Recomendados
Mais conteúdo relacionado
1065
- 2. - ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺠﻭﻫــﺭﻯ ﻋﺩﻟــﻰ ﺍﻟﺴﻤــﺭﻯ ﺃﺤﻤﺩ ﻤﺠﺩﻯ ﺤﺠﺎﺯﻯ ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺤﻴﻰ ﺍﻟـﺩﻴﻥ ﻋﺯﻴﺯﻩ ﻋﺒﺩﺍﻟــﺭﺍﺯﻕ ﺃﺸـﺭﻑ ﻋﺒﺩﺍﻟﻼﻫـﻰ ﻤﺤﻤـﻭﺩ ﺼــﺎﺩﻕ ﻋﻠـــﻰ ﻟﻴﻠــﻪ ﺍﻋﺘﻤـﺎﺩ ﻋـــﻼﻡ ﻤﺤﻤـﻭﺩ ﻋﺭﺍﺒــﻰ ﻏﺭﻴـﺏ ﻋﺒﺩﺍﻟﺴﻤﻴـﻊ ﺍﻟﺩﺴﻭﻗﻰ ﺍﻟﺨﻭﻟــﻰ ﻨﻔﻴﺴـﻪ ﺤﺴـــﻥ ﻓﺎﻁﻤــﺔ ﺍﻟﻘﻠﻴﻨــﻰ ﺇﻤـﺎﻡ ﺤﺴﺎﻨﻴﻥ ﺇﻤـﺎﻡ ﻫـﺩﻯ ﺍﻟﺸﻨــﺎﻭﻯ ﻤﺅﻤــﻥ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌــﻰ ﺃﻤﻴﻤـﺔ ﺃﺒﻭﺍﻟﺨﻴــﺭ ﻫﻨـﺎﺀ ﺍﻟﺠﻭﻫــﺭﻯ ﻤﺤﻤﺩ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻋﺒﺩﺍﻟﻨﺒﻰ ﻋﺎﻟﻴــﻪ ﺤﺒﻴــﺏ ١٠٠٢
- 3. ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ א א א . אא א )ﻋـﱪ ﺍﻻﻧﱰﻧـﺖ ﺃﻭ א אא ﻟﻠﻤﻜﺘﺒــﺎﺕ ﺍﻻﻟﻜﱰﻭﻧﻴــﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻗــﺮﺍﺹ ﺍﳌﺪﳎــﺔ ﺃﻭ ﺍﻯ א ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ ( א א . . א א
- 4. ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل: ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ. ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ: ﺘﺂﻜل ﺍﻟﺭﻓﺽ ﺍﻟﺸﺒﺎﺒﻲ ﺘﺄﻤﻼﺕ ﻤﻊ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺁﻟﻔﻴﺔ ﺜﺎﻟﺜﺔ. ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ: ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻁﻼﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ ﻜﻤﺎ ﺘﻌﻙ ﺴﻬﺎ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﺨـﻼل ﻋﻘـﺩ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ. ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ: ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼـﺭﺓ ﻋﻠـﻰ ﻗﻁﺎﻋـﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻨﺎﻤﻴﺔ. ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ : ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭ ﻓﺭﺹ ﺍﻟﺤﺭﺍﻙ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ : ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻋﺒﺭ ﺠﻴﻠﻴﻥ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ: ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭ ﻤﻨﻅﻭﻤﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ. ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻤﻥ: ﺃﺜﺭ ﺍﻟﺨﺼﺨﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﻤل ﻭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻴـﺎ: ﺩﺭﺍﺴـﺔ ﻤﻁﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﺔ ﻤﻥ ﺸﺒﺎﺏ ﺃﺤﺩﻱ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﺨﺩﻤﻴﺔ. ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺘﺎﺴﻊ: ﺍﻟﺘﺤﻭﻻﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭ ﺍﻨﻌﻜﺎﺴﺎﺘﻬﺎ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺯﻤﺔ ﺍﻟﺸـﺒﺎﺏ ﻓـﻲ ﻤﺼﺭ. ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﻌﺎﺸﺭ: ﻗﻴﺎﺱ ﻋﻤل ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻟﺸﺎﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻴﻑ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ. ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻋﺸﺭ: ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ: ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ ﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓـﻲ ﻓﻜﺭ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ.
- 5. ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻋﺸﺭ: ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺭﺅﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ : ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻟﺒﻌﺽ ﻁﻼﺏ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴـﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴـﺎ ﺒﺠﺎﻤﻌﺔ ﻜﻨﺕ ) ﺇﻨﺠﻠﺘﺭﺍ( ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻋﺸﺭ: ﻫﻤﻭﻡ ﺍﻟﻤﺜﻘﻑ ﺍﻟﺸﺎﺏ: ﻤﻼﺤﻅﺎﺕ ﺃﻭﻟﻴﺔ. ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﻋﺸﺭ: ﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺭﻴﻔﻲ ﻟﻠﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻴﺩﺍﻨﻴﺔ ﻋﻠـﻰ ﻗﺭﻴﺔ ﻤﻴﺕ ﺍﻟﺤﻭﻓﻴﻥ ﺒﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﺍﻟﻘﻠﻴﻭﺒﻴﺔ. ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ: ﺍﻟﻌﻭﻟﻤﺔ ﻭ ﻗﻴﻡ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﺩﺜﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ: ﺭﺅﻴـﺔ ﺍﺴﺘﺸﺭﺍﻓﻴﺔ. ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺭ: ﺩﻭﺭ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺯﻴﻭﻨﻲ ﻓﻲ ﺘﺩﻋﻴﻡ ﻗﻴﻡ ﺍﻟﻌﻭﻟﻤﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ ﻟـﺩﻱ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ. ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ ﻋﺸﺭ: ﺍﺴﺘﺠﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻟﺸﺒﻜﺔ ﺍﻹﻨﺘﺭﻨﺕ. ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻤﻥ ﻋﺸﺭ: ﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﻌﻨﻑ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ: ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻴﺩﺍﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﺔ ﻤﻥ ﻁﻠﺒـﺔ ﻭ ﻁﺎﻟﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻭﻴﺔ. ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺘﺎﺴﻊ ﻋﺸﺭ: ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﺘﻌﻁل ﺍﻟﺸـﺒﺎﺏ ﻓـﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ. ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ: ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺃﻡ ﺠﻨﺎﺓ: ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺒﺴﺠﻭﻥ ﻤﺼﺭ. ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻭ ﺍﻟﻌﺸﺭﻭﻥ: ﺍﻹﻨﺘﻘﺎل ﺇﻟﻰ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﻨﻀﺞ: ﻤﺴﺢ ﻗﻭﻤﻲ ﺤﻭل ﺍﻟﻨﺸﺊ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ.
- 6. ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺭﻏﻡ ﺇﻴﻤﺎﻨﻨﺎ ﺠﻤﻴﻌﹰ، ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻨﺎ ﺍﻟﺭﺍﺴﺦ ﺒﺄﻫﻤﻴﺔ ﺸﺭﻴﺤﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺤﻴﻭﻴﺘﻬـﺎ ﻓـﻰ ﺎ ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ: ﺤﺎﻀﺭﹰ، ﻭﻤﺴﺘﻘﺒ ﹰ، ﺇﻻ ﺃﻥ "ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ" - ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻤﻭﻀﻭﻋﺎ ﹰ ﻼ ﺍ ﻋﻠﻤﻴﺎ - ﻟﻡ ﻴﺨﻀﻊ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺭﺼﻴﻨﺔ ﺇﻻ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﻠﻴل ﺍﻟﻨﺎﺩﺭ. ﻭﻗﺩ ﺃﺨﻔﻕ ﻜﺜﻴـﺭ ﹰ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺤﻴﻥ ﺍﻋﺘﺒﺭ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺸﺭﻴﺤﺔ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﻭﺍﺤـﺩﺓ ﺘﺠﻤﻌﻬـﻡ ﺨﺼـﺎﺌﺹ ﻤﺘﺠﺎﻨﺴﺔ ﻓﺤﺴﺏ، ﻭﺘﻡ ﺘﺠﺎﻫل ﺍﻟﺨﺼﺎﺌﺹ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﺩﻓﻊ ﻟﻠﺘﺒـﺎﻴﻥ ﻭﺍﻻﺨـﺘﻼﻑ. ﻓﺎﻟﺸﺒﺎﺏ ﻟﻴﺴﻭﺍ "ﻓﻘﻁ" ﺸﺭﻴﺤﺔ ﻋﻤﺭﻴﻪ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻫﻡ - ﻓـﻭﻕ ﺫﻟـﻙ - ﻴﺘﺨﻠﻠـﻭﻥ ﺍﻟﻨﺴـﻴﺞ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻰ ﺒﻔﺌﺎﺘﻪ ﻭﺸﺭﺍﺌﺤﻪ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻓﻬﻡ ﺒﺫﻟﻙ ﻴﺘﻘﺎﻁﻌﻭﻥ ﻤﻌﻬـﺎ ﻭﻴﻜﺘﺴـﺒﻭﻥ ﻜﺎﻓـﺔ ﺨﺼﺎﺌﺼﻬﺎ. ﻟﻘﺩ ﺘﺄﺜﺭﺕ ﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺼﺭﻯ ﺒﺄﻜﻤﻠﻬﺎ ﺒﺎﻟﺘﺤﻭﻻﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻰ ﺍﻤﺘﺩﺕ ﺨﻼل ﺍﻟﻌﻘﺩﻴﻥ ﺍﻟﻤﺎﻀﻴﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﺨﺎﺹ. ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ - ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ - ﻓﻰ ﺒﺅﺭﺓ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﺤﻭﻻﺕ .. ﻓﻬﻡ ﺒﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎل ﻨﺘﺎﺝ ﻟﻠﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻰ، ﻭﻫﻡ ﻤﺘﺄﺜﺭﻭﻥ ﺒﺸـﺩﺓ ﺒﻤﺎ ﻴﺠﺭﻯ ﻤﻥ ﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻬﻴﻜﻠﺔ ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔ، ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻬـﻡ ﻤﺭﺘﺒﻁـﻭﻥ ﻋﻀـﻭﻴﺎ ﹰ ﺒﻤﻨﻅﻭﻤﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ - ﺒﺤﻜﻡ ﺍﻟﺸﺭﻴﺤﺔ ﺍﻟﻌﻤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻴﻨﺘﻤﻭﻥ ﺇﻟﻴﻬﺎ - ﻓﻀـﻼ ﻋـﻥ ﺃﻨﻬـﻡ ﹰ ﻤﺘﻌﺎﻤﻠﻭﻥ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﻤﻊ ﺴﻭﻕ ﺍﻟﻌﻤل، ﻭﻤﺘﻔﺎﻋﻠﻭﻥ - ﻴﻭﻤﻴﺎ - ﻤﻊ ﺍﻟﻨﺴﻕ ﺍﻹﻋﻼﻤـﻰ، ﹰ ﻭﻤﺅﺴﺴﺎﺘﻪ. ﺇﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺘﻠﺯﻤﻨﺎ ﺇﻟﺯﺍﻤﺎ ﺒﻔﺤﺹ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒـﻴﻥ ﺍﻟﺸـﺒﺎﺏ ﹰ ﻭﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻤﻥ ﺃﺸﻜﺎل ﻟﻼﺘﺼﺎل ﺃﻭ ﺍﻻﻨﻔﺼﺎل. ﻜﻤﺎ ﻨﺤﺘـﺎﺝ ﺇﻟـﻰ ﺘﺤﻠﻴـل ﺼﻭﺭ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋل ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ، ﻭﺍﻟﺩﻭﻟﺔ، ﻭﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺩﻨﻰ، ﻭﻤﺎ ﻴﺠﺴﺩﻩ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﻫﻴﺎﻜل ﻭﻤﺅﺴﺴﺎﺕ، ﻭﻤﺎ ﻴﻔﺭﺯﻩ ﻤﻥ ﻤﺸﻜﻼﺕ ﻭﻤﻌﻭﻗﺎﺕ. ﻓﻀﻼ ﻋـﻥ ﺃﻨﻨﺎ ﻓﻰ ﹰ ﻤﺴﻴﺱ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻰ ﻤﻨﻅﻭﻤﺔ ﺍﻷﺠﻴﺎل، ﻭﺍﻻﺘﻬﺎﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﻓﻴﻤـﺎ ﺒﻴﻨﻬﺎ. ﺃﻤﺎ ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﺘﻜﻴﻑ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻤﻊ ﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺜﻘﺎﻓﺘﻪ، ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﺎﺭﻴﺔ ﻓﻴﻪ ﻭﺍﻟﺘﻰ ﺘﺘﺭﺍﻭﺡ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﻭﺍﻓﻕ، ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻤﺔ، ﻭﺍﻻﻨﺤﺭﺍﻑ .. ﻓﻬﻰ ﺃﺸﻜﺎل ﺘﺤﺘﺎﺝ ﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺍﺴﺔ، ﻭﻓﺤﺹ، ﻭﺘﻘﻭﻴﻡ. ﻭﺇﺯﺍﺀ ﺫﻟﻙ ﻜﻠﻪ ﻨﺠﺩﻨﺎ ﺒﺤﺎﺠﺔ ﻤﺎﺴـﺔ ﻟﻠﺘﻌـﺭﻑ ﻋﻠـﻰ ﺃﻭﻀﺎﻉ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻰ ﻀﻭﺀ ﻗﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ﻭﻤﺘﻐﻴﺭﺍﺘﻪ. ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﺒﺭﺯ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﻓﻰ ﻋﻘﺩ ﻨﺩﻭﺓ ﺘﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻟﻘﻀـﺎﻴﺎ ﺍﻟﺸـﺒﺎﺏ ﻭﻓﻕ ﺭﺅﻴﺔ ﻨﻘﺩﻴﺔ ﺘﺭﻜﺯ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺤﻭﻻﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭﻤﻭﻗﻊ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻤﻨﻬﺎ ﻭﻤﻭﻗﻔﻬﻡ ﺘﺠﺎﻫﻬﺎ: ﺴﻴﺎﺴ ﹰ، ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﹰ، ﻭﺘﻌﻠﻴﻤﺎ ﻭﻋﻤﻼ .. ﺍﻟﺦ. ﺒﺤﻴﺙ ﻴﺴﺎﻋﺩ ﺫﻟﻙ ﻜﻠـﻪ ﹰ ﹰ ﺍ ﺔ ﻓﻰ ﺭﺴﻡ ﺼﻭﺭﺓ - ﻭﻟﻭ ﺘﻘﺭﻴﺒﻴﺔ - ﻷﻭﻀﺎﻉ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻤﺴﺘﻘﺒ ﹰ، ﻭﻫﻰ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﺘﺸﻜل ﻼ
