Recomendados
Mais conteúdo relacionado
Destaque
Destaque (12)
Semelhante a 5014
5014
- 2. -٢-
- 3. ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ א א א . אא א )ﻋـﱪ ﺍﻻﻧﱰﻧـﺖ ﺃﻭ א אא ﻟﻠﻤﻜﺘﺒــﺎﺕ ﺍﻻﻟﻜﱰﻭﻧﻴــﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻗــﺮﺍﺹ ﺍﳌﺪﳎــﺔ ﺃﻭ ﺍﻯ א ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ ( א א . . א א
- 4. : ﺍﻟﻤﻭﺍﻻﺓ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﻤﺤﻭﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ....................................................... - ٣١ - ﹸ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل : ﺨﺼﺎﺌﺹ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺍﻷﺒﺩﻱ ﺒﻴﻥ ِﻠﻑ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻭ ِﻠﻑ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ..................................... - ٩١ - ﺤ ﺤ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ : ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺸﺭﻋﻲ ﻓﻲ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﻤﻭﺍﻻﺓ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ .......................................................... - ٩٤ - ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ : ﺤﻭل ﻤﻌﺎﻨﻲ ﻭﺃﺤﻜﺎﻡ ............................................................................ - ٦٥ - ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ : ﺃﻫل ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻨﻭﻥ ﺒﺎﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻤﺎ ﻋﻼﻗﺘﻬﻡ ﺒﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﺍﻻﺓ؟ ............................ - ٩٦ - ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ : ﺴﻴﺭﺓ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﻭﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻊ ﻤﻊ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ............................................................... - ٨٩ - ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ : ﺤﻭﺍﺭ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﻟﺨﺩﺍﻉ ........................................................ - ٦١١ - ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ -٣-
- 5. ﻤﻘﺩﻤﺔ ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﺭﺕ ٤ ﺴﻨﻭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺼﺩﻭﺭ ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﻔﺩﺕ ﻤﻨﺫ ﺯﻤﻥ، ﻭﻻ ﻴﺯﺍل ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺴـﺎﻋﺔ، ﻤﻊ ﻤﻼﺤﻅﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺃﺠﺎﺒﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﻭﻟﻡ ﺘﺴﺘﻜﻤل ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺨﻤﺱ ﺍﻟﻤﺘﺒﻘﻴﺔ، ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻨـﺕ ﺩﺭﺍﺴﺔ "ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﻁﺎﻏﻭﺕ ﺍﻟﻌﺼﺭ" ﺘﺘﻨﺎﻭل ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻤﻥ ﻭﺍﻗﻊ ﺘﺘﺒﻊ ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺘﻴﻥ ﻟـﻡ ﺘﻜﺘﻤﻼ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻨﺸﻐﺎﻟﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﺒﺩﺭﺍﺴﺔ "ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﺤﻜﻡ" ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﻻﻨﺸﻐﺎﻟﻲ ﺒﺎﻟﻌﻤل ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻁﻭل ﺍﻟﻭﻗﺕ، ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺒﺴﻁﺕ ﺠﻭﻫﺭ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺒﺤﻴﺙ ﺘﺼﻠﺢ ﺃﻥ ﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺤﺩ ﺫﺍﺘﻬﺎ ﻤﻭﻀﻭﻋﺎ ﻤﻜﺘﻤﻼ، ﻴﻤﺯﺝ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﹰ ﹸ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ. ﻟﺫﻟﻙ - ﻭﻟﻀﻴﻕ ﺍﻟﻭﻗﺕ - ﻨﻌﻴﺩ ﻁﺒﺎﻋﺘﻬﺎ ﺒﺈﺫﻥ ﺍﷲ، ﻭﻟﻜﻥ ﻤﻊ ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺩﺭﺍﺴﺘﻴﻥ ﻓـﻲ ﻨﻔـﺱ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﻟﻌﻠﻬﺎ ﺘﻐﻁﻲ ﺃﺠﺯﺍﺀ ﻤﻥ ﺃﺠﻭﺒﺔ ﺍﻷﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺒﻘﻴﺔ: ١- ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﺸﺭﻜﻴﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﺒﻴﻥ، ﻭﺒﻴﻥ ﺩﻭل ﻭﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﻭﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ. ٢- ﻤﺘﻰ ﻴﺤﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﺸﺭﻜﻴﻥ؟ ٣- ﻜﻴﻑ ﻴﺘﻌﺎﻤل ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﻭﻟﻤﺔ ﻭﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ؟ ﻭﻫل ﻨﺩﻋﻭ ﺇﻟﻰ ﻤﻘﺎﻁﻌﺔ ﺸﺎﻤﻠﺔ ﻟﻠﻐﺭﺏ؟ ﺃﻡ ﻨـﺩﻋﻭ ﺇﻟﻰ ﻀﻭﺍﺒﻁ ﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻨﺩﻴﺔ؟ ٤- ﻫل ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﻤﻊ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﻭﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ، ﻭﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﻴﻥ ﻭﺒﺎﻗﻲ ﺃﻫـل ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﺁﺨﺭ؟ ٥- ﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﺸﺭﻗﻴﺔ ﻏﻴﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺁﺴﻴﺎ، ﻭﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻔﺔ ﻤﻥ ﺃﻫـل ﺍﻟﺠﻨﻭﺏ ﻋﻤﻭﻤﺎ؟ ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻬﻲ ﺤﻭل ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻊ ﻤﻊ ﺍﻟﺼﻬﺎﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻀﻭﺀ ﺍﻟﺤﺠﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺜﺎﺭﻫﺎ ﺸﻴﺦ ﺍﻷﺯﻫﺭ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﺩ. ﻁﻨﻁﺎﻭﻱ ﻟﻠﺩﻓﺎﻉ ﻋﻥ ﻤﻭﻗﻔﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻊ ﻤﻌﻬﻡ. ﻭﺃﻤﺎ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺤﻭل "ﺤﻭﺍﺭ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ"، ﻭﺘﻡ ﺘﻘﺩﻴﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﺅﺘﻤﺭ ﺇﺴﻼﻤﻲ ﺒﺎﻟﺨﺭﻁﻭﻡ. ﻭﻻ ﺸﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻨﻭﺍﺕ ﺍﻷﺭﺒﻊ ﺍﻟﻤﺎﻀﻴﺔ ﺃﻜﺩﺕ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ؛ ﺤﻴﺙ ﺸﻬﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺤﺭﺒﻴﻥ ﻋﺩﻭﺍﻨﻴﺘﻴﻥ ﻓﻲ ﺃﻓﻐﺎﻨﺴﺘﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻟﻡ ﺘﻜﺘﻤل ﻓﺼﻭﻟﻬﻤﺎ، ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﺸﺘﻌﺎل ﺍﻻﻨﺘﻔﺎﻀﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻜﺔ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﺔ، ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺤﺭﺏ ﺼﻠﻴﺒﻴﺔ ﺃﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺼﻬﻴﻭﻨﻴﺔ ﻤﻌﻠﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺒﺎﺴﻡ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ. ﻭﺃﺜﺒﺘﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﺃﻥ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻫﻲ ﻤﻭﺍﻻﺓ ﺤﻜﺎﻤﻬﻡ ﻷﺌﻤﺔ ﺍﻟﻜﻔﺭ ﻓﻲ ﻋﺼﺭﻨﺎ، ﻭﺃﻥ ﺍﻷﻤﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺘﺅﺘﻰ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺜﻐﺭﺓ ﺒﺄﻜﺜﺭ ﻤﻤﺎ ﺘﺅﺘﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﻐﺎﺯﻴﺔ. -٤-
- 6. ﻭﺒﺭﻫﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ﺃﻴ ﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ - ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻴﺔ ﻟﻡ ﺘﻌﺩ ﺘﻜﺘﻔﻲ ﺒﻤﺎ ﺃﺴﻤﻴﻨﺎﻩ "ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ"، ﻀ ﺒل ﻋﺎﺩﺕ ﻋﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﻘﻬﻘﺭﻯ ﺇﻟﻰ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻱ ﺒﺠﻴﻭﺵ ﺍﻻﺤﺘﻼل، ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﺍﻟﺒﺎﺴﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﺃﻓﻐﺎﻨﺴﺘﺎﻥ ﻭﻓﻠﺴﻁﻴﻥ ﻗﺩ ﺒﺭﻫﻨﺕ ﺒﺩﻭﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺎﺕ ﺍﻷﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﺩﻱ ﻟﻠﺒﻐﺎﺓ ﺍﻟﻤﻌﺘﺩﻴﻥ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺭﺍﺴﺨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺄﻜﺩﺕ ﻫﻲ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻤﺴﻙ ﺒﺎﻟﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﺭﻡ ﻤﻭﺍﻻﺓ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﺸﺭﻜﻴﻥ ﺍﻟﻤﻌﺘﺩﻴﻥ، ﻭﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺴﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻜل ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ، ﻭﻟﻴﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﺔ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻓﺤﺴﺏ. ﺇﻥ ﻭﻀﻊ ﺼﺭﺍﻋﻨﺎ ﻤﻊ ﺍﻟﻐﺯﺍﺓ ﺍﻟﻤﻌﺘﺩﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﻌﻘﺩﻱ، ﻫﻭ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻷﻜﻴﺩ ﻟﺩﺤﺭ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﺍﻟﻐﺯﻭ ﺍﻟﻌﻭﻟﻤﻲ ﻭﺍﻨﺘﺼﺎﺭ ﺃﻤﺘﻨﺎ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﺃﻜﻴﺩﺓ ﺒﺈﺫﻥ ﺍﷲ. ﺃﺫﻥ ﻟﻠ ِﻴﻥ ﻴ ﹶﺎﺘﹸﻭ ﺒﺄﻨﻬﻡ ﻅﻠ ﻭﺍ ﻭﺇﻥ ﺍﷲ ﻋ ﹶﻰ ﻨﺼﺭﻫﻡ ﻟﻘ ِﻴﺭ*ﺍﻟ ِﻴﻥ ﺃﺨﺭ ﻭﺍ ِﻥ ﺩ ﺎﺭ ِﻡ ِﻐﻴ ِ ﺤﻕ ﺇﻻ َﻥ ُ ِ ِ ﱠﺫ ﻘ ﹶﻠ ﻥ ِ َ ﱠ ﹸ ِﻤ َ ِﻠ ﹶ ِ ِ ﹶ ﹶﺩ ﱠﺫ ُ ﹾ ِﺠ ﻤ ِﻴ ِﻫ ﺒ ﹶ ﺭ ﱟ ِ ﱠ ﺃ ﻴ ﹸﻭﹸﻭﺍ ﺭﺒ ﹶﺎ ﺍﷲ ﻟﻭﻻ ﺩﻓﻊ ﺍﷲ ﺍﻟ ﱠﺎﺱ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﺒﺒﻌﺽ ﱠﻬ ﻤﺕ ﺼ ﺍﻤﻊ ﻭﺒﻴﻊ ﻭﺼﻠ ﺍﺕ ﻭﻤ ﺎﺠﺩ ﻴﺫﻜﺭ ِﻴ ﺎ ﻘ ﻟ ﻨ ُ ﻭ ﹶ ﹶ ﹾ ِ ﻨ ٍ ِ ﻟ ﺩ ﹾ ﻭ ِ ِ ﹶﻭ ﹲ ﺴ ِ ﹾ ﹶ ﻓ ﻬ ﺍﺴﻡ ﺍﷲ ﻜ ِﻴ ﺍ ﻭﻟ ﻨﺼﺭ ﺍﷲ ﻥ ﻨﺼﺭﻩ ﺇﻥ ﺍﷲ ﻟﻘ ِﻱ ﻋ ِﻴﺯ) ﺍﻟﺤﺞ: ٩٣، ٠٤(. ِ ﹶﺜ ﺭ ﹶﻴ ﻥ ُ ﻤ ﻴ َ ِ ﹶ ﹶﻭ ﺯ א -٥-
