SlideShare uma empresa Scribd logo
1 de 20
Baixar para ler offline
السنة الأولي- العدد 1 فبراير ٢٠١٤ 
YR1- ISSUE1- FEB. 2014 
مجلة تهتم بالقصة الومضة وتقنياتها 
تصدر نهاية كل شهر 
آراء النقاد والكتاب حول 
القصة الومضة 
تعتبر القصة الومضة البنت 
الشرعية للقصة القصيرة جدا 
أو الأقصوصة – أقول مازال في 
طور التكوين. 
جمال الجزيري 
محطات في حياة كاتب 
إحسان السباعي 
يَكَا د سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَ ب 
بِالأَبْصَارِ 
وجهات نظرية حول مفهوم الومضة 
ففي كثيرٍ من الصفحاتِ الأدبيَّة المعنيَّةِ بهذا الفنِّ نصد م 
بكثيرٍ منَ الغثِّ ، أما السَّمي ن ال مبتغى ، والحَسَ ن 
ال مشتهى فلا نكا د نعث ر عليهِ إلاَّ بعدَ عناءٍ وطولِ بحثٍ 
وانتظارٍ 
جمعة الفاخري 
حليمة بلقاس 
فضمتها ،لم تكن سوى لغماً فجر جوانحها
إليكم كلمة انطباعية حول فن القصة الومضة: 
الومضة القصصية بين الاستحسان والاستهجان: 
لكل عصر إيقاعاته في مجالات العلم والسياسة والاجتماع والاقتصاد والثقافة 
والأدب...وهذه المجالات متداخلة فيما بينها ، يؤثر بعضها في بعض ويتفاعل معه. وإذا 
كان بعض الأجناس الأدبية متجاوبا مع تطلعات جمهور القراء في فترة ما، ويحظى بمكانة 
رفيعة عندهم، فليس معناه أنه سيستمر في هذه الحظوة عند الأجيال اللاحقة . وينبغي ألا 
يُفهم من هذا الكلام أن هذه الأجناس )الشعر والرواية والمسرح...( فقدت قيمتها الاعتبارية 
والرمزية والوظائفية، بل ما يزال عشاقها كثرا وهم من أصحاب النفس الطويل إبداعا 
وقراءة. غير أن المتغيرات السوسيو ثقافية التي شهدها هذا العصر على كافة الصعد بعامة 
، وعلى الصعيد الرقمي بخاصة جعلت جيل اليوم يميل إلى كل ما هو كثيف وسريع . لهذا 
ازدهر في الأدب المعاصر فن الومضة على يد رواد كبار تفرغوا له كتابة وقراءة ، وقد 
ساعدهم في الانتشار السريع العالمُ الرقمي ، فأسسوا مجموعات تُعنى بهذا الفن الوليد، 
وعلى سبيل المثال: "مجموعة القصة الومضة" ، و"سنا الومضة" ، وقد تم تخصيص 
مسابقات يومية أوأسبوعية للتباري والإجادة في هذا المجال، مما كان له دور فعال في 
ظهور أقلام متميزة تعد بالعطاء الكثير...وليس غريبا أن يقف بعض الرافضين لهذا الفن 
ناكرين لأجناسيته وجدواه ، لأن آفاق انتظارهم تعودت الاستجابة للأجناس الأدبية 
المهعهودة من شعر ورواية ومسرح ويوميات وسيرذاتية...ولا يقبلون على أنفسهم تغييرها 
لتساير ما يعتبرونة موجة جديدة غير ذات جدوى. إن مسألة قبول أو رفض الجديد ليست 
مسألة جديدة ، بل هي ظاهرة صحية في كل الأزمان، فالعودة إلى الوراء قليلا ، رفض 
الكثيرون حينها رواية: "زينب" لمحمد حسين هيكل ، وقد وقعها في أول مرة باسم: "فلاح 
مصري" تجنبا لذكر اسمه الحقيقي...وعليه ففن الومضة القصصية شق طريقه إلى غير 
رجعة ، وكثرت أقلامه وتنوعت ، ولا يمكن لأحد أن يوقف عجلة هذا الفن الوليد والممتع. 
عبدالله الواحدي 
مجموعة سنا الومضة 
مجموعة ادبية متخصصة في القصة الومضة.تضم المجموعة نخبة من مبدعي الومضة 
في الوطن العربي.والذين جمعهم _على تباعد مسافاتهم_حب هذا اللون القصصي الجديد 
والذين يعملون بصبرٍ ومثابرة وطموح جاد لاستقرار أساسه وأصوله ملتزمين بما اسس له 
كبار الرواد العالمين لهذا الفن كهارفى ستابرو،والرواد العرب من النقاد كمحمد رمصيص 
وفايز الداية وياسر قبيلات ،ومن المبدعين العرب كمجدى شلبى. 
ومن انشطة المجموعة 
عمل مسابقة اسبوعية بين المبدعين لاختيار افضل ثلاثة نصوص منتقاة من خلال لجنة 
تحكيم مكونة من مجموعة من الاساتذة المتخصصون وتضم اللجنة: 
الاستاذ عبد السلام الهلالي)المغرب( 
الدكتورة هداية مرزوق)الجزائر( 
الشاعرأسعد ابو الوفا)مصر( 
الاستاذ الواحدي عبدالله)المغرب( 
الناقدتوفيق بوشري 
الاستاذسعيد مقدم 
الدكتور مصطفى الضبع 
الدكتور جمال الجزيرى. 
وتنشر النصوص الفائزة فى صفحة خاصة للمسابقة الاسبوعية ويتدخل النقاد والقراء 
لتوضيح قراءاتهم للنصوص مما يزيد الرؤية وضوحا وارتفاع اللبس عن هذا اللون الادبى 
الوليد.كما تهدف المجموعة الى العمل على تعريف الجميع بهذا اللون الادبى الوليد عن 
طريق خطة تهدف الى عمل كتاب ورقي يضم اعمال المميزين من المبدعين والعمل على 
نشره.هذه نبذه مختصرة عن المجموعة ورؤيتها واهدافها الاستراتيجية .امنياتى للجميع 
بالتوفيق والنجاح. 
بقلم :عصام الشريف 
كلمتي العدد 
1 | سنا القصة الومضة | نوفمبر 2014
2 | ةضمولا ةصقلا انس | ربمفون 2014 
المحتويات 
مجلة 
سنا القصة الومضة 
تصدر نهاية كل شهر 
عن مجموعة 
سنا القصة الومضة 
وهي مجموعة أدبية 
تأسيس وإدارة الأستاذين 
عصام الشريف 
وعباس الملك طمبل 
قام بتصميم هذا العدد 
كل من: 
دكتور 
محمد المصطفي اللِّبيح 
والأستاذة 
علا اللِّبيح 
هيكلة النصوص: 
دكتور 
محمد المصطفي اللِّبيح 
1 كلمتي العدد 
3 دراسة نقدية 
الناقد الشاعر /أسعد أبو الوفا 
4 وجهات نظر حول مفهوم الومضة 
محسن الطوخي 
جمعة الفاخري 
5 قصص ومضة 
أسعد أبو الوفا 
احسان السباعي 
الزهرة الحمودان 
حليمة بلقاس 
6 قصص ومضة 
هنادي بلبل 
عصام شريف 
جمال الجزيري 
7 - 8 ومضات تسابقت 
9 وقفات في حياة أديب 
احسان السباعي 
10 حوارات سنا الومضة 
جمعة الفاخري 
12 دراسة حول مسابقات الومضة 
جمال الجزيري 
14 شهادات تقدير 
هيفاء حمد 
15 شهادات تقدير 
يحي دار عودة 
16 شهادات تقدير 
محمود فودة
تمهيد : ـ 
دائما ما يحتدم الصراع بين الجديد 
بدعوى التطور والمعاصرة وبين القديم 
بدعوى الأصالة وعمق الجذور . لهذا 
نجد الأدباء والنقاد منقسمين فيما بينهم 
على إدراجها تحت عباءة الأجناس 
الأدبية النثرية. ونحن لا نستطيع أن 
ننكر جنسا أدبيا فرض نفسه على 
الساحة الأدبية ،وأصبح لا يستعنى عنه 
،إننا إذ ذلك فإننا ننفخ في قربة مثقوبة 
،فكم حارب السابقون قصيدة التفعيلة 
ومن بعدها قصيدة الشعر المرسل وما 
زال النقاد يحاربون قصيدة النثر . لا 
غرابة في ذلك ولكن مع الأيام سيكون 
لزاما علينا أن نعترف بهذا الفن وهذا 
الجنس الأدبي إن طالما قد وضعنا له 
قواعد وأسسا يسير عليها كاتبوه ولم 
يكن عشوائيا . إن القصة الومضة هي 
مختصر لقصة قصيرة بل ربما 
مختصر لرواية طويلة تعتمد على 
التكثيف والتعمق في استعمال الألفاظ 
تنتهي بالمفاجأة التي عند سماعنا أو 
قراءتنا إياها يستلزم ذلك التصفيق 
ورفع القبعة للقاص المبهر الذي أتحفنا 
بما قدم . إلى من أخذوا على عاتقهم 
النهوض بهذا الفن الأدبي كل تقدير 
،أولئك الذين يمضون يومهم في لوم 
من الأدباء رفاقهم قبل النقاد . للأديب 
الكبير /مجدي شلبي الذي ألقبه برائد 
القصة الومضة تقديري لثباته وإرسائه 
لدعائم هذا الفن الجميل . للسادة النقاد 
ومقيّمي ومضات المبدعين الذين يقفون 
على جمالياتها ويراعون قواعدها 
ويحكمون على أساسهاوأنا واحد منهم 
بحمد الله. 
وللأديب مصطفى رشوان السلامي 
وللأديبة /إحسان السباعي 
اللذين حققا فوزا كاسحا لعدة مرات في 
مسابقة القصة الومضة في مجموعة 
الأديب /مجدي شلبي 
وإلى كل فرسان هذا اللون فائق التحية: 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
ومضة )جمود(: 
أبدع القاص/ محمود فودة في تسمية 
ومضته باسم يناسب الحدث مستغنيا 
عن 
دراسة نقدية 
حول القصة الومضة )جمود ( للقاص /محمود فودة 
أجري الدراسة: 
الناقد الشاعر /أسعد أبو الوفا 
توظيف العنوان في النص وهذه عبقرية 
منه فالعنوان عنده تكشف عنه أحداث 
قصته وليس مستعملا كلفظ فيها. السرد : 
ــــــــــــــــــــ ومضة قاصنا 
)تَحَصَّنَ بفكرٍ بالٍ؛فدَكَّتْ الحَدَاثَةُ قِلاعَه. ( 
جاءت جميلة منسجمة متناغمة الحدث فيها 
ربط بين سبب ومسبب ولذا كان بارعا في 
استعمال علامة الترقيم التي هي الفاصلة 
المنقوطة ليربط بين هاتين الجملتين . 
اعتمد القاص فيها على التكثيف فجاء 
بألفاظ قليلة ولكن دلالاتها كثيرة . 
الجماليات : ـ 
استطاع القاص في ومضته أن يجعلنا 
نفرق بين حدثين 
فالحدث الأول هو 
أن البطل تحصن بفكر بالٍ عقيم عفا عليه 
الزمن ولا جدوى منه في المعاصرة التي 
لابد من اللحاق بركبها 
وبين الحدث التالي 
وهو أن الحداثة والتطوير والتجديد كان لها 
أثر كبير في شخصية المقلد وهدمها. 
لكأني أرى الكاتب متأثرا ببيت 
أبي القاسم الشابي : 
وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ :::: 
تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر. 
وما أجمل هذا التناص مع شاعر بهذا 
الحجم . وإذا ما قلنا في بداية دراستنا إن 
الصراع بين القديم والجديد قائم ومستمر 
فهو كذلك يصور صراع النقاد والأدباء 
على القصة الومضة فنجد سرد القاص 
متناسبا مع هذه المعركة الفكرية . استعمل 
الشاعر الفعلين الماضيين 
)تحصن ،دكت ( 
ليحقق الصورة في ذهننا وهذا جميل 
ولكن 
كان الأولى أن يستعمل الفعل المضارع 
بدلا من الماضي لأن الصراع بين 
الماضي وبين الحاضر صراع لا ينتهي 
ودائم الحدوث. 
القاص يشرق علينا بألفاظ جميلة وكأنه 
يقول : 
ليست القصة الومضة كلاما متراصا بل 
لابد أن يخرج عن الآلية لإظهار جماله 
ويؤيد ذلك باستعارته المكنية 
)تحصن بفكر ( 
وسر جمالها التجسيم وتوحي بقوة وصمود 
ما عمل به البطل ليمنع عنه بهذا الحصن 
دراسة نقدية 
المحاكاة ،وكذلك 
)دكت الحداثة ( 
استعارة مكنية وسر جمالها التجسيم 
وتوحي بقوة الحداثة وتغلبها في النهاية . 
والروعة في استعمال المقابلة 
)تحصن :بال ( 
و)دكت الحداثة ( 
،جاءت كلمات الومضة قليلة وهذا لا ضير 
منه فبعض النقاد يرون أن الومضة كلما 
كانت 
قليلة الألفاظ 
جيدة الحبك 
سليمة اللغة 
يراعي صاحبها فيها علامات الترقيم 
كلما كان أثرها قويا، ولنفرق بين قلة 
الألفاظ والتكثيف 
فقلة الألفاظ 
تعني الإيجاز ، 
أما التكثيف 
فيعني حذف ما يعد حشوا ك 
المفعول المطلق 
النعت 
العطف 
الاستغراق في الوصف 
كنت أود من قاصنا التعبير بالفعل 
المضارع لقوته عن الماضي إذ أنه يفيد 
الحال ويحقق الصورة في ذهن المخاطب 
،والاستغناء عن الفاء إذ هي بطيئة في 
حدوث النتيجة ـ وبعض النقاد يرون بقاءها 
ما دامت تخدم المعنى ـ وهكذا تكون 
الومضة لتبقى وتثبت وجودها بين 
الأجناس الأدبية المتعددة. ـ 
هذه الدراسة النقدية إهداء مني 
للقاص 
الفائز بالمركز الأول 
في مسابقة القصة الومضة 
في ملتقى منقباد الأدبي الأسبوعية 
القاص /محمودفودة 
بقلم 
الناقد / أسعد أبو الوفا أحمد 
أسيوط 
3 | سنا القصة الومضة | نوفمبر 2014
شكر: زوجوها قاصرا ، فحسدت الرجال. و لما عايشت هموم زوجها، شكرت الله كونها أنثى . 
القصة الومضة 
أصدقاء: وضعهم في الغربال، فسقطوا إلا واحدا ؛كانت فتحات الغربال أضيق من مناقبه 
طبع: صفح عنها ،فعاودت صفعه 
تشبث: تبادلوا الأدوار ،أبى الملك أن يعود خادما 
شهرزاد وشهريار أنارت ليله بأقمار الحكايا ،فجعلها شمسا بسماء النهار. 
راع : استبدل ذئبًا بكلبه،فافترس الغنمأسعد أبو الوفا أحمد )شاعروناقد أدبي وقاص ( 
صياد: أرسل صقره الجريح ،فسقط ميتا 
أسعد أبو الوفا أحمد )شاعروناقد أدبي وقاص ( 
قاصر زفت اليه ندية،فذبلت. 
مستبد أجبرها على طاعته،فعصته نبضات قلبها. 
عيون اكتحلت بالجرح ،أرخت هدبها تبكي في الفرح. 
احسان السباعي 
قلم تدفق مداده،مرمغت الحروف وجهها ،وما ارتوت الكلمات. 
الزهرة حمودان 
رجولة: اهتزت الممرات لزمجرته. النظرة الفولاذية، و الابتسامة الساخرة ، أجهزا على بقايا رجولته المبعثرة تحت كرسيه 
شــــــارب: دفن خيباته خلف شاربه ، و أدمن قراءة الدنان ، إلى أن استيقظ على و ظيفة، و قد اختفى شاربه 
قرة العين: شردت في معاقل مكنونه، متلمظة رضاءه ، و لما احترفت الانكسار، أصبحت قرة عينيه. المرأتان 
ائتمن أخته على سر بندقيته ، و لما تسلل فضول زوجته إليها، سلمها للجهة المختصة 
طاعة: أولوها لأولي الأمر منهم ، تمردت أحشاؤهم المتضورة جوعا. 
. حيمة بلقاس 
سراب: مسكت بخيوطه المتلألئة في عينيها،سملها بأصابعه. 
صورة : أبهرتها فضمتها ،لم تكن سوى لغما فجر جوانحها. 
فشل: عانقت نجم الأمل، خبى بين يديها. 
وصولي : قص أجنحة فكره،فرفرف طليقا،يعب من كل المستنقعات 
سنا القصة الومضة 
4 | سنا القصة الومضة | نوفمبر 2014
نحيب: شاركَتْ البَحرَ بدُموعها، صار لُجَّا أُجاجا. 
هنادي صالح بلبل 
تدوين: أَطلقتْ عَنانَ أوجاعِها، صادَتْها ورقاتٍ بِيض. 
بديل: تَذوّقَ العِشْقَ شِعرا، فذابت وِحدةُ حُروفه. 
تشهير: انتهت قِصَة الحُب، مُسلسل الأسرار بَدأ. 
تخفيف: أتخمته عباءة السلاطين، فاجتَثَّ مبادئه. 
القصة الومضة 
. وأيضاً من إبداعات الأستاذ عصام الشريف 
*** 
زوجٌ خَلَعَتْه، سُتِرَتْ عَوْرَاتُها. 
* 
نَخْلَةٌ هَزَّتْ جِذْعهَا، سَقَطَتْ . 
* 
بَعيرٌ حَمـَلَ أَوزارَهم،عِندَما بَدَأت المجْزَرةِ رَغَا. 
* 
ذِئابٌ لم يروّضُوه،تلوثَتْ أَنْيابهم. 
* 
قَنّاصٌ تَمَدَدَ فَوْقَ الرّبوةِ، أَحْكمَ التصويبَ، قَنَصَهُ حَتْفُه. 
* 
تَائِبٌ لَعِقَ أَصابِعَ النَّدمِ، ذَابَتْ خَطَاياه 
*** 
. عصام الشريف 
. تَنَقِيبٌ : بَحَثوا عَن كُنُوزِ الأَرضِ، تَفَجّرتْ آبارُ الدّمِّ 
انقلابٌ استبدلوا به وزيره، مات الملك...من الضحك. 
ورقةُ تُوتٍ اكتَسَى بِحُبِها، عَانَى بَرْداً مُزْمِن اً 
فقيرٌ كانَ يَأكلُ الشّهدَ فيِ حُلمِه، مَدّ يَدَه يُوقظُ زَوجَتَه. 
صُعودٌ بَزغَ نَجْمُهُ صَارُوخَاً، كُلّمَا عَلا نَفدَ وَقوُدُه 
خدو ش حياةٍ : فاجأتُه بوصلِ المودَّةِ . نظرَ ببرودٍ . تحجَّجَ بالانشغالِ . ابتسمتُ لنفسي وانصرفتُ . 
جمال الجزيري 
مشارَكة: طلبَ من الليلِ أن يطولَ، وأفواه النبتِ ظامئةٌ للشمس، نبذَه الظلامُ . 
درجا ت العصرِ : تتشاجرُ الروايةُ والقصيدةُ على ديوانِ العربِ، تكايدهما الأقصوصة. 
انتفاخ: وضعَ دائرةً ليعزلَ نفسَه عن الجميع. هجروه. 
اعتقال: سقطَ أمامه طفلٌ وكادَ يسقطُ هو. لعنَ هيئةَ الصَّرْفِ . ردمَ الحُفرةَ . اعتقلوه. 
5 | سنا القصة الومضة | نوفمبر 2014
صِفصافةٌ 
بَاسِقَةٌ، كُلّمَا تَأَجّج كَيدُهم تُظَللَهم. 
عصيان 
أعدموا العصافير.. علانية امام الناس. خرج الاف الديّكة. معلنين العصيان. ضد 
الحكومة. 
قفص 
تزوجها فخلع قلبه على باب المنزل . 
قِناعُ الحُبِّ 
نَزَعتَهُ تَحَبَّلَتْ أشداقي، وأجهضت توأمَ أُ ف . 
وسيط 
في أحشائِه سُجنت الحروف، كلما انكفأ جرت. 
لاجئٌ 
كانَ يَسبح بأنهارِ وَطَنهِ الدافئة؛ والجَسَد يَرْتَعِد بالخَيْمة. 
تَلافِي 
اشْتَمَّت في عينيه الخطرَ ؛ سَمَلَتْهَا بِسِهَامِ كَيدها. 
وعود : 
أمطروهم بالأمنيات . افترشوا الأرصفة 
قرض 
قصم ظهر راتبه،فلما اعتدل عاد بالكفن 
أمومة 
أشعلتهم في كبدها قناديل، أطفأتها رياح العقوق. 
قفص 
تزوجها فخلع قلبه على باب المنزل . 
قلم 
فلتَ من عُقالِه ، فاعْتقلوه سر 
أمسى جائعا.. فضحته أصوات معدته. 
جهول 
حمل لواء العلم،ولم يعض عليه بضرس قاطع. 
ومضات تسابقت 
إشادة بكل ومضة ووامض ساهم في 
إثراء العمل الثق افي ودفع عجلة 
التطور للومضة بالتنافس والتسابق 
بروح متسامحة وطيبة 
المصطفي اللبيح 
6 | سنا القصة الومضة | نوفمبر 2014
جاحد 
سكنه الطمع؛فهجره اليقين 
شموخ 
رفض الإنحناء لهم ، فاغتالوه واقفا. 
الشهيد . 
عشق القلم قتلته الكلمات . 
اضطرام 
لم تكن شُعلتَه عاليةً بما يكفى لتطفئ نارَ شوقِها، اختنق...فأحرقها 
صحفي 
كشفهم واحتمى بحروفه.. قصفوا برج أفكاره . 
المفكر 
صعد بفكره إلى المراقي فتحسر على حضيض الجهلاء 
كاتب 
كسروا قلمه، خرج الحبر من فمه. 
عاقبة 
حين إعوج سيرههما , أثقلت , قطفا ثمرة الخطيئة 
مسجد 
كلما همّ بدخوله،راودته حلاوة المعصية 
جبان 
مات خوفا ، بُعث يرتعش . 
حماقة 
طاوله ليكون بحذائه؛ فوجد نفسه تحت حذائه 
الغائبة 
غنى لميلادها بشموع مطفأة، نفخها شوقه؛ اشتعلت. 
مسرح الحياة 
شارف العرض على النهاية، فلعب دور المصلح. 
خبرة 
أشهر فى وجهها سيف العقل، سحقته بسلاح الدموع. 
فاقة 
قسمت الأم الأرغفة على الصغار ونوت الصيام 
ومضات تسابقت 
7 | سنا القصة الومضة | نوفمبر 2014
وقفات في حياة أديب 
من هي إحسان السباعي؟ 
إحسان السباعي تغتسل بماء الحرف حين يجف 
حلقها من الصراخ, فلا تجد إلا قلما تستكين له في 
لحظات الشكوى , فيزداد جوفها عطشا كلما تدفق 
أكثر وتضيف تعريفا في قصيدتها 
...أنا... 
أنا الهام على الأحداق بالضياء شعاع 
أنا لهفة الأشواق وأنفاس اليراع 
أنا في ثغر الأحرار صوت 
صارخ يبكي الألم الحار ويجتر مرَّ الأوضاع 
أنا بلسم شافي يقطف من حقل الزراع 
أنا الجوزاء في أحشائها التناقض 
لا يرسو على انطباع 
ترنو انفاسي للجراح 
فيبكي الدم الفؤاد الملتاع 
فتحنو عليه 
مثل أم طوقت طفلها يئن بلفة الدراع 
فتقسم بالله 
ليبتسم ويضحك ويطرب كالنغم الأسماع 
أنا نجوى غازلت الأطياف في سراب الأحلام 
بلا صوت ولا مذياع 
نجواه أغاريد البلابل اندفاع 
أنا الإحساس أوتار ودفء وقبس من حنان 
أريجها في أبهى جنان 
أنا لحن حزين يشكو الأمل الدفين 
يجتاح رمق الوجود 
يتنزى لإرتشاف الوجع من قلب الوعود 
تائه اللمسة ينساب بالحنان من الأم الولود 
أنا الهام يلقي الإحساس في همس المشاعر 
يتهادى الخطى فيتغنج في آهات شاعر 
بقلم احسان السباعي 
نشأة احسان السباعي؟ 
احسان السباعي من مدينة القصر الكبير في شمال 
المغرب ترعرت في كنف اسرة متوسطة الحال ابي 
رجل تعليم مكافح ,مجاهد, تعلمت منه ان الانسان 
بلا علم يعد في محراب الحياة جاهلاً ومن أم لا تنام 
حتى تعانق كتابا,علمتني ان القراءة ليس لها أجل 
,كنا دوما نتحلق حولها عند بداية الليل ويبحر خيالنا 
معها وهي تحكي لنا ما نهلته من الكتب و القصص 
والروايات حتى اني كنت اتصور أنا أمي هي 
البطلة التي تتحكم في كل الشخصيات وكنت 
استغرب كيف اجدها بالنهار بالمطبخ وفي 
صوراخرى فأظل أسالها ماهذه المفارقة في القول 
والفعل فتصير تضحك وتقول لي مع الكتاب 
نعيش الخيال ومع الواقع نعيش الحقيقة 
ولم ادرك الامر الا أن وصلت الى فترة المراهقة 
,فصرت أطوع قلمي بشكل خجول وأكتب 
خواطري وارسم الخيال في أحرفي وأجعله تحت 
وسادتي في الواقع دون ان يطلع عليه أحد 
ومع دروب الحياة كنت انتقل تبعا لمسيرة ابي , 
فقد كان مدرسا ثم اصبح استاذا ثم حارسا عاما 
الى ان استقر به المطاف مديرا لمدرسة اعدادية 
وكل هذه التنقلات كانت تجعلني بعيدة عن أهلي 
وادرس في داخلية بنات الى أن اشتغلت بدوري 
بالتعليم بمجرد حصولي على الباكالوريا علوم 
اقتصادية واقبرت لسنتين في البادية .....فخطفني 
الزواج وتهت في عالم الاولاد وتربيتهم الا ان 
استيقظ قلمي مؤخرا يصرخ بي لماذا أهملته طيلة 
هذه السنين فوعدته أن امنحه ما تبقى من عمري 
وواتمنى يراعي ما سرقه الزمن مني 
ماهي هوايات الاديبة احسان السباعي؟ 
هوايات احسان السباعي رهينة بكل ما له حس 
مرهف فهي 
تعشق الشعر وتبحر في عمق حروفه فتتهجى 
القوافي في هسيس معانيه 
لها اصدارين شعريين الديوان 
همسات من جوف الروح 
خلجات برداء الغسق 
وقد حصلت على 
الرتبة التانية في القصيدة الفصحى في مهرجان 
القلم الحر بجمهورية مصر 
كما انني فزت في الشعر النثري 
بالمركز الاول 
