حرية المعلومات والشفافية في مصر

Resources for Development Center (RDC)
Resources for Development Center (RDC)Resources for Development Center (RDC)
‫سلسلة أوراق سياسات تعزيز الشفافة ومكافحة الفساد‬

‫حرية المعلومات والشفافية فى مصر‬
‫يتقدم المركز بالشكر لالستاذ/ عبد الفتاح الجبالي،‬
‫نائب رئيس مركز الدراسات السياسية واالستراتيجية‬
 ‫باالهرام إلعداد البحث الالزم لتلك الورقة وكتابتها.‬
‫يعمل مركز المشروعات الدولية الخاصة «‪ »CIPE‬على تعزيز‬
 ‫الديمقراطية حول العالم، من خالل اإلصالح االقتصادي الموجه‬
 ‫للسوق. المركز جزء من غرفة التجارة األمريكية في العاصمة‬
      ‫واشنطون، وال يهدف لتحقيق الربح. وهو أحد أربعة معاهد‬
 ‫للصندوق الوطني للديمقراطية. وقد دعم المركز ألف مبادرة‬
     ‫محلية في أكثر من مائة دولة نامية، تعامل فيها ـ على مدى 52 عاما ـ مع قادة‬
    ‫األعمال، وصناع القرار، والصحفيين، لبناء المؤسسات المدنية األساسية للمجتمع‬
      ‫الديمقراطي. ومن القضايا األساسية التي يتعرض لها المركز، مكافحة الفساد،‬
     ‫والمشاركة في السياسات، وجمعيات األعمال، وحوكمة الشركات، والحوكمة‬
  ‫الديمقراطية، وإتاحة الوصول للمعلومات، والقطاع غير الرسمي، وحقوق الملكية،‬
  ‫وحقوق المرأة والشباب. وتدعم الوكالة األمريكية للتنمية الدولية برامج مركز‬
                                                     ‫المشروعات الدولية الخاصة.‬


   ‫لمزيد من المعلومات، الرجاء األتصال بمركز المشروعات الدولية الخاصة:‬
‫007 ‪1155 15th Street NW, Suite‬‬                ‫1 شارع الفيوم، متفرع من شارع‬
‫50002 ‪Washington, DC‬‬                                              ‫كليوبترا‬
‫‪USA‬‬                                                   ‫الدور الثامن، شقة 108‬
‫0029 -127 )202( :‪ph‬‬                             ‫مصر الجديدة، القاهرة، مصر‬
‫0529 -127 )202( :‪fax‬‬                                       ‫ت: 2823414220200‬
‫‪www.cipe.org‬‬
                                                       ‫فاكس: 592341420200‬
‫‪Email: cipe@cipe.org‬‬
                                                     ‫‪www.cipe-arabia.org‬‬
                                                     ‫‪info@cipe-egypt.org‬‬
حرية المعلومات والشفافية في مصر
‫تطرح ورقة حرية المعلومات والشفافية فى مصر مشاكل أصحاب‬
      ‫المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي عرضها أصحابها خالل سلسلة‬
      ‫من الندوات حول السياسات المقترحة للحد من الفساد. نظم سلسلة‬
    ‫الندوات مركزالمشروعات الدولية الخاصة بالتعاون مع اتحاد جمعيات‬
       ‫التنمية االقتصادية خالل النصف الثانى من 9002. عقدت الندوات فى‬
 ‫القاهرة وبورسعيد والفيوم والمنصورة واإلسكندرية والمنيا وشارك فيها‬
‫أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة من 51 محافظة، وطرحت خاللها‬
     ‫قضايا النزاهة والشفافية والالمركزية والبيروقراطية وحرية تداول‬
  ‫المعلومات، وصدرت عنها توصيات تشكل فى مجموعها إطارا هاما لكيفية‬
                                      ‫التعامل مع هذه القضايا الحيوية.‬

  ‫تم مراجعة هذه الورقة وتوصياتها من قبل المجلس االستشاري لبرنامج‬
     ‫"مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية في مصر" الذى يقوم عليه مركز‬
                                       ‫المشروعات الدولية الخاصة.‬
حرية المعلومات والشفافية في مصر
‫المحتوى‬
‫مقدمة عامة...........................................................................9‬

‫المعلومات ودورها فى مكافحة الفساد..........................................11‬

‫اإلطار القانوني المنظم لتداول المعلومات.....................................71‬

‫نحو إطار متكامل للمزيد من الشفافية والمعلومات في مصر.............32‬
حرية المعلومات والشفافية في مصر
‫مقدمة عامة‬
  ‫على الرغم من االسباب الكثيرة والعديدة التى تسببت في األزمة المالية واالقتصادية‬
 ‫العالمية الراهنة، اال ان هناك شبه اجماع بين المحللين على أن احد العوامل الرئيسية‬
    ‫التى لعبت دورا هاما فى االزمة هو ضعف الشفافية ونقص المعلومات عن األوضاع‬
    ‫المالية والتمويلية للمؤسسات والسوق، وتكاد تكون هي السبب وراء األزمة المالية‬
          ‫التي ضربت األسواق اآلسيوية منتصف تسعينيات القرن الماضي، ولذلك فان‬
      ‫المعلومات أصبحت مسالة جوهرية وأساسية وضرورية وهامة لكافة المجتمعات‬
     ‫المتقدمة والنامية على السواء. فعندما تكون قواعد اللعبة السياسية واالقتصادية‬
       ‫المتبعة فى تسيير شئون الدولة واضحة وظاهرة للجميع فن ذلك سوف يساعد‬
                 ‫المواطنين جميعا على متابعة الطرق المعتمدة لتدبير شئون الدولة.‬

‫الشفافية عنصر هام من عناصر الدميقراطية الفعالة‬
‫ملا حتمله من مساواة في احلصول على املعلومات‬
‫وخلق فرص متساوية للمواطنني‬

       ‫وأضحت الشفافية مسالة حيوية للتنمية والديمقراطية، فهي تتمحور حول حق‬
 ‫المواطنين فى المعرفة وتستلزم نشر المعلومات حول ما يفترض بموظفي الحكومة‬
    ‫ومؤسساتها ان يفعلوا، وماذا يفعلون بالضبط وكذا تحديد المسئوليات المختلفة.‬
   ‫وتعتبر الشفافية عنصر هام من عناصر الديمقراطية الفعالة لما تحمله من مساواة‬
 ‫في الحصول على المعلومات وخلق فرص متساوية للمواطنين. والجدير بالذكر أن‬
                     ‫توطيد الديموقراطية يتطلب وضع إطار تنظيمي شفاف ونزيه.‬

 ‫وعلى الجانب االخر فان ضمان كفاءة آلية السوق من حيث توفير الظروف المالئمة‬
          ‫التي تجعل تفاعل العرض والطلب يتم فى إطار حقيقي مع ضمان التخطيط‬
      ‫االستثماري السليم اليتم اال عن طريق توفير البيانات والمعلومات األساسية عن‬
  ‫القطاعات االقتصادية بالمجتمع, وذلك بالشكل الذى يمكن الجميع من إجراء دراسات‬
   ‫الجدوى السليمة والصحيحة. وكذلك توفير المناخ االستثماري الجيد عن طريق‬
    ‫إصالح التشريعات القانونية واإلدارية ووضع القوانين موضع التنفيذ. وهذا يعنى‬
      ‫ببساطة إيجاد بيئة تنافسية تدفع للمزيد من الكفاءة فى اإلنتاج مع ضمان عدالة‬
‫التوزيع لثمار النمو. كما انها من جهة اخرى تساعد المواطنين على معرفة االوضاع‬
                               ‫العامة للشركات والمؤسسات المالية وغير المالية.‬

   ‫وتقوم الشفافية على تعميم المعلومات المتعلقة بحقوق المواطنين والخدمات التي‬
        ‫يحق لهم القيام بها وسبل الحصول على تلك الحقوق وتقييمها.1 ويشمل ذلك‬
    ‫التقاليد والمؤسسات التي تمارس بها السلطة في بلد ما من اجل الصالح العام، مثل‬
‫عملية اختيار القائمين على السلطة ومراقبتهم واستبدالهم وقدرة الحكومة على إدارة‬

 ‫9‬                            ‫1. البنك الدولي إدارة حكم أفضل ألجل التنمية في الشرق األوسط وشمال أفريقيا 4002‬
‫مواردها بفعالية وتنفيذ سياسات سليمة واحترام المواطنين والحكومة‬
    ‫لمؤسسات الدولة. ويولد االنفتاح والمشاركة ثقة لدي المواطنين في‬
   ‫الحكومة ومؤسسات الدولة. ولهذا تم وصف الشفافية والمعلومات بانها‬
   ‫اوكسيجين الديمقراطية اذ يشكل تدفق المعلومات اساسا لوضع سياسات‬
  ‫صحيحة وصنع قرار سليم ونزاهة االعمال والمشروعات العامة والخاصة‬
                                                       ‫2‬
                                                        ‫على السواء.‬

‫تتطلب الشفافية توفير املعلومات الدقيقة في مواقيتها وإفساح‬
‫املجال أمام اجلميع لإلطالع على املعلومات الضرورية واملوثقة‬

      ‫ولهذا تتطلب الشفافية توفير المعلومات الدقيقة في مواقيتها وإفساح‬
    ‫المجال أمام الجميع لإلطالع على المعلومات الضرورية والموثقة، وهو‬
‫مايتطلب ان تنشر بعلنية ودورية من اجل توسيع دائرة المشاركة والرقابة‬
     ‫والمحاسبة ومحاصرة الفساد من جهة، والمساعدة على اتخاذ القرارات‬
                            ‫3‬
                             ‫الصالحة فى السياسة العامة من جهة أخرى.‬

      ‫وهنا يرى «فيتو تانزى» ان الشفافية تقوم على التمييز بوضوح بين‬
       ‫القطاع الحكومي وباقي القطاعات وبموجبها تحدد األدوار السياسية‬
   ‫واإلدارية داخل الحكومة وفقا آللية محددة يطلع عليها الجمهور وتحدد‬
   ‫فيها توزيع المسئوليات بين مختلف مستويات الحكومة وكذلك العالقة‬
                          ‫بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية.‬

‫وفى هذا اإلطار يرى خبراء صندوق النقد الدولي ان الشفافية هي االنفتاح‬
‫على الجمهور فيما يتعلق بهيكل ووظائف القطاع الحكومي ونوايا السياسة‬
 ‫االقتصادية وحسابات القطاع العام التى من شانها تعزيز المساءلة وتثبيت‬
‫المصداقية وحشد تأييد قوى للسياسات االقتصادية من جانب الجمهور الذي‬
                                  ‫4‬
                                   ‫سيكون على علم تام بمجريات األمور.‬

     ‫انطالقا مما سبق سوف نحاول فى هذه الورقة االجابة عن عدة اسئلة ..‬
       ‫ماهى المعلومة والشروط االساسية لقانون حرية المعلومات والوضع‬
      ‫القانونى السائد حاليا وكيفية اصالحه. ولذلك تتمحور الدراسة على‬
                                                     ‫المحاور التالية:‬
                                           ‫أوال: المعلومات ودورها فى مكافحة الفساد‬
                                                         ‫ثانيا: األوضاع القانونية في مصر‬
                                  ‫ثالثا: الطريق الى قانون لحرية تداول المعلومات‬


       ‫2. انظر المركز الدولى لمناهضة الرقابة « المادة 91 حق الجمهور فى المعرفة. . . مبادىء فى التشريعات‬
                                                                             ‫المتعلقة بحرية االطالع» لندن.‬
                                                                     ‫3. حسن كريم «مفهوم الحكم الصالح»‬
                  ‫4. باولو ماورو « لماذا القلق بشان الفساد؟» صندوق النقد الدولى سلسلة قضايا اقتصادية رقم 6.‬
‫أوال: المعلومات ودورها فى مكافحة الفساد‬
 ‫إذا كانت "الحوكمة" او "الحكم الجيد" قد أصبحت ضرورة أساسية لضمان ممارسة‬
     ‫الحكم بصورة صحيحة، فان حرية المعلومات تعد احدى االدوات المساندة لذلك.‬

    ‫وذلك انطالقا من كون الحوكمة كما يرى البنك الدولي "هي ممارسة السلطة‬
 ‫بشكل يحترم كرامة كافة المواطنين وحقوقهم وواجباتهم". وبالتالي فهو يرتكز‬
     ‫فى هذا التعريف على دعامتين أساسيتين هما المساواة والمساءلة، اى ان كل من‬
    ‫له مصلحة فى عملية إدارة الحكم ويود المشاركة فيها يمكنه فعل ذلك على قدم‬
     ‫المساواة مع الجميع. وبمعنى آخر فان معاملة الحكومة للمواطنين يجب ان تتم‬
 ‫على قدم المساواة أمام القانون دون تمييز، وكذلك تامين فرص متساوية لهم لكي‬
    ‫يستفيدوا من الخدمات التي توفرها الحكومة. مع اإلشارة إلى ان المساواة هنا ال‬
    ‫تتعلق فقط بالمساواة بين الجنسين ولكنها تمتد لتشمل المساواة فى التنمية بين‬
‫األقاليم المختلفة في الدولة والمساواة في الحصول على الخدمات العامة وغيرها من‬
                                                                        ‫األمور.‬

‫املساءلة تنبع من التمثيل الشعبي والشفافية في‬
‫آليات احلكم وتوافر املعلومات واملعرفة اى أن مفهوم‬
‫احلوكمة يتصل بتحول مضمون الدميقراطية من‬
‫التمثيل النيابي إلى املشاركة والشفافية واملساءلة‬
         ‫أما المساءلة فهي تنبع من التمثيل الشعبي والشفافية في آليات الحكم وتوافر‬
‫المعلومات والمعرفة5 اى أن مفهوم الحوكمة يتصل بتحول مضمون الديمقراطية من‬
   ‫التمثيل النيابي إلى المشاركة والشفافية والمساءلة. من هنا تأتى أهمية المنهج أو‬
 ‫األسلوب الذي تمارس به السلطة مسئوليتها ونقصد به قوانين اللعبة التي تتفق عليها‬
‫كافة األطراف المعنية وتشرف على تنفيذها مؤسسات منفتحة تتقبل مساهمة الجميع‬
                                         ‫ألنها تعمل وفقا لمبادئ ومعايير الشفافية.‬

       ‫لذلك اهتمت المؤسسات الدولية الرسمية وغير الرسمية بهذه المسالة وتزايدت‬
      ‫الدعوة الى نشر المعلومات بطريقة سهلة ومبسطة فنصت (المادة 31) من اتفاقية‬
          ‫األمم المتحدة لمكافحة الفساد، على انه ولتدعيم مشاركة المجتمع" ينبغى:‬
      ‫اتخاذ التدابير الالزمة لتعزيز الشفافية فى عمليات اتخاذ القرار وتشجيع‬
                                                ‫اسهام الناس فيها (فقرة أ)‬
                    ‫ضمان تيسير حصول الناس فعليا على المعلومات(فقرة ب)‬
     ‫احترام وتعزيز وحماية حرية التماس المعلومات المتعلقة بالفساد وتلقيها‬
                        ‫ونشرها وتعميمها، وكذلك تعزيز برامج التعليم العام‬


‫11‬                      ‫5. البنك الدولي «إدارة حكم أفضل ألجل التنمية فى الشرق األوسط وشمال أفريقيا» واشنطن 4002‬
‫اخضاع تلك الحرية لقيود معينة شريطة ان تقتصر هذه القيود‬
   ‫على ماينص عليه القانون، وماهو ضرورى لمراعاة حقوق االخرين‬
                                                    ‫اوسمعتهم‬
        ‫ولحماية االمن الوطنى او النظام العام او لصون صحة الناس‬
                                            ‫واخالقهم (الفقرة د)‬

‫وضع المعلومات في العالم من هذا المنطلق اخذت العديد من البلدان فى اقرار‬
   ‫قوانين محلية تضمن للمواطنين الحق في الحصول على المعلومات ووصل‬
   ‫عدد هذه الدول الى 68 دولة منها 93 اوروبية و02 دولة اسيوية ومثلهم من‬
    ‫القارةاالمريكية والكاريبى و4 فقط من افريقيا و3 من قارة استراليا. مع‬
                  ‫6‬
                    ‫مالحظة ان معظم هذه القوانين تم اقرارها بعد عام 0002.‬
                                                       ‫(انظر جدول رقم 1(.‬

  ‫املقصود باملعلومات هو كافة البيانات واالحصاءات التى يحتاجها‬
  ‫املواطن وتشمل بذلك التشريعات املنظمة لعمل جهات الدولة‬
  ‫وكذلك اللوائح والقرارات الوزارية واالدارية، جنبا الى جنب‬
  ‫مع االوضاع املالية للمؤسسات مثل امليزانيات العمومية وتقارير‬
  ‫مراقبى احلسابات، باالضافة الى السيرة الذاتية للقائمني على‬
  ‫شئون احلكم باملعنى الواسع لهذه الكلمة‬
‫وهنا تجدر بنا االشارة الى ان البعض يتصور ان الحديث عن المعلومات يتناول‬
     ‫فقط البيانات االقتصادية للدولة مثل الناتج القومى او العمالة او اوضاع‬
  ‫ميزان المدفوعات والموازنة العامة للدولة وغيرها من البيانات والمؤشرات‬
‫االقتصادية، وهو تصور خاطىء باالساس اذ أن المقصود بالمعلومات هو كافة‬
‫البيانات واالحصاءات التى يحتاجها المواطن وتشمل بذلك التشريعات المنظمة‬
      ‫لعمل جهات الدولة وكذلك اللوائح والقرارات الوزارية واالدارية، جنبا‬
  ‫الى جنب مع االوضاع المالية للمؤسسات مثل الميزانيات العمومية وتقارير‬
   ‫مراقبى الحسابات، باالضافة الى السيرة الذاتية للقائمين على شئون الحكم‬
 ‫بالمعنى الواسع لهذه الكلمة. وبالتالي فالمقصود بالمعلومات هنا على سبيل‬
                                             ‫المثال وليس الحصر، كل من:‬

 ‫االطر القانونية والتنظيمية والمؤسسية للكيانات العامة والخاصة فى‬
                                                          ‫الدولة‬

 ‫اللوائح المعمول بها فى كافة اجهزة الدولة وخاصة المتعلقة بالتعامل‬
     ‫المباشر مع الجمهور كالرسوم المالية المطلوبة الستخراج وثائق‬
   ‫محددة، او االجراءات المتعلقة بسبل الحصول على هذه الوثائق الخ..‬

                    ‫6. 8002 ‪Roger Vieugels, Overview of all 86 FOIA countries, September‬‬
‫جدول رقم 1‬
                  ‫قائمة الدول التي لديها قانون حلرية املعلومات حسب الترتيب الزمني‬
       ‫‪Source: Roger Vieugels, Overview of all 86 FOIA countries, September 2008 Sours‬‬