- 7. -٦-
- 8. ﻻ ﻴﺘﺨﺫ ﺍﻟﻤﺅﻤ ﹸﻭﻥ ﺍﻟ ﹶﺎﻓ ِﻴﻥ ﺃﻭﻟ ﺎﺀ ِﻥ ﻭﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤ ِﻴﻥ ﻭ ﻥ ﻴﻔﻌل ﺫ ِ ﻓﻠﻴ ﻤﻥ ﺍﷲ ِﻲ ﺸﻲ ٍ ﹶ ﱠ ِ ِ ﹾ ِ ْ ﻨ ﹾﻜ ِﺭ ِ َ ﻴ ﻤ ﺩ ِ ﹾ ِ ْ ﻨ ﻤ ﹾ ْ ﹶﻟﻙ ﹶ ﹶ ﺱ ِ ِ ﻓ ﹶ ﺀ )ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ: ٨٢( ﺎ ﺃﻴ ﺎ ﺍﻟ ِﻴﻥ ﺁﻤ ﹸﻭﺍ ﻻ ﺘﺘﺨ ﹸﻭﺍ ﺍﻟ ﹶﺎﻓ ِﻴﻥ ﺃﻭﻟ ﺎﺀ ِﻥ ﻭﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤ ِﻴﻥ ﺃﺘ ِﻴ ﻭ َ ﻥ ﺘﺠﻌﹸﻭﺍ ﷲ ﻋﻠﻴﻜﻡ ـﻠ ﹶﺎ ﹰﺎ ِ ﹶ ﹸ ﺴ ﹾﻁ ﻨ ﻴ َ ﻬ ﱠﺫ ﻨ ﹶ ﹶ ﱠ ِﺫ ﹾﻜ ِﺭ ِ َ ﻴ ﻤ ﺩ ِ ﹾ ِ ْ ﻨ َ ﹸﺭ ﺩ ﻥ ﺃ ﹶ ﻠ ﻤ ِﻴ ﹰﺎ *ﺇﻥ ﺍﻟﻤ ﹶﺎﻓ ِﻴﻥ ِﻲ ﺍﻟﺩﺭﻙ ﺍﻷﺴﻔ ِ ﻤﻥ ﺍﻟ ﱠﺎﺭ ﻭ ﹶﻥ ﺘ ِ ﻟﻬﻡ ﻨ ِﻴ ﺍ ﺒ ﻨ ِ ﹾ ﻨ ِﻘ ﻓ ِ ﹶل ِ ﻨ ِ ﻟ ﹶﺠﺩ ﹶ ﹶﺼ ﺭ )ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ: ٥٤١، ٤٤١( ﻻ ﺘﺭﻜ ﹸﻭﺍ ﺇ ﹶﻰ ﺍﻟ ِﻴﻥ ﻅﻠ ﻭﺍ ﻓﺘ ﺴﻜﻡ ﺍﻟ ﱠﺎﺭ ﻭ ﺎ ﻟ ﹸﻡ ﻥ ﻭﻥ ﺍﷲ ﻤﻥ ﺃﻭﻟ ﺎﺀ ﺜ ﻻ ﹸﻨﺼ ﻭﻥ ﻭ ﹶ ﹶ ﹶﻨ ِﻟ ﱠﺫ ﹶ ﹶﻤ ﹶ ﹶﻤ ﹸ ﻨ ﻤ ﹶﻜ ﻤ ﺩ ِ ِ ِ ِ َ ﻴ ﹸﻡ ﹶ ﺘ ﺭ )ﻫﻭﺩ:٣١١( ﺎ ﺃﻴ ﺎ ﺍﻟ ِﻴﻥ ﺁﻤ ﹸﻭﺍ ﻻ ﺘﺘﺨ ﹸﻭﺍ ﺒ ﹶﺎﻨ ﹰ ﻥ ﻭﻨﻜﻡ ﻻ ﻴﺄﹸﻭﻨﻜﻡ ﺨ ﺎﻻ ﻭ ﻭﺍ ﺎ ﻋﻨﺘﻡ ﻗﺩ ـﺩﺕ ﺍﻟﺒﻐ ـﺎﺀ ِـﻥ ﻴ َ ﻬ ﱠﺫ ﻨ ﹶ ﹶ ﱠ ِﺫ ِﻁ ﹶﺔ ﻤ ﺩ ِ ﹸ ﹶ ْ ﻟ ﹶ ﹸ ﹶﺒ ﹰ ﺩ ﻤ ِ ﱢ ﹶ ﺒ ِ ﹾ ﹾﻀ ﻤ ﺃﻓ ﺍﻫﻬﻡ ﻭ ﺎ ﺘﺨ ِﻲ ﺼ ﻭﺭﻫﻡ ﺃﻜﺒﺭ َ ﹾﻭ ِ ِ ﻤ ﹸ ﹾﻔ ﺩ َ ﹾ )ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ: ٨١١( ﺎ ﺃﻴ ﺎ ﺍﻟ ِﻴﻥ ﺁﻤ ﹸﻭﺍ ﻻ ﺘﺘﺨ ﹸﻭﺍ ﻋﺩ ﻱ ﻭﻋﺩﻭﻜﻡ ﺃﻭﻟ ﺎﺀ ﺘﻠ ﹸﻭﻥ ﺇﻟﻴﻬﻡ ِﺎﻟﻤﻭﺩﺓ ﻭﻗﺩ ﻜﻔ ﻭﺍ ﺒ ﺎ ـﺎﺀ ﹸﻡ ـﻥ ﻴ َ ﻬ ﱠﺫ ﻨ ﹶ ﹶ ﱠ ِﺫ ﻭ ﹸ ِ َ ﻴ ﹸ ﹾﻘ ِ ﹶ ِ ﺒ ﹾ ِ ﹶ ﹶ ﹶﺭ ِﻤ ﺠ ﻜ ﻤ ﺍﻟﺤﻕ ﹾ ﱢ )ﺍﻟﻤﻤﺘﺤﻨﺔ: ١( ﺇﻨ ﺎ ﻴﻨ ﺎ ﹸﻡ ﺍﷲ ﻋﻥ ﺍﻟ ِﻴﻥ ﹶﺎﺘﹸﻭﻜﻡ ِﻲ ﺍﻟ ﻴﻥ ﻭﺃﺨﺭ ﻭ ﹸﻡ ﻥ ﺩ ﺎﺭﻜﻡ ﻭ ﹶﺎﻫ ﻭﺍ ﻋ ﹶﻰ ﺇﺨ ﺍﺠﻜﻡ َﻥ ﺘﻭﱠـﻭﻫﻡ ِ ﱠﻤ ﹾﻬ ﻜ ِ ُ ﱠﺫ ﻗ ﹶﻠ ﹸ ﻓ ﺩ ِ َﹾ ﺠ ﻜ ﻤ ِﻴ ِ ﹸ ﻅ ﺭ ﻠ ِ ﹾﺭ ِ ﹸ ﺃ ﹶ ﻟ ﻭ ﻥ ﺘ ﻟﻬﻡ ﻓُﻭﻟ ِ ﻫﻡ ﺍﻟ ﱠﺎﻟ ﻭﻥ ﻤ ﻴ ﹶﻭﱠ ﹶﺄ ﹶﺌﻙ ﻅ ِﻤ )ﺍﻟﻤﻤﺘﺤﻨﺔ: ٩( ﻻ ﺘﺠﺩ ﻗﻭ ﺎ ﻴﺅﻤ ﹸﻭﻥ ِﺎﷲ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻵ ِ ِ ﻴ ﺍ ﻭﻥ ﻤﻥ ﺎﺩ ﺍﷲ ﻭﺭ ﻭﻟﻪ ﻭﻟﻭ ﹶﺎ ﹸﻭﺍ ﺁ ﺎﺀﻫﻡ ﺃﻭ ﺃﺒ ﹶـﺎﺀﻫﻡ ﺃﻭ ﹶ ﹶ ِ ﹶ ﻤ ِ ْ ﻨ ﺒ ِ ﻭ ﹾ َ ِ ﺨﺭ ﻭ ﺩ ﺤ َ ﺴ ﹶ ﹶ ﻜ ﻨ ﺒ َ َ ﻨ َ ﺇﺨ ﺍﻨﻬﻡ ﺃﻭ ﻋ ِﻴﺭﺘﻬﻡ ِ ﹾﻭ ﹶ َ ﺸ ﹶ )ﺍﻟﻤﺠﺎﺩﻟﺔ: ٢٢( ﻤﺤﻤﺩ ﺭ ﻭل ﺍﷲ ﺍﻟ ِﻴﻥ ﻤﻌﻪ ﺃﺸ ﺍﺀ ﻋ ﹶﻰ ﺍﻟﻜ ﱠﺎﺭ ﺭﺤ ﺎﺀ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﺴ ُ ِ ﻭ ﱠﺫ ِ َ ﺩ ﻠ ﹾ ﹸ ﻔ ِ ﻤ ﹶ )ﺍﻟﻔﺘﺢ: ٩٢( ﺒﺸﺭ ﺍﻟﻤ ﹶﺎﻓ ِﻴﻥ ﺒﺄﻥ ﻟﻬﻡ ﻋ ﹶﺍ ﺎ ﺃ ِﻴ ﺎ *ﺍﻟ ِﻴﻥ ﻴﺘﺨ ﹸﻭﻥ ﺍﻟ ﹶﺎﻓ ِﻴﻥ ﺃﻭﻟ ﺎﺀ ِﻥ ﻭﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤ ِﻴﻥ ﺃﻴﺒﺘ ﹸﻭﻥ ﻋﻨﹾـﺩﻫﻡ ﱢ ِ ﹾ ﻨ ِﻘ َ ِ ﹶ ﺫ ﺒ َﻟ ﻤ ﱠﺫ ﱠ ِﺫ ﹾﻜ ِﺭ ِ َ ﻴ ﻤ ﺩ ِ ﹾ ِ ْ ﻨ َ ﹶﻐ ِ ﺍﻟ ِﺯﺓ ﻓﺈﻥ ﺍﻟ ِﺯﺓ ﷲ ﺠ ِﻴ ﺎ ﹾﻌ ﹶ ﹶ ِ ﻌ ﹶ ِ ﻤ ﻌ )ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ: ٨٣١، ٩٣١( ﺃﻡ ﺤﺴﺒﺘﻡ َﻥ ﺘﺘﺭ ﹸﻭﺍ ﻭﻟ ﺎ ﻌﻠ ِ ﺍﷲ ﺍﻟ ِﻴﻥ ﺎﻫ ﻭﺍ ِـﻨﻜﻡ ﻭ ﹶـﻡ ﻴﺘ ِـ ﹸﻭﺍ ِـﻥ ﻭﻥ ﺍﷲ ﻻ ﺭ ـﻭﻟﻪ ﻻ َ ِ ﹸ ﺃ ﹸ ﹾ ﻜ ﹶ ﻤ ﻴ ﹶﻡ ُ ﱠ ﺫ ﺠ ﺩ ﻤ ﹾ ﹸ ﻟ ﱠ ﺨ ﺫ ﻤ ﺩ ِ ِ ﻭ ﹶ ﺴ ِ ِ ﻭ ﹶ ﺍﻟﻤﺅﻤ ِﻴﻥ ﻭ ِﻴﺠﺔ ﹾ ِ ْ ﻨ ﻟ ﹰ )ﺍﻟﺘﻭﺒﺔ: ٦١( ﺎ ﺃﻴ ﺎ ﺍﻟ ِﻴﻥ ﺁﻤ ﹸﻭﺍ ﻻ ﺘﺘﺨ ﹸﻭﺍ ﺍﻟ ِﻴﻥ ﺍﺘﺨ ﹸﻭﺍ ِﻴﻨﻜﻡ ﻫﺯ ﺍ ﻭﻟﻌ ﺎ ﻤﻥ ﺍﻟ ِﻴﻥ ُﻭ ﹸﻭﺍ ﺍﻟﻜ ﹶﺎﺏ ِﻥ ﻗﺒﻠﻜﻡ ﺍﻟﻜ ﱠـﺎﺭ ﻴ َ ﻬ ﱠﺫ ﻨ ﹶ ﹶ ﱠ ِﺫ ﱠﺫ ﱠ ﹶﺫ ﺩ ﹶ ﹸ ﻭ ﹶ ِﺒ ﱠﺫ ﺃ ﺘ ﹾ ِﺘ ﻤ ﹶ ِ ﹸ ﻭ ﹾ ﹸﻔ ﺃﻭﻟ ﺎﺀ ﺍﺘ ﹸﻭﺍ ﺍﷲ ِﻥ ﻜﻨ ﹸﻡ ﻤﺅﻤ ِﻴﻥ َ ﺇ ﹸ ﹾﺘ ِ ْ ﻨ َ ِ ﻴ ﻭ ﱠ ﻘ )ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ: ٧٥( -٧-
- 9. ﺘﺩﻭﺭ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺤﻭل ﺃﻨﻭﺍﺭ ﻭﺃﺤﻜﺎﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺩﻭﺭ ﻤﺤﻭﺭﻫﺎ ﺤـﻭل ﺘﺤـﺭﻴﻡ ﻤـﻭﺍﻻﺓ ﺍﻟﻜﻔـﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﺸﺭﻜﻴﻥ، ﻭﺘﺭﺒﻁ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺒﻴﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ "ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ" ﻭﺍﻷﻭﻀﺎﻉ ﺍﻟﺭﺍﻫﻨﺔ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻓـﻲ ﻤﺼـﺭ، ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ. *** ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ؟: ﻴﺸﻬﺩ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ ﺤﺭﻜﺔ ﺘﺠﺩﻴﺩ ﻓﻘﻬﻲ ﺸﺎﻤﻠﺔ، ﻭﻻ ﺃﺠﺩﻨﻲ ﻤﺩﻓﻭﻋﺎ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻨﻘﺎﻁ ﻤﺤـﺩﺩﺓ ﻷﺠـﺩ ﹰ ﺃﻨﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﺴﺘﻭﻑ ﺤﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺇﻨﺘﺎﺝ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻜﺔ، ﻭﻗﺩﻴﻤﺎ ﻗﺎل ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ: "ﺍﻟﻔﺘﻭﻯ ﺘﻘﺩﺭ ﺯﻤﺎﻨﺎ ﻭﻤﻜﺎﻨﺎ ﻭﺸﺨﺼﺎ" ﹰ ﹰ ﹸ ﻭﻗﺩ ﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﻘﺭﻭﻥ ﻟﻘﻴﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺒﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻰ ﻭﻗﺎﺌﻊ ﺠﺩﻴـﺩﺓ، ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺴﺘﻌﺭﻀـﻨﺎ ﺘﺭﺍﺜﻨﺎ ﺍﻟﻔﻘﻬﻲ ﺍﻟﻌﺭﻴﺽ ﻓﻠﻥ ﻨﺠﺩ ﻓﻴﻪ ﺒﺎﺒﺎ ﺤﻭل ﻤﺨﺎﻁﺭ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻷﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻗﺎﺌﻤـﺔ، ﺒل ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﺃﻜﺒﺭ ﻗﻭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ،ﺃﻭ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻤﻥ ﺃﻜﺒﺭ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻗل ﺘﻘﺩﻴﺭ. ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﻌﺭﺽ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻟﻠﻐﺯﻭ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻱ ﺴﻭﺍﺀ ﻓﻲ ﻋﻬﺩ ﺍﻟﺤﻤﻼﺕ ﺍﻟﺼـﻠﻴﺒﻴﺔ، ﺃﻭ ﺍﻟﻬﺠﻤـﺔ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻨﻴﻥ ٩١ ﻭﺍﻟـ٠٢ ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻜﺜﻴﺭ ﺍﺠﺘﻬﺎﺩ؛ ﻓﻘﺩ ﺃﻓﺘـﻰ ﻋﻠﻤـﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻷﺘﻘﻴﺎﺀ ﻓﻲ ﻜل ﻤﻜﺎﻥ ﺒﻤﺤﺎﺭﺒﺔ ﻭﻤﺠﺎﻫﺩﺓ ﺍﻟﻐﺯﺍﺓ ﺍﻟﻜﻔﺭﺓ، ﺤﺘﻰ ﺇﺠﻼﺌﻬﻡ ﻋﻥ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ. ﻭﻴﻭﺍﺠﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻤﻨﺫ ﻋﺩﺓ ﻋﻘﻭﺩ، ﻭﺘﺤﺩﻴﺩﺍ ﻤﻨﺫ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﻨﺼﻑ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻌﺸـﺭﻴﻥ؛ ﺘﺤـﺩﻴﺎﺕ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻏﻴﺭ ﻤﺴﺒﻭﻗﺔ "ﺒﻌﺩ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻻﺴﺘﻘﻼل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻋﻥ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ" ﺃﻻ ﻭﻫﻲ ﻤﺎ ﻴﺴﻤﻰ "ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ" ﻭﻴﺘﻌﺭﺽ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻭﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻟﻤﻭﺠﺎﺕ ﻤﺘﻭﺍﻟﻴـﺔ ﻤـﻥ ﻤﺤـﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﺴـﻴﻁﺭﺓ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﺄﺨﺫ ﺍﻷﺸﻜﺎل ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ "ﺒﻌﺜﺎﺕ ﺘﺒﺸﻴﺭ ﻭﺠﻴﻭﺵ ﺍﻻﺤﺘﻼل" ﻭﻟﻜﻥ ﺃﺸﻜﺎﻻ ﹰ ﻤﺘﻁﻭﺭﺓ ﻭﻤﺭﻜﺒﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻭﺼﻠﺕ ﺍﻵﻥ ﺇﻟﻰ ﺁﺨﺭ ﻁﺒﻌـﺔ ﺘﺴﻤﻰ "ﺍﻟﻌﻭﻟﻤﺔ"؛ ﺤﻴﺙ ﺘﺴﺘﻬﺩﻑ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻓﻲ ﻏﻴﺒﺔ ﻗﻭﺓ ﻤﻜﺎﻓﺌﺔ ﺃﻥ ﺘﺴﻴﻁﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻓﻲ ﻅل ﺸﻌﺎﺭﺍﺘﻬﺎ ﺍﻟﻔﺎﺭﻏﺔ، ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻬﺎ ﺃﻥ "ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻗﺩ ﺃﺼﺒﺢ ﻗﺭﻴﺔ ﺼﻐﻴﺭﺓ"، ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻴﺘﻡ ﺍﻟﺘﺭﻭﻴﺞ ﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ، ﻤـﻊ ﺘﺄﺴﻴﺱ ﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ؛ ﻟﺘﻘﻭﻡ ﺒﺩﻭﺭ ﻤﺘﻨﺎﻏﻡ ﻤﻊ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻱ ﻟﺼﻨﺩﻭﻕ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻭﺍﻟﺒﻨﻙ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﻴﻥ، ﻭﻴﺘﻭﺍﻜﺏ ﻤﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻜﻤﻠﺔ، ﻜﺎﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺤـﻭل ﺍﻟﺒﻴﺌـﺔ ﻭﺍﻟﻤـﺭﺃﺓ ﻭﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻭﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻁﻔل "ﻭﻓ ﹰﺎ ﻟﻠﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ" ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺁﻟﻴـﺎﺕ ﻭﻓﹾـﻕ ِ ِ ﹾﻘ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﻜﻼﺌﺤﺔ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ "ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻀﻡ ٥ ﺩﻭل ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ ﻤﻥ ٧ ﺩﻭل ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ" ﻭﺤﻭﺍﺭ ﺍﻷﺩﻴﺎﻥ. ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺘﻘﻭﺩﻫﺎ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤـﺩﺓ ﻋﻠـﻰ ﺭﺃﺴﻬﺎ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ، ﻭﻤﻨﻅﻤﺔ ﺤﻠﻑ ﺸﻤﺎل ﺍﻷﻁﻠﻨﻁﻲ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻨﻔﺴﻪ ﺘﺤﺘﻔﻅ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺒﺤﻘﻬﺎ ﻓﻲ ِ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﺍﻟﻤﻨﻔﺭﺩ ﺨﺎﺭﺝ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻷﻁﻠﻨﻁﻲ، ﺃﻭ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ، ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﺤﺭﺏ ﺍﻻﺴـﺘﻨﺯﺍﻑ ﺍﻟﺠﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺼﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸﻨﻬﺎ ﺍﻟﻁﺎﺌﺭﺍﺕ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ. -٨-