في مسابقة هوى الشام 
وبعدة جوائز 
في منتديات تخص الشعر بالنت 
عاشقة للقصة تتقمص في شخصيات تحاول 
باحاسيسها وما تحمله من رؤية للواقع ان تشخص 
الوجع وتبكي الالم وان تلبس البسمة رداء حين 
يحل عرس الفرح 
ولها مجموعة قصصية بعنوان 
نساء خلف الجدران 
والكاتبة احسان السباعي رصدت عشر شخصيات 
نسائية بقصص مختلفة صلبها من الواقع لانها تبقى 
امراة مثقلة يهموم ما تعيشه في واقعها 
مؤخرا سرقتها القصة الومضة فقررت ان تخوض 
التجربة وتتحدى نفسها وتعيش الدهشة مع المفارقة 
والايحايية وشاركت في مسابقة مجموعة القصة 
الومضة التي يديرها الاستاذ وجدي شلبي 
وقد فازت ب 
أربع جوائز المركز الأول 
وتم اختيار تلات ومضات ونشرها في مجموعة 
كنوز للاستاذ ايضا مجدي شلبي كما انني شاركت 
في مسابقة مجموعة سنا الومضة 
وقد فزت ب 
المركز التاني 
بومضة القرض والحمد لله واتمنى التوفيق والنجاح 
كما ان لي كتابات في 
الزجل المغربي 
وكتابات عدة في مجلات الكترونية بالنت 
وفيديوهات صوتية في يوتيوب 
واحسان السباعي تبقى عاشقة للحرف بكل اشكاله 
وتحاول ان تمشي بخطى تقيلة حتى تستفيذ وتتعلم 
وتقف واتقة الخطى باذن الله وشكر خاص لمجموعة 
سنا الومضة على هذه الحوارية التي ستفتح لي افاق 
التعرف علي من هي الاديبة احسان السباعي والتي 
في محرابها ساتعلم الكثير من القصة الومضة 
واتمنى انجح معها وربي يوفقها ويجعل مجهوداتها 
في ميزان حسناتها وتحياتي مفعمة بكل الود 
والتقدير احسان السباعي 
8 | سنا القصة الومضة | نوفمبر 2014
حوار سنا الومضة *اسعد بك الصديق العزيز 
واسمح لي بطرح نقاط للحوار ثم يتداخل الأصدقاء 
معنا. * عن مشوارك الثقافي ومشوارك مع 
القصص القصيرة جداً، كيف ترى جيل اليوم ؟ - 
أنا بدأت كتابة القصة القصيرة جدًّا منذ عام 2002 
تقريبًا .. قبلها كنت أقترف القصة القصيرة جدًّا .. 
وارتكب القصيدة .. والشذرة والمقالة الأدبية .. 
وأصدرت أوَّل مجموعة لي القصة القصيرة جدًّا 
) عناق ظلال مراوغة ( 
سنة 2006 عن دار قناديل ببيروت .. ثم توالت 
بعدها مجموعات أخرى 
) رفيف أسئلةٍ أخرى ، حبيباتي ، عطر الشمس ، 
سحابة مسك ، قهقهة شهيَّة ( ، 
والطبعة الثانية من 
) عناق ظلال مراوغة ( ، 
ولديَّ تحت الطبع 
) مراسم اقتراف وطن ( 
و) عصير ثرثرة ( . 
فضلاً عن مجموعتين أخريين أسميت الأولى 
) شهرَسرد ( 
والثانية في طور التنقيح والمراجعة وهي بلا اسم 
حتَّى الآن. 
أما ما يخصُّ هذا الجيل ، فكما أنَّ لكل عصر 
مواهبه ومبدعيه ؛ فإن هذا الجيل به كثيرون من 
أصحاب المواهب الحقيقية .. والهمم العالية .. وذوو 
الطموحاتِ الكبيرة .. وقد أفادوا من التقنيات الحديثة 
ووسائل الاتصال في اكتساب كثير من المعرفة 
والتواصل والانتشار .. وأنا متفائلٌ جدًّا بوجود 
المواهب الحقيقيَّة ، بطموحات كبيرة وإصرار عالٍ 
يميِّز كثيرًا منهم . * 
هل هنالك تراجع في المواهب والمقارنة بأيام 
الزمن الجميل وهل المقارنة مجحفة في حق جيل 
اليوم وأنا منهم. – 
لا أجزم بوجود تراجع في مواهب هذا الجيل .. 
فلكل جيل مواهبه ومناقبه ، ومعايبه ومثالبه أيضًا ، 
وما يميِّز الأجيال السَّابقة عن اللاحقة هو اهتمام 
الأوَّلينَ الشديد باللغةِ بكلِّ جوانبها .. فضلاً عنِ 
الإلمام بلغاتٍ أخرى .. أما الجيل المعاصر فأغلبهم 
قليلو الدِّراية بأسرار لغتهم بفقهها وبلاغتها ونحوها 
وصرفها وعروضها وإملائها وغيرها .. وهذا 
أضعف مقدرتهم على اقتراف المجاز المنجز 
والمعجز .. والجنوح إلى الخيال المبهر .. وقلَّل من 
قدراتهم على التعبير عن خوالجهم ومكنونات 
أعماقهم . فلا إبداعَ بلا لغةٍ رصينةٍ خاليةٍ منَ 
الأخطاء .. أما دعاوى صعوبة العربيَّة التي يتحجَّج 
بها بعض فاقدي الأهليَّةِ للكتابة السَّليمة ، الواضحة 
المبينة ، فهي غير مقنعة على الإطلاق ، لا سيَّما 
ونحن في زمنٍ يتيسَّرُ فيه كلُّ شيءٍ .. * 
تعددت الوسائط وانتشرت منافذ النشر ،لكن هل 
هذه على حساب الجودة . – 
بلا أدنى شكٍّ ؛ أن كثيرًا ممَّا يُنشر عبر الوسائط 
الإلكترونيَّة بخاصَّة فيه ضعفٌ وإسفافٌ كبيران .. 
لأنَّ الفضاءات المفتوحة غير قابلة للمراقبة 
والتوجيه اللازم .. وكثيرون لا يتقبَّلون النقد 
والتوجيه .. وهذه معضلةٌ كبيرةٌ .. فالنقدُ ضرورةٌ 
جدُّ مهمَّةٍ لترقية الإبداع ، وتطوير أدوات وأسلوب 
المبدعين. ولا عجبَ أن تتراجع الجودة في ظلِّ 
هذا الانفلات غير المسبوق فيما ينشر على يدِ 
كثيرين من ناقصي الموهبة . * 
أيام الزمن الجميل اقتصر النشر على الوسائط 
الورقية ،إذ اعتبرنا هذه الفرص كانت تأتي لهم 
بعد تمرس كبير ودراية ثم يسمح لك بالنشر . – 
لكلِّ زمن أحكامه وظروفه ، وأعتقد أنَّ ذلك ساهم 
بشكل كبير في التقليل من نسبة الردئ ، وانتشار 
الأجود والأفضل. * 
تنصح بعدم تعجل الكتاب للنشر أي نص إلا بعد 
عرضه على مصحح لغوي كما يوجد في كل دور 
النشر . – 
إذا كانَ المبدعُ قليلَ الدِّرايَةِ بقواعِدِ لغِتِه ، فهذا 
واجبٌ حتميٌّ .. لكيلا يخرجَ الكِتَابُ أو النَّصُّ 
مولودًا مشوَّهًا .. ولا ينبغي على الكاتب أن يُكابر 
في هذا الأمر إن كانت لغته ضعيفةً مهما كانت 
مكانته الإبداعيَّة. * 
من أهم المشاكل التي تقف عقبة في انتشار 
كتابات الجيل الحالي كي تصبح أعمالاً ورقية . – 
ثمَّة أمورٌ كثيرةٌ تقف حائلاً بينَ المبدعينَ الشبابِ 
وبينَ فرص النشر الورقي ، فهو مكلِّفٌ ماديًّا نوعًا 
ما .. عوضًا عن ضعف الحالة الماديَّة لدى أغلب 
الكتَّاب الشباب .. وغياب الدعم الرسمي من قبلِ 
المؤسِّسات الثقافيَّة في بلداننا العربيَّة ، واستغلال 
كثيرٍ من الناشرين لعوز المبدع وحاجته الماسَّة 
للنشر أوَّلاً ، وللقمة العيش ثانيًا ، ذلك كلُّه يفقد 
المبدع لذاذات السعادة بما ينشرُ .. ويصعِّب عليه 
فرص النشر ، أو تحقيق عائداتٍ ماديَّةٍ تغطِّي ثمنَ 
الورقِ والحبر على الأقل .. * 
عن الومضة القصصية في ميزان الأديب جمعة ا 
لفاخري - الومضة القصصيَّة من النصوص 
المبهرة ، كونها كبسولة سرديَّة معبَّأة بمبهراتٍ 
كثيرةٍ .. فكرة تبدو صغيرة لكنَّها ) كونيَّةً ( مكتظَّة 
بمضامين واسعة ... تكثيف واختزال وترميز 
ومفارقة ، وإيجاز وإنجاز فيما يشبه الإعجاز .. 
هي أشبه بالرصاصة .. صغيرة الحجم .. لكنَّها 
وخيمة النتائج بالمعنيين الإيجابي والسَّلبي.. لكن 
متى يتحقَّق ذلكَ التأثي ر الإيجابيُّ المأمول ؟ كثيرون 
يستسهلونها فتسخ ر منهم .. فمن لا يحيط بماهيَّتِها 
، ولا يدرك عوالمها وأسرارها لا يمكنه كتابتها . 
لهذا فالجيِّ د قليل أو في حكم النَّادر .. وكثيرٌ من ممَّا 
يكتب باسمها هو هراءٌ محضٌ .. وعبثٌ لا طائلَ 
منه. * كيف وجدت مجموعة سنا الومضة في هذه 
الفترة القصيرة من عمرها ؟ - 
إنها تمضي نحو النجاح والتفوُّقِ بثباتٍ واضحٍ . 
وأرجو ألاَّ يعتني القائمون عليها بالكمِّ لا الكيفِ .. 
فكثيرٌ من المجموعات يتنسبُ إليها أعضاء كثيرون 
تفوق أعدادهم العشرة آلاف .. والفائدة قليلة .. فلا 
يكاد عشرة أو عشرون متابعًا يتفاعلون مع ن ص إلاَّ 
إذا كان ن صا جنس يا للأسف .. 
•ما هي أهم النصائح لكتاب الومضة من جيل 
الشباب : - 
أهمُّ ما ينصحُ به المبدع عامَّةً هي القراءة والاطلاع 
الواسعان .. الركون إلى كتب النقد ، العودة إلى 
كتب التراث العربيِّ ، والاستماع إلى نصائح 
الآخرين من ذوي الدراية والخبرة .. والاطلاع على 
الفنون الأخرى .. الشعر والقصة والقصة القصيرة 
جدًّا والرواية وقصيدة النثر والهايكو وغيرها من 
الفنون الإبداعيَّة ، فضلاً عنِ التحسينِ المستمرِّ في 
المهارات اللغويَّة ، والتنويعُ القرائيُّ في شتَّى 
مناحي الثقافة ، التاريخ والفلسفة والعلوم والأديان 
وغيرها ، فكما يقول المثل ) ما الأسد إلاَّ عدَّة 
خرافٍ مهضومة (. 
•كيف أصبح كاتبا جيدا ماذا افعل ؟ - 
لعل الإجابة السابقة تتحمَّل عنِّي ثلثي الإجابة ، 
وأضف إلى ذلك القراءة الواسعة لروائع الأدب 
العالمي ، القراءة الجيَّدة تصنع قارئًا جيِّدًا ، ومن ثمَّ 
مثقَّفًا واعيًا .. وكاتبًا مدركًا لما يقول ، وماذا يقول ، 
ولمن ومتى يقول .. * 
ما رأيته من عدم اتساع صدر البعض وعدم تقبله 
للحوار حول نصه . – 
لعلَّني أجبت عن هذا سابقًا ؛ لكنَّ تحمُّلَ النقدِ 
ضرورةٌ ملحَّةٌ ، والنقدُ الموجَّهُ لنصِّكَ لا يطال 
شخصك في الغالبِ ، نحن لا نكتبُ قرآنًا لا يأتيه 
الباطل من بين يديه ولا من خلفه .. نحن كلُّنا 
عرضةٌ للخطأ .. القارئ والمقروء .. والناقد 
والمنقود على ح د سواء .. وأن تختلف معي في 
وجهة نظر أو رأي ، فلا يفسد هذا علائق الودّ .. 
فلا بدَّ منِ احتمالِ النَّقدِ ، والصَّبرِ على آراءِ 
الآخرينَ فيما نكتبه .. والإنصاتِ إليهم .. فكثيرون 
حوارات سنا الومضة 
حوار مع 
الأديب الليبى جمعة الفاخرى 
أجراه مدير مجموعة سنا الومضة 
الزميل عباس طمبل 
9 | سنا القصة الومضة | نوفمبر 2014
ممَّا يقال في أعمالنا توجيهٌ لنا لنعرفَ أين نقف ، 
وعلى أي أرضٍ نقف .. !؟ 
* كيف ترى التسابق هل يبرز لنا صياغات جيده أم 
مناسبات فقط. _ التسابق مهمٌّ ج دا .. فهو يشحذ 
الهمم ، ويذكي روح التنافس بين المبدعين .. لكن 
في الغالب لا نتقبَّل النتائج بروحٍ رياضيَّة .. لعلَّ ه 
عيبٌ موروثٌ في طبيعَتِنَا العربيَّةِ المحبَّةِ للتَّفوُّقِ .. 
والنابذة للهزيمة .. أو هي موروثٌ جينيٌّ في خلقتنا 
لا يجعلنا نرضى أن يسبقنا أحدٌ .. ولعلَّها الأنا 
المتضخِّمة / المتعالية والمكابرة .. * بين الكاتب 
والناقد العلاقة يشوبها كثيرٌ من التوجُّس 
والحساسيَّة المفرطة . 
هذا صحيحٌ إلى ح د ما .. هذه الحساسيَّة محكومة 
بنفسيَّة كليهما ، ومدى قدرتهما على تقديم النقد من 
الأوَّل ، وتقبُّله من الثاني. لكن متى أُدرِكتِ المقاصد 
، وتوضَّحت والنيَّات ، وتبيَّنتِ الغاياتُ والأهدافُ ، 
زالَت هذه الريبة ، وانتفت هذه السلبيَّة المقيتة. * 
الحماسة الزائدة وتعامل الكاتب مع نصه كأنه ميزان 
مراجعة لا يقبل أبدا الميل إلى الكفة السالبة ينتظر 
فقط توازن النص حتى إن كان مختلا. - هذا مرجعه 
إلى الكِبْرِ والغرورِ فقط .. كلامُنَا ليسَ محصَّنًا .. 
ولا هو مبرَّأٌ منَ الخللِ والزَّللِ ، ولا هو معصومٌ 
منَ الأخطاءِ والنَّقائصِ .. متى أدركنا هذا تقبَّلنا رأي 
الآخر .. قيل للراحل الكبير ) كامل الشنَّاوي ( ما 
الفرق بينك وبين الأنبياء ؟ فأجابَ : " الفرق بيننا ؛ 
أنهم معصومون من الخطأ ، أما أنا فمعصومٌ منَ 
الصَّوابِ .." * النصوص الإبداعية تتعدُّد قراءاتها 
وقد تختلف من ذائقة إلى أخرى. - طبعًا ..لا خلافَ 
حولَ هذا الموضوع .. زوايا الرؤية تتعدَّد تبعًا 
لمقدرة الكاتب على طرحِ نصِّهِ .. وتحميله 
بمحمولاتٍ دلاليَّةٍ ورمزيَّةٍ يمكن أن نتخذها مرتكزًا 
لرؤى وقراءاتٍ مختلفَةٍ .. الأعمال العظيمة هي تلك 
التي لم تفسَّر بعد .. ولم تتضح زاوية رؤية بعينها 
نحوها .. أمَّا تلك القابلة للتفسير .. والسهل الفهم 
فهي في متناول الجميع . * 
النصوص النموذجية في وجهه نظر الأديب جمعة 
الفاخري هي التي تمسُّ هموم الناس من تجسيد 
لمشكلات المجتمع وأي قارئ يعتبر أن هذا النص 
كتب له . – 
لا شكَّ في أنَّ النصوص التي تمسُّ حميميَّات 
الإنسان هي أقربها إليه .. بل هي أقربها للخلودِ .. 
والأعمال التي تتنصَّل من حملَ همومِ النَّاسِ لا 
يكتب لها البقاء غالبًا .. والكتَّاب البارعون هم من 
يتحسَّسونَ حاجاتِ البشرِ .. ويتلمَّسونَ مشاكلهم 
لأجلِ تناولها إبداعيًّا .. أما الكتابات التي تدير 
ظهرَها للهمِّ الإنسانيِّ لا بقاء لها .. ولا ذكر 
لأصحابها ولا خلود. * 
ماذا؟ عن السرد القصصي الخيالي هل تعتبر 
خواطر . – 
السَّر د القصصيُّ الخياليُّ من خلال تعريفكم له يعني 
) قصَّة ( والقصَّة من حيث الموضوعات أنواعٌ .. 
حوارات سنا الومضة 
فقد تكون من قصص الخيالِ 
العلميِّ .. وقد تكون قصص 
تجريبيَّة يسطو فيها الخيال على 
نصابِ الواقعِ .. أمَّا الخواطرُ 
فهي نصوص وجدانيَّةٌ قد تحمل 
شكل القصِّ .. أو السرد المباشرِ 
.. وهذا يدخل في باب تماهي 
الفنون السرديَّة وانفتاحها على 
بعضها البعضِ . * 
الومضة القصصية لأجل ردها 
إلى جنس القص وعدم التعامل 
معها كنوع أدبي جديد. - 
إن كنت فهمت سؤالكم جيِّدًا ، فإنَّ 
الومضةَ القصصيَّةَ جنسٌ أصيلٌ 
منِ القَصِّ ، لها مزاياها وأركانها 
وخصائصها .. وهي ليست نوعًا 
أدبيًّا بالتأكيدِ .. لكنَّها تنتمي 
بجدارةٍ إلى عائلة السَّردِ . * 
ماذا عن تحدد عدد كلمات معينة 
لومضة من 12 الى 10 إلى 8 – 
أنا لس ت معَ التَّنميطِ والتَّأطيرِ .. 
فتحديدُ ن ص إبداع ي في عددِ 
كلماتٍ معيَّنةٍ يحبسه في سجنِ 
العددِ .. ويخنقُ خيالَ المبدعِ 
ويقيَّدُهُ .. وهذا ينطبقُ على القصَّة 
القصيرة جدًّا أيضًا ، فأوَّلُ ن ص 
كُتِبَ في هذا الفَنِّ يُرجعُهُ بعضُ 
المهتمِّينِ بالتأريخِ له إلى ثمانين 
عامًا خلت ، ذلكَ حينَ كتبَ 
الرِّوائيُّ الأمريكيُّ الشَّهيرُ أرنست 
همنغواي قصَّتَهُ القصيرة جدًّا 
ذاتَ السِّتِّ كلماتٍ ، وذلكَ حينَ 
تحدَّى أصدقاءَهُ على أن يكتبَ 
قصةً كاملةً في ستٍ كلماتٍ ، 
فكتب ) For sale: baby shoes never worn ( ، )للبيع ؛ حذاءُ 
طفلٍ، لم يُلبس أبدًا ( ، وهو ما 
سمِّيَ بـ) ق. س. ك( ، أو ) قصة 
ست كلمات ( وقد عدَّها أفضلَ 
عملٍ كتبَهُ في حياتهِ . وبعدها 
ولدت ملايين القصص بــ ) 
مقاسات عدديَّة ( مختلفة وصل 
بعضها لثلاث مئة كلمة أو يزيد. 
لهذا ؛ فبعضُ الإيجازِ لا يُنجزُ .. 
و) الشَّكلُ قبرٌ ( كما يرى 
أدونيس. لكن متى ما اتفقنا على 
) توصيفٍ وظيف ي ( للومضة ، 
وهو الأهمُّ ، فسنتخلَّى عن عددِ 
الكلماتِ .. ونخرج من مأزق 
القبر الشَّكليِّ ، أو الشَّكلِ القبريِّ 
إلى براحاتِ الإبداع بحريَّةٍ 
وانطلاقٍ . 
10 | سنا القصة الومضة | نوفمبر 2014
التسابق وال كتَّاب والقصة الومضة 
المنافسة سمة من سمات البشر، ولا بد أن تكون 
منافسة شريفة وعادلة تتوافر فيها كل الشروط التي 
تتيح للمتنافسين تقديم أفضل من لديهم. وتندرج 
المسابقات الأدبية تحت هذا النوع من المنافسة، أو 
على الأقل هكذا ينبغي أن تكون. ومن بين الأهداف 
المرجوة من المسابقة الأدبية أن يتم تصعيد 
النصوص التي تحتل مكانة متميزة على سلم النوع 
الأدبي الذي تُنظَّم فيه المسابقة بغية ترسيخ هذا 
النوع من جهة، وتشجيع الكتاب المتميزين وتقدير 
جهودهم من جهة أخرى، وتشجيع الكتاب الذين 
مازالت خطواتهم تتلمس الطريق على التعرف على 
نماذج ناجحة يمكنهم الاسترشاد بها. أقول ذلك على 
محمل المثال، لأن أرض الواقع قد تكون مخالفة 
لهذا المثال أو قد لا تحقق الهدف المنشود من 
المسابقة نظرا لما يعترى المسابقة من عثرات. 
وعثرة واحدة في أي خطوة من خطوات إجراءات 
المسابقة قد تبعدها عن هدفها وتحقق نتائجَ عكسية. 
الخطوة الأولى في أية مسابقة هي الإعلان عنها. 
ومن وجهة نظري، يمثل هذا الإعلان أهم خطوة، 
فبناءً عليه سيتحدد خط سير باقي الخطوات اللاحقة. 
يجب أن يكون الإعلان واضحا وجامعا مانعا بحيث 
يسمح للنصوص المنشودة فقط أن تندرج في 
المسابقة. ومن هنا تأتي أهمية شروط المسابقة 
والمواصفات العامة التي يجب أن تتوافر في 
النصوص المقدمة وربما في المبدع ذاته مثل شرط 
السن مثلا أو شرط الانتماء لمكان جغرافي معين، 
كما في المسابقات المخصصة للكتاب في بلد معين 
أو المفتوحة التي تقبل مساهمات أي كاتب ناطق 
باللغة التي تتبناها النصوص المنشودة. 
وتتمثل الخطوة الثانية في عملية الفرز الأولي 
للنصوص. وتتم عملية الفرز بناء على الشروط 
المنشورة في إعلان المسابقة، فيتم استبعاد أي نص 
لا ينطبق عليه شرط أو أكثر من هذه الشروط. 
وهذه العملية عملية شاقة جدا بالنسبة لمن يقوم 
بالفرز وتلقى استهجانا كبيرا من المشاركين في 
المسابقة، خاصة إذا كانت الشروط غير واضحة أو 
قابلة للتأويل، فيمكن أن تختلف وجهة نظر الفارز 
عن وجهة نظر المتقدم للمسابقة حول تأويل بند ما 
من بنود مواصفات المسابقة. والذي يتابع الموضوع 
الذي يتم فيه نشر )عناوين( النصوص التي تم 
تصعيدها للمسابقة على صفحة من الصفحات 
الالكترونية الخاصة بالمسابقات يجد الكثير من 
اللغط والنقاش الشديد الذي يقترب من السباب 
والاتهام بالتخوين والاستبداد أحيانا. وقد تكون 
التعليقات إيجابية من البعض عندما يوضح الفريق 
القائم على فرز النصوص أو من ينوب عنه سبب 
استبعاد نص ما. أما النقاش الذي يصل إلى نقطة 
اللاحسم وربما القطيعة فنجده مثلا عندما يكون 
موضوع المسابقة نوعا من النصوص يوجد خلاف 
عليه بين النقاد والمبدعين أو بين أعضاء كل فريق 
منهم على حدة. وتعتبر القصة الومضة من الأمثلة 
اللافتة على ذلك. فمازال الانتاج الأدبي في هذا النوع 
الفرعي من أنوع السرد، والذي يندرج من وجهة 
نظري تحت مسمى القصة القصيرة جدا أو 
الأقصوصة، أو بالأحرى تعتبر القصة الومضة البنت 
الشرعية للقصة القصيرة جدا أو الأقصوصة – أقول 
مازال في طور التكوين. وحتى هذا المصطلح الأخير 
– الأقصوصة – عليه خلاف، فلقد كنت أبحث في أحد 
المواقع الخاصة بالمكتبات ووجدت قصصا ربما 
كانت طويلة من أربعينات القرن الماضي يوضع 
بجانب عنوانها كلمة "أقصوصة" وتجد أن عدد 
صفحات هذه القصة يناسب القصة القصيرة بمعناها 
المألوف الآن. 
كما أن إنشاء الصفحات المخصصة للقصة الومضة 
على الفيسبوك، وتخصيص معظم الصفحات مسابقة 
أسبوعية أو يومية لها، وسهولة انضمام مستخدمي 
الفيسبوك لهذه الصفحات والمشاركة في مسابقاتها، 
بالإضافة إلى صعوبة النشر الورقي، وطول أمد 
المسابقات المخصصة للمشاركات الورقية، وعدم 
وجود مسابقات خارج فضاء الفيسبوك والمنتديات 
للقصة الومضة، حسب علمي، فمعظم المسابقات 
"الورقية" – في مقابل المسابقات الالكترونية – 
المخصصة للأدب السردي القصير تقتصر على 
القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا – كل هذه 
العوامل تلعب دورا إغرائيا وتشجيعيا للكتاب، 
المتمكن منهم من فنه والمبتدئ على السواء، فيقبلون 
على المشاركة في المسابقات على الفيسبوك وتجد 
معظمهم يشارك في كل المسابقات في كل الصفحات 
في الغالب ويقدم النص نفسه في هذه المسابقة أو تلك 
لدرجة أن كاتبة تقدمت لمسابقة سنا الومضة، على 
سبيل المثال، بقصة ومضة كانت قد فازت في مسابقة 
واحدة مرتين من قبل وكأن القائم أو القائمين على تلك 
المسابقة الأولى لم يلحظوا تكرار المشاركتين في نفس 
المسابقة، ربما لكثرة النصوص وربما لأن البعض 
ينظر للمسابقات على أنها وسيلة تشجيعية لجذب أكبر 
عدد من الأعضاء للمجموعة التي أنشأها أو أنشأوها. 
والنتيجة أن يفرح الكاتب أو الكاتبة بفوزه أو فوزها 
هنا وهناك وبالتالي يترسب داخله أو داخلها إحساس 
بالرضا والتميز نتيجة الفوز أكثر من مرة دون أن 
يكون هناك تقييم موضوعي لإسهاماته أو إسهاماتها 
الأدبية، الأمر الذي يرسِّخ ثقافة التسابق دون أن 
يرسِّخ مفهوما واضحا لما يتم التسابق عليه. 
ولذا أرى أن يتم التمهل في الخطوة الثانية من 
خطوات المسابقة، وهي الخطوة الخاصة بفرز 
النصوص، 
بحيث يكون الفرز قائما على أسس موضوعية 
