Mais conteúdo relacionado
Mais procurados
4773
- 2. א א א א . -٢-
- 3. ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ א א א . אא א )ﻋـﱪ ﺍﻻﻧﱰﻧـﺖ ﺃﻭ א אא ﻟﻠﻤﻜﺘﺒــﺎﺕ ﺍﻻﻟﻜﱰﻭﻧﻴــﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻗــﺮﺍﺹ ﺍﳌﺪﳎــﺔ ﺃﻭ ﺍﻯ א ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ ( א א . . א א
- 4. ﻓﻬﺭﺱ ....................................................... - ٣ - ﻤﻘﺩﻤﺔ ......................................................... - ٤ - ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ..................................... - ٩ - ﻨﻤﺎﺫﺝ ﻤﻥ ﺸﻬﺩﺍﺀ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ................................... - ٢٣ - ﻗﺭﺍﺀﺓ ﻓﻲ ﻤﻨﻁﻭﻕ ﺤﻜﻡ ﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ............................. - ٧٤ - ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻠﻭﺍﺀ ﺯﻜﻲ ﺒﺩﺭ ...................................... - ٠٩ - ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ - ٦٩ - ﻗﻀﻴﺔ ﺘﻠﻔﻴﻕ ﺍﻟﺘﻠﻔﻴﻕ ﻭﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﺃﺴﺭﺍﺭ ﻭﺨﻔﺎﻴﺎ ﺃﺨﻁﺭ ﻤﺤﻤﺩ ﻁﻪ ﺍﻟﺒﺤﻴﺭﻱ ﺍﻟﻅﻠﻡ ﻴﺘﺭﺒﺹ ﺒﺎﻟﺒﺴﻁﺎﺀ ................. - ٦١١ - ﻓﺎﺭﻭﻕ ﻋﺎﺸﻭﺭﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺼل ﺍﻟﻅﻠﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺫﺭﻭﺓ ................ - ٣٤١ - -٣-
- 5. ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﺴﻠﻭﻙ ﺸﺎﺫ.. ﻴﻤﺎﺭﺴـﻪ ﺍﻟﺸـﻭﺍﺫ ﻤـﻥ ﺍﻷﻓـﺭﺍﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻷﺠﻬﺯﺓ. ﻭﻫـﻭ ﺴـﻠﻭﻙ ﻤﺭﻓـﻭﺽ ﺠﻤﻠـﺔ ﻭﺘﻔﺼﻴﻼ.. ﻴﻘﻑ ﻀﺩﻩ ﻜل ﺇﻨﺴﺎﻥ ﺴﻭﻱ.. ﻭﻴﻨﺎﻀل ﻤﻥ ﺃﺠـل ﺭﻓﻌﻪ ﻋﻥ ﻜﺎﻫل ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻜل ﻤﻥ ﻟﻪ ﻗﻠﺏ ﻭﻋﻘل. ﻭﻤﺼﺭﻨﺎ ﺍﻟﺤﺒﻴﺒﺔ.. ﻜﻐﻴﺭﻫﺎ.. ﻤﻥ ﺩﻭل ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ.. ﻗﺩ ﺍﺒﺘﻠﻴﺕ ﺒﺎﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻤﻨﺫ ﻓﺘﺭﺓ ﻟﻴﺴﺕ ﺒﺎﻟﻘﺼﻴﺭﺓ. ﻭﺭﻤﻴﺕ ﺒﺄﺸﺨﺎﺹ ﻗﺴﺎﺓ ﻤﺎﺭﺴﻭﺍ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﺒﻨﺎﺌﻬﺎ ﺴﻭﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ. ﻭﻨﺤﻥ ﺒﺎﻟﻁﺒﻊ ﻨﺭﻓﺽ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻴﻴﻥ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﻴﻥ ﺴﻭﺍﺀ ﺒﺴﻭﺍﺀ. ﻭﻨﺩﻴﻥ ﻜل ﻤـﻥ ﻴﻘـﻭﻡ ﺒﻬـﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻓﺭ ﺍ ﻜﺎﻥ ﺃﻭ ﻤﺅﺴﺴﺔ. ﻭﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻗـﺩ ﺩ ﻭﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﻤﺫﻨﺒﻴﻥ ﺃﻡ ﺃﺒﺭﻴﺎﺀ. ﻭﺴﻭﺍﺀ ﻭﻗﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﺒﻬـﺩﻑ ﺍﻟﻀﻐﻁ ﻓﻲ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﺃﻭ ﺒﻌﺩ ﺍﻨﺘﻬـﺎﺀ ﺘﻠـﻙ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘـﺎﺕ ﻓﺎﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻓﻲ ﻜل ﺍﻷﺤﻭﺍل ﻤﺭﻓﻭﺽ.. ﻤﺭﻓﻭﺽ.. ﻤﺭﻓـﻭﺽ. ﻭﻜل ﺇﻨﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﻤﺼﺭ ﻤﻁﺎﻟﺏ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﷲ ﺜﻡ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻷﻤـﺔ ﺃﻥ ﻴﺘﺨﺫ ﻤﻭﻗ ﹰﺎ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ.. ﻭﺇﻻ ﻓﻬﻭ ﺁﺜﻡ. ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺤـﺙ ﻔ -٤-
- 6. ﻨﻘﺩﻤﻪ ﻜﺼﺭﺨﺔ ﻀـﺩ ﺍﻟﺘﻌـﺫﻴﺏ.. ﺤﻤﺎﻴـﺔ ﻟﺤﺎﻀـﺭ ﺃﻤﺘﻨـﺎ ﻭﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ. *** ﻭﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﺍﻋﺘﺩﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻜﻠﻬﺎ.. ﺤﺘﻰ ﻭﻟﻭ ﻤـﻭﺭﺱ ﻋﻠﻰ ﻓﺭﺩ ﻭﺍﺤﺩ ﻓﻴﻬﺎ. ﻭﻫﻭ ﻓﻲ ﻤﺼﺭﻨﺎ ﺍﻟﻤﺤﺭﻭﺴﺔ. ﺍﻋﺘـﺩﺍﺀ ﻋﻠـﻰ ﺍﻷﻤـﺔ.. ﻤﺎﻀﻴﻬﺎ.. ﺤﺎﻀﺭﻫﺎ.. ﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ ﻓﺄﻤﺎ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﻤﺎﻀـﻴﻬﺎ ﻓﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺃﻨﻨﺎ ﺃﻤﺔ ﺘﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﺤﻀﺎﺭﺓ ﻤﻤﻴﺯﺓ ﺘﺭﻓﻊ ﻤﻥ ﻗـﺩﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ.. ﻓﻬﻭ ﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﷲ ﻓـﻲ ﺍﻷﺭﺽ.. ﻭﻤـﺎ ﺃﺩﺭﺍﻙ ﺒﻘﻴﻤـﺔ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻋﻥ ﺍﷲ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ.. ﻭﻫﻭ ﺃﻜﺭﻡ ﺍﻟﻤﺨﻠﻭﻗـﺎﺕ - ﻭﻟ ﹶـﺩ ﹶﻘ ﻜﺭﻤ ﹶﺎ ﺒ ِﻲ ﺁﺩﻡ . ﻭﻤﺎ ﺩﻤﻨﺎ ﺃﻤﺔ ﺘﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟـﻰ ﺤﻀـﺎﺭﺓ ﺒﻬـﺫﺍ ﹶ ﻨ ﻨ ﺍﻟﺴﻤﻭ.. ﻓﻨﺤﻥ ﻤﻁﺎﻟﺒﻭﻥ ﺃﻥ ﻨﺤﺎﻓﻅ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻡ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﺤﻀـﺎﺭﺓ ﻭﺃﻻ ﻨﺴﻲﺀ ﺇﻟﻴﻬﺎ.. ﻷﻨﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﻤـﻭﺭﺱ ﺍﻟﺘﻌـﺫﻴﺏ ﻋﻠـﻰ ﺃﺭﻀﻨﺎ.. ﻭﺇﺫﺍ ﻗﺎﻡ ﺒﻪ ﺭﺠﺎل ﻤﻥ ﺒﻴﻨﻨﺎ.. ﻭﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﺴﻜﺕ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺒﻌﻀﻨﺎ.. ﻓﻜﺄﻨﻨﺎ ﻨﻘﻭل ﻟﻠﻌﺎﻟﻡ.. ﺇﻨﻪ ﻻ ﺃﻤل ﻓﻲ ﺇﻨﻘـﺎﺫﻩ.. ﻷﻨﻨـﺎ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻠﻲ ﻜﺭﺍﻤﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻟﻡ ﻨﺤﺎﻓﻅ ﻋﻠـﻰ ﻗﻴﻤﻬﺎ ﻭﺍﻨﺘﻜﺴﻨﺎ ﺒﺎﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻜﻭﺕ ﻭﺃﺼﺒﺤﻨﺎ ﻏﻴﺭ ﺠـﺩﻴﺭﻴﻥ ﺒﺎﻻﻗﺘﺩﺍﺀ. ﻭﻏﻴﺭ ﺼﺎﻟﺤﻴﻥ ﻟﻠﺸﻬﺎﺩﺓ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻨـﺎﺱ ﻭ ﹶـﺫ ِ ﻜ ﹶﻟﻙ -٥-
- 7. ﺠﻌﻠ ﹶﺎﻜﻡ ﺃﻤﺔ ﻭﺴ ﹰﺎ ﻟﺘ ﹸﻭ ﹸﻭﺍ ﺸﻬ ﺍﺀ ﻋ ﹶﻰ ﺍﻟ ﱠـﺎﺱ .ﻭﻜﺄﻨﻨـﺎ ِ ﹾﻨ ﹸ ُ ﹰ ﻁ ﱢ ﹶﻜ ﻨ ﹸ ﺩ ﻠ ﻨ ﻨﺴﻲﺀ ﺇﻟﻰ ﺘﺭﺍﺙ ﺃﺠﺩﺍﺩﻨﺎ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺤﻤﻠﻭﺍ ﺍﻟﻌﺩل ﻭﺍﺤﺘﺭﻤﻭﺍ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺃﻴﻨﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻭﻜﺎﻨﻭﺍ ﻗﺩﻭﺓ ﻭﺃﻤﻼ ﻟﻠﺒﺸﺭﻴﺔ ﻜﻠﻬﺎ. *** ﻭﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﺍﻋﺘﺩﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺤﺎﻀﺭ ﺃﻤﺘﻨـﺎ. ﻓﺎﻟﺘﻌـﺫﻴﺏ ﻟـﻴﺱ ﻤﺠﺭﺩ ﺸﺨﺹ ﺃﻭ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺘﻀﺭﺏ ﺃﻭ ﺘﻀـﺭﺏ ﺒﺎﻟﻜﺭﺒـﺎﺝ.. ﺃﻭ ﺘﻌﺘﺩﻱ ﺃﻭ ﻴﻌﺘﺩﻯ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﺄﺸﻜﺎل ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ.. ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻫﻭ ﺸـﺭﺥ ﻓﻲ ﺠﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﺯﺓ ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﺴﻙ ﻴﺼﻴﺏ ﺍﻷﻤﺔ ﻜﻠﻬﺎ ﻤﻌﺫﺒﻴﻥ ﻭﻤﻌﺫﺒﻴﻥ ﱠ ﱢ ﻭﺴﺎﻜﺘﻴﻥ. ﻭﻫﻭ ﺴﻠﻭﻙ ﻴﺩﻤﺭ ﺇﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻴﻘﺘل ﻓﻴـﻪ ﺭﻭﺡ ﺍﻷﻤل ﻭﺍﻟﺘﻘﺩﻡ ﻭﺍﻟﺼﻤﻭﺩ.. ﻭﻴﺤﻭﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸـﻭﻫﻴﻥ ﻭﺍﻟﺨﺎﺌﻔﻴﻥ ﻭﺍﻟﺨﺎﻀﻌﻴﻥ.. ﻭﻏﻴﺭ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺤﻤـل ﺃﻋﺒـﺎﺀ ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺎﺕ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﺍﺠﻬﻨﺎ. ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻴﺨﻠﻕ ﻁﺒﻘﺔ ﻤـﻥ ﺍﻟﺸﻭﺍﺫ ﻭﻫﻡ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻤﺎﺭﺴﻭﻥ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ.. ﻭﺒﺴﺒﺏ ﻜـﻭﻨﻬﻡ ﻫـﻡ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﻁﻴﻥ ﺒﻬﺎ.. ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﺸﺎﺫ ﻭﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺸـﺎﺫﺓ ﻭﺍﻟﻘﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺸﺎﺫﺓ ﺘﺼﺒﺢ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺴﺎﺌﺩﺓ ﻭﻟﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل ﻓﻲ ﻁﺒﻘﺔ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ.. ﻭﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻋﺠﻴ ﺎ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺃﻥ ﻨﺴﻤﻊ ﻭﻨـﺭﻯ ﻋـﻥ ﺒ ﺃﺒﺎﻁﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﻗـﺩ ﺴـﻠﻤﻭﺍ ﺒﻼﺩﻨـﺎ ﻟﻠﻜﻴـﺎﻥ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻲ ﺃﻭ ﺍﻨﻬﺯﻤﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺤﻅﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﻤﺎﻤﻪ.. ﻭﻟﻡ ﻴﻜـﻥ -٦-
- 8. ﻋﺠﻴ ﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺅﻻﺀ ﺃﻥ ﻴﺘﺴﺒﺒﻭﺍ ﻓﻲ ﺃﻜﺒـﺭ ﻜﺎﺭﺜـﺔ ﻋﺴـﻜﺭﻴﺔ ﺒ ﻭﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻟﺒﻼﺩﻨﺎ ﻓﻲ ٧٦٩١. ﻭﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ.. ﻴﺨﻠـﻕ ﻤﺠﺘﻤ ـﺎ ﺨﺎﺌ ﹰـﺎ ﻭﺴـﻠﺒﻴﺎ ﻔ ﻌ ﻭﻤﻀﻁﺭ ﺎ.. ﺘﺴﻭﺩ ﻓﻴﻪ ﻗﻴﻡ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﻭﺍﻟﻌﺠﺯ ﻭﺍﻟﺼﻤﺕ ﻭﺘﻨﺩﺭ ﻓﻴﻪ ﺒ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻴﺔ. *** ﻭﻤﻥ ﺃﺠل ﻫﺫﺍ ﻜﻠﻪ.. ﻓﺎﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﺍﻋﺘﺩﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻘﺒل ﺍﻷﻤـﺔ.. ﻷﻥ ﻜل ﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻤﺴﺘﻘﺒل ﻗﺎﺘﻡ ﻭﻀﻴﺎﻉ ﻤﺅﻜﺩ. *** ﺇﻨﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﻨﻭﺠـﻪ ﺴـﺅﺍﻻ.. ﺃﻭ ﺒـﺎﻷﺤﺭﻯ ﺍﺘﻬﺎﻤـﺎ. ﻓـﺈﺫﺍ ﻤﺎ ﺘﺘﺒﻌﻨﺎ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻭﺍﺕ ﺍﻷﺭﺒﻌـﻴﻥ ﺍﻷﺨﻴـﺭﺓ ﻟﻭﺠﺩﻨﺎﻫﺎ ﻗﺩ ﺘﻤﺕ ﺒﺎﻟﺘﺤﺩﻴـﺩ ﻓـﻲ ﺴـﻨﻭﺍﺕ ٦٤٩١، ٤٥٩١، ٥٦٩١ ، ١٨٩١ ، ٧٨٩١.. ﻭﺒﺎﻟﻁﺒﻊ ﺍﻤﺘﺩﺕ ﻓﻲ ﺃﺯﻤﻨﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺴﻨﻭﺍﺕ ﻁﻭﻴﻠﺔ.. ﻭﻟﻜﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﻭﺍﺭﻴﺦ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﺍﺘﺴﻤﺕ ﺒﺘﺼـﺎﻋﺩ ﺤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ.. ﻭﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﺘﺘﺒﻌﻨﺎ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻭﺴﻊ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻲ ﻓـﻲ ﺒﻼﺩﻨـﺎ ﻟﻭﺠـﺩﻨﺎﻫﺎ ﺘﻤـﺕ ﻓـﻲ ٨٤٨١.. ٦٥٩١.. ٧٦٩١.. ـ ـ ـ ـ ٢٨٩١. ﻓﻬل ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻼﻗﺔ ﻤﺎ؟ ﻭﻫل ﻜﺎﻨﺕ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌـﺫﻴﺏ ﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻤﻬﻴﺩ ﺒﻜﺴﺭ ﺤﺎﺠﺯ ﺍﻟﻌﺯﺓ ﻭﺍﻟﺼﻤﻭﺩ ﻭﺍﻟﺸﻤﻭﺥ ﻓـﻲ ﻨﻔﻭﺱ ﺃﻤﺘﻨﺎ.. ﺘﻤﻬﻴ ﺍ ﻟﻬﺯﻴﻤﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﺘﻤﻬﻴ ﺍ ﻟﻠﺘﻭﺴﻊ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻲ؟!! ﺩ ﺩ -٧-
- 9. -٨-
- 10. -٩-