  ‫آخر‬     ‫آخر‬        ‫آخر‬                                ‫آخر‬     ‫عام الدخول‬
‫مراجعة مراجعة‬      ‫مراجعة‬          ‫الدولة‬             ‫مراجعة‬     ‫حيز‬     ‫صدور‬        ‫الدولة‬
‫للقانون للقانون‬    ‫للقانون‬                            ‫للقانون‬   ‫القانون التنفيذ‬
         ‫7991‬      ‫7991‬                     ‫تايالند‬   ‫6791‬       ‫6671‬    ‫6671‬              ‫السويد‬
‫3002‬     ‫7991‬      ‫7991‬               ‫أوزباكستان‬      ‫8991‬       ‫8881‬    ‫8881‬            ‫كولومبيا‬
         ‫8991‬      ‫5991‬                 ‫هوجن كوجن‬     ‫9991‬       ‫1591‬    ‫1591‬               ‫فنلندا‬
                                                                                    ‫الواليات املتحدة‬
‫3002‬     ‫8991‬      ‫7991‬                     ‫ايرلندا‬   ‫8002‬       ‫7691‬    ‫6691‬
                                                                                         ‫األمريكية‬
‫6002‬     ‫8991‬      ‫8991‬                      ‫التفيا‬   ‫0002‬       ‫0791‬     ‫.791‬             ‫الدمنرك‬
         ‫8991‬      ‫8991‬             ‫كوريا اجلنوبية‬    ‫6002‬       ‫0791‬    ‫0791‬              ‫النرويج‬
         ‫9991‬      ‫9991‬                     ‫ألبانيا‬              ‫8791‬    ‫8791‬               ‫فرنسا‬
         ‫9991‬      ‫9991‬                      ‫أوروبا‬   ‫5002‬       ‫0891‬    ‫8791‬               ‫هولندا‬
         ‫9991‬      ‫9991‬       ‫جزر األنتيل الهولندية‬   ‫4002‬       ‫2891‬    ‫2891‬             ‫استراليا‬
         ‫9991‬      ‫8991‬                  ‫إسرائيل‬      ‫1002‬       ‫3891‬    ‫2891‬                 ‫كندا‬
         ‫0002‬      ‫0002‬                     ‫بلغاريا‬   ‫3991‬       ‫3891‬    ‫2891‬             ‫نيوزيلندا‬
         ‫0002‬      ‫9991‬        ‫جمهورية التشيك‬         ‫9991‬       ‫6891‬    ‫6891‬               ‫اليونان‬
          ‫0002‬       ‫9991‬                  ‫جورجيا‬                ‫7891‬    ‫7891‬              ‫النمسا‬
         ‫0002‬      ‫9991‬              ‫ليختنشتاين‬                  ‫7891‬    ‫7891‬              ‫الفلبني‬
         ‫0002‬      ‫6991‬                    ‫ليتوانيا‬   ‫5002‬       ‫0991‬    ‫0991‬               ‫ايطاليا‬
         ‫0002‬      ‫0002‬                   ‫مولدوفا‬     ‫9991‬       ‫2991‬    ‫2991‬              ‫اسبانيا‬
         ‫1002‬       ‫002‬                   ‫استونيا‬     ‫2002‬       ‫2991‬    ‫2991‬              ‫أوكرانيا‬
‫3002‬     ‫1002‬      ‫9991‬                     ‫اليابان‬   ‫5002‬       ‫3991‬    ‫2991‬                   ‫اجملر‬
         ‫1002‬      ‫1002‬                     ‫رومانيا‬   ‫9991‬       ‫3991‬    ‫3991‬             ‫البرتغال‬
‫8002‬     ‫1002‬      ‫0002‬                ‫سلوفاكيا‬                  ‫3991‬                  ‫كازاخستان‬
         ‫1002‬      ‫0002‬             ‫جنوب أفريقيا‬      ‫0002‬       ‫4991‬    ‫4991‬              ‫بلجيكا‬
         ‫1002‬      ‫9991‬          ‫ترينيداد و توباجو‬               ‫4991‬    ‫4991‬                  ‫بليز‬
         ‫2002‬                                ‫اجنوال‬              ‫4991‬    ‫4991‬             ‫جرينلند‬
         ‫2002‬      ‫0002‬      ‫البوسنة و الهرسك‬         ‫3002‬       ‫6991‬    ‫6991‬             ‫أيسلندا‬
‫5002‬   ‫5002‬             ‫أذربيجان‬            ‫2002‬   ‫2002‬         ‫باكستان‬
          ‫5002‬   ‫2002‬                ‫الهند‬            ‫2002‬   ‫2002‬             ‫باناما‬
          ‫5002‬   ‫5002‬        ‫اجلبل األسود‬             ‫2002‬   ‫1002‬            ‫بولندا‬
          ‫5002‬   ‫2002‬           ‫اسكتلندا‬              ‫2002‬   ‫2002‬     ‫طاجاكستان‬
          ‫5002‬                       ‫تايوان‬           ‫2002‬   ‫2002‬          ‫زميبابوي‬
          ‫5002‬   ‫0002‬       ‫اململكة املتحدة‬           ‫3002‬   ‫3002‬           ‫أرمينيا‬
         ‫6002‬    ‫5002‬                ‫أملانيا‬          ‫3002‬   ‫3002‬           ‫كرواتيا‬

         ‫6002‬                   ‫هندوراس‬               ‫3002‬   ‫3002‬         ‫كوسوفو‬

‫8002‬     ‫6002‬    ‫6002‬            ‫مقدونيا‬              ‫3002‬   ‫2002‬        ‫املكسيك‬
         ‫4002‬    ‫4002‬            ‫سويسرا‬               ‫3002‬   ‫2002‬               ‫بيرو‬
         ‫6002‬    ‫5002‬              ‫5002 أوغندا‬        ‫3002‬   ‫3002‬        ‫سلوفينيا‬
                                                                    ‫سانت فنسنت و‬
         ‫7002‬                ‫جزر الكاميان‬             ‫3002‬
                                                                       ‫جزر غرينادين‬
         ‫7002‬                        ‫األردن‬           ‫4002‬   ‫4002‬    ‫أنتيغوا و بربودا‬
                                                                          ‫جمهورية‬
         ‫7002‬               ‫قيرغيزستان‬                ‫4002‬   ‫4002‬
                                                                       ‫الدومينيكان‬
         ‫7002‬                        ‫نيبال‬            ‫4002‬   ‫4002‬         ‫اإلكوادور‬
         ‫7002‬                   ‫نيكاراجوا‬             ‫4002‬   ‫4002‬            ‫‪Far or‬‬
         ‫8002‬    ‫8002‬              ‫شيلي‬               ‫4002‬   ‫2002‬           ‫جاميكا‬
         ‫8002‬    ‫7002‬              ‫الصني‬       ‫7002‬   ‫4002‬   ‫4002‬             ‫صربيا‬
         ‫8002‬                   ‫جزر كوك‬               ‫4002‬   ‫3002‬              ‫تركيا‬


          ‫المعلومات المتعلقة باالوضاع المالية كالميزانية وتقارير مراقبى‬
       ‫الحسابات بالنسبة للشركات الخاصة وكذلك الموازنات العامة للدولة‬
                                         ‫وتقرير مراقبى الحسابات عليها‬

                          ‫معلومات عامة عن القائمين على كافة المؤسسات‬

‫والجدير بالذكر ان نسبة غير قليلة من البلدان التى وضعت قوانين لحرية تداول‬
      ‫المعلومات قد اقتصرت على الجانب الحكومى او شبه الحكومى دون االهتمام‬
        ‫بالشركات الخاصة او مؤسسات المجتمع المدنى او الجهات غير الخاضعة‬
‫للحكومات، وهذا تصور قاصر اذ اننا نرى انه وفى ضوء الدور الهام والحيوى الذى‬
‫يلعبه القطاع الخاص فى المجتمعات فى هذه االونة فانه يصبح من الضرورى ادخال‬
    ‫هذه المؤسسات فى العملية، مع وضع الضوابط العملية المنظمة لذلك األمر، وبما‬
                         ‫يضمن حق الشركات في الحفاظ على أسرارها التجارية.‬

‫المبادئ العامة لحرية تداول المعلومات أجمعت المواثيق واالتفاقات الدولية واالعراف‬
   ‫المنظمة لعملية تداول المعلومات على عدد من المبادىء العامة التى يجب توافرها‬
  ‫لكى تتحقق المعرفة التامة باالوضاع داخل الدولة والمؤسسات العاملة فيها، واهمها‬
                                                                        ‫مايلى7:‬

    ‫الكشف المطلق عن المعلومات المبدأ االساسى الذى يجب ان يشيع هو حق المواطن‬
   ‫فى الحصول على المعلومات التى يطلبها، اال فى حاالت محددة فى القانون. ونظرا‬
‫لألهمية القصوى لهذا المبدأ فقد اجمعت االتفاقات الدولية على ضرورة ان يضاف هذا‬
  ‫المفهوم الى دستور البالد، لكى يصبح حقا من الحقوق االساسية للمواطنين، وبالمثل‬
  ‫يجب ان يعد حجب المعلومات عن المواطنين من الجرائم التى يعاقب عليها القانون.‬
  ‫وينطبق هذا الحق على جميع المعلومات المتوافرة لدى المؤسسات العامة والخاصة،‬
 ‫وكذلك الهيئات والشركات، بما فى ذلك نشر اجتماعات مجالس االدارات والجمعيات‬
                        ‫العمومية وتوزيع ملخص وافى باهم نتائج هذه االجتماعات.‬

    ‫النشر التلقائى للمعلومات انطالقا من المبدأ السابق يجب ان تضمن الدولة النشر‬
 ‫الواسع للمعلومات واتاحتها للجميع، دون تفرقة، بكافة الوسائل الممكنة (مثل التوسع‬
  ‫فى النشر الالكترونى او النشر االعالمى اواتاحتها فى المكتبات العامة اوغيرها من‬
 ‫الوسائل) بحيث يصبح االصل هو االتاحة. على ان يكون النشر فى صيغ مبسطة يسهل‬
    ‫فهمها للجميع. وهو مايتطلب ان تنشر المؤسسات وكافة الجهات المعنية كافة‬
‫المعلومات االساسية الخاصة بالعمل والقوانين واللوائح المنظمة لها وكذلك االوضاع‬
    ‫المالية والخدمات التى تقدم للجمهور وسبل الحصول عليها وتكلفتها المالية، اذا‬
                              ‫وجدت. على ان تحدث هذه المعلومات سنويا على االقل.‬

   ‫إتاحة المعلومات وسهولة اجراءات الحصول عليها يرتبط بما سبق، ان ينظم القانون‬
‫سبل حصول االفراد على المعلومة إما بانشاء جهاز مستقل يتولى هذه المسألة او يضع‬
‫االجراءات القانونية التى تمكن االفراد من الحصول على المعلومة واللجوء الى القضاء‬
 ‫فى حال عدم التمكن من ذلك شريطة ان يتم كل هذا فى غضون فترات زمنية قصيرة‬
   ‫منصوص عليها فى القانون. وبعبارة اخرى يجب ان تتمتع هذه االجراءات بالبساطة‬
                                         ‫والسرعة والتكلفة المجانية او المحدودة.‬

      ‫محدودية التكاليف وفقا لهذا المبدأ يجب ان التقف التكلفة حائال دون حصول‬
 ‫االفراد على المعلومات وبالتالى يجب ان يكون االصل هنا هو الحق فى الحصول على‬
 ‫المعلومة بالمجان، او بتكلفة محدودة للغاية مثل تكاليف تصوير المستندات، شريطة‬
                                             ‫ان التتجاوز مبلغ محدد من المال.‬


‫51‬        ‫7. انظر فى ذلك معهد الدميقراطية « ميثاق الشفافية للمؤسسات املالية الدولية: املطالبة بحقنا فى املعرفة» جنوب افريقيا، وكذلك‬
                                                                     ‫مجموعة املادة 91 وايضا اتفاقية االمم املتحدة ملكافحة الفساد وغيرهم.‬
‫محدودية االستثناءات يعد هذا المبدأ من اكثر المبادىء التى تتعرض‬
 ‫للجدل والنقاش اذ يخشى البعض ان يمثل ذريعة للدول الفراغ القانون من‬
    ‫مضمونه، عن طريق وضع الكثير من المسائل الهامة فى اطار االستثناء.‬
       ‫ولهذا السبب تم وضع العديد من القيود على هذا المبدأ بحيث تضمن‬
   ‫استخدامه فى االغراض التى خصص لها، والتى تستهدف حماية المصالح‬
 ‫السرية المشروعة فى مجاالت االمن القومى والنظام العام واالخالق العامة‬
   ‫الى جانب الحق فى الخصوصية وحقوق وسمعة االخرين.8 وبالتالى فان‬
 ‫االستثناءات تكون فى الحاالت التى سيكون فيها لالفصاح ضررا كبيرا على‬
‫المصلحة الوطنية او سيؤدى الى الحاق الضرر بمنع وقوع جرائم، وكذلك‬
   ‫االسرار التجارية او المعلومات التى يؤدى الكشف عنها الى تعريض حياة‬
 ‫او صحة شخص للخطر أو تلك التى من شانها االضرار بالمصالح التجارية‬
    ‫للعمالء. مع مراعاة ضرورة النص على هذه االمور صراحة وعلى وجه‬
‫التحديد والقطع وليس على سبيل المثال. ومن هنا فان االستثناءات الواردة‬
                                 ‫فى القانون يجب ان تتسم بالسمات التالية:‬

    ‫1. ان تكون منصوص عليها فى القانون على سبيل الحصروليس المثال.‬

   ‫2. ان تكون متعلقة بضمان اهداف االمن القومى او منع انتشار الجريمة‬
     ‫وكشفها والقاء القبض على المجرمين ومحاكماتهم، او المسائل‬
                      ‫الشخصية التى تعرض اصحابها الخطار محددة.‬

‫3. ان يكون الضرر العام اكبر من المصلحة الخاصة. مثل تلك التى يؤدى‬
    ‫كشفها الى خطر حقيقى على المصالح االقتصادية للدولة او على‬
                                ‫المصالح التجارية والمالية لالفراد.‬

    ‫حماية الشهود والمبلغين تتطلب حرية المعلومات العمل على وضع اطر‬
   ‫قانونية جديدة تضمن الحماية الكاملة للشهود والمبلغين الذين يكشفون،‬
  ‫بحسن نية، معلومات او بيانات تتعلق بالفساد او ممارسات سيئة من شانها‬
       ‫االضرار بالمؤسسة، والنص صراحة على عدم تعرضهم الية عقوبات‬
   ‫قانونية او ادارية او وظيفية، او اى ضرر شخصى لهم وكذلك ألقاربهم‬
    ‫وسائر األشخاص وثيقي الصلة بهم. ويمكن حمايتهم بشتى الطرق مثل‬
     ‫تغيير محل اقامتهم او اخفاء بيانتهم عن االخرين او استخدام الوسائل‬
                                  ‫التكنولوجية الحديثة فى هذا المجال.‬

     ‫المراجعة الدورية ينبغى ان تخضع المعلومات الى مراجعة دورية كى‬
        ‫تاخذ بعين االعتبار التغييرات فى طبيعة المعلومة المحتفظ بها، او‬
      ‫التطورات الدولية واالقليمية. ومن هنا يمكن تصنيف المعلومات الى‬
 ‫درجات سرية معينة بحيث يتم االفراج عنها وفقا لمدد زمنية محددة طبقا‬
                                                  ‫لدرجة السرية هذه.‬
 ‫8. انظر د. طه عبد العليم االستثناءات فى تداول املعلومات. ضمن اوراق مؤمتر قانون حرية تداول املعلومات – اجملموعة املتحدة القاهرة‬
                                                                                                                   ‫- مارس 8002‬
‫ثانيا: اإلطار القانوني المنظم لتداول المعلومات‬
    ‫فى ضوء ماسبق ميكننا االن تناول اوضاع املعلومات فى مصر طبقا لالطر واالوضاع القانونية املنظمة‬
 ‫لها. وهنا نلحظ انه وحتى االن يبدو ان االصل هو احلظر وليس احلرية كما هو مرغوب بل ان هناك العديد‬
 ‫من القوانني التى تقف حجرة عثرة دون ذلك واليقتصر االمر على قانون سرية احلسابات املصرفية ولكنه‬
   ‫ميتد الى العديد من القوانني مثل قانون العاملني املدنني بالدولة او قانون التعبئة العامة وغيرهما وهو‬
                                                                       ‫ماسنوضحه على النحو التالى:‬

  ‫لم ينص الدستور املصرى بتعديالته املختلفة على حرية املعلومات‬
  ‫فى كافة مواده باستثناء املادة 012 واخلاصة بحرية الصحفيني فى‬
‫احلصول على االنباء واملعلومات طبقا لالوضاع التى يحددها القانون‬

    ‫الدستور املصري لم ينص الدستور املصرى بتعديالته اخملتلفة على حرية املعلومات فى كافة مواده‬
   ‫باستثناء املادة 012 واخلاصة بحرية الصحفيني فى احلصول على االنباء واملعلومات طبقا لالوضاع التى‬
 ‫يحددها القانون. باالضافة الى ذلك فقد نص الدستور في العديد من مواده على بعض األمور التنظيمية‬
                                         ‫التي تساعد على نشر وتداول املعلومات واملزيد من الشفافية.‬

 ‫اذ نصت املادة 601 من الدستور على ان جلسات مجلس الشعب علنية، ويجوز انعقاده فى جلسة سرية‬
‫بناء على طلب رئيس اجلمهورية او احلكومة او بناء على طلب رئيسه او عشرين من اعضائه على االقل. اى‬
                                  ‫ان االصل هنا هو العالنية وليس السرية، كما هى احلال فى الواقع.‬

 ‫وفى هذا الصدد ايضا نص الدستور فى مادته رقم 961 على ان جلسات احملاكم علنية اال اذا قررت احملكمة‬
  ‫جعلها سرية مراعاة للنظام العام او االداب. وفى جميع االحوال يكون النطق باحلكم فى جلسة علنية.‬

        ‫كما نصت املادة 94 من الدستورعلى ان تكفل الدولة حرية البحث العلمى واالبداع االدبى والفنى‬
     ‫والثقافى وتوفر الوسائل لتشجيع ذلك. وكما هو معروف فان هذه احلرية التتحقق اال بتوفر املعلومات‬
                                                                            ‫الصحيحة والدقيقة.‬


‫جاءت التعديالت الدستورية التي جرت فى مارس 7002 ببعض‬
  ‫االمور التى تساعد على املزيد من الشفافية املالية فيما يتعلق‬
                        ‫باملوازنة العامة للدولة واحلساب اخلتامى‬

  ‫وعلى صعيد اخر فقد جاءت التعديالت الدستورية التي جرت فى مارس 7002 ببعض االمور التى تساعد‬
    ‫على املزيد من الشفافية املالية فيما يتعلق باملوازنة العامة للدولة واحلساب اخلتامى اذ قامت بتعديل‬
   ‫املادة (511) اخلاصة بطريقة وتوقيت عرض املوازنة العامة للدولة على مجلس الشعب، وذلك عن طريق‬
‫السماح للمجلس يادخال تعديالت عليها دون موافقة مسبقة للحكومة، كما كان عليه الوضع قبل هذه‬
 ‫التعديالت، وثانيا بزيادة مدة املناقشة والنظر فى املوازنة عن طريق إلزام احلكومة بتقدمي املوازنة قبل ثالثة‬
                                                    ‫أشهر من بدء السنة املالية اجلديدة بدال من شهرين.‬

‫71‬
‫ويرتبط مبا سبق تعديل املادة (811) الفقرة األولى، والتي أدت إلى تقليل الفترة بني نهاية‬
     ‫السنة املالية وعرض احلساب اخلتامي على مجلس الشعب ملناقشته والتصويت عليه،‬
   ‫لتصبح ستة أشهر فقط وهى فترة كافية للمناقشة ووضع األطر السليمة للتعامل مع‬
                                                                            ‫املوازنات التالية.‬

‫معظم القوانني املصرية قد جاءت بنصوص مانعة لتداول املعلومات‬
 ‫بغض النظر عن اجلهة أو الهيئة العامة، ولكن هناك بعض القوانني‬
            ‫التي جعلت النشر وإتاحة املعلومات من مواد القانون‬

   ‫وعلى الرغم مما سبق إال أننا نالحظ أن معظم القوانني املصرية قد جاءت بنصوص مانعة‬
  ‫لتداول املعلومات بغض النظر عن اجلهة أو الهيئة العامة، ولكن هناك بعض القوانني التي‬
             ‫جعلت النشر وإتاحة املعلومات من مواد القانون، وفيما يلي عرضا لبعض منها:‬

                                                    ‫قوانني تساعد على نشر املعلومات‬

      ‫قانون املناقصات واملزايدات رقم 98 لسنة 8991 أشار القانون فى مادة 2 الى انه‬
  ‫تخضع كل من املناقصة العامة واملمارسة العامة ملبادئ العالنية وتكافؤ الفرص واملساواة‬
 ‫وحرية املنافسة , وكلتاهما إما داخلية يعلن عنها في مصر أو خارجية يعلن عنها في مصر‬
    ‫واخلارج , ويكون اإلعالن في الصحف اليومية , ويصح أن يضاف إليها غير ذلك من وسائل‬
                                                                 ‫اإلعالم واسعة االنتشار.‬

  ‫قانون البنك املركزي واجلهاز املصرفي والنقد رقم 88 لسنة 3002 مادة 37 يتم اإلعداد‬
   ‫والنشر في صحيفتني يوميتني للقوائم املالية للبنك كل ثالثة أشهر ويرفق بهذه القوائم‬
  ‫موجز لتقرير مراقب احلسابات وفقا ملعايير املراجعة واحملاسبة املصرية. هذا مع مالحظة ان‬
 ‫الباب الرابع من القانون قد نظم مسالة سرية احلسابات ووضع العديد من القيود على هذه‬
                                           ‫املسالة في املواد أرقام 79 و89 و99 و001و101‬

   ‫قانون سوق رأس املال رقم 59 لسنة 2991 تنص املادة السادسة من القانون على انه‬
    ‫يجب على كل شركة نشر ملخص واف للتقارير النصف سنوية والقوائم املالية السنوية‬
‫فى صحيفتني يوميتني صباحيتني واسعتي االنتشار إحداهما على األقل باللغة العربية، كما‬
‫يجب على كل شركة تواجه ظروفا جوهرية أو طارئة تؤثر فى نشاطها او في مركزها املالي ان‬
‫تفصح عن ذلك فورا وان تنشر عنه ملخصا وافيا فى صحفيتني يوميتني صباحيتني واسعتي‬
                                              ‫االنتشار أحداهما على األقل باللغة العربية.‬