- 7. ﻤﻠﻤﺤﺎ ﻤﻬﻤﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻨﺘﺼﻭﺭﻩ ﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ﻤﺠﺘﻤﻌﻨﺎ. ﹰ ﹰ ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺴﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﺫﻜﺭ ﻫﻰ ﺍﻟﻤﺤﻭﺭ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻰ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻨﺩﻭﺓ ﺍﻟﺘﻰ ﻴﺴـﻌﺩﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﻨﺸﺭ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﺎ ﻓﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ. ﻭﻴﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﺼﻨﻑ ﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ ﻓﻰ ﻭﺍﺤﺩ ﻭﻋﺸﺭﻴﻥ ﻓﺼ ﹰ، ﺠـﺎﺀﺕ ﻼ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻰ: ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل: ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺤﻕ ﻓﻰ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ، ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻰ: ﺘﺂﻜل ﺍﻟﺭﻓﺽ ﺍﻟﺸﺒﺎﺒﻰ: ﺘﺄﻤﻼﺕ ﻤﻊ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺃﻟﻔﻴﺔ ﺜﺎﻟﺜﺔ، ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ: ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻁﻼﺒﻴﺔ ﻓـﻰ ﻤﺼﺭ ﻜﻤﺎ ﺘﻌﻜﺴﻬﺎ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﺨﻼل ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ، ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ: ﺍﻵﺜـﺎﺭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻗﻁﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻰ ﺍﻟـﺩﻭل ﺍﻟﻨﺎﻤﻴﺔ، ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ: ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﻓﺭﺹ ﺍﻟﺤﺭﺍﻙ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻰ: ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻋﺒﺭ ﺠﻴﻠـﻴﻥ، ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ: ﺩﻭﺭ ﻤﺭﺍﻜﺯ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻰ ﺸﻐل ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻔﺭﺍﻍ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼـﺭﻴﺔ، ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ: ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﻤﻨﻅﻭﻤﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ، ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻤﻥ: ﺃﺜـﺭ ﺍﻟﺨﺼﺨﺼـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ: ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻁﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﺔ ﻤﻥ ﺸﺒﺎﺏ ﺇﺤـﺩﻯ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﺨﺩﻤﻴﺔ، ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺘﺎﺴﻊ: ﺍﻟﺘﺤﻭﻻﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻨﻌﻜﺎﺴﺎﺘﻬﺎ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺯﻤﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻰ ﻤﺼﺭ، ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﻌﺎﺸﺭ: ﻗﻴﺎﺱ ﻋﻤل ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻟﺸﺎﺒﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﺭﻴـﻑ ﺍﻟﻤﺼﺭﻯ، ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺤﺎﺩﻯ ﻋﺸﺭ: ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻰ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻰ: ﺩﺭﺍﺴـﺔ ﺘﺤﻠﻴﻠﻴـﺔ ﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻰ ﻓﻜﺭ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ، ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻰ ﻋﺸﺭ: ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺭﺅﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ: ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺤﺎﻟﺔ ﻟﺒﻌﺽ ﻁﻼﺏ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺒﺠﺎﻤﻌﺔ ﻜﻨﺕ )ﺇﻨﺠﻠﺘﺭﺍ(، ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻟـﺙ ﻋﺸﺭ: ﻫﻤﻭﻡ ﺍﻟﻤﺜﻘﻑ ﺍﻟﺸﺎﺏ: ﻤﻼﺤﻅﺎﺕ ﺃﻭﻟﻴﺔ، ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﻋﺸﺭ: ﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﺸـﺒﺎﺏ ﺍﻟﺭﻴﻔﻰ ﻟﻠﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ: ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻴﺩﺍﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺭﻴﺔ ﻤﻴﺕ ﺍﻟﺤـﻭﻓﻴﻴﻥ ﺒﻤﺤﺎﻓﻅـﺔ ﺍﻟﻘﻠﻴﻭﺒﻴﺔ، ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ: ﺍﻟﻌﻭﻟﻤﺔ ﻭﻗﻴﻡ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﺩﺜﺔ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺸـﺒﺎﺏ ﻓـﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺼﺭﻯ: ﺭﺅﻴﺔ ﺍﺴﺘﺸـﺭﺍﻓﻴﺔ، ﺍﻟﻔﺼـل ﺍﻟﺴـﺎﺩﺱ ﻋﺸـﺭ: ﺩﻭﺭ ﺍﻹﻋـﻼﻥ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺯﻴﻭﻨﻰ ﻓﻰ ﺘﺩﻋﻴﻡ ﻗﻴﻡ ﺍﻟﻌﻭﻟﻤﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺸـﺒﺎﺏ، ﺍﻟﻔﺼـل ﺍﻟﺴـﺎﺒﻊ ﻋﺸـﺭ: ﺍﺴﺘﺠﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺼﺭﻯ ﻟﺸﺒﻜﺔ ﺍﻹﻨﺘﺭﻨﺕ: ﻤﻼﺤﻅﺎﺕ ﺃﻭﻟﻴﺔ، ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻤﻥ ﻋﺸﺭ: ﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﻌﻨﻑ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ: ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻴﺩﺍﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﺔ ﻤﻥ ﻁﻠﺒﺔ ﻭﻁﺎﻟﺒـﺎﺕ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠـﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻭﻴﺔ، ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺘﺎﺴﻊ ﻋﺸﺭ: ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﻟﺘﻌﻁـل ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺼﺭﻯ، ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﻌﺸﺭﻭﻥ: ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻀﺤﺎﻴﺎ ﺃﻡ ﺠﻨﺎﺓ ؟ ﺩﺭﺍﺴـﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺒﺴﺠﻭﻥ ﻤﺼﺭ، ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺤﺎﺩﻯ ﻭﺍﻟﻌﺸـﺭﻭﻥ: ﺍﻻﻨﺘﻘـﺎل ﺇﻟـﻰ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﻨﻀﺞ: ﻤﺴﺢ ﻗﻭﻤﻰ ﺤﻭل ﺍﻟﻨﺵﺀ ﻓﻰ ﻤﺼﺭ. ﻭﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻴﻘﺩﺭ ﻟﺘﻠﻙ ﺍﻟﻨﺩﻭﺓ ﺃﻥ ﺘﻌﻘﺩ، ﻭﻻ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺃﻥ ﻴﺼﺩﺭ ﺩﻭﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺠﻬـﺩ ﺍﻟﻤﺨﻠﺹ، ﻭﺍﻟﻤﻀﻨﻰ ﺍﻟﺫﻯ ﺒﺫل ﺍﺒﺘﺩﺍﺀ ﺒﺎﻷﺴﺎﺘﺫﺓ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺘﻭﻟـﻭﺍ ﺘﻘـﺩﻴﻡ ﻫـﺫﻩ
- 8. ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﺤﻭﺙ ﺍﻟﻤﺘﻤﻴﺯﺓ ﻭﺍﻟﺘﻰ ﻋﺭﻀﻭﻫﺎ ﺒﺄﻨﻔﺴﻬﻡ ﻓﻰ ﺍﻟﻨﺩﻭﺓ، ﻓﻀﻼ ﻋﻤﺎ ﺘﻔﻀﻠﻭﺍ ﹰ ﺒﻪ ﻤﻥ ﺘﻌﺩﻴﻼﺕ ﻗﺎﻤﻭﺍ ﺒﻬﺎ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺎﺕ ﺍﻟﺜﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺩﺍﺭﺕ ﻓـﻰ ﺠﻠﺴـﺎﺕ ﹰ ﺍﻟﻨﺩﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﻴﻭﻤﻴﻥ ﻜﺎﻤﻠﻴﻥ .. ﻓﻠﻬﻡ ﺍﻟﺸﻜﺭ ﻜل ﺍﻟﺸﻜﺭ. ﻭﻜﺎﻥ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﺩﺭﻴﺱ ﺒﻘﺴﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺩﻭﺭ ﻓﻌﺎل ﻭﺇﻴﺠﺎﺒﻰ ﻓﻰ ﺩﻋﻡ ﺍﻟﻨﺩﻭﺓ ﻭﺠﻌﻠﻬﺎ ﻨﺸﺎﻁﺎ ﻋﻠﻤﻴﺎ ﻤﺴﺘﻘﺭﺍ. ﹰ ﹰ ﹰ ﺃﻤﺎ ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺠـﻭﻫﺭﻯ ﻤـﺩﻴﺭ ﻤﺭﻜـﺯ ﺍﻟﺒﺤـﻭﺙ ﻭﺍﻟﺩﺭﺍﺴـﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﻓﻀل ﺍﻟﺤﺭﺹ ﺍﻟﺩﺍﺌﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﻓﻰ ﻨﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺠﻤﻴﻌﻬـﺎ، ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﻤﻭﺍﻓﻘﺘﻪ ﺍﻟﻜﺭﻴﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻨﺸﺭ ﺃﻋﻤﺎل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺩﻭﺓ ﻓﻰ ﻜﺘﺎﺏ ﻀﻤـﻥ ﺇﺼﺩﺍﺭﺍﺕ ﹰ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ. ﻭﻨﻘﺩﺭ ﻟﻠﺯﻤﻴل ﺍﻟﻔﺎﻀل ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻋﺩﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺭﻯ ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩ ﺒﻘﺴﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤـﺎﻉ ﺠﻬﺩﻩ ﺍﻟﻤﺨﻠﺹ ﻭﺍﻟﻤﻀﻨﻰ ﺍﻟﺫﻯ ﺒﺫﻟﻪ ﻟﻤﺭﺍﺠﻌﺔ ﺃﺼﻭل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻁﺒﺎﻋﺘﻪ ﻓﻰ ﺯﻤـﻥ ﻗﻴﺎﺴﻰ، ﻓﻠﻪ ﻤﻨﺎ ﺃﻋﻤﻕ ﺍﻟﺸﻜﺭ ﻭﺃﺠﺯﻟﻪ. ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﻓﻰ ﺃﻏﺴﻁﺱ ١٠٠٢ ﺍﻟﻤﺤﺭﺭ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺍﻟﻜﺭﺩﻯ
- 9. ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭل ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺒﻴﻥ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﺍﻻﻤﺘﺜﺎل ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﺭ ﺍﻟﻔﺼـل ﺍﻷﻭل: ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺤﻕ ﻓﻰ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ. ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻰ: ﺘﺂﻜل ﺍﻟﺭﻓﺽ ﺍﻟﺸﺒﺎﺒﻰ ﺘﺄﻤﻼﺕ ﻤﻊ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺃﻟﻔﻴﺔ ﺜﺎﻟﺜﺔ. ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ: ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻁﻼﺒﻴﺔ ﻓﻰ ﻤﺼﺭ ﻜﻤـﺎ ﺘﻌﻜﺴـﻬﺎ ﺍﻟﺼـﺤﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﺨﻼل ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ.
- 10. ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺤﻕ ﻓﻰ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ )*( ﺩ.ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻯ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ﻭﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻤﻘﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﻓﺌﺔ ﺘﺼﻨﻴﻔﻴﺔ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻟﻴﺴﺕ ﺒﻴﻭﻟﻭﺠﻴـﺔ ﻓﻘـﻁ، ﻭﻻ ﻨﻔﺴـﻴﺔ ﻓﺤﺴﺏ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻜل ﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺃﺒﻌﺎﺩ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺤﺎﻜﻤﺔ، ﺘﺠﻌل ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻰ ﺃﻯ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﺒﻌﻴﺩﺍ ﻋﻥ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻰ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻯ ﻟﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻨﻭﻋـﺎ ﹰ ﹰ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﻼل، ﺍﻟﺫﻯ ﻟﻥ ﻴﻘﻭﺩ ﺇﻻ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻁﺄ. ﻭﻗﺩ ﻴﻘﻭﺩ ﻓﻰ ﺃﻓﻀل ﺍﻷﺤﻭﺍل ﺇﻟﻰ ﺒﻌـﺽ ﺍﻟﻨﺼﺎﺌﺢ ﻭﺍﻟﻭﺼﺎﻴﺎ ﻭﺍﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺠﻭﻓﺎﺀ ﺍﻟﺘﻰ ﻻ ﺘﻨﻔﻊ ﺃﺤﺩﺍ. ﻓﺈﺫﺍ ﻜﻨـﺎ ﹰ ﻨﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺼﺭﻯ، ﻓـﻨﺤﻥ ﺇﺫﻥ ﺇﺯﺍﺀ ﻗﻁﻌـﺔ ﻤـﻥ ﺍﻟﺠﺴـﺩ ﺍﻻﺠﺘﻤـﺎﻋﻰ ﺍﻟﻤﺼﺭﻯ، ﻴﺘﻌﻴﻥ ﺘﺤﺩﻴﺩﻫﺎ ﻭﻤﻼﺤﻅﺘﻬﺎ ﻓﻰ ﺍﺭﺘﺒﺎﻁﻬﺎ ﺍﻟﻌﻀﻭﻯ ﺒﺫﻟﻙ ﺍﻟﺠﺴﺩ. ﺘﻠﻙ ﻗﻀﻴﺔ ﺘﺘﺼل ﺒﺎﻟﻤﻨﻬﺞ ﻭﺒﺴﻼﻤﺔ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻗﺒل ﺃﻥ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺄﻯ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﻋﻤﻠﻴﺔ. ﻭﻻ ﺘﻨﻭﻯ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺃﻥ ﺘﺴﺘﺨﺩﻡ ﻤﻌﺴﻭل ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺤﻴﻥ ﺘﺘﺤﺩﺙ ﻋـﻥ ﺍﻟﺸـﺒﺎﺏ. ﻓﻤﻊ ﺃﻥ ﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻟﻴﺴﺕ ﻜﻠﻬﺎ ﻤﺄﺴﺎﻭﻴﺔ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻨﺘﻘﺎﺀ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻴﺎﺕ ﻤﻨﻬﺎ ﻭﺇﺒـﺭﺍﺯﻩ، ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻰ ﻤﺤﻔل ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺩﺍﺭﺴﻴﻥ، ﻫﻭ ﻓﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻠﺤﻅﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺇﻤﺎ ﺨﺩﺍﻉ ﻟﻠﻨﻔﺱ ﺃﻭ ﺨﺩﺍﻉ ﻟﻶﺨﺭﻴﻥ )١(. ﻓﻰ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻨﺤﻥ ﻻ ﻨﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﻜﺸﻑ ﺒﺠﺭﺩ ﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺸـﺒﺎﺏ: ﻓـﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ، ﻭﻓﻰ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ، ﻭﻓﻰ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ، ﻭﻓﻰ ﻤﺤل ﺍﻟﻌﻤـل … ﺇﻟﺦ. ﻫﺫﻩ ﻤﻬﻤﺔ ﺭﻭﺘﻴﻨﻴﺔ ﻜﺜﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﻼﻡ، ﻭﻜﻠﻪ ﻜﻼﻡ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ، ﻭﻨﺎﺩﺭﺍ ﻤﺎ ﹰ )٢( ﺃﺘﻴﺢ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﻓﺭﺼﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﻭﻋﻥ ﺭﺅﻴﺘﻬﻡ ﻷﻨﻔﺴﻬﻡ ﻭﻟﻠﻌﺎﻟﻡ ﻤﻥ ﺤﻭﻟﻬﻡ . ﻜﺫﻟﻙ ﻟﻥ ﻨﻨﺯﻟﻕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻔﺎﺕ ﻭﺸﺭﺡ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﺍﻟﺘﻰ ﺍﺘﺼﻠﺕ ﺒﺎﻟﺸﺒﺎﺏ ﻫﻨـﺎ ﻭﻫﻨـﺎﻙ، ﻓﺫﻟﻙ ﻋﻤل ﺸﺭﻴﻑ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻴﺨﺭﺝ ﻋﻥ ﺤﺩﻭﺩ ﻤﻬﻤﺘﻨﺎ. ﻭﻫﻰ ﻤﻬﻤـﺔ ﻨﺭﺍﻫـﺎ ﻭﺍﻀـﺤﺔ ﻤﺤﺩﺩﺓ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺕ ﺒﺴﻴﻁﺔ ﺃﻭ ﻫﻴﻨﺔ ﺍﻟﺩﻻﻟﺔ. ﻨﺤﻥ ﻨﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻋـﺎﻟﻡ ﻤﺨﺘﻠـﻑ، ﻤﺨﺘﻠﻑ ﻓﻰ ﺴﻤﺎﺘﻪ ﺍﻟﻔﺴﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ )ﻋﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﻁﻔﻭﻟﺔ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ، ﻭﻋﻥ ﺍﻟﻜﺒـﺎﺭ ﻤﻥ ﺤﻭﻟﻪ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ(، ﻭﻓﻰ ﻗﺴﻤﺎﺘﻪ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ، ﺜـﻡ ﻓـﻰ ﻅﺭﻭﻓـﻪ ﻭﺃﻭﻀـﺎﻋﻪ )*( ﺃﺴﺘﺎﺫ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ، ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ، ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ.
