SlideShare uma empresa Scribd logo
1 de 117
‫درس اللول لوالثاني: القواعد الفقهية‬                                        ‫التاريخ : الثلاثاء : 51 / أبريل / 9002‬                                                 ‫عدد الزيارات : 094‬                                ‫الدرس اللول: )الدهداف التي تتحقق من دراسة القواعد الفقهية لومعرفة النظائر(‬                                                                                                 ‫محاضرة ] ‪[ I‬‬                                                                 ‫1- الدهداف التي تتحقق من دراسة القواعد الفقهية‬                                                          ‫تقريب الفرلوع الفقهية عن طريق ربطها بقواعددها الكلية‬  ‫الحمد ل رب العالمين، لوالصلة لوالسل م على أشرف المرسلين، لوإما م النبيين لورحمة ال للعالمين سيدنا محمد،‬                                                                                            ‫لوعلى آله لوصحبه أجمعين، لوبعد:‬   ‫فبعون من ال لوتوفيقه نبدأ في شرح منهج مقرر القواعد الفقهية المستوى اللول للدراسات العليا، لونلقي الضوء‬           ‫ ٍ‬      ‫على الدهداف التي يمكن أن تتحقق من دراسة القواعد الفقهية، لودهذه الدهداف التي سوف تتحقق من دراسة القواعد‬                                                                                                  ‫الفقهية يمكن بيانها فيما يلي:‬‫فهي تقرب الفرلوع الفقهية عن طريق ربطها بقواعددها الكلية، مما يساعد على سرعة تذكردها، لواستحضاردها عند‬      ‫الحاجة إليها، دلون عناء، ألو طول بحث، لودهذا يساعد على استحضار الفرلوع الفقهية، لوبيان ذلك على الوجه التالي.‬                                                                                      ‫ ٍ‬               ‫ ٍ‬                                                                                      ‫تعريف القواعد الفقهية في اللغة:‬ ‫القواعد لغة: القواعد جمع قاعدة , لومعنى القاعدة: أصل الس لو أساس البناء، لوالقواعد الساس , لوقواعد البيت إساسه,‬‫لومنه قول ال تعالى:) لوإذا يرفع إبرادهيم القواعد من البيت لوإسماعيل ربنا تقبل منا (, لومنه قوله تعالى:) فأتى ال بنيانهم‬                                                                                                                    ‫من القواعد(.‬    ‫قال الصفهاني : " القاعدة في اللغة : الساس لوكل ما يرتكز عليه الشيء فهو قاعدة لوتجمع على قواعد , لودهي أسس‬                                 ‫الشيء لو أصوله حسية كان ذلك الشيء كقواعد البيت . ألو معنويا كقواعد الدين لودعائمه .‬                                                           ‫ ً‬                                                                                                            ‫القواعد اصطلحا:‬                                                                                   ‫اختلف الفقهاء في تعريف القاعدة الفقهية .‬                            ‫لوكان سبب دهذا الختلف : دهو اختلفهم في مفهومها دهل القاعدة قضية كلية ألو قضية أغلبية .‬                          ‫فمن نظر إلى أن القاعدة دهي كلية عرفها بما يدل على ذلك حيث قالوا في تعريفها : القاعدة دهي :‬                                                   ‫قال الجرجاني : القاعدة دهي : قضية كلية منطبقة على جميع جزئياتها .‬                                                                                    ‫قضية كلية يتعرف منها أحكا م جزئياتها .‬                                                                 ‫حكم كلي ينطبق على جميع جزئياته ليتعرف أحكامها منه .‬  ‫لوغيردها من التعريفات المتقاربة لوالتي كانت متحدة لوإن اختلفت عباراتها حيث تفيد جميعها أن القاعدة دهي حكم ألو أمر‬                                 ‫كلي ألو قضية كلية تفهم منها أحكا م الجزئيات التي تندرج تحت موضوعها لوتنطبق عليها.‬        ‫لومن نظر أن القاعدة الفقهية قضية أغلبية نظرا لما يستثنى منها عرفها بأنها: حكم أكثري ل كلي ينطبق على أكثر‬                                                                                                ‫جزئياته لتعرف أحكامها منه .‬                                                         ‫لوقال في تهذيب الفرلوق : لومن المعلو م أن أكثر قواعد الفقه أغلبية.‬      ‫لوالقواعد الفقهية اصطلحا ـ عند صاحب الكتاب المقرر ـ: أصول فقهية كلية في نصوص موجزة دستورية،‬                         ‫ ٍ‬  ‫تتضمن أحكاما تشريعة عامة في الحوادث التي تدخل تحت موضوعها، لودهذه القواعد تمتاز بمزيد النجاز في صيانتها‬                                                                                                        ‫ ً‬       ‫ ً‬                                                                     ‫على عمو م معنادها، لوسعة استيعابه في الفرلوع الجزئية.‬                                                                                             ‫تعريف القواعد الصولية:‬                  ‫دهي القواعد التي يتوصل بها المجتهد إلى استنباط الحكا م الشرعية العملية من الدلة التفصيلية.‬                                                                        ‫الفرق بين القواعد الصولية لوالقواعد الفقهية:‬     ‫القواعد الصولية : دهي المعايير التي يلتز م بها الفقيه لستنباط الحكا م الشرعية من‬                                     ‫1.‬                                                                                                                ‫أدلتها التفصيلية‬        ‫أما القواعد الفقهية فهي مبادئ عامة في الفقه تتضمن أحكاما عامة تنطبق على الوقائع لوالحوادث التي تدخل تحت‬                                                                                                                       ‫موضوعها .‬                                                         ‫2. القواعد الصولية دهي : قاعدة كلية تنطبق على جميع جزئياتها :‬           ‫كقاعدة : المر للوجوب : قاعدة كلية تنطبق على قول الشارع " لوأقيموا الصلة" لوعلى قوله " لوآتوا الزكاة" .‬
‫لوكقاعدة : النهي للتحريم . تنطبق على الكذب لوالسرقة لوالقذف لوالزنا . لوغيردها من الجزئيات .‬                                             ‫أما القاعدة الفقهية فهي أغلبية ينطبق الحكم على أكثر الجزئيات لوتوجد لها استثناءات .‬                                                                            ‫3.القاعدة الصولية تستخد م لستنباط الحكا م الشرعية العملية .‬      ‫أما القواعد الفقهية فهي مجموعة من الحكا م المتشابهة ترجع إلى علة لواحدة . لوغرضها تقريب المسائل لوتسهيلها .‬                                                                                                      ‫4. القاعدة الصولية : موجودة قبل الفرلوع .‬                                                                                                   ‫لنها القيود التي التز م بها الفقيه عند استنباطه .‬                                                                                        ‫ككون ما جاء في القرآن مقدما على ما جاء في السنة .‬                                                                                                                   ‫لونص القرآن أقوى من ظادهره .‬‫أما القاعدة الفقهية فهي متأخرة في الوجود الذدهني لوالواقعي عن الفرلوض لنها جمع لشتاتها لوربط بينها لوجمع لمعانيا .‬                                                                                                        ‫مم تصاغ القاعدة الفقهية؟‬                              ‫فتصاغ القاعدة بكلمتين، ألو ببضع كلمات محكمة من ألفاظ العمو م؛ كلفظة المؤمنون في قوله‬                                                                                                ‫ ٍ‬‫تعالى: )إنماالمؤمنون إخوة ( )الحجرات: من الية: 01(؛ لن صيغة الجمع المعرف تعم، لوكلفظ القو م، لوالردهط، لومن،‬           ‫ُنِ مَّ  َ ِمْ نوُ ِمْ ُنِ نوُ  َ ُنِ ِمْ  َ ( ٌ‬                                                                                    ‫لوما؛ فإن معنادها يقع على الجمع، لوإن كان لفظها مفردا.‬                                                                                      ‫ ً‬         ‫لوأنواع ألفاظ العمو م مبينة في مبحث العا م)]1[(، لوالخاص في كتب أصول الفقه، لومن خلل التتبع لما قا م به‬                                                                    ‫العلماء من تعريف القاعدة، لوتحديدا لمعنادها الشرعي، لوما تهدف إليه.‬                                                                                                               ‫ ً‬      ‫تبين أن القاعدة قضية كلية يتعرف منها أحكا م جزئياتها، لوذلك مثل: المر؛ فإنه للوجوب حقيقة، لومثل: العلم‬   ‫نوُ‬                                                                                                             ‫ثابت ل تعالى، لوذلك يفيد عدة أمور:‬     ‫اللول: أن لوظيفة القاعدة دهي الكشف عن حكم الجزئيات التي يتحقق فيها معنى القاعدة، لويتحقق فيها مناطها.‬       ‫الثاني: أن من أدهم سمات القاعدة، لوما تهدف إليه العمو م لوالشمول، بحيث تشتمل على فرلوع كثيرة، ألو على‬          ‫جزئيات يتحقق فيها معنى القاعدة كاملة، لول تقتصر على جزئية محدلودة، لول فرلوع معهودة، بل دهي من السعة‬                                                                                                                                                    ‫لوالعمو م بمكان.‬    ‫الثالث: أن القاعدة ل بد أن يكون لها مضمون تعبر عنه، لوموضوع تتنالوله، لودهو ما صرحت به عبارة الما م‬        ‫التفتازاني بقوله: ما تعرف منها أحكا م الجزئيات المندرجة تحت موضوعها، لودهذا ما يعبر عنه الصوليون بمناط‬                           ‫القاعدة، لودهي ما ينبغي على الفقيه التحقق من لوجوده في الجزئية التي يريد تطبيق حكم القاعدة عليها.‬     ‫لولتوضيح تخريج الفرلوع على القاعدة نقول: طريق ذلك أن نأتي بتلك القاعدة على دهيئة قضية كلية، لونجعلها‬ ‫كبرى في قياس منطقي من الشكل اللول، بأن يكون موضوع تلك القاعدة محمول على المسألة في الصغرى، ثم نسلك‬                                                  ‫ ً‬                                                                              ‫ ٍ‬                ‫طريق النتاج بحذف الحد اللوسط؛ فيحصل المطلوب، لومثال ذلك: أننا إذا أردنا أن نثبت النية للوضوء؛ فإننا‬      ‫نقول: الوضوء عبادة، لوكل عبادة تفتقر إلى نية، ينتج الوضوء يفتقر إلى نية، لومثال آخر، لودهو أن نقول: النافلة من‬                                                            ‫الصلة عبادة، لوكل عبادة تفتقر إلى نية؛ فالنافلة تفتقر إلى نية، لودهكذا دلواليك.‬           ‫لوأما مجال العمل بهذه القاعدة؛ فإنه يتم بواسطتها القيا م بضبط الفقه ضبطا محكما لفرلوع الحكا م العملية‬                                          ‫ ً‬          ‫ ً‬       ‫بضوابط تبين -في كل زمرة من دهذه الفرلوع- لوحدة المناط،لوجهة ارتباط دهذه الفرلوع برابطة تجمعها -لوإن اختلفت‬‫موضوعاتها- لوأبوابها، فإننا -لوالمر كذلك- ل بد لنا من أن نتعرف على معنى الفقه؛ فهو المجال الواسع، لودهو المصدر‬ ‫اللول لنشأة علم القواعد؛ حيث قد بدأ تدلوين الحكا م الشرعية بالطريقة الفرعية على حسب الواقعات نقل عن الرسول‬                     ‫ ً‬          ‫-صلى ال عليه لوسلم- مما قضى فيه، ألو استنباطا من نصوص الكتاب لوالسنة لودللتها، لوما عرفوا من مقاصد‬                                                                                             ‫ ً‬                            ‫الشريعة من عبادات، لومعاملت، لونحودهما كالصلة، لوالزكاة، لوالنكاح، لوالطلق، لوالبيع، لوالرحمة،‬    ‫لوالقضاء، لوالجهاد، لوالميراث، لوالوصية، لوالوطء، لوغير ذلك، ففي كل باب من أبواب الفقه تدلون المسائل لوالحكا م‬                                                             ‫ ٍ‬       ‫المتعلقة به مقرلونة بعللها، لوأحكامها المنصوصة، ألو المستنبطة؛ لكي يرجع إليها الفقيه، لودهو يريد أن يتعرف على‬                                                                                       ‫الحكا م، لوأن يتفقه في الدين، لويعرف أحكامه العملية.‬                                                                            ‫ضبط دهذه الفرلوع بضوابط لوقوانين في شكل مجموعات‬        ‫لوإذا كان بكل حكم علة بني عليها؛ فإن الحكا م تبنى على عللها، لوإل كان تحكما ل تشريعا، لوكان كثير من‬                                ‫ ً‬           ‫ ً‬                                                                              ‫ ٍ‬         ‫الحكا م -لوإن اختلفت أبوابها التي ترجع إليها- تجمعها علةلواحدة، يحكم فيها جميعا؛ كان ل بد من التدلوين اللولي‬            ‫مَّ‬                                  ‫ ً‬ ‫للمسائل لوالحكا م، لوأن يقو م في لوقت لحق -الفقيه- بتجميع لتلك العلل الجامعة، لويبرز بها لويتجلى المعنى الذي يجمع‬                                                                                                            ‫ ٍ‬‫بين تلك المسائل في حكم من الحكا م، لوإن كانت من أبواب شتى؛ فقد تقرر مثل أن من شك في بقاء لوضوءه، ألو زلواله‬                                                       ‫ ً‬                       ‫ ٍ‬     ‫اعتبر متوضئا، لوجاز له أن يصلي بهذا الوضوء ما لم يتيقن من حدلوث ناقض لوضوئه، لومن ادعى نا على آخر،‬                        ‫ ً‬                        ‫دي ً‬                              ‫ ٍ‬                                                                                            ‫ ً‬ ‫لوالمدعى عليه منكر له، لوليس للمدعي بينة تثبت دعواه؛ اعتبر المدعى عليه بريئا غير مدين له بما يدعي عليه إلى أن‬                                                   ‫ ً‬     ‫يثبت شغل ذمته، لوإذا زعم البائع، ألو المشتري أنه قد رضي بالعيب الذي ظهر في المبيع بعد شرائه؛ فسقط حقه في‬   ‫الرد بالعيب، لوالمشتري ينكر لوقوع الرضا منه؛ فله ردالمبيع ما لم يثبت البائع رضاه بالعيب؛ فالعلة الجامعة في دهذه‬
‫المسائل الثلث: دهي أن المر الثابت المتيقن في لوقت ما لم يحكم بزلواله بمجرد الحتمال، بل ل بد لزلواله أن يثبت‬                                                                     ‫السبب المزيل له، لوإل كان اعتباره باقيا مستمرا دهو الواجب.‬                                                                                     ‫ ً‬     ‫ ً‬      ‫لودهذه العلة الجامعة التي تبدلوا للفقيه تكون رباطا مشتركا بين دهذه المسائل، لوبين كثير من أمثالها قد ألوحت إلى‬                                   ‫ ٍ‬                             ‫ ً‬           ‫ ً‬         ‫الفقيه أن يفكر في صياغة قاعدة تجمع بين دهذه الفرلوع؛ فادهتدى الفقيه إلى قاعدة: اليقين ل يزلول بالشك، لوكانت دهذه‬     ‫القاعدة من أمهات القواعد الفقهية الحاكمة فيما ل يحصى من المسائل، لوالوقائع من مختلف البواب الفقهية، لوصارت‬                                                                       ‫دهذه القاعدة ركيزة ثابتة في مراكز القضاء أما م كل قاض.‬                                                                        ‫ ٍ‬                                  ‫ ً‬          ‫قال في )الشباه لوالنظائر( للما م السيوطي: دهذه القاعدة -لودهي قاعدة اليقين ل يزلول بالشك- تدخل في جميع‬                                                         ‫أبواب الفقه، لوالمسائل المخرجة عليها تبلغ ثلثة أرباع الفقه ألو أكثر.‬            ‫لودهكذا تم تجميع القواعد الفقهية على أيدي الفقهاء على مراحل زمنية، كلما اكتشف بعضهم رابطة من دهذه‬‫الرلوابط المشتركة بين العديد من المسائل ترتب عليها حكم لواحديجمعها، لولول دهذه القواعد لبقيت الحكا م الفقهية فرلوعا‬ ‫ ً‬                                             ‫مشتتة قد تتعارض ظوادهردها، دلون أصول تمسك بها لوتعين اتجادهاتها التشريعية.‬                                                                        ‫نوُ  َ‬    ‫لوقد أشار إلى دهذه الدهمية للقواعد الفقهية العلمة الشهاب القرافي في مقدمة كتابه )الفرلوق( أشار إليها بقوله:إن‬                                                  ‫الشريعة المحمدية اشتملت على أصول لوفرلوع،لوأصول دهذه الشريعة اثنان؛‬    ‫أما أحددهما: فهو المسمى بأصول الفقه، لوأغلب مباحثه في قواعد الحكا م الناشئة عن اللفاظ، كدللة المر على‬                 ‫الوجوب، لودللة النهي على التحريم، لوصيغ الخصوص العمو م، لوما يتصل بذلك كالنسخ لوالترجيح، تلك دهي‬                                                                                                                            ‫أصوللفقه.‬  ‫لوثانيهما: القواعد الكلية الفقهية، لودهي جليلة القدر، كثيرة النفع لها من فرلوع الحكا م ما ل يحصى، لودهذه القواعد‬ ‫مهمة في الفقه، عظيمة النفع، لوبقدر الحاطة بهايعظم قدر الفقيه، لوتتضح له منادهج الفتوى، لومن أخذ بالفرلوع الجزئية،‬ ‫دلون القواعد الكلية؛ تناقضت عليه تلك الفرلوع لواضطربت، لواحتاج إلى حفظ الجزئيات لندراجها في الكليات، لوتناسب‬                                                                                                        ‫عنده ما تضارب عند غيره.‬    ‫لول شك أن دراسة دهذه القواعد تؤدي أجل الخدمات للفقه، لوالفقهاء، فمن حيث نفعها للفقه تجعله دائم التجدد؛ فل‬        ‫تتحجر مسائل الفقه، لول تجمد قضاياه، لومن حيث نفعهاللفقهاء؛ فإنها تأخذ بأيديهم إلى أيسر السبل لستنباط الحكا م،‬                   ‫لوضبطها بضوابط لوقوانين في شكل مجموعات على أساس اشتراك كل مجموع في العلل، ألو تجمعها لوحدة‬                                                                            ‫المناط، سواء اختلفت موضوعاتها لوأبوابها، ألو اتحدت.‬            ‫لوقال ابن رجب في بيان أدهداف القواعد الفقهية: إنهاتنظم منثور المسائل في سلك لواحد، لوتقيد به الشوادهد،‬                                               ‫لوتقرب على الفقيه كل متباعد. دهذا ما قاله ابن رجب في أدهداف دراسة القواعد.‬         ‫لوقال الزركشي: إن ضبط المور المنتشرة المتعددة في القوانين المتحدة دهو ألوعى لحفظها، لوأدعى لضبطها،‬    ‫لوذلك ل يتأتى إلى عن طريق القواعد؛ لوذلك لن علم الفقه بحوره زاخرة، لورياضه ناضرة، لونجومه ظادهرة، لوأصوله‬           ‫ثابتة مقررة، لوفرلوعه نابتة محررة، ل يفنى بكثرة النفاق كنزه، لول يبلى على طول الزمان عزه، لوالفقهاء نوعوا‬           ‫دهذا الفقه فنونا، لوأنواعا، لوتطالولوا في استنباطه يدا لوباعا، لوكان من أجل أنواعه: معرفة نظائر الفرلوع لوأشبادهها،‬                                                                         ‫ ً‬       ‫ ً‬                            ‫ ً‬       ‫ ً‬ ‫لوضم المفردات إلى أخواتها لوأشكالها، لودهذا دليل على أن الفرلوع تزيد لوتكثر خلل العصور بتجدد الحوادث لوالمسائل؛‬     ‫فإن مسائل الفقه ل تنحصر، لويستحيل على الفقيه حفظها لواللما م بها بدلون سلوك طريق القواعد الفقهية الكلية؛ لنتلك‬                      ‫القواعد سهلة الحفظ بعيدة النسيان، لومتى ذكردها استحضر عددا كبيرا من الفرلوع المندرجة تحت القاعدة.‬                                                         ‫ ً‬      ‫ ً‬          ‫لول بد لنا -في دهذا المقا م- من أن نعرف الفقه الذي دهو أصل نشأة القواعد، تعريف الفقه مهم في بيان القواعد‬     ‫الفقهية، لولمعرفة الشباه لوالنظائر، لوحتى يمكن لنا لوضعتعريف بالفقه نقول: الفقه في أشهر معانيه في اللغة: دهو العلم‬                                                              ‫ ٍ‬           ‫لوالفهم، سواء أكان فهما للشياء الواضحة، أ م كان فهما للشياء الدقيقة، لوعلى دهذا المعنى يصح أن يقال: فقهت أن‬                                                                               ‫ ً‬                              ‫ ً‬            ‫السماء فوقنا، كما يصح أن يقال: فقهت النحو؛ فإن كل منهما يصح أن يطلق عليه لفظ الفقه لحصول الفهم، لوالفقه‬                                                                               ‫ ً‬‫-بالكسر- لورد في لسان العرب: العلم بالشيء لوالفهم له، لوغلب على علم الدين لسيادته لوشرفه، لوفضله على سائر أنواع‬     ‫العلم، لوقيل: الفقه في الصل: الفهم، لوقال الما م الرازي -رحمه ال- تعالى إن الفقه دهو فهم غرض المتكلم من كلمه،‬                                                                                               ‫سواء أكان الغرض لواضحا، أ م يا.‬                                                                                                 ‫خف ً‬                                                                                                 ‫ ً‬      ‫ ً‬              ‫لوأشهر ما قيل في تعريف الفقه دهو التعريف الذي لوضعه الما م البيضالوي؛ حيث عرفه بقوله: الفقه العلم‬           ‫بالحكا م الشرعية العملية المكتسبة من أدلتها التفصيلية،لومن دهذا يتضح من تعريف الفقه تعريفا اصطلحيا المور‬                     ‫ ً‬         ‫ ً‬                                                                                                                                  ‫التية:‬        ‫ألول: أن مدلول الفقه محصور على الحكا م العملية من العبادات لوالمعاملت؛ فتخرج من مفهو م الفقه الحكا م‬                ‫ ً‬                                                                                                                  ‫العتقادية لوالخلقية.‬      ‫ثانيا: أنه يشترط أن يكون العلم بهذه الحكا م عن طريق النظر لوالجتهاد في الدلة الشرعية؛ فخرج من مفهو م‬                     ‫ ً‬           ‫الفقه الحكا م التي تؤخذ بالستدلل، لوالبحث،لوالجتهاد؛ فعلم المقلدين للحكا م ل يسمى فقه؛ لنه غير مكتسب عن‬
