SlideShare uma empresa Scribd logo
1 de 175
Baixar para ler offline
‫مجزرة رابعة‬
‫بين الرواية والتوثيق‬

‫ياسر سليم‬

‫شارك يف اإلعداد‬
‫		‬

‫				‬
‫أماني أبوزيد‬

‫نـــــــور ســــــعـد‬

‫		‬

‫				‬
‫منة الحضري‬

‫أسماء شحاتة‬
‫إهداء‬
‫إىل حوريات األرض و فرسان السماء..‬
‫إىل الثرى املروي بالدماء..‬
‫ّ‬
‫إىل عيون وأطراف سبقت إىل اجلنان..‬
‫إىل أوردةٍ مترح فيها الشظايا..‬
‫إىل جدران سجن يأسر أنقى من يف األوطان..‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫إىل قلوب قابضة على اجلمر رغم الرزايا..،‬
‫ٍ‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫أول الدم.. ورقة‬
‫ٌ‬
‫ُ‬
‫ورقة رديئة الطباعة، سيئة الصياغة انتشرت يف أحناء مصر بأيدي صبية ال يعلمون عنها أكثر مما كتب‬
‫ِ‬
‫فيها، ذهبوا إىل األسواق وأماكن التجمهر وطلبوا التوقيعات و ُذلت هلم يف جهل مغطى باسم التمرد.‬
‫ب‬
‫واإلعالم يغذي ذلك كله ويروج له، وأصبح « 03 يونيو» كيوم زينة سحرة فرعون..‬
‫وتشتتوا – كقلوبهم - يف األهداف، فمنهم من طالب بانتخابات رئاسية مبكرة وآخر ينادي بسقوط‬
‫الرئيس املنتخب وثالث ال يعلم ماذا يريد أو باألحرى ماذا أُريد له.‬
‫ونشأت التحالفات واجلبهات واالئتالفات خاوية املعنى واملضمون استعداداً لليوم املشهود.‬
‫حُ‬
‫فهم اإلسالميون وكثري من األحرار والشرفاء حجم املؤامرة اليت تاك ضد الوطن وكرامته وقرروا‬
‫َِ‬
‫احلشد مبكراً يف ميدان رابعة العدوية .‬
‫وجاء «03 يونيو» حممال باملؤامرة اليت تكشفت خيوطها جلية يف «3 يوليو».‬
‫ولعب اإلعالم املصري دوره املضلل – كعادته- يف تهميش معتصمي رابعة من املشهد وتصوير بقية‬
‫املعتصمني (يف التحرير واالحتادية) بطائرات تابعة للجيش يف لقطات بالغت يف أعداد املتواجدين فعليا.‬
‫وتدافعت احلشود على ميدان رابعة بعد عزل واختطاف الرئيس حممد مرسي لتؤكد على وقوفها مع‬
‫اَّ‬
‫الشرعية واحلق وأل قبول أو تفاوض مع االنقالب العسكري وحكومته.‬
‫وبدأت لعبة الشائعات وبث املعلومات املزيفة لتفريق الناس من حول رموز االعتصام، ومن جهة أخرى مت‬
‫اعتقال الكثري من قيادات مجاعة اإلخوان املسلمني وبقية األحزاب اإلسالمية، وكان لذلك رد فعل أقوى‬
‫يف ثبات املعتصمني وزيادة أعدادهم، حتى أن أماكن االعتصام اتسعت بني ميدان رابعة العدوية وميدان‬
‫النهضة وأمام احلرس اجلمهوري وظهرت أماكن جديدة لإلحتجاج كميداني مصطفى حممود واأللف‬
‫ّ‬
‫مسكن فضال عن ميادين رئيسية يف احملافظات.‬
‫فزع هذا الثبات القوى االنقالبية فدخلت يف املرحلة األوىل من العنف املضاد للمعتصمني السلميني..‬
‫- مجزرة الحرس الجمهوري (مذبحة الساجدين) فجر يوم 8 يوليو 3102‬

‫فتحت قوات األمن النار على املعتصمني أثناء صالة الفجر حتى ساعات الصباح األوىل وحصار النساء‬
‫واألطفال يف مسجد املصطفى وإطالق قنابل الغاز عليهم.. مما أسفر عن ارتقاء أكثر من 111 شهيد وإصابة‬
‫أكثر من 0001 مواطن وأعداد غفرية من املعتقلني.‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫وبعد أن كشف النقاب عن الوجه الدموي الغاشم لالنقالب بدأت األكاذيب تنشر عن أن املتظاهرين‬
‫هم من بادروا بإطالق النار على قوات احلرس اجلمهوري وغريها من األقوال الباطلة اليت يدمغها احلق‬
‫يف أقوال شهود العيان ومقاطع الفيديو املنقولة عن املذحبة فضال عن أن مجيع القتلى واملصابني هم من‬
‫4‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫املعتصمني ومل يصب ضابط أو جمند واحد خبدش سوى ضابط ترددت عنه األقوال أنه رفض إطالق النار‬
‫على املتظاهرين فأعدمه قائده ميدانيا..‬
‫- مذبحة المنصة 72 يوليو 3102:‬

‫انسحب املعتصمون من أمام احلرس اجلمهوري وانضموا ملعتصمي ميدان رابعة، ومع طول فرتة االعتصام‬
‫تزايدت األعداد لدرجة أن االعتصام امتد يف طريق النصر من طيبة مول حتى النصب التذكاري/‬
‫املنصة.‬
‫وكغدر جيوش االحتالل، فوجئ املعتصمون برصاص القناصة املنهمر عليهم من كل جانب بعد أن اعتلى‬
‫اجلنود أبنية جامعة األزهر وصبوا عليهم أعريتهم دون أدنى إنسانية..‬
‫ُ‬
‫وطرزت األرض بالدماء الزكية واألشالء الطاهرة بعد أن جتاوز عدد الشهداء الـ 631 شهيد وعدد اجلرحى‬
‫0054 جريح.‬
‫وتوالت االعتقاالت اليت طالت رموز احلركة اإلسالمية وكانت من أبرز التهم املوجهة إليهم «التحريض‬
‫على قتل املتظاهرين»..!!‬
‫متاسك املعتصمون سريعا بعد املذحبة وأعلنوها (مكملني) إىل عودة الرئيس الشرعي حممد مرسي..‬
‫وبدأت تأتيهم التهديدات بالفض النهائي القريب والعاجل واستمرت الطائرات يف إلقاء املنشورات املهددة‬
‫على ميداني رابعة والنهضة.‬
‫وخالل ذلك كله مل تتوقف أبواق االنقالب عن التأثري على اجملتمع بأن املتظاهرين يف «إشارة» رابعة هم‬
‫ثلة مارقة خائنة للوطن ومتتلك من التسليح ما قد تدمر به كل أجهزة الدولة.‬
‫وانقضى شهر رمضان وعيد الفطر وما يزيد الوقت املعتصمني إال إميانا وتثبيتا..‬
‫وحاول املعتصمون تأمني امليدان – قدر املستطاع- بالسواتر الرتابية واألحجار اهلشة وتناوبوا على احلراسة‬
‫احرتازا ألي هجوم متوقع..‬
‫- وفي ساعات الصباح االولى من 41/أغسطس/3102 كانت الكارثة..‬

‫يف روايات أكثر من ( 0002 ) شهيد حصرنا منهم يف هذا الكتاب 208 ، وأكثر من (00001) مصاب وجريح‬
‫ومفقود ومعتقل يف أبشع مذحبة يف تاريخ مصر احلديث..‬

‫5‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫خريطة ميدان رابعة واألماكن اليت سريد ذكرها الحقاً يف الكتاب‬

‫من اللحظات األوىل لدخول أرتال اجليش نبدأ التوثيق والشهادة على هذه اجلرمية النكراء اليت ستظل‬
‫وصمة سوداء يف صفحات االنقالبيني وأعوانهم من البلطجية واملفوضني..‬
‫واهلل نسأل السداد والثبات..‬

‫6‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫ّ‬
‫ملحمة الثبات في مذبحة الفض‬
‫ٌ‬
‫ميدان يعتصم به مئات اآلالف من الشباب والشيب،الرجال والنساء،األطفال والعجزة.. مل يكد يشرق النهار‬
‫بعد إال وأتي مع وحوش ال هم هلم إال القنص والقتل..‬
‫ّ‬
‫يف هكذا مشهد ال جيوب يف خيال البشر إال الفرار واهلرب من املوت الكامن يف الرصاص املتطاير.. ال يتوقع‬
‫ُ َّ‬
‫املرء أبدا من املعتصمني العزل من كل شيء إال من إميانهم الصمود أمام زحف مغول العصر احلديث..‬
‫ّ‬
‫إال أن الصدق مع اهلل يرقى فوق كل توقع وينسف كل خيال بشري قاصر..‬
‫ّ‬
‫ذاك الصدق كان سالحهم الفتاك..‬
‫َ‬
‫وهذا اإلخالص يف القول والعمل هو من صنع منهم أبطاال ستظل تذكرهم األجيال وإن طال األمد..‬
‫ٌ‬
‫إميان جتذر يف القلوب فسمى بهم إىل مصاف الصحابة والشهداء والصديقني.. وحسن أولئك رفيقا..،‬
‫ُ‬
‫عن كل ذلك توثق شهاداتهم* ما حدث وتنقش كلماتهم فينا أسطورة العزة والكرامة..‬

‫صورة إلحدى الليالي أثناء االعتصام يف ميدان رابعة‬

‫* مجيع الشهادات نقلت كما هي من أصحابها بدون تعديالت إال يف األخطاء اللغوية أو اإلمالئية.‬
‫7‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫ّ‬
‫لحظة الفض األولى‬
‫يوم األربعاء ٤١ أغسطس ٣١٠٢‬
‫بدأ اهلجوم على ميدان رابعة العدوية الساعة السادسة صباحاً من ناحية طيبة مول .‬

‫تصوير مصطفى درويش‬

‫- د. محمد عصام منصور‬

‫مننا بعد الفجر ساعة ونص حلد الساعة 6 الصبح.. لقينا كله بينادي «طوارئ.. طوارئ.. طوارئ» كله‬
‫صحى، كله بيجري يقف يف مكانه.. جيهز إسعافاته.‬

‫8‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫- نيفين خليل‬

‫صليت الفجر عند املنصة .. يف الساعة السادسة د.البلتاجى طلب مجيع من يف اخليم الذهاب عند املنصة .‬

‫تصوير نيفني خليل‬

‫- دعاء عويضة‬

‫ويف حوالي السادسة استيقظت على صوت أحد اإلخوة يدعو من يف اخليمة للخروج ألن الضرب قد بدأ عند‬
‫طيبة مول، فأيقظت أخيت بهدوء حتى تصحو وخنرج للمنصة اليت كان عليها وقتها د.صالح ود.صفوت‬
‫ينادون يف الناس للخروج من اخليام .‬

‫تصوير صهيب شبانة‬

‫9‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫- حمدي أحمد خليل‬

‫بدأت األحداث الساعة السادسة صباحاً حيث كنت هناك وبدأ اهلجوم من ناحية طيبة مول على طريق‬
‫النصر ثم بدأ اهلجوم من كل الشوارع الرئيسية والفرعية وانتشرت سحب الغاز املسيل للدموع واعتلى‬
‫(كالب القناصة) األسطح وحلقت الطائرات احلربية فوق رؤوسنا وكأننا يف معركة حربية .‬

‫تصوير عثمان عدس‬

‫- عبداهلل الشرقاوي‬

‫استيقظت حوالي الساعة السادسة والنصف على أخبار أن القتلة قد بدأوا اهلجوم من ناحية طيبة مول وبدأ‬
‫نقل الشهداء واملصابني ، حامت طيارة القتلة فوقنا على ارتفاع بسيط بدأ سقوط قنابل الغاز الذي خيرتق‬
‫العيون واجلهاز التنفسي والعصيب .‬

‫تصوير عثمان عدس‬

‫01‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫- عمرو البحيري‬

‫وأنا واقف جوة املسجد فجأة القيت صوت برة ، طلعت القيت كر وفر وقنابل غاز عمالة تتحدف ..‬
‫والداخلية داخلة حبوالي 7 مدرعات .‬
‫- رقية محمد الخضري‬

‫أخربنا د.البلتاجي أن مدرعات وجمنزرات اجليش والشرطة يف طريقها اآلن إىل امليدان.. وظل اهلتاف اثبت‬
‫مكانك امحي ميدانك !‬
‫الساعة 55:6 ص بدأنا نشوف دخان أسود كثيف جداً يتصاعد من ناحية مدخل طيبة مول ومسعنا أصوات‬
‫طلقات النريان من كل نواحي امليدان !‬

‫أول شهيدين يف جمزرة الفض – تصوير بهاء الرازي‬

‫- آالء عبدالرحيم‬

‫ّ‬
‫صحيت من النوم مفزوعة علي أول صوت طلق اضرب علي ناحيتنا علي شارع طيبة مول «أول مرة يبقي‬
‫يف هجوم من الناحية دي داميا بيبقي من عند شارع النصب التذكاري أو شارع الطريان من االجتاهني «‬
‫.. صوت الطلق كان متصل وعالي جدا وأصوات خمتلفة يعين بأسلحة خمتلفة .. وكان بيبقي يف وسط‬
‫األصوات دي .. طلقة بتضرب تقريبا كل دقيقة كده صوتها واضح ومميز وأعلي من الباقي .. عرفت بعد‬
‫كده أن الصوت ده صوت رصاصة القناصة .‬

‫11‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫أحد القناصة - تصوير عثمان عدس‬

‫- محمود األمير‬

‫أول ما مسعنا هو صوت إطالق الرصاص , مل تكن هناك مكربات صوت للتحذير ، مل يكن هناك عربات‬
‫مطايف للفض باملياه ، هذا بالنسبة ملن كان بداخل حدود امليدان ، وهناك‬
‫شهادة باستخدام املكربات واملطايف على خارج حدود امليدان .. هى شهادة سكان املنطقة ، فال يوجد أحد حي‬
‫من االعتصام ، ممن كان على احلدود!‬
‫- اسماعيل عرفة‬

‫صحيت من النوم يوم الفض الساعة 6 ونص تقريباً على تكبريات امليدان وأصوات رصاص ، جريت أشوف‬
‫إيه الوضع خارج اخليمة ، الناس كلها متأهبة ، أول قنبلة غاز شفتها كانت من ناحية طيبة مول ، جريت‬
‫على اخليمة ألبس الكمامة واحلذاء .. كنا فاكرين أن الضرب جاي من ناحية واحدة ، ابتدينا نشوف دخان‬
‫من ناحية كنتاكي شارع الطريان ، عرفنا أنهم جمانني وبدأوا الفض .. إحنا أقصى ما ختيلناه أنه هيفض‬
‫من 3 شوارع ويسيب لنا شارع نهرب منه ، لكن احلقيقة أنك يف خالل ربع ساعة من استيقاظك عرفت‬
‫أنك بتتهاجم من املداخل كلها والسيسي ابتدى عملية إبادة شاملة .‬

‫21‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫تصوير مصعب الشامي‬

‫- أحمد الخولي‬

‫بدأ االقتحام مع اإلصابات املباشرة بطلقات الرصاص احلى حتى إنين رأيت بعيين مصاب يده متهتكة من‬
‫الرصاص .. مل يكن هناك ال فض باملياه وال تصاعد يف الفض كما يزعمون إال لو كان الرصاص احلي‬
‫أول أساليب الفض .. ألن ما جاء بعده كان أسوأ ..!‬

‫أحد مصابي جمزرة فض رابعة‬

‫31‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫رابعة يوم الفض‬
‫- د.أحمد سمير الصاوي‬

‫أخذت كماميت.. وزجاجة اخلل.. وتوجهت إىل مجيع املداخل وكان حاهلم كالتالي:‬
‫1- مدخل طيبة مول.. شارع أنور املفيت : بدأ الضرب بالرصاص احلي مباشرة.. اإلصابات كانت تأتي من‬
‫ارتداد الرصاص احلي من أعمدة النور بالشارع.. سقط 01 شهداء بهذا املدخل فيما ال يقل عن 01 دقائق..‬
‫عشرات املصابني من هذا املدخل يف خالل نصف ساعة.‬
‫2- مدخل طيبة مول: كانت قنابل الغاز تنهمر بكثافة شديدة جدا من هذا املدخل.. وبدأ اخلرطوش ميأل‬
‫الشارع لكل من يفكر بالوقوف فيه.‬
‫3- مدخل املنصة: كانت عربات األمن املركزي تقف يف آخره لتعتقل أو تقتل من يريد اخلروج اآلمن‬
‫إياه-.. الذي كانت تقول عليه سارينة الداخلية .‬‫4- مدخل يوسف عباس و نادي الزهور: كانت مصفحات الداخلية تنطلق بسرعة شديدة...تطلق قنابل‬
‫الغاز بكثافة شديدة وتقتل من يقذف عليها أي طوبة.‬
‫5- ميدان رابعة العدوية نفسه: كانت الطائرات تلقي بقنابل الغاز وكانت قنابل الغاز تأتي كذلك من‬
‫مبنى وزارة الدفاع...حتى أصبح إبطال مفعول هذه القنابل من األمور املستحيلة لكثرتها وشدتها .‬

‫ميدان رابعة يف الساعات األوىل من الفض‬

‫41‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫- د.حسن البرنس‬

‫ ستة ونصف صباحاً مدرعات اجليش حتاصر مجيع مداخل ميدان رابعة.‬‫ سبعة ونصف كميات كثيفة من الغاز اخلانق على املداخل الرئيسية مع قنص بالرصاص احلي للشباب‬‫على أبواب االعتصام..‬
‫ تسعة صباحا قوات اجليش والشرطة تدهس اخليام مبن فيها باملدرعات واجملنزرات العسكرية الضخمة‬‫فى املداخل الرئيسية لالعتصام ..‬
‫ من العاشرة وحتى الرابعة عصرا قنص متقطع ملن داخل امليدان من فوق أسطح املبانى العسكرية احمليطة‬‫برابعة، مع قنص من طائرات هليكوبرت تابعة للشرطة واجليش، ثم كر وفر وحماوالت اقتحام متعددة‬
‫للميدان حتت ستار كثيف من قنابل الغاز اخلانق، وجمموعات من الشرطة واجليش تقوم حبرق كل‬
‫شيء أمامها فى مداخل امليدان.‬
‫ مع الغروب تصل قوات السيسي قرب املستشفى ويتم إحراق خمازن األدوية وخمازن الطعام وتنكات مياه‬‫الشرب .‬
‫يتم قطع الكهرباء بالكامل والوصول إىل مولدات الكهرباء وإحراقها؛ مما يؤدي إىل قطع البث حتى ال يرى‬
‫العامل كامل اجلرائم، يتم استهداف كل من بيده كامريا بواسطة القناصة .‬
‫قوات السيسي تسيطر على كامل امليدان وتقوم حبملة اعتقال ملئات املواطنني، ومنع دخول أو خروج‬
‫سيارات اإلسعاف من امليدان .‬

‫والد طفل خمتنق بالغاز‬

‫51‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫مشاهد من رابعة‬
‫- سجدة عبدالناصر عجاج‬

‫ال أمسيه يوم «الفض» أمسيه يوم اهلول.. يوم الفاجعة.. أمسيه بيوم القيامة !! حقا ال أجد وصفا كافيا‬
‫لبشاعته !!‬
‫رأيت املنقبة وقد سقط منها نقابها، واملختمرة تبقي على رأسها اإليشارب الصغري حتت اخلمار.‬
‫رأيت طفال منغوليا جانيب جيلس بكل سكينة مع جدته العجوزة اليت ترعاه.. وهو بكل براءة يبكي يف صمت‬
‫خوفا وهلعا!‬
‫رأيت أماً لديها ثالث أطفال ؛ الثالث رضيع .. نسيت األثنني وسط الزحام وتركتهما مع أحداهن وقد‬
‫هربت بالرضيع ختتبئ به.‬
‫رأيت الطعام والشراب يصل إلينا بكثرة ويوزع علينا وحنن حماصرين فوقا ومن مجيع االجتاهات من قبل‬
‫«اجليش والشرطة والطائرات»‬
‫رأيت من حيمل أخيت وهي تسقط أرضا متأثرة بالغاز السام , وتصرخ أملا وفجأة يسعفنا أحدهم وحيملها‬
‫فوق كتفيه!‬
‫رأيت اجلنة بني عيناي .. شعرت وكأنها حقا تستحق العناء والتضحية!‬
‫رأيت الذي أستودع نفسه ، وقرر أن يضع رأسه أرضاً وينام إلي أن تأتيه الرصاصة بأي اجتاه!‬
‫الشيخ احملمول على أعناق ابنه الذي سقط جبواري وخرج ما بداخل رأسه أرضا وصرخة ابنه «أبويااااااا»‬
‫رأيت خيمتنا وخيمة أصدقائنا حترق وتسقط رمادا!‬

‫تصوير مصطفى درويش‬

‫61‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫- رامي فؤاد حافظ‬

‫هذه امرأة تبكي ابنها الغارق يف دمه .. وهذا طفل حياول أن يوقظ أبيه املتوفى ... نافورة دماء تنهمر من‬
‫جروح املرضى لتغرق بالطو طبيب حياول أن يوقف النزيف .. ممرضة سقطت على األرض وهي تبكي‬
‫وتقول : ( ليه بس كده .. ليه بس كده ) ..شاب حيمل أخيه ويبكي وجزء من خمه بارز من عظام اجلمجمة‬
‫املهشمة ..جثة ملقاة هناك ال صاحب هلا وال نعرف عنها شيئا ..‬

‫تصوير سارة عالء‬

‫رجل توقفت عضلة قلبه والتف حوله 51 طبيب على أقل تقدير حياولون إنعاشه ..رجل حيمل جثة وماشي‬
‫يشتم والدموع يف عينه ...طبيب فقد السيطرة على أعصابه وراح يصيح هنا وهناك .. طبيب امتياز صغري‬
‫حياول أن خييط جرح مصاب ويده ترتعش فتسقط منه اإلبرة 01 مرات على األقل ..رجل مصاب إصابة‬
‫طفيفة صدم من هول ما رأى فدعى لنا بالتوفيق وخرج من االستقبال – وكبس جرحه حبتة شاش –‬
‫وقال – احلمد هلل إني عايش وبتنفس أساسا –عامل يندفع حامال جهاز وريدي فتنزلق قدمه يف بركة‬
‫من الدماء ويسقط فيها رجل كبري جاء يشد قميصي يف استحياء والدموع تغرق عينه وقال – أنا عارف‬
‫إنكم مطحونني بس أنا ابين غالبا مات بس قلت قبل ما اروح أدفنه أعديه على دكتور يشوفه ميكن يطلع‬
‫لسه فيه الروح فمبقاش ظلمته - .. رحت أبص على ابنه لقيت نص راسه مش موجود أساسا .. نظرت يف‬
‫عني األب املكلوم ومل استطع النطق .. فقال من نفسه – شكرا يابين - .. وخده ومشي !‬
‫- فاطمة خالد‬

‫شفت ست جايبه أطفاهلا االتنني وجلست جبانب شهيد تبكي وتقوهلم أنا عايزاكم زي دول علشان تروحوا‬
‫اجلنة .‬
‫71‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫- أحمد الخولي‬

‫ُ‬
‫نساء ال تنسى ..‬
‫رأيت سيدة كانت ترتدي جلبابني .. رفعت اجللباب اخلارجي وكانت تكسر الطوب وتضعه فى حجرها‬
‫حتى تنقله للصفوف األوىل ..‬
‫سيدة أخرى مل تتوقف عن شحن همة الرجال بتذكريهم بالدعاء .. كانت تسري بيننا متدنا بطاقة غريبة‬
‫... وال أكون مبالغا لو قلت أنها ظلت تفعل ذلك مدة ال تقل عن 7 ساعات .‬

