسياق في يوم القيامة وأهواله وحال الإنسان فيه ، واللحاق في العاجلة والآخرة والموت والبعث ، فلأي شيء جاءت هذه الآيات الأربع في هذا السياق؟ إنه النهي عن العجلة في القراءة وتحرك اللسان ا سريعاً، خصوصاً في مثل هذه الآيات العظيمات عن مقدمات القيامة وأهوالها. *وأما الآثار عن السلف: ففي الصحيحين عن ابن مسعود: أن رجلا قال له : إني أقرأ المفصل في ركعة واحدة ، فقال: ه  ذا كَهذِّ الشعرِ ، إن قوما فلا يثبت بل هو مرسل ، كما أشار إلى « كان يقطع قراءته آية آية » : ١) وأما لفظ ) ذلك الترمذي وغيره ، والفرق بينهما ظاهر من جهة المعنى ، وهذا اللفظ هو عمدة من استحب الوقوف على رؤوس الآي في كل حال دون مراعاة المعنى، وهو قول مرجوح.
  • 31. ٣٤ في التدبر في القرآن الكريم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، ولكن إذا وقع في القلب فَرسخ فيه نفع. فكان يقوم  وقال ابن أبي مليكة: سافرت مع ابن عباس نصف الليل فيقرأ القرآن حرفا حرفا ثم يبكي حتى تسمع له نشيجا. وقال إسحاق بن إبراهيم الطبري: ما رأيت أحدا أخوف على نفسه ولا أرجى للناس من الفضيل، كانت قراءته حزينة شهية بطيئة مترسلة، كأنه يخاطب إنساناً. فيا أخا القرآن: ينبغي أن تكون كيفية قراءتنا لهذا القرآن العظيم حزينة شهية بطيئة مترسلة ، وفقك الله لهداه. ***
  • 32. في التدبر في القرآن الكريم ٣٥ *المرحلة الرابعة: بأي القرآن نبدأ؟ هذه مسألة جليلة كبيرة القدر جداً، قد خفي على كثير من  أهل القرآن وجه الصواب فيها ، فوقعوا في خلاف منهج النبي . ومنهج أصحابه في تعليم أصحابه القرآن هو تعليم الإيمان أولا  ومنهج النبي قبل تعليم الأحكام ، وهي داخلة ضمن القاعدة المشهورة عن السلف في التعليم (العلم الرباني: هو الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره) ، وقد جاء في تعليم الإيمان قبل الأحكام آثار مشهورة: ونحن فتيان  قال: كنا مع النبي  *فعن جندب بن عبد الله حزاورة ، فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن ، ثم تعلمنا القرآن .( فازددنا به إيمانا ( ١ قال : تعلمنا الإيمان ثم تعلمنا  *وعن عبد الله بن عمر القرآن فازددنا إيمانا ، وأنتم تتعلمون القرآن ثم تتعلمون الإيمان. قال: لقد عشنا برهة من دهرنا وإن أحدنا يؤتى  *وعنه فنتعلم حلالها  الإيمان قبل القرآن ، وتنزل السورة على محمد وحرامها، وآمرها وزاجرها، وما ينبغي أن يقف عنده منها، كما تعلمون أنتم اليوم القرآن ، ثم لقد رأيت اليوم رجالاً يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان ، فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما آمره ١) أخرجه ابن ماجه وغيره ، قال في مصباح الزجاجة (ج ١/ص ١٢ ): هذا إسناد ) صحيح رجاله ثقات.