    ‫هذه االمثلة من القوانني توضح ان املشرع املصرى قد حرص على نشر املعلومات والبيانات‬
 ‫االساسية على نطاق واسع، ولكنها جميعا تقع فى اجملال االقتصادى، والذى رغم اهميته اال‬
  ‫ان هناك العديد من اجملاالت االخرى التى ينظمها قوانني تعمل على ضمان حجب املعلومات‬
                                                              ‫وبل ومعاقبة من ينشرها.‬
‫قوانني حتظر تداول املعلومات‬

      ‫قانون العقوبات أشارت املادة (08 د) إلى انه يعاقب باحلبس مدة ألتقل عن ستة أشهر وال تزيد على‬
     ‫خمس سنوات وبغرامة ألتقل عن مائة جبيه وال جتاوز خمسمائة جنيه أو بإحدى هاتني العقوبتني كل‬
‫مصري أذاع عمدا في اخلارج أخبارا أو بيانات أو إشاعات كاذبة أو مغرضة حول األوضاع الداخلية للبالد وكان‬
                                                ‫9‬
                                                  ‫من شان ذلك إضعاف الثقة املالية بالدولة أو هيبتها.‬

 ‫القانون رقم 53 لسنة 0691 بشان اإلحصاء والتعداد أشارت املادة الثالثة من القانون املذكور إلى‬
   ‫أن البيانات الفردية التي تتعلق باى إحصاء أو تعداد سرية وال يجوز اطالع اى فرد أو هيئة عامة أو خاصة‬
    ‫عليها او إبالغه شيئا منها. كما ال يجوز استخدامها لغير األغراض اإلحصائية أو نشر مايتعلق منها‬
 ‫باألفراد إال مبقتضى إذن مكتوب من ذوى الشأن وال يجوز استغالل اى بيان احصائى كأساس لربط الضريبة‬
                          ‫او لترتيب اى عبء مالي آخر وال يجوز اتخاذها دليال فى جرمية او أساس اى عمل.‬

 ‫كما نصت املادة الرابعة معدلة بالقانون رقم 82 لسنة 2891 بأنه يعاقب باحلبس مدة ألتقل عن شهر وال‬
‫تزيد عن ستة أشهر وبغرامة ألتقل عن مائة جنيه وال تزيد عن خمسمائة جنيه او بإحدى هاتني العقوبتني‬
   ‫كل من اخل بسرية البيانات اإلحصائية أو افشي بيانا من البيانات الفردية أو سرا من أسرار الصناعة أو‬
  ‫التجارة اوغير ذلك من أساليب العمل التي يكون قد اطلع عليها مبناسبة عمله في اإلحصاء أو التعداد.‬

     ‫القانون رقم 21 لسنة 9991 بتعديل بعض أحكام القانون رقم 78 لسنة 0691 فى شان‬
      ‫التعبئة العامة نص هذا القانون فى مادته رقم 53 على انه يعاقب على إفشاء البيانات واملعلومات‬
       ‫اخلاصة بالتعبئة باحلبس وبغرامة ألتقل عن ألفني وخمسمائة جنيه وال تزيد على خمسة أالف جنيه‬
                                                                       ‫اوباحدى هاتني العقوبتني.‬

     ‫كما نصت املادة 63 على انه يعاقب كل مشتغل فى شئون التعبئة أفشى أسرار خاصة بوحدات اجلهاز‬
       ‫االدارى للدولة آو األفراد أو الهيئات أو شركات القطاع العام او شركات قطاع األعمال العام او شركات‬
      ‫القطاع اخلاص مما يتصل بأداء واجبهم باحلبس وبغرامة ألتقل عن ألفني وخمسمائة جنيه وال تزيد على‬
                                                        ‫خمسة أالف جنيه أو بإحدى هاتني العقوبتني.‬

    ‫قانون العاملني املدنيني بالدولة رقم (74) لسنة 8791 تنص مادة (77) من القانون املذكور على‬
  ‫انه يحظر على العامل : فقرة (7) ان يفضى باى تصريح أو بيان عن أعمال وظيفته عن طريق الصحف أو‬
 ‫غير ذلك من طرق النشر إال إذا كان مصرحا له بذلك كتابة من الرئيس اخملتص. فقرة (8) ان يفشى األمور‬
‫التي يطلع عليها بحكم وظيفته إذا كانت سرية بطبيعتها أو مبوجب تعليمات تقضى بذلك , ويظل هذا‬
                                                 ‫االلتزام بالكتمان قائما ولو بعد ترك العامل اخلدمة.‬

‫ويالحظ من العرض السابق ان بعض هذه القوانني منطقى فى فرض احلظر على افشاء االسرار واملعلومات‬
       ‫مثل البيانات اخلاصة بالتعداد، ولكن القوانني االخرى قد بالغت كثيرا فى هذه املسالة. وقد ادى هذا‬
      ‫الوضع املضطرب للمعلومات والبيانات فى مصر الى التشكك الدائم واملستمر فى هذه البيانات بل‬
   ‫واتسعت بنطاقها لتشمل التشكيك حتى في البيانات التي نعتقد أنها ال حتتمل اى شك او جدل مثل‬
      ‫بيانات احلسابات اخلتامية أو البيانات النقدية التي يصدرها البنك املركزي. وهنا مكمن اخلطورة إذ إن‬
 ‫التشكيك الدائم واملستمر فى البيانات الرسمية وغير الرسمية يخلق جو من عدم الثقة وانعدام اليقني‬
  ‫في أية مؤشرات اقتصادية ميكن أن يعتمد عليها األفراد عند دراسة اجلدوى ملشروع انتاجى معني أو إجراء‬

‫91‬                                                ‫9. انظر جناد البرعى « املقصلة والتنور – حرية التعبير فى مصر « القاهرة 3002‬
‫دراسة علمية لظاهرة اقتصادية معينة او غيرها من األمور التي حتتاج إلى بيانات وإحصاءات‬
       ‫دقيقة، وهو ما يؤدى في النهاية إلى إفساد مناخ االستثمار وابتعاد املستثمر اجلاد فى‬
 ‫اإلقدام على االستثمار طاملا ان األمور ضبابية وغير واضحة على اإلطالق، وتزداد االستثمارات‬
‫العشوائية واملضاربات غير املشروعة وغيرهما من األمور التي تشيع البلبة والفوضى ومن ثم‬
                                                                     ‫الفساد فى األسواق.‬

     ‫املعلومات ومالية الدولة ومن اهم واخطر االمور املرتبطة باملعلومات وتوافره املتابعة‬
   ‫الدقيقة لالوضاع املالية للدولة وذلك فى ضوء الدور الذي تلعبه املوازنة العامة للدولة في‬
 ‫اجملتمع فمن املعروف ان الغرض األساسي من إعداد املوازنة هو حتقيق نوعيني من الرقابة على‬
 ‫استخدام املال العام. األولى دستورية والثانية اقتصادية ومالية. ومن حيث الوظيفة األولى‬
     ‫تعد املوازنة وثيقة سياسية وقانونية تخدم أهداف الرقابة الدستورية وتضمن املشاركة‬
 ‫الفعالة من جانب كافة فئات اجملتمع. وهو ما يتطلب بدوره املعرفة الكاملة باألوضاع املالية‬
        ‫وبالتالي الشفافية املطلقة في عرض بنود املوازنة ليس فقط ألغراض اقتصادية ولكن‬
      ‫وهو األهم من اجل املزيد من املساءلة السياسية أمام السلطات الرقابية والتشريعية‬
  ‫والشعبية. إذ تعد الشفافية من العوامل الضرورية التي متكن مجلس الشعب واملواطنني‬
      ‫بوجه عام من مراقبة احلكومة ومحاسبتها. ويستلزم حتقيق الشفافية توضيح أهداف‬
    ‫املوازنة وكذلك توزيع اإلنفاق على البنود اخملتلفة باإلضافة إلى توفير بعض املؤشرات التي‬
   ‫تساعد على متابعة املوازنة، فضال عن ضرورة نشر املعلومات حول ما مت تنفيذه من أهداف‬
‫املوازنة. ومبعنى آخر فان الشفافية فى جميع مراحل إعداد املوازنة تعد من العوامل الضرورية‬
           ‫التي متكن مجلس الشعب واملواطنني بوجه عام من مراقبة احلكومة ومحاسبتها.‬

      ‫ولهذا أصبح مقدار الشفافية الذي تتسم به املوازنة العامة إحدى املعايير األساسية‬
   ‫للحكم على حسن إدارة املالية العامة جنبا الى جنب مع محور فعالية السياسة املالية‬
     ‫وكذلك سالمتها. من هذا املنطلق تأتى أهمية مؤشر شفافية املوازنة والذي قام مركز‬
    ‫أولويات املوازنة واإلدارة فى الواليات املتحدة األمريكية بإصداره ألول مرة عام 5002 ويقوم‬
 ‫بتصنيف الدول حسب حجم املعلومات عن املوازنة التي تنشرها الدولة. ويعد أول دليل في‬
 ‫هذا اجملال استنادا إلى استطالعات للراى مفصلة قام بها خبراء محليون في 58 دولة لقياس‬
‫" شفافية املوازنة العامة للدولة"، وهو عبارة عن 221 سؤاال جلمع معلومات مقارنة عن قدرة‬
  ‫املواطن على احلصول على معلومات تتعلق باملوازنة وكمية املعلومات املتاحة. وهناك عدة‬
       ‫محاور لدراسة مقدار الشفافية الذي تتمتع به املوازنة العامة للدولة، وهى كالتالي:‬

      ‫تفاصيل البيانات واملعلومات املقدمة فى املوازنة سواء تعلق ذلك باإليرادات أو‬
                     ‫املصروفات أو أعباء الدين العام وغيرها من األمور املالية الهامة.‬

‫مقدار املعلومات املتوفرة ويقصد بها املعلومات التى ميكن للجمهور احلصول عليها‬
      ‫بطلب يقدم إلى اجلهة اخملول لها إصدار املوازنة، ولذلك فهذا التعريف يشمل‬
   ‫املعلومات املتوفرة عبر إجراءات محددة تضمن نشر الوثائق العامة لكل األطراف‬
               ‫املهتمة، إضافة إلى املعلومات او الوثائق التي ال تتوافر إال بالطلب.‬

  ‫ويقيس مؤشر شفافية املوازنة وضع الدولة من حيث كمية املعلومات املنشورة.‬
  ‫وفقا لهذا املؤشر فهناك دول تنشر معلومات واسعة وهناك دول تنشر معلومات‬
‫هامة ودول تنشر بعض املعلومات للمواطنني وأخرى تنشر احلد األدنى من املعلومات‬
                       ‫ودول ال تنشر اى معلومات أطالقا أو نادر ما تنشر معلومات.‬
‫أما من حيث طبيعة املعلومات فيتم تقسيم املعلومات إلى معلومات غير مالية ومعلومات‬
‫مالية عن برامج اإلنفاق احلكومي. وتنقسم الدول وفقا ً لهذا املؤشر، إلى بلدان تنشر معلومات،‬
‫سواء كانت مالية أو غير مالية، مفصلة عن كل برامج، بلدان تنشر معلومات على األقل لثلثي‬‫ً‬
      ‫البرامج، بلدان تنشر معلومات ألقل من ثلثي البرامج، وبلدان ال تنشر معلومات مفصلة.‬


                                            ‫جدول رقم 2‬
                   ‫توزيع الدول حسب كمية املعلومات املنشورة فى موازناتها عام 8002‬
     ‫9002 ,‪Source: Center of budget and policy priorities, open budget index 2008, Washington‬‬

                                 ‫الدول‬                              ‫املؤشر‬        ‫األداء‬
                      ‫فرنسا، نيوزيلندا، جنوب إفريقيا، اململكة‬                ‫معلومات شاملة‬
                                                                     ‫68‬
                                       ‫املتحدة،الواليات املتحدة‬                 ‫(من 18- 001)‬

               ‫بتسوانا، البرازيل، التشيك، أملانيا، النرويج، بيرو،‬
                                                                              ‫معلومات وافرة‬
         ‫بولندا، رومانيا، سلوفينيا، كوريا اجلنوبية، سيريالنكا،‬       ‫86‬
                                                                                    ‫(16 -08)‬
                                                         ‫السويد.‬
                                 ‫األرجنتني،بنجالديش، البوسنة‬
              ‫والهرسك،بلغاريا،كولومبيا، كوستاريكا،كرواتيا،‬
                ‫مصر،جورجيا،غانا،جواتيماال، الهند، اندونيسيا،‬                  ‫بعض املعلومات‬
                                                                     ‫15‬
          ‫األردن، كينيا، مقدونيا، املكسيك،ناميبيا، نيبال،غينيا‬                     ‫(14 – 06)‬
               ‫اجلديدة، الفليبني، روسيا، الصرب، تركيا، أوغندا،‬
                                                ‫أوكرانيا زامبيا.‬
              ‫ألبانيا، أذربيجان، إكوادور،السلفادور،كازاخستان،‬                  ‫احلد األدنى من‬
         ‫لبنان،مالوي،ماليزيا، منغوليا،املغرب، النيجر،باكستان،‬        ‫43‬           ‫املعلومات‬
                      ‫تنزانيا،تايالند، ترينيداد وتوباغو،فنزويال.‬                   ‫(12 -04)‬
                    ‫أفغانستان،اجلزائر،انغوال،بوليفيا،بوركينافا‬
               ‫سو، كمبوديا، الكاميرون،تشاد، الصني،الكونغو،‬                      ‫شحيحة أو ال‬
                                                                      ‫7‬
                       ‫الدومينيكان، غينيا االستوائية، فيجى،‬                          ‫معلومات‬
           ‫الهندوراس،قرغيزيا، ساوتومى برنسيب، السعودية،‬
                                      ‫السودان، فيتنام، اليمن.‬



    ‫وعلى اجلانب األخر فان هذا املؤشر ال يرتبط باملوازنة العامة فقط بل أيضا بكافة الوثائق ذات الصلة‬
‫باملوازنة، وكيفية نشرها وإتاحتها للجمهور، وتنقسم الدول وفقا لهذا التقسيم على النحو الذي يتضح‬
                                                                                  ‫من اجلدول التالي‬




‫12‬
‫جدول رقم3‬
                        ‫وثائق املوازنة واملعلومات املتاحة‬
   ‫,8002 ‪Source: Center of budget and policy priorities, open budget index‬‬
                             ‫9002 ,‪Washington‬‬

‫معلومات معلومات‬  ‫بعض‬                ‫احلد‬       ‫ال تقدم‬              ‫بلدان‬
 ‫شاملة‬   ‫وافرة‬  ‫املعلومات‬           ‫األدنى‬    ‫معلومات‬
  ‫81‬          ‫8‬           ‫4‬           ‫0‬           ‫55‬           ‫بيان ما قبل املوازنة‬
  ‫04‬         ‫03‬           ‫0‬          ‫11‬           ‫42‬               ‫مشروع املوازنة‬
  ‫01‬          ‫3‬           ‫0‬           ‫4‬           ‫86‬              ‫املوازنة املعتمدة‬
  ‫72‬         ‫22‬          ‫01‬           ‫5‬           ‫12‬             ‫تقارير خالل العام‬
  ‫72‬         ‫22‬          ‫01‬           ‫5‬           ‫12‬          ‫مراجعة نصف العام‬
  ‫5‬          ‫11‬          ‫41‬          ‫01‬           ‫73‬           ‫تقرير نهاية السنة‬
  ‫12‬         ‫11‬          ‫31‬           ‫8‬           ‫23‬                  ‫تقرير املراجع‬
‫ثالثا: نحو إطار متكامل للمزيد من الشفافية‬
                                       ‫والمعلومات في مصر‬
  ‫مما سبق يتضح لنا أهمية احلديث عن ضرورات اإلصالح املؤسسي والهيكلي، جنبا إلى جنب مع اإلصالح‬
 ‫االقتصادي، وبالتالي فان أسلوب التنظيم واإلدارة في اجملتمع واملتعلق بكيفية ممارسة السلطة في البلد،‬
      ‫هو احلاكم األساسي لهذه املسألة. ويتطلب ذلك معرفة العملية التي تختار بواسطتها احلكومات‬
‫وآليات مراقبتها ومساءلتها، وثانيا قدرة احلكومة على إدارة املوارد بكفاءة وفعالية، وفرض قواعد تنظيمية‬
‫سليمة، وثالثا مدى احترام املواطنني واحلكومة للمؤسسات التي حتكم املعامالت االقتصادية واالجتماعية‬
      ‫املتبادلة بينهم. لكل هذه اآلثار وغيرها يصبح من الضروري العمل على املزيد من الشفافية وحرية‬
  ‫املعلومات وذلك للحد من الفساد وحتقيق مجتمع أكثر شفافية وهو ما يتطلب العمل على عدة محاور‬
                                                                                   ‫ياتى على رأسها:‬

    ‫1. اإلسراع بإصدار قانون جديد للمعلومات يتيح الفرصة كاملة للحصول على البيانات واملعلومات‬
‫الصحيحة مع مراعاة التوازن الدقيق بني حرية تداول املعلومات واألمور املرتبطة باألمن القومي للدولة‬
     ‫و ضمان توفر املعلومات الدقيقة في مواقيتها، وإفساح اجملال أمام اجلميع لالطالع على املعلومات‬
    ‫الضرورية واملوثقة،ويجب أن تنشر بعلنية ودورية من أجل توسيع دائرة املشاركة والرقابة واحملاسبة‬
  ‫ومحاصرة الفساد من جهة، واملساعدة على اتخاذ القرارات الصاحلة فى السياسة العامة من جهة‬
                                                                                           ‫أخرى.‬


                         ‫ضرورة العمل على املزيد من الشفافية وحرية‬
                      ‫املعلومات للحد من الفساد وحتقيق مجتمع أكثر‬
                            ‫شفافية من خالل العمل على عدة محاور:‬
                       ‫اإلسراع بإصدار قانون جديد للمعلومات يتيح الفرصة‬         ‫1.‬
                       ‫كاملة للحصول على البيانات واملعلومات الصحيحة.‬
                                                    ‫تنقية القوانني القائمة.‬    ‫2.‬
                                     ‫املزيد من شفافية املالية العامة للدولة.‬   ‫3.‬
                        ‫اإلفصاح العلني عن ممتلكات ودخول املرشحني لشغل‬          ‫4.‬
                    ‫املناصب العامة، والسياسيني وأعضاء الهيئات التشريعية‬
                      ‫ومن يعولوهم، باإلضافة إلى اإلفصاح العلني عما تقدم‬
                     ‫الشركات واألفراد من تبرعات لألحزاب السياسية او متويل‬
                                                       ‫احلمالت االنتخابية.‬
                     ‫نشر كافة التقارير السنوية التي تعدها اجلهات الرقابية،‬     ‫5.‬
                       ‫مثل اجلهاز املركزي للمحاسبات والرقابة اإلدارية والبنك‬
                    ‫املركزي وغيرهم، على أوسع نطاق وبكافة الطرق والسبل.‬
                                                    ‫حماية الشهود واملبلغني‬     ‫6.‬


‫32‬
‫وكلها أمور تؤدى إلى خلق املزيد من الثقة في البيانات واملعلومات احلكومية واالرتقاء‬
 ‫بجودتها، بحيث تصبح مرآة حقيقية للواقع املعاش. ولهذا ينبغي العمل على معاقبة‬
 ‫كل من يقوم بتقدمي بيانات او معلومات غير صحيحة أو على غير النحو املتفق عليه، أو‬
  ‫االمتناع عن تقدمي البيانات املطلوبة أو تأخيرها، دون مبرر. أو اإلتالف العمدى للسجالت‬
                                       ‫والدفاتر اخلاصة بالبيانات واملعلومات لدى اجلهة.‬

                                                    ‫فى هذا السياق يجب العمل على:‬

                             ‫توحيد سير املعامالت والوثائق الالزمة لتنفيذ اخلدمة.‬
    ‫تطوير البنية التحتية للمعلومات واالتصاالت في الدولة وتزويدها بأدوات العمل‬
                                                                    ‫املتطورة.‬
      ‫التنسيق بني اجلهات ذات العالقة وإعداد دليل مبسط بأسماء اإلدارات اخملتلفة‬
‫واختصاصاتها وكيفية أدائها لعملها والشروط واألوراق الالزمة لطلب اخلدمات التي‬
                                    ‫تقوم عليها وأماكنها واملدة الالزمة لتقدميها.‬

   ‫2. تنقية القوانني القائمة: يرتبط مبا سبق ضرورة العمل على تنقية القوانني احلالية من‬
     ‫كافة املواد التي تخالف املبادىء السابقة، إذ ال يقتصر األمر على إصدار قانون جديد‬
   ‫للمعلومات بل يتطلب في ذات الوقت تنقية القوانني احلالية من كافة املعوقات التي‬
     ‫حتول دون تدفق املعلومات بطريقة صحيحة، ونذكر منها على سبيل املثال القوانني‬
     ‫أرقام 53 لسنة 0691 في شان التعداد واإلحصاء، والقانون رقم 78 فى شان التعبئة‬
 ‫العامة والقوانني املعدلة له، والقانون رقم 121 لسنة 5791 بشان احملافظة على الوثائق‬
        ‫الرسمية للدولة وقرار رئيس اجلمهورية رقم 726 لسنة 1891 بشان إنشاء مراكز‬
                        ‫املعلومات والتوثيق في األجهزة اإلدارية للدولة والهيئات العامة.‬