- 11. ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ )٣(. ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﻟﻴﺱ ﻫﻭ ﻜل ﺍﻟﻘﺼﺔ. ﺇﻨﻤﺎ ﻋﻨﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﺩ ﻴﺒﺩﺃ ﺍﻟﺨﻼﻑ، ﺒﻴﻨﻨﺎ ﻭﺒـﻴﻥ ﺃﻁﺭﺍﻑ ﺃﺨﺭﻯ، ﻭﺘﻜﺘﻨﺯ ﺍﻟﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﻔﻜﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺘﺴﺎﻋﻬﺎ ﺒﺎﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻷﻭﻫـﺎﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻀﻼﻻﺕ، ﺍﻟﺘﻰ ﻨﺄﻤل ﺃﻥ ﻨﻔﻠﺢ ﻓﻰ ﺘﻔﻨﻴﺩ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻭﺘﺒﺩﻴﺩ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﺍﻵﺨﺭ. ﻓﺎﻟﺸﺒﺎﺏ – ﻓﻰ ﺃﻯ ﻤﺠﺘﻤﻊ – ﻟﻴﺴﻭﺍ ﻜﺘﻠﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻤﺘﺠﺎﻨﺴﺔ، ﻤﻌﻨﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺼﺢ ﺍﺘﺨﺫﺍﻫﻡ ﻁﺭﻓـﺎ ﹰ ﻭﺍﺤﺩﹰ، ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻌﻬﻡ ﺒﺨﻁﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ، ﻭﻻ ﺍﻨﻁﻼﻗﺎ ﻤﻥ ﺘﺼﻭﺭﺍﺕ ﻤﻭﺤـﺩﺓ. ﺍﻟﺘﺠـﺎﻨﺱ ﹰ ﺍ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻰ ﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﻫﻡ ﻤﻥ ﺼﻨﻊ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ، ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﻤﺎ ﺴﻨﺭﻯ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻌﺩ. ﻭﻷﻥ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺼﺤﻭﺒﺔ ﺒﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﻴﺯﻴﻘﻴـﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴـﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻴﺴﻬل ﻤﻌﻬﺎ ﺇﺜﺎﺭﺓ ﺍﺘﻬﺎﻡ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺒﺎﻻﺨﺘﻼﻑ ﻭﺍﻟﺨـﺭﻭﺝ ﻋـﻥ ﺍﻟﻤﺄﻟﻭﻑ، ﻭﻴﺘﺼﻭﺭ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺘﺭﻜﻴﺯ ﺍﻟﺠﻬﺩ ﻟﻐﺭﺱ ﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ ﻭﻋﺎﺩﺍﺘـﻪ ﻭﺘﻘﺎﻟﻴﺩﻩ ﻓﻰ ﻨﻔﻭﺱ ﺃﻭﻟﺌﻙ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻟﻜﻰ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﻟﻬﻡ ﻓﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﺎﻏﻡ ﻤـﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﻜﺎﻤل ﻤﻊ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻴﻨﺘﻤﻭﻥ ﺇﻟﻴﻬـﺎ. ﻭﻜﻤـﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻜﺎﻤـل – ﺒﻤﻌﻨﻰ ﻓﺭﺽ ﺍﻟﺘﻤﺎﺜل ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﻨﺱ – ﻭﻫﻡ، ﻜﺫﻟﻙ ﻨﺅﻜﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻨﺎﻏﻡ ﺍﻟﻤﻨﺸﻭﺩ ﻭﻫﻡ، ﻷﻨـﻪ ﻴﺴﺘﻬﺩﻑ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ. ﻭﻫﻭ ﺇﻥ ﻟﻡ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﺒﺘﺯﻴﻴـﻑ ﺍﻟـﻭﻋﻰ ﻭﺍﻟﺘﻀـﻠﻴل، ﻓﺴﻴﺘﺤﻘﻕ ﺤﺘﻤﺎ ﺒﺎﻟﻘﻬﺭ ﻭﺍﻟﺘﺨﻭﻴﻑ. ﹰ ﻭﻨﺭﻯ ﺒﻭﻀﻭﺡ ﺃﻥ ﺍﻻﻤﺘﺜﺎل ﺍﻵﻟﻰ – ﺃﻭ ﻟﻨﻘل ﺼﺭﺍﺤﺔ – ﺍﻷﻋﻤﻰ، ﻫﻭ ﺍﻨﻘﻴﺎﺩ ﻴﺩﻤﺭ ﻤﺴﺘﻘﺒل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ، ﻭﻻﺒﺩ ﺃﻥ ﻴﺤل ﻤﺤﻠﻪ – ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻭﻏﺩﺍ – ﺤـﻭﺍﺭ ﻭﻤﻨﻁـﻕ ﻭﺤﺠـﺞ ﹰ ﻭﺍﻗﺘﻨﺎﻉ، ﻴﻌﺩل ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻁﺭﻓﺎﻥ ﻤﻥ ﺁﺭﺍﺌﻬﻤﺎ. ﺇﻥ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺫﻯ ﻨﺤﺎﻭﺭﻩ ﻟﻴﺱ ﻤﻌﺩﻭﻡ ﺍﻟﻌﻘل ﻤﻬﺩﺭ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺒﺤﻴﺙ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻌﻪ ﺤﻭﺍﺭ، ﺇﻨﻤﺎ ﺇﻤﻼﺀ. ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻷﺴﻠﻭﺏ ﻟﻭ ﺴﺎﺩ ﻭﺍﻨﺘﺸﺭ – ﻭﻫﻭ ﻤﺎﺯﺍل ﻜﺫﻟﻙ ﺤﺘﻰ ﺍﻵﻥ – ﻟﻥ ﻴﺨﺭﺝ ﻟﻨﺎ ﺴﻭﻯ ﺸﺒﺎﺒﺎ ﻋﺎﺠـﺯﺍ ﻤﻨﻘﺎﺩﺍ ﻴﻔﺘﻘﺭ ﺇﻟﻰ ﹰ ﹰ ﹰ ﻜل ﺇﺒﺩﺍﻉ. ﻭﺍﻟﻁﻔل ﺍﻟﺫﻯ ﻴﺼﺭ ﺃﺒﻭﻩ ﻭﻴﺼﺭ ﻤﻌﻠﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻴﺤﻔﻅ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﻭﻴﺴﺘﻅﻬﺭ ﺍﻟﺩﺭﻭﺱ، ﻭﻴﻘﺘﺼﺭ ﺩﻭﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﺭﺠﺎﻋﻬﺎ، ﻭﻻ ﻴﺒﺤﺙ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﻴﻔﻨﺩﻫﺎ، ﻭﻟﻴﺱ ﻤﻁﻠﻭﺒﺎ ﹰ ﻤﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﻘﺘﻨﻊ ﺒﻬﺎ، ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻁﻔل ﻨﻔﺴﻪ ﺴﻴﺘﺤﻭل ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﻨﻀﺞ ﻭﻴﺒﻠﻎ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺸـﺒﺎﺏ ﺇﻟـﻰ ﺒﻭﻕ ﻴﺭﺩﺩ ﻤﺎ ﻴﻠﻘﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺎﻤﻌﻪ "ﺍﻷﻤﻴﺭ". ﺜﻡ ﻨﺠﻠﺱ ﻨﺤﻥ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻨﻨﺩﺏ ﺤﻅﻨـﺎ ﻓـﻰ ﺸﺒﺎﺒﻨﺎ ﻭﺍﻨﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﻤﻨﻬﻡ – ﻁﺒﻴﺒﺎ ﺃﻭ ﻤﻬﻨﺩﺴﺎ ﺃﻭ ﻜﻴﻤﺎﻭﻴﺎ– ﺍﻨﺴـﻴﺎﻕ ﺍﻟﺴـﺎﺌﻤﺔ ﻭﺭﺍﺀ ﹰ ﹰ ﹰ ﺭﺠل ﻨﺼﻑ ﺃﻤﻰ، ﻭﻨﺼﻑ ﺒﺸﺭ، ﺭﺒﻤﺎ ﻴﻔﺘﻘﺭ ﺇﻟﻰ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﻴﺔ ﺒﺄﺼﻭل ﺩﻴﻨﻪ. ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺘﺭﻴﺩ ﺃﻥ ﺘﻨﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺨﻁﻭﺭﺓ ﺍﻻﻤﺘﺜﺎل، ﻭﺍﻻﻨﺴﻴﺎﻕ ﺒﻼ ﻋﻘل، ﻭﺩﻋﺎﻭﻯ ﺍﻟﺘﻤﺎﺜل، ﻭﺍﻟﺼﺏ ﻓﻰ ﻗﻭﺍﻟﺏ ﺠﺎﻤﺩﺓ، ﻭﺇﻁﻔﺎﺀ ﻨﻭﺭ ﺍﻟﻌﻘل )ﺃﺩﺍﺓ ﺍﻟﺠﺩل، ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﺠﺎﺓ، ﺜـﻡ ﺍﻻﻗﺘﻨﺎﻉ(. ﻭﺘﺅﻤﻥ ﻓﻭﻕ ﺫﻟﻙ ﺒﺄﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺫﻯ ﻨﻔﻌﻠﻪ، ﻭﻨﺴﺘﻤﺭ ﻓﻰ ﻓﻌﻠﻪ، ﻴﻨﻁـﻭﻯ ﻋﻠـﻰ ﺍﻁﻼﻉ ﻨﺎﻗﺹ ﻋﻠﻰ ﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ، ﻭﻋﻠﻰ ﻤﻘﺘﻀـﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘـﺩﻡ ﻭﺍﻟﺘﻁـﻭﺭ
- 12. ﻭﺍﻟﻨﻤﻭ. ﻭﺃﻥ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺤﺘﻤﺎﺀ ﺒﺎﻟﺘﺭﺍﺙ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺩ، ﻭﺨﺼﻭﺼـﻴﺔ ﻤﺠﺘﻤﻌﻨـﺎ ﻭﺃﻋﺭﺍﻓﻨﺎ ﺇﻨﻤﺎ ﻫﻭ ﺤﻕ ﻴﺭﺍﺩ ﺒﻪ ﺒﺎﻁل. ﻭﻫﻰ ﻟﻴﺴﺕ ﺤﺠﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ، ﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ ﻫـﻰ ﺩﻋـﻡ ﻟﻤﻭﻗﻑ ﺴﻴﺎﺴﻰ ﻤﺤﺎﻓﻅ. ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻨﺅﻜﺩ ﻓﻰ ﺜﻨﺎﻴﺎ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻫﻰ ﻨﻤﻭﺫﺝ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﺭﺍﺩ ﺒﻪ ﺒﺎﻁل. ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﺘﻨﻭﻯ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺭﻗﺔ ﺃﻥ ﺘﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻜﺜﻘﺎﻓﺔ ﻓﺭﻋﻴﺔ ﺩﺍﺨل ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻷﻡ. ﻤﻌﻨﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺕ ﺠﺯﺀﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻷﻡ ﻴﺸﺘﺭﻙ ﻤﻌﻬﺎ ﻓﻰ ﻜل ﻗﺴﻤﺎﺘﻬﺎ ﹰ ﻭﺨﺼﺎﺌﺼﻬﺎ، ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻫﻰ ﺘﺸﺘﺭﻙ ﻤﻌﻬﺎ ﻓﻰ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﻭﺘﺨﺘﻠﻑ ﻓﻰ ﺍﻷﺨﺭﻯ. ﻭﻫﻰ ﻋﻤﻭﻤﺎ ﺫﺍﺕ ﺘﻀﺎﺭﻴﺱ ﺘﺨﺎﻟﻑ ﺘﻀﺎﺭﻴﺱ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻷﻡ. ﺒل ﺇﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻻ ﻴﻘﺘﺼـﺭ ﻋﻠـﻰ ﹰ ﺫﻟﻙ، ﻓﻘﺩ ﻨﺒﻬﻨﺎ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻰ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻰ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺘﻤـﺎﺭﺱ ﻨﻭﻋـﺎ ﻤـﻥ ﹰ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻟﺫﺍﺘﻴﺔ، ﻭﺃﻨﻬﺎ ﺩﺍﺌﻤﺔ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﻓﺭﺍﺯ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻤـﻥ ﺼـﻨﻊ ﺍﻟﺸـﺒﺎﺏ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ، ﻴﻭﺍﺠﻬﻭﻥ ﺒﻬﺎ ﻭﺍﻗﻌﻬﻡ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺭ، ﻭﻴﻌﺩﻟﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﺴﺘﺠﺎﺒﺎﺘﻬﻡ ﻟﻠﻜﺒﺎﺭ ﻤﻥ ﺤـﻭﻟﻬﻡ، ﻭﻴﻘﻔﺯﻭﻥ ﺒﻭﺍﺴﻁﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﻭﺍﺭ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺤﺭﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﻴﻭﺩ. ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺩﺭﻜﻨﺎ ﺫﻟﻙ ﺃﺼﺒﺢ ﺒﻭﺴﻌﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﺘﻘﺒل ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ، ﻭﻨﺘﻌﺎﻤل ﻤﻌﻬﺎ ﻜـﺄﻤﺭ ﻭﺍﻗﻊ، ﻟﻴﺱ ﺴﻠﺒﻴﺎ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻁﺒﻴﻌﻰ ﻓﻰ ﻜل ﺤﺎل. ﻋﻨﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﺩ ﻴﻜـﻭﻥ ﻤـﻥ ﹰ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﺃﻥ ﻨﺘﻨﺎﻭل ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻓﻰ ﻀﻭﺀ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻰ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﺍﻟﺫﻯ ﻨﻌـﻴﺵ ﺇﺭﻫﺎﺼﺎﺘﻪ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻭﻴﻌﻴﺸﻪ ﺃﺒﻨﺎﺅﻨﺎ ﻏﺩﺍ ﺒﺈﺫﻥ ﺍﷲ. ﻭﺇﺫﺍ ﺘﺒﻴﻥ ﻟﻨﺎ ﻤـﻥ ﺘﻠـﻙ ﺍﻟﻔﻘـﺭﺍﺕ ﺃﻥ ﹰ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺠﺯﺀ ﻤﺨﺘﻠﻑ، ﻭﺃﻥ ﻤﻥ ﺤﻘﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﺤﺘﺭﻡ ﺍﺨﺘﻼﻓﻪ ﻋﻨـﺎ، ﻭﺃﻻ ﻨﻠﺠـﺄ ﻓـﻰ ﺘﻌﺎﻤﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺫﻫﺏ ﺍﻟﻤﻌﺯ ﻭﺴﻴﻔﻪ. ﺒل ﻨﺘﺒﻨﻰ ﻤﻔﻬﻭﻡ "ﺍﻟﺸﺭﺍﻜﺔ"، ﻭﻨﻤـﺎﺭﺱ "ﺍﻟﻤﺴـﺎﻭﺍﺓ"، ﻭﻨﺩﺭﺒﻬﻡ، ﻭﻨﺩﺭﺏ ﺃﻨﻔﺴﻨﺎ ﻗﺒﻠﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﺍﻟﺩﻴﻤﻭﻗﺭﺍﻁﻰ … ﺘﻠﻙ ﻜﻠﻬﺎ ﺃﻤـﻭﺭ ﻨﻔﺘﻘـﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ – ﻨﺤﻥ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ – ﻓﻰ ﺘﻌﺎﻤﻠﻨﺎ ﻤﻊ ﺒﻌﻀﻨﺎ ﺍﻟـﺒﻌﺽ، ﻓﻜﻴـﻑ ﻴﻤﻜـﻥ ﺃﻥ ﻨﺘﺼـﻭﺭ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﻬﺎ ﻓﻰ ﺘﻌﺎﻤﻠﻨﺎ ﻤﻊ ﻤﻥ ﻫﻡ ﺃﺼﻐﺭ ﻤﻨﺎ ﺴﻨ ﹰ، ﻭﺤﻜﻤﺔ، ﻭﻋﻠﻤ ﹰ، ﻭﻤﺎ ﹰ، ﻭﺠﺎﻫﺎ … ﹰ ﻻ ﺎ ﺎ ﺇﻟﺦ. ﻭﻜﻴﻑ ﻻ ﻨﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺒﻤﺎ ﺤﻘﻘﻨﺎﻩ ﻟﻬﻡ، ﻭﺒﺴﻬﺭﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﻡ، ﻭﺸﻘﺎﺌﻨﺎ ﻤﻥ ﺃﺠﻠﻬﻡ!! ﺇﻥ ﻤﺠﺘﻤﻌﻨﺎ – ﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ – ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻴﺘﺄﻤل ﻨﻔﺴﻪ ﻓﻰ ﻅﺭﻑ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺸﺒﺎﺒﻪ، ﻭﻓﻰ ﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻓﺤﺹ ﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﻴﺴﺘﺨﺩﻤﻬﺎ ﻓﻰ "ﺘﺭﻭﻴﺽ" ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ)٤(. ﻭﻫﻨﺎ ﺘﻁﺭﺡ ﺍﻟﻭﺭﻗﺔ ﻋﺩﺩﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﻭﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺎﺕ، ﻟﻌل ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻴﻤﻜـﻥ ﺃﻥ ﻴﺭﺸﺩ ﻤﺴﻴﺭﺓ ﹰ ﺍﻟﺒﺤﺙ، ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ. ﻭﺃﻓﺭﺩﺕ ﻟﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺎﺕ ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻰ – ﻭﺍﻷﺨﻴﺭ – ﻤـﻥ ﺍﻟﻭﺭﻗﺔ ﺒﻌﻨﻭﺍﻥ: ﻨﺤﻭ ﺘﺼﻭﺭ ﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺼﺭﻯ ﻓﻰ ﻀﻭﺀ ﺤﻕ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ. ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﻏﻡ. ﺤﻕ ﻴﺭﺍﺩ ﺒﻪ ﺒﺎﻁل ﺘﺩﻟﻨﺎ ﻜل ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ، ﺒل ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ، ﻭﻭﺴﺎﺌل ﺍﻻﺘﺼﺎل ﺍﻟﺠﻤـﺎﻫﻴﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻫﻡ ﺍﻟﺭﺍﻓﺽ ﺍﻷﻜﺒﺭ ﻓﻰ ﻜل ﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻓﻰ ﻜل ﻤﻭﻗﻑ، ﻫﻭ ﺍﻟـﺫﻯ ﻴﺘﺼـﺩﻯ