‫تصوير مصعب الشامى‬

‫ُ‬
‫رجال ال تنسى ..‬
‫صاحب السوبر ماركت الذي أغلق دكانه لكنه ترك كل ثالجات البيبسى والعصري وكان الناس‬
‫يأخذون ما يريدون ويضعون مثن البضاعة يف درج بالثالجة ...ومل يتعد أحد على شيء ومل يأخذ أحد شيئا‬
‫بال مقابل .. بل كانوا يضعون نقوداً أكثر حينما ال يوجد لديهم فكة ... وأذكر أن هذا الرجل طيلة أيام‬
‫رمضان إذا اقرتب آذان الفجر كان يقول للناس « احلقوا اتسحروا األول وبعدين حاسبونى « ... لو مل أعش‬
‫ُ‬
‫هذه األحداث بنفسي لقلت أنها فقط تكتب فى قصص التاريخ واحلكايات ..‬

‫81‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫تصوير عثمان عدس‬

‫- نجالء صالح‬

‫رأيت من خيرج خمه من رأسه فيلتقطه الشباب ليدفن معه ..‬
‫رأيت أطفاال فارقوا احلياة خمتنقني بالغاز ..‬
‫رأيت شاباً حتركت من جانبه فإذا الرصاصة تصيبه هو يف رقبته فيسقط رافعاً اصبعه بـ ال إله إال اهلل ثم‬
‫مبتسماً ثم شهيداً ..‬
‫رأيت من يصاب خبرطوش فيضمد جراحه مسرعاً ثم عائداً للمواجهة من جديد وهو بيده حجر وأمامه‬
‫جيش جرار ..‬
‫رأيت امرأة صائمة ترفض أن تفطر حيت تقابل اهلل صائمة !‬
‫- محمد البيلي‬

‫ب ِّ‬
‫مش قادر أنسى صورة الطفل اللي كنت َكفنه وهو ماسك كيس الشيبسي.. وال قادر أنسى ضرب النار‬
‫على الشهداء اللي كفناهم، ساعتها بقيت أصرخ وأقول : واهلل خالص ماتوا واهلل خالص ماتوا واهلل ماتوا..‬
‫ً‬
‫وال قادر أنسى األم اللي بتدور على جثة ابنها بتقوىل أنا شامة رحيته يف اخليمة عندكم، وفعال لقته.. وال‬
‫قادر أنسى صوت األخوات واألطفال يف آخر اللحظات وهم بيصرخوا ويقولوا إحنا جوه املستشفى بالش‬
‫حترقونا.. وال قادر أنسى رحية الدم.. وال صوت الرصاص.. وال اإلهانة وال الشماتة !‬

‫91‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫هاجر خالد‬

‫رأيت اجلرارات اليت تسفلت األرض وهي تدوس على أشالء الشهداء وأشيائهم دون حرمة وال خجل ..!‬
‫رأيت ضباط الشرطة والعساكر وهم يتقامسون ما بقي من أشياء صاحلة لالستخدام!‬

‫تصوير مصعب الشامي‬

‫- عمار ياسر‬

‫صرخت يف مراسل السي إن إن: هل رأيت معنا أسلحة!؟ فقال: ال، قلت له فلتخرب العامل إذن!..‬
‫اتشاهد يا إبراهيم، قاهلا لصديقه وهو يراه يف سكرات املوت، كانت عبارة: اتشاهد يا فالن ال تنقطع من‬
‫حولي..‬
‫رأيت رجلاً جيري وهو يصرخ بينما النصف األسفل من ذراعه يرقص بعد أن أصيب يف مفصله برصاصة‬
‫ثم سقط أرضاً .‬
‫كانت كل شقق رابعة خالية من سكانها، وكان هناك ماليني ممن يتعرضون لإلبادة ويشعرون بظلم‬
‫اجملتمع وميوتون من العطش واجلوع والغضب، ومع ذلك فواهلل ما رأيت حالة نهب واحدة، بل أكثر من‬
‫ذلك كان هناك سوبر ماركت أغلق أبوابه على عجل وترك ثالجات املياه والعصائر باخلارج وكان‬
‫الناس ميوتون من العطش وعلمت أنهم كانوا يضعون الثمن من حتت باب احملل.‬
‫د.أحمد اسماعيل‬

‫كنت أجد الوجوه اليت عرفتها يف امليدان وهي تزف إلينا ما بني شهيد وجريح وجدت أحدهم فقد أفقده‬
‫الرصاص عينيه وهو مبتسم صابر حيتسب، وأخر يرفض العالج وآثر من جبواره وأمرني بعالجه وعندما‬
‫02‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫ذهبت للمصاب اآلخر رفض بشدة وأمرني أن أعود إىل املصاب األول وبعد حلظات استشهد األثنني من‬
‫شدة اإليثار!‬

‫الشهيد حممد جرارة - قرية صبيح حمافظة الشرقية - تصوير عثمان عدس‬

‫- نورا مصطفى‬

‫فور دخولنا واجهتنا رائحة حترق الوجوه واجللد.. رابعة حتولت ملقربة سوداء، من املواقف اليت حفرت‬
‫ُِ‬
‫بذاكرتي :‬
‫ مررت على رجل ملقى على األرض غارقاً بدمائه.. ال أعرف أين إصابته ولكنه يتحرك.. فذهبت إليه‬‫وسألته هل حتتاج مساعدة ما؟ فأجابين: أريد النهوض.. سأقوم ولكن أريد من حيمل لي ذراعي املصاب..‬
‫ً‬
‫فقامت «روضة» بربط ذراعه.. ومسكنا له ذراعه ونهض معنا.. وسرنا قليال ثم أشار لنا على خيمة وقال‬
‫ضعوني هنا.. أجلسناه ووضعنا ذراعه شبه املنفصل على األرض وجبانبه بعض املاء.. ومبجرد خروجنا من‬
‫اخليمة اشتعلت كلها بالنريان.. صرخت وكأنين من قتلته.. تسمرت عيناي وأنا أشاهده حيرتق أمامي،‬
‫لكنه من اختار.. وهذا أجله..!‬
‫رمحة اهلل عليه، وكتبه من الشهداء والصديقني.‬
‫َ ََ‬
‫ُ ِ‬
‫ جاءني رجل قال وهو يلهث: انيت دكتورة؟ انيت دكتورة؟ قلت له: ال.. قال لي: يف واحد مصاب بقاله ساعة‬‫إال ربع مش عارف أعمله إيه؟ ذهبت معه وجدت رجل ملقى يف وسط امليدان حتى مل يقم أحد حبمله على‬
‫جانب الطريق.. نظرت إليه وجدت الرصاص ميأل صدره ورقبته وكتفه.. لكن ما اقشعر له بدني أنه كان‬
‫حيرك سبابته اليمنى فريفعها ألعلى ثم ألسفل كما لو كان يردد الشهادة بداخله.. تساقطت دموعي وأنا‬
‫أنظر إليه مشلولة اليدين ال أملك ما أقدمه له وهو يتأمل وحيتضر.‬
‫وجدت امرأة حتمل طفلتها ذات األسبوعني حجمها بكف اليد والطفلة ختتنق من الغاز وتتشنج قدماها..‬
‫12‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫فصرخ بها أحد الرجال: هاتي الطفلة اجري بها بعيدا..فقالت االم: لو وقفت ألصابك الرصاص..»وطبعا‬
‫كنا كلنا ناميني عشان الرصاص» فقال هلا صدري درعاً هلا.. واألم تأبى..فجأة وباشتعال النار جبانبنا‬
‫جذب الرجل الطفلة وجرى بها بعيداً وحالت النريان بني األم وطفلتها اليت مل تذكر حتى امسها أو رقم‬
‫تليفونها أو أي وسيلة اتصال.‬

‫قوات الفض تطلق الغاز بكثافة من الطائرات‬

‫- محمد عبدالرازق‬

‫إصابات ال حصر هلا وشهداء يف كل مكان وصعوبة الوصول للمستشفى امليداني بسبب القصف من كل‬
‫النواحي .. قررنا أن خنرج ملساعدة إخواننا على املداخل وهناك رأيت رأي العني اهلجوم اهلمجي من القوات‬
‫اخلاصة .. تفريغ لألسلحة اآللية يف اجتاهنا بكل معاني الغشومية اليت ميكن أن تتخيلها .. ظللنا نسترت‬
‫وراء حوائط مداخل العمارات هناك وهم يقصفوننا بدون توقف والرد جمموعة من النبال بها بلي زجاجي‬
‫أو حديدي أو مشاريخ األلعاب النارية والعجيب أنهم كانوا مرعوبني منها ويتفرقون منها باستمرار .‬
‫- عمرو الندري‬

‫رأيت شاباً مت استهدافه برصاصة يف الرأس وسقط غارقاً يف دمه ومن كثافة الرصاص الذي مل ينقطع‬
‫يف هذا الوقت مل يستطع أحد االقرتاب منه.. واستمر املشهد أمامي لدقائق.. الشاب ملقى يف األرض.. بينه‬
‫وبني البلدوزر أمتار وال يستطيع أحد مساعدته... بدأ بعض الشباب مبحاولة االقرتاب وهم منبطحني أرضاً‬
‫حتى استطاعوا محله.. وأحسبه شهيداً..‬

‫22‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫املدرعات تقتحم امليدان .. والنريان تلتهم اخليام‬

‫مبرور الوقت اقرتبت املدرعات واجلنود من املبنى الذي حيتمي فيه النساء واألطفال ودخل كل من جبانب‬
‫املبين وأغلقنا األبواب فور وصول القوات، وكان الوضع صعب للغاية.. املبنى ضيق، حماصر، مقطوع عنه‬
‫الكهرباء، الغاز يتسرب للداخل، وبدأ استهداف النوافذ بالرصاص احلي، واجلميع يف الداخل يف حالة ترقب‬
‫واستغاثة باهلل ودعاء..‬
‫حدث األسوأ من ذلك حيث احرتق املبنى من اخلارج، وبدأت الشبابيك يف االحرتاق ثم بعض الغرف،‬
‫وأصبح الوضع يف الداخل مأساوي، بدأ الدخان يدخل بكثافة واجلميع يهرب من غرفة ألخرى وسط حالة‬
‫من االختناق، وكما ذكرت كان املبنى حماصراً ومل يكن يف اخلارج سوى قوات اجليش والداخلية.‬
‫ً‬
‫سريعاً قام بعض الشباب بنزع حديد الشبابيك يف الدور األرضي ليقفز اجلميع خارج املبنى رجاال ونساءاً‬
‫ً‬
‫وأطفاال ونتسلق السور احمليط مبباني رابعة ونقفز، ثم اخلروج منه إىل خارج امليدان وسط حشود كثرية‬
‫قامت باخلروج من خلف مستشفى رابعة، ويف نفس الوقت كانت قوات األمن تقتحم املنصة وما تبقي من‬
‫أماكن بسيطة من االعتصام.‬
‫- آية عالء‬

‫رأيت األهوال فى هذا اليوم .. ألول مرة أرى مخ إنسان مفتت و ملقى على األرض .. و ليس حمفوظاً فى‬
‫الفورمالني كما كنت أرى يف املشرحة التى كنت أعترب مشاهدها بشعة .. و لكن اتضح لي أن كثرة‬
‫مذابح وجرائم السيسي ضد املساملني العزل و منظر الدماء و اجلراح .. مل يدع متسعا من الوقت للبكاء أو‬
‫اإلنهيار أو حتى البقاء دون دور ...‬
‫32‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫كانت تأتي الفتاة .. ال تعرف أى شيء عن أجبديات الطب .. تتوسل إلي أنها تود أن تساعد .. فأجبها .. إن‬
‫متكنت من أداء أي دور .. فافعليه .. حتى أن العديد من الفتيات كن يقمن بدور حامل احمللول ليس إال ..‬
‫ِ‬
‫قد يظن البعض أنه دور بسيط .. لكن واهلل .. من كانت تبلل قطع القطن باخلل وتوزعه على املوجودين‬
‫كانت تقوم بدور يعجز أشباه الرجال عن القيام مبثله ..‬
‫رأيت العجوز النحيل الذي كان العظم والدم فيه أكثر من العضالت التى ميكن أن حتمل - عبثا- سالحاً‬
‫.. مستهدفا يف قدميه االثنني .. نزيف ال يتوقف .. و قد استسلم للقدر.!‬
‫ُ‬
‫رأيت كمية اجلرحى الذين استهدف القناص ظهرهم يف املنتصف بالضبط .. يف حماولة واضحة جداً‬
‫لشلهم ..‬
‫بل رأيت استهداف الرأس والرقبة .. يف عدد مهول من الشهداء ..‬

‫مخ أحد الشهداء وقد انفصل عن رأسه‬

‫أكثر ما كان يؤملين منظر األطفال .. أتذكر فيهم صغريتاي .. أتذكر أني قد ال أعود هلم .. أتذكر ماذا‬
‫لو كانتا معي اآلن ..‬
‫رأيت الطفلة ذات القميص األمحر ذات الفيديو الشهري .. اليت أتت إلينا خمتنقة من الغاز .. ليست معها أحد‬
‫من أهلها .. أحضرها أحد اإلخوه لنا .. حماوالت مضنية إلسعافها .. كتب اهلل هلا عمراً جديداً .. لتشهد على‬
‫جرائم جيش كان من املفرتض أن حيميها .. و ترى نفسها يف الفيديو الذى وثق إنقاذها .. و رأيتها فيما‬
‫بعد مع أمها يف مركز رابعة الطيب .‬
‫رأيت «علي» ... ذلك الطفل الصغري الذى وجدته يف املركز اإلعالمي .. ليس معه أحد .. وحول معصمة‬
‫بالسرت الصق عليه اسم والده ورقمه .. حاولت االتصال عليه كثرياً ولكن مل أفلح يف الوصول إليه ..‬
‫كان صامتاً .. صامداً .. هادئاً .. لست أدرى أمن هول ما يرى ؟ .. أم من تسليمه بأنه هالك ال حمالة !؟‬
‫42‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫- محمد عبد الرازق‬

‫ومما رأيت سقوط شهيد ثم اجته إليه اثنني حلمله فسقطوا جبواره شهداء، واجته إليهم رابع فسقط هو‬
‫اآلخر جبوارهم شهيدا!‬

‫عمارة املنايفة‬

‫كان على اليسار عمارة مل يكتمل بناؤها وقفت فيها جمموعات للردع تلقي زجاجات امللوتوف على املدرعات‬
‫ولكنها ال تتأثر نهائياً .. هذه العمارة رأيت بأم عيين أجزاءها تتفتت واخلرسانة تتفجر من جوانبها بطلقات‬
‫اجلرينوف (الرشاش املتعدد على ظهر املدرعات) (مضاد للطائرات) ... وظل الضرب عليها بال هوادة حتى‬
‫اقتحموها واعتلوها وقتلوا كل من كان فيها.‬

‫52‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫عمارة المنايفة.. رمز البطولة‬
‫ي‬
‫- محمد الصنهاو 	‬

‫العمارة اليت أطلق عليها املعتصمون «عمارة املنايفة « تبدو يف اخللف‬

‫واحدة من أكرب اجملازر اليت ارتكبت حبق اإلنسان يف رابعة ، مامت يف العمارة اليت كانت تسمى «عمارة‬
‫املنايفة» .. وهي عمارة حتت اإلنشاء يف شارع الطريان قبل « كوك دور « وعلى اجلهة املقابلة لبنزينة‬
‫موبيل..‬
‫العمارة وحبسب شهادات خمتلفة كانت حجر عثرة يف وجه تقدم قوات الفض حنو قلب امليدان ... وعلى‬
‫نهاية اليوم وقبيل اقتحام امليدان بالكامل هومجت العمارة بضراوة بالغة وبشكل جنوني ... طائرات هليكوبرت‬
‫وقناصة وقصف باجلرينوف .. !‬
‫متت غربلة العمارة حرفيا واقتحمتها القوات اخلاصة بشكل مسح شامل من أسفلها إىل أعالها وبالعكس‬
‫ُ‬
‫..القتل كان اخليار الوحيد ..قتل يف هذه العمارة املئات رجاال ونساء وأطفاال بال أدنى شفقة !‬
‫مما روي لي من أكثر من أخ ومنهم من جنى من العمارة بفضل اهلل ,, أن ضباط القوات اخلاصة دخلوا‬
‫العمارة بعد التخلص من الشباب الذين كانوا حيمونها ..‬
‫كان ضباط القوات اخلاصة يقومون بركل اجلرحى يف بطونهم بقوة ,, ومن يتأوه أو يصدر حركة تنم‬
‫عن حياة .. يطلقون الرصاص على رأسه .. !‬
‫هذا األخ الذي جناه اهلل يروي أنه قرر أن يتحمل الضربات دون تأوه أو حركة يصدرها لينجو حبياته أو‬
‫ماتبقى منها ..‬
‫قتل باجلملة ، حتريق جثث ، حتريق مصابني ، إجهاز على جرحى بالرصاص ، عمليات إبادة عرقية ،‬
‫62‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫قنص ملسعفني ، قنص ألسرى يف طابور االعتقال ، استخدام أسلحة ثقيلة ضد متظاهرين عزل ، حرق‬
‫مساجد ، حرق مستشفى ..‬
‫إن ماحدث يف رابعة أقصى آيات الكفر ..‬
‫لن ننسى ، لن نسامح ، لن نفرط يف القصاص!‬
‫- د.أحمد سمير الصاوي‬

‫الساعة 03:11- 00:1 ذهبت لعمارة املنايفة ألساعد معهم يف نقل الطوب ملواجهة مصفحات الداخلية اليت حتاول‬
‫ُ‬
‫اقتحام امليدان من ناحية شارع الطريان.. كنا نشعل يف اإلطارات واألخشاب املواجهة هلم حتى ال يتقدموا..‬
‫صعد أحد اإلخوة على اجلرافة أمام سائقها ليعيقه.. ليتلقي رصاصة يف مكان ال أعرفه ترديه قتيال..!‬

‫أمام عمارة املنايفة‬

‫الساعة 00:3-03:3 هجوم شرس بكل أنواع األسلحة على عمارة املنايفة.. اليت كنت فيها حينها.. قنابل غاز،‬
‫طلقات جرينوف، قنابل الصوت، قناصة.. حتى استوىل عليها ضباط الصاعقة.. وقابلناهم على السلم.. فإذا‬
‫بهم يصيحون فينا ...»: انزلوا ..بسرررررعة» حتى خرج البعض من التدافع من العمارة.. لتتلقفهم املدرعة‬
‫اليت كانت يف شارع الطريان من خلفهم بالرصاص احلي.. ألسقط حينها بسبب إصابيت بكتفي األيسر..‬
‫والكل يسقط وال جيد من ينقذه لضراوة اهلجوم!‬

‫72‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫المستشفى الميداني‬
‫- نجالء صالح‬

‫امتألت املستشفى امليداني باجلثث متاماً فما رأيتموه يف الفيديوهات وال حاجة!‬
‫فقد كانت اجلثث يف االربع طوابق كما أن املصابني بدأنا بعالجهم يف املركز اإلعالمي ومسجد رابعة‬
‫المتالء املستشفي امليداني .. وبدأت املستشفي يف تكفني جثث الشهداء بدون غسل و كتابة أساميهم كما‬
‫رأينا حيت يسهل تعرف االهالي عليهم .‬

‫أثناء تكفني الشهيد حسن البنا عيد - تصوير عثمان عدس‬

‫- د. أمامة الحسيني‬

‫حتول مسجد رابعة العدوية وقاعة االجتماعيات 2 إىل مستشفيات ميدانية ، وبدأ استقبال املصابني والشهداء‬
‫بها ، مل يكن املكان يتسع للعدد الضخم من املصابني والشهداء ، فكانت اإلصابات اليت يتم اسعافها ولو مؤقتا‬
‫ُ‬
‫تنقل إىل خيام املعتصمني أمام املسجد ومركز رابعة العدوية الطيب ، ورغم ذلك اكتظت القاعة واملسجد‬
‫جبثث الشهداء وأجساد املصابني امللقاة على األرض ينزفون بغزارة من كل مكان بأجسادهم!‬
‫ٌ‬
‫نقلت جثث الشهداء خارج املستشفى إىل قاعة أخرى وإىل داخل املسجد ويف اخليـام ليتسع املكان باملستشفى‬
‫للمصابني ، وقبل أذان الظهر بدأ حتويل املصابني اجلدد إىل مركز رابعة العدوية الطيب ألن املستشفيات‬
‫امليدانية مل يعد بها مكان الستقبال أي حاالت جديدة !‬

‫82‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫- رقية محمد الخضري‬

‫دخلنا املركز فإذا به ال خيلو موضع قدم من شهيد أو مصاب !‬
‫والدماء تغرق املكان ! وزحام األحياء أشد ! صعدنا األدوار العليا فإذا بها أشد وأشد من سابقيها!‬

‫عدد من شهداء جمزرة الفض‬

‫- محمود األمير‬

‫دخلت مركز رابعة الطيب ألحبث عن جثمان شهيد قريب إىل قليب ، فوجدت أغلب األدوار ساحات استقباهلا‬
‫مملوئة بالشهداء ، مرصوصني جنباً إىل جنب .. وقد علمت فيما بعد أن كل األدوار كانت مليئة على آخر‬
‫الفض ..‬
‫ مت ضرب املركز فى أدوار خمتلفة برصاص إخرتق احلائط , فالشهيدة أمساء صقر كانت تقف‬‫وأصابها طلقة فى الرأس اخرتقت احلائط .‬
‫- أحمد الخولي‬

‫املستشفى امليداني الرئيسية وهي القاعة اليت تقع على طريق النصر بني املرور وبني مسجد رابعة ... كان‬
‫قد مر حواىل 54 دقيقة على االقتحام و خيربنى طبيب يف املستشفى أن هناك حواىل (04) روحاً قد أزهقت‬
‫بواقع حوالي نفس بشرية كل دقيقة ومعظمها بالرصاص احلي ... رأيت بنفسي آثار ذلك الرصاص‬
‫العجيب وهو يقطع من اللحم قطعاً يف أماكن اإلصابة ... شيء ال ميكن تصوره .. ولن أحتدث عن كم‬
‫ُّ‬
‫ً‬
‫األطفال والرضع الذين وجدتهم يف حاالت اختناق من الغاز ..‬
‫92‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫خرجت من املستشفى لعلي أترك مكاني ملصاب حيتاجه .‬

‫تصوير سارة عالء‬

‫- دعاء عويضة‬

‫عندما وصلت لباب املستشفى امليداني هالين ما رأيت فالشارع الذي كان مليئاً باخليام النابضة باحلياة‬
‫صار كل مافيه رماداً والرصاص يتطاير يف كل مكان، شكل األرض جعلين أشعر بالدوار فكان عليها‬
‫خليط من الرماد املختلط باملاء يف حماوالت إطفاء احلريق وكسا كل هذا دماء غزيرة وكانت اجلثث‬
‫واملصابني تنهال على املستشفى حتى أن السائر خيشى أن يعطل مرورهم املستمر.!‬

‫تصوير سارة عالء‬

‫03‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫- عبداهلل مصطفى‬

‫نزلت املستشفى قعدت أصور اجلثث واملصابني .. حلد ما مدرعة أمن مركزى دخلت على املستشفى ورمت‬
‫قنبلة غـاز جوه املستشفى وبعدين ضربت حي باملتعدد على املستشفى !‬
‫رغم إن املستشفى مكنش فيها غري يا إما : جثث .. مصابني .. دكاترة .. صحفيني .. ناس بتساعد وبتنقل‬
‫املصابني واجلثث .!‬
‫املهم يف اللحظة دي ملا ضربوا حي على املستشفى .. اإلزاز إتكسر بتاع املستشفى ووقع أكرت من 6 شهداء‬
‫منهم واحد كان واقف جنب منـي خد طلقة يف دماغه، واملصابني كانوا باجلملة !‬
‫فضل ضرب احلي مستمر من 7 : 01 دقايق متواصلة كله نام يف األرض وقتها وكان الطوب بيطلع من‬
‫احليطة خيبط ف دماغنـا .. ورموا قنبلة غاز تانية ..‬
‫بعد ما خلص ضرب النار احلي بدور على ( عمر ) جنبى ملقتوش جنبى فضلت أنادى عليه ملقتوش ..‬
‫روحت نازل يف الدور اللي حتته هرباً من الغاز وطلعت تانى على السلم من الناحية التانية .. ببص على‬
‫الباب التانى من الناحية التانية للمستشفى لقيتهم ولعوا النار من ناحيته والناس بتقول الطريق ده غري‬
‫آمن حمدش خيرج منه‬
‫املهم يف اللحظة دي كانوا جنود األمن املركزى دخلوا املستشفى وقالوا اللي هنشوفه قدامنا هنموته !‬
‫د. أحمد اسماعيل‬

