الشخصية اللسلمية... الناجحة إداريا
ًّ
تنطلق من العقيدة وتستهدف رخير ي الدنيا والرخرة.
يَ
الطابع اليماني يصبغ كل نشاطاتها، وهو العلمة المميزة
لها.
الشخصية( في جميع عناصرها وتنوع مقوماتها: )
هي اليد التي ترلسم على لوحة الواقع صيغة السلوك.
يَ
يَ
وهي الشخص الذ ي تظهر صورت ه لسلوكا على مرآة
اً
هُ
الحياة.
الشخصية اللسلمية... الناجحة إداريا
ًّ
وتتميز الشخصية اللسلمية في هذا الصدد بسمات إنسانية
معينة، تختلف كل الرختلف عن لسمات الشخصية غير اللسلمية؛
لنهفا تختلفف عنهفا ففي الدواففع والمحفزات والتكويفن الذاتي
ونوعية السلوك ومقياس العمل والرختيار...
فضل عن تقرير المواقف والغايات والهداف؛ وهو ما ينتج عن ه
اً
ارختلف فففي طبيعففة السفلوك، ونوعيففة المواقفف والممارلسات
الحياتية.
فتلك الركائز اللسالسية الربعة القائمة على ألساس اليمان
بال والرتباط ب ه، هي العناصر التي تتكون بها الشخصية
اللسلمية، وتتميز بوالسطتها عن الشخصيات الرخرى.
وهفي بدورتهفا تتفاعفل بعضهفا مفع بعفض لتكون المخطط
الهادف، والحارس اليقفظ لتحديفد الموقفف السفلوكي، حينما
تتفاعففل الدوافففع والمحفزات والغرائففز الواقفففة رخلف
الشخصية...
وعندهفا تحتفك بمثيراتهفا ومواضفع تؤجسجهفا ففي المحيط
والبيئة النسانية التي تواجهها الشخصية في الخارج...
فيكون موقفع الشخصفية علفى هذا العتبار موقفع القائد،
والمسيطر الذ ي يوج ه حركة الذات- بكل ما فيها من نوازع
واتسجاهات وغرائففز- الوجهففة التففي تختارهففا الشخصية،
وترغب في الظهور بها في العالم الخارجي حسب طبيعتها
وماهيتها.
وتتخذ الفكار مركز التوجي ه وتحديد الهوية لبقية
العناصر: العاطفة، والرادة، والمقياس السلوكي،
فإن كانت طبيعة الفكار إيمانية، تقوم على ألساس
اليمان بالف، فإنهفا لسفتنسحب بصفبغتها اليمانية
علفى عناصفر الشخصفية، وتحدد كفل مساراتها
واتسجاهاتهفا لتنطبفع هذه الصفبغة الشخصفية على
السلوك والمواقف.
أما إن كانت عناصر الشخصية غير إلسلمية تقوم على
مفهوم الشرك واللحاد، أفو العلمانيفة والنفصفالية التي
تباعفد بيفن اليمان والحياة، فإفن هذه الشخصفية لستكون
شخصفية جاهليفة تصفطبغ كفل عناصفرها - مفن عاطفة،
وإرادة، ومقياس لسفلوكي- بهذه الصفبغة السجاهليفة التي
تميزهفا عفن الشخصية اللسفلمية بدرجفة تظهفر فيها آثار
الشخصية واضحة، متسجسدة في السلوك والتعامل.
بحيفث نشاهفد الفرق واضحفا متميزا بيفن الشخصية
اً
اً
اللسلمية وتلك الشخصية السجاهلية؛ لسواء في العناصر
اً
اللسفالسية )الفكفر والعاطففة والرادة والمقياس العملي
للسفلوك(، أفو ففي المظهفر الخارجفي للشخصية، الذ ي
يرلسم ه ويعبر عن ه السلوك والتعامل النساني.
1. الفكر
يحتفل الفكفر موقفع القاعدة والمصفدر الذ ي تتفرع عن ه
وتنمفو عليف ه كفل عناصفر الشخصفية الرخرى؛ لذلفك فإن
الفكار تشكل الهيكل الرئيس في بناء الشخصية، والمحور
اللسففاس الذ ي تدور عليفف ه وتتسجفف ه معفف ه كل المقومات
الرخرى.