- 13. ﻟﻠﻘﻤﻊ، ﻭﻴﻁﺎﻟﺏ ﺒﺎﻟﺘﻐﻴﻴﺭ، ﻭﻴﺘﺼﺩﻯ ﻟﻠﺴﻠﻁﺔ، ﻭﻴﺭﻓﺽ ﺘﺴـﻠﻁ ﺍﻟﻜﺒـﺎﺭ ﻭﺍﺴـﺘﺌﺜﺎﺭﻫﻡ ﺒﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ. ﺒل ﺇﻥ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻨﻔﺴﻪ ﺒـﺎﺕ ﺘﺠﺴـﻴﺩﺍ ﻟﻠـﺭﻓﺽ ﺍﻻﺠﺘﻤـﺎﻋﻰ – ﺍﻟﺜﻘـﺎﻓﻰ – ﹰ ﻭﺍﻷﺨﻼﻗﻰ – ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻰ. ﻓﻰ ﻤﻘﺎﺒل ﺫﻟﻙ ﻴﺭﻓﻊ ﻜﺒﺎﺭﻨﺎ، ﺴﺎﺴﺔ ﻭﻤﺜﻘﻔـﻴﻥ )ﻭﻏﻴـﺭﻫﻡ(، ﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻓﻰ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻭﺠﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﺘﻨﺎﻫﻰ ﺇﻟﻰ ﺃﺴﻤﺎﻋﻨﺎ ﻤﻥ ﻜـل ﺼﻭﺏ، ﻭﺘﻘﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻋﻴﻨﻨﺎ ﺼﺒﺎﺡ ﻤﺴﺎﺀ. ﻓﻤﻭﺍﻗﻑ ﺃﻭﻟﺌﻙ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺘﺭﺘﺒﻁ – ﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﺒﻌﻴﺩ – ﺒﺎﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﻤﺭ ﺒﻬﺎ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌـﺎﺕ، ﻓﻬـﻡ ﻴﺨﺘﻠﻔﻭﻥ ﻋﻨﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﺩﻴﻥ، ﻭﻓﻰ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺩ، ﻭﻓﻰ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﺤﻜﻡ، ﻭﻓﻰ ﺍﻟﺘﺴـﺎﻤﺢ )!!( … ﺇﻟﺦ. ﻭﻋﻤﻭﻤﺎ ﻟﺩﻴﻬﻡ ﻨﺴﻕ ﻗﻴﻤﻰ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﻋﻨﺎ ﻓﻰ ﻜل ﺸﺊ، ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﻼ ﺩﻻﻟﺔ ﻟﻬـﺫﺍ ﹰ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﺤﺩﺙ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ – ﺃﻭ ﻴﺘﻌﻴﻥ – ﺃﻥ ﻴﺤﺩﺙ ﻋﻨﺩﻨﺎ. ﻓﺎﻟﺘﻔﺴﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﻨﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺤﻕ، ﻭﺍﻟﻨﺴـﺒﻴﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﺤـﻕ، ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴـل ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻰ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻰ ﺤﻕ .. ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﻀﻼل ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺭﺍﻓﺽ ﻓـﻰ ﺘﻠـﻙ ﺍﻷﺼﻘﺎﻉ ﺍﻟﺒﻌﻴﺩﺓ ﻴﺤﻴﺎ ﻅﺭﻭﻑ ﺃﻓﻀل ﻤﻤﺎ ﻴﺤﻴﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺸـﺒﺎﺒﻨﺎ، ﻭﻟﺩﻴـﻪ ﻤـﻥ ﻓـﺭﺹ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﻭﺁﻓﺎﻕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ﻤﺎ ﻴﻔﻭﻕ ﺒﺄﻀﻌﺎﻑ ﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﺘﺎﺡ ﻟﺸﺒﺎﺒﻨﺎ .. ﺇﻥ ﻤـﻥ ﻴﺤﻜـﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﻔل ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ )ﻓﻰ ﺴﻥ ﺍﻟﺤﻀﺎﻨﺔ ﻤﺜﻼ(، ﺒﺤﺴﻥ ﺍﻷﺩﺏ ﻭﻁﻴﺏ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﻷﻨـﻪ ﻻ ﹰ ﻴﺘﻤﻠﻤل ﻭﻻ ﻴﺸﻜﻭ ﻭﻻ ﻴﺼﺭﺥ ﻭﻻ ﻴﻀﺤﻙ، ﻭﻻ ﺒﺎﺭﺡ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻯ ﺘﻀﻌﻪ ﻓﻴﻪ ﺃﻤـﻪ، ﻴ ﻭﻻ ﻴﺴﺄل ﻋﻤﻥ ﻏﺎﺏ، ﻭﻻ ﻴﺠﺯﻉ ﻟﻔﺭﺍﻕ ﻋﺯﻴﺯ .. ﻤﻥ ﻴﻔﻌل ﺫﻟﻙ ﺇﻤﺎ ﺃﻨـﻪ ﺠﺎﻫـل ﺃﻭ ﻴﻀﻤﺭ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻁﻔل ﺸﺭﺍ ﻤﺴﺘﻁﻴﺭﺍ. ﹰ ﹰ ﻓﻬﺫﺍ ﺍﻟﺭﻓﺽ ﻭﺍﻟﺘﻤﺭﺩ ﻫﻭ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺴﻭﻴﺔ، ﻭﻤﺎ ﺩﻭﻥ ﺫﻟﻙ ﻫﻭ ﺩﻟﻴل ﻋﻠﺔ ﻓﻰ ﺠﺴﺩ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ، ﻷﻥ ﻟﺩﻴﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻋﻰ ﻤﺎ ﻴﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺒﺄﻥ ﻴﺭﻯ ﻭﻴﻔﻬﻡ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻤـﻥ ﺍﻷﻭﻀـﺎﻉ ﻭﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ )ﺒﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻭﺍﺴﻊ( ﻤﺎ ﻴﻔﺭﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻴﻌﺘﺭﺽ ﺃﻭ ﻴﺜﻭﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻷﻥ ﺃﻓﻘﻪ ﺃﺭﺤﺏ ﻭﺃﻜﺜﺭ ﺍﻨﻁﻼﻗﺎ ﻤﻥ ﻗﻴﻭﺩ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ، ﻟﻡ ﺘﻜﺒﻠﻪ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻘﻴﻭﺩ ﺍﻟﺤﺩﻴﺩﻴـﺔ ﺍﻟﺘـﻰ ﹰ ﺒﺎﺘﺕ ﺘﻜﺒل ﺃﺤﻼﻡ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ. ﻓﺎﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺫﻯ ﻻ ﻴﺭﻓﺽ ﺸﺒﺎﺏ ﺒﻪ ﻤﺭﺽ. ﻭﺍﻟﻤﻘﻭﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻴﺴﺘﻤﺩﻫﺎ ﺒﻌﻀﻨﺎ – ﺃﻭ ﻴﺩﻋﻰ – ﻤﻥ ﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤـﺎﻋﻰ ﻫﻰ ﺍﻟﺘﻨﺎﻏﻡ، ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﺴﻙ، ﻭﺍﻟﺘﻜﺎﻤل. ﻭﻫﻰ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺘﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻜﻨﺴﻕ ﻤﻐﻠﻕ ﺇﻟـﻰ ﺤﺩ ﻤﺎ، ﻴﺤﻜﻤﻪ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺘﻜﺎﻤل )ﺘﺫﻜﺭ ﺩﻭﺭﻜﺎﻴﻡ(، ﻻ ﻓﺭﻕ ﻓﻰ ﻫﺫﺍ ﺒﻴﻥ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﺒـﺩﺍﺌﻰ ﺃﻭ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤﺘﻘﺩﻡ. ﻭﺃﻥ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻰ، ﻭﺤﺴﻥ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻰ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻨﺴـﻕ ﻴﺘﻁﻠﺏ ﺍﻟﺘﺼﺩﻯ ﻟﻜل ﻋﻭﺍﻤل ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ، "ﻭﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ"، ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻀﺔ، ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻤﺭﺩ. ﻓﻜل ﺫﻟﻙ ﻴﺅﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻤﺯﻕ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻨﻬﻴﺎﺭ ﺍﻟﻨﺴﻕ. ﻭﻫﺎﺘﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﻭﻟﺘﺎﻥ ﺘﻜﻔل ﺒﺘﻔﻨﻴﺩﻫﻤﺎ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ ﻓﻰ ﻋﻠـﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤـﺎﻉ، ﻭﺘﻴـﺎﺭ ﺍﻷﻨﺜﺭﻭﺒﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ. ﻭﻫﺫﺍ ﻴﻘﻭﺩﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺘﺄﻤل ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻨﺴـﺒﻴﺔ ﻭﻗﻀـﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨـﺎﻏﻡ
- 14. ﻭﺍﻟﺘﻜﺎﻤل ﻤﻥ ﺯﺍﻭﻴﺔ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ. ﺨﺎﺼﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺭﺍﻫﻨﺔ ﺘﺘﺨﺫ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ ﻤﻨﻁﻠﻘﺎ ﻟﻬﺎ. ﹰ ﻭﻫﺫﺍ ﻴﻘﻭﺩﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺘﺄﻤل ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﺯﺍﻭﻴﺔ ﺍﻷﺨﻼﻕ. ﻭﻫﻭ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺃﺜﻴﺭ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ ﻓﻰ ﺍﻷﻨﺜﺭﻭﺒﻭﻟﻭﺠﻴﺎ، ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻷﻨﺜﺭﻭﺒﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻴﺭﺠﻊ ﺍﻟﻔﻀل ﻓـﻰ ﺘﺄﺴﻴﺱ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﺍﻷﺨﻼﻗﻴﺔ. ﺇﺫ ﻴﺘﺠﻪ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﺍﻷﻨﺜﺭﻭﺒﻭﻟﻭﺠﻰ ﻓﻰ ﻤﻌﻅﻤـﻪ ﻨﺤـﻭ ﺠﻤﻊ ﻭﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﺸﻭﺍﻫﺩ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﺩﻋﻡ ﻓﻜﺭﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻷﺨﻼﻗﻴﺔ ﺘﺘﺴﻡ ﺒﺩﺭﺠـﺔ ﻜﺒﻴـﺭﺓ ﻤـﻥ ﺍﻟﺘﻨﻭﻉ ﻭﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﻷﺨﺭﻯ. ﻭﻤﻥ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻷﺨﺭﻯ. ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴـﺎﺕ ﺍﻷﻨﺜﺭﻭﺒﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ )ﺨﺎﺼﺔ ﺘﻠﻙ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻨﺯﻋﺔ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻴﺔ( ﻫﻰ ﺍﻟﺘﻰ ﺭﻭﺠﺕ ﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻨﺎﻏﻡ ﻭﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﻜﺴﻤﺎﺕ ﻤﻤﻴﺯﺓ ﻟﻠﻨﺴﻴﺞ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻰ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻰ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﻤﻴﺔ )ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ(. ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻷﻨﺜﺭﻭﺒﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ ﺍﺴﺘﻁﺎﻋﺕ ﺃﻥ ﺘﻜﺸﻑ ﺯﻴﻑ ﺘﻠﻙ ﺍﻻﺩﻋـﺎﺀﺍﺕ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻻ ﺘﻌﻨﻰ ﺇﺴﻘﺎﻁ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻋـﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤـﺔ، ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺘﻭﺠﻬـﺎﺕ ﺍﻹﻨﺴـﺎﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ، ﻭﺇﻻ ﺍﺴﺘﺤﺎل ﻭﺠﻭﺩ ﻋﻠﻡ ﺇﻨﺴﺎﻨﻰ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻰ ﻤﻥ ﺍﻷﺴﺎﺱ. ﻭﻫﻰ ﺍﻟﺘﻰ ﻜﺸـﻔﺕ ﺃﻴﻀﺎ ﺯﻴﻑ ﻤﻘﻭﻻﺕ ﺍﻟﺘﻨﺎﻏﻡ ﻭﺍﻟﺘﻜﺎﻤل ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻰ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ. ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﺍﻷﻨﺜﺭﻭﺒﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﺘﻘﺒـل ﻭﺘﻘﺩﺭ ﺃﻭﺠﻪ ﺍﻟﻜﻤﺎل ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻰ ﻟﻠﻨﺴﻕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻰ، ﻭﺘﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻀﻭﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﻟﻜـﻥ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺘﻔﺘﺭﺽ ﻓﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺴﻕ ﺍﻟﺘﺠﺎﻨﺱ، ﺃﻭ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻴﺔ، ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﻀﻰ، ﺃﻭ ﻜﻭﻨﻪ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﻬﺎﻤﺸﻴﺔ ﺃﻭ ﺼﻨﻴﻌﺔ ﻨﺴﻕ ﻤﺴﻴﻁﺭ. ﻭﺘﺒﺴﻁ ﺸﺎﺭﻟﻭﺕ ﺴﻴﻤﻭﺭ ﺴﻤﻴﺙ ﻓﻰ ﻤﻭﺴﻭﻋﺘﻬﺎ ﻋﻥ ﺍﻷﻨﺜﺭﻭﺒﻭﻟﻭﺠﻴﺎ )ﻤﻭﺴـﻭﻋﺔ ﻋﻠﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ، ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﻭﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺤﺎﺕ ﺍﻷﻨﺜﺭﻭﺒﻭﻟﻭﺠﻴﺔ، ﺍﻟﺘﺭﺠﻤﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ ﺒﺈﺸـﺭﺍﻑ ﻜﺎﺘﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻁﻭﺭ، ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ، ٨٩٩١( ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻨﻘﺩﻯ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ. ﻭﺃﻭﻀـﺤﺕ ﺃﻥ ﻤـﺎ ﻨﺭﺍﻩ ﻓﻰ ﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ، ﻭﻓﻰ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﺃﻴﻀﹰ، ﻤﻥ ﻤﻅـﺎﻫﺭ ﻋـﺩﻡ ﺍﻻﺘﺴـﺎﻕ، ﺎ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺽ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﻯ، ﻭﺴﺨﺭﻴﺔ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﻤﻥ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺍﻵﺨـﺭ، ﻭﺍﻟﺘﻌـﺎﺭﺽ ﻓـﻰ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻑ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺇﻨﻤﺎ ﻫﻰ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻅـﺭﻑ ﹰ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻰ ﻭﺤﻘﻴﻘﺔ ﻤﻥ ﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻰ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺕ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﺩﻟﻴﻼ ﻋﻠﻰ ﹰ ﺘﺤﻠل ﻭﺘﻔﻜﻙ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ. ﻭﻫﻰ ﻻ ﺘﻜﺘﻔﻰ ﺒﺫﻟﻙ ﺇﻨﻤﺎ ﺘﻨﺘﻘل ﻓﻰ ﻤﻭﻀﻊ ﺁﺨﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﺠﻭﻡ ﺒﻘﻭﺓ ﻋﻠـﻰ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﺼﻑ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﺩﺭﺴﻬﺎ ﺍﻷﻨﺜﺭﻭﺒﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﺒﺎﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ، ﻭﺍﻹﺠﻤﺎﻉ، ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﺜل، ﻭﺍﻟﻼﻓﺭﺩﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻑ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻯ ﺍﻟﻜﺎﻤﻥ ﻓﻴﻬﺎ. ﻭﺘﻠﻔﺕ ﺍﻻﻨﺘﺒﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﻤﺠﺎﻓﺎﺓ ﺫﻟﻙ ﻟﻠﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻨﺴﺘﻘﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻭﺘﺤﻠﻴﻼﺕ ﺃﻨﺜﺭﻭﺒﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﺘﺘﺒﻨـﻰ ﺭﺅﻴـﺔ ﻨﻘﺩﻴﺔ. ﻭﻫﻰ ﻓﻰ ﻨﻘﺩﻫﺎ ﻻ ﺘﺨﺹ ﺃﻨﺜﺭﻭﺒﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﺒﻠﺩ ﻤﺘﻘﺩﻡ ﺩﻭﻥ ﺍﻵﺨﺭ، ﻭﻻ ﺘﻤﻴﺯ ﺍﺘﺠﺎﻫﺎ ﹰ
