SlideShare uma empresa Scribd logo
1 de 25
Baixar para ler offline
‫.‪Arab British Academy for Higher Education‬‬




               ‫األكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي‬




                                       ‫بحث في‬

                     ‫ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ اﻟﻤﺒﻜﺮة‬
                             ‫ﻋﻠﻢ ﻧﻔﺲ اﻟﻄﻔـﻞ‬



‫الطالبة : سمية بدر الدين بحرو‬
                  ‫ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ © اﻷﻛﺎدﳝﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﱄ‬




                                              ‫1‬
                                        ‫‪www.abahe.co.uk‬‬
‫المـقـدمـة:‬
‫اإلن سان ف ي ھ ذه األرض ھ و مح ور الحي اة وب ه ي تم بن اء الح ضارات والمجتمع ات. ويم ر اإلن سان‬
‫بمراح ل مختلف ة ف ي حيات ه من ذ ال والدة وحت ى مغ ادرة ھ ذه األرض، فتب دأ بالطفول ة ث م المراھق ة‬
‫فالكھول ة وأخي راً ال شيخوخة. وبم ا أن مرحل ة الطفول ة تعتب ر حج ر األس اس ف ي بن اء شخ صية ھ ذا‬
‫اإلنسان، ولمالھا من أھمية كبيرة في نجاحه أو ف شله ل ذا الب د م ن ت سليط ال ضوء عل ى ھ ذه المرحل ة‬
‫المھمة في حياته والسعي إلنشاء شخصية سوية تسعى لتكون فاعلة وناجحة في مجتمعھا. ل ذا أرادت‬
‫الباحثة دراسة بعض الجوانب المھمة في ھذه المرحلة للمساھمة في إظھ ار أھمي ة التربي ة ال صحيحة‬
                                                                                          ‫لبناء جيل ناجح.‬


                                                                        ‫تعريف مرحلة الطفولة المبكرة :‬
‫تبدأ مرحلة الطفولة المبكرة بنھاية العام الثاني من حياة الطفل، وتستمر حتى بداية الع ام الخ امس أو‬
‫ال سادس و تعتب ر مرحل ة مھم ة ف ي حي اة الطف ل، حي ث أن نم وه فيھ ا يك ون س ريعا ً وبخاص ة النم و‬
‫العقلي، وت شھد ھ ذه المرحل ة مجموع ة م ن التغي رات الت ي تط رأ عل ى الطف ل ك االتزان وال تحكم ف ي‬
‫عملية اإلخراج وزيادة الميل إلى الحرية، ومحاولة التعرف على البيئة المحيط ة، والنم و ال سريع ف ي‬
‫اللغة، ونمو م ا اكت سبه م ن مھ ارات الوال دين، وتك وين المف اھيم االجتماعي ة ، وب زوغ األن ا األعل ى،‬
‫والتفرق ة ب ين ال صواب والخط أ والخي ر وال شر، وبداي ة نم و ال ذات وازدي اد وض وح الف وارق ف ي‬
‫ة.‬       ‫ة المرحل‬       ‫ي نھاي‬      ‫الم ف‬      ‫حة المع‬       ‫صبح واض‬          ‫ىت‬        ‫صية حت‬        ‫الشخ‬
‫وكلم ا كان ت ھ ذه المرحل ة س وية وتتمت ع باإلس تقرار الع اطفي والنف سي م ع وج ود رواف د ثقافي ة وعناي ة‬
‫ورعاي ة وحن ان, كلم ا نم ت وتفتح ت لك سب المواھ ب وأص بحت شخ صية قوي ة ف ي المجتم ع.‬
‫وبالعكس, فإن وج ود م شاحنات ب ين ال زوجين وت وتر م ستمر وم شاكل وص خب وع دم اس تقرار، وع دم‬
‫كسب الطفل للحنان والعط ف, ك ل ھ ذا ي ؤثر س لبا ً عل ى الطف ل فينم و ببيئ ة مري ضة وي صبح منحرف ا ً أو‬
‫مشاغبا ً أو مجرما ً أو عبئا ً على المجتمع، وفي ھذه الحال ة ف إن الع الج والت صحيح غالب ا ً م ا يك ون ص عبا ً‬
                                                                                                       ‫جداً.‬
‫إن الطفل بحاجة أن يشعر باإلھتمام والحنان والرعاية، والمخاطبة والحوار واالستماع له وحل م شاكله،‬
                                                                                  ‫وتوجيھه بطريقة لطيفة..‬

‫2‬
‫أھمية مرحلة الطفولة المبكرة:‬
‫تعد مرحلة الطفولة المبكرة م ن أھ م مراح ل الطفول ة الت ي يم ر بھ ا االن سان ف ي حيات ه ، ففيھ ا ت شتد‬
‫قابليته للت أثر بالعوام ل المحيط ة ، وتنف تح ميول ه واتجاھات ه ، ويكت سب ألوان ا م ن المعرف ة والمف اھيم‬
‫والقيم وأساليب التفكي ر ومب ادئ ال سلوك ، مم ا يجع ل ال سنوات األول ى حاس مة ف ي م ستقبله ، وتظ ل‬
                                                                  ‫آثارھا العميقة في تكوينه مدى العمر.‬
    ‫لقد اھتم العلماء بھذه الفترة وصرفوا جزءاً كبيراً من أبحاثھم لدراسة ھذه المرحلة، يقول )عبد الرحمن‬
‫8991 م ( أن ك ل علم اء ال نفس تقريب ا ً ق د اجمع وا عل ى أھمي ة مرحل ة الطفول ة المبك رة وأنھ ا ف ي غاي ة‬
‫األھمية، فمدرسة التحليل النفسي مثالً ركزت على ھذه المرحلة تركيزاً بالغ ا ً. وي رى فروي د أن شخ صية‬
‫الف رد تتك ون خ الل الخم س س نوات األول ى ، واھتم ت "أن ا فروي د" بھ ذه المرحل ة، غي ر أنھ ا قال ت ب أن‬
                          ‫خبرات الطفولة تعتبر مشكالت حاضرة بالنسبة لألطفال )الغامدي ، 0002 م(.‬
‫كم ا أش ار ھ ورني وف روم وس وليفان وأريك سون إل ى أھمي ة الطفول ة المبك رة، فم ثالً ي رى س وليفان‬
‫وأريكسون أن المراھق السوي ھو الطفل الذي مر خالل طفولته بنمو سوي. يقول )عبد الرحمن ، 8991‬
‫م( "أن األحداث خالل مرحلة الطفولة المبكرة تلعب دوراً ھام ا ً ف ي ت شكيل شخ صية الف رد وھ و م ا ي ؤثر‬
‫عل ى طبيع ة الشخ صية خ الل المراھق ة ، فالطف ل ال سوي نف سيا ً تك ون فرص ة عب وره للمراھق ة محفوف ة‬
                                                                                ‫بالنجاح أكثر من غيره".‬
‫وت رى الباحث ة أن ھ ذه المرحل ة ي تم فيھ ا تحدي د ماھي ة شخ صية الطف ل, ورس م مع الم س لوكياتھا, وتبل ور‬
                                                                           ‫قدراتھا الذھنية واإلجتماعية .‬
‫ونظ راً لمعرفتن ا م ا لمرحل ة الطفول ة المبك رة م ن أھمي ة كب رى ف ي بن اء شخ صية اإلن سان تب رز لن ا‬
                                                               ‫أھمية معرفة مطالب النمو لدى الطفل..‬


                                                                                          ‫مطالب النمو:‬
‫عرف ) الھنداوي ، 2002 م ( مطالب النمو بأنھا مدى تحقيق الفرد لحاجاته وإشباعه لرغبات ه وفق ا‬
‫لم ستويات نـ ضجه وتط ـور خبرات ه الت ي تتناس ب م ع س نه “ ول ذلك فمطل ب النم و ھ ي عب ارة ع ن‬
    ‫مجموعة من السلوكيات المشتركة بين مجموعة األفراد الذين ھم في عمر واحد أو مرحلة واحدة.‬



‫3‬
‫تتأثر مطالب النمو بمظاھر النمو العضوي للفرد، وبمع ايير الثقاف ة ال سائدة ف ي المجتم ع ، وبم ستوى‬
         ‫طموح األفراد و تنمو ھذه المطالب بالتدرج من حيث التعقيد والتطور من مرحلة إلى أخرى.‬
‫ھذه المطالب تم وضعھا قبل أكثر من نصف قرن واستجدت في حياتنا اليومية متغي رات تكنولوجي ة‬
           ‫وثقافية واجتماعية عديدة أثرت بھا، ويعتبر ھافجيرست أول من اھتم بدراسة ھذا المفھوم .‬
                                         ‫و سنذكر اآلن أھم مطالب النمو في مرحلة الطفولة المبكرة:‬
                                                                             ‫- المحافظة على الحياة .‬
                                                                                      ‫- تعلم المشي .‬
                                                                 ‫- تعلم استخدام العضالت الصغيرة .‬
                                                                                        ‫- تعلم االكل .‬
                                                                      ‫- تعلم ضبط االخراج وعاداته .‬
                                                                         ‫- تعلم الفروق بين الجنسين .‬
                        ‫- تعلم المھارات الجسمية الحركية الالزمة لأللعاب ، وألوان النشاط العادية .‬
                                            ‫- تعلم المھارات االساسية في القراءة والكتابة والحساب .‬
                                                                       ‫- تعلم قواعد االمن والسالمة .‬
                                                                      ‫- تعلم المشاركة في المسئولية .‬
                                                                ‫- تعلم ممارسة االستقالل الشخصي .‬
                                                       ‫- تكوين مفاھيم بسيطة عن الواقع االجتماعي .‬
                                                              ‫- تعلم ضبط االنفعاالت وضبط النفس .‬
                                                 ‫- نمو مفھوم الذات واكتساب اتجاه سليم نحو الذات .‬

                                            ‫العوامل المؤثرة على النمو في مرحلة الطفولة المبكرة:‬
    ‫ھي العوامل التي تسبب حدوث التغيرات التي تالحظ في النمو .وتتعدد العوامل التي تؤثر في النمو‬
‫وتتكامل في الوقت نفسه ، وھي في جملتھا عوامل حيوية نفسية تربوية اجتماعية و ثقافية . )زھران‬
                                                   ‫،5002 م( وتنقسم إلى عوامل داخلية وخارجية :‬

                                                                                    ‫العوامل الداخلية :‬
‫الوراثة :ھي انتق ال ال سمات م ن الوال دين إل ى أوالدھم ا ، وتمث ل الوراث ة ك ل العوام ل الداخلي ة الت ي‬
‫كانت موجودة عند بدء الحياة . )زھران ،5002 م( وتبين الوراثة أن الخ صائص الج سمية لألطف ال‬

‫4‬
‫يمكن التنبؤ بھا م ن الخ صائص الت ي نعرفھ ا ف ي الوال دين . ولك ن ف ي الوق ت نف سه ، نج د أن بع ض‬
‫االطفال يختلفون عن الوالدين اختالفا جوھريا بسبب وجود سمة وراثية متنحية من جي ل س ابق ، أي‬
    ‫متنحية أو مختفية وراء السمة المتغلبة أو السائدة ، وعلى ھذا ال يلزم دائما أن يشبه الطفل والديه.‬


                                ‫العوامل الخارجية والتي تتضمن )البيئة – الغذاء – النضج – التعلم(:‬
‫البيئ ة: ت ؤثر البيئ ة ت أثيراً مباش راً أو غي ر مباش ر عل ى الف رد ، وت شمل البيئ ة المادي ة واالجتماعي ة‬
‫والثقافية والح ضارية . ولھ ا دور كبي ر حي ث ت سھم ف ي ت شكيل شخ صية الف رد الن امي ، وف ي تعي ين‬
‫أنماط سلوكه و أسالبيه في مجابھة مواقف الحياة. وسنتحدث عن كل أھمية وأثر كل بيئة على حدى:‬

‫البيئة االجتماعية : ھي التي يع يش فيھ ا الطف ل من ذ أن ي رى الن ور ، ت شكله اجتماعي ا ، وتحول ه إل ى‬
         ‫شخصية اجتماعية متميزة . أما أھم العوامل االجتماعية المؤثرة في نمو الطفل فھي كالتالي:‬
                                                                                              ‫ا- األسرة:‬
‫األسرة ھي المحضن األول للطفل وھي المؤسسة الغير رسمية األول ى الت ي تت ولى رعاي ـة وح ضانة‬
‫الطفل ، ولذلك فالطفل انعكاس ألس رته ولق يم ھ ذه األس رة وتب رز أھمي ة األس رة ف ي عملي ـة التنـ شئة‬
‫االجتماعية وھذا ألن االعتقادات والعادات التي يكت سبھا الف رد ف ي طفولت ه تك ون نتيج ة تقلي د وتلق ين‬
‫الوالـدين للطفل ، كما يتـأثر الطفل كثيراً بالعالقة بالوالدين فالبيئة التسلطية تعيق نمو األطفال السليم.‬
‫وإلى ذلك يشير )عالون ة ،1002 م ( " إن الع ائالت المت سامحة ج داً م ع األطف ال ت ساعد ف ي تق ديم‬
‫نموھم الحركي أكثر من العائالت التي تكون أقل تسامحا ً ، فالتسامح يوفر فرص ة أكب ر لألطف ال ك ي‬
                                                                                            ‫يتحركوا.. ".‬
‫وال نبالغ إذا سمينا طفل ھذه المرحلة بطفل المنزل ، فالطفل يظل مـالزما ً للمنـزل خالل ھ ذه الفت رة.‬
‫وفي أواخر الطفولة المبكرة ينتقل الطفل إلى الروضة وعليه فالطف ل ف ي ھ ذه المرحل ة أكث ر الت صاقا ً‬
‫بوالديه فھو ال يفارقھم إال نادراً ويعتب ر وج ود األم بج واره وبال ذات ف ي بداي ة الطفول ة المبك رة ن وع‬
                                                                                        ‫من األمان لذاته.‬
‫وترى الباحثة ضرورة تن شئة الطف ل ف ي أس رة متفاھم ة ي سودھا الح ب والتع اطف واالحت رام ليك ون‬
                                                                              ‫شخصا ً سويا ً في المستقبل.‬




‫5‬
‫ب- الروضة: في الفترة المتأخرة من الطفولة المبكرة يدخل الطفل في الغالب ري اض األطف ال ، مم ا‬
‫يمھد لالنتقال من جو المنزل إل ى ج و ش بيه بج و المدرس ة، غي ر أن ه يغل ب علي ه اللع ب. ف ي ري اض‬
‫األطف ال تتوس ع العالق ـات االجتماعي ة ل دى الطف ل لت شمل معلم ة ال صف ورف اق ال صف ، وال ذين‬
‫يشكلون أول نواة لجماعة الرفاق. ويتعلم الطفل في ھذه الفترة قوانين العالقات االجتماعية المب سطة،‬
‫بل ويبدأ في ممارسة بعض ھ ذه االس ـتراتيجيات ، فم ثالً ل ن يع ود ألخ ذ كرت ه م ن ب ين زمالئ ه عن د‬
‫عدم رضاه عن أحد الزمالء ، بل يبدأ باإلحساس بالمسؤولية نحو زمالئ ه واللعب ة، فھ و يح ب اللع ب‬
‫الجم اعي. كم ا ي ستطيع الطف ل ف ي ري اض األطف ال ال تخلص م ن الذاتي ة والتمرك ز ح ول ال ذات م ن‬
‫خ الل اللع ـب الجم اعي وس ماع آراء زمالئ ه ح ول نف س الموض وع ، وي تعلم أن للموض وع الواح د‬
‫الكثير من وجھـات النظـر المخالفة لوجھ ة نظ ره ، وت ستطيع المعلم ة العم ل عل ى اس تثارة ذل ك ع ن‬
      ‫طريق طرح العديد من الموضـوعات وإتاحة الفرصة لكل طفل في إبداء رأيه في ھذه القضية.‬

‫ل ذا تقت رح الباحث ة التركي ز عل ى تأھي ل الم سؤوالت ع ن مرحل ة الروض ات ت أھيالً تربوي ا ً لم ساندة‬
                                                             ‫األسرة في بناء شخصية سوية لألطفال.‬

‫البيئة الحضارية : ت سھم ھ ذه البيئ ة ف ي عملي ة النم و االجتم اعي للف رد ، وال دليل عل ى ذل ك اخ تالف‬
                                 ‫األدوار االجتماعية لكل من الجنسين في البيئات والثقافات المختلفة.‬


‫البيئ ة الجغرافي ة: ت ؤثر بم ا تفرض ه ف ي النم و م ن ظ روف طبيعي ة واقت صادية وب شرية ... إل خ .‬
‫وب النظر إل ى ال سالالت واألجن اس الب شرية ف ي م شارق األرض ومغاربھ ا ش مالھا وجنوبھ ا ، تج د‬
                                        ‫فروقا ً ترجع إلى حد كبير إلى االختالف في البيئة الجغرافية.‬


‫الغذاء :إن المواد الغذائية لھا وظائف حيوية ھامة، فالكربوھيدرات والمواد الدھنية لھا دور في تولي د‬
‫الطاقة الالزمة لتحريك العضالت وتشغيل الفك ر، والبروتين ات لھ ا دور ف ي بن اء أن سجة الج سم عن د‬
‫النم و، أم ا األم الح المعدني ة والفيتامين ات والم اء فلھ ا دور ف ي إم داد الج سم بالعناص ر والمركب ات‬
                                   ‫االساسية لحفظ الصحة ومساعدة النمو )علي عويضة ،4791( .‬
‫ويؤدي الغذاء غير الكافي أو غير الكامل إلى إخفاق الفرد في تحقي ق إمكان ات نم وه، كم ا ي ؤدي إل ى‬
‫أمراض خاصة كاألسقريوط ولين العظام ، وباإلضافة إل ى أن ه ي ؤدي إل ى ض عف الف رد ف ي مقاوم ة‬
                                                                                           ‫االمراض.‬

‫6‬
‫ويؤدي سوء التغذية إلى تأخير النم و ونق ص الن شاط والتبل د وال سقم والھ زال وربم ا الم وت . “يق ول‬
‫)الزغب ي ، 1002 م( “إن س وء التغذي ة ف ي الطفول ة المبك رة ق د ي ؤثر عل ى جوان ب كثي رة م ن‬
                                   ‫الشخصية وقد يكون من الصعب تعويضه في المراحل الالحقة. "‬
‫كم ا أن اض طراب الت وازن الغ ذائي وع دم تناس ق الم واد الغذائي ة ) البروتيني ة والدھني ة وال سكرية‬
‫والنشوية والزاللية وبعض األمالح المعدنية والفيتامينات .. إلخ ( ي ؤدي إل ى اض طراب النم و ب صفة‬
                                                                                               ‫عامة .‬
‫النضج والتعلم: كل سلوك يظل في انتظار بل وغ البن اء الج سمى درج ة كافي ة م ن الن ضج للقي ام بھ ذا‬
                                                                                              ‫السلوك.‬
‫بينما ال تعلم ھ و التغي ر ف ي ال سلوك نتيج ة للخب رة والممارس ة ، وي تعلم األطف ال الجدي د م ن ال سلوك‬
‫بصفة مستمرة. وتتضمن عملية التعلم النشاط العقلي الذي يمارس فيه الفرد نوعا ً من الخبرة الجديدة،‬
‫وما يتمخض عن ھذا من نتائج ، سواء كانت في شكل معارف أو مھارات أو عادات أو اتجاھ ات أو‬
                                           ‫قيم أو معايير ، وتلعب التربية دوراً مھما ً في ھذا الصدد .‬
‫ويتفاعل كل من النضج والتعلم ويؤثران معا في عملية النمو ، ويالحظ أن معظم أنماط السلوك تنمو‬
                                                                    ‫وتتطور بفعل النضج والتعلم معا ً.‬