  • 33. ٣٦ في التدبر في القرآن الكريم .( ولا زاجره ، ولا ما ينبغي أن يقف عنده منه ( ١ قال: إنا كنا صدور هذه الأمة وكان الرجل  *وفي لفظ عنه وصالحيهم ما يقيم إلا سورة من  من خيار أصحاب رسول الله القرآن أو شبه ذلك ، وكان القرآن ثقيلا عليهم ، ورزقوا علما به وعملاً، وإن آخر هذه الأمة يخف عليهم القرآن حتى يقرأه الصبي .( والعجمي لا يعلمون منه شيئاً ( ٢ *وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله إن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال، ثم نزل القرآن » :  متفق عليه]. ] « فعلموا من القرآن وعلموا من السنة قال ابن تيمية: والأمانة هي الإيمان، أنزلها في أصل قلوب .( الرجال ( ٣ *ويقرر هذا شيخ الإسلام ابن تيمية في كلام ماتعٍ له في بيان حقائق الدين، ويستشهد لذلك بآيات من كتاب الله، منها: أَفَمن كَانَ علَى بينة من ربه ويتُلوه شاهد  : ١- قوله تعالى هود: ١٧ ]، فالبينة من الله هي الإيمان، والذي يتلوه هو ]  منه ١) البيهقي (ج ٣/ص ١٢٠ ). أخرجه الحاكم وصححه على شرط الشيخين، ورواه ) الطبراني في الأوسط وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (ج ٧/ص ١٦٥ ) : ورجاله رجال الصحيح. ٢) ذكره شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى (ج ٥/ص ٣٣٢ )، وفي بيان تلبيس الجهمية ) .( (ج ٢/ص ٤٠٣ .( ٣) مجموع الفتاوى (ج ١٢ /ص ٢٤٩ )
  • 34. في التدبر في القرآن الكريم ٣٧ شاهد القرآن. نور علَى نورٍ يهدي اللَّه لنورِه  : ٢- وقوله تعالى: في آية النور النور: ٣٥ ]، النور الأول هو نور الإيمان والذي يأتي ] من يشاءُ بعده هو نور القرآن. أَفَمن كَانَ علَى بينة  : فتبين أن قوله » : - يقول -رحمه الله ، ويتُلوه شاهد منه  ، هود: ١٧ ] ، يعني: هدى الإيمان ]  من ربه أي: من الله يعني القرآن ، شاهد من الله يوافق الإيمان ويتبعه ، لأن الإيمان هو المقصود؛ لأنه إنما يراد بإنزال ؛ ويتُلوه  : وقال القرآن الإيمان وزيادته. قال: ولهذا كان الإيمان بدون قراءة القرآن ينفع صاحبه ويدخل به الجنة ، والقرآن بلا إيمان لا ينفع في الآخرة بل صاحبه منافق، مثل » : أنه قال  كما في الصحيحين عن أبي موسى عن النبي المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة طعمها طيب وريحها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة طعمها .( الحديث ( ١ «.. طيب ولا ريح لها  نور علَى نورٍ  : وقال بعضهم في قوله » : وقال - رحمه الله ولَكن جعلْناه نورا  : قال: نور القرآن على نور الإيمان ، كما قال الشورى: ٥٢ ]، وقال السدي في ]  نهدي بِه من نشاءُ من عبادنا نور القرآن ونور الإيمان حين اجتمعا ، :  نور علَى نورٍ  : قوله .( ١) مجموع الفتاوى (ج ١٥ /ص ٧١ )
  • 35. ٣٨ في التدبر في القرآن الكريم .(١) « فلا يكون واحد منهما إلا بصاحبه خيركم من تعلم القرآن » : ولهذا دخل في معنى قوله » : وقال تعليم حروفه ومعانيه جميعا ، بل تعلم معانيه هو المقصود « وعلمه الأول ، بتعليم حروفه وذلك هو الذي يزيد الإيمان ، كما قال تعلمنا الإيمان ، ثم » : جندب بن عبد الله وعبد الله بن عمر وغيرهما تعلمنا القرآن ، فازددنا إيمانا ، وإنكم تتعلمون القرآن ، ثم تتعلمون .(٢)« الإيمان فإن سألت: ما الإيمان الذي نتعلمه أولا قبل الأحكام؟ لأصحابه ، وهو أوائل  فالجواب : هو أوائل ما علمه النبي ما نزل من القرآن. فالإيمان الذي تكرر ذكره والتأكيد عليه في ابتداء دعوة هو ثلاثة أقسام:  المصطفى .« ربوبية، وألوهية ، وأسماء وصفات » الأول: الإيمان بالله . الثاني: الإيمان برسوله الثالث: الإيمان بالبعث لليوم الآخر. فإن قيل: وكيف نتعلم هذا الإيمان؟ قيل: من طريقين: ١) نفسه . ) .( ٢) الفتاوى الكبرى (ج ١/ص ٣٨١ )
  • 36. في التدبر في القرآن الكريم ٣٩ *الأول: بالتفكر في آيات الله المرئية ، وهذا له محل آخر غير هذه الرسالة. *الثاني: بالتفكر في أوائل ما نزل من الآيات المتلوة ، التي . غرست الإيمان كالجبال في قلوب أصحاب رسول الله في قوله تعالى  في أول ما نزل على نبيه  وقد جمعهما الله اقْرأْ بِاسمِ ربك الَّذي خلَق * خلَق الْإِنسانَ من علَقٍ * اقْرأْ  : ٤]، فجمع له بين - العلق: ١ ]  وربك الْأَكْرم * الَّذي علَّم بِالْقَلَمِ القراءة باسم الله، وبين التذكير بنعم الرب على عباده. فإن قلت: قد قرأنا أوائل ما نزل بل وحفظناه ، ولم نر أثر ذلك في إيماننا. . فالجواب- يا أخا القرآن - : أننا لم نأخذ القرآن كما أخذوه فإن سألت : عن أخذهم للقرآن؟ فأقول: اعلم- وفقك الله لهداه – أن القرآن تنزيل رب العالمين، إِنا  : ص: ٦٧ ] ، وثقيل ]  ُقلْ  هو نبأٌ عظيم  وهو كتاب عظيم .[ المزمل: ٥ ]  سنلْقي علَيك قَولًا ثَقيلًا ولَو أَنَّ ُقرآَنا  سيرت  بل بلغ الغاية في الإعجاز وشدة التأثير أي لكان هذا ، بِه الْجِبا ُ ل أَو ُقطِّعت بِه الْأَر  ض أَو ُ كلِّم بِه الْموتى القرآن، قاله قتادة والفراء وابن قتيبة وابن عطية وابن كثير والسعدي .( وغيرهم ( ١ ١) ينظر: زاد المسير (ج ٤/ص ٣٣٠ )، المحرر الوجيز (ج ٣/ص ٣١٣ )، تفسير ابن كثير ) (ج ٢/ص ٥١٦ )، تفسير السعدي (ج ١/ص ٤١٨ )وغيرها.