ويتميز الفكر الذ ي تتكون ب ه الشخصية اللسلمية عن
غيره مفن الفكار المقومفة للشخصيات المتعددة الرخرى
بعناصره اللسالسية الثلثة:
.a
.b
.c
طريقة التفكير )منهج التفكير(.
العقيدة.
الثقافة.
أ. طريقة التفكير
إن طريقة التفكير هي:
المنهج واللسلوب الذ ي يمارس الفكر نشاطات ه وجهوده وفق
رخطت ه، فإن كان المنهج أو طريقة التفكير مادية- تقوم على
ألساس الحس والتسجربة فقط- كان التفكير ماديا تسجريبيا، ل
ًّ
ًّ
يسفتطيع أفن يوصفل إلفى اكتشاف اليمان، والسفتنتاج فلسفة
ِّ
للقيم الخلقية والروحية في الحياة؛ لن تلك الحقائق ليست
من المور التي تستطيع التسجارب والمختبرات أن تكشفها أو
تتوصل إليها.
أ. طريقة التفكير
لذلك فإن المنهج الذ ي يحصر نفس ه بحدود التسجارب المادية-
هُ
ففي الفهفم وتحصفيل المعارف واعتناق العقائفد - يتناقض
بصورة ألسالسية مع المنهج اللسلمي الذ ي يقوم على ألساس
اليمان بالتفكير العقلي المسجرد، كألسلوب علمي للبحث عن
اليمان، وكمنهج رائد في طريقة المعرفة اللهية.
أ. طريقة التفكير
فالطريقفة العقليفة ففي التفكيفر- وحدهفا- تسفتطيع أن
تدرك وجود القيم الروحية والرخلقية؛ وهي وحدها
تسفتطيع أفن توصفل الفكفر إلفى اليمان بالف، وتعمل
على تحرير النسان من لسيطرة الحياة المادية، بحيث
تصبح المكالسب المادية- من مال وثروة وجاه ومتع
هُ يَ
ولذات- أشياء ثانويففة فففي الحياة، ل ترتبففط بها
َّ
الشخصية اللسلمية إل بقدر ما تحتاج إلي ه في تدبير
شئون الحياة، وفق طريقة شريفة نظيفة موصلة إلى
،اهِ
الغايات الروحية السامية.
أ. طريقة التفكير
ويسفهم منهفج التفكيفر ففي بناء الشخصفية وإقامة
أهفم دعائمهفا، وبدون هذا المنهفج يصفاب الفكر
هُ
اليماني ومكتسبات ه الفكرية بفوضى وضياع يؤديان
إلى ذوبان الشخصية وازدواجها .
ب. العقيدة
وليلس فلي عاللم المعتقدات عقيدة كعقيدة التوكحيد-
اليمان بال وإفراده بالعبادة وكحده - من كحيث سعتها
ويشمولها، واهنطباقها على كل موقف وسلوك إهنساهني؛
كحتى لتسل ك هذه العقيدة )اليمان بال وما يتفرع عنه(
سُ كَ
كرائلد يخطلط للهنسلان طريلق السلير، وقائد يتقدم
َّ
المسيرة، ومحور تدور عليه كل هنشاطات الهنسان..
ٍ
ب. العقيدة
فالهنسللان المسلللم يقوم كللل أعماللله وتصللرفاته ومواقفه
سُ ِّ
وعالقاته على أساس:
اليمان بال، والستجابة لمره، وكحب التقرب منه والتعبد
له..
وعلى أساس أن عالم الدهنيا هو عالم التراب الفاهني، وأن
الخلد والنعيم والسعادة البدية متحققة في عالم الرخرة..
ِّ
َّ
سُ
وبهذا الطابع اليماهني تنطبع كل هنشاطات الهنسان المسلم،
فيكون هذا الطابلع هلو المميلز لشخصليته، والعالمة البارزة
لمجتمعه وكحياته.
ب. العقيدة
وتمثلل العقيدة أسلاس تصلور الفرد للموقلف والعالقة
والسللوك والتقويلم للرخريلن فلي كلل مناكحي الحياة،
ورخاصة الفرد الداري في المؤسسة.