‫نزلت إلي الطابق األول وما هي إال حلظات حتى أعلن د.هشام إخالء املستشفى وانتقل األطباء إىل املركز‬
‫اإلعالمي وقاعة 3 وقاعة 2 اللتان مت حتويلهما إىل مستشفيات بعد عجز املستشفى الرئيسي، وكانت‬
‫املستشفى يف هذا الوقت متتلئ باملصابني وقاعة 2 ضجت بالشهداء ومجيع أدوار املستشفى امتألت بالشهداء‬
‫واملصابني .‬
‫يف حوالي الساعة اخلامسة والنصف أصبح القصف غري حمتمل فقررنا نقل أدواتنا الطبية ومقرنا إلي‬
‫داخل مستشفى رابعة العدوية التخصصي ومحلنا ما نستطيع وجرينا بأقصى ما نستطيع وما إن اقرتبنا من‬
‫سالمل املستشفى حتى وجدنا الرصاص ينهمر على البوابات وحيطم بوابات املستشفى وأخربنا املوجودون‬
‫أن طائرات الداخلية قامت بعملية إنزال على أسطح املستشفى وأن ضباط الداخلية يلقون القبض على‬
‫املصابني ..‬
‫ويف مشهد مريع قام املصابون بإلقاء متعلقاتهم من النوافذ وبدأنا منهد هلم ببعض الرمال وبعض الشنط‬
‫وبدأوا يقفزون من نوافذ املستشفى خوفاً من االعتقال يف مشهد كئيب ال تراه يف تل أبيب!‬
‫وبعد ما رجعنا إلي اخللف بسرعة بعد أن مت إطالق الرصاص على البوابة الزجاجية ملستشفى رابعة‬
‫13‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫التخصصي دخلنا إلي اخليام ألجد مشهداً رهيباً.. اخليم كلها متتلئ بالشهداء واجلرحى الذين ينتظرون‬
‫نظراً ألن أعداد املصابني كانت مهولة وتفوق أي قدرة طبية.. يف هذا الوقت كانت معظم املباني حترتق..‬
‫املستشفى مبا حوهلا، وأصوات اإلنفجارات مستمرة.‬
‫- د. أمامة الحسيني‬

‫دخلت إىل املستشفى ألجدها حترتق ، حبثت عن أهلي حيث كانوا جيلسون فلم أجدهم ووجدت املكان‬
‫يشتعل بالنريان بدءا من املكيف ،كان ال يزال باملكان مصابني مل يتم نقلهم بعد ، خرجت من باب املستشفى‬
‫(قاعة االجتماعيات 2) ألجد رفيقاتي خارجات من باب املسجد ،‬
‫أما يف مركز رابعة كان األطباء جيربون على ترك املصابني واخلروج ، حتى إن كانوا يف وسط عملية‬
‫جراحية !!‬

‫الشهيدة أمساء حممد البلتاجي يف غرفة العمليات‬

‫- د. فاطمة بياض‬

‫وفجأة بدأ صوت زخات الرصاص يقرتب وأصبحت املستشفي والقاعة ذاتها مستهدفة بدأت طائرات‬
‫اهلليوكوبرت ترمي علينا قنابل الغاز وكما كانت خطة الطوارئ التخلص من كل ما يدل علي هويتك‬
‫الطبية ولبس املالبس املدنية بدل السكراب ( لبس العمليات لألطباء )‬
‫جالنا اخلرب أننا ممكن حنول اجلرحي علي مركز رابعة الطيب ..‬
‫و أول ما بدأنا التحويل مسعنا.. تاك تاك تاك.. زخات رصاص مع قنابل غاز علي كل من يقرتب من‬
‫23‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫الباب األمامي للمركز الطيب.. أضطررنا إىل استخدام باب املركز اخللفي واحنا موطيني رأسنا عشان ال‬
‫يطولنا عيار طائش .. ودخل األطباء املتطوعني من املستشفي امليداني ومشروا سواعدهم ألن املركز أصال‬
‫كان عنده خرب باحتمال عملية الفض ومش فيه غري طبيب واحد وممرض واحد !!!‬
‫وطبعا أول ما اخلرب وصل أننا نقلنا رابعة الطيب حتول اجلرحي علينا تلقائيا ...‬
‫أغلب اإلصابات كالعادة قاتلة لكن وجود غرفة عمليات أعطي أمل ملن حيتاج تدخل جراحي ..‬

‫أحد مصابي جمزرة الفض‬

‫وصل األمر إلي أن مت وضع سريرين عمليات داخل الغرفة الواحدة ..‬
‫ملا طلعت فوق لقيت جريح علي كل سرير وعلي األقل ثالث جرحي على األرض يف نفس الغرفة انتظارا‬
‫لدورهم يف اجلراحة ..‬
‫و طبعا عدد اجلراحني ال يكفي وال إمكانيات الغرفة تغطي ما حيدث !!‬
‫خرجت من غرفة العمليات وجدت طرقة العمليات أمام غرف العمليات مرصوصة جرحي مبختلف درجات‬
‫اإلصابة بني متوسط وعنيف لكن باملقاييس الطبية واجلراحية جرحي مرجو فيهم أمل الشفاء .‬
‫و فجأة ..‬
‫جدران املستشفي اهتزت بقنبلة ال أعرف نوعها ولقينا قنابل الغاز بترتمي جوه مدخل املستشفي وأيقنا‬
‫باهلالك ... طليت من الشباك اخللفي لقيت كلهم جرحي وأهاليهم ، قلت هلم فيه اقتحام للمستشفي‬
‫وهيقبضوا علينا ..‬
‫ورجعت تاني يف ساحة املستشفي لقيت ضابط قوات خاصة البس أسود ومعاه بندقية .. يا ريت ما حدش‬
‫يسألين هيا آلي و ال ال ! عشان جهلي الشديد باألسلحة ال يفتضح .. وصرخ فينا اخرجوا فوراً ... فصرخنا‬
‫إحنا دكاترة ودول جرحي مش هنقدر نسيبهم ورانا .. فرد مبنتهي الصرامة والقسوة يا خترجوا يا ترقدوا‬
‫33‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫جنبهم وكان فيهم جرحي كل اللي فيهم كسر من طلق ناري، فأحد االطباء حب يسحبه معه، فالضابط‬
‫هدده إنه لو أخده هيكسر له رجله و يرقد معه ..‬
‫املوقف كان فاشل واخلذالن يسيطر عليه .. وجدت إنه ما يف طريقة غري أني أشوف املوقف ماشي لفني..‬
‫لقيته بيخرج الطقم الطيب من الباب األمامي للمركز واللي بيطل علي شارع أنور املفيت .. رحت غافلتهم‬
‫ورجعت تاني جلنينة املستشفي من الباب اخللفي للمركز عشان أكون مع اجلرحي اللي يف اجلنينة‬
‫لغاية آخر حلظة!!‬
‫لقيت منظر مفزع ... كل حاجة بتتحرق ... املسجد واملستشفي امليداني واملركز اإلعالمي !!!‬
‫- د. أحمد فهمي‬

‫مسعنا إن (كالب الداخلية) خيلون املستشفى من املوجودين فيها صعدت ألطمئن على فريق املستشفى‬
‫اإلداري كانوا يف الطابق اخلامس تقريبا رائحة الغاز قاتلة .. هل وصلت درجة اإلجرام إىل هذا ؟ غاز‬
‫ورصاص حي على املستشفى نزلت مع بعض األطباء إىل األسفل ، وحنن حناول إخالء املستشفي من‬
‫املصابني والشهداء.. املأساة أنك الجتد من حيمل املصابني .. تركنا خلفنا مصابني يلفظون أنفاسهم .. مل‬
‫نستطع محلهم معنا .. اطلقوا على بعضهم الرصاص أمامنا !‬
‫- د. لمياء ماير‬

‫يف التاسعة صباحاً جاءت مسرية .. حيث كنت خمتبئة ، فخرجت معهم إىل شارع الطريان ثم املسجد ثم‬
‫املستشفى امليداني من جديد وهالين ما رأيت !!‬
‫ساعة واحدة فقط تركت فيها املستشفى وعدت ألجد املمر اخلارجي حيث كنت أعمل، مقلوبا رأسا على‬
‫عقب، األسرة مقلوبة وشكائر اجلبس منفجرة واجلبس يغطي األسرة والدواليب اليت بعثرت حمتوياتها‬
‫واألرض والزرع وكل شئ!!!‬
‫سألت كثرياً عما حدث ال أحد يعرف، ومن يعرف مات أو هرب، بعضهم قالوا لي رموا على املمر قنبلة ،‬
‫وبعضهم قال لي أنها قنبلة غاز يف قلب املمر..ال أعلم حتى اآلن ماذا حدث !‬
‫دخلت قاعة واحد ألجد نفس ما تركت، عشرات املصابني واجلثث واإلسعافات قاصرة حد العدم !‬
‫زمالئي يصارعون حياربون .. عملت معهم قدر وسعي وأنا يف شبه غيبوبة شعورية أحترك كاآللة !‬
‫ثم صدر أمر من جديد بنقل كل اجلرحى واملصابني وعدد اجلراحات واألدوية ملركز رابعة الطيب خلف‬
‫املسجد وإخالء املستشفى امليداني ومت ذلك وأنا منهارة على األرض ..‬
‫وجدت القاعة 2 مليئة باجلثث .. والقاعة 3 مليئة باجلثث واجلرحى !‬
‫43‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫غادرت املستشفى امليداني احلبيبة وهي خاوية إال من عدة نساء ناموا إرهاقا وطبيبني وبعض العاملني يف‬
‫اجلرد ..‬
‫أخذت بعض املستلزمات من الصيدلية وذهبت إىل مركز رابعة وهناك رأيت اهلول بعينه .. مخسة أدوار من‬
‫القتلى واجلرحى والصفارات تدوي بال توقف «افسحوا الطريق» والرصاص ينهمر بال توقف ولو دقيقة !‬
‫حوصرت داخل مستشفى رابعة حيث كان القصف أمام بابها الزجاجي الرئيسي «الذي حتطم متاماً من‬
‫الرصاص بعد أن استهدفوه مباشرة» وكذلك أمام بابها اخللفي الصغري .. ثم بدأ قصف املستشفى من‬
‫الداخل بالغاز حتى اختنقنا مجيعا ..‬
‫هبطت للدور حتت األرض حيث رش أحدهم البيبسي على وجهي وأعطاني املياه ألشرب .. صعدت جمددا‬
‫أنا وأحد األخوة لنجد الدور األول قد صار بركة كبرية من الدماء واملدرعة أمامنا مباشرة تنادي باخلروج‬
‫اآلمن !‬

‫استخدام البيبسي للتخفيف من أثر الغاز‬

‫شد يدي وخرجنا مع من خرجوا رافعي أياديهم لفوق، فانهمر الرصاص فعدت ركضا للمستشفى‬
‫وأخربته أنهم سيعتقلون كل من خيرج من هنا .. فجازفنا باخلروج من ممر املوت اآلخر حنو املستشفى‬
‫امليداني واملسجد .. فهالين ما رأيت من إحراق املستشفى امليداني بوحشية غري طبيعية .. هالين الدخان‬
‫األسود الكثيف .. هالين احتشاد الرجال والنساء واألطفال يف يوم حشر مصغر، بني القاعات اليت بدأت‬
‫باإلحرتاق و بني املسجد .. رأيت إنكسار الرجال .. رأيت قتل املصريني يف الشوارع واملساجد واملستشفيات ..‬
‫رأيت حرق السيدات واألطفال!‬
‫رأيت إبادة مجاعية !‬
‫األشجار حرقت، املسجد حرق، املستشفى حرقت، اخليام حرقت ..‬
‫53‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫هل استخدموا النابامل؟ رمبا استخدموه ألن احلرق كان غري طبيعي، غري طبيعي أن حيرقوا كل هذا‬
‫بعود ثقاب وعصا ملوثة باجلاز .. غري طبيعي كم األعضاء احملرتقة اليت رأيتها !‬
‫هل قتلوا األحياء؟؟؟ نعم قتلوهم بالرصاص مباشرة أو حبرقهم أحياء ليتخلصوا حتماً من شهادتهم على‬
‫ما جرى !‬
‫د.أحمد الصروي‬

‫الطائرات رصدت احتماء بعض املعتصمني باملستشفى امليداني فتم ضربه بالرصاص عدة مرات وكنا‬
‫مجيعا منبطحني من شدة الضرب ثم قنابل الغاز .. وأخريا اقتحمت قوة املستشفى وضربت قنابل الغاز من‬
‫مسافة 5 أمتار بني أسرة املستشفى اليت تعج باملصابني .‬
‫مت اعتقال كل االطباء والصيادلة واملتطوعني وبينهم طلبة بكلية الطب وكل املصابني باختناقات ...‬
‫املصابني بالرصاص ال أحد يعلم مصريهم وبينهم 4 حاالت خطرة .. ثم أحرقت املستشفى بالكامل مبا فيها‬
‫من أدوية وأجهزة ومستلزمات وال أعلم هل تبقى مرضى داخلها أم ال !‬

‫صورة للمستشفى امليداني بعد احرتاقه‬

‫- د.حسن البرنس‬

‫قوات االنقالب عندما دخلت املستشفى اقتحمت غرفة العمليات ومنعت الطاقم الطبى من استكمال‬
‫العمليات للمصابني على طرابيزة العمليات وبطونهم مفتوحة الستخراج الرصاص احلى منها.. مستشفى‬
‫رابعة مخسة أدوار امتألت جبثامني الشهداء حتى سالملها، وال موضع لقدم إال بصعوبة بالغة بينها .‬
‫مت حرق مئات من جثامني الشهداء فى املستشفى.. وجمموعة أخرى مت حرقها أمام طيبة مول.‬
‫63‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫- نهلة الحداد‬

‫يوم الفض بعد ما الشرطة اقتحمت بالرصاص احلي عيادات رابعة اللي كنا فيها وأخلوها وطلعونا من‬
‫الشارع اللي وراها .. فضلنا واقفني مرتقبني إيه اللي هيحصل وكان بعض األهالي شايلني والدهم الشهداء‬
‫واملصابني على إيديهم وماشيني بيهم يف الشارع بيدوروا على عربيات حيطوهم فيها أو يلحقوهم .. ساعتها‬
‫شفت نار خارجة من مبنى العيادات .. طلعت أجري على املبنى حلد ما وقفين ضابط قافل الشارع فبصرخ‬
‫وبقول له : الدور الي طالع منه نار ده انتو ولعتوا فيه؟!!‬
‫قال لي : أه ..‬
‫قلت له : بس ده فيه مصابني يف األوضة اللي جوا أنا مصوراهم بنفسي ..‬
‫قال لي : ال إحنا اتأكدنا إنهم كلهم أموات ..‬
‫قلت له : ال أنا متأكده ..‬
‫رد: خالص ماشوفناهمش !‬
‫وبعدها تأكدت أن بعض هؤالء املصابني لقوا حتفهم وهم يصارعوا النريان وكانت جثثهم وأذرعتهم‬
‫خمشبة وهي ممتدة وملتوية غري جثث الشهداء املتفحمة على هيئتهم وهم نائمني ..‬

‫تصوير نهلة احلداد‬

‫- مصطفى خضري‬

‫مكثت يف أحد الشوارع اجلانبية خلف مستشفى رابعة جبانب إحدى املستشفيات امليدانية واليت مت إنشاؤها‬
‫على عجل ألتابع ما حيدث، مسعت ما يندى له اجلبني عن حرق املستشفى امليداني باملصابني والشهداء‬
‫73‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫واألطباء على حد سواء، كنت غري مصدق ملا يقال، كنت أعتربها مبالغات، مل أتصور أن يقوم بهذا الفعل‬
‫مسلم أو مصري أو إنسان، تشجعت ألشاهد بعيين ما حيدث، بعض اجلنود الذين يرتدون زي القوات‬
‫اخلاصة يتبخرتون خيالء بني األنقاض وكأنهم حرروا القدس، تسللت إىل املستشفى امليداني، اجلثث‬
‫متأل حميط املسجد، هليب النريان يلتهم املستشفى امليداني، األصوات تتعاىل «ساعدونا لنقل جثث الشهداء‬
‫قبل أن تلتهمها النريان» كنت كاملغيب ال أعرف ماذا أفعل، حاولت تصوير ما أراه يف ظل الدخان الذي‬
‫ميأل املكان، حاولت املساعدة يف محل جثامني الشهداء، الشهداء ميألون مجيع القاعات، اإلبتسامة متأل‬
‫وجوههم، وجدت أحد الضباط برتبة عقيد مرتدياً زي اجليش، قلت له باهلل عليك ساعدنا يف نقل جثامني‬
‫الشهداء، أعدادنا قليلة واجلثامني متأل مجيع طوابق املستشفى، ومجيع اخليام املنصوبة يف جوار املسجد،‬
‫تلعثم واضح يف كلماته، يكاد يبكي، قال لي أنه يريد أن يساعدني بأي شئ، ولكن ماذا يفعل، طلبت منه‬
‫سيارات لنقل اجلثامني، وعدني بإحضار سيارات إسعاف خلف مركز رابعة الطيب، ذهب ومل يعد، وجدت‬
‫أحد اجلنود يصور اجلثث بكامريا فيديو حديثة «تصوير ليلي» استفسرت منه عن ما يعمل قال لي تعليمات،‬
‫حاولت املساعدة يف نقل اجلثث احملرتقة يف املستشفى امليداني على قدر املستطاع،املسجد حيرتق وأصوات‬
‫اإلنفجارات تتعاىل هامجتنا القوات اخلاصة وأطلقت النريان احلية حتى متنعنا من نقل الشهداء، سقط‬
‫شهيداً من كان حيمل الشهيد .!‬
‫َ‬
‫- د. حسن البرنس‬

‫ثم أم اجلرائم إشعال حريق ضخم باملستشفى مبن فيه من مصابني وجثاميني الشهداء إلخفاء جزء من‬
‫اجلرمية !‬

‫83‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫شاهدة في مستشفى رابعة‬
‫- إيناس عبداهلل‬

‫املشهد يف حميط املستشفى امليداني كان مأساوياً .. املصابون على السالمل ال يوجد مكان هلم بالداخل‬
‫وكنت أقف أمام باب املستشفى وجبانيب أحد املراسلني األجانب حني وصل شاب مصاب يف رأسه وبطنه‬
‫مسنود على شخص آخر ، وفجاة بدأ الدم خيرج من فمه بشده وهو يكح وصديقه يصرخ بصوت عال‬
‫دكتور بسرعة حتى وصلت طبيبة منتقبة إليه كانت يف طريقها إلسعاف آخرين وهي األخرى ملا الحظت‬
‫حالته صارت تصرخ إسعاف إسعاف.‬
‫داخل املستشفى اجلثث كانت بالعشرات واألطباء يركضون يف كل مكان إلسعاف من يقدرون على‬
‫إسعافه، كانت املستشفى تعاني من نقص ألنابيب األكسجني واألربطة الضاغطة هذا خبالف تكدس‬
‫اجلرحى واجلثامني ومل يعد هناك مكان الستقبال املزيد.‬
‫اجلثث كانت مكفنة ومرتاصة إىل جوار بعضها وحوهلا سيدات يبكني وأخريات تقرأن القرآن وتدعني‬
‫للمتوفني.‬
‫وصلت إىل باب املستشفى ومل أمتكن يف البداية من الدخول ألن األعداد كانت كبرية بها، وكان هناك‬
‫ً‬
‫أطباء يصرخون حمدش يدخل الناس هتموت مفيش مكان وال نفس، وفعال املكان بالداخل كان مزدمحاً‬
‫واملشهد كان رهيباً، عشرات اجلثث على األرض والدماء أنهار.. كنت امشي ببطئ خوفا من أن أتزحلق يف‬
‫الدم، رائحة الدماء جعلتين أشعر أنين داخل جمزرة وليس مستشفى، وكل ثانية يدخل أشخاص حاملني‬
‫قتلى ومصابني!‬
‫صعدت إىل الطابق الثاني وعلى السلم كان هناك مصابون كثريون، بعضهم نائم على السلم واآلخر‬
‫جالس وبيده حماليل طبية، ويف األعلى مل خيتلف الوضع كثرياً شاهدت بداية الدور الثاني سيدة على‬
‫األرض جبانب زوجها تبكي بعد وفاته وهناك من كان يواسيها، وأكملت الصعود ويف كل طابق كانت‬
‫اجلثث على األرض يف كل مكان حتى وصلت إىل الطابق السادس واألخري وكان عدد املصابني فيه كبرياً‬
‫وكلهم نيام على األرض حتى ال يصابون بطلقات الرصاص اليت خترتق شبابيك املستشفى.‬
‫بقيت يف الدور السادس حوالي الساعة وكنت أنظر من وراء أحد الشبابيك خفية فوجدت قناصة الشرطة‬
‫أعلى أسطح العمارات احمليطه برابعة، وحينها بدأت قوات األمن يف استهداف املستشفى وإطالق الرصاص‬
‫على بابها حتى حتطمت البوابة الزجاجية، ثم حدث انفجار كبري هز مبنى املستشفى وبدأ األمن يف ضرب‬
‫القنابل املسيلة للدموع داخل السور، ووجدت األطباء يطلبون من كافة املصابني حماولة النزول سريعاً ألن‬
‫الشرطة على وشك اقتحام املبنى.‬
‫93‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫ترددت أول األمر يف ترك املكان بعد ما شاهدت من مصابني مل أستوعب كيف سنرتك كل هؤالء يواجهون‬
‫مصريهم مع الشرطة واهلل أعلم ماذا سيفعلون بهم.‬
‫قال لي أحد األطباء إنزلي بسرعة وإال هتموتي، ورأيت شخصاً مصاباً يف قدمه حياول بصعوبه السري‬
‫للنزول واخلروج من املستشفى، ومل أمتكن من مساعدته ونزلت، كان الدخان قد مأل كل الطوابق وبدأت‬
‫أختنق، وأنا أنزل السالمل مسرعة ومعي عدد كبري من املعتصمني، ورأيت سيدة كبرية حتمل ابنها الشاب‬
‫املصاب خوفا عليه وتركض على السلم حتى خترج به حياً، وملا وصلت الدور الرابع مل أعد أرى إال دخاناً‬
‫أبيض وضاقت أنفاسي، وعيناي تدمع من الغاز املسيل للدموع وبدأت أترنح ووقفت على جانب السلم فقام‬
‫ً‬
‫أحد األطباء باالمساك بيدي وقال لي انزلي بسرعة وأعطاني منديال به خل حتى خيفف من أثر الغاز،‬
‫بعد ثوان أكملت النزول وكان الطريق مكدسا باملصابني، وكان هناك مصابون على األرض حياولون‬
‫التنفس بصعوبة من كثرة الدخان ومل يكن معهم أي طبيب أو مسعف، كنت أحس أن قليب سيتوقف‬
‫مما أشاهده، وأكثر ما آملين عجزي عن إنقاذ أي مصاب، فمنهم من كانت إصابته ليست خطرية ومل يكن‬
‫حيتاج سوى أحد يساعده على اخلروج.‬
‫ملا وصلت الطابق األرضي اقتحمت مدرعات األمن باب املستشفى ودخل ضباط األمن املركزي بأسلحتهم‬
‫إىل داخل املستشفى، وكانوا يصرخون يف األطباء باخلروج، ورأيت شاباً جبوار صديقه املصاب وملا رأى‬
‫القوات تدخل إىل املستشفى انهار على األرض باكياً، وتوسل إىل أحد الضباط أن يرتكه مع صديقه حتى‬
‫ال ميوت، لكن الضابط أمسك به وألقاه خارجاً، وكان هناك طبيب يشرح للضابط أن هناك مصابني‬
‫بالعشرات يف الطوابق العليا لكن الضابط مل يرد عليه وصرخ يف اجلميع أن خيرجوا من املستشفى.‬
‫وقفت عند الباب ومل أعد أستطيع احلركة .. قدمي ال حتملين أن أمشي وأترك كل هؤالء املصابني بني‬
‫يدي من ال يرحم، كانت متر على وجوه اجلرحى وأنا أنزل السلم وهم ينظرون إلينا وكأن لسان حاهلم‬
‫ّ‬
‫ال ترتكونا منوت، آخر ما رأيته هو رجل كبري مصاب يف قدميه االثنتني وجيلس على كرسي متحرك‬
‫وأحد األطباء خيرج به وعند وصوهلم لسلم باب املستشفى قام ضابط بشده بقوه حتى سقط على السلم،‬
‫ِ ِ‬
‫وكان يصرخ من األمل، والناس يقولون له حسيب اهلل ونعم الوكيل.‬