  • 37. ٤٠ في التدبر في القرآن الكريم وقد أدرك سلفنا الصالح هذه المسألة ، فهذا مالك يسأل عن مسألة فقال: لا أدري ، فقيل له : إا مسألة خفيفة سهلة ، فغضب، وقال : ليس في العلم شيء خفيف، ألم تسمع قوله جل . إِنا سنلْقي علَيك قَولًا ثَقيلًا  : ثناؤه ولذا كانوا يأمرون بأن يؤخذ القرآن كما نزل متدرجا ، ويحذرون من ضده أشد التحذير ، لأمور منها: ١- لأن ذلك لا يستطاع أبدا لعظم القرآن وثقله كما سبق. وقَالَ الَّذين كَفَ  روا  ، ٢- ولأن أخذه كما نزل يثبت الفؤاد لَولَا ن  زلَ علَيه الُْقرآَ ُ ن  جملَةً واحدةً كَذَلك لنثَبت بِه ُفؤادك .[ الفرقان: ٣٢ ]  ورتلْناه ترتيلًا ٣- ولأن أخذه متدرجا يوطن النفس على قبول ما يأتي بعد الآيات الأول من الشرائع والحلال والحرام، كما أخرج البخاري في إنما نزل » : صحيحه عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت أول ما نزل سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب لا تشربوا » الناس للإسلام نزل الحلال والحرام ، ولو نزل أول شيء لا » : لقالوا: لا ندع شرب الخمر ، ولو نزل أول شيء « الخمر  وال  ساعُة أَدهى وأَم  ر  لقالوا : لا ندع الزنا ، وإنه أنزلت « تزنوا وإني جارية ألعب، وما  [القمر: ٤٦ ] ، بمكة على رسول الله .« نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده وهذا الوصف منها رضي الله عنها لبيان أثر المنهج الذي تنزل به القرآن من أعظم ما يكون خطرا على من خالفه ولم يلتفت إليه
  • 38. في التدبر في القرآن الكريم ٤١ ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر » : ، فإن قولها رضي الله عنها  بيان لحال صحابة رسول الله «... لقالوا: لا ندع شرب الخمر والمأمور  مع ي الله ورسوله ، فالآمر هو الله والمبلغ رسول الله ثم بعد هذا – لو أن منهج التدرج في ،  أصحاب رسول الله لا ندع شرب الخمر ، لا ندع » تنزل القرآن خولف – يكون الرد « الزنا لا » : فما بالك بجواب غيرهم من بقية الأمة حين يقال لهم أولاً الجواب نراه عيانا ؛« تشربوا الخمر ، لا تزنوا ، لا تفعلوا كذا وكذا ولا شك أن ،  بيانا في موقف الأمة من أوامر را وأوامر رسولها هذا ليس هو السبب الأوحد ، لكنه سبب رئيس لابد من التفطن له. فإن قال قائل: فما المنهج الذي تعلم وعلَّم أصحاب رسول الله عليه القرآن؟  فالجواب: هو البدء بالمفصل أولاً. وهو الذي ذكرته عائشة رضي الله عنها في الحديث السابق إنما نزل أول ما نزل سورة من المفصل فيها ذكر » : حين قالت .« الجنة والنار بلِ ال  ساعُة موع  د  هم وال  ساعُة  وحين قالت : وإنه أنزلت وإني جارية  القمر: ٤٦ ] ، بمكة على رسول الله ]  أَدهى وأَم  ر ألعب ، وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده. ففي مصنف عبد الرزاق: أن :  وهذا هو منهج الصحابة
  • 39. ٤٢ في التدبر في القرآن الكريم عمر كان لا يأمر بنيه بتعليم القرآن ، ويقول : إن كان أحد منكم .( متعلما فليتعلم من المفصل فإنه أيسر( ١ وفي صحيح البخاري (باب تعليم الصبيان القرآن) : عن سعيد ابن جبير قال: إن الذي تدعونه المفصل هو المحكم ، قال : وقال ابن ، عباس رضي الله عنهما: جمعت المحكم في عهد رسول الله فقلت له : وما المحكم ؟ قال : المفصل. وأنا ابن عشر  وقال رضي الله عنهما: توفي رسول الله .( سنين، وقد قرأت المحكم ( ٢  فابن عباس رضي الله عنهما حين بدأ في زمن رسول الله بدأ بالمفصل (المحكم). فالبدء بالمفصل له ميزات عدة منها ما يلي: ١- أنه هو الذي يغرس الإيمان في القلب كأمثال الجبال. وهذا هو الذي أشارت إليه عائشة رضي الله عنها في الحديث لقد نزل أول ما نزل سورة من المفصل فيها » : السابق حين قالت ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس للإسلام نزل الحلال .« والحرام فسور المفصل هي التي تجعل القلب يثوب ويطمئن بالإيمان، فإذا جاء الحلال والحرام بعد ذلك كان السمع والطاعة لرب العالمين .( ١) (ج ٣/ص ٣٨١ ) .( ٢) (ج ٤/ص ١٩٢٢ )