- 11. ﻥ ﻗﺘل ﻨﻔ ﺎ ِﻐﻴ ِ ﻨﻔ ٍ ﺃﻭ ﻓ ﺎﺩ ِﻲ ﺍﻷﺭ ِ ﻓﻜﺄﻨ ـﺎ ﻤ ﹶ ﹶ َ ﹶ ﹾ ﺴ ﺒ ﹶ ﺭ ﹶ ﹾ ﺱ َ ﹶﺴ ٍ ﻓ َ ﺽ ﹶ ﹶ َ ﱠ ﻤ ﻗﺘل ﺍﻟ ﱠﺎﺱ ﺠ ِﻴ ﺎ ﻭﻤﻥ ﺃﺤ ﺎ ﺎ ﻓﻜﺄﻨ ﺎ ﺃﺤ ﺎ ﺍﻟ ﱠﺎﺱ ﺠ ِﻴ ﺎ ﹶ ﹶ َ ﻨ ﻤ ﻌ َ ﻴ ﻫ ﹶ ﹶ َ ﱠﻤ َ ﻴ ﻨ ﻤ ﻌ »ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ« ﺇﻨﻨﺎ ﺃﻤﺎﻡ ﻤﻼﺤﻅﺘﻴﻥ ﻏﺎﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺃﻭﻻﻫﻤﺎ ﺃﻨﻨـﺎ ﺃﻤـﺔ ﺫﺍﺕ ﻗﻴﻤﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻭﺤﻀﺎﺭﺓ ﻤﺘﻤﻴﺯﺓ. ﻭﺜﺎﻨﻴﺘﻬﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺃﻜﺜﺭﻩ ﻭﻓﻲ ﻤﻌﻅﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺃﺴﺎ ﺎ. ﻭﻫـﺫﺍ ﺴ ﻴﺠﻌﻠﻨﺎ ﻨﺒﺩﺃ ﺒﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻭﺠﺯﺓ ﻋﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻹﺴـﻼﻡ. ﻭﻨﺘﺘﺒﻊ ﺘﻁﻭﺭ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻋﺎﻟﻤﻴﺎ. ﺜﻡ ﻨﺤﺩﺩ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺒﺎﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﺃﺴﺎ ﺎ ﻭﺒﺩﺍﻴﺔ. ﺴ ﻓﺎﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ.. ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻀـﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘـﻲ ﺃﻋﻁـﺕ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﻗﻴﻤﺘﻪ ﻭﺭﻓﻌﺘﻪ ﻭﻜﺭﻤﺘﻪ ﻭﻫـﻲ ﺤﻀـﺎﺭﺓ ﻤـﻥ ﺃﺠـل ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ. ﻭﻜل ﺸﺭﺍﺌﻊ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﻗﻴﻤﻪ ﻭﻋﻘﻴﺩﺘﻪ ﺘﻌﻠﻲ ﻤﻥ ﻗـﺩﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ.. ﻭﺘﺤﺘﺭﻡ ﺁﺩﻤﻴﺘﻪ.. ﻭﺘﻌﻁﻴﻪ ﺩﻭ ﺍ ﻫـﺎﺌﻼ ﻜﺨﻠﻴﻔـﺔ ﷲ ﺭ ﺘﻌﺎﻟﻰ، ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ.. ﻭﻜﻨﻔﺨﺔ ﻤﻥ ﺭﻭﺡ ﺍﷲ ﺃﺼﻼ. - ٠١ -
- 12. ﻭﻜل ﺘﻁﻭﺭ ﺃﻭ ﺘﻘﺩﻡ ﻴﻨﻅﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻤﻥ ﺯﺍﻭﻴﺔ ﺤﺎﺠﺔ ﺍﻹﻨﺴـﺎﻥ ﻟﻪ.. ﻭﻫل ﻫﻭ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺃﻡ ﻓﻲ ﻋﻜﺱ ﻤﺼﻠﺤﺘﻪ. ﻤﻥ ﺃﺠل ﺴﻌﺎﺩﺘﻪ ﺃﻡ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺎﺏ ﺴﻌﺎﺩﺘﻪ. ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺤﻀﺎﺭﺓ ﻭﺜﻨﻴـﺔ ﺫﺍﺕ ﺸـﻜل ﻤﺴﻴﺤﻲ. ﻓﻬﻲ ﺤﻀﺎﺭﺓ ﻤﺎﺩﻴﺔ. ﺘﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠـﻰ ﺍﻵﻟـﺔ.. ﻭﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺘﻘﻨﻲ ﻭﺒﺼﺭﻑ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﺤﺎﺠﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ.. ﻓﺎﻹﻨﺴﺎﻥ ﻻ ﻭﺯﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻤﻨﻬﺠﻬﺎ.. ﻭﺍﻟﺘﻘﺩﻡ ﺍﻵﻟﻲ ﻫﺩﻑ ﻓﻲ ﺤـﺩ ﺫﺍﺘـﻪ ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺃﻡ ﻀﺩ ﻤﺼﻠﺤﺘﻪ، ﺴﻭﺍﺀ ﻜـﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺃﻡ ﻟﺸﻘﺎﺌﻪ. ﻭﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﻴﺏ ﺒﺎﻟﺘـﺎﻟﻲ ﺃﻥ ﺘﺘﻔﺸﻰ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻻﻜﺘﺌﺎﺏ ﺒل ﻭﺍﻻﻨﺘﺤﺎﺭ ﻓـﻲ ﻤﺠﺘﻤﻌـﺎﺕ ﺘﻠـﻙ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ.. ﻭﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺠﻴﺏ ﺃﻥ ﻨﺸﻬﺩ ﺤﺭﺒﻴﻥ ﻋـﺎﻟﻤﻴﺘﻴﻥ ﻓﻲ ﺃﻗل ﻤﻥ ﺃﺭﺒﻌﻴﻥ ﺴﻨﺔ.. ﻭﻤﺌﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺭﻭﺏ ﺍﻟﺠﺯﺌﻴﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﻟﻡ ﺘﻨﻘﻁﻊ. ـﺎﺭﺓ ـﻭﻴﺔ.. ـﺭﺤﻡ ﺘـ ـﻼﻤﻴﺔ.. ﺤﻀـ ﺴـ ـﺎﺭﺓ ﺍﻹﺴـ ﺍﻟﺤﻀـ ﺍﻟﻀﻌﻴﻑ.. ﻭﻻ ﺘﺠﻴﺯ ﻗﺘل ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺎﺒﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﻁﻔل ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺭﻭﺏ.. ﻭﺘﻌﺎﻤل ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﻭﻏﻴـﺭ ﺍﻟﻤﺴـﻠﻡ ﻋﻠـﻰ ﻗـﺩﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ.. ﺒل ﻭﺍﻷﻋﺩﺍﺀ ﻭﺍﻷﺼﺩﻗﺎﺀ ﻻ ﻴﺠﺭﻤﻨﻜﻡ ﺸ ﹶﺂﻥ ﻗﻭ ٍ ﻭ ﹶ ِ ﱠ ﹸ ﹶﻨ ﹶ ﻡ ﻋ ﹶﻰ ﺃﻻ ﺘﻌﺩﹸﻭﺍ ﺍﻋﺩﹸﻭﺍ ﻫﻭ ﺃﻗﺭﺏ ِﻠﺘﻘ ﻯ. ِ ﻟ َ ﹾ ﻟ ﱠ ﹾﻭ ﻠ َ ﱠ ﹶ ِ ﻟ - ١١ -
- 13. ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴـﺔ.. ﻓﺘﻘـﻭﻡ ﻋﻠـﻰ ﻓﻜـﺭﺓ ﺘﻔـﻭﻕ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻲ.. ﻭﻟﻡ ﺘﺘﻭﺭﻉ ﻋﻥ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺃﺒﺸـﻊ ﺠـﺭﺍﺌﻡ ﺍﻹﺒـﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺘﻁﺭﻑ ﻟﻬﺎ ﻋﻴﻥ، ﻭﺍﻟﻬﻨﻭﺩ ﺍﻟﺤﻤﺭ ﻤﺜﻼ ﺨﻴﺭ ﻤﺜﺎل ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ.. ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺘل ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻓـﻲ ﻓﻴﺘﻨـﺎﻡ ﺃﻭ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﺔ.. ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻻﺘﺠﺎﺭ ﻓـﻲ ﺍﻟﺭﻗﻴـﻕ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺕ ﻓﻲ ﺇﻓﺭﻴﻘﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻴﺩ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﻴﻥ، ﻭﺒﻤﺒﺎﺭﻜﺔ ﻭﻤﺴﺎﻨﺩﺓ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ. ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺍﺡ ﻀﺤﻴﺘﻬﺎ ﻤﻼﻴﻴﻥ ﺍﻟﺴﻭﺩ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺍﺴﺘﻨﺯﻓﺕ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻟﻠﻘﺎﺭﺓ ﺍﻹﻓﺭﻴﻘﻴﺔ. ﻭﺃﻴ ﺎ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭﻱ ﺍﻟﺘﻲ ﻤﺎ ﺯﺍﻟﺕ ﺘﻤﺎﺭﺱ ﻋﻠﻰ ﻀ ﻴﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺠﻨﻭﺏ ﺃﻓﺭﻴﻘﻴﺎ ﻭﻓﻲ ﻏﻴﺭﻫﺎ. ﺃﻀﻑ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﺍ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻻﺴﺘﻨﺯﺍﻑ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺭﺓ ﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟـﺩﻭل ﺍﻟﻤﺴـﺘﻌﻤﺭﺓ.. ﺴﻭﺍﺀ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻻﺤﺘﻼل ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﺃﻭ ﻓﻴﻤـﺎ ﺒﻌـﺩ ﻋـﻥ ﻁﺭﻴـﻕ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺸﻴﻁﺎﻨﻲ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﺠﻌـل ﺍﻟﻨﻬـﺏ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻴﻭﻤﻴﺔ ﻭﻤﺴﺘﻤﺭﺓ. *** ﺤﻀ ـﺎﺭﺘﻨﺎ ﺍﻹﺴ ـﻼﻤﻴﺔ. ﺤﻀ ـﺎﺭﺓ ﺍﺤﺘﺭﻤ ـﺕ ﺤﻘ ـﻭﻕ ـ ـ ـ ـ ـ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ.. ﻭﻤﺎﺭﺴﺕ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻜﺤﻕ ﻁﺒﻴﻌﻲ ﻻ ﻴﻘﺒل ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸـﺔ. ﺤﻀﺎﺭﺓ ﺃﻋﻁﺕ ﻟﻠﻔﺭﺩ ﺤﻕ ﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺒﺎﻟﺴﻴﻑ ﻟﻭ ﺍﻋـﻭﺝ - ٢١ -
- 14. »ﻗﺎل ﺃﻋﺭﺍﺒﻲ ﻟﻌﻤﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴـﺠﺩ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺠﻤﻴ ﺎ.. ﻟـﻭ ﻭﺠـﺩﻨﺎ ﻓﻴـﻙ ﺍﻋﻭﺠﺎﺠـﺎ ﻟﻘﻭﻤﻨـﺎﻩ ﻌ ﺒﺴﻴﻭﻓﻨﺎ«.. ﺤﻀﺎﺭﺓ ﺠﻌﻠﺕ ﺍﻤﺭﺃﺓ ﺘﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻓﻼ ﻴﺴـﺘﻜﺒﺭ ﺒل ﻴﻘﻭل: »ﺃﺼﺎﺒﺕ ﺍﻤﺭﺃﺓ ﻭﺃﺨﻁﺄ ﻋﻤﺭ« ﺤﻀﺎﺭﺓ ﺠﻌﻠﺕ ﻗﺎﺘل ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ.. ﻻ ﻴﺨﺎﻑ ﻤﻥ ﻤﺠﺎﻟﺴﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺒﻌﺩ ﺇﺴﻼﻤﻪ ﻭﻴﻘﻭل ﻟﻪ ﻤﺴﺘﻔﺴ ﺍ ﻋﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺒﻐﺽ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻟﻪ ﻜﻘﺎﺘل ﺍﺒﻨﻪ »ﻭﻫـل ﺭ ﻴﻤﻨﻌﻨﻲ ﺫﻟﻙ ﺤ ﹰﺎ ﻤﻥ ﺤﻘـﻭﻗﻲ« ﻓﻴﺴـﺘﻌﻴﺫ ﺃﻤﻴـﺭ ﺍﻟﻤـﺅﻤﻨﻴﻥ ﻘ »ﻻ ﻭﺍﷲ« ﻭﻴﺭﺩﺩ ﺍﻟﺭﺠل »ﺃﺒﻭ ﻤﺭﻴﻡ ﺍﻟﺴـﻠﻭﻟﻲ« »ﻻ ﺃﺒـﺎﻟﻲ.. ﺇﻨﻤﺎ ﻴﺒﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺏ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ«. ﻤﻨﺫ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﻋﺸﺭ ﻗﺭ ﹰﺎ ﺃﻤﺭ ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﺒﻀـﺭﺏ ﺍﺒـﻥ ﻨ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﻴﺩ ﻤﺼﺭﻱ ﻤﻥ ﻋﺎﻤﺔ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻗﺎﺌﻼ ﻟـﻪ »ﺍﻀﺭﺏ ﺍﺒﻥ ﺍﻷﻜﺭﻤﻴﻥ« ﻭﺫﻟﻙ ﻗﺼﺎ ﺎ ﻟﻀﺭﺏ ﺍﺒـﻥ ﺤـﺎﻜﻡ ﺼ ﻤﺼﺭ »ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﺍﻟﻌﺎﺹ« ﻟﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ. ﺒل ﻭﻤﻨﺫ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﻋﺸﺭ ﻗﺭ ﹰﺎ.. ﻴﺄﺘﻲ ﻋﺒﺩ ﻓﺎﺭﺴﻲ ﻟﻌﻤﺭ ﺒـﻥ ﻨ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﺸﺎﻜﻴﺎ. ﻓﻠﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﻌﺠﺒﻪ ﻗﻀﺎﺀ ﻋﻤﺭ ﻴﻬﺩﺩﻩ ﺒﺎﻟﻘﺘل. ﻭﻓﻬﻡ ﻋﻤﺭ ﺍﻟﺘﻬﺩﻴﺩ ﻭﻗﺎل »ﺘﻭﻋﺩﻨﻲ ﺍﻟﻌﺒـﺩ« ﻭﻟـﻡ ﻴﻘـﺒﺽ ﻋﻠﻴـﻪ.. ﻭﻻ ﻋﺫﺒﻪ.. ﺒل ﺘﺭﻜﻪ ﺤ ﺍ ﻁﻠﻴ ﹰﺎ ﺤﺘﻰ ﻨﻔﺫ ﺘﻬﺩﻴﺩﻩ.. ﻭﺼـﺤﻴﺢ ﻘ ﺭ ﺃﻥ ﺍﻷﻤﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺨﺴﺭﺕ ﻜﺜﻴ ﺍ ﺒﻤـﻭﺕ ﻋﻤـﺭ.. ﻭﻜـﺫﻟﻙ ﺭ - ٣١ -
- 15. ﺨﺴﺭﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻜﻠﻬﺎ ﺒﻤﻭﺕ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩل ﻋﻠﻰ ﻴﺩ ﺍﻟﻌﺒﺩ ﺍﻟﻔﺎﺭﺴﻲ. ﻭﻟﻜﻥ ﻜﺴﺒﺕ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺒﺈﻗﺭﺍﺭﻫﺎ ﻋﺩﻡ ﺤﻕ ﺍﻋﺘﻘﺎل ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺒﺎﻟﻨﻭﺍﻴﺎ. ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ.. ﻓﻠﻡ ﺘﺘﻭﺭﻉ ﻋﻥ ﺘﺩﻤﻴﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ.. ﻭﻗﺘل ﻤﻠﻴﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌـﺭﻴﻴﻥ ﻭﻤﺤﺎﻭﻟـﺔ ﺴـﻠﺦ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻋﻥ ﺩﻴﻨﻬﺎ ﻭﻟﻐﺘﻬﺎ.. ﻭﻋﺫﺒﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺭﺠﺎل. ﺃﻭﺭﻭﺒﺎ ﻅﻠﺕ ﺤﺘﻰ ﻭﻗﺕ ﻗﺭﻴـﺏ ﻻ ﺘﻌﺘـﺭﻑ ﺒﺎﻟﺤﺭﻴـﺔ ﻭﺒﺎﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ.. ﻓﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻻ ﻴﺭﺠـﻊ ﺘﺎﺭﻴﺨﻬـﺎ ﻟﺜﻼﺜﺔ ﻗﺭﻭﻥ ﻤﻀﺕ. ﺜﻡ ﺇﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻴﻭﻡ.. ﻻ ﺘﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﺴﻠﻁﺔ ﺃﻭ ﻗﻭﺓ ﺘﻨﻔﻴﺫﻴﺔ. ﺒل ﻻ ﺘﻌﺩﻭ ﻤﺠﺭﺩ ﺁﻤﺎل ﺒﻴﻨﻤـﺎ ﻤﻴﺜـﺎﻕ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﻀﻌﻪ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜـﺭﻴﻡ ﻭﺍﻟـﺫﻱ ﺃﻋﻠﻥ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺨﻼﺼﺘﻪ ﻓﻲ ﺤﺠﺔ ﺍﻟﻭﺩﺍﻉ ﻫﻭ ﺃﻗﺩﻡ ﺒﺄﻜﺜﺭ ﻤﻥ ٢١ ﻗﺭ ﹰﺎ.. ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻴﻭﺠﺏ ﺍﻟﺘﻘﻴﺩ ﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻤﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻤﻥ ﻨ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﻠﻘﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ. ﺘﻁﻭﺭ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﻗﺭﺭﻨﺎ ﺃﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓـﻲ ﺍﻟﻐـﺭﺏ.. ﺒـﺩﺃﺕ ﻤﺘﺄﺨﺭﺓ. ﻭﺃﻨﻬﺎ ﻤﺠﺭﺩ ﺃﻤﺎﻨﻲ ﻭﺁﻤﺎل ﺩﻭﻥ ﻗﻭﺓ ﺘﻨﻔﻴﺫﻴﺔ ﺘﺤﻤﻴﻬـﺎ. - ٤١ -