‫04‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫قتلى ومصابين .. وال إسعاف !‬
‫- عزة مختار‬

‫بعد أربعني دقيقة تقريبا من بداية األحداث الدموية أعلنت املنصة أن عدد الشهداء أربعني شهيدا، أي‬
‫إنه مبعدل شهيد كل دقيقة، انهالت على املستشفى امليداني مبرور الوقت جثث مل نعد نعرف حصرها،‬
‫ومصابون باآلالف ومل نر ككل مرة اإلسعاف حيمل أحدهم أو خيرج به.‬
‫- عمرو الندري‬

‫مبجرد وصولي للبوابة املوجودة خلف طيبة مول بدأ وصول املصابني.. أول مصاب رأيته كان نصف وجهه‬
‫مفجر بالكامل «مفرغ» وكان ال يزال على قيد احلياة، وخالل دقائق تبعه مصابني آخرين بالرصاص‬
‫احلي إما يف الرأس أو الصدر أو يف اجلسم، وكان املشرتك بينهم هو تفجر املكان املصاب بشكل بشع، أحسب‬
‫أغلبهم من الشهداء.. نظراً لصعوبة وصول سيارات اإلسعاف وازدياد عدد املصابني والشهداء اضطر شباب‬
‫امليدان لنقل املصابني والشهداء على العربات اخلشبية اخلاصة بالباعة اجلائلني.‬
‫- إيناس عبداهلل‬

‫ً‬
‫أول ما شاهدته عند أحد مداخل االعتصام هو شاب يركض حنوي وكان حيمل رجال كبرياً يف السن‬
‫أصيب يف رأسه ويصرخ إسعاف، وشريط من الدم على األرض نتيجة النزيف الشديد من رأس الرجل،‬
‫ولألسف مل تتوافر أي سيارة إسعاف ألن الرصاص املتطاير يف كل مكان منع رجال اإلسعاف من الوصول‬
‫إىل داخل االعتصام، ومل يستطع الشاب إال وضع الرجل على الرصيف حيث لفظ أنفاسه األخرية على‬
‫األرض.‬
‫رأيت شيخاً عجوزاً ميتاً على األرض وكمية كبرية من الدماء حول رأسه، وجبانبه جثث أخرى كثرية،‬
‫وبعد دقائق دخل شباب حيملون صديقاً هلم وجسده مغطى بالدماء ووضعوه على األرض وكانو يبكون‬
‫بشده ويتوسلون إىل األطباء أن يسعفوه، اقرتبت منه وجدته ينطق الشهادة وإصبعه إىل أعلى لكنه فارق‬
‫احلياة قبل وصول أي طبيب!‬

‫- عمر الفاروق‬

‫ُ‬
‫مل يكن اإلسعاف متعاوناً معنا.. كان يقف ليشاهدنا نقتل دون أدنى تدخل! !‬
‫خرج املسعفون التابعون للمستشفى امليداني بزيهم املميز حياولون القيام بالدور املنوط بهيئة اإلسعاف‬
‫14‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫القيام به؛ محلوا رايات بيضاء ولوحوا بها للعسكر يريدون أن خيربوهم امسحوا لنا فقط بنقل املصابني‬
‫خارج املستشفى لننقذ حياتهم.. لكن ال حياة ملن تنادي! !‬
‫يئس املسعفون من استجابة قوات العسكر.. حاولوا هم اخراج املصابني على نقاالت املستشفى.. فور اقرتابهم‬
‫من بوابة اخلروج مت قنص اثنني منهم بشكل مباشر، وكان مصريهم‬
‫هو نفس مصري اجلثامني واإلصابات اليت أرادوا نقلها.!‬
‫- د.أحمد سمير الصاوي‬

‫تأخذني (فيسبا) ملستشفى أقامتها اهلالل األمحر يف حضانة بنفس الشارع.. أسعفتين الطبيبة هناك‬
‫سريعا.. حتى بدأ اهلجوم يف خالل 5 دقائق من إصابيت على املستشفى.. اختبأ اجلميع وراء أسوار احلضانة..‬
‫وعندما هدأ الضرب أعلنت الطبيبة أنها ستغادر املكان هي ومساعديها الثالثة.. ألنها ال ميكن أن تعمل يف‬
‫هذه الظروف (رغم رفع علم اهلالل األمحر على املستشفى.. والذي يعترب يف األعراف الدولية.. مانعاً قوياً‬
‫للهجوم عليها) ثم غادرت املستشفى مع الطاقم الطيب.. وال أعلم مصري باقي املصابني الذين كانوا معي‬
‫حينها..!‬
‫- عمرو الندري‬

‫عند الشارع اجلانيب الذي خرج منه الكثريين خلف مستشفى رابعة تواجد الكثري من املصابني والشهداء‬
‫على األرصفة وكانت أعدادهم تتزايد، وعلمت فيما بعد أنه قد مت إخراج بعضهم من املستشفى امليداني،‬
‫ومت إحراقه بعد ذلك ..‬
‫كان الوضع مأسأوياً للغاية، عدد كبري من املصابني ممددون يف الشارع ينزفون وال جيدون من ينقلهم‬
‫للمستشفيات، وتوافد بعض األشخاص بسياراتهم لنقل املصابني والشهداء.!‬
‫د. هانئ نوارة‬

‫يف فض رابعة مل يكن هناك أي دور لإلسعاف، وقد قمت بنفسي باالتصال جبميع من نعرف يف وزارة‬
‫الصحة للتدخل بإرسال اإلسعاف ولكن دون جدوي!‬
‫وكانت اإلجابات تأتي بصورتني :‬
‫أن املعتصمني يهامجون عربات اإلسعاف .. أو أن هناك أمر من اجليش بعدم التدخل !‬
‫وصرح وزير صحة سابق بأن األصل يف مثل هذه املواقف أال يتدخل اإلسعاف إال بعد إنتهاء القوات األمنية‬
‫من حتقيق اهلدف من مهمتها !!‬
‫وهذا كالم خطري جداً .. معناه أن اهلدف ليس إخالء امليدان ولكن إبادة املعتصمني !‬
‫24‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫مل أكتفي بهذا، ولكن تواصلت مع زميل لزوج ( مها الرباط ) وزيرة الصحة حبكومة اإلنقالب د. مصطفي‬
‫مرتني ، ويف كل مرة كان يقول أن املعتصمني هم الذين يهامجون اإلسعاف !‬
‫وهناك مسعف قام مبحاولة إنقاذ ملا يستطيع، ولكن مت قنصه !‬

‫ابراهيم العزب – مسعف .. مت قنصه أثناء أداء واجبه !‬

‫كما قام د. مجال عبد السالم األمني العام لنقابة أطباء مصر – حبسب تصرحيه يف مؤمتر صحفي عقد‬
‫يف دار احلكمة يف اليوم التالي للفض - بالتواصل مع د. حممد سلطان رئيس مرفق اإلسعاف، والذي أخربه‬
‫يف أكثر من اتصال أن وزارة الداخلية ترفض دخول سيارات اإلسعاف مقر االعتصام.‬
‫كما صرح عبد السالم أن أول سيارة إسعاف حاولت دخول مقر االعتصام من ناحية شارع الطريان، أطلق‬
‫عليها النار من قبل الشرطة، مما تسبب يف إصابة املسعف.‬
‫وأكد أن النقابة حاولت التواصل مع وزيرة الصحة، خالل األحداث إال أنها مل تفعل شيئا، وأشار إىل‬
‫أن النقيب الدكتور خريي عبد الدايم قام باالتصال بها حنو 02 مرة، وكان ردها أن املعتصمني هما من‬
‫يطلقون الرصاص على عربات اإلسعاف.!‬

‫34‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫ّ‬
‫أسلحة الفض‬
‫- د. محمد عصام منصور‬

‫األباتشي طايرة فوقنا وبتصطاد أي واحد ماسك كامريا أو بيصور مبوبايل.. أول مرة أشوف بعيين‬
‫الطيارة األباتشي بتضرب.. بتضرب دكاترة ومهندسني وستات وأطفال!!‬
‫بعد كده عرفت إن الطيارة اصطادت فعال كل املصورين وكمان كان فيه ناس مدسوسني بيشاوروهلا‬
‫على بعض الشخصيات اللي كانت بتطلع عاملنصة.. منشد.. شاعر.. هتيف.. وتصطاده!!‬
‫- نجالء صالح‬

‫رأيت الطائرات ترمي علي املنصة قنابل غاز وتقنص شباب عليها !‬

‫تصوير مصعب الشامي‬

‫- أحمد الخولي‬

‫بينما كانت أسلحة الداخلية تتنوع بني اآللي الكثيف جدا وقنابل الغاز وقنابل الصوت واخلرطوش‬
‫باإلضافة للقنص الذى حييط بك من كل مكان ... وكانت هناك طائرة تقف على ارتفاع منخفض .‬
‫- اسماعيل عرفة‬

‫رصاص من كل األنواع .. جرينوف - آلي - طبنجات - خراطيش - قنص من عماير ومروحيات .‬
‫44‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫- عماد الدين السيد‬

‫كان امليدان فيه خطوط قنص كتري ... قناص كدة يقف وياخد له خط بيقطع امليدان وأي حد يعدي‬
‫يقنصه فوراً ... علشان الناس متتجمعش وتفضل متفرقة يف جمموعات قصرية ويقطع كل خطوط‬
‫اإلمدادات واملساعدات ... وشفنا ناس كتري ماتت قدامنا يف خطوط القنص دي ... وجربت ألول مرة أجري‬
‫بسرعة وأوطي راسي على أمل إن القناص ميلحقش يضرب ... وصورت مع حممد ماهر عقل ( إعالمي‬
‫من قناة اجلزيرة ) تقرير على خط من خطوط القنص دي ورا جامع رابعة وهو بيشرح الفكرة والناس‬
‫وهي بتوطي وجتري ... بس لألسف ملا العسكر مسكوني آخر اليوم وضربوني أخدوا الكامريا وأخدوا كل‬
‫اللي صورته معاها .‬
‫- سياف جمال‬

‫أول ما وصلت مصفحات الشرطة عندنا كان معها عربية مطايف فيها مدفع أبيض زي ماسورة كده من‬
‫فوق.. أغلب الشباب وكنت منهم طلعنا هلم بره احلواجز، رافعني إيدينا بشارات النصر، دقيقتني ولقيت‬
‫عربية املطايف ضربت قنابل غاز بكمية كبرية جيي تقريبا 14 قنبلة مرة واحدة، اتفرقنا من الغاز برة‬
‫امليدان.. جريت مشال.. موازي لفندق النصر.. لقيت قوات جيش جوا الفندق!‬
‫- خالد محمود‬

‫صوت الرصاص مل ينقطع متاماً من بدأ عملية الفض حلد ما خرجنا من املكان.. أوقات كان يزيد وأوقات‬
‫كان يقل لكن طلقات الصوت كانت مستمرة يتخللها صوت رصاص القناصة واخلرطوش واحلي واأللي‬
‫.. من وقت للتاني كان بيتم ضرب قنابل صوت قوية جداً ختليك مش قادر تسمع أي شيء ملدة دقيقتني‬
‫أو تالتة !‬

‫- عمرو صالح الدين‬

‫حاولنا التفاوض مع عناصر الداخلية و جلهم من املباحث و أمن الدولة باإلضافة للقوات اخلاصة و األمن‬
‫املركزي و قوات األمن بالطبع، للسماح لنا بالدخول و التصوير، فتم منعنا، بالرغم من ذلك متكننا من‬
‫الدخول و «االستعباط»، و كنا نقف خلف صفوف الداخلية.‬
‫األسطح احمليطة كانت تعج بالقناصة، و تسليح عناصر الشرطة تنوع مع بني الرشاشات «البنادق اآللية»‬
‫و بنادق اخلرطوش و قنابل الغاز و املسدسات اليدوية.‬
‫عناصر الشرطة كانوا يستخدمون البنادق اآللية بكثافة شديدة، و بالطبع كان وجودنا يزعجهم.‬
‫54‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫- إيناس عبداهلل‬

‫قوات األمن كانت تلقي داخل االعتصام أجهزة تصدر صفرياً عالياً مل أكن أعلم ما وظيفتها غري أن‬
‫رنينها كان عالياً جداً يؤذي السمع وخيفي أي صوت لطلقات الرصاص!‬

‫املدرعة اليت كانت تصدر أصوات أثناء الفض‬

‫64‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫رصاص دمدم‬
‫أحد األسلحة المستخدمة في فض رابعة‬

‫اإلسم | الرصاص املتفجر - أو رصاص الدمدم .‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫- باإلجنليزية: ( ‪. )Dumdum Bullets‬‬

‫تعريفه | رصاص انشطاري متفجر- صمم للتشظي يف أجساد الضحايا بهدف إيقاع أكرب قدر ممكن‬
‫ُّ‬
‫ِ‬
‫من الضرر الداخلي بهم. استخدمه آندرس بهرينغ بريفيك يف جمزرة النرويج. ويستخدمه اجليش‬
‫اإلسرائيلي ضد الفلسطينيني العزل.‬
‫تأثريه على اإلنسان | حيدث ثقبا يف اجلسم أوسع من الثقب الناتج عن اإلصابة برصاصة عادية، أي 5‬
‫ً‬
‫سنتمرتات بدال من 5.1 !!‬
‫ومن اجلدير بالذكر أن هذا يف الرصاصة 9 مم , أي هذا الرصاص منه أحجام وكلما زاد حكم الرصاصة‬
‫زاد قطر الثقب فقد حيدث ثقب 01 سم وقد يصل إىل 51 سم أو أكثر حسب حجم الرصاصة .‬

‫النتيجة | هو معاناة أشد ونزيف أطول ورمبا اخلضوع لعمليات جراحية اكثر تعقيداً .‬
‫ُ‬
‫صالحية استخدامه | يوصف هذا النوع من الذخائر بـ» الالإنسانية» وحتظر املعاهدات الدولية استعمالهَا‬
‫ُ‬
‫يف فرتات احلرب !‬
‫ّ‬
‫وقائع اإلستخدام | مت استخدام رصاص دم دم يف كل جمازر النظام العسكري تقريبا .‬
‫فقد استخدم يف :- ( جمزرة احلرس اجلمهوري _ جمزرة املنصة _ جمزرة رابعة والنهضة - جمزرة‬
‫رمسيس ) .‬
‫74‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫شهادة العيان | 1 - يقول أحد األطباء يف شهادته على ضحايا جمرزة احلرس اجلمهوري أن اإلصابات هلذا‬
‫الرصاص كانت يف الرأس والرقبة، ويف شرايني الرجل، وهي املناطق اليت يتدرب عليها القناصة لقتل‬
‫األعداء يف احلروب.‬
‫2- استعرض الطبيب عبد الفتاح رزق صوراً قال إنها ملصابني يف أحداث املنصة، توضح الصور أن اإلصابة‬
‫كانت برصاص ُدعى «دمدم» وهو رصاص مفتت، حبيث «خترتق الرصاصة اجلسم وتتفتت بداخله‬
‫ي‬
‫خمرتقة العظام، مما يؤدي إىل تهتك عريض يف املنطقة اليت أُطلق عليها املقذوف» .‬
‫والصور التالية توضح بعض اإلصابات بهذه الذخرية :‬

‫الشهيد عبد الفتاح عبد العزيز الرببري - قرية الرملة حمافظة القليوبية .. أحد ضحايا جمزرة رابعة‬

‫84‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫الشهيد م.عبد الرحيم امساعيل يوسف- قرية شرباخبوم حمافظة املنوفية .. أحد ضحايا جمزرة رابعة‬

‫الشهيد حممود حممد عبد املعني- قرية هربيط حمافظة الشرقية .. أحد ضحايا جمزرة رابعة‬
‫94‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫مدفع 2‪ M‬األمريكي‬
‫أحد األسلحة المستخدمة في فض رابعة‬

‫االسم | مدفع الــ 2‪ M‬األمريكي .‬
‫« ‪« Browning M2 .50 Calib‬‬
‫تعريفه | مدفع رشاش ثقيل من صناعة أمريكية, و ذو عيار 7.21*99 ‪ .. mm‬و هي ذخرية تعرف أيضا‬
‫بإسم 05. ‪ ,BMG‬ويرجع األصل يف تصميم هذا املدفع إىل نهاية احلرب العاملية األوىل من طرف‬
‫املهندس األمريكي جون موزيس براونينغ ‪ ,John Moses Browning‬الذي إشتهر بكونه أحد أكرب‬
‫مصممي األسلحة النارية و الذخائر يف تاريخ الواليات املتحدة األمريكية .‬
‫الذخرية | عيار 7.21 × 99 مم «05.0» براوننج. سعة السري: 052 طلقة.‬
‫اإلستخدام | رشاش ثقيل مضاد للدبابات، وينصب فوق املركبات املدرعة، والدبابات , وتسليح للطائرات‬
‫العمودية أيضاً .‬
‫صالحية استخدامه | يستخدم هذا السالح للمدرعات واآلليات والطائرات يف بعض األحيان !‬
‫وغري خمصص لإلطالق على األشخاص , ال سيما أن الذخرية إذا طالت أحد أعضاء اإلنسان تبرت مباشرة‬
‫ً‬
‫وإذا أصابت رأسه تشق اجلمجمة إىل نصفني أو أكثر إىل حد أن يتساقط املخ كامال أو يتفتت !‬

‫05‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫كيفية اإلستخدام | يثبت على املدرعة 311‪ M‬األمريكية أيضاً وهي من املدرعات املشهور انتشارها يف‬
‫مصر . وهذه صورة توضحية .‬

‫صورة من رابعة:‬

‫15‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫أثر اإلصابات مبدفع 2‪m‬‬
‫صورة ( 1 )‬

‫الشهيد حممد عبداحلميد القصاص - قرية تتا - منوف - حمافظة املنوفية أحد ضحايا جمزرة رابعة‬
‫صورة ( 2 )‬

‫أحد شهداء جمزرة رابعة‬
‫25‬
‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬

‫صورة ( 3 )‬

‫أحد شهداء جمزرة رابعة‬
‫استخدم هذا املدفع يف أغلب جمازر اإلنقالبيني وأشهر استخداماته كان يف ( فض رابعة والنهضة و 6‬
‫اكتوبر والدقي ) .‬

‫35‬
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني

Mais conteúdo relacionado

Mais procurados

غاية البشر في تراجم أصحاب القراءات الأربعة عشر 1
غاية البشر في تراجم أصحاب القراءات الأربعة عشر  1غاية البشر في تراجم أصحاب القراءات الأربعة عشر  1
غاية البشر في تراجم أصحاب القراءات الأربعة عشر 1سمير بسيوني
 
Daily newsletter7 3-2013
Daily newsletter7 3-2013Daily newsletter7 3-2013
Daily newsletter7 3-2013e-syrianews
 
No230 newslettr daily-9_9_2013
No230 newslettr daily-9_9_2013No230 newslettr daily-9_9_2013
No230 newslettr daily-9_9_2013e-syrianews
 
"مجزرة رمسيس" .. ذكرى تتجدد وجراح لم تندمل - نساء ضد الانقلاب
"مجزرة رمسيس" .. ذكرى تتجدد وجراح لم تندمل - نساء ضد الانقلاب "مجزرة رمسيس" .. ذكرى تتجدد وجراح لم تندمل - نساء ضد الانقلاب
"مجزرة رمسيس" .. ذكرى تتجدد وجراح لم تندمل - نساء ضد الانقلاب WomenAntiCoup
 
الموقف التركي من الثورة الليبية
الموقف التركي من الثورة الليبيةالموقف التركي من الثورة الليبية
الموقف التركي من الثورة الليبيةkhaledshwehdi
 
زمن الثورات وسرعة الضوء وتونسة العرب
زمن الثورات وسرعة الضوء وتونسة العربزمن الثورات وسرعة الضوء وتونسة العرب
زمن الثورات وسرعة الضوء وتونسة العربkhaledshwehdi
 
Daily newsletter-no521 27-6-2014
Daily newsletter-no521 27-6-2014Daily newsletter-no521 27-6-2014
Daily newsletter-no521 27-6-2014al-nashra
 
كشف المستور....!
كشف المستور....!كشف المستور....!
كشف المستور....!DrEmadweb
 
الحياة حق اعدام الشباب، اعدام للمستقبل
الحياة حق  اعدام الشباب، اعدام للمستقبل الحياة حق  اعدام الشباب، اعدام للمستقبل
الحياة حق اعدام الشباب، اعدام للمستقبل life4them
 

Mais procurados (10)

غاية البشر في تراجم أصحاب القراءات الأربعة عشر 1
غاية البشر في تراجم أصحاب القراءات الأربعة عشر  1غاية البشر في تراجم أصحاب القراءات الأربعة عشر  1
غاية البشر في تراجم أصحاب القراءات الأربعة عشر 1
 
Daily newsletter7 3-2013
Daily newsletter7 3-2013Daily newsletter7 3-2013
Daily newsletter7 3-2013
 
No230 newslettr daily-9_9_2013
No230 newslettr daily-9_9_2013No230 newslettr daily-9_9_2013
No230 newslettr daily-9_9_2013
 
"مجزرة رمسيس" .. ذكرى تتجدد وجراح لم تندمل - نساء ضد الانقلاب
"مجزرة رمسيس" .. ذكرى تتجدد وجراح لم تندمل - نساء ضد الانقلاب "مجزرة رمسيس" .. ذكرى تتجدد وجراح لم تندمل - نساء ضد الانقلاب
"مجزرة رمسيس" .. ذكرى تتجدد وجراح لم تندمل - نساء ضد الانقلاب
 
الموقف التركي من الثورة الليبية
الموقف التركي من الثورة الليبيةالموقف التركي من الثورة الليبية
الموقف التركي من الثورة الليبية
 
زمن الثورات وسرعة الضوء وتونسة العرب
زمن الثورات وسرعة الضوء وتونسة العربزمن الثورات وسرعة الضوء وتونسة العرب
زمن الثورات وسرعة الضوء وتونسة العرب
 
Daily newsletter-no521 27-6-2014
Daily newsletter-no521 27-6-2014Daily newsletter-no521 27-6-2014
Daily newsletter-no521 27-6-2014
 
913
913913
913
 
كشف المستور....!
كشف المستور....!كشف المستور....!
كشف المستور....!
 