  • 40. في التدبر في القرآن الكريم ٤٣ وبين أيدينا شاهد حي لا يغيب وهم صحابة  ولرسوله الأمين من السابقين الأولين حين زكت نفوسهم هذه  رسول الله الآيات العظيمة من هذا الكتاب العظيم، حتى أصبح الإيمان في قلوم كالجبال الرواسي. وتأمل معي هذه السور التي هي من أوائل ما نزل من القرآن باتفاق أهل التفسير، تأملها سورة سورةً ولا تعجل – شرح الله صدرك بكتابه. . اقْرأْ بِاسمِ ربك الَّذي خلَق  ١- سورة . ن والْقَلَمِ وما يس ُ ط  رونَ  ٢- سورة . يا أَيها الْ  م  زم ُ ل  ٣- سورة . يا أَيها الْ  م  دثِّ  ر  ٤- سورة . وال  ضحى  ٥- سورة . تبت يدا أَبِي لَهبٍ و ت ب  ٦- سورة . إِذَا ال  شم  س ُ ك  ورت  ٧- سورة . سبحِ اسم ربك الْأَعلَى  ٨- سورة . واللَّيلِ إِذَا يغشى  ٩- سورة . والْعاديات ضبحا  ١٠ -سورة . أَلْها ُ ك  م التكَاُث  ر  ١١ -سورة . أَرأَيت الَّذي يكَذِّ  ب بِال  دينِ  ١٢ -سورة
  • 41. ٤٤ في التدبر في القرآن الكريم . الْقَارِعُة  ١٣ -سورة . والنجمِ إِذَا هوى  ١٤ -سورة وغيرها...  لَا ُأقْسِ  م بِيومِ الْقيامة  ١٥ -سورة فتأمل ما الذي تغرسه هذه السور في القلب لو قرأناها وفهمناها كما يريده الله منا؟ الأمر عظيم جليل، فتدبر فيما نزلت، وفقك الله لهداه. *ومما ينبغي التنبيه عليه في مثل هذا الموطن أن حزب المفصل من كتاب الله جاء لتقرير ثلاث حقائق: ١- توحيد الله في ربوبيته وألوهيته. ٢- إثبات البعث والدار الآخرة. ٣- الأمر بمكارم الأخلاق. وبيان هذا وذكر أدلته من الكتاب والسنة ثم من كلام أهل العلم ليس هذا محله، وإنما أردت الإشارة إليه، لعل قارئ المفصل يفيد منه في حين تدبره لهذا الحزب من القرآن. ١- أنه أيسر في الفهم؛ لأنه محكم ليس فيه متشابه إلا ما ندر. وقد سبق قول عمر: إن كان أحد منكم متعلما فليتعلم من المفصل فإنه أيسر. فقيل ، وقوله ابن عباس: جمعت المحكم في عهد رسول الله له: وما المحكم ؟ قال: المفصل. فهو محكم ظاهر، بخلاف غيره من
  • 42. في التدبر في القرآن الكريم ٤٥ القرآن ففيه متشابه. وأخرج الدارمي وغيره عن ابن مسعود قال: إن لكل شيء سناما، وإن سنام القرآن سورة البقرة، وإن لكل شيء لباباً، وإن لباب القرآن المفصل. أفيبتغى الوصول للسنام قبل اللباب الميسر؟! ***
  • 43. ٤٦ في التدبر في القرآن الكريم *المرحلة الخامسة: كيف نستفيد من كتب التفسير؟ كتب التفسير المناسبة لهذا المستوى كثيرة، منها: ١- (المصباح المنير) في ذيب تفسير ابن كثير للمباركفوري. ٢- (تيسير الكريم الرحمن) في تفسير كلام المنان للعلامة السعدي. ٣- (زبدة التفسير من تفسير فتح القدير) لـ د. محمد بن سليمان الأشقر. ٤- (التفسير الوجيز) لـ د. وهبة الزحيلي، ومعه أسباب النزول، وقواعد الترتيل. ٥- (أيسر التفاسير) لأبي بكر الجزائري. *والذي أراه لعموم المسلمين أن يجمعوا بين كتابين هما: *(المصباح المنير): وهو تفسير مختصر يعتني بالآثار ويرتبها، وهو يفيد في بيان معنى الكلمة عند السلف رضوان الله عليهم أجمعين. فإن كان المصباح المنير فيه  ع  سر، فزبدة التفسير للأشقر فيه نفع كبير. *(تيسير الكريم الرحمن للعلامة السعدي)؛ لأنه يعتني بالمعاني العامة، وبمسائل الإيمان والتربية ونحو ذلك، ويصرح بالعقيدة الصحيحة، وينبه على مخالفة المخالفين لها، وغير ذلك مما يحتاجه عموم المسلمين.