      ‫مع العمل على إنشاء آلية قانونية لتنظيم حصول األفراد على املعلومات. وميكن‬
      ‫أن يتم ذلك إما بإنشاء جهاز جديد يناط به هذه العملية برمتها أو بتعديل الوضع‬
  ‫احلالي إلحدى األجهزة القائمة لتتولى هذا املوضوع وهنا نقترح أن يكون ذلك هو اجلهاز‬
 ‫املركزي للتعبئة العامة واإلحصاء مع تعديله بحيث يتم الفصل بني وظيفتي اإلحصاء‬
 ‫والتعبئة، إذ أن كل منهما وظيفة مختلفة متاما عن األخرى. وبالتالي حتتاج الى أسلوب‬
                   ‫تعامل مختلف، وإدخال بعض التعديالت التشريعية لتحقيق ذلك.‬

‫3. املزيد من شفافية املالية العامة للدولة فقد أثبتت الدراسات أن الطريقة التي تنفق بها‬
 ‫احلكومات مواردها املالية تبدو أكثر أهمية من حجم ما تنفقه من أموال أو الغرض الذي‬
    ‫تنفق هذه األموال من أجله، وبالتالي فان الكشف العلني والواضح عن هذه املسألة‬
   ‫يتطلب النشر الكامل للبيانات املالية للدولة، فى الوقت املناسب، كما يجب أن تكون‬
     ‫تلك البيانات موثقة وعلى درجة عالية من الدقة، وميكن الرجوع إليها بحيث يسهل‬
 ‫فهمها، كما يجب ان تكون حديثة وتتفق مع املعايير الدولية املتبعة فى البلدان األخرى.‬
      ‫من هذا املنطلق نطرح فيما يلى بعض املقترحات املتعلقة بالشفافية واملعلومات‬
                                                    ‫املالية، وذلك من خالل عدة خطوات:‬

       ‫تضمني قانون املوازنة (رقم 35 لسنة 3791 وتعديالته) باب جديد عن شفافية‬
‫املوازنة يحتوى على القواعد العامة والشروط التي يجب االلتزام بها فى إعداد قانون‬
‫املوازنة وكافة التقارير املتعلقة باملالية العامة. على النحو الذي يضع إطارا موحدا ومتسقا‬
                                                               ‫لكيفية إعداد وثائق املوازنة.‬

 ‫تقدمي معلومات كافية عن كافة الكيانات االقتصادية العامة والتي تقوم بأنشطة خارج املوازنة‬
     ‫ولكنها تؤثر على السالمة املالية للدولة مثل الهيئات االقتصادية وبنك االستثمار القومي.‬

     ‫حتديد املسئولية عن نشر بيانات املوازنة واملالية، ودعم شرعية ومؤسسية نشر تقارير املوازنة‬
                                                  ‫وتقارير املتابعة الشهرية والنصف سنوية.‬

   ‫ضرورة العمل على إصدار بيان ماقبل املوازنة تعرض فيه احلكومة الثوابت التى تستند عليها‬
  ‫لصياغة مشروع املوازنة مثل تقديرات النمو وتكونه ومعدل التضخم املتوقع وكذلك معدالت‬
         ‫الفائدة والبطالة، وأوضاع امليزان اجلاري مبيزان املدفوعات وغيرها من األمور املرتبطة به.‬

       ‫حتديد سياسة واضحة لإلفصاح عن اخملاطر املالية احملتملة وآثارها اخملتلفة، مثل الدين العام‬
                                                    ‫وإدارته وكذلك املتأخرات والضمانات احلكومية.‬

  ‫وضع معايير محددة للحكم على مدى جناعة وكفاءة السياسة املالية، وبالتالي عدم االقتصار‬
    ‫على مجرد عرض بيانات وأرقام صماء عن املوازنة، دون الدخول فى بعض التفاصيل الهامة، اى‬
    ‫نشر بيانات غير مالية مثل عدد املستفيدين من البرامج التأمينات االجتماعية وعدد املدارس‬
                                                                   ‫واملستشفيات وغيرها.‬

      ‫4. وعلى صعيد الشفافية يتطلب األمر "اإلفصاح" العلني عن ممتلكات ودخول املرشحني لشغل‬
    ‫املناصب العامة، وكذلك السياسيني وأعضاء الهيئات التشريعية ومن يعولوهم. ذلك باإلضافة‬
   ‫إلى اإلفصاح العلني عما تقدم الشركات واألفراد من تبرعات لألحزاب السياسية او متويل احلمالت‬
 ‫االنتخابية. وينطبق هذا القول على كافة املنصوص عليهم فى فى قانون الكسب غير املشروع رقم‬
                                                                        ‫26 لسنة 5791 وهم:‬

‫القائمون بأعباء السلطة العامة، وسائر العاملني فى اجلهاز اإلدارى فى الدولة عدا فئات املستوى‬
                                                                                   ‫الثالث.‬

      ‫رؤساء وأعضاء مجالس إدارة املؤسسات العامة، عدا العاملني الذين ال يجاوز أجرهم ما يعادل‬
                                                           ‫نهاية الربط املالى للمستوى الثالث‬

  ‫رئيس وأعضاء مجلس الشعب والشورى ورؤساء وأعضاء اجملالس احمللية الشعبية وغيرهم ممن‬
                                      ‫لهم صفة نيابية عامة سواء كانوا منتخبني أو معينني‬

  ‫رؤساء وأعضاء مجالس اإلدارة وسائر العاملني بالهيئات العامة واملؤسسات العامة والوحدات‬
                                ‫االقتصادية التابعة لها عدا شاغلى فئات املستوى الثالث‬

      ‫رؤساء وأعضاء مجالس اإلدارة وسائر العاملني بالشركات أو الهيئات العامة أو املؤسسات‬
  ‫العامة أو الوحدات االقتصادية التى تساهم فيها احلكومة بنصيب فى رأس مالها، وذلك فيما‬
     ‫عدا األجانب والعاملني الذين ال يجاوز أجرهم ما يعادل نهاية الربط املالي للمستوى الثالث‬

     ‫رؤساء وأعضاء مجالس إدارة النقابات املهنية واالحتادات والنقابات العمالية واجلمعيات اخلاصة‬
                                                                                ‫ذات النفع العام‬
‫52‬
‫رؤساء وأعضاء مجالس اإلدارة وسائر العاملني باجلمعيات التعاونية، عدا العاملني‬
              ‫الذين ال يجاوز أجرهم ما يعادل نهاية الربط املالى للمستوى الثالث‬

                                                                ‫العمد واملشايخ‬

  ‫مأمور التحصيل واملندوبون له واألمناء على الودائع والصيارف ومندوبو املشتريات‬
  ‫واملبيعات وأعضاء جلان الشراء والبيع فى اجلهات املشار إليها فى البنود السابقة‬

     ‫5. ضرورة نشر كافة التقارير السنوية التي تعدها اجلهات الرقابية، مثل اجلهاز املركزي‬
   ‫للمحاسبات والرقابة اإلدارية والبنك املركزي وغيرهم، على أوسع نطاق وبكافة الطرق‬
     ‫والسبل. وتعديل القوانني املنظمة لها بحيث تسمح لها بالنشر الفوري لتقاريرها‬
      ‫السنوية بكافة السبل والوسائل، كما تتطلب أيضا العمل على حتقيق ما نادى به‬
‫الدستور املصري من ضرورة إن تكون جلسات مجلس الشعب علنية، وذلك بإذاعتها على‬
‫الهواء مباشرة من إحدى القنوات التليفزيونية، أو إنشاء قناة جديدة متخصصة فى هذا‬
                        ‫اجملال، بحيث يتمكن اجملتمع من متابعة ما يدور حتت قبة البرملان.‬

      ‫6. حماية الشهود واملبلغني: يعتبر التبليغ عن اجلرائم بشكل عام وعن جرائم الفساد‬
‫بشكل خاص من احلقوق األساسية لإلنسان التى كفلتها املواثيق الدولية والوطنية، بل‬
‫إن هذا احلق يرقى إلى مصاف الواجب فى كثير من األحيان، حيث أن الشفافية واملساءلة‬
     ‫وحماية املبلغني تشكل حجر الزاوية فى جهود مكافحة الفساد وحماية املال العام‬
 ‫واحملافظة علية ويصعب حتقيق النجاح فى محاربة الفساد دون وجود أشخاص يتحلون‬
  ‫بقدر عالى من الشجاعة واملسؤولية لإلبالغ عن جرائم الفساد التى يكتشفونها أثناء‬
 ‫أدائهم وظائفهم دون خوف من عواقب هذا التبليغ سواء على أنفسهم أو أسرهم، إال‬
    ‫انه ال يكفى لتفعيل التبليغ حث األشخاص وتقرير املكافآت لتحفيزهم للتبليغ عن‬
  ‫جرائم الفساد بل البد من تقرير مجموعة متكاملة من الضمانات التى يتعني توفيرها‬
‫من قبل السلطات العامة حلماية املبلغني والشهود من أية مخاطر أو تهديدات أو إضرار‬
                                                            ‫نتيجة قيامهم باإلبالغ.‬

    ‫لهذا تعتبر حماية الشهود واملبلغني عن اخملالفات من املوضوعات بالغة األهمية ليس‬
         ‫فقط بالنسبة جلهود مكافحة اجلرمية، ولكن لتحقيق احملاسبة وتدعيم مشاركة‬
      ‫املواطنني في إدارة شئون مجتمعهم، فابالغات وأقوال الشاهد قد تكون هي الدليل‬
   ‫الوحيد الذي يرشد عن وقوع اجلرمية ويساعد السلطات العامة في التوصل إلى اجلناة،‬
    ‫وكل مواطن في اجملتمع عليه واجب أداء الشهادة أو التبليغ عن اجلرائم التي تصل إلى‬
       ‫علمه، غير أن هذا الواجب قد يتقاعس املواطن عن تأديته بسبب اخلوف من تعرضه‬
   ‫ألعمال انتقامية أو إجراءات تعسفية من قبل اجلناة، أو العتقاده بعدم قدرة السلطات‬
       ‫العامة على تنفيذ حكم القانون، أو بسبب تعقد إجراءات تقدمي البالغ أو الشهادة‬
    ‫أمام القضاء، باإلضافة إلى الضرر الشخصي الذي قد يعود على املواطن من جراء أداء‬
‫الشهادة أو التبليغ، والذي يتمثل في تعطيله وضياع وقته طوال فترة سماع الشهادة أو‬
                  ‫البالغ. هذا فضال عن إمكانية حتمله نفقات االنتقال إلى مكان البالغ.‬

 ‫لذلك فإن احلديث عن أي واجب أخالقي أو التزام قانوني يفرض على املبلغ والشاهد ألداء‬
   ‫شهادة أو اإلبالغ عن وقوع جرمية، بدون التزام السلطات العامة في املقابل بتوفير احلد‬
‫األدنى من الضمانات واحلماية له يعد من قبيل تشجيع أفراد اجملتمع على االمتناع عن املشاركة‬
   ‫في مساعدة السلطات العامة في القيام بواجبها في مكافحة اجلرمية والفساد، لذا فإن االهتمام‬
          ‫بحماية الشهود واملبلغني يسهم في تعزيز مشاركة األفراد في مكافحة اجلرمية وفي معاونة‬
  ‫السلطات العامة في القيام بوجباتها على هذا الصعيد، ويعطى أيضا ً املواطن بشكل عام وسيلة‬
   ‫أكثر فاعلية ملراقبة أداء أصحاب املسئولية، وتبلغ أهمية هذا املوضوع فى مشكلة الضمانات التى‬
 ‫يتعني توفيرها من قبل السلطات العامة حلماية املواطن الصالح من أى ضرر قد يعود عليه من جراء‬
       ‫قيامه باإلدالء بالشهادة أو اإلبالغ عن اجلرمية. وبرغم تنبه املشرع املصري ألهمية وضرورة إصباغ‬
‫احلماية القانونية علي املبلغني والشهود وتوفيره تلك احلماية بنصوص عدة، إال ان هناك حاجة للنظر‬
  ‫في سن قانون خاص حلماية املبلغني والشهود لدعم احلس اجملتمعي لدي األفراد وحثهم علي القيام‬
  ‫باإلبالغ عن وقائع الفساد اجملتمعي وعدم كتم الشهادة واإلسراع باإلبالغ عند وجود ثمة فساد، األمر‬
   ‫الذي يتطلب تدخل تشريعي يكفل احلماية الكاملة للشهود واملبلغني ولذويهم من بطش وانتقام‬
                                                       ‫مرتكبي جرائم الفساد على النحو التالي:‬

     ‫سن تشريع يهدف إلى تشجيع وتسهيل عملية الكشف عن التصرفات املنحرفة أو الفاسدة‬
      ‫واملنافية للقانون والتي يقوم بها مسئولون حكوميون أو هيئات حكومية وذلك بصرف مبالغ‬
                                      ‫نقدية للمبلغ أو الشاهد الذى يبلغ عن وقائع الفساد.‬

   ‫تأمني احلماية للمبلغني والشهود الذين يعاونون أو يواجهون صعوبات بسبب تبليغهم بعدم‬
  ‫الكشف عن هوية الشاهد أو املبلغ واستخدام الطرق التكنولوجية احلديثة فى اإلبالغ واإلدالء‬
‫بالشهادة وذلك لضمان عدم بطش املتهم به وذويه، مع إمكانية تغيير هوية ومحل إقامة املبلغ‬
                                                   ‫أو الشاهد حتى ال يستطيع املتهم تعقبه.‬




‫72‬
حرية المعلومات والشفافية في مصر

Recomendados

الديمقراطية التي تؤتي ثمارها por
الديمقراطية التي تؤتي ثمارهاالديمقراطية التي تؤتي ثمارها
الديمقراطية التي تؤتي ثمارهاResources for Development Center (RDC)
901 visualizações32 slides
الدفاع عن المجتمع المدني por
الدفاع عن المجتمع المدنيالدفاع عن المجتمع المدني
الدفاع عن المجتمع المدنيResources for Development Center (RDC)
629 visualizações70 slides
الحماية القانونية والآمان الرقمي لمستخدمي الانترنت por
الحماية القانونية والآمان الرقمي لمستخدمي الانترنتالحماية القانونية والآمان الرقمي لمستخدمي الانترنت
الحماية القانونية والآمان الرقمي لمستخدمي الانترنتResources for Development Center (RDC)
659 visualizações15 slides
كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس؟ por
كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس؟كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس؟
كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس؟Resources for Development Center (RDC)
810 visualizações193 slides
حرية الإعلام por
حرية الإعلامحرية الإعلام
حرية الإعلامResources for Development Center (RDC)
478 visualizações112 slides
لماذا يحاول الكثيرون تفادي إدارة الأداء ؟ por
لماذا يحاول الكثيرون تفادي إدارة الأداء ؟لماذا يحاول الكثيرون تفادي إدارة الأداء ؟
لماذا يحاول الكثيرون تفادي إدارة الأداء ؟Resources for Development Center (RDC)
963 visualizações5 slides

Mais conteúdo relacionado

Destaque

فهم موازنة الدولة العامة por
فهم موازنة الدولة العامةفهم موازنة الدولة العامة
فهم موازنة الدولة العامةResources for Development Center (RDC)
557 visualizações55 slides
التعامل مع من لا تطيقهم por
التعامل مع من لا تطيقهمالتعامل مع من لا تطيقهم
التعامل مع من لا تطيقهمResources for Development Center (RDC)
1.1K visualizações380 slides
الناشــــط الإلكتــــروني por
الناشــــط الإلكتــــرونيالناشــــط الإلكتــــروني
الناشــــط الإلكتــــرونيResources for Development Center (RDC)
377 visualizações88 slides
استخدام الموبايل في الحملات الانتخابية وحملات تسجيل الناخبين por
استخدام الموبايل في الحملات الانتخابية وحملات تسجيل الناخبيناستخدام الموبايل في الحملات الانتخابية وحملات تسجيل الناخبين
استخدام الموبايل في الحملات الانتخابية وحملات تسجيل الناخبينResources for Development Center (RDC)
1.1K visualizações16 slides
استخدام الموبايل في حملات جمع الأموال por
استخدام الموبايل في حملات جمع الأموالاستخدام الموبايل في حملات جمع الأموال
استخدام الموبايل في حملات جمع الأموالResources for Development Center (RDC)
403 visualizações18 slides
الحكومة الشفّافة por
الحكومة الشفّافةالحكومة الشفّافة
الحكومة الشفّافةResources for Development Center (RDC)
502 visualizações41 slides

Destaque(19)

استخدام الموبايل في الحملات الانتخابية وحملات تسجيل الناخبين por Resources for Development Center (RDC)
استخدام الموبايل في الحملات الانتخابية وحملات تسجيل الناخبيناستخدام الموبايل في الحملات الانتخابية وحملات تسجيل الناخبين
استخدام الموبايل في الحملات الانتخابية وحملات تسجيل الناخبين
دليل استخدام صفحات الفيس بوك للمنظمات غير الحكومية por Resources for Development Center (RDC)
دليل استخدام صفحات الفيس بوك للمنظمات غير الحكوميةدليل استخدام صفحات الفيس بوك للمنظمات غير الحكومية
دليل استخدام صفحات الفيس بوك للمنظمات غير الحكومية

Similar a حرية المعلومات والشفافية في مصر

Programme Electoral Ennahdha 2019 por
Programme Electoral Ennahdha 2019Programme Electoral Ennahdha 2019
Programme Electoral Ennahdha 2019Khalil Amiri
1.1K visualizações67 slides
نحو الية سورية لتطبيق مبادئ مساءلة الحكومة por
نحو الية سورية لتطبيق مبادئ مساءلة الحكومةنحو الية سورية لتطبيق مبادئ مساءلة الحكومة
نحو الية سورية لتطبيق مبادئ مساءلة الحكومةشركة الاتصالات السورية
390 visualizações4 slides
Good Governance : Concepts and Principles por
Good Governance : Concepts and Principles Good Governance : Concepts and Principles
Good Governance : Concepts and Principles Loay Qabajeh
596 visualizações72 slides
نحو الية سورية لتطبيق مبادئ مساءلة الحكومة por
نحو الية سورية لتطبيق مبادئ مساءلة الحكومةنحو الية سورية لتطبيق مبادئ مساءلة الحكومة
نحو الية سورية لتطبيق مبادئ مساءلة الحكومةشركة الاتصالات السورية
460 visualizações4 slides
Recommandations2 por
Recommandations2Recommandations2
Recommandations2Lotfi Kaabi
334 visualizações31 slides
الفساد.pptx por
الفساد.pptxالفساد.pptx
الفساد.pptxRehaballah Elweza
9 visualizações6 slides

Similar a حرية المعلومات والشفافية في مصر(20)