ف ً
جل. الثقافة
تشكلل الركلن الثاللث فلي بناء الجاهنلب الفكري في
الشخصلية، والثقافلة ليسلت مجموعلة المعارف التي
يكتسلبها الهنسلان ويحتفلظ بهلا بطريقلة معزوللة عن
الحياة، بعيدة عن الممارسة؛ وإهنما الثقافة هي المعرفة
ف ً
التي تؤثر في اتجاه السلوك وتوجه كحياة الهنسان.
ُّ
والهنسلان المثقلف هلو الهنسلان المهذب؛ ألي الهنسان
َّ
الذي يشذبللت وهذبللت المعارف -التللي اكتسللبها- كل
َّ
َّ
سلوكه، ورخلصته من الشوائب والهنحرافات.
جل. الثقافة
لذللل ك يسللمى الهنسللان الذي يحمل الفكار
سُ َّ
والمعلومات- وهلللو يشاذ منحرف في أفكاره
هنا متعلما"، وليس مثقفا...
ف ً
ف ً
وسلوكه- "إهنساف ً
فالمثقف هو:
الهنسلان الذي يحملل الفكلر السلليم، ويسلل ك على
أساسه السلوك السوي.
.ّ
جل. الثقافة
وعلى هذا العتبار يكون الهنسان المثقف هو..
الهنسان السوي السلوك..
والمستقيم التجاه..
وليلس هلو الهنسان الذي يكتنز مجموعةل من المعارف دون
ف ً
أن تغير سلوكه أو تؤثر في كحياته؛
وبذا يكون للثقافة أثر بالغ الهمية على الشخصية، وعلى
ٌ
اتجاهها في الحياة.
جل. الثقافة
وترتبلط الثقافلة السلالمية ارتباطلا وثيقلا بالعقيدة ومنهج
ف ً
ف ً
التفكيلر، فالثقافلة وليدة العقيدة والمنهلج، وهنتاج التحصيل
العلملي الملتزم بهذيلن المحوريلن؛ لذلل ك هنقول هذه ثقافة
كَ كَ
إسالمية، وتل ك ثقافة مادية غربية، أو مادية يشيوعية، أو
ثقافة يوهناهنية... إلخ، ويأتي هذا الرختالف في هنوع الثقافة
من ارختالف العقيدة والمنهج اللذين يحددان طبيعة الثقافة
كَ نْ
وقيمتها العلمية في الحياة.
والثقافة- من وجهة النظر السالمية- هي المعرفة التي
تساعد الهنسان على فهم الحياة وكيفية العيش فيها، وبذا
تكون الثقافة جوهر الشخصية الدارية ومادة بنائها.
2. العاطفة
العاطفة: هي الرابطة، أو العالقة النفسية بين الهنسان من
جهة، وبين ال ثم الناس واليشياء التي تحيط بالهنسان من
جهلة أرخرى، فهذا التجاه النفسلي- اتجاه الحلب والكراهية-
هو الذي يحدد الموقف النفسي للهنسان هنحو هنفسه وغيره،
وهو الذي يكون هنوع الرابطة أو )العاطفة(.
ِّ
وتتميز: العواطف السالمية بأهنها عواطف إهنساهنية هنبيلة،
تتسلم بالنقاء والسلالمة ملن الهنحراف والميلل العدواهني،
كَ نْ
َّ
َّ
وتنبثلق علن فكرة اليمان بالل وتوكحيده، فالمسللم يرتبط
بعاطفة الحب مع ال والناس والعالم من كحوله، على أساس
كَ
واضح، وكحسب مقياس ثابت.
2. العاطفة
فهو يحب الل، ويبني عللى أساس هذا الحب كل عواطفه وميوله
النفسية من الحب والكراهية؛ فيحب الخير والجمال، ويحب الناس
واليشياء التي يرتبط بها وتتفاعل أكحاسيسه ومشاعره معها؛ ويكره
الظلم، ويعطف على المظلوم، ويشارك بإكحساسه الوجداهني الهنسا كَ
ن
المتعرض لللم؛ ويشاطر الرخرين الفرح والسرور..