  • 44. في التدبر في القرآن الكريم ٤٧ فيقرأ أولاً في (المصباح) أو (زبدة التفسير) فيأخذ معاني الكلمات، ثم في تفسير السعدي فيأخذ المعاني العامة. فإن شق على أحد أن يجمع بين كتابين فعليه بكتاب (أيسر التفاسير) فإنه جمع بين بيان اللفظ والمعنى، وإن كان دون ما تقدم في التحرير لكنه مفيد، وقد نفع الله به في مشارق الأرض ومغارا. ***
  • 45. ٤٨ في التدبر في القرآن الكريم خاتمة تتعلق بالعناية بتدوين أخبار وقصص الأئمة سلفا وخلفا مع القرآن، ثم الاستشهاد ا في محلها من التفسير [وهذا مع عظيم فائدته إلا أنه من ملح التفسير لا من متينه]. أختم هذه المراحل بلطيفة مؤثرة في المتلقي اعتنى ا أهل التفسير بالمأثور، وهي ذكر ما يحضرهم من أخبار وقصص العلماء والصالحين سلفا وخلفا المتعلقة بالآية المفسرة في محلها من التفسير، لا على سبيل الاستقصاء وإنما متى خال له أن في ذلك فائدة، إما في إحقاق حق أو ردع مبطل، وإما تأثرا وخشية أو إنابة وتوبة أو تزكية وتربية أو تفقها واستنباطا ونحو ذلك كثير، ثم يذكرها مع الآية التي وردت القصة فيها. وهذا النوع من البيان العملي له أثره البالغ في زيادة الإيمان، وفي التهذيب والتربية، وفي الجدال والإقناع ونحو ذلك، لذا أذكر بعضا مما وقفت في هذا المعنى: *** ١- البقرة: قال: تعلم  *أخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمر البقرة في اثنتي عشرة سنة فلما ختمها نحر جزورا. وذكر  عمر مكث على سورة البقرة  مالك في الموطأ أنه بلغه أن ابن عمر
  • 46. في التدبر في القرآن الكريم ٤٩ ثماني سنين يتعلمها. *وعن مجاهد؛ أنه سئل عن رجلين قرأ أحدهما البقرة وآل عمران والآخر البقرة وحدها وزمنهما وركوعهما وسجودهما وجلوسهما واحد سواء. فقال: الذي قرأ البقرة وحدها أفضل. (هذا في بيان فضل التدبر على الإكثار من القراءة). *** ٢- سورة النساء: *ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية عن عمر بن عبد العزيز في قوله فَلَا تقْع  دوا مع  هم حتى ي  خو  ضوا في حديث غَيرِه إِن ُ كم  : تعالى .[ النساء: ١٤٠ ]  إِذًا مثُْل  هم قال شيخ الإسلام: ورفع إلى عمر بن عبد العزيز قوم يشربون الخمر وكان فيهم جليس لهم صائم فقال: ابدءوا به في الجلد ألم .(١) فَلَا تقْع  دوا مع  هم  : تسمع الله يقول *** -سورة الأعراف: أَنْ أَفي  ضوا  : *ذكر السيوطي في الدر المنثور عند قوله تعالى . ١) مجموع الفتاوى ج ١٥ /ص ٣١٥ )
  • 47. ٥٠ في التدبر في القرآن الكريم الأعراف: ٥٠ ]. قال عقيل بن شهر الرياحي: ]  علَينا من الْماءِ شرب عبد الله بن عمر ماء باردا فبكى فاشتد بكاؤه فقيل له: ما وحيلَ بين  هم وبين ما  يبكيك ؟ قال: ذكرت آية في كتاب الله سبأ: ٥٤ ]، فعرفت أن أهل النار لا يشتهون إلا الماء ]  يشت  هونَ أَنْ أَفي  ضوا علَينا من الْماءِ أَو م  ما  : البارد وقد قال الله .(١) رزقَ ُ ك  م اللَّه وُلوطًا إِذْ قَالَ  *ما ذكره ابن كثير في تفسيره عند قوله تعالى  لقَومه أَتأْتونَ الْفَاحشةَ ما سبقَ ُ كم بِها من أَحد من الْعالَمين .[ [الأعراف: ٨٠ قال ابن كثير: قال الوليد بن عبد الملك الخليفة الأموي باني قص علينا خبر قوم لوط ما ظننت أن  جامع دمشق: لولا أن الله .( ذكرا يعلو ذكرا ( ٢ *** ٤- سورة يوسف:  وتولَّى عن  هم وقَالَ يا أَسفَى علَى يو  سف  : *في قوله تعالى .[ [يوسف: ٨٤ عن سعيد بن جبير قال: لقد أعطيت هذه الأمة عند المصيبة الَّذين إِذَا  : ش ي ء لم ت ع ط ه ا لأ ن بي ا ء م ن ق بل هم – يعني قوله تعالى . ١) الدر المنثور ج ٣/ص ٤٦٩ ) . ٢) تفسير ابن كثير ج ٢/ص ٢٣١ )