ونقدية سليمة ويقوم القائمون على عملية الفرز 
بكتابة تقرير مصغَّر عن كل نص من النصوص 
التي يتم استبعادها يبيِّن سبب الاستبعاد، سواء 
أكان هذا الاستبعاد بناءً على لغة الكاتب أو 
أسلوبه أو اقترابه/ابتعاده من/عن روح النوع 
الأدبي الذي تقام فيه المسابقة. وإذا كان موضوع 
المسابقة خاص بفن كالومضة، ولا يوجد أساس 
نظري أو نقدي متين يمكن الاسترشاد به في 
عملية الفرز، فالأساس الأقرب هنا هو أساس 
القصة القصيرة جدا، بوصف القصة الومضة 
ابنةً لهذا النوع الأدبي الفرعي من أنواع الأدب 
السردي: ويكون السؤال بعد مسألة اللغة ومسألة 
الأسلوب، هل تجسد الومضة روح النص 
السردي القصير أم لا؟ ولا أقصد بذلك طبعا أن 
نتقصّى وجود كل سمات أو عناصر القصة 
القصيرة جدا في القصة الومضة. فعلى سبيل 
المثال، الخط الزمني الممتد من البداية للنهاية 
في القصة القصيرة جدا قد لا يكون حاضرا بقوة 
في القصة الومضة لأنها بطبيعتها قائمة على 
التركيز على لحظة واحدة. وعكس ذلك صحيح 
أيضا: فبعض الكتاب يكتبون القصة الومضة 
على أنها تلخيص لقصة قصيرة بأن تجد في 
ومضاتهم أحداثا كثيرة موجزة، أو بالأحرى 
حركات سردية كثيرة في ومضاتهم، لأن البعض 
ينظرون إلى الحدث السردي على أنه كل ما 
يدور داخل القصة القصيرة أو هو الموضوع 
الذي تسرده القصة القصيرة. وإذا نظرنا إلى 
الحدث بهذا الشكل، فالقصة الومضة تأخذ لقطة 
واحدة أو لقطتين من هذا الحدث الكبير أو من 
أحداث الحياة الفعلية أو المتخيَّلة وتسلط الضوء 
عليه لتبرز دلالته الإنسانية أو وقعه في نفس 
الشخصية إذا كانت الومضة مروية بضمير 
الغائب أو في نفس الراوي إذا كانت مروية 
بضمير المتكلم، أو أثر هذه اللقطة أو أكثر على 
القارئ في جميع الحالات: وهنا تكون الشخصية 
أو الراوي موضعَ تأمل أو مشاهدة أو مراقبة 
من قِبَل القارئ أو حتى الراوي حسب مختلف 
الحالات التي تركز عليها بؤرة السرد وتدخلها 
في منظور معين يختلف من نص إلى آخر. 
ومن خلال متابعتي للمسابقات المختلفة على 
الصفحات التي يُفتَرَض أنها متخصصة على 
الفيسبوك، ألاحظ خلطا كبيرا بين مفهوم القصة 
الومضة ومفهوم أو مفاهيم شتى لفن السرد بوجه 
عام. فكثير من النصوص التي ربما تحصل 
على المركز الأول في مسابقة ما ربما لا تندرج 
تحت الفن القصصي بوجه خاص وربما لا 
تندرج أيضا تحت مسمى الأدب بوجه عام، 
حيث نجد الكثير من هذه النصوص تتبنى 
مفهوما ضيقا للومضة قائما على الألاعيب 
اللغوية وحشو النص بمفارقة وتباين ما بين 
بدايته ونهايته دون أن يكون هناك موقف 
قصصي إنساني من الأساس، كأن يلخص 
الكاتبة حكمةً ما في شكل سردي أو يُظهِر 
تناقضا في الواقع الحياتي المعاش أو يعلِّق على 
حدث سياسي في شكل أفعال قليلة متتابعة تظهر 
مقدمة ونتيجة مخالفة. ومن وجهة نظري 
المتواضعة، يندرج الكثير من هذه النصوص 
دراسة حول 
مسابقات الومضة 
فؤائدها، ومشكلها، وآراء حول الحلول. 
جمال الجزيري 
11 | سنا القصة الومضة | نوفمبر 2014 
دراسة حول مسابقات الومضة
تحت مسمى الحالة الذهنية التي تكتب فكرة ما 
وتصبغها بصبغة قصصية، كالقصص التعليمية 
بالضبط، الأمر الذي يذكِّرنا بالمسرح الكنسي في 
العصور الوسطى بأوروبا حيث نجد العديد من 
الشخصيات تتخذ أسماء صفات مجردة مثل الموت 
والعدل والأمانة والغدر وما إلى ذلك. وهذا ليس فنا 
وإنما يتبنى تقنيات فنية كوسيلة لتوصيل معنى أو 
مغزى أخلاقي وديني لا أكثر ولا أقل. ومن الأمثلة 
على ذلك في الومضات الكثيرة التي يمتلئ بها 
فضاء الصفحات الالكترونية الومضات التي تتحدث 
عن الشيطان أو الصلاة أو الأمانة أو الخيانة والتي 
تنظر للشخصية نظرة نمطية بغية توصيل موقف 
معين من جماعة من البشر كالنساء مثلا، أو 
لتوصيل فكرة ما يمكن تلخيصها في حكمة أو مثلٍ 
من قبيل النهي عن المبالغة أو الجشع أو التنفير من 
البخل وما إلى ذلك. وهذا يقودنا بدورة إلى إمكانية 
توظيف الومضة التعليمية بهذا الشكل في القوالب 
الفنية التوعودية كما في برامج التوعية الصحية أو 
الدينية أو المدرسية وما إلى ذلك؛ وهذا البرامج 
التوعوية لا تنظر إلى الوسائل الفنية التي تستخدمها 
لتوصيل فكرتها أو تحقيق هدفها التوعوي على أنها 
فن، بل على أنها مجرد أداة لتوصيل الفكرة بصورة 
أسهل أو أقرب إلى التجسيد لا أكثر ولا أقل. وحتى 
نوفي هذا النوع من الومضات حقه، يمكننا النظر 
إليه على أنه نوع مختلف من الكتابة، وهو كتابة 
غير أدبية، وربما كان أقرب للكتابات الساخرة أو 
الفلكلور أو الأمثال الشعبية، وبالتالي يمكننا أن 
ندرجه تحت مسمى الأمثولة الشعبية. والأمثولة كما 
نعرف جميعا لا تهتم بالتركيز على الشخصية في 
حد ذاتها على سبيل المثال وإنما تتخذ الشخصية 
والحدث وسيلة لتوصيل فكرة أو حكمة ما سواء 
أكانت دينية أم اجتماعية أم فلسفية، وما إلى ذلك من 
الأغراض أو المجالات المكتوبة فيها. وهي أقرب 
كذلك للقصص التي يسردها الخطباء على المنابر، 
سواء أكانت مستمدة من كتب التراث أم قصص 
خيالية وضعها الخطيب لتقريب الفكرة لجمهور 
المصلين من خلال تجسيدها في قالب قصصي ليس 
مقصودا في حد ذاته. وبما أن مضامين هذه 
القصص التجريدية تتعلق بالمجتمع بشكل أو بآخر 
من خلال التعليق على ظاهرة اجتماعية ما، فيمكننا 
أن نطلق عليها الومضات الاجتماعية ولا نقرن 
كلمة "القصة" بها. 
ولذلك ينبغي علينا تضييق أو تحديد مفهوم الومضة 
بحيث تتصل بالأدب اتصالا وثيقا وتتواصل أو 
تتواشج نوعيا – بمعنى النوع الأدبي – بالنوع 
الأكبر الذي بزغت منه أو نجمت عنه، ألا وهو 
القصة القصيرة جدا أو الأقصوصة. فالقصة 
القصيرة تركز على حدث معين وتتبعه بشخصياته 
وزمانه ومكانه وحبكته. القصة القصيرة جدا أو 
الأقصوصة تأخذ جانبا من هذا الحدث لا يمتد في 
الزمان وتسلط الضوء عليه بحيث يكون محل 
تركيز وتكثيف وإبراز لدوافع الشخصية أو عدد 
محدود جدا من الشخصيات كأن يكون 
شخصيتين أو ثلاث على الأكثر في مساحة 
صغيرة لا تتعدى الصفحة أو الصفحتين في 
الغالب. مع العلم بأن المساحة أو الحجم ليس في 
الغالب معيارا للتفريق بين الأنواع، فيمكن 
لكاتب أن يكتب نصا لا يزيد عن نصف صفحة، 
ومع ذلك لا يمكننا أن نطلق عليه إلا مسمى 
"قصة قصيرة" لأن الكاتب اعتمد في سرده على 
تلخيص حدث طويل في أسطر معدودة من 
خلال نظرة تلسكوبية على الحدث تظهر ملامحه 
العامة دون تسليط الضوء على التفاصيل. كما 
أن نصا يشغل مساحة خمس صفحات مثلا يمكن 
أن يكون قصة قصيرة جدا لأن الكاتب ركز 
على لقطة واحدة من حدث كبير وأبرز تفاصيلها 
الثرية وإحساس الشخصية بهذه التفاصيل ونتيجة 
تأمل الشخصية لهذه اللقطة وما إلى ذلك من 
نظرة ميكروسكوبية متأنية من خلال المراوحة 
بين الوصف والسرد دون الإخلال بالتشويق 
السردي. 
أما بالنسبة للقصة الومضة فهي بنت القصة 
القصيرة جدا من وجهة نظري، لسببين 
أساسيين: 
يتمثل السبب الأول في أنها تقوم على السرد كما 
يدل اسمها، حتى ولو كان السرد ليس كاملا، 
كأن يتكئ الكاتب على الاقتضاب أو الإحالة إلى 
نص سابق سواء أكان أدبيا أم دينيا أم اجتماعيا 
أم ثقافيا بوجه عام بالمفهوم الواسع للثقافة. 
والسبب الثاني أن القصة الومضة تتبنى نفس 
تقنيات القصة القصيرة جدا ولكن بدلا من 
التركيز على لقطة من الحدث الأكبر، تسلط 
الضوء على نقطة واحدة من هذه اللقطة، ويكون 
اختيار النقطة التي يتم التركيز عليها اختيارا 
متعمدا، حيث يدل معنى الومضة على 
اللمعان/الالتماع الخفيف الذي يبتغي الإظهار/ 
الظهور المفاجئ والإنارة. وكل ذلك يوحي بأن 
الكاتب في لحظة تأمل لحدث ما والتقط زاوية 
رؤية لهذا الحدث يمكنها أن تمسك بقبس منه 
سرديا لتقدمه للقارئ بصورة تفتح أمامه منابع 
التأمل في هذه الزاوية أو ربطها بزوايا أخرى 
من حياته. ومن هنا يبدو أن قيام بعض النقاد 
بقصر عنصري المفارقة والدهشة على النص 
ذاته به قدر من الخلل. فهذان العنصران 
يرتبطان بالأطراف الثلاثة المتشاركين في 
عملية الإبداع: الكاتب والنص والقارئ. فيمكن 
أن تتمثل المفارقة مثلا في العنوان الذي يضعه 
الكاتب لنصه بحيث يجعلنا ندرك التباين بين 
العنوان والنص مثلا؛ ويمكن كذلك أن تتولد 
المفارقة في ذهن القارئ بناء على قراءته 
المغايرة لقراءة الكاتب أو المتجانسة معها. 
وإذا انتقلنا إلى الخطوة الثالثة من المسابقة، نجد 
أنها تتمثل في تقييم النقاد للنصوص التي تم 
تصعيدها بعد عملية الفرز. وهذه الخطوة يشوبها 
أيضا ما يشوب الخطوة السابقة: فيتباين النقاد في 
موقفهم من القصة الومضة ما بين مؤيد 
ومعارض. فبعض النقاد يصر على أن الومضة 
بنت القصة القصيرة وهذا الرأي له وجاهته 
النقدية والفنية مادام الاسم المستعمل هو "القصة 
الومضة"، وبالتالي يقيمون الومضات حسب هذا 
المعيار ويعطون بعض الومضات درجات ضعيفة. 
ونجد البعض الآخر من النقاد يركزون في تقييمهم 
للنصوص على بعض التقنيات الفنية مثل المفارقة 
والإدهاش والتركيز دون الالتفات لروح الفن 
القصصي وبالتالي يختلف تقييمهم للنصوص عن تقييم 
الفريق الأول من النقاد وفي الغالب يكون الفريقان 
موجودان في عملية تقييم المسابقة ذاتها، الأمر الذي 
يربك المبدع ذاته عندما يرى مجموع الدرجات التي 
حصل عليها نصه، فيجد ناقدا أعطى نصه درجة 
كبيرة وآخر أعطاه درجة متدنية، الأمر الذي قد 
يصرف بعض المبدعين عن الاشتراك في المسابقات. 
ولذلك أرى أن المتابعة النقدية والمناقشات الأدبية 
حول القصة الومضة في غاية الأهمية في هذا الوقت 
حتى يتم أولا الاتفاق على مفهوم واضح للقصة 
الومضة ومن هنا تمكن إقامة مسابقات على أساس 
متين. 
ونظرا لأن صفحات الفيسبوك في حد ذاتها صفحات 
تراكمية: بمعنى أن من يدخل على الصفحة سيجد 
الموضوعات الأحدث أمامه، أما الموضوعات الأقدم 
فستندرج في أدني الصفحة وعلى من يريد أن يتابعها 
أن ينزل في الصفحة لأسفل وينتظر متصفحه حتى 
يأخذ الوقت الكافي للوصول إلى الموضوعات القديمة 
حسب سرعة الانترنت عند المتصفح – نظرا لكل ذلك 
من الأفضل أن يتم توثيق المسابقات والمتابعات 
النقدية لها بشكل أيسر وأكثر ديمومة ولا يتوقف على 
وجود الانترنت من عدمه. ويمكن القيام بذلك من 
خلال عمل كتب الكترونية تختص بنشر النصوص 
المتسابقة مع بيان المركز الذي حصل عليه كل نص 
ومتابعة هذه النصوص نقديا في نفس الكتاب 
الالكتروني. ونظرا للجهد الذي يتطلبه تجميع المادة 
وكتابتها، أرى أن تكون المسابقة شهرية ويحق 
للمتسابق أن يشارك بخمسة نصوص مثلا ويتم تجميع 
النصوص في يومين وإعطاء فرصة لمدة عشرين 
يوما مثلا للنقاد كي يقيموا النصوص على مهل 
ويكتبوا دراسات نقدية موجزة عن كل كاتب تُنشر مع 
نصوصهم على صفحة أو صفحتين من الكتاب 
الالكتروني لكل كاتب. ويكون الكتاب بصيغة بي دي 
اف ويتم رفعه على الموقع بحيث يستطيع كل متصفح 
للانترنت أن يقوم بتحميله إذا وصل للصفحة. 
والأفضل أن يتم إنشاء صفحة فرعية من الصفحة 
الرئيسية تحمل مثلا عنوان "كِتَاب سنا الومضة" ويتم 
فيها تحميل كل الكتب بالتدريج حتى تكون تاريخا 
للقصة الومضة ولصفحة سنا الومضة على السواء. 
وبعد أن يتم نشر عدة كتب تحمل الكثير من 
النصوص والمتابعات النقدية، أظن أنه سيتمكن كل 
فرد من بلورة مفهومه عن الومضة ونكون بذلك قد 
ساهمنا مساهمة إيجابية واعية في ترسيخ هذا الفن 
وإنماء مساره في الثقافة العربية. 
*** 
** 
* 
مسابقات الومضة 
جمال الجزيري 
12 | سنا القصة الومضة | نوفمبر 2014 
دراسة حول مسابقات الومضة
بداية أعلن نقطة نظام , فأنتم لم تحسموا مفهوم الومضة فى 
سياسة الجروب . هل تتعاملون معها باعتبارها قصة , أم 
أنها أسلوب جديد فى الصياغة اللغوية ولعرض الصور 
الذهنية . تعريف الجروب يوضح بجلاء نسبة الومضة الى 
القصة ..) هذه المجموعة مخصصة للقصة الومضة ( .. 
بينما النصوص المنشورة تعكس واقعا مختلفا . فكلها بعيدة 
كل البعد عن فنيات القصة , فهى فى عمومها صور ذهنية 
, تطرح صورة , أو علاقة سببية , بلغة تخلو من التوهج , 
يغلب عليها أسلوب الكتابة الصحفية .... وعلى العموم لو 
اعتبرنا الومضة قصة قصيرة , فالعبرة ليست بعدد الكلمات 
, بل باكتمال التجربة , وتوفر عناصر القص من شخصيات 
, وحدث , وصراع , أو مظهرا من مظاهر الإرادة 
الإنسانية , وزمان ومكان , فى إطار حبكة تؤدى إلى خاتمة 
تنفرج عندها شحنة التوتر لدى المتلقى .... والتكثيف 
الشديد لا يعد فى رأيى هدفا من أهداف القص . إنما هو 
أحد مهاراته . والتجربة المطروحة هى التى تحدد طول 
العمل أو قصره . والسعى الى صياغة قصة فى أقل عدد 
من الكلمات لا تعبر عم مهارة ولا تميز مالم تقتضى 
التجربة التكثيف . والكاتب القدير جمعه الفاخرى استطاع 
أن يطرح تجربة متكاملة فى نص من ثمانى كلمات بعنوان 
انكسار . والكاتب مالم يعايش التجربة . ويعطيها حقها مهما 
بلغت من طول فقد أساء إلى نصه بلجوئه الى تكثيف فى 
غير محله . وأنا أظن أن العبارات والنصوص غير 
المكتملة إنما تعبر عن قصور فى أدوات الكاتب , أو 
قصور فى فهمه لفنيات القص والظن بأن مجرد امتلاك 
اللغة يكفى لصياغة أدب جيد , أو رغبة فى انتاج نص 
سهل , أو فى أفضل الأحوال هو مسايرة لمنتجات ثورة 
الاتصالات من أجهزة حديثة لا تتوفر فيها امكانيات انتاج 
نص بالطول الذى يخدم التجربة . ..... أما لو تعاملنا مع 
الومضة بمعزل عن القصة القصيرة , باعتبارها فن 
مستحدث من فنون الكتابة , فيبدو أن الأصدقاء المغرمون 
بها يقيسون المهارة بالقدرة على انتاج الصورة بأقل عدد 
من الكلمات . ويكون السؤال المطروح ياصديقى خارج 
نطاق أهتمام أصحاب الومضة . لأنى أرصد الومضة 
والاحظ أن التبارى ينصب حول مهارة التكثيف دون النظر 
الى نضج الطرح حتى أن أحدهم كتب ) يبس , قومه , 
انكسر ( .. لكن هؤلاء الأصدقاء يتغافلون عن واقع أن 
الاقتصاد الشديد فى اللغة يجبرهم على الوقوع فى المباشرة 
, وهى نقيض الفن . ويلجئهم الى التعامل مع الصورة من 
السطح , دون الخوض فى عمق التجربة . وهم أعلبهم 
يعوزهم توهج اللغة التى يمكنها على الأقل أن تقرب 
نصوصهم من فنيات الشعر . كما أن الاقتصاد الشديد 
يضطرهم الى طرح صورهم بشكل ذهنى محض , بينما 
يتعامل الفن مع وجدان المتلقى . وفى النهاية أعتذر اليك 
صديقى العزيز عباس , أن وضعت الإجابة على سؤالك فى 
خلفية المشهد . حيث رأيت أن الأولى هو الاهتمام بالبحث 
فى هوية الومضة , ونسبتها بشكل واضح الى أصل من 
أصول فنون الكتابة 
لعلَّها الدهشة ؛ تلك التي تمسكُ بأيدي قلوبنا وتجرُّها خلفها إلى جزرِ 
الفرحِ ، وأرخبيلاتِ الحلمِ ، تمامًا كما تفعل الأمَّهاتِ بصغارهنَّ عندَ أوَّلِ 
يومٍ مدرس ي .. الومضة .. تمارسُ مع قلوبنا فعلَ الفرح ذاته .. أعني 
جرَّنا إليه قلوبًا وعقولاً . فلقد غدتِ الومضةُ مالئةَ الصفحات والمنتدياتِ 
، وشاغلةَ الساردين .. !! لعلَّها آخرُ موضاتِ السَّردِ الحديثِ .. وآخرُ 
صرعاتِهِ .. وآخرُ قفزاتِهِ المغامرةِ .. فمن أين يومضُ هذا البرقُ 
السَّرديُّ ..!؟ من أين جاءت ..؟ وكيف انتشرت نارًا في هشيمِ السَّردِ 
العربيِّ الرَّاهنِ بكلِّ هذه الفداحَةِ ؟ ولماذا استشرَتْ ..؟ ماذا عن 
تاريخيَّتها ..؟ وهل كلُّ ما يكتب باسمها زعمًا هو كذلك ..؟ هل تنتمي 
حقيقةً لأسرة السَّردِ العريقة .. ؟ أم أنها ألحقت بها ظلمًا كما نسبت ظلمًا 
)واو ( إلى عمرو ..!؟ أسئلةٌ كثيرةٌ تومضُ في أعماقنا عنها .. والسؤال 
نافذة مضيئة على الدهشة .. وعلى الحقيقة وعلى الفلسفة .. لكنَّ ومض 
الإجاباتِ أكثرُ صعوبَةٍ .. فهي مثل كثيرٍ من الفنون السرديَّة المستحدثة 
، لا تزال الومضة تحتاج إلى تعريفٍ شافٍ كافٍ .. وإلى توصيفٍ 
وظيف ي يفكُّ التَّشابكَ الأجناسيَّ مع القصَةِ القصيرة جدًّا والشِّعر الحرِّ 
والهايكو والشَّذرة ، والخاطرة ، والطرفة والنكتة والخبر ، والمثل .. 
وغيرها ... ومن أجلِ التَّحوُّطِ الواجبِ منِ التباسِ هويَّاتِ النُّصوصِ ؛ 
فهذا الخلط القائم بينَ هذه الفنونِ السَّرديَّةِ جميعها ، المتقاربَةِ بِنيةً وشكلاً 
وحجمًا وشروطًا وعناصرَ ، يربكُ السَّاردينَ ، والمتلقِّينَ على ح د سواءٍ 
، ويدخلُ المُصَنَّفَ الإبداعيَّ نفسَهُ في دوَّامَةِ القلقِ .. وضبابيَّةِ الهُوِيَّةِ .. 
والتباسِ التَّصنيفِ والتَّعريفِ . فهذه الفنون المتقاطعة / المتماهية ، هي 
أشبهُ بالتَّوائم ، وينبغي علينا تسمية هذه التوائم للتفريق بينها ، وتمييزها 
عن بعضها البعضِ . وتأسيسًا على هذا ؛ فلا تزال ) الومضة ( الأدبيَّة 
تحتاج من منظِّريها ، وكتَّابها ذوي الخبرةِ والدِّربَةِ والدِّرايَةِ ، تحديدَ 
تضاريسها ، وإبانَةَ ملامِحِها ، وتوضيحَ مزاياها وخصائصِها. فاستسهالُ 
كثيرٌ منَ الكتَّابِ لهذا الفنِّ ) الومضة ( يجعلُ منه فنًّا مستسهلاً ومستهلكًا 
.. ومنتهكًا .. مسعِّرًا سردَّهُ لكلِّ لكماتِ الأقلامِ المراودةِ من غير ذوي 
المواهب الحقيقيَّة ، ففي كثيرٍ من الصفحاتِ الأدبيَّة المعنيَّةِ بهذا الفنِّ 
نصدمُ بكثيرٍ منَ الغثِّ ، أما السَّمينُ المُبتغى ، والحَسَنُ المُشتهى فلا نكادُ 
نعثرُ عليهِ إلاَّ بعدَ عناءٍ وطولِ بحثٍ وانتظارٍ ، وذلك – فيما أعتقد – 
راجعٌ لسببينِ اثنينِ : انتفاءُ الموهبة الحقيقيَّة وانعدامها لدى عددٍ غيرِ 
يسيرٍ منَ المقلِّدينِ ، والموهومين بالإبداعِ الذين أتاح لهم هذا الفضاء 
الإلكتروني مطمحَ الظهور ، وأباحَ لهما مطمع الانتشار حتَّى وإن كان 
مجرَّد توهُّمٍ ..!! وثانيها لاضطرابِ المصطلحِ ، وضبابيَّةِ التَّعريفِ ، 
وغيابِ التِّوصيفِ الوظيفيِّ الذي يوضِّحُ البرزخَ الفنِّي بينَ جملةٍ منَ 
الفنونِ السَّرديَّةِ تتعانقُ حدَّ التماهي ، وتتشابَهُ حدَّ التَّوأمةِ .. لذا فحاجتُنا 
جدُّ ملحَّةٍ لتحديدِ المصطلحاتِ ، وتوضيحِ الخصائصِ والسِّماتِ الفنِّيَّةِ 
التي تفصلُ بين هذه الفنونِ ، وتكفلُ لكلِّ منها شكلَهُ ومزاياه ، من غيرِ 
فلسفةٍ وأستذةٍ ما يمكِّنُ محبِّي هذه الفنونِ ، كتَّابًا ونَاشئةً ودارسي الأدبِ 
عامَّةٍ ، منَ التمييزِ بينَ حزمةِ السُّرودِ المتشابهةِ / المتشابكة .. 
وللاطمئنانِ على عدمِ التباسِ هويَّاتِ سرودِنا مرَّةً أخرى .. ولعلَّ النقَّادَ 
الجادَّينَ ، والأكاديميِّينَ ، والسُّرَّادَ ، والكتَّابَ الحاذقينَ الموغلينَ في حُبِّ 
هذا الفنِّ كتابةً وتعاطيًا ، أن يضعوا القواعدَ المتينةَ الواضحةَ التي تُحَقَّقُ 
بها الغاياتُ السَّالفَةُ . ولعلَّ مجموعةَ ) سنا الومضة ( وهي تدأبُ إلى 
ترقيةِ هذا الفنِّ الإبداعيِّ الماتع بمشرفيها ومبدعيها ونقَّادِها الأجلاَّء ، 
لعلَّها قادرةٌ بجهودٍ متكاتفةٍ على حيازةٍ السَّبقِ في رسمِ خارطةِ طريقٍ 
آمنةٍ تصلُ بنا إلى ثوابتَ فنَّيةً ترسِّخُ أركانَ هذا الفنِّ .. وتمتِّنُ كيانَهُ 
المتفرَّد .. وتحفظُ حدودَهُ الفنيَّة من الاختراقِ .. 
وجهات نظر حول مفهوم الومضة 
محسن الطوخي جمعة الفاخري 
13 | سنا القصة الومضة | نوفمبر 2014
نلتقي لنرتقي 
14 | سنا القصة الومضة | نوفمبر 2014
نلتقي لنرتقي 
15 | سنا القصة الومضة | نوفمبر 2014
نلتقي لنرتقي 
16 | سنا القصة الومضة | نوفمبر 2014
أحلام مستغانمي 
عضو السنا