                                                           ‫جوانب النمو في مرحلة الطفولة المبكرة:‬
                                                                             ‫النمو الجسمي والحركي:‬
‫تتميز ھذه المرحلة بزيادة الوزن بالن سبة لل ذكور واإلن اث ، حي ث يبل غ وزن الطف ل ف ـي نھاي ـة ھ ـذه‬
‫المرحلة سبعة أمثال وزنه عند الوالدة. غير أن الذكور أكثر تفوقا ً من اإلناث في ھ ذه الزي ادة. وتن تج‬
‫ھذه الزيادة نتيجة نمو العضالت. وبالنسبة للعظام فتزداد في النمو، محولة شكل الطف ل الرض يع إل ى‬
                    ‫ِّ‬
‫ش كل الطف ل ال صغير. ويكتم ل ف ي ھ ذه المرحل ة نم و األس نان المؤقت ة مم ا يمك ن الطف ل م ن تن اول‬
‫الطعام. وفي نھاية ھذه المرحلة تبدأ األسنان المؤقتة ) اللبنية( بالسقوط إذانا ً ببدايـة ظھـور األس ـنان‬
‫الدائمة. وينبغي على الوال دين تعل يم األطف ال عل ى بع ض ال سلوكيات الجي دة ع ن االھتم ـام باألس ـنان‬
‫والحفاظ عليھا من التسوس. أما بالنسبة للجھاز العصبي فيستمر بالنمو في ھذه المرحلة ويتفوق نموه‬
                                                                       ‫على سائر األجھزة عند الطفل.‬




‫7‬
‫في سن الثالثة ويستطيع الطفل الجري بسالسة والقفز كما يمكنه غسل يديه وتجفيفھا واألكل بالمعلق ة‬
‫بنفسه ، كما يستجيب الطفل لتوجيھات والديه والخاص ـة بقـ ضاء الحاج ة حي ث أن ه مھي أ ف سيولوجيا ً‬
                                                ‫في ھذه الفترة لضبط عملية اإلخراج والتحكم فيھا.‬
‫أما في سن الخامسة يستطيع الطفل السيطرة نوعا ً ما على العضالت الدقيقة إلى حد ما، حي ث ي تمكن‬
        ‫ً‬
‫من مـسك القلـم والمقـص. وكذلك نجد أن طفل الخامسة يستطيع أن يرسم خطوطا ً م ستقيمة ف ي ك ل‬
‫االتجاھات . ويحب أطفال الخامسة في العادة ممارسة الجري ولك ن ل يس ل ذات الج ري ولك ن لھ دف‬
‫وھ و جع ل الج ري وس يلة ل سبق أقران ه وف ي بع ض األحي ان م ن يكب رونھم.‬


                                                                           ‫النمو العقلي المعرفي:‬
       ‫تعتبر مرحلة الطفولة المبكرة مرحلة ما قبل العمليـات المنطقيـة والتي يعرفھا بياجيه على أنھا‬
                          ‫ّ‬
       ‫“مقدرة الطفل على الدخول في عمليات ذھنية أساسية معينة، لعـدم تـوفر المنطق الالزم لذلك".‬
‫وعلى ذلك فإن الطفل في ھذه المرحلة يتسم في تفكيـره بالبـساطة والسذاجة، وذو بعد واحد ، فھو ال‬
    ‫يستطيع تركيز انتباھه على أكثر من جانب واحد فقط من الشيء المعروض أمامه، ولھذه الخاصية‬
                                                             ‫أثر في كثير من العمليات المعرفية .‬



                                                                                    ‫النمو النفسي:‬
‫اھتم ت مدرس ة التحلي ل النف سي ب صفة عام ة بمرحل ة الطفول ة المبك رة والخب رات المؤلم ة المكت سبة‬
‫فيھا، والطفل الذي يتحرك في بيئته وينطلق في عالم جديد من الخبرة دون االعتم اد عل ى والدي ه ف ي‬
‫كل ما يرغب يكون قد طور شعوراً بالمبادأة، أما إذا استمر في اعتم اده ال شديد عل ـى والدي ـه وع دم‬
‫استطاعته الخروج إلى الع الم المح يط ب ه دون موافقتھم ا الم سبقة فإن ه س وف يط ور ش عوراً بال ذنب،‬
‫وھذا يدل على مـدى األھمية التي تكتسبھا ھذه المرحل ة وم دى أھمي ة تعام ل الوال دين معھ ا، فم رور‬
‫الطفل بحل مرضي ألزمة المبادأة مقابل الشعور بال ذنب تعتم د عل ى مق دار التن شئة االجتماعي ة الت ي‬
‫نشأ عليھا، فكلما أعط ي طف ل ھ ذه المرحل ة مزي داً م ن الحري ة ف ي الحرك ة بحي ث يتح رى وي ستجلي‬
‫ويستكشف ما حوله دون كبت لمبادأته أو صد لھا كان نموه النفسي و االجتماعي ي سير نح و ال صحة‬
                                                                               ‫والتوافق والسواء.‬



‫8‬
‫النمو االجتماعي :‬
‫يرتبط الطفل بأمه ارتباط ا ً وثيق ا ً ف ي ھ ذه المرحل ة ألنھ ا م صدر إش باع لحاجات ه، وم ع تق دم س ـنوات‬
‫عم ـره يتن اقص اعتم اده عل ى أم ه ت دريجيا ً وي زداد اس تقالله االجتم اعي عن دما تكتم ل قدرت ه عل ى‬
                      ‫المشي، حيث يتمكن من التحرك ألماكن جديدة مما يسھل التواصل االجتماعي.‬
‫ولك ي ي زداد اندماج ه ف ـي األن شطة االجتماعي ة يقل ل الطف ل م ن اللع ب االنف رادي، ويمي ل للع ب م ع‬
‫الجماعة. يقول ) الريماوي، 8991 م (: “إن الطفل ال ذي يھ تم بأقران ه ويق ضي وقت ا ً أط ول معھ م ،‬
‫ويقبل أن يعطي ويأخذ ھو طفل ذو كف اءة اجتماعي ة “، ولك ن م ع ھ ذا ف إن الطف ل ل م ي ستقل اس تقالالً‬
‫تاما ً عن الكبار وعن المنزل ب ل ھ و ف ي مرحل ة بيني ة ب ين االعتمادي ة واالس تقاللية. وإل ى ھ ذا ي شير‬
‫)الھن داوي، 2002 م( بقول ه “يتميزال سلوك االجتم اعي ف ي ال سنوات )3-5( ب التعلق الكل ي ب المنزل‬
‫ومن فيه من الكبار، وال يتميز الطفل بعد باالستقالل ال ذاتي ولكن ه ب ين ب ين، فھ و ال ي زال ف ي حاج ة‬
‫ألمه في بعض أموره “. ويع د اللع ب م ن أھ م وأب رز مالم ح التواص ل االجتم اعي ف ي حي اة الطف ل،‬
‫حيث تتركز الحيـاة االجتماعية عن د الطف ل ف ي ھ ذه المرحل ة عل ى اللع ب وال ذي م ن خالل ه ي ستطيع‬
‫تكوين عالقات جديدة وتنمية مبدأ اللعب التعاوني. كما يلجأ الطفل لحل مشكالت قد تعترض خالفات ه‬
                                                                                         ‫مع اآلخرين.‬


                                                                           ‫الجانب النفسي واالنفعالي:‬
‫تتسم ھذه المرحلة باالنفعاالت والتي تتسم بالحدة ، حيث تعرف بمرحلة عدم التوازن ، فيكون الطف ل‬
‫سھل االستثارة، ويصدق ھذا الوصف خاصة على الفترة من )5.2-5.3( سـنة و )5.5 -6.6( سنة‬
‫) أبو حطب ، 9991 م(. وينشأ في ھذه الفترة عن د الطف ل مفھ وم ال ذات واإلحـ ساس بھ ا وإدراكھ ا.‬
‫وأب رز انفع االت األطف ال ف ي مرحل ة الطفول ة المبك رة ھ ي : الخ وف والغ ضب والغي رة.‬


                                                                                         ‫النمو اللغوي:‬
‫يعرف بياجيه اللغة بأنھا “ إشارة للبنى المعرفية القائمة لدى األطفال “ )قطـامي ، 002 م( ، ويعتبر‬
‫النمو اللغوي في أسرع مراحله في الطفولة المبكرة، وي ساعد النم و اللغ وي الطف ل عل ى التعبي ر ع ن‬
‫ذات ه وتك وين العالق ات االجتماعي ة والتفاع ل م ع المحيط ين ب ه، كم ا ي سھل النم و العقل ي والمعرف ي‬
‫للطفل. فاللغة ھـي نتاج النمو العقلي ودلي ل علي ه وكلم ا زاد نم و الطف ل عقلي ا ً نج د أن فھم ه للكلم ات‬
‫يزداد ، كما أن الكالم مؤشر عل ى النم و العقل ي . يق ول ) الھن داوي، 2002 م ( “الطف ل ال ذي ي تكلم‬

‫9‬
‫أوالً يكون أذكى من الطفل الذي فـي عمره ويتأخر كالم ه، وي رتبط الت أخر اللغ وي ال شديد بال ضعف‬
                                                                                             ‫العقلي ".‬
‫يرى بياجيه أن ھذه المرحلة تتميز بحديث الطفل عن ذاته وتمركزه ح ول ذات ه ف ي الح ديث ب ل حت ى‬
‫مـع وجود األطفال قد يتحدث مع ذاته إذا لم يجد من ينصت إليه ، فيقول ) قط امي، 0002 م (: “إن‬
‫بياجي ه ي ـرى أن ح والي %05 م ن ح ديث طف ل ال سادسة متمرك ز ح ول ذات ه ".‬
‫في حين يرى فايقات سكي أن ح ديث األطف ال ال ي دل عل ى تمرك زھم ح ول ذواتھ م وم ا ھ و إال وس يط‬
‫لحل المشكالت. كم ا ي رى أن ھن اك عالق ة ب ين اللغ ة والتفكي ر والمج ال االجتم اعي ال ذي يوج د في ه‬
‫الطفل، بينما يرى بياجيه أن اللغة تعبر عن البنى المعرفي ة الموج ودة ل دى الطف ل ول ذلك فھ و ي رتبط‬
‫ارتباط ا ً وثيق ا ً ب ين تط ـور اللغ ة والنم و العقل ي المعرف ي. ويت أثر النم و اللغ وي ب اختالط الطف ل‬
‫بالراش دين وبت وفر وس ائل اإلع الم وب الجنس، فالبن ات أس رع م ـن البني ين تكلم ا ً وأح سن نطق ا ً، كم ا‬
                                            ‫يساعد في تطور اللغة تفاعل الطفل مع البيئة المحيطة به.‬


                                                                                         ‫النمو الخلُقي:‬
                                                                                              ‫ُ‬
‫إن تعلم القيم االجتماعية والقدرة على التطبيع االجتماعي من خالل التن شئة االجتماعي ة وال تمكن م ن‬
‫قواع د الخل ُ ق والت ي تعم ل عل ى نم و الجان ب الخلُق ي عن د الف رد ھ ي م ن اھتمام ات مدرس ة التحلي ل‬
                                                   ‫ُ‬                                       ‫ُ‬
‫النفسي، و ينصح في تربي ة الطف ل أن ي تم إك سابه الق يم والمع ايير م ن خ الل الفع ل ول يس م ن خ الل‬
‫القول، وكذلك فقد قيل أن أفضل قاعدة لتعليم ال سلوك األخالق ي ھ ي أن نق ول للطف ل افع ل كم ا نفع ل‬
‫ول يس افع ل كم ا نق ول، وذل ك ألن الطف ل ي تعلم م ن المحيط ين ب ه وم ن أفع الھم أكث ر م ن أق والھم .‬
‫ويـ شير ) الجـ سماني ،4991 م ( ال ى ذل ك بقول ه “وھن ا ينھ ى المرب ون ع ن التذب ذب ف ي األوام ر‬
‫والنواھي “ ويعني ذلك عدم زجر الطفل عند فعل سلوك في يوم والتسامح معه لنفس السلوك في يوم‬
‫آخ ر. والطف ل ف ي ھ ذه المرحل ة يفع ل ال صواب أو يتجن ب الخط أ دون معرف ة لم اذا توص ف بع ض‬
‫األعم ال بال صواب واألخ رى بالخط أ. وف ي العم وم ف إن طف ل الطفول ة المبك رة وب األخص مرحل ة‬
‫رياض األطفال 3- 5 سنوات يكون في م ستوى م ا قب ل الع رف ف ي المرحل ة األول ى، والت ي تع رف‬
‫بأخالقي ة العق اب والطاع ة، أي أن ك تج ده ف ي الروض ة يفع ل أو ال يفع ل ال سلوك بن اءاً عل ى مب دأ‬
                                             ‫الخشية من العقـاب أو الـرغبة فـي الحصول على ثواب.‬




‫01‬
‫طرق التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة:‬
‫إن سنوات الطفل األولى عظيمة األھمية ألنھا الفترة التي يبدأ بھا باكتساب مھاراته الجسدية والعقلي ة‬
‫واالجتماعي ة االساس ية والت ي ت ستمر ف ي التط ور م ع نم وه ، وتعل يم األطف ال ف ي مرحل ة الطفول ة‬
                                                      ‫المبكرة ھو مسؤولية األھل بالدرجة األولى .‬
‫وھناك عدة طرق تساعدھم في توفير التعليم النافع للطفل في مختلف مراحل نموه ، ونستعرض ھنا‬
                                     ‫بعضا ً من طرق التعليم في الجوانب المختلفة من حياة الطفل :‬
                                                                                ‫1- تعلم التحرك :‬
‫ھن اك ألع اب ت ساعد الطف ل عل ى النم و الج سدي منھ ا ، أن واع الھياك ل ذات العج الت وعرب ة ال دفع‬
                           ‫وألعاب الجلوس والركوب وعربات للشد ونفق للزحف واللعب الھزازة .‬
              ‫مثال : النزول والصعود على الدرج ، حركة القرفصاء ، الوقوف على رجل واحدة .‬


                                                                                 ‫2- تعلم اإلبداع :‬
‫يتعلم الطفل اإلبداع عن طريق ما يقدم له من مواد تساعده على التعبير ع ن نف سه وعل ى االبتك ار ،‬
                                               ‫وتكشف رسوم الولد عن تبصر لكيفية رؤيته للعالم .‬
‫ومن الممكن توسيع نطاق الرسم عند الطفل ليتخطى بذلك قلم التلوين والفرشاة ، فعن طريق الطالء‬
‫باليد أو األصابع فإنه يخ وض تجرب ة لم سية جدي دة ، والط الء باإلس فنجة والطباع ة ب األوراق تعتب ر‬
‫مقدمة جيدة للكتابة، وتوفير العجينة والصلصال له ينم ي اإلب داع لدي ه حي ث أنھ ا تمنح ه الق درة عل ى‬
           ‫إعداد أشياء دائمة وتعطيه اإلحساس باإلنجاز مما يدفعه إلى مزيد من االبتكار واإلبداع .‬


                                                                    ‫3- تطوير المھارات الفكرية :‬
‫ت شمل المھ ارات الفكري ة ال تعلم وال ذاكرة والتفكي ر واالس تنباط ، ورغ م أن ه ي صعب عل ى األطف ال‬
‫استيعاب المفاھيم في ھذه المرحلة المبكرة .، إال أن ھناك طرقا ً تعليمية تساعد على ذل ك وت سھل ف ي‬
                                                                           ‫استيعاب ھذه المفاھيم .‬
‫ومنھا لعب ة العث ور عل ى متط ابق وم ن ش أنھا ت دريب مھ ارات المالحظ ة عن د الطف ل وم ساعدته ف ي‬
‫تصنيف البنود ، ولعبة إخ راج ال دخيل م ن مجموع ة م ن األش ياء تجعل ه يفھ م جي داً طبيع ة األش ياء ،‬
‫وفي لعبة داخل وخارج التي تتمثل في م لء ك يس ص غير وتفريغ ه ، ف إن فرص ة للتفكي ر تتول د ل دى‬



‫11‬
‫الطفل في كيفية مشاركة شيئين المساحة نفسھا في وقت معين وعدم التقائھما ف ي وق ت واح د ، وھ ذا‬
                                                                        ‫يعلمه التفكير في األضداد.‬


                                                                          ‫4- اكتساب حب الذات :‬
‫إن تفاعل الطفل مع العديد من األشخاص في عدة مستويات تساعده في صقل فھم ه لھويت ه ، فاللق اء‬
              ‫بالغرباء يساعده في تكوين نماذج األدوار في العالم وتحسين قدرته على التعامل معھا .‬
‫كما أن ھناك عدة طرق عملية تفيد في ذلك عن طريق اللعب ، فوض ع بع ض ال دمى المتحرك ة ب ين‬
‫يديه وسرد القصص يحوله إلى شخص اخر لفترة ، ويؤل ف أح داثا ً ال يمك ن التعبي ر عنھ ا ف ي الحي اة‬
‫الواقعية ، ومن المفيد إعداد كتاب مصور عنه وعن عائلته فذلك يساعد على تذكر األحداث ، ويؤك د‬
         ‫له أنه ھو الولد الصغير نفسه الذي كان بطل مغامرات القصة مما يعزز ثقته بنفسه وقدراته.‬


                                                    ‫اللعب في الطفولة المبكرة وأثره على النمو :‬
‫إن اللع ب ال يق ل أھمي ة وقيم ة ع ن الح ب والرعاي ة للطف ل ، فع ن طريق ه ال يج رب األطف ال المتع ة‬
                 ‫والتسلية فقط بل يطورون شخصياتھم وذواتھم ويدركون نجاح قدراتھم وخبراتھم .‬
‫إن اللعب يفتح لألطفال أبواب اإلبدع والخيال ، فھو المسؤول عن نمو قراءاتھم وتفكيرھم ومھاراتھم‬
‫في حل المشكالت إضافة إلى مھاراتھم الحركية الدقيقة ، وعن طريقه يتعامل األطف ال م ع ع واطفھم‬
‫ويفھمون ويفسرون العالم من حولھم ، ويساعدھم في تعلم معنى العالقات أو المھارات االجتماعي ة ،‬
                ‫وبشكل عام فإن أھمية اللعب تبرز لنا باعتباره محفزاً ألعمال األطفال على اختالفھا.‬
‫وھناك عالق ة وثيق ة ب ين اللع ب والنم و ، حي ث أن الدراس ات المنتظم ة الت ي أجراھ ا ب احثون وم نھم‬
‫ماري شيريدن تثبت أن الوظائف التي يحققھا اللعب لكل طفل لحظة بلحظة ويوم بيوم ھ ي ج زء م ن‬
     ‫اإلسھامات األوسع التي يقدمھا اللعب للنمو الشامل لكل طفل ، أي أنه يساعد األطفال في نموھم .‬


           ‫وسيتم سرد بعض أنواع اللعب والتي تسھم في تقدم نمو الطفل في مجاالت نموه المختلفة :‬
                                                                                ‫1- اللعب النشط :‬
‫وتتجلى أھميته في النمو البدني حيث يتطلب ھذا النوع من اللعب استخدام الرأس والجذع واألطراف‬
          ‫في الجلوس والزحف والوقوف والركض ، وھو وسيلة الكتساب القوة والرشاقة والتنسيق .‬



‫21‬
‫2- اللعب بالمحاكاة :‬
‫يقل د األطف ال األفع ال الت ي يرونھ ا أم امھم ، ويمث ل س لوك المحاك اة مي زة ھام ة م ن مزاي ا النم و‬
‫االجتم اعي والمعرف ي والرم زي ، ويعك س اللع ب بالمحاك اة م ا ي راه الطف ل وم ا ي سمعه م ن حول ه‬
‫وخاصه في سياقه اليومي واالجتماعي والثقافي ، ويعتبر م ن أن واع اللع ب ال ضرورية لي تعلم الطف ل‬
‫على اسرع الط رق وأكثرھ ا فعالي ة ف ي القي ام باألعم ال المفي دة ل ه فم ثال يقل د الطف ل ف ي س ن مبك رة‬
‫سائق الباص بع د ركوب ه ف ي الب اص ع دة م رات وم شاھدته لع دد م ن ال سائقين وھ م يق ودون الب اص‬
                                                                         ‫.)السيد سليمان ،5002 م(.‬