  • 48. في التدبر في القرآن الكريم ٥١ -[ بالبقرة: ١٥٦ ]  أَصابت  هم مصيبةٌ قَاُلوا إِنا للَّه وإِنا إِلَيه راجِعونَ يا أَسفَى علَى  : قال: ولو أعطيها الأنبياء لأعطيها يعقوب إذ يقول . يو  سف *ومن جميل ما يذكر؛ أن الشيخ محمد رشيد رضا قد توفي عن ر  ب قَد آَتيتنِي من  تفسيره أواخر سورة يوسف لقوله تعالى الْ  ملْك وعلَّمتنِي من تأْوِيلِ الْأَحاديث فَاطر ال  سماوات والْأَرضِ  أَنت وليي في ال  دنيا والْآَخرة توفَّنِي مسلما وأَلْحقْنِي بِال  صالحين .[ [يوسف: ١٠١ ٥- سورة النحل: إِنَّ اللَّه يأْم  ر  : *ما ذكره البغوي في تفسيره عند قوله تعالى بِالْعدلِ والْإِحسان وإِيتاءِ ذي الُْقربى وينهى عنِ الْفَحشاءِ والْ  منكَرِ .[ النحل: ٩٠ ]  والْبغيِ يع ُ ظ ُ كم لَعلَّ ُ كم تذَكَّ  رونَ قرأ على الوليد بن  قال البغوي: وعن عكرمة: أن النبي الآية، فقال له: يا ابن  إِنَّ اللَّه يأْم  ر بِالْعدلِ  : المغيرة قول الله أخي أعد، فعاد عليه، فقال: إن له والله لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، .( وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وما هو بقول البشر( ١ *** ٦- سورة المؤمنون: * ع ن ي و ن س ا لب ل خ ي قا ل : كان إبراهيم بن أدهم من الأشراف، . ١) البغوي ج ٣/ص ٨٢ )
  • 49. ٥٢ في التدبر في القرآن الكريم وكان أبوه كثير المال والخدم والمراكب، فبينا إبراهيم في الصيد على فرسه يركضه إذا هو بصوت من فوقه يا إبراهيم ما هذا العبث المؤمنون: ]  أَفَحسِبتم أَنما خلَقْنا ُ كم عبثًا وأَن ُ كم إِلَينا لَا ترجعونَ  ١١٥ ]، اتق الله، عليك بالزاد ليوم الفاقة، فنزل عن دابته وأخذ في .( عمل الآخرة( ١ ١٦٤ ) وغيره عن الحسن البصري / *في الطبقات لابن سعد ( ٧ قال: إن الحجاج من عذاب الله، فلا تدفعوا عذاب الله بسيوفكم، ولَقَد  : ولكن عليكم بالاستكانة والتضرع، فإنه تعالى يقول  أَخذْنا  هم بِالْعذَابِ فَما استكَانوا لربهِم وما يتض  ر  عونَ .[ [المؤمنون: ٧٦ *** ٧- سورة العنكبوت: *قال ميمون بن مهران: ما أتى قوم في ناديهم المنكر إلا حق أَئن ُ كم لَتأْتونَ ال  رجالَ  : هلاكهم ( ٢) يشير إلى قوله سبحانه وتعالى إلى قوله تعالى - : - وتقْطَعونَ ال  سبِيلَ وتأْتونَ في نادي ُ ك  م الْ  منكَر إِنا منزُِلونَ علَى أَهلِ هذه الْقَرية رِجزا من ال  سماءِ بِما كَانوا  ٣٤ ]، مع الحديث المتفق على صحته - العنكبوت: ٢٩ ]  يفْ  سُقونَ ١) القصة في مسند إبراهيم بن أدهم ج ١/ص ١٨ ، وسير أعلام النبلاء ج ٧/ص ٣٨٨ ) وغيرهما. . ٢) البداية والنهاية ج ٩/ص ٣١٨ )