Mais conteúdo relacionado

Mais procurados

كتاب ومضات سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر 2014
كتاب ومضات سبتمبر  وأكتوبر ونوفمبر 2014كتاب ومضات سبتمبر  وأكتوبر ونوفمبر 2014
كتاب ومضات سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر 2014جمال الجزيري
 
مجلة سنا الومضة، العدد السادس نوفمبر 2014
مجلة سنا الومضة، العدد السادس نوفمبر 2014مجلة سنا الومضة، العدد السادس نوفمبر 2014
مجلة سنا الومضة، العدد السادس نوفمبر 2014جمال الجزيري
 
الادب والنصوص للصف الثالث متوسط
الادب والنصوص للصف الثالث متوسطالادب والنصوص للصف الثالث متوسط
الادب والنصوص للصف الثالث متوسطAyad Haris Beden
 
مبادئ وقيم
مبادئ وقيممبادئ وقيم
مبادئ وقيمwasan5
 
أنهار الرواية المصرية| أدب المصريين
أنهار الرواية المصرية| أدب المصريينأنهار الرواية المصرية| أدب المصريين
أنهار الرواية المصرية| أدب المصريينahmed serag
 
نازك الملائكة
نازك الملائكةنازك الملائكة
نازك الملائكةLAILAF_M
 
مجلة سنا الومضة العدد الأول مايو 2014
مجلة سنا الومضة العدد الأول مايو 2014مجلة سنا الومضة العدد الأول مايو 2014
مجلة سنا الومضة العدد الأول مايو 2014جمال الجزيري
 
البنت الصرخة
البنت الصرخةالبنت الصرخة
البنت الصرخةaarnaout
 
عبده حقي حوارات نادرة في الثقافة المغربية
 عبده حقي حوارات نادرة في الثقافة المغربية  عبده حقي حوارات نادرة في الثقافة المغربية
عبده حقي حوارات نادرة في الثقافة المغربية عبده حقي
 
القصة والحكاية
القصة والحكايةالقصة والحكاية
القصة والحكايةguestcfb03e4d
 
اجابات جميع امتحانات اللغة العربية للثانوية العامة أ.أسامة عز الدين من 1996إل...
اجابات جميع امتحانات اللغة العربية للثانوية العامة أ.أسامة عز الدين من 1996إل...اجابات جميع امتحانات اللغة العربية للثانوية العامة أ.أسامة عز الدين من 1996إل...
اجابات جميع امتحانات اللغة العربية للثانوية العامة أ.أسامة عز الدين من 1996إل...خالد عبد الباسط
 
الرسائل الجامعية لقسم اللغة العربية
الرسائل الجامعية لقسم اللغة العربيةالرسائل الجامعية لقسم اللغة العربية
الرسائل الجامعية لقسم اللغة العربيةalieducation
 
عن تحولات الشعر العامى بين التراث والمعاصرة| محمد علي عزب
عن تحولات الشعر العامى بين التراث والمعاصرة| محمد علي عزبعن تحولات الشعر العامى بين التراث والمعاصرة| محمد علي عزب
عن تحولات الشعر العامى بين التراث والمعاصرة| محمد علي عزبahmed serag
 
الادب و النصوص للصف الرابع العلمي
الادب و النصوص للصف الرابع العلميالادب و النصوص للصف الرابع العلمي
الادب و النصوص للصف الرابع العلميAyad Haris Beden
 
الادب والنصوص للصف الرابع الادبي
الادب والنصوص للصف الرابع الادبيالادب والنصوص للصف الرابع الادبي
الادب والنصوص للصف الرابع الادبيAyad Haris Beden
 

Mais procurados (20)

كتاب ومضات سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر 2014
كتاب ومضات سبتمبر  وأكتوبر ونوفمبر 2014كتاب ومضات سبتمبر  وأكتوبر ونوفمبر 2014
كتاب ومضات سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر 2014
 
مجلة سنا الومضة، العدد السادس نوفمبر 2014
مجلة سنا الومضة، العدد السادس نوفمبر 2014مجلة سنا الومضة، العدد السادس نوفمبر 2014
مجلة سنا الومضة، العدد السادس نوفمبر 2014
 
Shenash
ShenashShenash
Shenash
 
BBQ 3302
BBQ 3302BBQ 3302
BBQ 3302
 
الادب والنصوص للصف الثالث متوسط
الادب والنصوص للصف الثالث متوسطالادب والنصوص للصف الثالث متوسط
الادب والنصوص للصف الثالث متوسط
 
مبادئ وقيم
مبادئ وقيممبادئ وقيم
مبادئ وقيم
 
الفرزق
الفرزقالفرزق
الفرزق
 
أنهار الرواية المصرية| أدب المصريين
أنهار الرواية المصرية| أدب المصريينأنهار الرواية المصرية| أدب المصريين
أنهار الرواية المصرية| أدب المصريين
 
مقال
مقالمقال
مقال
 
نازك الملائكة
نازك الملائكةنازك الملائكة
نازك الملائكة
 
مجلة سنا الومضة العدد الأول مايو 2014
مجلة سنا الومضة العدد الأول مايو 2014مجلة سنا الومضة العدد الأول مايو 2014
مجلة سنا الومضة العدد الأول مايو 2014
 
البنت الصرخة
البنت الصرخةالبنت الصرخة
البنت الصرخة
 
عبده حقي حوارات نادرة في الثقافة المغربية
 عبده حقي حوارات نادرة في الثقافة المغربية  عبده حقي حوارات نادرة في الثقافة المغربية
عبده حقي حوارات نادرة في الثقافة المغربية
 
القصة والحكاية
القصة والحكايةالقصة والحكاية
القصة والحكاية
 
اجابات جميع امتحانات اللغة العربية للثانوية العامة أ.أسامة عز الدين من 1996إل...
اجابات جميع امتحانات اللغة العربية للثانوية العامة أ.أسامة عز الدين من 1996إل...اجابات جميع امتحانات اللغة العربية للثانوية العامة أ.أسامة عز الدين من 1996إل...
اجابات جميع امتحانات اللغة العربية للثانوية العامة أ.أسامة عز الدين من 1996إل...
 
الرسائل الجامعية لقسم اللغة العربية
الرسائل الجامعية لقسم اللغة العربيةالرسائل الجامعية لقسم اللغة العربية
الرسائل الجامعية لقسم اللغة العربية
 
عن تحولات الشعر العامى بين التراث والمعاصرة| محمد علي عزب
عن تحولات الشعر العامى بين التراث والمعاصرة| محمد علي عزبعن تحولات الشعر العامى بين التراث والمعاصرة| محمد علي عزب
عن تحولات الشعر العامى بين التراث والمعاصرة| محمد علي عزب
 
من اللمبي إلى توشكى في
من اللمبي إلى توشكى فيمن اللمبي إلى توشكى في
من اللمبي إلى توشكى في
 
الادب و النصوص للصف الرابع العلمي
الادب و النصوص للصف الرابع العلميالادب و النصوص للصف الرابع العلمي
الادب و النصوص للصف الرابع العلمي
 
الادب والنصوص للصف الرابع الادبي
الادب والنصوص للصف الرابع الادبيالادب والنصوص للصف الرابع الادبي
الادب والنصوص للصف الرابع الادبي
 

Destaque (6)

09 Track Pics
09 Track Pics09 Track Pics
09 Track Pics
 
كتاب ومضات يونيو 2014 صفحات مفردة
كتاب ومضات يونيو 2014  صفحات مفردةكتاب ومضات يونيو 2014  صفحات مفردة
كتاب ومضات يونيو 2014 صفحات مفردة
 
أصول الصابئة المندائيين ومعتقداتهم الدينية تأليف عزيز سباهي
أصول الصابئة المندائيين ومعتقداتهم الدينية تأليف عزيز سباهيأصول الصابئة المندائيين ومعتقداتهم الدينية تأليف عزيز سباهي
أصول الصابئة المندائيين ومعتقداتهم الدينية تأليف عزيز سباهي
 
English Laboratory
English LaboratoryEnglish Laboratory
English Laboratory
 
الصابئة المندائيون في الفقه والتأريخ الإسلاميين | د رشيد الخيون
الصابئة المندائيون في الفقه والتأريخ الإسلاميين | د رشيد الخيونالصابئة المندائيون في الفقه والتأريخ الإسلاميين | د رشيد الخيون
الصابئة المندائيون في الفقه والتأريخ الإسلاميين | د رشيد الخيون
 
الانياني كتاب الادعية والصلوات في ديانة الصابئة المندائيين
الانياني كتاب الادعية والصلوات في ديانة الصابئة المندائيينالانياني كتاب الادعية والصلوات في ديانة الصابئة المندائيين
الانياني كتاب الادعية والصلوات في ديانة الصابئة المندائيين
 

Semelhante a مجلة سنا القصة الومضة تجريبي

مجلة سنا الومضة الالكترونية، العدد الخامس، أكتوبر 2014
مجلة سنا الومضة الالكترونية، العدد الخامس، أكتوبر 2014مجلة سنا الومضة الالكترونية، العدد الخامس، أكتوبر 2014
مجلة سنا الومضة الالكترونية، العدد الخامس، أكتوبر 2014جمال الجزيري
 
كريم عبد الله و السرد التعبيري.pdf
كريم عبد الله و السرد التعبيري.pdfكريم عبد الله و السرد التعبيري.pdf
كريم عبد الله و السرد التعبيري.pdfأنور غني الموسوي
 
إنّهُ منْ كَيْدِ شَهْرَزَاد
إنّهُ منْ كَيْدِ شَهْرَزَادإنّهُ منْ كَيْدِ شَهْرَزَاد
إنّهُ منْ كَيْدِ شَهْرَزَادJbir Lotfi
 
منهجية تحليل خطا ب إحياء النموذج
منهجية تحليل خطا ب إحياء النموذجمنهجية تحليل خطا ب إحياء النموذج
منهجية تحليل خطا ب إحياء النموذجHassan EL Hilali
 
أهلا بالعامية المصرية| مفتتح موجز ونصوص مختارة
أهلا بالعامية المصرية| مفتتح موجز ونصوص مختارةأهلا بالعامية المصرية| مفتتح موجز ونصوص مختارة
أهلا بالعامية المصرية| مفتتح موجز ونصوص مختارةahmed serag
 
بحث النقد الادبي
بحث النقد الادبي بحث النقد الادبي
بحث النقد الادبي maha matiri
 
حوار الإعلامية سعاد الشهيبي مع الأديب سيد جمعه
حوار الإعلامية سعاد الشهيبي مع الأديب سيد جمعهحوار الإعلامية سعاد الشهيبي مع الأديب سيد جمعه
حوار الإعلامية سعاد الشهيبي مع الأديب سيد جمعهSayed Jomha
 
المجموعة القصصية (همــس الجنــون) لـنجـيـب محـفـوظ
المجموعة القصصية (همــس الجنــون) لـنجـيـب محـفـوظالمجموعة القصصية (همــس الجنــون) لـنجـيـب محـفـوظ
المجموعة القصصية (همــس الجنــون) لـنجـيـب محـفـوظafaf_dd
 
المجموعة القصصية (همــس الجنــون) لـنجـيـب محـفـوظ
المجموعة القصصية (همــس الجنــون) لـنجـيـب محـفـوظالمجموعة القصصية (همــس الجنــون) لـنجـيـب محـفـوظ
المجموعة القصصية (همــس الجنــون) لـنجـيـب محـفـوظafaf_dd
 