الحياة حق اعدام الشباب، اعدام للمستقبل
الحياة حق  اعدام الشباب، اعدام للمستقبل الحياة حق  اعدام الشباب، اعدام للمستقبل
الحياة حق اعدام الشباب، اعدام للمستقبل
 

Semelhante a مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق الإصدار الثاني

مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثانيمجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثانيosama hassan
 
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيقمجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيقTwthekMajzara
 
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيقمجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيقMoustafa Mahmoud
 
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق MediaPlusTN
 
مجرزة رابعة ".. كتاب جديد يرصد ويوثق مذابح الانقلابيين
مجرزة رابعة ".. كتاب جديد يرصد ويوثق مذابح الانقلابيينمجرزة رابعة ".. كتاب جديد يرصد ويوثق مذابح الانقلابيين
مجرزة رابعة ".. كتاب جديد يرصد ويوثق مذابح الانقلابيينMuslem Man
 
مجزرة رابعة والنهضة بين الرواية والتوثيق
مجزرة رابعة والنهضة بين الرواية والتوثيقمجزرة رابعة والنهضة بين الرواية والتوثيق
مجزرة رابعة والنهضة بين الرواية والتوثيقtrtr388
 
مجزرة رابعة بين الرواية و التوثيق
مجزرة رابعة بين الرواية و التوثيقمجزرة رابعة بين الرواية و التوثيق
مجزرة رابعة بين الرواية و التوثيقYarani90
 
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيقمجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيقAmr Hegab
 
كتاب مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق تم الرفع بواسطة شبكة ومنتديات نافذة مصر...
كتاب مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق تم الرفع بواسطة شبكة ومنتديات نافذة مصر...كتاب مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق تم الرفع بواسطة شبكة ومنتديات نافذة مصر...
كتاب مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق تم الرفع بواسطة شبكة ومنتديات نافذة مصر...شبكة ومنتديات نافذة مصر صوت الحرية
 
"تحقيق" مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق
 "تحقيق" مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق "تحقيق" مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق
"تحقيق" مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيقosama hassan
 
مؤمن سمير.كائن وحيد يقبع في لوحة
مؤمن سمير.كائن وحيد يقبع في لوحةمؤمن سمير.كائن وحيد يقبع في لوحة
مؤمن سمير.كائن وحيد يقبع في لوحةMomen Samir
 
خلية الردع | القصة كاملة
خلية الردع | القصة كاملةخلية الردع | القصة كاملة
خلية الردع | القصة كاملةLifeforthem
 

Semelhante a مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق الإصدار الثاني (13)

مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثانيمجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
 
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيقمجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق
 
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيقمجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق
 
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق
 
مجرزة رابعة ".. كتاب جديد يرصد ويوثق مذابح الانقلابيين
مجرزة رابعة ".. كتاب جديد يرصد ويوثق مذابح الانقلابيينمجرزة رابعة ".. كتاب جديد يرصد ويوثق مذابح الانقلابيين
مجرزة رابعة ".. كتاب جديد يرصد ويوثق مذابح الانقلابيين
 
مجزرة رابعة والنهضة بين الرواية والتوثيق
مجزرة رابعة والنهضة بين الرواية والتوثيقمجزرة رابعة والنهضة بين الرواية والتوثيق
مجزرة رابعة والنهضة بين الرواية والتوثيق
 
مجزرة رابعة بين الرواية و التوثيق
مجزرة رابعة بين الرواية و التوثيقمجزرة رابعة بين الرواية و التوثيق
مجزرة رابعة بين الرواية و التوثيق
 
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيقمجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق
 
كتاب مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق تم الرفع بواسطة شبكة ومنتديات نافذة مصر...
كتاب مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق تم الرفع بواسطة شبكة ومنتديات نافذة مصر...كتاب مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق تم الرفع بواسطة شبكة ومنتديات نافذة مصر...
كتاب مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق تم الرفع بواسطة شبكة ومنتديات نافذة مصر...
 
"تحقيق" مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق
 "تحقيق" مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق "تحقيق" مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق
"تحقيق" مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق
 
مؤمن سمير.كائن وحيد يقبع في لوحة
مؤمن سمير.كائن وحيد يقبع في لوحةمؤمن سمير.كائن وحيد يقبع في لوحة
مؤمن سمير.كائن وحيد يقبع في لوحة
 
الفجر 194
الفجر 194الفجر 194
الفجر 194
 
خلية الردع | القصة كاملة
خلية الردع | القصة كاملةخلية الردع | القصة كاملة
خلية الردع | القصة كاملة
 

مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق الإصدار الثاني

  • 1.
  • 2. ‫مجزرة رابعة‬ ‫بين الرواية والتوثيق‬ ‫ياسر سليم‬ ‫شارك يف اإلعداد‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫أماني أبوزيد‬ ‫نـــــــور ســــــعـد‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫منة الحضري‬ ‫أسماء شحاتة‬
  • 3.
  • 4. ‫إهداء‬ ‫إىل حوريات األرض و فرسان السماء..‬ ‫إىل الثرى املروي بالدماء..‬ ‫ّ‬ ‫إىل عيون وأطراف سبقت إىل اجلنان..‬ ‫إىل أوردةٍ مترح فيها الشظايا..‬ ‫إىل جدران سجن يأسر أنقى من يف األوطان..‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫إىل قلوب قابضة على اجلمر رغم الرزايا..،‬ ‫ٍ‬
  • 5. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫أول الدم.. ورقة‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ورقة رديئة الطباعة، سيئة الصياغة انتشرت يف أحناء مصر بأيدي صبية ال يعلمون عنها أكثر مما كتب‬ ‫ِ‬ ‫فيها، ذهبوا إىل األسواق وأماكن التجمهر وطلبوا التوقيعات و ُذلت هلم يف جهل مغطى باسم التمرد.‬ ‫ب‬ ‫واإلعالم يغذي ذلك كله ويروج له، وأصبح « 03 يونيو» كيوم زينة سحرة فرعون..‬ ‫وتشتتوا – كقلوبهم - يف األهداف، فمنهم من طالب بانتخابات رئاسية مبكرة وآخر ينادي بسقوط‬ ‫الرئيس املنتخب وثالث ال يعلم ماذا يريد أو باألحرى ماذا أُريد له.‬ ‫ونشأت التحالفات واجلبهات واالئتالفات خاوية املعنى واملضمون استعداداً لليوم املشهود.‬ ‫حُ‬ ‫فهم اإلسالميون وكثري من األحرار والشرفاء حجم املؤامرة اليت تاك ضد الوطن وكرامته وقرروا‬ ‫َِ‬ ‫احلشد مبكراً يف ميدان رابعة العدوية .‬ ‫وجاء «03 يونيو» حممال باملؤامرة اليت تكشفت خيوطها جلية يف «3 يوليو».‬ ‫ولعب اإلعالم املصري دوره املضلل – كعادته- يف تهميش معتصمي رابعة من املشهد وتصوير بقية‬ ‫املعتصمني (يف التحرير واالحتادية) بطائرات تابعة للجيش يف لقطات بالغت يف أعداد املتواجدين فعليا.‬ ‫وتدافعت احلشود على ميدان رابعة بعد عزل واختطاف الرئيس حممد مرسي لتؤكد على وقوفها مع‬ ‫اَّ‬ ‫الشرعية واحلق وأل قبول أو تفاوض مع االنقالب العسكري وحكومته.‬ ‫وبدأت لعبة الشائعات وبث املعلومات املزيفة لتفريق الناس من حول رموز االعتصام، ومن جهة أخرى مت‬ ‫اعتقال الكثري من قيادات مجاعة اإلخوان املسلمني وبقية األحزاب اإلسالمية، وكان لذلك رد فعل أقوى‬ ‫يف ثبات املعتصمني وزيادة أعدادهم، حتى أن أماكن االعتصام اتسعت بني ميدان رابعة العدوية وميدان‬ ‫النهضة وأمام احلرس اجلمهوري وظهرت أماكن جديدة لإلحتجاج كميداني مصطفى حممود واأللف‬ ‫ّ‬ ‫مسكن فضال عن ميادين رئيسية يف احملافظات.‬ ‫فزع هذا الثبات القوى االنقالبية فدخلت يف املرحلة األوىل من العنف املضاد للمعتصمني السلميني..‬ ‫- مجزرة الحرس الجمهوري (مذبحة الساجدين) فجر يوم 8 يوليو 3102‬ ‫فتحت قوات األمن النار على املعتصمني أثناء صالة الفجر حتى ساعات الصباح األوىل وحصار النساء‬ ‫واألطفال يف مسجد املصطفى وإطالق قنابل الغاز عليهم.. مما أسفر عن ارتقاء أكثر من 111 شهيد وإصابة‬ ‫أكثر من 0001 مواطن وأعداد غفرية من املعتقلني.‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وبعد أن كشف النقاب عن الوجه الدموي الغاشم لالنقالب بدأت األكاذيب تنشر عن أن املتظاهرين‬ ‫هم من بادروا بإطالق النار على قوات احلرس اجلمهوري وغريها من األقوال الباطلة اليت يدمغها احلق‬ ‫يف أقوال شهود العيان ومقاطع الفيديو املنقولة عن املذحبة فضال عن أن مجيع القتلى واملصابني هم من‬ ‫4‬
  • 6. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫املعتصمني ومل يصب ضابط أو جمند واحد خبدش سوى ضابط ترددت عنه األقوال أنه رفض إطالق النار‬ ‫على املتظاهرين فأعدمه قائده ميدانيا..‬ ‫- مذبحة المنصة 72 يوليو 3102:‬ ‫انسحب املعتصمون من أمام احلرس اجلمهوري وانضموا ملعتصمي ميدان رابعة، ومع طول فرتة االعتصام‬ ‫تزايدت األعداد لدرجة أن االعتصام امتد يف طريق النصر من طيبة مول حتى النصب التذكاري/‬ ‫املنصة.‬ ‫وكغدر جيوش االحتالل، فوجئ املعتصمون برصاص القناصة املنهمر عليهم من كل جانب بعد أن اعتلى‬ ‫اجلنود أبنية جامعة األزهر وصبوا عليهم أعريتهم دون أدنى إنسانية..‬ ‫ُ‬ ‫وطرزت األرض بالدماء الزكية واألشالء الطاهرة بعد أن جتاوز عدد الشهداء الـ 631 شهيد وعدد اجلرحى‬ ‫0054 جريح.‬ ‫وتوالت االعتقاالت اليت طالت رموز احلركة اإلسالمية وكانت من أبرز التهم املوجهة إليهم «التحريض‬ ‫على قتل املتظاهرين»..!!‬ ‫متاسك املعتصمون سريعا بعد املذحبة وأعلنوها (مكملني) إىل عودة الرئيس الشرعي حممد مرسي..‬ ‫وبدأت تأتيهم التهديدات بالفض النهائي القريب والعاجل واستمرت الطائرات يف إلقاء املنشورات املهددة‬ ‫على ميداني رابعة والنهضة.‬ ‫وخالل ذلك كله مل تتوقف أبواق االنقالب عن التأثري على اجملتمع بأن املتظاهرين يف «إشارة» رابعة هم‬ ‫ثلة مارقة خائنة للوطن ومتتلك من التسليح ما قد تدمر به كل أجهزة الدولة.‬ ‫وانقضى شهر رمضان وعيد الفطر وما يزيد الوقت املعتصمني إال إميانا وتثبيتا..‬ ‫وحاول املعتصمون تأمني امليدان – قدر املستطاع- بالسواتر الرتابية واألحجار اهلشة وتناوبوا على احلراسة‬ ‫احرتازا ألي هجوم متوقع..‬ ‫- وفي ساعات الصباح االولى من 41/أغسطس/3102 كانت الكارثة..‬ ‫يف روايات أكثر من ( 0002 ) شهيد حصرنا منهم يف هذا الكتاب 208 ، وأكثر من (00001) مصاب وجريح‬ ‫ومفقود ومعتقل يف أبشع مذحبة يف تاريخ مصر احلديث..‬ ‫5‬
  • 7. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫خريطة ميدان رابعة واألماكن اليت سريد ذكرها الحقاً يف الكتاب‬ ‫من اللحظات األوىل لدخول أرتال اجليش نبدأ التوثيق والشهادة على هذه اجلرمية النكراء اليت ستظل‬ ‫وصمة سوداء يف صفحات االنقالبيني وأعوانهم من البلطجية واملفوضني..‬ ‫واهلل نسأل السداد والثبات..‬ ‫6‬
  • 8. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫ّ‬ ‫ملحمة الثبات في مذبحة الفض‬ ‫ٌ‬ ‫ميدان يعتصم به مئات اآلالف من الشباب والشيب،الرجال والنساء،األطفال والعجزة.. مل يكد يشرق النهار‬ ‫بعد إال وأتي مع وحوش ال هم هلم إال القنص والقتل..‬ ‫ّ‬ ‫يف هكذا مشهد ال جيوب يف خيال البشر إال الفرار واهلرب من املوت الكامن يف الرصاص املتطاير.. ال يتوقع‬ ‫ُ َّ‬ ‫املرء أبدا من املعتصمني العزل من كل شيء إال من إميانهم الصمود أمام زحف مغول العصر احلديث..‬ ‫ّ‬ ‫إال أن الصدق مع اهلل يرقى فوق كل توقع وينسف كل خيال بشري قاصر..‬ ‫ّ‬ ‫ذاك الصدق كان سالحهم الفتاك..‬ ‫َ‬ ‫وهذا اإلخالص يف القول والعمل هو من صنع منهم أبطاال ستظل تذكرهم األجيال وإن طال األمد..‬ ‫ٌ‬ ‫إميان جتذر يف القلوب فسمى بهم إىل مصاف الصحابة والشهداء والصديقني.. وحسن أولئك رفيقا..،‬ ‫ُ‬ ‫عن كل ذلك توثق شهاداتهم* ما حدث وتنقش كلماتهم فينا أسطورة العزة والكرامة..‬ ‫صورة إلحدى الليالي أثناء االعتصام يف ميدان رابعة‬ ‫* مجيع الشهادات نقلت كما هي من أصحابها بدون تعديالت إال يف األخطاء اللغوية أو اإلمالئية.‬ ‫7‬
  • 9. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫ّ‬ ‫لحظة الفض األولى‬ ‫يوم األربعاء ٤١ أغسطس ٣١٠٢‬ ‫بدأ اهلجوم على ميدان رابعة العدوية الساعة السادسة صباحاً من ناحية طيبة مول .‬ ‫تصوير مصطفى درويش‬ ‫- د. محمد عصام منصور‬ ‫مننا بعد الفجر ساعة ونص حلد الساعة 6 الصبح.. لقينا كله بينادي «طوارئ.. طوارئ.. طوارئ» كله‬ ‫صحى، كله بيجري يقف يف مكانه.. جيهز إسعافاته.‬ ‫8‬
  • 10. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫- نيفين خليل‬ ‫صليت الفجر عند املنصة .. يف الساعة السادسة د.البلتاجى طلب مجيع من يف اخليم الذهاب عند املنصة .‬ ‫تصوير نيفني خليل‬ ‫- دعاء عويضة‬ ‫ويف حوالي السادسة استيقظت على صوت أحد اإلخوة يدعو من يف اخليمة للخروج ألن الضرب قد بدأ عند‬ ‫طيبة مول، فأيقظت أخيت بهدوء حتى تصحو وخنرج للمنصة اليت كان عليها وقتها د.صالح ود.صفوت‬ ‫ينادون يف الناس للخروج من اخليام .‬ ‫تصوير صهيب شبانة‬ ‫9‬
  • 11. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫- حمدي أحمد خليل‬ ‫بدأت األحداث الساعة السادسة صباحاً حيث كنت هناك وبدأ اهلجوم من ناحية طيبة مول على طريق‬ ‫النصر ثم بدأ اهلجوم من كل الشوارع الرئيسية والفرعية وانتشرت سحب الغاز املسيل للدموع واعتلى‬ ‫(كالب القناصة) األسطح وحلقت الطائرات احلربية فوق رؤوسنا وكأننا يف معركة حربية .‬ ‫تصوير عثمان عدس‬ ‫- عبداهلل الشرقاوي‬ ‫استيقظت حوالي الساعة السادسة والنصف على أخبار أن القتلة قد بدأوا اهلجوم من ناحية طيبة مول وبدأ‬ ‫نقل الشهداء واملصابني ، حامت طيارة القتلة فوقنا على ارتفاع بسيط بدأ سقوط قنابل الغاز الذي خيرتق‬ ‫العيون واجلهاز التنفسي والعصيب .‬ ‫تصوير عثمان عدس‬ ‫01‬
  • 12. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫- عمرو البحيري‬ ‫وأنا واقف جوة املسجد فجأة القيت صوت برة ، طلعت القيت كر وفر وقنابل غاز عمالة تتحدف ..‬ ‫والداخلية داخلة حبوالي 7 مدرعات .‬ ‫- رقية محمد الخضري‬ ‫أخربنا د.البلتاجي أن مدرعات وجمنزرات اجليش والشرطة يف طريقها اآلن إىل امليدان.. وظل اهلتاف اثبت‬ ‫مكانك امحي ميدانك !‬ ‫الساعة 55:6 ص بدأنا نشوف دخان أسود كثيف جداً يتصاعد من ناحية مدخل طيبة مول ومسعنا أصوات‬ ‫طلقات النريان من كل نواحي امليدان !‬ ‫أول شهيدين يف جمزرة الفض – تصوير بهاء الرازي‬ ‫- آالء عبدالرحيم‬ ‫ّ‬ ‫صحيت من النوم مفزوعة علي أول صوت طلق اضرب علي ناحيتنا علي شارع طيبة مول «أول مرة يبقي‬ ‫يف هجوم من الناحية دي داميا بيبقي من عند شارع النصب التذكاري أو شارع الطريان من االجتاهني «‬ ‫.. صوت الطلق كان متصل وعالي جدا وأصوات خمتلفة يعين بأسلحة خمتلفة .. وكان بيبقي يف وسط‬ ‫األصوات دي .. طلقة بتضرب تقريبا كل دقيقة كده صوتها واضح ومميز وأعلي من الباقي .. عرفت بعد‬ ‫كده أن الصوت ده صوت رصاصة القناصة .‬ ‫11‬
  • 13. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫أحد القناصة - تصوير عثمان عدس‬ ‫- محمود األمير‬ ‫أول ما مسعنا هو صوت إطالق الرصاص , مل تكن هناك مكربات صوت للتحذير ، مل يكن هناك عربات‬ ‫مطايف للفض باملياه ، هذا بالنسبة ملن كان بداخل حدود امليدان ، وهناك‬ ‫شهادة باستخدام املكربات واملطايف على خارج حدود امليدان .. هى شهادة سكان املنطقة ، فال يوجد أحد حي‬ ‫من االعتصام ، ممن كان على احلدود!‬ ‫- اسماعيل عرفة‬ ‫صحيت من النوم يوم الفض الساعة 6 ونص تقريباً على تكبريات امليدان وأصوات رصاص ، جريت أشوف‬ ‫إيه الوضع خارج اخليمة ، الناس كلها متأهبة ، أول قنبلة غاز شفتها كانت من ناحية طيبة مول ، جريت‬ ‫على اخليمة ألبس الكمامة واحلذاء .. كنا فاكرين أن الضرب جاي من ناحية واحدة ، ابتدينا نشوف دخان‬ ‫من ناحية كنتاكي شارع الطريان ، عرفنا أنهم جمانني وبدأوا الفض .. إحنا أقصى ما ختيلناه أنه هيفض‬ ‫من 3 شوارع ويسيب لنا شارع نهرب منه ، لكن احلقيقة أنك يف خالل ربع ساعة من استيقاظك عرفت‬ ‫أنك بتتهاجم من املداخل كلها والسيسي ابتدى عملية إبادة شاملة .‬ ‫21‬
  • 14. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫تصوير مصعب الشامي‬ ‫- أحمد الخولي‬ ‫بدأ االقتحام مع اإلصابات املباشرة بطلقات الرصاص احلى حتى إنين رأيت بعيين مصاب يده متهتكة من‬ ‫الرصاص .. مل يكن هناك ال فض باملياه وال تصاعد يف الفض كما يزعمون إال لو كان الرصاص احلي‬ ‫أول أساليب الفض .. ألن ما جاء بعده كان أسوأ ..!‬ ‫أحد مصابي جمزرة فض رابعة‬ ‫31‬
  • 15. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫رابعة يوم الفض‬ ‫- د.أحمد سمير الصاوي‬ ‫أخذت كماميت.. وزجاجة اخلل.. وتوجهت إىل مجيع املداخل وكان حاهلم كالتالي:‬ ‫1- مدخل طيبة مول.. شارع أنور املفيت : بدأ الضرب بالرصاص احلي مباشرة.. اإلصابات كانت تأتي من‬ ‫ارتداد الرصاص احلي من أعمدة النور بالشارع.. سقط 01 شهداء بهذا املدخل فيما ال يقل عن 01 دقائق..‬ ‫عشرات املصابني من هذا املدخل يف خالل نصف ساعة.‬ ‫2- مدخل طيبة مول: كانت قنابل الغاز تنهمر بكثافة شديدة جدا من هذا املدخل.. وبدأ اخلرطوش ميأل‬ ‫الشارع لكل من يفكر بالوقوف فيه.‬ ‫3- مدخل املنصة: كانت عربات األمن املركزي تقف يف آخره لتعتقل أو تقتل من يريد اخلروج اآلمن‬ ‫إياه-.. الذي كانت تقول عليه سارينة الداخلية .‬‫4- مدخل يوسف عباس و نادي الزهور: كانت مصفحات الداخلية تنطلق بسرعة شديدة...تطلق قنابل‬ ‫الغاز بكثافة شديدة وتقتل من يقذف عليها أي طوبة.‬ ‫5- ميدان رابعة العدوية نفسه: كانت الطائرات تلقي بقنابل الغاز وكانت قنابل الغاز تأتي كذلك من‬ ‫مبنى وزارة الدفاع...حتى أصبح إبطال مفعول هذه القنابل من األمور املستحيلة لكثرتها وشدتها .‬ ‫ميدان رابعة يف الساعات األوىل من الفض‬ ‫41‬
  • 16. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫- د.حسن البرنس‬ ‫ ستة ونصف صباحاً مدرعات اجليش حتاصر مجيع مداخل ميدان رابعة.‬‫ سبعة ونصف كميات كثيفة من الغاز اخلانق على املداخل الرئيسية مع قنص بالرصاص احلي للشباب‬‫على أبواب االعتصام..‬ ‫ تسعة صباحا قوات اجليش والشرطة تدهس اخليام مبن فيها باملدرعات واجملنزرات العسكرية الضخمة‬‫فى املداخل الرئيسية لالعتصام ..‬ ‫ من العاشرة وحتى الرابعة عصرا قنص متقطع ملن داخل امليدان من فوق أسطح املبانى العسكرية احمليطة‬‫برابعة، مع قنص من طائرات هليكوبرت تابعة للشرطة واجليش، ثم كر وفر وحماوالت اقتحام متعددة‬ ‫للميدان حتت ستار كثيف من قنابل الغاز اخلانق، وجمموعات من الشرطة واجليش تقوم حبرق كل‬ ‫شيء أمامها فى مداخل امليدان.‬ ‫ مع الغروب تصل قوات السيسي قرب املستشفى ويتم إحراق خمازن األدوية وخمازن الطعام وتنكات مياه‬‫الشرب .‬ ‫يتم قطع الكهرباء بالكامل والوصول إىل مولدات الكهرباء وإحراقها؛ مما يؤدي إىل قطع البث حتى ال يرى‬ ‫العامل كامل اجلرائم، يتم استهداف كل من بيده كامريا بواسطة القناصة .‬ ‫قوات السيسي تسيطر على كامل امليدان وتقوم حبملة اعتقال ملئات املواطنني، ومنع دخول أو خروج‬ ‫سيارات اإلسعاف من امليدان .‬ ‫والد طفل خمتنق بالغاز‬ ‫51‬
  • 17. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫مشاهد من رابعة‬ ‫- سجدة عبدالناصر عجاج‬ ‫ال أمسيه يوم «الفض» أمسيه يوم اهلول.. يوم الفاجعة.. أمسيه بيوم القيامة !! حقا ال أجد وصفا كافيا‬ ‫لبشاعته !!‬ ‫رأيت املنقبة وقد سقط منها نقابها، واملختمرة تبقي على رأسها اإليشارب الصغري حتت اخلمار.‬ ‫رأيت طفال منغوليا جانيب جيلس بكل سكينة مع جدته العجوزة اليت ترعاه.. وهو بكل براءة يبكي يف صمت‬ ‫خوفا وهلعا!‬ ‫رأيت أماً لديها ثالث أطفال ؛ الثالث رضيع .. نسيت األثنني وسط الزحام وتركتهما مع أحداهن وقد‬ ‫هربت بالرضيع ختتبئ به.‬ ‫رأيت الطعام والشراب يصل إلينا بكثرة ويوزع علينا وحنن حماصرين فوقا ومن مجيع االجتاهات من قبل‬ ‫«اجليش والشرطة والطائرات»‬ ‫رأيت من حيمل أخيت وهي تسقط أرضا متأثرة بالغاز السام , وتصرخ أملا وفجأة يسعفنا أحدهم وحيملها‬ ‫فوق كتفيه!‬ ‫رأيت اجلنة بني عيناي .. شعرت وكأنها حقا تستحق العناء والتضحية!‬ ‫رأيت الذي أستودع نفسه ، وقرر أن يضع رأسه أرضاً وينام إلي أن تأتيه الرصاصة بأي اجتاه!‬ ‫الشيخ احملمول على أعناق ابنه الذي سقط جبواري وخرج ما بداخل رأسه أرضا وصرخة ابنه «أبويااااااا»‬ ‫رأيت خيمتنا وخيمة أصدقائنا حترق وتسقط رمادا!‬ ‫تصوير مصطفى درويش‬ ‫61‬
  • 18. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫- رامي فؤاد حافظ‬ ‫هذه امرأة تبكي ابنها الغارق يف دمه .. وهذا طفل حياول أن يوقظ أبيه املتوفى ... نافورة دماء تنهمر من‬ ‫جروح املرضى لتغرق بالطو طبيب حياول أن يوقف النزيف .. ممرضة سقطت على األرض وهي تبكي‬ ‫وتقول : ( ليه بس كده .. ليه بس كده ) ..شاب حيمل أخيه ويبكي وجزء من خمه بارز من عظام اجلمجمة‬ ‫املهشمة ..جثة ملقاة هناك ال صاحب هلا وال نعرف عنها شيئا ..‬ ‫تصوير سارة عالء‬ ‫رجل توقفت عضلة قلبه والتف حوله 51 طبيب على أقل تقدير حياولون إنعاشه ..رجل حيمل جثة وماشي‬ ‫يشتم والدموع يف عينه ...طبيب فقد السيطرة على أعصابه وراح يصيح هنا وهناك .. طبيب امتياز صغري‬ ‫حياول أن خييط جرح مصاب ويده ترتعش فتسقط منه اإلبرة 01 مرات على األقل ..رجل مصاب إصابة‬ ‫طفيفة صدم من هول ما رأى فدعى لنا بالتوفيق وخرج من االستقبال – وكبس جرحه حبتة شاش –‬ ‫وقال – احلمد هلل إني عايش وبتنفس أساسا –عامل يندفع حامال جهاز وريدي فتنزلق قدمه يف بركة‬ ‫من الدماء ويسقط فيها رجل كبري جاء يشد قميصي يف استحياء والدموع تغرق عينه وقال – أنا عارف‬ ‫إنكم مطحونني بس أنا ابين غالبا مات بس قلت قبل ما اروح أدفنه أعديه على دكتور يشوفه ميكن يطلع‬ ‫لسه فيه الروح فمبقاش ظلمته - .. رحت أبص على ابنه لقيت نص راسه مش موجود أساسا .. نظرت يف‬ ‫عني األب املكلوم ومل استطع النطق .. فقال من نفسه – شكرا يابين - .. وخده ومشي !‬ ‫- فاطمة خالد‬ ‫شفت ست جايبه أطفاهلا االتنني وجلست جبانب شهيد تبكي وتقوهلم أنا عايزاكم زي دول علشان تروحوا‬ ‫اجلنة .‬ ‫71‬
  • 19. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫- أحمد الخولي‬ ‫ُ‬ ‫نساء ال تنسى ..‬ ‫رأيت سيدة كانت ترتدي جلبابني .. رفعت اجللباب اخلارجي وكانت تكسر الطوب وتضعه فى حجرها‬ ‫حتى تنقله للصفوف األوىل ..‬ ‫سيدة أخرى مل تتوقف عن شحن همة الرجال بتذكريهم بالدعاء .. كانت تسري بيننا متدنا بطاقة غريبة‬ ‫... وال أكون مبالغا لو قلت أنها ظلت تفعل ذلك مدة ال تقل عن 7 ساعات .‬ ‫تصوير مصعب الشامى‬ ‫ُ‬ ‫رجال ال تنسى ..‬ ‫صاحب السوبر ماركت الذي أغلق دكانه لكنه ترك كل ثالجات البيبسى والعصري وكان الناس‬ ‫يأخذون ما يريدون ويضعون مثن البضاعة يف درج بالثالجة ...ومل يتعد أحد على شيء ومل يأخذ أحد شيئا‬ ‫بال مقابل .. بل كانوا يضعون نقوداً أكثر حينما ال يوجد لديهم فكة ... وأذكر أن هذا الرجل طيلة أيام‬ ‫رمضان إذا اقرتب آذان الفجر كان يقول للناس « احلقوا اتسحروا األول وبعدين حاسبونى « ... لو مل أعش‬ ‫ُ‬ ‫هذه األحداث بنفسي لقلت أنها فقط تكتب فى قصص التاريخ واحلكايات ..‬ ‫81‬
  • 20. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫تصوير عثمان عدس‬ ‫- نجالء صالح‬ ‫رأيت من خيرج خمه من رأسه فيلتقطه الشباب ليدفن معه ..‬ ‫رأيت أطفاال فارقوا احلياة خمتنقني بالغاز ..‬ ‫رأيت شاباً حتركت من جانبه فإذا الرصاصة تصيبه هو يف رقبته فيسقط رافعاً اصبعه بـ ال إله إال اهلل ثم‬ ‫مبتسماً ثم شهيداً ..‬ ‫رأيت من يصاب خبرطوش فيضمد جراحه مسرعاً ثم عائداً للمواجهة من جديد وهو بيده حجر وأمامه‬ ‫جيش جرار ..‬ ‫رأيت امرأة صائمة ترفض أن تفطر حيت تقابل اهلل صائمة !‬ ‫- محمد البيلي‬ ‫ب ِّ‬ ‫مش قادر أنسى صورة الطفل اللي كنت َكفنه وهو ماسك كيس الشيبسي.. وال قادر أنسى ضرب النار‬ ‫على الشهداء اللي كفناهم، ساعتها بقيت أصرخ وأقول : واهلل خالص ماتوا واهلل خالص ماتوا واهلل ماتوا..‬ ‫ً‬ ‫وال قادر أنسى األم اللي بتدور على جثة ابنها بتقوىل أنا شامة رحيته يف اخليمة عندكم، وفعال لقته.. وال‬ ‫قادر أنسى صوت األخوات واألطفال يف آخر اللحظات وهم بيصرخوا ويقولوا إحنا جوه املستشفى بالش‬ ‫حترقونا.. وال قادر أنسى رحية الدم.. وال صوت الرصاص.. وال اإلهانة وال الشماتة !‬ ‫91‬
  • 21. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫هاجر خالد‬ ‫رأيت اجلرارات اليت تسفلت األرض وهي تدوس على أشالء الشهداء وأشيائهم دون حرمة وال خجل ..!‬ ‫رأيت ضباط الشرطة والعساكر وهم يتقامسون ما بقي من أشياء صاحلة لالستخدام!‬ ‫تصوير مصعب الشامي‬ ‫- عمار ياسر‬ ‫صرخت يف مراسل السي إن إن: هل رأيت معنا أسلحة!؟ فقال: ال، قلت له فلتخرب العامل إذن!..‬ ‫اتشاهد يا إبراهيم، قاهلا لصديقه وهو يراه يف سكرات املوت، كانت عبارة: اتشاهد يا فالن ال تنقطع من‬ ‫حولي..‬ ‫رأيت رجلاً جيري وهو يصرخ بينما النصف األسفل من ذراعه يرقص بعد أن أصيب يف مفصله برصاصة‬ ‫ثم سقط أرضاً .‬ ‫كانت كل شقق رابعة خالية من سكانها، وكان هناك ماليني ممن يتعرضون لإلبادة ويشعرون بظلم‬ ‫اجملتمع وميوتون من العطش واجلوع والغضب، ومع ذلك فواهلل ما رأيت حالة نهب واحدة، بل أكثر من‬ ‫ذلك كان هناك سوبر ماركت أغلق أبوابه على عجل وترك ثالجات املياه والعصائر باخلارج وكان‬ ‫الناس ميوتون من العطش وعلمت أنهم كانوا يضعون الثمن من حتت باب احملل.‬ ‫د.أحمد اسماعيل‬ ‫كنت أجد الوجوه اليت عرفتها يف امليدان وهي تزف إلينا ما بني شهيد وجريح وجدت أحدهم فقد أفقده‬ ‫الرصاص عينيه وهو مبتسم صابر حيتسب، وأخر يرفض العالج وآثر من جبواره وأمرني بعالجه وعندما‬ ‫02‬
  • 22. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫ذهبت للمصاب اآلخر رفض بشدة وأمرني أن أعود إىل املصاب األول وبعد حلظات استشهد األثنني من‬ ‫شدة اإليثار!‬ ‫الشهيد حممد جرارة - قرية صبيح حمافظة الشرقية - تصوير عثمان عدس‬ ‫- نورا مصطفى‬ ‫فور دخولنا واجهتنا رائحة حترق الوجوه واجللد.. رابعة حتولت ملقربة سوداء، من املواقف اليت حفرت‬ ‫ُِ‬ ‫بذاكرتي :‬ ‫ مررت على رجل ملقى على األرض غارقاً بدمائه.. ال أعرف أين إصابته ولكنه يتحرك.. فذهبت إليه‬‫وسألته هل حتتاج مساعدة ما؟ فأجابين: أريد النهوض.. سأقوم ولكن أريد من حيمل لي ذراعي املصاب..‬ ‫ً‬ ‫فقامت «روضة» بربط ذراعه.. ومسكنا له ذراعه ونهض معنا.. وسرنا قليال ثم أشار لنا على خيمة وقال‬ ‫ضعوني هنا.. أجلسناه ووضعنا ذراعه شبه املنفصل على األرض وجبانبه بعض املاء.. ومبجرد خروجنا من‬ ‫اخليمة اشتعلت كلها بالنريان.. صرخت وكأنين من قتلته.. تسمرت عيناي وأنا أشاهده حيرتق أمامي،‬ ‫لكنه من اختار.. وهذا أجله..!‬ ‫رمحة اهلل عليه، وكتبه من الشهداء والصديقني.‬ ‫َ ََ‬ ‫ُ ِ‬ ‫ جاءني رجل قال وهو يلهث: انيت دكتورة؟ انيت دكتورة؟ قلت له: ال.. قال لي: يف واحد مصاب بقاله ساعة‬‫إال ربع مش عارف أعمله إيه؟ ذهبت معه وجدت رجل ملقى يف وسط امليدان حتى مل يقم أحد حبمله على‬ ‫جانب الطريق.. نظرت إليه وجدت الرصاص ميأل صدره ورقبته وكتفه.. لكن ما اقشعر له بدني أنه كان‬ ‫حيرك سبابته اليمنى فريفعها ألعلى ثم ألسفل كما لو كان يردد الشهادة بداخله.. تساقطت دموعي وأنا‬ ‫أنظر إليه مشلولة اليدين ال أملك ما أقدمه له وهو يتأمل وحيتضر.‬ ‫وجدت امرأة حتمل طفلتها ذات األسبوعني حجمها بكف اليد والطفلة ختتنق من الغاز وتتشنج قدماها..‬ ‫12‬