  • 50. في التدبر في القرآن الكريم ٥٣ .« كل أمتي معافى إلا ااهرين » *** ٨- سورة يس: في البداية والنهاية لابن كثير: أن ميمون بن مهران قرأ قوله يس: ٥٩ ]، فبكى طويلا ]  وامتا  زوا الْيوم أَيها الْ  مجرِمونَ  تعالى ثم قال: ما سمع الخلائق بنعت قط أشد منه. ٩- سورة الزمر: لَ  هم من فَوقهِم ُ ظلَلٌ من  : *كان الضحاك إذا تلا قوله تعالى النارِ ومن تحتهِم ُ ظلَلٌ ذَلك يخ  و  ف اللَّه بِه عباده يا عباد الزمر: ١٦ ]، ورددها إلى السحر. ]  فَاتُقون *** ١٠ -سورة الجاثية: *أخرج ابن المبارك وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن أبي الضحى قال: قرأ تميم الداري رضي الله عنه سورة الجاثية فلما أتى أَم حسِب الَّذين اجتر  حوا ال  سيئَات أَنْ نجعلَ  هم  على هذا كَالَّذين آَمنوا وعمُلوا ال  صالحات سواءً محيا  هم وممات  هم ساءَ ما الجاثية: ٢١ ]، فلم يزل يكررها ويبكي حتى أصبح وهو ]  يح ُ ك  مونَ .( عند المقام ( ١ . ١) ج ١٣ /ص ٣٥٧ )
  • 51. ٥٤ في التدبر في القرآن الكريم ١١ -سورة الطور: إِنَّ عذَاب ربك  : *ذكر ابن كثير في تفسيره عند قوله تعالى خرج يعس المدينة ذات ليلة فمر  الطور: ٧]: أن عمر ]  لَواقع بدار رجل من المسلمين فوافقه قائما يصلي فوقف يستمع قراءته إِنَّ عذَاب ربك لَواقع * ما لَه من  حتى بلغ  والطُّورِ  فقرأ ٨] قال: قسم ورب الكعبة حق. فنزل عن - الطور: ١ ]  دافعٍ حماره واستند إلى حائط فمكث مليا ثم رجع إلى منزله فمكث شهرا يعوده الناس لا يدرون ما مرضه رضي الله عنه. إِنَّ عذَاب ربك لَواقع * ما لَه  قرأ  *وعن الحسن أن عمر .( فربا لها ربوة عيد منها عشرين يوما ( ١  من دافعٍ *وعن عبادة بن حمزة قال دخلت على أسماء رضي الله عنها [ الطور: ٢٧ ]  فَم  ن اللَّه علَينا ووقَانا عذَاب ال  س  مومِ  وهي تقرأ فوقفت عندها فجعلت تعيدها وتدعو فطال علي ذلك، فذهبت إلى السوق فقضيت حاجتي ثم رجعت وهي تعيدها. *وفي تاريخ بغداد: قال زائدة: صليت مع أبي حنيفة في مسجده عشاء الآخرة وخرج الناس ولم يعلم أني في المسجد وأردت أن أسأله عن مسألة من حيث لا يراني أحد قال فقام فقرأ وقد افتتح فَم  ن اللَّه علَينا ووقَانا عذَاب  الصلاة حتى بلغ إلى هذه الآية الطور: ٢٧ ]، فأقمت في المسجد أنتظر فراغه فلم يزل ]  ال  س  مومِ . ١) ج ٤/ص ٢٤١ )
  • 52. في التدبر في القرآن الكريم ٥٥ .( يرددها حتى أذن المؤذن لصلاة الفجر ( ١ يقرأ  *وفي الصحيحين عن جبير بن مطعم قال: سمعت النبي أَم  خلُقوا من غَيرِ شيءٍ أَم  في المغرب بالطور فلما بلغ هذه الآية  ه  م الْخالُقونَ * أَم خلَُقوا ال  سماوات والْأَرض بل لَا يوقنونَ * أَم كاد قلبي أن يطير. ، عند  هم خزائ  ن ربك أَم  ه  م الْ  مسيط  رونَ *** ١٢ -سورة القمر: بلِ  *قال القاسم بن معين: قام أبو حنيفة ليلة ذه الآية القمر: ٤٦ ] يرددها ]  ال  ساعُة موع  د  هم وال  ساعُة أَدهى وأَم  ر .( ويبكي ويتضرع ( ٢ *ومما ذكره ابن كثير عن وفاة شيخ الإسلام ابن تيمية قال: وأخبر الحاضرين أخوه زين الدين عبد الرحمن أنه قرأ هو والشيخ منذ دخل القلعة ثمانين ختمة، وشرعا في الحادية والثمانين فانتهينا إِنَّ الْ  متقين في  : فيها إلى آخر اقتربت الساعة عند قوله تعالى - القمر: ٥٤ ]  جنات ونهرٍ * في مقْعد صدقٍ عند مليك مقْتدرٍ .[٥٥ . ١) ج ١٣ /ص ٣٥٧ ) . (٢)