المجموعة القصصية (همــس الجنــون) لـنجـيـب محـفـوظ
المجموعة القصصية (همــس الجنــون) لـنجـيـب محـفـوظالمجموعة القصصية (همــس الجنــون) لـنجـيـب محـفـوظ
المجموعة القصصية (همــس الجنــون) لـنجـيـب محـفـوظafaf_dd
 
النبذات بدء بالنقد
النبذات  بدء بالنقدالنبذات  بدء بالنقد
النبذات بدء بالنقدhakim abd
 
الموشحات الندلسية/ The andalusian Muwashshah
الموشحات الندلسية/ The andalusian Muwashshah الموشحات الندلسية/ The andalusian Muwashshah
الموشحات الندلسية/ The andalusian Muwashshah Marou maroucha
 
محمود الكمشوشى - قصيدة زيد و عمرو و قوافى الشعر بين الاصلى و الحر
محمود الكمشوشى - قصيدة زيد و عمرو و قوافى الشعر بين الاصلى و الحرمحمود الكمشوشى - قصيدة زيد و عمرو و قوافى الشعر بين الاصلى و الحر
محمود الكمشوشى - قصيدة زيد و عمرو و قوافى الشعر بين الاصلى و الحرمحمود الكمشوشى
 

Semelhante a مجلة سنا القصة الومضة تجريبي (18)

مجلة سنا الومضة الالكترونية، العدد الخامس، أكتوبر 2014
مجلة سنا الومضة الالكترونية، العدد الخامس، أكتوبر 2014مجلة سنا الومضة الالكترونية، العدد الخامس، أكتوبر 2014
مجلة سنا الومضة الالكترونية، العدد الخامس، أكتوبر 2014
 
السرد التعبيري ج2.pdf
السرد التعبيري ج2.pdfالسرد التعبيري ج2.pdf
السرد التعبيري ج2.pdf
 
كريم عبد الله و السرد التعبيري.pdf
كريم عبد الله و السرد التعبيري.pdfكريم عبد الله و السرد التعبيري.pdf
كريم عبد الله و السرد التعبيري.pdf
 
إنّهُ منْ كَيْدِ شَهْرَزَاد
إنّهُ منْ كَيْدِ شَهْرَزَادإنّهُ منْ كَيْدِ شَهْرَزَاد
إنّهُ منْ كَيْدِ شَهْرَزَاد
 
سنا الومضة مجلة 11 (1)
سنا الومضة مجلة 11 (1)سنا الومضة مجلة 11 (1)
سنا الومضة مجلة 11 (1)
 
منهجية تحليل خطا ب إحياء النموذج
منهجية تحليل خطا ب إحياء النموذجمنهجية تحليل خطا ب إحياء النموذج
منهجية تحليل خطا ب إحياء النموذج
 
أهلا بالعامية المصرية| مفتتح موجز ونصوص مختارة
أهلا بالعامية المصرية| مفتتح موجز ونصوص مختارةأهلا بالعامية المصرية| مفتتح موجز ونصوص مختارة
أهلا بالعامية المصرية| مفتتح موجز ونصوص مختارة
 
بحث النقد الادبي
بحث النقد الادبي بحث النقد الادبي
بحث النقد الادبي
 
حوار الإعلامية سعاد الشهيبي مع الأديب سيد جمعه
حوار الإعلامية سعاد الشهيبي مع الأديب سيد جمعهحوار الإعلامية سعاد الشهيبي مع الأديب سيد جمعه
حوار الإعلامية سعاد الشهيبي مع الأديب سيد جمعه
 
5008924.ppt
5008924.ppt5008924.ppt
5008924.ppt
 
المجموعة القصصية (همــس الجنــون) لـنجـيـب محـفـوظ
المجموعة القصصية (همــس الجنــون) لـنجـيـب محـفـوظالمجموعة القصصية (همــس الجنــون) لـنجـيـب محـفـوظ
المجموعة القصصية (همــس الجنــون) لـنجـيـب محـفـوظ
 
المجموعة القصصية (همــس الجنــون) لـنجـيـب محـفـوظ
المجموعة القصصية (همــس الجنــون) لـنجـيـب محـفـوظالمجموعة القصصية (همــس الجنــون) لـنجـيـب محـفـوظ
المجموعة القصصية (همــس الجنــون) لـنجـيـب محـفـوظ
 
المجموعة القصصية (همــس الجنــون) لـنجـيـب محـفـوظ
المجموعة القصصية (همــس الجنــون) لـنجـيـب محـفـوظالمجموعة القصصية (همــس الجنــون) لـنجـيـب محـفـوظ
المجموعة القصصية (همــس الجنــون) لـنجـيـب محـفـوظ
 
النبذات بدء بالنقد
النبذات  بدء بالنقدالنبذات  بدء بالنقد
النبذات بدء بالنقد
 
الموشحات الندلسية/ The andalusian Muwashshah
الموشحات الندلسية/ The andalusian Muwashshah الموشحات الندلسية/ The andalusian Muwashshah
الموشحات الندلسية/ The andalusian Muwashshah
 
محمود الكمشوشى - قصيدة زيد و عمرو و قوافى الشعر بين الاصلى و الحر
محمود الكمشوشى - قصيدة زيد و عمرو و قوافى الشعر بين الاصلى و الحرمحمود الكمشوشى - قصيدة زيد و عمرو و قوافى الشعر بين الاصلى و الحر
محمود الكمشوشى - قصيدة زيد و عمرو و قوافى الشعر بين الاصلى و الحر
 
المطر
المطرالمطر
المطر
 
المطر
المطرالمطر
المطر
 

Mais de جمال الجزيري

كتاب ومضات أغسطس 2014 النسخة النهائية
كتاب ومضات أغسطس 2014 النسخة النهائيةكتاب ومضات أغسطس 2014 النسخة النهائية
كتاب ومضات أغسطس 2014 النسخة النهائيةجمال الجزيري
 
مجلة سنا الومضة، العدد الرابع، سبتمبر 2014
مجلة سنا الومضة، العدد الرابع، سبتمبر 2014مجلة سنا الومضة، العدد الرابع، سبتمبر 2014
مجلة سنا الومضة، العدد الرابع، سبتمبر 2014جمال الجزيري
 
كتاب ومضات يونيو 2014 نهائي
كتاب ومضات يونيو 2014 نهائيكتاب ومضات يونيو 2014 نهائي
كتاب ومضات يونيو 2014 نهائيجمال الجزيري
 
ومضات يوليو 2014 والأرشيف
ومضات يوليو 2014 والأرشيفومضات يوليو 2014 والأرشيف
ومضات يوليو 2014 والأرشيفجمال الجزيري
 
ومضات مايو 2014، صفحات مفردة
ومضات مايو 2014، صفحات مفردةومضات مايو 2014، صفحات مفردة
ومضات مايو 2014، صفحات مفردةجمال الجزيري
 
جمال الجزيري الإبداع والحضارة عند شكري عياد نقد أدبي
جمال الجزيري الإبداع والحضارة عند شكري عياد نقد أدبيجمال الجزيري الإبداع والحضارة عند شكري عياد نقد أدبي
جمال الجزيري الإبداع والحضارة عند شكري عياد نقد أدبيجمال الجزيري
 
جمال الجزيري الحوار مع النص جماعة بدايات القرن نموذجا كتاب نقدي نقد أدبي
جمال الجزيري الحوار مع النص جماعة بدايات القرن نموذجا كتاب نقدي نقد أدبيجمال الجزيري الحوار مع النص جماعة بدايات القرن نموذجا كتاب نقدي نقد أدبي
جمال الجزيري الحوار مع النص جماعة بدايات القرن نموذجا كتاب نقدي نقد أدبيجمال الجزيري
 
جمال الجزيري ونظل على الإشراق ديوان شعر قصائد
جمال الجزيري ونظل على الإشراق ديوان شعر قصائدجمال الجزيري ونظل على الإشراق ديوان شعر قصائد
جمال الجزيري ونظل على الإشراق ديوان شعر قصائدجمال الجزيري
 
جمال الجزيري لا تنتظر احدا يا سيد القصيد ديوان شعر قصائد
جمال الجزيري لا تنتظر احدا يا سيد القصيد ديوان شعر قصائدجمال الجزيري لا تنتظر احدا يا سيد القصيد ديوان شعر قصائد
جمال الجزيري لا تنتظر احدا يا سيد القصيد ديوان شعر قصائدجمال الجزيري
 
جمال الجزيري خارطة المطر ديوان شعر قصائد
جمال الجزيري خارطة المطر ديوان شعر قصائدجمال الجزيري خارطة المطر ديوان شعر قصائد
جمال الجزيري خارطة المطر ديوان شعر قصائدجمال الجزيري
 
جمال الجزيري حفل توقيع ديوان شعر قصائد
جمال الجزيري حفل توقيع ديوان شعر قصائدجمال الجزيري حفل توقيع ديوان شعر قصائد
جمال الجزيري حفل توقيع ديوان شعر قصائدجمال الجزيري
 
جمال الجزيري أصوات نهر قديم ديوان شعر قصائد
جمال الجزيري أصوات نهر قديم ديوان شعر قصائدجمال الجزيري أصوات نهر قديم ديوان شعر قصائد
جمال الجزيري أصوات نهر قديم ديوان شعر قصائدجمال الجزيري
 
جمال الجزيري فتافيت الصورة مجموعة قصصية
جمال الجزيري فتافيت الصورة مجموعة قصصيةجمال الجزيري فتافيت الصورة مجموعة قصصية
جمال الجزيري فتافيت الصورة مجموعة قصصيةجمال الجزيري
 
جمال الجزيري غَلْقُ المَعَابِرِ مجموعة قصصية
جمال الجزيري غَلْقُ المَعَابِرِ مجموعة قصصيةجمال الجزيري غَلْقُ المَعَابِرِ مجموعة قصصية
جمال الجزيري غَلْقُ المَعَابِرِ مجموعة قصصيةجمال الجزيري
 
جمال الجزيري رائحة مأتم مجموعة قصصية
جمال الجزيري رائحة مأتم مجموعة قصصيةجمال الجزيري رائحة مأتم مجموعة قصصية
جمال الجزيري رائحة مأتم مجموعة قصصيةجمال الجزيري
 
جمال الجزيري بدايات قلقة مجموعة قصصية
جمال الجزيري بدايات قلقة مجموعة قصصيةجمال الجزيري بدايات قلقة مجموعة قصصية
جمال الجزيري بدايات قلقة مجموعة قصصيةجمال الجزيري
 
جمال الجزيري نقوش على صفحة النهر مجموعة قصصية
جمال الجزيري نقوش على صفحة النهر مجموعة قصصيةجمال الجزيري نقوش على صفحة النهر مجموعة قصصية
جمال الجزيري نقوش على صفحة النهر مجموعة قصصيةجمال الجزيري
 
ديوان بنت النهار، جمال الجزيري، شعر
ديوان بنت النهار، جمال الجزيري، شعرديوان بنت النهار، جمال الجزيري، شعر
ديوان بنت النهار، جمال الجزيري، شعرجمال الجزيري
 
ديوان أسفار سيدة النهر كامل، جمال الجزيري، ديوان شعر
ديوان أسفار سيدة النهر كامل، جمال الجزيري، ديوان شعرديوان أسفار سيدة النهر كامل، جمال الجزيري، ديوان شعر
ديوان أسفار سيدة النهر كامل، جمال الجزيري، ديوان شعرجمال الجزيري
 

Mais de جمال الجزيري (20)

كتاب ومضات أغسطس 2014 النسخة النهائية
كتاب ومضات أغسطس 2014 النسخة النهائيةكتاب ومضات أغسطس 2014 النسخة النهائية
كتاب ومضات أغسطس 2014 النسخة النهائية
 
كتاب ومضات أغسطس 2014
كتاب ومضات أغسطس 2014كتاب ومضات أغسطس 2014
كتاب ومضات أغسطس 2014
 
مجلة سنا الومضة، العدد الرابع، سبتمبر 2014
مجلة سنا الومضة، العدد الرابع، سبتمبر 2014مجلة سنا الومضة، العدد الرابع، سبتمبر 2014
مجلة سنا الومضة، العدد الرابع، سبتمبر 2014
 
كتاب ومضات يونيو 2014 نهائي
كتاب ومضات يونيو 2014 نهائيكتاب ومضات يونيو 2014 نهائي
كتاب ومضات يونيو 2014 نهائي
 
ومضات يوليو 2014 والأرشيف
ومضات يوليو 2014 والأرشيفومضات يوليو 2014 والأرشيف
ومضات يوليو 2014 والأرشيف
 
ومضات مايو 2014، صفحات مفردة
ومضات مايو 2014، صفحات مفردةومضات مايو 2014، صفحات مفردة
ومضات مايو 2014، صفحات مفردة
 
جمال الجزيري الإبداع والحضارة عند شكري عياد نقد أدبي
جمال الجزيري الإبداع والحضارة عند شكري عياد نقد أدبيجمال الجزيري الإبداع والحضارة عند شكري عياد نقد أدبي
جمال الجزيري الإبداع والحضارة عند شكري عياد نقد أدبي
 
جمال الجزيري الحوار مع النص جماعة بدايات القرن نموذجا كتاب نقدي نقد أدبي
جمال الجزيري الحوار مع النص جماعة بدايات القرن نموذجا كتاب نقدي نقد أدبيجمال الجزيري الحوار مع النص جماعة بدايات القرن نموذجا كتاب نقدي نقد أدبي
جمال الجزيري الحوار مع النص جماعة بدايات القرن نموذجا كتاب نقدي نقد أدبي
 
جمال الجزيري ونظل على الإشراق ديوان شعر قصائد
جمال الجزيري ونظل على الإشراق ديوان شعر قصائدجمال الجزيري ونظل على الإشراق ديوان شعر قصائد
جمال الجزيري ونظل على الإشراق ديوان شعر قصائد
 
جمال الجزيري لا تنتظر احدا يا سيد القصيد ديوان شعر قصائد
جمال الجزيري لا تنتظر احدا يا سيد القصيد ديوان شعر قصائدجمال الجزيري لا تنتظر احدا يا سيد القصيد ديوان شعر قصائد
جمال الجزيري لا تنتظر احدا يا سيد القصيد ديوان شعر قصائد
 
جمال الجزيري خارطة المطر ديوان شعر قصائد
جمال الجزيري خارطة المطر ديوان شعر قصائدجمال الجزيري خارطة المطر ديوان شعر قصائد
جمال الجزيري خارطة المطر ديوان شعر قصائد
 
جمال الجزيري حفل توقيع ديوان شعر قصائد
جمال الجزيري حفل توقيع ديوان شعر قصائدجمال الجزيري حفل توقيع ديوان شعر قصائد
جمال الجزيري حفل توقيع ديوان شعر قصائد
 
جمال الجزيري أصوات نهر قديم ديوان شعر قصائد
جمال الجزيري أصوات نهر قديم ديوان شعر قصائدجمال الجزيري أصوات نهر قديم ديوان شعر قصائد
جمال الجزيري أصوات نهر قديم ديوان شعر قصائد
 
جمال الجزيري فتافيت الصورة مجموعة قصصية
جمال الجزيري فتافيت الصورة مجموعة قصصيةجمال الجزيري فتافيت الصورة مجموعة قصصية
جمال الجزيري فتافيت الصورة مجموعة قصصية
 
جمال الجزيري غَلْقُ المَعَابِرِ مجموعة قصصية
جمال الجزيري غَلْقُ المَعَابِرِ مجموعة قصصيةجمال الجزيري غَلْقُ المَعَابِرِ مجموعة قصصية
جمال الجزيري غَلْقُ المَعَابِرِ مجموعة قصصية
 
جمال الجزيري رائحة مأتم مجموعة قصصية
جمال الجزيري رائحة مأتم مجموعة قصصيةجمال الجزيري رائحة مأتم مجموعة قصصية
جمال الجزيري رائحة مأتم مجموعة قصصية
 
جمال الجزيري بدايات قلقة مجموعة قصصية
جمال الجزيري بدايات قلقة مجموعة قصصيةجمال الجزيري بدايات قلقة مجموعة قصصية
جمال الجزيري بدايات قلقة مجموعة قصصية
 
جمال الجزيري نقوش على صفحة النهر مجموعة قصصية
جمال الجزيري نقوش على صفحة النهر مجموعة قصصيةجمال الجزيري نقوش على صفحة النهر مجموعة قصصية
جمال الجزيري نقوش على صفحة النهر مجموعة قصصية
 
ديوان بنت النهار، جمال الجزيري، شعر
ديوان بنت النهار، جمال الجزيري، شعرديوان بنت النهار، جمال الجزيري، شعر
ديوان بنت النهار، جمال الجزيري، شعر
 
ديوان أسفار سيدة النهر كامل، جمال الجزيري، ديوان شعر
ديوان أسفار سيدة النهر كامل، جمال الجزيري، ديوان شعرديوان أسفار سيدة النهر كامل، جمال الجزيري، ديوان شعر
ديوان أسفار سيدة النهر كامل، جمال الجزيري، ديوان شعر
 