                                                                                   ‫3- اللعب البنائي :‬
‫يتج سد اللع ب البن ائي ف ي تك وين أو بن اء وتركي ب ش يء ، مث ل تك وين ب رج باس تخدام الم ستطيالت‬
‫البالستيكية ، ويتطلب ھذا الن وع م ن اللع ب دم ج الحرك ات الدقيق ة والق درة الح سية والفھ م المعرف ي‬
                                                                                          ‫والرمزي .‬


                                                                                  ‫4- اللعب الخيالي :‬
‫يبدأ األطفال في ايجاد مواقف خيالية يميل ون ال ى ت صديقھا عل ى أنھ ا واقعي ة ، ويع د اللع ب الخي الي‬
‫فرصة لوضع الرؤى والمھارات موضع التنفيذ وھو بھذا يعتمد على توظيف الخيال واالبداع ، مثال‬
                                                                              ‫: الحصان ، العصاية .‬


                                                                           ‫5- األلعاب ذات القواعد :‬
‫وتحتاج لقدر من الفھم واالستيعاب لمفھوم المشاركة وأخذ األدوار واللعب النظيف والتسجيل الدقيق‬
‫للنت ائج ، ويب دأ األطف ال بممارس ة ھ ذا الن وع م ن األلع اب ف ي س ن الرابع ة عن دما تب دأ مجموع ات‬
                      ‫صغيرة منھم في ارتجال قواعدھا وقوانينھا الخاصة بھا للقيام باللعب التعاوني.‬


‫وللكبار دوركبير ومحوري في ت أمين ظ روف اللع ب المناس بة لألطف ال وت وفير مجاالت ه المختلف ة ..‬
                                                      ‫والبد لھم من أخذ االمور التالية بعين االعتبار:‬




‫31‬
‫1- المكان :‬
‫حيث يجب أن يكون واسعا ً بما فيه الكفاية ليتناسب مع األنشطة الحرة للطفل والتي تتناسب مع عمره‬
‫وعملية تقدم نموه ، كما يجب أن يكون آمنا ً ومناسبا ً ويساعد الطف ل عل ى القي ام بعملي ات االستك شاف‬
                                                                                     ‫واالستقصاء.‬


                                                                                   ‫2- المصادر :‬
‫من األھمية تأمين مصادر مثيرة ومناسبة لعمر الطفل ومرحلة نم وه ، ويج ب أن يتأك د الع املون ف ي‬
‫مج ال الطفول ة المبك رة أن تك ون م صادر اللع ب ممثل ة للمجتم ع المن وع الثقاف ة وفح ص ك ل أدوات‬
                                                                 ‫اللعب من أجل األمان والسالمة .‬


                                                                                      ‫3- الوقت :‬
‫يعتم د الللع ب العف وي عل ى إعط اء الطف ل فرص ة االن شغال باألن شطة دون ح دوث أي مقاطع ات ،‬
                               ‫ويجب اعطاء األطفال الوقت الكافي للقيام بكل ما يشغل اھتماماتھم .‬


                                                                                   ‫4- األصدقاء :‬
‫يحتاج الطفل إلى زمالء في اللعب في ك ل مراح ل نم وه ، وھ و يحت اج ال ى م شاركة مربي ه الكب ار ،‬
‫ومن المھم للطفل أن يكون ق ادراً عل ى التواص ل والتفاع ل م ع األطف ال ف ي نف س العم ر ، ويج ب أن‬
                                               ‫تتوفر حماسة الكبار وتشجيعھم لألطفال عند الطلب.‬


‫وال بد من الذكر أن ھناك مجموعة من الظروف التي يمكن أن تحدث في حياة الطف ل والت ي تقل ل أو‬
‫تطفأ من دافعية الطفل على اللعب ، وتشمل ھذه الظروف المرض وسوء التغذية والح وادث المفجع ة‬
 ‫والصدمات مثل وفاة أحد الوالدين أو االساءة في المعاملة والتعسف وظھور ووجود حاجات خاصة‬


‫وتقترح الباحثة أن تكون ھناك ندوات توعية لألمھات إلي ضاح أھمي ة اللع ب ف ي حي اة الطف ل ، ل يس‬
            ‫بقصد التسلية وإضاعة الوقت فحسب، بل بإعتباره وسيلة ھامة للتلعم وكسب المھارات.‬




‫41‬
‫االتجاھات الحديثة في تربية الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة:‬
‫إن االھتمام بالطفولة من أھم المعايير التي يقاس بھا تقدم المجتمعات ألن تربي ة األطف ال ، وإع دادھم‬
        ‫لمواجھة التحديات الحضارية التي تفرضھا حتمية التطور يعد اھتماما ً بواقع األمة ومستقبلھا.‬
‫ل ذا توج ه األم م اھتمام ا بالغ ا ً إل ى الدراس ات ف ي مج ال الطفول ة ، س عيا ً وراء فھ م طبيع ة االطف ال ،‬
                                                                      ‫وإدراك حاجاتھم ومعرفة سلوكھم.‬
       ‫ولھذا كان التوجه لالھتمام برياض االطفال ، وذلك في عدة نواحي يمكن تلخيصھا بما يلي :‬


                                                    ‫1- االتجاھات الحديثة في أھداف رياض االطفال :‬
‫تنمي ة الق يم الخلقي ة واالجتماعي ة باعتبارھ ا األس اس ف ي تك وين الشخ صية ، وخاص ة الق يم المت صلة‬
‫بالجد والمثابرة والدقة والحماس واالستقالل الذاتي إلى جانب الصفاء واإلخالص وااللت زام ، وتأكي د‬
‫أھمي ة الق يم ال سلوكية كالتع اون وال سرعة والنظ ام ، وأھمي ة تنمي ة االتجاھ ات اإليجابي ة نح و ال ذات‬
‫ونحو األبوين واألسرة ونحو المعلمات والروضة ونحو التعل يم ب صفة عام ة ، وتنمي ة روح الجماع ة‬
            ‫والمشاركة الجماعية والتفاعل االجتماعى وحب العمل واحترام العاملين وتنمية الضمير.‬
‫وأس ھمت االتجاھ ات الحديث ة ف ي تحدي د أھ داف ري اض األطف ال ف ي س يادة النظ رة المتكامل ة للطف ل‬
‫وخصائصه ومظاھر نموه ، وضرورة التعامل معه ف ي إط ار كل ي ال يتج زأ ، وأص بح تحقي ق النم و‬
                                                ‫المتكامل للطفل ھدفا ً أساسيا ً في جميع رياض االطفال .‬


                                                   ‫2- االتجاھات الحديثة في وظائف رياض االطفال :‬
‫ت شير االتجاھ ات الحديث ة ف ي أدبي ات مرحل ة التعل يم م ا قب ل المدرس ى إل ى ات ساع وظ ائف ري اض‬
                                   ‫األطفال في المجتمعات المعاصرة لتغطي عديداً من جوانب النمو .‬
                                                                                     ‫ومن أھم الوظائف :‬
             ‫- الوظيفة التعويضية وذلك بتوفير ظروف بيئية مالئمة لفرص النمو والتعلم األفضل.‬
                          ‫الوظيفة التربوية اإلنمائية والتي توفر أساليب التنمية الشاملة لألطفال .‬         ‫-‬
                                                                    ‫- التمھيد للمدرسة واالستعداد لھا.‬
                               ‫مساعدة أولياء االمور على تفھم حاجات أطفالھم وكيفية إشباعھا .‬              ‫-‬
‫التنشئة االجتماعية للطفل وتوفير الرعاية التربوية والنفسية ليتحق ق لھ م التكي ف االجتم اعي ف ي‬            ‫-‬
                                                                                            ‫المستقبل.‬

‫51‬
‫رعاية االطفال أثناء غياب أمھاتھم في العمل.‬       ‫-‬


                                           ‫3- االتجاھات الحديثة في كيفية إشباع حاجات الطفولة :‬
‫الش ك أن لك ل مرحل ة م ن مراح ل النم و خصائ صھا ومطالبھ ا الت ي تقت ضيھا العوام ل البيولوجي ة‬
‫واالجتماعية والثقافي ة والشخ صية ، وم ن ال ضروري للف رد أن ي شبع حاجات ه وفق ا ً لمطال ب المرحل ة‬
‫التي يمر بھا ، حتى يستطيع التكيف معھا ولما بعدھا من مراحل ، وتنحصر مطالب مرحل ة الطفول ة‬
                                                                      ‫المبكرة بصفة عامة بما يلي :‬
                                                    ‫- تنمية اإلحساس بالثقة في النفس وفي الغير.‬
                                                                ‫- تنمية اإلحساس باستقالل الذات.‬
                                                                                 ‫- تنمية المبادرة.‬
                                                                                 ‫- تنمية االبتكار.‬
                                                                               ‫- تحمل المسئولية.‬


                                                               ‫مشكالت النمو في الطفولة المبكرة:‬
‫تتميز مراحل الطفولة بخصائص تفرضھا البيئة وأنماط التنشئة ، وتعرض الطفل لمشكالت نفسية أو‬
‫اضطراب سلوكه يشير إلى عدم ان سجام ت صرفات الطف ل ف ي جان ب أو أكث ر م ع الم ألوف ف ي بيئت ه‬
‫االجتماعية ، ودليل على إخفاق الطفل ف ي إح راز ض وابط للتفاع ل المتوق ع من ه. وتتن وع الم شكالت‬
‫النفسية في الطفولة حسب مراحل النمو ، وليس ھناك مشكالت لھ ا س بب واح د ، وھ ذا م ن س نن ﷲ‬
‫تعالى في الخلق ، فالمشكالت الكبيرة والشائعة ال تنشأ بسبب عامل واحد ، وال يمكن أيضا حلھا م ن‬
                                                          ‫خالل مقترح أو تصرف أو موقف واحد .‬
‫والمشكالت معظمھا ليس عضويا ً أو وراثيا ً ، وإنما يعود إلى طريقة التن شئة وإل ى البيئ ة الت ي يع يش‬
                                                                                       ‫فيھا الطفل .‬


                                                                          ‫مشكلة التبول الالإرادي :‬
‫إن التبول الالإرادي من أكثر االضطرابات شيوعا ً في مرحلة الطفولة ، والذي يظھ ر ف ي ع دم ق درة‬
‫الطف ل عل ى ال سيطرة عل ى مثانت ه ، ف ال ي ستطيع ال تحكم ف ي ان سياب الب ول. ويع رف علم اء ال نفس‬
‫اضطراب التبول بأنه حالة انسكاب البول ال إراديا ليالً أو نھاراً أو ليال ونھاراً معا ً لدى طف ل تج اوز‬

‫61‬
‫عمره 3 -4 سنوات ، وھو السن الذي الذي يتوق ع عن ده ال تحكم دون أن يك ون ھن اك س بب ع ضوي‬
            ‫خلف ذلك، على أن يتكرر ذلك مرتين في األسبوع ، أو على االقل ثالث مرات شھريا ً .‬
‫وأسباب التبول الالإرادي ترجع إلى األسباب الفسيولوجية الع ضوية واألس باب االجتماعي ة التربوي ة،‬
                                                                  ‫ُ‬
‫حيث أن االسلوب الذي يعامل به األطفال أو يتعايشون معه ينعكس إم ا بظھ ور بع ض االض طرابات‬
       ‫أو عدم ظھورھا ، كما أن األسباب النفسية لھا دور كبير على ظھور مشكلة التبول الالإرادي.‬
‫يق ول ) عكاش ة، 8991 م ( “وأھ م األس ـباب للتب ـول ال الإرادي القل ق النف سي، وعام ل المناف سة‬
‫والغيرة من والدة طفل أصغر واھتمام األسرة بالطفـل الجدي ـد، فھن ا ي نكص الطف ل األكب ر ويب دأ ف ي‬
                                ‫التبول، وذلك إلثارة العائلة الشعوريا ً، وجذب االھتمام الكافي له "‬


                                                                    ‫أساليب التغلب على المشكلة :‬
                                                   ‫1- توعية األھل بالمشكلة وكيفية التعامل معھا.‬
                                                        ‫2- امتناع الطفل عن شرب السوائل ليالً .‬
                                                       ‫3- معرفة سبب التوتر أو القلق ومعالجته .‬
‫4- أحيانا يكف الطفل عن التبول في فراشه مدة من الزمن ، ثم يعود إليه ، وفي ھذه الحال ة ف إن م ن‬
‫الفيد جدا أن نتعرف على أسباب ذلك ، وفي الغالب يكون عناك ح ادث مع ين أث ار لدي ه درج ة عالي ة‬
                                                                     ‫من القلق والتوتر والخوف .‬
                                                      ‫5- استحسان قرب الحمام من غرفة الطفل .‬
                                                           ‫6- تدريب الطفل على االستيقاظ ليالً .‬
                                                           ‫7- استخدام أسلوب المكافأة والعقوبة .‬


                                                                          ‫مشكلة مص األصابع :‬
‫حركات يقوم بھا الطفل في األسابيع األولى من عمره، ولكن الخطورة تكمن عن استمرار الطفل ف ي‬
‫ھـذا السلوك، وھذا يدل على نكوص الطفل لمرحلة الرضاعة، وحسب تفسير فرويد فق د يك ون س بب‬
‫ذل ـك الـ سلوك اض طراب العالق ة ب ين الطف ل ووالدي ه أو المحيط ين ب ه . ول ذلك ي صف ) عكاش ة،‬
     ‫8991 م( الطفل الممارس لھـذا السلوك بوجود توتر داخلي وقلق ذاتي وصراعات نفسية للفرد.‬
‫ترجع أسباب م ص األص ابع إل ى المتع ة والراح ة ونظ ام التغذي ة، كم ا أن للعوام ل النف سية دور مھ م‬
‫فعدم إشباع الحاجات النفسية و الم رور بأوق ات ال ضيق والعن اء تنم ي حاج ة الطف ل للم ص ، إض افة‬

‫71‬
‫إلى انخفاض مستوى التوافق والتنفيس عن الطاقة الزائدة و قصر فترة الرضاعة و افتقاد الطف ل إل ى‬
                                                                         ‫اللھاية و التوتر االسري .‬


                                                                     ‫أساليب التغلب على المشكلة :‬
                                                                                     ‫1- التجاھل .‬
                                                                           ‫2- توجيه الطفل بحب .‬
                                                                      ‫3- إبعاد المثيرات الشرطية .‬
                                                                           ‫4- توفير بدائل للمص .‬
                                                                     ‫5- السماح للطفل باالختالط .‬
                                                                            ‫6- المكافآت والتعزيز.‬
                                                                                  ‫7- إيھام الطفل .‬
                                                                   ‫8- االستشارة الطبية والنفسية .‬


                                                                            ‫مشكلة سورة الغضب :‬
‫غالبا ً ما تظھر ھذه المشكلة في عمر س نتين إل ى ال ثالث س نوات فھ ي س نوات ال سلبية والذاتي ة ، وق د‬
‫تكون شديدة فيكسر الطفل أشياء ثمينة أو يضرب رأسه إال أنھا تق ل كلم ا كب ر حت ى تختف ي عن د س ن‬
     ‫العاشرة . وتظھر على أشكال عدة منھا الصراخ والشتم وكسر تألشياء والتدحرج على األرض .‬


                                                                                   ‫أسباب المشكلة:‬
                     ‫‪ ‬فترات التغير األساسية كاستقبال مولود جديد أو االنتقال إلى المدرسة .‬
                         ‫‪ ‬تقليد الكبار في السلوك المبالغ فيه عندما يكونون في حالة غضب.‬
                                      ‫‪ ‬عدم ممارسة الطفل لنشاطات تمتص طاقاته الجسمية.‬
                                             ‫‪ ‬تظھر المشكلة أكثر في الطفل النشيط والعنيد.‬
‫‪ ‬صدام بين شخصية الطفل وإرادة أھله وإن لم يستطع األھل التعامل ن ع الم شكلة تكف ي ث ورة‬
                                                          ‫غضب واحدة حتى تصبح عادة .‬
                                             ‫‪ ‬عدم االستقرار النفسي كعدم انسجام الوالدين .‬


‫81‬
‫‪ ‬المبالغ ة ف ي االعتن اء بالطف ل وتدليل ه ف ال يع رف ح دوده ، أو العك س أي ال شدة وال صرامة‬
                                                ‫وطلب الطاعة الفورية تولد ھذه الثورات .‬


                                                                        ‫أساليب معالجة المشكلة :‬
                            ‫‪ ‬تقديم المثل األعلى من قبل الوالدين في ضبط النفس والھدوء .‬
                               ‫‪ ‬عدم السخرية واالستھزاء بالطفل وإظھاره بمظھر العاجز .‬
                                       ‫‪ ‬االبتعاد عن أسلوب اإلجبار وإشعار الطفل بأھميته.‬
‫‪ ‬استغالل طاقات الطفل في اللعب والرياضة وحثه على تنظيم وقته وقد تكون ألعاب التركيب‬
                                                              ‫مناسبة لتعليمه على الصبر.‬
                                        ‫‪ ‬عدم مناقشة مشاكله مع اآلخرين على مسمع منه .‬
‫‪ ‬تعويد الطفل عل ى تنف يس نوب ات غ ضبه وكي ف يعالجھ ا كم ا ورد ف ي ال سنة النبوي ة وت دعيم‬
                                                                   ‫ذلك ببعض القصص .‬
                                            ‫‪ ‬التأكد من سالمة الجسم وخلوه من األمراض .‬
                                          ‫‪ ‬إعطاؤه تعليمات واضحة فال صراخ وال وعيد .‬
      ‫‪ ‬اإلھمال وإشعار الطفل باالمباالة وعدم االكتراث له حتى يسكت ويھدأ ثم يتم الحوار .‬



                                                                                  ‫مشكلة الخوف:‬
‫الخوف ھو حالة انفعالية طبيعية تشعر بھا كل الكائنات الحية في بعض المواق ف. فاألص وات العالي ة‬
‫الفجائية ھي من أھم المثيرات األولى للخوف في الطفولة المبكرة ، وفيما بين السنة الثانية والخام سة‬
‫تزداد مثي رات الخ وف م ثال ك أن يخ اف الطف ل م ن األم اكن الغريب ة وم ن الغرب اء وم ن الوق وع ف ي‬
                    ‫مكان مرتفع ومن الحيوانات التي لم يألفھا ويخاف من تكرار الخبرات المؤلمة .‬


                                                                                ‫أنواع المخاوف :‬
‫محسوسة ذات مصادر حقيقة : كالخوف من الطبيب أو المدرسة أو األشياء المرتبطة بمواقف مخيف ة‬
                                                   ‫كرؤية الطبيب يعطي حقنة ألحد أفراد العائلة .‬
                  ‫مصادر غير محسوسة : كما يربي البعض أبناؤه على الخرافات والغولة والسحر.‬

‫91‬
‫أساليب معالجة الخوف :‬
                                                            ‫‪ ‬االستماع لمخاوف الطفل .‬
                                                ‫‪ ‬التفرقة بين الخوف الطبيعي والمرضي.‬
                     ‫‪ ‬تجنب تھديد الطفل بسحب حب أبويه من حين آلخر كي ال يفقد اآلمان.‬
                                              ‫‪ ‬عدم إخافة الطفل إال فيما يجب الحذر منه.‬
                                                 ‫‪ ‬وضع الطفل بين مجموعة من األطفال.‬
                                                         ‫‪ ‬التقليل من الزواجر والنواھي.‬
                                                         ‫‪ ‬عدم قص القصص الخرافية .‬
                                   ‫‪ ‬عدم فرض الرجولة على الطفل كي يمتنع عن الخوف.‬
                  ‫‪ ‬عدم نقل تخوف األھل للطفل كأن تظھر األم لطفلھا خوفھا من القطط مثالً.‬