- 16. ﻭﺃﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺫﺍﺘﻬﺎ ﻤﺼﺎﺒﺔ ﺒﺎﻨﻔﺼﺎﻡ ﺤـﺎﺩ ﺤﻴـﺙ ﻴـﺭﻯ ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ ﺃﻥ ﻏﻴﺭ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻲ ﻻ ﻴﺤﻕ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﺒﻬﺎ.. ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﺍﻨﺘﻬﻙ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺩﺍﺌ ﺎ ﻭﻤﺎ ﺯﺍل ﻴﻨﺘﻬﻜﻬﺎ ﻓﺈﻨﻨﺎ ﺇﻨﻤـﺎ ﻨﻘـﺭﺭ ﻤ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﻻ ﺨﻼﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﻭﻋﻠﻰ ﻜل ﺤﺎل.. ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤـﺅﺭﺨﻴﻥ ﺍﻟﻐـﺭﺒﻴﻴﻥ ﻴﻌﺘﺒـﺭﻭﻥ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻗﺭ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺠﻭﻥ ﻓﻲ ﺇﻨﺠﻠﺘﺭﺍ ﻋﺎﻡ ٥١٢١ﻡ. ﻫﻲ ﺃﻭل ﻭﺜﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺼﺩﺩ. ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﻟﻴﺴﺕ ﻓـﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗـﻊ ﺇﻻ ﻤﺠﺭﺩ ﺍﺘﻔﺎﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻭﺍﻷﻤﺭﺍﺀ، ﻭﺘﻌﻜﺱ ﻓﻲ ﻜﺜﻴـﺭ ﻤـﻥ ﺍﻟﻨﻭﺍﺤﻲ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻷﻤﺭﺍﺀ ﻭﻟﻴﺱ ﻋﺎﻤﺔ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻭﻗـﺩ ﺍﺴـﺘﻨﺒﻁ ﺍﻟﺤﻘﻭﻗﻴﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ ﻋﺸﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘـﺔ ﺃﻨﻬـﺎ ﺘﻤـﻨﺢ ﻤﻭﺍﻁﻨﻲ ﺇﻨﺠﻠﺘﺭﺍ ﻁﺎﺌﻔﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻜﺤـﻕ ﺇﺜﺒـﺎﺕ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺃﻤﺎﻡ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ، ﻭﺤﻕ ﺍﻻﺴﺘﺌﻨﺎﻑ ﻀﺩ ﺍﻟﺤـﺒﺱ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ، ﻭﺤﻕ ﺍﻟﻤﺭﺍﻗﺒـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺼـﻼﺤﻴﺎﺕ ﻓـﺭﺽ ﺍﻟﻀﺭﺍﺌﺏ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻠﺭﺒﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻗﺭﺃ ﻭﺍﻀﻌﻭ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﻜـﻼﻡ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﺤﻘﻭﻗﻴﻴﻥ ﻷﺨﺫﺘﻬﻡ ﺍﻟﺩﻫﺸﺔ ﺤﻴﺙ ﻟﻡ ﻴﺩﺭ ﺒﺫﻫﻨﻬﻡ ﺃﺼـﻼ ﺸﻲﺀ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ. - ٥١ -
- 17. - ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ٩٠٨١ ﺃﺼﺩﺭ ﺍﻟﺘﻭﻡ ﺒﻴﻥ ﻜﺘﻴﺒﺎ ﺴﻤﺎﻩ »ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ« ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﻴﺏ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﺍﻟـﺫﻱ ﻗﺎﻤـﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻨﻅﺭﻴﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ. - ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ٩٨٧١ ﻅﻬﺭ »ﻤﻴﺜﺎﻕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ« ﻋﻠـﻰ ﻴﺩ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻭﻗﺩ ﺘﻘﺭﺭ ﺒﻤﻭﺠﺒﻪ ﺤـﻕ ﺍﻟﺤﺭﻴـﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ.. ﺤﻕ ﺍﻟﺘﺼﻭﻴﺕ.. ﺤﻕ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ، ﻭﺤﻘـﻭﻕ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ. - ﻭﺃﺨﻴ ﺍ ﻅﻬﺭ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴـﺎﻥ ﻤـﻥ ﺭ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻸﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ. ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺤﻕ ﺤﺭﻤﺔ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﺃﻭ ﺤﻕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻥ ﻗﺘل ﻨﻔ ﺎ ِﻐﻴ ِ ﻨﻔ ٍ ﺃﻭ ﻓ ﺎﺩ ِﻲ ﺍﻷﺭ ِ ﻓﻜﺄﻨ ـﺎ ﻤ ﹶ ﹶ َ ﹶ ﹾ ﺴ ﺒ ﹶ ﺭ ﹶ ﹾ ﺱ َ ﹶﺴ ٍ ﻓ َ ﺽ ﹶ ﹶ َ ﱠ ﻤ ﻗﺘل ﺍﻟ ﱠﺎﺱ ﺠ ِﻴ ﺎ ﻭﻤﻥ ﺃﺤ ﺎ ﺎ ﻓﻜﺄﻨ ﺎ ﺃﺤ ﺎ ﺍﻟ ﱠﺎﺱ ﺠ ِﻴ ﺎ. ﹶ ﹶ َ ﻨ ﻤ ﻌ َ ﻴ ﻫ ﹶ ﹶ َ ﱠﻤ َ ﻴ ﻨ ﻤ ﻌ »ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ« ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﻴﻭﻀﺢ ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﻤﺩﻯ ﺍﻫﺘﻡ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺒﺎﻟﺤﻔـﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ.. ﻟﺩﺭﺠﺔ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻗﺘل ﻓﺭﺩ ﻭﺍﺤـﺩ ﻗـﺘﻼ ﻟﻠﺒﺸﺭﻴﺔ ﺠﻤﻴ ﺎ.. ﻭﺇﺤﻴﺎﺀ ﻓﺭﺩ ﻭﺍﺤﺩ ﺇﺤﻴﺎﺀ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﺠﻤﻴ ـﺎ.. ﻌ ﻌ - ٦١ -
- 18. ﻭﻫﺫﺍ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺒﺎﻟﻀﺭﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌـﺫﻴﺏ ﺍﻟﺒﺩﻨﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺘﺴﺎﻭﻱ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺒﺸـﺭﻴﺔ ﻜﻠﻬﺎ.. ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺠﻌل ﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺤـﻕ ﻴﺴـﺎﻭﻱ ﺇﺤﻴﺎﺀ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﺠﻤﻴ ﺎ. ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻬﻭ ﻭﺍﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﻜل ﺇﻨﺴـﺎﻥ ﻌ ﺃﻴﻨﻤﺎ ﻜﺎﻥ.. ﻭﺇﻋﻼﺀ ﺸﺄﻥ ﺤﺭﻤﺔ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﺇﻟﻰ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺠـﺔ ﻴﻭﻀﺢ ﻤﺩﻯ ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ. ﺤﻕ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ: ﻭﺒﺘﺘﺒﻊ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﺍﻟﻜﺭﻴﻤﺔ.. ﻭﺃﺤﺎﺩﻴﺙ ﺍﻟﺭﺴـﻭل ﻨﺭﻯ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺃﺒ ﺍ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺍﻟﺼﻐﻴﺭ ﺩ ﻭﺍﻟﺠﺭﻴﺢ ﻭﺍﻟﻤﺭﻴﺽ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺤﺎل ﻤﻥ ﺍﻷﺤﻭﺍل. ﺴـﻭﺍﺀ ﻜـﺎﻨﻭﺍ ﻴﻨﺘﻤﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ.. ﺴـﻭﺍﺀ ﻜـﺎﻨﻭﺍ ﺃﻋﺩﺍﺀ ﺃﻡ ﻏﻴﺭ ﺃﻋﺩﺍﺀ. ﺤﻕ ﺤﻔﻅ ﺃﻋﺭﺍﺽ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ: ﻋﺭﺽ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻤﺤﺭﻡ ﻓﻲ ﻜل ﺍﻷﺤﻭﺍل ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺍﻟﻤﺴـﺎﺱ ﺒﻪ.. ﻭﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺇﺫﺍ ﻭﺍﺠﻪ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻲ ﻤـﺜﻼ ﺠﻤﺎﻋـﺎﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻼ ﻴﺠﻭﺯ ﺤﻴﻨﺌﺫ ﻷﻱ ﺠﻨﺩﻱ ﻤﺴﻠﻡ ﺃﻥ ﻴﻤﺱ ﺃﻋﺭﺍﻀﻬﻥ. - ٧١ -
- 19. ﺤﻕ ﺍﻟﻌﻴﺵ: ﻭﻟﻜل ﺍﻤﺭﺉ.. ﻤﺴﻠ ﺎ ﻜﺎﻥ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﻤﺴﻠﻡ.. ﺤـﻕ ﺍﻟﻌـﻴﺵ ﻤ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ.. ﻤﻥ ﻤﺄﻜل ﻭﻤﻠﺒﺱ ﻭﻤﺴـﻜﻥ ﻭﻤﻭﺍﺼـﻼﺕ ﻭﻋـﻼﺝ ﻭﺘﻌﻠﻴﻡ. ﺤﻕ ﺍﻟﻌﺩل: ﻭﻟﻜل ﺍﻤﺭﺉ ﺃﻴ ﺎ.. ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤـﺎﻜﻡ.. ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻀـﻲ.. ﻀ ﻭﺍﻟﻌﺩل ﺒﺼﺭﻑ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﺩﻴﻨﻪ ﺃﻭ ﻤﻭﻗﻔـﻪ ﻻ ﻴﺠـﺭﻤﻨﻜﻡ ﻭ ﹶ ِ ﱠ ﹸ ﺸ ﹶﺂﻥ ﻗﻭ ٍ ﻋ ﹶﻰ ﺃﻻ ﺘﻌﺩﹸﻭﺍ ﺍﻋﺩﹸﻭﺍ ﻫﻭ ﺃﻗﺭﺏ ِﻠﺘﻘ ﻯ. ِ ﻟ َ ﹾ ﻟ ﱠ ﹾﻭ ﹶﻨ ﹶ ﻡ ﻠ َ ﱠ ﹶ ِ ﻟ ﺤﻕ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ: ﻭﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺤﻜﻡ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺴﻭﺍﺴﻴﺔ. ﻭﺍﻟﺘﻤﻴـﺯ ﺒـﻴﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﺎﻟﻠﻭﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺎل ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻨﺱ ﺒل ﺒـﺎﻟﺘﻘﻭﻯ. ﺇﻥ ِ ﺃﻜ ﻜﻡ ﻋﻨﺩ ﺍﷲ ﺃﺘ ﹶﺎﻜﻡ. َ ﹾﺭ ﻤ ﹸ ِ ﹾ َ ِ ﹾﻘ ﹸ ﺤﻕ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺭ ﻭﺍﻟﺘﻘﻭﻯ ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺜﻡ ﻭﺍﻟﻌﺩﻭﺍﻥ: ﻭﻫﻭ ﺤﻕ ﻴﻤﻨﻊ ﻤﻨﺎﺼﺭﺓ ﺃﻗﺭﺏ ﺍﻷﻗﺭﺒـﺎﺀ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻅﻠـﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﻜﺭ. ﻭﻴﺩﻋﻭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺭ. - ٨١ -
- 20. ﺤﻕ ﺍﺠﺘﻨﺎﺏ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ: ﻓﺎﻟﻤﺴﻠﻡ ﻻ ﻴﺄﻤﺭ ﻏﻴﺭﻩ ﺒﺎﻟﻤﻌﺼﻴﺔ.. ﻭﻻ ﻴﻁﻴﻊ ﺃﺤـ ﺍ ﻓـﻲ ﺩ ﻤﻌﺼﻴﺔ. ﻭﻫﺫﺍ ﻴﺠﻌل ﻜل ﻤﺴﻠﻡ ﻓﻲ ﺤل ﻤﻥ ﻁﺎﻋﺔ ﻭﻟﻲ ﺍﻷﻤـﺭ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﺃﻤﺭ ﺒﺎﻻﻋﺘﺩﺍﺀ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻨـﺎﺱ ﺃﻭ ﻅﻠﻤﻬـﻡ ﺃﻭ ﺘﻌـﺫﻴﺒﻬﻡ ﺃﻭ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺃﻱ ﻤﻌﺼﻴﺔ. ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻴﺅﻜﺩ ﺤـﻕ ﺭﻓـﺽ ﺇﻁﺎﻋـﺔ ﺍﻟﻅﺎﻟﻡ. ﺤﻕ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺌﻭﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ: ﻓﺎﻹﺴﻼﻡ.. ﻴﻌﻁﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺠﻤﻴ ﺎ ﺤـﻕ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴـﺭ. ﻭﺤـﻕ ﻌ ﺍﻻﻨﺘﺨﺎﺏ.. ﻭﺤﻕ ﺍﻨﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ﻭﺤﻕ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻭﺤـﻕ ﺇﺴـﻘﺎﻁ ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ﺇﺫﺍ ﺨﺭﺝ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﺩل ﻭﺍﻟﺤﻕ. ﺤﻕ ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺍﻟﻜﺭﺍﻤﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ: ﻻ ﻴﺤﻕ ﻟﻤﺴﻠﻡ ﺃﻥ ﻴﻐﺘﺎﺏ ﻤﺴﻠ ﺎ ﺃﻭ ﻏﻴـﺭ ﻤﺴـﻠﻡ ﻭﻻ ﺃﻥ ﻤ ﻴﺴﺨﺭ ﻤﻨﻪ ﺃﻭ ﻴﻨﺎﺒﺫﻩ ﺒﺎﻷﻟﻘﺎﺏ. - ٩١ -
- 21. ﺤﻕ ﺤﻔﻅ ﺍﻟﺴﺭﻴﺔ: ﻭﺍﻹﺴﻼﻡ ﻴﻌﻁﻲ ﻟﻜل ﺭﺠل ﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺤﻔﻅ ﺴـﺭﻴﺔ ﺤﻴﺎﺘـﻪ ﺍﻟﻌﺎﺌﻠﻴﺔ.. ﻭﺃﻻ ﻴﺯﻋﺠﻪ ﺃﺤﺩ ﻓﻲ ﺒﻴﺘﻪ.. ﻭﺃﻻ ﻴﺘﺠﺴﺱ ﺃﺤﺩ ﻋﻠﻴـﻪ ﻓﻲ ﺒﻴﺘﻪ ﺃﻭ ﻋﻤﻠﻪ ﺃﻭ ﻋﻼﻗﺎﺘﻪ ﺃﻭ ﺒﺭﻴﺩﻩ ﺃﻭ ﻤﻜﺎﻟﻤﺎﺘﻪ ﻭﻤﺤﺎﺩﺜﺎﺘﻪ. ﻻ ﺘﺩﺨﹸﻭﺍ ﺒ ﻭ ﹰﺎ ﻏﻴ ﺒ ﻭﺘﻜﻡ ﺤ ﱠﻰ ﺘﺴﺘﺄﻨ ﻭﺍ ﺴـﻭﺭﺓ ﹶ ﹶ ﹸﻠ ﻴ ﺘ ﹶ ﺭ ﻴ ِ ﹸ ﺘ ﹶ ﹶ ْ ِﺴ ﺍﻟﻨﻭﺭ ﻻ ﺘﺠﺴ ﻭﺍ . ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺤﺠﺭﺍﺕ.. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻥ ﻭ ﹶ ﹶ ﺴ ﻋﻥ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺃﻨﻪ ﻗﺎل )ﺇﻥ ﺍﻤﺭﺅ ﺍﻁﻠﻊ ﻋﻠﻴـﻙ ﺒﻐﻴـﺭ ﺇﺫﻥ ﻓﻘﺫﻓﺘﻪ ﺒﺤﺼﺎﺓ ﻓﻔﻘﺄﺕ ﻋﻴﻨﻪ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻴﻙ ﻤﻥ ﺠﻨﺎﺡ(. ﺤﻕ ﺍﻻﺴﺘﻨﻜﺎﺭ ﻭﺍﻻﺤﺘﺠﺎﺝ: ﻻ ﻴﺤ ﺍﷲ ﺍﻟﺠﻬﺭ ِﺎﻟ ﻭﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺇﻻ ﻥ ﻅ ِـﻡ ﹶ ِ ﺏ ُ ﹾ ﺒ ﺴ ِ ِ ﹾ ﹶ ِ ِ ﱠ ﻤ ﹸﻠ ﺃﻱ ﺃﻥ ﻟﻠﻤﻅﻠﻭﻡ ﺃﻥ ﻴﺭﻓﻊ ﺼﻭﺘﻪ ﻟﻴﺱ ﻤﺤﺘﺠﺎ ﻓﺤﺴﺏ ﺒل ﺸﺎﺘ ﺎ ﻤ ﻭﺠﺎﻫ ﺍ ﺒﺎﻟﺴﻭﺀ ﻋﻠﻰ ﻤﻥ ﻅﻠﻤﻪ. ﺭ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ: ﺃﻋﻁﻰ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻴﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﺭﺃﻴـﻪ ﻓـﻲ ﻜﺎﻓـﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﻤﻁﺭﻭﺤﺔ ﻭﻟﻴﺱ ﻫﺫﺍ ﻓﺤﺴﺏ.. ﺒل ﺠﻌل ﻨﻘﺩ ﺍﻷﺨﻁﺎﺀ ﺍﻟﺸﺎﺌﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻭﺍﺠ ـﺎ ﺸـﺭﻋﻴﺎ ﺒ »ﺍﻷﻤﺭ ﺒﺎﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻨﻜﺭ«. - ٠٢ -