- 10. ﻭﻗﺩ ﻭﺠﺩ ﺤﻜﺎﻡ ﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺴﻘﻁﻭﺍ ﻓﻲ ﻓﺦ ﺍﻟﻌﻭﻟﻤﺔ ﻭﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻤـﻥ ﻭﻋـﺎﻅ ﺍﻟﺴـﻼﻁﻴﻥ، ﺃﻭ "ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﻴﻥ" ﻤﺎ ﻴﺯﻴﻥ ﻟﻬﻡ ﺍﻻﻨﺩﻤﺎﺝ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻹﺠﺭﺍﻤﻴﺔ؛ ﺃﻱ ﺍﻟﺫﻭﺒﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻲ ﻓﻲ ﻤﻭﻗﻊ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ، ﻭﻗﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﺩﺭﺍﺴﺘﻲ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻗﺩ ﺼﺩﺭﺕ ﻋﺎﻡ١٩٩١ ﻓـﻲ ﺃﺜﻨـﺎﺀ ﺤﺭﺏ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺒﻌﻨﻭﺍﻥ "ﺃﺯﻤﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺒﻴﻥ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﻓﺘﺎﻭﻯ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﻥ" ﻟﻠﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﻀﺎﻟﺔ ﻤـﻥ ﺃﺩﻋﻴﺎﺀ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ. ﻭﻜﻠﻤﺎ ﻤﺭﺕ ﺃﻤﺘﻨﺎ ﺒﻤﺤﻨﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ؛ ﺸﻌﺭﺕ ﺒﺄﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﺼﻴل ﺍﻟﻔﻘﻬﻲ ﻟﻤﻭﻗﻑ ﺍﻷﻤﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﺘﺨﺫﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻠﻑ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻲ- ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ. ِ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻭﺍﺕ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﺍﻨﺘﺸﺭﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ ﻤﺸـﺭﻭﻋﺎﺕ ﻤﺸـﺒﻭﻫﺔ ﻋﺩﻴـﺩﺓ "ﺍﻟﺸﺭﻕ ﻤﺘﻭﺴﻁﻴﺔ - ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺃﻭﺴﻁﻴﺔ - ﺍﻟﺸﺭﺍﻜﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ" ﺒﺤﻴﺙ ﻁﻐﺕ ﻋﻠﻰ ﻤﺸـﺭﻭﻋﻲ ﺍﻟﺴـﻭﻕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ، ﻭﺍﻟﺴﻭﻕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ، ﻭﻜﺜﺭ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻭﻟﻤﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺃﻤﺭﺍ ﻭﺍﻗﻌﺎ ﻴﺠﺏ ﺍﻟﺘﻌﺎﻴﺵ ﻤﻌـﻪ ﻭﺘﻌﻅﻴﻡ ﺇﻴﺠﺎﺒﻴﺎﺘﻪ. ﻭﺠﺭﻯ ﺨﻠﻁ ﻤﺘﻌﻤﺩ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺭﺍﺒﻁﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ، ﻭﻫﻲ ﺭﺍﺒﻁﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﺩﻭﻤﺎ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ، ﻭﺘـﺯﺩﺍﺩ ﺘﻌﻤﻘﺎ ﻤﻊ ﺘﻁﻭﺭ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻴﺎ، ﻭﺒﺎﻷﺨﺹ ﻓﻲ ﻤﺠﺎﻟﻲ ﺍﻻﺘﺼﺎل ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﺼﻼﺕ. ﹰ ﺠﺭﻯ ﺍﻟﺨﻠﻁ ﺒﻴﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ ﻭﺸﻌﺎﺭ "ﺍﻟﻌﻭﻟﻤﺔ" ﻭﻫﻭ ﻤﺼﻁﻠﺢ ﻻ ﻭﺠﻭﺩ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐـﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ، ﻭﻻ ﺤﺘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯﻴﺔ، ﻓﻤﺼﻁﻠﺢ globalizationﺘﻡ ﺴﻜﻪ ﺨﺼﻴﺼﺎ ﻓﻲ ﻋﻬﺩ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻜﻠﻴﻨﺘﻭﻥ ﻟﻴﺤـل ﻤﺤـل ﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ "ﺍﻟﺫﻱ ﺴﻜﻪ ﺒﻭﺵ"، ﻭﻫﻭ ﻤﺼﻁﻠﺢ "ﺃﻱ ﺍﻟﻌﻭﻟﻤﺔ" ﻴﻌﻨﻲ ﺃﺸﻴﺎﺀ ﻤﺎﺩﻴﺔ ﻤﺤـﺩﺩﺓ ﻫـﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺸﺭﻨﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺁﻨﻔﺎ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺭﺠﻡ ﻓﻲ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﻤﻠﺯﻤﺔ، ﻭﻴﺘﻡ ﻓﺭﻀﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻔﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺭﺓ ﺍﻷﺭﻀـﻴﺔ، ﹰ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﻫﺅﻻﺀ ﺒﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎل ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ. ﻭﻓﻲ ﻤﺼﺭ ﺭﺍﺠﺕ ﻤﺜﻼ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻭﺍﺕ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﻤﺴﻤﻭﻤﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻜـ "ﺤﻭﺍﺭ ﺍﻷﺩﻴﺎﻥ"، ﻭﻫﻲ ﻜﻠﻤﺔ ﺤﻕ ﹰ ﻴﺭﺍﺩ ﺒﻬﺎ ﺒﺎﻁل.. ﻭﺍﻟﻐﺭﺏ ﻟﻡ ﻴﺴﻙ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺢ، ﻭﻴﻔﺭﺩ ﻤﻥ ﺃﺠﻠﻪ ﻋﺸﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤـﺅﺘﻤﺭﺍﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴـﺔ ﺇﻻ ﻜﻤﻅﻠـﺔ ﻟﻠﺘﻁﺒﻴﻊ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻱ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ- ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ، ﻭﻟﻜﻲ ﻴﺒﺘﻠﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻱ ﺍﻻﺴﺘﻴﻁﺎﻨﻲ ﺍﻟﻌـﺩﻭﺍﻨﻲ ﺍﻟﺘﻭﺴﻌﻲ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ، ﻓﻴﺘﺤﺎﻭﺭ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺇﺴﻼﻤﻴﻭﻥ ﺭﺴﻤﻴﻭﻥ ﻤﻊ ﺤﺎﺨﺎﻤﺎﺕ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻓﻲ ﻅل ﺍﻏﺘﺼـﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴـﺠﺩ ﺍﻷﻗﺼﻰ ﻭﺍﻟﻘﺩﺱ، ﻭﻜل ﺃﺭﺍﻀﻲ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ.. ﻭﺒﻌﺽ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴـﻭﺭﻴﺔ، ﻭﻴﻌﻁـﻭﻥ ﺒـﺫﻟﻙ ﺸـﺭﻋﻴﺔ ﻟﻠﻌﺩﻭﺍﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻱ.. ﻭﻴﻜﺭﺴﻭﻥ ﺸﺭﻋﻴﺔ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻜﻜﻴﺎﻥ ﻤﻐﺘﺼﺏ ﺘﻭﺠﺩ ﻤﻌﻪ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﻔﻜﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ. ﻭﻻ ﺘﺴﺘﻬﺩﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻠﻲ ﻟﻜل ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻟﻠﻌﻭﻟﻤﺔ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺘﻨﺼﺏ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ.. ﻭﺒﺎﻷﺨﺹ ﺍﻟﺤﻠﻑ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻲ- ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﺒﺎﻋﺘﺒـﺎﺭﻩ ِ ﺍﻟﻌﺩﻭ ﺍﻷﻭل ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻥ.. ﻭﺍﻟﺠﺎﺜﻡ ﺒﺎﻟﻔﻌل ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺍﻀﻴﻬﻡ.. ﻭﺍﻟﻨﺎﻫﺏ ﻟﺜﺭﻭﺍﺘﻬﻡ، ﻭﻴﻤﻠﻙ ﻤﻥ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﻤﺎ ﻴﻜﻔﻲ ﻹﻴﺫﺍﺌﻬﻡ.. ﻭﺘﺴﺘﻬﺩﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻟﻭﺃﺩ ﻜل ﻤﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﺘﻤﻴﻊ ﻭﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺌﺩﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻤﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﻡ.. ﻭﺒﺎﻷﺨﺹ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻌﺩﻭﺍﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﺒﺔ ﻟﻨﺎ، ﺇﻥ ﺤﻤﻠﺔ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﻊ ﻭﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﺤـﺩﻭﺩ ﻫﺫﻩ ﻴﺸﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻭل ﺃﺒﻨﺎﺀ ﺃﻤﺘﻨﺎ ﺤﻠﻑ ﺸﻴﻁﺎﻨﻲ ﻴﻀﻡ ﺃﺠﻨﺤﺔ ﻤﺅﺜﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴـﻠﻁﺔ.. ﻭﺸـﺭﻴﺤﺔ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔـﻴﻥ ِ -٩-
- 11. ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﻴﻥ ﺍﻟﻤﻨﻬﺎﺭﻴﻥ ﻓﻜﺭﻴﺎ ﻭﺃﺨﻼﻗﻴﺎ.. ﻭﺒﻌﺽ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺼﺩﺭﻭﻥ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ ﺤﺴﺏ ﺃﻭﺍﻤﺭ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﻥ، ﻻ ﺤﺴﺏ ﺍﺠﺘﻬﺎﺩﻫﻡ ﻭﻓﹾﻕ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺘﻘﻭﻯ ﺍﷲ، ﻭﻗﺩ ﺃﺼﺒﺢ ﻓﻲ ﺒﻼﺩﻨﺎ ﺒﺎﻟﻔﻌل ﻟﻭﺒﻲ ﺼﻬﻴﻭﻨﻲ، ﺃﻤﺭﻴﻜﻲ ﻓـﻲ ﺍﻹﻋـﻼﻡ ِ ﻭﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﻤﺎل ﻭﺍﻷﻋﻤﺎل ﻭﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻴﺔ ﻭﺩﺍﺨل ﺃﺠﻬﺯﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ.. ﻭﺘﺤﻠﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻠـﻭﺒﻲ ﺤـﻭل ﺃﻤـﻭﺍل ﺍﻟﻤﻌﻭﻨﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻭﻨﺎﺕ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺒﻭﻫﺔ ﺍﻟﻤﻭﺍﻜﺒﺔ ﻟﻬﺎ.. ﻭﻴﺘﻭﻟﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻠﻭﺒﻲ ﺍﻟﺘﺭﻭﻴﺞ ﻭﺍﻟﺘﺭﺴـﻴﺦ ﻟﻔﻜـﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺼﺒﺢ ﻗﺭﻴﺔ؛ ﺒﺤﻴﺙ ﻴﺄﺘﻲ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻭﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﻭﻥ ﻟﻴﺸﺭﻓﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻭﻴﺤﺩﺩﻭﺍ ﺃﻭﻟﻭﻴﺎﺘﻨﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ، ﻭﻤﻥ ﻴﻌﺘﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻴﺼﺒﺢ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻔﻴﻥ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﻭﺍﻜﺒﻴﻥ ﻟﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺼﺭ. ﺃﻤـﺎ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴـﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺇﻤﺎ ﻋﺎﺠﺯﺓ ﻋﻥ ﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ، ﺃﻭ ﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﻓﻴﻪ ﻤﻘﺩﻤﺔ ﺍﻟﺤﺠﺞ ﻭﺍﻷﺴﺎﻨﻴﺩ، ﺒل ﻭﻤﻘﺩﻤﺔ ﺍﻷﻤﺜﻠﺔ "ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻴﺔ" ﺒﺎﻟﺤﻭﺍﺭ ﻤﻊ ﺴﻔﺭﺍﺀ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ، ﻭﻤﺴﺌﻭﻟﻴﻬﺎ ﻭﺤﺎﺨﺎﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺩﻭ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ. ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺘﺨﺎﻁﺏ ﺠﻤﻭﻉ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺘﺄﺜﺭ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺘﺸﻭﺵ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻭﺍﺒﺕ ﺍﻟﻌﻘﺎﺌﺩﻴـﺔ.. ﻭﻋﻠﻰ ﻤﺩﺍﺭ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻋﻘﺩﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ. ﻓﻘﺩ ﺁﻥ ﺃﻭﺍﻥ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺎﻁل ﺒﻤﻔﻬﻭﻡ ﺠﻬﺎﺩﻱ ﻋﻘﺎﺌﺩﻱ، ﻭﻻ ﺒﺩ ﻤﻥ ﺘﺤﺭﻴﺭ ﺒﻼﺩﻨﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻔﻭﺫ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻲ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺼﺒﺢ - ﻓﻲ ﻨﺘﺎﺌﺠﻪ - ﺃﺴﻭﺃ ﻤﻥ ﺃﻱ ﺍﺤﺘﻼل ﻋﺴﻜﺭﻱ ﺘﻘﻠﻴﺩﻱ ﻋﺎﻨﺕ ﻤﻨﻪ ﺍﻟﺒﻼﺩ. ﺇﻥ ﻤﻔﻬﻭﻡ "ﺘﺤﺭﻴﻡ ﻤﻭﺍﻻﺓ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﺸﺭﻜﻴﻥ" ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺘﺠﻠﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺘﺭﺒﻁﻪ ﺒﻅﺭﻭﻓﻨﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ ﻹﺼـﺩﺍﺭ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﺘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺨﺭﻗﻭﻥ ﺘﻌﺎﻟﻴﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ. ﻭﻋﻠﻰ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺭﻓﻌﻭﻥ ﺸﻌﺎﺭ "ﺍﻟﺤل ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ" ﺃﻥ ﻴﺩﺭﻜﻭﺍ ﺃﻥ ﻤﺩﺨل ﺍﻟﺤل ﺍﻹﺴـﻼﻤﻲ ﻓـﻲ ﺍﻟﻅـﺭﻭﻑ ﺍﻟﺭﺍﻫﻨﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ، ﻷﻨﻪ ﻴﻜﺭﺱ ﻓﻜﺭﺓ ﺘﻼﺤﻡ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻴﺔ ﻓـﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬـﺔ ﺃﻋـﺩﺍﺌﻬﺎ.. ﻭﺍﺤﺘﻔﺎﻅﻬﺎ ﺒﺸﺨﺼﻴﺘﻬﺎ ﻭﺨﺼﻭﺼﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻴﺔ، ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻻﻏﺘﺭﺍﺭ ﺒﺎﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﺴﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻡ ﺍﺴﺘﻌﺒﺎﺩ ﺍﻷﻤـﺔ ﺒﻬﺎ، ﻭﻴﺭﻭﺝ ﺍﻟﻤﻨﺘﻔﻌﻭﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻭﻥ ﻟﻬﺎ.. ﻷﻥ ﻟﻬﻡ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺃﻜﻴﺩﺓ ﻓﻴﻬﺎ، ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺘﺨﺴﺭ ﺍﻷﻤﺔ ﺩﻴﻨﻬﺎ ﻭﺩﻨﻴﺎﻫﺎ. ﻭﺍﻟﻌﻭﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻀﺒﻁ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ، ﻭﻏﻴﺭﻫﻡ ﻤﻥ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﺩﻴﺎﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺌﺩ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ؛ ﺘﻜﺸﻑ ﺇﻋﺠﺎﺯﺍ ﻴﻔﻭﻕ ﻜل ﻗﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺸﺭ.. ﻓﺎﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﻭﻀـﻌﻬﺎ ﺍﻟﻘـﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺘﺼﻠﺢ ﻓﻲ ﻋﻤﻭﻤﻴﺘﻬﺎ ﻟﻜل ﺯﻤﺎﻥ ﻭﻤﻜﺎﻥ، ﻭﻫﻲ ﺘﺒﺩﻭ ﻭﻜﺄﻨﻬﺎ ﺘﺼﻑ ﻭﺘﺸﺨﺹ ﺃﺤﻭﺍل ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟـﺒﻼﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﻘﻁﺕ ﻓﻲ ﺒﺭﺍﺜﻥ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﺃﻭﺍﺨﺭ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ، ﻭﺘﻀﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻨﻔﺴﻪ ﺍﻟﺤﻠﻭل، ﻭﺘﻭﻀﺢ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺨﻼﺹ. ﺇﻥ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻔﺎﺴﻴﺭ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻟﻠﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ، ﻭﺇﻥ ﺃﻨﺎﺭﺕ ﻟﻨﺎ ﺴﺒل ﻓﻬﻡ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ، ﺇﻻ ﺃﻨﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﻌـﺩ ﻤﻭﺍﻜﺒـﺔ ﻟﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻟﻌﺼﺭ.. ﻓﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻘﺩﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺃﺘﺎﺡ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﻓﻬﻡ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﺒﻤـﺎ ﻟـﻡ َ ﻴﺘﺄﺕ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻷﻭﺍﺌل ﻜﺎﻵﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﻏﺯﻭ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺎ ﻌﺸ ﺍﻟﺠﻥ ﺍﻹﻨﺱ ﺇﻥ ﺍﺴﺘﻁﻌﺘﻡ َﻥ ﺘﻨﻔ ﹸﻭﺍ ﻤﻥ ﺃﻗ ﹶﺎﺭ ﺍﻟ ـ ﺎ ﺍﺕ ﺍﻷﺭ ِ ﹶﺎﻨ ﹸـ ﹸﻭﺍ ﻻ ﺘﻨ ﹸـ ﹸﻭ ﺇﻻ ﻴ ﻤ ﹶ ﺭ ﹾ ِ ﻭ ِ ﹾ ِ ِ ِ ﹶ ﹶ ﹸ ﺃ ﹶ ﹾ ﹸﺫ ِ َ ﹾﻁ ِ ﺴ ﻤ ﻭ ِ ﻭ َ ﺽ ﻓ ﹾ ﻔ ﺫ ﹶ ﹶ ﹾ ﻔ ﺫ ﻥ ِ ﱠ ﺒﺴﻠ ﹶﺎﻥ ِ ﹾﻁ ٍ )ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ: ٣٣( - ٠١ -
- 12. ﻜﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻴﺔ؛ ﺘﺴﺎﻋﺩﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻤﻕ ﻓﻲ ﻓﻬﻡ ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺒﻌـﺽ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﻟﻨﻜﺘﺸﻑ ﻟﻬﺎ ﻤﻼﻤﺢ ﻭﺃﻋﻤﺎﻗﺎ ﻟﻡ ﺘﻜﻭﻥ ﻭﺍﻀﺤﺔ ﺒﺫﺍﺕ ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ ﻤﻨﺫ ﻗﺭﻭﻥ. ﹰ ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﻘﻀﻴﺘﻨﺎ "ﻤﻭﺍﻻﺓ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﺸﺭﻜﻴﻥ" ﺴﻨﺠﺩ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻔﺎﺴﻴﺭ ﺘﺘﻭﻗﻑ ﻋﻨﺩ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﺯﻭل، ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﺤﻰ ﻋﻤﻭﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻭﻻ ﻴﺯﺍل ﺸﺎﺌﻌﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻓﻲ ﺸﺘﻰ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ، ﻭﻫﻭ ﻴﻀـﻴﻕ ﻤـﻥ ﻤﻌـﺎﻨﻲ ﺍﻵﻴﺎﺕ، ﻭﻴﻀﻌﻑ ﻤﻥ ﻤﻌﺎﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﺭﺩﺓ ﺍﻟﻤﻁﻠﻘﺔ، ﻭﻴﺤﻭل ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺇﻟﻰ ﻜﺘـﺎﺏ ﺘـﺎﺭﻴﺦ ﻴﺸـﺭﺡ، ﻭﻴﺤﻠـل ﺍﻟﺼﺭﺍﻋﺎﺕ ﻓﻲ ﺼﺩﺭ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ، ﻻ ﻜﺘﺎﺏ ﻫﺩﺍﻴﺔ ﻴﻀﻊ ﺍﻟﻤﻭﺍﺯﻴﻥ ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﻴﻥ ﺤﺘﻰ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﺩﻴﻥ. ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺴﻤﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺘﻨﺤﻭ ﻤﻨﺤﻰ ﻓﺭﺩﻴﺎ.. ﺃﻱ ﺘﺭﻜﺯ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﻜﻔﺭﺩ ﺒﺸﺨﺹ ﺁﺨﺭ ﻤﺸﺭﻜﺄﻭ ﻜﺎﻓﺭ؛ ﻤﻤﺎ ﻴﻀﻴﻕ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﻭﺃﺤﻜﺎﻤﻬﺎ.. ﻭﻴﻨﺯﻉ ﻋﻨﻬﺎ ﻁﺎﺒﻌﻬﺎ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻭﻫﻨـﺎﻙ ﻤـﻥ ﻴﻘﺼﺭ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺘﺄﺜﺭﺍ ﺒﺄﺴـﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨـﺯﻭل، ﻭﺤﻴـﺙ ﻜـﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻭﻥ ﻭﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻭﺍﻟﻤﺸﺭﻜﻭﻥ ﻤﺘﺩﺍﺨﻠﻴﻥ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﺤﺩ، ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻴﻨﺘﻔﻲ ﺍﻟﺒﻌﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻓﻲ ﺤـﻴﻥ ﺃﻨﻪ ﻴﻤﺜل ﺒﻌﺩﺍ ﺃﺴﺎﺴﻴﺎ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻵﻴﺎﺕ. ﻭﻻ ﺸﻙ ﺃﻥ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﺯﻭل ﺍﻟﻤﻭﺜﻭﻕ ﺒﻬﺎ ﻻ ﻏﻨﻰ ﻋﻨﻬﺎ ﻟﻔﻬﻡ ﺍﻵﻴﺔ.. ﻭﻫﻲ ﺃﺸﺒﻪ ﺒﺎﻟﻤﺫﺍﻜﺭﺓ ﺍﻟﺘﻔﺴـﻴﺭﻴﺔ ﻟﻬـﺎ.. ﺒﻬﺩﻑ ﺘﺠﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﺩ ﻟﻶﻴﺔ، ﻭﻟﻠﺤﻜﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺸﺘﻤﻠﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﺘﻁﺒﻴﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﻗـﺎﺌﻊ ﻻ ﻨﻬﺎﻴـﺔ ﻟﻬـﺎ ﺴﺘﻌﺘﺭﺽ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺭﻯ ﺤﺎﻀﺭﻫﻡ ﻭﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻬﻡ. ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻭﻀﻌﻲ؛ ﺤﻴﺙ ﺘﻭﺠﺩ ﻨﺼﻭﺹ ﻋﺎﻤﺔ ﻤﺠﺭﺩﺓ ﻤﺸﻔﻭﻋﺔ ﺒﻤﺫﻜﺭﺓ ﺘﻔﺴﻴﺭﻴﺔ ﺸﺎﺭﺤﺔ.. ﻭﻟﻜﻥ ﺘﻅل ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﻤﺠﺭﺩﺓ ﺘﻌﻤل ﺒﺎﻨﻔﺼﺎل ﻨﺴﺒﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺫﻜﺭﺓ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭﻴﺔ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﺴﺘﺨﺩﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤـﺎﻜﻡ ﻟﻠﺤﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ. ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺫﻜﺭﺓ ﺘﺸﺭﺡ ﻤﻐﺯﻯ ﻭﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴـﺔ، ﻭﻟﻜﻨﻬـﺎ ﻻ ﹸ ﺘﺤﺩﺩ ﻤﺴﺒﻘﺎ ﺍﺤﺘﻤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻊ ﺍﻟﻤﺘﺠﺩﺩﺓ ﺒﻼ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﻁﺒﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﹰ ﻭﻟﻨﻀﺭﺏ ﻤﺜﻼ ﻭﺍﺤﺩﺍ ﻟﺘﻭﻀﻴﺢ ﻤﺎ ﻨﻘﺼﺩ، ﻓﻔﻲ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﺘﻔﺎﺴﻴﺭ ﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻵﻴﺔ: ﹰ ﻻ ﻴﻨ ﺎ ﹸﻡ ﺍﷲ ﻋﻥ ﺍﻟ ِﻴﻥ ﻟﻡ ﻴ ﹶﺎﺘﹸﻭﻜﻡ ِﻲ ﺍﻟ ﻴﻥ ﻭﻟﻡ ﻴﺨﺭ ﻭ ﹸﻡ ﻥ ﺩ ﺎﺭﻜﻡ َﻥ ﺘﺒ ﻭﻫﻡ ﻭﺘﻘﺴ ﹸﻭﺍ ﺇ ﹶـﻴﻬﻡ ﺇﻥ ﹶ ﹾﻬ ﻜ ِ ُ ﱠﺫ ﹶ ﻘ ِﻠ ﹸ ﻓ ﺩ ِ ﹶ ﹾ ِﺠ ﻜ ﻤ ِﻴ ِ ﹸ ﺃ ﹶ ﺭ ﹸ ﹾ ِﻁ ِﻟ ِ ِ ﺍﷲ ﻴﺤ ﺍﻟﻤﻘﺴ ِﻴﻥ َ ِ ﺏ ﹾ ﹾ ِﻁ )ﺍﻟﻤﻤﺘﺤﻨﺔ: ٨( ﻗﺼﺭ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻵﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﺭﺨﺼﺔ ﻟﻤﺴﻠﻤﻲ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻟﻤﻭﺍﺼﻠﺔ ﺼﻠﺔ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﻤﻊ ﺃﻗﺎﺭﺒﻬﻡ ﺍﻟﻤﺸﺭﻜﻴﻥ.. ﻭﺒﺫﻟﻙ ﺘﺤﻭﻟﺕ ﺍﻵﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﺠﺭﺩ ﺤﻜﻡ ﺒﺒﺭ ﺍﻟﻭﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﻜﺎﻓﺭﻴﻥ، ﺒﺩﻻ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﺩﺴﺘﻭﺭﻴﺔ ﻟﻠﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻲ ﹰ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺩﺍﺨل ﻭﺨﺎﺭﺝ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ "ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ". ﻭﺘﻜﺘﺴﺏ ﺘﺠﻠﻴﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺒﻠﺩ ﻜﻤﺼﺭ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻗﺼﻭﻯ؛ ﺤﻴﺙ ﻻ ﺘﺯﺍل ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺘﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻭﻨﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ، ﻭﻤﻨﺫ ﻋﻘﺩﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ، ﻭﻤﺎ ﺘﺯﺍل ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻤﺭﺘﺒﻁـﺔ ﺒﻤﻌﺎﻫـﺩﺓ ﺴـﻼﻡ ﻤـﻊ ﺍﻟﻜﻴـﺎﻥ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻲ، ﻭﺤﻴﺙ ﺘﻌﺭﺽ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻷﻜﺒﺭ ﺤﻤﻠﺔ ﺘﺸﻭﻴﺵ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻋﻠـﻰ ﺜﻭﺍﺒﺘـﻪ ﺍﻟﻌﻘﺎﺌﺩﻴـﺔ، ﻭﺃﺼﺒﺢ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻬل ﺃﻥ ﺘﺠﺩ ﻤﺜﻘﻔﺎ ﻤﺩﻋﻴﺎ ﻟﻠﺜﻭﺭﻴﺔ.. ﻴﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﻤﺤﺎﻓل ﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﻤﻊ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺒﺩﻋﻭﻯ ﻋﺩﻡ ﺘـﺭﻙ ﹰ ﺍﻟﺴﺎﺤﺔ ﻟﻬﻡ؛ ﻤﺅﻜﺩﺍ ﺃﻨﻪ ﺫﻫﺏ ﻟﻴﻭﺍﺠﻬﻬﻡ ﻭﻴﻘﻬﺭﻫﻡ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ! ﻭﺘﺠﺩ ﻤﺜﻘﻔﺎ ﺁﺨـﺭ ﻴﻌﺘﺒـﺭ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴـﻊ ﹰ - ١١ -
- 13. ﻭﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﻤﻊ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﻴﻥ ﻫﻭ ﻋﻴﻥ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﺤﻀﺭ، ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻨﺠﺩ ﺸﻴﺦ ﺍﻷﺯﻫﺭ ﻴﻠﺘﻘﻲ ﻤﻊ ﺤﺎﺨﺎﻤﺎﺕ ﺇﺴـﺭﺍﺌﻴل ﻭﺴﻔﺭﺍﺀ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﻭﺇﺴﺭﺍﺌﻴل، ﻭﻴﺭﺴل ﻤﺴﺎﻋﺩﻴﻪ ﻓﻲ ﻤﻠﺘﻘﻴﺎﺕ ﺤﻭﺍﺭ ﺍﻷﺩﻴﺎﻥ ﻤﻊ ﺍﻟﺤﺎﺨﺎﻤـﺎﺕ ﺍﻹﺴـﺭﺍﺌﻴﻠﻴﻴﻥ، ﻭﻓـﻲ ﺤﻀﻭﺭ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻱ ﻜﻴﺴﻨﺠﺭ ﻭﻫﻴﻼﺭﻱ ﻜﻠﻴﻨﺘﻭﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻟﻴﺔ ﻟﻠﻴﻬﻭﺩ.. ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻴﺭﺒﻁ ﻭﺯﻴـﺭ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋـﺔ ﻋﺠﻠـﺔ ﺍﻹﻨﺘـﺎﺝ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻲ ﺒﺈﺴﺭﺍﺌﻴل ﺒﺤﺠﺔ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻜﺎﻤﺏ ﺩﻴﻔﻴﺩ.. ﻭﻜﺄﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺃﻟﻐﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻭﺜﻭﺍﺒﺕ ﺍﻟﺩﻴﻥ. ﻓﻲ ﻅل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﻓﺈﻥ ﺘﺠﻠﻴﺔ ﺒﺩﻫﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ ﺘﺼﺒﺢ ﻓﺭﻴﻀﺔ ﻻ ﺒﺩ ﻤﻥ ﺃﺩﺍﺌﻬﺎ، ﻭﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﺸﺭﻋﻲ ﻤﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺎﺕ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻴﺔ ﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﺤﻠﻑ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻲ- ﺍﻷﻤﺭﻴﻜـﻲ، ﻀـﺭﻭﺭﺓ ﻻ ِ ﻏﻨﻰ ﻋﻨﻬﺎ ﺇﺒﺭﺍﻡ ﻟﻠﺫﻤﺔ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﷲ.. ﻭﺤﺜﺎ ﻟﺠﻤﻬﻭﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﺭ ﻟﺩﻴﻨﻬﻡ.. ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺩﻓﺎﻋﺎ ﻋﻥ ﺘﻌﺎﻟﻴﻤﻪ. ﹰ *** ﻭﺘﺸﻤل ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: ١- ﻤﻌﻨﻰ ﻭﻤﻔﻬﻭﻡ "ﺍﻟﻤﻭﻻﺓ" ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ، ﻭﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻟﻬﺎ. ٢- ﻤﻼﻤﺢ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺍﻷﺒﺩﻱ ﺒﻴﻥ ﺤﻠﻑ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻭﺤﻠﻑ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﺸﺭﻜﻴﻥ، ﻭﻫﺫﺍ ﻴﻨﻘﺴﻡ ﻟﻌﺩﺓ ﺃﺠﺯﺍﺀ. ِ ِ ٣- ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺸﺭﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﺍﻻﺓ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﺸﺭﻜﻴﻥ، ﻭﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻟﻴﻥ ﻟﻬﻡ. ﹸ ٤- ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﻘﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ. ٥- ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ ﺒﻴﻥ ﺃﻫل ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﻡ ﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻥ ﻜﺎﻤﻠﻲ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ.. ﻭﺃﻫـل ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﺒﻴﻥ. ٦- ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﺸﺭﻜﻴﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﺒﻴﻥ.. ﻭﺒﻴﻥ ﺩﻭل ﻭﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﻭﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ. ﹸ ٧- ﻤﺘﻰ ﻴﺤﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﺸﺭﻜﻴﻥ. ٨- ﻜﻴﻑ ﻴﺘﻌﺎﻤل ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﻭﻟﻤﺔ ﻭﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ؟ ﻭﻫل ﻨﺩﻋﻭ ﺇﻟﻰ ﻤﻘﺎﻁﻌﺔ ﺸﺎﻤﻠﺔ ﻟﻠﻐﺭﺏ؟ ﺃﻡ ﻨـﺩﻋﻭ ﻟﻭﻀﻊ ﻀﻭﺍﺒﻁ ﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻨﺩﻴﺔ؟ ٩- ﻫل ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﻤﻥ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﻭﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ، ﻭﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﻴﻥ ﻭﺒﺎﻗﻲ ﺃﻫـل ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﺁﺨﺭ؟ ٠١- ﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﺸﺭﻗﻴﺔ ﻏﻴﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺁﺴﻴﺎ.. ﻭﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻔﺔ ﻤﻥ ﺃﻫل ﺍﻟﺠﻨﻭﺏ ﻋﻤﻭﻤﺎ؟ - ٢١ -
- 14. א א א א - ١٣ -
- 15. ﺍﻟﻤﻭﺍﻻﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸﻴﻊ ﻓﻲ ﻜﻨﻔﻬﺎ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤﻌـﺎﻨﻲ.. ﻭﻗـﺩ ﻭﺭﺩﺕ ﺒﻤﺸﺘﻘﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ٠٢١ ﻤﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ "ﻭﻟﻲ- ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ.. ﺇﻟﺦ" ﻭﺍﻟﻭﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ ﻴﻁﻠـﻕ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻤﺤﺏ ﻭﺍﻟﺼﺩﻴﻕ ﻭﺍﻟﻨﺼﻴﺭ ﻭﺍﻟﺤﻠﻴﻑ ﻭﺍﻟﺘﺎﺒﻊ ﻭﺍﻟﻘﺎﺌﺩ ﻭﺍﻟﺭﺌﻴﺱ، ﻭﺃﺸﻴﺎﺀ ﺃﺨﺭﻯ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺏ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎل.. ﻭﻻ ﻴﺒﻌﺩ ﺍﻟﻭﻻﺀ ﺒﺎﻻﺼﻁﻼﺡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ. ﻭﺃﺼل ﺍﻟﻭﻻﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭﺍﻟﻨﺼﺭﺓ، ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﻻﺓ ﺘﻌﻨﻲ ﺍﻟﺘﻨﺎﺼﺭ ﻭﺍﻟﻨﺼﺭﺓ ﻭﺍﻟﺼﺩﺍﻗﺔ ﺍﻟﻤﻔﻀﻴﺔ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﺘﻌـﺎﻭﻥ ﺍﻟﺤﻤﻴﻡ.. ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﺘﻌﺒﻴﺭﺍﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺘﻌﻨﻲ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻑ، ﻭﺍﺘﺨﺎﺫ ﺃﻨﺎﺱ ﻤﻌﻴﻨﻴﻥ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﻤﻌﻨﺎﻩ ﻤﺼﺎﺤﺒﺘﻬﻡ ﻭﻤﺼﺎﺩﻗﺘﻬﻡ ﻭﻤﻨﺎﺼﺤﺘﻬﻡ ﻭﺇﺴﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﻭﺩﺓ ﺇﻟﻴﻬﻡ. ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﻻﺓ ﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﻓﻬﻲ ﻤﺘﻜﺎﻓﺌﺔ ﻭﻨﺩﻴﺔ ﻭﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ، ﺃﻭ ﺒـﻴﻥ ﺍﻟﻤـﺅﻤﻨﻴﻥ ﻭﺍﷲ؛ ﻓﻴﻜـﻭﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻭﻥ )ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﷲ( "ﺃﻱ ﻋﺎﺒﺩﻭﻩ ﻭﺃﺘﺒﺎﻋﻪ"، ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﷲ ﻭﻟﻴﻬﻡ؛ ﺃﻱ ﻨﺎﺼﺭﻫﻡ ﻭﻤﺘﻭﻟﻲ ﺃﻤﺭﻫﻡ ﻭﺘﺭﺒﻴﺘﻬﻡ.. ﻭﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻭﻻﻴﺔ ﻫﻨﺎ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭﺍﻹﺭﺸﺎﺩ ﻭﺍﻟﻬﺩﺍﻴﺔ.. ﻟﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻭﻟﻲ ﻴﺄﺘﻲ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺎﺌﺩ ﺃﻭ ﻭﻟﻲ ﺍﻷﻤﺭ. ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻐﻴﺒﻲ ﺃﻴ ﺎ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻋﻼﻗﺔ ﻤﻭﺍﻻﺓ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻭﺍﻟﺸـﻴﻁﺎﻥ ﻤـﻥ ﻨﺎﺤﻴـﺔ، ﻭﺒـﻴﻥ ﺍﻟﻤـﺅﻤﻨﻴﻥ ﻀ ﻭﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ؛ ﺤﻴﺙ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﺃﻋﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ: ﻨﺤﻥ ﺃﻭﻟ ﺎﺅﻜﻡ ِﻲ ﺍﻟﺤ ﺎﺓ ﺍﻟﺩﻨ ﺎ ﻭ ِﻲ ﺍﻵ ِ ِ ﹶ ِ َ ﻴ ُ ﹸ ﻓ ﹾ ﻴ ِ ﹾﻴ ﻓ َﺨﺭﺓ )ﻓﺼﻠﺕ: ١٣( *** ﺇﻥ " ﺍﻟﻤﻭﺍﻻﺓ" ﻤﻔﻬﻭﻡ ﻤﺤﻭﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻭﺒﺩﻭﻨﻬﻼ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺼﻭﺭ ﺃﻥ ﺘﻘﻭﻡ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﻟﻠﻌﻘﻴﺩﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ، ﺃﻭ ﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ.. ﻭﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺒﻪ ﺃﻥ ﻴﺘﺭﺍﺹ ﻤﻌﺴﻜﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻓﻲ ﻭﺤﺩﺓ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻤﺘﻤﺎﺴﻜﺔ.. ﻭﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨـﻭﻥ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﻓﻴﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺘﺭﺍﺤﻡ ﻭﺍﻟﺘﻜﺎﻓل ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺒﺔ ﻓﻲ ﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﺍﺨﺘﺭﺍﻗﺎﺕ ﺍﻷﻋﺩﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ، ﻭﻋﻤﻼﺌﻬﻡ ﻓﻲ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ. ﻭﻤﻭﺍﻻﺓ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﺒﻌﻀﺎ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺘﺄﺘﻰ ﻤﻥ ﺩﻭﻥ ﺩﻭﻟﺔ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ.. ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻗﻁﺭﻱ.. ﺜﻡ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺃﻭﺴﻊ "ﺘﺤﺎﻟﻑ ﺃﻭ ﺍﺘﺤﺎﺩ ﺃﻭ ﻭﺤﺩﺓ ﺒﻴﻥ ﻋﺩﺓ ﺩﻭل ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ".. ﺤﺘﻰ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺍﻟﻌـﺭﻴﺽ ﻟﻸﻤـﺔ.. ﻭﺒﺩﻭﻥ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﻨﺎﺼﺭ ﻭﺍﻟﺘﻼﺤﻡ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻓﻲ ﺃﺠﻠﻰ ﺼﻭﺭﺓ، ﻷﻥ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻫﻭ ﺃﺴﺎﺱ ﺼﻬﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺸﺎﺌﺞ ﻭﺩﻤﺠﻬﺎ ﻓﻲ ﺒﻭﺘﻘﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ.. ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻭﺍﻻﺓ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﻓﻲ ﻨﻅﺎﻡ ﺴﻴﺎﺴﻲ ﻫﻲ ﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﻤﻲ ﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ، ﻭﻴﻭﻁﺩ ﺃﺭﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ، ﻭﻫﻲ ﻤﻥ ﺁﻴـﺎﺕ ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻥ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺒﻴﻥ ﺇﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻭﺼﻼﺤﻪ.. ﻭﺇﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭﺼﻼﺤﻬﺎ، ﻓﺒﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺍﻟﻤﺘﻤﺎﺴﻙ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻴﻔﺘﻥ ﻓﻲ ﺩﻴﻨﻪ ﻭﻴﺘﻌﺭﺽ ﻟﻤﺤﻨﺔ ﺸﺩﻴﺩﺓ.. ﻭﻻ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻟﻠﻌﻘﻴﺩﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺇﻁـﺎﺭ ﻤﺠﺘﻤـﻊ ﻤﺴـﻠﻡ ﻤﺘﺭﺍﺹ ﺍﻟﺒﻨﻴﺎﻥ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺘﻁﻭﻴﺭ ﻭﺍﺴﺘﻨﻬﺎﺽ ﺃﻭﻀﺎﻋﻪ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ.. ﻭﻗﺎﺩﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻨﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺃﻋـﺩﺍﺀ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ.. ﻭﻫﻲ ﻤﻌﺎﺩﻟﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﺘﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺎﺕ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ. - ٤١ -
- 16. ﺍﻟﻤﺅﻤ ﹸﻭﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤ ﹶﺎﺕ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﺃﻭﻟ ﺎﺀ ﺒﻌﺽ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺃﺸ ﺍﺀ ﻋ ﹶﻰ ﺍﻟﻜ ﱠﺎﺭ ﺭﺤ ﺎﺀ ﺒﻴـﻨﻬﻡ.. َ ِﺩ ﻠ ﹾ ﹸ ﻔ ِ ﻤ ﹶ ﻭ ﹾ ِ ْ ﻨ ﻭ ﹾ ِ ْ ﻨ ﹸ ِ َ ﻴ ٍ ﻭﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻘﻭﻡ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻔﻭﺍﺼل ﺍﻟﻘﺎﻁﻌﺔ ﺒﻴﻥ ﺒﻨﺎﺌﻬﺎ ﻭﺘﺼﻭﺭﺍﺘﻬﺎ.. ﺍﻟﻌﻘﺎﺌـﺩ ﻭﺍﻟﺘﺼﻭﺭﺍﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ.. ﻭﺃﻱ ﻤﺯﺝ ﺃﻭ ﺘﻤﻴﻴﻊ ﺃﻭ ﺘﺴﻴﺏ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﻴﻌﻨﻲ ﻓﻲ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ، ﺃﻭ ﺘﻤﻬﻴﺩ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ. ﻭﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻤﻭﺍﻻﺓ ﻴﺭﻜﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ.. ﻭﻟﻴﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﻠﻔﻅﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻁﻘـﻭﺱ ﻭﺍﻟﺸـﻌﺎﺌﺭ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﺅﺩﻯ.. ﻓﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻴﻅﻬﺭﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺎﺕ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ، ﻭﻴﻤﺎﺭﺴﻭﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺸﻌﺎﺌﺭ، ﻭﻻ ﻴﻤﻨﻌﻭﻥ ﻋﺎﺩﺓ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺸﻌﺎﺌﺭ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ.. ﻭﻟﻜﻨﻬﻡ ﻴﻭﺍﻟﻭﻥ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﺸﺭﻜﻴﻥ.. ﻭﻴﻤﻜﻨﻭﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﺭﻗﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ. ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﻨﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻻﺓ ﻓﻨﺤﻥ ﻻ ﻨﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﻓﺭﻋﻲ.. ﺒل ﻋﻥ ﺃﺼل ﺃﺴﺎﺴﻲ ﻤﻥ ﺃﺼل ﺍﻟﺩﻴﻥ.. ﻷﻨﻪ ﻴﻌﻨﻲ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻤﻔﺎﺼﻠﺔ ﻭﺍﻻﺴﺘﻘﻁﺎﺏ، ﻭﺍﻟﻔﺭﺯ ﺍﻟﻘﻁﻌﻲ ﺒﻴﻥ ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ.. ﻭﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﻜﻔﺭ.. ﻭﺃﻱ ﺘﻤﻴﻴـﻊ ﻟﻬـﺫﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﺤﻕ ﻭﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺒﺎﻁل.. ﻭﻴﻜﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ ﻭﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ.. ﻓﺎﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺤﻭﺍﻟﻲ ﻤﺎﺌﺔ ﺁﻴﺔ ﺒﺎﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ، ﻭﺭﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻟﻤﻭﺍﻻﺓ ﺒﻜل ﻤﺸﺘﻘﺎﺘﻪ.. ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻨﺹ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻋﻠﻰ ﺤﻜـﻡ ﻓﻲ ﺁﻴﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻜﺎﻑ ﻟﻺﻟﺯﺍﻡ ﺒﻪ.. ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻤﻭﺍﻻﺓ ﻴﻤﺱ ﺠﻭﻫﺭ ﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ، ﻜﻤﺎ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜـﺭﻴﻡ ٍ ﻭﺒﺎﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺸﺭﻴﻔﺔ، ﻭﻫﻭ ﻤﺘﺼل ﺒﻜل ﺁﻴﺔ ﻤﻥ ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ، ﺒﻐﺽ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋـﻥ ﺍﻟـﻨﺹ ﻋﻠـﻰ ﻤﺼـﻁﻠﺢ "ﺍﻟﻤﻭﺍﻻﺓ" ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﺃﺒﻌﺎﺩﺍ ﻭﺍﻀﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻜﻡ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺩﺍﺨﻠ ـﺎ ﻭﺨﺎﺭﺠ ـﺎ. ﻗﻀـﻴﺔ ﻴ ﻴ ﺍﻟﻤﻭﺍﻻﺓ ﻤﺸﺘﻘﺔ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻤﻨﻁﻘﻴﺔ ﻤﻥ ﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ.. ﻭﻫﻲ ﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻀﺩ ﺍﻟﻜﻔﺭ، ﻭﻟﻜﻥ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻫـﺎﻥ ﺃﻤـﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ؛ ﻓﻘﺩ ﺃﺼﺒﺤﻭﺍ ﻴﺨﺸﻭﻥ ﺍﻟﺨﻭﺽ ﻓﻲ ﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﻤﺤﺎﺭﺒﺔ ﺍﻟﻜﻔﺭ.. ﻷﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﻌﺩ ﻴﺘﻨﺎﺴـﺏ ﻤـﻊ ﺍﻟﻠﻴﺒﺭﺍﻟﻴـﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻭﻟﻤﺔ، ﺃﻭ ﺍﻟﻜﺭﺓ ﺍﻷﺭﻀﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻗﺭﻴﺔ ﺼﻐﻴﺭﺓ ﻤﺯﻋﻭﻤﺔ، ﻷﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﻌﺩ ﻴﺘﻨﺎﺴﺏ ﻤﻊ ﺍﻟﻠﻴﺎﻗﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﻤﻭﺩﺓ ﺍﻟﻌﺼﺭ.. ﺃﻭ ﻤﻭﺍﺜﻴﻕ ﻭﻤﻌﺎﻫﺩﺍﺕ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ. ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﺤﻭل ﻤﻌﻅﻡ ﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﻤﻥ ﻭﺍﻻﻫﻡ ﻤﻥ ﻭﻋﺎﻅ ﺍﻟﺴﻼﻁﻴﻥ.. ﺤﻭﻟﻭﺍ ﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻜﻔﺭ ﺇﻟﻰ ﺤﺩﻴﺙ ﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﻋﻥ ﻤﺸﺭﻜﻲ ﻗﺭﻴﺵ ﻤﻨﺫ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ٤١ ﻗﺭﻨﺎ. ﹰ ﻭﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻤﺸﺭﻜﻭﻥ ﻤﻌﺭﻭﻓﻭﻥ ﺒﺎﻻﺴﻡ، ﻭﻗﺩ ﺘﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻗﻀﺎﺀ ﻤﺒﺭﻤﺎ ﻤﻨﺫ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺒﻌﻴﺩ، ﻭﻤﺎ ﺘﻘﺭﺃﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺙ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ؛ ﻫﻭ ﻤﺠﺭﺩ ﺤﺩﻴﺙ ﺫﻜﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ. ﻭﻻ ﺘﻭﺠﺩ ﺤﺭﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺒﺄﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﺍﻟﻤﻨﺤﺭﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺠﺭﺩﺕ ﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻤﻥ ﺭﻭﺤﻬﺎ ﻭﻤﻐﺯﺍﻫﺎ ﻭﻏﺎﻴﺘﻬﺎ.. ﻭﻫﻲ ﺘﻜﺭﻴﺱ ﺍﻟﻌﺒﻭﺩﻴﺔ ﷲ، ﻭﺇﺨﺭﺍﺝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻤﻥ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ. ﻭﻗﺩ ﺃﺴﻬﻡ ﺒﻌﺽ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺨﻠﻕ ﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻻﻟﺘﺒﺎﺴﺎﺕ ﺤﻭل ﻏﺎﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺘﺜﺒﻴﺕ ﺩﻋـﺎﺌﻡ ﺤﻀـﺎﺭﺓ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻜﻔﺭ.. ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺤﻭﻟﻭﺍ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﻀﻴﺔ ﺘﻜﻔﻴﺭ ﺸـﺨﺹ ﻤﺤـﺩﺩ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔـﻴﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﻴﻥ، ﺃﻭ ﺘﻜﻔﻴﺭ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﻥ ﻨﺠﺩ ﻤﻨﺤﻨﻰ ﺨﻁﻴﺭﺍ ﻓﻲ ﻋﺩﻡ ﺘﺭﺘﻴﺏ ﺍﻷﻭﻟﻭﻴﺎﺕ ﺒﺸﻜل ﹰ ﺼﺤﻴﺢ.. ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻜﺘﺸﺎﻑ ﺃﻭ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ. - ٥١ -
- 17. ﻭﻋﺩﻡ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻜﻔﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻓﻲ ﻋﺼﺭﻨﺎ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ"ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻑ ﺍﻟﺼـﻬﻴﻭﻨﻲ- ﺍﻷﻤﺭﻴﻜـﻲ" ﻭﻋـﺩﻡ ﺘﺤﺩﻴـﺩ ﺍﻷﻭﻟﻭﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﻷﺴﺎﺱ، ﻭﺴﻨﻌﻭﺩ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺘﻔﺼﻴﻼ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻌﺩ.. ﺃﻤﺎ ﻤﺎ ﻨﺭﻴﺩ ﺃﻥ ﻨﺭﻜـﺯ ﹰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻵﻥ ﺃﻥ ﻗﻀﻴﺔ ﺘﺤﺭﻴﻡ ﻤﻭﺍﻻﺓ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﺸﺭﻜﻴﻥ ﻤﺸﺘﻘﺔ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻤﻨﻁﻘﻴﺔ ﻤﻥ ﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﷲ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺎﺩﻩ، ﻭﺍﻟﺘـﻲ ﻟﺨﺼﺘﻬﺎ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﺘﺤﺔ: ﺇ ﺎﻙ ﻨﻌﺒﺩ ﻭﺇ ﺎﻙ ﻨﺴﺘ ِﻴﻥ* ﺍﻫﺩ ﹶﺎ ﺍﻟﺼ ﺍﻁ ﺍﻟﻤﺴﺘ ِﻴﻡ*ﺼ ﺍﻁ ﺍﻟ ِﻴﻥ ﺃﻨﻌﻤﺕ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻏﻴ ِ ﺍﻟﻤﻐ ﻭﺏ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻻ ﺭ ﹶ ﹾ ﹶﻘ ِ ﺭ ﹶ ﱠﺫ َ ﹾ ﹶ ﹶ ِ ﹶ ﺭ ﹾ ﹾ ﻀ ِ ﹶ ِ ﻭ ﹶ ِﻴ ﹶ ِ ﻴ ﹶ ﹶﻌ ِ ﻨ ﺍﻟ ﺎﱢﻴﻥ. ﻀﻟ ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻨﻘﻭل ﺇﻥ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻫﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﻜﻔﺭ- ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ.. ﻓﻬـﻲ ﺠـﺫﻉ ﺍﻟﺸـﺠﺭﺓ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻲ.. ﻭﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﻓﺭﻭﻉ ﻭﺘﻔﺼﻴﻼﺕ ﻭﺸﺭﺍﺌﻊ ﻭﻗﻴﻡ ﻭﺃﺨﻼﻗﻴﺎﺕ.. ﻤﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﺘﻔﺭﻴﻌﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﺼل ﻭﺍﺤﺩ ﻤﺘﺼل ﻤﻨﺫ ﺒﺩﺀ ﺍﻟﺨﻠﻴﻘﺔ.. ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺫﻱ ﺤﻤﻠﻪ ﻜل ﺍﻟﺭﺴل ﻭﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ﻜﻭﺍﺴﻁﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﷲ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩ. ﻭﺘﺩﻓﻕ ﺁﻴـﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻤﺘﻭﺍﺼل ﺤﻭل ﻤﺤﻭﺭ ﻭﺍﺤﺩ.. ﺍﻟﺠﺩل ﺍﻟﺩﺍﺌﻡ ﻭﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﻴﺕ ﺒﻴﻥ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻜﻔـﺭ ﺒﺎﻋﺘﺒـﺎﺭﻩ ﺍﻟﺨﻴﻁ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﺼﺭﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﺤﺘﻰ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﺩﻴﻥ، ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻻ ﻴﻘﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻤﻭﺍﻻﺓ ﺒﻤﺸﺘﻘﺎﺘﻬﺎ، ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺽ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﻡ ﺇﻁﺎﻋﺔ ﺍﻟﻜﺎﻓﺭﻴﻥ، ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﻤﺔ ﻤﻌﻬـﻡ ﺤـﻭل ﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ، ﻭﺘﻭﻀﻴﺢ ﻤﺎ ﻴﻤﻴﺯ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﻜﺎﻓﺭ، ﻭﺍﻟﻀﻭﺍﺒﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﺤﻜﻡ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ، ﻭﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨـﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﺨﻠﻭ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﺴﻭﺭ.. ﺇﻟﺦ. ﺒﺎﺨﺘﺼﺎﺭ ﺠﻭﻫﺭ ﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﺨـﺎﺘﻡ، ﻭﻗـﺩ ﻭﺭﺩ ﻟﻔـﻅ "ﺍﻟﻜﻔﺭ" ﺒﻜل ﻤﺸﺘﻘﺎﺘﻪ ﺤﻭﺍﻟﻲ ٩١٥ ﻤﺭﺓ ﺒﺎﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ، ﻭﺍﻟﺸﺭﻙ ٩٥١ ﻤﺭﺓ.. ﻭﻟﻜﻥ ﺇﺠﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﻌـﺎﻨﻲ ﻴﺘﺠـﺎﻭﺯ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻠﻔﻅﻲ ﻟﻜﻠﻤﺎﺕ "ﺍﻟﻤﻭﺍﻻﺓ" ﺃﻭ "ﺍﻟﻜﻔﺭ" ﺃﻭ "ﺍﻟﺸﺭﻙ".. ﻓﻠﻥ ﺘﺠﺩ ﺴﻭﺭﺓ ﻭﺍﺤﺩﺓ، ﺃﻭ ﺁﻴﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻤﻨﻔﺼـﻠﺔ ﻋـﻥ ﻗﻀﻴﺔ "ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ - ﺍﻟﻜﻔﺭ".. ﻭﺤﺎﻭل ﺃﻥ ﺘﺴﺘﺒﻌﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ.. ﻓﻠﻥ ﺘﺠﺩ ﺸﻴﺌﺎ ﺘﻘﺭﺃﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜـﺭﻴﻡ.. ﻭﻟـﻥ ً ﺘﺠﺩ ﺸﻴﺌﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻔﻬﻤﻪ. ﻭﻗﺩ ﺘﺒﺩﺕ ﻋﺒﻘﺭﻴﺔ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﻗﻴﺎﺩﺘﻪ ﻟﻠﺜﻭﺭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻴﺭﺍﻥ ﻓﻲ ﺃﻨﻪ ﻭﻀـﻊ ﺍﻷﻭﻟﻭﻴـﺎﺕ ﺒﺼـﻭﺭﺓ ﺼﺤﻴﺤﺔ.. ﻓﺄﺴﺎﺱ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻫﻭ ﺼﺭﺍﻉ ﻤﻌﺴﻜﺭ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻤﻊ ﻤﻌﺴﻜﺭ ﺍﻻﺴﺘﻜﺒﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺒﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ.. ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺼﺩﺍﻡ ﻤﻊ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻹﻴﺭﺍﻨﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻫﻨﺸﺎﻫﻴﺔ ﻜﺎﻥ ﺒﺴﺒﺏ ﻭﺒﻤﻘﺩﺍﺭ ﺘﺒﻌﻴﺘﻬﺎ ﻭﺨﻀﻭﻋﻬﺎ ﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﺍﻟﻜﻔﺭ ﺍﻻﺴﺘﻜﺒﺎﺭﻱ. ﺇﻥ ﻤﻌﺭﻜﺔ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻜﻔﺭ ﻟﻡ ﺘﻨﺘﻪ ﺇﺫﻥ، ﻭﺴﺘﺘﻭﺍﺼل ﺇﻟﻰ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﺩﻴﻥ.. ﻭﺇﻥ ﺃﺌﻤﺔ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﻓﻲ ﻋﺼﺭﻨﺎ ﻫﻡ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﻭﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻴﺔ.. ﻭﻤﻥ ﻭﺍﻻﻫﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﻴﻥ، ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﺸﺭﻋﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻨﻁﻠﻕ ﻤﻥ ﻤﻭﻗﻔﻬﻡ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺒﺎﻟﺘﺤﺩﻴﺩ، ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﻭﻗﺘﻨﺎ ﺍﻟﺭﺍﻫﻥ ﻫﻲ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺒﻨـﺎﺀ ﺼـﺭﺡ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﻔﻭﺫ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ – ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻱ - ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻲ.. ﻭﺘﺤﺭﻴﺭ ﺃﺭﺍﻀـﻲ ﺍﻟﻤﺴـﻠﻤﻴﻥ، ﻭﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﺘﺤﺕ ﺍﻻﺤﺘﻼل ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﻭﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ.. ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺭﻜﺎﺕ ﻭﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻴﺔ ﺃﻥ ﺘﺠـﺭﻡ ﻤﻭﺍﻗـﻑ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﺼﺭﺍﺤﺔ ﺇﺫﺍ ﻫﻡ ﺘﺠﺎﻭﺯﻭﺍ ﺍﻟﺨﻁﻭﻁ ﺍﻟﺤﻤﺭﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﻭﺇﺴﺭﺍﺌﻴل، ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺇﻁـﺎﺭ ﺍﻟﺠﻬـﺎﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻟﺘﺠﻴﻴﺵ ﺍﻷﻤﺔ ﺤﻭل ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﺸﺭﻋﻲ ﻤﻥ ﻤﻌﺴﻜﺭ ﺍﻻﺴﺘﻜﺒﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺃﺴﺎﺱ ﺒﻼﺀ ﺍﻟﻤﺴـﻠﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺸﺘﻰ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ..ﻻ ﺒﺩ ﻤﻥ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﺸﺭﻋﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ، ﺃﻭ ﺃﺠﻨﺤﺔ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻭﺭﻁ ﻓﻲ ﻋﻼﻗـﺎﺕ ﻤﺭﻴﺒﺔ ﻤﻊ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭﺃﻤﺭﻴﻜﺎ.. ﻭﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﺴﻤﻰ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺒﺄﺴﻤﺎﺌﻬﺎ.. ﻷﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺃﻀﺤﻰ ﻴﺘﻌﻠـﻕ ﺒﻤﺼـﻴﺭ ﺃﻤـﺔ ﻭﻋﻘﻴﺩﺓ.. ﻭﻟﻴﺱ ﺨﻼﻓﺎ ﺤﻭل ﺒﻌﺽ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﻌﺎﺒﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺘﻤل ﻭﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻨﻅﺭ. ﹰ - ٦١ -