Programme Electoral Ennahdha 2019 por Khalil Amiri
Programme Electoral Ennahdha 2019Programme Electoral Ennahdha 2019
Programme Electoral Ennahdha 2019
Khalil Amiri1.1K visualizações
Good Governance : Concepts and Principles por Loay Qabajeh
Good Governance : Concepts and Principles Good Governance : Concepts and Principles
Good Governance : Concepts and Principles
Loay Qabajeh596 visualizações
Recommandations2 por Lotfi Kaabi
Recommandations2Recommandations2
Recommandations2
Lotfi Kaabi334 visualizações
المنافع الاقتصادية للنظام الديمقراطي بقلم عزالدين مبارك por ezzeddine mbarek
المنافع الاقتصادية للنظام الديمقراطي بقلم عزالدين مباركالمنافع الاقتصادية للنظام الديمقراطي بقلم عزالدين مبارك
المنافع الاقتصادية للنظام الديمقراطي بقلم عزالدين مبارك
ezzeddine mbarek277 visualizações
نحو الية سورية لتطبيق مبادئ مساءلة الحكومة por Abdullrahman Tayshoori
نحو الية سورية لتطبيق مبادئ مساءلة الحكومةنحو الية سورية لتطبيق مبادئ مساءلة الحكومة
نحو الية سورية لتطبيق مبادئ مساءلة الحكومة
Abdullrahman Tayshoori460 visualizações
Recommandations de la 1ere Convention Citoyenne por Lotfi Kaabi
Recommandations de la 1ere Convention CitoyenneRecommandations de la 1ere Convention Citoyenne
Recommandations de la 1ere Convention Citoyenne
Lotfi Kaabi559 visualizações
البيانات المفتوحة por Moez Assili
البيانات المفتوحةالبيانات المفتوحة
البيانات المفتوحة
Moez Assili102 visualizações
منظومة المعلومات في استراتيجية التنمية المستدامة في مصر por مكتبات اون لاين
منظومة المعلومات في استراتيجية التنمية المستدامة في مصر منظومة المعلومات في استراتيجية التنمية المستدامة في مصر
منظومة المعلومات في استراتيجية التنمية المستدامة في مصر
مكتبات اون لاين1.7K visualizações
الحق في الوصول إلى المعلومات: دراسة حول تطبيق الإدارات اللبنانيّة لأحكام القانون por GHERBAL INITIATIVE
الحق في الوصول إلى المعلومات: دراسة حول تطبيق الإدارات اللبنانيّة لأحكام القانونالحق في الوصول إلى المعلومات: دراسة حول تطبيق الإدارات اللبنانيّة لأحكام القانون
الحق في الوصول إلى المعلومات: دراسة حول تطبيق الإدارات اللبنانيّة لأحكام القانون
GHERBAL INITIATIVE268 visualizações
Public management 10 decision making por Kamal AL MASRI
Public management 10 decision makingPublic management 10 decision making
Public management 10 decision making
Kamal AL MASRI127 visualizações
الحوكمة من اجل التنمية المستدامة.pptx por Yasser604903
الحوكمة من اجل التنمية المستدامة.pptxالحوكمة من اجل التنمية المستدامة.pptx
الحوكمة من اجل التنمية المستدامة.pptx
Yasser604903154 visualizações
حماية البيانات الشخصية الرقمية والجرائم الإلكترونية وحماية المستهلك في ميزان... por Aboul Ella Hassanien
 حماية البيانات الشخصية الرقمية والجرائم الإلكترونية وحماية المستهلك في ميزان... حماية البيانات الشخصية الرقمية والجرائم الإلكترونية وحماية المستهلك في ميزان...
حماية البيانات الشخصية الرقمية والجرائم الإلكترونية وحماية المستهلك في ميزان...
Aboul Ella Hassanien2.4K visualizações
محاضرات في قانون الشغل por Droit Arabe
محاضرات في قانون الشغلمحاضرات في قانون الشغل
محاضرات في قانون الشغل
Droit Arabe1K visualizações
محاضرات في قانون الشغل por Droit Arabe
محاضرات في قانون الشغلمحاضرات في قانون الشغل
محاضرات في قانون الشغل
Droit Arabe2.2K visualizações
محاضرات في قانون الشغل por Droit Arabe
محاضرات في قانون الشغلمحاضرات في قانون الشغل
محاضرات في قانون الشغل
Droit Arabe7.7K visualizações
الندوة الوطنية لاطلاق الحوار حول العدالة الانتقالية في تونس 14 افريل 2012 por marsed kadha
الندوة الوطنية لاطلاق الحوار حول العدالة الانتقالية في تونس 14 افريل 2012الندوة الوطنية لاطلاق الحوار حول العدالة الانتقالية في تونس 14 افريل 2012
الندوة الوطنية لاطلاق الحوار حول العدالة الانتقالية في تونس 14 افريل 2012
marsed kadha802 visualizações

Mais de Resources for Development Center (RDC)

مصطلحـات المشاركـة المدنيــة por
مصطلحـات المشاركـة المدنيــةمصطلحـات المشاركـة المدنيــة
مصطلحـات المشاركـة المدنيــةResources for Development Center (RDC)
3.1K visualizações70 slides
عـدّة الأمان - أدوات وممارسـات للأمـان الـرقمـي por
عـدّة الأمان - أدوات وممارسـات للأمـان الـرقمـيعـدّة الأمان - أدوات وممارسـات للأمـان الـرقمـي
عـدّة الأمان - أدوات وممارسـات للأمـان الـرقمـيResources for Development Center (RDC)
1.7K visualizações52 slides
إعـداد الموازنـة por
إعـداد الموازنـةإعـداد الموازنـة
إعـداد الموازنـةResources for Development Center (RDC)
2.3K visualizações37 slides
25 قصة نجاح من البدايات الصعبة والعثرات القوية إلى النهايات الناجحة por
25 قصة نجاح من البدايات الصعبة والعثرات القوية إلى النهايات الناجحة25 قصة نجاح من البدايات الصعبة والعثرات القوية إلى النهايات الناجحة
25 قصة نجاح من البدايات الصعبة والعثرات القوية إلى النهايات الناجحةResources for Development Center (RDC)
63K visualizações125 slides
منَ يستطيع أن يُخرج الدجاجة من الزجاجة؟ por
منَ يستطيع أن يُخرج الدجاجة من الزجاجة؟منَ يستطيع أن يُخرج الدجاجة من الزجاجة؟
منَ يستطيع أن يُخرج الدجاجة من الزجاجة؟Resources for Development Center (RDC)
756 visualizações3 slides
كيف تتخلص من الإجهاد البدني في العمل؟ por
كيف تتخلص من الإجهاد البدني في العمل؟كيف تتخلص من الإجهاد البدني في العمل؟
كيف تتخلص من الإجهاد البدني في العمل؟Resources for Development Center (RDC)
858 visualizações110 slides

Mais de Resources for Development Center (RDC)(20)

25 قصة نجاح من البدايات الصعبة والعثرات القوية إلى النهايات الناجحة por Resources for Development Center (RDC)
25 قصة نجاح من البدايات الصعبة والعثرات القوية إلى النهايات الناجحة25 قصة نجاح من البدايات الصعبة والعثرات القوية إلى النهايات الناجحة
25 قصة نجاح من البدايات الصعبة والعثرات القوية إلى النهايات الناجحة
المراجع العلمية المتوافرة بالمركز، ونظام الاستعارة الخارجية por Resources for Development Center (RDC)
المراجع العلمية المتوافرة بالمركز، ونظام الاستعارة الخارجيةالمراجع العلمية المتوافرة بالمركز، ونظام الاستعارة الخارجية
المراجع العلمية المتوافرة بالمركز، ونظام الاستعارة الخارجية

Último

kamel alqeraat 1.pdf por
kamel alqeraat 1.pdfkamel alqeraat 1.pdf
kamel alqeraat 1.pdfسمير بسيوني
34 visualizações536 slides
kamel alqeraat 4.pdf por
kamel alqeraat 4.pdfkamel alqeraat 4.pdf
kamel alqeraat 4.pdfسمير بسيوني
12 visualizações577 slides
kamel alqeraat 2.pdf por
kamel alqeraat 2.pdfkamel alqeraat 2.pdf
kamel alqeraat 2.pdfسمير بسيوني
13 visualizações567 slides
جودة الحياة.pptx por
جودة الحياة.pptxجودة الحياة.pptx
جودة الحياة.pptxmanarr1441
5 visualizações9 slides
التعلم عبر بيئات الذكاء الاصطناعي مجموعة 4.pdf por
التعلم عبر بيئات الذكاء الاصطناعي مجموعة 4.pdfالتعلم عبر بيئات الذكاء الاصطناعي مجموعة 4.pdf
التعلم عبر بيئات الذكاء الاصطناعي مجموعة 4.pdfRAMIAlharbi8
17 visualizações28 slides
حرف الطاء الدرس الأول.pptx por
حرف الطاء الدرس الأول.pptxحرف الطاء الدرس الأول.pptx
حرف الطاء الدرس الأول.pptxmajood127
14 visualizações60 slides

Último(15)

جودة الحياة.pptx por manarr1441
جودة الحياة.pptxجودة الحياة.pptx
جودة الحياة.pptx
manarr14415 visualizações
التعلم عبر بيئات الذكاء الاصطناعي مجموعة 4.pdf por RAMIAlharbi8
التعلم عبر بيئات الذكاء الاصطناعي مجموعة 4.pdfالتعلم عبر بيئات الذكاء الاصطناعي مجموعة 4.pdf
التعلم عبر بيئات الذكاء الاصطناعي مجموعة 4.pdf
RAMIAlharbi817 visualizações
حرف الطاء الدرس الأول.pptx por majood127
حرف الطاء الدرس الأول.pptxحرف الطاء الدرس الأول.pptx
حرف الطاء الدرس الأول.pptx
majood12714 visualizações
منصات التعليم الإلكتروني por hmod201407
منصات التعليم الإلكترونيمنصات التعليم الإلكتروني
منصات التعليم الإلكتروني
hmod20140727 visualizações
الدالة الأسية.pptx por ssuseree3ecc2
الدالة الأسية.pptxالدالة الأسية.pptx
الدالة الأسية.pptx
ssuseree3ecc26 visualizações
لماذا اصبح تعليم الأطفال البرمجة ضرورى ؟.pdf por elmadrasah
لماذا اصبح تعليم الأطفال البرمجة ضرورى ؟.pdfلماذا اصبح تعليم الأطفال البرمجة ضرورى ؟.pdf
لماذا اصبح تعليم الأطفال البرمجة ضرورى ؟.pdf
elmadrasah23 visualizações
برنامج رقمى لتنمية قدرات المعلم الرقمية.pptx por asas175895
برنامج رقمى لتنمية قدرات المعلم الرقمية.pptxبرنامج رقمى لتنمية قدرات المعلم الرقمية.pptx
برنامج رقمى لتنمية قدرات المعلم الرقمية.pptx
asas17589523 visualizações
عرض للمسابقة.pptx por ssuseree3ecc2
عرض للمسابقة.pptxعرض للمسابقة.pptx
عرض للمسابقة.pptx
ssuseree3ecc25 visualizações