                                                                        ‫مشكلة قضم االظافر :‬
     ‫يعتبر قضم االظافر من اضطرابات الوظائف الفمية مثل عدم اإلحساس بالطعم أو عدم القدرة على‬
 ‫البلع .. وغيرھا ، وأغلب األطفال ممن يقضمون أظافرھم قلقون ، ويقضم الطفل في الغالب أظافره‬
          ‫ليتخفف من حدة شعوره أو ينجو من القلق أو يخفف منه . يقول ) زيدان، 4991م( أن قضم‬
        ‫األظافر نمط انسحابي يبعد صاحبه عن مجابھة الواقع ويساعد على االستغراق في السرحان ،‬
‫وأحالم اليقظة وعدم القدرة على التركيز ويصاحب ذلك تـوتر وقلق وتزداد كلما قابلت الطفل حاالت‬
                                                                  ‫فشل أوحرمان أو صعوبات.‬
       ‫وأسباب قضم األظافرترجع إلى سوء التوافق االنفعالي و عقاب الطفل لنفسه و إحاطته بتوقعات‬
                                                     ‫أكبر من إمكاناته وقد يكون تقليد لآلخرين.‬


                                                                ‫أساليب التغلب على المشكلة :‬
                                                                  ‫1- تقليم االظافر أوالً بأول.‬
                                                       ‫2- إبعاد الطفل عن اإلثارات المستمرة .‬
                                    ‫3- استخدام القيود كما ذكرنا سابقا ً بموضوع مص األصابع .‬
                                                                      ‫4- المكافآت والتعزيز .‬


‫02‬
‫5- توجيه الطفل بالمخاطر الصحية من جراء استمراره بقضم أظافره.‬
                                                     ‫ّ‬
                                                                     ‫6- استخدام أجھزة التسجيل .‬
                                                                            ‫7- ممارسة األنشطة .‬
                                                                         ‫8- االستشارات النفسية .‬


                                                                                 ‫مشكلة العدوان :‬
‫ھو سلوك يقصد به المعتدى إيذاء لشخص اآلخر ، كما أن ه ن وع م ن ال سلوك االجتم اعي يھ دف إل ى‬
‫تحقيق رغبة صاحبه في السيطرة وإيذاء الغير أو الذات تعوي ضا ً ع ن الحرم ان ب سبب التثب يط ، فھ و‬
                                                                     ‫يعد استجابة طبيعية لإلحباط.‬
     ‫ولقد أصبح العدوان في العصر الحالي ظاھرة سلوكية واسعة االنتشار تكاد تشمل العالم بأسره .‬
‫إن م ن أھ م أس باب الع دوان رغب ة الطف ل ف ي ال تخلص م ن ال سلطة، يراف ق ذل ك ش عوره بالف شل‬
‫والحرمان. وعلى الجانب اآلخر فإن الحب ال شديد والحماي ة الزائ دة م ن األس رة تعتب ر ع امالً م ؤثراً‬
‫في ذلك، إضافة إل ى أن ش عور الطف ل بالغ ضب وش عوره بع دم األم ان وع دم الثق ة أو النب ذ واإلھان ة‬
                                                                 ‫والتوبيخ تنمي العدوان في نفسه .‬
‫إن العدوان يتم تعلمه أيضا ً عن طريق النموذج، وفي كثير من األحيان تكون الغيرة ھي الدافع خلفه،‬
                                                    ‫أو الشعور بالنقص والرغبة في جذب االنتباه .‬


                                                                     ‫أساليب التغلب على المشكلة :‬
                                                  ‫1- اكتشاف الميول العدوانية لدى األطفال باكراً.‬
                                                                      ‫2- توفير جو غير متساھل .‬
                                                                   ‫3- الحد من النماذج العدوانية .‬
                                                    ‫4- معاونة الطفل كي يقاوم المواقف المحبطة .‬
                                                                   ‫5- تعزيز السلوك الالعدواني .‬
                                        ‫6- البعد عن األساليب المؤلمة مع العدوانيين من األطفال .‬
                                              ‫7- إبداء االھتمام بالشخص الذي وقع عليه العدوان .‬
                                                       ‫8- إعطاء الوقت الكافي للعب مع األقران .‬
                                                          ‫9- تعاون األسرة في تقويم ھذه المشكلة.‬

‫12‬
‫الخـاتـمـة :‬
‫مم ا س بق يت ضح معن ى الطفول ة المبك رة وأھميتھ ا ف ي بن اء حي اة الطف ل الم ستقبلية ، كم ا يت ضح دور‬
‫األھ ل الكبي ر ف ي تنميتھ ا التنمي ة ال صحيحة المتوازن ة ، فالطفول ة ف ي ھ ذه المرحل ة لھ ا مطال ب‬
‫واحتياج ات الب د م ن توفيرھ ا واالھتم ام بھ ا ، وھ ي تت أثر بالعدي د م ن العوام ل الخارجي ة الت ي يمك ن‬
‫للمربي التأثير عليھا تأثيراً مباشرا كالبيئ ة االجتماعي ة بم ا تت ضمنه م ن جوان ب كاألس رة والمدرس ة ،‬
‫كما أنه من المھم جداً تحقيق التعلم المناسب لھذه المرحلة وتقديمه بطرق وأساليب تناسب عقلية الطفل‬
                                                                                             ‫وإمكاناته.‬
‫إن االھتمام بھذه المرحلة وااللمام بمتطلباتھا يساعد على نمو صحي متوازن في جميع جوانب النم و‬
‫الت ي ت م ذكرھ ا ف ي البح ث وك ذلك االھتم ام بفھ م الم شكالت الت ي تواج ه االطف ال ف ي ھ ذه المرحل ة‬
‫ومعرف ة أس بابھا لت داركھا وعالجھ ا بالطريق ة ال صحيحة . ولعلن ا نج د ف ي االتجاھ ات الحديث ة الت ي‬
‫ظھ رت ھ ذا االدارك واالھتم ام ال ذي يھ دف إل ى أن ي صبح الطف ل ف ي الم ستقبل ف رداً ف اعالً ف ي‬
                                                     ‫مجتمعه ، ومتمتعا ً بصحة بدنية ونفسية وعقلية .‬




‫22‬
‫المراجع‬


             ‫- د.نھلة الدباس ، )4002م( : محاضرات في التربية لبناء أسرة سعيدة .‬
     ‫- د. حامد عبد السالم زھران ، )5002م( : علم نفس النمو في الطفولة والمراھقة.‬
                        ‫- دوروثي اينون ، )0002م( : دليل التعليم المبكر لألطفال .‬
      ‫- ‪ ، Mary D Sheridan‬ترجمة محمد طالب السيد سليمان )2002م(: اللعب‬
                                                             ‫في الطفولة المبكرة .‬
     ‫- د.شبل بدران ، )0002م( : االتجاھات الحديثة في تربية طفل ما قبل المدرسة .‬
                            ‫- أ.د.عبد الكريم بكار ، )0102م( : مشكالت األطفال .‬
                  ‫- د.زكريا الشربيني ، )0102م( : المشكالت النفسية عند االطفال.‬
                            ‫- بندر حمدان أحمد الزھراني : مرحلة الطفولة المبكرة .‬




‫32‬
‫اﻟﻔﻬﺮس‬
     ‫رقم الصفحة‬         ‫الموضوع‬
             ‫2‬                                                    ‫المقدمة‬

             ‫2‬                           ‫مرحلة الطفولة المبكرة وتعريفھا‬

             ‫3‬                              ‫أھمية مرحلة الطفولة المبكرة‬

             ‫3‬                     ‫مطالب النمو في مرحلة الطفولة المبكرة‬

             ‫4‬        ‫العوامل المؤثرة على النمو في مرحلة الطفولة المبكرة‬

             ‫4‬                                           ‫1. داخلية‬

             ‫5‬                              ‫2. خارجية تنقسم إلى :‬

             ‫5‬                                    ‫اجتماعية‬    ‫‪‬‬

             ‫5‬                              ‫‪ o‬األسرة‬

             ‫5‬                            ‫‪ o‬الروضة‬

             ‫6‬                                     ‫حضارية‬     ‫‪‬‬

             ‫6‬                                     ‫جغرافية‬    ‫‪‬‬

             ‫6‬                                       ‫الغذاء‬   ‫‪‬‬

             ‫7‬                               ‫النضج والتعلم‬    ‫‪‬‬

             ‫7‬                     ‫جوانب النمو في مرحلة الطفولة المبكرة‬

             ‫7‬                        ‫النمو الجسمي الحركي‬     ‫‪‬‬

             ‫8‬                          ‫النموالعقلي المعرفي‬   ‫‪‬‬

             ‫8‬                                ‫النمو النفسي‬    ‫‪‬‬

             ‫9‬                             ‫النمو االجتماعي‬    ‫‪‬‬

            ‫9 ‬                    ‫الجانب النفسي و االنفعالي‬   ‫‪‬‬

             ‫9‬                                 ‫النمو اللغوي‬   ‫‪‬‬


‫42‬
‫01‬                                                           ‫النمو الخلقي‬     ‫‪‬‬

     ‫11‬                                           ‫طرق التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة‬

     ‫11‬                                                            ‫تعلم التحرك‬     ‫‪‬‬

     ‫11‬                                                             ‫تعلم اإلبداع‬   ‫‪‬‬

     ‫11‬                                                 ‫تطوير المھارات الفكرية‬     ‫‪‬‬

     ‫21‬                                                      ‫اكتساب حب الذات‬       ‫‪‬‬

     ‫21‬                         ‫اللعب في الطفولة المبكرة وأثره على النمو في ھذه المرحلة‬

     ‫21‬                                                            ‫اللعب النشط‬     ‫‪‬‬

     ‫31‬                                                        ‫اللعب بالمحاكاة‬     ‫‪‬‬

     ‫31‬                                                           ‫اللعب البنائي‬    ‫‪‬‬

     ‫31‬                                                           ‫اللعب الخيالي‬    ‫‪‬‬

     ‫31‬                                                     ‫األلعاب ذات القواعد‬    ‫‪‬‬

     ‫51‬                          ‫االتجاھات الحديثة في تربية الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة‬

     ‫61‬                                                ‫مشكالت النمو في الطفولة المبكرة‬

     ‫61‬                                                 ‫مشكلة التبول الالإرادي‬     ‫‪‬‬

     ‫71‬                                                    ‫مشكلة مص األصابع‬        ‫‪‬‬

     ‫81‬                                                   ‫مشكلة سورة الغضب‬         ‫‪‬‬

     ‫91‬                                                          ‫مشكلة الخوف‬       ‫‪‬‬

     ‫02‬                                                     ‫مشكلة قضم األظافر‬      ‫‪‬‬

     ‫12‬                                                         ‫مشكلة العدوان‬      ‫‪‬‬

     ‫22‬                                                                            ‫الخاتمة‬

     ‫32‬                                                                            ‫المراجع‬



          ‫ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ © اﻷﻛﺎدﳝﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﱄ‬


‫52‬

Mais conteúdo relacionado

Mais procurados

بحث كامل تعريف علم نفس النمو
بحث كامل تعريف علم نفس النموبحث كامل تعريف علم نفس النمو
بحث كامل تعريف علم نفس النموعلوان شرواني
 
الدماغ والمعرفة واللغة
الدماغ والمعرفة واللغةالدماغ والمعرفة واللغة
الدماغ والمعرفة واللغةHafedh Tounsi
 
المدخل الى علم نفس النمو
المدخل الى علم نفس النموالمدخل الى علم نفس النمو
المدخل الى علم نفس النموHussain Alnaser
 
علاج التاثيرات النفسية للاعلانات علي الاطفال و المراهقين
علاج التاثيرات النفسية  للاعلانات علي الاطفال و المراهقينعلاج التاثيرات النفسية  للاعلانات علي الاطفال و المراهقين
علاج التاثيرات النفسية للاعلانات علي الاطفال و المراهقيناحمد البحيري
 
المحاضرة الاولى (علم نفس النمو)
المحاضرة الاولى (علم نفس النمو)المحاضرة الاولى (علم نفس النمو)
المحاضرة الاولى (علم نفس النمو)د. احمد السحيمي
 
المراهقة المتوسطة
المراهقة المتوسطةالمراهقة المتوسطة
المراهقة المتوسطةfatima_ahmed8
 
المحاضرة الثامنة (علم نفس النمو
المحاضرة الثامنة (علم نفس النموالمحاضرة الثامنة (علم نفس النمو
المحاضرة الثامنة (علم نفس النمود. احمد السحيمي
 
النمو اللغوي في مرحلة الطفولة المتوسطة
النمو اللغوي في مرحلة الطفولة المتوسطةالنمو اللغوي في مرحلة الطفولة المتوسطة
النمو اللغوي في مرحلة الطفولة المتوسطةmora naeem
 
خصائص النمو للمرحلتين المتوسطة والثانوية
خصائص النمو للمرحلتين المتوسطة والثانويةخصائص النمو للمرحلتين المتوسطة والثانوية
خصائص النمو للمرحلتين المتوسطة والثانويةEman Oumi
 
المحاضرة الرابعة (علم نفس النمو)
المحاضرة الرابعة (علم نفس النمو)المحاضرة الرابعة (علم نفس النمو)
المحاضرة الرابعة (علم نفس النمو)د. احمد السحيمي
 
ايجابيات المراهق
ايجابيات المراهقايجابيات المراهق
ايجابيات المراهقDrHayfaa
 
التغيرات التى تطرأفي سن المراهقه
التغيرات التى تطرأفي سن المراهقهالتغيرات التى تطرأفي سن المراهقه
التغيرات التى تطرأفي سن المراهقهmoon58
 
ايجابيات المراهقة
ايجابيات المراهقةايجابيات المراهقة
ايجابيات المراهقةDrHayfaa
 
كيفية التعامل مع المراهقين؟
كيفية التعامل مع المراهقين؟كيفية التعامل مع المراهقين؟
كيفية التعامل مع المراهقين؟Mohammed Algarni
 
الجانب المرق من حياة المراهق
الجانب المرق من حياة المراهقالجانب المرق من حياة المراهق
الجانب المرق من حياة المراهقDrHayfaa
 

Mais procurados (20)

بحث كامل تعريف علم نفس النمو
بحث كامل تعريف علم نفس النموبحث كامل تعريف علم نفس النمو
بحث كامل تعريف علم نفس النمو
 
الدماغ والمعرفة واللغة
الدماغ والمعرفة واللغةالدماغ والمعرفة واللغة
الدماغ والمعرفة واللغة
 
خصائص النمو في مرحلة الطفولة المبكرة
خصائص النمو في مرحلة الطفولة المبكرةخصائص النمو في مرحلة الطفولة المبكرة
خصائص النمو في مرحلة الطفولة المبكرة
 
المدخل الى علم نفس النمو
المدخل الى علم نفس النموالمدخل الى علم نفس النمو
المدخل الى علم نفس النمو
 
علاج التاثيرات النفسية للاعلانات علي الاطفال و المراهقين
علاج التاثيرات النفسية  للاعلانات علي الاطفال و المراهقينعلاج التاثيرات النفسية  للاعلانات علي الاطفال و المراهقين
علاج التاثيرات النفسية للاعلانات علي الاطفال و المراهقين
 
المحاضرة الاولى (علم نفس النمو)
المحاضرة الاولى (علم نفس النمو)المحاضرة الاولى (علم نفس النمو)
المحاضرة الاولى (علم نفس النمو)
 
المراهقة المتوسطة
المراهقة المتوسطةالمراهقة المتوسطة
المراهقة المتوسطة
 
Lesson 1
Lesson 1Lesson 1
Lesson 1
 
المحاضرة الثامنة (علم نفس النمو
المحاضرة الثامنة (علم نفس النموالمحاضرة الثامنة (علم نفس النمو
المحاضرة الثامنة (علم نفس النمو
 
خصائص النمو للمرحلة المتوسطة والثانوية
خصائص النمو للمرحلة المتوسطة والثانويةخصائص النمو للمرحلة المتوسطة والثانوية
خصائص النمو للمرحلة المتوسطة والثانوية
 
النمو اللغوي في مرحلة الطفولة المتوسطة
النمو اللغوي في مرحلة الطفولة المتوسطةالنمو اللغوي في مرحلة الطفولة المتوسطة
النمو اللغوي في مرحلة الطفولة المتوسطة
 
خصائص النمو للمرحلتين المتوسطة والثانوية
خصائص النمو للمرحلتين المتوسطة والثانويةخصائص النمو للمرحلتين المتوسطة والثانوية
خصائص النمو للمرحلتين المتوسطة والثانوية
 
المحاضرة الرابعة (علم نفس النمو)
المحاضرة الرابعة (علم نفس النمو)المحاضرة الرابعة (علم نفس النمو)
المحاضرة الرابعة (علم نفس النمو)
 
ايجابيات المراهق
ايجابيات المراهقايجابيات المراهق
ايجابيات المراهق
 
التغيرات التى تطرأفي سن المراهقه
التغيرات التى تطرأفي سن المراهقهالتغيرات التى تطرأفي سن المراهقه
التغيرات التى تطرأفي سن المراهقه
 
ايجابيات المراهقة
ايجابيات المراهقةايجابيات المراهقة
ايجابيات المراهقة
 
ارشاد الاسر
ارشاد الاسرارشاد الاسر
ارشاد الاسر
 
Mostafa shaban
Mostafa shabanMostafa shaban
Mostafa shaban
 
كيفية التعامل مع المراهقين؟
كيفية التعامل مع المراهقين؟كيفية التعامل مع المراهقين؟
كيفية التعامل مع المراهقين؟
 
الجانب المرق من حياة المراهق
الجانب المرق من حياة المراهقالجانب المرق من حياة المراهق
الجانب المرق من حياة المراهق
 

Destaque

How children learn (Educational Psychology)
How children learn (Educational Psychology)How children learn (Educational Psychology)
How children learn (Educational Psychology)Nasir Ali Khan
 
Social, Psychological and Physical Facts about children & Parental training, ...
Social, Psychological and Physical Facts about children & Parental training, ...Social, Psychological and Physical Facts about children & Parental training, ...
Social, Psychological and Physical Facts about children & Parental training, ...Sarath Thomas
 
Child psychology /certified fixed orthodontic courses by Indian dental academy
Child psychology /certified fixed orthodontic courses by Indian dental academy Child psychology /certified fixed orthodontic courses by Indian dental academy
Child psychology /certified fixed orthodontic courses by Indian dental academy Indian dental academy
 
Child psychology by Dr. Savitha Sathyaprasad.
Child psychology by Dr. Savitha Sathyaprasad.Child psychology by Dr. Savitha Sathyaprasad.
Child psychology by Dr. Savitha Sathyaprasad.ALLWINPEDO
 
Development psychology (Physical and Cognitive Development in Early Childhood)
Development psychology (Physical and Cognitive Development in Early Childhood)Development psychology (Physical and Cognitive Development in Early Childhood)
Development psychology (Physical and Cognitive Development in Early Childhood)N2S2KJDream
 
Exceptional children psychology priyanka
Exceptional children psychology priyankaExceptional children psychology priyanka
Exceptional children psychology priyankaPriyanka Chaurasia
 
Child psychology /certified fixed orthodontic courses by Indian dental academy
Child psychology /certified fixed orthodontic courses by Indian dental academy Child psychology /certified fixed orthodontic courses by Indian dental academy
Child psychology /certified fixed orthodontic courses by Indian dental academy Indian dental academy
 
Psychological Testing and Children
Psychological Testing and ChildrenPsychological Testing and Children
Psychological Testing and Childrenstacycarmichael
 
Child Psychology Presentation2
Child Psychology Presentation2Child Psychology Presentation2
Child Psychology Presentation2guestcf461
 
Introductory Psychology: Development I (Prenatal & Child)
Introductory Psychology: Development I (Prenatal & Child)Introductory Psychology: Development I (Prenatal & Child)
Introductory Psychology: Development I (Prenatal & Child)Brian Piper
 
CHILD PSYCHOLOGY /certified fixed orthodontic courses by Indian dental academy
CHILD PSYCHOLOGY /certified fixed orthodontic courses by Indian dental academy CHILD PSYCHOLOGY /certified fixed orthodontic courses by Indian dental academy
CHILD PSYCHOLOGY /certified fixed orthodontic courses by Indian dental academy Indian dental academy
 
Child Development- The importance of Child Development and Psychology
Child Development- The importance of Child Development and Psychology Child Development- The importance of Child Development and Psychology
Child Development- The importance of Child Development and Psychology Skills Academy
 
Human Growth & Development: Developmental Psychology. By Theresa Lowry-Lehnen...
Human Growth & Development: Developmental Psychology. By Theresa Lowry-Lehnen...Human Growth & Development: Developmental Psychology. By Theresa Lowry-Lehnen...
Human Growth & Development: Developmental Psychology. By Theresa Lowry-Lehnen...Theresa Lowry-Lehnen
 

Destaque (16)

How children learn (Educational Psychology)
How children learn (Educational Psychology)How children learn (Educational Psychology)
How children learn (Educational Psychology)
 
Children psychology
Children psychologyChildren psychology
Children psychology
 
Social, Psychological and Physical Facts about children & Parental training, ...
Social, Psychological and Physical Facts about children & Parental training, ...Social, Psychological and Physical Facts about children & Parental training, ...
Social, Psychological and Physical Facts about children & Parental training, ...
 