كَ
هنا ألحت
فيتألم إذا رأى فقيرا جائعا، أو مريضا يتضور ألما، أو إهنساف ً َّ
َّ ف ً
ف ً
ف ً
ف ً
َّ
عليه المحنة، أو متسافال يمارس رذيلة؛ ويس ر إذا السرور يمل
سُ كَ ُّ
ف ً
قلوب الرخرين، ويفرح إذا رأى غيره يعمل الخير، ويتمتع بالنعم،
ِّ
ويمتلئ قلبه سرورا إذا يشاهد يشيئا جميال، ويعطف على الحيوان،
ف ً
ف ً
ف ً
ويشمله برعايته إذا تعامل معه؛ لن في كل هذه المواقف ما يحبه
ال، أوما يكرهه.
4. المقياس اليماهني للسلوك
فالمسللم الملتزم ل يسلل ك سللوكا عشوائيلا غير
اًّ
ف ً
موزون، بلل يضلع كلل فعلل وموقلف في ميزان
العمال قبل أن يقدم عليه، فإن وجد عمال متطابقا
ف ً
ف ً
سُ
مع مرضاة ال، متس قا مع منهج الحق والخير...
َّ ف ً
أجاز لنفسه القدام عليه، والشروع في تنفيذه..
4. المقياس اليماهني للسلوك
أما إن وجده يشاذا متعارضا مع هذه المقاييس، بعيدا
ف ً
ف ً
اًّ
َّ
عن رضا ال، غير متطابق مع مبادئ الخير، فإهنه
يعمد إلى إلغائه، ويعلن رفضه والهنسحاب منه.
وهذا المقياس اليماهنلي الدقيلق هلو مقياس يستهدف
كحب الخير من أجل أهنه رخير، وصنع المعروف كحبا
اًّ
في المعروف؛ تقربا من ال، وبحثا عن رضاه بعيدا
ف ً
ف ً
ف ً
عن الهناهنية والنفعية والمادية.
1. التجاه العقلي
تتميلز الشخصلية السلالمية الداريلة بأهنهلا يشخصية
عقلية؛ أي يسيطر العقل فيها على كل تصرفات الفرد
وبواعثلله ودوافعلله وعواطفلله وغرائزه وطريقة
تفكيره... فللعقل مقام القيادة والتوجيه في الشخصية
السلالمية؛ إلذ يظهلر أثره واضحلا فلي مجال السلوك
ف ً
والعلوم والمعارف... إلخ.
1. الجتجاه العقلي
فسضلوك المسضلم ل يخضضع للدندفاع الغريزي التائه، ول
للميضل الدنادنضي والهوى الشخصضي الذي جتضيضع فيضه قيم
الحضق والعدل، وجتتلىشضى أمامضه قواعضد اللخل.ق... بل
يدور السضضلوك عنده- في امتداد أبعاده، والختل ف
مظاهره- حول مركز العقل، ويتحرك على ضوء إىشارجته
وهدي صوجته.
1. الجتجاه العقلي
وقد ورد في الحديث:"لما لخلق الض العقل استنطقه، ثم قال له:
أقبل، فأقبل، ثم قال له: أدبر، فأدبر، ثم قال: وعزجتي وجللي، ما
لخلقت لخلقا هو أحب إلي منك، ول أكملته إل فيمن أحب، أما إدني
َّ
اً
إياك آمر، وإياك أدنهى وإياك أعاقب، وإياك أثيب".
وكمضا يظهضر دور العقضل واضحضا: فضي مجال السضلوك والمواقف
اً
الدنسادنية، يتجلى دوره كذلك واضحا في مجال العلوم والمعار ف،
اً
ومناهضج البحضث والتحصضيل العلمضي فضي حياة المسلمين؛ فنظرة
المسلم إلى الىشياء، وفهمه وجتفسيره لها، ليس فهما ماديا صرفا،
اً
ًّ
اً
ول جتفسيرا حسيا متحجرا، بل يجري هذا الفكر والتفسير بطريقة
اً
ًّ
اً
واعيضة، جتتجاوز حدود الحضس والتجربضة، وجتوسضع آفا.ق المعرفة
والثقافة.