  • 23. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫فصرخ بها أحد الرجال: هاتي الطفلة اجري بها بعيدا..فقالت االم: لو وقفت ألصابك الرصاص..»وطبعا‬ ‫كنا كلنا ناميني عشان الرصاص» فقال هلا صدري درعاً هلا.. واألم تأبى..فجأة وباشتعال النار جبانبنا‬ ‫جذب الرجل الطفلة وجرى بها بعيداً وحالت النريان بني األم وطفلتها اليت مل تذكر حتى امسها أو رقم‬ ‫تليفونها أو أي وسيلة اتصال.‬ ‫قوات الفض تطلق الغاز بكثافة من الطائرات‬ ‫- محمد عبدالرازق‬ ‫إصابات ال حصر هلا وشهداء يف كل مكان وصعوبة الوصول للمستشفى امليداني بسبب القصف من كل‬ ‫النواحي .. قررنا أن خنرج ملساعدة إخواننا على املداخل وهناك رأيت رأي العني اهلجوم اهلمجي من القوات‬ ‫اخلاصة .. تفريغ لألسلحة اآللية يف اجتاهنا بكل معاني الغشومية اليت ميكن أن تتخيلها .. ظللنا نسترت‬ ‫وراء حوائط مداخل العمارات هناك وهم يقصفوننا بدون توقف والرد جمموعة من النبال بها بلي زجاجي‬ ‫أو حديدي أو مشاريخ األلعاب النارية والعجيب أنهم كانوا مرعوبني منها ويتفرقون منها باستمرار .‬ ‫- عمرو الندري‬ ‫رأيت شاباً مت استهدافه برصاصة يف الرأس وسقط غارقاً يف دمه ومن كثافة الرصاص الذي مل ينقطع‬ ‫يف هذا الوقت مل يستطع أحد االقرتاب منه.. واستمر املشهد أمامي لدقائق.. الشاب ملقى يف األرض.. بينه‬ ‫وبني البلدوزر أمتار وال يستطيع أحد مساعدته... بدأ بعض الشباب مبحاولة االقرتاب وهم منبطحني أرضاً‬ ‫حتى استطاعوا محله.. وأحسبه شهيداً..‬ ‫22‬
  • 24. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫املدرعات تقتحم امليدان .. والنريان تلتهم اخليام‬ ‫مبرور الوقت اقرتبت املدرعات واجلنود من املبنى الذي حيتمي فيه النساء واألطفال ودخل كل من جبانب‬ ‫املبين وأغلقنا األبواب فور وصول القوات، وكان الوضع صعب للغاية.. املبنى ضيق، حماصر، مقطوع عنه‬ ‫الكهرباء، الغاز يتسرب للداخل، وبدأ استهداف النوافذ بالرصاص احلي، واجلميع يف الداخل يف حالة ترقب‬ ‫واستغاثة باهلل ودعاء..‬ ‫حدث األسوأ من ذلك حيث احرتق املبنى من اخلارج، وبدأت الشبابيك يف االحرتاق ثم بعض الغرف،‬ ‫وأصبح الوضع يف الداخل مأساوي، بدأ الدخان يدخل بكثافة واجلميع يهرب من غرفة ألخرى وسط حالة‬ ‫من االختناق، وكما ذكرت كان املبنى حماصراً ومل يكن يف اخلارج سوى قوات اجليش والداخلية.‬ ‫ً‬ ‫سريعاً قام بعض الشباب بنزع حديد الشبابيك يف الدور األرضي ليقفز اجلميع خارج املبنى رجاال ونساءاً‬ ‫ً‬ ‫وأطفاال ونتسلق السور احمليط مبباني رابعة ونقفز، ثم اخلروج منه إىل خارج امليدان وسط حشود كثرية‬ ‫قامت باخلروج من خلف مستشفى رابعة، ويف نفس الوقت كانت قوات األمن تقتحم املنصة وما تبقي من‬ ‫أماكن بسيطة من االعتصام.‬ ‫- آية عالء‬ ‫رأيت األهوال فى هذا اليوم .. ألول مرة أرى مخ إنسان مفتت و ملقى على األرض .. و ليس حمفوظاً فى‬ ‫الفورمالني كما كنت أرى يف املشرحة التى كنت أعترب مشاهدها بشعة .. و لكن اتضح لي أن كثرة‬ ‫مذابح وجرائم السيسي ضد املساملني العزل و منظر الدماء و اجلراح .. مل يدع متسعا من الوقت للبكاء أو‬ ‫اإلنهيار أو حتى البقاء دون دور ...‬ ‫32‬
  • 25. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫كانت تأتي الفتاة .. ال تعرف أى شيء عن أجبديات الطب .. تتوسل إلي أنها تود أن تساعد .. فأجبها .. إن‬ ‫متكنت من أداء أي دور .. فافعليه .. حتى أن العديد من الفتيات كن يقمن بدور حامل احمللول ليس إال ..‬ ‫ِ‬ ‫قد يظن البعض أنه دور بسيط .. لكن واهلل .. من كانت تبلل قطع القطن باخلل وتوزعه على املوجودين‬ ‫كانت تقوم بدور يعجز أشباه الرجال عن القيام مبثله ..‬ ‫رأيت العجوز النحيل الذي كان العظم والدم فيه أكثر من العضالت التى ميكن أن حتمل - عبثا- سالحاً‬ ‫.. مستهدفا يف قدميه االثنني .. نزيف ال يتوقف .. و قد استسلم للقدر.!‬ ‫ُ‬ ‫رأيت كمية اجلرحى الذين استهدف القناص ظهرهم يف املنتصف بالضبط .. يف حماولة واضحة جداً‬ ‫لشلهم ..‬ ‫بل رأيت استهداف الرأس والرقبة .. يف عدد مهول من الشهداء ..‬ ‫مخ أحد الشهداء وقد انفصل عن رأسه‬ ‫أكثر ما كان يؤملين منظر األطفال .. أتذكر فيهم صغريتاي .. أتذكر أني قد ال أعود هلم .. أتذكر ماذا‬ ‫لو كانتا معي اآلن ..‬ ‫رأيت الطفلة ذات القميص األمحر ذات الفيديو الشهري .. اليت أتت إلينا خمتنقة من الغاز .. ليست معها أحد‬ ‫من أهلها .. أحضرها أحد اإلخوه لنا .. حماوالت مضنية إلسعافها .. كتب اهلل هلا عمراً جديداً .. لتشهد على‬ ‫جرائم جيش كان من املفرتض أن حيميها .. و ترى نفسها يف الفيديو الذى وثق إنقاذها .. و رأيتها فيما‬ ‫بعد مع أمها يف مركز رابعة الطيب .‬ ‫رأيت «علي» ... ذلك الطفل الصغري الذى وجدته يف املركز اإلعالمي .. ليس معه أحد .. وحول معصمة‬ ‫بالسرت الصق عليه اسم والده ورقمه .. حاولت االتصال عليه كثرياً ولكن مل أفلح يف الوصول إليه ..‬ ‫كان صامتاً .. صامداً .. هادئاً .. لست أدرى أمن هول ما يرى ؟ .. أم من تسليمه بأنه هالك ال حمالة !؟‬ ‫42‬
  • 26. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫- محمد عبد الرازق‬ ‫ومما رأيت سقوط شهيد ثم اجته إليه اثنني حلمله فسقطوا جبواره شهداء، واجته إليهم رابع فسقط هو‬ ‫اآلخر جبوارهم شهيدا!‬ ‫عمارة املنايفة‬ ‫كان على اليسار عمارة مل يكتمل بناؤها وقفت فيها جمموعات للردع تلقي زجاجات امللوتوف على املدرعات‬ ‫ولكنها ال تتأثر نهائياً .. هذه العمارة رأيت بأم عيين أجزاءها تتفتت واخلرسانة تتفجر من جوانبها بطلقات‬ ‫اجلرينوف (الرشاش املتعدد على ظهر املدرعات) (مضاد للطائرات) ... وظل الضرب عليها بال هوادة حتى‬ ‫اقتحموها واعتلوها وقتلوا كل من كان فيها.‬ ‫52‬
  • 27. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫عمارة المنايفة.. رمز البطولة‬ ‫ي‬ ‫- محمد الصنهاو ‬ ‫العمارة اليت أطلق عليها املعتصمون «عمارة املنايفة « تبدو يف اخللف‬ ‫واحدة من أكرب اجملازر اليت ارتكبت حبق اإلنسان يف رابعة ، مامت يف العمارة اليت كانت تسمى «عمارة‬ ‫املنايفة» .. وهي عمارة حتت اإلنشاء يف شارع الطريان قبل « كوك دور « وعلى اجلهة املقابلة لبنزينة‬ ‫موبيل..‬ ‫العمارة وحبسب شهادات خمتلفة كانت حجر عثرة يف وجه تقدم قوات الفض حنو قلب امليدان ... وعلى‬ ‫نهاية اليوم وقبيل اقتحام امليدان بالكامل هومجت العمارة بضراوة بالغة وبشكل جنوني ... طائرات هليكوبرت‬ ‫وقناصة وقصف باجلرينوف .. !‬ ‫متت غربلة العمارة حرفيا واقتحمتها القوات اخلاصة بشكل مسح شامل من أسفلها إىل أعالها وبالعكس‬ ‫ُ‬ ‫..القتل كان اخليار الوحيد ..قتل يف هذه العمارة املئات رجاال ونساء وأطفاال بال أدنى شفقة !‬ ‫مما روي لي من أكثر من أخ ومنهم من جنى من العمارة بفضل اهلل ,, أن ضباط القوات اخلاصة دخلوا‬ ‫العمارة بعد التخلص من الشباب الذين كانوا حيمونها ..‬ ‫كان ضباط القوات اخلاصة يقومون بركل اجلرحى يف بطونهم بقوة ,, ومن يتأوه أو يصدر حركة تنم‬ ‫عن حياة .. يطلقون الرصاص على رأسه .. !‬ ‫هذا األخ الذي جناه اهلل يروي أنه قرر أن يتحمل الضربات دون تأوه أو حركة يصدرها لينجو حبياته أو‬ ‫ماتبقى منها ..‬ ‫قتل باجلملة ، حتريق جثث ، حتريق مصابني ، إجهاز على جرحى بالرصاص ، عمليات إبادة عرقية ،‬ ‫62‬
  • 28. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫قنص ملسعفني ، قنص ألسرى يف طابور االعتقال ، استخدام أسلحة ثقيلة ضد متظاهرين عزل ، حرق‬ ‫مساجد ، حرق مستشفى ..‬ ‫إن ماحدث يف رابعة أقصى آيات الكفر ..‬ ‫لن ننسى ، لن نسامح ، لن نفرط يف القصاص!‬ ‫- د.أحمد سمير الصاوي‬ ‫الساعة 03:11- 00:1 ذهبت لعمارة املنايفة ألساعد معهم يف نقل الطوب ملواجهة مصفحات الداخلية اليت حتاول‬ ‫ُ‬ ‫اقتحام امليدان من ناحية شارع الطريان.. كنا نشعل يف اإلطارات واألخشاب املواجهة هلم حتى ال يتقدموا..‬ ‫صعد أحد اإلخوة على اجلرافة أمام سائقها ليعيقه.. ليتلقي رصاصة يف مكان ال أعرفه ترديه قتيال..!‬ ‫أمام عمارة املنايفة‬ ‫الساعة 00:3-03:3 هجوم شرس بكل أنواع األسلحة على عمارة املنايفة.. اليت كنت فيها حينها.. قنابل غاز،‬ ‫طلقات جرينوف، قنابل الصوت، قناصة.. حتى استوىل عليها ضباط الصاعقة.. وقابلناهم على السلم.. فإذا‬ ‫بهم يصيحون فينا ...»: انزلوا ..بسرررررعة» حتى خرج البعض من التدافع من العمارة.. لتتلقفهم املدرعة‬ ‫اليت كانت يف شارع الطريان من خلفهم بالرصاص احلي.. ألسقط حينها بسبب إصابيت بكتفي األيسر..‬ ‫والكل يسقط وال جيد من ينقذه لضراوة اهلجوم!‬ ‫72‬
  • 29. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫المستشفى الميداني‬ ‫- نجالء صالح‬ ‫امتألت املستشفى امليداني باجلثث متاماً فما رأيتموه يف الفيديوهات وال حاجة!‬ ‫فقد كانت اجلثث يف االربع طوابق كما أن املصابني بدأنا بعالجهم يف املركز اإلعالمي ومسجد رابعة‬ ‫المتالء املستشفي امليداني .. وبدأت املستشفي يف تكفني جثث الشهداء بدون غسل و كتابة أساميهم كما‬ ‫رأينا حيت يسهل تعرف االهالي عليهم .‬ ‫أثناء تكفني الشهيد حسن البنا عيد - تصوير عثمان عدس‬ ‫- د. أمامة الحسيني‬ ‫حتول مسجد رابعة العدوية وقاعة االجتماعيات 2 إىل مستشفيات ميدانية ، وبدأ استقبال املصابني والشهداء‬ ‫بها ، مل يكن املكان يتسع للعدد الضخم من املصابني والشهداء ، فكانت اإلصابات اليت يتم اسعافها ولو مؤقتا‬ ‫ُ‬ ‫تنقل إىل خيام املعتصمني أمام املسجد ومركز رابعة العدوية الطيب ، ورغم ذلك اكتظت القاعة واملسجد‬ ‫جبثث الشهداء وأجساد املصابني امللقاة على األرض ينزفون بغزارة من كل مكان بأجسادهم!‬ ‫ٌ‬ ‫نقلت جثث الشهداء خارج املستشفى إىل قاعة أخرى وإىل داخل املسجد ويف اخليـام ليتسع املكان باملستشفى‬ ‫للمصابني ، وقبل أذان الظهر بدأ حتويل املصابني اجلدد إىل مركز رابعة العدوية الطيب ألن املستشفيات‬ ‫امليدانية مل يعد بها مكان الستقبال أي حاالت جديدة !‬ ‫82‬
  • 30. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫- رقية محمد الخضري‬ ‫دخلنا املركز فإذا به ال خيلو موضع قدم من شهيد أو مصاب !‬ ‫والدماء تغرق املكان ! وزحام األحياء أشد ! صعدنا األدوار العليا فإذا بها أشد وأشد من سابقيها!‬ ‫عدد من شهداء جمزرة الفض‬ ‫- محمود األمير‬ ‫دخلت مركز رابعة الطيب ألحبث عن جثمان شهيد قريب إىل قليب ، فوجدت أغلب األدوار ساحات استقباهلا‬ ‫مملوئة بالشهداء ، مرصوصني جنباً إىل جنب .. وقد علمت فيما بعد أن كل األدوار كانت مليئة على آخر‬ ‫الفض ..‬ ‫ مت ضرب املركز فى أدوار خمتلفة برصاص إخرتق احلائط , فالشهيدة أمساء صقر كانت تقف‬‫وأصابها طلقة فى الرأس اخرتقت احلائط .‬ ‫- أحمد الخولي‬ ‫املستشفى امليداني الرئيسية وهي القاعة اليت تقع على طريق النصر بني املرور وبني مسجد رابعة ... كان‬ ‫قد مر حواىل 54 دقيقة على االقتحام و خيربنى طبيب يف املستشفى أن هناك حواىل (04) روحاً قد أزهقت‬ ‫بواقع حوالي نفس بشرية كل دقيقة ومعظمها بالرصاص احلي ... رأيت بنفسي آثار ذلك الرصاص‬ ‫العجيب وهو يقطع من اللحم قطعاً يف أماكن اإلصابة ... شيء ال ميكن تصوره .. ولن أحتدث عن كم‬ ‫ُّ‬ ‫ً‬ ‫األطفال والرضع الذين وجدتهم يف حاالت اختناق من الغاز ..‬ ‫92‬
  • 31. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫خرجت من املستشفى لعلي أترك مكاني ملصاب حيتاجه .‬ ‫تصوير سارة عالء‬ ‫- دعاء عويضة‬ ‫عندما وصلت لباب املستشفى امليداني هالين ما رأيت فالشارع الذي كان مليئاً باخليام النابضة باحلياة‬ ‫صار كل مافيه رماداً والرصاص يتطاير يف كل مكان، شكل األرض جعلين أشعر بالدوار فكان عليها‬ ‫خليط من الرماد املختلط باملاء يف حماوالت إطفاء احلريق وكسا كل هذا دماء غزيرة وكانت اجلثث‬ ‫واملصابني تنهال على املستشفى حتى أن السائر خيشى أن يعطل مرورهم املستمر.!‬ ‫تصوير سارة عالء‬ ‫03‬
  • 32. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫- عبداهلل مصطفى‬ ‫نزلت املستشفى قعدت أصور اجلثث واملصابني .. حلد ما مدرعة أمن مركزى دخلت على املستشفى ورمت‬ ‫قنبلة غـاز جوه املستشفى وبعدين ضربت حي باملتعدد على املستشفى !‬ ‫رغم إن املستشفى مكنش فيها غري يا إما : جثث .. مصابني .. دكاترة .. صحفيني .. ناس بتساعد وبتنقل‬ ‫املصابني واجلثث .!‬ ‫املهم يف اللحظة دي ملا ضربوا حي على املستشفى .. اإلزاز إتكسر بتاع املستشفى ووقع أكرت من 6 شهداء‬ ‫منهم واحد كان واقف جنب منـي خد طلقة يف دماغه، واملصابني كانوا باجلملة !‬ ‫فضل ضرب احلي مستمر من 7 : 01 دقايق متواصلة كله نام يف األرض وقتها وكان الطوب بيطلع من‬ ‫احليطة خيبط ف دماغنـا .. ورموا قنبلة غاز تانية ..‬ ‫بعد ما خلص ضرب النار احلي بدور على ( عمر ) جنبى ملقتوش جنبى فضلت أنادى عليه ملقتوش ..‬ ‫روحت نازل يف الدور اللي حتته هرباً من الغاز وطلعت تانى على السلم من الناحية التانية .. ببص على‬ ‫الباب التانى من الناحية التانية للمستشفى لقيتهم ولعوا النار من ناحيته والناس بتقول الطريق ده غري‬ ‫آمن حمدش خيرج منه‬ ‫املهم يف اللحظة دي كانوا جنود األمن املركزى دخلوا املستشفى وقالوا اللي هنشوفه قدامنا هنموته !‬ ‫د. أحمد اسماعيل‬ ‫نزلت إلي الطابق األول وما هي إال حلظات حتى أعلن د.هشام إخالء املستشفى وانتقل األطباء إىل املركز‬ ‫اإلعالمي وقاعة 3 وقاعة 2 اللتان مت حتويلهما إىل مستشفيات بعد عجز املستشفى الرئيسي، وكانت‬ ‫املستشفى يف هذا الوقت متتلئ باملصابني وقاعة 2 ضجت بالشهداء ومجيع أدوار املستشفى امتألت بالشهداء‬ ‫واملصابني .‬ ‫يف حوالي الساعة اخلامسة والنصف أصبح القصف غري حمتمل فقررنا نقل أدواتنا الطبية ومقرنا إلي‬ ‫داخل مستشفى رابعة العدوية التخصصي ومحلنا ما نستطيع وجرينا بأقصى ما نستطيع وما إن اقرتبنا من‬ ‫سالمل املستشفى حتى وجدنا الرصاص ينهمر على البوابات وحيطم بوابات املستشفى وأخربنا املوجودون‬ ‫أن طائرات الداخلية قامت بعملية إنزال على أسطح املستشفى وأن ضباط الداخلية يلقون القبض على‬ ‫املصابني ..‬ ‫ويف مشهد مريع قام املصابون بإلقاء متعلقاتهم من النوافذ وبدأنا منهد هلم ببعض الرمال وبعض الشنط‬ ‫وبدأوا يقفزون من نوافذ املستشفى خوفاً من االعتقال يف مشهد كئيب ال تراه يف تل أبيب!‬ ‫وبعد ما رجعنا إلي اخللف بسرعة بعد أن مت إطالق الرصاص على البوابة الزجاجية ملستشفى رابعة‬ ‫13‬
  • 33. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫التخصصي دخلنا إلي اخليام ألجد مشهداً رهيباً.. اخليم كلها متتلئ بالشهداء واجلرحى الذين ينتظرون‬ ‫نظراً ألن أعداد املصابني كانت مهولة وتفوق أي قدرة طبية.. يف هذا الوقت كانت معظم املباني حترتق..‬ ‫املستشفى مبا حوهلا، وأصوات اإلنفجارات مستمرة.‬ ‫- د. أمامة الحسيني‬ ‫دخلت إىل املستشفى ألجدها حترتق ، حبثت عن أهلي حيث كانوا جيلسون فلم أجدهم ووجدت املكان‬ ‫يشتعل بالنريان بدءا من املكيف ،كان ال يزال باملكان مصابني مل يتم نقلهم بعد ، خرجت من باب املستشفى‬ ‫(قاعة االجتماعيات 2) ألجد رفيقاتي خارجات من باب املسجد ،‬ ‫أما يف مركز رابعة كان األطباء جيربون على ترك املصابني واخلروج ، حتى إن كانوا يف وسط عملية‬ ‫جراحية !!‬ ‫الشهيدة أمساء حممد البلتاجي يف غرفة العمليات‬ ‫- د. فاطمة بياض‬ ‫وفجأة بدأ صوت زخات الرصاص يقرتب وأصبحت املستشفي والقاعة ذاتها مستهدفة بدأت طائرات‬ ‫اهلليوكوبرت ترمي علينا قنابل الغاز وكما كانت خطة الطوارئ التخلص من كل ما يدل علي هويتك‬ ‫الطبية ولبس املالبس املدنية بدل السكراب ( لبس العمليات لألطباء )‬ ‫جالنا اخلرب أننا ممكن حنول اجلرحي علي مركز رابعة الطيب ..‬ ‫و أول ما بدأنا التحويل مسعنا.. تاك تاك تاك.. زخات رصاص مع قنابل غاز علي كل من يقرتب من‬ ‫23‬
  • 34. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫الباب األمامي للمركز الطيب.. أضطررنا إىل استخدام باب املركز اخللفي واحنا موطيني رأسنا عشان ال‬ ‫يطولنا عيار طائش .. ودخل األطباء املتطوعني من املستشفي امليداني ومشروا سواعدهم ألن املركز أصال‬ ‫كان عنده خرب باحتمال عملية الفض ومش فيه غري طبيب واحد وممرض واحد !!!‬ ‫وطبعا أول ما اخلرب وصل أننا نقلنا رابعة الطيب حتول اجلرحي علينا تلقائيا ...‬ ‫أغلب اإلصابات كالعادة قاتلة لكن وجود غرفة عمليات أعطي أمل ملن حيتاج تدخل جراحي ..‬ ‫أحد مصابي جمزرة الفض‬ ‫وصل األمر إلي أن مت وضع سريرين عمليات داخل الغرفة الواحدة ..‬ ‫ملا طلعت فوق لقيت جريح علي كل سرير وعلي األقل ثالث جرحي على األرض يف نفس الغرفة انتظارا‬ ‫لدورهم يف اجلراحة ..‬ ‫و طبعا عدد اجلراحني ال يكفي وال إمكانيات الغرفة تغطي ما حيدث !!‬ ‫خرجت من غرفة العمليات وجدت طرقة العمليات أمام غرف العمليات مرصوصة جرحي مبختلف درجات‬ ‫اإلصابة بني متوسط وعنيف لكن باملقاييس الطبية واجلراحية جرحي مرجو فيهم أمل الشفاء .‬ ‫و فجأة ..‬ ‫جدران املستشفي اهتزت بقنبلة ال أعرف نوعها ولقينا قنابل الغاز بترتمي جوه مدخل املستشفي وأيقنا‬ ‫باهلالك ... طليت من الشباك اخللفي لقيت كلهم جرحي وأهاليهم ، قلت هلم فيه اقتحام للمستشفي‬ ‫وهيقبضوا علينا ..‬ ‫ورجعت تاني يف ساحة املستشفي لقيت ضابط قوات خاصة البس أسود ومعاه بندقية .. يا ريت ما حدش‬ ‫يسألين هيا آلي و ال ال ! عشان جهلي الشديد باألسلحة ال يفتضح .. وصرخ فينا اخرجوا فوراً ... فصرخنا‬ ‫إحنا دكاترة ودول جرحي مش هنقدر نسيبهم ورانا .. فرد مبنتهي الصرامة والقسوة يا خترجوا يا ترقدوا‬ ‫33‬
  • 35. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫جنبهم وكان فيهم جرحي كل اللي فيهم كسر من طلق ناري، فأحد االطباء حب يسحبه معه، فالضابط‬ ‫هدده إنه لو أخده هيكسر له رجله و يرقد معه ..‬ ‫املوقف كان فاشل واخلذالن يسيطر عليه .. وجدت إنه ما يف طريقة غري أني أشوف املوقف ماشي لفني..‬ ‫لقيته بيخرج الطقم الطيب من الباب األمامي للمركز واللي بيطل علي شارع أنور املفيت .. رحت غافلتهم‬ ‫ورجعت تاني جلنينة املستشفي من الباب اخللفي للمركز عشان أكون مع اجلرحي اللي يف اجلنينة‬ ‫لغاية آخر حلظة!!‬ ‫لقيت منظر مفزع ... كل حاجة بتتحرق ... املسجد واملستشفي امليداني واملركز اإلعالمي !!!‬ ‫- د. أحمد فهمي‬ ‫مسعنا إن (كالب الداخلية) خيلون املستشفى من املوجودين فيها صعدت ألطمئن على فريق املستشفى‬ ‫اإلداري كانوا يف الطابق اخلامس تقريبا رائحة الغاز قاتلة .. هل وصلت درجة اإلجرام إىل هذا ؟ غاز‬ ‫ورصاص حي على املستشفى نزلت مع بعض األطباء إىل األسفل ، وحنن حناول إخالء املستشفي من‬ ‫املصابني والشهداء.. املأساة أنك الجتد من حيمل املصابني .. تركنا خلفنا مصابني يلفظون أنفاسهم .. مل‬ ‫نستطع محلهم معنا .. اطلقوا على بعضهم الرصاص أمامنا !‬ ‫- د. لمياء ماير‬ ‫يف التاسعة صباحاً جاءت مسرية .. حيث كنت خمتبئة ، فخرجت معهم إىل شارع الطريان ثم املسجد ثم‬ ‫املستشفى امليداني من جديد وهالين ما رأيت !!‬ ‫ساعة واحدة فقط تركت فيها املستشفى وعدت ألجد املمر اخلارجي حيث كنت أعمل، مقلوبا رأسا على‬ ‫عقب، األسرة مقلوبة وشكائر اجلبس منفجرة واجلبس يغطي األسرة والدواليب اليت بعثرت حمتوياتها‬ ‫واألرض والزرع وكل شئ!!!‬ ‫سألت كثرياً عما حدث ال أحد يعرف، ومن يعرف مات أو هرب، بعضهم قالوا لي رموا على املمر قنبلة ،‬ ‫وبعضهم قال لي أنها قنبلة غاز يف قلب املمر..ال أعلم حتى اآلن ماذا حدث !‬ ‫دخلت قاعة واحد ألجد نفس ما تركت، عشرات املصابني واجلثث واإلسعافات قاصرة حد العدم !‬ ‫زمالئي يصارعون حياربون .. عملت معهم قدر وسعي وأنا يف شبه غيبوبة شعورية أحترك كاآللة !‬ ‫ثم صدر أمر من جديد بنقل كل اجلرحى واملصابني وعدد اجلراحات واألدوية ملركز رابعة الطيب خلف‬ ‫املسجد وإخالء املستشفى امليداني ومت ذلك وأنا منهارة على األرض ..‬ ‫وجدت القاعة 2 مليئة باجلثث .. والقاعة 3 مليئة باجلثث واجلرحى !‬ ‫43‬
  • 36. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫غادرت املستشفى امليداني احلبيبة وهي خاوية إال من عدة نساء ناموا إرهاقا وطبيبني وبعض العاملني يف‬ ‫اجلرد ..‬ ‫أخذت بعض املستلزمات من الصيدلية وذهبت إىل مركز رابعة وهناك رأيت اهلول بعينه .. مخسة أدوار من‬ ‫القتلى واجلرحى والصفارات تدوي بال توقف «افسحوا الطريق» والرصاص ينهمر بال توقف ولو دقيقة !‬ ‫حوصرت داخل مستشفى رابعة حيث كان القصف أمام بابها الزجاجي الرئيسي «الذي حتطم متاماً من‬ ‫الرصاص بعد أن استهدفوه مباشرة» وكذلك أمام بابها اخللفي الصغري .. ثم بدأ قصف املستشفى من‬ ‫الداخل بالغاز حتى اختنقنا مجيعا ..‬ ‫هبطت للدور حتت األرض حيث رش أحدهم البيبسي على وجهي وأعطاني املياه ألشرب .. صعدت جمددا‬ ‫أنا وأحد األخوة لنجد الدور األول قد صار بركة كبرية من الدماء واملدرعة أمامنا مباشرة تنادي باخلروج‬ ‫اآلمن !‬ ‫استخدام البيبسي للتخفيف من أثر الغاز‬ ‫شد يدي وخرجنا مع من خرجوا رافعي أياديهم لفوق، فانهمر الرصاص فعدت ركضا للمستشفى‬ ‫وأخربته أنهم سيعتقلون كل من خيرج من هنا .. فجازفنا باخلروج من ممر املوت اآلخر حنو املستشفى‬ ‫امليداني واملسجد .. فهالين ما رأيت من إحراق املستشفى امليداني بوحشية غري طبيعية .. هالين الدخان‬ ‫األسود الكثيف .. هالين احتشاد الرجال والنساء واألطفال يف يوم حشر مصغر، بني القاعات اليت بدأت‬ ‫باإلحرتاق و بني املسجد .. رأيت إنكسار الرجال .. رأيت قتل املصريني يف الشوارع واملساجد واملستشفيات ..‬ ‫رأيت حرق السيدات واألطفال!‬ ‫رأيت إبادة مجاعية !‬ ‫األشجار حرقت، املسجد حرق، املستشفى حرقت، اخليام حرقت ..‬ ‫53‬
