إن الوعي المهني أصبح واقعًا وضرورةً ملحة لأي مجتمعٍ يسعى إلى التنمية وتحقيق التطور والرقي والاستقرار لأفراده، لما له من تأثيرٍ واضحٍ في الاستشراف بمستقبله، وتحقيق التوافق المهني فيه، والذي بدونه قد تقل الإنتاجية كمًّا وكيفًا، وتتدهور حال المؤسسات فتجد كثرة التغيب، واللامبالاة والتكاسل؛ مما يهدد استقرار الحالة الاقتصادية لها. ويعد الوعي المهني لدى الطلبة أساسًا مُهمًّا في اتخاذ القرار المهني المناسب، ويتعلق بالمهنة التي يرغب في العمل بها مستقبلًا، ويتطلب كذلك معرفةً بالفرص الدراسية المتاحة وفرص العمل المتاحة، وعملية اختيار الفرد لمهنة المستقبل هي عملية نمائية، فهي تنمو في فتراتٍ زمنيةٍ محددة، وتظهر لدى الفرد نتيجة المواءمة بين ما يمتلكه من مهاراتٍ وإمكاناتٍ وطموحاتٍ، وبين ما يفرضه عليه واقع المجتمع من فرصٍ مهنية يمثل الوعي المهني الأساس الحقيقي له.