حرية المعلومات والشفافية في مصر

  • 1. ‫سلسلة أوراق سياسات تعزيز الشفافة ومكافحة الفساد‬ ‫حرية المعلومات والشفافية فى مصر‬
  • 2. ‫يتقدم المركز بالشكر لالستاذ/ عبد الفتاح الجبالي،‬ ‫نائب رئيس مركز الدراسات السياسية واالستراتيجية‬ ‫باالهرام إلعداد البحث الالزم لتلك الورقة وكتابتها.‬
  • 3. ‫يعمل مركز المشروعات الدولية الخاصة «‪ »CIPE‬على تعزيز‬ ‫الديمقراطية حول العالم، من خالل اإلصالح االقتصادي الموجه‬ ‫للسوق. المركز جزء من غرفة التجارة األمريكية في العاصمة‬ ‫واشنطون، وال يهدف لتحقيق الربح. وهو أحد أربعة معاهد‬ ‫للصندوق الوطني للديمقراطية. وقد دعم المركز ألف مبادرة‬ ‫محلية في أكثر من مائة دولة نامية، تعامل فيها ـ على مدى 52 عاما ـ مع قادة‬ ‫األعمال، وصناع القرار، والصحفيين، لبناء المؤسسات المدنية األساسية للمجتمع‬ ‫الديمقراطي. ومن القضايا األساسية التي يتعرض لها المركز، مكافحة الفساد،‬ ‫والمشاركة في السياسات، وجمعيات األعمال، وحوكمة الشركات، والحوكمة‬ ‫الديمقراطية، وإتاحة الوصول للمعلومات، والقطاع غير الرسمي، وحقوق الملكية،‬ ‫وحقوق المرأة والشباب. وتدعم الوكالة األمريكية للتنمية الدولية برامج مركز‬ ‫المشروعات الدولية الخاصة.‬ ‫لمزيد من المعلومات، الرجاء األتصال بمركز المشروعات الدولية الخاصة:‬ ‫007 ‪1155 15th Street NW, Suite‬‬ ‫1 شارع الفيوم، متفرع من شارع‬ ‫50002 ‪Washington, DC‬‬ ‫كليوبترا‬ ‫‪USA‬‬ ‫الدور الثامن، شقة 108‬ ‫0029 -127 )202( :‪ph‬‬ ‫مصر الجديدة، القاهرة، مصر‬ ‫0529 -127 )202( :‪fax‬‬ ‫ت: 2823414220200‬ ‫‪www.cipe.org‬‬ ‫فاكس: 592341420200‬ ‫‪Email: cipe@cipe.org‬‬ ‫‪www.cipe-arabia.org‬‬ ‫‪info@cipe-egypt.org‬‬
  • 5. ‫تطرح ورقة حرية المعلومات والشفافية فى مصر مشاكل أصحاب‬ ‫المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي عرضها أصحابها خالل سلسلة‬ ‫من الندوات حول السياسات المقترحة للحد من الفساد. نظم سلسلة‬ ‫الندوات مركزالمشروعات الدولية الخاصة بالتعاون مع اتحاد جمعيات‬ ‫التنمية االقتصادية خالل النصف الثانى من 9002. عقدت الندوات فى‬ ‫القاهرة وبورسعيد والفيوم والمنصورة واإلسكندرية والمنيا وشارك فيها‬ ‫أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة من 51 محافظة، وطرحت خاللها‬ ‫قضايا النزاهة والشفافية والالمركزية والبيروقراطية وحرية تداول‬ ‫المعلومات، وصدرت عنها توصيات تشكل فى مجموعها إطارا هاما لكيفية‬ ‫التعامل مع هذه القضايا الحيوية.‬ ‫تم مراجعة هذه الورقة وتوصياتها من قبل المجلس االستشاري لبرنامج‬ ‫"مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية في مصر" الذى يقوم عليه مركز‬ ‫المشروعات الدولية الخاصة.‬
  • 7. ‫المحتوى‬ ‫مقدمة عامة...........................................................................9‬ ‫المعلومات ودورها فى مكافحة الفساد..........................................11‬ ‫اإلطار القانوني المنظم لتداول المعلومات.....................................71‬ ‫نحو إطار متكامل للمزيد من الشفافية والمعلومات في مصر.............32‬
  • 9. ‫مقدمة عامة‬ ‫على الرغم من االسباب الكثيرة والعديدة التى تسببت في األزمة المالية واالقتصادية‬ ‫العالمية الراهنة، اال ان هناك شبه اجماع بين المحللين على أن احد العوامل الرئيسية‬ ‫التى لعبت دورا هاما فى االزمة هو ضعف الشفافية ونقص المعلومات عن األوضاع‬ ‫المالية والتمويلية للمؤسسات والسوق، وتكاد تكون هي السبب وراء األزمة المالية‬ ‫التي ضربت األسواق اآلسيوية منتصف تسعينيات القرن الماضي، ولذلك فان‬ ‫المعلومات أصبحت مسالة جوهرية وأساسية وضرورية وهامة لكافة المجتمعات‬ ‫المتقدمة والنامية على السواء. فعندما تكون قواعد اللعبة السياسية واالقتصادية‬ ‫المتبعة فى تسيير شئون الدولة واضحة وظاهرة للجميع فن ذلك سوف يساعد‬ ‫المواطنين جميعا على متابعة الطرق المعتمدة لتدبير شئون الدولة.‬ ‫الشفافية عنصر هام من عناصر الدميقراطية الفعالة‬ ‫ملا حتمله من مساواة في احلصول على املعلومات‬ ‫وخلق فرص متساوية للمواطنني‬ ‫وأضحت الشفافية مسالة حيوية للتنمية والديمقراطية، فهي تتمحور حول حق‬ ‫المواطنين فى المعرفة وتستلزم نشر المعلومات حول ما يفترض بموظفي الحكومة‬ ‫ومؤسساتها ان يفعلوا، وماذا يفعلون بالضبط وكذا تحديد المسئوليات المختلفة.‬ ‫وتعتبر الشفافية عنصر هام من عناصر الديمقراطية الفعالة لما تحمله من مساواة‬ ‫في الحصول على المعلومات وخلق فرص متساوية للمواطنين. والجدير بالذكر أن‬ ‫توطيد الديموقراطية يتطلب وضع إطار تنظيمي شفاف ونزيه.‬ ‫وعلى الجانب االخر فان ضمان كفاءة آلية السوق من حيث توفير الظروف المالئمة‬ ‫التي تجعل تفاعل العرض والطلب يتم فى إطار حقيقي مع ضمان التخطيط‬ ‫االستثماري السليم اليتم اال عن طريق توفير البيانات والمعلومات األساسية عن‬ ‫القطاعات االقتصادية بالمجتمع, وذلك بالشكل الذى يمكن الجميع من إجراء دراسات‬ ‫الجدوى السليمة والصحيحة. وكذلك توفير المناخ االستثماري الجيد عن طريق‬ ‫إصالح التشريعات القانونية واإلدارية ووضع القوانين موضع التنفيذ. وهذا يعنى‬ ‫ببساطة إيجاد بيئة تنافسية تدفع للمزيد من الكفاءة فى اإلنتاج مع ضمان عدالة‬ ‫التوزيع لثمار النمو. كما انها من جهة اخرى تساعد المواطنين على معرفة االوضاع‬ ‫العامة للشركات والمؤسسات المالية وغير المالية.‬ ‫وتقوم الشفافية على تعميم المعلومات المتعلقة بحقوق المواطنين والخدمات التي‬ ‫يحق لهم القيام بها وسبل الحصول على تلك الحقوق وتقييمها.1 ويشمل ذلك‬ ‫التقاليد والمؤسسات التي تمارس بها السلطة في بلد ما من اجل الصالح العام، مثل‬ ‫عملية اختيار القائمين على السلطة ومراقبتهم واستبدالهم وقدرة الحكومة على إدارة‬ ‫9‬ ‫1. البنك الدولي إدارة حكم أفضل ألجل التنمية في الشرق األوسط وشمال أفريقيا 4002‬
  • 10. ‫مواردها بفعالية وتنفيذ سياسات سليمة واحترام المواطنين والحكومة‬ ‫لمؤسسات الدولة. ويولد االنفتاح والمشاركة ثقة لدي المواطنين في‬ ‫الحكومة ومؤسسات الدولة. ولهذا تم وصف الشفافية والمعلومات بانها‬ ‫اوكسيجين الديمقراطية اذ يشكل تدفق المعلومات اساسا لوضع سياسات‬ ‫صحيحة وصنع قرار سليم ونزاهة االعمال والمشروعات العامة والخاصة‬ ‫2‬ ‫على السواء.‬ ‫تتطلب الشفافية توفير املعلومات الدقيقة في مواقيتها وإفساح‬ ‫املجال أمام اجلميع لإلطالع على املعلومات الضرورية واملوثقة‬ ‫ولهذا تتطلب الشفافية توفير المعلومات الدقيقة في مواقيتها وإفساح‬ ‫المجال أمام الجميع لإلطالع على المعلومات الضرورية والموثقة، وهو‬ ‫مايتطلب ان تنشر بعلنية ودورية من اجل توسيع دائرة المشاركة والرقابة‬ ‫والمحاسبة ومحاصرة الفساد من جهة، والمساعدة على اتخاذ القرارات‬ ‫3‬ ‫الصالحة فى السياسة العامة من جهة أخرى.‬ ‫وهنا يرى «فيتو تانزى» ان الشفافية تقوم على التمييز بوضوح بين‬ ‫القطاع الحكومي وباقي القطاعات وبموجبها تحدد األدوار السياسية‬ ‫واإلدارية داخل الحكومة وفقا آللية محددة يطلع عليها الجمهور وتحدد‬ ‫فيها توزيع المسئوليات بين مختلف مستويات الحكومة وكذلك العالقة‬ ‫بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية.‬ ‫وفى هذا اإلطار يرى خبراء صندوق النقد الدولي ان الشفافية هي االنفتاح‬ ‫على الجمهور فيما يتعلق بهيكل ووظائف القطاع الحكومي ونوايا السياسة‬ ‫االقتصادية وحسابات القطاع العام التى من شانها تعزيز المساءلة وتثبيت‬ ‫المصداقية وحشد تأييد قوى للسياسات االقتصادية من جانب الجمهور الذي‬ ‫4‬ ‫سيكون على علم تام بمجريات األمور.‬ ‫انطالقا مما سبق سوف نحاول فى هذه الورقة االجابة عن عدة اسئلة ..‬ ‫ماهى المعلومة والشروط االساسية لقانون حرية المعلومات والوضع‬ ‫القانونى السائد حاليا وكيفية اصالحه. ولذلك تتمحور الدراسة على‬ ‫المحاور التالية:‬ ‫أوال: المعلومات ودورها فى مكافحة الفساد‬ ‫ثانيا: األوضاع القانونية في مصر‬ ‫ثالثا: الطريق الى قانون لحرية تداول المعلومات‬ ‫2. انظر المركز الدولى لمناهضة الرقابة « المادة 91 حق الجمهور فى المعرفة. . . مبادىء فى التشريعات‬ ‫المتعلقة بحرية االطالع» لندن.‬ ‫3. حسن كريم «مفهوم الحكم الصالح»‬ ‫4. باولو ماورو « لماذا القلق بشان الفساد؟» صندوق النقد الدولى سلسلة قضايا اقتصادية رقم 6.‬
  • 11. ‫أوال: المعلومات ودورها فى مكافحة الفساد‬ ‫إذا كانت "الحوكمة" او "الحكم الجيد" قد أصبحت ضرورة أساسية لضمان ممارسة‬ ‫الحكم بصورة صحيحة، فان حرية المعلومات تعد احدى االدوات المساندة لذلك.‬ ‫وذلك انطالقا من كون الحوكمة كما يرى البنك الدولي "هي ممارسة السلطة‬ ‫بشكل يحترم كرامة كافة المواطنين وحقوقهم وواجباتهم". وبالتالي فهو يرتكز‬ ‫فى هذا التعريف على دعامتين أساسيتين هما المساواة والمساءلة، اى ان كل من‬ ‫له مصلحة فى عملية إدارة الحكم ويود المشاركة فيها يمكنه فعل ذلك على قدم‬ ‫المساواة مع الجميع. وبمعنى آخر فان معاملة الحكومة للمواطنين يجب ان تتم‬ ‫على قدم المساواة أمام القانون دون تمييز، وكذلك تامين فرص متساوية لهم لكي‬ ‫يستفيدوا من الخدمات التي توفرها الحكومة. مع اإلشارة إلى ان المساواة هنا ال‬ ‫تتعلق فقط بالمساواة بين الجنسين ولكنها تمتد لتشمل المساواة فى التنمية بين‬ ‫األقاليم المختلفة في الدولة والمساواة في الحصول على الخدمات العامة وغيرها من‬ ‫األمور.‬ ‫املساءلة تنبع من التمثيل الشعبي والشفافية في‬ ‫آليات احلكم وتوافر املعلومات واملعرفة اى أن مفهوم‬ ‫احلوكمة يتصل بتحول مضمون الدميقراطية من‬ ‫التمثيل النيابي إلى املشاركة والشفافية واملساءلة‬ ‫أما المساءلة فهي تنبع من التمثيل الشعبي والشفافية في آليات الحكم وتوافر‬ ‫المعلومات والمعرفة5 اى أن مفهوم الحوكمة يتصل بتحول مضمون الديمقراطية من‬ ‫التمثيل النيابي إلى المشاركة والشفافية والمساءلة. من هنا تأتى أهمية المنهج أو‬ ‫األسلوب الذي تمارس به السلطة مسئوليتها ونقصد به قوانين اللعبة التي تتفق عليها‬ ‫كافة األطراف المعنية وتشرف على تنفيذها مؤسسات منفتحة تتقبل مساهمة الجميع‬ ‫ألنها تعمل وفقا لمبادئ ومعايير الشفافية.‬ ‫لذلك اهتمت المؤسسات الدولية الرسمية وغير الرسمية بهذه المسالة وتزايدت‬ ‫الدعوة الى نشر المعلومات بطريقة سهلة ومبسطة فنصت (المادة 31) من اتفاقية‬ ‫األمم المتحدة لمكافحة الفساد، على انه ولتدعيم مشاركة المجتمع" ينبغى:‬ ‫اتخاذ التدابير الالزمة لتعزيز الشفافية فى عمليات اتخاذ القرار وتشجيع‬ ‫اسهام الناس فيها (فقرة أ)‬ ‫ضمان تيسير حصول الناس فعليا على المعلومات(فقرة ب)‬ ‫احترام وتعزيز وحماية حرية التماس المعلومات المتعلقة بالفساد وتلقيها‬ ‫ونشرها وتعميمها، وكذلك تعزيز برامج التعليم العام‬ ‫11‬ ‫5. البنك الدولي «إدارة حكم أفضل ألجل التنمية فى الشرق األوسط وشمال أفريقيا» واشنطن 4002‬
  • 12. ‫اخضاع تلك الحرية لقيود معينة شريطة ان تقتصر هذه القيود‬ ‫على ماينص عليه القانون، وماهو ضرورى لمراعاة حقوق االخرين‬ ‫اوسمعتهم‬ ‫ولحماية االمن الوطنى او النظام العام او لصون صحة الناس‬ ‫واخالقهم (الفقرة د)‬ ‫وضع المعلومات في العالم من هذا المنطلق اخذت العديد من البلدان فى اقرار‬ ‫قوانين محلية تضمن للمواطنين الحق في الحصول على المعلومات ووصل‬ ‫عدد هذه الدول الى 68 دولة منها 93 اوروبية و02 دولة اسيوية ومثلهم من‬ ‫القارةاالمريكية والكاريبى و4 فقط من افريقيا و3 من قارة استراليا. مع‬ ‫6‬ ‫مالحظة ان معظم هذه القوانين تم اقرارها بعد عام 0002.‬ ‫(انظر جدول رقم 1(.‬ ‫املقصود باملعلومات هو كافة البيانات واالحصاءات التى يحتاجها‬ ‫املواطن وتشمل بذلك التشريعات املنظمة لعمل جهات الدولة‬ ‫وكذلك اللوائح والقرارات الوزارية واالدارية، جنبا الى جنب‬ ‫مع االوضاع املالية للمؤسسات مثل امليزانيات العمومية وتقارير‬ ‫مراقبى احلسابات، باالضافة الى السيرة الذاتية للقائمني على‬ ‫شئون احلكم باملعنى الواسع لهذه الكلمة‬ ‫وهنا تجدر بنا االشارة الى ان البعض يتصور ان الحديث عن المعلومات يتناول‬ ‫فقط البيانات االقتصادية للدولة مثل الناتج القومى او العمالة او اوضاع‬ ‫ميزان المدفوعات والموازنة العامة للدولة وغيرها من البيانات والمؤشرات‬ ‫االقتصادية، وهو تصور خاطىء باالساس اذ أن المقصود بالمعلومات هو كافة‬ ‫البيانات واالحصاءات التى يحتاجها المواطن وتشمل بذلك التشريعات المنظمة‬ ‫لعمل جهات الدولة وكذلك اللوائح والقرارات الوزارية واالدارية، جنبا‬ ‫الى جنب مع االوضاع المالية للمؤسسات مثل الميزانيات العمومية وتقارير‬ ‫مراقبى الحسابات، باالضافة الى السيرة الذاتية للقائمين على شئون الحكم‬ ‫بالمعنى الواسع لهذه الكلمة. وبالتالي فالمقصود بالمعلومات هنا على سبيل‬ ‫المثال وليس الحصر، كل من:‬ ‫االطر القانونية والتنظيمية والمؤسسية للكيانات العامة والخاصة فى‬ ‫الدولة‬ ‫اللوائح المعمول بها فى كافة اجهزة الدولة وخاصة المتعلقة بالتعامل‬ ‫المباشر مع الجمهور كالرسوم المالية المطلوبة الستخراج وثائق‬ ‫محددة، او االجراءات المتعلقة بسبل الحصول على هذه الوثائق الخ..‬ ‫6. 8002 ‪Roger Vieugels, Overview of all 86 FOIA countries, September‬‬
  • 13. ‫جدول رقم 1‬ ‫قائمة الدول التي لديها قانون حلرية املعلومات حسب الترتيب الزمني‬ ‫‪Source: Roger Vieugels, Overview of all 86 FOIA countries, September 2008 Sours‬‬ ‫آخر‬ ‫آخر‬ ‫آخر‬ ‫آخر‬ ‫عام الدخول‬ ‫مراجعة مراجعة‬ ‫مراجعة‬ ‫الدولة‬ ‫مراجعة‬ ‫حيز‬ ‫صدور‬ ‫الدولة‬ ‫للقانون للقانون‬ ‫للقانون‬ ‫للقانون‬ ‫القانون التنفيذ‬ ‫7991‬ ‫7991‬ ‫تايالند‬ ‫6791‬ ‫6671‬ ‫6671‬ ‫السويد‬ ‫3002‬ ‫7991‬ ‫7991‬ ‫أوزباكستان‬ ‫8991‬ ‫8881‬ ‫8881‬ ‫كولومبيا‬ ‫8991‬ ‫5991‬ ‫هوجن كوجن‬ ‫9991‬ ‫1591‬ ‫1591‬ ‫فنلندا‬ ‫الواليات املتحدة‬ ‫3002‬ ‫8991‬ ‫7991‬ ‫ايرلندا‬ ‫8002‬ ‫7691‬ ‫6691‬ ‫األمريكية‬ ‫6002‬ ‫8991‬ ‫8991‬ ‫التفيا‬ ‫0002‬ ‫0791‬ ‫.791‬ ‫الدمنرك‬ ‫8991‬ ‫8991‬ ‫كوريا اجلنوبية‬ ‫6002‬ ‫0791‬ ‫0791‬ ‫النرويج‬ ‫9991‬ ‫9991‬ ‫ألبانيا‬ ‫8791‬ ‫8791‬ ‫فرنسا‬ ‫9991‬ ‫9991‬ ‫أوروبا‬ ‫5002‬ ‫0891‬ ‫8791‬ ‫هولندا‬ ‫9991‬ ‫9991‬ ‫جزر األنتيل الهولندية‬ ‫4002‬ ‫2891‬ ‫2891‬ ‫استراليا‬ ‫9991‬ ‫8991‬ ‫إسرائيل‬ ‫1002‬ ‫3891‬ ‫2891‬ ‫كندا‬ ‫0002‬ ‫0002‬ ‫بلغاريا‬ ‫3991‬ ‫3891‬ ‫2891‬ ‫نيوزيلندا‬ ‫0002‬ ‫9991‬ ‫جمهورية التشيك‬ ‫9991‬ ‫6891‬ ‫6891‬ ‫اليونان‬ ‫0002‬ ‫9991‬ ‫جورجيا‬ ‫7891‬ ‫7891‬ ‫النمسا‬ ‫0002‬ ‫9991‬ ‫ليختنشتاين‬ ‫7891‬ ‫7891‬ ‫الفلبني‬ ‫0002‬ ‫6991‬ ‫ليتوانيا‬ ‫5002‬ ‫0991‬ ‫0991‬ ‫ايطاليا‬ ‫0002‬ ‫0002‬ ‫مولدوفا‬ ‫9991‬ ‫2991‬ ‫2991‬ ‫اسبانيا‬ ‫1002‬ ‫002‬ ‫استونيا‬ ‫2002‬ ‫2991‬ ‫2991‬ ‫أوكرانيا‬ ‫3002‬ ‫1002‬ ‫9991‬ ‫اليابان‬ ‫5002‬ ‫3991‬ ‫2991‬ ‫اجملر‬ ‫1002‬ ‫1002‬ ‫رومانيا‬ ‫9991‬ ‫3991‬ ‫3991‬ ‫البرتغال‬ ‫8002‬ ‫1002‬ ‫0002‬ ‫سلوفاكيا‬ ‫3991‬ ‫كازاخستان‬ ‫1002‬ ‫0002‬ ‫جنوب أفريقيا‬ ‫0002‬ ‫4991‬ ‫4991‬ ‫بلجيكا‬ ‫1002‬ ‫9991‬ ‫ترينيداد و توباجو‬ ‫4991‬ ‫4991‬ ‫بليز‬ ‫2002‬ ‫اجنوال‬ ‫4991‬ ‫4991‬ ‫جرينلند‬ ‫2002‬ ‫0002‬ ‫البوسنة و الهرسك‬ ‫3002‬ ‫6991‬ ‫6991‬ ‫أيسلندا‬
  • 14. ‫5002‬ ‫5002‬ ‫أذربيجان‬ ‫2002‬ ‫2002‬ ‫باكستان‬ ‫5002‬ ‫2002‬ ‫الهند‬ ‫2002‬ ‫2002‬ ‫باناما‬ ‫5002‬ ‫5002‬ ‫اجلبل األسود‬ ‫2002‬ ‫1002‬ ‫بولندا‬ ‫5002‬ ‫2002‬ ‫اسكتلندا‬ ‫2002‬ ‫2002‬ ‫طاجاكستان‬ ‫5002‬ ‫تايوان‬ ‫2002‬ ‫2002‬ ‫زميبابوي‬ ‫5002‬ ‫0002‬ ‫اململكة املتحدة‬ ‫3002‬ ‫3002‬ ‫أرمينيا‬ ‫6002‬ ‫5002‬ ‫أملانيا‬ ‫3002‬ ‫3002‬ ‫كرواتيا‬ ‫6002‬ ‫هندوراس‬ ‫3002‬ ‫3002‬ ‫كوسوفو‬ ‫8002‬ ‫6002‬ ‫6002‬ ‫مقدونيا‬ ‫3002‬ ‫2002‬ ‫املكسيك‬ ‫4002‬ ‫4002‬ ‫سويسرا‬ ‫3002‬ ‫2002‬ ‫بيرو‬ ‫6002‬ ‫5002‬ ‫5002 أوغندا‬ ‫3002‬ ‫3002‬ ‫سلوفينيا‬ ‫سانت فنسنت و‬ ‫7002‬ ‫جزر الكاميان‬ ‫3002‬ ‫جزر غرينادين‬ ‫7002‬ ‫األردن‬ ‫4002‬ ‫4002‬ ‫أنتيغوا و بربودا‬ ‫جمهورية‬ ‫7002‬ ‫قيرغيزستان‬ ‫4002‬ ‫4002‬ ‫الدومينيكان‬ ‫7002‬ ‫نيبال‬ ‫4002‬ ‫4002‬ ‫اإلكوادور‬ ‫7002‬ ‫نيكاراجوا‬ ‫4002‬ ‫4002‬ ‫‪Far or‬‬ ‫8002‬ ‫8002‬ ‫شيلي‬ ‫4002‬ ‫2002‬ ‫جاميكا‬ ‫8002‬ ‫7002‬ ‫الصني‬ ‫7002‬ ‫4002‬ ‫4002‬ ‫صربيا‬ ‫8002‬ ‫جزر كوك‬ ‫4002‬ ‫3002‬ ‫تركيا‬ ‫المعلومات المتعلقة باالوضاع المالية كالميزانية وتقارير مراقبى‬ ‫الحسابات بالنسبة للشركات الخاصة وكذلك الموازنات العامة للدولة‬ ‫وتقرير مراقبى الحسابات عليها‬ ‫معلومات عامة عن القائمين على كافة المؤسسات‬ ‫والجدير بالذكر ان نسبة غير قليلة من البلدان التى وضعت قوانين لحرية تداول‬ ‫المعلومات قد اقتصرت على الجانب الحكومى او شبه الحكومى دون االهتمام‬ ‫بالشركات الخاصة او مؤسسات المجتمع المدنى او الجهات غير الخاضعة‬ ‫للحكومات، وهذا تصور قاصر اذ اننا نرى انه وفى ضوء الدور الهام والحيوى الذى‬