- 22. ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ: ﻻ ﺇﻜ ﺍﻩ ِﻲ ﺍﻟ ﻴﻥ - ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺃﺴﺎ ﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﺴ ﹶ ِ ﹾﺭ ﻓ ﺩ ِ ﻟﺭﻓﻊ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ )ﺍﻟﻅﺎﻟﻤﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻘﻤﻌﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺩﻴﻥ ﺒﺎﻁـل ﻓﺈﺫﺍ ﻤﺎ ﺍﺭﺘﻔﻊ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻁﻐﺎﺓ.. ﻜﺎﻥ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭ. ﺤﻕ ﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ: ﻭﻟﺘ ﹸﻥ ﻤﻨﻜﻡ ﺃﻤﺔ ـﺩ ﻭﻥ ﺇ ﹶـﻰ ﺍﻟﺨﻴـﺭ ﻭ ـﺄﻤ ﻭﻥ ﹾ ﹶ ِ ﻴ ْ ﺭ ﹾ ﹶﻜ ﹾ ﹸ ُ ﹲ ﻴ ﻋ ِ ﻟ ِﺎﻟﻤﻌ ﻭﻑ ﻭﻴﻨﻬﻭﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻨﻜﺭ ﻭﺍﻹﺴﻼﻡ ﻴﺴـﻤﺢ ﺒﻅﻬـﻭﺭ ﺒ ﹾ ﺭ ِ ﹾ ِ ﹾ ﹾ ﹶ ِ ﻤﺩﺍﺭﺱ ﻓﻜﺭﻴﺔ ﻤﺘﻨﻭﻋﺔ.. ﻭﺃﻥ ﺘﺸﻜل ﻜـل ﻤﺩﺭﺴـﺔ ﺠﻤﺎﻋـﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﻬﺎ. ﺒل ﺤﺘﻰ ﻴﺴﻤﺢ ﺒﻅﻬﻭﺭ ﻓﺌـﺎﺕ ﻤﻀـﺎﺩﺓ ﻟﺤﺭﻜـﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤﺎ ﺩﺍﻤﺕ ﻟﻡ ﺘﻘﺎﺘل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ. ﻓﻌﻨـﺩﻤﺎ ﻅﻬـﺭﺕ ﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺨﻭﺍﺭﺝ ﻗﺎل ﻟﻬﻡ ﺴﻴﺩﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﻜﺭﻡ ﺍﷲ ﻭﺠﻬـﻪ: »ﻟـﻥ ﻨﻤﻨﻌﻜﻡ ﻤﺴﺎﺠﺩ ﺍﷲ ﺃﻥ ﺘﺫﻜﺭﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﺴﻤﻪ ﻭﻟﻥ ﻨﻤﻨﻌﻜﻡ ﺍﻟﻔـﻲﺀ ﻤﺎ ﺩﺍﻤﺕ ﺃﻴﺩﻴﻜﻡ ﻤﻊ ﺃﻴﺩﻴﻨﺎ ﻭﻟﻥ ﻨﻘﺎﺘﻠﻜﻡ ﺤﺘﻰ ﺘﻘﺎﺘﻠﻭﻨﺎ« ﺍﻟﻤﺒﺴﻭﻁ ﻟﻠﺴﺭﺨﺴﻲ ﺝ ٠١ ﺹ ٥٢١. ﺍﻟﻤﺭﺀ ﺒﺭﻱﺀ ﻤﻥ ﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﻤﺎ ﻓﻌل ﻏﻴﺭﻩ: ﻻ ﺘﺯﺭ ﺍﺯﺭﺓ ﻭﺯﺭ ﺃﺨ ﻯ ﻓﻼ ﻴﺼﺢ ﺃﻥ ﻴﺅﺍﺨﺫ ﺍﻷﺥ ﻭ ﹶ ﹶ ِ ﻭ ِ ﹲ ِ ُ ﹾﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﺩﻴﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﻭﺍﻟﺩ ﺃﻭ ﺍﻻﺒﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺭﻴﺏ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﻗﺭﻴﺒﻪ. - ١٢ -
- 23. ﻻ ﻴﺘﺨﺫ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺸﺒﻬﺔ: ِ ﻥ ﺎﺀﻜﻡ ﹶﺎﺴﻕ ِﻨ ٍ ﻓﺘ ﻴ ﹸﻭﺍ َﻥ ﺘ ِﻴ ﻭﺍ ﻗﻭ ﺎ ﺒﺠ ﺎﻟﺔ ﺇ ﺠ ﹸ ﻓ ِ ﹸ ﺒ ﹶﺒﺄ ﹶ ﹶﺒ ﻨ ﺃ ﹸﺼ ﺒ ﹶ ﻤ ِ ﻬ ﹶ ٍ ﻓﺘﺼﺒ ﻭﺍ ﻋ ﹶﻰ ﺎ ﻓﻌﻠﺘﻡ ﹶﺎﺩ ِﻴ ،ﺍﺠﺘﻨ ـﻭﺍ ﻜ ِﻴـ ﺍ ـﻥ ﹶﺜ ﺭ ﻤ ﹶ ِﺒ ﹶ ﹸ ِ ﺤ ﻠ ﻤ ﹶ ﹾ ﹸ ﻨ ِ ﻤ ﻥ ﺍﻟﻅﻥ) - ﺍﺩﺭﺀﻭﺍ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺒﺎﻟﺸﺒﻬﺎﺕ(. ﱠ ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﺭ ﻟﻠﻤﻅﻠﻭﻤﻴﻥ ﻓﺭﻴﻀﺔ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ: ﻟﻡ ﻴﻌﻁ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻓﻘﻁ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻟﻠﻨﺎﺱ.. ﺒل ﺠﻌل ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻋﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﺠ ﺎ ﺸﺭﻋﻴﺎ.. ﻟﻴﺱ ﻫﺫﺍ ﻓﺤﺴـﺏ.. ﺒـل ﺠﻌـل ﺒ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻋﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ﻓﺭﻴﻀﺔ ﺸﺭﻋﻴﺔ ﺃﻴ ﺎ. ﻀ ﺇﻥ ﺍﻟ ِﻴﻥ ﺘﻭ ﱠﺎﻫﻡ ﺍﻟ ﻼ ِﻜﺔ ﹶﺎﻟ ِﻲ ﺃﻨﻔ ِ ِﻡ ﹶـﺎﹸﻭﺍ ِـﻴﻡ ِ ﱠﺫ ﹶ ﻓ ﹾﻤ ﹶﺌ ﹶ ﹸ ﻅ ِﻤ َ ﹾ ﹸﺴﻬ ﻗ ﻟ ﻓ ﻜﻨﺘﻡ ﹶﺎﹸﻭﺍ ﻜ ﱠﺎ ﻤﺴﺘﻀﻌ ِﻴﻥ ِﻲ ﺍﻷﺭ ِ ﹶﺎﹸﻭﺍ ﺃﻟﻡ ﺘ ﹸـﻥ ﺃﺭﺽ ﹸ ﹾ ﹸ ﻗ ﻟ ﹸ ﻨ ﹶ ﻔ ﻓ َ ﺽ ﻗ ﻟ َ ﹶ ﹶﻜ َ ﺍﷲ ﺍﺴﻌﺔ ﻓﺘ ﺎﺠ ﻭﺍ ِﻴ ﺎ ﻓُﻭﻟ ِ ﻤﺄ ﺍﻫﻡ ﺠ ـ ﱠﻡ ﻭ ـﺎﺀﺕ ِ ﻭ ِ ﹰ ﹶ ﹸﻬ ِﺭ ﻓ ﻬ ﹶﺄ ﹶﺌﻙ ْ ﻭ ﻬ ﻨ ﺴ ﹾ ﻤ ِﻴ ﺍ. ﺼ ﺭ »ﻤﻥ ﻗﺘل ﺩﻭﻥ ﻤﻅﻠﻤﺘﻪ ﻓﻬﻭ ﺸﻬﻴﺩ«. »ﻤﻥ ﺭﺃﻯ ﺴﻠﻁﺎ ﹰﺎ ﺠﺎﺌ ﺍ ﻤﺴﺘﺤﻼ ﻟﺤﺭﺍﻡ ﺍﷲ، ﻨﺎﻜ ﹰﺎ ﻟﻌﻬـﺩ ﺜ ﺭ ﻨ ﺍﷲ ، ﻤﺨﺎﻟﻔﺎ ﻟﺴﻨﺔ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ.. ﻴﻌﻤل ﻓـﻲ ﻋﺒـﺎﺩ ﺍﷲ ﺒـﺎﻹﺜﻡ ﹰ ﻭﺍﻟﻌﺩﻭﺍﻥ ﻓﻠﻡ ﻴﻐﻴﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﻔﻌل ﺃﻭ ﺒﻘﻭل ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻴﺩﺨﻠﻪ ﻤﺩﺨﻠﻪ«. - ٢٢ -
- 24. ﺍﻟ ِﻴﻥ ﺇ ﹶﺍ ﺃ ﺎﺒﻬﻡ ﺍﻟﺒﻐﻲ ﻫﻡ ﻨﺘﺼ ﻭﻥ. ﻭ ﱠﺫ ِ ﺫ َﺼ ﹾ ﹾ ﻴ ﹶ ِﺭ »ﻤﺎ ﻤﻥ ﻤﺴﻠﻡ ﻴﺨﺫل ﻤﺴﻠﻤﺎ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻊ ﺘﻬﺘﻙ ﻓﻴﻪ ﺤﺭﻤﺘﻪ ﻭﻴﻨﺘﻘﺹ ﻓﻴﻪ ﻤﻥ ﻋﺭﻀﻪ ﺇﻻ ﺨﺫﻟﻪ ﺍﷲ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻊ ﻴﺤﺏ ﻓﻴـﻪ ﻨﺼﺭﺘﻪ ﻭﻤﺎ ﻤﻥ ﺍﻤﺭﺉ ﻤﺴﻠﻡ ﻴﻨﺼﺭ ﻤﺴﻠ ﺎ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻊ ﻴﻨﺘﻘﺹ ﻤ ﻓﻴﻪ ﻤﻥ ﻋﺭﻀﻪ ﻭﺘﻨﺘﻬﻙ ﻓﻴﻪ ﺤﺭﻤﺘﻪ ﺇﻻ ﻨﺼﺭﻩ ﺍﷲ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﻁﻥ ﻴﺤﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﻨﺼﺭﺘﻪ« »ﻻ ﻴﻘﻔﻥ ﺃﺤﺩﻜﻡ ﻤﻭﻗ ﹰﺎ ﻴﻘﺘل ﻓﻴﻪ ﺭﺠل ﻅﻠ ﺎ ﻓـﺈﻥ ﺍﻟﻠﻌﻨـﺔ ﻤ ﻔ ﺘﻨﺯل ﻋﻠﻰ ﻜل ﻤﻥ ﺤﻀﺭ ﺤﻴﻥ ﻟﻡ ﻴﺩﻓﻌﻭﺍ ﻋﻨـﻪ.. ﻭﻻ ﻴﻘﻔـﻥ ﺃﺤﺩﻜﻡ ﻤﻭﻗ ﹰﺎ ﻴﻀﺭﺏ ﻓﻴﻪ ﺭﺠل ﻅﻠ ﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ﺘﻨﺯل ﻋﻠﻰ ﻤﻥ ﻤ ﻔ ﺤﻀﺭﻩ ﺤﻴﻥ ﻟﻡ ﻴﺩﻓﻌﻭﺍ ﻋﻨﻪ«. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﻘﺩﺴﻲ: )ﻭﻋﺯﺘﻲ ﻭﺠﻼﻟﻲ ﻷﻨـﺘﻘﻤﻥ ﻤـﻥ ﺍﻟﻅﺎﻟﻡ ﻓﻲ ﻋﺎﺠﻠﻪ ﺃﻭ ﺁﺠﻠﻪ، ﻭﺃﻨﺘﻘﻤﻥ ﻤﻤﻥ ﺭﺃﻯ ﻤﻅﻠﻭ ﺎ ﻓﻘـﺩﺭ ﻤ ﺃﻥ ﻴﻨﺼﺭﻩ ﻓﻠﻡ ﻴﻔﻌل(. ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻓﺈﻥ ﺴﻜﻭﺕ ﺃﻱ ﻤﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﺘﻀـﻌﻨﺎ ﻓﻲ ﺇﺜﻡ ﻜﺒﻴﺭ ﻭﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﺸﺭﻋﻴﺔ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﷲ ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻭﺠﺏ ﻋﻠﻴﻨـﺎ ﺠﻤﻴ ﺎ ﺃﻥ ﻨﺘﺨﺫ ﻤﻭﻗ ﹰﺎ ﻹﻴﻘﺎﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤـﺔ ﺍﻟﺒﺸـﻌﺔ، ﻭﻤـﻥ ﻔ ﻌ ﻻ ﻴﻔﻌل ﺤﺴﺏ ﻗﺩﺭﺘﻪ ﻓﻬﻭ ﺁﺜﻡ. - ٣٢ -
- 25. ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻟﻴﺱ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﺠﺭﻡ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺯﻤﺎﻥ ﺃﻭ ﻤﻜـﺎﻥ ﺇﻻ ﻭﻴﺤـﺎﻭل ﺘﺒﺭﻴﺭ ﺠﺭﻴﻤﺘﻪ. ﻭﺒﺩﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺫﺒﻴﻥ ﻜﻤﺠـﺭﻤﻴﻥ ﺴـﻴﺤﺎﻭﻟﻭﻥ ﺍﻟﺘﻔﺘﻴﺵ ﻋﻥ ﻤﺒﺭﺭﺍﺕ ﻴﺴﻭﻗﻭﻨﻬﺎ ﺘﺒﺭﻴ ﺍ ﻟﺠﺭﻴﻤﺘﻬﻡ ﺍﻟﺒﺸﻌﺔ. ﺭ ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻓﺘﺭﻀﻨﺎ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘـﻲ ﻴـﺘﻡ ﻓﻴﻬـﺎ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ. ﻭﻋﺭﻀﻨﺎ ﻤﺒﺭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﺫﺒﻴﻥ.. ﻓﺴﻭﻑ ﻨﻀﻊ ﺃﻴـﺩﻴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﺜﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺩﻴﻥ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﺃﻴﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺩﻭﺍﻓﻌﻪ. ﻭﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺃﺸﺨﺎﺹ. ﺇﻤﺎ ﻟﺤﻤﻠﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﺠﺭﻴﻤﺔ ﺃﻭ ﺘﻬﻤﺔ ﺃﻭ ﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺃﺸـﺨﺎﺹ ﺒﺴـﺒﺏ ﻤﻨﺎﻫﻀـﺘﻬﻡ ﻟﻠﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻘﺎﺌﻡ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ. ﻭﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﺒﻬﺩﻑ ﺍﻨﺘﺯﺍﻉ ﺍﻋﺘﺭﺍﻑ ﻋﻠﻰ ﺘﻬﻤـﺔ. ﻓﺈﻨﻪ ﺇﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﻬﻡ ﺒﺭﻱﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ.. ﺃﻭ ﺃﻨﻪ ﺒﺎﻟﻔﻌل ﺍﺭﺘﻜﺒﻬـﺎ. ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺒﺭﻴ َﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﻓﺈﻥ ﺸﺨ ﺎ ﻤﺎ ﻟﻥ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻴﺩﻋﻲ ﺼ ﺌ ً ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﻤﺒﺭﺭ، ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤـﺘﻬﻡ ﺒﺎﻟﻔﻌـل ﻗـﺩ ﺍﺭﺘﻜﺒﻬﺎ. ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺩﺍﻓﻌﻴﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ.. ﻴﻘﻭﻟـﻭﻥ ﺇﻨـﻪ ﻤﺠـﺭﻡ ﻭﻟﻴﺱ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﺎﻨﻊ ﻤﻥ ﺘﻌﺫﻴﺏ ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ.. ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻜﺎﻥ ﻫﻭ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ. ﻭﻫﻨﺎ ﺩﺍﺌ ﺎ ﻴﺭﻓـﻊ ﺍﻟﻤﻌـﺫﺒﻴﻥ ﺼـﻭﺘﻬﻡ ﱢ ﻤ - ٤٢ -
- 26. ﻤﺘﺒﺠﺤﻴﻥ. ﺇﻻ ﺃﻥ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺸﺭﻉ ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻭﺍﻷﺨﻼﻕ ﺘـﺭﻓﺽ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﻁﻠﻕ.. ﻓﺎﻟﻤﺠﺭﻡ ﻟﻪ ﻋﻘﻭﺒﺘﻪ.. ﻭﻫﺫﻩ ﻴﺤﺩﺩﻫﺎ ﺍﻟﻘﺎﻀـﻲ ﺍﺴﺘﻨﺎﺩﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ.. ﻭﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺤﻕ ﺍﻟﻤﺤﻘﻕ ﺃﻥ ﻴﺠﻌل ﻨﻔﺴـﻪ ﺨﺼ ﺎ ﻭﻗﺎﻀﻴﺎ ﻭﺠﻼ ﺍ ﻓﻲ ﻨﻔـﺱ ﺍﻟﻭﻗـﺕ. ﻜﻤـﺎ ﺃﻥ ﻫـﺩﻑ ﺩ ﻤ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﻟﻠﺤﻘﻴﻘﺔ ﻜﻐﺎﻴﺔ ﺸﺭﻴﻔﺔ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺒﺄﻱ ﺤـﺎل ﺃﻥ ﻴﻜـﻭﻥ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ.. ﻓﺎﻟﻐﺎﻴﺎﺕ ﻻ ﺘﺒﺭﺭ ﺍﻟﻭﺴﻴﻠﺔ. ﻭﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻊ ﻋﻠـﻰ ﺃﺸـﺨﺎﺹ ﺒﺴـﺒﺏ ﻤﻨﺎﻫﻀﺘﻬﻡ ﻟﻠﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻘﺎﺌﻡ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ. ﻭﺒﺩﻫﻲ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﻻ ﻤﺒﺭﺭ ﻟﻪ. ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﻀﺔ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﻏﻴﺭ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻓﻨﻌﻭﺩ ﻫﻨﺎ ﻭﻨﻜﺭﺭ ﺃﻥ ﻟﻠﻘﺎﻀﻲ ﻭﺤﺩﻩ ﺃﻥ ﻴﻘﺩﺭ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ.. ﻭﻟﻴﺱ ﺍﻟﻤﺤﻘﻕ. ﻭﻗﺩ ﺍﺴﺘﻘﺭ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀـﺎﺌﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺃﺠﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺼل ﺒﻴﻥ ﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﺤﻘﻕ.. ﻭﺍﻟﻘﺎﻀﻲ.. ﻭﺍﻟﺠﻼﺩ. ﻓﻤﺎ ﺒﺎﻟﻙ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﺭﺘﻜﺏ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﺃﺼﻼ ﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺤﻘﻘﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﺃﻭ ﻤﻨﻔﺫﻱ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﻤﺜل ﻀـﺒﺎﻁ ﺃﻤـﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻻ ﺴﻠﻁﺔ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺨﻭﻟﺔ ﻟﻬـﻡ ﺃﺼـﻼ ﺒﻤﻘﺘﻀـﻰ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ.. ﻓﺎﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﻥ ﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ. ﻫﺫﺍ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﺨﺼﻭﺹ.. ﻭﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻡ. ﻗﺩ ﻴﻘﻭل ﻗﺎﺌل ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ.. ﺃﻭ ﺃﻨﻪ ﺘـﻡ - ٥٢ -