‫طريق النظر لوالستدلل، كما ل يسمى صاحبها فقيها؛ لولهذا قال الما م البيضالوي -رحمه ال-:الفقه دهو العلم بالحكا م‬                                                                            ‫ ً‬                                                                                   ‫الشرعية العملية المكتسب من أدلتها التفصيلية.‬        ‫ثالثا: أن موضوع الفقه دهو أفعال المكلفين من حيث مطالبتهم بها؛ إما فعل كالصلة، لوإما تركا كالغصب، ألو‬                           ‫ ً‬                    ‫ ً‬                                                                         ‫ ً‬                                                                                                                     ‫تخييرا كالكل.‬                                                                                                                               ‫ ً‬                                                               ‫دلور القواعد الفقهية في تكوين تصور عا م عن الفقه السلمي‬                ‫إذا عرفنا مضمون الفقه، لوالمجال الذي يدلور فيه، لوأنه يشمل الحكا م العملية، دلون الحكا م العتقادية‬ ‫لوالخلقية؛ فإننا ننتقل إلى جزئية في دهذه المحاضرة، لوإلى عنصرجديد من عناصردها، لودهذا العنصر دهو: دلور القواعد‬                                                                ‫ ٍ‬                                                                               ‫الفقهية في تكوين تصور عا م عن الفقه السلمي:‬                  ‫لولكي يكون ذلك محققا من خلل دراسة القواعد نقول: إذا كان تكوين الملكة الفقهية ضرلوريا بالنسبة‬                              ‫ ً‬                                                                       ‫ ً‬     ‫للمتخصصين في الفقه؛ فإن تكوين التصور العا م للفقه لولموضوعاتهضرلوري كذلك للمتخصصين، لولغيردهم؛ لن علم‬          ‫الفقه دهو أكثر العلو م الشرعية مساسا بحياة الناس؛ إذ دهو علم الحلل لوالحرا م، لوفيه بيان حكم الشرع في تصرفات‬                                                                                                 ‫ ً‬            ‫النسان المختلفة، لوفي شتى مشكلت الحياة اليومية المتعلقة بجميع نواحي الحياة الخرلوية الدنيوية من سياسية،‬      ‫لواقتصادية، لواجتماعية، لوغيردها من أمور الحياة، لومن أمور الخرة؛ فهو يشمل الدنيا لوالخرة، لوينظم الحكا م، لوبه‬                                                                                                            ‫تتضح لوتعرف أحكامها.‬        ‫لولما كانت معرفة تلك الفرلوع تفصيلية تشق على المتخصصين بالفقه؛ فهي على غيردهم شاقة من باب ألولى؛‬ ‫لولهذا يصار إلى جمع الفرلوع المتشابهة في قواعد كلية، ألو تحت ضوابط فقهية، لوتقديمها إلى غير المتخصصين بهدف‬   ‫تكوين تصور عا م عن الفقه السلمي، لوإن الدهتما م بمثل دهذه الدراسات لقواعد الفقه الكلية تظهر مدى استيعاب الفقيه‬     ‫ ٍ‬            ‫من أحكا م، لومدى مراعاته للحقوق لوالواجبات، لوتسهل على غير المتخصصين بالفقه- تسهل عليهمالطلع على‬                 ‫محاسن الشريعة، لوعلى حقيقة دهذا الدين، لويمكن له أن يعرف الحكا م الكثيرة من خلل دراسته لقواعد الفقه‬         ‫السلمي؛ فإنه إنما يشتمل على حلول جزئية،لوليس قواعد كلية؛ فمعرفة القواعد دهي السبيل إلى معرفة الجزئيات،‬                                                                                              ‫ ٍ‬        ‫لوعلى ذلك فإن غير المتخصصين في الفقه كعلماء القانون الوضعي، لوعلماء القتصاد الجتماع، لوغيردهم تساعددهم‬             ‫القواعد الفقهية على الستقلل بأنفسهم في فهم النصوص الفقهية، لوفي البحث عن الحكا م الشرعية من مظانها،‬         ‫فالقانوني يحتاج إلى القواعد الفقهية لتفسير المواد القانونية المستمدة من الفقه السلمي كالقانون المدني، لوأما عالم‬                ‫القتصاد؛ فإنه يحتاج إليه كذلك لتفسير المواد التجارية المستمدة من الفقه السلمي، لومن نصوصهالمتعددة.‬      ‫لوالذين يطعنون، ألو يشككون في الشريعة اليو م، لويؤثرلون الخذ عن القانون الجنبي، لويعادلون التراث الفقهي‬ ‫دهؤلء لم يطلعوا بعد على ذخائر دهذه الشريعة، لوعلى كنوزدها، لولم يبالوا بما قاله الدكتور عبد الرزاق السنهوري -لودهو‬    ‫أحد كبار القانونيين- قال: لوإني زعيم بكم أن تجدلوا في ذخائر الشريعة السلمية من المبادئ لوالنظريات ما ل يقل في‬‫رقي الصياغة، لوفي إحكا م الصنعة عن أحدث المبادئ لوالنظريات لوأكثردها تقدما في الفقه الغربي؛ فهذه شهادة رجل من‬                                                    ‫ ً‬ ‫رجال القانون لدقة ما أثر عن الفقهاء من أحكا م، لوما صاغوه من مسائل، لوما لوضعوه من قواعد دهي من الدقة لوالتقان‬                                                                                                              ‫نوُ‬                                                 ‫بحيث تفوق ما لوصل إليه أدهل القانون لوالفقه الغربي في صياغاتهم، لوفي نظمهم.‬      ‫لومن دهذا ندرك مدى ما لهذا الفقه السلمي من أدهمية في حياة البشر؛ فهو ثرلوة تشريعية ضخمة، صالحة لن‬‫تسوس العالم من جديد، لودهذه حقيقة اعترف بها كثير من علماء الغرب من رجال القانون، لومن غير أدهل القانون أفرادا،‬  ‫ ً‬                                                                                            ‫لوجماعات، لوالحق ما شهدت به العداء.‬                                                                                                      ‫معنى الشباه لوالنظائر‬         ‫إذا كان علم القواعد الفقهية -كما دهو معرلوف لدى العلماء المتخصصين- بأنه دهو علم الشباه لوالنظائر؛ فعلم‬‫القواعد دهو علم الشباه لوالنظائر، لودهذا ما صرح به المامالسيوطي في كتابه المعرلوف )الشباه لوالنظائر( فل بد لنا من‬                                                                     ‫أن نعرف حقيقة الشباه لوالنظائر فما دهي الشباه لوالنظائر؟‬      ‫الشباه لوالنظائر: دهي المسائل، لوالفرلوع الفقهية المتشابهة من حيث اندراجها تحت أصل لواحد يجمع بينها في‬                        ‫ ٍ‬        ‫ ٍ‬‫الحكم، لوقد لعبت القواعد الفقهية دلورا دهاما في تنظيمفرلوع الفقه بصفة عامة، لوفي التفقه، لواكتساب الملكة الفقهية، لوعلم‬                                                                                          ‫ ً  ً‬     ‫الفقه بصفة خاصة، بما تقو م به من تصوير بارع للمبادئ الفقهية، لوكشف لفاقها الواسعة، لوحصرلمسالكها المتشعبة،‬                               ‫ ٍ‬                         ‫ ٍ‬                    ‫ ٍ‬     ‫ ٍ‬     ‫لوضبطها لفرلوع الحكا م العملية بضوابط لوقوانين في شكل مجموعات على أساس اشتراك كل مجموعة في العلل، ألو‬                                     ‫اشتراكها في أمر يجمعها تحت لوحدة المناط، سواء اختلفت موضوعاتها، لوأبوابها ألو اتحدت.‬ ‫لوقد عرف الما م السيوطي الشباه لوالنظائر بما يزيد دهذا المعنى لوضوحا فقال: اعلم أن فن الشباه لوالنظائر فن‬                                                  ‫ ً‬            ‫عظيم به يطلع على حقائق الفقه لومداركه لومآخذه لوأسراره، لويتمهر في فهمه لواستحضاره، لويقتدر على اللحاق‬     ‫لوالتخريج، لومعرفة أحكا م المسائل التي ليست بمسطورة، لوالحوادث لوالوقائع التي ل تنقضي على ممر الزمان؛ لولهذا‬        ‫قال العلماء: الفقه معرفة النظائر، لوحتى نقف على فهم دهذا التعريف ل بد لنا من أن نلقي الضوءعليه، لوأن نشرحه‬                                                                                                          ‫شرحا لطيفا يناسب الحال.‬                                                                                                                         ‫ ً‬      ‫ ً‬
‫نبه الما م السيوطي بقوله: اعلم على أن دهذا الفن، لودهو فن الشباه لوالنظائر ليس كغيره، بل إن دهذا الفن يحتاج‬    ‫إلى لوقفة تأمل؛ فهو فن دقيق، لويجمع فن على فنون، لوأفانين، لوأفنان، لومعنى دهذا أن علم الشباه لوالنظائر علم عظيم،‬                                                                      ‫لوأما الفنن؛ فهو الغصن قال تعالى:)ذلواتا أفنان ( )الرحمن 84(.‬                                                                                         ‫ َ  َ  َ  َ ِمْ  َ  ٍ‬       ‫لوالتنوين في قوله: فن دليل عظمة دهذا الفن، ثم أتى السيوطي بدليل آخر يدل على عظمة فن القواعد، لودهو في‬                                                            ‫ ٍ‬         ‫قوله في التعريف: عظيم، فإن قوله: عظيم صيغة مبالغة، لودهذه اللفظة غنية عن التعريف لوالتوضيح، لوأما الفانين؛‬               ‫فهي أجناس الكل م، يقال: رجل يتفنن، لوذلو أفانين أن يأتي بضرلوب من الكل م، فالعبارات له طيعة منقادة، لوقوله‬      ‫فيالتعريف: الشباه؛ فإن الشباه جمع شبيه، لوالنظائر جمع نظير، لودهو من عطف المرادف؛ لن شبيه الشيء نظيره،‬ ‫لونظير الشيء شبيهه، لوالشباه دهي كل فرع فقهي بينه لوبين الخر لوجه شبه؛ فيتآخيان في لوجه الشبه، لويرتبطان بال م،‬                                                                                     ‫ ٍ‬        ‫ ٍ‬    ‫لودهي القاعدة الكلية، لوكذلك الشأن في النظائر، لوبهذا يتم جمع الحوادث المتشابهة، المعبر عنها بالفرلوع، لويتم لوضعها‬                                            ‫تحت القاعدة الكلية، لومتى علمنا الشباه لوالنظائر؛ أمكننا النتقال منها إلى القاعدة الكلية.‬          ‫لوعلى دهذا؛ فل يمكننا الوصول إلى القاعدة الكلية، لوإلى معرفتها إل بعد معرفة الفرلوع المتشابهة المندرجة‬        ‫تحتها، لودهذه طريقة الحنفية، لودهي أمثل من طريقة الشافعية؛ لن طريقة الحنفية تنتقل بالدارس من الجزء إلى الكل،‬                  ‫لومن المحسوس إلى المعقول، لودهذا دهو التدرج المعقول فالحنفية فرعوا، ثم قعدلوا، لوأما الشافعية؛ فإنهم قعدلوا،‬      ‫ثم فرعوا، فالوضوء عمل، لوالزكاة عمل، لوكل عمل يحتاج إلى نية؛ فينتج من دهذا أن كل عمل ل بد له من نية؛ فالنية‬                                                                              ‫دهي التي تجعل العمل صحيحا لومعتبرا في نظر الشارع.‬                                                                                                          ‫ ً‬       ‫ ً‬                   ‫لوبهذا نكون قد انتهينا في دهذه المحاضرة إلى دهذه الجزئية لنواصل الحديث في بقية شرح التعريف في‬                                                                                                                      ‫المحاضرة القادمة بإذن ال.‬                                                                        ‫لوال لولي التوفيق، لوالسل م عليكم لورحمة ال لوبركاته.‬                                                                                                                           ‫محاضرة ] ‪[ II‬‬                                                                                                                  ‫2- الفقه معرفة النظائر‬                                                                                                               ‫تابع معنى الشباه لوالنظائر‬        ‫الحمد ل رب العالمين، لوالصلة لوالسل م على أشرف المرسلين سيدنا محمد، لوعلى آله لوصحبه أجمعين، أما‬                                                   ‫ ٍ‬                                                                                                                                                 ‫بعد:‬‫فقد كنا -في المحاضرة السابقة- نشرح تعريف الشباه لوالنظائر للما م السيوطي، لوقد انتهينا إلى قوله: تعريف به‬                                                                                                                           ‫يطلع على حقائق الفقه.‬   ‫لوأن دهذا دليل على أن علم الشباه لوالنظائر فن عظيم، لوعظمة دهذا الفن راجعة إلى الثر المترتب على دراسته؛‬  ‫فإن من يدرس القواعد الفقهية يستطيع أن يخرج عليها ما قد يحدث من المسائل، لول يقف عند حادثة إل لويجد لها حكما‬   ‫ ً‬                                                                                    ‫ِّ‬      ‫شرعيا عن طريق اللحاق لوالتخريج، لوبهذا يتحقق له القدرة على التفريع؛ لنه أدرك لوجه الرتباط بين الفرلوع، لوما‬                          ‫ ً‬        ‫تفرعت عنه، لوإنما قد م الجار لوالمجرلور في التعريف على متعلقه في قوله: به يطلع لفادة الحصر؛ فكأنه قال: به ل‬‫)]‬   ‫بغيره يطلع على حقائق الفقه، كما في قوله تعالىإياك نعبد -أي ل نعبد سواك- فتقديم المعمول على العامل تفيد الحصر‬ ‫2[(، لويطلع معناه يوقف لويعلم بالبناء للمجهول؛ حتى ل يكون دهذا العلم محجورا على بعض الناس، بل يتأتى لكل دارس‬                                                        ‫ ً‬                                                                                        ‫أن يطلع عليه ما دامت له القدرة على الطلع.‬   ‫لوأما حقائق العلم التي لورد ذكردها في التعريف،فالحقائق دهي المفادهيم الكلية المعبر عنها بالقواعد،فالقواعد الكلية‬           ‫قضايا كلية، يندرج تحتها جزئيات، يؤخذ حكمها من تلك القواعد، لودهي منطبقة على معظم جزئياتها غالبا، لوكذلك‬                        ‫ ً‬ ‫الحكا م الجزئية، لودهي الفرلوع المرتبطة بأفعال المكلفين، لوالحقيقة استعمال اللفظ فيما لوضع له، لوحقيقة الشيء مادهيته،‬                                                                                         ‫لوالمراد بالحقيقة دهنا: أحكا م الفقه الثابتة شرعا.‬                                                                                            ‫ ً‬   ‫لوأما المدارك؛ فهي جمع مدرك -بضم الميم- لوالمراد به مكان الدراك، لومكان الدراك دهو الدلة، فالدليل مكان‬                                                            ‫معنوي للحكم؛ فهو مكان اعتباري تشبيها للمر المعنويبالمر المحسوس.‬                                                                                                      ‫ ً‬       ‫لوأما قوله: لومآخذه؛ فهو عطف تفسير على المدارك؛ لن المدارك دهي المآخذ، لوالمآخذ دهي المدارك، لوالمآخذ‬       ‫مكان أخذ مكان الحكم من الدليل، لوأما السرار؛ فهي حكمةمشرلوعية الحكم الشرعي، لوالحكمة غير العلة؛ لن العلة‬                           ‫مطردة، لوالحكمة غير مطردة؛ فهما مختلفان، لوالضمير في كل ما سبق يعود إلى علم الفقه، فعلم الشباه‬                ‫لوالنظائر يجعلنا نقف على حقائق الفقه، لومداركه، لومآخذه، لوأسراره؛ لولهذا كان نا عظيما -الذي دهو فن الشباه‬                                         ‫ ً‬         ‫ف ً‬                                                    ‫ ً‬        ‫لوالنظائر- لولما كانت السرار دهي الحكم؛ فإن لكل حكم شرعي له حكمة تظهر من مشرلوعيته، يدركها العقل غالبا؛‬            ‫ ً‬                                                                                            ‫ُنِ‬        ‫فمثل الحكمة من مشرلوعية العدة للمطلقة، ألو المتوفى عنها زلوجها دهي براءة الرحم، لوالحكمة من مشرلوعية الذان‬                            ‫ ً‬        ‫العل م بدخول لوقت الصلة، لوالحكمة من خطبة الجمعة: توجيه المسلمين إلى ما ينفعهم في أمور الدين لوالدنيا معا.‬          ‫ ً‬
‫لودهناك من الحكا م ما يسمى بالحكا م التعبدية، لودهي التي ل يدرك لها علة، كالعدة بالنسبة للصغيرة التي ل‬        ‫تشتهي، إذا تزلوجت لوطلقت؛ فعليها العدة أيضا، لوكذلكالوضوء للصلة؛ فالحكمة فيه التعبد، لوليس للنظافة؛ لن فيه‬                                                                                    ‫ ً‬                                                                                                  ‫مسح الرأس، لول تنظيف فيه.‬‫إذا عرفنا تعريف الشباه لوالنظائر، لوأحطنا بشرحه شرحا لطيفا؛ فإننا ننتقل إلى نقطة أخرى، لودهي تعريف العلة:‬                                                             ‫ ً‬        ‫ ً‬          ‫لقد عرف المدي العلة بأنها: الوصف الباعث على الحكم، لوفسر الباعث على الحكم باشتمال الوصف على‬     ‫حكمة تصلح أن تكون مقصودة للشارع من شرع الحكم، مثل جلب المصلحة، ألو دفع المفسدة، لوالحكم يدلور مع علته‬                ‫لوجودا لوعدما؛ فمثل القتل العمد العدلوان علة لوجوب القصاص، لودهي علة مركبة من أجزاء دهي القتل، لوالعمد،‬                                                                                                            ‫ ً‬     ‫ ً‬    ‫ ً‬                                   ‫لوالعدلوان، لوكل جز  ٍ على انفراد ل يوصف بالعلة، لولكن مجموع الجزاء يحكم عليه بأنه علة.‬                                                                                                           ‫ء‬ ‫لوالدلوران معناه: لوجود الحكم مع لوجود الوصف، لوانعدامه مع انعدا م الوصف، لوتوضيح ذلك: أن ال تعالى حين‬        ‫حر م الخمر حرمها لعلة دهي السكار؛ فتحريم الخمر مع السكار؛ فإن التحريم يوجد مع لوجود السكار، لوينتفي مع‬   ‫انتفاء السكار؛ فمثل التحريم يوجد في عصير العنب إذا أسكر، لوينعد م إذا زال السكار عنه بأن تخلل أي صار خل،‬     ‫ ً‬                                                                                                    ‫ ً‬‫لوتحريم تفاضل في الربويات مع الطعم في التحريم يوجد عند لوجود الطعم في المطعومات، لوينعد م عند انعدا م الطعم في‬                          ‫غيردها كالحديد، لوالجبس؛ فل يحر م فيها التفاضل فالعلة تكون دائما مطردة، لوالحكمة ل تكون مطردة.‬                                                                    ‫ ً‬    ‫لوقوله -في التعريف-: لويتمهر في فهمه لواستحضاره بالبناء للمجهول؛ ليفيد العمو م، أي: يتمهر في علم الشباه‬  ‫لوالنظائر من يطلع عليه من إدراك ما جاء به، بمعنى أنيتمكن من إلحاق كل شبيه يستجد من الفرلوع بشبيهه في الحكم؛‬   ‫لولهذا قال -في التعريف-: لويقتدر على اللحاق لوالتخريج، أما اللحاق؛ فهو قياس مسألة استجدت على فرع مشابه لها‬         ‫ ٍ‬         ‫ ٍ‬               ‫مندرج تحت قاعدة؛ لتأخذ حكم ذلك الفرع، لوأما التخريج؛ فهو التيان بالمسألة التي استجدت، لولم يكن لها شبيه؛‬         ‫فنخرجها على القاعدة، فلو قيل -على سبيل المثال-: دهل الوضوء يحتاج إلى نية، فنقول: الوضوء عبادة، كل عبادة‬                                                                                       ‫تحتاج إلى نية؛ فالوضوء يحتاج إلى نية.‬        ‫لوكذلك لو سئلنا عن استحقاق الخوة الشقاء الميراث مع الخوة ل م فنقول: استحقاق الخوة الشقاء اجتهاد،‬        ‫لوالجتهاد ل ينقض بالجتهاد؛ لوذلك لن عمر بن الخطاب قضى باشتراك الخوة الشقاء مع الخوة ل م في الثلث،‬               ‫لوقسمه بينهم بالتسالوي، ل فرق بين الذكر لوالنثى، كأنهم جميعا إخوة ل م، لولوافقه على ذلك زيد بن ثابت، لوجمع‬                                                                          ‫ ً‬                                               ‫منالصحابة، لوإليه مال مالك لوالشافعي، لوبه أخذ القانون المصري في مادته العاشرة.‬         ‫لودهناك تخريج آخر، لودهو تخريج الصحاب على أقوال الما م الشافعي، لوحقيقة دهذا التخريج أن يثبت الما م‬       ‫حكمين مختلفين لمسألتين متشابهتين، لولم يظهر ما يصلح للفرق بينهما؛ فيأتي الصحاب فينقلون حكم المسألة الثانية‬                  ‫لللولى، لوينقلون حكم اللولى للثانية؛ فيحصل في كل مسألة حكمين: أحددهما للما م بالنص، لوالخر للصحاب‬                                                           ‫بالتخريجعلى نص الما م، لودهذا النوع من التخريج عند الشافعية خاصة.‬ ‫لوبهذا التخريج لواللحاق يمكن معرفة أحكا م المسائل التي ليست بمسطورة، لودهي الحوادث التي تتجدد دائما؛ فإن‬            ‫ ً‬              ‫معرفة أحكا م دهذه المسائل يتوقف على معرفتنا بهذا العلم،لودهو علم الشباه لوالنظائر، المسمى بالقواعد الفقهية، إذ‬       ‫بواسطة معرفتنا بالتخريج على القواعد يمكن إثبات الفعال التي تصدر عن المكلفين، لودهي ل تتنادهى، لول تقف عند‬                                                                                                                            ‫حد.‬ ‫فقوله -في التعريف-: لوالحوادث لوالوقائع التي ل تنقضي على ممر الزمان من عطف المرادف على ما سبق في‬  ‫قوله، لومعرفة أحكا م المسائل التي ليست بمسطورة، أي: دراستها بهذه القواعد من شأنها أن تجعلنا قادرين على إعطاء‬   ‫كل مسألة تجد حكما لها على مر الزمان؛ فل نقف عاجزين مكتوفي اليدي عندما يتطلب المر ذلك، لونحن على يقين‬        ‫ ً‬  ‫من أن أحكا م دهذه الشريعة الربانية الخالدة لم تضق يوما عن تلبية حاجات الناس كافة، لول لوقفت عقبة في سبيل تحقيق‬                                                                             ‫ ً‬             ‫مصلحة ألو عدالة، بل إن نصوص دهذه الشريعة قد لوسعت جميع الناس على اختلف أممهم، لوألوانهم، لومذادهبهم،‬            ‫لوبيئاتهم، لوأعرافهم، حينما استظلت أممشتى براياتها إبان عصوردها الذدهبية، لوعلى مدى قرلون عديدة ألوجد فقهاء‬        ‫المسلمين الحلول لكل مشكلة لونازلة، لوما حدثنا التاريخ قط أن المسلمين اضطرلوا إلى اللتجاء إلى تشريع آخر غير‬‫التشريع السلمي، بل كانوا كلما فتح ال أرضا؛ إل فتح الفقهاء أبوابا من الجتهاد، لوالستنباط، لوما لوقفوا عاجزين عن‬                                                                ‫ ً‬               ‫ ً‬                    ‫تقديم الحلول الفقهية على ضوء قواعدالشريعة لومقاصددها العامة، لورلوحها السمحة، لوقيمها العادلة الرشيدة.‬        ‫لومن ثم فقد نقل الما م السيوطي عن بعض أصحاب الشافعي قولهم: الفقه معرفة النظائر، كما قال رسول ال‬      ‫-صلى ال عليه لوسلم: )الحج عرفة فمن أدرك عرفة؛ فقد أدرك الحج( لودهو حديث صحيح رلواه الما م أحمد، لوكذلك‬  ‫من أدرك القواعد؛ فقد أدرك الفقه، لوحاز قصب السبق، لوأصبح فقيها يشار إليه بالبنان؛ فإن التفقه معرفة النظائر، فمن‬                                                                 ‫ ً‬  ‫عرف الشباه لوالنظائر المستجدة في فرلوع الفقه؛ فهوخليق بأن يوصف بأنه فقيه؛ فل يكون فقيها إلى بمعرفة النظائر؛‬                                ‫ ً‬  ‫لنه بذلك أدرك لوجه الرتباط بين الفرلوع، لوما تفرعت عنه، أما من درس الفقه فرلوعا، لومسائل في المذادهب الفقهية،‬                                           ‫ ً‬   ‫دلون الربط بينها بواسطة القواعد لوالضوابط التي تجمعها، لومن غير أن تكون لديه الملكة الفقهية، لويقتصر على ذلك؛‬                                              ‫فقد ل يقدر، لودهو ل يقدر بالفعل على إثبات حكم لحادثة ليس لها نص في كتب الئمة.‬
‫الدليل على أن الفقه معرفة النظائر‬                                                                                                                 ‫ننتقل بعد ذلك إلى إقامة الدليل على أن الفقه معرفة النظائر:‬‫لوفي كتاب الما م عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الشعري نجد الدليل على أن الفقه معرفة النظائر؛ حيث يقول‬   ‫السيوطي: لوقد لوجدت لذلك أصل من كل م عمر بن الخطاب، لوذكر الحديث، لونصه الذي كان قد أرسله عمر إلى أبي‬                                          ‫ ً‬        ‫موسى الشعري، لوذكر لهذا الحديث أسانيد عدة زيادة في قوة الرلواية؛ فإن دهذه الزيادات في السناد من شأنها أن‬       ‫يعطي الثقة الكاملة في صحة متن الحديث، لويدل كذلك على أن السنة قد نقلت نقل أمينا متواترا إلى المة، لوأن ال‬                                                 ‫ ً‬                 ‫ ً  ً‬ ‫تعالى قيض لها رجال اتصفوا بالمانة لوالدقة، لوالعدالة، لوالضبط فاحتاطوا في نقلها، لودققوا في رلواياتها؛ لما علمه ال‬                                             ‫ ً‬   ‫أزل بأنه سيجيء من بعد ذلك أناس يطعنون في السنة، لويتكلمون فيها؛ فيقولون: ل يجب العمل إل بالقرآن؛ لنه ثابت‬                                                                     ‫ ً‬      ‫بطريق القطع لواليقين، لوأما السنة؛ فهي أخبار آحاد، لويجوز الكذب فيها؛ من أجل ذلك كان المسلمون في كل عصر‬ ‫حريصين على معرفة السنة، لوما فيها من أحكا م شرعية في العبادات، لوالمعاملت؛ لن السنة بيان لما جاء في القرآن؛‬    ‫فالقرآن فيه المجمل من اليات، لولم يأت بكل شيء، لوفيه الكثير مما يحتاج إلى بيان، لومهمة الرسول -صلى ال عليه‬ ‫لوسلم- بحكم رسالته أن يقو م بهذا البيان، كما قال تعالى لرسوله: }لوأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم( )النحل:‬               ‫ َ َ  َ ِمْ  َ ُنِ َ ِمْ  َ ِّ ِمْ  َ ُنِ نوُ  َ ِّ  َ ُنِ مَّ ُنِ  َ نوُ ِّ  َ ُنِ َ ِمْ ُنِ ِمْ‬                                                                                                                                                                   ‫من الية: 44(.‬   ‫لوعليه فيجب أن تكون العناية بالسنة تالية للعناية بالقرآن، لوإنما أطنب السيوطي في بيان سند دهذه الرلواية؛ لنه‬‫شكك فيها أناس، لوقالوا: إنها لم تصدر عن عمر بنالخطاب، لوأيد ذلك بعض الكاتبين بالقضاء في العصر الحديث فقالوا:‬   ‫إن نسبة دهذه الرلواية -كتاب عمر إلى أبي موسى الشعري- فيها كل م من ناحية صدلوردها عن عمر بن الخطاب، لوإن‬  ‫كانت من حيث المعنى سليمة لومسلمة؛ حيث أصبحت الن دستورا للقضاء في البلد الغربية لوالشرقية على حد سواء؛‬            ‫ ٍ‬                                                                                                    ‫ ً‬‫فكان دهذا الطناب -من جهة السند- لودهذه الرلواية من كتاب عمر إلى أبي موسى الشعري في القضاء؛ حتى ل نشك في‬   ‫نسبتها، لونقول: إن نسبتها إلى الما م عمر ثابت من طرق متعددة، لوبأسانيد صحيحة، لول يعقل أن ل تكون لها أصل،‬               ‫ ٍ‬                                                                                                                                                       ‫لودهذا تما م إلما م لودفع شبهة.‬                                                                                                                                                                    ‫ ٍ‬    ‫لوقد أيد ابن القيم ذلك بقوله: دهذا كتاب جليل، تلقاه العلماء بالقبول، لوبنوا عليه أصول الحكم لوالشهادة، لوالحاكم‬     ‫لوالمفتي أحوج إليه، لوإلى تأمله، لوالتفقه فيه، فإن نسبته إلى عمر صحيحة إسنادا لومتنا، لول عبرة بما أثاره الظادهرية‬                                                                          ‫ ً‬         ‫ ً‬   ‫حول دهذا الكتاب من شكوك لومن ألودها م؛ فهم إنما أنكرلوه -أي الظادهرية- لنهم أنكرلوا القياس، لوأنكرلوا مع ذلك السند،‬                                 ‫ ٍ‬                                                                                                                                         ‫لوبالتالي جعلوا الرسالة مكذلوبة على عمر.