  • 15. ‫يلعبه القطاع الخاص فى المجتمعات فى هذه االونة فانه يصبح من الضرورى ادخال‬ ‫هذه المؤسسات فى العملية، مع وضع الضوابط العملية المنظمة لذلك األمر، وبما‬ ‫يضمن حق الشركات في الحفاظ على أسرارها التجارية.‬ ‫المبادئ العامة لحرية تداول المعلومات أجمعت المواثيق واالتفاقات الدولية واالعراف‬ ‫المنظمة لعملية تداول المعلومات على عدد من المبادىء العامة التى يجب توافرها‬ ‫لكى تتحقق المعرفة التامة باالوضاع داخل الدولة والمؤسسات العاملة فيها، واهمها‬ ‫مايلى7:‬ ‫الكشف المطلق عن المعلومات المبدأ االساسى الذى يجب ان يشيع هو حق المواطن‬ ‫فى الحصول على المعلومات التى يطلبها، اال فى حاالت محددة فى القانون. ونظرا‬ ‫لألهمية القصوى لهذا المبدأ فقد اجمعت االتفاقات الدولية على ضرورة ان يضاف هذا‬ ‫المفهوم الى دستور البالد، لكى يصبح حقا من الحقوق االساسية للمواطنين، وبالمثل‬ ‫يجب ان يعد حجب المعلومات عن المواطنين من الجرائم التى يعاقب عليها القانون.‬ ‫وينطبق هذا الحق على جميع المعلومات المتوافرة لدى المؤسسات العامة والخاصة،‬ ‫وكذلك الهيئات والشركات، بما فى ذلك نشر اجتماعات مجالس االدارات والجمعيات‬ ‫العمومية وتوزيع ملخص وافى باهم نتائج هذه االجتماعات.‬ ‫النشر التلقائى للمعلومات انطالقا من المبدأ السابق يجب ان تضمن الدولة النشر‬ ‫الواسع للمعلومات واتاحتها للجميع، دون تفرقة، بكافة الوسائل الممكنة (مثل التوسع‬ ‫فى النشر الالكترونى او النشر االعالمى اواتاحتها فى المكتبات العامة اوغيرها من‬ ‫الوسائل) بحيث يصبح االصل هو االتاحة. على ان يكون النشر فى صيغ مبسطة يسهل‬ ‫فهمها للجميع. وهو مايتطلب ان تنشر المؤسسات وكافة الجهات المعنية كافة‬ ‫المعلومات االساسية الخاصة بالعمل والقوانين واللوائح المنظمة لها وكذلك االوضاع‬ ‫المالية والخدمات التى تقدم للجمهور وسبل الحصول عليها وتكلفتها المالية، اذا‬ ‫وجدت. على ان تحدث هذه المعلومات سنويا على االقل.‬ ‫إتاحة المعلومات وسهولة اجراءات الحصول عليها يرتبط بما سبق، ان ينظم القانون‬ ‫سبل حصول االفراد على المعلومة إما بانشاء جهاز مستقل يتولى هذه المسألة او يضع‬ ‫االجراءات القانونية التى تمكن االفراد من الحصول على المعلومة واللجوء الى القضاء‬ ‫فى حال عدم التمكن من ذلك شريطة ان يتم كل هذا فى غضون فترات زمنية قصيرة‬ ‫منصوص عليها فى القانون. وبعبارة اخرى يجب ان تتمتع هذه االجراءات بالبساطة‬ ‫والسرعة والتكلفة المجانية او المحدودة.‬ ‫محدودية التكاليف وفقا لهذا المبدأ يجب ان التقف التكلفة حائال دون حصول‬ ‫االفراد على المعلومات وبالتالى يجب ان يكون االصل هنا هو الحق فى الحصول على‬ ‫المعلومة بالمجان، او بتكلفة محدودة للغاية مثل تكاليف تصوير المستندات، شريطة‬ ‫ان التتجاوز مبلغ محدد من المال.‬ ‫51‬ ‫7. انظر فى ذلك معهد الدميقراطية « ميثاق الشفافية للمؤسسات املالية الدولية: املطالبة بحقنا فى املعرفة» جنوب افريقيا، وكذلك‬ ‫مجموعة املادة 91 وايضا اتفاقية االمم املتحدة ملكافحة الفساد وغيرهم.‬
  • 16. ‫محدودية االستثناءات يعد هذا المبدأ من اكثر المبادىء التى تتعرض‬ ‫للجدل والنقاش اذ يخشى البعض ان يمثل ذريعة للدول الفراغ القانون من‬ ‫مضمونه، عن طريق وضع الكثير من المسائل الهامة فى اطار االستثناء.‬ ‫ولهذا السبب تم وضع العديد من القيود على هذا المبدأ بحيث تضمن‬ ‫استخدامه فى االغراض التى خصص لها، والتى تستهدف حماية المصالح‬ ‫السرية المشروعة فى مجاالت االمن القومى والنظام العام واالخالق العامة‬ ‫الى جانب الحق فى الخصوصية وحقوق وسمعة االخرين.8 وبالتالى فان‬ ‫االستثناءات تكون فى الحاالت التى سيكون فيها لالفصاح ضررا كبيرا على‬ ‫المصلحة الوطنية او سيؤدى الى الحاق الضرر بمنع وقوع جرائم، وكذلك‬ ‫االسرار التجارية او المعلومات التى يؤدى الكشف عنها الى تعريض حياة‬ ‫او صحة شخص للخطر أو تلك التى من شانها االضرار بالمصالح التجارية‬ ‫للعمالء. مع مراعاة ضرورة النص على هذه االمور صراحة وعلى وجه‬ ‫التحديد والقطع وليس على سبيل المثال. ومن هنا فان االستثناءات الواردة‬ ‫فى القانون يجب ان تتسم بالسمات التالية:‬ ‫1. ان تكون منصوص عليها فى القانون على سبيل الحصروليس المثال.‬ ‫2. ان تكون متعلقة بضمان اهداف االمن القومى او منع انتشار الجريمة‬ ‫وكشفها والقاء القبض على المجرمين ومحاكماتهم، او المسائل‬ ‫الشخصية التى تعرض اصحابها الخطار محددة.‬ ‫3. ان يكون الضرر العام اكبر من المصلحة الخاصة. مثل تلك التى يؤدى‬ ‫كشفها الى خطر حقيقى على المصالح االقتصادية للدولة او على‬ ‫المصالح التجارية والمالية لالفراد.‬ ‫حماية الشهود والمبلغين تتطلب حرية المعلومات العمل على وضع اطر‬ ‫قانونية جديدة تضمن الحماية الكاملة للشهود والمبلغين الذين يكشفون،‬ ‫بحسن نية، معلومات او بيانات تتعلق بالفساد او ممارسات سيئة من شانها‬ ‫االضرار بالمؤسسة، والنص صراحة على عدم تعرضهم الية عقوبات‬ ‫قانونية او ادارية او وظيفية، او اى ضرر شخصى لهم وكذلك ألقاربهم‬ ‫وسائر األشخاص وثيقي الصلة بهم. ويمكن حمايتهم بشتى الطرق مثل‬ ‫تغيير محل اقامتهم او اخفاء بيانتهم عن االخرين او استخدام الوسائل‬ ‫التكنولوجية الحديثة فى هذا المجال.‬ ‫المراجعة الدورية ينبغى ان تخضع المعلومات الى مراجعة دورية كى‬ ‫تاخذ بعين االعتبار التغييرات فى طبيعة المعلومة المحتفظ بها، او‬ ‫التطورات الدولية واالقليمية. ومن هنا يمكن تصنيف المعلومات الى‬ ‫درجات سرية معينة بحيث يتم االفراج عنها وفقا لمدد زمنية محددة طبقا‬ ‫لدرجة السرية هذه.‬ ‫8. انظر د. طه عبد العليم االستثناءات فى تداول املعلومات. ضمن اوراق مؤمتر قانون حرية تداول املعلومات – اجملموعة املتحدة القاهرة‬ ‫- مارس 8002‬
  • 17. ‫ثانيا: اإلطار القانوني المنظم لتداول المعلومات‬ ‫فى ضوء ماسبق ميكننا االن تناول اوضاع املعلومات فى مصر طبقا لالطر واالوضاع القانونية املنظمة‬ ‫لها. وهنا نلحظ انه وحتى االن يبدو ان االصل هو احلظر وليس احلرية كما هو مرغوب بل ان هناك العديد‬ ‫من القوانني التى تقف حجرة عثرة دون ذلك واليقتصر االمر على قانون سرية احلسابات املصرفية ولكنه‬ ‫ميتد الى العديد من القوانني مثل قانون العاملني املدنني بالدولة او قانون التعبئة العامة وغيرهما وهو‬ ‫ماسنوضحه على النحو التالى:‬ ‫لم ينص الدستور املصرى بتعديالته املختلفة على حرية املعلومات‬ ‫فى كافة مواده باستثناء املادة 012 واخلاصة بحرية الصحفيني فى‬ ‫احلصول على االنباء واملعلومات طبقا لالوضاع التى يحددها القانون‬ ‫الدستور املصري لم ينص الدستور املصرى بتعديالته اخملتلفة على حرية املعلومات فى كافة مواده‬ ‫باستثناء املادة 012 واخلاصة بحرية الصحفيني فى احلصول على االنباء واملعلومات طبقا لالوضاع التى‬ ‫يحددها القانون. باالضافة الى ذلك فقد نص الدستور في العديد من مواده على بعض األمور التنظيمية‬ ‫التي تساعد على نشر وتداول املعلومات واملزيد من الشفافية.‬ ‫اذ نصت املادة 601 من الدستور على ان جلسات مجلس الشعب علنية، ويجوز انعقاده فى جلسة سرية‬ ‫بناء على طلب رئيس اجلمهورية او احلكومة او بناء على طلب رئيسه او عشرين من اعضائه على االقل. اى‬ ‫ان االصل هنا هو العالنية وليس السرية، كما هى احلال فى الواقع.‬ ‫وفى هذا الصدد ايضا نص الدستور فى مادته رقم 961 على ان جلسات احملاكم علنية اال اذا قررت احملكمة‬ ‫جعلها سرية مراعاة للنظام العام او االداب. وفى جميع االحوال يكون النطق باحلكم فى جلسة علنية.‬ ‫كما نصت املادة 94 من الدستورعلى ان تكفل الدولة حرية البحث العلمى واالبداع االدبى والفنى‬ ‫والثقافى وتوفر الوسائل لتشجيع ذلك. وكما هو معروف فان هذه احلرية التتحقق اال بتوفر املعلومات‬ ‫الصحيحة والدقيقة.‬ ‫جاءت التعديالت الدستورية التي جرت فى مارس 7002 ببعض‬ ‫االمور التى تساعد على املزيد من الشفافية املالية فيما يتعلق‬ ‫باملوازنة العامة للدولة واحلساب اخلتامى‬ ‫وعلى صعيد اخر فقد جاءت التعديالت الدستورية التي جرت فى مارس 7002 ببعض االمور التى تساعد‬ ‫على املزيد من الشفافية املالية فيما يتعلق باملوازنة العامة للدولة واحلساب اخلتامى اذ قامت بتعديل‬ ‫املادة (511) اخلاصة بطريقة وتوقيت عرض املوازنة العامة للدولة على مجلس الشعب، وذلك عن طريق‬ ‫السماح للمجلس يادخال تعديالت عليها دون موافقة مسبقة للحكومة، كما كان عليه الوضع قبل هذه‬ ‫التعديالت، وثانيا بزيادة مدة املناقشة والنظر فى املوازنة عن طريق إلزام احلكومة بتقدمي املوازنة قبل ثالثة‬ ‫أشهر من بدء السنة املالية اجلديدة بدال من شهرين.‬ ‫71‬
  • 18. ‫ويرتبط مبا سبق تعديل املادة (811) الفقرة األولى، والتي أدت إلى تقليل الفترة بني نهاية‬ ‫السنة املالية وعرض احلساب اخلتامي على مجلس الشعب ملناقشته والتصويت عليه،‬ ‫لتصبح ستة أشهر فقط وهى فترة كافية للمناقشة ووضع األطر السليمة للتعامل مع‬ ‫املوازنات التالية.‬ ‫معظم القوانني املصرية قد جاءت بنصوص مانعة لتداول املعلومات‬ ‫بغض النظر عن اجلهة أو الهيئة العامة، ولكن هناك بعض القوانني‬ ‫التي جعلت النشر وإتاحة املعلومات من مواد القانون‬ ‫وعلى الرغم مما سبق إال أننا نالحظ أن معظم القوانني املصرية قد جاءت بنصوص مانعة‬ ‫لتداول املعلومات بغض النظر عن اجلهة أو الهيئة العامة، ولكن هناك بعض القوانني التي‬ ‫جعلت النشر وإتاحة املعلومات من مواد القانون، وفيما يلي عرضا لبعض منها:‬ ‫قوانني تساعد على نشر املعلومات‬ ‫قانون املناقصات واملزايدات رقم 98 لسنة 8991 أشار القانون فى مادة 2 الى انه‬ ‫تخضع كل من املناقصة العامة واملمارسة العامة ملبادئ العالنية وتكافؤ الفرص واملساواة‬ ‫وحرية املنافسة , وكلتاهما إما داخلية يعلن عنها في مصر أو خارجية يعلن عنها في مصر‬ ‫واخلارج , ويكون اإلعالن في الصحف اليومية , ويصح أن يضاف إليها غير ذلك من وسائل‬ ‫اإلعالم واسعة االنتشار.‬ ‫قانون البنك املركزي واجلهاز املصرفي والنقد رقم 88 لسنة 3002 مادة 37 يتم اإلعداد‬ ‫والنشر في صحيفتني يوميتني للقوائم املالية للبنك كل ثالثة أشهر ويرفق بهذه القوائم‬ ‫موجز لتقرير مراقب احلسابات وفقا ملعايير املراجعة واحملاسبة املصرية. هذا مع مالحظة ان‬ ‫الباب الرابع من القانون قد نظم مسالة سرية احلسابات ووضع العديد من القيود على هذه‬ ‫املسالة في املواد أرقام 79 و89 و99 و001و101‬ ‫قانون سوق رأس املال رقم 59 لسنة 2991 تنص املادة السادسة من القانون على انه‬ ‫يجب على كل شركة نشر ملخص واف للتقارير النصف سنوية والقوائم املالية السنوية‬ ‫فى صحيفتني يوميتني صباحيتني واسعتي االنتشار إحداهما على األقل باللغة العربية، كما‬ ‫يجب على كل شركة تواجه ظروفا جوهرية أو طارئة تؤثر فى نشاطها او في مركزها املالي ان‬ ‫تفصح عن ذلك فورا وان تنشر عنه ملخصا وافيا فى صحفيتني يوميتني صباحيتني واسعتي‬ ‫االنتشار أحداهما على األقل باللغة العربية.‬ ‫هذه االمثلة من القوانني توضح ان املشرع املصرى قد حرص على نشر املعلومات والبيانات‬ ‫االساسية على نطاق واسع، ولكنها جميعا تقع فى اجملال االقتصادى، والذى رغم اهميته اال‬ ‫ان هناك العديد من اجملاالت االخرى التى ينظمها قوانني تعمل على ضمان حجب املعلومات‬ ‫وبل ومعاقبة من ينشرها.‬
  • 19. ‫قوانني حتظر تداول املعلومات‬ ‫قانون العقوبات أشارت املادة (08 د) إلى انه يعاقب باحلبس مدة ألتقل عن ستة أشهر وال تزيد على‬ ‫خمس سنوات وبغرامة ألتقل عن مائة جبيه وال جتاوز خمسمائة جنيه أو بإحدى هاتني العقوبتني كل‬ ‫مصري أذاع عمدا في اخلارج أخبارا أو بيانات أو إشاعات كاذبة أو مغرضة حول األوضاع الداخلية للبالد وكان‬ ‫9‬ ‫من شان ذلك إضعاف الثقة املالية بالدولة أو هيبتها.‬ ‫القانون رقم 53 لسنة 0691 بشان اإلحصاء والتعداد أشارت املادة الثالثة من القانون املذكور إلى‬ ‫أن البيانات الفردية التي تتعلق باى إحصاء أو تعداد سرية وال يجوز اطالع اى فرد أو هيئة عامة أو خاصة‬ ‫عليها او إبالغه شيئا منها. كما ال يجوز استخدامها لغير األغراض اإلحصائية أو نشر مايتعلق منها‬ ‫باألفراد إال مبقتضى إذن مكتوب من ذوى الشأن وال يجوز استغالل اى بيان احصائى كأساس لربط الضريبة‬ ‫او لترتيب اى عبء مالي آخر وال يجوز اتخاذها دليال فى جرمية او أساس اى عمل.‬ ‫كما نصت املادة الرابعة معدلة بالقانون رقم 82 لسنة 2891 بأنه يعاقب باحلبس مدة ألتقل عن شهر وال‬ ‫تزيد عن ستة أشهر وبغرامة ألتقل عن مائة جنيه وال تزيد عن خمسمائة جنيه او بإحدى هاتني العقوبتني‬ ‫كل من اخل بسرية البيانات اإلحصائية أو افشي بيانا من البيانات الفردية أو سرا من أسرار الصناعة أو‬ ‫التجارة اوغير ذلك من أساليب العمل التي يكون قد اطلع عليها مبناسبة عمله في اإلحصاء أو التعداد.‬ ‫القانون رقم 21 لسنة 9991 بتعديل بعض أحكام القانون رقم 78 لسنة 0691 فى شان‬ ‫التعبئة العامة نص هذا القانون فى مادته رقم 53 على انه يعاقب على إفشاء البيانات واملعلومات‬ ‫اخلاصة بالتعبئة باحلبس وبغرامة ألتقل عن ألفني وخمسمائة جنيه وال تزيد على خمسة أالف جنيه‬ ‫اوباحدى هاتني العقوبتني.‬ ‫كما نصت املادة 63 على انه يعاقب كل مشتغل فى شئون التعبئة أفشى أسرار خاصة بوحدات اجلهاز‬ ‫االدارى للدولة آو األفراد أو الهيئات أو شركات القطاع العام او شركات قطاع األعمال العام او شركات‬ ‫القطاع اخلاص مما يتصل بأداء واجبهم باحلبس وبغرامة ألتقل عن ألفني وخمسمائة جنيه وال تزيد على‬ ‫خمسة أالف جنيه أو بإحدى هاتني العقوبتني.‬ ‫قانون العاملني املدنيني بالدولة رقم (74) لسنة 8791 تنص مادة (77) من القانون املذكور على‬ ‫انه يحظر على العامل : فقرة (7) ان يفضى باى تصريح أو بيان عن أعمال وظيفته عن طريق الصحف أو‬ ‫غير ذلك من طرق النشر إال إذا كان مصرحا له بذلك كتابة من الرئيس اخملتص. فقرة (8) ان يفشى األمور‬ ‫التي يطلع عليها بحكم وظيفته إذا كانت سرية بطبيعتها أو مبوجب تعليمات تقضى بذلك , ويظل هذا‬ ‫االلتزام بالكتمان قائما ولو بعد ترك العامل اخلدمة.‬ ‫ويالحظ من العرض السابق ان بعض هذه القوانني منطقى فى فرض احلظر على افشاء االسرار واملعلومات‬ ‫مثل البيانات اخلاصة بالتعداد، ولكن القوانني االخرى قد بالغت كثيرا فى هذه املسالة. وقد ادى هذا‬ ‫الوضع املضطرب للمعلومات والبيانات فى مصر الى التشكك الدائم واملستمر فى هذه البيانات بل‬ ‫واتسعت بنطاقها لتشمل التشكيك حتى في البيانات التي نعتقد أنها ال حتتمل اى شك او جدل مثل‬ ‫بيانات احلسابات اخلتامية أو البيانات النقدية التي يصدرها البنك املركزي. وهنا مكمن اخلطورة إذ إن‬ ‫التشكيك الدائم واملستمر فى البيانات الرسمية وغير الرسمية يخلق جو من عدم الثقة وانعدام اليقني‬ ‫في أية مؤشرات اقتصادية ميكن أن يعتمد عليها األفراد عند دراسة اجلدوى ملشروع انتاجى معني أو إجراء‬ ‫91‬ ‫9. انظر جناد البرعى « املقصلة والتنور – حرية التعبير فى مصر « القاهرة 3002‬
  • 20. ‫دراسة علمية لظاهرة اقتصادية معينة او غيرها من األمور التي حتتاج إلى بيانات وإحصاءات‬ ‫دقيقة، وهو ما يؤدى في النهاية إلى إفساد مناخ االستثمار وابتعاد املستثمر اجلاد فى‬ ‫اإلقدام على االستثمار طاملا ان األمور ضبابية وغير واضحة على اإلطالق، وتزداد االستثمارات‬ ‫العشوائية واملضاربات غير املشروعة وغيرهما من األمور التي تشيع البلبة والفوضى ومن ثم‬ ‫الفساد فى األسواق.‬ ‫املعلومات ومالية الدولة ومن اهم واخطر االمور املرتبطة باملعلومات وتوافره املتابعة‬ ‫الدقيقة لالوضاع املالية للدولة وذلك فى ضوء الدور الذي تلعبه املوازنة العامة للدولة في‬ ‫اجملتمع فمن املعروف ان الغرض األساسي من إعداد املوازنة هو حتقيق نوعيني من الرقابة على‬ ‫استخدام املال العام. األولى دستورية والثانية اقتصادية ومالية. ومن حيث الوظيفة األولى‬ ‫تعد املوازنة وثيقة سياسية وقانونية تخدم أهداف الرقابة الدستورية وتضمن املشاركة‬ ‫الفعالة من جانب كافة فئات اجملتمع. وهو ما يتطلب بدوره املعرفة الكاملة باألوضاع املالية‬ ‫وبالتالي الشفافية املطلقة في عرض بنود املوازنة ليس فقط ألغراض اقتصادية ولكن‬ ‫وهو األهم من اجل املزيد من املساءلة السياسية أمام السلطات الرقابية والتشريعية‬ ‫والشعبية. إذ تعد الشفافية من العوامل الضرورية التي متكن مجلس الشعب واملواطنني‬ ‫بوجه عام من مراقبة احلكومة ومحاسبتها. ويستلزم حتقيق الشفافية توضيح أهداف‬ ‫املوازنة وكذلك توزيع اإلنفاق على البنود اخملتلفة باإلضافة إلى توفير بعض املؤشرات التي‬ ‫تساعد على متابعة املوازنة، فضال عن ضرورة نشر املعلومات حول ما مت تنفيذه من أهداف‬ ‫املوازنة. ومبعنى آخر فان الشفافية فى جميع مراحل إعداد املوازنة تعد من العوامل الضرورية‬ ‫التي متكن مجلس الشعب واملواطنني بوجه عام من مراقبة احلكومة ومحاسبتها.‬ ‫ولهذا أصبح مقدار الشفافية الذي تتسم به املوازنة العامة إحدى املعايير األساسية‬ ‫للحكم على حسن إدارة املالية العامة جنبا الى جنب مع محور فعالية السياسة املالية‬ ‫وكذلك سالمتها. من هذا املنطلق تأتى أهمية مؤشر شفافية املوازنة والذي قام مركز‬ ‫أولويات املوازنة واإلدارة فى الواليات املتحدة األمريكية بإصداره ألول مرة عام 5002 ويقوم‬ ‫بتصنيف الدول حسب حجم املعلومات عن املوازنة التي تنشرها الدولة. ويعد أول دليل في‬ ‫هذا اجملال استنادا إلى استطالعات للراى مفصلة قام بها خبراء محليون في 58 دولة لقياس‬ ‫" شفافية املوازنة العامة للدولة"، وهو عبارة عن 221 سؤاال جلمع معلومات مقارنة عن قدرة‬ ‫املواطن على احلصول على معلومات تتعلق باملوازنة وكمية املعلومات املتاحة. وهناك عدة‬ ‫محاور لدراسة مقدار الشفافية الذي تتمتع به املوازنة العامة للدولة، وهى كالتالي:‬ ‫تفاصيل البيانات واملعلومات املقدمة فى املوازنة سواء تعلق ذلك باإليرادات أو‬ ‫املصروفات أو أعباء الدين العام وغيرها من األمور املالية الهامة.‬ ‫مقدار املعلومات املتوفرة ويقصد بها املعلومات التى ميكن للجمهور احلصول عليها‬ ‫بطلب يقدم إلى اجلهة اخملول لها إصدار املوازنة، ولذلك فهذا التعريف يشمل‬ ‫املعلومات املتوفرة عبر إجراءات محددة تضمن نشر الوثائق العامة لكل األطراف‬ ‫املهتمة، إضافة إلى املعلومات او الوثائق التي ال تتوافر إال بالطلب.‬ ‫ويقيس مؤشر شفافية املوازنة وضع الدولة من حيث كمية املعلومات املنشورة.‬ ‫وفقا لهذا املؤشر فهناك دول تنشر معلومات واسعة وهناك دول تنشر معلومات‬ ‫هامة ودول تنشر بعض املعلومات للمواطنني وأخرى تنشر احلد األدنى من املعلومات‬ ‫ودول ال تنشر اى معلومات أطالقا أو نادر ما تنشر معلومات.‬