- 27. ﻓﻲ ﺤﺎﻻﺕ ﺨﺎﺼﺔ ﺍﻗﺘﻀﺘﻬﺎ ﻅﺭﻭﻑ ﺨﺎﺼﺔ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻓـﺈﻥ ﺃﻗﻭﺍﻻ ﻜﻬﺫﻩ ﻻ ﺘﻌﻜﺱ ﺇﻻ ﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﻓﻌل ﻗﺒﻴﺢ ﺒـﺩﻋﻭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻗﺘﻀﺘﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﺭﻀﻪ. ﻭﻫـﻲ ﻨﻔـﺱ ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻁﻠﻘﻬﺎ ﺃﻱ ﻤﺨﻁﺊ ﻋﻠـﻰ ﻓﻌـل ﻗﺒـﻴﺢ ﻗـﺎﻡ ﺒﺎﺭﺘﻜﺎﺒﻪ. ﻓﻤﺘﻰ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺯﺍﺕ ﻭﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺭﺍﻤـﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ، ﻭﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﺸﺭﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴـﺠﻭﻨﻴﻥ ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﺃﺒﺭﻴﺎﺀ ﺃﻡ ﻤﺫﻨﺒﻴﻥ ﻁﺭﻴ ﹰﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ.. ﻭﻤﻥ ﻘ ﻴﻀﻤﻥ ﺃﻭ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻴﺩﻋﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺤـﺎﻻﺕ ﺍﻟﺨﺎﺼـﺔ ﺘﺒـﺭﺭ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﺃﻴﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ. ﻭﺍﻷﺨﻁﺭ ﻫﻨﺎ.. ﺃﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻤﺭﺓ.. ﺴﺘﻔﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻤﺼﺭﺍﻋﻴﻪ.. ﻭﻟﻥ ﻴﺤﻭل ﺤﺎﺌل ﺒﻌـﺩﻫﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﺴـﺘﻤﺭﺍﺭﻩ. ﻭﻓﻲ ﻜل ﻤﺭﺓ ﺴﻴﻘﻭل ﺍﻟﻤﻌﺫﺏ ﺇﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻅﺭﻭ ﹰﺎ ﻭﺇﻥ ﺫﻟﻙ ﺘﻡ ﻤﻥ ﻓ ﱢ ﺃﺠل ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ. ﺇﻨﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﺴﻨﻨﺎﻗﺵ ﺤﺠﺔ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻤﺎﺭﺴﻭﺍ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻓﻲ ١٨٩١، ٢٨٩١ ﺒﺎﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﻓﻘﺩ ﻗﺎﻟﻭﺍ.. ﺇﻨﻬﻡ ﻋﺫﺒﻭﺍ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺃﺤـﺩﺍﺙ ﺃﺴﻴﻭﻁ ﺍﻨﺘﻘﺎﻤﺎ ﻟﻤﻘﺘل ﻀﺒﺎﻁ ﻭﺠﻨﻭﺩ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻴﺩﻴﻬﻡ ﻓـﻲ ﺃﺤﺩﺍﺙ ﺃﺴﻴﻭﻁ. ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺭﺩﺩﻫﺎ ﻜـل ﻤـﻥ ﻤـﺎﺭﺱ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ. ﻭﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﻨﻁﻘﻬﻡ ﻫـﺫﺍ ﺼـﺤﻴ ﺎ. ﺤ - ٦٢ -
- 28. ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﺘﻘﻭﻡ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﻤﺜﻼ ﺒﻤﻁﺎﺭﺩﺓ ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺜﺄﺭ، ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﺘﻌﻤـل ﻜل ﺍﻷﺠﻬﺯﺓ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﺝ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺜﺄﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺼـﻌﻴﺩ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺸﻜﻼ ﻤﺘﺨﻠﻔﺎ ﻤﻥ ﺃﺸﻜﺎل ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ. ﻭﺃﻜﺜﺭ ﻤـﻥ ﻫـﺫﺍ ﹰ ﻓﻀﺒﺎﻁ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻤﺎﺭﺴﻭﺍ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﺤﺠﺔ. ﻗﺩ ﺨﺎﻟﻔﻭﺍ ﺃﺒﺴﻁ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﻤﻬﺎﻡ ﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﺸﺭﻁﻲ. ﻫـل ﺍﻟﺸـﺭﻁﻲ ﻴﻁﺒـﻕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ.. ﺃﻡ ﻫﻭ ﺃﻭل ﻤﻥ ﻴﺨﺎﻟﻔﻪ. ﻭﻫﻭ ﻫﻨﺎ ﻭﺒﺎﻓﺘﺭﺍﺽ ﺼـﺤﺔ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﺍﻟﻤﻨﺴﻭﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﻴﻥ ﻗﺩ ﺨﺎﻟﻑ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺤﻴﺙ ﻗﺎﻡ ﺒﺄﺨﺫ ﺜﺄﺭ ﺭﻓﺎﻗﻪ ﺒﻨﻔﺴﻪ ﻭﻟﻡ ﻴﻨﺘﻅﺭ ﺤﻜﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ. ﺜﻡ ﺇﻥ ﻫﺅﻻﺀ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤﻔﺭﻭﺽ ﺃﻨﻬﻡ ﻤﻤﺜﻠﻴﻥ ﻟﻠﻨﻅﺎﻡ.. ﻓﻬل ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻤﺜﻠﻭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻫـﻡ ﺃﻭل ﻤﺨﺎﻟﻔﻴﻪ . ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻜﺫﻟﻙ ﻓﻬـﻲ ﺩﻋـﻭﺓ ﻟﻠﻔﻭﻀـﻰ ﻭﻭﺭﺍﺀﻫﺎ ﺩﻭﺍﺌﺭ ﻤﺸﺒﻭﻫﺔ ﺘﺭﻴﺩ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺒﻠﺩ ﺃﻥ ﻴﺘﻘﻭﺽ ﻭﻴﺘﺩﺍﻋﻰ. ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻜل ﺫﻟﻙ.. ﻓﻲ ﻤﺭﺤﻠـﺔ ﺍﻻﺴـﺘﺠﻭﺍﺏ.. ﻓﻤـﻥ ﺍﻟﺒﺩﻫﻲ ﺃﻨﻪ ﻟﻥ ﻴﺠﺩ ﻤﺩﺍﻓﻊ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻩ ﺒﻌﺩ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻻﺴﺘﺠﻭﺍﺏ. ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻭﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﺭﻋﻲ: ﺇﺫﺍ ﺤﺎﻭل ﻤﺘﻬﻡ ﻤﺎ ﺃﻥ ﻴﻘﺎﻭﻡ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻋﺘﻘﺎﻟﻪ.. ﺒﺄﻱ ﺼﻭﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻭﺭ. ﺃﻭ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻡ ﺸﺨﺹ ﻤﺎ ﺒﺎﻻﻋﺘـﺩﺍﺀ ﻋﻠـﻰ ﻀـﺒﺎﻁ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺭﻫﻡ. ﻓﺒﺩﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻴﺒﻴﺢ ﻭﻴﺠﻴﺯ ﺍﺴـﺘﺨﺩﺍﻡ - ٧٢ -
- 29. ﺍﻟﻌﻨﻑ.. ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﺨﺎﺼﺔ ﻭﻤﺤﺩﺩﺓ. ﻹﺴﻜﺎﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻤـﺔ.. ﻭﺭﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀ ﺩﻭﻥ ﺘﺠﺎﻭﺯ.. ﻭﻟﻜﻥ ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺍﺴﺘﺴﻼﻡ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺃﻭ ﺸل ﻓﺎﻋﻠﻴﺘﻪ ﻭﺍﻟﻘﺒﺽ ﻋﻠﻴﻪ. ﻓﻠﻴﺱ ﻤﻥ ﺤﻕ ﺃﺤﺩ ﺃﻥ ﻴﻌﺫﺒﻪ. ﻭﻴﺼﺒﺢ ﻤﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻠﺤﻅﺔ ﻤﺘﻬ ﺎ ﻟﻪ ﺤﻘﻭﻗﻪ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻤ ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ- ﺒل ﻭﺘﺼﺒﺢ ﺤﻤﺎﻴﺘﻪ ﻤﻥ ﺍﻋﺘﺩﺍﺀ ﺍﻵﺨـﺭﻴﻥ ﻭﺍﺠ ﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺠﺎل ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ. ﺒ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺫﻴﺏ ﻻ ﺘﻘﺘﺼﺭ ﺃﺜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﻻﻡ ﺍﻟﺘـﻲ ﻴﺤـﺱ ﺒﻬـﺎ ﺍﻟﻤﻌﺫﺏ »ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ«. ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌـﺫﻴﺏ.. ﺃﻭ ﻓﻴﻤـﺎ ﺒﻌـﺩ ﱠ ﻜﻨﺘﻴﺠﺔ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ.. ﺃﻭ ﺘﺴﺒﺏ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻓﻲ ﺘـﺭﻙ ﻋﺎﻫﺎﺕ ﻤﺴﺘﺩﻴﻤﺔ ﺃﻭ ﺃﺜﺎﺭ ﻤﺎﺩﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺠﺴﻡ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻓﺤﺴـﺏ.. ﺇﻨﻤﺎ ﺘﺘﻌﺩﻯ ﺘﻠﻙ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺘﻨﺘﺎﺒﻪ ﺤـﺎﻻﺕ ﻨﻔﺴـﻴﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﺘﻅل ﻤﻌﻪ ﻓﺘﺭﺓ ﻁﻭﻴﻠﺔ ﻤﻥ ﺤﻴﺎﺘﻪ، ﺃﻭ ﺘﻅل ﻤﻌـﻪ ﻤـﺩﻯ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻤﺜل ﺍﻟﻘﻠﻕ. ﻭﺍﻻﻀﻁﺭﺍﺏ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﻭﻡ.. ﺃﻭ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤـﻥ ﺍﻷﻤﺭﺍﺽ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ. ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻓﻐﺎﻟ ﺎ ﻤﺎ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺘﻌـﺫﻴﺏ ﺒﻌـﺩ ﺇﻁـﻼﻕ ﺒ ﺴﺭﺍﺤﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺭﻋﺎﻴﺔ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻁﺒﻴﺔ ﻭﻨﻔﺴﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ. - ٨٢ -
- 30. ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﻗﺩ ﺘﻠﺤﻕ ﺃﻴ ـﺎ ﺒﺄﻫـﺎﻟﻲ ﺍﻟﻀـﺤﻴﺔ ﻀ ﺃﻭ ﺃﺼﺩﻗﺎﺌﻬﻡ ﺃﻭ ﻤﻌﺎﺭﻓﻬﻡ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻵﺨﺭ. ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻌـﺫﺏ ﱢ »ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ« ﻴﺘﺤﻭل ﺇﻟﻰ ﻜﺎﺌﻥ ﻏﻴﺭ ﺇﻨﺴﺎﻨﻲ.. ﻭﻴﻔﻘﺩ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺏ ﻤﻊ ﺃﺴﺭﺘﻪ ﺃﻭ ﻤﻌﺎﺭﻓﻪ.. ﻭﻴﺼﺒﺢ ﺸﺨﺼﻴﺔ ﻤﻀﻁﺭﺒﺔ ﻭﻤﻬﺘﺯﺓ. ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻴﺼﺎﺏ ﺒﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺠﻨﻭﻥ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ. ﻋﻠﻰ ﻤﻥ ﺘﻘﻊ ﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻡ ﺒﺎﻟﺘﻌﺫﻴﺏ. ﻀﺎﺒﻁ.. ﺃﻭ ﺠﻨﺩﻱ.. ﺃﻭ ﻤﺨﺒﺭ. ﺴـﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﺘﺎﺒ ﺎ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺴﺠﻭﻥ.. ﺃﻭ ﻷﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ.. ﺃﻭ ﻟﻠﻤﺒﺎﺤـﺙ ﻌ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺃﻭ ﻷﻱ ﺠﻬﺔ ﻜﺎﺌﻨﺔ ﻤﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻬﻭ ﻤﺴﺌﻭل ﺠﻨﺎﺌﻴﺎ ﻋـﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ.. ﻭﺇﺫﺍ ﺼﺩﺭﺕ ﻟﻪ ﺃﻭﺍﻤﺭ ﻤﻥ ﺠﻬﺎﺕ ﺃﻋﻠﻰ ﺒﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ.. ﻓﺎﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻴﺨﻭل ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﺭﻓﻀﻬﺎ.. ﺒل ﻭﻴﻘﺩﻡ ﺒﻼ ﹰـﺎ ﻏ ﻀﺩ ﻤﻥ ﺃﻤﺭ ﺒﻬﺫﺍ.. ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻭﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻟﺸﺭﻓﻪ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ. ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺤﺎل ﻓﺎﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻻ ﻴﺒﻴﺢ ﻷﺤﺩ ﺃﻥ ﻴﺄﻤﺭ ﺒﺎﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﺃﻭ ﺒﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻭﻓﻲ ﻜل ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻓﺎﻟﻤﻌﺫﺏ ﻤﺴﺌﻭل ﻗﺎﻨﻭ ﹰﺎ. ﻨ ﱢ ﻭﻟﻜﻥ ﻫل ﺘﻘﺘﺼﺭ ﺍﻟﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺫﺏ.. ﺒـﺎﻟﻁﺒﻊ ﻻ.. ﻭﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻨﺕ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﺒﺄﻭﺍﻤﺭ ﻤﻥ ﺠﻬـﺎﺕ ﻋﻠﻴـﺎ ﺃﻭ ﺒﺩﻭﻥ ﺃﻭﺍﻤﺭ.. ﻓﺎﻟﻨﻅﺎﻡ ﻜﻠﻪ ﻤﺴﺌﻭل. ﻭﺒﺎﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ. - ٩٢ -