‬     ‫لوقد طعن في متن دهذا الكتاب، لوفي سنده بعض المستشرقين، لوكان منهم جولد تسيهر، لوقد تصدى للرد عليه‬    ‫الدكتور حسن عبد القادر عليه -رحمة ال- عميد كلية الشريعة لوالقانون سابقا، لوذلك في كتابه )نظرة عامة في تاريخ‬                                                                                             ‫ ً‬ ‫الفقه( كما تصدى له أيضا الدكتور البهي، لودهو أستاذ بكلية الشريعة لوالقانون -عليه رحمة ال- في كتابه )تاريخ القضاء‬                                         ‫ ً‬                                                                                                                                                                        ‫في السل م(.‬‫لوخطاب عمر في القضاء دها م لوطويل، لولكن السيوطي اختصره مكتفيا بذكر المناسب للموضوع، لودهو الستدلل‬                                                                                           ‫ ً‬                                                                                                                                                        ‫على أن الفقه معرفة النظر.‬ ‫إذا عرفنا ذلك، لودهو أن كتاب عمر إلى أبي موسى الشعري سنده ثابت؛ فإننا ننتقل بعد ذلك إلى بيان كتاب عمر‬ ‫إلى أبي موسى الشعري فنقول: يعتبر دهذا الكتاب دستورا في القضاء لوالتقاضي في السل م، كتبه أمير المؤمنين عمر‬                ‫ ً‬                                                                                                                                     ‫بن الخطاب إلى أبي موسى الشعري قال فيه:‬      ‫"من عبد ال عمر بن الخطاب أمير المؤمنين، إلى عبد ال بن قيس سل م عليك، أما بعد: فإن القضاء فريضة‬‫محكمة، لوسنة متبعة؛ فافهم إذا لولي إليك؛ فإنه ل ينفع تكلمبحق ل نفاذ له، آس بين الناس في لوجهك، لوعدلك، لومجلسك؛‬‫حتى ل يطمع شريف في حيفك، لول ييأس ضعيف من عدلك، البينة على المدعي، لواليمين على من أنكر، لوالصلح جائز‬   ‫بين المسلمين، إل صلحا أحل حراما، ألو ألو حر م حلل، ل يمنعك قضاء قضيته اليو م، راجعت فيه عقلك، لودهديت فيه‬                   ‫ ً‬              ‫ ً‬            ‫ ً‬    ‫لرشدك أن ترجع إلى الحق؛ فإن الحق قديم، لومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل. الفهم الفهم في ما يختلج في‬       ‫صدرك، مما ليس في كتاب ال لوسنة رسوله. اعرف الشباه لوالمثال، ثم قس المور عندك؛ فاعمد إلى أحبها إلى‬      ‫ال لوأشبهها بالحق فيما ترى، لواجعل لمن ادعى حقا غائبا، ألو بينة غائبة أمدا ينتهي إليه؛ فإن أحضر بينته أخذت له‬                                                                                             ‫ ً‬                             ‫ ً‬    ‫ًّ‬    ‫حقه، لوإل استحللت عليه القضية؛ فإنه أنفى للشك لوأجلى للعمل، لوالمسلمون عدلول بعضهم على بعض إل مجلودا في‬         ‫ ً‬                                 ‫حد، ألو مجربا عليه شهادة زلور،ألو كان ظنينا في لولء ألو نسب؛ فإن ال تعالى تولى منكم السرائر، لودرأ‬                                    ‫ ً‬   ‫بالبينات لواليمان، لوإياك لوالقلق لوالضجر، لوالتأذي بالخصو م، لوالتنكر عند الخصومات؛ فإن القضاءفي مواطن الحق‬  ‫مما يوجب ال به الجر، لويحسن به الذخر، فمن خلصت نيته في الحق، لولو على نفسه؛ كفاه ال فيما بينه لوبين الناس،‬     ‫لومن تخلق للناس بما يعلم ال أنه ليسمن نفسه شانه ال لوعابه، فما ظنك بثواب عند ال -عز لوجل- في عاجل رزقه،‬                                                                                        ‫ ٍ‬                                                                                                                                      ‫لوخزائن رحمته، لوالسل م عليك لورحمة ال".‬                                                                                                                         ‫لودهذا دهو نص كتاب عمر إلى أبي موسى الشعري.‬
‫لوننتقل بعد ذلك إلى شرح لطيف إلى دهذا الكتاب؛ لنقف في دهذا الكتاب عند محل الشادهد، لودهو قوله لبي موسى:‬                                                                                   ‫ ٍ‬                   ‫"اعرف الشباه لوالمثال، ثم قس المور عندك؛ فاعمد إلىأحبها إلى ال لوأشبهها بالحق فيما ترى" فهذه المقولة‬                                ‫تضمنت أسس القضاء، لوفيها إشارة إلى أن من النظائر ما يخالف نظيره في الحكم لمدرك خاص، لوليس كل‬                ‫النظائرالمتحدة في الصورة لوالعلة تأخذ حكما لواحدا؛ لن بعض النظائر تخالف النظائر الخرى؛ فل يغرنك اتحاد‬                                   ‫ ً‬          ‫ ً‬                ‫الصورة لوالشكل، فكأن الما م عمر أراد بهذا أن يقول لبي موسى الشعري: عليك يا أبا موسى أن تعرف الشباه‬                 ‫لوالنظائر؛ كي توجد عندك ملكة لوحصيلة فقهية، يمكنك أن تعمل القياس متى عرفتها، فالقياس يترتب على معرفة‬              ‫الشبادهوالنظائر؛ فهو من عطف السبب، لوأشبادهها على المسبب رد أحبها؛ فالشبهية في الحق سبب في كون المر‬                                        ‫أحب إلى ال، لوليس عليه أن يصل إلى اليقين؛ فإن قوله: فيما ترى أي: فيما تظن، لوفيه إشارة إلى أمرين:‬             ‫اللول: أن المجتهد ل يكلف أن يصل إلى نفس الحق، لوإنما يكلف بما ظنه صوابا، لوالثاني: أن المجتهد ل يقلد‬                                                                                 ‫ ً‬              ‫غيره من المجتهدين؛ لنه عدلول عن الراجح عنده إلىالقل رجحانا في نظره؛ لنه لوصل إلى الحق في رأيه، لولن‬          ‫ ً‬                      ‫تقليده لغيره باطل عنده؛ فإن ما لوصل إليك حق في نظره، لوما لوصل إليه غيره باطل في نظره، فلو حكم برأي‬                                                 ‫غيره يكون قد ترك رأي نفسه، لوكان حكمه بغير الحق، لوالحكم بغير الحق حكم باطل؛ فيكون باطل.‬                                                    ‫ ً‬ ‫ثم إن الما م عمر أرشد أبا موسى الشعري إلى أمر آخر -في القضاء- يتعلق بإحضار البينة بالنسبة للمدعي فقال‬                                       ‫ ٍ‬           ‫له: "لواجعل لمن ادعى قا غائبا، ألو بينة غائبة أمدا ينتهي إليه؛ فإن أحضر بينته؛ أخذت له حقه، لوإل استحللت عليه‬                               ‫ ً  ً‬                                    ‫ ً‬         ‫ح ً‬                                                                                                                                                                                                           ‫ ً‬    ‫القضية" أي أن الذي يدعي نا غائبة، ألو بينة غائبة، فالقاضي يجعل له مدة ينتهي إليها، لوتقدر دهذه المدة بحسب نظر‬                                                               ‫ ً‬                ‫عي ً‬                                                                                                                                                                                                  ‫ ً‬          ‫القاضي، لول يجوز إعطاءه مدة غير محددة، فإذا أحضر بينته في خلل المدة المضرلوبة؛ حكم له بها لوإل حكم عليه،‬              ‫فقوله: استحللت جواب الشرط، فإذا لم يحضر بينته، لوانتقل إلى اليمين، لوحكم بناء عليه، ثم أتى المدعي بالبينة حكم‬                                                                                            ‫ ً‬     ‫له؛ لن الحكم في اللولى تبين خطؤه بكذب المدعى عليه؛ لولذلك فقد قال مبينا السبب في ضرب دهذه المدة بقوله: "فإنه‬                                                                                                       ‫ ً‬                     ‫أنفى للشك، لوأجلى للعمى" أي أن ضرب المد لجل إحضار البينة، ألو العين الغائبة، فهذا أنفى للشك في قلوب‬        ‫المتخاصمين؛ لن تسرع القاضي في إصدار الحكا م سيرا على غير دهدى، لودهو ل يجوز شرعا، بل على القاضي أن‬                                                            ‫ ً‬                                                                                   ‫ ً‬                                                                                                                                                                        ‫يتريث في الحكم؛ حتى ل يحكم بغير الحق.‬           ‫ثم بين من تقبل شهادته فقال: "المسلمون عدلول بعضهم على بعض، إل مجلودا في حد، ألو مجربا عليه شهادة‬                                             ‫ ً‬                ‫ ٍ‬                    ‫ ً‬                 ‫زلور، ألو ظنينا في لولء ألو نسب، لودهذا معناه: أن العدالة شرط في الشادهد لقوله تعالى: )لوأشهدلوا ذلوى عدلمنكم (‬                     ‫ َ َ ِمْ ُنِ نوُ  َ  َ  َ ِمْ ٍ ُنِ ِمْ نوُ ِمْ‬    ‫)الطلق: من الية: 2( لوالمتهم غير عدل؛ لنه ل يطمأن إليه في حق نفسه؛ فكيف يطمأن إليه في حق غيره، لودهذا سر‬      ‫اشتراط العدالة في الشادهد، لوالعدالة ل تتحقق إل في مسلم عدل مجتنب للكبائر، غير مصر على الصغائر، مع اجتناب‬                                                                     ‫ ٍ‬                                               ‫ ٍ‬              ‫ما يخل بالمرلوءة، فكل مسلم بالنسبة للخر عدل، إل من قا م به مانع يمنع من الشهادة، لودهو أن يكون قد جرب عليه‬                                      ‫نوُ‬         ‫شهادة زلور، ألو جلد في حد؛ فل تقبل شهادته، ألو كان متهما في شهادته بأن كان في كنف من يشهد له، ألو منقطعا إليه‬                  ‫ ً‬                                                                                                                          ‫ ً‬                                                        ‫ ٍ‬                             ‫يناله نفع منه، لوكذلك شهادة القريب لقريبه ل تقبل؛ لوجود التهمة، لوتقبل بدلونها -لودهو الصحيح- فتقبل شهادة‬                                                                                                                              ‫البن لبيه، لوالب لبنه فيما ل تهمة فيه. نص عليه الما م أحمد.‬    ‫لوأما شهادة أحددهما على الخر فنص أحمد -رضي ال عنه- على قبولها، لوقد دل عليه القرآن في قوله تعالى:)يا‬       ‫ ً‬                 ‫أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء ل لولو على أنفسكم ألو ال  َالدين لوالقربين( )النساء: من الية: 531(‬                                                                                    ‫ َ هُّ  َ مَّ ُنِ  َ  َ نوُ نوُ نوُ  َ مَّ ُنِ  َ ُنِ ِمْ ُنِ ِمْ ُنِ نوُ  َ  َ  َ مَّ  َ َ ِمْ  َ َ  َ نوُ ُنِ نوُ ِمْ  َ ِمْو ُنِ  َ ِمْ ُنِ  َ  َ ِمْ  َ ُنِ  َ‬                                                                                                                                                                ‫ُنِ‬             ‫لوبعضهم أجاز شهادة أدهل الذمة بعضهم على بعض لقوله تعالى: )لوالذين كفرلوا بعضهم ألولياء بعض ( )النفال: من‬                                                  ‫ َ مَّ ُنِ  َ  َ  َ نوُ  َ ِمْ نوُ نوُ ِمْ  َ ِمُْنِ  َ نوُ  َ ِمْ  ٍ‬   ‫الية: 37( فأثبت الولية على بعضهم بعضا، لودهي أعلى رتبة من الشهادة، لوإذا كان له أن يزلوج ابنته ألو أخته، لويليمال‬                                                   ‫ ً‬                                                                                                                                                                                ‫لولده فقبول شهادته عليه ألولى لوأحرى.‬         ‫لوقد أجاز ال -سبحانه لوتعالى- شهادة الكفار على المسلمين في السفر في الوصية للحاجة إليها بقوله تعالى :)يا‬           ‫ َ‬                       ‫ َ هُّ  َ مَّ ُنِ  َ  َ نوُ  َ  َ  َ نوُ  َ ِمْ ُنِ نوُ ِمْ ُنِ  َ  َ  َ  َ  َ  َ  َ نوُ ِمْ ِمْ  َ ِمْ نوُ ُنِ  َ ِمْ  َ ُنِ مَّ ُنِ ِمْ  َ ُنِ  َ  َ  َ ِمْ  ٍ ُنِ ِمْ نوُ ِمْ  َ  َ  َ ُنِ ُنِ ِمْ  َ ِمْ ُنِ نوُ ِمْ ُنِ ِمْ‬                       ‫أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذلوا عدل منكم ألو آخران من غيركم إن‬    ‫ ٍ‬    ‫أنتمضربتمِمْ في الرض( )المائدة: من الية: 601( لومعلو م أن حاجتهم إلى قبول شهادة بعضهم على بعض أعظم بكثير‬                                                                                                     ‫ َ ِمْ نوُ ِمْ  َ  َ ِمْ نوُ ُنِ  َ ِمْ ُنِ‬            ‫من حاجة المسلمين إلى قبول شهادتهم عليهم، فلو لم تقبل شهادة بعضهم على بعض لدى ذلك إلى تظالمهم، لوضياع‬                                                                                                                                                                                                     ‫حقوقهم، لوفي ذلك فساد كبير.‬‫ َ ُنِ ِمْ  َ ِمْ ُنِ ِمْ ُنِ  َ ُنِ  َ ِمْ ُنِ ِمْ‬‫لوجوز الما م مالك شهادة الطبيب الكافر؛ حتى على المسلم للحاجة إلى ذلك لقوله تعالى: )لومن أدهل الكتاب من إن‬          ‫تأمنه بقنطار يؤده إليك ( )آل عمران: من الية: 57( فأخبر -سبحانه لوتعالى- أن من أدهل الكتاب من دهو مؤتمن على‬                                                                                                 ‫ َ ِمْ  َ ِمْ نوُ ُنِ ُنِ  َ  ٍ نوُ  َ ِّ ُنِ ُنِ َ ِمْ‬                                                                               ‫مثل دهذا القدر من المال، لول ريب يكون، مثل دهذا أمينا على قرابته لوذلوي مذدهبه ألولى.‬                                                                                                                                                    ‫ ً‬              ‫ثم أردف الما م عمر ذلك بقوله: "فإن ال تعالى تولى منكم السرائر، لودرأ بالبينات لواليمان" أي درأ الحدلود‬              ‫بالبينات، لوباليمان في حالة عد م لوجود البينة، لوقوله في كتابه لبي موسى الشعري بعد ذلك: "فإن ال تعالى تولى‬                 ‫السرائر" فذلك تعليم لكل ما أمضاه عمر لبي موسى، أي التز م بمقتضى دهذه اللوامر السابقة؛ لن ال تعالى يعلم‬  ‫السرائر، لول طريق لك لعلم السرائر؛ فقس الشباه لوالنظائر، لوأما الوقائع؛ فل يمكنك الوصول إليه؛ لن دهذا مختص به‬                                                                                                                                                                                        ‫تعالى في مكنون علمه -عز لوجل.‬
‫لوأما قوله في تعريف، ألو في كتاب عمر لبي موسى: لودرأ، فمعناه: دفع فالدرء دهو الدفع، فمن أحضر البينة حكم‬  ‫له القاضي بها؛ لنهم يقولون: القاضي أسير البينة، ثم حذره من الضجر، لوالغضب، لوالقلق، لوالتأذي بالخصو م تحذيرا‬     ‫ ً‬ ‫شديدا؛ فل يتأذى القاضي بالخصو م -إذا رفع أحددهم صوته بين يديه، بل نصحه الما م عمر أن يكون حليما كريما رفيقا‬   ‫ ً‬            ‫ ً‬         ‫ ً‬                                                                                                                                                                                      ‫ ً‬                               ‫نا في معاملته للخصو م؛ لن عد م ترك التأذي بالخصو م يترتب عليه تفضيل أحد المتداعيين على الخر.‬                                                                                               ‫لي ً‬                                                                                                                                                                                                                          ‫ ً‬       ‫ثم حذره من عد م اطمئنان النفس، لورفض الخصومات، لوما يأتي به المدعي من أدلة إثبات الدعوى، كأن يقول‬‫للمدعي: من أين لك دهذا؟ لوكيف أخذت دهذا؟ فهذا من شأنه أن يضيع الحق على المتخاصمين؛ فل يجوز التنكر للمدعي،‬                                                                                                                                                                                       ‫لول للمدعى عليه.‬      ‫لوأما الدعوى، فهي إخبار بحق للشخص على غيره،لوالشهادة إخبار بح  ٍ للغير على الغير، لوبعد أن فرغ الما م‬                                                                 ‫ق‬‫عمر من تعليمه لبي موسى ما تقد م قال له يا أبا موسى: "إذا التزمت ذلك؛ كان لك الجر لوالشأن العظيم عند ال تعالى؛‬                          ‫ َ‬ ‫فإن القضاء بالحق يعظم ال به الجر، لويحسن به الذخر" أي ما يدخره ال للنسان في الخرة، ثم حذره من الجبن متى‬             ‫صحت نيته، لوأقبل على نفسه بلزلومها الحق؛ فل يخاف في ال لومة لئم؛ لن ال كافيه، لولن ال راعيه، لولن ال‬          ‫حافظه لومؤيده، قال تعالى: )فسيكفيكهم ال لودهو السميع العليم ( )البقرة: من الية: 731( فإذا حفظ ما بينه لوبين ال؛‬                                                                                                     ‫ َ  َ  َ ِمْ ُنِ  َ نوُ ِمْ مَّ  َ نوُ  َ مَّ ُنِ نوُ ِمْ  َُنِ نوُ‬                                                                                                                                          ‫نوُ‬      ‫حفظ ال ما بينه لوبين الناس؛ فهو -سبحانه لوتعالى- يدفع عنه شر الخلق لوأذادهم؛ فل تمتد إليه أيدي الظالمين، فهو بهذا‬                                                                  ‫يريد أن يربط على قلب من يقول الحق، لوأن يثبته عليه؛ فل يجبن، لول يخاف.‬             ‫لوالواقع أن سيدنا عمر بهذه الوصايا، لوبهذه التعليمات في التقاضي، لوفي الحكم بين الناس قد أصاب الهدف،‬  ‫لوحقق الغرض؛ لن القاضي موقفه صعب، لوحرج، لوالحكم بين الناس يترتب عليه مصائب لوبليا، فأمره بكل ما سبق‬  ‫بيانه؛ فإن التز م به فال موله يتوله لويسدد خطاه، لويحفظه لويرعاه، ثم حذره من أن يتخلق للناس بخلق ليس من خلقه،‬         ‫لوأن يظهر لهم ما ليس من طبعه، لوما يتصف به في لواقع المر؛ فإن فعل ذلك عابه ال لوكشف أمره، لوأظهر حقيقته‬                                                                                                                                                                                  ‫يوما، كما قال القائل:‬                ‫ ً‬                                                                       ‫)]3[(‬                                                                             ‫ َ  َ ِمْ  َ  َ نوُ ِمْ ُنِ ِمْ  َ ِمْ ُنِ  ٍ ُنِ ِمْ  َُنِ  َ  ٍ  َُنِ ِمْ  َ  َ  َ  َ ِمْ  َ  َ َ مَّ ُنِ نوُ ِمْ َ ُنِ‬                                                                             ‫لومهما تكن عند امرئ من خليقة لوإن خالها تخفى على الناس تعلم‬               ‫لودهذا دهو معنى قوله في التعريف: لومن تخلق للناس بما يعلم أنه ليس من نفسه شانه ال لوعابه، قال ذلك في‬       ‫خطاب عمر لبي موسى الشعري؛ لولهذا قال: "فما ظنك بثوابعند ال -عز لوجل- في عاجل رزقه، لوخزائن رحمته"‬                                                                                                  ‫ ٍ‬ ‫يريد أن يقول له -بعد أن بينت لك كل ما تقد م، لوألزمتك الطريق السوي في فصل الخصومات بين الناس-: فما ظنك في‬ ‫موقفك من ال -عز لوجل- ل شك أنك ستكون سعيدا في الدنيا، لويرزقك ال قا با مباركا، لوفي دهذا ما يشير إلى أن‬                                                 ‫ ً‬        ‫رز ً طي ً‬                                                           ‫ ً  ً‬                                                             ‫ ً‬   ‫ َ  َ ِمْ  َ مَّ ُنِ مَّ  َ ِمْ  َ ِمْ  َ نوُ‬   ‫من التز م العدل يرزقه ال لويجعل له من كل دهم فرجا، لومن كل ضيق مخرجا، كما قال تعالى: ) لومن يتق ال يجعل له‬                        ‫ َ‬                                          ‫ ً‬                 ‫ ٍ‬                                 ‫ ٍ  ً‬                                                                 ‫مخرجا لويرزقه من حيث ل يحتسب( لولك خزائن رحمتي في الخرة، لوالسل م.‬                   ‫ َ ِمْ  َ  ً  َ  َ ِمْ نوُ ِمْ نوُ ُنِ ِمْ  َ ِمْ نوُ  َ ِمْ  َ ُنِ نوُ‬    ‫لوبعد أن انتهى الما م السيوطي من كتاب عمر إلى أبي موسى الشعري، لوقال دهذه قطعة من كتاب عمر، لودهي‬         ‫صريحة في المر بتتبع النظائر، لوحفظها ليقاس عليها ما ليس بمنقول -أي ليقاس ما ليس فيه نص على ما فيه نص-‬ ‫لوذلك ليثبت بالدليل النقلي لوالعقلي أن ال تعالى ختم الشرائع، لوالرسالت بشريعة نبيه محمد -صلى ال عليه لوسلم- فإنه‬  ‫سبحانه جعل رسالته صالحة لكل زمان لومكان، لونصوص الشريعة محصورة لومحدلودة، ل تفي بحوادثالناس المستجدة‬                                        ‫ ٍ‬  ‫التي ل تحد، لوأمور العبادة المستحدثة التي ل حصر لها، لوما دهو محصور، لومحدلود ل يفي بما دهو غير محصور، لول‬ ‫محدلود؛ فيجب التعرف على أحكا م المور المستحدثة عن طريق الجتهاد بقياسها على نظائردها، ألو توجيهها إلى تحقيق‬        ‫المصالح التي تهدف إليها الشريعة، لودراسة دهذه القواعد الفقهية؛ فهي السبيل، لوبدلون دهذا تصبح الشريعة جامدة غير‬                                                                                                                                        ‫متطورة؛ فل تصلح لكل زمان، لولكل مكان.‬                                                                                                                                                                     ‫ ٍ‬‫دهذا دهو ملخص مضمون كتاب عمر إلى أبي موسى الشعري، لوما فيه من فوائد يمكن أن نقف عليها. لوفي كتاب‬ ‫عمر إلى أبي موسى الشعري، أشار إلى أن من النظائر ما يخالف نظيره في الحكم لمدرك خاص، لولعلة خاصة؛ حيث‬                                                     ‫ ٍ‬        ‫قال: "فاعمد إلى أحبها إلى ال لوأشبهها بالحق" لودهذا ما يسمى بعلم الفرلوق؛ فهو يبين النظائر المتفقة صورة لومعنى،‬         ‫المختلفة حكما لوعلة، لوكتب في دهذا العلم الما م القرافي، لوله فيها كتاب قيم، لودهو الكتاب المسمى بالفرلوق، لوفي دهذا‬                                                                       ‫ ً‬                                                                                                                                                 ‫العلم ينبه، لويذكر بالفرق بين النظائر.‬                                                                                                                                                                        ‫دهل كل مجتهد مصيب‬        ‫لوفي كتاب عمر إلى أبي موسى أشار إلى مسألة دهامة جديرة بالبحث، لوالنظر يمكن أن نقف عنددها، لوأن نبينها‬             ‫في دهذه المحاضرة دهذه المسألة التي نريد أن نبينها، لودهي دهامة، لولها قدردها دهل كل مجتهد مصيب؟ حيث قال لبي‬                                                        ‫ ٍ‬             ‫موسى الشعري: "فيما ترى" أي فيما تظن، فنبه إلى أن المجتهد، إنما يكلف بما ظنه صوابا، لوليس عليه أن يدرك‬                                                   ‫ ً‬                       ‫الحق في نفس المر، لول أن يصل إلى اليقين، لوإلى أن المجتهد ل يقلد غيره، لوعلى ذلك؛ فكل مجتهد مصيب.‬              ‫لودهذا المذدهب قال به المزني، لوالشعري، لوالقاضي الباقلني، لوجمهور المتكلمين من الشاعرة لوالمعتزلة،‬             ‫لونسب دهذا القول إلى مالك، لودهؤلء قالوا جميعا: إن الحق في الظنيات -أي المور التي دهي محل الظن لوالجتهاد-‬           ‫ ً‬ ‫يتعدد -الحق يتعدد- لودهؤلء سموا بالمصوبة، لوالمراد بالصواب إصابة الحق في الواقع، لوفي نفس المر، فذدهبت طائفة‬
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩
خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩

Mais conteúdo relacionado

Mais procurados

السيرة الذاتية
السيرة الذاتيةالسيرة الذاتية
السيرة الذاتيةguestde5d41ce
 
قواعد اللغة العربية
قواعد اللغة العربيةقواعد اللغة العربية
قواعد اللغة العربيةMajdi Hwes
 
سلام من غزه
سلام من غزهسلام من غزه
سلام من غزهguestc1452c
 
اللواط فى الكنيسة الأرثوذكسية
اللواط فى الكنيسة الأرثوذكسيةاللواط فى الكنيسة الأرثوذكسية
اللواط فى الكنيسة الأرثوذكسيةguest68193ec1
 
مجموعة أكاذيب
مجموعة أكاذيبمجموعة أكاذيب
مجموعة أكاذيبguestd920d34d
 
الصراع بين ايران ودولة الامارات على جزر الخليج العربي
الصراع بين ايران ودولة الامارات على  جزر الخليج العربيالصراع بين ايران ودولة الامارات على  جزر الخليج العربي
الصراع بين ايران ودولة الامارات على جزر الخليج العربيguest3075e36
 
كتيب دليل للمربي
كتيب دليل للمربيكتيب دليل للمربي
كتيب دليل للمربيAbdulhadi Aloufi
 
ترجمة الإمام محمد بن عبد الوهاب
ترجمة الإمام محمد بن عبد الوهابترجمة الإمام محمد بن عبد الوهاب
ترجمة الإمام محمد بن عبد الوهابguestc82b1f0
 
اللوغاريتمات logarithms and power function
اللوغاريتمات logarithms and power functionاللوغاريتمات logarithms and power function
اللوغاريتمات logarithms and power functionSahab Construction
 
معايير المهارات التربوية
معايير المهارات التربويةمعايير المهارات التربوية
معايير المهارات التربويةS Z
 
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الأول
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الأولقراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الأول
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الأولسمير بسيوني
 
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامسقراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامسسمير بسيوني
 
اللائحة النهائية للمستفيدين من تغيير الإطار
اللائحة النهائية للمستفيدين من تغيير الإطاراللائحة النهائية للمستفيدين من تغيير الإطار
اللائحة النهائية للمستفيدين من تغيير الإطارAssoib Rachid
 
الحاوي في الطب الرازي
الحاوي في الطب الرازيالحاوي في الطب الرازي
الحاوي في الطب الرازيWael Sharba
 

Mais procurados (19)

السيرة الذاتية
السيرة الذاتيةالسيرة الذاتية
السيرة الذاتية
 
قواعد اللغة العربية
قواعد اللغة العربيةقواعد اللغة العربية
قواعد اللغة العربية
 
الاســم
الاســمالاســم
الاســم
 
سلام من غزه
سلام من غزهسلام من غزه
سلام من غزه
 
اللواط فى الكنيسة الأرثوذكسية
اللواط فى الكنيسة الأرثوذكسيةاللواط فى الكنيسة الأرثوذكسية
اللواط فى الكنيسة الأرثوذكسية
 
مجموعة أكاذيب
مجموعة أكاذيبمجموعة أكاذيب
مجموعة أكاذيب
 
الصراع بين ايران ودولة الامارات على جزر الخليج العربي
الصراع بين ايران ودولة الامارات على  جزر الخليج العربيالصراع بين ايران ودولة الامارات على  جزر الخليج العربي
الصراع بين ايران ودولة الامارات على جزر الخليج العربي
 
كتيب دليل للمربي
كتيب دليل للمربيكتيب دليل للمربي
كتيب دليل للمربي
 
ترجمة الإمام محمد بن عبد الوهاب
ترجمة الإمام محمد بن عبد الوهابترجمة الإمام محمد بن عبد الوهاب
ترجمة الإمام محمد بن عبد الوهاب
 
Doc1 taki
Doc1 takiDoc1 taki
Doc1 taki
 
اللوغاريتمات logarithms and power function
اللوغاريتمات logarithms and power functionاللوغاريتمات logarithms and power function
اللوغاريتمات logarithms and power function
 
معايير المهارات التربوية
معايير المهارات التربويةمعايير المهارات التربوية
معايير المهارات التربوية
 
Student
StudentStudent
Student
 
Laminar Inviscid
Laminar InviscidLaminar Inviscid
Laminar Inviscid
 
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الأول
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الأولقراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الأول
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الأول
 
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامسقراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
 
اللائحة النهائية للمستفيدين من تغيير الإطار
اللائحة النهائية للمستفيدين من تغيير الإطاراللائحة النهائية للمستفيدين من تغيير الإطار
اللائحة النهائية للمستفيدين من تغيير الإطار
 
2ع2
2ع22ع2
2ع2
 
الحاوي في الطب الرازي
الحاوي في الطب الرازيالحاوي في الطب الرازي
الحاوي في الطب الرازي
 

Semelhante a خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩

صحيح مسلم1
صحيح مسلم1صحيح مسلم1
صحيح مسلم1HELMIAYADI
 
هوكى الميدان
هوكى الميدانهوكى الميدان
هوكى الميدانguestde5d41ce
 
الحاخامات
الحاخاماتالحاخامات
الحاخاماتguest87d612
 
اليهود وغير اليهود
اليهود وغير اليهوداليهود وغير اليهود
اليهود وغير اليهودguest87d612
 
روش ساخت بادبادك جعبه اي
روش ساخت بادبادك جعبه ايروش ساخت بادبادك جعبه اي
روش ساخت بادبادك جعبه ايguest4e53a3
 
بروتوكولات حكماء صهيون
بروتوكولات حكماء صهيونبروتوكولات حكماء صهيون
بروتوكولات حكماء صهيونguest87d612
 
مبادئ صهيونية
مبادئ صهيونيةمبادئ صهيونية
مبادئ صهيونيةguest87d612
 
التجارة الالكترونية
التجارة الالكترونيةالتجارة الالكترونية
التجارة الالكترونيةalabadi0
 
تاريخ+فلس..
تاريخ+فلس..تاريخ+فلس..
تاريخ+فلس..haithamo
 
العادات العشر للشخصية الناجحة
العادات العشر للشخصية الناجحةالعادات العشر للشخصية الناجحة
العادات العشر للشخصية الناجحةMohammed Algarni
 
كشف اسماء مركز المعلومات
كشف اسماء مركز المعلوماتكشف اسماء مركز المعلومات
كشف اسماء مركز المعلوماتguest551d24
 
مهارتي دورة العصف الذهني 3
مهارتي دورة العصف الذهني 3مهارتي دورة العصف الذهني 3
مهارتي دورة العصف الذهني 3maharty
 
سؤال يحيرني
سؤال يحيرنيسؤال يحيرني
سؤال يحيرنيguest3075e36
 
سؤال يحيرني
سؤال يحيرنيسؤال يحيرني
سؤال يحيرنيguest3075e36
 
خبر عن حفل أحمد فتحى بدار الأوبرا المصرية ..1 مارس 2009
خبر عن حفل أحمد فتحى بدار الأوبرا المصرية ..1 مارس 2009خبر عن حفل أحمد فتحى بدار الأوبرا المصرية ..1 مارس 2009
خبر عن حفل أحمد فتحى بدار الأوبرا المصرية ..1 مارس 2009Ahmed Fathi
 
شجر المصير
شجر المصيرشجر المصير
شجر المصيرguestf59569
 
شجر المصير
شجر المصيرشجر المصير
شجر المصيرguestf59569
 
العادات العشر للشخصية الناجحة
العادات العشر للشخصية الناجحةالعادات العشر للشخصية الناجحة
العادات العشر للشخصية الناجحةMohammed Algarni
 
اللواط فى الكنيسة الأرثوذكسية
اللواط فى الكنيسة الأرثوذكسيةاللواط فى الكنيسة الأرثوذكسية
اللواط فى الكنيسة الأرثوذكسيةguest68193ec1
 

Semelhante a خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩ (20)

صحيح مسلم1
صحيح مسلم1صحيح مسلم1
صحيح مسلم1
 
هوكى الميدان
هوكى الميدانهوكى الميدان
هوكى الميدان
 
مجلد 1
مجلد 1مجلد 1
مجلد 1
 
الحاخامات
الحاخاماتالحاخامات
الحاخامات
 
اليهود وغير اليهود
اليهود وغير اليهوداليهود وغير اليهود
اليهود وغير اليهود
 
روش ساخت بادبادك جعبه اي
روش ساخت بادبادك جعبه ايروش ساخت بادبادك جعبه اي
روش ساخت بادبادك جعبه اي
 
بروتوكولات حكماء صهيون
بروتوكولات حكماء صهيونبروتوكولات حكماء صهيون
بروتوكولات حكماء صهيون
 
مبادئ صهيونية
مبادئ صهيونيةمبادئ صهيونية
مبادئ صهيونية
 
التجارة الالكترونية
التجارة الالكترونيةالتجارة الالكترونية
التجارة الالكترونية
 
تاريخ+فلس..
تاريخ+فلس..تاريخ+فلس..
تاريخ+فلس..
 