Children Psychology By Ms. Nisha Sangoi
Children Psychology By Ms. Nisha Sangoi Children Psychology By Ms. Nisha Sangoi
Children Psychology By Ms. Nisha Sangoi
 
Child psychology /certified fixed orthodontic courses by Indian dental academy
Child psychology /certified fixed orthodontic courses by Indian dental academy Child psychology /certified fixed orthodontic courses by Indian dental academy
Child psychology /certified fixed orthodontic courses by Indian dental academy
 
Child psychology
Child psychologyChild psychology
Child psychology
 
Child psychology by Dr. Savitha Sathyaprasad.
Child psychology by Dr. Savitha Sathyaprasad.Child psychology by Dr. Savitha Sathyaprasad.
Child psychology by Dr. Savitha Sathyaprasad.
 
Development psychology (Physical and Cognitive Development in Early Childhood)
Development psychology (Physical and Cognitive Development in Early Childhood)Development psychology (Physical and Cognitive Development in Early Childhood)
Development psychology (Physical and Cognitive Development in Early Childhood)
 
Exceptional children psychology priyanka
Exceptional children psychology priyankaExceptional children psychology priyanka
Exceptional children psychology priyanka
 
Child psychology /certified fixed orthodontic courses by Indian dental academy
Child psychology /certified fixed orthodontic courses by Indian dental academy Child psychology /certified fixed orthodontic courses by Indian dental academy
Child psychology /certified fixed orthodontic courses by Indian dental academy
 
Psychological Testing and Children
Psychological Testing and ChildrenPsychological Testing and Children
Psychological Testing and Children
 
Child Psychology Presentation2
Child Psychology Presentation2Child Psychology Presentation2
Child Psychology Presentation2
 
Introductory Psychology: Development I (Prenatal & Child)
Introductory Psychology: Development I (Prenatal & Child)Introductory Psychology: Development I (Prenatal & Child)
Introductory Psychology: Development I (Prenatal & Child)
 
CHILD PSYCHOLOGY /certified fixed orthodontic courses by Indian dental academy
CHILD PSYCHOLOGY /certified fixed orthodontic courses by Indian dental academy CHILD PSYCHOLOGY /certified fixed orthodontic courses by Indian dental academy
CHILD PSYCHOLOGY /certified fixed orthodontic courses by Indian dental academy
 
Child Development- The importance of Child Development and Psychology
Child Development- The importance of Child Development and Psychology Child Development- The importance of Child Development and Psychology
Child Development- The importance of Child Development and Psychology
 
Human Growth & Development: Developmental Psychology. By Theresa Lowry-Lehnen...
Human Growth & Development: Developmental Psychology. By Theresa Lowry-Lehnen...Human Growth & Development: Developmental Psychology. By Theresa Lowry-Lehnen...
Human Growth & Development: Developmental Psychology. By Theresa Lowry-Lehnen...
 

Semelhante a Child psychology

التربية الوطنية و الاجتماعية للصف الثاني متوسط
التربية الوطنية و الاجتماعية للصف الثاني متوسطالتربية الوطنية و الاجتماعية للصف الثاني متوسط
التربية الوطنية و الاجتماعية للصف الثاني متوسطAyad Haris Beden
 
السلوكيات الشاذة والافراط فى الحركة فى السن المدرسى
السلوكيات الشاذة والافراط فى الحركة فى السن المدرسىالسلوكيات الشاذة والافراط فى الحركة فى السن المدرسى
السلوكيات الشاذة والافراط فى الحركة فى السن المدرسىismail sadek
 
المؤسسات التربوية ودورها فى التنشئة الاجتماعية
المؤسسات التربوية ودورها فى التنشئة الاجتماعيةالمؤسسات التربوية ودورها فى التنشئة الاجتماعية
المؤسسات التربوية ودورها فى التنشئة الاجتماعيةsamah mohamed
 
ايجابيات المراهق
ايجابيات المراهقايجابيات المراهق
ايجابيات المراهقDrHayfaa
 
مؤتمر مركز الارشاد النفسى
مؤتمر مركز الارشاد النفسىمؤتمر مركز الارشاد النفسى
مؤتمر مركز الارشاد النفسىalaseel56
 
مؤتمر مركز الارشاد النفسى
مؤتمر مركز الارشاد النفسىمؤتمر مركز الارشاد النفسى
مؤتمر مركز الارشاد النفسىalaseel56
 
عرض مرحلة طفولة متوسطة
عرض مرحلة طفولة متوسطةعرض مرحلة طفولة متوسطة
عرض مرحلة طفولة متوسطةnaeema44
 
عرض مرحلة طفولة متوسطة
عرض مرحلة طفولة متوسطةعرض مرحلة طفولة متوسطة
عرض مرحلة طفولة متوسطةnaeema44
 
Positive parenting
Positive parentingPositive parenting
Positive parentingHeyam hayek
 
التنشئة.pdf
التنشئة.pdfالتنشئة.pdf
التنشئة.pdfMohamedSEBA
 
كتابات في التربية الخاصة_كلية التربية الأساسية _ الجامعة المستنصرية
كتابات في التربية الخاصة_كلية التربية الأساسية _ الجامعة المستنصريةكتابات في التربية الخاصة_كلية التربية الأساسية _ الجامعة المستنصرية
كتابات في التربية الخاصة_كلية التربية الأساسية _ الجامعة المستنصريةAhmedalshabrm
 
نظريات تطور الإنسان (2)
نظريات تطور الإنسان (2)نظريات تطور الإنسان (2)
نظريات تطور الإنسان (2)samiaaldarwish
 
الدرس الرابع
الدرس الرابعالدرس الرابع
الدرس الرابعsama4457
 
مهارات التواصل
مهارات التواصلمهارات التواصل
مهارات التواصلLAILAF_M
 
السنة التحضيرية
السنة التحضيريةالسنة التحضيرية
السنة التحضيريةmnyra
 
Human Development Theories-Arabic
Human Development Theories-ArabicHuman Development Theories-Arabic
Human Development Theories-ArabicDunia Hafez
 
تربيه الاطفال
تربيه الاطفالتربيه الاطفال
تربيه الاطفالnawal2921
 

Semelhante a Child psychology (20)

التربية الوطنية و الاجتماعية للصف الثاني متوسط
التربية الوطنية و الاجتماعية للصف الثاني متوسطالتربية الوطنية و الاجتماعية للصف الثاني متوسط
التربية الوطنية و الاجتماعية للصف الثاني متوسط
 
السلوكيات الشاذة والافراط فى الحركة فى السن المدرسى
السلوكيات الشاذة والافراط فى الحركة فى السن المدرسىالسلوكيات الشاذة والافراط فى الحركة فى السن المدرسى
السلوكيات الشاذة والافراط فى الحركة فى السن المدرسى
 
المؤسسات التربوية ودورها فى التنشئة الاجتماعية
المؤسسات التربوية ودورها فى التنشئة الاجتماعيةالمؤسسات التربوية ودورها فى التنشئة الاجتماعية
المؤسسات التربوية ودورها فى التنشئة الاجتماعية
 
ايجابيات المراهق
ايجابيات المراهقايجابيات المراهق
ايجابيات المراهق
 
مؤتمر مركز الارشاد النفسى
مؤتمر مركز الارشاد النفسىمؤتمر مركز الارشاد النفسى
مؤتمر مركز الارشاد النفسى
 
مؤتمر مركز الارشاد النفسى
مؤتمر مركز الارشاد النفسىمؤتمر مركز الارشاد النفسى
مؤتمر مركز الارشاد النفسى
 
التطور
التطورالتطور
التطور
 
عرض مرحلة طفولة متوسطة
عرض مرحلة طفولة متوسطةعرض مرحلة طفولة متوسطة
عرض مرحلة طفولة متوسطة
 
عرض مرحلة طفولة متوسطة
عرض مرحلة طفولة متوسطةعرض مرحلة طفولة متوسطة
عرض مرحلة طفولة متوسطة
 
Positive parenting
Positive parentingPositive parenting
Positive parenting
 
التنشئة.pdf
التنشئة.pdfالتنشئة.pdf
التنشئة.pdf
 
كتابات في التربية الخاصة_كلية التربية الأساسية _ الجامعة المستنصرية
كتابات في التربية الخاصة_كلية التربية الأساسية _ الجامعة المستنصريةكتابات في التربية الخاصة_كلية التربية الأساسية _ الجامعة المستنصرية
كتابات في التربية الخاصة_كلية التربية الأساسية _ الجامعة المستنصرية
 
نظريات تطور الإنسان (2)
نظريات تطور الإنسان (2)نظريات تطور الإنسان (2)
نظريات تطور الإنسان (2)
 
الدرس الرابع
الدرس الرابعالدرس الرابع
الدرس الرابع
 
la famille
la famillela famille
la famille
 
Raising Kids
Raising KidsRaising Kids
Raising Kids
 
مهارات التواصل
مهارات التواصلمهارات التواصل
مهارات التواصل
 
السنة التحضيرية
السنة التحضيريةالسنة التحضيرية
السنة التحضيرية
 
Human Development Theories-Arabic
Human Development Theories-ArabicHuman Development Theories-Arabic
Human Development Theories-Arabic
 
تربيه الاطفال
تربيه الاطفالتربيه الاطفال
تربيه الاطفال
 

Mais de ابراهيم العناني (16)

مشروع قسم س1 اللعب
مشروع قسم س1 اللعبمشروع قسم س1 اللعب
مشروع قسم س1 اللعب
 
أهمية اللعب عند الأطفال
أهمية اللعب عند الأطفالأهمية اللعب عند الأطفال
أهمية اللعب عند الأطفال
 
The balance sheet
The balance sheetThe balance sheet
The balance sheet
 
Symcgoodman
SymcgoodmanSymcgoodman
Symcgoodman
 
Probability
ProbabilityProbability
Probability
 
Lee.stat
Lee.statLee.stat
Lee.stat
 
Income statements
Income statementsIncome statements
Income statements
 
Healthy eating sc
Healthy eating scHealthy eating sc
Healthy eating sc
 
Foods
FoodsFoods
Foods
 
Fast food
Fast foodFast food
Fast food
 
Chapter3
Chapter3Chapter3
Chapter3
 
Ch16 introto business
Ch16 introto businessCh16 introto business
Ch16 introto business
 
Caiib fmmodbbsa nov08
Caiib fmmodbbsa nov08Caiib fmmodbbsa nov08
Caiib fmmodbbsa nov08
 