  • 53. ٥٦ في التدبر في القرآن الكريم ١٣ -سورة الحديد: *قال الفضل بن موسى: كان الفضيل بن عياض شاطراً يقطع الطريق، وكان سبب توبته أنه عشق جارية فبينا هو يرتقي الجدران أَلَم يأْن للَّذين آَمنوا أَنْ تخشع ُقُلوب  هم  إليها سمع رجلا يتلو الحديد: ١٦ ]، فقال: يا رب قد ]  لذكْرِ اللَّه وما نزلَ من الْح  ق آن، فرجع، فآواه الليل إلى خربة، فإذا فيها رفقة فقال بعضهم: نرتحل، وقال قوم: لا، حتى نصبح فإن فضيلاً على الطريق يقطع .( علينا، فتاب الفضيل وأمنهم، وجاور الحرم حتى مات( ١ *** ١٤ -سورة المزمل: *سئل مالك عن مسألة فقال: لا أدري، فقيل له: إا مسألة خفيفة سهلة، فغضب وقال: ليس في العلم شيء خفيف، ألم تسمع . إِنا سنلْقي علَيك قَولًا ثَقيلًا  : قوله الله *** ١٥ -سورة الزلزلة: إِذَا  زلْزِلَت  *قال محمد بن كعب الإمام الرباني: لأن أقرأ أرددهما وأتفكر أحب إليَّ من أن ، الْقَارِعُة  و ، الْأَر  ض زِلْزالَها . ١) القصة مشهورة، وهي ذا السياق في تاريخ الإسلام ج ١٢ /ص ٣٣٤ )
  • 54. في التدبر في القرآن الكريم ٥٧ أهذ القرآن. وأبو بكر الصديق  إِذَا  زلْزِلَت الْأَر  ض زِلْزالَها  *وحين نزلت قاعد، فبكى حين أنزلت فقيل له ما يبكيك يا أبا بكر؟ قال: يبكيني .( هذه السورة ( ١ *وعن إبراهيم التيمي قال: أدركت سبعين من أصحاب ابن إِذَا  زلْزِلَت  : مسعود أصغرهم الحارث بن سويد فسمعته يقرأ  ومن يعملْ مثْقَالَ ذَرة ش  را يره  حتى بلغ إلى  الْأَر  ض زِلْزالَها قال: إن هذا إحصاء شديد. *وقال يزيد بن الكميت: قرأ بنا علي بن الحسين المؤذن في وأبو حنيفة خلفه فلما قضي الصلاة  إِذَا  زلْزِلَت  عشاء الآخرة وخرج الناس نظرت إلى أبي حنيفة وهو جالس يفكر ويتنفس، فقلت: أقوم لا يشتغل قلبه بي، فجئت وقد طلع الفجر وهو قائم قد أخذ بلحية نفسه وهو يقول: يا من يجزئ بمثقال ذرة خير خيرا، ويا من يجزئ بمثقال ذرة شر شرا، أجر النعمان عبدك من النار وما يقرب منها من السوء وأدخله في سعة رحمتك. قال: فأذنت فإذا القنديل يزهر وهو قائم، فلما دخلت، قال: تريد أن تأخذ القنديل، قلت: قد أذنت لصلاة الغداة، قال: اكتم .( علي ما رأيت ( ٢ . ١) تفسير الطبري ج ٣٠ /ص ٢٧٠ ) . ٢) ج ١٣ /ص ٣٥٧ )
  • 55. ٥٨ في التدبر في القرآن الكريم ١٦ -سورة التكاثر: *قال رجل لابن المبارك: قرأت البارحة القرآن في ركعة، فقال: إلى  أَلْها ُ ك  م التكَاُث  ر  لكني أعرف رجلا لم يزل البارحة يقرأ .( الصبح ما قدر أن يجاوزها، يعني نفسه ( ١ . ١) تاريخ مدينة دمشق: ج ٣٢ /ص ٤٣٥ )
  • 56. في التدبر في القرآن الكريم ٥٩ ختاماً: أسأل الله جل جلاله أن يرزقنا جميعا الفقه في دينه، وأن يعلمنا تأويل كتابه. اللهم إنا نسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبونا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا. اللهم اجعل لنا من كتابك العظيم في قلوبنا نورا وفي أسماعنا نورا وفي أبصارنا نورا وفي ألسنتنا نورا واجعل لنا منه نورا يا نور السموات والأرض.. اللهم علمنا منه ما جهلنا وذكرنا منه ما نسينا وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا. هذا ما تيسرت كتابته على عجالة من الأمر( ١)، فأسأل الله العفو الغفور أن يتقبلها بقبول حسن، وأن يجعلها ذخرا أفرح ا حين ألقاه، وذا تنتهي رسالة (فن التدبر)، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وزوجاته، وعلى التابعين، ومن اقتفى أثرهم إلى يوم الدين. *** ١) تمت بحمد الله في ليلة الثلاثاء الثامن عشر من شهر رجب المحرم لعام ألف ) وأربعمائة وستة وعشرين للهجرة.