- 31. ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ.. ﻭﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟـﻭﺯﺭﺍﺀ.. ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺴـﺌﻭﻟﻴﺔ ﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﺘﻀﺎﻤﻨﻴﺔ. ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﺘﻘﻊ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟـﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﺘﺎﺒﻊ ﻟﻪ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻤﻌﺫﺒﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻷﻤﺎﻜﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻡ ﻓﻴﻬـﺎ ﻤﻤﺎﺭﺴـﺔ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ. ﻭﻜل ﻤﺴﺌﻭل ﻋﻥ ﺘﺼـﺭﻓﺎﺕ ﺘﺎﺒﻌﻴـﺔ ﻜﻤـﺎ ﻴـﻨﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ. ﺇﺫﻥ ﻓﺎﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﻨﻅﺎﻡ.. ﻭﺨﻁﻴﺌﺔ ﺤﻜﻭﻤﺔ ﺒﻜﺎﻤﻠﻬـﺎ. ﻭﻫﻭ ﻴﻘﻭﺽ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻌﺎﺩل.. ﻭﻴﻤﺯﻕ ﻫﻴﻜل ﺍﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ ﻭﻴﻁﻴﺢ ﺒﻜل ﻭﺸﺎﺌﺞ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻁﻑ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ﻭﺍﻟﻤﺤﻜﻭﻡ. - ٠٣ -
- 32. - ٣١ -
- 33. - ٣٢ -
- 34. ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ »ﻜﺎﻥ ﻤﺭﺍﺩﻩ ﻴﻐﺎﺯﻱ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺍﷲ« ﻓﻲ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﺴﺒﺕ ١٢ ﻤﺤﺭﻡ ٥١٢١ ﻴﻭﻨﻴـﻪ ٠٠٨١.. ﻗـﺎﻡ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ ٤٢ ﺴﻨﺔ.. ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻤﻥ ﺤﻠـﺏ.. ﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻫﺭ.. ﺒﺎﻏﺘﻴﺎل ﺴﺎﺭﻱ ﻋﺴﻜﺭ ﻜﻠﻴﺒﺭ »ﺍﻟﻘﺎﺌﺩ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺤﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﺇﺒﺎﻨﻬﺎ ﺍﻟﺠﻨﺭﺍل ﻜﻠﻴﺒﺭ« ﻓﺒﻌـﺩﻤﺎ ﺒﻁـﺵ ﻜﻠﻴﺒﺭ ﺒﺎﻟﻤﺼﺭﻴﻴﻥ »ﻗﺘﻼ ﻭﺴﺒﻴﺎ ﻭﺤﺭ ﹰﺎ« ﻭﺒﻌﺩﻤﺎ ﺍﻋﺘﺼﺭ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻗ ﻜﻤﺎ ﻴﻌﺘﺼﺭ ﺍﻟﺸﺭﺒﺘﻠﻲ ﺍﻟﻠﻴﻤﻭﻨﺔ، ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﻴﻘـﻭﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺯﻫﺭﻱ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺩ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻔﺩﺍﺌﻲ ﺍﻟﻔﺫ ﻤﻊ ﻤﺠﻤﻭﻋـﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻫﺭ »ﺨﻠﻴﺔ ﺍﻟﺸﻭﺍﻡ« ﻭﺃﻥ ﻴﻌﻠﻥ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﻜﺎﻥ »ﻤﻐﺎﺯﺍﺓ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺍﷲ« ﺃﻱ ﺠﻬـﺎﺩﺍ ﻓـﻲ ﺴﺒﻴل ﺍﷲ. ﺇﻨﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﺃﻤﺎﻡ ﻗﻀﻴﺔ ﻭﻁﻨﻴﺔ ﻭﺍﻀـﺤﺔ ﺍﻟﻤﻌـﺎﻟﻡ.. ﺠـﻴﺵ ﻤﺤﺘل.. ﻗﺎﺌﺩ ﺒﺸﻊ ﻴﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﻘﺘـل ﻭﺍﻟﺴـﻠﺏ ﻭﺍﻟﺤـﺭﻕ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﻴﻥ.. ﺸﺎﺏ ﺜﻭﺭﻱ ﻨﻔﺫ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺃﻤﺘﻪ ﺒﺎﻻﻨﺘﻘﺎﻡ ﻤﻥ ﻗﺎﺌﺩ ﺠﻴﺵ ﺍﻻﺤﺘﻼل. ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻋﻤل ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺸﺭﻋﻴﺎ ﻭﻤﺒﺭ ﺍ ﻤﻥ ﻭﺠﻬـﺔ ﺭ ﻨﻅﺭ ﻭﻁﻨﻴﺔ ﻓﻬﻭ ﺒﺎﻟﻁﺒﻊ ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺭﺭ ﻤﻥ ﻭﺠﻬﺔ ﻨﻅـﺭ ﺠـﻴﺵ - ٣٣ -
- 35. ﺍﻻﺤﺘﻼل ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺼﺩﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺤﻜـﻡ ﺒﺎﻹﻋـﺩﺍﻡ.. ﻭﻟﻜـﻥ ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ﺍﻟﻤﺜﻴﺭﺓ ﻫﻨﺎ.. ﺃﻥ ﺠﻴﺵ ﺍﻻﺤﺘﻼل ﻗﺎﻡ ﺒﺘﻌﺫﻴﺏ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ ﻭﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺨﻠﻴﺔ ﺍﻟﺜﻭﺭﻴﺔ ﻤﻌﻪ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴـﻕ ﻭﻜـﺫﻟﻙ ﺘﻌﺫﻴﺒﻪ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻹﻋﺩﺍﻡ، ﻭﺃﻴ ﺎ ﻋﻤﻠﻴـﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻜﻴـل ﺒﺤـﻕ ﻀ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﻴﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻡ ﺒﻬﺎ ﺠﻨﻭﺩ ﺍﻻﺤﺘﻼل.. ﻴﻘﻭل ﻫﻴﺭ ﻭﻟﺩ ﻨﻘـﻼ ﻋﻥ ﻴﻭﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻭﻴﺵ ﻓﺭﻨﺴﻭﺍ: »ﻓﻭﺭ ﺴﻤﺎﻋﻨﺎ ﺒﻨﺒﺄ ﻗﺘل ﻜﻠﻴﺒﺭ.. ﻗﺘﻠﻨﺎ ﺒﺴﻴﻭﻓﻨﺎ ﻭﺨﻨﺎﺠﺭﻨﺎ ﺠﻤﻴﻊ ﻤـﻥ ﺼـﺎﺩﻓﻨﺎ ﻤـﻥ ﺍﻟﺭﺠـﺎل ﻭﺍﻷﻁﻔﺎل«. ﻴﻘﻭل ﺍﻟﺠﺒﺭﺘﻲ »ﻭﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﻬﻭﻡ ﻟﻡ ﻴﺼﺩﻕ ﻓﻲ ﺠﻭﺍﺒﺎﺘﻪ ﺃﻤﺭ ﺴﺎﺭﻱ ﻋﺴﻜﺭ ﺃﻨﻬﻡ ﻴﻀﺭﺒﻭﻨﻪ.. ﻓﺤﺎﻻ ﺍﻨﻀﺭﺏ ﻟﺤﺩ ﺃﻨـﻪ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﻌﻔﻭ ﻭﻭﻋﺩ ﺃﻨﻪ ﻴﻘﺭ ﺒﺎﻟﺼﺤﻴﺢ ﻓﺎﺭﺘﻔﻊ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻀﺭﺏ«. ﻭﺍﻗﺘﺭﺡ ﻤﻤﺜل ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ.. ﻤﻤﺜل ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ: »ﺇﻥ ﻋﻅﻤﺔ ﺍﻹﺜﻡ ﺘﺴﺘﺩﻋﻲ ﺃﻥ ﻴﺼﻴﺭ ﻋـﺫﺍﺏ ﻤﻬـﻴﻥ.. ﻓـﺈﻥ ﺴﺄﻟﺘﻤﻭﻨﻲ ﺃﺠﺒﺕ ﺃﻨﻪ ﻴﺴﺘﺤﻕ ﺍﻟﺨﻭﺯﻗﺔ ﻭﺃﻥ - ﻗﺒل ﻜل ﺸﻲﺀ - ﺘﺤﺘﺭﻕ ﻴﺩ ﺫﺍ ﺍﻟﺭﺠل ﺍﻷﺜﻴﻡ.. ﻭﺃﻨﻪ ﻫﻭ ﻴﻤﻭﺕ ﺒﻌﺫﺍﺒـﻪ ﻭﻴﺒﻘـﻰ ﺠﺴﺩﻩ ﻤﺄﻜﻭل ﺍﻟﻁﻴﻭﺭ«. ﻭﻗﻀﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ.. ﺭﻤﺯ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﺍﻟﺜﻭﺭﻴﺔ »ﺃﻓﺘﻭﺍ ﺃﻥ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ ﺘﺤﺭﻕ ﻴﺩﻩ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ، ﻭﺒﻌﺩﻩ ﻴﺘﺨﻭﺯﻕ ﻭﻴﺒﻘـﻰ - ٤٣ -
- 36. ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺎﺯﻭﻕ ﻟﺤﻴﻥ ﺘﺄﻜل ﺭﻤﺘﻪ ﺍﻟﻁﻴﻭﺭ، ﻭﻫﺫﺍ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻭﻕ ﺍﻟﺘل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﻯ ﻗﺎﺴﻡ ﺒﻙ ﻭﻴﺴﻤﻰ ﺘل ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﺏ.. ﻭﺃﻴ ﺎ ﺃﻓﺘﻭﺍ ﻋﻠـﻰ ﻀ ﺃﺤﻤﺩ ﺍﻟﻐﺯﻱ ﻭﻋﺒﻴﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﻐﺯﻱ ﻭﺃﺤﻤﺩ ﺍﻟﻭﺍﻟﻲ »ﺭﻓﺎﻕ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ« ﺃﻥ ﺘﻘﻁﻊ ﺭﺀﻭﺴﻬﻡ ﻭﺘﻭﻀﻊ ﻋﻠﻰ ﻨﺒﺎﺒﻴﺕ ﻭﺠﺴﻤﻬﻡ ﻴﺤﺭﻕ ﺒﺎﻟﻨﺎﺭ ﻭﻫﺫﺍ ﻴﺼﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤل ﺍﻟﻤﻌﻴﻥ ﺃﻋﻼﻩ«. ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ ﺃﻥ ﻴﺸﺎﻫﺩ ﺜﻼﺜـﺔ ﻤـﻥ ﺭﻓﺎﻗﻪ ﺘﻘﻁﻊ ﺭﻗﺎﺒﻬﻡ ﺜﻡ ﻴﺤﺭﻗﻭﻥ ﺃﻤﺎﻡ ﻋﻴﻨﻴﻪ.. ﺃﻤﺎ ﻫﻭ ﻓﺘﺤـﺭﻕ ﻴﺩﻩ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ ﻭﻫﻭ ﺤﻲ.. ﻭﺘﺤﺭﻕ ﻭﻫﻲ ﻤﺘﺼﻠﺔ ﺒﺠﺴـﻤﻪ.. ﻴﻘﻴـﺩ ﻭﻴﻭﻀﻊ ﻓﻭﻕ ﺍﻟﺨﺎﺯﻭﻕ ﺜﻡ ﺘﻭﻀﻊ ﻴﺩﻩ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ ﻓﻭﻕ ﻓﺤﻡ ﻤﻠﺘﻬﺏ ﻟﺘﺸﻭﻯ ﻭﻫﻭ ﻴﻨﻅﺭ.. ﺜﻡ ﻴﺨﺘﺭﻕ ﺍﻟﺨـﺎﺯﻭﻕ ﺃﺤﺸـﺎﺀﻩ ﺒﻭﺼـﺔ ﺒﻭﺼﺔ ﺤﺘﻰ ﺍﻟﻤﻭﺕ. ﺃﻱ ﺤﻀﺎﺭﺓ ﻫـﺫﻩ.. ﻭﺃﻱ ﺸـﻌﺎﺭﺍﺕ ﺭﻓﻌﺘﻬـﺎ ﺍﻟﺜـﻭﺭﺓ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ.. ﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻭﺍﻹﺨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺴـﺎﻭﺍﺓ. ﻭﺃﻱ ﺘﺼـﺭﻑ ﻭﺤﺸﻲ ﻭﺘﻨﻜﻴل ﻭﺘﻤﺜﻴل ﺒﺎﻟﺠﺜﺙ ﻭﺍﻷﺤﻴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻭﺍﺀ. ﺍﻨﻅـﺭ ﺇﻟﻰ ﺤﻀﺎﺭﺘﻨﺎ ﺍﻟﻔﺫﺓ.. ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻁﻌﻥ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ ﻜﺭﻡ ﺍﷲ ﻭﺠﻬﻪ.. ﻜﺎﻨﺕ ﺁﺨﺭ ﻭﺼﺎﻴﺎﻩ »ﺇﻴﺎﻜﻡ ﻭﺍﻟﻤﺜﻠﺔ« »ﺭﺠل ﺒﺭﺠل« ﻟﻡ ﻴﻁﻠﺏ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺤﻜﻡ ﺇﻋﺩﺍﻡ ﺸﺭﻋﻲ ﻭﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ﺒل ﻭﺍﺸﺘﺭﻁ ﺃﻥ ﻴﺒﻘﻰ ﺍﻟﻘﺎﺘل ﻤﺤﺒﻭ ﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻴﺘﻭﻓﻰ ﻫﻭ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ. ﺴ - ٥٣ -
- 37. ﻭﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻴﺤﺩﺩ ﻓﻲ ﺤﺴﻡ ﺃﻻ ﺘﺯﺭ ﺍﺯﺭﺓ ﻭﺯﺭ ﺃﺨﹾـ ﻯ َ ﱠ ﹶ ِ ﻭ ِ ﹲ ِ ُ ﺭ ﺍﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﺍ ﻭﺍﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺘﺼﺭﻑ ﻤﻤﺜﻠﻲ ﺍﻟﺜـﻭﺭﺓ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴـﻴﺔ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺃﻋﺩﻤﻭﺍ ﺒﻌﺸﻭﺍﺌﻴﺔ ﻜل ﻤـﻥ ﺼـﺎﺩﻓﻭﻫﻡ ﻤـﻥ ﺍﻟﺭﺠـﺎل ﻭﺍﻷﻁﻔﺎل ﻋﻘﺏ ﺴﻤﺎﻋﻬﻡ ﺒﻨﺒﺄ ﺍﻏﺘﻴﺎل ﻜﻠﻴﺒﺭ. - ٦٣ -
- 38. »ﺤﺎﺩﺜﺔ ﺩﻨﺸﻭﺍﻱ ٦٠٩١« »ﺍﺼﻁﻴﺎﺩ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﻭﺍﻵﺩﻤﻴﻴﻥ ﻻ ﻓﺭﻕ« ﻓﻲ ﻴﻭﻡ ﺍﻻﺜﻨﻴﻥ ١١ ﻴﻭﻨﻴﻭ ٦٠٩١ ﻏﺎﺩﺭﺕ ﻜﺘﻴﺒﺔ ﻤﻥ ﻨﺤﻭ ٠٥١ ﺠﻨﺩﻴﺎ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﻤﺘﺠﻬﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺴـﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺒﻌﺽ ﺭﺠﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﺘﺴﻠﻲ ﺒﺎﺼﻁﻴﺎﺩ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﻓﻲ ﻗﺭﻴﺔ ﺩﻨﺸﻭﺍﻱ ﻓـﻲ ٣١ ﻴﻭﻨﻴﻭ ٦٠٩١.. ﻭﻗﺎﻡ ﺃﺤﺩ ﺠﻨﻭﺩ ﺍﻻﺤﺘﻼل ﺒﺘﺼﻭﻴﺏ ﻨﻴﺭﺍﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺤﻤﺎﻡ ﻴﻘﻑ ﻓﻲ ﺠﺭﻥ ﻟﻠﻘﻤﺢ ﻤﻤﻠﻭﻙ ﻟﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒـﺩ ﺍﻟﻨﺒـﻲ ﻤﺅﺫﻥ ﺍﻟﻘﺭﻴﺔ. ﻓﻨﻬﺭﻩ ﺸﻴﺦ ﻁﺎﻋﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴـﻥ ﻴﺒﻠـﻎ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴـﺔ ﻭﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻤﺭ ﺍﺴﻤﻪ ﺤﺴﻥ ﻋﻠﻲ ﻤﺤﻔﻭﻅ »ﻭﻫﻭ ﺃﻭل ﻤﻥ ﺤﻜﻤﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺨﺼﻭﺼـﺔ ﺒﺎﻹﻋـﺩﺍﻡ« ﻓﻠـﻡ ﻴﻌﺒـﺄ ﺍﻟﻀﺎﺒﻁ.. ﻭﺃﻁﻠﻕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﺄﺼﺎﺏ ﺍﻤﺭﺃﺓ ﺘﺩﻋﻰ ﺃﻡ ﻤﺤﻤﺩ ﺯﻭﺠـﻪ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻜﻤﺎ ﺃﺼﻴﺏ ﺸﺤﺎﺘﺔ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﺍﺸﺘﻌﻠﺕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺭﻥ.. ﻭﺃﻗﺒل ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ. ﻭﺍﻷﻁﻔﺎل ﺼﺎﺌﺤﻴﻥ »ﺍﻟﺨﻭﺍﺠﺔ ﻗﺘل ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻭﺤﺭﻕ ﺍﻟﺠﺭﻥ.. ﺍﻟﺨﻭﺍﺠﺔ ﻗﺘل ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻭﺤﺭﻕ ﺍﻟﺠﺭﻥ«. ﻭﺠﺎﺀ ﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯ ﻹﻨﻘﺎﺫ ﺯﻤﻴﻠﻬﻡ.. ﻓﺘﻜﺎﺜﺭﺕ ﺠﻤـﻭﻉ ﺍﻷﻫﻠﻴﻥ. ﻭﻭﺼل ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻨﻔﺴﻪ ﺸﻴﺦ ﺍﻟﺨﻔﺭﺍﺀ ﻭﻤﻌﻪ ﺍﻟﺨﻔﺭﺍﺀ. ﻓﺄﻁﻠﻕ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﺄﺼﺎﺏ ﻋﻴﺎﺭ ﻨﺎﺭﻱ ﻤﻨﻬـﺎ ﺸـﻴﺦ - ٧٣ -