Accounting 1
Accounting 1Accounting 1
Accounting 1
 
Balance sheet
Balance sheetBalance sheet
Balance sheet
 
تعريف اللعب
تعريف اللعبتعريف اللعب
تعريف اللعب
 

Child psychology

  • 1. ‫.‪Arab British Academy for Higher Education‬‬ ‫األكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي‬ ‫بحث في‬ ‫ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ اﻟﻤﺒﻜﺮة‬ ‫ﻋﻠﻢ ﻧﻔﺲ اﻟﻄﻔـﻞ‬ ‫الطالبة : سمية بدر الدين بحرو‬ ‫ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ © اﻷﻛﺎدﳝﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﱄ‬ ‫1‬ ‫‪www.abahe.co.uk‬‬
  • 2. ‫المـقـدمـة:‬ ‫اإلن سان ف ي ھ ذه األرض ھ و مح ور الحي اة وب ه ي تم بن اء الح ضارات والمجتمع ات. ويم ر اإلن سان‬ ‫بمراح ل مختلف ة ف ي حيات ه من ذ ال والدة وحت ى مغ ادرة ھ ذه األرض، فتب دأ بالطفول ة ث م المراھق ة‬ ‫فالكھول ة وأخي راً ال شيخوخة. وبم ا أن مرحل ة الطفول ة تعتب ر حج ر األس اس ف ي بن اء شخ صية ھ ذا‬ ‫اإلنسان، ولمالھا من أھمية كبيرة في نجاحه أو ف شله ل ذا الب د م ن ت سليط ال ضوء عل ى ھ ذه المرحل ة‬ ‫المھمة في حياته والسعي إلنشاء شخصية سوية تسعى لتكون فاعلة وناجحة في مجتمعھا. ل ذا أرادت‬ ‫الباحثة دراسة بعض الجوانب المھمة في ھذه المرحلة للمساھمة في إظھ ار أھمي ة التربي ة ال صحيحة‬ ‫لبناء جيل ناجح.‬ ‫تعريف مرحلة الطفولة المبكرة :‬ ‫تبدأ مرحلة الطفولة المبكرة بنھاية العام الثاني من حياة الطفل، وتستمر حتى بداية الع ام الخ امس أو‬ ‫ال سادس و تعتب ر مرحل ة مھم ة ف ي حي اة الطف ل، حي ث أن نم وه فيھ ا يك ون س ريعا ً وبخاص ة النم و‬ ‫العقلي، وت شھد ھ ذه المرحل ة مجموع ة م ن التغي رات الت ي تط رأ عل ى الطف ل ك االتزان وال تحكم ف ي‬ ‫عملية اإلخراج وزيادة الميل إلى الحرية، ومحاولة التعرف على البيئة المحيط ة، والنم و ال سريع ف ي‬ ‫اللغة، ونمو م ا اكت سبه م ن مھ ارات الوال دين، وتك وين المف اھيم االجتماعي ة ، وب زوغ األن ا األعل ى،‬ ‫والتفرق ة ب ين ال صواب والخط أ والخي ر وال شر، وبداي ة نم و ال ذات وازدي اد وض وح الف وارق ف ي‬ ‫ة.‬ ‫ة المرحل‬ ‫ي نھاي‬ ‫الم ف‬ ‫حة المع‬ ‫صبح واض‬ ‫ىت‬ ‫صية حت‬ ‫الشخ‬ ‫وكلم ا كان ت ھ ذه المرحل ة س وية وتتمت ع باإلس تقرار الع اطفي والنف سي م ع وج ود رواف د ثقافي ة وعناي ة‬ ‫ورعاي ة وحن ان, كلم ا نم ت وتفتح ت لك سب المواھ ب وأص بحت شخ صية قوي ة ف ي المجتم ع.‬ ‫وبالعكس, فإن وج ود م شاحنات ب ين ال زوجين وت وتر م ستمر وم شاكل وص خب وع دم اس تقرار، وع دم‬ ‫كسب الطفل للحنان والعط ف, ك ل ھ ذا ي ؤثر س لبا ً عل ى الطف ل فينم و ببيئ ة مري ضة وي صبح منحرف ا ً أو‬ ‫مشاغبا ً أو مجرما ً أو عبئا ً على المجتمع، وفي ھذه الحال ة ف إن الع الج والت صحيح غالب ا ً م ا يك ون ص عبا ً‬ ‫جداً.‬ ‫إن الطفل بحاجة أن يشعر باإلھتمام والحنان والرعاية، والمخاطبة والحوار واالستماع له وحل م شاكله،‬ ‫وتوجيھه بطريقة لطيفة..‬ ‫2‬
  • 3. ‫أھمية مرحلة الطفولة المبكرة:‬ ‫تعد مرحلة الطفولة المبكرة م ن أھ م مراح ل الطفول ة الت ي يم ر بھ ا االن سان ف ي حيات ه ، ففيھ ا ت شتد‬ ‫قابليته للت أثر بالعوام ل المحيط ة ، وتنف تح ميول ه واتجاھات ه ، ويكت سب ألوان ا م ن المعرف ة والمف اھيم‬ ‫والقيم وأساليب التفكي ر ومب ادئ ال سلوك ، مم ا يجع ل ال سنوات األول ى حاس مة ف ي م ستقبله ، وتظ ل‬ ‫آثارھا العميقة في تكوينه مدى العمر.‬ ‫لقد اھتم العلماء بھذه الفترة وصرفوا جزءاً كبيراً من أبحاثھم لدراسة ھذه المرحلة، يقول )عبد الرحمن‬ ‫8991 م ( أن ك ل علم اء ال نفس تقريب ا ً ق د اجمع وا عل ى أھمي ة مرحل ة الطفول ة المبك رة وأنھ ا ف ي غاي ة‬ ‫األھمية، فمدرسة التحليل النفسي مثالً ركزت على ھذه المرحلة تركيزاً بالغ ا ً. وي رى فروي د أن شخ صية‬ ‫الف رد تتك ون خ الل الخم س س نوات األول ى ، واھتم ت "أن ا فروي د" بھ ذه المرحل ة، غي ر أنھ ا قال ت ب أن‬ ‫خبرات الطفولة تعتبر مشكالت حاضرة بالنسبة لألطفال )الغامدي ، 0002 م(.‬ ‫كم ا أش ار ھ ورني وف روم وس وليفان وأريك سون إل ى أھمي ة الطفول ة المبك رة، فم ثالً ي رى س وليفان‬ ‫وأريكسون أن المراھق السوي ھو الطفل الذي مر خالل طفولته بنمو سوي. يقول )عبد الرحمن ، 8991‬ ‫م( "أن األحداث خالل مرحلة الطفولة المبكرة تلعب دوراً ھام ا ً ف ي ت شكيل شخ صية الف رد وھ و م ا ي ؤثر‬ ‫عل ى طبيع ة الشخ صية خ الل المراھق ة ، فالطف ل ال سوي نف سيا ً تك ون فرص ة عب وره للمراھق ة محفوف ة‬ ‫بالنجاح أكثر من غيره".‬ ‫وت رى الباحث ة أن ھ ذه المرحل ة ي تم فيھ ا تحدي د ماھي ة شخ صية الطف ل, ورس م مع الم س لوكياتھا, وتبل ور‬ ‫قدراتھا الذھنية واإلجتماعية .‬ ‫ونظ راً لمعرفتن ا م ا لمرحل ة الطفول ة المبك رة م ن أھمي ة كب رى ف ي بن اء شخ صية اإلن سان تب رز لن ا‬ ‫أھمية معرفة مطالب النمو لدى الطفل..‬ ‫مطالب النمو:‬ ‫عرف ) الھنداوي ، 2002 م ( مطالب النمو بأنھا مدى تحقيق الفرد لحاجاته وإشباعه لرغبات ه وفق ا‬ ‫لم ستويات نـ ضجه وتط ـور خبرات ه الت ي تتناس ب م ع س نه “ ول ذلك فمطل ب النم و ھ ي عب ارة ع ن‬ ‫مجموعة من السلوكيات المشتركة بين مجموعة األفراد الذين ھم في عمر واحد أو مرحلة واحدة.‬ ‫3‬
  • 4. ‫تتأثر مطالب النمو بمظاھر النمو العضوي للفرد، وبمع ايير الثقاف ة ال سائدة ف ي المجتم ع ، وبم ستوى‬ ‫طموح األفراد و تنمو ھذه المطالب بالتدرج من حيث التعقيد والتطور من مرحلة إلى أخرى.‬ ‫ھذه المطالب تم وضعھا قبل أكثر من نصف قرن واستجدت في حياتنا اليومية متغي رات تكنولوجي ة‬ ‫وثقافية واجتماعية عديدة أثرت بھا، ويعتبر ھافجيرست أول من اھتم بدراسة ھذا المفھوم .‬ ‫و سنذكر اآلن أھم مطالب النمو في مرحلة الطفولة المبكرة:‬ ‫- المحافظة على الحياة .‬ ‫- تعلم المشي .‬ ‫- تعلم استخدام العضالت الصغيرة .‬ ‫- تعلم االكل .‬ ‫- تعلم ضبط االخراج وعاداته .‬ ‫- تعلم الفروق بين الجنسين .‬ ‫- تعلم المھارات الجسمية الحركية الالزمة لأللعاب ، وألوان النشاط العادية .‬ ‫- تعلم المھارات االساسية في القراءة والكتابة والحساب .‬ ‫- تعلم قواعد االمن والسالمة .‬ ‫- تعلم المشاركة في المسئولية .‬ ‫- تعلم ممارسة االستقالل الشخصي .‬ ‫- تكوين مفاھيم بسيطة عن الواقع االجتماعي .‬ ‫- تعلم ضبط االنفعاالت وضبط النفس .‬ ‫- نمو مفھوم الذات واكتساب اتجاه سليم نحو الذات .‬ ‫العوامل المؤثرة على النمو في مرحلة الطفولة المبكرة:‬ ‫ھي العوامل التي تسبب حدوث التغيرات التي تالحظ في النمو .وتتعدد العوامل التي تؤثر في النمو‬ ‫وتتكامل في الوقت نفسه ، وھي في جملتھا عوامل حيوية نفسية تربوية اجتماعية و ثقافية . )زھران‬ ‫،5002 م( وتنقسم إلى عوامل داخلية وخارجية :‬ ‫العوامل الداخلية :‬ ‫الوراثة :ھي انتق ال ال سمات م ن الوال دين إل ى أوالدھم ا ، وتمث ل الوراث ة ك ل العوام ل الداخلي ة الت ي‬ ‫كانت موجودة عند بدء الحياة . )زھران ،5002 م( وتبين الوراثة أن الخ صائص الج سمية لألطف ال‬ ‫4‬
  • 5. ‫يمكن التنبؤ بھا م ن الخ صائص الت ي نعرفھ ا ف ي الوال دين . ولك ن ف ي الوق ت نف سه ، نج د أن بع ض‬ ‫االطفال يختلفون عن الوالدين اختالفا جوھريا بسبب وجود سمة وراثية متنحية من جي ل س ابق ، أي‬ ‫متنحية أو مختفية وراء السمة المتغلبة أو السائدة ، وعلى ھذا ال يلزم دائما أن يشبه الطفل والديه.‬ ‫العوامل الخارجية والتي تتضمن )البيئة – الغذاء – النضج – التعلم(:‬ ‫البيئ ة: ت ؤثر البيئ ة ت أثيراً مباش راً أو غي ر مباش ر عل ى الف رد ، وت شمل البيئ ة المادي ة واالجتماعي ة‬ ‫والثقافية والح ضارية . ولھ ا دور كبي ر حي ث ت سھم ف ي ت شكيل شخ صية الف رد الن امي ، وف ي تعي ين‬ ‫أنماط سلوكه و أسالبيه في مجابھة مواقف الحياة. وسنتحدث عن كل أھمية وأثر كل بيئة على حدى:‬ ‫البيئة االجتماعية : ھي التي يع يش فيھ ا الطف ل من ذ أن ي رى الن ور ، ت شكله اجتماعي ا ، وتحول ه إل ى‬ ‫شخصية اجتماعية متميزة . أما أھم العوامل االجتماعية المؤثرة في نمو الطفل فھي كالتالي:‬ ‫ا- األسرة:‬ ‫األسرة ھي المحضن األول للطفل وھي المؤسسة الغير رسمية األول ى الت ي تت ولى رعاي ـة وح ضانة‬ ‫الطفل ، ولذلك فالطفل انعكاس ألس رته ولق يم ھ ذه األس رة وتب رز أھمي ة األس رة ف ي عملي ـة التنـ شئة‬ ‫االجتماعية وھذا ألن االعتقادات والعادات التي يكت سبھا الف رد ف ي طفولت ه تك ون نتيج ة تقلي د وتلق ين‬ ‫الوالـدين للطفل ، كما يتـأثر الطفل كثيراً بالعالقة بالوالدين فالبيئة التسلطية تعيق نمو األطفال السليم.‬ ‫وإلى ذلك يشير )عالون ة ،1002 م ( " إن الع ائالت المت سامحة ج داً م ع األطف ال ت ساعد ف ي تق ديم‬ ‫نموھم الحركي أكثر من العائالت التي تكون أقل تسامحا ً ، فالتسامح يوفر فرص ة أكب ر لألطف ال ك ي‬ ‫يتحركوا.. ".‬ ‫وال نبالغ إذا سمينا طفل ھذه المرحلة بطفل المنزل ، فالطفل يظل مـالزما ً للمنـزل خالل ھ ذه الفت رة.‬ ‫وفي أواخر الطفولة المبكرة ينتقل الطفل إلى الروضة وعليه فالطف ل ف ي ھ ذه المرحل ة أكث ر الت صاقا ً‬ ‫بوالديه فھو ال يفارقھم إال نادراً ويعتب ر وج ود األم بج واره وبال ذات ف ي بداي ة الطفول ة المبك رة ن وع‬ ‫من األمان لذاته.‬ ‫وترى الباحثة ضرورة تن شئة الطف ل ف ي أس رة متفاھم ة ي سودھا الح ب والتع اطف واالحت رام ليك ون‬ ‫شخصا ً سويا ً في المستقبل.‬ ‫5‬
  • 6. ‫ب- الروضة: في الفترة المتأخرة من الطفولة المبكرة يدخل الطفل في الغالب ري اض األطف ال ، مم ا‬ ‫يمھد لالنتقال من جو المنزل إل ى ج و ش بيه بج و المدرس ة، غي ر أن ه يغل ب علي ه اللع ب. ف ي ري اض‬ ‫األطف ال تتوس ع العالق ـات االجتماعي ة ل دى الطف ل لت شمل معلم ة ال صف ورف اق ال صف ، وال ذين‬ ‫يشكلون أول نواة لجماعة الرفاق. ويتعلم الطفل في ھذه الفترة قوانين العالقات االجتماعية المب سطة،‬ ‫بل ويبدأ في ممارسة بعض ھ ذه االس ـتراتيجيات ، فم ثالً ل ن يع ود ألخ ذ كرت ه م ن ب ين زمالئ ه عن د‬ ‫عدم رضاه عن أحد الزمالء ، بل يبدأ باإلحساس بالمسؤولية نحو زمالئ ه واللعب ة، فھ و يح ب اللع ب‬ ‫الجم اعي. كم ا ي ستطيع الطف ل ف ي ري اض األطف ال ال تخلص م ن الذاتي ة والتمرك ز ح ول ال ذات م ن‬ ‫خ الل اللع ـب الجم اعي وس ماع آراء زمالئ ه ح ول نف س الموض وع ، وي تعلم أن للموض وع الواح د‬ ‫الكثير من وجھـات النظـر المخالفة لوجھ ة نظ ره ، وت ستطيع المعلم ة العم ل عل ى اس تثارة ذل ك ع ن‬ ‫طريق طرح العديد من الموضـوعات وإتاحة الفرصة لكل طفل في إبداء رأيه في ھذه القضية.‬ ‫ل ذا تقت رح الباحث ة التركي ز عل ى تأھي ل الم سؤوالت ع ن مرحل ة الروض ات ت أھيالً تربوي ا ً لم ساندة‬ ‫األسرة في بناء شخصية سوية لألطفال.‬ ‫البيئة الحضارية : ت سھم ھ ذه البيئ ة ف ي عملي ة النم و االجتم اعي للف رد ، وال دليل عل ى ذل ك اخ تالف‬ ‫األدوار االجتماعية لكل من الجنسين في البيئات والثقافات المختلفة.‬ ‫البيئ ة الجغرافي ة: ت ؤثر بم ا تفرض ه ف ي النم و م ن ظ روف طبيعي ة واقت صادية وب شرية ... إل خ .‬ ‫وب النظر إل ى ال سالالت واألجن اس الب شرية ف ي م شارق األرض ومغاربھ ا ش مالھا وجنوبھ ا ، تج د‬ ‫فروقا ً ترجع إلى حد كبير إلى االختالف في البيئة الجغرافية.‬ ‫الغذاء :إن المواد الغذائية لھا وظائف حيوية ھامة، فالكربوھيدرات والمواد الدھنية لھا دور في تولي د‬ ‫الطاقة الالزمة لتحريك العضالت وتشغيل الفك ر، والبروتين ات لھ ا دور ف ي بن اء أن سجة الج سم عن د‬ ‫النم و، أم ا األم الح المعدني ة والفيتامين ات والم اء فلھ ا دور ف ي إم داد الج سم بالعناص ر والمركب ات‬ ‫االساسية لحفظ الصحة ومساعدة النمو )علي عويضة ،4791( .‬ ‫ويؤدي الغذاء غير الكافي أو غير الكامل إلى إخفاق الفرد في تحقي ق إمكان ات نم وه، كم ا ي ؤدي إل ى‬ ‫أمراض خاصة كاألسقريوط ولين العظام ، وباإلضافة إل ى أن ه ي ؤدي إل ى ض عف الف رد ف ي مقاوم ة‬ ‫االمراض.‬ ‫6‬
  • 7. ‫ويؤدي سوء التغذية إلى تأخير النم و ونق ص الن شاط والتبل د وال سقم والھ زال وربم ا الم وت . “يق ول‬ ‫)الزغب ي ، 1002 م( “إن س وء التغذي ة ف ي الطفول ة المبك رة ق د ي ؤثر عل ى جوان ب كثي رة م ن‬ ‫الشخصية وقد يكون من الصعب تعويضه في المراحل الالحقة. "‬ ‫كم ا أن اض طراب الت وازن الغ ذائي وع دم تناس ق الم واد الغذائي ة ) البروتيني ة والدھني ة وال سكرية‬ ‫والنشوية والزاللية وبعض األمالح المعدنية والفيتامينات .. إلخ ( ي ؤدي إل ى اض طراب النم و ب صفة‬ ‫عامة .‬ ‫النضج والتعلم: كل سلوك يظل في انتظار بل وغ البن اء الج سمى درج ة كافي ة م ن الن ضج للقي ام بھ ذا‬ ‫السلوك.‬ ‫بينما ال تعلم ھ و التغي ر ف ي ال سلوك نتيج ة للخب رة والممارس ة ، وي تعلم األطف ال الجدي د م ن ال سلوك‬ ‫بصفة مستمرة. وتتضمن عملية التعلم النشاط العقلي الذي يمارس فيه الفرد نوعا ً من الخبرة الجديدة،‬ ‫وما يتمخض عن ھذا من نتائج ، سواء كانت في شكل معارف أو مھارات أو عادات أو اتجاھ ات أو‬ ‫قيم أو معايير ، وتلعب التربية دوراً مھما ً في ھذا الصدد .‬ ‫ويتفاعل كل من النضج والتعلم ويؤثران معا في عملية النمو ، ويالحظ أن معظم أنماط السلوك تنمو‬ ‫وتتطور بفعل النضج والتعلم معا ً.‬ ‫جوانب النمو في مرحلة الطفولة المبكرة:‬ ‫النمو الجسمي والحركي:‬ ‫تتميز ھذه المرحلة بزيادة الوزن بالن سبة لل ذكور واإلن اث ، حي ث يبل غ وزن الطف ل ف ـي نھاي ـة ھ ـذه‬ ‫المرحلة سبعة أمثال وزنه عند الوالدة. غير أن الذكور أكثر تفوقا ً من اإلناث في ھ ذه الزي ادة. وتن تج‬ ‫ھذه الزيادة نتيجة نمو العضالت. وبالنسبة للعظام فتزداد في النمو، محولة شكل الطف ل الرض يع إل ى‬ ‫ِّ‬ ‫ش كل الطف ل ال صغير. ويكتم ل ف ي ھ ذه المرحل ة نم و األس نان المؤقت ة مم ا يمك ن الطف ل م ن تن اول‬ ‫الطعام. وفي نھاية ھذه المرحلة تبدأ األسنان المؤقتة ) اللبنية( بالسقوط إذانا ً ببدايـة ظھـور األس ـنان‬ ‫الدائمة. وينبغي على الوال دين تعل يم األطف ال عل ى بع ض ال سلوكيات الجي دة ع ن االھتم ـام باألس ـنان‬ ‫والحفاظ عليھا من التسوس. أما بالنسبة للجھاز العصبي فيستمر بالنمو في ھذه المرحلة ويتفوق نموه‬ ‫على سائر األجھزة عند الطفل.‬ ‫7‬