العادات العشر للشخصية الناجحة
العادات العشر للشخصية الناجحةالعادات العشر للشخصية الناجحة
العادات العشر للشخصية الناجحة
 
كشف اسماء مركز المعلومات
كشف اسماء مركز المعلوماتكشف اسماء مركز المعلومات
كشف اسماء مركز المعلومات
 
مهارتي دورة العصف الذهني 3
مهارتي دورة العصف الذهني 3مهارتي دورة العصف الذهني 3
مهارتي دورة العصف الذهني 3
 
سؤال يحيرني
سؤال يحيرنيسؤال يحيرني
سؤال يحيرني
 
سؤال يحيرني
سؤال يحيرنيسؤال يحيرني
سؤال يحيرني
 
خبر عن حفل أحمد فتحى بدار الأوبرا المصرية ..1 مارس 2009
خبر عن حفل أحمد فتحى بدار الأوبرا المصرية ..1 مارس 2009خبر عن حفل أحمد فتحى بدار الأوبرا المصرية ..1 مارس 2009
خبر عن حفل أحمد فتحى بدار الأوبرا المصرية ..1 مارس 2009
 
شجر المصير
شجر المصيرشجر المصير
شجر المصير
 
شجر المصير
شجر المصيرشجر المصير
شجر المصير
 
العادات العشر للشخصية الناجحة
العادات العشر للشخصية الناجحةالعادات العشر للشخصية الناجحة
العادات العشر للشخصية الناجحة
 
اللواط فى الكنيسة الأرثوذكسية
اللواط فى الكنيسة الأرثوذكسيةاللواط فى الكنيسة الأرثوذكسية
اللواط فى الكنيسة الأرثوذكسية
 

Mais de Sof Wan

شرح ابن قاسم لمتن أبي شجاع
شرح ابن قاسم لمتن أبي شجاعشرح ابن قاسم لمتن أبي شجاع
شرح ابن قاسم لمتن أبي شجاعSof Wan
 
.متن أبي شجاع
.متن أبي شجاع.متن أبي شجاع
.متن أبي شجاعSof Wan
 
Ar 01 lessons_in_arabic_language
Ar 01 lessons_in_arabic_languageAr 01 lessons_in_arabic_language
Ar 01 lessons_in_arabic_languageSof Wan
 
شرح السنة للإمام البربهاري
شرح السنة للإمام البربهاريشرح السنة للإمام البربهاري
شرح السنة للإمام البربهاريSof Wan
 
أوائل الشهور القمرية هل يجوز إثباتها بالحساب الفلكي ؟
أوائل الشهور القمرية هل يجوز إثباتها بالحساب الفلكي ؟أوائل الشهور القمرية هل يجوز إثباتها بالحساب الفلكي ؟
أوائل الشهور القمرية هل يجوز إثباتها بالحساب الفلكي ؟Sof Wan
 
الأمثلة التصريفية
الأمثلة التصريفيةالأمثلة التصريفية
الأمثلة التصريفيةSof Wan
 
Tabel Nahwu 2
Tabel Nahwu 2Tabel Nahwu 2
Tabel Nahwu 2Sof Wan
 
Tabel Nahwu 1
Tabel Nahwu 1Tabel Nahwu 1
Tabel Nahwu 1Sof Wan
 
شرح الدروس المهمة لعامة الأمة
شرح الدروس المهمة لعامة الأمةشرح الدروس المهمة لعامة الأمة
شرح الدروس المهمة لعامة الأمةSof Wan
 
شرح الدروس المهمة لعامة الامة للشيخ عبد الكريم الخضير
شرح الدروس المهمة لعامة الامة للشيخ عبد الكريم الخضيرشرح الدروس المهمة لعامة الامة للشيخ عبد الكريم الخضير
شرح الدروس المهمة لعامة الامة للشيخ عبد الكريم الخضيرSof Wan
 
الدروس العامة لعامة الأمة لابن باز
الدروس العامة لعامة الأمة لابن بازالدروس العامة لعامة الأمة لابن باز
الدروس العامة لعامة الأمة لابن بازSof Wan
 
الدروس المهمة لعامة الأمة
الدروس المهمة لعامة الأمةالدروس المهمة لعامة الأمة
الدروس المهمة لعامة الأمةSof Wan
 
قراءة الفاتحة خلف الإمام
قراءة الفاتحة خلف الإمامقراءة الفاتحة خلف الإمام
قراءة الفاتحة خلف الإمامSof Wan
 
النحو الواضح للمرحلة الابتدائية. على الجارم ،مصطفي أمين2
النحو الواضح للمرحلة الابتدائية. على الجارم ،مصطفي أمين2النحو الواضح للمرحلة الابتدائية. على الجارم ،مصطفي أمين2
النحو الواضح للمرحلة الابتدائية. على الجارم ،مصطفي أمين2Sof Wan
 
النحو الواضح للمرحلة الابتدائية. على الجارم ،مصطفي أمين1
النحو الواضح للمرحلة الابتدائية. على الجارم ،مصطفي أمين1النحو الواضح للمرحلة الابتدائية. على الجارم ،مصطفي أمين1
النحو الواضح للمرحلة الابتدائية. على الجارم ،مصطفي أمين1Sof Wan
 
النحو الواضح للمرحلة الابتدائية . على الجارم ،مصطفي أمين3
النحو الواضح للمرحلة الابتدائية . على الجارم ،مصطفي أمين3النحو الواضح للمرحلة الابتدائية . على الجارم ،مصطفي أمين3
النحو الواضح للمرحلة الابتدائية . على الجارم ،مصطفي أمين3Sof Wan
 
جدول الامتحانات النهائية لبكالوريوس لفصل سبتنبير 2014 من مركز جوكجاكرتا
جدول الامتحانات النهائية لبكالوريوس لفصل سبتنبير 2014 من مركز جوكجاكرتاجدول الامتحانات النهائية لبكالوريوس لفصل سبتنبير 2014 من مركز جوكجاكرتا
جدول الامتحانات النهائية لبكالوريوس لفصل سبتنبير 2014 من مركز جوكجاكرتاSof Wan
 
المقدمة
المقدمةالمقدمة
المقدمةSof Wan
 
Kalender islam-ummulqura-2014
Kalender islam-ummulqura-2014Kalender islam-ummulqura-2014
Kalender islam-ummulqura-2014Sof Wan
 
Academic calendar sept2014
Academic calendar   sept2014Academic calendar   sept2014
Academic calendar sept2014Sof Wan
 

Mais de Sof Wan (20)

شرح ابن قاسم لمتن أبي شجاع
شرح ابن قاسم لمتن أبي شجاعشرح ابن قاسم لمتن أبي شجاع
شرح ابن قاسم لمتن أبي شجاع
 
.متن أبي شجاع
.متن أبي شجاع.متن أبي شجاع
.متن أبي شجاع
 
Ar 01 lessons_in_arabic_language
Ar 01 lessons_in_arabic_languageAr 01 lessons_in_arabic_language
Ar 01 lessons_in_arabic_language
 
شرح السنة للإمام البربهاري
شرح السنة للإمام البربهاريشرح السنة للإمام البربهاري
شرح السنة للإمام البربهاري
 
أوائل الشهور القمرية هل يجوز إثباتها بالحساب الفلكي ؟
أوائل الشهور القمرية هل يجوز إثباتها بالحساب الفلكي ؟أوائل الشهور القمرية هل يجوز إثباتها بالحساب الفلكي ؟
أوائل الشهور القمرية هل يجوز إثباتها بالحساب الفلكي ؟
 
الأمثلة التصريفية
الأمثلة التصريفيةالأمثلة التصريفية
الأمثلة التصريفية
 
Tabel Nahwu 2
Tabel Nahwu 2Tabel Nahwu 2
Tabel Nahwu 2
 
Tabel Nahwu 1
Tabel Nahwu 1Tabel Nahwu 1
Tabel Nahwu 1
 
شرح الدروس المهمة لعامة الأمة
شرح الدروس المهمة لعامة الأمةشرح الدروس المهمة لعامة الأمة
شرح الدروس المهمة لعامة الأمة
 
شرح الدروس المهمة لعامة الامة للشيخ عبد الكريم الخضير
شرح الدروس المهمة لعامة الامة للشيخ عبد الكريم الخضيرشرح الدروس المهمة لعامة الامة للشيخ عبد الكريم الخضير
شرح الدروس المهمة لعامة الامة للشيخ عبد الكريم الخضير
 
الدروس العامة لعامة الأمة لابن باز
الدروس العامة لعامة الأمة لابن بازالدروس العامة لعامة الأمة لابن باز
الدروس العامة لعامة الأمة لابن باز
 
الدروس المهمة لعامة الأمة
الدروس المهمة لعامة الأمةالدروس المهمة لعامة الأمة
الدروس المهمة لعامة الأمة
 
قراءة الفاتحة خلف الإمام
قراءة الفاتحة خلف الإمامقراءة الفاتحة خلف الإمام
قراءة الفاتحة خلف الإمام
 
النحو الواضح للمرحلة الابتدائية. على الجارم ،مصطفي أمين2
النحو الواضح للمرحلة الابتدائية. على الجارم ،مصطفي أمين2النحو الواضح للمرحلة الابتدائية. على الجارم ،مصطفي أمين2
النحو الواضح للمرحلة الابتدائية. على الجارم ،مصطفي أمين2
 
النحو الواضح للمرحلة الابتدائية. على الجارم ،مصطفي أمين1
النحو الواضح للمرحلة الابتدائية. على الجارم ،مصطفي أمين1النحو الواضح للمرحلة الابتدائية. على الجارم ،مصطفي أمين1
النحو الواضح للمرحلة الابتدائية. على الجارم ،مصطفي أمين1
 
النحو الواضح للمرحلة الابتدائية . على الجارم ،مصطفي أمين3
النحو الواضح للمرحلة الابتدائية . على الجارم ،مصطفي أمين3النحو الواضح للمرحلة الابتدائية . على الجارم ،مصطفي أمين3
النحو الواضح للمرحلة الابتدائية . على الجارم ،مصطفي أمين3
 
جدول الامتحانات النهائية لبكالوريوس لفصل سبتنبير 2014 من مركز جوكجاكرتا
جدول الامتحانات النهائية لبكالوريوس لفصل سبتنبير 2014 من مركز جوكجاكرتاجدول الامتحانات النهائية لبكالوريوس لفصل سبتنبير 2014 من مركز جوكجاكرتا
جدول الامتحانات النهائية لبكالوريوس لفصل سبتنبير 2014 من مركز جوكجاكرتا
 
المقدمة
المقدمةالمقدمة
المقدمة
 
Kalender islam-ummulqura-2014
Kalender islam-ummulqura-2014Kalender islam-ummulqura-2014
Kalender islam-ummulqura-2014
 
Academic calendar sept2014
Academic calendar   sept2014Academic calendar   sept2014
Academic calendar sept2014
 