  • 21. ‫أما من حيث طبيعة املعلومات فيتم تقسيم املعلومات إلى معلومات غير مالية ومعلومات‬ ‫مالية عن برامج اإلنفاق احلكومي. وتنقسم الدول وفقا ً لهذا املؤشر، إلى بلدان تنشر معلومات،‬ ‫سواء كانت مالية أو غير مالية، مفصلة عن كل برامج، بلدان تنشر معلومات على األقل لثلثي‬‫ً‬ ‫البرامج، بلدان تنشر معلومات ألقل من ثلثي البرامج، وبلدان ال تنشر معلومات مفصلة.‬ ‫جدول رقم 2‬ ‫توزيع الدول حسب كمية املعلومات املنشورة فى موازناتها عام 8002‬ ‫9002 ,‪Source: Center of budget and policy priorities, open budget index 2008, Washington‬‬ ‫الدول‬ ‫املؤشر‬ ‫األداء‬ ‫فرنسا، نيوزيلندا، جنوب إفريقيا، اململكة‬ ‫معلومات شاملة‬ ‫68‬ ‫املتحدة،الواليات املتحدة‬ ‫(من 18- 001)‬ ‫بتسوانا، البرازيل، التشيك، أملانيا، النرويج، بيرو،‬ ‫معلومات وافرة‬ ‫بولندا، رومانيا، سلوفينيا، كوريا اجلنوبية، سيريالنكا،‬ ‫86‬ ‫(16 -08)‬ ‫السويد.‬ ‫األرجنتني،بنجالديش، البوسنة‬ ‫والهرسك،بلغاريا،كولومبيا، كوستاريكا،كرواتيا،‬ ‫مصر،جورجيا،غانا،جواتيماال، الهند، اندونيسيا،‬ ‫بعض املعلومات‬ ‫15‬ ‫األردن، كينيا، مقدونيا، املكسيك،ناميبيا، نيبال،غينيا‬ ‫(14 – 06)‬ ‫اجلديدة، الفليبني، روسيا، الصرب، تركيا، أوغندا،‬ ‫أوكرانيا زامبيا.‬ ‫ألبانيا، أذربيجان، إكوادور،السلفادور،كازاخستان،‬ ‫احلد األدنى من‬ ‫لبنان،مالوي،ماليزيا، منغوليا،املغرب، النيجر،باكستان،‬ ‫43‬ ‫املعلومات‬ ‫تنزانيا،تايالند، ترينيداد وتوباغو،فنزويال.‬ ‫(12 -04)‬ ‫أفغانستان،اجلزائر،انغوال،بوليفيا،بوركينافا‬ ‫سو، كمبوديا، الكاميرون،تشاد، الصني،الكونغو،‬ ‫شحيحة أو ال‬ ‫7‬ ‫الدومينيكان، غينيا االستوائية، فيجى،‬ ‫معلومات‬ ‫الهندوراس،قرغيزيا، ساوتومى برنسيب، السعودية،‬ ‫السودان، فيتنام، اليمن.‬ ‫وعلى اجلانب األخر فان هذا املؤشر ال يرتبط باملوازنة العامة فقط بل أيضا بكافة الوثائق ذات الصلة‬ ‫باملوازنة، وكيفية نشرها وإتاحتها للجمهور، وتنقسم الدول وفقا لهذا التقسيم على النحو الذي يتضح‬ ‫من اجلدول التالي‬ ‫12‬
  • 22. ‫جدول رقم3‬ ‫وثائق املوازنة واملعلومات املتاحة‬ ‫,8002 ‪Source: Center of budget and policy priorities, open budget index‬‬ ‫9002 ,‪Washington‬‬ ‫معلومات معلومات‬ ‫بعض‬ ‫احلد‬ ‫ال تقدم‬ ‫بلدان‬ ‫شاملة‬ ‫وافرة‬ ‫املعلومات‬ ‫األدنى‬ ‫معلومات‬ ‫81‬ ‫8‬ ‫4‬ ‫0‬ ‫55‬ ‫بيان ما قبل املوازنة‬ ‫04‬ ‫03‬ ‫0‬ ‫11‬ ‫42‬ ‫مشروع املوازنة‬ ‫01‬ ‫3‬ ‫0‬ ‫4‬ ‫86‬ ‫املوازنة املعتمدة‬ ‫72‬ ‫22‬ ‫01‬ ‫5‬ ‫12‬ ‫تقارير خالل العام‬ ‫72‬ ‫22‬ ‫01‬ ‫5‬ ‫12‬ ‫مراجعة نصف العام‬ ‫5‬ ‫11‬ ‫41‬ ‫01‬ ‫73‬ ‫تقرير نهاية السنة‬ ‫12‬ ‫11‬ ‫31‬ ‫8‬ ‫23‬ ‫تقرير املراجع‬
  • 23. ‫ثالثا: نحو إطار متكامل للمزيد من الشفافية‬ ‫والمعلومات في مصر‬ ‫مما سبق يتضح لنا أهمية احلديث عن ضرورات اإلصالح املؤسسي والهيكلي، جنبا إلى جنب مع اإلصالح‬ ‫االقتصادي، وبالتالي فان أسلوب التنظيم واإلدارة في اجملتمع واملتعلق بكيفية ممارسة السلطة في البلد،‬ ‫هو احلاكم األساسي لهذه املسألة. ويتطلب ذلك معرفة العملية التي تختار بواسطتها احلكومات‬ ‫وآليات مراقبتها ومساءلتها، وثانيا قدرة احلكومة على إدارة املوارد بكفاءة وفعالية، وفرض قواعد تنظيمية‬ ‫سليمة، وثالثا مدى احترام املواطنني واحلكومة للمؤسسات التي حتكم املعامالت االقتصادية واالجتماعية‬ ‫املتبادلة بينهم. لكل هذه اآلثار وغيرها يصبح من الضروري العمل على املزيد من الشفافية وحرية‬ ‫املعلومات وذلك للحد من الفساد وحتقيق مجتمع أكثر شفافية وهو ما يتطلب العمل على عدة محاور‬ ‫ياتى على رأسها:‬ ‫1. اإلسراع بإصدار قانون جديد للمعلومات يتيح الفرصة كاملة للحصول على البيانات واملعلومات‬ ‫الصحيحة مع مراعاة التوازن الدقيق بني حرية تداول املعلومات واألمور املرتبطة باألمن القومي للدولة‬ ‫و ضمان توفر املعلومات الدقيقة في مواقيتها، وإفساح اجملال أمام اجلميع لالطالع على املعلومات‬ ‫الضرورية واملوثقة،ويجب أن تنشر بعلنية ودورية من أجل توسيع دائرة املشاركة والرقابة واحملاسبة‬ ‫ومحاصرة الفساد من جهة، واملساعدة على اتخاذ القرارات الصاحلة فى السياسة العامة من جهة‬ ‫أخرى.‬ ‫ضرورة العمل على املزيد من الشفافية وحرية‬ ‫املعلومات للحد من الفساد وحتقيق مجتمع أكثر‬ ‫شفافية من خالل العمل على عدة محاور:‬ ‫اإلسراع بإصدار قانون جديد للمعلومات يتيح الفرصة‬ ‫1.‬ ‫كاملة للحصول على البيانات واملعلومات الصحيحة.‬ ‫تنقية القوانني القائمة.‬ ‫2.‬ ‫املزيد من شفافية املالية العامة للدولة.‬ ‫3.‬ ‫اإلفصاح العلني عن ممتلكات ودخول املرشحني لشغل‬ ‫4.‬ ‫املناصب العامة، والسياسيني وأعضاء الهيئات التشريعية‬ ‫ومن يعولوهم، باإلضافة إلى اإلفصاح العلني عما تقدم‬ ‫الشركات واألفراد من تبرعات لألحزاب السياسية او متويل‬ ‫احلمالت االنتخابية.‬ ‫نشر كافة التقارير السنوية التي تعدها اجلهات الرقابية،‬ ‫5.‬ ‫مثل اجلهاز املركزي للمحاسبات والرقابة اإلدارية والبنك‬ ‫املركزي وغيرهم، على أوسع نطاق وبكافة الطرق والسبل.‬ ‫حماية الشهود واملبلغني‬ ‫6.‬ ‫32‬
  • 24. ‫وكلها أمور تؤدى إلى خلق املزيد من الثقة في البيانات واملعلومات احلكومية واالرتقاء‬ ‫بجودتها، بحيث تصبح مرآة حقيقية للواقع املعاش. ولهذا ينبغي العمل على معاقبة‬ ‫كل من يقوم بتقدمي بيانات او معلومات غير صحيحة أو على غير النحو املتفق عليه، أو‬ ‫االمتناع عن تقدمي البيانات املطلوبة أو تأخيرها، دون مبرر. أو اإلتالف العمدى للسجالت‬ ‫والدفاتر اخلاصة بالبيانات واملعلومات لدى اجلهة.‬ ‫فى هذا السياق يجب العمل على:‬ ‫توحيد سير املعامالت والوثائق الالزمة لتنفيذ اخلدمة.‬ ‫تطوير البنية التحتية للمعلومات واالتصاالت في الدولة وتزويدها بأدوات العمل‬ ‫املتطورة.‬ ‫التنسيق بني اجلهات ذات العالقة وإعداد دليل مبسط بأسماء اإلدارات اخملتلفة‬ ‫واختصاصاتها وكيفية أدائها لعملها والشروط واألوراق الالزمة لطلب اخلدمات التي‬ ‫تقوم عليها وأماكنها واملدة الالزمة لتقدميها.‬ ‫2. تنقية القوانني القائمة: يرتبط مبا سبق ضرورة العمل على تنقية القوانني احلالية من‬ ‫كافة املواد التي تخالف املبادىء السابقة، إذ ال يقتصر األمر على إصدار قانون جديد‬ ‫للمعلومات بل يتطلب في ذات الوقت تنقية القوانني احلالية من كافة املعوقات التي‬ ‫حتول دون تدفق املعلومات بطريقة صحيحة، ونذكر منها على سبيل املثال القوانني‬ ‫أرقام 53 لسنة 0691 في شان التعداد واإلحصاء، والقانون رقم 78 فى شان التعبئة‬ ‫العامة والقوانني املعدلة له، والقانون رقم 121 لسنة 5791 بشان احملافظة على الوثائق‬ ‫الرسمية للدولة وقرار رئيس اجلمهورية رقم 726 لسنة 1891 بشان إنشاء مراكز‬ ‫املعلومات والتوثيق في األجهزة اإلدارية للدولة والهيئات العامة.‬ ‫مع العمل على إنشاء آلية قانونية لتنظيم حصول األفراد على املعلومات. وميكن‬ ‫أن يتم ذلك إما بإنشاء جهاز جديد يناط به هذه العملية برمتها أو بتعديل الوضع‬ ‫احلالي إلحدى األجهزة القائمة لتتولى هذا املوضوع وهنا نقترح أن يكون ذلك هو اجلهاز‬ ‫املركزي للتعبئة العامة واإلحصاء مع تعديله بحيث يتم الفصل بني وظيفتي اإلحصاء‬ ‫والتعبئة، إذ أن كل منهما وظيفة مختلفة متاما عن األخرى. وبالتالي حتتاج الى أسلوب‬ ‫تعامل مختلف، وإدخال بعض التعديالت التشريعية لتحقيق ذلك.‬ ‫3. املزيد من شفافية املالية العامة للدولة فقد أثبتت الدراسات أن الطريقة التي تنفق بها‬ ‫احلكومات مواردها املالية تبدو أكثر أهمية من حجم ما تنفقه من أموال أو الغرض الذي‬ ‫تنفق هذه األموال من أجله، وبالتالي فان الكشف العلني والواضح عن هذه املسألة‬ ‫يتطلب النشر الكامل للبيانات املالية للدولة، فى الوقت املناسب، كما يجب أن تكون‬ ‫تلك البيانات موثقة وعلى درجة عالية من الدقة، وميكن الرجوع إليها بحيث يسهل‬ ‫فهمها، كما يجب ان تكون حديثة وتتفق مع املعايير الدولية املتبعة فى البلدان األخرى.‬ ‫من هذا املنطلق نطرح فيما يلى بعض املقترحات املتعلقة بالشفافية واملعلومات‬ ‫املالية، وذلك من خالل عدة خطوات:‬ ‫تضمني قانون املوازنة (رقم 35 لسنة 3791 وتعديالته) باب جديد عن شفافية‬ ‫املوازنة يحتوى على القواعد العامة والشروط التي يجب االلتزام بها فى إعداد قانون‬
  • 25. ‫املوازنة وكافة التقارير املتعلقة باملالية العامة. على النحو الذي يضع إطارا موحدا ومتسقا‬ ‫لكيفية إعداد وثائق املوازنة.‬ ‫تقدمي معلومات كافية عن كافة الكيانات االقتصادية العامة والتي تقوم بأنشطة خارج املوازنة‬ ‫ولكنها تؤثر على السالمة املالية للدولة مثل الهيئات االقتصادية وبنك االستثمار القومي.‬ ‫حتديد املسئولية عن نشر بيانات املوازنة واملالية، ودعم شرعية ومؤسسية نشر تقارير املوازنة‬ ‫وتقارير املتابعة الشهرية والنصف سنوية.‬ ‫ضرورة العمل على إصدار بيان ماقبل املوازنة تعرض فيه احلكومة الثوابت التى تستند عليها‬ ‫لصياغة مشروع املوازنة مثل تقديرات النمو وتكونه ومعدل التضخم املتوقع وكذلك معدالت‬ ‫الفائدة والبطالة، وأوضاع امليزان اجلاري مبيزان املدفوعات وغيرها من األمور املرتبطة به.‬ ‫حتديد سياسة واضحة لإلفصاح عن اخملاطر املالية احملتملة وآثارها اخملتلفة، مثل الدين العام‬ ‫وإدارته وكذلك املتأخرات والضمانات احلكومية.‬ ‫وضع معايير محددة للحكم على مدى جناعة وكفاءة السياسة املالية، وبالتالي عدم االقتصار‬ ‫على مجرد عرض بيانات وأرقام صماء عن املوازنة، دون الدخول فى بعض التفاصيل الهامة، اى‬ ‫نشر بيانات غير مالية مثل عدد املستفيدين من البرامج التأمينات االجتماعية وعدد املدارس‬ ‫واملستشفيات وغيرها.‬ ‫4. وعلى صعيد الشفافية يتطلب األمر "اإلفصاح" العلني عن ممتلكات ودخول املرشحني لشغل‬ ‫املناصب العامة، وكذلك السياسيني وأعضاء الهيئات التشريعية ومن يعولوهم. ذلك باإلضافة‬ ‫إلى اإلفصاح العلني عما تقدم الشركات واألفراد من تبرعات لألحزاب السياسية او متويل احلمالت‬ ‫االنتخابية. وينطبق هذا القول على كافة املنصوص عليهم فى فى قانون الكسب غير املشروع رقم‬ ‫26 لسنة 5791 وهم:‬ ‫القائمون بأعباء السلطة العامة، وسائر العاملني فى اجلهاز اإلدارى فى الدولة عدا فئات املستوى‬ ‫الثالث.‬ ‫رؤساء وأعضاء مجالس إدارة املؤسسات العامة، عدا العاملني الذين ال يجاوز أجرهم ما يعادل‬ ‫نهاية الربط املالى للمستوى الثالث‬ ‫رئيس وأعضاء مجلس الشعب والشورى ورؤساء وأعضاء اجملالس احمللية الشعبية وغيرهم ممن‬ ‫لهم صفة نيابية عامة سواء كانوا منتخبني أو معينني‬ ‫رؤساء وأعضاء مجالس اإلدارة وسائر العاملني بالهيئات العامة واملؤسسات العامة والوحدات‬ ‫االقتصادية التابعة لها عدا شاغلى فئات املستوى الثالث‬ ‫رؤساء وأعضاء مجالس اإلدارة وسائر العاملني بالشركات أو الهيئات العامة أو املؤسسات‬ ‫العامة أو الوحدات االقتصادية التى تساهم فيها احلكومة بنصيب فى رأس مالها، وذلك فيما‬ ‫عدا األجانب والعاملني الذين ال يجاوز أجرهم ما يعادل نهاية الربط املالي للمستوى الثالث‬ ‫رؤساء وأعضاء مجالس إدارة النقابات املهنية واالحتادات والنقابات العمالية واجلمعيات اخلاصة‬ ‫ذات النفع العام‬ ‫52‬
  • 26. ‫رؤساء وأعضاء مجالس اإلدارة وسائر العاملني باجلمعيات التعاونية، عدا العاملني‬ ‫الذين ال يجاوز أجرهم ما يعادل نهاية الربط املالى للمستوى الثالث‬ ‫العمد واملشايخ‬ ‫مأمور التحصيل واملندوبون له واألمناء على الودائع والصيارف ومندوبو املشتريات‬ ‫واملبيعات وأعضاء جلان الشراء والبيع فى اجلهات املشار إليها فى البنود السابقة‬ ‫5. ضرورة نشر كافة التقارير السنوية التي تعدها اجلهات الرقابية، مثل اجلهاز املركزي‬ ‫للمحاسبات والرقابة اإلدارية والبنك املركزي وغيرهم، على أوسع نطاق وبكافة الطرق‬ ‫والسبل. وتعديل القوانني املنظمة لها بحيث تسمح لها بالنشر الفوري لتقاريرها‬ ‫السنوية بكافة السبل والوسائل، كما تتطلب أيضا العمل على حتقيق ما نادى به‬ ‫الدستور املصري من ضرورة إن تكون جلسات مجلس الشعب علنية، وذلك بإذاعتها على‬ ‫الهواء مباشرة من إحدى القنوات التليفزيونية، أو إنشاء قناة جديدة متخصصة فى هذا‬ ‫اجملال، بحيث يتمكن اجملتمع من متابعة ما يدور حتت قبة البرملان.‬ ‫6. حماية الشهود واملبلغني: يعتبر التبليغ عن اجلرائم بشكل عام وعن جرائم الفساد‬ ‫بشكل خاص من احلقوق األساسية لإلنسان التى كفلتها املواثيق الدولية والوطنية، بل‬ ‫إن هذا احلق يرقى إلى مصاف الواجب فى كثير من األحيان، حيث أن الشفافية واملساءلة‬ ‫وحماية املبلغني تشكل حجر الزاوية فى جهود مكافحة الفساد وحماية املال العام‬ ‫واحملافظة علية ويصعب حتقيق النجاح فى محاربة الفساد دون وجود أشخاص يتحلون‬ ‫بقدر عالى من الشجاعة واملسؤولية لإلبالغ عن جرائم الفساد التى يكتشفونها أثناء‬ ‫أدائهم وظائفهم دون خوف من عواقب هذا التبليغ سواء على أنفسهم أو أسرهم، إال‬ ‫انه ال يكفى لتفعيل التبليغ حث األشخاص وتقرير املكافآت لتحفيزهم للتبليغ عن‬ ‫جرائم الفساد بل البد من تقرير مجموعة متكاملة من الضمانات التى يتعني توفيرها‬ ‫من قبل السلطات العامة حلماية املبلغني والشهود من أية مخاطر أو تهديدات أو إضرار‬ ‫نتيجة قيامهم باإلبالغ.‬ ‫لهذا تعتبر حماية الشهود واملبلغني عن اخملالفات من املوضوعات بالغة األهمية ليس‬ ‫فقط بالنسبة جلهود مكافحة اجلرمية، ولكن لتحقيق احملاسبة وتدعيم مشاركة‬ ‫املواطنني في إدارة شئون مجتمعهم، فابالغات وأقوال الشاهد قد تكون هي الدليل‬ ‫الوحيد الذي يرشد عن وقوع اجلرمية ويساعد السلطات العامة في التوصل إلى اجلناة،‬ ‫وكل مواطن في اجملتمع عليه واجب أداء الشهادة أو التبليغ عن اجلرائم التي تصل إلى‬ ‫علمه، غير أن هذا الواجب قد يتقاعس املواطن عن تأديته بسبب اخلوف من تعرضه‬ ‫ألعمال انتقامية أو إجراءات تعسفية من قبل اجلناة، أو العتقاده بعدم قدرة السلطات‬ ‫العامة على تنفيذ حكم القانون، أو بسبب تعقد إجراءات تقدمي البالغ أو الشهادة‬ ‫أمام القضاء، باإلضافة إلى الضرر الشخصي الذي قد يعود على املواطن من جراء أداء‬ ‫الشهادة أو التبليغ، والذي يتمثل في تعطيله وضياع وقته طوال فترة سماع الشهادة أو‬ ‫البالغ. هذا فضال عن إمكانية حتمله نفقات االنتقال إلى مكان البالغ.‬ ‫لذلك فإن احلديث عن أي واجب أخالقي أو التزام قانوني يفرض على املبلغ والشاهد ألداء‬ ‫شهادة أو اإلبالغ عن وقوع جرمية، بدون التزام السلطات العامة في املقابل بتوفير احلد‬
  • 27. ‫األدنى من الضمانات واحلماية له يعد من قبيل تشجيع أفراد اجملتمع على االمتناع عن املشاركة‬ ‫في مساعدة السلطات العامة في القيام بواجبها في مكافحة اجلرمية والفساد، لذا فإن االهتمام‬ ‫بحماية الشهود واملبلغني يسهم في تعزيز مشاركة األفراد في مكافحة اجلرمية وفي معاونة‬ ‫السلطات العامة في القيام بوجباتها على هذا الصعيد، ويعطى أيضا ً املواطن بشكل عام وسيلة‬ ‫أكثر فاعلية ملراقبة أداء أصحاب املسئولية، وتبلغ أهمية هذا املوضوع فى مشكلة الضمانات التى‬ ‫يتعني توفيرها من قبل السلطات العامة حلماية املواطن الصالح من أى ضرر قد يعود عليه من جراء‬ ‫قيامه باإلدالء بالشهادة أو اإلبالغ عن اجلرمية. وبرغم تنبه املشرع املصري ألهمية وضرورة إصباغ‬ ‫احلماية القانونية علي املبلغني والشهود وتوفيره تلك احلماية بنصوص عدة، إال ان هناك حاجة للنظر‬ ‫في سن قانون خاص حلماية املبلغني والشهود لدعم احلس اجملتمعي لدي األفراد وحثهم علي القيام‬ ‫باإلبالغ عن وقائع الفساد اجملتمعي وعدم كتم الشهادة واإلسراع باإلبالغ عند وجود ثمة فساد، األمر‬ ‫الذي يتطلب تدخل تشريعي يكفل احلماية الكاملة للشهود واملبلغني ولذويهم من بطش وانتقام‬ ‫مرتكبي جرائم الفساد على النحو التالي:‬ ‫سن تشريع يهدف إلى تشجيع وتسهيل عملية الكشف عن التصرفات املنحرفة أو الفاسدة‬ ‫واملنافية للقانون والتي يقوم بها مسئولون حكوميون أو هيئات حكومية وذلك بصرف مبالغ‬ ‫نقدية للمبلغ أو الشاهد الذى يبلغ عن وقائع الفساد.‬ ‫تأمني احلماية للمبلغني والشهود الذين يعاونون أو يواجهون صعوبات بسبب تبليغهم بعدم‬ ‫الكشف عن هوية الشاهد أو املبلغ واستخدام الطرق التكنولوجية احلديثة فى اإلبالغ واإلدالء‬ ‫بالشهادة وذلك لضمان عدم بطش املتهم به وذويه، مع إمكانية تغيير هوية ومحل إقامة املبلغ‬ ‫أو الشاهد حتى ال يستطيع املتهم تعقبه.‬ ‫72‬