مجلة سنا القصة الومضة تجريبي

  • 1. السنة الأولي- العدد 1 فبراير ٢٠١٤ YR1- ISSUE1- FEB. 2014 مجلة تهتم بالقصة الومضة وتقنياتها تصدر نهاية كل شهر آراء النقاد والكتاب حول القصة الومضة تعتبر القصة الومضة البنت الشرعية للقصة القصيرة جدا أو الأقصوصة – أقول مازال في طور التكوين. جمال الجزيري محطات في حياة كاتب إحسان السباعي يَكَا د سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَ ب بِالأَبْصَارِ وجهات نظرية حول مفهوم الومضة ففي كثيرٍ من الصفحاتِ الأدبيَّة المعنيَّةِ بهذا الفنِّ نصد م بكثيرٍ منَ الغثِّ ، أما السَّمي ن ال مبتغى ، والحَسَ ن ال مشتهى فلا نكا د نعث ر عليهِ إلاَّ بعدَ عناءٍ وطولِ بحثٍ وانتظارٍ جمعة الفاخري حليمة بلقاس فضمتها ،لم تكن سوى لغماً فجر جوانحها
  • 2.
  • 3. إليكم كلمة انطباعية حول فن القصة الومضة: الومضة القصصية بين الاستحسان والاستهجان: لكل عصر إيقاعاته في مجالات العلم والسياسة والاجتماع والاقتصاد والثقافة والأدب...وهذه المجالات متداخلة فيما بينها ، يؤثر بعضها في بعض ويتفاعل معه. وإذا كان بعض الأجناس الأدبية متجاوبا مع تطلعات جمهور القراء في فترة ما، ويحظى بمكانة رفيعة عندهم، فليس معناه أنه سيستمر في هذه الحظوة عند الأجيال اللاحقة . وينبغي ألا يُفهم من هذا الكلام أن هذه الأجناس )الشعر والرواية والمسرح...( فقدت قيمتها الاعتبارية والرمزية والوظائفية، بل ما يزال عشاقها كثرا وهم من أصحاب النفس الطويل إبداعا وقراءة. غير أن المتغيرات السوسيو ثقافية التي شهدها هذا العصر على كافة الصعد بعامة ، وعلى الصعيد الرقمي بخاصة جعلت جيل اليوم يميل إلى كل ما هو كثيف وسريع . لهذا ازدهر في الأدب المعاصر فن الومضة على يد رواد كبار تفرغوا له كتابة وقراءة ، وقد ساعدهم في الانتشار السريع العالمُ الرقمي ، فأسسوا مجموعات تُعنى بهذا الفن الوليد، وعلى سبيل المثال: "مجموعة القصة الومضة" ، و"سنا الومضة" ، وقد تم تخصيص مسابقات يومية أوأسبوعية للتباري والإجادة في هذا المجال، مما كان له دور فعال في ظهور أقلام متميزة تعد بالعطاء الكثير...وليس غريبا أن يقف بعض الرافضين لهذا الفن ناكرين لأجناسيته وجدواه ، لأن آفاق انتظارهم تعودت الاستجابة للأجناس الأدبية المهعهودة من شعر ورواية ومسرح ويوميات وسيرذاتية...ولا يقبلون على أنفسهم تغييرها لتساير ما يعتبرونة موجة جديدة غير ذات جدوى. إن مسألة قبول أو رفض الجديد ليست مسألة جديدة ، بل هي ظاهرة صحية في كل الأزمان، فالعودة إلى الوراء قليلا ، رفض الكثيرون حينها رواية: "زينب" لمحمد حسين هيكل ، وقد وقعها في أول مرة باسم: "فلاح مصري" تجنبا لذكر اسمه الحقيقي...وعليه ففن الومضة القصصية شق طريقه إلى غير رجعة ، وكثرت أقلامه وتنوعت ، ولا يمكن لأحد أن يوقف عجلة هذا الفن الوليد والممتع. عبدالله الواحدي مجموعة سنا الومضة مجموعة ادبية متخصصة في القصة الومضة.تضم المجموعة نخبة من مبدعي الومضة في الوطن العربي.والذين جمعهم _على تباعد مسافاتهم_حب هذا اللون القصصي الجديد والذين يعملون بصبرٍ ومثابرة وطموح جاد لاستقرار أساسه وأصوله ملتزمين بما اسس له كبار الرواد العالمين لهذا الفن كهارفى ستابرو،والرواد العرب من النقاد كمحمد رمصيص وفايز الداية وياسر قبيلات ،ومن المبدعين العرب كمجدى شلبى. ومن انشطة المجموعة عمل مسابقة اسبوعية بين المبدعين لاختيار افضل ثلاثة نصوص منتقاة من خلال لجنة تحكيم مكونة من مجموعة من الاساتذة المتخصصون وتضم اللجنة: الاستاذ عبد السلام الهلالي)المغرب( الدكتورة هداية مرزوق)الجزائر( الشاعرأسعد ابو الوفا)مصر( الاستاذ الواحدي عبدالله)المغرب( الناقدتوفيق بوشري الاستاذسعيد مقدم الدكتور مصطفى الضبع الدكتور جمال الجزيرى. وتنشر النصوص الفائزة فى صفحة خاصة للمسابقة الاسبوعية ويتدخل النقاد والقراء لتوضيح قراءاتهم للنصوص مما يزيد الرؤية وضوحا وارتفاع اللبس عن هذا اللون الادبى الوليد.كما تهدف المجموعة الى العمل على تعريف الجميع بهذا اللون الادبى الوليد عن طريق خطة تهدف الى عمل كتاب ورقي يضم اعمال المميزين من المبدعين والعمل على نشره.هذه نبذه مختصرة عن المجموعة ورؤيتها واهدافها الاستراتيجية .امنياتى للجميع بالتوفيق والنجاح. بقلم :عصام الشريف كلمتي العدد 1 | سنا القصة الومضة | نوفمبر 2014
  • 4. 2 | ةضمولا ةصقلا انس | ربمفون 2014 المحتويات مجلة سنا القصة الومضة تصدر نهاية كل شهر عن مجموعة سنا القصة الومضة وهي مجموعة أدبية تأسيس وإدارة الأستاذين عصام الشريف وعباس الملك طمبل قام بتصميم هذا العدد كل من: دكتور محمد المصطفي اللِّبيح والأستاذة علا اللِّبيح هيكلة النصوص: دكتور محمد المصطفي اللِّبيح 1 كلمتي العدد 3 دراسة نقدية الناقد الشاعر /أسعد أبو الوفا 4 وجهات نظر حول مفهوم الومضة محسن الطوخي جمعة الفاخري 5 قصص ومضة أسعد أبو الوفا احسان السباعي الزهرة الحمودان حليمة بلقاس 6 قصص ومضة هنادي بلبل عصام شريف جمال الجزيري 7 - 8 ومضات تسابقت 9 وقفات في حياة أديب احسان السباعي 10 حوارات سنا الومضة جمعة الفاخري 12 دراسة حول مسابقات الومضة جمال الجزيري 14 شهادات تقدير هيفاء حمد 15 شهادات تقدير يحي دار عودة 16 شهادات تقدير محمود فودة
  • 5. تمهيد : ـ دائما ما يحتدم الصراع بين الجديد بدعوى التطور والمعاصرة وبين القديم بدعوى الأصالة وعمق الجذور . لهذا نجد الأدباء والنقاد منقسمين فيما بينهم على إدراجها تحت عباءة الأجناس الأدبية النثرية. ونحن لا نستطيع أن ننكر جنسا أدبيا فرض نفسه على الساحة الأدبية ،وأصبح لا يستعنى عنه ،إننا إذ ذلك فإننا ننفخ في قربة مثقوبة ،فكم حارب السابقون قصيدة التفعيلة ومن بعدها قصيدة الشعر المرسل وما زال النقاد يحاربون قصيدة النثر . لا غرابة في ذلك ولكن مع الأيام سيكون لزاما علينا أن نعترف بهذا الفن وهذا الجنس الأدبي إن طالما قد وضعنا له قواعد وأسسا يسير عليها كاتبوه ولم يكن عشوائيا . إن القصة الومضة هي مختصر لقصة قصيرة بل ربما مختصر لرواية طويلة تعتمد على التكثيف والتعمق في استعمال الألفاظ تنتهي بالمفاجأة التي عند سماعنا أو قراءتنا إياها يستلزم ذلك التصفيق ورفع القبعة للقاص المبهر الذي أتحفنا بما قدم . إلى من أخذوا على عاتقهم النهوض بهذا الفن الأدبي كل تقدير ،أولئك الذين يمضون يومهم في لوم من الأدباء رفاقهم قبل النقاد . للأديب الكبير /مجدي شلبي الذي ألقبه برائد القصة الومضة تقديري لثباته وإرسائه لدعائم هذا الفن الجميل . للسادة النقاد ومقيّمي ومضات المبدعين الذين يقفون على جمالياتها ويراعون قواعدها ويحكمون على أساسهاوأنا واحد منهم بحمد الله. وللأديب مصطفى رشوان السلامي وللأديبة /إحسان السباعي اللذين حققا فوزا كاسحا لعدة مرات في مسابقة القصة الومضة في مجموعة الأديب /مجدي شلبي وإلى كل فرسان هذا اللون فائق التحية: ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ومضة )جمود(: أبدع القاص/ محمود فودة في تسمية ومضته باسم يناسب الحدث مستغنيا عن دراسة نقدية حول القصة الومضة )جمود ( للقاص /محمود فودة أجري الدراسة: الناقد الشاعر /أسعد أبو الوفا توظيف العنوان في النص وهذه عبقرية منه فالعنوان عنده تكشف عنه أحداث قصته وليس مستعملا كلفظ فيها. السرد : ــــــــــــــــــــ ومضة قاصنا )تَحَصَّنَ بفكرٍ بالٍ؛فدَكَّتْ الحَدَاثَةُ قِلاعَه. ( جاءت جميلة منسجمة متناغمة الحدث فيها ربط بين سبب ومسبب ولذا كان بارعا في استعمال علامة الترقيم التي هي الفاصلة المنقوطة ليربط بين هاتين الجملتين . اعتمد القاص فيها على التكثيف فجاء بألفاظ قليلة ولكن دلالاتها كثيرة . الجماليات : ـ استطاع القاص في ومضته أن يجعلنا نفرق بين حدثين فالحدث الأول هو أن البطل تحصن بفكر بالٍ عقيم عفا عليه الزمن ولا جدوى منه في المعاصرة التي لابد من اللحاق بركبها وبين الحدث التالي وهو أن الحداثة والتطوير والتجديد كان لها أثر كبير في شخصية المقلد وهدمها. لكأني أرى الكاتب متأثرا ببيت أبي القاسم الشابي : وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ :::: تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر. وما أجمل هذا التناص مع شاعر بهذا الحجم . وإذا ما قلنا في بداية دراستنا إن الصراع بين القديم والجديد قائم ومستمر فهو كذلك يصور صراع النقاد والأدباء على القصة الومضة فنجد سرد القاص متناسبا مع هذه المعركة الفكرية . استعمل الشاعر الفعلين الماضيين )تحصن ،دكت ( ليحقق الصورة في ذهننا وهذا جميل ولكن كان الأولى أن يستعمل الفعل المضارع بدلا من الماضي لأن الصراع بين الماضي وبين الحاضر صراع لا ينتهي ودائم الحدوث. القاص يشرق علينا بألفاظ جميلة وكأنه يقول : ليست القصة الومضة كلاما متراصا بل لابد أن يخرج عن الآلية لإظهار جماله ويؤيد ذلك باستعارته المكنية )تحصن بفكر ( وسر جمالها التجسيم وتوحي بقوة وصمود ما عمل به البطل ليمنع عنه بهذا الحصن دراسة نقدية المحاكاة ،وكذلك )دكت الحداثة ( استعارة مكنية وسر جمالها التجسيم وتوحي بقوة الحداثة وتغلبها في النهاية . والروعة في استعمال المقابلة )تحصن :بال ( و)دكت الحداثة ( ،جاءت كلمات الومضة قليلة وهذا لا ضير منه فبعض النقاد يرون أن الومضة كلما كانت قليلة الألفاظ جيدة الحبك سليمة اللغة يراعي صاحبها فيها علامات الترقيم كلما كان أثرها قويا، ولنفرق بين قلة الألفاظ والتكثيف فقلة الألفاظ تعني الإيجاز ، أما التكثيف فيعني حذف ما يعد حشوا ك المفعول المطلق النعت العطف الاستغراق في الوصف كنت أود من قاصنا التعبير بالفعل المضارع لقوته عن الماضي إذ أنه يفيد الحال ويحقق الصورة في ذهن المخاطب ،والاستغناء عن الفاء إذ هي بطيئة في حدوث النتيجة ـ وبعض النقاد يرون بقاءها ما دامت تخدم المعنى ـ وهكذا تكون الومضة لتبقى وتثبت وجودها بين الأجناس الأدبية المتعددة. ـ هذه الدراسة النقدية إهداء مني للقاص الفائز بالمركز الأول في مسابقة القصة الومضة في ملتقى منقباد الأدبي الأسبوعية القاص /محمودفودة بقلم الناقد / أسعد أبو الوفا أحمد أسيوط 3 | سنا القصة الومضة | نوفمبر 2014
  • 6. شكر: زوجوها قاصرا ، فحسدت الرجال. و لما عايشت هموم زوجها، شكرت الله كونها أنثى . القصة الومضة أصدقاء: وضعهم في الغربال، فسقطوا إلا واحدا ؛كانت فتحات الغربال أضيق من مناقبه طبع: صفح عنها ،فعاودت صفعه تشبث: تبادلوا الأدوار ،أبى الملك أن يعود خادما شهرزاد وشهريار أنارت ليله بأقمار الحكايا ،فجعلها شمسا بسماء النهار. راع : استبدل ذئبًا بكلبه،فافترس الغنمأسعد أبو الوفا أحمد )شاعروناقد أدبي وقاص ( صياد: أرسل صقره الجريح ،فسقط ميتا أسعد أبو الوفا أحمد )شاعروناقد أدبي وقاص ( قاصر زفت اليه ندية،فذبلت. مستبد أجبرها على طاعته،فعصته نبضات قلبها. عيون اكتحلت بالجرح ،أرخت هدبها تبكي في الفرح. احسان السباعي قلم تدفق مداده،مرمغت الحروف وجهها ،وما ارتوت الكلمات. الزهرة حمودان رجولة: اهتزت الممرات لزمجرته. النظرة الفولاذية، و الابتسامة الساخرة ، أجهزا على بقايا رجولته المبعثرة تحت كرسيه شــــــارب: دفن خيباته خلف شاربه ، و أدمن قراءة الدنان ، إلى أن استيقظ على و ظيفة، و قد اختفى شاربه قرة العين: شردت في معاقل مكنونه، متلمظة رضاءه ، و لما احترفت الانكسار، أصبحت قرة عينيه. المرأتان ائتمن أخته على سر بندقيته ، و لما تسلل فضول زوجته إليها، سلمها للجهة المختصة طاعة: أولوها لأولي الأمر منهم ، تمردت أحشاؤهم المتضورة جوعا. . حيمة بلقاس سراب: مسكت بخيوطه المتلألئة في عينيها،سملها بأصابعه. صورة : أبهرتها فضمتها ،لم تكن سوى لغما فجر جوانحها. فشل: عانقت نجم الأمل، خبى بين يديها. وصولي : قص أجنحة فكره،فرفرف طليقا،يعب من كل المستنقعات سنا القصة الومضة 4 | سنا القصة الومضة | نوفمبر 2014
  • 7. نحيب: شاركَتْ البَحرَ بدُموعها، صار لُجَّا أُجاجا. هنادي صالح بلبل تدوين: أَطلقتْ عَنانَ أوجاعِها، صادَتْها ورقاتٍ بِيض. بديل: تَذوّقَ العِشْقَ شِعرا، فذابت وِحدةُ حُروفه. تشهير: انتهت قِصَة الحُب، مُسلسل الأسرار بَدأ. تخفيف: أتخمته عباءة السلاطين، فاجتَثَّ مبادئه. القصة الومضة . وأيضاً من إبداعات الأستاذ عصام الشريف *** زوجٌ خَلَعَتْه، سُتِرَتْ عَوْرَاتُها. * نَخْلَةٌ هَزَّتْ جِذْعهَا، سَقَطَتْ . * بَعيرٌ حَمـَلَ أَوزارَهم،عِندَما بَدَأت المجْزَرةِ رَغَا. * ذِئابٌ لم يروّضُوه،تلوثَتْ أَنْيابهم. * قَنّاصٌ تَمَدَدَ فَوْقَ الرّبوةِ، أَحْكمَ التصويبَ، قَنَصَهُ حَتْفُه. * تَائِبٌ لَعِقَ أَصابِعَ النَّدمِ، ذَابَتْ خَطَاياه *** . عصام الشريف . تَنَقِيبٌ : بَحَثوا عَن كُنُوزِ الأَرضِ، تَفَجّرتْ آبارُ الدّمِّ انقلابٌ استبدلوا به وزيره، مات الملك...من الضحك. ورقةُ تُوتٍ اكتَسَى بِحُبِها، عَانَى بَرْداً مُزْمِن اً فقيرٌ كانَ يَأكلُ الشّهدَ فيِ حُلمِه، مَدّ يَدَه يُوقظُ زَوجَتَه. صُعودٌ بَزغَ نَجْمُهُ صَارُوخَاً، كُلّمَا عَلا نَفدَ وَقوُدُه خدو ش حياةٍ : فاجأتُه بوصلِ المودَّةِ . نظرَ ببرودٍ . تحجَّجَ بالانشغالِ . ابتسمتُ لنفسي وانصرفتُ . جمال الجزيري مشارَكة: طلبَ من الليلِ أن يطولَ، وأفواه النبتِ ظامئةٌ للشمس، نبذَه الظلامُ . درجا ت العصرِ : تتشاجرُ الروايةُ والقصيدةُ على ديوانِ العربِ، تكايدهما الأقصوصة. انتفاخ: وضعَ دائرةً ليعزلَ نفسَه عن الجميع. هجروه. اعتقال: سقطَ أمامه طفلٌ وكادَ يسقطُ هو. لعنَ هيئةَ الصَّرْفِ . ردمَ الحُفرةَ . اعتقلوه. 5 | سنا القصة الومضة | نوفمبر 2014
  • 8. صِفصافةٌ بَاسِقَةٌ، كُلّمَا تَأَجّج كَيدُهم تُظَللَهم. عصيان أعدموا العصافير.. علانية امام الناس. خرج الاف الديّكة. معلنين العصيان. ضد الحكومة. قفص تزوجها فخلع قلبه على باب المنزل . قِناعُ الحُبِّ نَزَعتَهُ تَحَبَّلَتْ أشداقي، وأجهضت توأمَ أُ ف . وسيط في أحشائِه سُجنت الحروف، كلما انكفأ جرت. لاجئٌ كانَ يَسبح بأنهارِ وَطَنهِ الدافئة؛ والجَسَد يَرْتَعِد بالخَيْمة. تَلافِي اشْتَمَّت في عينيه الخطرَ ؛ سَمَلَتْهَا بِسِهَامِ كَيدها. وعود : أمطروهم بالأمنيات . افترشوا الأرصفة قرض قصم ظهر راتبه،فلما اعتدل عاد بالكفن أمومة أشعلتهم في كبدها قناديل، أطفأتها رياح العقوق. قفص تزوجها فخلع قلبه على باب المنزل . قلم فلتَ من عُقالِه ، فاعْتقلوه سر أمسى جائعا.. فضحته أصوات معدته. جهول حمل لواء العلم،ولم يعض عليه بضرس قاطع. ومضات تسابقت إشادة بكل ومضة ووامض ساهم في إثراء العمل الثق افي ودفع عجلة التطور للومضة بالتنافس والتسابق بروح متسامحة وطيبة المصطفي اللبيح 6 | سنا القصة الومضة | نوفمبر 2014
  • 9. جاحد سكنه الطمع؛فهجره اليقين شموخ رفض الإنحناء لهم ، فاغتالوه واقفا. الشهيد . عشق القلم قتلته الكلمات . اضطرام لم تكن شُعلتَه عاليةً بما يكفى لتطفئ نارَ شوقِها، اختنق...فأحرقها صحفي كشفهم واحتمى بحروفه.. قصفوا برج أفكاره . المفكر صعد بفكره إلى المراقي فتحسر على حضيض الجهلاء كاتب كسروا قلمه، خرج الحبر من فمه. عاقبة حين إعوج سيرههما , أثقلت , قطفا ثمرة الخطيئة مسجد كلما همّ بدخوله،راودته حلاوة المعصية جبان مات خوفا ، بُعث يرتعش . حماقة طاوله ليكون بحذائه؛ فوجد نفسه تحت حذائه الغائبة غنى لميلادها بشموع مطفأة، نفخها شوقه؛ اشتعلت. مسرح الحياة شارف العرض على النهاية، فلعب دور المصلح. خبرة أشهر فى وجهها سيف العقل، سحقته بسلاح الدموع. فاقة قسمت الأم الأرغفة على الصغار ونوت الصيام ومضات تسابقت 7 | سنا القصة الومضة | نوفمبر 2014
  • 10. وقفات في حياة أديب من هي إحسان السباعي؟ إحسان السباعي تغتسل بماء الحرف حين يجف حلقها من الصراخ, فلا تجد إلا قلما تستكين له في لحظات الشكوى , فيزداد جوفها عطشا كلما تدفق أكثر وتضيف تعريفا في قصيدتها ...أنا... أنا الهام على الأحداق بالضياء شعاع أنا لهفة الأشواق وأنفاس اليراع أنا في ثغر الأحرار صوت صارخ يبكي الألم الحار ويجتر مرَّ الأوضاع أنا بلسم شافي يقطف من حقل الزراع أنا الجوزاء في أحشائها التناقض لا يرسو على انطباع ترنو انفاسي للجراح فيبكي الدم الفؤاد الملتاع فتحنو عليه مثل أم طوقت طفلها يئن بلفة الدراع فتقسم بالله ليبتسم ويضحك ويطرب كالنغم الأسماع أنا نجوى غازلت الأطياف في سراب الأحلام بلا صوت ولا مذياع نجواه أغاريد البلابل اندفاع أنا الإحساس أوتار ودفء وقبس من حنان أريجها في أبهى جنان أنا لحن حزين يشكو الأمل الدفين يجتاح رمق الوجود يتنزى لإرتشاف الوجع من قلب الوعود تائه اللمسة ينساب بالحنان من الأم الولود أنا الهام يلقي الإحساس في همس المشاعر يتهادى الخطى فيتغنج في آهات شاعر بقلم احسان السباعي نشأة احسان السباعي؟ احسان السباعي من مدينة القصر الكبير في شمال المغرب ترعرت في كنف اسرة متوسطة الحال ابي رجل تعليم مكافح ,مجاهد, تعلمت منه ان الانسان بلا علم يعد في محراب الحياة جاهلاً ومن أم لا تنام حتى تعانق كتابا,علمتني ان القراءة ليس لها أجل ,كنا دوما نتحلق حولها عند بداية الليل ويبحر خيالنا معها وهي تحكي لنا ما نهلته من الكتب و القصص والروايات حتى اني كنت اتصور أنا أمي هي البطلة التي تتحكم في كل الشخصيات وكنت استغرب كيف اجدها بالنهار بالمطبخ وفي صوراخرى فأظل أسالها ماهذه المفارقة في القول والفعل فتصير تضحك وتقول لي مع الكتاب نعيش الخيال ومع الواقع نعيش الحقيقة ولم ادرك الامر الا أن وصلت الى فترة المراهقة ,فصرت أطوع قلمي بشكل خجول وأكتب خواطري وارسم الخيال في أحرفي وأجعله تحت وسادتي في الواقع دون ان يطلع عليه أحد ومع دروب الحياة كنت انتقل تبعا لمسيرة ابي , فقد كان مدرسا ثم اصبح استاذا ثم حارسا عاما الى ان استقر به المطاف مديرا لمدرسة اعدادية وكل هذه التنقلات كانت تجعلني بعيدة عن أهلي وادرس في داخلية بنات الى أن اشتغلت بدوري بالتعليم بمجرد حصولي على الباكالوريا علوم اقتصادية واقبرت لسنتين في البادية .....فخطفني الزواج وتهت في عالم الاولاد وتربيتهم الا ان استيقظ قلمي مؤخرا يصرخ بي لماذا أهملته طيلة هذه السنين فوعدته أن امنحه ما تبقى من عمري وواتمنى يراعي ما سرقه الزمن مني ماهي هوايات الاديبة احسان السباعي؟ هوايات احسان السباعي رهينة بكل ما له حس مرهف فهي تعشق الشعر وتبحر في عمق حروفه فتتهجى القوافي في هسيس معانيه لها اصدارين شعريين الديوان همسات من جوف الروح خلجات برداء الغسق وقد حصلت على الرتبة التانية في القصيدة الفصحى في مهرجان القلم الحر بجمهورية مصر كما انني فزت في الشعر النثري بالمركز الاول في مسابقة هوى الشام وبعدة جوائز في منتديات تخص الشعر بالنت عاشقة للقصة تتقمص في شخصيات تحاول باحاسيسها وما تحمله من رؤية للواقع ان تشخص الوجع وتبكي الالم وان تلبس البسمة رداء حين يحل عرس الفرح ولها مجموعة قصصية بعنوان نساء خلف الجدران والكاتبة احسان السباعي رصدت عشر شخصيات نسائية بقصص مختلفة صلبها من الواقع لانها تبقى امراة مثقلة يهموم ما تعيشه في واقعها مؤخرا سرقتها القصة الومضة فقررت ان تخوض التجربة وتتحدى نفسها وتعيش الدهشة مع المفارقة والايحايية وشاركت في مسابقة مجموعة القصة الومضة التي يديرها الاستاذ وجدي شلبي وقد فازت ب أربع جوائز المركز الأول وتم اختيار تلات ومضات ونشرها في مجموعة كنوز للاستاذ ايضا مجدي شلبي كما انني شاركت في مسابقة مجموعة سنا الومضة وقد فزت ب المركز التاني بومضة القرض والحمد لله واتمنى التوفيق والنجاح كما ان لي كتابات في الزجل المغربي وكتابات عدة في مجلات الكترونية بالنت وفيديوهات صوتية في يوتيوب واحسان السباعي تبقى عاشقة للحرف بكل اشكاله وتحاول ان تمشي بخطى تقيلة حتى تستفيذ وتتعلم وتقف واتقة الخطى باذن الله وشكر خاص لمجموعة سنا الومضة على هذه الحوارية التي ستفتح لي افاق التعرف علي من هي الاديبة احسان السباعي والتي في محرابها ساتعلم الكثير من القصة الومضة واتمنى انجح معها وربي يوفقها ويجعل مجهوداتها في ميزان حسناتها وتحياتي مفعمة بكل الود والتقدير احسان السباعي 8 | سنا القصة الومضة | نوفمبر 2014
