التلوث الإشعاعي و المضاعفات الصحية لحروب الخليج - الإصدار : الأول - الطبعة : الأولى - الصفحات:133 - الحجم : 8.5*11 - سنة النشر 2015 إضـــــــــاءات ... هي سلسلة ملفات إلكترونية صممتها منظمة المجتمع العلمي العربي ليسلط كل منها الضوء على موضوع معين يهم الباحث و المتصفح العربي. نتمنى أن تجدوا فيها الفائدة و المتعة ــ ـــــــــ في هذا الملف نستعرض التلوث الاشعاعي في العراق و الآثار الصحية له، على أمل أن يحرك ذلك ساكناً و دعوة لاتخاذ إجراءات فورية و فاعلة على كافة المستويات الرسمية و العلمية و الشعبية و ندعو لعمل عربي مشترك لإنقاذ مستقبل أجيالنا. بعد مرور أكثر من اثني عشرة سنة على الحرب الهمجية التي قامت بها الولايات المتحدة و حلفاؤها على العراق، لا تزال آثار تلك الحرب الحاقدة على هذه الأمة تؤتي أُكلها، و مازال اليورانيوم المنضب يقذف سمّه من مناطق متعددة من العراق و ما حولها، سرطانات و تشوهات لأطفال ولدوا بعد انقضائها. اليورانيوم عنصر مشع و يوجد في مناطق متعددة من القشرة الأرضية، و قد ازداد الاهتمام به و البحث عنه بعد استخدامه كوقود لمحطات الطاقة النووية و استخدامه في الأسلحة. اليورانيوم المخضب يستخدم كذخيرة في القذائف الخارقة للدروع، و هو أقل اشعاعاً بحوالي 40% من اليورانيوم الطبيعي، و لكنه مع ذلك يشكل خطراً كبيراً على حياة و صحة الإنسان. لقد حددت منظمة الصحة العالمية (WHO) الجرعة المسموح تعرض الناس لها بمقدار 1 ميللي سيفرت في السنة، و لكن علماء البيئة استطاعوا قياس مستويات عالية من اليورانيوم في عينات من التربة من عدة مناطق في العراق. و قد ربطوا تلك القياسات و النتائج التي توصلوا إليها بالزيادة الكبيرة في أعداد المصابين بأمراض السرطان المسجلة في السجلات الوطنية للسرطان في العراق عامة و التي بدأ التسجيل فيها منذ 1975. و قد استنتجوا أن الحربين الدوليتين بقيادة الولايات المتحدة على العراق في عامي 1991 و 2003 و اللتين استخدمت فيهما قذائف اليورانيوم المخضب قد تركتا إرثاً وخيماً على صحة المدنيين العراقيين بشكل عام و بزيادة السرطانات و التشوهات الخلقية في المواليد بشكل خاص. و في تقرير لمنظمة الصحة العالمية يذكر أن معدل الإصابة بالسرطان لدى الأطفال و خاصة سرطان الدم في العراق أعلى بعشر مرات من نظيره في الدول الصناعية. كما حذروا من أن التلوث الاشعاعي للتربة يمكنه الانتشار بسهولة إلى مناطق مختلفة بفعل الرياح و الغبار، و هذا ليس مقتصراً على العراق بل و إلى الدول المجاورة. و الأمر لا يقتصر على اليورانيوم المخضب فحسب بل لقد استخدمت أنواع عديدة من ا
التلوث الإشعاعي و المضاعفات الصحية لحروب الخليج - الإصدار : الأول - الطبعة : الأولى - الصفحات:133 - الحجم : 8.5*11 - سنة النشر 2015 إضـــــــــاءات ... هي سلسلة ملفات إلكترونية صممتها منظمة المجتمع العلمي العربي ليسلط كل منها الضوء على موضوع معين يهم الباحث و المتصفح العربي. نتمنى أن تجدوا فيها الفائدة و المتعة ــ ـــــــــ في هذا الملف نستعرض التلوث الاشعاعي في العراق و الآثار الصحية له، على أمل أن يحرك ذلك ساكناً و دعوة لاتخاذ إجراءات فورية و فاعلة على كافة المستويات الرسمية و العلمية و الشعبية و ندعو لعمل عربي مشترك لإنقاذ مستقبل أجيالنا. بعد مرور أكثر من اثني عشرة سنة على الحرب الهمجية التي قامت بها الولايات المتحدة و حلفاؤها على العراق، لا تزال آثار تلك الحرب الحاقدة على هذه الأمة تؤتي أُكلها، و مازال اليورانيوم المنضب يقذف سمّه من مناطق متعددة من العراق و ما حولها، سرطانات و تشوهات لأطفال ولدوا بعد انقضائها. اليورانيوم عنصر مشع و يوجد في مناطق متعددة من القشرة الأرضية، و قد ازداد الاهتمام به و البحث عنه بعد استخدامه كوقود لمحطات الطاقة النووية و استخدامه في الأسلحة. اليورانيوم المخضب يستخدم كذخيرة في القذائف الخارقة للدروع، و هو أقل اشعاعاً بحوالي 40% من اليورانيوم الطبيعي، و لكنه مع ذلك يشكل خطراً كبيراً على حياة و صحة الإنسان. لقد حددت منظمة الصحة العالمية (WHO) الجرعة المسموح تعرض الناس لها بمقدار 1 ميللي سيفرت في السنة، و لكن علماء البيئة استطاعوا قياس مستويات عالية من اليورانيوم في عينات من التربة من عدة مناطق في العراق. و قد ربطوا تلك القياسات و النتائج التي توصلوا إليها بالزيادة الكبيرة في أعداد المصابين بأمراض السرطان المسجلة في السجلات الوطنية للسرطان في العراق عامة و التي بدأ التسجيل فيها منذ 1975. و قد استنتجوا أن الحربين الدوليتين بقيادة الولايات المتحدة على العراق في عامي 1991 و 2003 و اللتين استخدمت فيهما قذائف اليورانيوم المخضب قد تركتا إرثاً وخيماً على صحة المدنيين العراقيين بشكل عام و بزيادة السرطانات و التشوهات الخلقية في المواليد بشكل خاص. و في تقرير لمنظمة الصحة العالمية يذكر أن معدل الإصابة بالسرطان لدى الأطفال و خاصة سرطان الدم في العراق أعلى بعشر مرات من نظيره في الدول الصناعية. كما حذروا من أن التلوث الاشعاعي للتربة يمكنه الانتشار بسهولة إلى مناطق مختلفة بفعل الرياح و الغبار، و هذا ليس مقتصراً على العراق بل و إلى الدول المجاورة. و الأمر لا يقتصر على اليورانيوم المخضب فحسب بل لقد استخدمت أنواع عديدة من ا