- 39. ﺍﻟﺨﻔﺭﺍﺀ ﻓﻲ ﻓﺨﺫﻩ ﻓﺴﻘﻁ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ.. ﻭﺃﺼـﻴﺏ ﺸﺨﺼـﺎﻥ ﺁﺨﺭﺍﻥ ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻔﺭﺍﺀ ﻓﺼﺎﺡ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ »ﺸﻴﺦ ﺍﻟﺨﻔﺭ ﻗﺘل.. ﺸﻴﺦ ﺍﻟﺨﻔﺭ ﻗﺘل« ﻭﺤﻤﻠﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺒـﺎﻟﻁﻭﺏ ﻭﺍﻟﻌﺼـﻲ ﺍﻟﻐﻠﻴﻅﺔ، ﻭﺃﺜﺨﻨﻭﺍ ﻤﻥ ﻟﺤﻘﻭﺍ ﺒﻬﻡ ﻀﺭ ﺎ ﻓﺄﺼﻴﺏ ﺍﻟﻤﺎﺠﻭﺭ ﺒـﻴﻥ ﺒ ﻜﻭﻓﻴﻥ ﻗﻭﻤﻨﺩﺍﻥ ﺍﻟﻜﺘﻴﺒﺔ ﺒﻜﺴﺭ ﻓﻲ ﺫﺭﺍﻋﻪ ﻭﺠـﺭﺡ ﺍﻟﻤﻼﺯﻤـﺎﻥ »ﺴﻤﻴﺙ ﻭﻴﻙ« ﻭ »ﺒﻭﺭﺘﺭ« ﺠﺭﻭ ﺎ ﺨﻔﻴﻔﺔ ﻭﺃﺤﺎﻁ ﺒﻬﻡ ﺍﻟﺨﻔﺭﺍﺀ ﺤ ﻤﻊ ﺯﻤﻴل ﺭﺍﺒﻊ ﻟﻬﻡ ﻭﺃﺨﺫﻭﺍ ﻤﻨﻬﻡ ﺃﺴﻠﺤﺘﻬﻡ ﻭﺤﺠـﺯﻭﻫﻡ ﺤﺘـﻰ ﺠﺎﺀ ﻤﻼﺤﻅ ﺒﻭﻟﻴﺱ ﺍﻟﻨﻘﻁﺔ ﻭﺃﻭﺼﻠﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺭ. ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻜﺎﺒﺘﻥ ﺒﻭل ﻭﺍﻟﻁﺒﻴﺏ ﺍﻟﺒﻴﻁﺭﻱ ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯﻱ.. ﻓﺘﺭﻜـﺎ ﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ.. ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻷﻭل ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻗﺩ ﺃﺼﻴﺏ ﺇﺼﺎﺒﺔ ﺸﺩﻴﺩﺓ ﻓﻲ ﺭﺃﺴﻪ ﻭﺃﺨﺫﺍ ﻴﻌﺩﻭﺍﻥ ﺤﺘﻰ ﻗﻁﻌﺎ ﻨﺤﻭ ﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﻜﻴﻠﻭ ﻤﺘﺭﺍﺕ ﻓـﻲ ﺤﺭﺍﺭﺓ ﺍﻟﻘﻴﻅ.. ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﺼﻤﻴﻡ ﺍﻟﺼﻴﻑ.. ﻓﻠﻡ ﻴﻜﺩ ﺍﻟﻜﺎﺒﺘﻥ ﺒﻭل ﻴﺼل ﺇﻟﻰ ﺒﺎﺏ »ﺴﺭﺴﻨﺎ« ﺤﺘﻰ ﺴﻘﻁ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﻴﺎﺀ ﻭﻤﺎﺕ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﻤﺘﺄﺜ ﺍ ﻤﻥ ﻀﺭﺒﺔ ﺍﻟﺸﻤﺱ.. ﻭﻟﻤﺎ ﺴﻘﻁ ﺘﺭﻜـﻪ ﺭ ﺯﻤﻴﻠﻪ ﺍﻟﻁﺒﻴﺏ ﺍﻟﺒﻴﻁﺭﻱ ﻭﺃﺨﺫ ﻴﻌﺩﻭ ﺤﺘﻰ ﻭﺼل ﻤﻌﺴﻜﺭ ﺍﻟﻜﺘﻴﺒﺔ ﺒﻨﺎﺤﻴﺔ ﻜﻤﺸﻴﺵ ﻋﻠﻰ ﻀﻔﺔ ﺍﻟﺘﺭﻋﺔ ﺍﻟﺒﺎﺠﻭﺭﻴﺔ. ﻭﻤﺎ ﻜﺎﺩ ﻨﺒﺄ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﻴﺼل ﺇﻟـﻰ ﺒﻘﻴـﺔ ﺠﻨـﻭﺩ ﺍﻟﻜﺘﻴﺒـﺔ ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯﻴﺔ ﻓﻲ ﻜﻤﺸﻴﺵ ﺤﺘﻰ ﺴﺎﺭﻉ ﺍﻟﺠﻨﻭﺩ ﺍﻟﺭﺍﻜﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﻜﺎﻥ - ٨٣ -
- 40. ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﻭﺒﻠﻐﻭﺍ »ﺴﺭﺴﻨﺎ« ﻭﻅﻨﻭﻫﺎ ﺩﻨﺸﻭﺍﻱ ﻭﻫﻨـﺎﻙ ﻭﺠـﺩﻭﺍ ﻀﺎﺒﻁﻬﻡ ﻤﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﺭﻯ ﻭﺭﺃﻭﺍ ﻓﻼ ﺎ ﻤﺼﺭﻴﺎ ﻫـﻭ »ﺴـﻴﺩ ﺤ ﺃﺤﻤﺩ ﺴﻌﻴﺩ« ﻴﻘﺩﻡ ﺇﻟﻴﻪ ﻗﺩ ﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﻅﻨﻭﻩ ﻤـﻥ ﺍﻟﻀـﺎﺭﺒﻴﻥ ﺤ ﻓﺎﻨﻬﺎﻟﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺒﻨﺎﺩﻗﻬﻡ ﻁﻌﻨﺎ ﻭﻭﺨ ﺍ ﺤﺘﻰ ﻫﺸﻤﻭﺍ ﺭﺃﺴﻪ ﻭﻤﺎﺕ ﺯ ﺒﻴﻥ ﺃﻴﺩﻴﻬﻡ ﻭﺫﻫﺏ ﺩﻤﻪ ﻫﺩ ﺍ ﻭﻟﻡ ﻴﺤﺎﻜﻡ ﺃﺤﺩ ﻤﻥ ﻗﺘﻠﺘـﻪ ﻭﻗـﺩ ﺭ ﻋﺭﻑ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺘﻴل ﺒﺸﻬﻴﺩ ﺴﺭﺴﻨﺎ. ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺔ: ﻭﺒﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯﻴﺔ.. ﺴﻠﻁﺔ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻴﺔ.. ﺘﻨﺘﻤـﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ.. ﻓﻘﺩ ﻤﺎﺭﺴﺕ ﺤﻘﻬﺎ ﻭﺃﺴﻠﻭﺒﻬﺎ ﺍﻟﻭﺤﺸـﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﺘﻔﻕ ﻤﻊ ﺃﺒﺴﻁ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ.. ﺘﺠﺎﻫﻠـﺕ ﺍﻟﺴـﻠﻁﺔ ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯ ﻫﻡ ﺍﻟﻤﻌﺘﺩﻭﻥ.. ﻭﻫـﻡ ﺍﻟـﺫﻴﻥ ﺍﺼﻁﺎﺩﻭﺍ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﺍﻟﻔﻼﺤﻴﻥ ﻭﻗﺘﻠﻭﺍ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﻭﺤﺭﻗﻭﺍ ﺠﺭﻨﻬﻡ. ﻭﻗﺎﻤﺕ ﺒﻌﻤﻠﻴﺔ ﺘﺤﻘﻴـﻕ ﺴـﺭﻴﻌﺔ ﻤﺴـﺘﺨﺩﻤﺔ ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﻀﻐﻁ ﻭﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ.. ﺒل ﺇﻥ ﺼﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﻘﻁﻡ ﺍﻟﻤﻭﺍﻟﻴـﺔ ﻟﻼﺤﺘﻼل ﻨﺸﺭﺕ ﻴﻭﻡ ٨١ ﻴﻭﻨﻴﻭ ٦٠٩١ ﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﻥ ﺍﻷﻭﺍﻤﺭ ﻗﺩ ﺼﺩﺭﺕ ﺒﺈﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﻤﺸﺎﻨﻕ ﻭﺇﺭﺴﺎﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﻜـﺎﻥ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ!! ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻤﺠﺭﺩ ﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ﺼﻭﺭﻴﺔ ﺃﻋﺩﺕ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺴﻠ ﹰﺎ. ﻔ - ٩٣ -
- 41. ﻓﻲ ٠٢ ﻴﻭﻨﻴﻭ ﺃﻱ ﻗﺒل ﻤـﺭﻭﺭ ﺃﺴـﺒﻭﻉ ﻭﺍﺤـﺩ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﺃﺼﺩﺭ ﺒﻁﺭﺱ ﻏﺎﻟﻲ ﺒﺎﺸﺎ ﻭﺯﻴـﺭ ﺍﻟﺤﻘﺎﻨﻴـﺔ ﻗـﺭﺍ ﺍ ﺭ ﺒﺘﺸﻜﻴل ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺨﺼﻭﺼﺔ ﻟﻤﺤﺎﻜﻤـﺔ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤـﻴﻥ، ﻭﻜـﺎﻥ ﺘﺸﻜﻴل ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻤﻥ ﻜل ﻤﻥ ﺒﻁﺭﺱ ﻏﺎﻟﻲ ﺭﺌﻴ ﺎ ﻭﻋﻀﻭﻴﺔ ﻜل ﺴ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺭ ﻫﻴﺘﺭ ﻨﺎﺌﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺭ ﺒﻭﻨﺩ ﻭﻜﻴل ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻻﺴﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﺌﻤﻘﺎﻡ ﻻﺩﻟـﻭ ﺍﻟﻘـﺎﺌﻡ ﺒﺄﻋﻤـﺎل ﺍﻟﻤﺤﺎﻤﺎﺓ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺒﺠﻴﺵ ﺍﻻﺤﺘﻼل ﻭﺃﺤﻤﺩ ﻓﺘﺤﻲ ﺒﻙ ﺯﻏﻠـﻭل ﺭﺌﻴﺱ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﻤﺼﺭ ﺍﻻﺒﺘﺩﺍﺌﻴﺔ ﻭﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻨﻌﻘﺎﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺸـﺒﻴﻥ ﺍﻟﻜﻭﻡ ﻴﻭﻡ ﺍﻷﺤﺩ ٤٢ ﻴﻭﻨﻴﻪ ﻭﻋـﻴﻥ ﻋﺜﻤـﺎﻥ ﺒـﻙ ﻤﺭﺘﻀـﻰ ﺴﻜﺭﺘﻴ ﺍ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ. ﺭ ﻭﻗﺩ ﻅﻬﺭ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺔ.. ﺘﺤﺎﻤل ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻬﻭﺩ ﺤﺘﻰ ﺃﻨﻪ ﺤﻴﻥ ﻜﺎﻥ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﺸﻬﻭﺩ ﻭﺍﺴﻤﻪ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺎل ﺼﻘﺭ ﻴﺭﻭﻱ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﻗﺎل ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﺭ ﺒﻭﻨﺩ: »ﺃﻻ ﺘﻌﺭﻑ ﺃﻥ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤـﺔ ﺘﻌﺎﻗﺏ ﺍﻟﺸﻬﻭﺩ ﺍﻟﺯﻭﺭ« ﻗﺎل »ﻨﻌﻡ« ﻓﻘﺎل ﺍﻟﻤﺴﺘﺭ ﺒﻭﻨـﺩ »ﺃﻨـﺎ ﺃﻋﺭﻑ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﻴﻥ ﺃﻤﺜﺎﻟﻙ ﻜﻴﻑ ﺘﻜﻭﻥ ﺸﻬﺎﺩﺘﻬﻡ«. ﻭﻗﺩ ﺃﺼﺩﺭﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺤﻜﻤﻬﺎ ﺒﺈﻋﺩﺍﻡ ﺨﻤﺴﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﻭﺒﺎﻟﺴﺠﻥ ﺍﻟﻤﺅﺒﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﺜﻨﻴﻥ ﺁﺨﺭﻴﻥ. ﻭﺃﺤﻜﺎﻡ ﺃﺨﺭﻯ ﺒﺎﻷﺸـﻐﺎل - ٠٤ -
- 42. ﺍﻟﺸﺎﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺸﺭﺓ ﻟﻤﺩﺩ ﻤﺘﻔﺎﻭﺘﺔ ﻭﺒﺎﻟﺠﻠﺩ ﺨﻤﺴﻴﻥ ﺠﻠﺩﺓ ﻋﻠـﻰ ﺨﻤﺴﺔ ﻤﺘﻬﻤﻴﻥ. ﻭﻓﻲ ﺤﻭﺍﻟﻲ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻅﻬﺭ ﺒﺩﺃ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺒﻘﺴﻭﺓ ﻭﺒﺸﺎﻋﺔ ﻭﻴﺼﻑ ﺍﻟﺭﺍﻓﻌﻲ ﺫﻟﻙ ﻗﺎﺌﻼ »ﺠﻲﺀ ﺒﺎﻟﻤﺤﻜﻭﻤﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺩﻨﺸﻭﺍﻱ ﻭﻨﻔﺫ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﻨﻭﻕ ﺍﻷﻭل ﻋﻠ ﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﻤـﺭﺃﻯ ﻨ ﻭﻤﺴﻤﻊ ﻤﻥ ﺃﻫﻠﻪ!!!! ﻭﺒﻴﻥ ﺼﻴﺎﺡ ﺍﻟﻨﺴـﺎﺀ ﻭﻨـﻭﺍﺤﻬﻥ ﻭﺒﻘـﻲ ﻤﻌﻠ ﹰﺎ، ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻨﻔﺫ ﺤﻜﻡ ﺍﻟﺠﻠﺩ ﻓﻲ ﺍﺜﻨﻴﻥ، ﺜﻡ ﺸﻨﻕ ﺍﻟﺜـﺎﻨﻲ ﺒـﻨﻔﺱ ﻘ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ، ﻴﻠﻴﻪ ﺠﻠﺩ ﺍﺜﻨﻴﻥ ﺁﺨﺭﻴﻥ، ﻭﻫﻜﺫﺍ ﺘﻤﺕ ﺍﻟﻤﺠـﺯﺭﺓ ﻓـﻲ ﻤﻨﺘﺼﻑ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﺴﺎﺀ. - ١٤ -
- 43. ﺍﻟﺸﻬﻴﺩ ﺃﺤﻤﺩ ﺤﺎﻤﺩ ﻗﺭﻗﺭ »ﺇﻨﻜﻡ ﺇﻥ ﻗﺘﻠﺘﻡ ﻜل ﺍﻹﺨﻭﺍﻥ.. ﻓﺴﻴﺨﺭﺝ ﻤﻥ ﺩﻤﺎﺌﻬﻡ ﻤﻥ ﻴﻘﻭل ﺍﷲ ﺃﻜﺒﺭ ﻭﷲ ﺍﻟﺤﻤﺩ« ﻓﻲ ٤٥٩١ ﻗﺎﻤﺕ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻐﺎﺸﻤﺔ ﺒﺘﻭﺠﻴﻪ ﻀـﺭﺒﺔ ﺇﻟـﻰ ﺍﻹﺨﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﺍﻋﺘﻘﻠﺕ ﻭﺴﺠﻨﺕ ﻋﺸﺭﺍﺕ ﺍﻷﻟﻭﻑ ﻤـﻨﻬﻡ. ﻭﻅل ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﺴﺠﻥ ﺭﺠﺎل ﺸﺭﻓﺎﺀ ﻗﺎﻤﻭﺍ ﺒﻭﺍﺠﺒﻬﻡ ﺘﺠﺎﻩ ﺇﺨﻭﺍﻨﻬﻡ ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﻤﺠﺭﺩ ﺃﺼـﺩﻗﺎﺌﻬﻡ ﺍﻟـﺫﻴﻥ ﻏـﺎﺒﻭﺍ ﺨﻠـﻑ ﺍﻟﺴـﺠﻭﻥ ﻭﺍﻷﺴﻭﺍﺭ. ﻗﺎﻤﻭﺍ ﺒﺭﻋﺎﻴﺔ ﺃﺴﺭ ﺍﻟﻤﺴﺠﻭﻨﻴﻥ ﻭﺠﻤـﻊ ﺍﻟﺘﺒﺭﻋـﺎﺕ ﻟﻌﺎﺌﻼﺘﻬﻡ، ﻭﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﺭﺠﺎل ﺍﻟﺸﺭﻓﺎﺀ ﺃﺤﻤﺩ ﺤﺎﻤﺩ ﻗﺭﻗﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻡ ﻴﺘﻭﺍﻥ ﻟﺤﻅﺔ ﻋﻥ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﻷﺴـﺭ ﺍﻟﻤﺴـﺠﻭﻨﻴﻥ ﻭﺫﻭﻴﻬﻡ ﺒﺎﻟﺨﺎﺭﺝ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻬﺎﺩﺉ.. ﺍﻟﻤﻭﻟـﻭﺩ ﻓـﻲ ٩٢٩١ ﻭﺍﻟﺤﺎﺼل ﻋﻠﻰ ﺒﻜﺎﻟﻭﺭﻴﻭﺱ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻤﻥ ﺠﺎﻤﻌـﺔ ﺍﻟﻘـﺎﻫﺭﺓ.. ﻭﺍﻟﺒﺎﺭ ﺒﺄﻫﻠﻪ ﻭﺃﺼﺩﻗﺎﺌﻪ.. ﻭﺍﻟﻤﺤﺒﻭﺏ ﻤﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﺃﻫﺎﻟﻲ ﻗﺭﻴﺘـﻪ ﺩﻨﺩﻴﻁ.. ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﻌﺘﺒﺭﻭﻥ ﺸﻘﺘﻪ ﺒﻌﻤﺎﺭﺓ ﻴﺎﺴﻴﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻐﻔﺎﺭ ﺒﺎﻟﺩﻗﻲ ﻤﻼ ﹰﺍ ﻟﻬﻡ ﻭﻤﻠﺠﺄ ﻜﻠﻤﺎ ﻁﺭﺃ ﻟﻬﻡ ﻁﺎﺭﺉ ﺃﻭ ﺍﺤﺘﺎﺠﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺫ ﻗﻀﺎﺀ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺒﺎﻟﻘﺎﻫﺭﺓ.. ﻭﺍﻋﺘﻘل ﺍﻟﻤﺤﺎﺴﺏ ﺃﺤﻤﺩ ﺤﺎﻤﺩ ﻗﺭﻗﺭ ﻓﻲ ٦٥٩١ ﻭﺘﺭﻙ ﺯﻭﺠﺔ ﻭﺠﻨﻴ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺭﺤﻡ ﺃﻤﻪ، ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﻨ - ٢٤ -
- 44. ﺍﻟﻤﻭﺠﻬﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﻲ ﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺃﺴﺭ ﺍﻟﻤﺴﺠﻭﻨﻴﻥ.. ﺤﻅـﻲ ﺍﻟﺸـﻬﻴﺩ ﺒﻤﺤﺒﺔ ﺭﻓﺎﻕ ﺍﻟﺴﺠﻥ ﻭﺇﻜﺒﺎﺭﻫﻡ ﻨﻅـ ﺍ ﻟﺸـﺠﺎﻋﺘﻪ ﻭﻤﺭﻭﺀﺘـﻪ ﺭ ﻭﺸﻬﺎﻤﺘﻪ، ﻭﻜﺎﻥ ﺼﻠ ﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﻤﻭﺩ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﺒ ﻭﺭﻓﺽ ﺘﺄﻴﻴﺩ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺜﻤ ﹰﺎ ﻟﺨﺭﻭﺠﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﺠﻥ، ﻭﻓـﻲ ﺃﺜﻨـﺎﺀ ﻨ ﺍﻟﻌﺩﻭﺍﻥ ﺍﻟﺜﻼﺜﻲ ﻋﻠﻰ ﻤﺼـﺭ ٦٥٩١ ﺘﻘـﺩﻡ ﺍﻟﺸـﻬﻴﺩ ﻭﻤﻌـﻪ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻹﺨﻭﺍﻥ ﻴﻁﻠﺏ ﺇﻟﻰ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺴﺠﻥ ﺍﻟﺴـﻤﺎﺡ ﻟﻬـﻡ ﺒﺎﻟﺘﻭﺠﻪ ﻟﻘﺘﺎل ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻭﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯ ﻭﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﻴﻥ ﺤﻤﺎﻴـﺔ ﻟﻤﺼـﺭﻨﺎ ﺍﻟﺤﺒﻴﺒﺔ. ﻭﻴﺒﺩﻭ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺃﻏﺎﻅﺕ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻓﺒﻴﺕ ﺸ ﺍ ﺒﻠﻴل. ﺭ ﻓﻲ ١/٦/٧٥٩١ ﻭﻋﻠﻰ ﻏﻔﻠﺔ.. ﺍﺠﺘﺎﺤﺕ ﻗﻭﺍﺕ ﻤﺩﺠﺠـﺔ ﺒﺎﻟﺴﻼﺡ ﻋﻨﺒﺭ ﺍﻹﺨﻭﺍﻥ ﻓﻲ ﺴـﺠﻥ ﻟﻴﻤـﺎﻥ ﻁـﺭﺓ. ﻭﺃﻁﻠﻘـﺕ ﺍﻟﺭﺼﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﻴﻥ ﺩﺍﺨل ﺯﻨﺎﺯﻴﻨﻬﻡ.. ﻭﺘﺘﺎﺒﻊ ﺴـﻘﻭﻁ ﺍﻟﺸﻬﺩﺍﺀ. ﻭﻗﺎﻡ ﺍﻟﺸﻬﻴﺩ ﺒﺤﻤﺎﻴﺔ ﺇﺨﻭﺍﻨﻪ ﺒﺠﺴﺩﻩ ﺍﻟﻁـﺎﻫﺭ. ﻭﺒﻌـﺩ ﻟﻌﻠﻌﺔ ﺍﻟﺭﺼﺎﺹ.. ﺠﺎﺀ ﺩﻭﺭ ﻀﺎﺭﺒﻲ ﺍﻟﺸﻭﻡ ﺍﻟـﺫﻴﻥ ﺃﺠﻬـﺯﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺭﺤﻰ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﺒﻴﻥ.. ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﺼﺎﺩ ﻤﺭﻴ ﺍ ١٢ ﺸـﻬﻴ ﺍ ﺩ ﺭ ﻭﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ٠٨ ﺠﺭﻴ ﺎ. ﺤ ﻭﻟﻌﻠﻨﺎ ﻨﺘﺴﺎﺀل ﻜﻴﻑ ﺘﺴـﻤﺢ ﺴـﻠﻁﺔ ﻟﻨﻔﺴـﻬﺎ ﺒـﺈﻁﻼﻕ ﺍﻟﺭﺼﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺯل ﻭﺍﻟﻤﺤﺒﻭﺴﻴﻥ ﺩﺍﺨل ﺯﻨﺎﺯﻴﻥ ﺴﺠﻥ ﻟﻴﻤﺎﻥ ﻁﺭﺓ. ﻭﻫل ﻜﺎﻥ ﺜﻤ ﹰﺎ ﻟﺸﺠﺎﻋﺘﻬﻡ ﻭﺭﻏﺒﺘﻬﻡ ﻓﻲ ﻗﺘﺎل ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ؟ ﻨ - ٣٤ -