  • 11.
  • 12. حوار سنا الومضة *اسعد بك الصديق العزيز واسمح لي بطرح نقاط للحوار ثم يتداخل الأصدقاء معنا. * عن مشوارك الثقافي ومشوارك مع القصص القصيرة جداً، كيف ترى جيل اليوم ؟ - أنا بدأت كتابة القصة القصيرة جدًّا منذ عام 2002 تقريبًا .. قبلها كنت أقترف القصة القصيرة جدًّا .. وارتكب القصيدة .. والشذرة والمقالة الأدبية .. وأصدرت أوَّل مجموعة لي القصة القصيرة جدًّا ) عناق ظلال مراوغة ( سنة 2006 عن دار قناديل ببيروت .. ثم توالت بعدها مجموعات أخرى ) رفيف أسئلةٍ أخرى ، حبيباتي ، عطر الشمس ، سحابة مسك ، قهقهة شهيَّة ( ، والطبعة الثانية من ) عناق ظلال مراوغة ( ، ولديَّ تحت الطبع ) مراسم اقتراف وطن ( و) عصير ثرثرة ( . فضلاً عن مجموعتين أخريين أسميت الأولى ) شهرَسرد ( والثانية في طور التنقيح والمراجعة وهي بلا اسم حتَّى الآن. أما ما يخصُّ هذا الجيل ، فكما أنَّ لكل عصر مواهبه ومبدعيه ؛ فإن هذا الجيل به كثيرون من أصحاب المواهب الحقيقية .. والهمم العالية .. وذوو الطموحاتِ الكبيرة .. وقد أفادوا من التقنيات الحديثة ووسائل الاتصال في اكتساب كثير من المعرفة والتواصل والانتشار .. وأنا متفائلٌ جدًّا بوجود المواهب الحقيقيَّة ، بطموحات كبيرة وإصرار عالٍ يميِّز كثيرًا منهم . * هل هنالك تراجع في المواهب والمقارنة بأيام الزمن الجميل وهل المقارنة مجحفة في حق جيل اليوم وأنا منهم. – لا أجزم بوجود تراجع في مواهب هذا الجيل .. فلكل جيل مواهبه ومناقبه ، ومعايبه ومثالبه أيضًا ، وما يميِّز الأجيال السَّابقة عن اللاحقة هو اهتمام الأوَّلينَ الشديد باللغةِ بكلِّ جوانبها .. فضلاً عنِ الإلمام بلغاتٍ أخرى .. أما الجيل المعاصر فأغلبهم قليلو الدِّراية بأسرار لغتهم بفقهها وبلاغتها ونحوها وصرفها وعروضها وإملائها وغيرها .. وهذا أضعف مقدرتهم على اقتراف المجاز المنجز والمعجز .. والجنوح إلى الخيال المبهر .. وقلَّل من قدراتهم على التعبير عن خوالجهم ومكنونات أعماقهم . فلا إبداعَ بلا لغةٍ رصينةٍ خاليةٍ منَ الأخطاء .. أما دعاوى صعوبة العربيَّة التي يتحجَّج بها بعض فاقدي الأهليَّةِ للكتابة السَّليمة ، الواضحة المبينة ، فهي غير مقنعة على الإطلاق ، لا سيَّما ونحن في زمنٍ يتيسَّرُ فيه كلُّ شيءٍ .. * تعددت الوسائط وانتشرت منافذ النشر ،لكن هل هذه على حساب الجودة . – بلا أدنى شكٍّ ؛ أن كثيرًا ممَّا يُنشر عبر الوسائط الإلكترونيَّة بخاصَّة فيه ضعفٌ وإسفافٌ كبيران .. لأنَّ الفضاءات المفتوحة غير قابلة للمراقبة والتوجيه اللازم .. وكثيرون لا يتقبَّلون النقد والتوجيه .. وهذه معضلةٌ كبيرةٌ .. فالنقدُ ضرورةٌ جدُّ مهمَّةٍ لترقية الإبداع ، وتطوير أدوات وأسلوب المبدعين. ولا عجبَ أن تتراجع الجودة في ظلِّ هذا الانفلات غير المسبوق فيما ينشر على يدِ كثيرين من ناقصي الموهبة . * أيام الزمن الجميل اقتصر النشر على الوسائط الورقية ،إذ اعتبرنا هذه الفرص كانت تأتي لهم بعد تمرس كبير ودراية ثم يسمح لك بالنشر . – لكلِّ زمن أحكامه وظروفه ، وأعتقد أنَّ ذلك ساهم بشكل كبير في التقليل من نسبة الردئ ، وانتشار الأجود والأفضل. * تنصح بعدم تعجل الكتاب للنشر أي نص إلا بعد عرضه على مصحح لغوي كما يوجد في كل دور النشر . – إذا كانَ المبدعُ قليلَ الدِّرايَةِ بقواعِدِ لغِتِه ، فهذا واجبٌ حتميٌّ .. لكيلا يخرجَ الكِتَابُ أو النَّصُّ مولودًا مشوَّهًا .. ولا ينبغي على الكاتب أن يُكابر في هذا الأمر إن كانت لغته ضعيفةً مهما كانت مكانته الإبداعيَّة. * من أهم المشاكل التي تقف عقبة في انتشار كتابات الجيل الحالي كي تصبح أعمالاً ورقية . – ثمَّة أمورٌ كثيرةٌ تقف حائلاً بينَ المبدعينَ الشبابِ وبينَ فرص النشر الورقي ، فهو مكلِّفٌ ماديًّا نوعًا ما .. عوضًا عن ضعف الحالة الماديَّة لدى أغلب الكتَّاب الشباب .. وغياب الدعم الرسمي من قبلِ المؤسِّسات الثقافيَّة في بلداننا العربيَّة ، واستغلال كثيرٍ من الناشرين لعوز المبدع وحاجته الماسَّة للنشر أوَّلاً ، وللقمة العيش ثانيًا ، ذلك كلُّه يفقد المبدع لذاذات السعادة بما ينشرُ .. ويصعِّب عليه فرص النشر ، أو تحقيق عائداتٍ ماديَّةٍ تغطِّي ثمنَ الورقِ والحبر على الأقل .. * عن الومضة القصصية في ميزان الأديب جمعة ا لفاخري - الومضة القصصيَّة من النصوص المبهرة ، كونها كبسولة سرديَّة معبَّأة بمبهراتٍ كثيرةٍ .. فكرة تبدو صغيرة لكنَّها ) كونيَّةً ( مكتظَّة بمضامين واسعة ... تكثيف واختزال وترميز ومفارقة ، وإيجاز وإنجاز فيما يشبه الإعجاز .. هي أشبه بالرصاصة .. صغيرة الحجم .. لكنَّها وخيمة النتائج بالمعنيين الإيجابي والسَّلبي.. لكن متى يتحقَّق ذلكَ التأثي ر الإيجابيُّ المأمول ؟ كثيرون يستسهلونها فتسخ ر منهم .. فمن لا يحيط بماهيَّتِها ، ولا يدرك عوالمها وأسرارها لا يمكنه كتابتها . لهذا فالجيِّ د قليل أو في حكم النَّادر .. وكثيرٌ من ممَّا يكتب باسمها هو هراءٌ محضٌ .. وعبثٌ لا طائلَ منه. * كيف وجدت مجموعة سنا الومضة في هذه الفترة القصيرة من عمرها ؟ - إنها تمضي نحو النجاح والتفوُّقِ بثباتٍ واضحٍ . وأرجو ألاَّ يعتني القائمون عليها بالكمِّ لا الكيفِ .. فكثيرٌ من المجموعات يتنسبُ إليها أعضاء كثيرون تفوق أعدادهم العشرة آلاف .. والفائدة قليلة .. فلا يكاد عشرة أو عشرون متابعًا يتفاعلون مع ن ص إلاَّ إذا كان ن صا جنس يا للأسف .. •ما هي أهم النصائح لكتاب الومضة من جيل الشباب : - أهمُّ ما ينصحُ به المبدع عامَّةً هي القراءة والاطلاع الواسعان .. الركون إلى كتب النقد ، العودة إلى كتب التراث العربيِّ ، والاستماع إلى نصائح الآخرين من ذوي الدراية والخبرة .. والاطلاع على الفنون الأخرى .. الشعر والقصة والقصة القصيرة جدًّا والرواية وقصيدة النثر والهايكو وغيرها من الفنون الإبداعيَّة ، فضلاً عنِ التحسينِ المستمرِّ في المهارات اللغويَّة ، والتنويعُ القرائيُّ في شتَّى مناحي الثقافة ، التاريخ والفلسفة والعلوم والأديان وغيرها ، فكما يقول المثل ) ما الأسد إلاَّ عدَّة خرافٍ مهضومة (. •كيف أصبح كاتبا جيدا ماذا افعل ؟ - لعل الإجابة السابقة تتحمَّل عنِّي ثلثي الإجابة ، وأضف إلى ذلك القراءة الواسعة لروائع الأدب العالمي ، القراءة الجيَّدة تصنع قارئًا جيِّدًا ، ومن ثمَّ مثقَّفًا واعيًا .. وكاتبًا مدركًا لما يقول ، وماذا يقول ، ولمن ومتى يقول .. * ما رأيته من عدم اتساع صدر البعض وعدم تقبله للحوار حول نصه . – لعلَّني أجبت عن هذا سابقًا ؛ لكنَّ تحمُّلَ النقدِ ضرورةٌ ملحَّةٌ ، والنقدُ الموجَّهُ لنصِّكَ لا يطال شخصك في الغالبِ ، نحن لا نكتبُ قرآنًا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .. نحن كلُّنا عرضةٌ للخطأ .. القارئ والمقروء .. والناقد والمنقود على ح د سواء .. وأن تختلف معي في وجهة نظر أو رأي ، فلا يفسد هذا علائق الودّ .. فلا بدَّ منِ احتمالِ النَّقدِ ، والصَّبرِ على آراءِ الآخرينَ فيما نكتبه .. والإنصاتِ إليهم .. فكثيرون حوارات سنا الومضة حوار مع الأديب الليبى جمعة الفاخرى أجراه مدير مجموعة سنا الومضة الزميل عباس طمبل 9 | سنا القصة الومضة | نوفمبر 2014
  • 13. ممَّا يقال في أعمالنا توجيهٌ لنا لنعرفَ أين نقف ، وعلى أي أرضٍ نقف .. !؟ * كيف ترى التسابق هل يبرز لنا صياغات جيده أم مناسبات فقط. _ التسابق مهمٌّ ج دا .. فهو يشحذ الهمم ، ويذكي روح التنافس بين المبدعين .. لكن في الغالب لا نتقبَّل النتائج بروحٍ رياضيَّة .. لعلَّ ه عيبٌ موروثٌ في طبيعَتِنَا العربيَّةِ المحبَّةِ للتَّفوُّقِ .. والنابذة للهزيمة .. أو هي موروثٌ جينيٌّ في خلقتنا لا يجعلنا نرضى أن يسبقنا أحدٌ .. ولعلَّها الأنا المتضخِّمة / المتعالية والمكابرة .. * بين الكاتب والناقد العلاقة يشوبها كثيرٌ من التوجُّس والحساسيَّة المفرطة . هذا صحيحٌ إلى ح د ما .. هذه الحساسيَّة محكومة بنفسيَّة كليهما ، ومدى قدرتهما على تقديم النقد من الأوَّل ، وتقبُّله من الثاني. لكن متى أُدرِكتِ المقاصد ، وتوضَّحت والنيَّات ، وتبيَّنتِ الغاياتُ والأهدافُ ، زالَت هذه الريبة ، وانتفت هذه السلبيَّة المقيتة. * الحماسة الزائدة وتعامل الكاتب مع نصه كأنه ميزان مراجعة لا يقبل أبدا الميل إلى الكفة السالبة ينتظر فقط توازن النص حتى إن كان مختلا. - هذا مرجعه إلى الكِبْرِ والغرورِ فقط .. كلامُنَا ليسَ محصَّنًا .. ولا هو مبرَّأٌ منَ الخللِ والزَّللِ ، ولا هو معصومٌ منَ الأخطاءِ والنَّقائصِ .. متى أدركنا هذا تقبَّلنا رأي الآخر .. قيل للراحل الكبير ) كامل الشنَّاوي ( ما الفرق بينك وبين الأنبياء ؟ فأجابَ : " الفرق بيننا ؛ أنهم معصومون من الخطأ ، أما أنا فمعصومٌ منَ الصَّوابِ .." * النصوص الإبداعية تتعدُّد قراءاتها وقد تختلف من ذائقة إلى أخرى. - طبعًا ..لا خلافَ حولَ هذا الموضوع .. زوايا الرؤية تتعدَّد تبعًا لمقدرة الكاتب على طرحِ نصِّهِ .. وتحميله بمحمولاتٍ دلاليَّةٍ ورمزيَّةٍ يمكن أن نتخذها مرتكزًا لرؤى وقراءاتٍ مختلفَةٍ .. الأعمال العظيمة هي تلك التي لم تفسَّر بعد .. ولم تتضح زاوية رؤية بعينها نحوها .. أمَّا تلك القابلة للتفسير .. والسهل الفهم فهي في متناول الجميع . * النصوص النموذجية في وجهه نظر الأديب جمعة الفاخري هي التي تمسُّ هموم الناس من تجسيد لمشكلات المجتمع وأي قارئ يعتبر أن هذا النص كتب له . – لا شكَّ في أنَّ النصوص التي تمسُّ حميميَّات الإنسان هي أقربها إليه .. بل هي أقربها للخلودِ .. والأعمال التي تتنصَّل من حملَ همومِ النَّاسِ لا يكتب لها البقاء غالبًا .. والكتَّاب البارعون هم من يتحسَّسونَ حاجاتِ البشرِ .. ويتلمَّسونَ مشاكلهم لأجلِ تناولها إبداعيًّا .. أما الكتابات التي تدير ظهرَها للهمِّ الإنسانيِّ لا بقاء لها .. ولا ذكر لأصحابها ولا خلود. * ماذا؟ عن السرد القصصي الخيالي هل تعتبر خواطر . – السَّر د القصصيُّ الخياليُّ من خلال تعريفكم له يعني ) قصَّة ( والقصَّة من حيث الموضوعات أنواعٌ .. حوارات سنا الومضة فقد تكون من قصص الخيالِ العلميِّ .. وقد تكون قصص تجريبيَّة يسطو فيها الخيال على نصابِ الواقعِ .. أمَّا الخواطرُ فهي نصوص وجدانيَّةٌ قد تحمل شكل القصِّ .. أو السرد المباشرِ .. وهذا يدخل في باب تماهي الفنون السرديَّة وانفتاحها على بعضها البعضِ . * الومضة القصصية لأجل ردها إلى جنس القص وعدم التعامل معها كنوع أدبي جديد. - إن كنت فهمت سؤالكم جيِّدًا ، فإنَّ الومضةَ القصصيَّةَ جنسٌ أصيلٌ منِ القَصِّ ، لها مزاياها وأركانها وخصائصها .. وهي ليست نوعًا أدبيًّا بالتأكيدِ .. لكنَّها تنتمي بجدارةٍ إلى عائلة السَّردِ . * ماذا عن تحدد عدد كلمات معينة لومضة من 12 الى 10 إلى 8 – أنا لس ت معَ التَّنميطِ والتَّأطيرِ .. فتحديدُ ن ص إبداع ي في عددِ كلماتٍ معيَّنةٍ يحبسه في سجنِ العددِ .. ويخنقُ خيالَ المبدعِ ويقيَّدُهُ .. وهذا ينطبقُ على القصَّة القصيرة جدًّا أيضًا ، فأوَّلُ ن ص كُتِبَ في هذا الفَنِّ يُرجعُهُ بعضُ المهتمِّينِ بالتأريخِ له إلى ثمانين عامًا خلت ، ذلكَ حينَ كتبَ الرِّوائيُّ الأمريكيُّ الشَّهيرُ أرنست همنغواي قصَّتَهُ القصيرة جدًّا ذاتَ السِّتِّ كلماتٍ ، وذلكَ حينَ تحدَّى أصدقاءَهُ على أن يكتبَ قصةً كاملةً في ستٍ كلماتٍ ، فكتب ) For sale: baby shoes never worn ( ، )للبيع ؛ حذاءُ طفلٍ، لم يُلبس أبدًا ( ، وهو ما سمِّيَ بـ) ق. س. ك( ، أو ) قصة ست كلمات ( وقد عدَّها أفضلَ عملٍ كتبَهُ في حياتهِ . وبعدها ولدت ملايين القصص بــ ) مقاسات عدديَّة ( مختلفة وصل بعضها لثلاث مئة كلمة أو يزيد. لهذا ؛ فبعضُ الإيجازِ لا يُنجزُ .. و) الشَّكلُ قبرٌ ( كما يرى أدونيس. لكن متى ما اتفقنا على ) توصيفٍ وظيف ي ( للومضة ، وهو الأهمُّ ، فسنتخلَّى عن عددِ الكلماتِ .. ونخرج من مأزق القبر الشَّكليِّ ، أو الشَّكلِ القبريِّ إلى براحاتِ الإبداع بحريَّةٍ وانطلاقٍ . 10 | سنا القصة الومضة | نوفمبر 2014
  • 14. التسابق وال كتَّاب والقصة الومضة المنافسة سمة من سمات البشر، ولا بد أن تكون منافسة شريفة وعادلة تتوافر فيها كل الشروط التي تتيح للمتنافسين تقديم أفضل من لديهم. وتندرج المسابقات الأدبية تحت هذا النوع من المنافسة، أو على الأقل هكذا ينبغي أن تكون. ومن بين الأهداف المرجوة من المسابقة الأدبية أن يتم تصعيد النصوص التي تحتل مكانة متميزة على سلم النوع الأدبي الذي تُنظَّم فيه المسابقة بغية ترسيخ هذا النوع من جهة، وتشجيع الكتاب المتميزين وتقدير جهودهم من جهة أخرى، وتشجيع الكتاب الذين مازالت خطواتهم تتلمس الطريق على التعرف على نماذج ناجحة يمكنهم الاسترشاد بها. أقول ذلك على محمل المثال، لأن أرض الواقع قد تكون مخالفة لهذا المثال أو قد لا تحقق الهدف المنشود من المسابقة نظرا لما يعترى المسابقة من عثرات. وعثرة واحدة في أي خطوة من خطوات إجراءات المسابقة قد تبعدها عن هدفها وتحقق نتائجَ عكسية. الخطوة الأولى في أية مسابقة هي الإعلان عنها. ومن وجهة نظري، يمثل هذا الإعلان أهم خطوة، فبناءً عليه سيتحدد خط سير باقي الخطوات اللاحقة. يجب أن يكون الإعلان واضحا وجامعا مانعا بحيث يسمح للنصوص المنشودة فقط أن تندرج في المسابقة. ومن هنا تأتي أهمية شروط المسابقة والمواصفات العامة التي يجب أن تتوافر في النصوص المقدمة وربما في المبدع ذاته مثل شرط السن مثلا أو شرط الانتماء لمكان جغرافي معين، كما في المسابقات المخصصة للكتاب في بلد معين أو المفتوحة التي تقبل مساهمات أي كاتب ناطق باللغة التي تتبناها النصوص المنشودة. وتتمثل الخطوة الثانية في عملية الفرز الأولي للنصوص. وتتم عملية الفرز بناء على الشروط المنشورة في إعلان المسابقة، فيتم استبعاد أي نص لا ينطبق عليه شرط أو أكثر من هذه الشروط. وهذه العملية عملية شاقة جدا بالنسبة لمن يقوم بالفرز وتلقى استهجانا كبيرا من المشاركين في المسابقة، خاصة إذا كانت الشروط غير واضحة أو قابلة للتأويل، فيمكن أن تختلف وجهة نظر الفارز عن وجهة نظر المتقدم للمسابقة حول تأويل بند ما من بنود مواصفات المسابقة. والذي يتابع الموضوع الذي يتم فيه نشر )عناوين( النصوص التي تم تصعيدها للمسابقة على صفحة من الصفحات الالكترونية الخاصة بالمسابقات يجد الكثير من اللغط والنقاش الشديد الذي يقترب من السباب والاتهام بالتخوين والاستبداد أحيانا. وقد تكون التعليقات إيجابية من البعض عندما يوضح الفريق القائم على فرز النصوص أو من ينوب عنه سبب استبعاد نص ما. أما النقاش الذي يصل إلى نقطة اللاحسم وربما القطيعة فنجده مثلا عندما يكون موضوع المسابقة نوعا من النصوص يوجد خلاف عليه بين النقاد والمبدعين أو بين أعضاء كل فريق منهم على حدة. وتعتبر القصة الومضة من الأمثلة اللافتة على ذلك. فمازال الانتاج الأدبي في هذا النوع الفرعي من أنوع السرد، والذي يندرج من وجهة نظري تحت مسمى القصة القصيرة جدا أو الأقصوصة، أو بالأحرى تعتبر القصة الومضة البنت الشرعية للقصة القصيرة جدا أو الأقصوصة – أقول مازال في طور التكوين. وحتى هذا المصطلح الأخير – الأقصوصة – عليه خلاف، فلقد كنت أبحث في أحد المواقع الخاصة بالمكتبات ووجدت قصصا ربما كانت طويلة من أربعينات القرن الماضي يوضع بجانب عنوانها كلمة "أقصوصة" وتجد أن عدد صفحات هذه القصة يناسب القصة القصيرة بمعناها المألوف الآن. كما أن إنشاء الصفحات المخصصة للقصة الومضة على الفيسبوك، وتخصيص معظم الصفحات مسابقة أسبوعية أو يومية لها، وسهولة انضمام مستخدمي الفيسبوك لهذه الصفحات والمشاركة في مسابقاتها، بالإضافة إلى صعوبة النشر الورقي، وطول أمد المسابقات المخصصة للمشاركات الورقية، وعدم وجود مسابقات خارج فضاء الفيسبوك والمنتديات للقصة الومضة، حسب علمي، فمعظم المسابقات "الورقية" – في مقابل المسابقات الالكترونية – المخصصة للأدب السردي القصير تقتصر على القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا – كل هذه العوامل تلعب دورا إغرائيا وتشجيعيا للكتاب، المتمكن منهم من فنه والمبتدئ على السواء، فيقبلون على المشاركة في المسابقات على الفيسبوك وتجد معظمهم يشارك في كل المسابقات في كل الصفحات في الغالب ويقدم النص نفسه في هذه المسابقة أو تلك لدرجة أن كاتبة تقدمت لمسابقة سنا الومضة، على سبيل المثال، بقصة ومضة كانت قد فازت في مسابقة واحدة مرتين من قبل وكأن القائم أو القائمين على تلك المسابقة الأولى لم يلحظوا تكرار المشاركتين في نفس المسابقة، ربما لكثرة النصوص وربما لأن البعض ينظر للمسابقات على أنها وسيلة تشجيعية لجذب أكبر عدد من الأعضاء للمجموعة التي أنشأها أو أنشأوها. والنتيجة أن يفرح الكاتب أو الكاتبة بفوزه أو فوزها هنا وهناك وبالتالي يترسب داخله أو داخلها إحساس بالرضا والتميز نتيجة الفوز أكثر من مرة دون أن يكون هناك تقييم موضوعي لإسهاماته أو إسهاماتها الأدبية، الأمر الذي يرسِّخ ثقافة التسابق دون أن يرسِّخ مفهوما واضحا لما يتم التسابق عليه. ولذا أرى أن يتم التمهل في الخطوة الثانية من خطوات المسابقة، وهي الخطوة الخاصة بفرز النصوص، بحيث يكون الفرز قائما على أسس موضوعية ونقدية سليمة ويقوم القائمون على عملية الفرز بكتابة تقرير مصغَّر عن كل نص من النصوص التي يتم استبعادها يبيِّن سبب الاستبعاد، سواء أكان هذا الاستبعاد بناءً على لغة الكاتب أو أسلوبه أو اقترابه/ابتعاده من/عن روح النوع الأدبي الذي تقام فيه المسابقة. وإذا كان موضوع المسابقة خاص بفن كالومضة، ولا يوجد أساس نظري أو نقدي متين يمكن الاسترشاد به في عملية الفرز، فالأساس الأقرب هنا هو أساس القصة القصيرة جدا، بوصف القصة الومضة ابنةً لهذا النوع الأدبي الفرعي من أنواع الأدب السردي: ويكون السؤال بعد مسألة اللغة ومسألة الأسلوب، هل تجسد الومضة روح النص السردي القصير أم لا؟ ولا أقصد بذلك طبعا أن نتقصّى وجود كل سمات أو عناصر القصة القصيرة جدا في القصة الومضة. فعلى سبيل المثال، الخط الزمني الممتد من البداية للنهاية في القصة القصيرة جدا قد لا يكون حاضرا بقوة في القصة الومضة لأنها بطبيعتها قائمة على التركيز على لحظة واحدة. وعكس ذلك صحيح أيضا: فبعض الكتاب يكتبون القصة الومضة على أنها تلخيص لقصة قصيرة بأن تجد في ومضاتهم أحداثا كثيرة موجزة، أو بالأحرى حركات سردية كثيرة في ومضاتهم، لأن البعض ينظرون إلى الحدث السردي على أنه كل ما يدور داخل القصة القصيرة أو هو الموضوع الذي تسرده القصة القصيرة. وإذا نظرنا إلى الحدث بهذا الشكل، فالقصة الومضة تأخذ لقطة واحدة أو لقطتين من هذا الحدث الكبير أو من أحداث الحياة الفعلية أو المتخيَّلة وتسلط الضوء عليه لتبرز دلالته الإنسانية أو وقعه في نفس الشخصية إذا كانت الومضة مروية بضمير الغائب أو في نفس الراوي إذا كانت مروية بضمير المتكلم، أو أثر هذه اللقطة أو أكثر على القارئ في جميع الحالات: وهنا تكون الشخصية أو الراوي موضعَ تأمل أو مشاهدة أو مراقبة من قِبَل القارئ أو حتى الراوي حسب مختلف الحالات التي تركز عليها بؤرة السرد وتدخلها في منظور معين يختلف من نص إلى آخر. ومن خلال متابعتي للمسابقات المختلفة على الصفحات التي يُفتَرَض أنها متخصصة على الفيسبوك، ألاحظ خلطا كبيرا بين مفهوم القصة الومضة ومفهوم أو مفاهيم شتى لفن السرد بوجه عام. فكثير من النصوص التي ربما تحصل على المركز الأول في مسابقة ما ربما لا تندرج تحت الفن القصصي بوجه خاص وربما لا تندرج أيضا تحت مسمى الأدب بوجه عام، حيث نجد الكثير من هذه النصوص تتبنى مفهوما ضيقا للومضة قائما على الألاعيب اللغوية وحشو النص بمفارقة وتباين ما بين بدايته ونهايته دون أن يكون هناك موقف قصصي إنساني من الأساس، كأن يلخص الكاتبة حكمةً ما في شكل سردي أو يُظهِر تناقضا في الواقع الحياتي المعاش أو يعلِّق على حدث سياسي في شكل أفعال قليلة متتابعة تظهر مقدمة ونتيجة مخالفة. ومن وجهة نظري المتواضعة، يندرج الكثير من هذه النصوص دراسة حول مسابقات الومضة فؤائدها، ومشكلها، وآراء حول الحلول. جمال الجزيري 11 | سنا القصة الومضة | نوفمبر 2014 دراسة حول مسابقات الومضة
  • 15. تحت مسمى الحالة الذهنية التي تكتب فكرة ما وتصبغها بصبغة قصصية، كالقصص التعليمية بالضبط، الأمر الذي يذكِّرنا بالمسرح الكنسي في العصور الوسطى بأوروبا حيث نجد العديد من الشخصيات تتخذ أسماء صفات مجردة مثل الموت والعدل والأمانة والغدر وما إلى ذلك. وهذا ليس فنا وإنما يتبنى تقنيات فنية كوسيلة لتوصيل معنى أو مغزى أخلاقي وديني لا أكثر ولا أقل. ومن الأمثلة على ذلك في الومضات الكثيرة التي يمتلئ بها فضاء الصفحات الالكترونية الومضات التي تتحدث عن الشيطان أو الصلاة أو الأمانة أو الخيانة والتي تنظر للشخصية نظرة نمطية بغية توصيل موقف معين من جماعة من البشر كالنساء مثلا، أو لتوصيل فكرة ما يمكن تلخيصها في حكمة أو مثلٍ من قبيل النهي عن المبالغة أو الجشع أو التنفير من البخل وما إلى ذلك. وهذا يقودنا بدورة إلى إمكانية توظيف الومضة التعليمية بهذا الشكل في القوالب الفنية التوعودية كما في برامج التوعية الصحية أو الدينية أو المدرسية وما إلى ذلك؛ وهذا البرامج التوعوية لا تنظر إلى الوسائل الفنية التي تستخدمها لتوصيل فكرتها أو تحقيق هدفها التوعوي على أنها فن، بل على أنها مجرد أداة لتوصيل الفكرة بصورة أسهل أو أقرب إلى التجسيد لا أكثر ولا أقل. وحتى نوفي هذا النوع من الومضات حقه، يمكننا النظر إليه على أنه نوع مختلف من الكتابة، وهو كتابة غير أدبية، وربما كان أقرب للكتابات الساخرة أو الفلكلور أو الأمثال الشعبية، وبالتالي يمكننا أن ندرجه تحت مسمى الأمثولة الشعبية. والأمثولة كما نعرف جميعا لا تهتم بالتركيز على الشخصية في حد ذاتها على سبيل المثال وإنما تتخذ الشخصية والحدث وسيلة لتوصيل فكرة أو حكمة ما سواء أكانت دينية أم اجتماعية أم فلسفية، وما إلى ذلك من الأغراض أو المجالات المكتوبة فيها. وهي أقرب كذلك للقصص التي يسردها الخطباء على المنابر، سواء أكانت مستمدة من كتب التراث أم قصص خيالية وضعها الخطيب لتقريب الفكرة لجمهور المصلين من خلال تجسيدها في قالب قصصي ليس مقصودا في حد ذاته. وبما أن مضامين هذه القصص التجريدية تتعلق بالمجتمع بشكل أو بآخر من خلال التعليق على ظاهرة اجتماعية ما، فيمكننا أن نطلق عليها الومضات الاجتماعية ولا نقرن كلمة "القصة" بها. ولذلك ينبغي علينا تضييق أو تحديد مفهوم الومضة بحيث تتصل بالأدب اتصالا وثيقا وتتواصل أو تتواشج نوعيا – بمعنى النوع الأدبي – بالنوع الأكبر الذي بزغت منه أو نجمت عنه، ألا وهو القصة القصيرة جدا أو الأقصوصة. فالقصة القصيرة تركز على حدث معين وتتبعه بشخصياته وزمانه ومكانه وحبكته. القصة القصيرة جدا أو الأقصوصة تأخذ جانبا من هذا الحدث لا يمتد في الزمان وتسلط الضوء عليه بحيث يكون محل تركيز وتكثيف وإبراز لدوافع الشخصية أو عدد محدود جدا من الشخصيات كأن يكون شخصيتين أو ثلاث على الأكثر في مساحة صغيرة لا تتعدى الصفحة أو الصفحتين في الغالب. مع العلم بأن المساحة أو الحجم ليس في الغالب معيارا للتفريق بين الأنواع، فيمكن لكاتب أن يكتب نصا لا يزيد عن نصف صفحة، ومع ذلك لا يمكننا أن نطلق عليه إلا مسمى "قصة قصيرة" لأن الكاتب اعتمد في سرده على تلخيص حدث طويل في أسطر معدودة من خلال نظرة تلسكوبية على الحدث تظهر ملامحه العامة دون تسليط الضوء على التفاصيل. كما أن نصا يشغل مساحة خمس صفحات مثلا يمكن أن يكون قصة قصيرة جدا لأن الكاتب ركز على لقطة واحدة من حدث كبير وأبرز تفاصيلها الثرية وإحساس الشخصية بهذه التفاصيل ونتيجة تأمل الشخصية لهذه اللقطة وما إلى ذلك من نظرة ميكروسكوبية متأنية من خلال المراوحة بين الوصف والسرد دون الإخلال بالتشويق السردي. أما بالنسبة للقصة الومضة فهي بنت القصة القصيرة جدا من وجهة نظري، لسببين أساسيين: يتمثل السبب الأول في أنها تقوم على السرد كما يدل اسمها، حتى ولو كان السرد ليس كاملا، كأن يتكئ الكاتب على الاقتضاب أو الإحالة إلى نص سابق سواء أكان أدبيا أم دينيا أم اجتماعيا أم ثقافيا بوجه عام بالمفهوم الواسع للثقافة. والسبب الثاني أن القصة الومضة تتبنى نفس تقنيات القصة القصيرة جدا ولكن بدلا من التركيز على لقطة من الحدث الأكبر، تسلط الضوء على نقطة واحدة من هذه اللقطة، ويكون اختيار النقطة التي يتم التركيز عليها اختيارا متعمدا، حيث يدل معنى الومضة على اللمعان/الالتماع الخفيف الذي يبتغي الإظهار/ الظهور المفاجئ والإنارة. وكل ذلك يوحي بأن الكاتب في لحظة تأمل لحدث ما والتقط زاوية رؤية لهذا الحدث يمكنها أن تمسك بقبس منه سرديا لتقدمه للقارئ بصورة تفتح أمامه منابع التأمل في هذه الزاوية أو ربطها بزوايا أخرى من حياته. ومن هنا يبدو أن قيام بعض النقاد بقصر عنصري المفارقة والدهشة على النص ذاته به قدر من الخلل. فهذان العنصران يرتبطان بالأطراف الثلاثة المتشاركين في عملية الإبداع: الكاتب والنص والقارئ. فيمكن أن تتمثل المفارقة مثلا في العنوان الذي يضعه الكاتب لنصه بحيث يجعلنا ندرك التباين بين العنوان والنص مثلا؛ ويمكن كذلك أن تتولد المفارقة في ذهن القارئ بناء على قراءته المغايرة لقراءة الكاتب أو المتجانسة معها. وإذا انتقلنا إلى الخطوة الثالثة من المسابقة، نجد أنها تتمثل في تقييم النقاد للنصوص التي تم تصعيدها بعد عملية الفرز. وهذه الخطوة يشوبها أيضا ما يشوب الخطوة السابقة: فيتباين النقاد في موقفهم من القصة الومضة ما بين مؤيد ومعارض. فبعض النقاد يصر على أن الومضة بنت القصة القصيرة وهذا الرأي له وجاهته النقدية والفنية مادام الاسم المستعمل هو "القصة الومضة"، وبالتالي يقيمون الومضات حسب هذا المعيار ويعطون بعض الومضات درجات ضعيفة. ونجد البعض الآخر من النقاد يركزون في تقييمهم للنصوص على بعض التقنيات الفنية مثل المفارقة والإدهاش والتركيز دون الالتفات لروح الفن القصصي وبالتالي يختلف تقييمهم للنصوص عن تقييم الفريق الأول من النقاد وفي الغالب يكون الفريقان موجودان في عملية تقييم المسابقة ذاتها، الأمر الذي يربك المبدع ذاته عندما يرى مجموع الدرجات التي حصل عليها نصه، فيجد ناقدا أعطى نصه درجة كبيرة وآخر أعطاه درجة متدنية، الأمر الذي قد يصرف بعض المبدعين عن الاشتراك في المسابقات. ولذلك أرى أن المتابعة النقدية والمناقشات الأدبية حول القصة الومضة في غاية الأهمية في هذا الوقت حتى يتم أولا الاتفاق على مفهوم واضح للقصة الومضة ومن هنا تمكن إقامة مسابقات على أساس متين. ونظرا لأن صفحات الفيسبوك في حد ذاتها صفحات تراكمية: بمعنى أن من يدخل على الصفحة سيجد الموضوعات الأحدث أمامه، أما الموضوعات الأقدم فستندرج في أدني الصفحة وعلى من يريد أن يتابعها أن ينزل في الصفحة لأسفل وينتظر متصفحه حتى يأخذ الوقت الكافي للوصول إلى الموضوعات القديمة حسب سرعة الانترنت عند المتصفح – نظرا لكل ذلك من الأفضل أن يتم توثيق المسابقات والمتابعات النقدية لها بشكل أيسر وأكثر ديمومة ولا يتوقف على وجود الانترنت من عدمه. ويمكن القيام بذلك من خلال عمل كتب الكترونية تختص بنشر النصوص المتسابقة مع بيان المركز الذي حصل عليه كل نص ومتابعة هذه النصوص نقديا في نفس الكتاب الالكتروني. ونظرا للجهد الذي يتطلبه تجميع المادة وكتابتها، أرى أن تكون المسابقة شهرية ويحق للمتسابق أن يشارك بخمسة نصوص مثلا ويتم تجميع النصوص في يومين وإعطاء فرصة لمدة عشرين يوما مثلا للنقاد كي يقيموا النصوص على مهل ويكتبوا دراسات نقدية موجزة عن كل كاتب تُنشر مع نصوصهم على صفحة أو صفحتين من الكتاب الالكتروني لكل كاتب. ويكون الكتاب بصيغة بي دي اف ويتم رفعه على الموقع بحيث يستطيع كل متصفح للانترنت أن يقوم بتحميله إذا وصل للصفحة. والأفضل أن يتم إنشاء صفحة فرعية من الصفحة الرئيسية تحمل مثلا عنوان "كِتَاب سنا الومضة" ويتم فيها تحميل كل الكتب بالتدريج حتى تكون تاريخا للقصة الومضة ولصفحة سنا الومضة على السواء. وبعد أن يتم نشر عدة كتب تحمل الكثير من النصوص والمتابعات النقدية، أظن أنه سيتمكن كل فرد من بلورة مفهومه عن الومضة ونكون بذلك قد ساهمنا مساهمة إيجابية واعية في ترسيخ هذا الفن وإنماء مساره في الثقافة العربية. *** ** * مسابقات الومضة جمال الجزيري 12 | سنا القصة الومضة | نوفمبر 2014 دراسة حول مسابقات الومضة
  • 16. بداية أعلن نقطة نظام , فأنتم لم تحسموا مفهوم الومضة فى سياسة الجروب . هل تتعاملون معها باعتبارها قصة , أم أنها أسلوب جديد فى الصياغة اللغوية ولعرض الصور الذهنية . تعريف الجروب يوضح بجلاء نسبة الومضة الى القصة ..) هذه المجموعة مخصصة للقصة الومضة ( .. بينما النصوص المنشورة تعكس واقعا مختلفا . فكلها بعيدة كل البعد عن فنيات القصة , فهى فى عمومها صور ذهنية , تطرح صورة , أو علاقة سببية , بلغة تخلو من التوهج , يغلب عليها أسلوب الكتابة الصحفية .... وعلى العموم لو اعتبرنا الومضة قصة قصيرة , فالعبرة ليست بعدد الكلمات , بل باكتمال التجربة , وتوفر عناصر القص من شخصيات , وحدث , وصراع , أو مظهرا من مظاهر الإرادة الإنسانية , وزمان ومكان , فى إطار حبكة تؤدى إلى خاتمة تنفرج عندها شحنة التوتر لدى المتلقى .... والتكثيف الشديد لا يعد فى رأيى هدفا من أهداف القص . إنما هو أحد مهاراته . والتجربة المطروحة هى التى تحدد طول العمل أو قصره . والسعى الى صياغة قصة فى أقل عدد من الكلمات لا تعبر عم مهارة ولا تميز مالم تقتضى التجربة التكثيف . والكاتب القدير جمعه الفاخرى استطاع أن يطرح تجربة متكاملة فى نص من ثمانى كلمات بعنوان انكسار . والكاتب مالم يعايش التجربة . ويعطيها حقها مهما بلغت من طول فقد أساء إلى نصه بلجوئه الى تكثيف فى غير محله . وأنا أظن أن العبارات والنصوص غير المكتملة إنما تعبر عن قصور فى أدوات الكاتب , أو قصور فى فهمه لفنيات القص والظن بأن مجرد امتلاك اللغة يكفى لصياغة أدب جيد , أو رغبة فى انتاج نص سهل , أو فى أفضل الأحوال هو مسايرة لمنتجات ثورة الاتصالات من أجهزة حديثة لا تتوفر فيها امكانيات انتاج نص بالطول الذى يخدم التجربة . ..... أما لو تعاملنا مع الومضة بمعزل عن القصة القصيرة , باعتبارها فن مستحدث من فنون الكتابة , فيبدو أن الأصدقاء المغرمون بها يقيسون المهارة بالقدرة على انتاج الصورة بأقل عدد من الكلمات . ويكون السؤال المطروح ياصديقى خارج نطاق أهتمام أصحاب الومضة . لأنى أرصد الومضة والاحظ أن التبارى ينصب حول مهارة التكثيف دون النظر الى نضج الطرح حتى أن أحدهم كتب ) يبس , قومه , انكسر ( .. لكن هؤلاء الأصدقاء يتغافلون عن واقع أن الاقتصاد الشديد فى اللغة يجبرهم على الوقوع فى المباشرة , وهى نقيض الفن . ويلجئهم الى التعامل مع الصورة من السطح , دون الخوض فى عمق التجربة . وهم أعلبهم يعوزهم توهج اللغة التى يمكنها على الأقل أن تقرب نصوصهم من فنيات الشعر . كما أن الاقتصاد الشديد يضطرهم الى طرح صورهم بشكل ذهنى محض , بينما يتعامل الفن مع وجدان المتلقى . وفى النهاية أعتذر اليك صديقى العزيز عباس , أن وضعت الإجابة على سؤالك فى خلفية المشهد . حيث رأيت أن الأولى هو الاهتمام بالبحث فى هوية الومضة , ونسبتها بشكل واضح الى أصل من أصول فنون الكتابة لعلَّها الدهشة ؛ تلك التي تمسكُ بأيدي قلوبنا وتجرُّها خلفها إلى جزرِ الفرحِ ، وأرخبيلاتِ الحلمِ ، تمامًا كما تفعل الأمَّهاتِ بصغارهنَّ عندَ أوَّلِ يومٍ مدرس ي .. الومضة .. تمارسُ مع قلوبنا فعلَ الفرح ذاته .. أعني جرَّنا إليه قلوبًا وعقولاً . فلقد غدتِ الومضةُ مالئةَ الصفحات والمنتدياتِ ، وشاغلةَ الساردين .. !! لعلَّها آخرُ موضاتِ السَّردِ الحديثِ .. وآخرُ صرعاتِهِ .. وآخرُ قفزاتِهِ المغامرةِ .. فمن أين يومضُ هذا البرقُ السَّرديُّ ..!؟ من أين جاءت ..؟ وكيف انتشرت نارًا في هشيمِ السَّردِ العربيِّ الرَّاهنِ بكلِّ هذه الفداحَةِ ؟ ولماذا استشرَتْ ..؟ ماذا عن تاريخيَّتها ..؟ وهل كلُّ ما يكتب باسمها زعمًا هو كذلك ..؟ هل تنتمي حقيقةً لأسرة السَّردِ العريقة .. ؟ أم أنها ألحقت بها ظلمًا كما نسبت ظلمًا )واو ( إلى عمرو ..!؟ أسئلةٌ كثيرةٌ تومضُ في أعماقنا عنها .. والسؤال نافذة مضيئة على الدهشة .. وعلى الحقيقة وعلى الفلسفة .. لكنَّ ومض الإجاباتِ أكثرُ صعوبَةٍ .. فهي مثل كثيرٍ من الفنون السرديَّة المستحدثة ، لا تزال الومضة تحتاج إلى تعريفٍ شافٍ كافٍ .. وإلى توصيفٍ وظيف ي يفكُّ التَّشابكَ الأجناسيَّ مع القصَةِ القصيرة جدًّا والشِّعر الحرِّ والهايكو والشَّذرة ، والخاطرة ، والطرفة والنكتة والخبر ، والمثل .. وغيرها ... ومن أجلِ التَّحوُّطِ الواجبِ منِ التباسِ هويَّاتِ النُّصوصِ ؛ فهذا الخلط القائم بينَ هذه الفنونِ السَّرديَّةِ جميعها ، المتقاربَةِ بِنيةً وشكلاً وحجمًا وشروطًا وعناصرَ ، يربكُ السَّاردينَ ، والمتلقِّينَ على ح د سواءٍ ، ويدخلُ المُصَنَّفَ الإبداعيَّ نفسَهُ في دوَّامَةِ القلقِ .. وضبابيَّةِ الهُوِيَّةِ .. والتباسِ التَّصنيفِ والتَّعريفِ . فهذه الفنون المتقاطعة / المتماهية ، هي أشبهُ بالتَّوائم ، وينبغي علينا تسمية هذه التوائم للتفريق بينها ، وتمييزها عن بعضها البعضِ . وتأسيسًا على هذا ؛ فلا تزال ) الومضة ( الأدبيَّة تحتاج من منظِّريها ، وكتَّابها ذوي الخبرةِ والدِّربَةِ والدِّرايَةِ ، تحديدَ تضاريسها ، وإبانَةَ ملامِحِها ، وتوضيحَ مزاياها وخصائصِها. فاستسهالُ كثيرٌ منَ الكتَّابِ لهذا الفنِّ ) الومضة ( يجعلُ منه فنًّا مستسهلاً ومستهلكًا .. ومنتهكًا .. مسعِّرًا سردَّهُ لكلِّ لكماتِ الأقلامِ المراودةِ من غير ذوي المواهب الحقيقيَّة ، ففي كثيرٍ من الصفحاتِ الأدبيَّة المعنيَّةِ بهذا الفنِّ نصدمُ بكثيرٍ منَ الغثِّ ، أما السَّمينُ المُبتغى ، والحَسَنُ المُشتهى فلا نكادُ نعثرُ عليهِ إلاَّ بعدَ عناءٍ وطولِ بحثٍ وانتظارٍ ، وذلك – فيما أعتقد – راجعٌ لسببينِ اثنينِ : انتفاءُ الموهبة الحقيقيَّة وانعدامها لدى عددٍ غيرِ يسيرٍ منَ المقلِّدينِ ، والموهومين بالإبداعِ الذين أتاح لهم هذا الفضاء الإلكتروني مطمحَ الظهور ، وأباحَ لهما مطمع الانتشار حتَّى وإن كان مجرَّد توهُّمٍ ..!! وثانيها لاضطرابِ المصطلحِ ، وضبابيَّةِ التَّعريفِ ، وغيابِ التِّوصيفِ الوظيفيِّ الذي يوضِّحُ البرزخَ الفنِّي بينَ جملةٍ منَ الفنونِ السَّرديَّةِ تتعانقُ حدَّ التماهي ، وتتشابَهُ حدَّ التَّوأمةِ .. لذا فحاجتُنا جدُّ ملحَّةٍ لتحديدِ المصطلحاتِ ، وتوضيحِ الخصائصِ والسِّماتِ الفنِّيَّةِ التي تفصلُ بين هذه الفنونِ ، وتكفلُ لكلِّ منها شكلَهُ ومزاياه ، من غيرِ فلسفةٍ وأستذةٍ ما يمكِّنُ محبِّي هذه الفنونِ ، كتَّابًا ونَاشئةً ودارسي الأدبِ عامَّةٍ ، منَ التمييزِ بينَ حزمةِ السُّرودِ المتشابهةِ / المتشابكة .. وللاطمئنانِ على عدمِ التباسِ هويَّاتِ سرودِنا مرَّةً أخرى .. ولعلَّ النقَّادَ الجادَّينَ ، والأكاديميِّينَ ، والسُّرَّادَ ، والكتَّابَ الحاذقينَ الموغلينَ في حُبِّ هذا الفنِّ كتابةً وتعاطيًا ، أن يضعوا القواعدَ المتينةَ الواضحةَ التي تُحَقَّقُ بها الغاياتُ السَّالفَةُ . ولعلَّ مجموعةَ ) سنا الومضة ( وهي تدأبُ إلى ترقيةِ هذا الفنِّ الإبداعيِّ الماتع بمشرفيها ومبدعيها ونقَّادِها الأجلاَّء ، لعلَّها قادرةٌ بجهودٍ متكاتفةٍ على حيازةٍ السَّبقِ في رسمِ خارطةِ طريقٍ آمنةٍ تصلُ بنا إلى ثوابتَ فنَّيةً ترسِّخُ أركانَ هذا الفنِّ .. وتمتِّنُ كيانَهُ المتفرَّد .. وتحفظُ حدودَهُ الفنيَّة من الاختراقِ .. وجهات نظر حول مفهوم الومضة محسن الطوخي جمعة الفاخري 13 | سنا القصة الومضة | نوفمبر 2014
  • 17. نلتقي لنرتقي 14 | سنا القصة الومضة | نوفمبر 2014
  • 18. نلتقي لنرتقي 15 | سنا القصة الومضة | نوفمبر 2014
  • 19. نلتقي لنرتقي 16 | سنا القصة الومضة | نوفمبر 2014