- 15. ﺜﻘﺎﻓﻴﺎ )ﺃﻤﺭﻴﻜﻴﺎ( ﻋﻥ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺒﻨﺎﺌﻰ ﻭﻅﻴﻔﻰ )ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻰ(. ﻭﻨﻀﺭﺏ ﻤﺜﻼ ﻤﺤـﺩﺩﺍ ﺒﺴـﻤﺔ ﹰ ﹰ ﹰ ﹰ ﺍﻟﻤﺭﻭﻨﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﺘﺴﻡ ﺒﻬﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ "ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ" ﺍﻟﺠﺎﻤﺩﺓ. ﻓﺘﻘـﻭل ﻋﻨﻬﺎ: "... ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﻭﺠﻬﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺔ ﻓﻰ ﺍﻷﻨﺜﺭﻭﺒﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﻭﺇﻟﻰ ﻤﺩﺭﺴﺔ ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺃﻭ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺇﺨﻔﺎﻗﻬﺎ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﻓﻰ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻤﺭﻭﻨﺔ ﺍﻻﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘـﻴﻡ ﻭﻤﻌـﺎﻴﻴﺭ ﹰ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻰ ﻭﺘﻔﺎﻭﺘﻬﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ. ﻓﻜل ﻤﻥ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺒﻨـﺎﺀ ﺍﻻﺠﺘﻤـﺎﻋﻰ ﻓـﻰ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ، ﻭﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻰ، ﻜﺎﺩﺍ ﺃﻥ ﻴﺘﺤﻭﻻ ﺇﻟﻰ ﻜﻴﺎﻨﺎﺕ ﻤﺘﺠﺴﺩﺓ ﺘﻌﻠﻭ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻭﺘﺴﺘﻤﺭ ﺒﻌﺩﻩ. ﻭﻫﻰ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﺤﺩﺩ – ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﺃﻭ ﺁﺨﺭ – ﺴـﻠﻭﻜﻪ ﻭﺍﺘﺠﺎﻫﺎﺘـﻪ ﺃﻭ ﻗﻴﻤﻪ. ﺃﻯ ﺃﻥ ﺍﻻﺘﺠﺎﻫﻴﻥ ﻴﻤﻴﻼﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻓﺘﺭﺍﺽ ﻭﺠﻭﺩ ﺩﺭﺠـﺔ ﻋﺎﻟﻴـﺔ ﻤـﻥ ﺍﻟﺘﻤﺎﺜـل ﻭﺍﻹﺠﻤﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺘﻤﻴﺯ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ "ﺍﻟﺒﺩﺍﺌﻴﺔ" ﺃﻭ "ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ". ﻭﻗﺩ ﺃﻭﻀﺢ ﺍﻟﻨﻘـﺎﺩ ﺃﻥ ﻫـﺫﻩ ﺍﻻﻓﺘﺭﺍﻀﺎﺕ ﺘﻘﻭﺩﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺇﻏﻔﺎل ﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺘﻨﻭﻉ ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﺍﻟﻘﺎﺌﻡ ﻓﻌﻼ ﻓﻰ ﺃﻯ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﹰ ﺇﻨﺴﺎﻨﻰ، ﻜﻤﺎ ﺘﻘﻭﺩﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺇﻫﻤﺎل ﻤﻼﺤﻅﺔ ﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﻤﺭﻭﻨﺔ، ﻭﺍﻹﺒـﺩﺍﻉ، ﻭﺍﻟﺘﻐﻴـﺭ ﻓـﻰ ﺍﻷﻨﺴﺎﻕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ. ﻤﻥ ﺃﺠل ﺫﻟﻙ ﺤﺭﺼﺕ ﺒﻌﺽ ﺍﻻﺘﺠﺎﻫﺎﺕ، ﺩﺍﺨل ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻔﻌل، ﻋﻠﻰ ﺘﺄﻜﻴﺩ ﻤﺭﻭﻨﺔ ﻭﻨﺴﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﻭﺍﻟﻘﻴﻡ، ﻭﺃﻥ ﺨﻠـﻕ ﺍﻷﻨﺴـﺎﻕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﺍﻟﻤﺘﺠﺩﺩﺓ ﺇﻨﻤﺎ ﻫﻭ ﺜﻤﺭﺓ ﻤﺠﻤﻭﻉ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭﺍﺕ ﻭﺍﻷﻓﻌﺎل ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ. ﻭﻗﺩ ﻅﻬﺭﺕ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ، ﻓﻰ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﺒﻨﻴﻭﻴﺔ، ﻟﺭﺒﻁ ﺘﻨﻭﻉ ﺍﻟﻤﻅﺎﻫﺭ "ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ" )ﺍﻟﺴﻁﺤﻴﺔ( ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻰ ﺒﺎﻟﻨﻤـﺎﺫﺝ ﺃﻭ ﺍﻷﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻭﻟﻴﺩﻴﺔ ﻭ/ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ. )ﺍﻨﻅﺭ ﻤﺎﺩﺓ: ﻤﺭﻭﻨﺔ(. ﻭﺴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺭﻭﻨﺔ ﻫﺫﻩ ﻫﻰ ﺍﻟﺘـﻰ ﺩﻋـﺕ ﺍﻟﻤﺅﻟﻔـﺔ ﺇﻟـﻰ ﺇﺒـﺭﺍﺯ ﺘﻐﻴـﺭ ﻨﻅـﺭﺓ ﺍﻷﻨﺜﺭﻭﺒﻭﻟﻭﺠﻴﻴﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﻜل ﺭﻤﻭﺯ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻭﻋﻭﺍﻤل ﺍﻟﺠﻤﻭﺩ ﻓـﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻯ. ﻭﺃﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﻨﻤﻭﺫﺝ ﻤﻥ ﺤﺩﻴﺜﻬﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، )ﺍﻨﻅﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤـﺎﺩﺓ( ﺤﻴﺙ ﺘﻭﻀﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻰ ﻻ ﺘﺸـﻴﺭ ﻓﻘـﻁ ﺇﻟـﻰ ﻤﺠـﺭﺩ ﺍﻟﺘـﻭﺍﺘﺭ ﺍﻹﺤﺼﺎﺌﻰ ﻟﺴﻠﻭﻙ ﻤﻌﻴﻥ ﻓﺤﺴﺏ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﻌﺩﺍ ﺘﻭﺠﻴﻬﻴﺎ ﻜﺫﻟﻙ، ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﹰ ﺒ ﹰ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩ )ﺃﻯ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ( ﻫﻭ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﻤﺘﻭﻗـﻊ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻁﻠـﻭﺏ ﻤـﻥ ﺃﻓـﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺘﺤﺕ ﻜل ﻅﺭﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ. ﻭﻟﻜﻥ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﺍﻟﺩﻴﻨﺎﻤﻰ ﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﺘﻼﺤﻅ ﺍﻟﻤﺅﻟﻔﺔ ﺃﻥ "ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻗﺩ ﺘﺭﺍﺠﻌﺕ ﻓﻰ ﺍﻷﻨﺜﺭﻭﺒﻭﻟﻭﺠﻴﺎ، ﻭﻟﻡ ﻴﻌﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﺒﻨﻔﺱ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻜﺎﻥ ﻴﻨﺴﺒﻬﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻤﺜل ﺴﻤﻨﺭ )ﻓﻰ ﻜﺘﺒـﺎﻩ ﺍﻷﺸـﻬﺭ، ٦٠٩١( ﺜﻡ ﻤﻥ ﺒﻌﺩﻩ ﻤﺎﻟﻴﻨﻭﻓﺴﻜﻰ ﻭﻓﻭﺭﺘﺱ، ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜـﺎﻨﻭﺍ ﻴﻌﺩﻭﻨـﻪ ﺒـﺅﺭﺓ ﻟﻠﺒﺤـﺙ ﺍﻷﻨﺜﺭﻭﺒﻭﻟﻭﺠﻰ. ﻓﻘﺩ ﺍﺘﺠﻬﺕ ﺍﻷﻨﺜﺭﻭﺒﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﺒﺩﻻ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺇﻟﻰ ﻫﺠﺭ ﺍﻟﺘـﺭﺍﺙ ﹰ ﺍﻟﺜﺎﺒﺕ ﺍﻟﺫﻯ ﻟﻴﺱ ﻟﻪ ﻋﻤﺭ ﻤﺤﺩﺩ، ﻭﺍﻟﺫﻯ ﻴﻭﺤﻰ ﺒﻪ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻭﺍﻻﺘﺠﺎﻩ
- 16. ﻨﺤﻭ ﺘﺤﻠﻴل ﺍﻷﻓﻌﺎل ﺍﻟﺘﻰ ﺘﺨﻠﻕ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋل ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻰ". ﻭﻁﺒﻴﻌﻰ ﺃﻥ ﺘﺒﻠﻎ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﻨﺔ ﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﻤﻴﺔ ﺫﺭﻭﺘﻬﺎ ﻓﻰ ﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﻤﺅﻟﻔﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻤﺭﺩ، ﻓﺘﺒﺩﺃ ﺒﺎﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﻤﺭﺩ ﺘﻤﺜل ﻭﺍﻟﺜﻭﺭﺓ. ﻭﺘﻠﻔﺕ ﻨﻅﺭﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺘﻤﺭﺩ، ﻭﻜﻴﻑ ﺃﻥ "ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻷﻨﺜﺭﻭﺒﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻤﺭﺩ ﺘﻤﺜل ﻤﻴﺩﺍﻨﺎ ﺃﺨﺎﺫﺍ ﻤـﻥ ﹰ ﹰ ﻤﻴﺎﺩﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺙ، ﻷﻥ ﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﺘﻤﺭﺩ ﺘﻤﺜل ﻟﺤﻅﺎﺕ ﺃﺯﻤﺔ ﻭﺘﻭﺘﺭ ﺘﺘﻀﺢ ﻓﻴﻬﺎ ﺒﻜل ﺠﻼﺀ ﻨﻭﺍﺤﻰ ﺍﻟﻀﻌﻑ ﻭﻨﻭﺍﺤﻰ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﻤﻨﺔ. ﻜﻤﺎ ﺘﺘﺠﻠﻰ ﻓﻴﻬـﺎ ﻨﻘـﺎﻁ ﺍﻻﻨـﺩﻤﺎﺝ ﻭﺍﻻﻨﺸﻁﺎﺭ ﻓﻰ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻰ". ﻭﺘﺒﺭﺯ ﺍﻟﻤﻭﺴﻭﻋﺔ ﻓﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﻜﻴﻑ ﺃﻥ "ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺤﺭﻜـﺎﺕ ﺍﻟﺘﻤـﺭﺩ ﺍﻟﺘـﻰ ﺸﻬﺩﻫﺎ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﻗﺩ ﺩﺤﻀﺕ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴـﺔ ﻋـﻥ ﺍﻟﻨﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻭﺍﻟﻘﺩﺭﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺭﻭﻴﺔ. ﻓﻘﺩ ﺃﻅﻬـﺭﺕ ﺍﻟﺸـﻌﻭﺏ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺭﻭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﺍﻡ ﻗﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﺭﺩ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻀﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤـﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻰ ﻗﺩ ﻴﺠﺭﻯ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ﺒﻠﻐﺔ ﺩﻴﻨﻴﺔ، ﺃﻭ ﺘﺘﺨﺫ ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ﺃﺨﺭﻯ ﺸﻜل ﺍﻟﺤﺭﻜﺎﺕ ﹰ ﹰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺘﺔ ﺃﻭ ﻜﻠﻴﻬﻤﺎ ﻤﻌﹰ، ﻭﺍﻟﺘﻰ ﺘﺴﺘﻬﺩﻑ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋـﺔ ﺎ ﺍﻟﻤﺴﻴﻁﺭﺓ ﻗﻬﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ..." )ﺍﻨﻅﺭ ﻤﺎﺩﺓ: ﺘﻤﺭﺩ(. ﹰ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﺭﻋﻴﺔ ﺇﻁﺎﺭ ﻟﻠﺘﺤﻠﻴل ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﺘﺘﻤﻴﺯ ﻭﺘﻭﺴﻡ ﺒﺩﺭﺠﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻤـﻥ ﺍﻻﺘﺴـﺎﻕ ﻓـﻰ ﻋﻨﺎﺼﺭﻫﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﻋﺎﺩﺍﺘﻬﺎ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ ﺘﺘﻜـﻭﻥ ﻋﺎﺩﺓ ﻤﻥ ﻜﺘل ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻨﻁﻠﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻔﺭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻓﺴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﺎ. ﻭﻓﻰ ﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻨﻭﻉ – ﻭﻟﻴﺱ ﺍﻻﺘﺴﺎﻕ – ﺘﺒﺩﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ ﺍﻟﻤﺴـﻴﻁﺭﺓ ﻜﻤﺎ ﻟﻭ ﺃﻨﻬﺎ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻓﺭﺽ ﻗﻴﻤﻬﺎ ﻭﻤﻌﺎﻴﻴﺭﻫﺎ ﻭﻟﻐﺘﻬـﺎ، ﻭﺃﺴـﺎﻟﻴﺒﻬﺎ ﻓـﻰ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ – ﻤﻥ ﺨﻼل ﻗﻭﺘﻬﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ – ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤـﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓـﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻔﺭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﻀﻌﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﺔ. ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺘﺤﻘﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻤـﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻰ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﻰ ﻟﻠﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﻭﺃﻨﻤﺎﻁ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ، ﺃﻭ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﺤﺘﻜﺎﺭ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻻﺘﺼﺎل ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭﻯ )٦(. ﻭﺇﺫﺍ ﺃﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻓﻰ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﺭﻋﻴﺔ ﻓﺴﻭﻑ ﻨﺘﺒﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻴـﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺘﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺘﺘﺒﻠﻭﺭ ﻭﺘﺘﻤﺤﻭﺭ ﻜﺤـل ﺠﻤﻌـﻰ، ﺃﻭ ﺤـل ﻤﺘﺠـﺩﺩ، ﻟﻠﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻨﺎﺠﻤﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻁﻤﻭﺤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺒﻁﺔ ﻟﻘﻁﺎﻋﺎﺕ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ – ﻜﺎﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻰ ﺤﺩﻴﺜﻨﺎ ﻫﻨﺎ – ﺃﻭ ﻟﻭﻀﻌﻬﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻰ ﺍﻟﻤﻠﺘﺒﺱ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ )ﻜﺎﻟﺸﺒﺎﺏ ﺃﻴﻀﺎ ﹰ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻟﻡ ﻴﻌﻭﺩﻭﺍ ﺃﻁﻔﺎﻻ ﺒﻌﺩ، ﻭﻟﻡ ﻴﺼﺒﺤﻭﺍ ﺒﻌﺩ ﻜﺒﺎﺭﺍ ﻤﺴﺌﻭﻟﻴﻥ. ﻓﻭﻀﻌﻬﻡ ﻨﻤﻭﺫﺝ ﻤﺜﺎﻟﻰ ﹰ ﹰ ﻟﻠﻭﻀﻊ ﺍﻟﻤﻠﺘﺒﺱ(.