- 18. ﻭﻴﻌﻠﻤﻨﺎ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺁﺩﺍﺏ ﺍﻟﺤﺯﻡ ﻭﺍﻟﻌﺯﻡ ﻓﻲ ﺃﺨﺫ ﺃﻤﺭ ﺩﻴﻨﻨﺎ ﺒﻼ ﺘﻔﺭﻴﻁ ﺃﻭ ﺇﻓﺭﺍﻁ.. ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺍﷲ ﻤـﻥ ﺨـﻼل ﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻟﻠﻤﻌﺼﻭﻡ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ - ﻓﺎﷲ ﻋﺯ ﻭﺠل "ﻴﺤﺫﺭﻩ" ﻭ"ﻴﺘﻭﻋﺩﻩ" ﺇﻥ ﻓﻌل ﻜﺫﺍ ﺃﻭ ﻜﺫﺍ ﺭﻏﻡ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﻐﻴﺏ، ﻭﻫﻭﺃﻋﻠﻡ ﺒﺭﺴﻭﻟﻪ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻷﻤﻴﻥ.. ﻭﻟﻜﻥ ﺍﷲ ﻴﺸﺭﻉ ﻟﻨﺎ ﻨﺤﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ.. ﻭﺇﻟﻰ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﺩﻴﻥ. ﻗﺎﺌﻼ: ﹰ ﺍﷲ ﻋﺯ ﻭﺠل ﻴﺼﻑ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﻭﺇﻥ ﻟ ﻷﺠ ﺍ ﻏﻴ ﻤﻤ ﹸﻭﻥ* ﻭﺇﻨﻙ ﻟﻌ ﹶﻰ ﺨﻠﻕ ﻋ ِﻴﻡ* ِﹶﻙ ﺭ ﹶ ﺭ ﻨ ٍ ِﱠ ﹶ ﻠ ﹸﹸ ٍ ﻅ ٍ )ﺍﻟﻘﻠﻡ: ٤، ٣( ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻴﺘﺒﻊ ﺫﻟﻙ ﺒﺎﻷﻭﺍﻤﺭ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ: ﻓﻼ ﺘﻁﻊ ﺍﻟﻤﻜﺫ ِﻴﻥ* ﻭ ﻭﺍ ﻟﻭ ﹸﺩﻫﻥ ﻓﻴﺩﻫ ﹸﻭﻥ*ﻭﻻ ﺘﻁﻊ ﻜ ﱠ ﺤﻼﻑ ﻤ ِﻴﻥ ﹶ ﹶ ﹸ ِ ِ ﹾ ﹶ ﱢﺒ ﺩ ﹶ ﺘ ِ ﹶ ِ ﻨ ﹶ ﹸ ِ ﹸل ﱠ ٍ ﻬ ٍ )ﺍﻟﻘﻠﻡ: ٨-٠١( ﺃﻱ ﻓﻼ ﺘﺘﺭﻙ ﻴﺎ ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺎ ﺃﻨﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻤﻜﺫﺒﻴﻥ، ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺘﻤﻨﻭﺍ ﻟﻭ ﺘﻠﻴﻥ ﻟﻬﻡ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺸﻲﺀ؛ ﻓﻴﻠﻴﻨﻭﻥ ﻟﻙ ﻁﻤﻌﺎ ﻓﻲ ﺘﺠﺎﻭﺒﻙ ﻤﻌﻬﻡ ﻭ ﻭﺍ ﻟﻭ ﹸﺩﻫﻥ ﻓﻴﺩﻫ ﹸﻭﻥ . ﺩ ﹶ ﺘ ِ ﹶ ِ ﻨ ﻭﺘﺘﻭﺍﺼل ﺍﻷﻭﺍﻤﺭ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻟﻠﺭﺴﻭل ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ:ﻭﻻ ﺘﻁﻊ ﺍﻟ ﹶﺎﻓ ِﻴﻥ ﺍﻟﻤ ﹶﺎﻓ ِﻴﻥ ﻭﺩﻉ ﺃ ﹶﺍﻫﻡ ﺘ ﻜل ﻋ ﹶﻰ ﺍﷲ ﻭﻜ ﹶﻰ ِ ﹶﻔ ﹶ ﹸ ِ ِ ﹾﻜ ِﺭ ﻭ ﹾ ﻨ ِﻘ َ ﺫ ﻭ ﹶﻭ ﱠ ْ ﻠ ِﺎﷲ ﻭ ِﻴﻼ. ﺒ ِ ﻜ ﹰ )ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ: ٨٤( ﻭﺃﻴ ﺎ: ﻭِﻥ ﺘﻁﻊ ﺃﻜﺜ ﻥ ِﻲ ﺍﻷﺭ ِ ﻴ ِـﱡﻭﻙ ـﻥ ـ ِﻴل ﺍﷲ ِﻥ ﻴﺘﺒ ـﻭﻥ ﺇﻻ ﺍﻟ ﱠـﻥ ﻭﺇﻥ ـﻡ ﺇﻻ ﺇ ﹸ ِ َ ﹾ ﹶ ﺭ ﻤ ﻓ َ ﺽ ﻀ ﻠ ﻋ ﺴ ﺒ ِ ِ ﺇ ﱠ ِﻌ ِ ﱠ ﻅ ِ ﻫ ِ ﱠ ﻀ ﻴﺨﺭ ﻭﻥ ﹾ ﺼ )ﺍﻷﻨﻌﺎﻡ: ٦١١( ﺃﻱ ﻻ ﺘﺘﺒﻊ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﻤﻥ ﻤﻌﻙ ﺃﺤﺩﺍ ﻴﺨﺎﻟﻑ ﻗﻭل ﺍﷲ ﺍﻟﺤﻕ، ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻋﺩﺩﺍ ﻜﺜﻴﺭﺍ، ﻓﺈﻨﻙ ﺇﻥ ﺘﺘﺒـﻊ ﺃﻜﺜـﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻻ ﻴﻌﺘﻤﺩﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺸﺭﻉ ﻨﺯل ﻴﺒﻌﺩﻭﻨﻙ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻡ، ﻭﻫﻭ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ. ﻤ ﻭﺘﺘﺼﺎﻋﺩ ﺁﻴﺎﺕ ﺍﷲ ﻓﻲ ﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ : ﻭﺇﻥ ﹶﺎ ﻭﺍ ﻟﻴﻔﺘ ﹸﻭﻨﻙ ﻋﻥ ﺍﻟ ِﻱ ﺃﻭﺤﻴ ﹶﺎ ِﻟﻴ ِ ﺘﻔﺘ ِ ﻋﻠﻴ ﹶﺎ ﻏﻴﺭﻩ ﻭﺇ ﹰﺍ ﻻﺘﺨ ﹸﻭﻙ ﺨ ِﻴﻼ* ﻟﻭﻻ َﻥ ﺜﺒﺘ ﹶﺎﻙ ﻟﻘﺩ ِﻜ ﺩ ﹶ ﹾ ِﻨ ﹶ ِ ﱠﺫ َ ﻨ ﺇ ﹶ ﻙ ﻟ ﹾ ﹶﺭﻱ ﹶ ﻨ ﹶ ِ ﺫ ﹶ ﱠ ﹶﺫ ﹶﻠ ﹰ ﻭ ﹶ ﹶ ﺃ ﹶ ﹾﻨ ﹶ ﹶ ِﺩﺕ ﺘﺭﻜﻥ ﺇﻟﻴﻬﻡ ﺸﻴ ًﺎ ﻗ ِﻴﻼ *ﺇ ﹰﺍ ﻷﺫﻗ ﹶﺎﻙ ِﻌﻑ ﺍﻟﺤ ﺎﺓ ِ ﻌﻑ ﺍﻟﻤ ﺎﺕ ﺜ ﻻ ﺘﺠﺩ ﻟ ﻋﻠﻴ ﹶﺎ ﻨ ِﻴ ﺍ ﻜ ﱠ ﹶ ﹶ ِ ﹶ ِ ﹶ ﺌ ﹶﻠ ﹰ ِﺫ ﹶ ﹾﻨ ﻀ ﹶ ﹾ ﻴ ِ ﻭﻀ ﹶ ﹾ ﻤ ِ ﹸﻡ ﹶ ﹶ ِ ﹶﻙ ﹶ ﻨ ﹶﺼ ﺭ )ﺍﻹﺴﺭﺍﺀ: ٣٧-٥٧( ﺃﻱ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻜﻴﻥ ﻴﺘﻔﻨﻨﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺼﺭﻓﻙ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻟﺘﻁﻠﺏ ﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺠﺯﺍﺕ، ﻭﺘﻜﻭﻥ ﻜـﺎﻟﻤﻔﺘﺭﻱ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻭﺤﻴﻨﺌﺫ ﻴﺘﺨﺫﻭﻨﻙ ﺼﺎﺤﺒﺎ ﻟﻬﻡ، ﻭﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﻗﺩ ﺘﻜﺭﺭﺕ ﻭﻜﺜﺭﺕ، ﻭﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﻘﺭﺒﻙ ﻤﻤـﺎ ﻴﺭﻴﺩﻭﻥ، ﻭﻟﻜﻨﻙ ﺭﺴﻭﻟﻨﺎ ﺍﻷﻤﻴﻥ.. ﻭﻗﺩ ﺸﻤﻠﻙ ﻟﻁﻔﻨﺎ ﻓﺼﺭﻓﻨﺎﻙ ﻋﻥ ﺍﻻﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﻟﻬﻡ ﻭﺜﺒﺘﻨﺎﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻕ، ﻭﻟﻭﻻ ﺫﻟﻙ ﻷﻭﺸﻜﺕ ﺃﻥ ﺘﻤﻴل ﺇﻟﻰ ﺍﺴﺘﺠﺎﺒﺘﻬﻡ ﻁﻤﻌﺎ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻴﻜﻤل ﺇﻴﻤﺎﻨﻬﻡ ﻴﻭﻤﺎ، ﻭﻟﻭ ﻗﺎﺭﺒﺕ ﺍﻟﺭﻜﻭﻥ ﺇﻟـﻴﻬﻡ ﻟﺠﻤﻌﻨـﺎ ﻋﻠﻴـﻙ ﻋﺫﺍﺏ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻭﻀﺎﻋﻔﻨﺎﻩ، ﻭﻋﺫﺍﺏ ﺍﻵﺨﺭﺓ ﻭﻀﺎﻋﻔﻨﺎﻩ، ﺜﻡ ﻻ ﺘﺠﺩ ﻟﻙ ﻨﺼﻴﺭﺍ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻴﻤﻨﻊ ﻋﻨﻙ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ. - ٧١ -
- 19. ﻭﺘﺘﻭﺍﺼل ﺍﻵﻴﺎﺕ: ﻻ ﺘﺘﺒﻊ ﺃﻫ ﺍﺀﻫﻡ ﺍﺤﺫﺭﻫﻡ َﻥ ﻴﻔﺘ ﹸﻭﻙ ﻥ ﺒﻌﺽ ﺎ ﺃﻨ ل ﺍﷲ ِﻟﻴ ﻭ ﹶ ﹶ ﱠ ِ َ ﻭ ﻭ ﹶ ﺃ ﹾ ِﻨ ﻋ ِ ﻤ َ ﹾﺯ َ ُ ﺇ ﹶ ﻙ )ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ: ٩٤( ﻭﺤﻭل ﻤﻐﺯﻯ ﻤﺨﺎﻁﺒﺔ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺤﺯﻡ ﻴﻘﻭل ﺃﺤﻤﺩ ﺤﺴﻴﻥ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻟﻶﻴﺔ: ﻟ ِ ِ ﺍﺘ ﻌﺕ ﺃﻫ ﺍﺀﻫﻡ ﺒﻌﺩ ﺍﻟ ِﻱ ﺎﺀﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺎ ﻟ ﻤﻥ ﺍﷲ ِﻥ ﻭﻟﻲ ﻻ ﻨ ِﻴﺭ ﻭ ﹶﺌﻥ ﱠﺒ ﹶ َ ﻭ ﱠﺫ ﺠ ِ ﹾ ِ ﹾ ِ ﻤ ﹶﻙ ِ ِ ﻤ ِ ﻭ ﹶ ﹶﺼ ٍ )ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ: ٠٢١( ﺍﻨﻅﺭ ﻴﺭﻋﺎﻙ ﺍﷲ، ﻭﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﻘﻭل ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺨﺎﻁﺏ ﺒﻪ ﻫﻭ ﺴﻴﺩﻨﺎ ﻤﺤﻤﺩ ﻜﻴﻑ ﻴﺘﻭﻋﺩﻩ ﺍﷲ ﺇﺫﺍ ﻫﻭ ﺍﻨﺤـﺭﻑ ﻋـﻥ ﺍﻟﺠﺎﺩﺓ ﺒﺄﻥ ﻴﺘﺨﻠﻰ ﻋﻨﻪ ﻓﻼ ﻴﺘﻭﻻﻩ ﺒﺎﻟﺭﻋﺎﻴﺔ، ﻭﻻ ﻴﻤﺩﻩ ﺒﺎﻟﻌﻭﻥ ﻨﺤﻥ ﻤﻊ ﺍﻟﻘﺎﺌﻠﻴﻥ ﺒﺄﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﻟﺴﻴﺩﻨﺎ ﻤﺤﻤﺩ ﻓﻬﻭ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻹﺭﺸﺎﺩ ﻭﺍﻟﻬﺩﺍﻴﺔ ﻷﻤﺘﻪ، ﻭﺃﻭل ﻤﺎ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻨﺘﻌﻠﻤﻪ ﻫﻭ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﻭﺠﺩ ﺇﻨﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻅﻬﺭ ﺍﻟﺒﺴـﻴﻁﺔ ﻤﻬﻤﺎ ﻋﻼ ﻗﺩﺭﻩ، ﻭﺍﺸﺘﺩ ﺨﻁﺭﻩ، ﻴﻌﻠﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﻓﻬﺎ ﻫﻭ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﻭﺤﺒﻴﺒﻪ ﻭﺼﻔﻴﻪ ﻭﻤﺨﺘﺎﺭﻫﻼ ﻴﺒﻘﻰ ﻜﺫﻟﻙ ﺇﻻ ﺒﻤﻘﺩﺍﺭ ﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﻨﻔﺫ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﻤﺅﺘﻤﺭ ﺒﺄﻭﺍﻤﺭﻫﺎ ﻤﻨﺘﻪ ﻋﻥ ﻨﻭﺍﻫﻴﻬﺎ، ﺃﻋﺎﺫﻨﺎ ﺍﷲ ﻤﻥ ﺸﺭ ﻤﻥ ﻴﻀﻌﻭﻥ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﻓﻭﻕ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ. ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻓﻨﺤﻥ ﺃﻤﺎﻡ ﺘﺸﺭﻴﻊ ﻟﻜل ﺯﻤﺎﻥ ﻭﻤﻜﺎﻥ، ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺒﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ، ﻭﻴﺘﻭﺍﺼﻭﺍ ﺒﻪ ﻭﻴﺘﻌﻴﻥ ﻋﺩﻡ ﻤﺩﺍﻫﻨﺔ ﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺤﻭل ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺄﺴﺎﺴﻭﺠﻭﺩ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﻜﻴﺎﻨﻬﻡ ﻭﻋﺯﺘﻬﻡ، ﻓﺈﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ- ﺃﻱ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻟﻘﻭﻯ ﺍﻻﺴﺘﻜﺒﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ- ﻻ ﻴﺤﺘﻤل ﺍﻟﻤﺠﺎﻤﻠﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺴﺎﻫل ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺩﺍﻫﻨﺔ، ﻷﻥ ﺍﺴﺘﻘﻼل ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺃﺸﺒﻪ ﺒﻌﻤﻭﺩ ﺍﻟﺨﻴﻤﺔ.. ﻤﻥ ﺩﻭﻨﻪ ﻻ ﺘﻘﻭﻡ ﻟﻠﺨﻴﻤﺔ ﻗﺎﺌﻤﺔ. ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺘﺠﺏ ﻤﻭﺍﺠﻬﺘﻬﻡ "ﺃﻱ ﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ" ﺒﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺎﻟﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ.. ﻭﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻨﻌﺒﺊ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭ ﻤﻥ ﺃﺠل ﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﻗﻊ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻓﻲ ﺒﺭﺍﺜﻥ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ، ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﺘﻔﻠﺢ ﺃﺸﻜﺎل ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﺼﻁﻼﺡ ﺘﻭﺠﻴﻬﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜـﺎﻡ، ﻓﻼ ﺒﺩ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺩﺍﺩ ﻟﻺﻁﺎﺤﺔ ﺒﻬﻡ ﺒﺎﻟﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ. )ﺭﺍﺠﻊ ﺩﺭﺍﺴﺘﻨﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻌﻨﻑ: ﻓﻘﻪ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ(. - ٨١ -
- 20. א א א א א - ١٩ -