خلاصة القواعد الفقهية ١ ٩

  • 1. ‫درس اللول لوالثاني: القواعد الفقهية‬ ‫التاريخ : الثلاثاء : 51 / أبريل / 9002‬ ‫عدد الزيارات : 094‬ ‫الدرس اللول: )الدهداف التي تتحقق من دراسة القواعد الفقهية لومعرفة النظائر(‬ ‫محاضرة ] ‪[ I‬‬ ‫1- الدهداف التي تتحقق من دراسة القواعد الفقهية‬ ‫تقريب الفرلوع الفقهية عن طريق ربطها بقواعددها الكلية‬ ‫الحمد ل رب العالمين، لوالصلة لوالسل م على أشرف المرسلين، لوإما م النبيين لورحمة ال للعالمين سيدنا محمد،‬ ‫لوعلى آله لوصحبه أجمعين، لوبعد:‬ ‫فبعون من ال لوتوفيقه نبدأ في شرح منهج مقرر القواعد الفقهية المستوى اللول للدراسات العليا، لونلقي الضوء‬ ‫ ٍ‬ ‫على الدهداف التي يمكن أن تتحقق من دراسة القواعد الفقهية، لودهذه الدهداف التي سوف تتحقق من دراسة القواعد‬ ‫الفقهية يمكن بيانها فيما يلي:‬‫فهي تقرب الفرلوع الفقهية عن طريق ربطها بقواعددها الكلية، مما يساعد على سرعة تذكردها، لواستحضاردها عند‬ ‫الحاجة إليها، دلون عناء، ألو طول بحث، لودهذا يساعد على استحضار الفرلوع الفقهية، لوبيان ذلك على الوجه التالي.‬ ‫ ٍ‬ ‫ ٍ‬ ‫تعريف القواعد الفقهية في اللغة:‬ ‫القواعد لغة: القواعد جمع قاعدة , لومعنى القاعدة: أصل الس لو أساس البناء، لوالقواعد الساس , لوقواعد البيت إساسه,‬‫لومنه قول ال تعالى:) لوإذا يرفع إبرادهيم القواعد من البيت لوإسماعيل ربنا تقبل منا (, لومنه قوله تعالى:) فأتى ال بنيانهم‬ ‫من القواعد(.‬ ‫قال الصفهاني : " القاعدة في اللغة : الساس لوكل ما يرتكز عليه الشيء فهو قاعدة لوتجمع على قواعد , لودهي أسس‬ ‫الشيء لو أصوله حسية كان ذلك الشيء كقواعد البيت . ألو معنويا كقواعد الدين لودعائمه .‬ ‫ ً‬ ‫القواعد اصطلحا:‬ ‫اختلف الفقهاء في تعريف القاعدة الفقهية .‬ ‫لوكان سبب دهذا الختلف : دهو اختلفهم في مفهومها دهل القاعدة قضية كلية ألو قضية أغلبية .‬ ‫فمن نظر إلى أن القاعدة دهي كلية عرفها بما يدل على ذلك حيث قالوا في تعريفها : القاعدة دهي :‬ ‫قال الجرجاني : القاعدة دهي : قضية كلية منطبقة على جميع جزئياتها .‬ ‫قضية كلية يتعرف منها أحكا م جزئياتها .‬ ‫حكم كلي ينطبق على جميع جزئياته ليتعرف أحكامها منه .‬ ‫لوغيردها من التعريفات المتقاربة لوالتي كانت متحدة لوإن اختلفت عباراتها حيث تفيد جميعها أن القاعدة دهي حكم ألو أمر‬ ‫كلي ألو قضية كلية تفهم منها أحكا م الجزئيات التي تندرج تحت موضوعها لوتنطبق عليها.‬ ‫لومن نظر أن القاعدة الفقهية قضية أغلبية نظرا لما يستثنى منها عرفها بأنها: حكم أكثري ل كلي ينطبق على أكثر‬ ‫جزئياته لتعرف أحكامها منه .‬ ‫لوقال في تهذيب الفرلوق : لومن المعلو م أن أكثر قواعد الفقه أغلبية.‬ ‫لوالقواعد الفقهية اصطلحا ـ عند صاحب الكتاب المقرر ـ: أصول فقهية كلية في نصوص موجزة دستورية،‬ ‫ ٍ‬ ‫تتضمن أحكاما تشريعة عامة في الحوادث التي تدخل تحت موضوعها، لودهذه القواعد تمتاز بمزيد النجاز في صيانتها‬ ‫ ً‬ ‫ ً‬ ‫على عمو م معنادها، لوسعة استيعابه في الفرلوع الجزئية.‬ ‫تعريف القواعد الصولية:‬ ‫دهي القواعد التي يتوصل بها المجتهد إلى استنباط الحكا م الشرعية العملية من الدلة التفصيلية.‬ ‫الفرق بين القواعد الصولية لوالقواعد الفقهية:‬ ‫القواعد الصولية : دهي المعايير التي يلتز م بها الفقيه لستنباط الحكا م الشرعية من‬ ‫1.‬ ‫أدلتها التفصيلية‬ ‫أما القواعد الفقهية فهي مبادئ عامة في الفقه تتضمن أحكاما عامة تنطبق على الوقائع لوالحوادث التي تدخل تحت‬ ‫موضوعها .‬ ‫2. القواعد الصولية دهي : قاعدة كلية تنطبق على جميع جزئياتها :‬ ‫كقاعدة : المر للوجوب : قاعدة كلية تنطبق على قول الشارع " لوأقيموا الصلة" لوعلى قوله " لوآتوا الزكاة" .‬
  • 2. ‫لوكقاعدة : النهي للتحريم . تنطبق على الكذب لوالسرقة لوالقذف لوالزنا . لوغيردها من الجزئيات .‬ ‫أما القاعدة الفقهية فهي أغلبية ينطبق الحكم على أكثر الجزئيات لوتوجد لها استثناءات .‬ ‫3.القاعدة الصولية تستخد م لستنباط الحكا م الشرعية العملية .‬ ‫أما القواعد الفقهية فهي مجموعة من الحكا م المتشابهة ترجع إلى علة لواحدة . لوغرضها تقريب المسائل لوتسهيلها .‬ ‫4. القاعدة الصولية : موجودة قبل الفرلوع .‬ ‫لنها القيود التي التز م بها الفقيه عند استنباطه .‬ ‫ككون ما جاء في القرآن مقدما على ما جاء في السنة .‬ ‫لونص القرآن أقوى من ظادهره .‬‫أما القاعدة الفقهية فهي متأخرة في الوجود الذدهني لوالواقعي عن الفرلوض لنها جمع لشتاتها لوربط بينها لوجمع لمعانيا .‬ ‫مم تصاغ القاعدة الفقهية؟‬ ‫فتصاغ القاعدة بكلمتين، ألو ببضع كلمات محكمة من ألفاظ العمو م؛ كلفظة المؤمنون في قوله‬ ‫ ٍ‬‫تعالى: )إنماالمؤمنون إخوة ( )الحجرات: من الية: 01(؛ لن صيغة الجمع المعرف تعم، لوكلفظ القو م، لوالردهط، لومن،‬ ‫ُنِ مَّ َ ِمْ نوُ ِمْ ُنِ نوُ َ ُنِ ِمْ َ ( ٌ‬ ‫لوما؛ فإن معنادها يقع على الجمع، لوإن كان لفظها مفردا.‬ ‫ ً‬ ‫لوأنواع ألفاظ العمو م مبينة في مبحث العا م)]1[(، لوالخاص في كتب أصول الفقه، لومن خلل التتبع لما قا م به‬ ‫العلماء من تعريف القاعدة، لوتحديدا لمعنادها الشرعي، لوما تهدف إليه.‬ ‫ ً‬ ‫تبين أن القاعدة قضية كلية يتعرف منها أحكا م جزئياتها، لوذلك مثل: المر؛ فإنه للوجوب حقيقة، لومثل: العلم‬ ‫نوُ‬ ‫ثابت ل تعالى، لوذلك يفيد عدة أمور:‬ ‫اللول: أن لوظيفة القاعدة دهي الكشف عن حكم الجزئيات التي يتحقق فيها معنى القاعدة، لويتحقق فيها مناطها.‬ ‫الثاني: أن من أدهم سمات القاعدة، لوما تهدف إليه العمو م لوالشمول، بحيث تشتمل على فرلوع كثيرة، ألو على‬ ‫جزئيات يتحقق فيها معنى القاعدة كاملة، لول تقتصر على جزئية محدلودة، لول فرلوع معهودة، بل دهي من السعة‬ ‫لوالعمو م بمكان.‬ ‫الثالث: أن القاعدة ل بد أن يكون لها مضمون تعبر عنه، لوموضوع تتنالوله، لودهو ما صرحت به عبارة الما م‬ ‫التفتازاني بقوله: ما تعرف منها أحكا م الجزئيات المندرجة تحت موضوعها، لودهذا ما يعبر عنه الصوليون بمناط‬ ‫القاعدة، لودهي ما ينبغي على الفقيه التحقق من لوجوده في الجزئية التي يريد تطبيق حكم القاعدة عليها.‬ ‫لولتوضيح تخريج الفرلوع على القاعدة نقول: طريق ذلك أن نأتي بتلك القاعدة على دهيئة قضية كلية، لونجعلها‬ ‫كبرى في قياس منطقي من الشكل اللول، بأن يكون موضوع تلك القاعدة محمول على المسألة في الصغرى، ثم نسلك‬ ‫ ً‬ ‫ ٍ‬ ‫طريق النتاج بحذف الحد اللوسط؛ فيحصل المطلوب، لومثال ذلك: أننا إذا أردنا أن نثبت النية للوضوء؛ فإننا‬ ‫نقول: الوضوء عبادة، لوكل عبادة تفتقر إلى نية، ينتج الوضوء يفتقر إلى نية، لومثال آخر، لودهو أن نقول: النافلة من‬ ‫الصلة عبادة، لوكل عبادة تفتقر إلى نية؛ فالنافلة تفتقر إلى نية، لودهكذا دلواليك.‬ ‫لوأما مجال العمل بهذه القاعدة؛ فإنه يتم بواسطتها القيا م بضبط الفقه ضبطا محكما لفرلوع الحكا م العملية‬ ‫ ً‬ ‫ ً‬ ‫بضوابط تبين -في كل زمرة من دهذه الفرلوع- لوحدة المناط،لوجهة ارتباط دهذه الفرلوع برابطة تجمعها -لوإن اختلفت‬‫موضوعاتها- لوأبوابها، فإننا -لوالمر كذلك- ل بد لنا من أن نتعرف على معنى الفقه؛ فهو المجال الواسع، لودهو المصدر‬ ‫اللول لنشأة علم القواعد؛ حيث قد بدأ تدلوين الحكا م الشرعية بالطريقة الفرعية على حسب الواقعات نقل عن الرسول‬ ‫ ً‬ ‫-صلى ال عليه لوسلم- مما قضى فيه، ألو استنباطا من نصوص الكتاب لوالسنة لودللتها، لوما عرفوا من مقاصد‬ ‫ ً‬ ‫الشريعة من عبادات، لومعاملت، لونحودهما كالصلة، لوالزكاة، لوالنكاح، لوالطلق، لوالبيع، لوالرحمة،‬ ‫لوالقضاء، لوالجهاد، لوالميراث، لوالوصية، لوالوطء، لوغير ذلك، ففي كل باب من أبواب الفقه تدلون المسائل لوالحكا م‬ ‫ ٍ‬ ‫المتعلقة به مقرلونة بعللها، لوأحكامها المنصوصة، ألو المستنبطة؛ لكي يرجع إليها الفقيه، لودهو يريد أن يتعرف على‬ ‫الحكا م، لوأن يتفقه في الدين، لويعرف أحكامه العملية.‬ ‫ضبط دهذه الفرلوع بضوابط لوقوانين في شكل مجموعات‬ ‫لوإذا كان بكل حكم علة بني عليها؛ فإن الحكا م تبنى على عللها، لوإل كان تحكما ل تشريعا، لوكان كثير من‬ ‫ ً‬ ‫ ً‬ ‫ ٍ‬ ‫الحكا م -لوإن اختلفت أبوابها التي ترجع إليها- تجمعها علةلواحدة، يحكم فيها جميعا؛ كان ل بد من التدلوين اللولي‬ ‫مَّ‬ ‫ ً‬ ‫للمسائل لوالحكا م، لوأن يقو م في لوقت لحق -الفقيه- بتجميع لتلك العلل الجامعة، لويبرز بها لويتجلى المعنى الذي يجمع‬ ‫ ٍ‬‫بين تلك المسائل في حكم من الحكا م، لوإن كانت من أبواب شتى؛ فقد تقرر مثل أن من شك في بقاء لوضوءه، ألو زلواله‬ ‫ ً‬ ‫ ٍ‬ ‫اعتبر متوضئا، لوجاز له أن يصلي بهذا الوضوء ما لم يتيقن من حدلوث ناقض لوضوئه، لومن ادعى نا على آخر،‬ ‫ ً‬ ‫دي ً‬ ‫ ٍ‬ ‫ ً‬ ‫لوالمدعى عليه منكر له، لوليس للمدعي بينة تثبت دعواه؛ اعتبر المدعى عليه بريئا غير مدين له بما يدعي عليه إلى أن‬ ‫ ً‬ ‫يثبت شغل ذمته، لوإذا زعم البائع، ألو المشتري أنه قد رضي بالعيب الذي ظهر في المبيع بعد شرائه؛ فسقط حقه في‬ ‫الرد بالعيب، لوالمشتري ينكر لوقوع الرضا منه؛ فله ردالمبيع ما لم يثبت البائع رضاه بالعيب؛ فالعلة الجامعة في دهذه‬
  • 3. ‫المسائل الثلث: دهي أن المر الثابت المتيقن في لوقت ما لم يحكم بزلواله بمجرد الحتمال، بل ل بد لزلواله أن يثبت‬ ‫السبب المزيل له، لوإل كان اعتباره باقيا مستمرا دهو الواجب.‬ ‫ ً‬ ‫ ً‬ ‫لودهذه العلة الجامعة التي تبدلوا للفقيه تكون رباطا مشتركا بين دهذه المسائل، لوبين كثير من أمثالها قد ألوحت إلى‬ ‫ ٍ‬ ‫ ً‬ ‫ ً‬ ‫الفقيه أن يفكر في صياغة قاعدة تجمع بين دهذه الفرلوع؛ فادهتدى الفقيه إلى قاعدة: اليقين ل يزلول بالشك، لوكانت دهذه‬ ‫القاعدة من أمهات القواعد الفقهية الحاكمة فيما ل يحصى من المسائل، لوالوقائع من مختلف البواب الفقهية، لوصارت‬ ‫دهذه القاعدة ركيزة ثابتة في مراكز القضاء أما م كل قاض.‬ ‫ ٍ‬ ‫ ً‬ ‫قال في )الشباه لوالنظائر( للما م السيوطي: دهذه القاعدة -لودهي قاعدة اليقين ل يزلول بالشك- تدخل في جميع‬ ‫أبواب الفقه، لوالمسائل المخرجة عليها تبلغ ثلثة أرباع الفقه ألو أكثر.‬ ‫لودهكذا تم تجميع القواعد الفقهية على أيدي الفقهاء على مراحل زمنية، كلما اكتشف بعضهم رابطة من دهذه‬‫الرلوابط المشتركة بين العديد من المسائل ترتب عليها حكم لواحديجمعها، لولول دهذه القواعد لبقيت الحكا م الفقهية فرلوعا‬ ‫ ً‬ ‫مشتتة قد تتعارض ظوادهردها، دلون أصول تمسك بها لوتعين اتجادهاتها التشريعية.‬ ‫نوُ َ‬ ‫لوقد أشار إلى دهذه الدهمية للقواعد الفقهية العلمة الشهاب القرافي في مقدمة كتابه )الفرلوق( أشار إليها بقوله:إن‬ ‫الشريعة المحمدية اشتملت على أصول لوفرلوع،لوأصول دهذه الشريعة اثنان؛‬ ‫أما أحددهما: فهو المسمى بأصول الفقه، لوأغلب مباحثه في قواعد الحكا م الناشئة عن اللفاظ، كدللة المر على‬ ‫الوجوب، لودللة النهي على التحريم، لوصيغ الخصوص العمو م، لوما يتصل بذلك كالنسخ لوالترجيح، تلك دهي‬ ‫أصوللفقه.‬ ‫لوثانيهما: القواعد الكلية الفقهية، لودهي جليلة القدر، كثيرة النفع لها من فرلوع الحكا م ما ل يحصى، لودهذه القواعد‬ ‫مهمة في الفقه، عظيمة النفع، لوبقدر الحاطة بهايعظم قدر الفقيه، لوتتضح له منادهج الفتوى، لومن أخذ بالفرلوع الجزئية،‬ ‫دلون القواعد الكلية؛ تناقضت عليه تلك الفرلوع لواضطربت، لواحتاج إلى حفظ الجزئيات لندراجها في الكليات، لوتناسب‬ ‫عنده ما تضارب عند غيره.‬ ‫لول شك أن دراسة دهذه القواعد تؤدي أجل الخدمات للفقه، لوالفقهاء، فمن حيث نفعها للفقه تجعله دائم التجدد؛ فل‬ ‫تتحجر مسائل الفقه، لول تجمد قضاياه، لومن حيث نفعهاللفقهاء؛ فإنها تأخذ بأيديهم إلى أيسر السبل لستنباط الحكا م،‬ ‫لوضبطها بضوابط لوقوانين في شكل مجموعات على أساس اشتراك كل مجموع في العلل، ألو تجمعها لوحدة‬ ‫المناط، سواء اختلفت موضوعاتها لوأبوابها، ألو اتحدت.‬ ‫لوقال ابن رجب في بيان أدهداف القواعد الفقهية: إنهاتنظم منثور المسائل في سلك لواحد، لوتقيد به الشوادهد،‬ ‫لوتقرب على الفقيه كل متباعد. دهذا ما قاله ابن رجب في أدهداف دراسة القواعد.‬ ‫لوقال الزركشي: إن ضبط المور المنتشرة المتعددة في القوانين المتحدة دهو ألوعى لحفظها، لوأدعى لضبطها،‬ ‫لوذلك ل يتأتى إلى عن طريق القواعد؛ لوذلك لن علم الفقه بحوره زاخرة، لورياضه ناضرة، لونجومه ظادهرة، لوأصوله‬ ‫ثابتة مقررة، لوفرلوعه نابتة محررة، ل يفنى بكثرة النفاق كنزه، لول يبلى على طول الزمان عزه، لوالفقهاء نوعوا‬ ‫دهذا الفقه فنونا، لوأنواعا، لوتطالولوا في استنباطه يدا لوباعا، لوكان من أجل أنواعه: معرفة نظائر الفرلوع لوأشبادهها،‬ ‫ ً‬ ‫ ً‬ ‫ ً‬ ‫ ً‬ ‫لوضم المفردات إلى أخواتها لوأشكالها، لودهذا دليل على أن الفرلوع تزيد لوتكثر خلل العصور بتجدد الحوادث لوالمسائل؛‬ ‫فإن مسائل الفقه ل تنحصر، لويستحيل على الفقيه حفظها لواللما م بها بدلون سلوك طريق القواعد الفقهية الكلية؛ لنتلك‬ ‫القواعد سهلة الحفظ بعيدة النسيان، لومتى ذكردها استحضر عددا كبيرا من الفرلوع المندرجة تحت القاعدة.‬ ‫ ً‬ ‫ ً‬ ‫لول بد لنا -في دهذا المقا م- من أن نعرف الفقه الذي دهو أصل نشأة القواعد، تعريف الفقه مهم في بيان القواعد‬ ‫الفقهية، لولمعرفة الشباه لوالنظائر، لوحتى يمكن لنا لوضعتعريف بالفقه نقول: الفقه في أشهر معانيه في اللغة: دهو العلم‬ ‫ ٍ‬ ‫لوالفهم، سواء أكان فهما للشياء الواضحة، أ م كان فهما للشياء الدقيقة، لوعلى دهذا المعنى يصح أن يقال: فقهت أن‬ ‫ ً‬ ‫ ً‬ ‫السماء فوقنا، كما يصح أن يقال: فقهت النحو؛ فإن كل منهما يصح أن يطلق عليه لفظ الفقه لحصول الفهم، لوالفقه‬ ‫ ً‬‫-بالكسر- لورد في لسان العرب: العلم بالشيء لوالفهم له، لوغلب على علم الدين لسيادته لوشرفه، لوفضله على سائر أنواع‬ ‫العلم، لوقيل: الفقه في الصل: الفهم، لوقال الما م الرازي -رحمه ال- تعالى إن الفقه دهو فهم غرض المتكلم من كلمه،‬ ‫سواء أكان الغرض لواضحا، أ م يا.‬ ‫خف ً‬ ‫ ً‬ ‫ ً‬ ‫لوأشهر ما قيل في تعريف الفقه دهو التعريف الذي لوضعه الما م البيضالوي؛ حيث عرفه بقوله: الفقه العلم‬ ‫بالحكا م الشرعية العملية المكتسبة من أدلتها التفصيلية،لومن دهذا يتضح من تعريف الفقه تعريفا اصطلحيا المور‬ ‫ ً‬ ‫ ً‬ ‫التية:‬ ‫ألول: أن مدلول الفقه محصور على الحكا م العملية من العبادات لوالمعاملت؛ فتخرج من مفهو م الفقه الحكا م‬ ‫ ً‬ ‫العتقادية لوالخلقية.‬ ‫ثانيا: أنه يشترط أن يكون العلم بهذه الحكا م عن طريق النظر لوالجتهاد في الدلة الشرعية؛ فخرج من مفهو م‬ ‫ ً‬ ‫الفقه الحكا م التي تؤخذ بالستدلل، لوالبحث،لوالجتهاد؛ فعلم المقلدين للحكا م ل يسمى فقه؛ لنه غير مكتسب عن‬