- 17. ﻭﻫﻜﺫﺍ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻔﺭﻋﻴﺔ ﻜﻴﺎﻨﺎﺕ ﻤﺘﻤﻴﺯﺓ ﻋﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻷﻜﺒﺭ )ﺍﻷﻡ(، ﻭﻟﻜﻨﻬـﺎ ﺘﺴﺘﻌﻴﺭ ﻤﻨﻬﺎ ﺭﻤﻭﺯﻫﺎ ﻭﻗﻴﻤﻬﺎ ﻭﻤﻌﺘﻘﺩﺍﺘﻬﺎ. ﻭﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﺎ ﺘﻌﺭﻀﻬﺎ ﻟﻠﺘﺸﻭﻴﻪ، ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐـﺔ، ﹰ ﺃﻭ ﺘﻘﻠﺒﻬﺎ ﺭﺃﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺏ. ﻭﺃﺸﻬﺭ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﻴﺴﺘﺨﺩﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﺭﻋﻴﺔ ﹰ ﻓﻰ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻟﻼﻨﺤﺭﺍﻑ، ﻭﺩﺭﺍﺴـﺎﺕ ﺍﻟﺸـﺒﺎﺏ. ﻭﺴﻭﻑ ﻨﺘﺒﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺭﺅﻯ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺩﺓ ﻤﻥ ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻔﻴﺩ ﺍﻵﺨﺭ، ﻭﺃﻥ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﺭﻋﻴﺔ، ﻭﺘﻌﺎﻤﻠﻬﺎ ﻤﻊ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻷﻡ، ﻭﺘﻔﺎﻋﻼﺘﻬﺎ ﻤﻊ ﻨﻅﺎﺌﺭﻫـﺎ ﻤـﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓـﺎﺕ ﺍﻟﻔﺭﻋﻴﺔ، ﻭﻤﻊ ﺃﻋﻀﺎﺌﻬﺎ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ … ﺇﻟﺦ ﻜل ﺫﻟﻙ ﻜﺒﻴﺭ ﺍﻟﺩﻻﻟﺔ ﻋﻅﻴﻡ ﺍﻟﻨﻔﻊ ﻓﻰ ﺩﺭﺍﺴـﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ. ﻭﻴﺸﻴﺭ ﺠﻭﺭﺩﻭﻥ ﻤﺎﺭﺸﺎل ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻤﻼﺤﻅﺔ ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯ ﻟﺭﻭﺒﺭﺕ ﻤﻴﺭﺘـﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻰ ﺤﻭل ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻓﻰ ﺼﻴﺎﻏﺘﻪ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﺇﻤﻴل ﺩﻭﺭﻜـﺎﻴﻡ ﻋﻥ ﺍﻷﻨﻭﻤﻰ )ﺍﻟﻼﻤﻌﻴﺎﺭﻴﺔ(، ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﻤﺩﺭﺴﺔ ﺸﻴﻜﺎﻏﻭ ﺍﻟﺘﻰ ﻟﻌﺒﺕ ﺩﻭﺭﺍ ﻓﺎﺌﻘﺎ ﻓـﻰ ﹰ ﹰ ﺒﻠﻭﺭﺓ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻡ. ﻭﻗﺩ ﺫﻫﺏ ﺃﻟﺒﺭﺕ ﻜﻭﻫﻥ )ﻓﻰ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺍﻟﻤﻨﺤﺭﻓﻭﻥ، ﺍﻟﺼـﺎﺩﺭ ﻋﺎﻡ ٥٥٩١( ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻔﺭﻋﻴﺔ ﺍﻻﻨﺤﺭﺍﻓﻴﺔ ﺘﺘﻜﻭﻥ ﺤﻭل ﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﺔ ﻋﻨـﺩ ﺍﻟﻤﺭﺍﻫﻘﻴﻥ. ﻭﺘﻨﺎﻭل ﺒﺎﻟﻭﺼﻑ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﺍﻹﺤﺒﺎﻁ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﺔ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﺴﺘﺸﻌﺭﻩ ﺸـﺒﺎﺏ ﺃﺴﺭ ﺍﻟﻁﺒﻘﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﺔ، ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺘﻌﻠﻤﻬﻡ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ – ﻓﻰ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ، ﻭﻓﻰ ﻏﻴﺭ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﺃﻴﻀـﺎ – ﹰ ﺃﻥ ﻴﺘﻁﻠﻌﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻗﻴﻡ ﺍﻟﻁﺒﻘﺔ ﺍﻟﻭﺴﻁﻰ. ﻭﻟﻜﻨﻬﻡ ﻴﺠﺩﻭﻥ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ، ﻤﻊ ﺫﻟﻙ، ﻤﺭﺒﻭﻁﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﺹ ﺍﻟﻤﺘﺎﺤﺔ ﻟﻬﻡ ﻜﺄﺒﻨﺎﺀ ﻁﺒﻘﺔ ﻋﻤﺎﻟﻴﺔ. ﻟﻬﺫﺍ ﻴﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﻔﺘﻘﺭ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﻔﺭﺹ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ، ﻓﺈﻨﻪ ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺇﺤﺭﺍﺯ ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﺔ ﺇﻻ ﻭﺴﻁ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﻓﺭﻋﻴﺔ ﺘﺘﺴﻡ ﺒﺄﻨﻬـﺎ ﻤﻌﺎﺭﻀﺔ، ﻭﺼﺭﻴﺤﺔ ﺃﻭ ﻤﺅﺜﺭﺓ ﻓﻰ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﻨﻔﺴﻬﺎ، ﻭﻤﻐﺭﻗﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠـﻕ ﺒـﺎﻟﻤﺘﻊ ﻭﺍﻟﻠﺫﺍﺕ، ﻭﺍﻟﻘﻴﻡ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻨﻔﻌﻴﺔ. ﻭﺭﺒﻁ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺍﻹﺠﺭﺍﻡ ﻜﻠﻭﺍﺭﺩ ﻭﻟﻭﻴﺩ ﺃﻭﻫﻠﻴﻥ )ﻓﻰ ﻜﺘﺎﺒﻬﻤﺎ: ﺍﻻﻨﺤﺭﺍﻑ ﻭﺍﻟﻔﺭﺼـﺔ، ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﺎﻡ ٠٦٩١( ﺒﻴﻥ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻼﻤﻌﻴﺎﺭﻴﺔ ﻭﻨﻅﺭﻴﺔ ﺇﺩﻭﻴﻥ ﺴﺫﺭﻻﻨﺩ ﻋـﻥ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻁﺔ ﺍﻟﻔﺎﺭﻗﺔ، ﻭﺍﻨﺘﻬﻴﺎ ﻤﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺘﻭﺘﺭ ﺒﺄﻨﻪ ﻤﺤﺼﻠﺔ ﺍﻹﺤﺒـﺎﻁ ﺍﻟﻤﺘﺼـﻭﺭ ﻟﻠﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻋﺔ ﻓﻰ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﺘﻰ ﺃﻟﻔﻭﺍ ﺍﻟﺘﻁﻠﻊ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻭﺘﺸﺒﻌﻭﺍ ﺒﻬﺎ )ﻭﻫـﻰ ﻓﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﻁﺒﻘﺔ ﺍﻟﻭﺴﻁﻰ(. ﻭﻗﺩ ﺘﻭﺼل ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺤـل ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﺘﻭﺘﺭ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺘﺤﻭل ﺇﻟﻰ ﺘﺒﻨﻰ ﺍﻟﻔﺭﺹ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻋﺔ ﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻁﺒﻘﺔ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻴـﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻰ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﻨﺘﻤﻭﻥ ﺇﻟﻴﻪ. ﻭﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﻤﺎ ﻴﺘﻴﺤﻪ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﻠـﻰ ﻤـﻥ ﻓﺭﺹ ﻤﺸﺭﻭﻋﺔ، ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻘﺩﻡ ﻭﺴﺎﺌل "ﺇﺠﺭﺍﻤﻴﺔ" ﺃﻭ "ﺼﺭﺍﻋﻴﺔ" ﻟﺘﺤﻘﻴـﻕ ﺍﻟﻨﺠـﺎﺡ. ﺃﻤـﺎ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ "ﺍﻹﻨﺴﺤﺎﺒﻰ" )ﻜﺘﻌﺎﻁﻰ ﺍﻟﻤﺨﺩﺭﺍﺕ ﻤﺜﻼ( ﻓﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺇﺨﻔـﺎﻕ ﻤﻀـﺎﻋﻑ ﻓـﻰ ﹰ ﺇﺤﺭﺍﺯ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻋﺔ ﻭﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻋﺔ ﻓﻰ ﺍﻵﻥ ﻤﻌﺎ. ﹰ
- 18. ﻭﻗﺩ ﺍﻋﺘﻤﺩﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺔ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻔﺭﻋﻴﺔ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﺍ ﻜﺒﻴﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘـﺭﺍﺙ ﹰ ﹰ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻰ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻗﺩﻤﺕ ﺇﺴﻬﺎﻤﺎﺕ ﻭﺭﺅﻯ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻓﻰ ﺫﻟﻙ. ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺘﻠﻙ ﺍﻹﺴﻬﺎﻤﺎﺕ ﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﻟﺜﻘﺎﻓﺘﻬﻡ ﺍﻟﻁﺒﻘﻴﺔ، ﻭﺍﺭﺘﺒﺎﻁ ﺫﻟﻙ ﺒﺜﻘـﺎﻓﺘﻬﻡ ﺍﻟﻔﺭﻋﻴـﺔ، ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻹﺴﻬﺎﻡ ﺍﻷﻫﻡ ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻰ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻔﺭﻋﻴﺔ ﻜﻤﺴﺎﺭﺡ "ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺍﻟﻁﻘﻭﺱ". ﻭﺍﻫﺘﻤﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺔ ﻜﺫﻟﻙ ﺒﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻓﻬﻡ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﺴﻠﻭﺏ ﻓﻰ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻔﺭﻋﻴﺔ. ﻭﻓﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﻴﺫﻫﺏ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻔﺭﻋﻴﺔ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻨﺸـﺄ ﻜﺄﺸﻜﺎل ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﺍﻟﺭﻤﺯﻴﺔ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﻌﻜﺱ ﺒﻌﺽ ﺠﻭﺍﻨـﺏ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻰ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ، ﻜﺎﻟﻤﺩﺍﺭﺱ، ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﺎﺒﻴﺔ … ﺇﻟﺦ ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻔﺭﻋﻴﺔ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺸﺒﻜﺎﺕ ﺃﻭﺴﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺘﺠﻤـﻊ ﺍﻷﻓـﺭﺍﺩ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺒﺤﺜﻭﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻜﻴﺩ ﺍﻹﺤﺴﺎﺱ ﺒﺎﻻﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﺸﻌﺭﻭﻥ ﺒﻪ، ﻜﺒﻌﺽ ﻗﻁﺎﻋـﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ. ﻭﻗﺩ ﻭﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﺭﻋﻴﺔ ﺍﻨﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﻤﻥ ﻨﻭﺍﺡ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ. ﻓﺫﻫﺏ ﺍﻟـﺒﻌﺽ ﺇﻟﻰ ﺍﺘﻬﺎﻤﻬﺎ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﺘﺒﺎﻟﻎ ﻓﻰ ﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻻﺨﺘﻼﻓﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﺭﻭﻕ )ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻰ ﻗﺩ ﺘﺒﺎﻟﻎ ﻓﻰ ﺘﻘـﺩﻴﺭ ﺍﻟﺘﺠﺎﻨﺱ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻰ( ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﺘﺄﺴﺱ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﻌﻤﺭ )ﺍﻟﺠﻴل(، ﺃﻭ ﺍﻟﻁﺒﻘﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ. ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻷﻫﻡ ﻟﺘﻠﻙ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ، ﻭﻫﻭ ﻨﻘﺩ ﻟﻡ ﻴﺒﻌﺩ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻋﻥ ﺘﺄﻴﻴﺩ ﻭﺠﻬـﺔ ﹰ ﻨﻅﺭﻨﺎ ﻫﻨﺎ، ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ، ﺃﻭ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺤﺩﺍﺜﺔ ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﻀﻌﻑ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﻜﺄﺩﺍﺓ ﻟﺘﺤﻠﻴل ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ. ﻭﺫﻟـﻙ ﻋﻠـﻰ ﺃﺴـﺎﺱ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻨﻭﻉ ﻭﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻫﻭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﻤﻰ ﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺤﺩﺍﺜﺔ. ﻜﻤﺎ ﻴﺫﻫﺏ ﻨﻘﺎﺩ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﺭﻋﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻪ ﻟﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺘﺴﺘﻭﻋﺏ ﺒﻴﻥ ﺠﻨﺒﺎﺘﻬﺎ ﻁﺎﺌﻔﺔ ﻋﺭﻴﻀـﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻑ ﻭﺍﻟﺭﺅﻯ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻰ ﻟﻴﺴﺕ ﻤﺘﺴﻘﺔ ﺃﻭ ﻤﺘﻨﺎﻏﻤﺔ ﻤﻊ ﺒﻌﻀـﻬﺎ ﺍﻟـﺒﻌﺽ ﺘﻤﺎﻡ ﺍﻻﺘﺴﺎﻕ. ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺼﺒﺢ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻌﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺼﻴﺎﻏﺔ ﺃﺤﻜـﺎﻡ ﻭﻗﻀـﺎﻴﺎ ﻗﺎﻁﻌـﺔ ﺃﻭ ﻤﺤﺩﺩﺓ. ﻭﻴﻠﻔﺕ ﻨﻅﺭﻨﺎ ﻨﻘﺩ ﻭﺠﻬﻪ ﺴﺘﺎﻨﻠﻰ ﻜﻭﻫﻥ ﺇﻟﻰ ﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﺭﻋﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻰ ﺃﺸﺭﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﺸﺘﻬﺭ ﺒﺎﺴﻡ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﺒﺎﻟﻁﻘﻭﺱ. ﻭﻫﻭ ﻨﻘﺩ ﻗﺎﺱ ﻗﺭﺭ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻓﻙ ﺍﻟﺭﻤﻭﺯ ﺃﻭ ﺸﻔﺭﺓ ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﺘﺒﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻔﺭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻨﺩﺭﺴـﻬﺎ )ﻭﻀﺭﺏ ﻤﺜﻼ ﺒﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺒﺎﻨﻙ (Punkﺇﻨﻤﺎ ﺘﺼﺩﺭ ﻋﻥ ﺁﺭﺍﺀ ﻤﻨﺤﺎﺯﺓ ﺫﺍﺕ ﻤﻭﺍﻗـﻑﹰ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻤﺴﺒﻘﺔ، ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺕ ﻤﻘﻨﻌﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ. ﻭﺍﻟﺴﺒﺏ ﻓﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻟﻡ ﺘﺴﺘﻬﺩﻑ ﻤﺨﺎﻁﺒﺔ ﺍﻟﻨﻭﺍﻴﺎ ﺍﻟﻤﻌﻠﻨﺔ ﻟﻸﺸﺨﺎﺹ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺒﺤﻭﺙ )٧(. ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﺭﻋﻴﺔ ﻗﺩ ﻻ ﺘﻅل ﻓﻰ ﻨﻔﺱ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﺍﻡ، ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ
- 19. ﺃﻥ ﻴﺘﺨﺫ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻀﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﻁﺭﺓ ﻓـﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ ﺍﻟـﺫﻯ ﺘﻌﻴﺵ ﻓﻰ ﻅﻠﻪ. ﻋﻨﺩﺌﺫ ﺘﺭﻓﺽ ﺃﻜﺜﺭ ﻗﻴﻤﻬﺎ ﻭﻤﻌﺎﻴﻴﺭﻫﺎ ﺃﻫﻤﻴـﺔ، ﻭﺘﺘﺤـﻭل ﺇﻟـﻰ ﻤـﺎ ﻴﻌﺎﺭﻀﻬﺎ، ﻭﺘﺼﺒﺢ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﻤﻀﺎﺩﺓ. ﻭﻗﺩ ﺸﺎﻉ ﺇﻁﻼﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺢ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻋﺎﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻁﻼﺏ، ﻭﻋﻠﻰ ﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻬﻴﺒﻴﺯ، ﺍﻟﺘﻰ ﻜﺎﻨﺕ ﻁﺭﻓﺎ ﻓﻰ ﺼﺭﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻰ ﹰ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎﺕ. ﻭﻟﻜﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺎﺌﺯ – ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ – ﺃﻥ ﻴﺴﺘﺨﺩﻡ ﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﻨﻁـﺎﻕ ﹰ ﺃﻭﺴﻊ ﻭﻋﻠﻰ ﺤﺎﻻﺕ ﺃﻜﺜﺭ ﺘﻨﻭﻋﺎ. ﹰ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ: ﺜﻘﺎﻓﺔ ﻓﺭﻋﻴﺔ: ﻴﻠﺨﺹ ﻟﻨﺎ ﺠﻭﺭﺩﻭﻥ ﻤﺎﺭﺸﺎل ﺇﺠﻤﺎﻉ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ ﻋﻠـﻰ ﺘﻭﺼـﻴﻑ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻜﺜﻘﺎﻓﺔ ﻓﺭﻋﻴﺔ. ﻭﻴﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺸـﺨﻴﺹ ﻜـﺎﻥ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺠﺩل ﻤﻬﻡ ﻭﻤﺅﺜﺭ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻴﻴﻥ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ، ﻭﻨﻘـﺎﺩﻫﻡ ﻤـﻥ ﻨﺎﺤﻴـﺔ ﺃﺨﺭﻯ. ﻭﺘﻔﺴﺭ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻭﺴﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺇﻤﺎ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻓﻰ ﺘﺠﺭﺒﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﻫﻘﺔ، ﺃﻭ ﺘﻼﻋﺏ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﺒﺄﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻰ ﺍﻹﻨﻔﺎﻕ ﻭﺘﻤﻀـﻴﺔ ﻭﻗـﺕ ﺍﻟﻔﺭﺍﻍ ﺒﻔﻌل ﺍﻹﻋﻼﻨﺎﺕ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺘﺄﺜﻴﺭﺍﺕ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻻﺘﺼﺎل ﺍﻟﺠﻤـﺎﻫﻴﺭﻯ. ﻭﺘﺅﻜـﺩ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ – ﻜﻤﺎ ﺴﻨﺭﻯ ﺘﻔﺼﻴﻼ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻌﺩ – ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺼل ﻓﻰ ﺍﻟﻭﻅﺎﺌﻑ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺒﻴﺕ، ﹰ ﻭﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ، ﻭﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﻴﺠﻌل ﺍﻟﻤﺭﺍﻫﻘﻴﻥ ﻴﺯﺩﺍﺩﻭﻥ ﺍﺨﺘﻼﻓﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﻴﻥ، ﻜﻤﺎ ﻴﺠﻌﻠﻬﻡ ﹰ ﺃﻜﺜﺭ ﻭﻋﻴﺎ ﺒﺫﻭﺍﺘﻬﻡ، ﻭﺃﻜﺜﺭ ﺘﺄﺜﺭﺍ ﺒﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺭﻓﺎﻕ ﻤﻥ ﺘﺄﺜﺭﻫﻡ ﺒﺭﻋﺎﻴﺔ ﺍﻟﻭﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭﻏﻴﺭ ﹰ ﹰ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﺜﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺒﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ. ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻅﺭﻑ ﺨﺎﺹ ﻴﺭﺘﺒﻁ ﺒﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴـﺔ، ﺨﺎﺼـﺔ ﺃﻤﺭﻴﻜـﺎ، ﻴﺘﺼـل ﺒﺎﻟﺭﻓﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻟﻠﻤﺭﺍﻫﻘﻴﻥ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﻠﺕ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ، ﺨﺎﺼـﺔ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻫﻡ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﻴﻌﻤﻠﻭﻥ ﻭﻴﻜﺴﺒﻭﻥ .. ﻜل ﺫﻟﻙ ﺴﺎﻋﺩ ﻋﻠﻰ ﺨﻠﻕ ﺴﻭﻕ ﻜﺒﻴﺭ ﻭﻤـﺭﺒﺢ ﻟﺘﺩﺍﻭل ﺍﻟﺴﻠﻊ ﻭﺍﻟﺨﺩﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻭﺠﻬﺔ ﺒﺎﻟﺫﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﻠﻜﻴﻥ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ. ﻭﻗﺩ ﺸـﺠﻊ ﺫﻟـﻙ ﻋﻠﻰ ﻅﻬﻭﺭ ﺍﻟﻤﻭﻀﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﻤﻤﻴﺯﺓ ﻟﻬﻡ ﻓﻰ ﻋـﺎﻟﻡ ﺍﻷﺯﻴـﺎﺀ، ﻭﺍﻟﻤﻭﺴﻴﻘﻰ، ﻭﻗﻀﺎﺀ ﻭﻗﺕ ﺍﻟﻔﺭﺍﻍ. ﻭﻜﺜﻴﺭ ﻤﻨﻬﺎ ﻅﻬﺭ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻰ ﺃﺴﺎﺴﺎ. ﹰ ﻭﻴﺫﻫﺏ ﺒﻌﺽ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺩﺍﻡ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻰ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﺠﻴﺎل ﻗﺩ ﺤل ﻤﺤل ﺍﻟﻁﺒﻘﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﺒﻭﺼﻔﻬﺎ ﺍﻟﺸﻜل ﺍﻷﺴﺎﺴﻰ ﻟﻠﺼـﺭﺍﻉ ﻓـﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ ﺍﻟﺼـﻨﺎﻋﻰ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ. ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻁﺒﻘﺔ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺘﻠﻌﺏ ﺩﻭﺭﺍ ﺒﺎﺭﺯﺍ ﻓﻰ ﺘﺸﻜﻴل ﻤﻀﻤﻭﻥ ﺜﻘﺎﻓـﺎﺕ ﹰ ﹰ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ. ﻭﻴﺸﻴﺭ ﺠﻭﺭﺩﻭﻥ ﻤﺎﺭﺸﺎل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺤﻭﺙ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﻤﻴـﺯ ﺒـﻴﻥ ﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻁﻼﺏ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻨﺘﻤﻭﻥ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻁﺒﻘﺔ ﺍﻟﻭﺴـﻁﻰ ﻤـﻥ ﻨﺎﺤﻴـﺔ، ﹰ ﻭﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻨﻭﺍﺼﻰ ﺃﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻔﻅﺔ ﻟﻨﻅﺭﺍﺌﻬﻡ ﻤﻥ ﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻁﺒﻘﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﺔ ﻤـﻥ ﻨﺎﺤﻴـﺔ ﺃﺨﺭﻯ. ﻭﺘﺭﻯ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﺍﻷﻭل ﻤﻥ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻴﺤﺎﻭل ﺃﻥ ﻴﺴﺩ ﺍﻟﻔﺠﻭﺓ
- 20. ﺒﻴﻥ ﺍﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﺍﻻﻤﺘﺜﺎل ﺍﻟﺴﺎﻋﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻨﺠﺎﺯ ﻭﺍﺨﺘﻼﻑ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺭﺍﻫﻘﺔ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻰ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﺎ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻫﻰ ﻤﺤﻭﺭﻫﺎ ﻭﻤﻭﻀﻭﻋﻬﺎ ﺍﻷﺴﺎﺴـﻰ. ﺃﻤـﺎ ﺜﻘﺎﻓـﺎﺕ ﹰ ﺍﻟﻨﻭﺍﺼﻰ، ﻓﻰ ﻤﻘﺎﺒل ﻫﺫﺍ، ﻓﺘﻌﺩ ﺍﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﻟﻔﺸل ﺍﻟﻁﺒﻘﺔ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴـﻰ. ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﻬﻰ ﺘﺘﻤﺭﻜﺯ ﺤﻭل ﻋﺼﺎﺒﺔ ﺍﻟﺤﻰ ﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ، ﻭﺘﻤﺜل ﺴﻌﻴﺎ ﻋﻥ ﻤﻜﺎﻨـﺔ ﹰ ﺒﺩﻴﻠﺔ، ﺤﺘﻰ ﻟﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻨﺤﺭﻓﺔ، ﺃﻭ ﻫﻭﻴﺔ ﺃﻭ ﻨﺠﺎﺡ ﺒﺩﻴل. ﺃﻤﺎ ﻓﻰ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ﻓﺘﻜﺎﺩ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺘﻨﺤﺼﺭ ﻜﻠﻴﺔ ﻓﻰ ﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻁﺒﻘﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﺔ ﻤـﻥ ﺍﻟﺫﻜﻭﺭ ﻭﺍﻟﺫﻋﺭ ﺍﻷﺨﻼﻗﻰ )٨( ﻤﻥ ﺃﺴﻠﻭﺒﻬﺎ ﻭﻨﺯﻋﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺩﻭﺍﻨﻴـﺔ. ﻭﺘـﺭﻯ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴـﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺭﻜﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺩﺜﺔ ﺃﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺘﻤﺜل ﺍﺤﺘﺠﺎﺠﺎ ﺭﻤﺯﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻅـﻭﺍﻫﺭ ﻤﺜـل ﺘﺤﻠـل ﹰ ﹰ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺠﻴﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻰ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻯ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻁﺒﻘﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﺔ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﻁﺭﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﻌﺘﻘﺩ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺎﻀﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﺃﺸﻜﺎل ﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﻁﺒﻘﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﺔ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﻟﻘﻀـﺎﺀ ﻭﻗـﺕ ﹰ ﺍﻟﻔﺭﺍﻍ )ﻤﺜل ﻜﺭﺓ ﺍﻟﻘﺩﻡ( )٩(. ﻭﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﺍﺴﺘﺠﺩﺕ ﻋﻠﻰ ﻜل ﻤـﻥ ﻋﻠـﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤـﺎﻉ، ﻭﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﻨﻔﺴﻬﺎ، ﺨﺎﺼﺔ ﺨﻼل ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﺎﺕ، ﻗـﺩ ﻋـﺩﻟﺕ ﻜﺜﻴـﺭﺍ ﻤـﻥ ﹰ ﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﻓﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ. ﻓﻘﺩ ﺃﺸﺎﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺫﻭﻭ ﺍﻻﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﻨﺴـﻭﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﺨﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﻤﻥ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﻤﺅﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺸﻭﺭﺓ ﻋﻥ ﺍﻟﺸـﺒﺎﺏ، ﻭﺍﻫﺘﻤـﻭﺍ ﺒﺩﺭﺍﺴـﺔ ﻤﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﺘﺒﺎﻴﻥ ﺍﻟﺭﺍﺠﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻰ )ﺍﻟﺠﻨﺩﺭ( ﻓﻰ ﺜﻘﺎﻓـﺔ ﺍﻟﺸـﺒﺎﺏ. ﻭﺘﻠـﻙ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﻟﻡ ﻨﺒﻠﻐﻬﺎ ﻨﺤﻥ ﺒﻌﺩ ﻓﻰ ﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺘﻨﺎ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ. ﻜﺫﻟﻙ ﺍﺴـﺘﺄﺜﺭﺕ ﺨﺒـﺭﺍﺕ ﺸـﺒﺎﺏ ﺍﻷﻗﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﻗﻴﺔ ﺒﻘﺴﻁ ﻜﺒﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﻴﻥ. ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻷﻫﻡ ﻤﺎ ﻴﺸـﻴﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻤﺎﺭﺸﺎل ﻤﻥ ﺍﻨﻁﻔﺎﺀ ﻓﻜﺭﺓ ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻻﺴﺘﻬﻼﻙ ﻭﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻤﻨـﺫ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﺎﺕ. ﻭﺘﻐﻴﺭﺕ ﺒﺅﺭﺓ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻤﻥ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺒﺴﻭﻕ ﺍﻟﻌﻤل ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺸـﺒﺎﺏ، ﻭﺍﻋﺘﻤـﺎﺩ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻻﺯﺩﻴﺎﺩ ﻤﻌـﺩل ﺍﻟﺒﻁﺎﻟـﺔ ﻭﺘﻌـﺭﺽ ﺍﻟﺸـﺒﺎﺏ ﻟﻠﺘﺸـﻐﻴل ﺍﻟﻤﺭﻥ)٠١(. ﻭﻻﺸﻙ ﺃﻥ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻴﺤﻤل ﻋﺩﺩﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻻﻻﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﹰ ﺍﻟﺘﻰ ﻋﺭﻓﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻁﺭﻓﺎ ﻤﻨﻬﺎ، ﻋﻠﻰ ﺤﻴﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﺭﺍﺤل ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﻟـﻡ ﹰ ﻨﺒﻠﻐﻬﺎ ﺒﻌﺩ. ﻭﻗﺩ ﻟﻔﺘﺕ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟـﻰ ﺍﻨﺘﺸـﺎﺭ ﺜﻘﺎﻓـﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻟﻡ ﺘﺤﺩﺙ ﻤﻥ ﻗﺒل ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﺠﺫﺏ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﻤﺸﺎﺭﻜﺘﻬﻡ ﺒﻌﻴـﺩﺍ ﹰ ﻋﻥ ﺍﻻﻨﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﻁﺒﻘﻰ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻰ، ﺃﻭ ﺍﻻﻨﺘﻤﺎﺀ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻰ )ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻴﻘﻴﻤﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ(، ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻰ ﺍﻟﺫﻯ ﺤﺼﻠﻭﻩ. ﻭﻴﺴﺠل ﻤﺤﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﻤﺤﻤﺩ ﺩﻭﺭ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻰ ﺇﺤﺩﺍﺙ ﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻻﻨﻔﺼﺎل ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺒﺎﻋﺩ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺭﺍﻫﻘﻴﻥ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ، ﻭﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻤـﻥ
- 21. ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ، ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺫﻟﻙ ﺘﻁﻭﻴﺭ ﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﻓﺭﻋﻴﺔ ﺘﺘﺼﺎﺭﻉ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻓﻰ ﻜﺜﻴـﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﻴﺎﻥ. ﻜﻤﺎ ﺘﺴﺠل ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﺎ ﺘﻨﻁﻭﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ ﻤـﻥ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻭﺍﻀﺢ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻀﺔ. ﻭﺘﺭﻯ ﺃﻥ ﻜﺜﻴﺭﻴﻥ ﻤﻤﺎ ﻴﺘﺤﺩﺜﻭﻥ ﻋﻥ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻻ ﻴﻌﺘﺒﺭﻭﻨﻬﺎ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺨﺒﺭﺓ ﺍﻨﺘﻘﺎﻟﻴﺔ، ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻫﻰ ﻓﻰ ﻨﻅﺭﻫﻡ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﻤﻀﺎﺩﺓ ﺘﻌﺒﺭ ﻋـﻥ ﺘﺤـﺩ ﺴﺎﻓﺭ ﻟﻠﻘﻴﻡ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻟﺘﻰ ﻴﻌﺘﺒﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺌﻡ)١١(. ﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺇﺫﻥ ﻭﺍﻗﻊ ﻜﻭﻨﻰ ﻭﻤﺤﻠﻰ ﻓﻰ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻨﻔﺴﻪ، ﻭﻫﻭ ﺜﻤـﺭﺓ ﻤﺘﻐﻴـﺭﺍﺕ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺘﺒﻌﻬﺎ ﻭﻁﺭﺤﻬﺎ ﻟﻠﻨﻘﺎﺵ. ﻭﻫﻰ ﺘﻜﺭﺱ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﺘﺨـﺫﻫﺎ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺭﻗﺔ ﻤﺤﻭﺭﺍ ﻟﻬﺎ ﺘﺒﺭﺭﻫﺎ ﻓﻰ ﻨﻅﺭﻨﺎ ﻤﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻻﺠﺘﻤـﺎﻋﻰ ﺍﻟﺠﺩﻴـﺩ، ﺍﻟـﺫﻯ ﹰ ﺍﺴﺘﻁﺎﻉ ﺃﻥ ﻴﺘﺸﻜل ﻭﻴﺘﺨﺫ ﻤﻼﻤﺢ ﻤﻤﻴﺯﺓ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﺴﺒﻘﺘﻨﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ، ﻭﻫﻭ ﺁﺨﺫ ﻓﻰ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴل ﻭﺍﻟﺘﺒﻠﻭﺭ ﻋﻨﺩﻨﺎ ﺍﻵﻥ، ﻭﺒﻭﺴﻌﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﺭﺼﺩ ﺇﺭﻫﺎﺼﺎﺘﻪ ﻭﺒﺩﺍﻴﺎﺘﻪ ﺍﻷﻭﻟﻰ. ﻭﻓﻰ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﺤﻭﺍل ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﺘﺒﻠﻭﺭ ﺭﺅﻴﺘﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﻤﺘﻐﻴﺭﺍﺘـﻪ ﺍﻟﺘـﻰ ﺴﻨﺤﺎﻭل ﺃﻥ ﻨﺭﺴﻡ ﺒﻌﺽ ﻤﻼﻤﺤﻬﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ. ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﺘﺅﻜـﺩ ﻟﻨـﺎ ﺃﻥ ﹰ ﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺸﺊ ﻤﺨﺘﻠﻑ، ﻷﻨﻪ ﻴﻌﻴﺵ ﻭﺍﻗﻌﺎ ﻤﺨﺘﻠﻔﺎ ﻋﻤﺎ ﻋﺭﻓﻨﺎﻩ ﺃﻭ ﻋﻤﺎ ﻨﻌﺭﻓـﻪ ﺍﻵﻥ، ﹰ ﹰ ﻭﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻻ ﻴﺼﺢ ﺃﻥ ﻨﻘﻭﻤﻪ ﺒﻤﻌـﺎﻴﻴﺭ ﺍﻟﺼـﻭﺍﺏ ﻭﺍﻟﺨﻁـﺄ، ﻭﻻ ﺍﻟﺤـﻼل ﻭﺍﻟﺤﺭﺍﻡ، ﻭﻻ ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﻭﺍﻟﺠﺤﻭﺩ، ﻓﺘﻠﻙ ﻤﻘﻭﻻﺕ ﻨﻅﻠﻤﻬﺎ ﺇﻥ ﺍﺴﺘﺨﺩﻤﻨﺎﻫﺎ ﻫﻨﺎ، ﻜﻤﺎ ﻨﻅﻠـﻡ ﺸﺒﺎﺒﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﻁﺒﻘﻨﺎﻫﺎ ﻋﻠﻴﻪ. ﻭﻴﺘﺒﻨﻰ ﻨﻔﺱ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﻋﺯﺕ ﺤﺠﺎﺯﻯ ﻓﻰ ﺩﺭﺍﺴﺘﻪ ﻋـﻥ ﺍﻟﺸـﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒـﻰ ﻭﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﻴﻭﺍﺠﻬﻬﺎ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﻘﻭل: "ﺇﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻑ ﺍﻟﺘﻰ ﻴﻭﺍﺠﻬﻬـﺎ ﺍﻟﺸـﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻰ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻭﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﻨﻁﻭﻯ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﺘﻜﻴﻑ ﻤﻌﻬﺎ ﺃﻭ ﺤﻠﻬﺎ، ﺠﺩﻴـﺩﺓ ﺒﻐﻴﺭ ﺴﻭﺍﺒﻕ. ﻭﺇﺼﺭﺍﺭﻨﺎ – ﺃﻭ ﺇﺼﺭﺍﺭ ﺒﻌﻀﻨﺎ – ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺼـﻭﺭﺍ ﹰ ﻤﻥ ﺸﺒﺎﺒﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﺇﻏﻔﺎل ﻟﺤﻘﺎﺌﻕ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻫﺎﻤﺔ، ﻭﻓﻴﻪ ﻅﻠﻡ ﻟﻬﻡ ﻓﻰ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻨﻔﺴﻪ. ﻭﻫـﻭ ﻨﻘﻁﺔ ﻴﻨﺸﺄ ﻤﻨﻬﺎ ﺴﻭﺀ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻡ" )٢١(. ﻫﻨﺎﻙ ﺇﺫﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﻭﺍﻟﺘﺭﺘﻴﺒﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺃﺴﻬﻤﺕ ﻭﺘﺴﻬﻡ ﻓـﻰ ﺒﻠﻭﺭﺓ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻜﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺤﺩﻴﺜﺔ، ﺜﻡ ﺘﺒﻠﻭﺭﻫﺎ ﻜﺠﻤﺎﻋﺔ ﺼﺎﻨﻌﺔ ﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺨﺎﺼـﺔ. ﻭﺃﻭل ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻨﺤﺴﺎﺭ ﺩﻭﺭ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻜﻤﺤﺩﺩ ﻟﻨﻭﻉ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻯ ﻷﺒﻨﺎﺌﻬﺎ، ﺃﻭ ﺭﺴﻡ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻯ ﻟﻬﻡ. ﻭﻜﻠﻤﺎ ﺍﺯﺩﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤﺭﻭﻨـﺔ ﻭﺍﻨﻔﺘﺎﺤـﺎ ﹰ ﺯﺍﺩﺕ ﻓﺭﺹ ﺤﺭﺍﻙ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﺍﻟﺫﻯ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺸﻐﻠﻪ ﺃﺴﺭﺘﻪ. ﻜﻤﺎ ﻓﻘﺩﺕ ﺍﻷﺴـﺭﺓ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﻥ ﻤﻭﺍﻁﻥ ﻗﻭﺘﻬﺎ ﻭﻤﻭﺍﻀﻊ ﺴﻁﻭﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺍﻟﻌﻀﻭ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻜﺎﻥ ﻤـﻥ ﺃﺜـﺭ ﹰ ﺫﻟﻙ ﺘﻐﻴﺭ ﻨﻅﺭﺘﻪ ﻫﻭ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺴﺭﺓ، ﻭﻅﻬﺭﺕ ﺃﺸﻜﺎل ﺒﺩﻴﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻷﺴﺭﻴﺔ ﺸـﺩﻴﺩﺓ ﺍﻟﺘﻨﻭﻉ، ﻭﻓﺎﺌﻘﺔ ﺍﻟﺤﺩﺍﺜﺔ، ﻭﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻜل ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺩ .. ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻤﻭﺠـﻭﺩﺓ،
- 22. ﻭﺁﺨﺫﺓ ﻓﻰ ﺍﻻﺯﺩﻴﺎﺩ. ﻭﻤﺎ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﺴﺭﻯ ﻋﻨﺎ ﺒﺒﻌﻴﺩ. ﻭﻫﺫﺍ ﻗﻠﻴل ﻤﻥ ﻜﺜﻴﺭ ﻴﻤﻜﻥ ﺫﻜـﺭﻩ ﻫﻨﺎ. ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺫﻟﻙ ﺸﻬﺩﺕ ﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺘﻨﺎ، ﻭﻤﺎ ﺘﺯﺍل، ﺜﻭﺭﺓ ﻓﻰ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ. ﻓﻬﻭ ﻤـﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺒﺎﺕ ﺃﻭﺴﻊ ﺍﻨﺘﺸﺎﺭﹰ، ﻭﺃﻁﻭل ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﻋﺩﺩ ﺴﻨﻭﺍﺘﻪ، ﺨﺎﺼﺔ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺒﻠﻎ ﻁﺎﻟـﺏ ﺍ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻤﺭﺍﺤﻠﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ. ﻓﻬﻰ ﺜﻭﺭﺓ ﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺒﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺤﻕ، ﻷﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘﻌﻠـﻴﻡ ﻟـﻡ ﻴﻌـﺩ ﻴﻘﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﺩ ﻤﺤﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻨﻭﺍﺕ – ﺃﻴﺎ ﻜﺎﻥ ﻁﻭﻟﻬﺎ – ﻭﺃﺼﺒﺢ ﺘﻌﻠﻴﻤـﺎ ﻤﺴـﺘﻤﺭﺍ ﹰ ﹰ ﹰ ﻭﻤﺘﺠﺩﺩﺍ. ﻓﻠﻡ ﻴﻌﺩ ﻴﺠﺩﻯ – ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﻌﺩ ﻴﻠﺯﻡ – ﺃﻥ ﻴﻠﺨﺹ ﺍﻷﺏ ﻤﺴـﺌﻭﻟﻴﺎﺘﻪ ﻋـﻥ ﹰ ﺘﻌﻠﻴﻡ ﺃﺒﻨﺎﺌﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺒﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ )ﺍﻟﺘﻰ ﻴﺨﺘﺎﺭﻫﺎ( "ﺒﺄﻯ ﻭﺴـﻴﻠﺔ"، ﺜـﻡ ﻴﻔﺭﻍ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ. ﻭﺃﺼﺒﺢ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻷﻫﻡ ﺃﻥ ﻴﻨﺸﺄ ﺍﻻﺒﻥ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﻤل ﺠـﺯﺀ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﻋﻥ ﺘﻌﻠﻴﻡ ﻨﻔﺴﻪ، ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﻨﻭﻉ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ، ﺒل ﻭﺍﺘﺨﺎﺫ ﻗﺭﺍﺭ ﺘﻐﻴﻴـﺭﻩ، ﺃﻭ ﺍﻻﺴﺘﺯﺍﺩﺓ ﻤﻨﻪ، ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻭﻗﻑ ﻋﻥ ﻤﺘﺎﺒﻌﺘﻪ .. ﺇﻟﺦ. ﺇﻥ ﻤﺭﻭﻨﺔ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻰ ﺘﺠﺴﺩ ﺒﻜل ﺠﻼﺀ ﺴﻴﻁﺭﺓ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﺩﻴﻤﻭﻗﺭﺍﻁﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ، ﻭﺒﻌﺽ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﺭﺘﺒﺕ ﻋﻠﻰ ﻤﺭﻭﻨﺔ ﺴﻭﻕ ﺍﻟﻌﻤل. ﻓﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻌﻤل ﻨﻔﺴﻪ ﺃﺼﺎﺒﺘﻪ ﺜﻭﺭﺓ ﻫﺎﺌﻠﺔ، ﻭﺴﻭﻑ ﻴﺘﻌﺭﺽ ﻟﻠﻤﺯﻴﺩ ﻭﺍﻟﻤﺯﻴﺩ ﻤـﻥ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ﺍﻟﻘﺭﻴﺏ. ﻓﺈﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺩﺍﺌﻡ – ﺨـﺎﺭﺝ ﺍﻟﺒﻴـﺕ – ﻅﻬﺭﺕ ﻓﺭﺹ ﻭﺍﺤﺘﻤﺎﻻﺕ ﺃﺨﺭﻯ ﻻ ﺤﺼﺭ ﻟﻬﺎ. ﻓﺄﺼﺒﺢ ﺒﻭﺴﻌﻰ ﺃﻥ ﺃﻋﻤل، ﻭﺃﺘﻭﻗـﻑ ﻟﻔﺘﺭﺓ، ﻜﻤﺎ ﺃﺼﺒﺢ ﺒﺈﻤﻜﺎﻨﻰ ﺃﻥ ﺃﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﻌﻤل ﻤﻥ ﻤﻨﺯﻟﻰ، ﻭﺃﻥ ﺃﺸﻜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﻓـﻕ ﺭﺅﻴﺘﻰ ﻭﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻯ، ﻭﺃﻥ ﺃﻏﻴﺭ ﻨﻭﻉ ﺍﻟﻌﻤل، ﻭﻤﻜﺎﻨﻪ .. ﺇﻟﺦ )٣١(. ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺘﻐﻴﺭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻭﺍﻟﻌﻤل ﻴﺤﻤل ﺩﺍﺨﻠﻪ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻴﺭ، ﻷﻨﻪ ﻴﻔﺴﺢ ﻤﻜﺎﻨـﺎ ﹰ ﹰ ﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺍﻟﺤﺭﺓ ﻁﺎﻟﺒﺎ ﻟﻠﻌﻠﻡ ﺃﻭ ﻤﺅﺩﻴﺎ ﻟﻠﻌﻤل، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻷﺨﻁﺭ ﹰ ﹰ ﺘﺄﺜﻴﺭﺍ. ﻭﻫﻰ ﺘﺤﻭﻯ ﻤﻥ ﻨﺫﺭ ﺍﻟﺴﻭﺀ ﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ ﺘﺤﻤل ﻤﻥ ﺒﺸﺎﺌﺭ ﺍﻟﺨﻴـﺭ. ﻓﻘـﺩ ﻋﺭﻓـﺕ ﹰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺴﺒﻘﺘﻨﺎ ﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﻨﻘﺩ ﺍﻟﺤﺩﺍﺜﺔ )ﺃﻭ ﻤﺎ ﺒﻌـﺩ ﺍﻟﺤﺩﺍﺜـﺔ( ﻭﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﺭﻭﺝ ﻟﻨﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﻙ، ﻓﻰ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺫﻯ ﺴـﻘﻁﺕ ﻓﻴـﻪ ﺍﻟﻤـﺫﺍﻫﺏ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴـﻔﺎﺕ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ، ﻓﺎﻨﻬﺎﺭﺕ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺕ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻴﺔ، ﻭﺘﻨﻜﺭﺕ ﻜﺜﻴـﺭ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌـﺎﺕ ﻟﻠـﻨﻅﻡ ﺍﻟﻠﻴﺒﺭﺍﻟﻴﺔ ﺍﻟﻜﻼﺴﻴﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻁﺭﻓﺔ )ﻜﺎﻟﺘﺎﺘﺸﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺭﻴﺠﺎﻨﻴﺔ(. ﻭﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﻨﺘﻭﻫﻡ ﺃﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﻭﻗﻑ ﻋﻠﻰ ﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺩﻭﻥ ﺃﺨﺭﻯ. ﺇﻥ ﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﻋﺎﻤﺔ ﻻ ﺘﻘﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻠﻴﺒﺭﺍﻟﻴـﺔ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤﺔ، ﻭﻻ ﻫﻰ ﻭﻗﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﻌﺎﻨﻰ ﺁﺜﺎﺭ ﺍﻟﺘﺨﻠـﻑ. ﻓـﺎﻟﻐﻨﻰ ﻭﺍﻟﺜﺭﻭﺓ ﻤﺠﻠﺒﺔ ﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﻓﺽ ﺍﻟﺸﺒﺎﺒﻰ، ﻭﺍﻟﻔﻘﺭ ﻭﺍﻟﺤﺭﻤﺎﻥ ﻤﺒـﺭﺭ ﻟﻬـﺫﺍ ﺍﻟـﺭﻓﺽ ﻭﻻﺸﻙ. ﻭﺘﻠﻙ ﺍﻟﻨﻘﻁﺔ ﺒﺎﻟﺫﺍﺕ ﻫﻰ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﻔﺭﺽ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓـﻰ ﻀـﻭﺀ