- 45. ﺍﻟﺸﻬﻴﺩ ﻜﻤﺎل ﺍﻟﺴﻨﺎﻨﻴﺭﻱ ﺍﻟﺸﻬﻴﺩ ﺍﻟﻤﺭﺤﻭﻡ ﻜﻤﺎل ﺍﻟﺴﻨﺎﻨﻴﺭﻱ ـ ﻜﺎﻥ ﺭﺠـﻼ ﻋﻠـﻰ ﻤﻭﻋﺩ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﻤﻊ ﻜل ﻋﺼﻭﺭ ﺍﻟﻅﻠﻡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻭﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻜﺎﻥ ﺭﺠﻼ ﻤﻥ ﻁﺭﺍﺯ ﻓﺭﻴﺩ.. ﻓﻬﻭ ﺭﺠل ﺯﺍﻫﺩ ﻤﻠﺘﺯﻡ ﺒﺎﻟﺴـﻠﻭﻙ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻗﻭﻻ ﻭﻋﻤﻼ.. ﺒل ﻭﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻓﻬﻭ ﻴﻔﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺴﻪ.. ﻭﻓ ﹰﺎ ﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﺇﺨﻭﺍﻨﻪ ﻤﻤﻥ ﻋﺎﺼﺭﻭﻩ ﻭﺯﺍﻤﻠﻭﻩ ﻓﻲ ﺴﺠﻭﻥ ﻘ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭ.. ﻴﻔﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺴﻪ ﻁﻭﺍل ﻓﺘﺭﺓ ﺍﻟﺴﺠﻥ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭﻱ ﺃﻻ ﻴﺭﺘﺩﻱ ﺇﻻ ﻤﻼﺒﺱ ﺍﻟﺴﺠﻥ ﻭﺃﻻ ﻴﺄﻜل ﺇﻻ ﻁﻌﺎﻡ ﺍﻟﺴﺠﻥ، ﻜﻤﺎ ﺃﻟﺯﻡ ﻨﻔﺴﻪ ﺒﺎﻟﺼﻭﻡ ﻴﻭ ﺎ ﻭﺍﻹﻓﻁﺎﺭ ﺁﺨﺭ.. ﻭﻫﻭ ﺼـﻭﻡ ﺍﻟﻨﺒـﻲ ﻤ ﺩﻭﺍﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﻫﻭ ﺃﻓﻀل ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻋﻨﺩ ﺍﷲ، ﻜـﺎﻥ ﺭﺠـﻼ ﻋﻑ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻻ ﻴﻘﺒل ﺃﻥ ﻴﻐﺘﺎﺏ ﺃﺤﺩﺍ.. ﻤﺘﻭﺍﻀ ﺎ.. ﺭﻗﻴﻕ ﺍﻟﻘﻠﺏ. ﻌ ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﺨﺭﺝ ﻤﻥ ﺴﺠﻭﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭ ﺍﺴـﺘﻤﺭ ﻓـﻲ ﻋﻁﺎﺌـﻪ ﻟﻺﺴﻼﻡ.. ﻭﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻟﻠﺩﻨﻴﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻨﺼـﻴﺏ.. ﺘﻔـﺭﻍ ﻟﻠـﺩﻋﻭﺓ ﺘﻔﺭ ﹰﺎ ﻜﺎﻤﻼ ﻓﺫﻫﺏ ﺇﻟﻰ ﻜل ﻤﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟـﺩﻋﻭﺓ ﻏ ﻭﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻭﺤﺩﻫﺎ. ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﺜﺎﺭﺕ ﺃﻓﻐﺎﻨﺴـﺘﺎﻥ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫـﺩﺓ ﻜـﺎﻥ ﺍﻟﺸﻬﻴﺩ ﻜﻌﻬﺩﻩ ﺩﺍﺌ ﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﻴﺠﻤﻊ ﺍﻟﺸﻤل ﻭﻴﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬـﺎﺩ. ﻤ ﻭﻷﻨﻪ ﻭﻫﺏ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻟﻠﺩﻋﻭﺓ ﺍﺴـﺘﺤﻕ ﺍﻟﺸـﻬﺎﺩﺓ ﻋـﻥ ﺠـﺩﺍﺭﺓ - ٤٤ -
- 46. ﻭﺍﺴﺘﺤﻘﺎﻕ ﻓﻔﻲ ﻴﻭﻡ ٥ ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ١٨٩١ ﺍﺴﺘﺸﻬﺩ ﺍﻟﺭﺠـﺎل ﻓـﻲ ﺍﻟﺴﺠﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺜﺭ ﺘﻌﺫﻴﺏ ﻭﺤﺸﻲ ﺘـﺭﻙ ﺁﺜـﺎﺭﻩ ﻋﻠـﻰ ﺠﺜﺘـﻪ ﺍﻟﻁﺎﻫﺭﺓ.. ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﺫﻗﻨﻪ ﻤﻨﺘﻭﻓﺔ.. ﻭﺁﺜﺎﺭ ﺍﻟﺤﺭﻴﻕ ﺒﺎﻟﺴـﺠﺎﺌﺭ ﺘﻨﺘﺸﺭ ﻓﻲ ﺠﺴﺩﻩ ﺍﻟﻁﺎﻫﺭ.. ﺇﺜﺭ ﻀﺭﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺠﻤﺠﻤﺘﻪ.. ﻭﺁﺜـﺎﺭ ﺤﺫﺍﺀ ﻏﻠﻴﻅ ﻋﻠﻰ ﻅﻬﺭﻩ ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻌﺠﻴﺏ ﺃﻥ ﺠﻼﺩﻴﻪ ﺍﺩﻋـﻭ ﺯﻭ ﺍ ﺭ ﻭﺒﻬﺘﺎ ﹰﺎ ﺃﻨﻪ ﺍﻨﺘﺤﺭ ﻤﺘﻨﺎﺴﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻟﻤﺠـﺭﺩﺓ ﺘﻔﻀـﺤﻬﻡ.. ﻨ ﻓﺎﺭﺘﻔﺎﻉ ﺍﻟﺤﻭﺽ ﻓﻲ ﺯﻨﺯﺍﻨﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺘل ﺒﻬـﺎ ﻴﺯﻴـﺩ ﻋـﻥ ٥٧ ﺴﻡ.. ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺒﻴﻥ ﻜﻭﻉ ﻤﺎﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺤﻭﺽ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺤـﻭﺍﻟﻲ ٠٣ ﺴﻡ ﻓﻜﻴﻑ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻱ ﺭﺠل ﺃﻥ ﻴﻘﻑ ﻓﻲ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴـﺎﺤﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ ﺃﻭ ﻴﺠﻠﺱ ﻭﻴﺘﺤﺭﻙ ﻭﻴﺭﺒﻁ ﺤﺒﻼ ﺤﻭل ﻋﻨﻘﻪ ﺜﻡ ﺤﻭل ﻜﻭﻉ ﺍﻟﻤﺎﺴﻭﺭﺓ!! ﺃﻀﻑ ِﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺃﻱ ﺇﻨﺴﺎﻥ ﻴﺤﻤل ﺭﺴـﺎﻟﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﻴﻁﻠﺏ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺴـﺒﻴﻠﻬﺎ ﻻ ﻴﻘـﺩﻡ ﺒﺩﺍﻫـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺍﻻﻨﺘﺤﺎﺭ ﻓﻤﺎ ﺒﺎﻟﻙ ﺒﺎﻟﺸﻬﻴﺩ ﺍﻟﺯﺍﻫﺩ ﻜﻤﺎل ﺍﻟﺴﻨﺎﻨﻴﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺤﻤل ٢٢ ﻋﺎ ﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﺠﻥ ﺍﻟﻤﺘﺼل ﻗﺒل ﺫﻟﻙ ﻓـﻲ ﻅـﺭﻭﻑ ﺃﻜﺜـﺭ ﻤ ﺼﻌﻭﺒﺔ!! *** - ٥٤ -
- 47. - ٤٦ -
- 48. - ٤٧ -
- 49. ﻗﺭﺍﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﻻ ﺘﻘﻊ ﻋﻠـﻰ ﺸـﺨﺹ ﺍﻟﻤﻌﺫﺏ ﻓﻘﻁ ﺒل ﺘﻁﺎل ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻜﻠﻬﺎ. ﻭﺃﺼﺒﺢ ﻓﻲ ﺤﻜﻡ ﺍﻟﻤﺅﻜﺩ ﱠ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﺠﺭﻴﻤـﺔ ﻓـﻲ ﺤـﻕ ﺍﻷﻤـﺔ ﻜﻠﻬـﺎ.. ﺘﺎﺭﻴﺨـﺎ.. ﻭﺤﺎﻀﺭﺍ.. ﻭﻤﺴﺘﻘﺒﻼ. ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﺴﻠﻭﻙ ﺸﺎﺫ ﻻ ﻴﺘﻔﻕ ﻤـﻊ ﺤﻀﺎﺭﺘﻨﺎ ﻭﻗﻴﻤﻨﺎ. ﻭﺃﻨﻪ ﺃﺤﺩ ﺍﻷﺨﻼﻕ ﺍﻻﺴـﺘﻌﻤﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻤﻴـﺯﺓ. ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﻤﻥ ﻴﻤﺎﺭﺴﻪ ﻓﻬﻭ ﻤﻌﺎﺩ ﻷﻤﺘﻪ ﻭﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻪ ﻭﻟﺤﺎﻀﺭﻩ ﻭﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻪ. ﻭﺃﻨﻪ ﻤﻨﺤﺎﺯ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﺒﺤﺴﻥ ﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺒﺴﻭﺀ ﻨﻴﺔ. ﻭﺃﻥ ﻋﻤﻠﻪ ﻫﺫﺍ ﻴﺨﺩﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﻤﺨﻁﻁﺎﺕ ﺃﻋﺩﺍﺀ ﺃﻤﺘﻨﺎ. ﺇﻨﻨﺎ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﻴـﺎﺕ. ﻭﺍﻟﺼـﻴﻐﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﺭﺘﻀﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻫﻲ ﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﺘﻌﺩﺩﻴﺔ ﺍﻟﺤﺯﺒﻴﺔ.. ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓـﺈﻥ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﻭﺍﻻﺠﺘﻬـﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴـﺎﺕ ﺃﻤـﺭ ﺸـﺭﻋﻲ ﻭﻗﺎﻨﻭﻨﻲ.. ﻭﻴﺒﻘﻰ ﺃﻥ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺴـﺠﻭﻥ ﺍﻟﻤﺼـﺭﻴﺔ ﻟﻴﺱ ﻓﻘﻁ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺤﻕ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻭﺤﻕ ﺃﻤﺘﻨﺎ ﻭﺤﻕ ﻭﺠﻭﺩﻨﺎ.. ﺒل ﻫﻭ ﺃﻴﻀﺎ ﺨﻁﺭ ﺩﺍﻫﻡ ﻋﻠﻰ ﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺌﻡ ﺫﺍﺘـﻪ.. ﺃﻱ - ٨٤ -
- 50. ﺃﻥ ﺠﻬﺎﺒﺫﺓ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻫﻡ ﺃﻋﺩﻯ ﺃﻋﺩﺍﺀ ﺍﻟﻨﻅـﺎﻡ ﻭﻫـﻡ ﺍﻟﻤﻌـﻭل ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﻓﻲ ﻫﺩﻤﻪ ﻭﺘﺩﻤﻴﺭﻩ. ﻭﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﺎﺕ.. ﺃﺼﺒﺢ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺜﺭﺓ.. ﻭﺍﻟﺘﻨـﻭﻉ ﻭﺘﻔﻨﻥ ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺒﺤﻴﺙ ﺇﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻌﺏ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﻭﺘﻘﺼـﻲ ﻜـل ﺤﺎﻻﺘﻪ. ﺇﻨﻨﺎ ﺴﻨﻀﻊ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻤﻨﻁﻭﻕ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺼﺩﺭﺘﻪ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺒﺭﺌﺎﺴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺎﺭ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻐﻔﺎﺭ ﻤﺤﻤـﺩ ﻓـﻲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺭﻗﻡ ٨٤ ﻟﺴﻨﺔ ٢٨٩١. ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻤﻨﻁﻭﻕ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺭﻗﻡ ٨٤ ﻟﺴﻨﺔ ٢٨٩١ ﺃﻤﻥ ﺩﻭﻟﺔ ﻋﻠﻴﺎ »ﻗﻀﻴﺔ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ«. »ﻭﻗﺩ ﺃﺤﺎﻟﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻟـﻡ ﻴﺴـﺒﻕ ﺇﺤﺎﻟﺘﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻁﺏ ﺍﻟﺸﺭﻋﻲ ﻟﺘﻭﻗﻴﻊ ﺍﻟﻜﺸـﻑ ﺍﻟﻁﺒـﻲ ﻋﻠـﻴﻬﻡ ﻭﻭﺭﺩﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻴﺭ ﻤﺜﺒﺘﺔ ﻭﺠـﻭﺩ ﺇﺼـﺎﺒﺎﺕ ﺒﺎﻟﻌﺩﻴـﺩ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﻴﻥ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺨﻁﻴﺭ ﺍﺴﺘﺩﻋﻰ ﺍﻟﻨﻘل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﻤﻨﻬﺎ ﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ، ﻭﺫﻟﻙ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻨﺤـﻭ ﺍﻟﺜﺎﺒـﺕ ﻤـﻥ ﺍﻻﻁﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻴﺭ، ﻭﻗﺩ ﺃﺨﻁﺭﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺌﺏ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻼﻏﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﻴﻥ ﻋﻥ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻌﺕ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻭﺠﻭﺩﻫﻡ ﺘﺤﺕ ﺴﻴﻁﺭﺓ ﺃﺠﻬﺯﺓ ﺍﻷﻤﻥ، ﻜﻤﺎ ﺃﺭﺴﻠﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺼﻭﺭﺓ ﻜﺎﻤﻠﺔ ﻤﻥ - ٩٤ -
- 51. ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻴﺭ ﺍﻟﻁﺒﻴﺔ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﻗﻌـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤـﻴﻥ، ﻭﻁﻠﺒﺕ ﻤﻨﻪ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ«. - ﺇﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻓﺈﻥ ﺍﻻﺴﺘﺠﻭﺍﺏ ﻗﺩ ﺘﺨﻠﺹ ﻤﻥ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺴﺎﺩﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺼﺩﺭﺕ ﺇﻋﻼﻨﺎﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺤﻅﺭﺕ ﺘﻌـﺫﻴﺏ ﺍﻟﻤـﺘﻬﻡ ﻭﺃﻜﺩﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴـﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ، ﻭﻨﺼﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺴﺎﺘﻴﺭ ﻭﻤﻨﻬـﺎ ﺩﺴﺘﻭﺭ ﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﻤﺼﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٢٤ ﻤﻨﻪ ﺇﺫ ﺘﻘﻀﻲ ﺃﻥ »ﻜل ﻤﻭﺍﻁﻥ ﻴﻘﺒﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭ ﻴﺤﺒﺱ ﺃﻭ ﺘﻘﻴﺩ ﺤﺭﻴﺘﻪ ﺒﺄﻱ ﻗﻴﺩ ﺘﺠﺏ ﻤﻌﺎﻤﻠﺘﻪ ﺒﻤﺎ ﻴﺤﻔﻅ ﻋﻠﻴﻪ ﻜﺭﺍﻤـﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺇﻴﺫﺍﺅﻩ ﺒﺩﻨﻴﺎ ﺃﻭ ﻤﻌﻨﻭﻴﺎ.. ﻭﻜل ﻗﻭل ﻴﺜﺒﺕ ﺃﻨﻪ ﺼﺩﺭ ﻤﻥ ﻤﻭﺍﻁﻥ ﺘﺤﺕ ﻁﺎﺌﻠﺔ ﻭﻁﺄﺓ ﺸـﻲﺀ ﻤﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻬﺩﻴﺩ ﺒﺸﻲﺀ ﻤﻨﻪ ﻴﻬﺩﺭ ﻭﻻ ﻴﻌﻭل ﻋﻠﻴﻪ« ﻷﻥ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻤﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻟﻴﺱ ﻫﻭ ﻜﺸـﻑ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺒﻌﻴﺩﺍ ﻋﻥ ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻬﻡ ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻴﺠـﺏ ﻤﻌﺎﻤﻠﺘﻪ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﻤﻤﺎ ﻴﺘﻌﻴﻥ ﻤﻌﻪ ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺤﺭﻴﺘﻪ ﻭﺘﺄﻜﻴﺩ ﻀﻤﺎﻨﺎﺘﻬﺎ ﻓﻼ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻠﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻡ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻤـﺫﺒﺢ ﺍﻟﺤﺭﻴـﺔ.. ﻷﻥ - ٠٥ -