  • 4. ‫طريق النظر لوالستدلل، كما ل يسمى صاحبها فقيها؛ لولهذا قال الما م البيضالوي -رحمه ال-:الفقه دهو العلم بالحكا م‬ ‫ ً‬ ‫الشرعية العملية المكتسب من أدلتها التفصيلية.‬ ‫ثالثا: أن موضوع الفقه دهو أفعال المكلفين من حيث مطالبتهم بها؛ إما فعل كالصلة، لوإما تركا كالغصب، ألو‬ ‫ ً‬ ‫ ً‬ ‫ ً‬ ‫تخييرا كالكل.‬ ‫ ً‬ ‫دلور القواعد الفقهية في تكوين تصور عا م عن الفقه السلمي‬ ‫إذا عرفنا مضمون الفقه، لوالمجال الذي يدلور فيه، لوأنه يشمل الحكا م العملية، دلون الحكا م العتقادية‬ ‫لوالخلقية؛ فإننا ننتقل إلى جزئية في دهذه المحاضرة، لوإلى عنصرجديد من عناصردها، لودهذا العنصر دهو: دلور القواعد‬ ‫ ٍ‬ ‫الفقهية في تكوين تصور عا م عن الفقه السلمي:‬ ‫لولكي يكون ذلك محققا من خلل دراسة القواعد نقول: إذا كان تكوين الملكة الفقهية ضرلوريا بالنسبة‬ ‫ ً‬ ‫ ً‬ ‫للمتخصصين في الفقه؛ فإن تكوين التصور العا م للفقه لولموضوعاتهضرلوري كذلك للمتخصصين، لولغيردهم؛ لن علم‬ ‫الفقه دهو أكثر العلو م الشرعية مساسا بحياة الناس؛ إذ دهو علم الحلل لوالحرا م، لوفيه بيان حكم الشرع في تصرفات‬ ‫ ً‬ ‫النسان المختلفة، لوفي شتى مشكلت الحياة اليومية المتعلقة بجميع نواحي الحياة الخرلوية الدنيوية من سياسية،‬ ‫لواقتصادية، لواجتماعية، لوغيردها من أمور الحياة، لومن أمور الخرة؛ فهو يشمل الدنيا لوالخرة، لوينظم الحكا م، لوبه‬ ‫تتضح لوتعرف أحكامها.‬ ‫لولما كانت معرفة تلك الفرلوع تفصيلية تشق على المتخصصين بالفقه؛ فهي على غيردهم شاقة من باب ألولى؛‬ ‫لولهذا يصار إلى جمع الفرلوع المتشابهة في قواعد كلية، ألو تحت ضوابط فقهية، لوتقديمها إلى غير المتخصصين بهدف‬ ‫تكوين تصور عا م عن الفقه السلمي، لوإن الدهتما م بمثل دهذه الدراسات لقواعد الفقه الكلية تظهر مدى استيعاب الفقيه‬ ‫ ٍ‬ ‫من أحكا م، لومدى مراعاته للحقوق لوالواجبات، لوتسهل على غير المتخصصين بالفقه- تسهل عليهمالطلع على‬ ‫محاسن الشريعة، لوعلى حقيقة دهذا الدين، لويمكن له أن يعرف الحكا م الكثيرة من خلل دراسته لقواعد الفقه‬ ‫السلمي؛ فإنه إنما يشتمل على حلول جزئية،لوليس قواعد كلية؛ فمعرفة القواعد دهي السبيل إلى معرفة الجزئيات،‬ ‫ ٍ‬ ‫لوعلى ذلك فإن غير المتخصصين في الفقه كعلماء القانون الوضعي، لوعلماء القتصاد الجتماع، لوغيردهم تساعددهم‬ ‫القواعد الفقهية على الستقلل بأنفسهم في فهم النصوص الفقهية، لوفي البحث عن الحكا م الشرعية من مظانها،‬ ‫فالقانوني يحتاج إلى القواعد الفقهية لتفسير المواد القانونية المستمدة من الفقه السلمي كالقانون المدني، لوأما عالم‬ ‫القتصاد؛ فإنه يحتاج إليه كذلك لتفسير المواد التجارية المستمدة من الفقه السلمي، لومن نصوصهالمتعددة.‬ ‫لوالذين يطعنون، ألو يشككون في الشريعة اليو م، لويؤثرلون الخذ عن القانون الجنبي، لويعادلون التراث الفقهي‬ ‫دهؤلء لم يطلعوا بعد على ذخائر دهذه الشريعة، لوعلى كنوزدها، لولم يبالوا بما قاله الدكتور عبد الرزاق السنهوري -لودهو‬ ‫أحد كبار القانونيين- قال: لوإني زعيم بكم أن تجدلوا في ذخائر الشريعة السلمية من المبادئ لوالنظريات ما ل يقل في‬‫رقي الصياغة، لوفي إحكا م الصنعة عن أحدث المبادئ لوالنظريات لوأكثردها تقدما في الفقه الغربي؛ فهذه شهادة رجل من‬ ‫ ً‬ ‫رجال القانون لدقة ما أثر عن الفقهاء من أحكا م، لوما صاغوه من مسائل، لوما لوضعوه من قواعد دهي من الدقة لوالتقان‬ ‫نوُ‬ ‫بحيث تفوق ما لوصل إليه أدهل القانون لوالفقه الغربي في صياغاتهم، لوفي نظمهم.‬ ‫لومن دهذا ندرك مدى ما لهذا الفقه السلمي من أدهمية في حياة البشر؛ فهو ثرلوة تشريعية ضخمة، صالحة لن‬‫تسوس العالم من جديد، لودهذه حقيقة اعترف بها كثير من علماء الغرب من رجال القانون، لومن غير أدهل القانون أفرادا،‬ ‫ ً‬ ‫لوجماعات، لوالحق ما شهدت به العداء.‬ ‫معنى الشباه لوالنظائر‬ ‫إذا كان علم القواعد الفقهية -كما دهو معرلوف لدى العلماء المتخصصين- بأنه دهو علم الشباه لوالنظائر؛ فعلم‬‫القواعد دهو علم الشباه لوالنظائر، لودهذا ما صرح به المامالسيوطي في كتابه المعرلوف )الشباه لوالنظائر( فل بد لنا من‬ ‫أن نعرف حقيقة الشباه لوالنظائر فما دهي الشباه لوالنظائر؟‬ ‫الشباه لوالنظائر: دهي المسائل، لوالفرلوع الفقهية المتشابهة من حيث اندراجها تحت أصل لواحد يجمع بينها في‬ ‫ ٍ‬ ‫ ٍ‬‫الحكم، لوقد لعبت القواعد الفقهية دلورا دهاما في تنظيمفرلوع الفقه بصفة عامة، لوفي التفقه، لواكتساب الملكة الفقهية، لوعلم‬ ‫ ً ً‬ ‫الفقه بصفة خاصة، بما تقو م به من تصوير بارع للمبادئ الفقهية، لوكشف لفاقها الواسعة، لوحصرلمسالكها المتشعبة،‬ ‫ ٍ‬ ‫ ٍ‬ ‫ ٍ‬ ‫ ٍ‬ ‫لوضبطها لفرلوع الحكا م العملية بضوابط لوقوانين في شكل مجموعات على أساس اشتراك كل مجموعة في العلل، ألو‬ ‫اشتراكها في أمر يجمعها تحت لوحدة المناط، سواء اختلفت موضوعاتها، لوأبوابها ألو اتحدت.‬ ‫لوقد عرف الما م السيوطي الشباه لوالنظائر بما يزيد دهذا المعنى لوضوحا فقال: اعلم أن فن الشباه لوالنظائر فن‬ ‫ ً‬ ‫عظيم به يطلع على حقائق الفقه لومداركه لومآخذه لوأسراره، لويتمهر في فهمه لواستحضاره، لويقتدر على اللحاق‬ ‫لوالتخريج، لومعرفة أحكا م المسائل التي ليست بمسطورة، لوالحوادث لوالوقائع التي ل تنقضي على ممر الزمان؛ لولهذا‬ ‫قال العلماء: الفقه معرفة النظائر، لوحتى نقف على فهم دهذا التعريف ل بد لنا من أن نلقي الضوءعليه، لوأن نشرحه‬ ‫شرحا لطيفا يناسب الحال.‬ ‫ ً‬ ‫ ً‬
  • 5. ‫نبه الما م السيوطي بقوله: اعلم على أن دهذا الفن، لودهو فن الشباه لوالنظائر ليس كغيره، بل إن دهذا الفن يحتاج‬ ‫إلى لوقفة تأمل؛ فهو فن دقيق، لويجمع فن على فنون، لوأفانين، لوأفنان، لومعنى دهذا أن علم الشباه لوالنظائر علم عظيم،‬ ‫لوأما الفنن؛ فهو الغصن قال تعالى:)ذلواتا أفنان ( )الرحمن 84(.‬ ‫ َ َ َ َ ِمْ َ ٍ‬ ‫لوالتنوين في قوله: فن دليل عظمة دهذا الفن، ثم أتى السيوطي بدليل آخر يدل على عظمة فن القواعد، لودهو في‬ ‫ ٍ‬ ‫قوله في التعريف: عظيم، فإن قوله: عظيم صيغة مبالغة، لودهذه اللفظة غنية عن التعريف لوالتوضيح، لوأما الفانين؛‬ ‫فهي أجناس الكل م، يقال: رجل يتفنن، لوذلو أفانين أن يأتي بضرلوب من الكل م، فالعبارات له طيعة منقادة، لوقوله‬ ‫فيالتعريف: الشباه؛ فإن الشباه جمع شبيه، لوالنظائر جمع نظير، لودهو من عطف المرادف؛ لن شبيه الشيء نظيره،‬ ‫لونظير الشيء شبيهه، لوالشباه دهي كل فرع فقهي بينه لوبين الخر لوجه شبه؛ فيتآخيان في لوجه الشبه، لويرتبطان بال م،‬ ‫ ٍ‬ ‫ ٍ‬ ‫لودهي القاعدة الكلية، لوكذلك الشأن في النظائر، لوبهذا يتم جمع الحوادث المتشابهة، المعبر عنها بالفرلوع، لويتم لوضعها‬ ‫تحت القاعدة الكلية، لومتى علمنا الشباه لوالنظائر؛ أمكننا النتقال منها إلى القاعدة الكلية.‬ ‫لوعلى دهذا؛ فل يمكننا الوصول إلى القاعدة الكلية، لوإلى معرفتها إل بعد معرفة الفرلوع المتشابهة المندرجة‬ ‫تحتها، لودهذه طريقة الحنفية، لودهي أمثل من طريقة الشافعية؛ لن طريقة الحنفية تنتقل بالدارس من الجزء إلى الكل،‬ ‫لومن المحسوس إلى المعقول، لودهذا دهو التدرج المعقول فالحنفية فرعوا، ثم قعدلوا، لوأما الشافعية؛ فإنهم قعدلوا،‬ ‫ثم فرعوا، فالوضوء عمل، لوالزكاة عمل، لوكل عمل يحتاج إلى نية؛ فينتج من دهذا أن كل عمل ل بد له من نية؛ فالنية‬ ‫دهي التي تجعل العمل صحيحا لومعتبرا في نظر الشارع.‬ ‫ ً‬ ‫ ً‬ ‫لوبهذا نكون قد انتهينا في دهذه المحاضرة إلى دهذه الجزئية لنواصل الحديث في بقية شرح التعريف في‬ ‫المحاضرة القادمة بإذن ال.‬ ‫لوال لولي التوفيق، لوالسل م عليكم لورحمة ال لوبركاته.‬ ‫محاضرة ] ‪[ II‬‬ ‫2- الفقه معرفة النظائر‬ ‫تابع معنى الشباه لوالنظائر‬ ‫الحمد ل رب العالمين، لوالصلة لوالسل م على أشرف المرسلين سيدنا محمد، لوعلى آله لوصحبه أجمعين، أما‬ ‫ ٍ‬ ‫بعد:‬‫فقد كنا -في المحاضرة السابقة- نشرح تعريف الشباه لوالنظائر للما م السيوطي، لوقد انتهينا إلى قوله: تعريف به‬ ‫يطلع على حقائق الفقه.‬ ‫لوأن دهذا دليل على أن علم الشباه لوالنظائر فن عظيم، لوعظمة دهذا الفن راجعة إلى الثر المترتب على دراسته؛‬ ‫فإن من يدرس القواعد الفقهية يستطيع أن يخرج عليها ما قد يحدث من المسائل، لول يقف عند حادثة إل لويجد لها حكما‬ ‫ ً‬ ‫ِّ‬ ‫شرعيا عن طريق اللحاق لوالتخريج، لوبهذا يتحقق له القدرة على التفريع؛ لنه أدرك لوجه الرتباط بين الفرلوع، لوما‬ ‫ ً‬ ‫تفرعت عنه، لوإنما قد م الجار لوالمجرلور في التعريف على متعلقه في قوله: به يطلع لفادة الحصر؛ فكأنه قال: به ل‬‫)]‬ ‫بغيره يطلع على حقائق الفقه، كما في قوله تعالىإياك نعبد -أي ل نعبد سواك- فتقديم المعمول على العامل تفيد الحصر‬ ‫2[(، لويطلع معناه يوقف لويعلم بالبناء للمجهول؛ حتى ل يكون دهذا العلم محجورا على بعض الناس، بل يتأتى لكل دارس‬ ‫ ً‬ ‫أن يطلع عليه ما دامت له القدرة على الطلع.‬ ‫لوأما حقائق العلم التي لورد ذكردها في التعريف،فالحقائق دهي المفادهيم الكلية المعبر عنها بالقواعد،فالقواعد الكلية‬ ‫قضايا كلية، يندرج تحتها جزئيات، يؤخذ حكمها من تلك القواعد، لودهي منطبقة على معظم جزئياتها غالبا، لوكذلك‬ ‫ ً‬ ‫الحكا م الجزئية، لودهي الفرلوع المرتبطة بأفعال المكلفين، لوالحقيقة استعمال اللفظ فيما لوضع له، لوحقيقة الشيء مادهيته،‬ ‫لوالمراد بالحقيقة دهنا: أحكا م الفقه الثابتة شرعا.‬ ‫ ً‬ ‫لوأما المدارك؛ فهي جمع مدرك -بضم الميم- لوالمراد به مكان الدراك، لومكان الدراك دهو الدلة، فالدليل مكان‬ ‫معنوي للحكم؛ فهو مكان اعتباري تشبيها للمر المعنويبالمر المحسوس.‬ ‫ ً‬ ‫لوأما قوله: لومآخذه؛ فهو عطف تفسير على المدارك؛ لن المدارك دهي المآخذ، لوالمآخذ دهي المدارك، لوالمآخذ‬ ‫مكان أخذ مكان الحكم من الدليل، لوأما السرار؛ فهي حكمةمشرلوعية الحكم الشرعي، لوالحكمة غير العلة؛ لن العلة‬ ‫مطردة، لوالحكمة غير مطردة؛ فهما مختلفان، لوالضمير في كل ما سبق يعود إلى علم الفقه، فعلم الشباه‬ ‫لوالنظائر يجعلنا نقف على حقائق الفقه، لومداركه، لومآخذه، لوأسراره؛ لولهذا كان نا عظيما -الذي دهو فن الشباه‬ ‫ ً‬ ‫ف ً‬ ‫ ً‬ ‫لوالنظائر- لولما كانت السرار دهي الحكم؛ فإن لكل حكم شرعي له حكمة تظهر من مشرلوعيته، يدركها العقل غالبا؛‬ ‫ ً‬ ‫ُنِ‬ ‫فمثل الحكمة من مشرلوعية العدة للمطلقة، ألو المتوفى عنها زلوجها دهي براءة الرحم، لوالحكمة من مشرلوعية الذان‬ ‫ ً‬ ‫العل م بدخول لوقت الصلة، لوالحكمة من خطبة الجمعة: توجيه المسلمين إلى ما ينفعهم في أمور الدين لوالدنيا معا.‬ ‫ ً‬
  • 6. ‫لودهناك من الحكا م ما يسمى بالحكا م التعبدية، لودهي التي ل يدرك لها علة، كالعدة بالنسبة للصغيرة التي ل‬ ‫تشتهي، إذا تزلوجت لوطلقت؛ فعليها العدة أيضا، لوكذلكالوضوء للصلة؛ فالحكمة فيه التعبد، لوليس للنظافة؛ لن فيه‬ ‫ ً‬ ‫مسح الرأس، لول تنظيف فيه.‬‫إذا عرفنا تعريف الشباه لوالنظائر، لوأحطنا بشرحه شرحا لطيفا؛ فإننا ننتقل إلى نقطة أخرى، لودهي تعريف العلة:‬ ‫ ً‬ ‫ ً‬ ‫لقد عرف المدي العلة بأنها: الوصف الباعث على الحكم، لوفسر الباعث على الحكم باشتمال الوصف على‬ ‫حكمة تصلح أن تكون مقصودة للشارع من شرع الحكم، مثل جلب المصلحة، ألو دفع المفسدة، لوالحكم يدلور مع علته‬ ‫لوجودا لوعدما؛ فمثل القتل العمد العدلوان علة لوجوب القصاص، لودهي علة مركبة من أجزاء دهي القتل، لوالعمد،‬ ‫ ً‬ ‫ ً‬ ‫ ً‬ ‫لوالعدلوان، لوكل جز ٍ على انفراد ل يوصف بالعلة، لولكن مجموع الجزاء يحكم عليه بأنه علة.‬ ‫ء‬ ‫لوالدلوران معناه: لوجود الحكم مع لوجود الوصف، لوانعدامه مع انعدا م الوصف، لوتوضيح ذلك: أن ال تعالى حين‬ ‫حر م الخمر حرمها لعلة دهي السكار؛ فتحريم الخمر مع السكار؛ فإن التحريم يوجد مع لوجود السكار، لوينتفي مع‬ ‫انتفاء السكار؛ فمثل التحريم يوجد في عصير العنب إذا أسكر، لوينعد م إذا زال السكار عنه بأن تخلل أي صار خل،‬ ‫ ً‬ ‫ ً‬‫لوتحريم تفاضل في الربويات مع الطعم في التحريم يوجد عند لوجود الطعم في المطعومات، لوينعد م عند انعدا م الطعم في‬ ‫غيردها كالحديد، لوالجبس؛ فل يحر م فيها التفاضل فالعلة تكون دائما مطردة، لوالحكمة ل تكون مطردة.‬ ‫ ً‬ ‫لوقوله -في التعريف-: لويتمهر في فهمه لواستحضاره بالبناء للمجهول؛ ليفيد العمو م، أي: يتمهر في علم الشباه‬ ‫لوالنظائر من يطلع عليه من إدراك ما جاء به، بمعنى أنيتمكن من إلحاق كل شبيه يستجد من الفرلوع بشبيهه في الحكم؛‬ ‫لولهذا قال -في التعريف-: لويقتدر على اللحاق لوالتخريج، أما اللحاق؛ فهو قياس مسألة استجدت على فرع مشابه لها‬ ‫ ٍ‬ ‫ ٍ‬ ‫مندرج تحت قاعدة؛ لتأخذ حكم ذلك الفرع، لوأما التخريج؛ فهو التيان بالمسألة التي استجدت، لولم يكن لها شبيه؛‬ ‫فنخرجها على القاعدة، فلو قيل -على سبيل المثال-: دهل الوضوء يحتاج إلى نية، فنقول: الوضوء عبادة، كل عبادة‬ ‫تحتاج إلى نية؛ فالوضوء يحتاج إلى نية.‬ ‫لوكذلك لو سئلنا عن استحقاق الخوة الشقاء الميراث مع الخوة ل م فنقول: استحقاق الخوة الشقاء اجتهاد،‬ ‫لوالجتهاد ل ينقض بالجتهاد؛ لوذلك لن عمر بن الخطاب قضى باشتراك الخوة الشقاء مع الخوة ل م في الثلث،‬ ‫لوقسمه بينهم بالتسالوي، ل فرق بين الذكر لوالنثى، كأنهم جميعا إخوة ل م، لولوافقه على ذلك زيد بن ثابت، لوجمع‬ ‫ ً‬ ‫منالصحابة، لوإليه مال مالك لوالشافعي، لوبه أخذ القانون المصري في مادته العاشرة.‬ ‫لودهناك تخريج آخر، لودهو تخريج الصحاب على أقوال الما م الشافعي، لوحقيقة دهذا التخريج أن يثبت الما م‬ ‫حكمين مختلفين لمسألتين متشابهتين، لولم يظهر ما يصلح للفرق بينهما؛ فيأتي الصحاب فينقلون حكم المسألة الثانية‬ ‫لللولى، لوينقلون حكم اللولى للثانية؛ فيحصل في كل مسألة حكمين: أحددهما للما م بالنص، لوالخر للصحاب‬ ‫بالتخريجعلى نص الما م، لودهذا النوع من التخريج عند الشافعية خاصة.‬ ‫لوبهذا التخريج لواللحاق يمكن معرفة أحكا م المسائل التي ليست بمسطورة، لودهي الحوادث التي تتجدد دائما؛ فإن‬ ‫ ً‬ ‫معرفة أحكا م دهذه المسائل يتوقف على معرفتنا بهذا العلم،لودهو علم الشباه لوالنظائر، المسمى بالقواعد الفقهية، إذ‬ ‫بواسطة معرفتنا بالتخريج على القواعد يمكن إثبات الفعال التي تصدر عن المكلفين، لودهي ل تتنادهى، لول تقف عند‬ ‫حد.‬ ‫فقوله -في التعريف-: لوالحوادث لوالوقائع التي ل تنقضي على ممر الزمان من عطف المرادف على ما سبق في‬ ‫قوله، لومعرفة أحكا م المسائل التي ليست بمسطورة، أي: دراستها بهذه القواعد من شأنها أن تجعلنا قادرين على إعطاء‬ ‫كل مسألة تجد حكما لها على مر الزمان؛ فل نقف عاجزين مكتوفي اليدي عندما يتطلب المر ذلك، لونحن على يقين‬ ‫ ً‬ ‫من أن أحكا م دهذه الشريعة الربانية الخالدة لم تضق يوما عن تلبية حاجات الناس كافة، لول لوقفت عقبة في سبيل تحقيق‬ ‫ ً‬ ‫مصلحة ألو عدالة، بل إن نصوص دهذه الشريعة قد لوسعت جميع الناس على اختلف أممهم، لوألوانهم، لومذادهبهم،‬ ‫لوبيئاتهم، لوأعرافهم، حينما استظلت أممشتى براياتها إبان عصوردها الذدهبية، لوعلى مدى قرلون عديدة ألوجد فقهاء‬ ‫المسلمين الحلول لكل مشكلة لونازلة، لوما حدثنا التاريخ قط أن المسلمين اضطرلوا إلى اللتجاء إلى تشريع آخر غير‬‫التشريع السلمي، بل كانوا كلما فتح ال أرضا؛ إل فتح الفقهاء أبوابا من الجتهاد، لوالستنباط، لوما لوقفوا عاجزين عن‬ ‫ ً‬ ‫ ً‬ ‫تقديم الحلول الفقهية على ضوء قواعدالشريعة لومقاصددها العامة، لورلوحها السمحة، لوقيمها العادلة الرشيدة.‬ ‫لومن ثم فقد نقل الما م السيوطي عن بعض أصحاب الشافعي قولهم: الفقه معرفة النظائر، كما قال رسول ال‬ ‫-صلى ال عليه لوسلم: )الحج عرفة فمن أدرك عرفة؛ فقد أدرك الحج( لودهو حديث صحيح رلواه الما م أحمد، لوكذلك‬ ‫من أدرك القواعد؛ فقد أدرك الفقه، لوحاز قصب السبق، لوأصبح فقيها يشار إليه بالبنان؛ فإن التفقه معرفة النظائر، فمن‬ ‫ ً‬ ‫عرف الشباه لوالنظائر المستجدة في فرلوع الفقه؛ فهوخليق بأن يوصف بأنه فقيه؛ فل يكون فقيها إلى بمعرفة النظائر؛‬ ‫ ً‬ ‫لنه بذلك أدرك لوجه الرتباط بين الفرلوع، لوما تفرعت عنه، أما من درس الفقه فرلوعا، لومسائل في المذادهب الفقهية،‬ ‫ ً‬ ‫دلون الربط بينها بواسطة القواعد لوالضوابط التي تجمعها، لومن غير أن تكون لديه الملكة الفقهية، لويقتصر على ذلك؛‬ ‫فقد ل يقدر، لودهو ل يقدر بالفعل على إثبات حكم لحادثة ليس لها نص في كتب الئمة.‬