  • 37. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫هل استخدموا النابامل؟ رمبا استخدموه ألن احلرق كان غري طبيعي، غري طبيعي أن حيرقوا كل هذا‬ ‫بعود ثقاب وعصا ملوثة باجلاز .. غري طبيعي كم األعضاء احملرتقة اليت رأيتها !‬ ‫هل قتلوا األحياء؟؟؟ نعم قتلوهم بالرصاص مباشرة أو حبرقهم أحياء ليتخلصوا حتماً من شهادتهم على‬ ‫ما جرى !‬ ‫د.أحمد الصروي‬ ‫الطائرات رصدت احتماء بعض املعتصمني باملستشفى امليداني فتم ضربه بالرصاص عدة مرات وكنا‬ ‫مجيعا منبطحني من شدة الضرب ثم قنابل الغاز .. وأخريا اقتحمت قوة املستشفى وضربت قنابل الغاز من‬ ‫مسافة 5 أمتار بني أسرة املستشفى اليت تعج باملصابني .‬ ‫مت اعتقال كل االطباء والصيادلة واملتطوعني وبينهم طلبة بكلية الطب وكل املصابني باختناقات ...‬ ‫املصابني بالرصاص ال أحد يعلم مصريهم وبينهم 4 حاالت خطرة .. ثم أحرقت املستشفى بالكامل مبا فيها‬ ‫من أدوية وأجهزة ومستلزمات وال أعلم هل تبقى مرضى داخلها أم ال !‬ ‫صورة للمستشفى امليداني بعد احرتاقه‬ ‫- د.حسن البرنس‬ ‫قوات االنقالب عندما دخلت املستشفى اقتحمت غرفة العمليات ومنعت الطاقم الطبى من استكمال‬ ‫العمليات للمصابني على طرابيزة العمليات وبطونهم مفتوحة الستخراج الرصاص احلى منها.. مستشفى‬ ‫رابعة مخسة أدوار امتألت جبثامني الشهداء حتى سالملها، وال موضع لقدم إال بصعوبة بالغة بينها .‬ ‫مت حرق مئات من جثامني الشهداء فى املستشفى.. وجمموعة أخرى مت حرقها أمام طيبة مول.‬ ‫63‬
  • 38. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫- نهلة الحداد‬ ‫يوم الفض بعد ما الشرطة اقتحمت بالرصاص احلي عيادات رابعة اللي كنا فيها وأخلوها وطلعونا من‬ ‫الشارع اللي وراها .. فضلنا واقفني مرتقبني إيه اللي هيحصل وكان بعض األهالي شايلني والدهم الشهداء‬ ‫واملصابني على إيديهم وماشيني بيهم يف الشارع بيدوروا على عربيات حيطوهم فيها أو يلحقوهم .. ساعتها‬ ‫شفت نار خارجة من مبنى العيادات .. طلعت أجري على املبنى حلد ما وقفين ضابط قافل الشارع فبصرخ‬ ‫وبقول له : الدور الي طالع منه نار ده انتو ولعتوا فيه؟!!‬ ‫قال لي : أه ..‬ ‫قلت له : بس ده فيه مصابني يف األوضة اللي جوا أنا مصوراهم بنفسي ..‬ ‫قال لي : ال إحنا اتأكدنا إنهم كلهم أموات ..‬ ‫قلت له : ال أنا متأكده ..‬ ‫رد: خالص ماشوفناهمش !‬ ‫وبعدها تأكدت أن بعض هؤالء املصابني لقوا حتفهم وهم يصارعوا النريان وكانت جثثهم وأذرعتهم‬ ‫خمشبة وهي ممتدة وملتوية غري جثث الشهداء املتفحمة على هيئتهم وهم نائمني ..‬ ‫تصوير نهلة احلداد‬ ‫- مصطفى خضري‬ ‫مكثت يف أحد الشوارع اجلانبية خلف مستشفى رابعة جبانب إحدى املستشفيات امليدانية واليت مت إنشاؤها‬ ‫على عجل ألتابع ما حيدث، مسعت ما يندى له اجلبني عن حرق املستشفى امليداني باملصابني والشهداء‬ ‫73‬
  • 39. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫واألطباء على حد سواء، كنت غري مصدق ملا يقال، كنت أعتربها مبالغات، مل أتصور أن يقوم بهذا الفعل‬ ‫مسلم أو مصري أو إنسان، تشجعت ألشاهد بعيين ما حيدث، بعض اجلنود الذين يرتدون زي القوات‬ ‫اخلاصة يتبخرتون خيالء بني األنقاض وكأنهم حرروا القدس، تسللت إىل املستشفى امليداني، اجلثث‬ ‫متأل حميط املسجد، هليب النريان يلتهم املستشفى امليداني، األصوات تتعاىل «ساعدونا لنقل جثث الشهداء‬ ‫قبل أن تلتهمها النريان» كنت كاملغيب ال أعرف ماذا أفعل، حاولت تصوير ما أراه يف ظل الدخان الذي‬ ‫ميأل املكان، حاولت املساعدة يف محل جثامني الشهداء، الشهداء ميألون مجيع القاعات، اإلبتسامة متأل‬ ‫وجوههم، وجدت أحد الضباط برتبة عقيد مرتدياً زي اجليش، قلت له باهلل عليك ساعدنا يف نقل جثامني‬ ‫الشهداء، أعدادنا قليلة واجلثامني متأل مجيع طوابق املستشفى، ومجيع اخليام املنصوبة يف جوار املسجد،‬ ‫تلعثم واضح يف كلماته، يكاد يبكي، قال لي أنه يريد أن يساعدني بأي شئ، ولكن ماذا يفعل، طلبت منه‬ ‫سيارات لنقل اجلثامني، وعدني بإحضار سيارات إسعاف خلف مركز رابعة الطيب، ذهب ومل يعد، وجدت‬ ‫أحد اجلنود يصور اجلثث بكامريا فيديو حديثة «تصوير ليلي» استفسرت منه عن ما يعمل قال لي تعليمات،‬ ‫حاولت املساعدة يف نقل اجلثث احملرتقة يف املستشفى امليداني على قدر املستطاع،املسجد حيرتق وأصوات‬ ‫اإلنفجارات تتعاىل هامجتنا القوات اخلاصة وأطلقت النريان احلية حتى متنعنا من نقل الشهداء، سقط‬ ‫شهيداً من كان حيمل الشهيد .!‬ ‫َ‬ ‫- د. حسن البرنس‬ ‫ثم أم اجلرائم إشعال حريق ضخم باملستشفى مبن فيه من مصابني وجثاميني الشهداء إلخفاء جزء من‬ ‫اجلرمية !‬ ‫83‬
  • 40. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫شاهدة في مستشفى رابعة‬ ‫- إيناس عبداهلل‬ ‫املشهد يف حميط املستشفى امليداني كان مأساوياً .. املصابون على السالمل ال يوجد مكان هلم بالداخل‬ ‫وكنت أقف أمام باب املستشفى وجبانيب أحد املراسلني األجانب حني وصل شاب مصاب يف رأسه وبطنه‬ ‫مسنود على شخص آخر ، وفجاة بدأ الدم خيرج من فمه بشده وهو يكح وصديقه يصرخ بصوت عال‬ ‫دكتور بسرعة حتى وصلت طبيبة منتقبة إليه كانت يف طريقها إلسعاف آخرين وهي األخرى ملا الحظت‬ ‫حالته صارت تصرخ إسعاف إسعاف.‬ ‫داخل املستشفى اجلثث كانت بالعشرات واألطباء يركضون يف كل مكان إلسعاف من يقدرون على‬ ‫إسعافه، كانت املستشفى تعاني من نقص ألنابيب األكسجني واألربطة الضاغطة هذا خبالف تكدس‬ ‫اجلرحى واجلثامني ومل يعد هناك مكان الستقبال املزيد.‬ ‫اجلثث كانت مكفنة ومرتاصة إىل جوار بعضها وحوهلا سيدات يبكني وأخريات تقرأن القرآن وتدعني‬ ‫للمتوفني.‬ ‫وصلت إىل باب املستشفى ومل أمتكن يف البداية من الدخول ألن األعداد كانت كبرية بها، وكان هناك‬ ‫ً‬ ‫أطباء يصرخون حمدش يدخل الناس هتموت مفيش مكان وال نفس، وفعال املكان بالداخل كان مزدمحاً‬ ‫واملشهد كان رهيباً، عشرات اجلثث على األرض والدماء أنهار.. كنت امشي ببطئ خوفا من أن أتزحلق يف‬ ‫الدم، رائحة الدماء جعلتين أشعر أنين داخل جمزرة وليس مستشفى، وكل ثانية يدخل أشخاص حاملني‬ ‫قتلى ومصابني!‬ ‫صعدت إىل الطابق الثاني وعلى السلم كان هناك مصابون كثريون، بعضهم نائم على السلم واآلخر‬ ‫جالس وبيده حماليل طبية، ويف األعلى مل خيتلف الوضع كثرياً شاهدت بداية الدور الثاني سيدة على‬ ‫األرض جبانب زوجها تبكي بعد وفاته وهناك من كان يواسيها، وأكملت الصعود ويف كل طابق كانت‬ ‫اجلثث على األرض يف كل مكان حتى وصلت إىل الطابق السادس واألخري وكان عدد املصابني فيه كبرياً‬ ‫وكلهم نيام على األرض حتى ال يصابون بطلقات الرصاص اليت خترتق شبابيك املستشفى.‬ ‫بقيت يف الدور السادس حوالي الساعة وكنت أنظر من وراء أحد الشبابيك خفية فوجدت قناصة الشرطة‬ ‫أعلى أسطح العمارات احمليطه برابعة، وحينها بدأت قوات األمن يف استهداف املستشفى وإطالق الرصاص‬ ‫على بابها حتى حتطمت البوابة الزجاجية، ثم حدث انفجار كبري هز مبنى املستشفى وبدأ األمن يف ضرب‬ ‫القنابل املسيلة للدموع داخل السور، ووجدت األطباء يطلبون من كافة املصابني حماولة النزول سريعاً ألن‬ ‫الشرطة على وشك اقتحام املبنى.‬ ‫93‬
  • 41. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫ترددت أول األمر يف ترك املكان بعد ما شاهدت من مصابني مل أستوعب كيف سنرتك كل هؤالء يواجهون‬ ‫مصريهم مع الشرطة واهلل أعلم ماذا سيفعلون بهم.‬ ‫قال لي أحد األطباء إنزلي بسرعة وإال هتموتي، ورأيت شخصاً مصاباً يف قدمه حياول بصعوبه السري‬ ‫للنزول واخلروج من املستشفى، ومل أمتكن من مساعدته ونزلت، كان الدخان قد مأل كل الطوابق وبدأت‬ ‫أختنق، وأنا أنزل السالمل مسرعة ومعي عدد كبري من املعتصمني، ورأيت سيدة كبرية حتمل ابنها الشاب‬ ‫املصاب خوفا عليه وتركض على السلم حتى خترج به حياً، وملا وصلت الدور الرابع مل أعد أرى إال دخاناً‬ ‫أبيض وضاقت أنفاسي، وعيناي تدمع من الغاز املسيل للدموع وبدأت أترنح ووقفت على جانب السلم فقام‬ ‫ً‬ ‫أحد األطباء باالمساك بيدي وقال لي انزلي بسرعة وأعطاني منديال به خل حتى خيفف من أثر الغاز،‬ ‫بعد ثوان أكملت النزول وكان الطريق مكدسا باملصابني، وكان هناك مصابون على األرض حياولون‬ ‫التنفس بصعوبة من كثرة الدخان ومل يكن معهم أي طبيب أو مسعف، كنت أحس أن قليب سيتوقف‬ ‫مما أشاهده، وأكثر ما آملين عجزي عن إنقاذ أي مصاب، فمنهم من كانت إصابته ليست خطرية ومل يكن‬ ‫حيتاج سوى أحد يساعده على اخلروج.‬ ‫ملا وصلت الطابق األرضي اقتحمت مدرعات األمن باب املستشفى ودخل ضباط األمن املركزي بأسلحتهم‬ ‫إىل داخل املستشفى، وكانوا يصرخون يف األطباء باخلروج، ورأيت شاباً جبوار صديقه املصاب وملا رأى‬ ‫القوات تدخل إىل املستشفى انهار على األرض باكياً، وتوسل إىل أحد الضباط أن يرتكه مع صديقه حتى‬ ‫ال ميوت، لكن الضابط أمسك به وألقاه خارجاً، وكان هناك طبيب يشرح للضابط أن هناك مصابني‬ ‫بالعشرات يف الطوابق العليا لكن الضابط مل يرد عليه وصرخ يف اجلميع أن خيرجوا من املستشفى.‬ ‫وقفت عند الباب ومل أعد أستطيع احلركة .. قدمي ال حتملين أن أمشي وأترك كل هؤالء املصابني بني‬ ‫يدي من ال يرحم، كانت متر على وجوه اجلرحى وأنا أنزل السلم وهم ينظرون إلينا وكأن لسان حاهلم‬ ‫ّ‬ ‫ال ترتكونا منوت، آخر ما رأيته هو رجل كبري مصاب يف قدميه االثنتني وجيلس على كرسي متحرك‬ ‫وأحد األطباء خيرج به وعند وصوهلم لسلم باب املستشفى قام ضابط بشده بقوه حتى سقط على السلم،‬ ‫ِ ِ‬ ‫وكان يصرخ من األمل، والناس يقولون له حسيب اهلل ونعم الوكيل.‬ ‫04‬
  • 42. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫قتلى ومصابين .. وال إسعاف !‬ ‫- عزة مختار‬ ‫بعد أربعني دقيقة تقريبا من بداية األحداث الدموية أعلنت املنصة أن عدد الشهداء أربعني شهيدا، أي‬ ‫إنه مبعدل شهيد كل دقيقة، انهالت على املستشفى امليداني مبرور الوقت جثث مل نعد نعرف حصرها،‬ ‫ومصابون باآلالف ومل نر ككل مرة اإلسعاف حيمل أحدهم أو خيرج به.‬ ‫- عمرو الندري‬ ‫مبجرد وصولي للبوابة املوجودة خلف طيبة مول بدأ وصول املصابني.. أول مصاب رأيته كان نصف وجهه‬ ‫مفجر بالكامل «مفرغ» وكان ال يزال على قيد احلياة، وخالل دقائق تبعه مصابني آخرين بالرصاص‬ ‫احلي إما يف الرأس أو الصدر أو يف اجلسم، وكان املشرتك بينهم هو تفجر املكان املصاب بشكل بشع، أحسب‬ ‫أغلبهم من الشهداء.. نظراً لصعوبة وصول سيارات اإلسعاف وازدياد عدد املصابني والشهداء اضطر شباب‬ ‫امليدان لنقل املصابني والشهداء على العربات اخلشبية اخلاصة بالباعة اجلائلني.‬ ‫- إيناس عبداهلل‬ ‫ً‬ ‫أول ما شاهدته عند أحد مداخل االعتصام هو شاب يركض حنوي وكان حيمل رجال كبرياً يف السن‬ ‫أصيب يف رأسه ويصرخ إسعاف، وشريط من الدم على األرض نتيجة النزيف الشديد من رأس الرجل،‬ ‫ولألسف مل تتوافر أي سيارة إسعاف ألن الرصاص املتطاير يف كل مكان منع رجال اإلسعاف من الوصول‬ ‫إىل داخل االعتصام، ومل يستطع الشاب إال وضع الرجل على الرصيف حيث لفظ أنفاسه األخرية على‬ ‫األرض.‬ ‫رأيت شيخاً عجوزاً ميتاً على األرض وكمية كبرية من الدماء حول رأسه، وجبانبه جثث أخرى كثرية،‬ ‫وبعد دقائق دخل شباب حيملون صديقاً هلم وجسده مغطى بالدماء ووضعوه على األرض وكانو يبكون‬ ‫بشده ويتوسلون إىل األطباء أن يسعفوه، اقرتبت منه وجدته ينطق الشهادة وإصبعه إىل أعلى لكنه فارق‬ ‫احلياة قبل وصول أي طبيب!‬ ‫- عمر الفاروق‬ ‫ُ‬ ‫مل يكن اإلسعاف متعاوناً معنا.. كان يقف ليشاهدنا نقتل دون أدنى تدخل! !‬ ‫خرج املسعفون التابعون للمستشفى امليداني بزيهم املميز حياولون القيام بالدور املنوط بهيئة اإلسعاف‬ ‫14‬
  • 43. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫القيام به؛ محلوا رايات بيضاء ولوحوا بها للعسكر يريدون أن خيربوهم امسحوا لنا فقط بنقل املصابني‬ ‫خارج املستشفى لننقذ حياتهم.. لكن ال حياة ملن تنادي! !‬ ‫يئس املسعفون من استجابة قوات العسكر.. حاولوا هم اخراج املصابني على نقاالت املستشفى.. فور اقرتابهم‬ ‫من بوابة اخلروج مت قنص اثنني منهم بشكل مباشر، وكان مصريهم‬ ‫هو نفس مصري اجلثامني واإلصابات اليت أرادوا نقلها.!‬ ‫- د.أحمد سمير الصاوي‬ ‫تأخذني (فيسبا) ملستشفى أقامتها اهلالل األمحر يف حضانة بنفس الشارع.. أسعفتين الطبيبة هناك‬ ‫سريعا.. حتى بدأ اهلجوم يف خالل 5 دقائق من إصابيت على املستشفى.. اختبأ اجلميع وراء أسوار احلضانة..‬ ‫وعندما هدأ الضرب أعلنت الطبيبة أنها ستغادر املكان هي ومساعديها الثالثة.. ألنها ال ميكن أن تعمل يف‬ ‫هذه الظروف (رغم رفع علم اهلالل األمحر على املستشفى.. والذي يعترب يف األعراف الدولية.. مانعاً قوياً‬ ‫للهجوم عليها) ثم غادرت املستشفى مع الطاقم الطيب.. وال أعلم مصري باقي املصابني الذين كانوا معي‬ ‫حينها..!‬ ‫- عمرو الندري‬ ‫عند الشارع اجلانيب الذي خرج منه الكثريين خلف مستشفى رابعة تواجد الكثري من املصابني والشهداء‬ ‫على األرصفة وكانت أعدادهم تتزايد، وعلمت فيما بعد أنه قد مت إخراج بعضهم من املستشفى امليداني،‬ ‫ومت إحراقه بعد ذلك ..‬ ‫كان الوضع مأسأوياً للغاية، عدد كبري من املصابني ممددون يف الشارع ينزفون وال جيدون من ينقلهم‬ ‫للمستشفيات، وتوافد بعض األشخاص بسياراتهم لنقل املصابني والشهداء.!‬ ‫د. هانئ نوارة‬ ‫يف فض رابعة مل يكن هناك أي دور لإلسعاف، وقد قمت بنفسي باالتصال جبميع من نعرف يف وزارة‬ ‫الصحة للتدخل بإرسال اإلسعاف ولكن دون جدوي!‬ ‫وكانت اإلجابات تأتي بصورتني :‬ ‫أن املعتصمني يهامجون عربات اإلسعاف .. أو أن هناك أمر من اجليش بعدم التدخل !‬ ‫وصرح وزير صحة سابق بأن األصل يف مثل هذه املواقف أال يتدخل اإلسعاف إال بعد إنتهاء القوات األمنية‬ ‫من حتقيق اهلدف من مهمتها !!‬ ‫وهذا كالم خطري جداً .. معناه أن اهلدف ليس إخالء امليدان ولكن إبادة املعتصمني !‬ ‫24‬
  • 44. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫مل أكتفي بهذا، ولكن تواصلت مع زميل لزوج ( مها الرباط ) وزيرة الصحة حبكومة اإلنقالب د. مصطفي‬ ‫مرتني ، ويف كل مرة كان يقول أن املعتصمني هم الذين يهامجون اإلسعاف !‬ ‫وهناك مسعف قام مبحاولة إنقاذ ملا يستطيع، ولكن مت قنصه !‬ ‫ابراهيم العزب – مسعف .. مت قنصه أثناء أداء واجبه !‬ ‫كما قام د. مجال عبد السالم األمني العام لنقابة أطباء مصر – حبسب تصرحيه يف مؤمتر صحفي عقد‬ ‫يف دار احلكمة يف اليوم التالي للفض - بالتواصل مع د. حممد سلطان رئيس مرفق اإلسعاف، والذي أخربه‬ ‫يف أكثر من اتصال أن وزارة الداخلية ترفض دخول سيارات اإلسعاف مقر االعتصام.‬ ‫كما صرح عبد السالم أن أول سيارة إسعاف حاولت دخول مقر االعتصام من ناحية شارع الطريان، أطلق‬ ‫عليها النار من قبل الشرطة، مما تسبب يف إصابة املسعف.‬ ‫وأكد أن النقابة حاولت التواصل مع وزيرة الصحة، خالل األحداث إال أنها مل تفعل شيئا، وأشار إىل‬ ‫أن النقيب الدكتور خريي عبد الدايم قام باالتصال بها حنو 02 مرة، وكان ردها أن املعتصمني هما من‬ ‫يطلقون الرصاص على عربات اإلسعاف.!‬ ‫34‬
  • 45. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫ّ‬ ‫أسلحة الفض‬ ‫- د. محمد عصام منصور‬ ‫األباتشي طايرة فوقنا وبتصطاد أي واحد ماسك كامريا أو بيصور مبوبايل.. أول مرة أشوف بعيين‬ ‫الطيارة األباتشي بتضرب.. بتضرب دكاترة ومهندسني وستات وأطفال!!‬ ‫بعد كده عرفت إن الطيارة اصطادت فعال كل املصورين وكمان كان فيه ناس مدسوسني بيشاوروهلا‬ ‫على بعض الشخصيات اللي كانت بتطلع عاملنصة.. منشد.. شاعر.. هتيف.. وتصطاده!!‬ ‫- نجالء صالح‬ ‫رأيت الطائرات ترمي علي املنصة قنابل غاز وتقنص شباب عليها !‬ ‫تصوير مصعب الشامي‬ ‫- أحمد الخولي‬ ‫بينما كانت أسلحة الداخلية تتنوع بني اآللي الكثيف جدا وقنابل الغاز وقنابل الصوت واخلرطوش‬ ‫باإلضافة للقنص الذى حييط بك من كل مكان ... وكانت هناك طائرة تقف على ارتفاع منخفض .‬ ‫- اسماعيل عرفة‬ ‫رصاص من كل األنواع .. جرينوف - آلي - طبنجات - خراطيش - قنص من عماير ومروحيات .‬ ‫44‬
  • 46. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫- عماد الدين السيد‬ ‫كان امليدان فيه خطوط قنص كتري ... قناص كدة يقف وياخد له خط بيقطع امليدان وأي حد يعدي‬ ‫يقنصه فوراً ... علشان الناس متتجمعش وتفضل متفرقة يف جمموعات قصرية ويقطع كل خطوط‬ ‫اإلمدادات واملساعدات ... وشفنا ناس كتري ماتت قدامنا يف خطوط القنص دي ... وجربت ألول مرة أجري‬ ‫بسرعة وأوطي راسي على أمل إن القناص ميلحقش يضرب ... وصورت مع حممد ماهر عقل ( إعالمي‬ ‫من قناة اجلزيرة ) تقرير على خط من خطوط القنص دي ورا جامع رابعة وهو بيشرح الفكرة والناس‬ ‫وهي بتوطي وجتري ... بس لألسف ملا العسكر مسكوني آخر اليوم وضربوني أخدوا الكامريا وأخدوا كل‬ ‫اللي صورته معاها .‬ ‫- سياف جمال‬ ‫أول ما وصلت مصفحات الشرطة عندنا كان معها عربية مطايف فيها مدفع أبيض زي ماسورة كده من‬ ‫فوق.. أغلب الشباب وكنت منهم طلعنا هلم بره احلواجز، رافعني إيدينا بشارات النصر، دقيقتني ولقيت‬ ‫عربية املطايف ضربت قنابل غاز بكمية كبرية جيي تقريبا 14 قنبلة مرة واحدة، اتفرقنا من الغاز برة‬ ‫امليدان.. جريت مشال.. موازي لفندق النصر.. لقيت قوات جيش جوا الفندق!‬ ‫- خالد محمود‬ ‫صوت الرصاص مل ينقطع متاماً من بدأ عملية الفض حلد ما خرجنا من املكان.. أوقات كان يزيد وأوقات‬ ‫كان يقل لكن طلقات الصوت كانت مستمرة يتخللها صوت رصاص القناصة واخلرطوش واحلي واأللي‬ ‫.. من وقت للتاني كان بيتم ضرب قنابل صوت قوية جداً ختليك مش قادر تسمع أي شيء ملدة دقيقتني‬ ‫أو تالتة !‬ ‫- عمرو صالح الدين‬ ‫حاولنا التفاوض مع عناصر الداخلية و جلهم من املباحث و أمن الدولة باإلضافة للقوات اخلاصة و األمن‬ ‫املركزي و قوات األمن بالطبع، للسماح لنا بالدخول و التصوير، فتم منعنا، بالرغم من ذلك متكننا من‬ ‫الدخول و «االستعباط»، و كنا نقف خلف صفوف الداخلية.‬ ‫األسطح احمليطة كانت تعج بالقناصة، و تسليح عناصر الشرطة تنوع مع بني الرشاشات «البنادق اآللية»‬ ‫و بنادق اخلرطوش و قنابل الغاز و املسدسات اليدوية.‬ ‫عناصر الشرطة كانوا يستخدمون البنادق اآللية بكثافة شديدة، و بالطبع كان وجودنا يزعجهم.‬ ‫54‬
  • 47. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫- إيناس عبداهلل‬ ‫قوات األمن كانت تلقي داخل االعتصام أجهزة تصدر صفرياً عالياً مل أكن أعلم ما وظيفتها غري أن‬ ‫رنينها كان عالياً جداً يؤذي السمع وخيفي أي صوت لطلقات الرصاص!‬ ‫املدرعة اليت كانت تصدر أصوات أثناء الفض‬ ‫64‬
  • 48. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫رصاص دمدم‬ ‫أحد األسلحة المستخدمة في فض رابعة‬ ‫اإلسم | الرصاص املتفجر - أو رصاص الدمدم .‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫- باإلجنليزية: ( ‪. )Dumdum Bullets‬‬ ‫تعريفه | رصاص انشطاري متفجر- صمم للتشظي يف أجساد الضحايا بهدف إيقاع أكرب قدر ممكن‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫من الضرر الداخلي بهم. استخدمه آندرس بهرينغ بريفيك يف جمزرة النرويج. ويستخدمه اجليش‬ ‫اإلسرائيلي ضد الفلسطينيني العزل.‬ ‫تأثريه على اإلنسان | حيدث ثقبا يف اجلسم أوسع من الثقب الناتج عن اإلصابة برصاصة عادية، أي 5‬ ‫ً‬ ‫سنتمرتات بدال من 5.1 !!‬ ‫ومن اجلدير بالذكر أن هذا يف الرصاصة 9 مم , أي هذا الرصاص منه أحجام وكلما زاد حكم الرصاصة‬ ‫زاد قطر الثقب فقد حيدث ثقب 01 سم وقد يصل إىل 51 سم أو أكثر حسب حجم الرصاصة .‬ ‫النتيجة | هو معاناة أشد ونزيف أطول ورمبا اخلضوع لعمليات جراحية اكثر تعقيداً .‬ ‫ُ‬ ‫صالحية استخدامه | يوصف هذا النوع من الذخائر بـ» الالإنسانية» وحتظر املعاهدات الدولية استعمالهَا‬ ‫ُ‬ ‫يف فرتات احلرب !‬ ‫ّ‬ ‫وقائع اإلستخدام | مت استخدام رصاص دم دم يف كل جمازر النظام العسكري تقريبا .‬ ‫فقد استخدم يف :- ( جمزرة احلرس اجلمهوري _ جمزرة املنصة _ جمزرة رابعة والنهضة - جمزرة‬ ‫رمسيس ) .‬ ‫74‬
  • 49. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫شهادة العيان | 1 - يقول أحد األطباء يف شهادته على ضحايا جمرزة احلرس اجلمهوري أن اإلصابات هلذا‬ ‫الرصاص كانت يف الرأس والرقبة، ويف شرايني الرجل، وهي املناطق اليت يتدرب عليها القناصة لقتل‬ ‫األعداء يف احلروب.‬ ‫2- استعرض الطبيب عبد الفتاح رزق صوراً قال إنها ملصابني يف أحداث املنصة، توضح الصور أن اإلصابة‬ ‫كانت برصاص ُدعى «دمدم» وهو رصاص مفتت، حبيث «خترتق الرصاصة اجلسم وتتفتت بداخله‬ ‫ي‬ ‫خمرتقة العظام، مما يؤدي إىل تهتك عريض يف املنطقة اليت أُطلق عليها املقذوف» .‬ ‫والصور التالية توضح بعض اإلصابات بهذه الذخرية :‬ ‫الشهيد عبد الفتاح عبد العزيز الرببري - قرية الرملة حمافظة القليوبية .. أحد ضحايا جمزرة رابعة‬ ‫84‬
  • 50. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫الشهيد م.عبد الرحيم امساعيل يوسف- قرية شرباخبوم حمافظة املنوفية .. أحد ضحايا جمزرة رابعة‬ ‫الشهيد حممود حممد عبد املعني- قرية هربيط حمافظة الشرقية .. أحد ضحايا جمزرة رابعة‬ ‫94‬
  • 51. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫مدفع 2‪ M‬األمريكي‬ ‫أحد األسلحة المستخدمة في فض رابعة‬ ‫االسم | مدفع الــ 2‪ M‬األمريكي .‬ ‫« ‪« Browning M2 .50 Calib‬‬ ‫تعريفه | مدفع رشاش ثقيل من صناعة أمريكية, و ذو عيار 7.21*99 ‪ .. mm‬و هي ذخرية تعرف أيضا‬ ‫بإسم 05. ‪ ,BMG‬ويرجع األصل يف تصميم هذا املدفع إىل نهاية احلرب العاملية األوىل من طرف‬ ‫املهندس األمريكي جون موزيس براونينغ ‪ ,John Moses Browning‬الذي إشتهر بكونه أحد أكرب‬ ‫مصممي األسلحة النارية و الذخائر يف تاريخ الواليات املتحدة األمريكية .‬ ‫الذخرية | عيار 7.21 × 99 مم «05.0» براوننج. سعة السري: 052 طلقة.‬ ‫اإلستخدام | رشاش ثقيل مضاد للدبابات، وينصب فوق املركبات املدرعة، والدبابات , وتسليح للطائرات‬ ‫العمودية أيضاً .‬ ‫صالحية استخدامه | يستخدم هذا السالح للمدرعات واآلليات والطائرات يف بعض األحيان !‬ ‫وغري خمصص لإلطالق على األشخاص , ال سيما أن الذخرية إذا طالت أحد أعضاء اإلنسان تبرت مباشرة‬ ‫ً‬ ‫وإذا أصابت رأسه تشق اجلمجمة إىل نصفني أو أكثر إىل حد أن يتساقط املخ كامال أو يتفتت !‬ ‫05‬
  • 52. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫كيفية اإلستخدام | يثبت على املدرعة 311‪ M‬األمريكية أيضاً وهي من املدرعات املشهور انتشارها يف‬ ‫مصر . وهذه صورة توضحية .‬ ‫صورة من رابعة:‬ ‫15‬
  • 53. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫أثر اإلصابات مبدفع 2‪m‬‬ ‫صورة ( 1 )‬ ‫الشهيد حممد عبداحلميد القصاص - قرية تتا - منوف - حمافظة املنوفية أحد ضحايا جمزرة رابعة‬ ‫صورة ( 2 )‬ ‫أحد شهداء جمزرة رابعة‬ ‫25‬
  • 54. ‫جمزرة رابعة بني الرواية والتوثيق‬ ‫صورة ( 3 )‬ ‫أحد شهداء جمزرة رابعة‬ ‫استخدم هذا املدفع يف أغلب جمازر اإلنقالبيني وأشهر استخداماته كان يف ( فض رابعة والنهضة و 6‬ ‫اكتوبر والدقي ) .‬ ‫35‬