  • 8. ‫في سن الثالثة ويستطيع الطفل الجري بسالسة والقفز كما يمكنه غسل يديه وتجفيفھا واألكل بالمعلق ة‬ ‫بنفسه ، كما يستجيب الطفل لتوجيھات والديه والخاص ـة بقـ ضاء الحاج ة حي ث أن ه مھي أ ف سيولوجيا ً‬ ‫في ھذه الفترة لضبط عملية اإلخراج والتحكم فيھا.‬ ‫أما في سن الخامسة يستطيع الطفل السيطرة نوعا ً ما على العضالت الدقيقة إلى حد ما، حي ث ي تمكن‬ ‫ً‬ ‫من مـسك القلـم والمقـص. وكذلك نجد أن طفل الخامسة يستطيع أن يرسم خطوطا ً م ستقيمة ف ي ك ل‬ ‫االتجاھات . ويحب أطفال الخامسة في العادة ممارسة الجري ولك ن ل يس ل ذات الج ري ولك ن لھ دف‬ ‫وھ و جع ل الج ري وس يلة ل سبق أقران ه وف ي بع ض األحي ان م ن يكب رونھم.‬ ‫النمو العقلي المعرفي:‬ ‫تعتبر مرحلة الطفولة المبكرة مرحلة ما قبل العمليـات المنطقيـة والتي يعرفھا بياجيه على أنھا‬ ‫ّ‬ ‫“مقدرة الطفل على الدخول في عمليات ذھنية أساسية معينة، لعـدم تـوفر المنطق الالزم لذلك".‬ ‫وعلى ذلك فإن الطفل في ھذه المرحلة يتسم في تفكيـره بالبـساطة والسذاجة، وذو بعد واحد ، فھو ال‬ ‫يستطيع تركيز انتباھه على أكثر من جانب واحد فقط من الشيء المعروض أمامه، ولھذه الخاصية‬ ‫أثر في كثير من العمليات المعرفية .‬ ‫النمو النفسي:‬ ‫اھتم ت مدرس ة التحلي ل النف سي ب صفة عام ة بمرحل ة الطفول ة المبك رة والخب رات المؤلم ة المكت سبة‬ ‫فيھا، والطفل الذي يتحرك في بيئته وينطلق في عالم جديد من الخبرة دون االعتم اد عل ى والدي ه ف ي‬ ‫كل ما يرغب يكون قد طور شعوراً بالمبادأة، أما إذا استمر في اعتم اده ال شديد عل ـى والدي ـه وع دم‬ ‫استطاعته الخروج إلى الع الم المح يط ب ه دون موافقتھم ا الم سبقة فإن ه س وف يط ور ش عوراً بال ذنب،‬ ‫وھذا يدل على مـدى األھمية التي تكتسبھا ھذه المرحل ة وم دى أھمي ة تعام ل الوال دين معھ ا، فم رور‬ ‫الطفل بحل مرضي ألزمة المبادأة مقابل الشعور بال ذنب تعتم د عل ى مق دار التن شئة االجتماعي ة الت ي‬ ‫نشأ عليھا، فكلما أعط ي طف ل ھ ذه المرحل ة مزي داً م ن الحري ة ف ي الحرك ة بحي ث يتح رى وي ستجلي‬ ‫ويستكشف ما حوله دون كبت لمبادأته أو صد لھا كان نموه النفسي و االجتماعي ي سير نح و ال صحة‬ ‫والتوافق والسواء.‬ ‫8‬
  • 9. ‫النمو االجتماعي :‬ ‫يرتبط الطفل بأمه ارتباط ا ً وثيق ا ً ف ي ھ ذه المرحل ة ألنھ ا م صدر إش باع لحاجات ه، وم ع تق دم س ـنوات‬ ‫عم ـره يتن اقص اعتم اده عل ى أم ه ت دريجيا ً وي زداد اس تقالله االجتم اعي عن دما تكتم ل قدرت ه عل ى‬ ‫المشي، حيث يتمكن من التحرك ألماكن جديدة مما يسھل التواصل االجتماعي.‬ ‫ولك ي ي زداد اندماج ه ف ـي األن شطة االجتماعي ة يقل ل الطف ل م ن اللع ب االنف رادي، ويمي ل للع ب م ع‬ ‫الجماعة. يقول ) الريماوي، 8991 م (: “إن الطفل ال ذي يھ تم بأقران ه ويق ضي وقت ا ً أط ول معھ م ،‬ ‫ويقبل أن يعطي ويأخذ ھو طفل ذو كف اءة اجتماعي ة “، ولك ن م ع ھ ذا ف إن الطف ل ل م ي ستقل اس تقالالً‬ ‫تاما ً عن الكبار وعن المنزل ب ل ھ و ف ي مرحل ة بيني ة ب ين االعتمادي ة واالس تقاللية. وإل ى ھ ذا ي شير‬ ‫)الھن داوي، 2002 م( بقول ه “يتميزال سلوك االجتم اعي ف ي ال سنوات )3-5( ب التعلق الكل ي ب المنزل‬ ‫ومن فيه من الكبار، وال يتميز الطفل بعد باالستقالل ال ذاتي ولكن ه ب ين ب ين، فھ و ال ي زال ف ي حاج ة‬ ‫ألمه في بعض أموره “. ويع د اللع ب م ن أھ م وأب رز مالم ح التواص ل االجتم اعي ف ي حي اة الطف ل،‬ ‫حيث تتركز الحيـاة االجتماعية عن د الطف ل ف ي ھ ذه المرحل ة عل ى اللع ب وال ذي م ن خالل ه ي ستطيع‬ ‫تكوين عالقات جديدة وتنمية مبدأ اللعب التعاوني. كما يلجأ الطفل لحل مشكالت قد تعترض خالفات ه‬ ‫مع اآلخرين.‬ ‫الجانب النفسي واالنفعالي:‬ ‫تتسم ھذه المرحلة باالنفعاالت والتي تتسم بالحدة ، حيث تعرف بمرحلة عدم التوازن ، فيكون الطف ل‬ ‫سھل االستثارة، ويصدق ھذا الوصف خاصة على الفترة من )5.2-5.3( سـنة و )5.5 -6.6( سنة‬ ‫) أبو حطب ، 9991 م(. وينشأ في ھذه الفترة عن د الطف ل مفھ وم ال ذات واإلحـ ساس بھ ا وإدراكھ ا.‬ ‫وأب رز انفع االت األطف ال ف ي مرحل ة الطفول ة المبك رة ھ ي : الخ وف والغ ضب والغي رة.‬ ‫النمو اللغوي:‬ ‫يعرف بياجيه اللغة بأنھا “ إشارة للبنى المعرفية القائمة لدى األطفال “ )قطـامي ، 002 م( ، ويعتبر‬ ‫النمو اللغوي في أسرع مراحله في الطفولة المبكرة، وي ساعد النم و اللغ وي الطف ل عل ى التعبي ر ع ن‬ ‫ذات ه وتك وين العالق ات االجتماعي ة والتفاع ل م ع المحيط ين ب ه، كم ا ي سھل النم و العقل ي والمعرف ي‬ ‫للطفل. فاللغة ھـي نتاج النمو العقلي ودلي ل علي ه وكلم ا زاد نم و الطف ل عقلي ا ً نج د أن فھم ه للكلم ات‬ ‫يزداد ، كما أن الكالم مؤشر عل ى النم و العقل ي . يق ول ) الھن داوي، 2002 م ( “الطف ل ال ذي ي تكلم‬ ‫9‬
  • 10. ‫أوالً يكون أذكى من الطفل الذي فـي عمره ويتأخر كالم ه، وي رتبط الت أخر اللغ وي ال شديد بال ضعف‬ ‫العقلي ".‬ ‫يرى بياجيه أن ھذه المرحلة تتميز بحديث الطفل عن ذاته وتمركزه ح ول ذات ه ف ي الح ديث ب ل حت ى‬ ‫مـع وجود األطفال قد يتحدث مع ذاته إذا لم يجد من ينصت إليه ، فيقول ) قط امي، 0002 م (: “إن‬ ‫بياجي ه ي ـرى أن ح والي %05 م ن ح ديث طف ل ال سادسة متمرك ز ح ول ذات ه ".‬ ‫في حين يرى فايقات سكي أن ح ديث األطف ال ال ي دل عل ى تمرك زھم ح ول ذواتھ م وم ا ھ و إال وس يط‬ ‫لحل المشكالت. كم ا ي رى أن ھن اك عالق ة ب ين اللغ ة والتفكي ر والمج ال االجتم اعي ال ذي يوج د في ه‬ ‫الطفل، بينما يرى بياجيه أن اللغة تعبر عن البنى المعرفي ة الموج ودة ل دى الطف ل ول ذلك فھ و ي رتبط‬ ‫ارتباط ا ً وثيق ا ً ب ين تط ـور اللغ ة والنم و العقل ي المعرف ي. ويت أثر النم و اللغ وي ب اختالط الطف ل‬ ‫بالراش دين وبت وفر وس ائل اإلع الم وب الجنس، فالبن ات أس رع م ـن البني ين تكلم ا ً وأح سن نطق ا ً، كم ا‬ ‫يساعد في تطور اللغة تفاعل الطفل مع البيئة المحيطة به.‬ ‫النمو الخلُقي:‬ ‫ُ‬ ‫إن تعلم القيم االجتماعية والقدرة على التطبيع االجتماعي من خالل التن شئة االجتماعي ة وال تمكن م ن‬ ‫قواع د الخل ُ ق والت ي تعم ل عل ى نم و الجان ب الخلُق ي عن د الف رد ھ ي م ن اھتمام ات مدرس ة التحلي ل‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫النفسي، و ينصح في تربي ة الطف ل أن ي تم إك سابه الق يم والمع ايير م ن خ الل الفع ل ول يس م ن خ الل‬ ‫القول، وكذلك فقد قيل أن أفضل قاعدة لتعليم ال سلوك األخالق ي ھ ي أن نق ول للطف ل افع ل كم ا نفع ل‬ ‫ول يس افع ل كم ا نق ول، وذل ك ألن الطف ل ي تعلم م ن المحيط ين ب ه وم ن أفع الھم أكث ر م ن أق والھم .‬ ‫ويـ شير ) الجـ سماني ،4991 م ( ال ى ذل ك بقول ه “وھن ا ينھ ى المرب ون ع ن التذب ذب ف ي األوام ر‬ ‫والنواھي “ ويعني ذلك عدم زجر الطفل عند فعل سلوك في يوم والتسامح معه لنفس السلوك في يوم‬ ‫آخ ر. والطف ل ف ي ھ ذه المرحل ة يفع ل ال صواب أو يتجن ب الخط أ دون معرف ة لم اذا توص ف بع ض‬ ‫األعم ال بال صواب واألخ رى بالخط أ. وف ي العم وم ف إن طف ل الطفول ة المبك رة وب األخص مرحل ة‬ ‫رياض األطفال 3- 5 سنوات يكون في م ستوى م ا قب ل الع رف ف ي المرحل ة األول ى، والت ي تع رف‬ ‫بأخالقي ة العق اب والطاع ة، أي أن ك تج ده ف ي الروض ة يفع ل أو ال يفع ل ال سلوك بن اءاً عل ى مب دأ‬ ‫الخشية من العقـاب أو الـرغبة فـي الحصول على ثواب.‬ ‫01‬
  • 11. ‫طرق التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة:‬ ‫إن سنوات الطفل األولى عظيمة األھمية ألنھا الفترة التي يبدأ بھا باكتساب مھاراته الجسدية والعقلي ة‬ ‫واالجتماعي ة االساس ية والت ي ت ستمر ف ي التط ور م ع نم وه ، وتعل يم األطف ال ف ي مرحل ة الطفول ة‬ ‫المبكرة ھو مسؤولية األھل بالدرجة األولى .‬ ‫وھناك عدة طرق تساعدھم في توفير التعليم النافع للطفل في مختلف مراحل نموه ، ونستعرض ھنا‬ ‫بعضا ً من طرق التعليم في الجوانب المختلفة من حياة الطفل :‬ ‫1- تعلم التحرك :‬ ‫ھن اك ألع اب ت ساعد الطف ل عل ى النم و الج سدي منھ ا ، أن واع الھياك ل ذات العج الت وعرب ة ال دفع‬ ‫وألعاب الجلوس والركوب وعربات للشد ونفق للزحف واللعب الھزازة .‬ ‫مثال : النزول والصعود على الدرج ، حركة القرفصاء ، الوقوف على رجل واحدة .‬ ‫2- تعلم اإلبداع :‬ ‫يتعلم الطفل اإلبداع عن طريق ما يقدم له من مواد تساعده على التعبير ع ن نف سه وعل ى االبتك ار ،‬ ‫وتكشف رسوم الولد عن تبصر لكيفية رؤيته للعالم .‬ ‫ومن الممكن توسيع نطاق الرسم عند الطفل ليتخطى بذلك قلم التلوين والفرشاة ، فعن طريق الطالء‬ ‫باليد أو األصابع فإنه يخ وض تجرب ة لم سية جدي دة ، والط الء باإلس فنجة والطباع ة ب األوراق تعتب ر‬ ‫مقدمة جيدة للكتابة، وتوفير العجينة والصلصال له ينم ي اإلب داع لدي ه حي ث أنھ ا تمنح ه الق درة عل ى‬ ‫إعداد أشياء دائمة وتعطيه اإلحساس باإلنجاز مما يدفعه إلى مزيد من االبتكار واإلبداع .‬ ‫3- تطوير المھارات الفكرية :‬ ‫ت شمل المھ ارات الفكري ة ال تعلم وال ذاكرة والتفكي ر واالس تنباط ، ورغ م أن ه ي صعب عل ى األطف ال‬ ‫استيعاب المفاھيم في ھذه المرحلة المبكرة .، إال أن ھناك طرقا ً تعليمية تساعد على ذل ك وت سھل ف ي‬ ‫استيعاب ھذه المفاھيم .‬ ‫ومنھا لعب ة العث ور عل ى متط ابق وم ن ش أنھا ت دريب مھ ارات المالحظ ة عن د الطف ل وم ساعدته ف ي‬ ‫تصنيف البنود ، ولعبة إخ راج ال دخيل م ن مجموع ة م ن األش ياء تجعل ه يفھ م جي داً طبيع ة األش ياء ،‬ ‫وفي لعبة داخل وخارج التي تتمثل في م لء ك يس ص غير وتفريغ ه ، ف إن فرص ة للتفكي ر تتول د ل دى‬ ‫11‬
  • 12. ‫الطفل في كيفية مشاركة شيئين المساحة نفسھا في وقت معين وعدم التقائھما ف ي وق ت واح د ، وھ ذا‬ ‫يعلمه التفكير في األضداد.‬ ‫4- اكتساب حب الذات :‬ ‫إن تفاعل الطفل مع العديد من األشخاص في عدة مستويات تساعده في صقل فھم ه لھويت ه ، فاللق اء‬ ‫بالغرباء يساعده في تكوين نماذج األدوار في العالم وتحسين قدرته على التعامل معھا .‬ ‫كما أن ھناك عدة طرق عملية تفيد في ذلك عن طريق اللعب ، فوض ع بع ض ال دمى المتحرك ة ب ين‬ ‫يديه وسرد القصص يحوله إلى شخص اخر لفترة ، ويؤل ف أح داثا ً ال يمك ن التعبي ر عنھ ا ف ي الحي اة‬ ‫الواقعية ، ومن المفيد إعداد كتاب مصور عنه وعن عائلته فذلك يساعد على تذكر األحداث ، ويؤك د‬ ‫له أنه ھو الولد الصغير نفسه الذي كان بطل مغامرات القصة مما يعزز ثقته بنفسه وقدراته.‬ ‫اللعب في الطفولة المبكرة وأثره على النمو :‬ ‫إن اللع ب ال يق ل أھمي ة وقيم ة ع ن الح ب والرعاي ة للطف ل ، فع ن طريق ه ال يج رب األطف ال المتع ة‬ ‫والتسلية فقط بل يطورون شخصياتھم وذواتھم ويدركون نجاح قدراتھم وخبراتھم .‬ ‫إن اللعب يفتح لألطفال أبواب اإلبدع والخيال ، فھو المسؤول عن نمو قراءاتھم وتفكيرھم ومھاراتھم‬ ‫في حل المشكالت إضافة إلى مھاراتھم الحركية الدقيقة ، وعن طريقه يتعامل األطف ال م ع ع واطفھم‬ ‫ويفھمون ويفسرون العالم من حولھم ، ويساعدھم في تعلم معنى العالقات أو المھارات االجتماعي ة ،‬ ‫وبشكل عام فإن أھمية اللعب تبرز لنا باعتباره محفزاً ألعمال األطفال على اختالفھا.‬ ‫وھناك عالق ة وثيق ة ب ين اللع ب والنم و ، حي ث أن الدراس ات المنتظم ة الت ي أجراھ ا ب احثون وم نھم‬ ‫ماري شيريدن تثبت أن الوظائف التي يحققھا اللعب لكل طفل لحظة بلحظة ويوم بيوم ھ ي ج زء م ن‬ ‫اإلسھامات األوسع التي يقدمھا اللعب للنمو الشامل لكل طفل ، أي أنه يساعد األطفال في نموھم .‬ ‫وسيتم سرد بعض أنواع اللعب والتي تسھم في تقدم نمو الطفل في مجاالت نموه المختلفة :‬ ‫1- اللعب النشط :‬ ‫وتتجلى أھميته في النمو البدني حيث يتطلب ھذا النوع من اللعب استخدام الرأس والجذع واألطراف‬ ‫في الجلوس والزحف والوقوف والركض ، وھو وسيلة الكتساب القوة والرشاقة والتنسيق .‬ ‫21‬
  • 13. ‫2- اللعب بالمحاكاة :‬ ‫يقل د األطف ال األفع ال الت ي يرونھ ا أم امھم ، ويمث ل س لوك المحاك اة مي زة ھام ة م ن مزاي ا النم و‬ ‫االجتم اعي والمعرف ي والرم زي ، ويعك س اللع ب بالمحاك اة م ا ي راه الطف ل وم ا ي سمعه م ن حول ه‬ ‫وخاصه في سياقه اليومي واالجتماعي والثقافي ، ويعتبر م ن أن واع اللع ب ال ضرورية لي تعلم الطف ل‬ ‫على اسرع الط رق وأكثرھ ا فعالي ة ف ي القي ام باألعم ال المفي دة ل ه فم ثال يقل د الطف ل ف ي س ن مبك رة‬ ‫سائق الباص بع د ركوب ه ف ي الب اص ع دة م رات وم شاھدته لع دد م ن ال سائقين وھ م يق ودون الب اص‬ ‫.)السيد سليمان ،5002 م(.‬ ‫3- اللعب البنائي :‬ ‫يتج سد اللع ب البن ائي ف ي تك وين أو بن اء وتركي ب ش يء ، مث ل تك وين ب رج باس تخدام الم ستطيالت‬ ‫البالستيكية ، ويتطلب ھذا الن وع م ن اللع ب دم ج الحرك ات الدقيق ة والق درة الح سية والفھ م المعرف ي‬ ‫والرمزي .‬ ‫4- اللعب الخيالي :‬ ‫يبدأ األطفال في ايجاد مواقف خيالية يميل ون ال ى ت صديقھا عل ى أنھ ا واقعي ة ، ويع د اللع ب الخي الي‬ ‫فرصة لوضع الرؤى والمھارات موضع التنفيذ وھو بھذا يعتمد على توظيف الخيال واالبداع ، مثال‬ ‫: الحصان ، العصاية .‬ ‫5- األلعاب ذات القواعد :‬ ‫وتحتاج لقدر من الفھم واالستيعاب لمفھوم المشاركة وأخذ األدوار واللعب النظيف والتسجيل الدقيق‬ ‫للنت ائج ، ويب دأ األطف ال بممارس ة ھ ذا الن وع م ن األلع اب ف ي س ن الرابع ة عن دما تب دأ مجموع ات‬ ‫صغيرة منھم في ارتجال قواعدھا وقوانينھا الخاصة بھا للقيام باللعب التعاوني.‬ ‫وللكبار دوركبير ومحوري في ت أمين ظ روف اللع ب المناس بة لألطف ال وت وفير مجاالت ه المختلف ة ..‬ ‫والبد لھم من أخذ االمور التالية بعين االعتبار:‬ ‫31‬
  • 14. ‫1- المكان :‬ ‫حيث يجب أن يكون واسعا ً بما فيه الكفاية ليتناسب مع األنشطة الحرة للطفل والتي تتناسب مع عمره‬ ‫وعملية تقدم نموه ، كما يجب أن يكون آمنا ً ومناسبا ً ويساعد الطف ل عل ى القي ام بعملي ات االستك شاف‬ ‫واالستقصاء.‬ ‫2- المصادر :‬ ‫من األھمية تأمين مصادر مثيرة ومناسبة لعمر الطفل ومرحلة نم وه ، ويج ب أن يتأك د الع املون ف ي‬ ‫مج ال الطفول ة المبك رة أن تك ون م صادر اللع ب ممثل ة للمجتم ع المن وع الثقاف ة وفح ص ك ل أدوات‬ ‫اللعب من أجل األمان والسالمة .‬ ‫3- الوقت :‬ ‫يعتم د الللع ب العف وي عل ى إعط اء الطف ل فرص ة االن شغال باألن شطة دون ح دوث أي مقاطع ات ،‬ ‫ويجب اعطاء األطفال الوقت الكافي للقيام بكل ما يشغل اھتماماتھم .‬ ‫4- األصدقاء :‬ ‫يحتاج الطفل إلى زمالء في اللعب في ك ل مراح ل نم وه ، وھ و يحت اج ال ى م شاركة مربي ه الكب ار ،‬ ‫ومن المھم للطفل أن يكون ق ادراً عل ى التواص ل والتفاع ل م ع األطف ال ف ي نف س العم ر ، ويج ب أن‬ ‫تتوفر حماسة الكبار وتشجيعھم لألطفال عند الطلب.‬ ‫وال بد من الذكر أن ھناك مجموعة من الظروف التي يمكن أن تحدث في حياة الطف ل والت ي تقل ل أو‬ ‫تطفأ من دافعية الطفل على اللعب ، وتشمل ھذه الظروف المرض وسوء التغذية والح وادث المفجع ة‬ ‫والصدمات مثل وفاة أحد الوالدين أو االساءة في المعاملة والتعسف وظھور ووجود حاجات خاصة‬ ‫وتقترح الباحثة أن تكون ھناك ندوات توعية لألمھات إلي ضاح أھمي ة اللع ب ف ي حي اة الطف ل ، ل يس‬ ‫بقصد التسلية وإضاعة الوقت فحسب، بل بإعتباره وسيلة ھامة للتلعم وكسب المھارات.‬ ‫41‬