  • 7. ‫الدليل على أن الفقه معرفة النظائر‬ ‫ننتقل بعد ذلك إلى إقامة الدليل على أن الفقه معرفة النظائر:‬‫لوفي كتاب الما م عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الشعري نجد الدليل على أن الفقه معرفة النظائر؛ حيث يقول‬ ‫السيوطي: لوقد لوجدت لذلك أصل من كل م عمر بن الخطاب، لوذكر الحديث، لونصه الذي كان قد أرسله عمر إلى أبي‬ ‫ ً‬ ‫موسى الشعري، لوذكر لهذا الحديث أسانيد عدة زيادة في قوة الرلواية؛ فإن دهذه الزيادات في السناد من شأنها أن‬ ‫يعطي الثقة الكاملة في صحة متن الحديث، لويدل كذلك على أن السنة قد نقلت نقل أمينا متواترا إلى المة، لوأن ال‬ ‫ ً‬ ‫ ً ً‬ ‫تعالى قيض لها رجال اتصفوا بالمانة لوالدقة، لوالعدالة، لوالضبط فاحتاطوا في نقلها، لودققوا في رلواياتها؛ لما علمه ال‬ ‫ ً‬ ‫أزل بأنه سيجيء من بعد ذلك أناس يطعنون في السنة، لويتكلمون فيها؛ فيقولون: ل يجب العمل إل بالقرآن؛ لنه ثابت‬ ‫ ً‬ ‫بطريق القطع لواليقين، لوأما السنة؛ فهي أخبار آحاد، لويجوز الكذب فيها؛ من أجل ذلك كان المسلمون في كل عصر‬ ‫حريصين على معرفة السنة، لوما فيها من أحكا م شرعية في العبادات، لوالمعاملت؛ لن السنة بيان لما جاء في القرآن؛‬ ‫فالقرآن فيه المجمل من اليات، لولم يأت بكل شيء، لوفيه الكثير مما يحتاج إلى بيان، لومهمة الرسول -صلى ال عليه‬ ‫لوسلم- بحكم رسالته أن يقو م بهذا البيان، كما قال تعالى لرسوله: }لوأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم( )النحل:‬ ‫ َ َ َ ِمْ َ ُنِ َ ِمْ َ ِّ ِمْ َ ُنِ نوُ َ ِّ َ ُنِ مَّ ُنِ َ نوُ ِّ َ ُنِ َ ِمْ ُنِ ِمْ‬ ‫من الية: 44(.‬ ‫لوعليه فيجب أن تكون العناية بالسنة تالية للعناية بالقرآن، لوإنما أطنب السيوطي في بيان سند دهذه الرلواية؛ لنه‬‫شكك فيها أناس، لوقالوا: إنها لم تصدر عن عمر بنالخطاب، لوأيد ذلك بعض الكاتبين بالقضاء في العصر الحديث فقالوا:‬ ‫إن نسبة دهذه الرلواية -كتاب عمر إلى أبي موسى الشعري- فيها كل م من ناحية صدلوردها عن عمر بن الخطاب، لوإن‬ ‫كانت من حيث المعنى سليمة لومسلمة؛ حيث أصبحت الن دستورا للقضاء في البلد الغربية لوالشرقية على حد سواء؛‬ ‫ ٍ‬ ‫ ً‬‫فكان دهذا الطناب -من جهة السند- لودهذه الرلواية من كتاب عمر إلى أبي موسى الشعري في القضاء؛ حتى ل نشك في‬ ‫نسبتها، لونقول: إن نسبتها إلى الما م عمر ثابت من طرق متعددة، لوبأسانيد صحيحة، لول يعقل أن ل تكون لها أصل،‬ ‫ ٍ‬ ‫لودهذا تما م إلما م لودفع شبهة.‬ ‫ ٍ‬ ‫لوقد أيد ابن القيم ذلك بقوله: دهذا كتاب جليل، تلقاه العلماء بالقبول، لوبنوا عليه أصول الحكم لوالشهادة، لوالحاكم‬ ‫لوالمفتي أحوج إليه، لوإلى تأمله، لوالتفقه فيه، فإن نسبته إلى عمر صحيحة إسنادا لومتنا، لول عبرة بما أثاره الظادهرية‬ ‫ ً‬ ‫ ً‬ ‫حول دهذا الكتاب من شكوك لومن ألودها م؛ فهم إنما أنكرلوه -أي الظادهرية- لنهم أنكرلوا القياس، لوأنكرلوا مع ذلك السند،‬ ‫ ٍ‬ ‫لوبالتالي جعلوا الرسالة مكذلوبة على عمر.‬ ‫لوقد طعن في متن دهذا الكتاب، لوفي سنده بعض المستشرقين، لوكان منهم جولد تسيهر، لوقد تصدى للرد عليه‬ ‫الدكتور حسن عبد القادر عليه -رحمة ال- عميد كلية الشريعة لوالقانون سابقا، لوذلك في كتابه )نظرة عامة في تاريخ‬ ‫ ً‬ ‫الفقه( كما تصدى له أيضا الدكتور البهي، لودهو أستاذ بكلية الشريعة لوالقانون -عليه رحمة ال- في كتابه )تاريخ القضاء‬ ‫ ً‬ ‫في السل م(.‬‫لوخطاب عمر في القضاء دها م لوطويل، لولكن السيوطي اختصره مكتفيا بذكر المناسب للموضوع، لودهو الستدلل‬ ‫ ً‬ ‫على أن الفقه معرفة النظر.‬ ‫إذا عرفنا ذلك، لودهو أن كتاب عمر إلى أبي موسى الشعري سنده ثابت؛ فإننا ننتقل بعد ذلك إلى بيان كتاب عمر‬ ‫إلى أبي موسى الشعري فنقول: يعتبر دهذا الكتاب دستورا في القضاء لوالتقاضي في السل م، كتبه أمير المؤمنين عمر‬ ‫ ً‬ ‫بن الخطاب إلى أبي موسى الشعري قال فيه:‬ ‫"من عبد ال عمر بن الخطاب أمير المؤمنين، إلى عبد ال بن قيس سل م عليك، أما بعد: فإن القضاء فريضة‬‫محكمة، لوسنة متبعة؛ فافهم إذا لولي إليك؛ فإنه ل ينفع تكلمبحق ل نفاذ له، آس بين الناس في لوجهك، لوعدلك، لومجلسك؛‬‫حتى ل يطمع شريف في حيفك، لول ييأس ضعيف من عدلك، البينة على المدعي، لواليمين على من أنكر، لوالصلح جائز‬ ‫بين المسلمين، إل صلحا أحل حراما، ألو ألو حر م حلل، ل يمنعك قضاء قضيته اليو م، راجعت فيه عقلك، لودهديت فيه‬ ‫ ً‬ ‫ ً‬ ‫ ً‬ ‫لرشدك أن ترجع إلى الحق؛ فإن الحق قديم، لومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل. الفهم الفهم في ما يختلج في‬ ‫صدرك، مما ليس في كتاب ال لوسنة رسوله. اعرف الشباه لوالمثال، ثم قس المور عندك؛ فاعمد إلى أحبها إلى‬ ‫ال لوأشبهها بالحق فيما ترى، لواجعل لمن ادعى حقا غائبا، ألو بينة غائبة أمدا ينتهي إليه؛ فإن أحضر بينته أخذت له‬ ‫ ً‬ ‫ ً‬ ‫ًّ‬ ‫حقه، لوإل استحللت عليه القضية؛ فإنه أنفى للشك لوأجلى للعمل، لوالمسلمون عدلول بعضهم على بعض إل مجلودا في‬ ‫ ً‬ ‫حد، ألو مجربا عليه شهادة زلور،ألو كان ظنينا في لولء ألو نسب؛ فإن ال تعالى تولى منكم السرائر، لودرأ‬ ‫ ً‬ ‫بالبينات لواليمان، لوإياك لوالقلق لوالضجر، لوالتأذي بالخصو م، لوالتنكر عند الخصومات؛ فإن القضاءفي مواطن الحق‬ ‫مما يوجب ال به الجر، لويحسن به الذخر، فمن خلصت نيته في الحق، لولو على نفسه؛ كفاه ال فيما بينه لوبين الناس،‬ ‫لومن تخلق للناس بما يعلم ال أنه ليسمن نفسه شانه ال لوعابه، فما ظنك بثواب عند ال -عز لوجل- في عاجل رزقه،‬ ‫ ٍ‬ ‫لوخزائن رحمته، لوالسل م عليك لورحمة ال".‬ ‫لودهذا دهو نص كتاب عمر إلى أبي موسى الشعري.‬
  • 8. ‫لوننتقل بعد ذلك إلى شرح لطيف إلى دهذا الكتاب؛ لنقف في دهذا الكتاب عند محل الشادهد، لودهو قوله لبي موسى:‬ ‫ ٍ‬ ‫"اعرف الشباه لوالمثال، ثم قس المور عندك؛ فاعمد إلىأحبها إلى ال لوأشبهها بالحق فيما ترى" فهذه المقولة‬ ‫تضمنت أسس القضاء، لوفيها إشارة إلى أن من النظائر ما يخالف نظيره في الحكم لمدرك خاص، لوليس كل‬ ‫النظائرالمتحدة في الصورة لوالعلة تأخذ حكما لواحدا؛ لن بعض النظائر تخالف النظائر الخرى؛ فل يغرنك اتحاد‬ ‫ ً‬ ‫ ً‬ ‫الصورة لوالشكل، فكأن الما م عمر أراد بهذا أن يقول لبي موسى الشعري: عليك يا أبا موسى أن تعرف الشباه‬ ‫لوالنظائر؛ كي توجد عندك ملكة لوحصيلة فقهية، يمكنك أن تعمل القياس متى عرفتها، فالقياس يترتب على معرفة‬ ‫الشبادهوالنظائر؛ فهو من عطف السبب، لوأشبادهها على المسبب رد أحبها؛ فالشبهية في الحق سبب في كون المر‬ ‫أحب إلى ال، لوليس عليه أن يصل إلى اليقين؛ فإن قوله: فيما ترى أي: فيما تظن، لوفيه إشارة إلى أمرين:‬ ‫اللول: أن المجتهد ل يكلف أن يصل إلى نفس الحق، لوإنما يكلف بما ظنه صوابا، لوالثاني: أن المجتهد ل يقلد‬ ‫ ً‬ ‫غيره من المجتهدين؛ لنه عدلول عن الراجح عنده إلىالقل رجحانا في نظره؛ لنه لوصل إلى الحق في رأيه، لولن‬ ‫ ً‬ ‫تقليده لغيره باطل عنده؛ فإن ما لوصل إليك حق في نظره، لوما لوصل إليه غيره باطل في نظره، فلو حكم برأي‬ ‫غيره يكون قد ترك رأي نفسه، لوكان حكمه بغير الحق، لوالحكم بغير الحق حكم باطل؛ فيكون باطل.‬ ‫ ً‬ ‫ثم إن الما م عمر أرشد أبا موسى الشعري إلى أمر آخر -في القضاء- يتعلق بإحضار البينة بالنسبة للمدعي فقال‬ ‫ ٍ‬ ‫له: "لواجعل لمن ادعى قا غائبا، ألو بينة غائبة أمدا ينتهي إليه؛ فإن أحضر بينته؛ أخذت له حقه، لوإل استحللت عليه‬ ‫ ً ً‬ ‫ ً‬ ‫ح ً‬ ‫ ً‬ ‫القضية" أي أن الذي يدعي نا غائبة، ألو بينة غائبة، فالقاضي يجعل له مدة ينتهي إليها، لوتقدر دهذه المدة بحسب نظر‬ ‫ ً‬ ‫عي ً‬ ‫ ً‬ ‫القاضي، لول يجوز إعطاءه مدة غير محددة، فإذا أحضر بينته في خلل المدة المضرلوبة؛ حكم له بها لوإل حكم عليه،‬ ‫فقوله: استحللت جواب الشرط، فإذا لم يحضر بينته، لوانتقل إلى اليمين، لوحكم بناء عليه، ثم أتى المدعي بالبينة حكم‬ ‫ ً‬ ‫له؛ لن الحكم في اللولى تبين خطؤه بكذب المدعى عليه؛ لولذلك فقد قال مبينا السبب في ضرب دهذه المدة بقوله: "فإنه‬ ‫ ً‬ ‫أنفى للشك، لوأجلى للعمى" أي أن ضرب المد لجل إحضار البينة، ألو العين الغائبة، فهذا أنفى للشك في قلوب‬ ‫المتخاصمين؛ لن تسرع القاضي في إصدار الحكا م سيرا على غير دهدى، لودهو ل يجوز شرعا، بل على القاضي أن‬ ‫ ً‬ ‫ ً‬ ‫يتريث في الحكم؛ حتى ل يحكم بغير الحق.‬ ‫ثم بين من تقبل شهادته فقال: "المسلمون عدلول بعضهم على بعض، إل مجلودا في حد، ألو مجربا عليه شهادة‬ ‫ ً‬ ‫ ٍ‬ ‫ ً‬ ‫زلور، ألو ظنينا في لولء ألو نسب، لودهذا معناه: أن العدالة شرط في الشادهد لقوله تعالى: )لوأشهدلوا ذلوى عدلمنكم (‬ ‫ َ َ ِمْ ُنِ نوُ َ َ َ ِمْ ٍ ُنِ ِمْ نوُ ِمْ‬ ‫)الطلق: من الية: 2( لوالمتهم غير عدل؛ لنه ل يطمأن إليه في حق نفسه؛ فكيف يطمأن إليه في حق غيره، لودهذا سر‬ ‫اشتراط العدالة في الشادهد، لوالعدالة ل تتحقق إل في مسلم عدل مجتنب للكبائر، غير مصر على الصغائر، مع اجتناب‬ ‫ ٍ‬ ‫ ٍ‬ ‫ما يخل بالمرلوءة، فكل مسلم بالنسبة للخر عدل، إل من قا م به مانع يمنع من الشهادة، لودهو أن يكون قد جرب عليه‬ ‫نوُ‬ ‫شهادة زلور، ألو جلد في حد؛ فل تقبل شهادته، ألو كان متهما في شهادته بأن كان في كنف من يشهد له، ألو منقطعا إليه‬ ‫ ً‬ ‫ ً‬ ‫ ٍ‬ ‫يناله نفع منه، لوكذلك شهادة القريب لقريبه ل تقبل؛ لوجود التهمة، لوتقبل بدلونها -لودهو الصحيح- فتقبل شهادة‬ ‫البن لبيه، لوالب لبنه فيما ل تهمة فيه. نص عليه الما م أحمد.‬ ‫لوأما شهادة أحددهما على الخر فنص أحمد -رضي ال عنه- على قبولها، لوقد دل عليه القرآن في قوله تعالى:)يا‬ ‫ ً‬ ‫أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء ل لولو على أنفسكم ألو ال َالدين لوالقربين( )النساء: من الية: 531(‬ ‫ َ هُّ َ مَّ ُنِ َ َ نوُ نوُ نوُ َ مَّ ُنِ َ ُنِ ِمْ ُنِ ِمْ ُنِ نوُ َ َ َ مَّ َ َ ِمْ َ َ َ نوُ ُنِ نوُ ِمْ َ ِمْو ُنِ َ ِمْ ُنِ َ َ ِمْ َ ُنِ َ‬ ‫ُنِ‬ ‫لوبعضهم أجاز شهادة أدهل الذمة بعضهم على بعض لقوله تعالى: )لوالذين كفرلوا بعضهم ألولياء بعض ( )النفال: من‬ ‫ َ مَّ ُنِ َ َ َ نوُ َ ِمْ نوُ نوُ ِمْ َ ِمُْنِ َ نوُ َ ِمْ ٍ‬ ‫الية: 37( فأثبت الولية على بعضهم بعضا، لودهي أعلى رتبة من الشهادة، لوإذا كان له أن يزلوج ابنته ألو أخته، لويليمال‬ ‫ ً‬ ‫لولده فقبول شهادته عليه ألولى لوأحرى.‬ ‫لوقد أجاز ال -سبحانه لوتعالى- شهادة الكفار على المسلمين في السفر في الوصية للحاجة إليها بقوله تعالى :)يا‬ ‫ َ‬ ‫ َ هُّ َ مَّ ُنِ َ َ نوُ َ َ َ نوُ َ ِمْ ُنِ نوُ ِمْ ُنِ َ َ َ َ َ َ َ نوُ ِمْ ِمْ َ ِمْ نوُ ُنِ َ ِمْ َ ُنِ مَّ ُنِ ِمْ َ ُنِ َ َ َ ِمْ ٍ ُنِ ِمْ نوُ ِمْ َ َ َ ُنِ ُنِ ِمْ َ ِمْ ُنِ نوُ ِمْ ُنِ ِمْ‬ ‫أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذلوا عدل منكم ألو آخران من غيركم إن‬ ‫ ٍ‬ ‫أنتمضربتمِمْ في الرض( )المائدة: من الية: 601( لومعلو م أن حاجتهم إلى قبول شهادة بعضهم على بعض أعظم بكثير‬ ‫ َ ِمْ نوُ ِمْ َ َ ِمْ نوُ ُنِ َ ِمْ ُنِ‬ ‫من حاجة المسلمين إلى قبول شهادتهم عليهم، فلو لم تقبل شهادة بعضهم على بعض لدى ذلك إلى تظالمهم، لوضياع‬ ‫حقوقهم، لوفي ذلك فساد كبير.‬‫ َ ُنِ ِمْ َ ِمْ ُنِ ِمْ ُنِ َ ُنِ َ ِمْ ُنِ ِمْ‬‫لوجوز الما م مالك شهادة الطبيب الكافر؛ حتى على المسلم للحاجة إلى ذلك لقوله تعالى: )لومن أدهل الكتاب من إن‬ ‫تأمنه بقنطار يؤده إليك ( )آل عمران: من الية: 57( فأخبر -سبحانه لوتعالى- أن من أدهل الكتاب من دهو مؤتمن على‬ ‫ َ ِمْ َ ِمْ نوُ ُنِ ُنِ َ ٍ نوُ َ ِّ ُنِ ُنِ َ ِمْ‬ ‫مثل دهذا القدر من المال، لول ريب يكون، مثل دهذا أمينا على قرابته لوذلوي مذدهبه ألولى.‬ ‫ ً‬ ‫ثم أردف الما م عمر ذلك بقوله: "فإن ال تعالى تولى منكم السرائر، لودرأ بالبينات لواليمان" أي درأ الحدلود‬ ‫بالبينات، لوباليمان في حالة عد م لوجود البينة، لوقوله في كتابه لبي موسى الشعري بعد ذلك: "فإن ال تعالى تولى‬ ‫السرائر" فذلك تعليم لكل ما أمضاه عمر لبي موسى، أي التز م بمقتضى دهذه اللوامر السابقة؛ لن ال تعالى يعلم‬ ‫السرائر، لول طريق لك لعلم السرائر؛ فقس الشباه لوالنظائر، لوأما الوقائع؛ فل يمكنك الوصول إليه؛ لن دهذا مختص به‬ ‫تعالى في مكنون علمه -عز لوجل.‬
  • 9. ‫لوأما قوله في تعريف، ألو في كتاب عمر لبي موسى: لودرأ، فمعناه: دفع فالدرء دهو الدفع، فمن أحضر البينة حكم‬ ‫له القاضي بها؛ لنهم يقولون: القاضي أسير البينة، ثم حذره من الضجر، لوالغضب، لوالقلق، لوالتأذي بالخصو م تحذيرا‬ ‫ ً‬ ‫شديدا؛ فل يتأذى القاضي بالخصو م -إذا رفع أحددهم صوته بين يديه، بل نصحه الما م عمر أن يكون حليما كريما رفيقا‬ ‫ ً‬ ‫ ً‬ ‫ ً‬ ‫ ً‬ ‫نا في معاملته للخصو م؛ لن عد م ترك التأذي بالخصو م يترتب عليه تفضيل أحد المتداعيين على الخر.‬ ‫لي ً‬ ‫ ً‬ ‫ثم حذره من عد م اطمئنان النفس، لورفض الخصومات، لوما يأتي به المدعي من أدلة إثبات الدعوى، كأن يقول‬‫للمدعي: من أين لك دهذا؟ لوكيف أخذت دهذا؟ فهذا من شأنه أن يضيع الحق على المتخاصمين؛ فل يجوز التنكر للمدعي،‬ ‫لول للمدعى عليه.‬ ‫لوأما الدعوى، فهي إخبار بحق للشخص على غيره،لوالشهادة إخبار بح ٍ للغير على الغير، لوبعد أن فرغ الما م‬ ‫ق‬‫عمر من تعليمه لبي موسى ما تقد م قال له يا أبا موسى: "إذا التزمت ذلك؛ كان لك الجر لوالشأن العظيم عند ال تعالى؛‬ ‫ َ‬ ‫فإن القضاء بالحق يعظم ال به الجر، لويحسن به الذخر" أي ما يدخره ال للنسان في الخرة، ثم حذره من الجبن متى‬ ‫صحت نيته، لوأقبل على نفسه بلزلومها الحق؛ فل يخاف في ال لومة لئم؛ لن ال كافيه، لولن ال راعيه، لولن ال‬ ‫حافظه لومؤيده، قال تعالى: )فسيكفيكهم ال لودهو السميع العليم ( )البقرة: من الية: 731( فإذا حفظ ما بينه لوبين ال؛‬ ‫ َ َ َ ِمْ ُنِ َ نوُ ِمْ مَّ َ نوُ َ مَّ ُنِ نوُ ِمْ َُنِ نوُ‬ ‫نوُ‬ ‫حفظ ال ما بينه لوبين الناس؛ فهو -سبحانه لوتعالى- يدفع عنه شر الخلق لوأذادهم؛ فل تمتد إليه أيدي الظالمين، فهو بهذا‬ ‫يريد أن يربط على قلب من يقول الحق، لوأن يثبته عليه؛ فل يجبن، لول يخاف.‬ ‫لوالواقع أن سيدنا عمر بهذه الوصايا، لوبهذه التعليمات في التقاضي، لوفي الحكم بين الناس قد أصاب الهدف،‬ ‫لوحقق الغرض؛ لن القاضي موقفه صعب، لوحرج، لوالحكم بين الناس يترتب عليه مصائب لوبليا، فأمره بكل ما سبق‬ ‫بيانه؛ فإن التز م به فال موله يتوله لويسدد خطاه، لويحفظه لويرعاه، ثم حذره من أن يتخلق للناس بخلق ليس من خلقه،‬ ‫لوأن يظهر لهم ما ليس من طبعه، لوما يتصف به في لواقع المر؛ فإن فعل ذلك عابه ال لوكشف أمره، لوأظهر حقيقته‬ ‫يوما، كما قال القائل:‬ ‫ ً‬ ‫)]3[(‬ ‫ َ َ ِمْ َ َ نوُ ِمْ ُنِ ِمْ َ ِمْ ُنِ ٍ ُنِ ِمْ َُنِ َ ٍ َُنِ ِمْ َ َ َ َ ِمْ َ َ َ مَّ ُنِ نوُ ِمْ َ ُنِ‬ ‫لومهما تكن عند امرئ من خليقة لوإن خالها تخفى على الناس تعلم‬ ‫لودهذا دهو معنى قوله في التعريف: لومن تخلق للناس بما يعلم أنه ليس من نفسه شانه ال لوعابه، قال ذلك في‬ ‫خطاب عمر لبي موسى الشعري؛ لولهذا قال: "فما ظنك بثوابعند ال -عز لوجل- في عاجل رزقه، لوخزائن رحمته"‬ ‫ ٍ‬ ‫يريد أن يقول له -بعد أن بينت لك كل ما تقد م، لوألزمتك الطريق السوي في فصل الخصومات بين الناس-: فما ظنك في‬ ‫موقفك من ال -عز لوجل- ل شك أنك ستكون سعيدا في الدنيا، لويرزقك ال قا با مباركا، لوفي دهذا ما يشير إلى أن‬ ‫ ً‬ ‫رز ً طي ً‬ ‫ ً ً‬ ‫ ً‬ ‫ َ َ ِمْ َ مَّ ُنِ مَّ َ ِمْ َ ِمْ َ نوُ‬ ‫من التز م العدل يرزقه ال لويجعل له من كل دهم فرجا، لومن كل ضيق مخرجا، كما قال تعالى: ) لومن يتق ال يجعل له‬ ‫ َ‬ ‫ ً‬ ‫ ٍ‬ ‫ ٍ ً‬ ‫مخرجا لويرزقه من حيث ل يحتسب( لولك خزائن رحمتي في الخرة، لوالسل م.‬ ‫ َ ِمْ َ ً َ َ ِمْ نوُ ِمْ نوُ ُنِ ِمْ َ ِمْ نوُ َ ِمْ َ ُنِ نوُ‬ ‫لوبعد أن انتهى الما م السيوطي من كتاب عمر إلى أبي موسى الشعري، لوقال دهذه قطعة من كتاب عمر، لودهي‬ ‫صريحة في المر بتتبع النظائر، لوحفظها ليقاس عليها ما ليس بمنقول -أي ليقاس ما ليس فيه نص على ما فيه نص-‬ ‫لوذلك ليثبت بالدليل النقلي لوالعقلي أن ال تعالى ختم الشرائع، لوالرسالت بشريعة نبيه محمد -صلى ال عليه لوسلم- فإنه‬ ‫سبحانه جعل رسالته صالحة لكل زمان لومكان، لونصوص الشريعة محصورة لومحدلودة، ل تفي بحوادثالناس المستجدة‬ ‫ ٍ‬ ‫التي ل تحد، لوأمور العبادة المستحدثة التي ل حصر لها، لوما دهو محصور، لومحدلود ل يفي بما دهو غير محصور، لول‬ ‫محدلود؛ فيجب التعرف على أحكا م المور المستحدثة عن طريق الجتهاد بقياسها على نظائردها، ألو توجيهها إلى تحقيق‬ ‫المصالح التي تهدف إليها الشريعة، لودراسة دهذه القواعد الفقهية؛ فهي السبيل، لوبدلون دهذا تصبح الشريعة جامدة غير‬ ‫متطورة؛ فل تصلح لكل زمان، لولكل مكان.‬ ‫ ٍ‬‫دهذا دهو ملخص مضمون كتاب عمر إلى أبي موسى الشعري، لوما فيه من فوائد يمكن أن نقف عليها. لوفي كتاب‬ ‫عمر إلى أبي موسى الشعري، أشار إلى أن من النظائر ما يخالف نظيره في الحكم لمدرك خاص، لولعلة خاصة؛ حيث‬ ‫ ٍ‬ ‫قال: "فاعمد إلى أحبها إلى ال لوأشبهها بالحق" لودهذا ما يسمى بعلم الفرلوق؛ فهو يبين النظائر المتفقة صورة لومعنى،‬ ‫المختلفة حكما لوعلة، لوكتب في دهذا العلم الما م القرافي، لوله فيها كتاب قيم، لودهو الكتاب المسمى بالفرلوق، لوفي دهذا‬ ‫ ً‬ ‫العلم ينبه، لويذكر بالفرق بين النظائر.‬ ‫دهل كل مجتهد مصيب‬ ‫لوفي كتاب عمر إلى أبي موسى أشار إلى مسألة دهامة جديرة بالبحث، لوالنظر يمكن أن نقف عنددها، لوأن نبينها‬ ‫في دهذه المحاضرة دهذه المسألة التي نريد أن نبينها، لودهي دهامة، لولها قدردها دهل كل مجتهد مصيب؟ حيث قال لبي‬ ‫ ٍ‬ ‫موسى الشعري: "فيما ترى" أي فيما تظن، فنبه إلى أن المجتهد، إنما يكلف بما ظنه صوابا، لوليس عليه أن يدرك‬ ‫ ً‬ ‫الحق في نفس المر، لول أن يصل إلى اليقين، لوإلى أن المجتهد ل يقلد غيره، لوعلى ذلك؛ فكل مجتهد مصيب.‬ ‫لودهذا المذدهب قال به المزني، لوالشعري، لوالقاضي الباقلني، لوجمهور المتكلمين من الشاعرة لوالمعتزلة،‬ ‫لونسب دهذا القول إلى مالك، لودهؤلء قالوا جميعا: إن الحق في الظنيات -أي المور التي دهي محل الظن لوالجتهاد-‬ ‫ ً‬ ‫يتعدد -الحق يتعدد- لودهؤلء سموا بالمصوبة، لوالمراد بالصواب إصابة الحق في الواقع، لوفي نفس المر، فذدهبت طائفة‬