  • 15. ‫االتجاھات الحديثة في تربية الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة:‬ ‫إن االھتمام بالطفولة من أھم المعايير التي يقاس بھا تقدم المجتمعات ألن تربي ة األطف ال ، وإع دادھم‬ ‫لمواجھة التحديات الحضارية التي تفرضھا حتمية التطور يعد اھتماما ً بواقع األمة ومستقبلھا.‬ ‫ل ذا توج ه األم م اھتمام ا بالغ ا ً إل ى الدراس ات ف ي مج ال الطفول ة ، س عيا ً وراء فھ م طبيع ة االطف ال ،‬ ‫وإدراك حاجاتھم ومعرفة سلوكھم.‬ ‫ولھذا كان التوجه لالھتمام برياض االطفال ، وذلك في عدة نواحي يمكن تلخيصھا بما يلي :‬ ‫1- االتجاھات الحديثة في أھداف رياض االطفال :‬ ‫تنمي ة الق يم الخلقي ة واالجتماعي ة باعتبارھ ا األس اس ف ي تك وين الشخ صية ، وخاص ة الق يم المت صلة‬ ‫بالجد والمثابرة والدقة والحماس واالستقالل الذاتي إلى جانب الصفاء واإلخالص وااللت زام ، وتأكي د‬ ‫أھمي ة الق يم ال سلوكية كالتع اون وال سرعة والنظ ام ، وأھمي ة تنمي ة االتجاھ ات اإليجابي ة نح و ال ذات‬ ‫ونحو األبوين واألسرة ونحو المعلمات والروضة ونحو التعل يم ب صفة عام ة ، وتنمي ة روح الجماع ة‬ ‫والمشاركة الجماعية والتفاعل االجتماعى وحب العمل واحترام العاملين وتنمية الضمير.‬ ‫وأس ھمت االتجاھ ات الحديث ة ف ي تحدي د أھ داف ري اض األطف ال ف ي س يادة النظ رة المتكامل ة للطف ل‬ ‫وخصائصه ومظاھر نموه ، وضرورة التعامل معه ف ي إط ار كل ي ال يتج زأ ، وأص بح تحقي ق النم و‬ ‫المتكامل للطفل ھدفا ً أساسيا ً في جميع رياض االطفال .‬ ‫2- االتجاھات الحديثة في وظائف رياض االطفال :‬ ‫ت شير االتجاھ ات الحديث ة ف ي أدبي ات مرحل ة التعل يم م ا قب ل المدرس ى إل ى ات ساع وظ ائف ري اض‬ ‫األطفال في المجتمعات المعاصرة لتغطي عديداً من جوانب النمو .‬ ‫ومن أھم الوظائف :‬ ‫- الوظيفة التعويضية وذلك بتوفير ظروف بيئية مالئمة لفرص النمو والتعلم األفضل.‬ ‫الوظيفة التربوية اإلنمائية والتي توفر أساليب التنمية الشاملة لألطفال .‬ ‫-‬ ‫- التمھيد للمدرسة واالستعداد لھا.‬ ‫مساعدة أولياء االمور على تفھم حاجات أطفالھم وكيفية إشباعھا .‬ ‫-‬ ‫التنشئة االجتماعية للطفل وتوفير الرعاية التربوية والنفسية ليتحق ق لھ م التكي ف االجتم اعي ف ي‬ ‫-‬ ‫المستقبل.‬ ‫51‬
  • 16. ‫رعاية االطفال أثناء غياب أمھاتھم في العمل.‬ ‫-‬ ‫3- االتجاھات الحديثة في كيفية إشباع حاجات الطفولة :‬ ‫الش ك أن لك ل مرحل ة م ن مراح ل النم و خصائ صھا ومطالبھ ا الت ي تقت ضيھا العوام ل البيولوجي ة‬ ‫واالجتماعية والثقافي ة والشخ صية ، وم ن ال ضروري للف رد أن ي شبع حاجات ه وفق ا ً لمطال ب المرحل ة‬ ‫التي يمر بھا ، حتى يستطيع التكيف معھا ولما بعدھا من مراحل ، وتنحصر مطالب مرحل ة الطفول ة‬ ‫المبكرة بصفة عامة بما يلي :‬ ‫- تنمية اإلحساس بالثقة في النفس وفي الغير.‬ ‫- تنمية اإلحساس باستقالل الذات.‬ ‫- تنمية المبادرة.‬ ‫- تنمية االبتكار.‬ ‫- تحمل المسئولية.‬ ‫مشكالت النمو في الطفولة المبكرة:‬ ‫تتميز مراحل الطفولة بخصائص تفرضھا البيئة وأنماط التنشئة ، وتعرض الطفل لمشكالت نفسية أو‬ ‫اضطراب سلوكه يشير إلى عدم ان سجام ت صرفات الطف ل ف ي جان ب أو أكث ر م ع الم ألوف ف ي بيئت ه‬ ‫االجتماعية ، ودليل على إخفاق الطفل ف ي إح راز ض وابط للتفاع ل المتوق ع من ه. وتتن وع الم شكالت‬ ‫النفسية في الطفولة حسب مراحل النمو ، وليس ھناك مشكالت لھ ا س بب واح د ، وھ ذا م ن س نن ﷲ‬ ‫تعالى في الخلق ، فالمشكالت الكبيرة والشائعة ال تنشأ بسبب عامل واحد ، وال يمكن أيضا حلھا م ن‬ ‫خالل مقترح أو تصرف أو موقف واحد .‬ ‫والمشكالت معظمھا ليس عضويا ً أو وراثيا ً ، وإنما يعود إلى طريقة التن شئة وإل ى البيئ ة الت ي يع يش‬ ‫فيھا الطفل .‬ ‫مشكلة التبول الالإرادي :‬ ‫إن التبول الالإرادي من أكثر االضطرابات شيوعا ً في مرحلة الطفولة ، والذي يظھ ر ف ي ع دم ق درة‬ ‫الطف ل عل ى ال سيطرة عل ى مثانت ه ، ف ال ي ستطيع ال تحكم ف ي ان سياب الب ول. ويع رف علم اء ال نفس‬ ‫اضطراب التبول بأنه حالة انسكاب البول ال إراديا ليالً أو نھاراً أو ليال ونھاراً معا ً لدى طف ل تج اوز‬ ‫61‬
  • 17. ‫عمره 3 -4 سنوات ، وھو السن الذي الذي يتوق ع عن ده ال تحكم دون أن يك ون ھن اك س بب ع ضوي‬ ‫خلف ذلك، على أن يتكرر ذلك مرتين في األسبوع ، أو على االقل ثالث مرات شھريا ً .‬ ‫وأسباب التبول الالإرادي ترجع إلى األسباب الفسيولوجية الع ضوية واألس باب االجتماعي ة التربوي ة،‬ ‫ُ‬ ‫حيث أن االسلوب الذي يعامل به األطفال أو يتعايشون معه ينعكس إم ا بظھ ور بع ض االض طرابات‬ ‫أو عدم ظھورھا ، كما أن األسباب النفسية لھا دور كبير على ظھور مشكلة التبول الالإرادي.‬ ‫يق ول ) عكاش ة، 8991 م ( “وأھ م األس ـباب للتب ـول ال الإرادي القل ق النف سي، وعام ل المناف سة‬ ‫والغيرة من والدة طفل أصغر واھتمام األسرة بالطفـل الجدي ـد، فھن ا ي نكص الطف ل األكب ر ويب دأ ف ي‬ ‫التبول، وذلك إلثارة العائلة الشعوريا ً، وجذب االھتمام الكافي له "‬ ‫أساليب التغلب على المشكلة :‬ ‫1- توعية األھل بالمشكلة وكيفية التعامل معھا.‬ ‫2- امتناع الطفل عن شرب السوائل ليالً .‬ ‫3- معرفة سبب التوتر أو القلق ومعالجته .‬ ‫4- أحيانا يكف الطفل عن التبول في فراشه مدة من الزمن ، ثم يعود إليه ، وفي ھذه الحال ة ف إن م ن‬ ‫الفيد جدا أن نتعرف على أسباب ذلك ، وفي الغالب يكون عناك ح ادث مع ين أث ار لدي ه درج ة عالي ة‬ ‫من القلق والتوتر والخوف .‬ ‫5- استحسان قرب الحمام من غرفة الطفل .‬ ‫6- تدريب الطفل على االستيقاظ ليالً .‬ ‫7- استخدام أسلوب المكافأة والعقوبة .‬ ‫مشكلة مص األصابع :‬ ‫حركات يقوم بھا الطفل في األسابيع األولى من عمره، ولكن الخطورة تكمن عن استمرار الطفل ف ي‬ ‫ھـذا السلوك، وھذا يدل على نكوص الطفل لمرحلة الرضاعة، وحسب تفسير فرويد فق د يك ون س بب‬ ‫ذل ـك الـ سلوك اض طراب العالق ة ب ين الطف ل ووالدي ه أو المحيط ين ب ه . ول ذلك ي صف ) عكاش ة،‬ ‫8991 م( الطفل الممارس لھـذا السلوك بوجود توتر داخلي وقلق ذاتي وصراعات نفسية للفرد.‬ ‫ترجع أسباب م ص األص ابع إل ى المتع ة والراح ة ونظ ام التغذي ة، كم ا أن للعوام ل النف سية دور مھ م‬ ‫فعدم إشباع الحاجات النفسية و الم رور بأوق ات ال ضيق والعن اء تنم ي حاج ة الطف ل للم ص ، إض افة‬ ‫71‬
  • 18. ‫إلى انخفاض مستوى التوافق والتنفيس عن الطاقة الزائدة و قصر فترة الرضاعة و افتقاد الطف ل إل ى‬ ‫اللھاية و التوتر االسري .‬ ‫أساليب التغلب على المشكلة :‬ ‫1- التجاھل .‬ ‫2- توجيه الطفل بحب .‬ ‫3- إبعاد المثيرات الشرطية .‬ ‫4- توفير بدائل للمص .‬ ‫5- السماح للطفل باالختالط .‬ ‫6- المكافآت والتعزيز.‬ ‫7- إيھام الطفل .‬ ‫8- االستشارة الطبية والنفسية .‬ ‫مشكلة سورة الغضب :‬ ‫غالبا ً ما تظھر ھذه المشكلة في عمر س نتين إل ى ال ثالث س نوات فھ ي س نوات ال سلبية والذاتي ة ، وق د‬ ‫تكون شديدة فيكسر الطفل أشياء ثمينة أو يضرب رأسه إال أنھا تق ل كلم ا كب ر حت ى تختف ي عن د س ن‬ ‫العاشرة . وتظھر على أشكال عدة منھا الصراخ والشتم وكسر تألشياء والتدحرج على األرض .‬ ‫أسباب المشكلة:‬ ‫‪ ‬فترات التغير األساسية كاستقبال مولود جديد أو االنتقال إلى المدرسة .‬ ‫‪ ‬تقليد الكبار في السلوك المبالغ فيه عندما يكونون في حالة غضب.‬ ‫‪ ‬عدم ممارسة الطفل لنشاطات تمتص طاقاته الجسمية.‬ ‫‪ ‬تظھر المشكلة أكثر في الطفل النشيط والعنيد.‬ ‫‪ ‬صدام بين شخصية الطفل وإرادة أھله وإن لم يستطع األھل التعامل ن ع الم شكلة تكف ي ث ورة‬ ‫غضب واحدة حتى تصبح عادة .‬ ‫‪ ‬عدم االستقرار النفسي كعدم انسجام الوالدين .‬ ‫81‬
  • 19. ‫‪ ‬المبالغ ة ف ي االعتن اء بالطف ل وتدليل ه ف ال يع رف ح دوده ، أو العك س أي ال شدة وال صرامة‬ ‫وطلب الطاعة الفورية تولد ھذه الثورات .‬ ‫أساليب معالجة المشكلة :‬ ‫‪ ‬تقديم المثل األعلى من قبل الوالدين في ضبط النفس والھدوء .‬ ‫‪ ‬عدم السخرية واالستھزاء بالطفل وإظھاره بمظھر العاجز .‬ ‫‪ ‬االبتعاد عن أسلوب اإلجبار وإشعار الطفل بأھميته.‬ ‫‪ ‬استغالل طاقات الطفل في اللعب والرياضة وحثه على تنظيم وقته وقد تكون ألعاب التركيب‬ ‫مناسبة لتعليمه على الصبر.‬ ‫‪ ‬عدم مناقشة مشاكله مع اآلخرين على مسمع منه .‬ ‫‪ ‬تعويد الطفل عل ى تنف يس نوب ات غ ضبه وكي ف يعالجھ ا كم ا ورد ف ي ال سنة النبوي ة وت دعيم‬ ‫ذلك ببعض القصص .‬ ‫‪ ‬التأكد من سالمة الجسم وخلوه من األمراض .‬ ‫‪ ‬إعطاؤه تعليمات واضحة فال صراخ وال وعيد .‬ ‫‪ ‬اإلھمال وإشعار الطفل باالمباالة وعدم االكتراث له حتى يسكت ويھدأ ثم يتم الحوار .‬ ‫مشكلة الخوف:‬ ‫الخوف ھو حالة انفعالية طبيعية تشعر بھا كل الكائنات الحية في بعض المواق ف. فاألص وات العالي ة‬ ‫الفجائية ھي من أھم المثيرات األولى للخوف في الطفولة المبكرة ، وفيما بين السنة الثانية والخام سة‬ ‫تزداد مثي رات الخ وف م ثال ك أن يخ اف الطف ل م ن األم اكن الغريب ة وم ن الغرب اء وم ن الوق وع ف ي‬ ‫مكان مرتفع ومن الحيوانات التي لم يألفھا ويخاف من تكرار الخبرات المؤلمة .‬ ‫أنواع المخاوف :‬ ‫محسوسة ذات مصادر حقيقة : كالخوف من الطبيب أو المدرسة أو األشياء المرتبطة بمواقف مخيف ة‬ ‫كرؤية الطبيب يعطي حقنة ألحد أفراد العائلة .‬ ‫مصادر غير محسوسة : كما يربي البعض أبناؤه على الخرافات والغولة والسحر.‬ ‫91‬
  • 20. ‫أساليب معالجة الخوف :‬ ‫‪ ‬االستماع لمخاوف الطفل .‬ ‫‪ ‬التفرقة بين الخوف الطبيعي والمرضي.‬ ‫‪ ‬تجنب تھديد الطفل بسحب حب أبويه من حين آلخر كي ال يفقد اآلمان.‬ ‫‪ ‬عدم إخافة الطفل إال فيما يجب الحذر منه.‬ ‫‪ ‬وضع الطفل بين مجموعة من األطفال.‬ ‫‪ ‬التقليل من الزواجر والنواھي.‬ ‫‪ ‬عدم قص القصص الخرافية .‬ ‫‪ ‬عدم فرض الرجولة على الطفل كي يمتنع عن الخوف.‬ ‫‪ ‬عدم نقل تخوف األھل للطفل كأن تظھر األم لطفلھا خوفھا من القطط مثالً.‬ ‫مشكلة قضم االظافر :‬ ‫يعتبر قضم االظافر من اضطرابات الوظائف الفمية مثل عدم اإلحساس بالطعم أو عدم القدرة على‬ ‫البلع .. وغيرھا ، وأغلب األطفال ممن يقضمون أظافرھم قلقون ، ويقضم الطفل في الغالب أظافره‬ ‫ليتخفف من حدة شعوره أو ينجو من القلق أو يخفف منه . يقول ) زيدان، 4991م( أن قضم‬ ‫األظافر نمط انسحابي يبعد صاحبه عن مجابھة الواقع ويساعد على االستغراق في السرحان ،‬ ‫وأحالم اليقظة وعدم القدرة على التركيز ويصاحب ذلك تـوتر وقلق وتزداد كلما قابلت الطفل حاالت‬ ‫فشل أوحرمان أو صعوبات.‬ ‫وأسباب قضم األظافرترجع إلى سوء التوافق االنفعالي و عقاب الطفل لنفسه و إحاطته بتوقعات‬ ‫أكبر من إمكاناته وقد يكون تقليد لآلخرين.‬ ‫أساليب التغلب على المشكلة :‬ ‫1- تقليم االظافر أوالً بأول.‬ ‫2- إبعاد الطفل عن اإلثارات المستمرة .‬ ‫3- استخدام القيود كما ذكرنا سابقا ً بموضوع مص األصابع .‬ ‫4- المكافآت والتعزيز .‬ ‫02‬
  • 21. ‫5- توجيه الطفل بالمخاطر الصحية من جراء استمراره بقضم أظافره.‬ ‫ّ‬ ‫6- استخدام أجھزة التسجيل .‬ ‫7- ممارسة األنشطة .‬ ‫8- االستشارات النفسية .‬ ‫مشكلة العدوان :‬ ‫ھو سلوك يقصد به المعتدى إيذاء لشخص اآلخر ، كما أن ه ن وع م ن ال سلوك االجتم اعي يھ دف إل ى‬ ‫تحقيق رغبة صاحبه في السيطرة وإيذاء الغير أو الذات تعوي ضا ً ع ن الحرم ان ب سبب التثب يط ، فھ و‬ ‫يعد استجابة طبيعية لإلحباط.‬ ‫ولقد أصبح العدوان في العصر الحالي ظاھرة سلوكية واسعة االنتشار تكاد تشمل العالم بأسره .‬ ‫إن م ن أھ م أس باب الع دوان رغب ة الطف ل ف ي ال تخلص م ن ال سلطة، يراف ق ذل ك ش عوره بالف شل‬ ‫والحرمان. وعلى الجانب اآلخر فإن الحب ال شديد والحماي ة الزائ دة م ن األس رة تعتب ر ع امالً م ؤثراً‬ ‫في ذلك، إضافة إل ى أن ش عور الطف ل بالغ ضب وش عوره بع دم األم ان وع دم الثق ة أو النب ذ واإلھان ة‬ ‫والتوبيخ تنمي العدوان في نفسه .‬ ‫إن العدوان يتم تعلمه أيضا ً عن طريق النموذج، وفي كثير من األحيان تكون الغيرة ھي الدافع خلفه،‬ ‫أو الشعور بالنقص والرغبة في جذب االنتباه .‬ ‫أساليب التغلب على المشكلة :‬ ‫1- اكتشاف الميول العدوانية لدى األطفال باكراً.‬ ‫2- توفير جو غير متساھل .‬ ‫3- الحد من النماذج العدوانية .‬ ‫4- معاونة الطفل كي يقاوم المواقف المحبطة .‬ ‫5- تعزيز السلوك الالعدواني .‬ ‫6- البعد عن األساليب المؤلمة مع العدوانيين من األطفال .‬ ‫7- إبداء االھتمام بالشخص الذي وقع عليه العدوان .‬ ‫8- إعطاء الوقت الكافي للعب مع األقران .‬ ‫9- تعاون األسرة في تقويم ھذه المشكلة.‬ ‫12‬
  • 22. ‫الخـاتـمـة :‬ ‫مم ا س بق يت ضح معن ى الطفول ة المبك رة وأھميتھ ا ف ي بن اء حي اة الطف ل الم ستقبلية ، كم ا يت ضح دور‬ ‫األھ ل الكبي ر ف ي تنميتھ ا التنمي ة ال صحيحة المتوازن ة ، فالطفول ة ف ي ھ ذه المرحل ة لھ ا مطال ب‬ ‫واحتياج ات الب د م ن توفيرھ ا واالھتم ام بھ ا ، وھ ي تت أثر بالعدي د م ن العوام ل الخارجي ة الت ي يمك ن‬ ‫للمربي التأثير عليھا تأثيراً مباشرا كالبيئ ة االجتماعي ة بم ا تت ضمنه م ن جوان ب كاألس رة والمدرس ة ،‬ ‫كما أنه من المھم جداً تحقيق التعلم المناسب لھذه المرحلة وتقديمه بطرق وأساليب تناسب عقلية الطفل‬ ‫وإمكاناته.‬ ‫إن االھتمام بھذه المرحلة وااللمام بمتطلباتھا يساعد على نمو صحي متوازن في جميع جوانب النم و‬ ‫الت ي ت م ذكرھ ا ف ي البح ث وك ذلك االھتم ام بفھ م الم شكالت الت ي تواج ه االطف ال ف ي ھ ذه المرحل ة‬ ‫ومعرف ة أس بابھا لت داركھا وعالجھ ا بالطريق ة ال صحيحة . ولعلن ا نج د ف ي االتجاھ ات الحديث ة الت ي‬ ‫ظھ رت ھ ذا االدارك واالھتم ام ال ذي يھ دف إل ى أن ي صبح الطف ل ف ي الم ستقبل ف رداً ف اعالً ف ي‬ ‫مجتمعه ، ومتمتعا ً بصحة بدنية ونفسية وعقلية .‬ ‫22‬
  • 23. ‫المراجع‬ ‫- د.نھلة الدباس ، )4002م( : محاضرات في التربية لبناء أسرة سعيدة .‬ ‫- د. حامد عبد السالم زھران ، )5002م( : علم نفس النمو في الطفولة والمراھقة.‬ ‫- دوروثي اينون ، )0002م( : دليل التعليم المبكر لألطفال .‬ ‫- ‪ ، Mary D Sheridan‬ترجمة محمد طالب السيد سليمان )2002م(: اللعب‬ ‫في الطفولة المبكرة .‬ ‫- د.شبل بدران ، )0002م( : االتجاھات الحديثة في تربية طفل ما قبل المدرسة .‬ ‫- أ.د.عبد الكريم بكار ، )0102م( : مشكالت األطفال .‬ ‫- د.زكريا الشربيني ، )0102م( : المشكالت النفسية عند االطفال.‬ ‫- بندر حمدان أحمد الزھراني : مرحلة الطفولة المبكرة .‬ ‫32‬
  • 24. ‫اﻟﻔﻬﺮس‬ ‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫2‬ ‫المقدمة‬ ‫2‬ ‫مرحلة الطفولة المبكرة وتعريفھا‬ ‫3‬ ‫أھمية مرحلة الطفولة المبكرة‬ ‫3‬ ‫مطالب النمو في مرحلة الطفولة المبكرة‬ ‫4‬ ‫العوامل المؤثرة على النمو في مرحلة الطفولة المبكرة‬ ‫4‬ ‫1. داخلية‬ ‫5‬ ‫2. خارجية تنقسم إلى :‬ ‫5‬ ‫اجتماعية‬ ‫‪‬‬ ‫5‬ ‫‪ o‬األسرة‬ ‫5‬ ‫‪ o‬الروضة‬ ‫6‬ ‫حضارية‬ ‫‪‬‬ ‫6‬ ‫جغرافية‬ ‫‪‬‬ ‫6‬ ‫الغذاء‬ ‫‪‬‬ ‫7‬ ‫النضج والتعلم‬ ‫‪‬‬ ‫7‬ ‫جوانب النمو في مرحلة الطفولة المبكرة‬ ‫7‬ ‫النمو الجسمي الحركي‬ ‫‪‬‬ ‫8‬ ‫النموالعقلي المعرفي‬ ‫‪‬‬ ‫8‬ ‫النمو النفسي‬ ‫‪‬‬ ‫9‬ ‫النمو االجتماعي‬ ‫‪‬‬ ‫9 ‬ ‫الجانب النفسي و االنفعالي‬ ‫‪‬‬ ‫9‬ ‫النمو اللغوي‬ ‫‪‬‬ ‫42‬
  • 25. ‫01‬ ‫النمو الخلقي‬ ‫‪‬‬ ‫11‬ ‫طرق التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة‬ ‫11‬ ‫تعلم التحرك‬ ‫‪‬‬ ‫11‬ ‫تعلم اإلبداع‬ ‫‪‬‬ ‫11‬ ‫تطوير المھارات الفكرية‬ ‫‪‬‬ ‫21‬ ‫اكتساب حب الذات‬ ‫‪‬‬ ‫21‬ ‫اللعب في الطفولة المبكرة وأثره على النمو في ھذه المرحلة‬ ‫21‬ ‫اللعب النشط‬ ‫‪‬‬ ‫31‬ ‫اللعب بالمحاكاة‬ ‫‪‬‬ ‫31‬ ‫اللعب البنائي‬ ‫‪‬‬ ‫31‬ ‫اللعب الخيالي‬ ‫‪‬‬ ‫31‬ ‫األلعاب ذات القواعد‬ ‫‪‬‬ ‫51‬ ‫االتجاھات الحديثة في تربية الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة‬ ‫61‬ ‫مشكالت النمو في الطفولة المبكرة‬ ‫61‬ ‫مشكلة التبول الالإرادي‬ ‫‪‬‬ ‫71‬ ‫مشكلة مص األصابع‬ ‫‪‬‬ ‫81‬ ‫مشكلة سورة الغضب‬ ‫‪‬‬ ‫91‬ ‫مشكلة الخوف‬ ‫‪‬‬ ‫02‬ ‫مشكلة قضم األظافر‬ ‫‪‬‬ ‫12‬ ‫مشكلة العدوان‬ ‫‪‬‬ ‫22‬ ‫الخاتمة‬ ‫32‬ ‫المراجع‬ ‫ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ © اﻷﻛﺎدﳝﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﱄ‬ ‫52‬